دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 جمادى الأولى 1441هـ/4-01-2020م, 08:00 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

التطبيق الأول من تطبيقات مهارات التخريج
اختر ثلاثة أقوال من الأقوال التالية وخرّجها ووجّهها:
(1) قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}: (النظر إلى وجه ربهم).
رواه ابن جرير في تفسيره والدار قطني في كتابه رؤية الله من طريق عامر بن سعد البجلي عنه .
" عامر بن سعد البجلي "، تابعي ثقة، له في الصحيح حديث واحد، وروايته عن أبي بكر الصديق، مرسلة.
-وقال بقول أبي بكر رضي الله عنه أيضًا أبو مُوسى الأشْعَرِيُّ، وحُذَيْفَةُ، وكعب بن عجرة ، وقَتادَةُ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبِي لَيْلى، وعبد الرحمن بن سابط.
توجيه هذا القول :
وجه هذا القول هو ما ورَدَ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم في صَحِيحِ مُسْلِمٍ وجامِعِ التِّرْمِذِيِّ عَنْ صُهَيْبٍ عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم في قَوْلِهِ - تَعالى: ﴿لِلَّذِينَ أحْسَنُوا الحُسْنى وزِيادَةٌ﴾ قالَ: «إذا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ نادى مُنادٍ: إنَّ لَكم عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدًا يُرِيدُ أنْ يُنْجِزَكُمُوهُ، قالُوا: ألَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنا وتُنْجِنا مِنَ النّارِ وتُدْخِلْنا الجَنَّةَ، قالَ: فَيُكْشَفُ الحِجابُ، قالَ: فَواللَّهِ ما أعْطاهُمُ اللَّهُ شَيْئًا أحَبَّ إلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إلَيْهِ» . وهو أصْرَحُ ما ورَدَ في تَفْسِيرِها كما ذكر المفسرون .

وفي المراد بالزيادة خمسة أقوال أخرى :
الأول : أنَّ الزِّيادَةَ غُرْفَةٌ مِن لُؤْلُؤَةٍ واحِدَةٍ لَها أرْبَعَةُ أبْوابٍ، غرفها وأبوابها من لؤلؤة واحدة ،رَواهُ الحَكَمُ عَنْ عَلِي رضي الله عنه.
الثاني : أنها التضعيف إلى تمام العشر ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ، وعلقمة والحَسَنُ.
الثالث : أنَّ الزِّيادَةَ: مَغْفِرَةٌ من الله ورِضْوانٌ، قالَهُ مُجاهِد .
الرابع:أنها ما أعطوا في الدنيا ، قالَهُ ابْنُ زَيْدٍ.
الخامس : أنَّ الزِّيادَةَ ما يَشْتَهُونَهُ، ذَكَرَهُ الماوَرْدِيُّ..
الراجح:
الراجح والله أعلم هو قول أبي بكر رضي الله عنه لأنه ثبت التفسير بذلك في الحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير( الزيادة )
فلم يبق حينئذ لقائل مقال كما قال الشوكاني رحمه الله ، لكن هذا لا يمنع أن يكون من الزيادةأيضا ، أن يعطيهم غُرفا من لآلئ، وأن يزيدَهم غفرانا ورضوانًا، كل ذلك من زيادات عطاء الله إياهم على الحسنى التي جعلها الله لأهل جناته ،فيعم ذلك كله .كما ذكر الطبري في ترجيحه .
(4) قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في يوم الحجّ الأكبر قال: هو يوم عرفة.
رواه عنه ابن جرير من طريق أبي الصهباء البكري
أبوالصهباء اسمه صهيب وثقه أبو زرعة والعجلي وغيرهما وضعفه النسائي .
-وقال بقول علي رضي الله عنه أيضًا عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ، وابْنُ الزُّبَيْرِ،وابن عباس ،وأبو جُحَيْفَةَ، وطاوُوسُ،وعطاء ، وابن جريج .
توجيه هذا القول :
وجه هذا القول هو مكانة يوم عرفة في الحج وأهميته ،فالناس يجتمعون فيه في صعيد واحد ،وقد ورد في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( الحج عرفة ) فأشار بذلك إلى مكانته وأهميته ،وأيضا ما رواه أبو الصّهباء البكريّ عن عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنه سأله عن يوم الحجّ الأكبر فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعث أبا بكر بن أبي قحافة رضي اللّه عنه يقيم للنّاس الحجّ، وبعثني معه بأربعين آيةً من براءة، حتّى أتى عرفة، فخطب النّاس يوم عرفة، فلمّا قضى خطبته التفت إليّ، فقال قم يا عليّ وأدّ رسالة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقمت فقرأت عليهم أربعين آيةً من براءة ثمّ صدرنا حتّى أتينا منًى، فرميت الجمرة، ونحرت البدنة، ثمّ حلقت رأسي، وعلمت أنّ أهل الجمع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكرٍ يوم عرفة، فطفقت أتتبّع بها الفساطيط أقرؤها عليهم، فمن ثمّ إخال حسبتم أنّه يوم النّحر، ألا وهو يوم عرفة.
فبين هذا الأثر بأن المراد بالحج الأكبر أنه يوم عرفة .
- وورد في أن المراد ( بيوم الحج الأكبر ) ثلاثة أقوال أخرى :
الأول : أنه يَوْمُ النَّحْرِ،روي عن علي رضي الله عنه من طريق الحكم و الحارث ،وروي أيضا عن عمر بن الخطاب وابنه عبد الله ،وأبي مُوسى الأشْعَرِيُّ، والمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ أبِي أوْفى، وابن عباس ، وابْنُ جُبَيْرٍ،وأبي جحيفة.
والثاني :أنَّهُ أيّامُ الحَجِّ كلها لا يوم بعينه ،قاله مجاهد وسفيان الثوري .
قال سفيان الثوري : كَما يُقالُ: يَوْمُ بُعاثٍ، ويَوْمُ الجُمَلِ ويَوْمُ صِفِّينَ يُرادُ بِهِ: أيّامٌ ذَلِكَ، لا كُلُّ حَرْبٍ مِن هَذِهِ الحُرُوبِ دامَتْ أيامًا.
والثالث : أنه يوم الثاني من يوم النحر ،رواه ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب .
الراجح :
رجح الطبري وجمهور المفسرين بأن "يوم الحج الأكبر، هو يوم النحر"،واحتج الطبري على ذلك بأن الأخبار تظاهرت عن جماعة من أصحاب رسول الله ﷺ أن عليًّا نادى بما أرسله به رسول الله ﷺ من الرسالة إلى المشركين، وتلا عليهم "براءة"، يوم النحر. هذا، مع الأخبار التي رويت عن رسول الله ﷺ أنه قال يوم النحر: أتدرون أيّ يوم هذا؟ هذا يوم الحج الأكبر.
واحتج الطبري رحمه الله أيضا بأن "اليوم" إنما يضاف إلى المعنى الذي يكون فيه، كقول الناس: "يوم عرفة"، وذلك يوم وقوف الناس بعرفة = و"يوم الأضحى"، وذلك يوم يضحون فيه = "ويوم الفطر"، وذلك يوم يفطرون فيه. وكذلك "يوم الحج"، يوم يحجون فيه، وإنما يحج الناس ويقضون مناسكهم يوم النحر، لأن في ليلة نهار يوم النحر الوقوفُ بعرفة غير فائت إلى طلوع الفجر،وفي صبيحتها يعمل أعمال الحج. فأما يوم عرفة، فإنه وإن كان الوقوف بعرفة، فغير فائت الوقوف به إلى طلوع الفجر من ليلة النحر، والحج كله يوم النحر.
(6) قول أبيّ بن كعب رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {مثل نوره} قال: (مثل نور من آمن به).
رواه عنه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق أبي العالية .
أبو العالية الرياحي من كبار التابعين وثقه ابن معين وغيره .
وقال بهذا القول أيضًا سعيد بن جبير والضحاك
توجيه هذا القول :
توجيه هذا القول كما ذكر ابن كثير رحمه الله :وعَلى قَوْلِ مَن قالَ: "المُمَثَّلُ بِهِ المُؤْمِنُ" فالمِشْكاةُ صَدْرُهُ، والمِصْباحُ الإيمانُ والعِلْمُ، والزُجاجَةُ قَلْبُهُ، والشَجَرَةُ القُرْآنُ، وزَيْتُها هو الحُجَجُ والحِكْمَةُ الَّتِي تَضَمَّنَها، قالَ أُبَيٌّ: فَهو عَلى أحْسَنِ الحالِ يَمْشِي في الناسِ كالرَجُلِ الحَيِّ يَمْشِي في قُبُورِ الأمْواتِ.وكانَ أُبَيٌّ وابْنُ مَسْعُودٍ يَقْرَآنِ: " مَثَلُ نُورِ مَن آمَنَ بِهِ(.
وروي في مرجع الضمير في قوله تعالى :(مثل نوره )ثلاثة أقوال أخرى :
أحَدُها: أنَّها تَرْجِعُ إلى اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ، قاله ابْنُ عَبّاسٍ..
والثاني : أنَّها تَرْجِعُ إلى مُحَمّد صلى الله عليه وسلم،قاله كعب الأحبار وسعيد بن جبير .
والثالث : أنَّها تَرْجِعُ إلى القُرْآنِ ،قاله ابن عباس والحسن وابن زيد .
الراجح :
القول الذي رجحه جمهور المفسرين في مرجع الضمير في قوله تعالى ( مثل نوره ) أنَّهُ يَعُودُ عَلى اللَّهِ عَزَّ وجَلَّوالمعنى في ذلك كما قال ابن القيم رحمه الله : مَثَلُ نُورِ اللَّهِ سُبْحانَهُ وتَعالى في قَلْبِ عَبْدِهِ، وأعْظَمُ عِبادِهِ نَصِيبًا مِن هَذا النُّورِ رَسُولُهُ ﷺ فَهَذا مَعَ ما تَضَمَّنَهُ عَوْدُ الضَّمِيرِ إلى المَذْكُورِ، وهو وجْهُ الكَلامِ يَتَضَمَّنُ التَّقادِيرَ الثَّلاثَةَ، وهو أتَمُّ مَعْنًى ولَفْظًا.
وَهَذا النُّورُ يُضافُ إلى اللَّهِ تَعالى إذْ هو مُعْطِيهِ لِعَبْدِهِ وواهِبُهُ إيّاهُ، ويُضافُ إلى العَبْدِ إذْ هو مَحَلُّهُ وقابِلُهُ، فَيُضافُ إلى الفاعِلِ والقابِلِ، ولِهَذا النُّورِ فاعِلٌ وقابِلٌ، ومَحَلٌّ وحامِلٌ، ومادَّةٌ، وقَدْ تَضَمَّنَتِ الآيَةُ ذِكْرَ هَذِهِ الأُمُورِ كُلِّها عَلى وجْهِ التَّفْصِيلِ.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 جمادى الأولى 1441هـ/8-01-2020م, 10:06 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

اختر ثلاثة أقوال من الأقوال التالية وخرّجها ووجّهها:
2) قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تفسير التوبة النصوح: (أن تتوب من الذنب ثم لا تعود فيه، أو لا تريد أن تعود).

أخرجه عبدالرزاق في مصنفه و ابن جرير الطبري في تفسيره والحاكمُ النَّيْسابوريُّ في المستدرك والبويصري في إتحاف الخيرة وابن حجر في المطالب العالية من طريق عن سفيان عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، عن عمر... وجميعها بألفاظ متقاربة في نفس المعنى .
توجيه قول عمر :
هذا القول مبني على المعنى اللغوي وهو الرجوع والإقلاع عن الذنب وعدم العودة.
قال الفراء : نصوحاً المصدر من قولهم: نصح فلان لفلان نُصُوحًا ،مثل قعوداً.
وقال الزجاج : وتقرأ (نصوحا) -بضم النون- فمن فتح فعلى صفة التوبة، ومعناه توبة بالغة في النصح، وفعول من أسماء الفاعلين التي تستعمل للمبالغة في الوصف، تقول رجل صبور وشكور، وتوبة نصوح. ومن قرأ (نصوحا) -بضم النّون- فمعناه ينصحون بهذا نصوحا. يقال: نصحت له نصحا ونصاحة ونصوحا.
قال الألوسي : أيْ بالِغَةً في النُّصْحِ فَهو مِن أمْثِلَةِ المُبالَغَةِ كَضَرُوبٍ وُصِفَتِ التَّوْبَةُ بِهِ عَلى الإسْنادِ المَجازِيِّ وهو وصْفُ التّائِبِينَ، وهو أنْ يَنْصَحُوا بِالتَّوْبَةِ أنْفُسَهم فَيَأْتُوا بِها عَلى طَرِيقِها.
قال ابن عاشور : ووَصْفُ التَّوْبَةِ بِالنَّصُوحِ مَجازٌ جُعِلَتِ التَّوْبَةُ الَّتِي لا تَرَدُّدُ فِيها ولا تُخالِطُها نِيَّةُ العَوْدَةِ إلى العَمَلِ المَتُوبِ مِنهُ بِمَنزِلَةِ النّاصِحِ لِغَيْرِهِ فَفي نَصُوحٍ اسْتِعارَةٌ ولَيْسَ مِنَ المَجازِ العَقْلِيِّ إذْ لَيْسَ المُرادُ نَصُوحًا صاحِبُها.
قال ابن كثير : أي: توبةً صادقةً جازمةً، تمحو ما قبلها من السّيّئات وتلمّ شعث التّائب وتجمعه، وتكفّه عمّا كان يتعاطاه من الدّناءات.
قال العلماء : التّوبة النّصوح هو أن يقلع عن الذّنب في الحاضر، ويندم على ما سلف منه في الماضي، ويعزم على ألّا يفعل في المستقبل. ثمّ إن كان الحقّ لآدميٍّ ردّه إليه بطريقه.

4) قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في يوم الحجّ الأكبر قال: هو يوم عرفة.
رواه ابن جرير الطبري في تفسيره من طريق أبا الصّهباء البكريّ.
ووافق هذا القول ، قول عمر بن الخطاب وابن عباس وعطاء وأبا حجيفة ومجاهد ..
توجيه القول :
لاشك في فضل يوم عرفة ،وهو من أحد الأيام المعلومات التي أثنى عليها الله سبحانه في كتابه قال الله عز وجل (الحج أشهر معلومات ) ،فهو يوم يعظم فيه الدعاء والرجاء ، وفيه ركن الحج العظيم قال عنه النبي الكريم (الحج عرفة ) .
روى ابن جرير في تفسيره فقال : حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، قال: أخبرنا أبو زرعة وهب اللّه بن راشدٍ، قالا: أخبرنا حيوة بن شريحٍ، قال: أخبرنا أبو صخرٍ، أنّه سمع أبا معاوية البجليّ، من أهل الكوفة يقول: سمعت أبا الصّهباء البكريّ، وهو يقول: سألت عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه عن يوم الحجّ الأكبر فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعث أبا بكر بن أبي قحافة رضي اللّه عنه يقيم للنّاس الحجّ، وبعثني معه بأربعين آيةً من براءة، حتّى أتى عرفة، فخطب النّاس يوم عرفة، فلمّا قضى خطبته التفت إليّ، فقال قم يا عليّ وأدّ رسالة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقمت فقرأت عليهم أربعين آيةً من براءة ثمّ صدرنا حتّى أتينا منًى، فرميت الجمرة، ونحرت البدنة، ثمّ حلقت رأسي، وعلمت أنّ أهل الجمع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكرٍ يوم عرفة، فطفقت أتتبّع بها الفساطيط أقرؤها عليهم، فمن ثمّ إخال حسبتم أنّه يوم النّحر، ألا وهو يوم عرفة.
الأقوال الأخرى في الحج الأكبر :
-قيل. هو يوم النحر ، وهو قول علي والحارث بن علي و عبد اللّه بن أبي أوفى والمغيرة بن شعبة وابن عباس وسعيد بن جبير ، وأبي جحيفة ومجاهد .
-وقيل أيّام الحجّ كلّها لا يومٌ بعينه.قول مجاهد وسفيان الثوري .
الراجح :
قال أبو جعفرٍ: وأولى الأقوال في ذلك بالصّحّة عندنا: قول من قال: {يوم الحجّ الأكبر} يوم النّحر؛ لتظاهر الأخبار عن جماعةٍ من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ عليًّا نادى بما أرسله به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من الرّسالة إلى المشركين، وتلا عليهم براءة يوم النّحر. هذا مع الأخبار الّتي ذكرناها عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال يوم النّحر: أتدرون أيّ يومٍ هذا؟ هذا يوم الحجّ الأكبر.
وقال : فإنّ اليوم إنّما يضاف إلى معنى الّذي يكون فيه، كقول النّاس: يوم عرفة، وذلك يوم وقوف النّاس بعرفة، ويوم الأضحى، وذلك يومٌ يضحّون فيه، ويوم الفطر، وذلك يومٌ يفطرون فيه، وكذلك يوم الحجّ، يومٌ يحجّون فيه.

6) قول أبيّ بن كعب رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {مثل نوره} قال: (مثل نور من آمن به).
رواه ابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم عن طريق أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ …
وكذلك قال به سعيد بن جبير والضحاك .
توجيه القول :
قال القرطبي : النور في كلام العرب : الأضواء المدركة بالبصر . واستعمل مجازا فيما صح من المعاني ولاح ؛ فيقال منه : كلام له نور . ومنه : الكتاب المنير ، ومنه قول الشاعر :
نسب كأن عليه من شمس الضحا نورا ومن فلق الصباح عمودا
قال القرطبي : مثل نور الله الذي هو هداه وإتقانه صنعة كل مخلوق وبراهينه الساطعة على الجملة كهذه الجملة من النور الذي تتخذونه أنتم على هذه الصفة ، التي هي أبلغ صفات النور الذي بين أيدي الناس ؛ فمثل نور الله في الوضوح كهذا الذي هو منتهاكم أيها البشر
فالكتاب يهدي ويبين ويرشد ، وكذلك الرسول يبين ويعلم ، وكلاهما نور على نور .
الأقوال الأخرى في الضمير في قوله : (في مثل نوره ).
-قيل (في مثل نوره )، عني بالنّور: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم ، قول كعب الأحبار. وسعيد بن جبير .
-وقيل هدي الله وبيانه . قال به ابن عباس والحسن وابن زيد.
-وقيل مثل نور اللّه ويقصد به الطاعة. قول ابن عباس .
-وقالت طائفة : الضمير في ( نوره ) عائد على الله تعالى . وهذا قول ابن عباس والحسن وزيد بن أسلم.
والراجح :
الضمير عائد على الله سبحانه وتعالى ، وضعف بعض أهل التفاسير الأقوال الأخرى ، قال ابن جزي : وهذه الأقوال ضعيفة لأنه لم يتقدم ما يعود عليه الضمير.
فدلالة الترجيح أنه عائد لله سبحانه :
قال القرطبي : ووجه الإضافة إلى الله تعالى أنه مثبت الدلالة ، ومبينها ، وواضعها .
قال المهدوي : الهاء لله - عز وجل - ؛ والتقدير : الله هادي أهل السماوات والأرض ، مثل هداه في قلوب المؤمنين كمشكاة ، وكان أبي ، وابن مسعود يقرآنها ( مثل نوره في قلب المؤمن كمشكاة ) .
قال القرطبي : قوله تعالى : مثل نوره أي صفة دلائله التي يقذفها في قلب المؤمن ؛ والدلائل تسمى نورا . وقد سمى الله تعالى كتابه نورا فقال : وأنزلنا إليكم نورا مبينا وسمى نبيه نورا فقال : قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين .
وقال ابن جزي : فإن قيل: كيف يصح أن يقال الله نور السمٰوات والأرض فأخبر أنه هو النور ثم أضاف النور إليه في قوله: ﴿مَثَلُ نُورِهِ﴾، والمضاف عين المضاف إليه؟ فالجواب أن ذلك يصح مع التأويل الذي قدمناه أي الله ذو نور السمٰوات والأرض، أو كما تقول: زيد كرم، ثم تقول: ينعش الناس بكرمه .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 شوال 1441هـ/8-06-2020م, 11:46 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدرية صالح مشاهدة المشاركة
اختر ثلاثة أقوال من الأقوال التالية وخرّجها ووجّهها:
2) قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تفسير التوبة النصوح: (أن تتوب من الذنب ثم لا تعود فيه، أو لا تريد أن تعود).

أخرجه عبدالرزاق في مصنفه و ابن جرير الطبري في تفسيره والحاكمُ النَّيْسابوريُّ في المستدرك والبويصري في إتحاف الخيرة وابن حجر في المطالب العالية من طريق عن سفيان عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، عن عمر... وجميعها بألفاظ متقاربة في نفس المعنى.
[راجعي التعليق على الأخت هيا ]
توجيه قول عمر :
هذا القول مبني على المعنى اللغوي وهو الرجوع والإقلاع عن الذنب وعدم العودة.
قال الفراء : نصوحاً المصدر من قولهم: نصح فلان لفلان نُصُوحًا ،مثل قعوداً.
وقال الزجاج : وتقرأ (نصوحا) -بضم النون- فمن فتح فعلى صفة التوبة، ومعناه توبة بالغة في النصح، وفعول من أسماء الفاعلين التي تستعمل للمبالغة في الوصف، تقول رجل صبور وشكور، وتوبة نصوح. ومن قرأ (نصوحا) -بضم النّون- فمعناه ينصحون بهذا نصوحا. يقال: نصحت له نصحا ونصاحة ونصوحا.
قال الألوسي : أيْ بالِغَةً في النُّصْحِ فَهو مِن أمْثِلَةِ المُبالَغَةِ كَضَرُوبٍ وُصِفَتِ التَّوْبَةُ بِهِ عَلى الإسْنادِ المَجازِيِّ وهو وصْفُ التّائِبِينَ، وهو أنْ يَنْصَحُوا بِالتَّوْبَةِ أنْفُسَهم فَيَأْتُوا بِها عَلى طَرِيقِها.
قال ابن عاشور : ووَصْفُ التَّوْبَةِ بِالنَّصُوحِ مَجازٌ جُعِلَتِ التَّوْبَةُ الَّتِي لا تَرَدُّدُ فِيها ولا تُخالِطُها نِيَّةُ العَوْدَةِ إلى العَمَلِ المَتُوبِ مِنهُ بِمَنزِلَةِ النّاصِحِ لِغَيْرِهِ فَفي نَصُوحٍ اسْتِعارَةٌ ولَيْسَ مِنَ المَجازِ العَقْلِيِّ إذْ لَيْسَ المُرادُ نَصُوحًا صاحِبُها.
قال ابن كثير : أي: توبةً صادقةً جازمةً، تمحو ما قبلها من السّيّئات وتلمّ شعث التّائب وتجمعه، وتكفّه عمّا كان يتعاطاه من الدّناءات.
قال العلماء : التّوبة النّصوح هو أن يقلع عن الذّنب في الحاضر، ويندم على ما سلف منه في الماضي، ويعزم على ألّا يفعل في المستقبل. ثمّ إن كان الحقّ لآدميٍّ ردّه إليه بطريقه.
[بعد قراءتكِ لكلام العلماء يمكنكِ تلخيصه في فقرة واحدة بأسلوبك]
4) قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في يوم الحجّ الأكبر قال: هو يوم عرفة.
رواه ابن جرير الطبري في تفسيره من طريق أبا الصّهباء البكريّ.
ووافق هذا القول ، قول عمر بن الخطاب وابن عباس وعطاء وأبا حجيفة ومجاهد ..
توجيه القول :
لاشك في فضل يوم عرفة ،وهو من أحد الأيام المعلومات التي أثنى عليها الله سبحانه في كتابه قال الله عز وجل (الحج أشهر معلومات ) ،فهو يوم يعظم فيه الدعاء والرجاء ، وفيه ركن الحج العظيم قال عنه النبي الكريم (الحج عرفة ) .
روى ابن جرير في تفسيره فقال : حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، قال: أخبرنا أبو زرعة وهب اللّه بن راشدٍ، قالا: أخبرنا حيوة بن شريحٍ، قال: أخبرنا أبو صخرٍ، أنّه سمع أبا معاوية البجليّ، من أهل الكوفة يقول: سمعت أبا الصّهباء البكريّ، وهو يقول: سألت عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه عن يوم الحجّ الأكبر فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعث أبا بكر بن أبي قحافة رضي اللّه عنه يقيم للنّاس الحجّ، وبعثني معه بأربعين آيةً من براءة، حتّى أتى عرفة، فخطب النّاس يوم عرفة، فلمّا قضى خطبته التفت إليّ، فقال قم يا عليّ وأدّ رسالة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقمت فقرأت عليهم أربعين آيةً من براءة ثمّ صدرنا حتّى أتينا منًى، فرميت الجمرة، ونحرت البدنة، ثمّ حلقت رأسي، وعلمت أنّ أهل الجمع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكرٍ يوم عرفة، فطفقت أتتبّع بها الفساطيط أقرؤها عليهم، فمن ثمّ إخال حسبتم أنّه يوم النّحر، ألا وهو يوم عرفة.
الأقوال الأخرى في الحج الأكبر :
-قيل. هو يوم النحر ، وهو قول علي والحارث بن علي و عبد اللّه بن أبي أوفى والمغيرة بن شعبة وابن عباس وسعيد بن جبير ، وأبي جحيفة ومجاهد .
-وقيل أيّام الحجّ كلّها لا يومٌ بعينه.قول مجاهد وسفيان الثوري .
الراجح :
قال أبو جعفرٍ: وأولى الأقوال في ذلك بالصّحّة عندنا: قول من قال: {يوم الحجّ الأكبر} يوم النّحر؛ لتظاهر الأخبار عن جماعةٍ من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ عليًّا نادى بما أرسله به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من الرّسالة إلى المشركين، وتلا عليهم براءة يوم النّحر. هذا مع الأخبار الّتي ذكرناها عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال يوم النّحر: أتدرون أيّ يومٍ هذا؟ هذا يوم الحجّ الأكبر.
وقال : فإنّ اليوم إنّما يضاف إلى معنى الّذي يكون فيه، كقول النّاس: يوم عرفة، وذلك يوم وقوف النّاس بعرفة، ويوم الأضحى، وذلك يومٌ يضحّون فيه، ويوم الفطر، وذلك يومٌ يفطرون فيه، وكذلك يوم الحجّ، يومٌ يحجّون فيه.

6) قول أبيّ بن كعب رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {مثل نوره} قال: (مثل نور من آمن به).
رواه ابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم عن طريق أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ … [راجعي التعليق على الأخت فاطمة الزهراء]
وكذلك قال به سعيد بن جبير والضحاك .
توجيه القول :
قال القرطبي : النور في كلام العرب : الأضواء المدركة بالبصر . واستعمل مجازا فيما صح من المعاني ولاح ؛ فيقال منه : كلام له نور . ومنه : الكتاب المنير ، ومنه قول الشاعر :
نسب كأن عليه من شمس الضحا نورا ومن فلق الصباح عمودا
قال القرطبي : مثل نور الله الذي هو هداه وإتقانه صنعة كل مخلوق وبراهينه الساطعة على الجملة كهذه الجملة من النور الذي تتخذونه أنتم على هذه الصفة ، التي هي أبلغ صفات النور الذي بين أيدي الناس ؛ فمثل نور الله في الوضوح كهذا الذي هو منتهاكم أيها البشر
فالكتاب يهدي ويبين ويرشد ، وكذلك الرسول يبين ويعلم ، وكلاهما نور على نور .
الأقوال الأخرى في الضمير في قوله : (في مثل نوره ).
-قيل (في مثل نوره )، عني بالنّور: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم ، قول كعب الأحبار. وسعيد بن جبير .
-وقيل هدي الله وبيانه . قال به ابن عباس والحسن وابن زيد.
-وقيل مثل نور اللّه ويقصد به الطاعة. قول ابن عباس .
-وقالت طائفة : الضمير في ( نوره ) عائد على الله تعالى . وهذا قول ابن عباس والحسن وزيد بن أسلم.
والراجح :
الضمير عائد على الله سبحانه وتعالى ، وضعف بعض أهل التفاسير الأقوال الأخرى ، قال ابن جزي : وهذه الأقوال ضعيفة لأنه لم يتقدم ما يعود عليه الضمير.
فدلالة الترجيح أنه عائد لله سبحانه :
قال القرطبي : ووجه الإضافة إلى الله تعالى أنه مثبت الدلالة ، ومبينها ، وواضعها .
قال المهدوي : الهاء لله - عز وجل - ؛ والتقدير : الله هادي أهل السماوات والأرض ، مثل هداه في قلوب المؤمنين كمشكاة ، وكان أبي ، وابن مسعود يقرآنها ( مثل نوره في قلب المؤمن كمشكاة ) .
قال القرطبي : قوله تعالى : مثل نوره أي صفة دلائله التي يقذفها في قلب المؤمن ؛ والدلائل تسمى نورا . وقد سمى الله تعالى كتابه نورا فقال : وأنزلنا إليكم نورا مبينا وسمى نبيه نورا فقال : قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين .
وقال ابن جزي : فإن قيل: كيف يصح أن يقال الله نور السمٰوات والأرض فأخبر أنه هو النور ثم أضاف النور إليه في قوله: ﴿مَثَلُ نُورِهِ﴾، والمضاف عين المضاف إليه؟ فالجواب أن ذلك يصح مع التأويل الذي قدمناه أي الله ذو نور السمٰوات والأرض، أو كما تقول: زيد كرم، ثم تقول: ينعش الناس بكرمه .
[اختلط في إجابتكِ عدة مسائل
مسألة معنى {الله نور السماوات والأرض}
ومسألة مرجع الضمير في قوله {مثل نوره} وهي المقصودة في رأس السؤال
وورد فيها عدة أقوال، منها قول أبي ابن كعب، وقد اختلط في إجابتك أيضًا توجيه أقوال عدة
ولو قمتِ بتلخيصها بأسلوبك ليتضح فهمك لكان أفضل]


التقويم: د
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 شوال 1441هـ/8-06-2020م, 11:12 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء احمد مشاهدة المشاركة
التطبيق الأول من تطبيقات مهارات التخريج
اختر ثلاثة أقوال من الأقوال التالية وخرّجها ووجّهها:
(1) قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}: (النظر إلى وجه ربهم).
رواه ابن جرير في تفسيره والدارقطني في كتابه رؤية الله من طريق عامر بن سعد البجلي عنه .
" عامر بن سعد البجلي "، تابعي ثقة، له في الصحيح حديث واحد، وروايته عن أبي بكر الصديق، مرسلة. [وله طريق آخر، رواه ابن جرير الطبري والدراقطني في رؤية الله من طريق أبي إسحاق عن عامر بن سعد عن سعيد بن نمران عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه به]

-وقال بقول أبي بكر رضي الله عنه أيضًا أبو مُوسى الأشْعَرِيُّ، وحُذَيْفَةُ، وكعب بن عجرة ، وقَتادَةُ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبِي لَيْلى، وعبد الرحمن بن سابط.
توجيه هذا القول :
وجه هذا القول هو ما ورَدَ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم في صَحِيحِ مُسْلِمٍ وجامِعِ التِّرْمِذِيِّ عَنْ صُهَيْبٍ عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم في قَوْلِهِ - تَعالى: ﴿لِلَّذِينَ أحْسَنُوا الحُسْنى وزِيادَةٌ﴾ قالَ: «إذا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ نادى مُنادٍ: إنَّ لَكم عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدًا يُرِيدُ أنْ يُنْجِزَكُمُوهُ، قالُوا: ألَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنا وتُنْجِنا مِنَ النّارِ وتُدْخِلْنا الجَنَّةَ، قالَ: فَيُكْشَفُ الحِجابُ، قالَ: فَواللَّهِ ما أعْطاهُمُ اللَّهُ شَيْئًا أحَبَّ إلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إلَيْهِ» . وهو أصْرَحُ ما ورَدَ في تَفْسِيرِها كما ذكر المفسرون .

وفي المراد بالزيادة خمسة أقوال أخرى :
الأول : أنَّ الزِّيادَةَ غُرْفَةٌ مِن لُؤْلُؤَةٍ واحِدَةٍ لَها أرْبَعَةُ أبْوابٍ، غرفها وأبوابها من لؤلؤة واحدة ،رَواهُ الحَكَمُ عَنْ عَلِي رضي الله عنه.
الثاني : أنها التضعيف إلى تمام العشر ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ، وعلقمة والحَسَنُ.
الثالث : أنَّ الزِّيادَةَ: مَغْفِرَةٌ من الله ورِضْوانٌ، قالَهُ مُجاهِد .
الرابع:أنها ما أعطوا في الدنيا ، قالَهُ ابْنُ زَيْدٍ.
الخامس : أنَّ الزِّيادَةَ ما يَشْتَهُونَهُ، ذَكَرَهُ الماوَرْدِيُّ..
الراجح:
الراجح والله أعلم هو قول أبي بكر رضي الله عنه لأنه ثبت التفسير بذلك في الحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير( الزيادة )
فلم يبق حينئذ لقائل مقال كما قال الشوكاني رحمه الله ، لكن هذا لا يمنع أن يكون من الزيادةأيضا ، أن يعطيهم غُرفا من لآلئ، وأن يزيدَهم غفرانا ورضوانًا، كل ذلك من زيادات عطاء الله إياهم على الحسنى التي جعلها الله لأهل جناته ،فيعم ذلك كله .كما ذكر الطبري في ترجيحه .
(4) قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في يوم الحجّ الأكبر قال: هو يوم عرفة.
رواه عنه ابن جرير من طريق أبي الصهباء البكري
أبوالصهباء اسمه صهيب وثقه أبو زرعة والعجلي وغيرهما وضعفه النسائي .
-وقال بقول علي رضي الله عنه أيضًا عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ، وابْنُ الزُّبَيْرِ،وابن عباس ،وأبو جُحَيْفَةَ، وطاوُوسُ،وعطاء ، وابن جريج .
توجيه هذا القول :
وجه هذا القول هو مكانة يوم عرفة في الحج وأهميته ،فالناس يجتمعون فيه في صعيد واحد ،وقد ورد في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( الحج عرفة ) فأشار بذلك إلى مكانته وأهميته ،وأيضا ما رواه أبو الصّهباء البكريّ عن عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنه سأله عن يوم الحجّ الأكبر فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعث أبا بكر بن أبي قحافة رضي اللّه عنه يقيم للنّاس الحجّ، وبعثني معه بأربعين آيةً من براءة، حتّى أتى عرفة، فخطب النّاس يوم عرفة، فلمّا قضى خطبته التفت إليّ، فقال قم يا عليّ وأدّ رسالة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقمت فقرأت عليهم أربعين آيةً من براءة ثمّ صدرنا حتّى أتينا منًى، فرميت الجمرة، ونحرت البدنة، ثمّ حلقت رأسي، وعلمت أنّ أهل الجمع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكرٍ يوم عرفة، فطفقت أتتبّع بها الفساطيط أقرؤها عليهم، فمن ثمّ إخال حسبتم أنّه يوم النّحر، ألا وهو يوم عرفة.
فبين هذا الأثر بأن المراد بالحج الأكبر أنه يوم عرفة .
- وورد في أن المراد ( بيوم الحج الأكبر ) ثلاثة أقوال أخرى :
الأول : أنه يَوْمُ النَّحْرِ،روي عن علي رضي الله عنه من طريق الحكم و الحارث ،وروي أيضا عن عمر بن الخطاب وابنه عبد الله ،وأبي مُوسى الأشْعَرِيُّ، والمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ أبِي أوْفى، وابن عباس ، وابْنُ جُبَيْرٍ،وأبي جحيفة.
والثاني :أنَّهُ أيّامُ الحَجِّ كلها لا يوم بعينه ،قاله مجاهد وسفيان الثوري .
قال سفيان الثوري : كَما يُقالُ: يَوْمُ بُعاثٍ، ويَوْمُ الجُمَلِ ويَوْمُ صِفِّينَ يُرادُ بِهِ: أيّامٌ ذَلِكَ، لا كُلُّ حَرْبٍ مِن هَذِهِ الحُرُوبِ دامَتْ أيامًا.
والثالث : أنه يوم الثاني من يوم النحر ،رواه ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب .
الراجح :
رجح الطبري وجمهور المفسرين بأن "يوم الحج الأكبر، هو يوم النحر"،واحتج الطبري على ذلك بأن الأخبار تظاهرت عن جماعة من أصحاب رسول الله ﷺ أن عليًّا نادى بما أرسله به رسول الله ﷺ من الرسالة إلى المشركين، وتلا عليهم "براءة"، يوم النحر. هذا، مع الأخبار التي رويت عن رسول الله ﷺ أنه قال يوم النحر: أتدرون أيّ يوم هذا؟ هذا يوم الحج الأكبر. [ما حكم الحديث من حيث الصحة والضعف؟]
واحتج الطبري رحمه الله أيضا بأن "اليوم" إنما يضاف إلى المعنى الذي يكون فيه، كقول الناس: "يوم عرفة"، وذلك يوم وقوف الناس بعرفة = و"يوم الأضحى"، وذلك يوم يضحون فيه = "ويوم الفطر"، وذلك يوم يفطرون فيه. وكذلك "يوم الحج"، يوم يحجون فيه، وإنما يحج الناس ويقضون مناسكهم يوم النحر، لأن في ليلة نهار يوم النحر الوقوفُ بعرفة غير فائت إلى طلوع الفجر،وفي صبيحتها يعمل أعمال الحج. فأما يوم عرفة، فإنه وإن كان الوقوف بعرفة، فغير فائت الوقوف به إلى طلوع الفجر من ليلة النحر، والحج كله يوم النحر.
(6) قول أبيّ بن كعب رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {مثل نوره} قال: (مثل نور من آمن به).
رواه عنه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق أبي العالية . [مخرج الأثر أبي جعفر الرازي
رواه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن، وابن جرير الطبري في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب به]

أبو العالية الرياحي من كبار التابعين وثقه ابن معين وغيره .
وقال بهذا القول أيضًا سعيد بن جبير والضحاك
توجيه هذا القول :
توجيه هذا القول كما ذكر ابن كثير رحمه الله :وعَلى قَوْلِ مَن قالَ: "المُمَثَّلُ بِهِ المُؤْمِنُ" فالمِشْكاةُ صَدْرُهُ، والمِصْباحُ الإيمانُ والعِلْمُ، والزُجاجَةُ قَلْبُهُ، والشَجَرَةُ القُرْآنُ، وزَيْتُها هو الحُجَجُ والحِكْمَةُ الَّتِي تَضَمَّنَها، قالَ أُبَيٌّ: فَهو عَلى أحْسَنِ الحالِ يَمْشِي في الناسِ كالرَجُلِ الحَيِّ يَمْشِي في قُبُورِ الأمْواتِ.وكانَ أُبَيٌّ وابْنُ مَسْعُودٍ يَقْرَآنِ: " مَثَلُ نُورِ مَن آمَنَ بِهِ(.
[هذا معنى المثل على هذا القول، لا توجيه القول، وفي كلام ابن القيم الذي استشهدتِ به أدناه بيان لتوجيه هذا القول]
وروي في مرجع الضمير في قوله تعالى :(مثل نوره )ثلاثة أقوال أخرى :
أحَدُها: أنَّها تَرْجِعُ إلى اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ، قاله ابْنُ عَبّاسٍ..
والثاني : أنَّها تَرْجِعُ إلى مُحَمّد صلى الله عليه وسلم،قاله كعب الأحبار وسعيد بن جبير .
والثالث : أنَّها تَرْجِعُ إلى القُرْآنِ ،قاله ابن عباس والحسن وابن زيد .
الراجح :
القول الذي رجحه جمهور المفسرين في مرجع الضمير في قوله تعالى ( مثل نوره ) أنَّهُ يَعُودُ عَلى اللَّهِ عَزَّ وجَلَّوالمعنى في ذلك كما قال ابن القيم رحمه الله : مَثَلُ نُورِ اللَّهِ سُبْحانَهُ وتَعالى في قَلْبِ عَبْدِهِ، وأعْظَمُ عِبادِهِ نَصِيبًا مِن هَذا النُّورِ رَسُولُهُ ﷺ فَهَذا مَعَ ما تَضَمَّنَهُ عَوْدُ الضَّمِيرِ إلى المَذْكُورِ، وهو وجْهُ الكَلامِ يَتَضَمَّنُ التَّقادِيرَ الثَّلاثَةَ، وهو أتَمُّ مَعْنًى ولَفْظًا.
وَهَذا النُّورُ يُضافُ إلى اللَّهِ تَعالى إذْ هو مُعْطِيهِ لِعَبْدِهِ وواهِبُهُ إيّاهُ، ويُضافُ إلى العَبْدِ إذْ هو مَحَلُّهُ وقابِلُهُ، فَيُضافُ إلى الفاعِلِ والقابِلِ، ولِهَذا النُّورِ فاعِلٌ وقابِلٌ، ومَحَلٌّ وحامِلٌ، ومادَّةٌ، وقَدْ تَضَمَّنَتِ الآيَةُ ذِكْرَ هَذِهِ الأُمُورِ كُلِّها عَلى وجْهِ التَّفْصِيلِ.

[ابن القيم ذكر وجه الجمع بين الأقوال، لا ترجيح القول بأن الضمير يعود على الله - عز وجل - فقط]

التقويم: ج+
أرجو الاعتناء بصياغة التوجيه بأسلوبك ثم الاستشهاد بما شئتِ من كلام العلماء.
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir