دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #7  
قديم 2 جمادى الأولى 1439هـ/18-01-2018م, 04:51 PM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) }.
سبب نزول الآية : ذكر في سبب نزول الآية عدة أحاديث أوردها ابن كثير في تفسيره ، منها :
  • ما رواه الإمام أحمد: عن عائشة قالت: «قلت: أرأيت قول الله تعالى:{إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما}» قلت: «فواللّه ما على أحدٍ جناحٌ أن لا يطّوف بهما؟ » فقالت عائشة: «بئسما قلت يا ابن أختي إنّها لو كانت على ما أوّلتها عليه كانت: فلا جناح عليه ألّا يطّوف بهما، ولكنّها إنّما أنزلت أنّ الأنصار كانوا قبل أن يسلموا كانوا يهلّون لمناة الطّاغية، التي كانوا يعبدونها عند المشلّل. وكان من أهلّ لها يتحرّج أن يطوّف بالصّفا والمروة، فسألوا عن ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالوا: يا رسول اللّه، إنّا كنّا نتحرّج أن نطّوف بالصّفا والمروة في الجاهليّة. فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه}إلى قوله: {فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما} قالت عائشة: ثمّ قد سنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الطّواف بهما، فليس لأحدٍ أن يدع الطّواف بهما». أخرجاه في الصّحيحين.
  • وفي روايةٍ عن الزّهريّ أنّه قال: «فحدّثت بهذا الحديث أبا بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشامٍ، فقال: «إنّ هذا العلم، ما كنت سمعته، ولقد سمعت رجالًا من أهل العلم يقولون إنّ النّاس -إلّا من ذكرت عائشة -كانوا يقولون: إنّ طوافنا بين هذين الحجرين من أمر الجاهليّة. وقال آخرون من الأنصار: إنّما أمرنا بالطّواف بالبيت، ولم نؤمر بالطّواف بين الصّفا والمروة، فأنزل اللّه تعالى: {إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه} قال أبو بكر بن عبد الرّحمن: «فلعلّها نزلت في هؤلاء وهؤلاء».
  • ورواه البخاريّ ، عن عائشة بنحو ما تقدّم.
  • ثمّ قال البخاريّ: حدّثنا محمّد بن يوسف، حدّثنا سفيان، عن عاصم بن سليمان قال: «سألت أنسًا عن الصّفا والمروة قال: كنّا نرى ذلك من أمر الجاهليّة، فلمّا جاء الإسلام أمسكنا عنهما، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه}».
  • وذكر القرطبيّ في تفسيره عن ابن عبّاسٍ قال: «كانت الشّياطين تفرّق بين الصّفا والمروة اللّيل كلّه، وكانت بينهما آلهةٌ، فلمّا جاء الإسلام سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، عن الطّواف بينهما، فنزلت هذه الآية». وقال الشّعبيّ: «كان إسافٌ على الصّفا، وكانت نائلة على المروة، وكانوا يستلمونهما فتحرّجوا بعد الإسلام من الطّواف بينهما، فنزلت هذه الآية».
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ : الصفا والمروة جبيلان بمكة ، جعلهما الله تعالى من أعلام متعبداته .
فالصفا في لغة العرب : الحجارة البيضاء الصلدة التي تنبت.
أما المروة : هي الحجارة اللينة الصغيرة .
وأما عن سبب تسميتهما بهذا الاسم : فقيل أن جبيل الصفا بمكة صلب أما جبيل المروة للين أقرب .
وقيل في سبب التذكير والتأنيث فيهما : أن الصّفا ذكّر لأن آدم وقف عليه، ووقفت حواء على المروة فانثت لذلك.
وقال الشعبي: «كان على الصفا صنم يدعى إسافا، وعلى المروة صنم يدعى نائلة»، فاطرد ذلك في التذكير والتأنيث وقدم المذكر .
وهذان الجبلان جعلهما الله تعالى من شعائره أي من أعلام مواضع متعبداته ، فالسعي بين الصفا والمروة ممّا شرع اللّه تعالى لإبراهيم الخليل في مناسك الحجّ ، وأصل هذه الشعيره كان سعي هاجر أم إسماعيل عليه السلام حينما تركهما إبراهيم الخليل عليه السلام بأمر ربه في الصحراء الجرداء الخالية من الزرع والماء والحياة فشرعت تسعى بين الصفا والمروة باحثة عن الماء أو أحدا يكون معه ماء معلنة فقرها وفاقتها وحوبتها للرب تبارك وتعالى موقنة أن الله لن يضيعهم .
فقوله :إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ :خبر يقتضي الأمر بما عهد من الطواف بهما.
ومن هنا نستشف الحكمة من الأمر بهذه الشعيرة ، ووجوبها على كل مسلم من خلال وجوبها في الحج الذي هو واجب على كل مسلم مستطيع ، ففي السعي إعلان لافتقار العبد وذله وخضوعه ورجاءه رضا ربه بمتثاله أمره راجيا عفوه وغفرانه وهداه لما فيه صلاحه في آخرته ودنياه ، وأن يحوّله من حاله الذي هو عليه من الذّنوب والمعاصي، إلى حال الكمال والغفران والسّداد والاستقامة، كما فعل بهاجر .

فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا : الحج في اللغة : هو القصد والتكرار .
واعتمر : زار وتكرر .
والجناح : الإثم والميل والعدول عن الحق والطاعة .
يطّوف : يكثر الطواف .
ومما تقدم فيما ورد في سبب النزول أن ليس المقصد من نفي الجناح عن من تطوف؛ إباحة الطواف لمن شاء، لأن ذلك بعد الأمر بالطواف لا يستقيم، وإنما المقصد منه رفع ما وقع في نفوس قوم من العرب من أن الطواف بينهما فيه حرج، وإعلامهم أن ما وقع في نفوسهم غير صواب .
وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا : اختلف العلماء من خلال هذه الآية في حكم السعي ، فمنهم من قال أنه ركن ومنهم من قال بوجوبه ومنهم من قال باستحبابه .
وقد رجح ابن كثير كونه واجباً لأنّه عليه السّلام طاف بينهما،فكلّ ما فعله في حجته تلك واجبٌ لا بدّ من فعله في الحجّ، إلّا ما خرج بدليلٍ، واستدل بقوله : «لتأخذوا عنّي مناسككم». وقوله : «اسعوا فإنّ اللّه كتب عليكم السّعي».

وكل فريق فسر التطوع في الآية بحسب ما توصل إليه في حكم السعي ؛ ففمن قال بوجوب السعي قال: معنى تطوّع أي زاد برا بعد الواجب، فجعله عاما في الأعمال، وقال بعضهم: معناه من تطوع بحج أو عمرة بعد حجة الفريضة، ومن لم يوجب السعي قال: المعنى من تطوع بالسعي بينهما، وفي قراءة ابن مسعود «فمن تطوع بخير»،
فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ : شاكر : صيغة مبالغة من الشكر فالله تعالى كثير الشكر لعباده يشكر لهم العمل القليل بالأجر الجزيل .
عليم : يعلم بنواياهم ومقاصدهم وما يسرون وما يعلنون فيشكر لهم بحسب ما علم من أحوالهم الباطنة والظاهرة .
2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسفهاء وموقفهم من تحويل القبلة في قوله تعالى: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها}.
السفهاء لغة : هم الخفاف الأحكام والعقول .
المراد بالسفهاء ذكر فيه أقوال :
1- كفار أهل مكة … ذكره المفسرون الثلاثة .
لأنهم قالوا: ما ولاه عن قبلته؟ ما رجع إلينا إلا لعلمه أنّا على الحق وسيرجع إلى ديننا كله ذكره ... ابن عطية .
2- أحبار اليهود ….ذكره الزجاج ، وذكره ابن عطية عن ابن عباس ، كما ذكره ابن كثير عن مجاهد ..
وذلك أنهم جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد ما ولاك عن قبلتنا؟ ارجع إليها ونؤمن بك، يريدون فتنته ، وأن بعضهم قالها استهزاء ذكره ابن عطية .
وقد أورد ابن كثير عدة أحاديث تدل على أن اليهود هم المرادون في الآية مما يُظهر ريبهم وترددهم وشكهم في أمر تحويل القبلة :منها
  • ما ورد عن ابن أبي حاتمٍ: عن البراء قال:«كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد صلّى نحو بيت المقدس ستّة عشر أو سبعة عشر شهرًا، وكان يحبّ أن يوجّه نحو الكعبة, فأنزل اللّه: {قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلةً ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام}»، قال: «فوجّه نحو الكعبة. وقال السّفهاء من النّاس -وهم اليهود-: {ما ولاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها}، فأنزل اللّه: {قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ}».
  • وعن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: «أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم لمّا هاجر إلى المدينة، أمره اللّه أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود، فاستقبلها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بضعة عشر شهرًا، وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يحب قبلة إبراهيم، فكان يدعو اللّه وينظر إلى السّماء، فأنزل اللّه عزّ وجلّ:{فولّوا وجوهكم شطره}أي: نحوه. فارتاب من ذلك اليهود، وقالوا: ما ولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فأنزل اللّه:{قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ}».
3- المنافقون…. ذكره ابن عطية وابن كثير عن السدي .
وأن غرضهم كان الاستهزاء به صلى الله عليه وسلم حيث قالوا : اشتاق الرجل إلى وطنه .. ذكره ابن عطية.

والآية عامة في كل هؤلاء …..ذكره ابن عطية وابن كثير .

ب: معنى قوله تعالى: {إلا لنعلم من يتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} الآية.

قال تعالى [وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ]
والمعنى : وما جعلنا القبلة التي هي بيت المقدس والتي كنت عليها في بداية أمرك إلا لنعلم من يتبعك ويطيع أمرك من العرب المولعون بالكعبة ومحبتها ، ومن اليهود الذين كانوا يقولون أن بيت المقدس هي قبلة الأنبياء وأن النبي إذا صلى إليها اتبعوه ، فيتبين بذلك ويظهر من يستسلم لأمر الله ويخضع لأمره ممن ينقلب على عقبيه مرتدا خاسرا .
وقد اختلف في معنى قوله "لنعلم" على أقوال .
الأول : لنرى … حكاه ابن عطية عن الطبري.
الثاني: لنميز …. حكاه ابن عطية عن ابن فورك وعن الطبري عن ابن عباس .
الثالث : ليظهر بذلك المتبع من المرتد على عقبيه . ذكره ابن كثير .
الرابع : ذكر علمه وقت مواقعتهم الطاعة والمعصية، إذ بذلك الوقت يتعلق الثواب والعقاب ، ويدل عليه قول ابن فورك بأن "لنعلم " هنا بمعنى" لنثيب " فالمعنى لنعلمهم في حال استحقوا فيها الثواب، وعلق العلم بأفعالهم لتقوى الحجة عليهم ، وأن اللفظة على ظاهرها وأن العلم سابق لله عز وجل في الأزل ومستمر وباق ذكره ابن عطية .
الخامس : أن العلم هنا ليس منسوبا لله على وجه الحقيقة ولكن المراد به علم النبي صلى الله عليه وسلم . والمؤمنون وأن نون العظمة جيئ بها إذ هم حزبه وخالصته ، وأن ذلك جار في لغة العرب .ذكره ابن عطية .

ومما تجدر الإشارة إليه هنا أن ما ذكره ابن عطية في القول الأخير مخالف لما عليه أهل السنة والجماعة في إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه وإثبات ما أثبته له رسوله من غير تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل ولا تكييف ، وأن اللفظ يؤخذ على ظاهره إلا إذا جاء الدليل على صرفه عن ظاهره ، ولا دليل على ما قاله ابن عطية لا من كتاب ولا سنة ولا من أقوال السلف.
والأقوال الثلاثة الأولى متقاربة المعنى ولا يظهر في المسألة أية إشكالية إلا ما يثيره المتأولون في الأسماء والصفات من إثارة الشبهات .والله أعلم

3: بيّن ما يلي:
أ: المخاطب في الآية، ومعنى الذكر في قوله تعالى: {فاذكروني أذكركم}.
ذكر في المخاطب في الآية قولان :
الأول : أن الخطاب لمشركي العرب …. ذكره الزجاج.
والمعنى : أن الله خاطبهم بما دلهم على إثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم , فقال:كما أرسلنا فيكم محمدا - صلى الله عليه وسلم - وهو رجل منكم أمّي تعلمون أنه لم يتل كتابا قبل رسالته, ولا بعدها إلا بما أوحي إليه. وإنكم كنتم أهل جاهلية لا تعلمون الحكمة , ولا أخبار الأنبياء، ولا آبائهم ولا لأقاصيصهم,فأرسل إليكم النبي صلى الله عليه وسلم ,فأنبأكم بأخبار الأنبياء، وبما كان من أخبارهم مع أممهم، لا يدفع ما أخبر به أهل الكتاب.
وعلى هذا القول يكون معنى الذكر الذي أمرهم الله به هو :
توحيدهم لله تعالى وتصديقهم النبي صلى الله عليه وسلم ، ويذكرهم الله بجبّ ما قبل إسلامهم من الكفر وبتوبته عليهم .
الثاني: أمة محمد صلى الله عليه وسلم … ذكره ابن عطية .
وخص ابن كثير المؤمنين منهم , واستدل له بقوله تعالى : {لقد منّ اللّه على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكّيهم}
والمعنى : أنهم هم المعنيين بقوله : رسولا منكم يتلو عليكم القرآن ويطهركم ويعلمك السنة و الفقه في الدين ويقص عليكم أنباء السابقين واللاحقين ، وأن ذلك جاء إجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام في قوله "ربّنا وابعث فيهم رسولًا منهم "الآية
ويكون الذكر على بابه بالقول ويدخل فيه الدعاء والتسبيح وقراءة القرآن ، ويكون بالفعل بعمل الطاعات والكف عن المحرمات.
واستدل له ابن عطية بحديث: إن الله تعالى يقول: «ابن آدم اذكرني في الرخاء أذكرك في الشدة»، وفي حديث آخر: إن الله تعالى يقول: «وإذ ذكرني عبدي في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم»
وكذلك قد يكون المراد بالذكر هو التذكر ، فيتذكر العبد ربه بيقلع عن المعاصي ويقبل على الطاعات ويشهد له ما ذكره ابن كثير عن عبد اللّه بن وهبٍ، عن زيد بن أسلم:
« أنّ موسى، عليه السّلام، قال: يا ربّ، كيف أشكرك؟ قال له ربّه: تذكرني ولا تنساني، فإذا ذكرتني فقد شكرتني، وإذا نسيتني فقد كفرتني».
والمعنى الثاني ألصق بالسياق قبله ودل عليه الدليل .

ب: المراد بالإيمان وفائدة التعبير عنه بوصف الإيمان في قوله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم}.
الإيمان هنا :الصلاة إلى بيت المقدس . قاله ابن عباس والبراء بن عازب وقتادة والسدي والربيع وغيرهم ونقله عنهم ابن عطية ، كما ذكره ابن كثير واستدل له :بما في الصّحيح من حديث أبي إسحاق السّبيعي، عن البراء، قال: «مات قومٌ كانوا يصلّون نحو بيت المقدس فقال النّاس: ما حالهم في ذلك؟ فأنزل اللّه تعالى:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}».ورواه التّرمذيّ عن ابن عبّاسٍ وصحّحه.
وسميت الصلاة إيمانا لعدة فوائد :
1- لأنها كانت صادرة عن إيمان وتصديق سواء كان ذلك حال التوجه إلى بيت المقدس أو وقت التحويل ، وهو الذي تدور الأعمال .
2- لئلا تندرج تحت اسم الصلاة صلاة المنافقين إلى بيت المقدس فلا تقبل الصلاة إلا ما كانت عن إيمان.
3- أنها من شعب الإيمان فسمي الجزء بالكل .

ج: معنى الصبر، وأنواعه، وفضله.
  • الصبر : حبس النفس على ما ينفعها وعمَّا يضرها عاجلاً وآجلاً ولذلك سمي بالصوم وهو منه ، وسمي شهر رمضان بشهر الصبر ؛ ففيه معنى الحبس .
  • والصبر على أنواع :
  • فمنه الصبر على طاعة الله تعالى حتى يحبها العبد ويألفها .
  • ومنه الصبر عن معصية الله وكف النفس عن كل ما يغضب الله ويسخطه .
  • ومنه الصبر على أقدار الله المؤلمة فيتحمل العبد ما أصابه بلا جزع أو اعتراض
وقال سعيد بن جبيرٍ: «الصّبر اعتراف العبد للّه بما أصاب منه، واحتسابه عند اللّه رجاء ثوابه، وقد يجزع الرّجل وهو متجلّد لا يرى منه إلّا الصّبر»)
  • وقد أعد الله تعالى ثوابا وأجرا وفيرا على الصبر ،لقوله تعالى: {إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حسابٍ}
قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: «الصّبر في بابين، الصّبر للّه بما أحبّ، وإن ثقل على الأنفس والأبدان، والصّبر للّه عمّا كره وإن نازعت إليه الأهواء. فمن كان هكذا، فهو من الصّابرين الّذين يسلّم عليهم، إن شاء اللّه».
وقال عليّ بن الحسين زين العابدين: «إذا جمع اللّه الأوّلين والآخرين ينادي منادٍ: أين الصّابرون ليدخلوا الجنّة قبل الحساب؟ قال: فيقوم عنق من النّاس، فتتلقّاهم الملائكة، فيقولون: إلى أين يا بني آدم؟ فيقولون: إلى الجنّة. فيقولون: وقبل الحساب؟ قالوا: نعم، قالوا: ومن أنتم؟ قالوا: الصّابرون، قالوا: وما كان صبركم؟ قالوا: صبرنا على طاعة اللّه، وصبرنا عن معصية اللّه، حتّى توفّانا اللّه. قالوا: أنتم كما قلتم، ادخلوا الجنّة، فنعم أجر العاملين».
وكما ذكر هنا في تزييل الآية : "إن الله مع الصابرين" فكيف يضام من كان الله معه ؛ بنصره وتأييده وإعانته وتسخير الخلق لعونه وخدمته ، فيشد أزره ، ويقوي تحمله ، حتى يصبح العبد من الصابرين ثم يدخله جنته ويؤتيه أجره بغير حساب .

اعتذر جدا عن التأخر في تقديم المجلس ، فقد حالت ظروف شديدة بيني وبين تقديمه في موعده.
وجزاكم الله خيرا.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:48 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir