إجابة أسئلة المجموعة الأولى
س1: جمع النفس لطلب العلم والترقي فيه مهم لطالب العلم، وضح كيف يكون ذلك ؟
إنطالب العلم ينبغي عليه يجمع نفسه لطلب العلم فلا يشتتها يمينا ويسارا يوما يطلب العلم ثم يوما يفكر في أن يعمل شيئا آخر، فذلك ليس صحيحا، ينبغي أن يجمع النفس على الطلب ما دام مقتنعا بأن هذا هو المنهج والسبيل ، فيجمع نفسه عليه وأيضايجمع نفسه على الترقي فيه ، ولا يبقى ساكنا بل يفكر فيما وصل إليه من العلم ومن المسائلوالدلائل حتى يترقى شيئا فشيئا ، كما ينبغي عليه أن يستعين بمن يثق به من زملائه وإخوانه إذا احتاجتالمسألة إلى استعانة ولا يستحي أن يقول يا فلان ساعدني على تحقيق هذه المسألة بمراجعة الكتب الفلانية والفلانية، فالحياء يحرم بسببه الإنسان من العلم ، فلا ينال العلم مستح ، ولا مستكبر .
س2: ما موقف طالب العلم من خطإ شيخه؟
يقول الشيخ أبو بكر " وإذا بدا لك خطأٌمن الشيخِ ، أو وَهْمٌ فلا يُسْقِطُه ذلك من عَيْنِكَ فإنه سَبَبٌ لِحِرْمَانِكَ منعِلْمِه ، ومَن ذا الذي يَنْجُو من الخطأِ سالِمًا ؟ "
ولكن هنا يُثار سؤال هام وهو إذا بدا وهم أو خطأمن الشيخ ، هل يسكت طالب العلم أو ينبهه ؟ وإذا نبهه فهل ينبهه في مكان الدرس ؟ أو في مكان آخر ؟
فهذا يجب التزام الأدب فيه . فلا يجوز له أن يسكت على الخطأ لأن هذا ضرر عليه وعلى الشيخ , فإنه إذا نبهه على الخطأ وانتبه أصلح الخطأ .
كذلك الأمر في الوهم ، قد يتوهم الشيخ ، قد يسبق لسانه إلى كلمة لايريدها فلا بد من التنبيه ، ولكن يبقى هل ينبهه في مكان الدرس أم إذا خرج؟ فهنا ينظر للقرائن، قد تقتضي الحال أن ينبهه في الدرس ، أما إذا كانت المسألة أنه لا يسمع هذا الوهم أو هذا الخطأ إلا الطلاب ، فإنه من الأليق أن لا ينبه الشيخ في مكان الدرس ، بل إذا خرج بحيث يلتزم الأدب معه ويمشي معه ويقول : سمعت كذا وكذا فلا أدري أوهمت أنا في السمع أم أن الشيخ أخطأ ؟ إذن التنبيه على الخطأ والوهم حكمه واجب ولا بد منه، لأن السكوت إضراربالطالب وإضرار بالمعلم ، لكن أين يكون التنبيه؟حسب ما تقتضيه الحال .
س3: كيف يمكن أن يؤثر الطالب على نشاط الشيخ في درسه؟
أن يكون له همة وقوة في الاستماع إلى الشيخ واتباع نطقه حتى ينشط الشيخ على هذا , ولا يظهر للشيخ أنه قد ملّ وتعب بالاتكاء تارة والحملقة تارة ، أو تقليب الأوراق تارة . أو ما أشبه ذلك ،ولهذا ينبغي للإنسان أن لا يلقي العلم بين الطلبة ولا بين عامة الناس إلا وهم متشوقون له ، حتى يكون كالغيث أصاب أرضا يابسة فقبلته ، وأما أن يكره أو يفرض نفسه فهذا أمر لا ينبغي , أولا : لأن الفائدة تكون قليلة , وثانيا : ربما يقع في قلب السامع الذي أُكره على الاستماع يقع في قلبه كراهة إما للشخص وإما لما يلقيه الشخص وكلا الأمرين مر ، وأمرّهما أن يكره ما يلقيه الشخص . فعلى كل حال متى رأيت الناس متشوقين للكلام فتكلم وإذا رأيت الأمر لايناسب فلا تتكلم ولا تثقل على الناس.
وهنا يقول عن الخطيب البغدادي رحمه الله: " حق الفائدة أن لا تساق إلا إلى مبتغيها ولا تعرض إلا على الراغب فيها ، فإذا رأى المحدث بعض الفتور من المستمع فليسكت ، فإن بعض الأدباء قال : " نشاط القائل على قدر فهم المستمع " .
س4: اشرح العبارة التالية: "من دخل في العلم وحده، خرج وحده"
يفسر ذلك الشيخ أبو بكر فيقول : "مَن دَخَلَ في طَلَبِ العِلْمِبلا شيخٍ ، خَرَجَ منه بلا عِلْمٍ ، إذ العلْمُ صَنعةٌ ، وكلُّ صَنعةٍ تَحتاجُ إلى صانعٍ ، فلا بُدَّ إِذَنْ لتَعَلُّمِها من مُعَلِّمِها الحاذِقِ" .
من أراد أن يسلك سبيل العلم فلابد له من شيخ حتى يعبّد له الطريق ، ويمهد له المسلك ، فالعلم صناعة وتلك الصناعة تحتاج إلى معلم ماهر يعلم الإنسان خفايا تلك الصناعة ودقائقها ، فمن سلك طريق بلا معلم خرج من غير علم .
لكن إن لم يكن هناك شيخ يتلقى الإنسان على يديه العلم ؛ فليستعن بالله ويجمع النفس ويحرص عل الدأب ليل نهار ؛ عساه أن يبلغ ما يريد .