دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > التحبير في علم التفسير

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الأولى 1431هـ/14-04-2010م, 03:25 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي النوع الحادي والأربعون: المجاز

النوع الحادي والأربعون: المجاز
وهو فن عظيم متسع بالغت فيه العرب لاستعمالهم له كثيراً، ونفى الظاهرية وقوعه في القرآن، قالوا لأنه كذب، فإن قولك للبليد: هذا حمار كذب والقرآن منزه عنه، قلت: الذي قال هذا حمار، فقد اتفق أهل البلاغة على أن المجاز أبلغ من الحقيقة، وقد صنف العلماء في مجاز القرآن كتباً منهم: الشيخ عز الدين بن عبد السلام، وله أنواع كثيرة ذكر منها البلقيني نزراً يسيراً واقتصر على ما أورده أبو عبيد في أول غريبه وقد سردنا هنا من أنواعه ما لم يجتمع في كتاب:
الأول: الحذف والاختصار كقوله تعالى: {فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة..} أي: فأفطر فعدة، {أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون * يوسف أيها الصديق..} أي فأرسلوه فجاء فقال: يا يوسف، وكثر في القرآن حذف المبتدأ والخبر والمفعول والجواب نحو: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رءوف رحيم} أي: لعذبكم – {ولو ترى إذ وقفوا على النار} أي لرأيت أمراً عظيماً – {ق * والقرآن المجيد} أي لتبعثن أو نحو ذلك، وربما يطلق على هذا النوع الإضمار، وبعضهم يجعله قسيماً للمجاز لا قسماً منه، وقال العراقي: وهو أربعة: قسم يتوقف عليه صحة اللفظ ومعناه من حيث الإسناد نحو: {واسأل القرية} أي أهلها، إذ لا يصح إسناد السؤال إليها، وقسم يصح بدونه لكن يتوقف عليه شرعاً كآية المريض السابقة وقسم يتوقف عليه عادة لا شرعاً نحو: {اضرب بعصاك البحر فانفلق..} أي فضربه، وقسم يدل عليه دليل غير شرعي ولا هو عادة نحو: {فقبضت قبضة من أثر الرسول} دل الدليل على أنه إنما قبض من أثر حافر فرس الرسول، وليس في هذه الأقسام مجاز إلا الأول.
الثاني: الزيادة نحو: {ليس كمثله شيء} فالكاف زائدة، إذ القصد نفي المثل لا نفي مثل المثل – {لا أقسم} أي: أقسم، فلا زائدة.
{هل من خالق} أي: هل خالق. {ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه} أي فيما مكناكم. {فلما أسلما وتله للجبين وناديناه} الواو في: (وناديناه): زائدة لأنه جواب لما.
الثالث: التكرار وهو كثير نحو: {كلا سيعلمون * ثم كلا سيعلمون}.
الرابع: إطلاق واحد من المفرد والمثنى والجمع على آخر منها – فمثال إطلاق المفرد على المثنى: {والله ورسوله أحق أن يرضوه} أي يرضوهما فأفرد لتلازم الرضائين، وعلى الجمع {إن الإنسان لفي خسر} أي الأناسي بدليل الاستثناء منه – و{إن الإنسان خلق هلوعاً} بدليل: {إلا المصلين} – {والملائكة بعد ذلك ظهير} ومثال إطلاق المثنى على المفرد: {ألقيا في جهنم} أي ألق، وعلى الجمع: {ثم ارجع البصر كرتين} ومثال إطلاق الجمع على المفرد: {قال رب ارجعون} أي أرجعني وعلى المثنى: {قالتا أتينا طائعين} {قالوا لا تخف خصمان} {فإن كان له إخوة فلأمه السدس} فإنها تحجَب بالأخوين – {فقد صغت قلوبكما} أي قلباكما – {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث..} إلى أن قال: {وكنا لحكمهم شاهدين}.
الخامس: تذكير المؤنث تفخيماً له نحو: {فمن جاءه موعظة من ربه..}.
السادس: التقديم والتأخير، ومثل له البلقيني بتقديم المفعول والخبر وتأخير الفعل والفاعل، ومثّل له ابن قتيبة بأمثلة دقيقة منها: {أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً * قيماً} أراد: أنزل الكتاب قيماً ولم يجعل له عوجاً، وقوله: {فضحكت فبشرناها بإسحاق} أي بشرناها فضحكت، وقوله: {فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا} أراد: فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة.
السابع: إسناد الشيء إلى ما ليس له لملابسة، نحو: {عيشةٍ راضية} أي: مرضية – {وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً} أي: زادهم الله بها – {يذبح أبناءهم} أي يأمر بذبحهم – {يا هامان ابن لي صرحاً} أي: مر بالبناء {يوماً يجعل الولدان شيباً} و{أخرجت الأرض أثقالها} ولم يفهم البلقيني هذا النوع فمثل له بمثال غير مطابق.
الثامن: القلب، وممن جوزه في القرآن أبو عبيد وابن قتيبة خلافاً لأبي حيان في قوله إنه ضرورة فلا يكون فيه، فإن الأصح أنه إن اقتضى معنىً لطيفاً قُبِل، وذكر ابن قتيبة منه: {فإنهم عدو لي} أي فإني عدو لهم – {بل الإنسان على نفسه بصيرة} أي: بل على الإنسان من نفسه بصيرة، {خلق الإنسان من عجل} أي: خلق العجل كائناً من الإنسان بدليل: {وكان الإنسان عجولاً} وذكر منه غيره: {ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة..} أي: لتنوء العصبة بها {فعميت عليكم} أي: فعميت عليها.
ومنه نوع يسمى: قلب التشبيه نحو: {أفمن يخلق كمن لا يخلق..} {إنما البيع مثل الربا} {لستن كأحد من النساء..} والتشبيه المقلوب أبلغ من غيره، ولهذا اتفق عليه من خالف في غيره.
التاسع: استعمال لفظ موضع غيره وأقسامه منتشرة، فمنها: تسمية الشيء باسم جزئه: {بما قدمت يداك} أو عكسه نحو {يجعلون أصابعهم في آذانهم..} أي: أناملها، أو باسم سببه: {ينزل لكم من السماء رزقاً} أو ما كان عليه {وآتوا اليتامى أموالهم} أو ما يؤول إليه: {أعصر خمراً} أو محله: {فليدع ناديه} أو حاله: {ففي رحمة الله هم فيها خالدون} أو آلته: {واجعل لي لسان صدق} ومنها: ذكر الماضي موضع المستقبل لتحقق وقوعه: {أتى أمر الله} وعكسه: {ويقول الذين كفروا لست مرسلاً} والخبر موضع الأمر: {والمطلقات يتربصن} وعكسه: {وليبكوا كثيراً} والخبر موضع الدعاء: {قتل الخراصون} وموضع النهي: {لا يمسه إلا المطهرون} والأمر لغير الطلب كالتهديد: {اعملوا ما شئتم} والإنذار: {قل تمتعوا} والتسخير: {كونوا قردة} والمن به: {كلوا مما رزقكم الله} والتكوين: {كن فيكون} والتسوية: {اصبروا أو لا تصبروا} والتعجب: {انظر كيف ضربوا لك الأمثال} والمشورة: {فانظر ماذا ترى} والتكذيب: {قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا} والنهي لغير الكف: كالتسوية في الآية السابقة، والاستفهام لغير طلب التصور والتصديق كالاستبطاء {متى نصر الله} والتعجب: {مالي لا أرى الهدهد} {عم يتساءلون}، والتوبيخ: {أتأتون الذكران}، والإنكار: {أغير الله تدعون}، والتقرير: {قل من يكلؤكم} والوعيد: {ألم نهلك الأولين}، والتكذيب: {أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثاً..}، والتهكم: {أصلاتك تأمرك}، والتحقير: {من فرعون} على قراءة فتح الميم، والاستبعاد: {أنى لهم الذكرى}، والأمر: {فهل أنتم منتهون}، والتمني: {فهل لنا من شفعاء..} والتنبه على الضلال: {فأين تذهبون}، والتسوية: {سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم}، والنفي: {هل من خالق..}، وسوق المعلوم مساق غيره: ويسمى في غير القرآن تجاهل العارف – والإعنات نحو: {الحاقة * ما الحاقة}، والتشويق: {وهل أتاك نبؤا الخصم...}، والتحقيق: {هل أتى على الإنسان...}، ومنها: استعمال لفظ العاقل لغيره نحو قوله: {قالتا أتينا طائعين}، ومنها: إنابة حروف الجر وغيرها عن بعضها في المعنى وذلك كثير جداً ولا التفات إلى من منع دخول المجاز في الأفعال والحروف.
العاشر: نسبة الفعل إلى شيئين هو لأحدهما فقط، ذكره ابن قتيبة ومثّل له بقوله تعالى: {فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما}، والناسي يوشع بدليل قوله: {إني نسيت الحوت}، وقوله: {يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم} والرسل من الإنس دون الجن، {مرج البحرين} إلى قوله: {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان}، وإنما يخرج من الملح دون العذب، فهذا ما لخصته من أنواع المجاز، ولو عددت أقسام كل نوع لقاربت المائة وذلك من فضل الله ولا قوة إلا بالله، ومن أنواع المجاز ما له اسم خاص مفرد بنوع، وسيأتي الكلام عليه في محاله إن شاء الله.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحادي, النوع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir