دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > البلاغة > عقود الجمان

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 صفر 1433هـ/22-01-2012م, 09:10 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي أقسام التشبيه

أَقْسَامُ التَّشْبِيهِ
626 فَبِاعْتِبَارِ الطَّرَفَيْنِ مُفْرَدُ = بِمُفْرَدٍ كِلاَهُمَا مُقَيَّدُ
627 أَمْ لاَ أَوِ الْخِلاَفُ فِيهِمَا حَصَلْ = كَـ"الشَّمْسُ كَالْمِرْآةِ فِي كَفِّالْأَشَلْ"
628 وَذُو تَرَكُّبٍ بِهِ وَمُفْرَدِ = وَعَكْسُهُ وَالطَّرَفَيْنِ فَاعْدُدِ
629 بِالْمُشْبَهَاتِ فَابْدَأَنْ أَوْ لاَ، تَحِقْ = وَالْأَوَّلُ الْمَلْفُوفُ وَالثَّانِي فُرِقْ
630 كَـ"النَّشْرُ مِسْكٌ وَالْوُجُوهُ أَنْجُمُ = والرِّيقُ خَمْرٌ وَالْبَنَانُ عَنَمُ
"
631 وَإِنْ تُعَدِّدْ أَوَّلاً فَالتَّسْوِيَهْ
= أَوْ ثَانِيًا تَشْبِيهَ جَمْعٍ سَمِّيَهْ
632 وَبِاعْتِبَارِ الْوَجْهِ تَمْثِيلٌ غَدَا = مُنْتَزَعًا مِنْ عَدَدٍ وَقَيَّدَا
633 بِكَوْنِهِ غَيْرَ الْحَقِيقِيْ يُوسُفُ = وَغَيْرُ تَمْثِيلٍ لَهُ مُخَالِفُ
634 وَمُجْمَلٌ مَا وَجْهُهُ لَمْ يُذْكَرِ = فَظَاهِرٌ وَذُو خَفًا بِالنَّظَرِ
635 فَمِنْهُ مَا مِنْ وَصْفِ طَرْفَيْهِ عَرَى = أَوْ مُشْبَهٍ أَوْ وَصْفُ كُلٍّ ذُكِرَا
636 وَغَيْرُهُ مُفَصَّلٌ، وَالْمُبْتَذَلْ = فِيهِ إِلَى مُشَـبَّهٍ بِهِ انْتَقَلْ
637 مِنْ غَيْرِ تَدْقِيقٍ وَغَيْرُهُ الْغَرِيبْ = إِذْ وَجْهُهُ فِي ظَاهِرٍ غَيْرُ قَرِيبْ
638 لِكَثْرَةِ التَّفْصِيلِ أَوْ حُضُورِ
= مُشَبَّهٍ بِهِ عَلَى نُدُورِ
639 لِبُعْدِ مَا نَاسَبَ أَوْ وَهْمِيَّا = يَأْتِيكَ أَوْ مُرَكَّبًا عَقْلِيَّا
640 كَذَا خَيَالِيًّا كَذَاكَ الْحِسِّي = تَكْرَارُهُ قَلَّ كَبَيْتِ الشَّمْسِ
641 وَكَثْرَةُ التَّفْصِيلِ أَنْ يَنْظُرَ فِي = أَكْثَرَ مِنْ وَصْفٍ وَأَوْجُهًا يَفِي
642 أَعْرَفُهَا أَخْذُكَ بَعْضًا وَتَدَعْ = بَعْضًا وَأَنْ تَعْتَبِرَ الْكُلَّ وَمَعْ
643 كَثْرَتِهُ فَهْوَ الْبَلِيغُ وَالْغَرِيبْ = لِبُعْدِهِ وَقَدْ يُجَاءُ فِي الْقَرِيبْ
644 بِنُكْتَةٍ تُغْرِبُهُ كَذِكْرِ
= شَرْطٍ وَمَا مُحَسِّنٌ ذُو حَصْرِ
645 وَبِاعْتِبَارٍ فِي الْأَدَاةِ تُخْزَلُ = مُؤَكَّدٌ وَمَا عَدَاهُ مُرْسَلُ
646 وَبِاعْتِبَارِ غَرَضٍ فَإِنْ وَفَى
= إِفَادَةً كَأَنْ يَكُونَ أَعْرَفَا
647 بِوَجْهِهِ فِي حَالِهِ الْمُشْبَهُ بِهْ = أَوْ بَالِغَ التَّمَامِ فِي ذِي سَبَبِهْ
648 أَوْ حُكْمُهُ لَيْسَ مُخَاطَبٌ جَحَدْ
= فَذَاكَ مَقْبُولٌ وَمَا عَدَاهُ رَدْ
خَاتِمَةٌ
649 أَعْلاَهُ فِي الْقُوَّةِ حَذْفُ وَجْهِهِ = وَآلَةٍ أَوْ فَمَعَ الْمُشَبَّهِ
650 فَحَذْفُ وَجْهٍ أَوْ أَدَاةٍ هَكَذَا = وَقَدْ خَلاَ عَنْ قُوَّةٍ خِلاَفُ ذَا

  #2  
قديم 28 صفر 1433هـ/22-01-2012م, 10:06 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح عقود الجمان للسيوطي


أقسام التشبيه
[فباعتبار الطرفين مفرد = بمفرد كلاهما مقيد
أم لا أم الخلاف فيهما حصل = كالشمس كالمرآة في كف الأشل
وذو تركب به ومفرد = وعكسه والطرفين فاعدد
بالمشبهات فابد أن أو لا تحق = والأول الملفوف والثاني فرق
كالنشر مسك والوجوه أنجم = والريق خمر والبنان عندم
وإن تعدّد أو لا فالتسوية = أو ثانيًا تشبيه جمع سميه]
التشبيه له أقسام باعتبارات. فينقسم باعتبار طرفه إلى أربعة أقسام لأنه إما تشبيه مفرد بمفرد وهما مقيدان كقولهم لمن لا يحصل من سعيه على طائل هو كالراقم على الماء في المشبه الساعي مفرد مقيد بأن لا يحصل من سعيه على شيء والمشبه به الراقم مقيد بكون رقمه على الماء لأن وجه الشبه هو التسوية بين الفعل وعدمه وهو موقوف على اعتبار هذين القيدين أو غير مقيدين كتشبيه الخد بالورد أو مختلفين نحو * والشمس كالمرآة في كف الأشل * المشبه به وهو المرآة مقيد بكونه في كف الأشل بخلاف المشبه وهو الشمس وعكسه نحو المرآة في كف الأشل كالشمس وإما تشبيه مركب بمركب بأن يكون كل من الطرفين كيفية حاصلة من مجموع أشياء قد تضامت وتلاصقت حتى صارت شيئًا واحدًا كما تقدم في قوله كأن مثار النقع البيت وإما تشبيه مركب بمفرد كقوله:
يا صاحبي تقصيا نظريكما = تريا وجوه الأرض كيف تصور
تريا نهارا مشمسا قد شابه = زهر الربا فكأنما هو مقمر
فالمشبه وهو نهار مشمس شابه زهر الربا مركب والمشبه به مفرد وهو مقمر أو عكسه أي تشبيه مفرد بمركب كما مر من تشبيه الشقيق وهو مفرد بأعلام ياقوت نشرن على رماح من زبرجد وهو مركب من عدة أمور. وينقسم باعتبار تعدد الطرفين أيضًا إلى أربعة أقسام فإن تعدد أو بدئ
[شرح عقود الجمان: 86]
بالمشبهات أولاً ثم بالمشبهات بها فملفوف كقوله:
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا = لدى وكرها العناب والحشف البالي
شبه الرطب واليابس من قلوب الطير بالعناب والحشف البالي، ومنه في تشبيه ثلاثة بثلاثة قوله:
ليل وبدر وغصن * شعر ووجه وقد = خمر ودر وورد * ريق وثغر وخد
وأربعة بأربعة قول الشاعر:
ثغر وخد ونهد وإحمرار يد = كالطلع والورد والرمان والبلح
وخمسة بخمسة قول أبي الفرج الواوا:
قالت متى الظعن يا هذا فقلت لها = إما غدا زعموا أو لا فبعد غد
فأمطرت لؤلؤًا من نرجس وسقت = وردا وعضت على العناب بالبرد
وستة بستة قول ابن جابر:
إن شئت ظبيا أو هلالا أو دجى = أو زهر غصن في الكثيب الأملد
فلاحظها ولوجهها ولشعرها = ولخدها والقد والردف اقصد
وسبعة بسبعة قول النجم البارزي:
يقطع بالسكين بطيخة ضحى = على طبق في مجلس لأصاحبه
كشمس ببرق قد بدا وأهله = لدى هالة في الأفق بين كواكبه
وثمانية بثمانية قول الآخر:
خدود وأصداغ وقد ومقلة = وثغر وأرياق ولحن ومعرب
وورد وسوسان وبان ونرجس = وكأس وجريال وجنك ومطرب
وعشرة بعشرة قوله:
فرع جبين محيا معطف كفل = صدغ فم وجنات ناظر ثغر
ليل هلال صباح بانة كثب = آس إقاح شقيق نرجس در
وإن أتى بمشبه ومشبه به ثم بآخر وآخر فمفروق كقوله:
النشر مسك والوجوه دنا = نير وأطراف الأكف عنم
وإن تعدد الأول فقط أي المشبه دون المشبه به فتشبيه تسوية كقوله:
صدغ الحبيب وحالي = كلاهما كالليالي
أو الثاني: أي المشبه به دون المشبه فتشبيه جمع كقوله:
كأنما يبسم عن لؤلؤ = منضد أو برد أو إقاح
[وباعتبار الوجه تمثيل غدا = منتزعا من عدد وقيدا
بكونه غير الحقيقي يوسف = وغير تمثيل له مخالف
ومجمل ما وجهه لم يذكر = فظاهر وذو خفا بالنظر
فمنه ما من وصف طرفيه عرا = أو مشبه أو وصف كل ذكرا
وغيره مفصل والمبتذل = فيه إلى مشبه به انتقل
من غير تدقيق وغيره الغريب = إذ وجهه في ظاهر غير قريب
[شرح عقود الجمان: 87]
لكثرة التفصيل أو حضور = مشبه به على ندور
لبعد ما ناسب أو وهميا = يأتيك أو مركبا عقليا
كذا خياليا كذاك الحسي = تكراره قل كبيت الشمس
وكثرة التفصيل أن ينظر في = أكثر من وصف وأوجها بفي
أعرفها أخذك بعضا وتدع = بعضا وإن تعتبر الكل ومع
كثرته فهو البليغ والغريب = لبعده وقد يجاء في القريب
* بنكتة تغربه كذكر = شرط وما محسن ذو حصر]
ينقسم التشبيه باعتبار وجهه إلى تمثيل وغيره فالأول ما كان وجه الشبه فيه وصفا منتزعا من متعدد كما سبق من تشبيه الثريا ومثار النقع وغير ذلك وكقوله:
اصبر على مضض الجو = د فإن صبرك قاتله
كالنار تأكل نفسها = إن لم تجد ما نأكله
شبه الحسود المتروك بغائلته بالنار التي لا تمد بالحطب فيسرع إليه الفناء وقيده السكاكي بكونه غير حقيقي كما في تشبيه مثل اليهود بمثل الحمار فإن وجه التشبيه هو حرمان الانتفاع بأبلغ نافع مع الكد والتعب في حمله فهو وصف مركب من متعدد عائد إلى التوهم. والثاني بخلافه وهو ما لا يكون وجهه منتزعًا من متعدد ويزيد السكاكي ولا يكون وهميا واعتباريًا بل حقيقيًا فتشبيه الثريا بالعنقود المنور تمثيل عند الجمهور دونه. وينقسم أيضًا باعتباره إلى مجمل ومفصل: فالأول ما لم يذكر وجهه وهو ظاهر يفهمه كل أحد كزيد أسد: أي في الشجاعة. وخفى لا يدركه إلا الخواص بالنظر كقول فاطمة الأتمارية فيما رواه المبرد في الكامل أنها لما سئلت عن بنيها وهم عمارة وربيع وقيس وأنس أيهم أفضل؟ فقالت عمارة لا بل فلان ثم قالت ثكلتهم إن كنت أعلم أيهم أفضل هم كالحلقة المفرغة لا يدري أين طرفاها: أي هم متناسبون في الشرف كما أن الحلقة متناسبة الأجزاء في الصورة بحيث يمتنع تعيين بعضها طرفا وبعضها وسطا، ثم من الجمل ما لم يذكر فيه وصف المشبه ولا المشبه به أي الوصف المشعر بوجه التشبيه ومنه ما ذكر فيه وصفها ومنه ما ذكر فيه وصف المشبه به فقط فالأول نحو زيد أسد والثاني كقوله:
صدفت عنه فلم تصدف مواهبه = عني وعاوده ظني فلم يخب
كالغيث إن جئته وافاك ريقه = وإن ترحلت عنه لج في الطلب
وصف المشبه به وهو الغيث بأن يصيبك جئته أو ترحلت عنه والمشبه وهو الممدوح بالإعطاء حال الطلب وعدمه والإقبال والإعراض. والثالث كقولها هم كالحلقة المفرغة لا يدري أني طرفاها، أما المفصل فهو ما ذكر وصفه كقوله:
وثغره في صفاء = وأدمى كاللآلى
وربما يتسامح بذكر ما يستلزمه كقولهم للكلام الفصيح هو كالعسل في الحلاوة فإن الجامع لازمها وهو ميل الطبع. وينقسم أيضًا باعتباره إلى قريب مبتذل وبعيد غريب، فالأول ما ينتقل فيه من المشبه إلى المشبه به من غير تدقيق نظر لظهور وجهه في بادئ الرأي لكونه أمرًا إجماليًا فإن الجملة أسبق إلى نفس من التفصيل لأن الشيء يدرك إجمالاً أولاً، ثم إن أمعن النظر أدرك تفصيله
[شرح عقود الجمان: 88]
أو ككون التفصيل مع غلبة حضور المشبه به في الذهن مطلقًا لتكراره على الحس كتشبيه الشمس بالمرآة المجلوة في الاستذارة والاستنارة أو عند حضور المشبه لقرب المناسبة كتشبيه الجرة الصغيرة بالكوز في المقدار والشكل وإنما كان مبتذلاً مع أن فيه تفصيلاً لمعارضة التكرار والقرب للتفصيل، والبعيد ما لا ينتقل فيه إلا بعد فكرة ونظر لخفائه وذلك إما لكثرة التفصيل فيه كقوله:
* والشمس كالمرآة في كف الأشل * كما سبق تقريره أو لندور حضور المشبه به إما عند حضور المشبه لبعد المناسبة كما في تشبيه البنفسج بنار الكبريت أو مطلقًا لكونه وهميًا كقوله:
* ومسنونة زرق كأنياب أغوال * أو مركبا عقليا كما تقدم في مثل أو مركبا خياليا كما في تشبيه الشقيق بأعلام ياقوت نشرن على رماح من زبرجد، أو قليل التكرار على الحس كقوله:
* والشمس كالمرآة في كف الأشل * فربما يقضي الرجل دهره ولا يتفق له أن يرى مرآة في كف أشل فالغرابة فيه من جهة الندور ومن جهة كثرة التفصيل والمراد بالتفصيل أن ينظر في أكثر من وصف أي اثنين فصاعدا وله وجوه فاعرفها ومن وجهة أن تأخذ بعض الأوصاف وتدع بعضا كقوله في الرمح:
حملت ردينيا كأن سنانه = سنا لهب لم يتصل بدخان
