دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > المنتديات > المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 ذو القعدة 1433هـ/22-09-2012م, 06:21 PM
شيماء بنت محمد شيماء بنت محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 175
افتراضي قد يبطيء النصر .... لكنه قريب

الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد وآله وصحبه ومن والاه وبعد :
فإلى كل من يستبطيء النصر ويقول بلسان حاله أو مقاله : " متى نصر الله "
إلى كل من يستبطيء النصر سواء للفرد في دعوته وجهاده لنفسه ومجتمعه أو الأمة في مجموعها ... أهدي هذه الهمسة
بعنوان ::: إلا إن نصر الله قريب :::
وهي من خطبة غزيرة الفوائد كثيرة المنافع والفرائد بعنوان ( همسات للسراة )
لفضيلة الشيخ علي بن عبد الخالق القرني حفظه الله

الهمسة الرابعة:
{أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214].
النَّصرُ للمؤمنين وعدٌ من الله ما من شكٍّ في تحقُّقه في واقع الحياة، وإن تأخَّر عن حساب البشر، مهما فشَت الضلالة، واستحكَمَت الغَوايةُ، فسينصُرُ اللهُ دينَهُ، وستكونُ خلافةٌ على منهاجِ النُّبُوَّةِ، وسيبلُغُ هذا الدينُ ما بَلَغَ الليلُ والنَّهارُ، بصِدقِ العلماءِ، وجُهودِ الدُّعاةِ، ودماءِ الشهداء، بالجِدِّ لا بالهزل، بالأعمال لا بالأقوال ولا بالآمال، بالقلوب الصادقة لا النفوس الخائنة؛ {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 6]، {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا} [غافر: 51]، {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات: 173]، {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} [المجادلة: 21].

كيف تيأسُ أمةٌ معها هذه النصوص من كتاب الله، بل معها كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم؟!

كُلَّمَا أُطْفِئَ مِنْهَا قَبَسٌ أَشْرَقَ القُرْآنُ بِالفَجْرِ الجَدِيدْ


كيف تيأسُ أمةٌ معها خبرٌ صادقٌ ثابتٌ لا شكَّ فيه، أنَّها باقيةٌ ظاهرةٌ منصورةٌ إلى قيامِ الساعةِ؟!

كيف تيأسُ أمةٌ هي غيثٌ لا يُدرَى خيرٌ أوَّلُه أم آخِرُه؟!

كيف تيأسُ أمَّةٌ معها خبرٌ يقينٌ: أنَّها سوف تُهيمِنُ، وتحكُم الدنيا، وتَملأُ الأرضَ عدلاً بعد أن تُملأ جورًا وظلمًا؟!

كيف تيأسُ أمةٌ عبوديَّتُها لربٍّ كريم رحيم، لا يزدادُ على السؤال إلا كرمًا وجُودًا؟!

كيف تيأسُ أمَّةٌ تقرأُ في قرآنها: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33]؟!

كيف تيأسُ أمةٌ أو تستسْلِم وهي مدعُوَّةٌ حين تنقطعُ بها الأسبابُ أن تتَّصِل بمُسبِّبِ الأسباب، وتظلَّ تأملُ في زوال الغُمَّةِ، وتحسُّنِ الأحوال.

فَاطْرَحِ اليَّأْسَ جَانِبًا وَاتَّخِذْ مِئْزَرَ الثِّقَاةْ
مَا الْتِفَاتٌ إِلَى الوَرَا بِالَّذِي يُوصِلُ السُّعَاةْ
مَا ارْتِمَاءٌ عَلَى الثَّرَى بِالَّذِي يَنْقُلُ الحُفَاةْ


إنَّ تأخُّرَ النصر لا يعني عدم تحقُّقِ وعْد الله، لكن ذلك لسببٍ يُبحَثُ عنه بلا يأسٍ ولا كَلال، ومن سعَى باحثًا لم يعدم السَّبَب.

يقول سيد - رحمه الله - ما مضمونه: "قد يُبطِئُ النَّصر لأنَّ بنية الأمَّة المؤمنة لم تنضجْ نُضجَها بعدُ، فلو نالَت النصرَ حينئذٍ لفَقَدَتْه وشيكًا، ولم تحمِهِ طويلاً".
فَاتَّئِدُوا فِي أَمْرِكُمْ وَائْتَلِفُوا وَامْشُوا عَلَى الهَدْيِ وَلا تَسْتَيْئِسُوا


قد يُبطئُ النَّصر حتى تبذُلَ الأمَّةُ المؤمنةُ آخرَ ما في طوقِها من قوة، وما تملِكُه من رصيدٍ، فلا تُبقِي عزيزًا ولا غاليًا إلا بَذَلَتْه هيِّنًا رخيصًا في سبيل الله، وحالها:
وَهَبْتُ نَفْسِي لِمَوْلًى لا يَخِيبُ لَهُ رَاجٍ عَلَى الدَّهْرِ وَالمَوْلَى هُوَ الوَاقِي
إِنِّي مُقِيمٌ عَلَى عَهْدِي وَمِيثَاقِي وَلَيْسَ لِي غَيْرُ مَا يَقْضِيهِ خَلاَّقِي


قد يُبطِئُ النصرُ؛ حتى تُجرِّبَ الأمَّةُ كلَّ قُوَاها، فتُدرِك أنَّ هذه القُوَى بدون سندٍ من الله لا تكفلُ لها النصر، فتَكِلُ الأمرَ بعدَها إلى الله، وحالها:
فَيَا رَبِّ أَدْرِكْنَا فَقَدْ بَلَغَ الزُّبَى مِنَ الكَرْبِ سَيْلُ الفَاجِعَاتِ المُغَرِّقُ


قد يُبطِئُ النصر؛ لأن البيئة لا تصلُحُ بعدُ لاستِقْبال الحق، فيظلُّ الصراعُ قائمًا حتى تتهيَّأ النفوسُ في تلك البيئة لاستِقْبال الحقِّ واستبقائه.
فَالنَّصْرُ يَا قَوْمِ لَنْ تَهْمِي سَحَائِبُهُ إِلاَّ بِجِيلٍ عَظِيمِ البَذْلِ مِغْوَارِ
هُبُّوا وَلَبُّوا فَمَا فِي البُؤْسِ مِنْ رَغَدٍ فَالجِذْعُ مِنْ مَكَّةٍ وَالغُصْنُ أَنْصَارِي
وَلَمْ تَزَلْ رَايَةُ التَّوْحِيدِ خَافِقَةً وَمُرْهَفُ الحَدِّ مَسْنُونٌ عَلَى النَّارِ


قد يُبطِئُ النصرُ؛ لتزيدَ الأمَّةُ صِلَتَها بالله، وهي تُعانِي وتتألَّم وتتضرَّع، فإذا ما أذِنَ الله لها بالنَّصر، لم تطغَ ولم تنحَرِف عن الحق الذي نصرها الله به.
لَكِنَّهَا كَالجِبَالِ الشُّمِّ قَدْ ثَبَتَتْ فَمَا يُزَعْزِعُهَا بَغْيٌ وَإِرْجَافُ


قد يتأخَّرُ النصر؛ لأنَّ الأمَّة المؤمنة لم تتجرَّد في جهادها لله، فهي تُجاهِدُ لمغنمٍ أو حمِيَّةٍ أو شجاعةٍ، واللهُ يُريدُ أن يكونَ الجهادُ لإعلاءِ كلِمَتِه، وفي سبيله:
بِعَقِيدَةٍ لَوْ هُزَّتِ الأَجْبَالُ مِنْ ذُعْرٍ لَمَا اهْتَزَّتْ مَعَ الأَجْبَالِ
عَقَدَ الإِلَهُ عُرَاهُ جَلَّ جَلالُهُ أَتَرَى لِعَقْدِ اللَّهِ مِنْ حَلاَّلِ؟!


قد يُبطِئُ النَّصر؛ لأنَّ في الشَّرِّ الذي تُجاهِدُهُ الأمَّةُ بقيَّةً من خيرٍ، يريدُ الله أن يُجرِّدَ الشرَّ منها، ليتمحَّضَ خالِصًا، ويذهبَ وحدَهُ هالكًا.
فَلَوْ كَانَ مُلْقًى بِظَهْرِ الطَّرِي قِ لَمْ يَلْتَقِطْ مِثْلَهُ اللاَّقِطُ


وقد يُبطئُ النَّصر؛ لأنَّ الباطلَ الذي تُحارِبُهُ الأمَّةُ لم ينكشِفْ زيْفُهُ للناس، فيشاء الله أن يبقى الباطل حتى ينكَشِفَ ويذهبَ غيرَ مأسوفٍ عليه؛ ولذا فإنَّ عليْنا تعريةَ الباطل، والكشفَ عن وجهِهِ القبيح، وفضحَ أهلِهِ لتكفُرَ الأمَّةُ بهم، وتتبرَّأ منهم، فذلك من أعزِّ مقاصدِ التشريع: {وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: 55].

إِذْ كَيْفَ يَأْمَنُ رُعْيَانٌ وَإِنْ جَهِدُوا إِذَا تَرَدَّى ثِيَابَ الشَّاءِ سِرْحَانُ


ومع ذا فالنَّصر آتٍ، لكنَّه لا يأتي عفوًا؛ بل له سَننٌ خلَّدَه اللهُ في كتابه ليعمل ويتعامل به المؤمنون.

ومنها:
{إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ} [آل عمران: 160]، {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [آل عمران: 126]، ونِعمَ الناصرُ الله، كتب الله بأن الحقَّ غالب، وبأنَّ الرسل منصورون باسم الله مهْما أرجَفَ الطاغوتُ واستعلَى وأفنَى وتكالَبَ، إنَّ دين الله غالب، إنَّ أمرَ الله غالب، إنَّ وعدَ الله غالب، إنَّ حزبَ الله غالب.

ومنها:
أنَّ الله لا يَنصُر إلا مَن ينصره؛ {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]، {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} [الحج: 40].

ومنها:
أنَّ النَّصر لا يكون إلا للمؤمنين، وبالمؤمنين؛ {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 62]، قد ينصُر الله بالملائِكة، وبالرِّيح، وبالرُّعب، وبِجنودٍ لا تُرَى؛ لكنَّ هذه تتوقَّفُ كلها على وجود المؤمنين، فالملائكةُ نَزَلَت في بدْرٍ على المؤمنين؛ {فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} [الأنفال: 12]، والجنود التي لا تُرَى، والريحُ أرسَلَها الله يوم الأحزاب حين ابتُلِيَ المؤمنون؛ {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47]، {مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214].


لا تَيْأسُوا لَيْلُ الشَّقَاءِ سَيَنْجَلِي وَالفَجْرُ سَوْفَ يَزُفُّ صَوْتَ البُلْبُلِ
وَسَتَحْمِلُ الدُّنْيَا مَشَاعِلَ نَصْرِنَا فِي كَفِّهَا وَتَدُكُّ كُلَّ مُضَلِّلِ


ولمزيد من الفائدة تراجع الروابط أدناه
المحاضرة صوتية
http://islam-call.com/records/view/id/4521/

تفريغ المحاضرة
http://www.alukah.net/Sharia/0/5208/
تفريغ وإعداد: تامر أحمد محمد الشبينى


التوقيع :
" أهل الحديث هم حراس الدين " الخطيب البغدادي رحمه الله
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 ذو القعدة 1433هـ/3-10-2012م, 10:08 PM
ابنة الشام ابنة الشام غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: أرض الإسراء والمعراج
المشاركات: 14
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جميل ورائع

نسأل الله ان يكون النصر قريباً وان ينصر اهلنا في سورية الشام وان يعز الاسلام والمسلمين بدولة الاسلام .. اللهم آمين

بارك الله فيكِ اختي الكريمة

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
يبطيء, قد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir