دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > خطة التأسيس العلمي > صفحات الدراسة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 28 ربيع الثاني 1436هـ/17-02-2015م, 03:23 AM
صفاء الكنيدري صفاء الكنيدري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 728
افتراضي

الدرس السابع: بيان معنى الكفر بالطاغوت
قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)
فاجتناب عبادة الطاغوت وإخلاص العبادة لله تعالى وحده لا شريك له هو معنى التوحيد ولا يكون المرء مسلما موحدا حتى يكفر بالطاغوت.
والطاغوت هو كل ما يعبد من دون الله تعالى ، سواء أكانت عبادته بدعائه، والاستعانة به، والتوكل عليه، والذبح له، والنذر له، أم باتباعه في تحليل الحرام وتحريم الحلال، أم بالتحاكم إليه والرضا بحكمه .
فالطاغوت هو: الذي بلغ في الطغيان مبلغا عظيما فصد عن سبيل الله كثيرا وأضل إضلالا كبيرا.
والطواغيت التي تعبد من دون الله تعالى كثيرة، وأشهر الأصناف وأكثرها طغيانا وصدا عن سبيل الله ثلاثة:
1-الشيطان الرجيم/ وهو أصل كل شرك وطغيان
قال تعالى: ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيد)
واجتناب هذا الطاغوت يكون بالاستعاذة بالله منه، والحذر من كيده، وعدم اتباع خطواته، فهو عدو مضل مبين(كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير)
وتولي الشيطان يكون باتباع خطواته وتصديق وعوده واستشراف أمانيه وفعل ما يزينه من المعاصي، والإعراض عن هدى الله تعالى؛ فمن فعل ذلك فقد تولى الشيطان.
2-الأوثان التي تعبد من دون الله عز وجل
وهذه الطواغيت أنواع:
فمن الأوثان: الأصنام والتماثيل التي تنحت على شكل صور، فمن المشركين من يزعم أنها تنفع وتضر، ومنهم من يزعم أنها تشفع لمن يدعوها ويتقرب إليها بالذبح والنذر وسؤال الحاجات.
قال تعالى: (أتعبدون ما تنحتون ، والله خلقكم وما تعملون)
ومن الأوثان: بعض الأشجار والأحجار المعظمة التي يعتقد فيها بعض المشركين اعتقادات كفرية، فيعتقدون فيها النفع والضر وأنها تشفع عند الله عز وجل لمن يدعوها ويتقرب إليها.
ومن الأوثان: القبور والمشاهد والأضرحة والمقامات التي تعبد من دون الله عز وجل، فيطاف حولها تقربا لها، ويذبح لها، وتقدم لها النذور والأموال، ويكون لبعضها سدنة وخدام يصدون عن سبيل الله، ويأكلون أموال الناس بالباطل، ويزينون لهم سؤال الموتى قضاء الحاجات ودفع البلاء.
قال صلى الله عليه وسلم: ( اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد)
واتخاذ القبور مساجد هو أن يصلى عليها، أو يصلى إليها، أو يبنى عليها مسجد؛ فمن فعل واحدة من هذه الثلاث فقد وقع في المحذور.
ومن الأوثان: ما يرمز للشرك وعبادة غير الله عز وجل من الشعارات والتعاليق، ففي سنن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في عنق عدي بن حاتم صليبا من ذهب فقال له: (يا عدي ، اطرح عنك هذا الوثن)
فكل ما يعبد من دون الله عز وجل فهو طاغوت، سواء أكان صنما أم شجرا أم حجرا أم قبرا أم غيره.
3-من يحكم بغير ما أنزل الله
كل من كان له سلطان على الناس في بلد من البلدان فأعرض عن تحكيم شرع الله عز وجل فيهم، ووضع لهم أحكاما يحكم بها عليهم من تلقاء نفسه؛ فيحل لهم ما حرم الله ، ويحرم عليهم ما أحل الله ؛ فهو طاغوت يريد أن يعبد من دون الله عز وجل ، وعبادته طاعته في تحليل الحرام وتحريم الحلال ودليل ذلك ما صح عن عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ قول الله تعالى : (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)
قال: فقلت : أنا لسنا نعبدهم
قال: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتستحلونه؟
قلت: بلى
قال: فتلك عبادتهم
ومن الطواغيت: الكهان والعرافون والسحرة الذين يدعون علم الغيب ويتحاكم إليهم الجهلة الضلال.
والإعراض عن حكم الله والتحاكم إلى شرعه، وطلب حكم الطواغيت هو من أعمال المنافقين.




الدرس الثامن: التحذير من الشرك وبيان أنواعه
قال تعالى: ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا)
وقال تعالى: (إن الشرك لظلم عظيم)
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم؟
قال : أن تجعل لله ندا وهو خلقك. (متفق عليه)
والشرك هو: عبادة غير الله تعالى، فمن دعا مع الله أحدا، دعاء مسألة أو دعاء عبادة فهو مشرك كافر؛ قد جعل لله شريكا وندا في عبادته؛ والله تعالى لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته، لا نبي مرسل، ولا ملك مقرب ، ولا غيرهما؛ فالعبادة حق لله وحده، قال الله تعالى: (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه)
والشرك هو أعظم ذنب عصي الله به، وهو أعظم ما نهى الله عنه ، وهو أكبر الكبائر، وأعظم الظلم، وهو نقض لعهد الله وميثاقه، وخيانة لأعظم الأمانات وأكبر الحقوق، وهو حق الله عز وجل فيما خلق الخلق لأجله، وهو عبادته وحده لا شريك له.
ومما يدل على عظيم خطر الشرك ووجوب الحذر منه، أن من أشرك بالله من بعد إسلامه حبط عمله وكان من الكافرين الخاسرين ، كأنه لم يعمل من قبل شيئا، فالله لا يقبل من مشرك عملا.
قال تعالى: (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين، بل الله فاعبد وكن من الشاكرين)
والشرك على قسمين:
أحدهما: الشرك الأكبر : ويكون في الربوبية والألوهية
أما الشرك الأكبر في الربوبية فهو: اعتقاد شريك لله تعالى في أفعاله من الخلق والرزق والملك والتدبير.
وأما الشرك الأكبر في الألوهية فهو: دعاء غير الله تعالى دعاء مسألة أو دعاء عبادة.
ويكون الشرك الأكبر بالقلب والعمل والقول.
مثال على الشرك الأكبر القلبي: اعتقاد أن للأوثان تصرفا في الكون، وأنها تعلم الغيب، وتنفع وتضر، ومحبة الأوثان والتوكل عليها والاستعانة بها كل ذلك من العبادات القلبية التي لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، فمن صرفها لغير الله تعالى فهو مشرك كافر
الشرك بالقول: دعاء الأوثان من دون الله ، والأقوال الكفرية التي يكون فيها تعظيم للأوثان ومدح لها، وافتراء الكذب على الله.
الشرك بعمل الجوارح: الذبح لغير الله عز وجل، والنذر له، والسجود له.
القسم الآخر: الشرك الأصغر، وهو ما كان وسيلة للشرك الأكبر وسمي في النصوص شركا من غير أن يتضمن صرفا للعبادة لغير الله عز وجل
ويكون بالقلب والقول والعمل:
مثال على الشرك الأصغر القلبي: اعتقاد السببية فيما لم يجعله الله سببا شرعا ولا قدرا، كاعتقاد نفع التمائم المعلقة في دفع البلاء ، والطيرة.
الشرك الأصغر العملي: الرياء بتحسين أداء الصلاة لطلب مدح الناس وإعجابهم على عبادته لله جل وعلا.
الشرك الأصغر القولي: قول ما شاء الله وشئت، والحلف بغير الله، وقول : ( مطرنا بنوء كذا وكذا)
والشرك الأصغر لا يخرج من الملة ولا يوجب الخلود في النار، ولكنه ذنب عظيم يجب على من وقع فيه أن يتوب منه، فإن لم يتب فقد عرض نفسه لسخط الله وأليم عقابه.
والشرك منه جلي وخفي
فالشرك الجلي هو/ الشرك البين الظاهر كدعاء غير الله تعالى، والذبح للأوثان، وسائر أفعال الشرك وأقواله الظاهرة.
والشرك الخفي/ منه أكبر وأصغر؛ فالشرك الخفي الأكبر هو أعمال الشرك الأكبر الخفية؛ كتعلق القلب بغير الله تعلقا أكبر بالالتجاء إلى غير الله والتوكل عليه واعتقاد النفع والضر فيه.
والشرك الخفي الأصغر مثاله ما يكون في القلب من نوع تعلق بالدنيا حتى يؤثرها على بعض الأعمال الواجبة أو يرتكب لأجلها بعض المحرمات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم) فسمى التعلق بالمال عبادة له.
ومن الشرك الخفي ما يكون فيه تقديم طاعة غير الله على طاعة الله من غير قصد عبادة غير الله أو تعلق القلب بغيره؛ وهذا أدق أنواع الشرك الخفي ، ولا يكاد يسلم منه أحد.
عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: انطلقت مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا أبا بكر ، للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل
فقال أبو بكر: وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلها آخر؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده، للشرك أخفى من دبيب النمل ، ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليلة وكثيرة
قال: قل اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم. (رواه البخاري)
وتحقيق التوحيد يكون بإسلام القلب والوجه لله تعالى فتكون طاعته لله، ومحبته لله ، وبغضه لله، وعطاؤه لله، ومنعه لله، وبذلك يكون المرء مؤمنا مستكمل الإيمان.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir