دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > علوم الحديث الشريف > مقدمة ابن الصلاح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 جمادى الأولى 1431هـ/4-05-2010م, 07:06 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي النّوع الحادي والستون: معرفة الثّقات والضّعفاء من رواة الحديث

النّوع الحادي والسّتّون: معرفة الثّقات والضّعفاء من رواة الحديث
هذا من أجلّ نوعٍ وأفخمه، فإنّه المرقاة إلى معرفة صحّة الحديث وسقمه، ولأهل المعرفة بالحديث فيه تصانيف كثيرةٌ:
منها ما أفرد في الضّعفاء: ككتاب الضّعفاء للبخاريّ، و الضّعفاء للنّسائيّ، و الضّعفاء للعقيليّ وغيرها.
ومنها في الثّقات فحسب: ككتاب الثّقات لأبي حاتم بن حبّان.
ومنها ما جمع فيه بين الثّقات والضّعفاء كتاريخ البخاريّ، و تاريخ ابن أبي خيثمة وما أغزر فوائده، وكتاب الجرح والتّعديل لابن أبي حاتمٍ الرّازيّ.
روّينا عن صالح بن محمّدٍ الحافظ جزرة قال: أوّل من تكلّم في الرّجال شعبة بن الحجّاج، ثمّ تبعه يحيى بن سعيدٍ القطّان، ثمّ بعده أحمد بن حنبلٍ، ويحيى بن معينٍ. وهؤلاء.
قلت: وهؤلاء يعني أنّه أوّل من تصدّى لذلك وعني به، وإلّا فالكلام فيه جرحًا وتعديلًا متقدّمٌ ثابتٌ عن رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - ثمّ عن كثيرٍ من الصّحابة والتّابعين فمن بعدهم، وجوّز ذلك صونًا للشّريعة، ونفيًا للخطأ والكذب عنها.
وكما جاز الجرح في الشّهود جاز في الرّواة، وروّيت عن أبي بكر بن خلّادٍ قال: قلت ليحيى بن سعيدٍ: أما تخشى أن يكون هؤلاء الّذين تركت حديثهم خصماءك عند اللّه يوم القيامة؟ فقال: لأن يكونوا خصمائي أحبّ إليّ من أن يكون خصمي رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقول لي: " لم لم تذبّ الكذب عن حديثي؟".
وروّينا - أو بلغنا - أنّ أبا ترابٍ النّخشبيّ الزّاهد سمع من أحمد بن حنبلٍ شيئًا من ذلك، فقال له: " يا شيخ ! لا تغتب العلماء، فقال له: ويحك ! هذا نصيحةٌ ليس هذا غيبةً".
ثمّ إنّ على الآخذ في ذلك أن يتّقي اللّه - تبارك وتعالى - ويتثبّت ويتوقّى التّساهل، كيلا يجرح سليمًا ويسم بريئًا بسمة سوءٍ يبقى عليه الدّهر عارها، وأحسب أبا محمّدٍ عبد الرّحمن بن أبي حاتمٍ - وقد
قيل إنّه كان يعدّ من الأبدال - من مثل ما ذكره خاف، فيما روّيناه أو بلغنا أنّ يوسف بن الحسين الرّازيّ وهو الصّوفيّ دخل عليه وهو يقرأ كتابه في الجرح والتّعديل، فقال له: كم من هؤلاء القوم قد حطّوا رواحلهم في الجنّة منذ مائة سنةٍ ومائتي سنةٍ وأنت تذكرهم وتغتابهم؟ فبكى عبد الرّحمن.
وبلغنا أيضًا أنّه حدّث وهو يقرأ كتابه ذلك على النّاس عن يحيى بن معينٍ أنّه قال: " إنّا لنطعن على أقوامٍ لعلّهم قد حطّوا رحالهم في الجنّة منذ أكثر من مائتي سنةٍ " فبكى عبد الرّحمن، وارتعدت يداه حتّى سقط الكتاب من يده.
قال المؤلّف: وقد أخطأ فيه غير واحدٍ على غير واحدٍ، فجرحوهم بما لا صحّة له.
من ذلك: جرح أبي عبد الرّحمن النّسائيّ لأحمد بن صالحٍ، وهو إمامٌ حافظٌ ثقةٌ، لا يعلق به جرحٌ، أخرج عنه البخاريّ في صحيحه، وقد كان من أحمد إلى النّسائيّ جفاءٌ أفسد قلبه عليه.
وروّينا عن أبي يعلى الخليليّ الحافظ قال: اتّفق الحفّاظ على أنّ كلامه فيه تحاملٌ، ولا يقدح كلام أمثاله فيه.
قلت: النّسائيّ إمامٌ حجّةٌ في الجرح والتّعديل، وإذا نسب مثله إلى مثل هذا كان وجهه أنّ عين السّخط تبدي مساوئ لها في الباطن مخارج صحيحةٌ تعمى عنها بحجاب السّخط، لا أنّ ذلك يقع من مثله تعمّدًا لقدحٍ يعلم بطلانه، فاعلم هذا فإنّه من النّكت النّفيسة المهمّة.
وقد مضى الكلام في أحكام الجرح والتّعديل في النّوع الثّالث والعشرين، واللّه أعلم.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحادي, النّوع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir