اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الكنيدري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بكم
-ممكن توضيح للخلاف في معنى قوله: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اختلف المفسّرون في إعراب "مَن" في قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} على قولين:
القول الأول: {من} فاعل وهو عائد إلى الله تعالى، والمعنى ألا يعلم الخالقُ خلقَه.
والقول الثاني: {من} مفعول به، وهو عائد إلى المخلوقين، والفاعل ضمير مستتر عائد إلى الله تعالى، والتقدير: ألا يعلم الله الذين خلقهم.
قال ابن القيّم رحمه الله: (وقد اختلف في إعراب {من خلق} هل هو على النصب أو الرفع؟
فإن كان مرفوعا فهو استدلال على علمه بذلك لخلقه له، والتقدير: أنه يعلم ما تضمنته الصدور، وكيف لا يعلم الخالق ما خلقَه، وهذا الاستدلال في غاية الظهور والصحة؛ فإن الخلق يستلزم حياة الخالق وقدرته وعلمه ومشيئته.
وإن كان منصوبا؛ فالمعنى ألا يعلم مخلوقَه، وذكر لفظة {من} تغليبا ليتناول العلمُ العاقلَ وصفاته.
وعلى التقديرين فالآية دالة على خلق ما في الصدور كما هي دالة على علمه سبحانه به)ا.هـ.