فاعتبر في اللهب الشكل واللون واللمعان وترك الاتصال بالدخان ونفاه وأن تعتبر الجميع كما تقدم في تشبيه الثريا بالعنقود وكلما كان التركيب من أمور أكثر كان التشبيه أبعد من الذهن وأبلغ لغرابته ولأن نيل الشيء بعد طلبه ألذ كقوله تعالى {إنما مثل الحياة الدنيا إلى قوله كأن لم تغن بالأمس} فإنها عشر جمل وقع التركيب من مجموعها بحيث لو سقط منها شيء اختل التشبيه إذ المقصود تشبيه حال الدنيا في سرعة تقضيها وانقراض نعيمها واغترار الناس بها بحال ماء نزل من السماء وأنبت أنواع العشب وزين بزخرفها وجه الأرض كالعروس إذا أخذت الثياب الفاخرة حتى إذا طمع أهلها فيها ظنوا أنها مسلمة من الجوائح أتاها بأس الله فجأة فكأنها لم تكن بالأمس وقال ابن المعتز:
كأنا وضوء الصبح يستعجل الدجى = نظير غرابا ذا قوادم جون
شبه ظلام الليل عند انفجار الصبح بغربان لها قوادم بيض ثم جعل قوة ظهور الضوء ودفعه الظلام كأنه يستعجله ثم راعى معنى الاستعجال في قوله نطير غرابا لأن الطائر إذا أزعج كان أسرع منه في الطيران إذا كان على اختيار منه، وقد يتصرف في التشبيه القريب بما يجعله غريبا ويخرجه عن الابتذال كذكر شرط ويسمى التشبيه المشروط كقوله:
عزماته مثل النجوم ثواقبا = لو لم يكن للثاقبات أفول
تشبيه العزم بالنجم مبتذل إلا أن اشتراط عدم الأفول أخرجه إلى الغرابة، ومثله قول الآخر
يكاد يحكيك صوب الغيث منسكبا = لو كان طلق المحيا يمطر الذهبا
والدهر لو لم يخن والشمس لو نطقت = والليث لو لم يصد والبحر لو عذبا
وقوله:
لم تلق هذا الوجه شمس نهارنا = إلا بوجه ليس فيه حياء
فتشبيه الوجه بالشمس مبتذل إلا أن حديث الحياء وما فيه من الدقة والخفاء أخرجه إلى الغرابة وقوله:
فوالله ما أدري أزهر خميلة = بطرسك أم در يلوح عن نحر
فإن كان زهرا فهو صنع سحابة = وإن كان درا فهو من لجة البحر
فإن تشبيه الحظ الحسن بالزهر والدر مبتذل لكن لما قيد الزهر بقوله خميلة وقوله يلوح على نحر ثم
[شرح عقود الجمان: 89]
ضم إليه التعليل بقوله صنع سحابة ولجة البحر خرج إلى الغرابة والحسن ومثله:
إن كان خطك درا = فليس ذلك نكرا
لأن كفك بحر = والبحر يقذف درا
وقال الآخر:
وملتفتات في النقاب كأنما = هززن سيوفا وانتضين خناجرا
سفرن بدورا وانتقين أهلة = ومسن غصونا والتفتن جا ذرا
فإن أخذ مع التشبيه معنى كل قيد من القيود زاد حسنا وكمالاً. ومما يخرج إلى الحسن الجمع بين عدة تشبيهات كقوله:
أنا من خده وعينيه والثغر = ومن ريقه البعيد المرام
بين ورد ونرجس وتلالى = اقحوان وبابلي المدام
[وباعتبار في الأداة يخزل = مؤكد وما عداه مرسل]
ينقسم التشبيه باعتبار أداته إلى مؤكد وهو ما حذفت فيه الأداة كقوله تعالى {وهي تمر مر السحاب} أي مثل مر السحاب وقول الشاعر:
والريح تعبث بالغصون وقد جرى = ذهب الأصيل على لجين الماء
وإلى مرسل وهو ما لم تحذف فيه الأداة:
[وباعتبار غرض فان وفي = إفادة كأن يكون أعرفا
بوجهه في حالة المشبه به = أو بالغ التمام في ذي سببه
أو حكم ليس مخاطب جحد = فذاك مقبولوما عداه رد]
ينقسم التشبيه باعتبار الغرض إلى مقبول ومردود فالأول الوافي بإفادة الغرض كأن يكون المشبه به أعرف شيء بوجه التشبيه في بيان حاله أو أتم شيء فيه في إلحاق الناقص بالكامل أو مسلم الحكم عند المخاطب في بيان إمكانه أو مساويًا له في بيان قدره والمردود بخلافه مثاله تشبيه الشيء بالمسك في الرائحة فإنه مقبول لأن المسك أعرف الأشياء فيها ولو شبه به في السواد لكان مردودًا لأنه ليس معروفًا من هذه الجهة عرفانه من تلك قال عبد الباقي اليمني في كتابه اللهم إلا أن يذكر الغرض مصرحًا به كقول القائل:
أشبهك المسك وأشبهته = في لونه قائمة قاعده
لا شك إذ لونكما واحد = أنكما من طينة واحدة
غرضه ذكر اللون لأن محبوبته سوداء وعلل ذلك بكونهما من طينة واحدة.
خاتمة
[أعلاه في القوة حذف وجهه = وآلة أو ذاك مع مشبه
فحذف وجه أو أداة هكذا = وقد خلا عن قوة خلاف ذا]
تقدم أن أركان التشبيه أربعة فالمشبه به مذكور قطعا والمشبه إما مذكور أو محذوف وعلى التقديرين فوجه الشبه إما مذكور أو محذوف وعلى التقادير فالأداة إما مذكورة أو محذوفة فهي ثمان مراتب وأعلاها في قوة المبالغة ما حذف فيه وجهه وأداته فقط نحو زيد أسد أو مع حذف المشبه نحو أسد في مقام الإخبار عن زيد ويليه ما حذف الوجه فقط أو الأداة فقط أو مع حذف المشبه وهو معنى
[شرح عقود الجمان: 90]
قولي هكذا نحو زيد كالأسد ونحو كالأسد في مقام الإخبار عن زيد ونحو زيد أسد في الشجاعة ونحو أسد في الشجاعة عند الإخبار عن زيد ولا قوة لخلاف ذلك بأن تذكر الأداة والوجه إما مع المشبه أو بدونه نحو زيد كالأسد في الشجاعة ونحو كالأسد في الشجاعة خبرا عن زيد لأن القوة إما لعموم وجه الشبه ظاهرا أو لحمل المشبه به على المشبه بأنه هو هو فما اشتمل على الوجهين جميعا فهو غاية القوة وما خلا عنهما فلا قوة له وما اشتمل على أحدهما فقط فهو متوسط.
فائدة. الحاص من أنواع التشبيه السابقة: ملفوف ومفروق وتسوية وجمع وتمثيل وتفضيل ومؤكد ومشروط ومقلوب وفي روضة الفصاحة التشبيه سبعة: معلق ومشروط وتفضيل ومؤكد وعكس وإضمار وتسوية وفسر التفضيل بأن تشبه شيئًا بشيء ثم تفضله عليه كقوله:
حسبت جماله بدرا منيرا = وأين البدر من ذاك الجمال
قال الشيخ بهاء الدين وفيه نظر بل فيه رجوع عن التشبيه وسيأتي في البديع وفسر العكس بأن يشبه كلا من الشيئين بالآخر كقوله:
رق الزجاج وراقت الخمر = فتشابها وتشاكل الأمر
فكأنما خمر ولا قدح = وكأنما قدح ولا خمر
وفسر الإضمار بأن يذكر قضية ويذكر بعدها أخرى لارتباط لها بها دون إضمار التشبيه فيكون مضمرا مقصودا كقوله:
وأخصب آمالي بفيض يمينه = وهل تجدب الآفاق والغيث هطال

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أقسام, التشبيه

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir