دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 رجب 1441هـ/5-03-2020م, 03:51 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الثامن عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من طبقات القراء والمفسّرين

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة طبقات القراء والمفسرين




درست طبقات القراء والمفسرين في المدينة النبوية؛ فاختر ثلاثة علماء من كل طبقة ولخّص تراجمهم.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 رجب 1441هـ/7-03-2020م, 11:34 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

الطبقة الأولى:
طبقة الصحابة رضوان الله عليهم:


1- أبو بكر الصديق واسمه عبد الله بن عثمان بن عامر التيمي القرشي(ت:13هـ) رضي الله عنه
فضائله:
- هو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأفضل الصحابة وأطولهم صحبة.
- أول من جمع القرآن بين لوحين.

علمه:
- كان من أعلم الناس بمعاني القرآن وبأحوال النزول.

وسائل تعليمه للقرآن:
- طريقة السؤال .
- التنبيه على الخطأ.

ذكر من روى عنه:
روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين :
منهم: حذيفة بن اليمان، ومعقل بن يسار، وأبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، والمسور بن مخرمة، وطارق بن شهاب، وقيس بن أبي حازم، وسعيد بن نمران الناعطي.

سبب قلة الرواية عنه:
انشغاله بحروب الردة , وتقدم وفاته ري الله عنه.

2- عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي القرشي (ت:23هـ) رضي الله عنه

فضائله:
- هو ثاني الخلفاء الراشدين.

علمه:
- كان من أعلم الصحابة وأفقههم , خاصة فيما يتعلق بالقرآن.
- وصفه الرسول عليه الصلاة والسلام بالملهم .
- نزل الوحي بتصديق قوله عدة مرات.
- رويت عنه حروف في القراءة، ومسائل كثيرة في التفسير.

ازدهار العلم في عهده:
- كان يهتم بتقريب أهل العلم , فكان عامة جلسائه من القراء.
- اهتم بإرسال المعلمين في الأمصار لتعليم القرآن والتفقيه في الدين.
- كان حازماً على من يتجرأ على التفسير بغير علم.

ذكر من روى عنه:
- من الصحابة: علي بن أبي طالب، وابن مسعود، وفضالة بن عبيد، وأبو هريرة، والنعمان بن بشير، وابن عباس، وابن عمر، وأنس بن مالك، وطارق بن شهاب، وغيرهم.
- من التابعين: قيس بن أبي حازم، وعلقمة بن وقاص الليثي، ومولاه أسلم العدوي، وعمرو بن ميمون الأودي، وشريح القاضي، وزر بن حبيش،وغيرهم.

3- معاذ بن جبل بن عمرو الخزرجي الأنصاري(ت:18هـ) رضي الله عنه
فضائله:
- من علماء الصحابة وقرائهم، شهد بدراً وجميع المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم.

علمه:
- قرأ على ابن مسعود حتى أتقن ما لديه.
- قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم.
- كان ممن جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

تعليمه:
- كان من المعلّمين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في:
المدينة.
مكة.
وكان قاضيا وأميرا ومعلما في اليمن.
- أرسله عمر إلى حمص وفلسطين ليقرئ أهلها ويعلمهم .

وفاته:
مات في طاعون عمواس.

الطبقة الثانية:
طبقة التابعين :
1- قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة الخزاعي(ت:86هـ)

مولده :
- ولد عام الفتح وذكروا بأنه قد جيئ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو له.

علمه ومكانته:
- جد في طلب العلم فأخذه عن كبار الصحابة , وكان أعلم التابعين بقضاء زيد.
- كان يعد من كبار فقهاء أهل المدينة ومفتيهم.
- أكثر ما يُروى عنه في كتب التفسير المسندة ما يتعلق بأحكام القرآن.
- قال عنه يحيى بن معين: (...قبيصة بن ذؤيب كان معلما...).
- وعده أبو الزناد من فقهاء المدينة الأربعة.
- كان كثير الغزو , وقد أصيبت عينه يوم الحرة.

وفاته:
- اختلف في سنة وفاته والأكثر على أنه توفي سنة 86هـ.

ذكر من روى عنهم:
- عثمان بن عفان، وأبي عبيدة عامر بن الجراح، وزيد بن ثابت.

ذكر من روى عنه:
- ابنه إسحاق وابن شهاب الزهري ورجاء بن حيوة وجعفر بن ربيعة وغيرهم.

2- سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي(ت:94هـ)
مولده ونسبه:
- ولد سنة 15 هـ في المدينة في أول خلافة عمر رضي الله عنه.
- والده وجده من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
- هو زوج بنت أبي هريرة رضي الله عنه.

فضائله:
- هو إمام التابعين في المدينة، وقد سمع من عمر رضي الله عنه وهو صغير.
- كان ممن انتهت إليه الفتوى في زمانه، كان عالماً بالقرآن وبالقضاء وبعبارة الرؤيا،

علمه :
- كان مجدا في طلب العلم حتى قال: (إن كنتُ لأسير الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد).
- قال علي ابن المديني عنه: (لا أعلم في التابعين أوسع علما منه، هو عندي أجلّ التابعين).
- سمع من عمر رضي الله عنه وهو صغير , بل كان اعلم التابعين بمسائله حفظا وإتقانا حتى احتاجه الناس فيها , حتى قال عن نفسه : (ما بقي أحد أعلم بقضاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر منّي).

ورعه في العلم:
- كان إذا سُئل عن تفسير آية من القرآن، قال: (أنا لا أقول في القرآن شيئًا).
- ذكروا عنه بأنه كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن.

ذكر من أخذ عنهم:
- أخذ عن جماعة من علماء الصحابة منهم عثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص وزيد بن ثابت وأبو هريرة .

ذكر من روى عنه:
- يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن شهاب الزهري، وسالم بن عبد الله، وقتادة، وعبد الرحمن بن حرملة.

2- خارجة بن زيد بن ثابت بن الضحاك الخزرجي الأنصاري (ت:100هـ)
مولده ونسبه:
- ولد سنة 30هـ في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه .
- أبوه زيد بن ثابت كاتب الوحي، وأمه جميلة بنت سعد بن الربيع , فجده سعد بن الربيع أحد النقباء ليلة العقبة، شهد بدرا واستشهد بأحد، وكان من أفاضل الصحابة.

علمه:
- أخذ العلم عن أبيه وعن جماعة من الصحابة , حتى أصبح من كبار أهل الفتوى , وكان أحد فقهاء المدينة السبعة.
- حتى قال عبيد الله بن عمر : (كان الفقه بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة في خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري...).

وفاته:
- اختلف في سنة وفاته على أقوال أرجحها أنها سنة 100هـ، وله سبعون سنة.
- روي أنه رأى في منامه أنه بنى سبعين درجة فلما بلغ آخرها تهوّرت فنظر في عمره فإذا هو قد بلغ سبعين سنة؛ فمات في تلك السنة.
- لما بلغ عمر بن عبد العزيز خبر موته استرجع، وصفق بإحدى يديه عَلَى الأخرى، وَقَال: (ثُلمة والله فِي الإسلام).

ذكر الذين روى عنهم:
- روى عن أبيه وأمّه وعن أسامة بن زيد، وسهل بن سعد الساعدي، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، وأمّ العلاء الأنصارية.

ذكر من روى روى عنه:
- ابنه سليمان، وابن شهاب الزهري، ومحمد الديباج، وأبو الزناد، ويزيد بن عبد الله بن قسيط، وعبد الله بن كعب الحميري، وغيرهم.

الطبقة الثالثة:
طبقة تابعي التابعين:


1- أبو يحيى فليح بن سليمان بن أبي المغيرة الخزاعي الأسلمي(ت: 168هـ)[/color]
نسبه:
- كان من موالي آل زيد بن الخطاب.
- قال ابن سعد: (كان فليح يسمى عبد الملك؛ فغلب عليه اللقب).

علمه ومكانته:
- كان من علماء المدينة ورواة الأحاديث ونقلة التفسير.
- أخرج له البخاري في صحيحه بعض ما رواه عن نافع عن ابن عمر.

اختلاف العلماء في تضعيفه وتوثيقه:
- ضعّفه يحيى بن معين، وأبو حاتم الرازي، وأبو داوود السجستاني.
- وثقه ابن حبان والدارقطني وابن عدي وابن حجر على اختلاف بينهم في قوة التوثيق.
- أخرج له البخاري ومسلم بعضا مما انتقياه من رواياته.

وفاته:
- مات سنة ثمان وستين ومائة

ذكر من روى عنهم:
- روى عن نافع مولى ابن عمر، وهلال بن أبي ميمونة، وهلال بن علي المدني، وابن شهاب الزهري، وأبي حازم الأعرج، وسالم أبي النضر، وضمرة بن سعيد، وغيرهم.

ذكر من روى عنه:
- ابنه محمد، وابن وهب، وسعيد بن منصور، وأبو عامر العقدي، وأبو تميلة يحيى بن واضح، ويحيى بن صالح الوحاظي، ومحمد بن سنان، وغيرهم.

2- المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله الحزامي (ت: 180هـ تقريباً )
نسبه:
- هو المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حكيم بن حزام الأسدي القرشي.
- كان يسمى قصيا وأمه أم ولد.

علمه:
- قال عنه الزبير بن بكار: (وكان علامةً مُسنداً).
- قال الخطيب البغدادي في المتفق والمفترق: (كان علامة بالنسب يسمى قصيا).

قول الأئمة في توثيقه وتضعيفه:
- قال عنه يحيى ليس بشيء.
- قال الذهبي: (احتج به أرباب الصحاح، لكن له ما ينكر).
- وثقه الإمام أحمد وأبو دواد والدارقطني، وروى له البخاري ومسلم وأصحاب السنن.

وفاته:
- توفي في حدود سنة ثمانين ومائة بالمدينة.

ذكر من روى عنهم:
- روى عن أبي الزناد فأكثر، وروى عن موسى بن عقبة، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وهشام بن عروة، وغيرهم.

ذكر من روى عنه:
- روى عنه ابنه عبد الرحمن، وابن وهب، وعبد الرحمن بن مهدي، وسعيد بن منصور، وعبد الله بن مسلمة القعنبي وغيرهم.

3- : المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي (ت:188هـ)
مولد ونسبه:
- هو المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي القرشي
- ولد سنة أربع أو خمس وعشرين ومئة .

علمه ومكانته:
- كان من كبار فقهاء المدينة ومفتيها في آخر حياة مالك بن أنس وبعده.
- عرض عليه أمير المؤمنين الرشيد قضاء المدينة , ولم يتركه إلا بعد أن قال :(لأن يخنقني الشيطان أحب إلي من أن ألي القضاء ).
- مروياته في كتب التفسير المسندة عزيزة جداً.
- قال عن نفسه : (نحن أعلم الناس بالقرآن وأجهلهم به، صيرنا العلم بعظيم قدره إلى الجهل بكثير من معانيه).

وفاته:
- مات يوم الأربعاء لسبع خلت من صفر سنة ست وثمانين ومائة , وقد بلغ اثنتين وستين سنة .

توثيق الأئمة وتضعيفهم له:
- وثقه جماعة، وضعفه أبو داود. ذكره الذهبي

ذكر من روى عنهم:
- روى عن أبيه، وموسى بن عقبة، ومالك بن أنس، ومحمد بن عجلان، وهشام بن عروة، وعبد الله بن عمر العمري، وغيرهم.

ذكر من روى عنه:
- روى عنه ابنه عياش، وإبراهيم بن حمزة الزبيري، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وأبو مصعب الزهري، وغيرهم.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 رمضان 1441هـ/17-05-2020م, 11:47 AM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

طبقة الصحابة رضي الله عنهم
مجمع بن جارية بن عامر العوفي الأوسي الأنصاري


من مناقبه وأخباره:
• كان قد جمع القرآن في عهد النبي إلا سورتين أو ثلاثا، وقيل إلا سورة أَو سورتين.
• وقد احتال عليه المنافقون فاتخذوه إماماً لمسجد الضرار، وكان شاباً حدَث السنّ لم يكن يعلم بشيء من أمرهم.
• شهد بيعة الرضوان.
• ولاه عمر إمامة مسجد قباء بعد سعد بن عبيد.
• روي أنّ عمر بعثه إلى الكوفة معلّماً ومقرئاً مع ابن مسعود.
• رويت عنه حروف في القراءة.

ممن روى عنه:
أبو الطفيل عامر بن واثلة وابن أخيه عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، وابنه يعقوب، والرواية عنه في كتب التفسير المسندة عزيزة.

وفاته:
توفي عام 55هـ في المدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان.

عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي

من سيرته:
• كان اسمه إبراهيم فغيّر عمر بن الخطاب اسمه إلى عبد الرحمن
• من طبقة صغار الصحابة
• كان من خيار قريش في زمانه صلاحاً وسخاءً وخلقا
• كان رجلاً سرياً، له من صلبه اثنا عشر رجلاً.

مكانته:
• اختاره عثمان في كتبة المصاحف العثمانية.
• أثنت عليه عائشة وتمنت أن لها أولادا مثله.

روايته للحديث:
• روى عن: أبيه، وعمر، وعثمان، وعلي، وعائشة، وحفصة، وأم سلمة، وأبي هريرة، وغيرهم.
• روى عنه: ابنه أبو بكر وهو أحد الفقهاء السبعة، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، وعامر الشعبي، وأبو قلابة الجرمي، وغيرهم.

وفاته:
توفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان، بعد عام 51هـ على الأرجح.

تميم بن أوس بن حارثة الداري

نسبه وإسلامه:
• أصله من بني لخم بن عدي وهم بطن من العرب اليمانية استوطنوا فلسطين.
• كان تميم نصرانياً وروي أنه كان راهباً فيهم، فوفد على النبي صلى الله عليه وسلم منصرفَه من تبوك فأسلم، وحسن إسلامه.

من عبادته ومناقبه:
• قرأ القرآن وجمعه، وكان يختم كلّ سبع ليالٍ، وربما قرأ القرآن كله في ركعة، وربما قام بآية يكررها حتى يصبح، وكان حسن القراءة جواداً كريماً، رويت عنه كرامات.
• وكان يؤمّ المصلين في قيام رمضان في المسجد النبوي مع أبيّ بن كعب.
• هو أوّل من قصّ بالمدينة؛ استأذن عمر أن يقصّ فأذن له فكان يقصّ قائماً يوماً في الأسبوع، ثمّ زاده عثمان يوماً آخر.
• وروي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أقطعه حبرى وبيت عينون بفلسطين.
• روى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حديث الجساسة كما في صحيح مسلم
• عن ابن سيرين قال: (اشترى تميم الداري حلة بألف كان يصلي فيها)

من أقواله ووصاياه:
• سأله ابن عباس: ما زلة العالم؟ فقال: «العالم يزل بالناس فيؤخذ به، فعسى أن يتوب منه العالم، والناس يأخذون به».
• خذ من دينك لنفسك، ومن نفسك لدينك حتى يستقيم بك الأمر على عبادة تطيقها
• والله لركعة أصليها في جوف الليل في السرّ أحبّ إليَّ من أن أصلي الليل كله ثم أقصّه على الناس

ممن روى عنه:
ابن عباس، وأبو هريرة، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وقبيصة بن ذؤيب، وموسى بن نصير المصري، وعمرة بنت عبد الرحمن، وأبو الضحى، والقاسم بن عبد الرحمن الدمشقي، وكثير بن مرة، وعباس بن ميمون وعطاء بن يزيد الليثي، وغيرهم.

وفاته:
انتقل إلى أرض قومه بفلسطين بعد مقتل عثمان، وبقي بها إلى أن مات عام 40هـ.

الطبقة الثانية: طبقة التابعين
عطاء بن يسار المدني


نسبه:
مولى أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث، وهو أخو سليمان بن يسار.

مولده:
ولد سنة 19هـ.

عبادته:
كان عابداً واعظاً فصيحاً صاحب قصص وأخبار، شديد اللزوم لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

طلبه للعلم وتعليمه:
• تفقّه بجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى كان من الفقهاء المعدودين في المدينة النبوية.
• رويت عنه أقوال في التفسير.

من أقواله:
روى ابن عساكر عن سفيان بن عيينة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: (لم نر شيئا إلى شيء أزين من حلم إلى علم).

ثناء السلف عليه:
• روي عن هشام بن عروة: (ما رأيت قاصا خيرا من عطاء بن يسار).
• روي عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه قال: (كان عطاء بن يسار يقص علينا حتى نبكي، ثم يحدّثنا بالمُلَحِ حتى نضحك، ثم يقول: مرة كذا ومرة كذا).

روايته للحديث:
• روى عن: ميمونة، وعائشة، وعن ابن مسعود، وأبي الدرداء، وعبادة بن الصامت، وأبي هريرة، وزيد بن ثابت، ابن عباس، وأبي سعيد الخدري، وأسامة بن زيد، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي الدرداء، ورفاعة بن عرابة الجهني، وعمر بن الحكم رضي الله عنهم، وأرسل عن معاذ بن جبل وأبيّ بن كعب.
• روى عنه: زيد بن أسلم، وموسى بن عقبة، ومحمد بن المنكدر، وسعد بن إبراهيم، وأبو صالح السمان، وصفوان بن سليم، وهلال بن أسامة، وهلال بن علي، وعبد الله بن قسيط، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر، ومحمد بن أبي حرملة، وعبد الله بن لهيعة.

وفاته:
اختلف في سنة وفاته فقيل سنة 94هـ، وقيل: 98هـ، والأرجح ما ذكره ابن حبان أنه توفي بالإسكندرية سنة 103هـ.

سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي

سيرته وفضله:
• سماه أبوه سالماً على اسم سالم مولى أبي حذيفة، وكان أشبه ولد عبد الله به، وروي أنه أباه كان شديد المحبة له حتى ليم في ذلك.
• كان على ذلك حسن السَّحْنة، قويّ الجسم، كريم الخلق، محبوباً، يتَّجر في الأسواق، ويأكل من كسب يده.:
• الفقيه الزاهد الوَرِع، أحد الفقهاء السبعة الذين انتهت إليهم الفتوى في زمانهم،
• كان ثقة جليل القدر، حسن الرأي، يستشيره أمراء المدينة في زمانه ويستفتونه.

من أقواله:
• روي عن أبي يحيى عمرو بن دينار، قال: (كنت مع سالم بن عبد الله ونحن نريد الصلاة؛ فنظر إلى السوق وقد خمروا متاعهم، وقاموا إلى الصلاة؛ فتلا سالم: {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} قال: هم هؤلاء).
• كان سالم كثير الحجّ، روى عنه أنه قال: (لو لم أجد للحج إلا حماراً أبتر لحججت عليه).

ورعه:
• روي عن عبيد الله بن عمر بن حفص قال: (كان سالم لا يفسّر).
• روي عن حماد بن زيد قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر، قال: لقد أدركت فقهاء المدينة، وإنهم ليغلّظون القول في التفسير منهم: سالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيَّب، ونافع.
• روي عن موسى بن مسعود: أخبرنا عكرمة بن عمار قال: (رأيت سالماً لا يشهد قاصّ جماعة ولا غيره).

زهده:
• روي عن مالك بن أنس قال: (لم يكن أحد في زمان سالم بن عبد الله أشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد والقصد في العيش منه، كان يلبس الثوب بدرهمين ويشتري الشمال فيحملها).
• روي عن محمد بن إسحاق، قال: (رأيت سالم بن عبد الله يلبس الصوف، وكان عِلْج الخلقِ، يعالج بيديه ويعمل).
• روي عن مالك بن أنس: قال سليمان بن عبد الملك لسالم بن عبد الله ورآه حسن السحنة: أي شيء تأكل؟ فقال: الخبز والزيت، وإذا وجدت اللحم أكلته. فقال له: أوَتشتهيه؟ فقال: (إذا لم أشتهه تركته حتى أشتهيه).
• روي عن الحميدي قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: دخل هشام بن عبد الملك الكعبةَ فإذا هو بسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب فقال له: يا سالم سلني حاجة. فقال: إنني أستحيي من الله تبارك وتعالى أن أسأل في بيت الله غيرَ الله. فلما خرجَ خرجَ في إثره فقال له: الآن قد خرجت؛ فسلني حاجة. فقال له سالم: من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟ فقال: من حوائج الدنيا. قال له سالم: (أما والله ما سألت الدنيا من يملكها؛ فكيف أسأل من لا يملكها).
• روي عن ميمون بن مهران قال: دخلت على ابن عمر فقوَّمتُ كلَّ شيءٍ في بيته؛ فما وجدته يسوى مائة درهم، قال: ثم دخلت مرة أخرى فما وجدت ما سوى ثمن طيلسان. قال: (ودخلت على سالم من بعده فوجدته على مثل حاله).
• روي عن حنظلة بن أبي سفيان، قال: «رأيت سالم بن عبد الله عليه إزار ثمن أربعة، وقميص ثمن خمسة، وهو موسر»
• روي عن الفضل بن عطية قال: «جلست إلى سالم بن عبد الله فقومت ثيابه ونعليه ثلاثة عشر درهما أو خمسة عشر درهما»

جهاده:
• روي عن سالم بن عبد الله بن عمر قال: (رأيت في المنام كأن ثمانية أبواب الجنة فتحت إلا بابا واحدا؛ فقلت: ما شأن هذا الباب؟ فقيل: هذا باب الجهاد ولم تجاهد؛ فأصبحت وأنا أشتري الظَّهْر).
• روي عن إبراهيم بن أبي عليّة قال: رأيت سالم بن عبد الله ومحمد بن عبد العزيز يتسايران بأرض الروم؛ فأبالَ أحدُهما دابَّته فأمسك عليه الآخر حتى لحقه).

روايته للحديث:
• روى عن: أبيه فأكثر، وعن عمّته حفصة بنت عمر، وعن أبي هريرة، ورافع بن خديج، وأبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وغيرهم، وله مرويّات في التفسير عن أبيه وعن غيره.
• روى عنه: ابن أخيه القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، وابن شهاب الزهري، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وأبو قلابة الجرمي، ومقاتل بن حيان، وعبد العزيز بن أبي رواد، وعمرو بن دينار، وموسى بن عقبة، وأيوب السختياني، وحنظلة بن أبي سفيان، والحسين بن عثمان المزني، وطارق بن عبد الرحمن، والضحاك بن عثمان، وسالم بن رزين الأحمري، وعبد الله بن يزيد الأزدي، والوازع بن نافع، وغيرهم.
• رويت عنه بعض مسائل أصحابه في أحكام القرآن ونزوله، والمرويّ عنه في التفسير سوى ذلك قليل جداً.

وفاته:
توفي سالم بالمدينة سنة ست ومائة، وصلى عليه هشام بن عبد الملك، وشيّع جنازته خلق كثير حتى تعجّب هشام من كثرتهم، وكان القاسم بن محمد بن أبي بكر صديقاً لسالم؛ فلما مات سالم حزن عليه القاسم حزناً شديداً.

نافع المدني مولى عبد الله بن عمر

كنيته:
أبو عبد الله

من مناقبه:
• من كبار الأئمة الحفاظ بالمدينة
• كان كثير الذكر مقبلاً على شأنه زاهداً ورعاً.
• وكان ثقة ثبتاً، فقيهاً عالماً، كثير الحديث، وكان من أعلم الناس بحديث ابن عمر ومسائله.
• وكان سالم بن عبد الله بن عمر يوصي بسؤاله، وبعثه عمر بن عبد العزيز إلى أهل مصر ليفقههم في الدين، ويعلّمهم السنن.
• روي أنه إنما حدّث وأفتى بعد موت سالم بن عبد الله، وهذا محمول على أنه لم يكن مكثراً من ذلك قبل موته أو لم يكن متصدّراً للتحديث في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في حياة سالم وأقرانه من كبار أئمة التابعين، فلما ماتوا ظهرت الحاجة إليه.

شيوخه:
• انتفع بصحبة عبد الله بن عمر انتفاعاً كبيراً؛ ولزمه نحواً من ثلاثين عاماً، وحفظ عنه علماً غزيراً مما رواه عن النبي وعن الصحابة، ومن أقواله فيما يُستفتى فيه وما يبتدئ به، ومن سيرة ابن عمر وسمته وهديه.
• وروى عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، ورافع بن خديج، وعن عائشة وحفصة وأم سلمة.
• وروى عن جماعة من التابعين كسالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وصفيّة بنت أبي عبيد زوجة عبد الله بن عمر، وغيرهم.

منزلته في الرواية والحديث:
• رواية حماد ومالك عنه عن ابن عمر من أثبت الأسانيد.
• روى عنه في كتب التفسير: عبيد الله وعبد الله ابنا عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وأيوب، ومالك، وابن جريج، وابن إسحاق، ومحمد بن عجلان، وموسى بن عقبة، وابن عون، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومحمد بن سوقة، وعبد العزيز بن أبي رواد، وغيرهم، وروى عنه ابنه عبد الله وهو ضعيف.

وفاته:
اختلف في سنة وفاته على عدة أقوال، أشهرها سنة سبع عشرة ومائة.

طبقة تابعي التابعين
مالك بن أنس بن مالك بن أبى عامر بن عمرو بن الحارث الاصبحي


اسمه ونسبه:
• هو الإمام الجليل أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي الحِمْيَري نسباً التيمي حلفاً، المدني بلداً.
• وولاؤه في تيم ولاء حِلفٍ وتعاقد، ليس ولاء رقّ وعتاقة.

مولده:
ولد سنة ثلاث وتسعين من الهجرة

نشأته وطلبه للعلم:
• نشأ الإمام مالك بالمدينة نشأة صالحة في بيت علم ومروءة، فكان جدّه وأبوه وأعمامه من أهل العلم، وممن تُروى عنهم الأحاديث، فأخذ من علمهم وأدبهم ومروءتهم
• وأدرك في المدينة بعض التابعين وأكابر أتباع التابعين
• واجتهد في طلب العلم في صغره
• وكان ينتقي شيوخَه، فلا يأخذ العلم إلا ممن يراه أهلاً للعلم، ويصبر على ما يجده في خلق بعضهم من حدّة وعسر، وكان يلازم بعضهم عامّة يومه يتحفّظ فقهه وأحاديثه
• وكان حسن التمييز بين أصنف الشيوخ
• وقد كان الإمام مالك غاية في الحفظ والضبط، حتى فاق أقرانه مبكراً؛ فكان شيخُه ربيعة الرأي يباهي بحفظه.

شيوخه:
• روى عن جماعة من التابعين منهم: نافع مولى ابن عمر، وابن شهاب الزهري، وابن هرمز، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر، وعامر بن عبد الله بن الزبير، وأبو الأسود الأسدي يتيم عروة، وعبد الله بن دينار، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وزيد بن أسلم، ومحمد بن المنكدر، وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، وأبو حازم الأعرج سلمة بن دينار، وسميّ مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وسهيل بن أبي صالح، وأبو الرجال محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، ومحمد بن عمارة بن عمرو بن حزم، وأيوب بن أبي تميمة السختياني، والمسور بن رفاعة القرظي، وعطاء الخراساني، وغيرهم.
• وروى عن جماعة من أتباع التابعين منهم: جعفر الصادق، ونافع بن أبي نعيم، وكثير بن فرقد، وغيرهم.

تعظيمه لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
• قال ابن أبي أويس: كان مالك إذا أراد أن يحدّث توضأ وجلس على فراشه وسرَّح لحيته وتمكَّن في الجلوس بوقار وهيبة، ثم حدَّث؛ فقيل له في ذلك، فقال: (أحبّ أن أعظّم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحدّث به إلا على طهارة متمكنا).
• وكان يكره أن يحدّث في الطريق وهو قائم أو مستعجل، فقال: (أحب أن أتفهم ما أحدث به، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه أبو نعيم في الحلية.

موقفه من الفتن والأهواء:
عاصر الإمام مالك عددا من الفتن؛ منها خروج محمد بن عبد الله بن الحسن الملقّب بالنفس الزكية، وظهور القدرية والمرجئة، وتجدد فتنة الخوارج؛ فكان قائماً بالسنة بصيراً بالفتن والمخارج منها.

جلوسه للدرس والإفتاء
• قال أبو مصعب أحمد بن أبي بكر: سمعت مالك بن أنس، يقول: «ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك»
• قال خلف بن عمر: سمعت مالك بن أنس يقول: (ما أجبت في الفتوى حتى سألت من هو أعلم مني: هل يراني موضعا لذلك؟ سألت ربيعة، وسألت يحيى بن سعيد؛ فأمراني بذلك. فقلت له: يا أبا عبد الله لو نهوك؟ قال: (كنت أنتهي، لا ينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلاً لشيء حتى يسأل من هو أعلم منه
• قال شعبة: (أتيت المدينة بعد موت نافع بسنة فإذا الحلقة لمالك بن أنس).

منهجه في التحديث:
• قال أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال: سمعت عمي، يقول: سمعت مالك بن أنس، يقول: (إن عندي لأحاديث ما حدثت بها قط، ولا سمعت مني، ولا أحدث بها حتى أموت، وهذا الخبر إن صحّ عن مالك فمحمول على أنه ترك التحديث بالأخبار الواهية والمعلولة التي ظهر له خطأ الرواة فيها وإن كانوا ثقات، لا أنّه كان يكتم أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويصرّ على كتمانها.
• قال الشافعي: قيل لمالك: عند ابن عيينة أحاديث عن الزهري ليست عندك، قال: (وأنا أحدث عن الزهري بكل ما سمعت؟!! إذا أريد أن أضلهم).

زهده وورعه:
• أقبل على طلب العلم ثم ابتلي بالقلّة فصبر ولم ينقطع عن طلب العلم، حتى فرّج الله عنه، وعرف الأمراء مكانه في العلم والإمامة في الدين، ولم تكن عطايا السلطان لِتَحمله على ترك ما يراه خيراً له في دينه.
• وكان يعمل في خاصة نفسه بأكثر مما يفتي به الناس.
• وكان لا يتحرّج إذا سُئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم.
• وعرض عليه أبو جعفر المنصور أن يفرض كتاب الموطأ في الأمصار فأبى أشدّ الإباء، وكان في ذلك إشهار لكتابه في الأمصار لو أراد، لكنّه ترك ذلك لله فيما نحسب فأعاضه الله بنشر ذكره في الأمصار على اختلاف الأزمان إلى عصرنا هذا.
• قال ابن وهب: قيل لأخت مالك: ما كان شغل مالك في بيته؟ قالت: (المصحف والتلاوة)

صفته ومعيشته:
• قال مطرف بن عبد الله اليساري: (كان مالك بن أنس طويلا عظيم الهامة، أصلع أبيض الرأس واللحية، أبيض شديد البياض إلى الشقرة، وكان لباسه الثياب العدنية الجياد، وكان يكره حلق الشارب ويعيبه ويراه من المثل، كأنه مّثَّل بنفسه)
• وقال مصعب الزبيري: (كان مالك من أحسن الناس وجهاً، وأحلاهم عيناً، وأنقاهم بياضاً، وأتمهم طولاً في جودة بدن
• وقال مصعب الزبيري: كان مالك يلبس الثياب العدنية الجياد، والخراسانية والمصرية المرتفعة البِيض، ويتطيب بطيب جيد، ويقول: (ما أحب لأحد أنعم الله عليه إلا ويرى أثر نعمته عليه، وخاصة أهل العلم) وكان يقول: (أحبّ للقارئ أن يكون أبيض الثياب)

محنته:
• قال مكي بن إبراهيم: (ضُرب مالك بن أنس في سنة سبع وأربعين ومائة، ضربه سليمان بن جعفر بن سليمان بن علي). قال: (ضُرب سبعين سوطا)
• وقال الفضل بن زياد القطان: سألت أحمد بن حنبل: من ضرب مالك بن أنس؟ قال: (ضربه بعض الولاة، لا أدري من هو، إنما ضربه في طلاق المكره، كان لا يجيزه فضربه لذلك)
• وقال ابن حبان في الثقات: (ضربه جعفر بن سليمان بن على بن عبد الله بن عباس سبعين سوطا وكان على المدينة لفتياه في يمين المكرَه فمسح مالك ظهره عن الدم ودخل المسجد وصلى، وقال: لما ضرب سعيد بن المسيب فعل مثل ذلك)

اعتزاله:
قال محمد بن عمر الواقدي: كان مالك يأتي المسجد ويشهد الصلوات والجمعة والجنائز ويعود المرضى، ويقضي الحقوق، ويجلس في المسجد، ويجتمع إليه أصحابه، ثم ترك الجلوس في المسجد، وكان يصلي ثم ينصرف إلى منزله وترك شهود الجنائز، فكان يأتي أصحابها فيعزيهم ثم ترك ذلك كله؛ فلم يكن يشهد الصلوات في المسجد ولا الجمعة، ولا يأتي أحدا يعزيه، ولا يقضي له حقاً، واحتمل الناس ذلك كله له، وكانوا أرغب ما كانوا فيه وأشده له تعظيما حتى مات على ذلك، وكان ربما كُلّم في ذلك فيقول: (ليس كل الناس يقدر أن يتكلم بعذره)

ما روي في فضله:
• قال سفيان بن عيينة عن ابن جريج عن أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يوشك أن يضرب الناس أكبادَ الإبل يطلبون العلمَ؛ فلا يجدون عالماً أعلم من عالمِ المدينة). قال الحميدي: قال سفيان: (أظنه مالك بن أنس)
• وقد روي عن ابن عيينة، أنه قال في هذا سئل من عالم المدينة؟ فقال: إنه مالك بن أنس.

ما رؤي فيه من الرؤى:
• قال مصعب بن عبد الله الزبيري: سمعت أبي يقول: كنت جالساً مع مالك بن أنس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ أتاه رجل فقال: أيّكم مالك؟ فقالوا: هذا. فسلَّم عليه واعتنقه وضمَّه إلى صدره، وقال: (والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحةَ جالساً في هذا الموضع؛ فقال: ائتوا بمالك؛ فأُتي بك ترعد فرائصك. فقال: ليس بك بأس يا أبا عبد الله، وكناك، وقال: اجلس؛ فجلستَ. قال: افتح حجرك؛ ففتحته فملأه مسكا منثورا، وقال: (ضمَّه إليك وبثَّه في أمتي). قال: فبكى مالك، وقال: (الرؤيا تسرّ ولا تغرّ، وإن صدقت رؤياك؛ فهو العلم الذي أودعني الله)
• وقال مطرف بن عبد الله: أخبرني زيد بن داود رجل من أصحابنا من أفضلهم قال: (رأيت في المنام كأن القبر انفرج فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد وإذا الناس منفصمون؛ فصاح صائح: مالك بن أنس!). قال: (فرأيت مالكاً جاء حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأعطاه شيئاً؛ فقال: «اقسم هذا على الناس» فخرج به مالك يقسمه على الناس؛ فإذا هو مِسْك يعطيهم إياه)

أقوال العلماء فيه:
• كان عبد الرحمن بن القاسم، يقول: إنما أقتدي في ديني برجلين: مالك بن أنس في علمه وسليمان بن القاسم في ورعه
• وقال عبيد الله بن عمر القواريري: كنَّا عند حماد بن زيد فجاءه نعي مالك بن أنس؛ فسالت دموعه، وقال: (يرحم الله أبا عبد الله لقد كان من الدين بمكان)
• وقال أبو إسماعيل الترمذي: حدثنا نعيم بن حماد، قال: سمعت ابن المبارك، يقول: (ما رأيت رجلا ارتفع مثل مالك بن أنس ليس له كثير صلاة ولا صيام إلا أن تكون له سريرة)
• قال الشافعي: (إذا جاء الأثر كان مالك كالنجم، وقال: مالك وسفيان القرينان)
• وقال الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي يقول: (إذا جاءك الحديث عن مالك فشدَّ به يديك)
• وقال الحارث ابن مسكين: سمعت عبد الله بن وهب يقول: (لولا أني أدركت مالكا والليث ببن سعد لضللت
• وقال يحيى بن سعيد القطان: (ما أقدم على مالك في زمانه أحداً)
• وقال ابن سعد: (كان مالك ثقةً مأموناً ثبتاً ورعاً فقيهاً عالماً حجةً)
• وقال محمد بن إسحاق السراج: سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن أصح الأسانيد، فقال: (مالك عن نافع عن ابن عمر).
• وقال أبو عمار: سألت أحمد بن حنبل عن كتاب مالك بن أنس فقال: (ما أحسنه لمن تديَّن به)
• وقال عبد السلام بن عاصم: قلت لأحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله رجل يحب أن يحفظ حديث رجل بعينه؟ فقال: (يحفظ حديث مالك). قال: فالرأي؟ قال: رأي مالك)
• وقال أبو زرعة الرازي: (أول شيء أخذت نفسي بحفظه من الحديث حديث مالك؛ فلما حفظته ووعيته طلبت حديث الثوري وشعبة وغيرهما، فلما تناهيت في حفظ الحديث نظرت في رأي مالك والثوري والأوزاعي وكتبت كتب الشافعي)
• وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: سمعت أبي يقول: (الحجة على المسلمين الذين ليس فيهم لبس: سفيان الثوري، وشعبة، ومالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، وحماد بن زيد).

المؤلفات في فضائله وسيرته:
• قال القاضي عياض: (ألَّف فضائل مالك وأخباره جماعة من الأئمة، والسلف والخلف من فرق هذه الأمة، فممن ألف في ذلك وأطال: القاضي أبو عبد الله التستري المالكي له في ذلك ثلاث مجلدات، ومثل ذلك لأبي الحسن بن فهر المصري، ولأبي محمد الحسن بن إسماعيل الضراب، وألف في ذلك القاضي أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي، وأبو بشر الدولابي، وأبو العرب التميمي، والقاضي أبو الحسن بن المنتاب وأبو علاثة محمد بن أبي غسان، وأبو إسحاق ابن شعبان، والزبير بن بكار القاضي الزبيري، وأبو بكر محمد بن محمد اليقطيني، وأبو نصر بن الحباب الحافظ، وأبو بكر ابن أبي دراويه الدمشقي، والقاضي أبو عبد الله البرنكاني، وأبو محمد الجارود، والحسن بن عبيد الله الزبيري، وأحمد بن مروان المالكي، والقاضي أبو الفضل القشيدي، وأبو عمر المقاصي، وأحمد بن رشد بن جعفر، وأبو بكر بن محمد بن صالح الأبهري، وأبو بكر بن اللباد، وأبو محمد عبد الله بن أبي زيد، وأبو عمر ابن عبد البر الحافظ، والقاضي أبو محمد بن نصر، وأبو عبد الله الحاكم النيسابوري، وأبو ذر الهروي، وأبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر ابن حزم الصدفي، وابن الإمام التطيلي، وابن الحارث القروي، وابن حبيب، والقاضي أبو الوليد الباجي، وأبو مروان بن الأصبغ القرشي النقيب).
• وأوفى المراجع المطبوعة في سيرة مالك وأخباره وفضائله ما في ترجمته من كتاب "الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء" لأبي عمر ابن عبد البر، و"حلية الأولياء" لأبي نعيم، و"ترتيب المدارك" للقاضي عياض.

وفاته:
توفي صبيحة أربع عشرة من شهر ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومائة في خلافة هارون، وصلى عليه عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب في موضع الجنائز، ودفن بالبقيع، وكان يوم مات ابن خمس وثمانين سنة.

من أقواله ووصاياه:
• قال إسماعيل بن أبي أويس: سمعت خالي مالك بن أنس يقول: قال لي ربيعة الرأي وكان أستاذ مالك: يا مالك مَن السفلة؟ قال: قلت: " من أكل بدينه " فقال: مَن سفلة السفلة؟ قال: (من أصلح دنيا غيره بفساد دينه). قال: فصدَّرني)
• وقال خالد بن خداش: ودَّعت مالك بن أنس، فقلت: يا أبا عبد الله، أوصني، قال: (تقوى الله، وطلب العلم من عند أهله)
• وقال يونس بن عبد الأعلى: حدثنا ابن وهب، قال: قال مالك: (العلم نور يجعله الله حيث يشاء، ليس بكثرة الرواية)
• وقال الزبير بن بكار: حدثنا محمد بن مسلمة المخزومي عن مالك بن أنس قال: (جنة العالم لا أدري إذا أغفلها أصيبت مقاتله)
• وقال أبو مسهر الغساني: سألت مالك بن أنس عن شيء، فقال لي: (لا تسل عما لا تريد، فإنك تنسى ما تريد) قال: (فضرب لي مالك مثلا، فقال: من اشترى ما لا يريد يوشك أن يبيع ما يريد)
• وقال ابن وهب: قال لي مالك بن أنس: (اعلم أنه ليس يسلم رجل حدث بكل ما سمع، ولا يكون إماما أبدا وهو يحدث بكل ما سمع)
عن ابن وهب، قال: قيل لمالك بن أنس: ما تقول في طلب العلم؟ قال: (حسن جميل، ولكن انظر الذي يلزمك من حين تصبح إلى حين تمسي فالزمه)
• وقال القعنبي: سمعت مالك بن أنس يقول: قال رجل: (ما كنتَ لاعبا فلا تلعبن بدينك)
قال ابن وهب، قال: سمعت مالكا، يقول: (إن حقاً على مَن طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية، وأن يكون متبعاً لأثر من مضى قبله)
• وقال خالد بن نزار: سمعت مالك بن أنس يقول لفتى من قريش: (يا ابن أخي تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم)
• وقال إسماعيل بن إسحاق: حدثنا الفروي، قال: سمعت مالكا يقول: (إذا لم يكن للإنسان في نفسه خير لم يكن للناس فيه خير)
• وقال يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب، عن مالك، قال: (لا يبلغ أحد ما يريد من هذا العلم حتى يضرّ به الفقر ويؤثره على كل حاجة)
• قال ضمرة، قال: سمعت مالكا، يقول: (لو كان لي سلطان على من يفسر القرآن لضربت رأسه)

مؤلفاته:
ترك الإمام مالك مؤلفات نافعة، وأشهر كتبه وأنفعها: الموطأ، وله روايات كثيرة أوصلها الأعظمي في دراسته للموطأ إلى مائة رواية، وقد طُبع منها: رواية يحيى بن يحيى الليثي، ورواية أبي مصعب الزهري، ورواية القعنبي، ورواية محمد بن الحسن الشيباني، ورواية ابن القاسم، ورواية علي بن زياد، ورواية سويد بن سعيد الحدثاني، ورواية يحيى ابن بكير.

• وللإمام مالك رسائل مذكورة في مؤلفاته منها:
أ: رسالة في إجماع أهل المدينة، كتبها إلى الليث بن سعد.
ب: ورسالة في القدَر، كتبها إلى ابن وهب.
ج: ورسالة في الأقضية، برواية عبد الله بن عبد الجليل، رواها عنه محمد بن يوسف بن مطروح.
د: ورسالة في الفتوى، وهي رسالة بعثها إلى أبي غسان محمد بن مطرف.
هـ: ورسالة في منازل القمر والنجوم، برواية سحنون عن ابن نافع الصائغ عنه.

• ومما جُمع له:
1: المدونة الكبرى، برواية سحنون بن سعيد التنوخي عن عبد الرحمن بن القاسم العتقي عن الإمام مالك، دار صادر.
2: مرويات الإمام مالك في التفسير، جمع: محمد طرهوني وحكمت بشير
وللإمام مالك جزء في التفسير لكنه مفقود

• ومما نسب إليه خطأً:
1: الرسالة الرشيدية ، وهي مطبوعة. قال الذهبي: (هذه الرسالة موضوعة، وقال القاضي الأبهري: فيها أحاديث لو سمع مالك من يحدّث بها لأدَّبه).
2: وكتاب السر، ونسبته إلى الإمام مالك قديمة، وقد اختلف فيها، وكبار فقهاء المالكية ينكرون صحتها عنه، وقيل إنه هو الرسالة الرشيدية.

تلاميذه والرواة عنه:
روى عنه جماعة من شيوخه وأقرانه وتلاميذه:
• فمن شيوخه: ابن شهاب الزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري.
• ومن أقرانه: الأوزاعي، وعبد الله بن المبارك، وابن جريج، والليث بن سعد، وسفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، ووهيب بن خالد، وسفيان بن عيينة.
• ومن تلاميذه: محمد بن إدريس الشافعي، وإسماعيل بن أبي أويس، وعبد الله بن وهب، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وحبيب بن أبي حبيب كاتب الإمام مالك، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، ويحيى ابن يحيى الليثي الأندلسي، وعبد الملك بن عبد العزيز ابن الماجشون، وأشهب بن عبد العزيز، وعبد الرحمن بن القاسم المصري، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ويحيى بن عبد الله بن بكير، ومطرف بن عبد الله اليساري، ومعن بن عيسى القزاز، وعبد الله بن نافع الزبيري، وعبد الله بن نافع الصائغ، ومحمد بن الحسن الشيباني، وعلي بن زياد، وسويد بن سعيد الحدثاني، وأبو قتيبة سلم بن قتيبة، وإسماعيل بن علية، وعبد الله بن إدريس الأودي، ووكيع بن الجراح، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، وأحمد بن عبد الله بن يونس ، وروح بن عبادة، وسعيد بن منصور، ويحيى بن أبي عمر العدني، وقتيبة بن سعيد البلخي، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وأبو مسهر عبد الاعلى بن مسهر الغساني، والوليد بن مسلم، وأبو إسحاق الفزاري، وأبو الوليد الطيالسي، وخلف بن هشام البزار، وهشام بن عمار الدمشقي، وورقاء بن عمر اليشكري، ومحمد بن عمر الواقدي، ويحيى بن سلام البصري، وغيرهم كثير.
• وقال ابن عبد البر: (أما الذين رووا عنه الموطأ، والذين رووا عنه مسائل الرأي، والذين رووا عنه الحديث؛ فأكثر من أن يُحصوا، قد بلغ فيهم أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني في كتاب جمعه في ذلك نحو ألف رجل).

مروياته في التفسير:
أكثر ما يُروى عنه في كتب التفسير المسندة ما له تعلق بالفتوى وأحكام القرآن، وما يرويه عن غيره.

عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي

من سيرته:
• اشتهر عبد الرحمن لكثرة مروياته وعنايته بالتفسير.
• وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: (وكان عبد الرحمن صاحب قرآن وتفسير، جمع تفسيرا في مجلد، وكتاباً في الناسخ والمنسوخ).
• قال سفيان بن عبد الملك المروزي: قال لي عبد الله بن المبارك: (كان عبد الله بن زيد بن أسلم أكبر من عبد الرحمن بن زيد، ولكن الذكر والكلام والقصص إنما هو لعبد الرحمن بن زيد). رواه العقيلي.
• وكان عالماً بالتفسير والمغازي والأخبار، لكنه كان ضعيف الحديث، يخطئ في الأسانيد، ويقلب الأخبار، ويروي بالمعنى على ما يفهمه، وقد يقع في فهمه شيء من الخطأ؛ ويجزم به، وقد تركه أكثر أهل الحديث لكثرة خطئه، والأقرب أنه لا يتعمد الكذب، وكان فيما يذكر عنه رجلاً صالحاً في نفسه.
• وأقواله في التفسير معتبرة، وله أقوال تدلّ على سعة علمه بمعاني القرآن، وله عناية بتفسير القرآن بالقرآن، وأكثر ما يُروى عنه في كتب التفسير المسندة من أقواله لا من مروياته.

أقوال أهل الحديث فيه:
• قال خالد بن خداش: قال لي الدراوردي ومعن وعامة أهل المدينة لا ترد عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، إنه لا يدري ما يقول، ولكن عليك بعبد الله بن زيد)
• وقال أبو الحسن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني: سمعت أبا عبد الله، يقول: (عبد الله بن زيد بن أسلم أثبت من عبد الرحمن). قلت: أثبت؟ قال: نعم. فقلت: فعبد الرحمن؟ قال: (كذا، ليس مثله، وضعف من أمره قليلاً)
• وقال أبو طالب: سألت أبا عبد الله: كيف حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؟ فقال: (أخوه أثبت، يعني عبد الله بن زيد بن أسلم)
• وقال أبو طالب أيضاً: سألت أحمد بن حنبل عن أسامة بن زيد بن أسلم؛ قال: (أسامة، وعبد الرحمن، وعبد الله هم ثلاثة؛ فأما أسامة، وعبد الرحمن متقاربان ضعيفان، وعبد الله ثقة)
• وقال البخاري في التاريخ الكبير: (ضعَّفه عليٌّ [بن المديني] جدا)
• وقال ابن أبي خيثمة: (سئل يحيى بن معين، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؟ فقال: ضعيف).
• وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فقال: (ليس بقوي الحديث، كان في نفسه صالحاً، وفي الحديث واهياً)
• وقال ابن عدي: (وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم له أحاديث حسان وقد روى عنه - كما ذكرت - يونس بن عبيد وسفيان بن عيينة حديثين، وروى معتمر عن آخر عنه، وهو ممن احتمله الناس، وصدَّقه بعضهم، وهو ممن يكتب حديثه).

وفاته:
توفي عبد الرحمن بن زيد بالمدينة سنة 182هـ، وقيل سنة ثمانين ومائة، والقول الأول أرجح.

أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن المدني

أصله:
اختلف في أصله وولائه؛ فقيل: أصله من اليمن، وقيل: من السند، ويُحتمل أن يجتمع الأمران فيكون أصله البعيد من السند، وولادته باليمن إلا إن صحّ عنه أنه من بني حنظلة بن مالك، واستقرّ ولاؤه لأمّ موسى الحميرية وهي أمّ الخليفة المهدي بن أبي جعفر المنصور، لكن اختلف في أصل دخوله في هذا الولاء.

مكانته:
• من أهل العلم في المدينة، وكان كيّساً عاقلاً، كثير الحديث، عالماً بالمغازي، وكان روايةً لتفسير محمد بن كعب القرظي
• هو محلّه الصدق، ولعلّه رفع بالصدق، وقد تكلّم فيه بعض معاصريه واتّهموه فلم يضرّه ذلك.

نشأته وطلبه للعلم:
• نشأ بالمدينة، وكان خيّاطاً، ولأستاذه مجلس يجتمع فيه جماعة من التابعين؛ فحفظ عنهم حديثاً كثيراً.
• تفقّه بجماعة من التابعين بالمدينة، حتى تصدّر فيها مدّة من الزمن، ثم نقله الخليفة المهدي إلى بغداد سنة 160هـ ليفقّه الناس بها؛ فحدَّث بها حديثاً كثيراً.
• وأخذ عن محمد بن كعب القرظي علماً كثيراً في التفسير والمغازي، وأخذ عن غيره في المغازي وتبحّر فيها، ويُروى عن أبي معشر كتاب في المغازي لعلّه من إملائه، وهو مفقود.
• وأخذ الحديث عن نافع مولى ابن عمر، وسعيد المقبري، ومحمد بن المنكدر، وهشام بن عروة، وغيرهم.
• له مرويات كثيرة في كتب التفسير المسندة أكثرها من روايته عن محمد بن كعب القرظي، وروايته عن القرظي محمولة على أصل القبول ما لم يكن فيها نكارة.

سبب ضعفه في روايه الحديث:
هو في الحديث مضعَّف عند جماعة من النقّاد لسوء حفظه، واضطرابه في الأسانيد والمتون، وكان أميّاً لا يكتب، فلذلك ضعف ضبطه للحديث، وكان أكثر تغيّره قبل أن يموت بسنتين؛ فترك جماعة من أهل الحديث حديثه، ومنهم من كتبه للاعتبار، لكنّه في التفسير والمغازي والرقائق حسن الحال غير متروك.

ممن روى عنه:
ابنه محمد، والليث بن سعد، وسفيان الثوري، وعبد الله بن المبارك، وعبد الرزاق، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو ضمرة أنس بن عياض الليثي، وعبد الله بن إدريس الأودي، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ووكيع بن الجراح، وأبو الوليد الطيالسي، وأبو يوسف القاضي، وحجاج بن محمد المصيصي، وعبد الله بن نافع، وزيد بن الحباب، ويحيى بن أبي بكير، ويحيى بن صالح الوحاظي، وغيرهم.

وفاته:
توفي ببغداد عام 170هـ.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 4 ذو القعدة 1441هـ/24-06-2020م, 08:18 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيثم محمد مشاهدة المشاركة
طبقة الصحابة رضي الله عنهم
مجمع بن جارية بن عامر العوفي الأوسي الأنصاري


من مناقبه وأخباره:
• كان قد جمع القرآن في عهد النبي إلا سورتين أو ثلاثا، وقيل إلا سورة أَو سورتين.
• وقد احتال عليه المنافقون فاتخذوه إماماً لمسجد الضرار، وكان شاباً حدَث السنّ لم يكن يعلم بشيء من أمرهم.
• شهد بيعة الرضوان.
• ولاه عمر إمامة مسجد قباء بعد سعد بن عبيد.
• روي أنّ عمر بعثه إلى الكوفة معلّماً ومقرئاً مع ابن مسعود.
• رويت عنه حروف في القراءة.

ممن روى عنه:
أبو الطفيل عامر بن واثلة وابن أخيه عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، وابنه يعقوب، والرواية عنه في كتب التفسير المسندة عزيزة.

وفاته:
توفي عام 55هـ في المدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان.

عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي

من سيرته:
• كان اسمه إبراهيم فغيّر عمر بن الخطاب اسمه إلى عبد الرحمن
• من طبقة صغار الصحابة
• كان من خيار قريش في زمانه صلاحاً وسخاءً وخلقا
• كان رجلاً سرياً، له من صلبه اثنا عشر رجلاً.

مكانته:
• اختاره عثمان في كتبة المصاحف العثمانية.
• أثنت عليه عائشة وتمنت أن لها أولادا مثله.

روايته للحديث:
• روى عن: أبيه، وعمر، وعثمان، وعلي، وعائشة، وحفصة، وأم سلمة، وأبي هريرة، وغيرهم.
• روى عنه: ابنه أبو بكر وهو أحد الفقهاء السبعة، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، وعامر الشعبي، وأبو قلابة الجرمي، وغيرهم.

وفاته:
توفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان، بعد عام 51هـ على الأرجح.

تميم بن أوس بن حارثة الداري

نسبه وإسلامه:
• أصله من بني لخم بن عدي وهم بطن من العرب اليمانية استوطنوا فلسطين.
• كان تميم نصرانياً وروي أنه كان راهباً فيهم، فوفد على النبي صلى الله عليه وسلم منصرفَه من تبوك فأسلم، وحسن إسلامه.

من عبادته ومناقبه:
• قرأ القرآن وجمعه، وكان يختم كلّ سبع ليالٍ، وربما قرأ القرآن كله في ركعة، وربما قام بآية يكررها حتى يصبح، وكان حسن القراءة جواداً كريماً، رويت عنه كرامات.
• وكان يؤمّ المصلين في قيام رمضان في المسجد النبوي مع أبيّ بن كعب.
• هو أوّل من قصّ بالمدينة؛ استأذن عمر أن يقصّ فأذن له فكان يقصّ قائماً يوماً في الأسبوع، ثمّ زاده عثمان يوماً آخر.
• وروي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أقطعه حبرى وبيت عينون بفلسطين.
• روى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حديث الجساسة كما في صحيح مسلم
• عن ابن سيرين قال: (اشترى تميم الداري حلة بألف كان يصلي فيها)

من أقواله ووصاياه:
• سأله ابن عباس: ما زلة العالم؟ فقال: «العالم يزل بالناس فيؤخذ به، فعسى أن يتوب منه العالم، والناس يأخذون به».
• خذ من دينك لنفسك، ومن نفسك لدينك حتى يستقيم بك الأمر على عبادة تطيقها
• والله لركعة أصليها في جوف الليل في السرّ أحبّ إليَّ من أن أصلي الليل كله ثم أقصّه على الناس

ممن روى عنه:
ابن عباس، وأبو هريرة، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وقبيصة بن ذؤيب، وموسى بن نصير المصري، وعمرة بنت عبد الرحمن، وأبو الضحى، والقاسم بن عبد الرحمن الدمشقي، وكثير بن مرة، وعباس بن ميمون وعطاء بن يزيد الليثي، وغيرهم.

وفاته:
انتقل إلى أرض قومه بفلسطين بعد مقتل عثمان، وبقي بها إلى أن مات عام 40هـ.

الطبقة الثانية: طبقة التابعين
عطاء بن يسار المدني


نسبه:
مولى أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث، وهو أخو سليمان بن يسار.

مولده:
ولد سنة 19هـ.

عبادته:
كان عابداً واعظاً فصيحاً صاحب قصص وأخبار، شديد اللزوم لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

طلبه للعلم وتعليمه:
• تفقّه بجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى كان من الفقهاء المعدودين في المدينة النبوية.
• رويت عنه أقوال في التفسير.

من أقواله:
روى ابن عساكر عن سفيان بن عيينة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: (لم نر شيئا إلى شيء أزين من حلم إلى علم).

ثناء السلف عليه:
• روي عن هشام بن عروة: (ما رأيت قاصا خيرا من عطاء بن يسار).
• روي عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه قال: (كان عطاء بن يسار يقص علينا حتى نبكي، ثم يحدّثنا بالمُلَحِ حتى نضحك، ثم يقول: مرة كذا ومرة كذا).

روايته للحديث:
• روى عن: ميمونة، وعائشة، وعن ابن مسعود، وأبي الدرداء، وعبادة بن الصامت، وأبي هريرة، وزيد بن ثابت، ابن عباس، وأبي سعيد الخدري، وأسامة بن زيد، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي الدرداء، ورفاعة بن عرابة الجهني، وعمر بن الحكم رضي الله عنهم، وأرسل عن معاذ بن جبل وأبيّ بن كعب.
• روى عنه: زيد بن أسلم، وموسى بن عقبة، ومحمد بن المنكدر، وسعد بن إبراهيم، وأبو صالح السمان، وصفوان بن سليم، وهلال بن أسامة، وهلال بن علي، وعبد الله بن قسيط، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر، ومحمد بن أبي حرملة، وعبد الله بن لهيعة.

وفاته:
اختلف في سنة وفاته فقيل سنة 94هـ، وقيل: 98هـ، والأرجح ما ذكره ابن حبان أنه توفي بالإسكندرية سنة 103هـ.

سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي

سيرته وفضله:
• سماه أبوه سالماً على اسم سالم مولى أبي حذيفة، وكان أشبه ولد عبد الله به، وروي أنه أباه كان شديد المحبة له حتى ليم في ذلك.
• كان على ذلك حسن السَّحْنة، قويّ الجسم، كريم الخلق، محبوباً، يتَّجر في الأسواق، ويأكل من كسب يده.:
• الفقيه الزاهد الوَرِع، أحد الفقهاء السبعة الذين انتهت إليهم الفتوى في زمانهم،
• كان ثقة جليل القدر، حسن الرأي، يستشيره أمراء المدينة في زمانه ويستفتونه.

من أقواله:
• روي عن أبي يحيى عمرو بن دينار، قال: (كنت مع سالم بن عبد الله ونحن نريد الصلاة؛ فنظر إلى السوق وقد خمروا متاعهم، وقاموا إلى الصلاة؛ فتلا سالم: {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} قال: هم هؤلاء).
• كان سالم كثير الحجّ، روى عنه أنه قال: (لو لم أجد للحج إلا حماراً أبتر لحججت عليه).

ورعه:
• روي عن عبيد الله بن عمر بن حفص قال: (كان سالم لا يفسّر).
• روي عن حماد بن زيد قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر، قال: لقد أدركت فقهاء المدينة، وإنهم ليغلّظون القول في التفسير منهم: سالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيَّب، ونافع.
• روي عن موسى بن مسعود: أخبرنا عكرمة بن عمار قال: (رأيت سالماً لا يشهد قاصّ جماعة ولا غيره).

زهده:
• روي عن مالك بن أنس قال: (لم يكن أحد في زمان سالم بن عبد الله أشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد والقصد في العيش منه، كان يلبس الثوب بدرهمين ويشتري الشمال فيحملها).
• روي عن محمد بن إسحاق، قال: (رأيت سالم بن عبد الله يلبس الصوف، وكان عِلْج الخلقِ، يعالج بيديه ويعمل).
• روي عن مالك بن أنس: قال سليمان بن عبد الملك لسالم بن عبد الله ورآه حسن السحنة: أي شيء تأكل؟ فقال: الخبز والزيت، وإذا وجدت اللحم أكلته. فقال له: أوَتشتهيه؟ فقال: (إذا لم أشتهه تركته حتى أشتهيه).
• روي عن الحميدي قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: دخل هشام بن عبد الملك الكعبةَ فإذا هو بسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب فقال له: يا سالم سلني حاجة. فقال: إنني أستحيي من الله تبارك وتعالى أن أسأل في بيت الله غيرَ الله. فلما خرجَ خرجَ في إثره فقال له: الآن قد خرجت؛ فسلني حاجة. فقال له سالم: من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟ فقال: من حوائج الدنيا. قال له سالم: (أما والله ما سألت الدنيا من يملكها؛ فكيف أسأل من لا يملكها).
• روي عن ميمون بن مهران قال: دخلت على ابن عمر فقوَّمتُ كلَّ شيءٍ في بيته؛ فما وجدته يسوى مائة درهم، قال: ثم دخلت مرة أخرى فما وجدت ما سوى ثمن طيلسان. قال: (ودخلت على سالم من بعده فوجدته على مثل حاله).
• روي عن حنظلة بن أبي سفيان، قال: «رأيت سالم بن عبد الله عليه إزار ثمن أربعة، وقميص ثمن خمسة، وهو موسر»
• روي عن الفضل بن عطية قال: «جلست إلى سالم بن عبد الله فقومت ثيابه ونعليه ثلاثة عشر درهما أو خمسة عشر درهما»

جهاده:
• روي عن سالم بن عبد الله بن عمر قال: (رأيت في المنام كأن ثمانية أبواب الجنة فتحت إلا بابا واحدا؛ فقلت: ما شأن هذا الباب؟ فقيل: هذا باب الجهاد ولم تجاهد؛ فأصبحت وأنا أشتري الظَّهْر).
• روي عن إبراهيم بن أبي عليّة قال: رأيت سالم بن عبد الله ومحمد بن عبد العزيز يتسايران بأرض الروم؛ فأبالَ أحدُهما دابَّته فأمسك عليه الآخر حتى لحقه).

روايته للحديث:
• روى عن: أبيه فأكثر، وعن عمّته حفصة بنت عمر، وعن أبي هريرة، ورافع بن خديج، وأبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وغيرهم، وله مرويّات في التفسير عن أبيه وعن غيره.
• روى عنه: ابن أخيه القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، وابن شهاب الزهري، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وأبو قلابة الجرمي، ومقاتل بن حيان، وعبد العزيز بن أبي رواد، وعمرو بن دينار، وموسى بن عقبة، وأيوب السختياني، وحنظلة بن أبي سفيان، والحسين بن عثمان المزني، وطارق بن عبد الرحمن، والضحاك بن عثمان، وسالم بن رزين الأحمري، وعبد الله بن يزيد الأزدي، والوازع بن نافع، وغيرهم.
• رويت عنه بعض مسائل أصحابه في أحكام القرآن ونزوله، والمرويّ عنه في التفسير سوى ذلك قليل جداً.

وفاته:
توفي سالم بالمدينة سنة ست ومائة، وصلى عليه هشام بن عبد الملك، وشيّع جنازته خلق كثير حتى تعجّب هشام من كثرتهم، وكان القاسم بن محمد بن أبي بكر صديقاً لسالم؛ فلما مات سالم حزن عليه القاسم حزناً شديداً.

نافع المدني مولى عبد الله بن عمر

كنيته:
أبو عبد الله

من مناقبه:
• من كبار الأئمة الحفاظ بالمدينة
• كان كثير الذكر مقبلاً على شأنه زاهداً ورعاً.
• وكان ثقة ثبتاً، فقيهاً عالماً، كثير الحديث، وكان من أعلم الناس بحديث ابن عمر ومسائله.
• وكان سالم بن عبد الله بن عمر يوصي بسؤاله، وبعثه عمر بن عبد العزيز إلى أهل مصر ليفقههم في الدين، ويعلّمهم السنن.
• روي أنه إنما حدّث وأفتى بعد موت سالم بن عبد الله، وهذا محمول على أنه لم يكن مكثراً من ذلك قبل موته أو لم يكن متصدّراً للتحديث في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في حياة سالم وأقرانه من كبار أئمة التابعين، فلما ماتوا ظهرت الحاجة إليه.

شيوخه:
• انتفع بصحبة عبد الله بن عمر انتفاعاً كبيراً؛ ولزمه نحواً من ثلاثين عاماً، وحفظ عنه علماً غزيراً مما رواه عن النبي وعن الصحابة، ومن أقواله فيما يُستفتى فيه وما يبتدئ به، ومن سيرة ابن عمر وسمته وهديه.
• وروى عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، ورافع بن خديج، وعن عائشة وحفصة وأم سلمة.
• وروى عن جماعة من التابعين كسالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وصفيّة بنت أبي عبيد زوجة عبد الله بن عمر، وغيرهم.

منزلته في الرواية والحديث:
• رواية حماد ومالك عنه عن ابن عمر من أثبت الأسانيد.
• روى عنه في كتب التفسير: عبيد الله وعبد الله ابنا عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وأيوب، ومالك، وابن جريج، وابن إسحاق، ومحمد بن عجلان، وموسى بن عقبة، وابن عون، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومحمد بن سوقة، وعبد العزيز بن أبي رواد، وغيرهم، وروى عنه ابنه عبد الله وهو ضعيف.

وفاته:
اختلف في سنة وفاته على عدة أقوال، أشهرها سنة سبع عشرة ومائة.

طبقة تابعي التابعين
مالك بن أنس بن مالك بن أبى عامر بن عمرو بن الحارث الاصبحي


اسمه ونسبه:
• هو الإمام الجليل أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي الحِمْيَري نسباً التيمي حلفاً، المدني بلداً.
• وولاؤه في تيم ولاء حِلفٍ وتعاقد، ليس ولاء رقّ وعتاقة.

مولده:
ولد سنة ثلاث وتسعين من الهجرة

نشأته وطلبه للعلم:
• نشأ الإمام مالك بالمدينة نشأة صالحة في بيت علم ومروءة، فكان جدّه وأبوه وأعمامه من أهل العلم، وممن تُروى عنهم الأحاديث، فأخذ من علمهم وأدبهم ومروءتهم
• وأدرك في المدينة بعض التابعين وأكابر أتباع التابعين
• واجتهد في طلب العلم في صغره
• وكان ينتقي شيوخَه، فلا يأخذ العلم إلا ممن يراه أهلاً للعلم، ويصبر على ما يجده في خلق بعضهم من حدّة وعسر، وكان يلازم بعضهم عامّة يومه يتحفّظ فقهه وأحاديثه
• وكان حسن التمييز بين أصنف الشيوخ
• وقد كان الإمام مالك غاية في الحفظ والضبط، حتى فاق أقرانه مبكراً؛ فكان شيخُه ربيعة الرأي يباهي بحفظه.

شيوخه:
• روى عن جماعة من التابعين منهم: نافع مولى ابن عمر، وابن شهاب الزهري، وابن هرمز، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر، وعامر بن عبد الله بن الزبير، وأبو الأسود الأسدي يتيم عروة، وعبد الله بن دينار، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وزيد بن أسلم، ومحمد بن المنكدر، وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، وأبو حازم الأعرج سلمة بن دينار، وسميّ مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وسهيل بن أبي صالح، وأبو الرجال محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، ومحمد بن عمارة بن عمرو بن حزم، وأيوب بن أبي تميمة السختياني، والمسور بن رفاعة القرظي، وعطاء الخراساني، وغيرهم.
• وروى عن جماعة من أتباع التابعين منهم: جعفر الصادق، ونافع بن أبي نعيم، وكثير بن فرقد، وغيرهم.

تعظيمه لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
• قال ابن أبي أويس: كان مالك إذا أراد أن يحدّث توضأ وجلس على فراشه وسرَّح لحيته وتمكَّن في الجلوس بوقار وهيبة، ثم حدَّث؛ فقيل له في ذلك، فقال: (أحبّ أن أعظّم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحدّث به إلا على طهارة متمكنا).
• وكان يكره أن يحدّث في الطريق وهو قائم أو مستعجل، فقال: (أحب أن أتفهم ما أحدث به، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه أبو نعيم في الحلية.

موقفه من الفتن والأهواء:
عاصر الإمام مالك عددا من الفتن؛ منها خروج محمد بن عبد الله بن الحسن الملقّب بالنفس الزكية، وظهور القدرية والمرجئة، وتجدد فتنة الخوارج؛ فكان قائماً بالسنة بصيراً بالفتن والمخارج منها.

جلوسه للدرس والإفتاء
• قال أبو مصعب أحمد بن أبي بكر: سمعت مالك بن أنس، يقول: «ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك»
• قال خلف بن عمر: سمعت مالك بن أنس يقول: (ما أجبت في الفتوى حتى سألت من هو أعلم مني: هل يراني موضعا لذلك؟ سألت ربيعة، وسألت يحيى بن سعيد؛ فأمراني بذلك. فقلت له: يا أبا عبد الله لو نهوك؟ قال: (كنت أنتهي، لا ينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلاً لشيء حتى يسأل من هو أعلم منه
• قال شعبة: (أتيت المدينة بعد موت نافع بسنة فإذا الحلقة لمالك بن أنس).

منهجه في التحديث:
• قال أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال: سمعت عمي، يقول: سمعت مالك بن أنس، يقول: (إن عندي لأحاديث ما حدثت بها قط، ولا سمعت مني، ولا أحدث بها حتى أموت، وهذا الخبر إن صحّ عن مالك فمحمول على أنه ترك التحديث بالأخبار الواهية والمعلولة التي ظهر له خطأ الرواة فيها وإن كانوا ثقات، لا أنّه كان يكتم أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويصرّ على كتمانها.
• قال الشافعي: قيل لمالك: عند ابن عيينة أحاديث عن الزهري ليست عندك، قال: (وأنا أحدث عن الزهري بكل ما سمعت؟!! إذا أريد أن أضلهم).

زهده وورعه:
• أقبل على طلب العلم ثم ابتلي بالقلّة فصبر ولم ينقطع عن طلب العلم، حتى فرّج الله عنه، وعرف الأمراء مكانه في العلم والإمامة في الدين، ولم تكن عطايا السلطان لِتَحمله على ترك ما يراه خيراً له في دينه.
• وكان يعمل في خاصة نفسه بأكثر مما يفتي به الناس.
• وكان لا يتحرّج إذا سُئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم.
• وعرض عليه أبو جعفر المنصور أن يفرض كتاب الموطأ في الأمصار فأبى أشدّ الإباء، وكان في ذلك إشهار لكتابه في الأمصار لو أراد، لكنّه ترك ذلك لله فيما نحسب فأعاضه الله بنشر ذكره في الأمصار على اختلاف الأزمان إلى عصرنا هذا.
• قال ابن وهب: قيل لأخت مالك: ما كان شغل مالك في بيته؟ قالت: (المصحف والتلاوة)

صفته ومعيشته:
• قال مطرف بن عبد الله اليساري: (كان مالك بن أنس طويلا عظيم الهامة، أصلع أبيض الرأس واللحية، أبيض شديد البياض إلى الشقرة، وكان لباسه الثياب العدنية الجياد، وكان يكره حلق الشارب ويعيبه ويراه من المثل، كأنه مّثَّل بنفسه)
• وقال مصعب الزبيري: (كان مالك من أحسن الناس وجهاً، وأحلاهم عيناً، وأنقاهم بياضاً، وأتمهم طولاً في جودة بدن
• وقال مصعب الزبيري: كان مالك يلبس الثياب العدنية الجياد، والخراسانية والمصرية المرتفعة البِيض، ويتطيب بطيب جيد، ويقول: (ما أحب لأحد أنعم الله عليه إلا ويرى أثر نعمته عليه، وخاصة أهل العلم) وكان يقول: (أحبّ للقارئ أن يكون أبيض الثياب)

محنته:
• قال مكي بن إبراهيم: (ضُرب مالك بن أنس في سنة سبع وأربعين ومائة، ضربه سليمان بن جعفر بن سليمان بن علي). قال: (ضُرب سبعين سوطا)
• وقال الفضل بن زياد القطان: سألت أحمد بن حنبل: من ضرب مالك بن أنس؟ قال: (ضربه بعض الولاة، لا أدري من هو، إنما ضربه في طلاق المكره، كان لا يجيزه فضربه لذلك)
• وقال ابن حبان في الثقات: (ضربه جعفر بن سليمان بن على بن عبد الله بن عباس سبعين سوطا وكان على المدينة لفتياه في يمين المكرَه فمسح مالك ظهره عن الدم ودخل المسجد وصلى، وقال: لما ضرب سعيد بن المسيب فعل مثل ذلك)

اعتزاله:
قال محمد بن عمر الواقدي: كان مالك يأتي المسجد ويشهد الصلوات والجمعة والجنائز ويعود المرضى، ويقضي الحقوق، ويجلس في المسجد، ويجتمع إليه أصحابه، ثم ترك الجلوس في المسجد، وكان يصلي ثم ينصرف إلى منزله وترك شهود الجنائز، فكان يأتي أصحابها فيعزيهم ثم ترك ذلك كله؛ فلم يكن يشهد الصلوات في المسجد ولا الجمعة، ولا يأتي أحدا يعزيه، ولا يقضي له حقاً، واحتمل الناس ذلك كله له، وكانوا أرغب ما كانوا فيه وأشده له تعظيما حتى مات على ذلك، وكان ربما كُلّم في ذلك فيقول: (ليس كل الناس يقدر أن يتكلم بعذره)

ما روي في فضله:
• قال سفيان بن عيينة عن ابن جريج عن أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يوشك أن يضرب الناس أكبادَ الإبل يطلبون العلمَ؛ فلا يجدون عالماً أعلم من عالمِ المدينة). قال الحميدي: قال سفيان: (أظنه مالك بن أنس)
• وقد روي عن ابن عيينة، أنه قال في هذا سئل من عالم المدينة؟ فقال: إنه مالك بن أنس.

ما رؤي فيه من الرؤى:
• قال مصعب بن عبد الله الزبيري: سمعت أبي يقول: كنت جالساً مع مالك بن أنس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ أتاه رجل فقال: أيّكم مالك؟ فقالوا: هذا. فسلَّم عليه واعتنقه وضمَّه إلى صدره، وقال: (والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحةَ جالساً في هذا الموضع؛ فقال: ائتوا بمالك؛ فأُتي بك ترعد فرائصك. فقال: ليس بك بأس يا أبا عبد الله، وكناك، وقال: اجلس؛ فجلستَ. قال: افتح حجرك؛ ففتحته فملأه مسكا منثورا، وقال: (ضمَّه إليك وبثَّه في أمتي). قال: فبكى مالك، وقال: (الرؤيا تسرّ ولا تغرّ، وإن صدقت رؤياك؛ فهو العلم الذي أودعني الله)
• وقال مطرف بن عبد الله: أخبرني زيد بن داود رجل من أصحابنا من أفضلهم قال: (رأيت في المنام كأن القبر انفرج فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد وإذا الناس منفصمون؛ فصاح صائح: مالك بن أنس!). قال: (فرأيت مالكاً جاء حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأعطاه شيئاً؛ فقال: «اقسم هذا على الناس» فخرج به مالك يقسمه على الناس؛ فإذا هو مِسْك يعطيهم إياه)

أقوال العلماء فيه:
• كان عبد الرحمن بن القاسم، يقول: إنما أقتدي في ديني برجلين: مالك بن أنس في علمه وسليمان بن القاسم في ورعه
• وقال عبيد الله بن عمر القواريري: كنَّا عند حماد بن زيد فجاءه نعي مالك بن أنس؛ فسالت دموعه، وقال: (يرحم الله أبا عبد الله لقد كان من الدين بمكان)
• وقال أبو إسماعيل الترمذي: حدثنا نعيم بن حماد، قال: سمعت ابن المبارك، يقول: (ما رأيت رجلا ارتفع مثل مالك بن أنس ليس له كثير صلاة ولا صيام إلا أن تكون له سريرة)
• قال الشافعي: (إذا جاء الأثر كان مالك كالنجم، وقال: مالك وسفيان القرينان)
• وقال الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي يقول: (إذا جاءك الحديث عن مالك فشدَّ به يديك)
• وقال الحارث ابن مسكين: سمعت عبد الله بن وهب يقول: (لولا أني أدركت مالكا والليث ببن سعد لضللت
• وقال يحيى بن سعيد القطان: (ما أقدم على مالك في زمانه أحداً)
• وقال ابن سعد: (كان مالك ثقةً مأموناً ثبتاً ورعاً فقيهاً عالماً حجةً)
• وقال محمد بن إسحاق السراج: سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن أصح الأسانيد، فقال: (مالك عن نافع عن ابن عمر).
• وقال أبو عمار: سألت أحمد بن حنبل عن كتاب مالك بن أنس فقال: (ما أحسنه لمن تديَّن به)
• وقال عبد السلام بن عاصم: قلت لأحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله رجل يحب أن يحفظ حديث رجل بعينه؟ فقال: (يحفظ حديث مالك). قال: فالرأي؟ قال: رأي مالك)
• وقال أبو زرعة الرازي: (أول شيء أخذت نفسي بحفظه من الحديث حديث مالك؛ فلما حفظته ووعيته طلبت حديث الثوري وشعبة وغيرهما، فلما تناهيت في حفظ الحديث نظرت في رأي مالك والثوري والأوزاعي وكتبت كتب الشافعي)
• وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: سمعت أبي يقول: (الحجة على المسلمين الذين ليس فيهم لبس: سفيان الثوري، وشعبة، ومالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، وحماد بن زيد).

المؤلفات في فضائله وسيرته:
• قال القاضي عياض: (ألَّف فضائل مالك وأخباره جماعة من الأئمة، والسلف والخلف من فرق هذه الأمة، فممن ألف في ذلك وأطال: القاضي أبو عبد الله التستري المالكي له في ذلك ثلاث مجلدات، ومثل ذلك لأبي الحسن بن فهر المصري، ولأبي محمد الحسن بن إسماعيل الضراب، وألف في ذلك القاضي أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي، وأبو بشر الدولابي، وأبو العرب التميمي، والقاضي أبو الحسن بن المنتاب وأبو علاثة محمد بن أبي غسان، وأبو إسحاق ابن شعبان، والزبير بن بكار القاضي الزبيري، وأبو بكر محمد بن محمد اليقطيني، وأبو نصر بن الحباب الحافظ، وأبو بكر ابن أبي دراويه الدمشقي، والقاضي أبو عبد الله البرنكاني، وأبو محمد الجارود، والحسن بن عبيد الله الزبيري، وأحمد بن مروان المالكي، والقاضي أبو الفضل القشيدي، وأبو عمر المقاصي، وأحمد بن رشد بن جعفر، وأبو بكر بن محمد بن صالح الأبهري، وأبو بكر بن اللباد، وأبو محمد عبد الله بن أبي زيد، وأبو عمر ابن عبد البر الحافظ، والقاضي أبو محمد بن نصر، وأبو عبد الله الحاكم النيسابوري، وأبو ذر الهروي، وأبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر ابن حزم الصدفي، وابن الإمام التطيلي، وابن الحارث القروي، وابن حبيب، والقاضي أبو الوليد الباجي، وأبو مروان بن الأصبغ القرشي النقيب).
• وأوفى المراجع المطبوعة في سيرة مالك وأخباره وفضائله ما في ترجمته من كتاب "الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء" لأبي عمر ابن عبد البر، و"حلية الأولياء" لأبي نعيم، و"ترتيب المدارك" للقاضي عياض.

وفاته:
توفي صبيحة أربع عشرة من شهر ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومائة في خلافة هارون، وصلى عليه عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب في موضع الجنائز، ودفن بالبقيع، وكان يوم مات ابن خمس وثمانين سنة.

من أقواله ووصاياه:
• قال إسماعيل بن أبي أويس: سمعت خالي مالك بن أنس يقول: قال لي ربيعة الرأي وكان أستاذ مالك: يا مالك مَن السفلة؟ قال: قلت: " من أكل بدينه " فقال: مَن سفلة السفلة؟ قال: (من أصلح دنيا غيره بفساد دينه). قال: فصدَّرني)
• وقال خالد بن خداش: ودَّعت مالك بن أنس، فقلت: يا أبا عبد الله، أوصني، قال: (تقوى الله، وطلب العلم من عند أهله)
• وقال يونس بن عبد الأعلى: حدثنا ابن وهب، قال: قال مالك: (العلم نور يجعله الله حيث يشاء، ليس بكثرة الرواية)
• وقال الزبير بن بكار: حدثنا محمد بن مسلمة المخزومي عن مالك بن أنس قال: (جنة العالم لا أدري إذا أغفلها أصيبت مقاتله)
• وقال أبو مسهر الغساني: سألت مالك بن أنس عن شيء، فقال لي: (لا تسل عما لا تريد، فإنك تنسى ما تريد) قال: (فضرب لي مالك مثلا، فقال: من اشترى ما لا يريد يوشك أن يبيع ما يريد)
• وقال ابن وهب: قال لي مالك بن أنس: (اعلم أنه ليس يسلم رجل حدث بكل ما سمع، ولا يكون إماما أبدا وهو يحدث بكل ما سمع)
عن ابن وهب، قال: قيل لمالك بن أنس: ما تقول في طلب العلم؟ قال: (حسن جميل، ولكن انظر الذي يلزمك من حين تصبح إلى حين تمسي فالزمه)
• وقال القعنبي: سمعت مالك بن أنس يقول: قال رجل: (ما كنتَ لاعبا فلا تلعبن بدينك)
قال ابن وهب، قال: سمعت مالكا، يقول: (إن حقاً على مَن طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية، وأن يكون متبعاً لأثر من مضى قبله)
• وقال خالد بن نزار: سمعت مالك بن أنس يقول لفتى من قريش: (يا ابن أخي تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم)
• وقال إسماعيل بن إسحاق: حدثنا الفروي، قال: سمعت مالكا يقول: (إذا لم يكن للإنسان في نفسه خير لم يكن للناس فيه خير)
• وقال يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب، عن مالك، قال: (لا يبلغ أحد ما يريد من هذا العلم حتى يضرّ به الفقر ويؤثره على كل حاجة)
• قال ضمرة، قال: سمعت مالكا، يقول: (لو كان لي سلطان على من يفسر القرآن لضربت رأسه)

مؤلفاته:
ترك الإمام مالك مؤلفات نافعة، وأشهر كتبه وأنفعها: الموطأ، وله روايات كثيرة أوصلها الأعظمي في دراسته للموطأ إلى مائة رواية، وقد طُبع منها: رواية يحيى بن يحيى الليثي، ورواية أبي مصعب الزهري، ورواية القعنبي، ورواية محمد بن الحسن الشيباني، ورواية ابن القاسم، ورواية علي بن زياد، ورواية سويد بن سعيد الحدثاني، ورواية يحيى ابن بكير.

• وللإمام مالك رسائل مذكورة في مؤلفاته منها:
أ: رسالة في إجماع أهل المدينة، كتبها إلى الليث بن سعد.
ب: ورسالة في القدَر، كتبها إلى ابن وهب.
ج: ورسالة في الأقضية، برواية عبد الله بن عبد الجليل، رواها عنه محمد بن يوسف بن مطروح.
د: ورسالة في الفتوى، وهي رسالة بعثها إلى أبي غسان محمد بن مطرف.
هـ: ورسالة في منازل القمر والنجوم، برواية سحنون عن ابن نافع الصائغ عنه.

• ومما جُمع له:
1: المدونة الكبرى، برواية سحنون بن سعيد التنوخي عن عبد الرحمن بن القاسم العتقي عن الإمام مالك، دار صادر.
2: مرويات الإمام مالك في التفسير، جمع: محمد طرهوني وحكمت بشير
وللإمام مالك جزء في التفسير لكنه مفقود

• ومما نسب إليه خطأً:
1: الرسالة الرشيدية ، وهي مطبوعة. قال الذهبي: (هذه الرسالة موضوعة، وقال القاضي الأبهري: فيها أحاديث لو سمع مالك من يحدّث بها لأدَّبه).
2: وكتاب السر، ونسبته إلى الإمام مالك قديمة، وقد اختلف فيها، وكبار فقهاء المالكية ينكرون صحتها عنه، وقيل إنه هو الرسالة الرشيدية.

تلاميذه والرواة عنه:
روى عنه جماعة من شيوخه وأقرانه وتلاميذه:
• فمن شيوخه: ابن شهاب الزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري.
• ومن أقرانه: الأوزاعي، وعبد الله بن المبارك، وابن جريج، والليث بن سعد، وسفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، ووهيب بن خالد، وسفيان بن عيينة.
• ومن تلاميذه: محمد بن إدريس الشافعي، وإسماعيل بن أبي أويس، وعبد الله بن وهب، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وحبيب بن أبي حبيب كاتب الإمام مالك، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، ويحيى ابن يحيى الليثي الأندلسي، وعبد الملك بن عبد العزيز ابن الماجشون، وأشهب بن عبد العزيز، وعبد الرحمن بن القاسم المصري، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ويحيى بن عبد الله بن بكير، ومطرف بن عبد الله اليساري، ومعن بن عيسى القزاز، وعبد الله بن نافع الزبيري، وعبد الله بن نافع الصائغ، ومحمد بن الحسن الشيباني، وعلي بن زياد، وسويد بن سعيد الحدثاني، وأبو قتيبة سلم بن قتيبة، وإسماعيل بن علية، وعبد الله بن إدريس الأودي، ووكيع بن الجراح، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، وأحمد بن عبد الله بن يونس ، وروح بن عبادة، وسعيد بن منصور، ويحيى بن أبي عمر العدني، وقتيبة بن سعيد البلخي، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وأبو مسهر عبد الاعلى بن مسهر الغساني، والوليد بن مسلم، وأبو إسحاق الفزاري، وأبو الوليد الطيالسي، وخلف بن هشام البزار، وهشام بن عمار الدمشقي، وورقاء بن عمر اليشكري، ومحمد بن عمر الواقدي، ويحيى بن سلام البصري، وغيرهم كثير.
• وقال ابن عبد البر: (أما الذين رووا عنه الموطأ، والذين رووا عنه مسائل الرأي، والذين رووا عنه الحديث؛ فأكثر من أن يُحصوا، قد بلغ فيهم أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني في كتاب جمعه في ذلك نحو ألف رجل).

مروياته في التفسير:
أكثر ما يُروى عنه في كتب التفسير المسندة ما له تعلق بالفتوى وأحكام القرآن، وما يرويه عن غيره.

عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي

من سيرته:
• اشتهر عبد الرحمن لكثرة مروياته وعنايته بالتفسير.
• وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: (وكان عبد الرحمن صاحب قرآن وتفسير، جمع تفسيرا في مجلد، وكتاباً في الناسخ والمنسوخ).
• قال سفيان بن عبد الملك المروزي: قال لي عبد الله بن المبارك: (كان عبد الله بن زيد بن أسلم أكبر من عبد الرحمن بن زيد، ولكن الذكر والكلام والقصص إنما هو لعبد الرحمن بن زيد). رواه العقيلي.
• وكان عالماً بالتفسير والمغازي والأخبار، لكنه كان ضعيف الحديث، يخطئ في الأسانيد، ويقلب الأخبار، ويروي بالمعنى على ما يفهمه، وقد يقع في فهمه شيء من الخطأ؛ ويجزم به، وقد تركه أكثر أهل الحديث لكثرة خطئه، والأقرب أنه لا يتعمد الكذب، وكان فيما يذكر عنه رجلاً صالحاً في نفسه.
• وأقواله في التفسير معتبرة، وله أقوال تدلّ على سعة علمه بمعاني القرآن، وله عناية بتفسير القرآن بالقرآن، وأكثر ما يُروى عنه في كتب التفسير المسندة من أقواله لا من مروياته.

أقوال أهل الحديث فيه:
• قال خالد بن خداش: قال لي الدراوردي ومعن وعامة أهل المدينة لا ترد عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، إنه لا يدري ما يقول، ولكن عليك بعبد الله بن زيد)
• وقال أبو الحسن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني: سمعت أبا عبد الله، يقول: (عبد الله بن زيد بن أسلم أثبت من عبد الرحمن). قلت: أثبت؟ قال: نعم. فقلت: فعبد الرحمن؟ قال: (كذا، ليس مثله، وضعف من أمره قليلاً)
• وقال أبو طالب: سألت أبا عبد الله: كيف حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؟ فقال: (أخوه أثبت، يعني عبد الله بن زيد بن أسلم)
• وقال أبو طالب أيضاً: سألت أحمد بن حنبل عن أسامة بن زيد بن أسلم؛ قال: (أسامة، وعبد الرحمن، وعبد الله هم ثلاثة؛ فأما أسامة، وعبد الرحمن متقاربان ضعيفان، وعبد الله ثقة)
• وقال البخاري في التاريخ الكبير: (ضعَّفه عليٌّ [بن المديني] جدا)
• وقال ابن أبي خيثمة: (سئل يحيى بن معين، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؟ فقال: ضعيف).
• وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فقال: (ليس بقوي الحديث، كان في نفسه صالحاً، وفي الحديث واهياً)
• وقال ابن عدي: (وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم له أحاديث حسان وقد روى عنه - كما ذكرت - يونس بن عبيد وسفيان بن عيينة حديثين، وروى معتمر عن آخر عنه، وهو ممن احتمله الناس، وصدَّقه بعضهم، وهو ممن يكتب حديثه).

وفاته:
توفي عبد الرحمن بن زيد بالمدينة سنة 182هـ، وقيل سنة ثمانين ومائة، والقول الأول أرجح.

أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن المدني

أصله:
اختلف في أصله وولائه؛ فقيل: أصله من اليمن، وقيل: من السند، ويُحتمل أن يجتمع الأمران فيكون أصله البعيد من السند، وولادته باليمن إلا إن صحّ عنه أنه من بني حنظلة بن مالك، واستقرّ ولاؤه لأمّ موسى الحميرية وهي أمّ الخليفة المهدي بن أبي جعفر المنصور، لكن اختلف في أصل دخوله في هذا الولاء.

مكانته:
• من أهل العلم في المدينة، وكان كيّساً عاقلاً، كثير الحديث، عالماً بالمغازي، وكان روايةً لتفسير محمد بن كعب القرظي
• هو محلّه الصدق، ولعلّه رفع بالصدق، وقد تكلّم فيه بعض معاصريه واتّهموه فلم يضرّه ذلك.

نشأته وطلبه للعلم:
• نشأ بالمدينة، وكان خيّاطاً، ولأستاذه مجلس يجتمع فيه جماعة من التابعين؛ فحفظ عنهم حديثاً كثيراً.
• تفقّه بجماعة من التابعين بالمدينة، حتى تصدّر فيها مدّة من الزمن، ثم نقله الخليفة المهدي إلى بغداد سنة 160هـ ليفقّه الناس بها؛ فحدَّث بها حديثاً كثيراً.
• وأخذ عن محمد بن كعب القرظي علماً كثيراً في التفسير والمغازي، وأخذ عن غيره في المغازي وتبحّر فيها، ويُروى عن أبي معشر كتاب في المغازي لعلّه من إملائه، وهو مفقود.
• وأخذ الحديث عن نافع مولى ابن عمر، وسعيد المقبري، ومحمد بن المنكدر، وهشام بن عروة، وغيرهم.
• له مرويات كثيرة في كتب التفسير المسندة أكثرها من روايته عن محمد بن كعب القرظي، وروايته عن القرظي محمولة على أصل القبول ما لم يكن فيها نكارة.

سبب ضعفه في روايه الحديث:
هو في الحديث مضعَّف عند جماعة من النقّاد لسوء حفظه، واضطرابه في الأسانيد والمتون، وكان أميّاً لا يكتب، فلذلك ضعف ضبطه للحديث، وكان أكثر تغيّره قبل أن يموت بسنتين؛ فترك جماعة من أهل الحديث حديثه، ومنهم من كتبه للاعتبار، لكنّه في التفسير والمغازي والرقائق حسن الحال غير متروك.

ممن روى عنه:
ابنه محمد، والليث بن سعد، وسفيان الثوري، وعبد الله بن المبارك، وعبد الرزاق، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو ضمرة أنس بن عياض الليثي، وعبد الله بن إدريس الأودي، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ووكيع بن الجراح، وأبو الوليد الطيالسي، وأبو يوسف القاضي، وحجاج بن محمد المصيصي، وعبد الله بن نافع، وزيد بن الحباب، ويحيى بن أبي بكير، ويحيى بن صالح الوحاظي، وغيرهم.

وفاته:
توفي ببغداد عام 170هـ.
أحسنت جدا نفع الله بك
أ
تم خصم نصف درجة للتأخير

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 ذو القعدة 1441هـ/11-07-2020م, 11:43 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداء حسين مشاهدة المشاركة
الطبقة الأولى:
طبقة الصحابة رضوان الله عليهم:


1- أبو بكر الصديق واسمه عبد الله بن عثمان بن عامر التيمي القرشي(ت:13هـ) رضي الله عنه
فضائله:
- هو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأفضل الصحابة وأطولهم صحبة.
- أول من جمع القرآن بين لوحين.

علمه:
- كان من أعلم الناس بمعاني القرآن وبأحوال النزول.

وسائل تعليمه للقرآن:
- طريقة السؤال .
- التنبيه على الخطأ.

ذكر من روى عنه:
روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين :
منهم: حذيفة بن اليمان، ومعقل بن يسار، وأبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، والمسور بن مخرمة، وطارق بن شهاب، وقيس بن أبي حازم، وسعيد بن نمران الناعطي.

سبب قلة الرواية عنه:
انشغاله بحروب الردة , وتقدم وفاته ري الله عنه.

2- عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي القرشي (ت:23هـ) رضي الله عنه

فضائله:
- هو ثاني الخلفاء الراشدين.

علمه:
- كان من أعلم الصحابة وأفقههم , خاصة فيما يتعلق بالقرآن.
- وصفه الرسول عليه الصلاة والسلام بالملهم .
- نزل الوحي بتصديق قوله عدة مرات.
- رويت عنه حروف في القراءة، ومسائل كثيرة في التفسير.

ازدهار العلم في عهده:
- كان يهتم بتقريب أهل العلم , فكان عامة جلسائه من القراء.
- اهتم بإرسال المعلمين في الأمصار لتعليم القرآن والتفقيه في الدين.
- كان حازماً على من يتجرأ على التفسير بغير علم.

ذكر من روى عنه:
- من الصحابة: علي بن أبي طالب، وابن مسعود، وفضالة بن عبيد، وأبو هريرة، والنعمان بن بشير، وابن عباس، وابن عمر، وأنس بن مالك، وطارق بن شهاب، وغيرهم.
- من التابعين: قيس بن أبي حازم، وعلقمة بن وقاص الليثي، ومولاه أسلم العدوي، وعمرو بن ميمون الأودي، وشريح القاضي، وزر بن حبيش،وغيرهم.

3- معاذ بن جبل بن عمرو الخزرجي الأنصاري(ت:18هـ) رضي الله عنه
فضائله:
- من علماء الصحابة وقرائهم، شهد بدراً وجميع المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم.

علمه:
- قرأ على ابن مسعود حتى أتقن ما لديه.
- قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم.
- كان ممن جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

تعليمه:
- كان من المعلّمين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في:
المدينة.
مكة.
وكان قاضيا وأميرا ومعلما في اليمن.
- أرسله عمر إلى حمص وفلسطين ليقرئ أهلها ويعلمهم .

وفاته:
مات في طاعون عمواس.

الطبقة الثانية:
طبقة التابعين :
1- قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة الخزاعي(ت:86هـ)

مولده :
- ولد عام الفتح وذكروا بأنه قد جيئ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو له.

علمه ومكانته:
- جد في طلب العلم فأخذه عن كبار الصحابة , وكان أعلم التابعين بقضاء زيد.
- كان يعد من كبار فقهاء أهل المدينة ومفتيهم.
- أكثر ما يُروى عنه في كتب التفسير المسندة ما يتعلق بأحكام القرآن.
- قال عنه يحيى بن معين: (...قبيصة بن ذؤيب كان معلما...).
- وعده أبو الزناد من فقهاء المدينة الأربعة.
- كان كثير الغزو , وقد أصيبت عينه يوم الحرة.
[وقول عامر الشعبي:
قبيصة بن ذؤيب أعلم الناس بقضاء زيد بن ثابت)، هذه مهمة لا يحسن إغفالها]

وفاته:
- اختلف في سنة وفاته والأكثر على أنه توفي سنة 86هـ.

ذكر من روى عنهم:
- عثمان بن عفان، وأبي عبيدة عامر بن الجراح، وزيد بن ثابت.

ذكر من روى عنه:
- ابنه إسحاق وابن شهاب الزهري ورجاء بن حيوة وجعفر بن ربيعة وغيرهم.

2- سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي(ت:94هـ)
مولده ونسبه:
- ولد سنة 15 هـ في المدينة في أول خلافة عمر رضي الله عنه.
- والده وجده من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
- هو زوج بنت أبي هريرة رضي الله عنه.

فضائله:
- هو إمام التابعين في المدينة، وقد سمع من عمر رضي الله عنه وهو صغير.
- كان ممن انتهت إليه الفتوى في زمانه، كان عالماً بالقرآن وبالقضاء وبعبارة الرؤيا،

علمه :
- كان مجدا في طلب العلم حتى قال: (إن كنتُ لأسير الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد).
- قال علي ابن المديني عنه: (لا أعلم في التابعين أوسع علما منه، هو عندي أجلّ التابعين).
- سمع من عمر رضي الله عنه وهو صغير , بل كان اعلم التابعين بمسائله حفظا وإتقانا حتى احتاجه الناس فيها , حتى قال عن نفسه : (ما بقي أحد أعلم بقضاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر منّي).

ورعه في العلم:
- كان إذا سُئل عن تفسير آية من القرآن، قال: (أنا لا أقول في القرآن شيئًا).
- ذكروا عنه بأنه كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن.
[يُستفاد من أثر عمر بن عبد العزيز مكانة سعيد بن المسيب بين التابعين.
وحين يقال في الأثر فلان أعلم بعلم فلان أو مسائله أو ... فمن المهم إثبات هذا في تلخيصكِ وفي سيرة القارئ عمومًا لأن هذا يفيدنا بعد ذلك عند تحقيق الآثار إن حصل خلاف بين ثقتين مثلا، كلاهما ثقة عدلا، لكن سعيد بن المسيب مثلا أثبت في رواية عمر من غيره فتقدم روايته، أرجو أن أكون قد وُفقت في توضيح أهمية هذا النوع من الآثار في سيرة القارئ]

ذكر من أخذ عنهم:
- أخذ عن جماعة من علماء الصحابة منهم عثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص وزيد بن ثابت وأبو هريرة .

ذكر من روى عنه:
- يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن شهاب الزهري، وسالم بن عبد الله، وقتادة، وعبد الرحمن بن حرملة.

2- خارجة بن زيد بن ثابت بن الضحاك الخزرجي الأنصاري (ت:100هـ)
مولده ونسبه:
- ولد سنة 30هـ في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه .
- أبوه زيد بن ثابت كاتب الوحي، وأمه جميلة بنت سعد بن الربيع , فجده سعد بن الربيع أحد النقباء ليلة العقبة، شهد بدرا واستشهد بأحد، وكان من أفاضل الصحابة.

علمه:
- أخذ العلم عن أبيه وعن جماعة من الصحابة , حتى أصبح من كبار أهل الفتوى , وكان أحد فقهاء المدينة السبعة.
- حتى قال عبيد الله بن عمر : (كان الفقه بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة في خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري...).

وفاته:
- اختلف في سنة وفاته على أقوال أرجحها أنها سنة 100هـ، وله سبعون سنة.
- روي أنه رأى في منامه أنه بنى سبعين درجة فلما بلغ آخرها تهوّرت فنظر في عمره فإذا هو قد بلغ سبعين سنة؛ فمات في تلك السنة.
- لما بلغ عمر بن عبد العزيز خبر موته استرجع، وصفق بإحدى يديه عَلَى الأخرى، وَقَال: (ثُلمة والله فِي الإسلام).

ذكر الذين روى عنهم:
- روى عن أبيه وأمّه وعن أسامة بن زيد، وسهل بن سعد الساعدي، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، وأمّ العلاء الأنصارية.

ذكر من روى روى عنه:
- ابنه سليمان، وابن شهاب الزهري، ومحمد الديباج، وأبو الزناد، ويزيد بن عبد الله بن قسيط، وعبد الله بن كعب الحميري، وغيرهم.

الطبقة الثالثة:
طبقة تابعي التابعين:


1- أبو يحيى فليح بن سليمان بن أبي المغيرة الخزاعي الأسلمي(ت: 168هـ)[/color]
نسبه:
- كان من موالي آل زيد بن الخطاب.
- قال ابن سعد: (كان فليح يسمى عبد الملك؛ فغلب عليه اللقب).

علمه ومكانته:
- كان من علماء المدينة ورواة الأحاديث ونقلة التفسير.
- أخرج له البخاري في صحيحه بعض ما رواه عن نافع عن ابن عمر.

اختلاف العلماء في تضعيفه وتوثيقه:
- ضعّفه يحيى بن معين، وأبو حاتم الرازي، وأبو داوود السجستاني.
- وثقه ابن حبان والدارقطني وابن عدي وابن حجر على اختلاف بينهم في قوة التوثيق.
- أخرج له البخاري ومسلم بعضا مما انتقياه من رواياته.

وفاته:
- مات سنة ثمان وستين ومائة

ذكر من روى عنهم:
- روى عن نافع مولى ابن عمر، وهلال بن أبي ميمونة، وهلال بن علي المدني، وابن شهاب الزهري، وأبي حازم الأعرج، وسالم أبي النضر، وضمرة بن سعيد، وغيرهم.

ذكر من روى عنه:
- ابنه محمد، وابن وهب، وسعيد بن منصور، وأبو عامر العقدي، وأبو تميلة يحيى بن واضح، ويحيى بن صالح الوحاظي، ومحمد بن سنان، وغيرهم.

2- المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله الحزامي (ت: 180هـ تقريباً )
نسبه:
- هو المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حكيم بن حزام الأسدي القرشي.
- كان يسمى قصيا وأمه أم ولد.

علمه:
- قال عنه الزبير بن بكار: (وكان علامةً مُسنداً).
- قال الخطيب البغدادي في المتفق والمفترق: (كان علامة بالنسب يسمى قصيا).

قول الأئمة في توثيقه وتضعيفه:
- قال عنه يحيى ليس بشيء.
- قال الذهبي: (احتج به أرباب الصحاح، لكن له ما ينكر).
- وثقه الإمام أحمد وأبو دواد والدارقطني، وروى له البخاري ومسلم وأصحاب السنن.

وفاته:
- توفي في حدود سنة ثمانين ومائة بالمدينة.

ذكر من روى عنهم:
- روى عن أبي الزناد فأكثر، وروى عن موسى بن عقبة، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وهشام بن عروة، وغيرهم.

ذكر من روى عنه:
- روى عنه ابنه عبد الرحمن، وابن وهب، وعبد الرحمن بن مهدي، وسعيد بن منصور، وعبد الله بن مسلمة القعنبي وغيرهم.

3- : المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي (ت:188هـ)
مولد ونسبه:
- هو المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي القرشي
- ولد سنة أربع أو خمس وعشرين ومئة .

علمه ومكانته:
- كان من كبار فقهاء المدينة ومفتيها في آخر حياة مالك بن أنس وبعده.
- عرض عليه أمير المؤمنين الرشيد قضاء المدينة , ولم يتركه إلا بعد أن قال :(لأن يخنقني الشيطان أحب إلي من أن ألي القضاء ).
- مروياته في كتب التفسير المسندة عزيزة جداً.
- قال عن نفسه : (نحن أعلم الناس بالقرآن وأجهلهم به، صيرنا العلم بعظيم قدره إلى الجهل بكثير من معانيه).

وفاته:
- مات يوم الأربعاء لسبع خلت من صفر سنة ست وثمانين ومائة , وقد بلغ اثنتين وستين سنة .

توثيق الأئمة وتضعيفهم له:
- وثقه جماعة، وضعفه أبو داود. ذكره الذهبي

ذكر من روى عنهم:
- روى عن أبيه، وموسى بن عقبة، ومالك بن أنس، ومحمد بن عجلان، وهشام بن عروة، وعبد الله بن عمر العمري، وغيرهم.

ذكر من روى عنه:
- روى عنه ابنه عياش، وإبراهيم بن حمزة الزبيري، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وأبو مصعب الزهري، وغيرهم.


التقويم: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir