دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 ذو القعدة 1440هـ/6-07-2019م, 02:02 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

تخريج أقوال المفسرين و توجيهها :- 1- قول ابن عباس في قوله تعالى " وله المثل الأعلى " قال : يقول "ليس كمثله شيء" الروم :27
اولاً :- التخريج :- رواه الطبري في تفسيره من طريق علي عن أبي صالح عن ابن عباس ، ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عباس ، وذكره عن ابن عباس :- الثعلبي في تفسيره ، ومكي في الهداية ، والبغوي عن ابن حيّان عن الكلبي، والقرطبي في تفسيره ، وابن كثير في تفسيره ، ونقله السيوطي في تفسيره وعزاه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
ثانياً :- التوجية :- توجيه هذا القول مبناه على سياق الآية ، حيث كان يدور حول مناقشة ومجادلة الكافرين حول إنكارهم للبعث ، فأراد الله سبحانه أن يضرب لهم مثلاً قريباً من أفهامهم لأجل أن يقتنعوا بالمثال ،مع إدراك الفارق بين الخالق والمخلوق ،
ويمكن توجيه قول ابن عباس على إرادة ما يلي :
1- أن الله سبحانه " له المثل الأعلى " فإنه تبارك وتعالى رب واحد لا شريك له وهو العزيز في ملكه ، " ليس كمثله شيء ".
2- الرد على المشركين فيما قالوه ، بأن الله ليس له ند ولا شبيه .
3- أن الله سبحانه " له الصفة العليا في السماوات والأرض " وهي " أنه ليس كمثله شيء".
4- أن لله سبحانه الوصف الأرفع الأعلى الذي ليس لغيره مثله ، وهو أنه القادر الذي لا يعجز عن شيء من إنشاء وإعادة .
5- أن لله الوصف الأعلى بالوحدانية ، والوصف الأعلى العجيب الشأن من القدرة العامة ، والحكمة التامه وسائر صفات الكمال التي ليس لغيره ما يداينها فضلا عما يساويها .
6-أن الله سبحانه خاطب العباد بما يعقلون ، فأعلمهم أنه يجب عندهم أن يكون البعث أسهل وأهون من الابتداء ، والإنشاء ، وجعله مثلا لهم فقال " وله المثل الأعلى " أي: قوله " وهو أهون عليه " قد ضربه لكم مثلا فيما يصعب ويسهل .
7 - الإعادة أهون من البداءة وأيسر ، مثل ضربه الله ، أي : إعاده الشيء على الخلق أهون من ابتدائه ، فالبعث أهون عليه عندكم من الإنشاء ، أو أهون على الخلق يصاح به فيقومون ، يقال : كونوا فيكونون أهون عليهم من أن يكونوا نطفاً ثم علقاً ثم مضغاً إلى أن يصيروا رجالاً ونساء ".
8- المعنى :- أن إعادة الخلق أهون عليه من ابتدائه ، وكل شيء عليه هين ، وجاز ذلك في صفات الله ،كما قال تعالى " وكان ذلك على الله يسيرا" ،النساء :30 .
وحسن ذلك كله لأن الله خاطب العباد بما يعقلون ، فأعلمهم أنه يجب عندهم أن يكون البعث أسهل من الابتداء ، فجعله مثلا لهم ، لأنهم كذلك يعرفون في عادتهم : أن إعادة الشيء مع تقدم مثال أسهل من اختراع الشيء بغير مثال تقدم ، فهو مثل لهم على ما يفهمون ، ألا ترى أن بعده " وله المثل الأعلى "
9- لما جاء بلفظ فيه استعارة واستشهاد بالمخلوق على الخالق و تشبيه بما يعهده الناس من أنفسهم خلص جانب العظمة بأنه جعل له المثل الأعلى الذي لا يتصل به تكييف ولا تماثل مع شيء ، والعزة والحكمة : موافقتان لمعنى الآية .."
10- في الآية ابتداء توجيه الكلام إلى المشركين من باب التسليم الجدلي في المناظرة ، فلما أنكروا الإعادة بعد الموت واستدل عليهم بقياس المساواه ، ولما كان إنكارهم الإعادة بعد الموت متضمنا تحديد مفعول القدرة الإلهية جاء التنازل في الاستدلال إلى أن تحديد مفعول القدرة لو سلم لهم لكان يقتضي إمكان البعث بقياس الأحرى ، فإن إعادة المصنوع أهون من صنعته الأولى ، وأدخل تحت تأثير قدرته فيما تعارفه الناس في مقدوراتهم ، وأهون مستعمل في معنى المفاضلة على طريقة إرخاء العنان والتسليم الجدلي ، فتحمل صيغة
التفضيل على معنى قوة الفعل المصوغة له وللإشارة إلى أن قوله " وهو أهون عليه" مجرد تقريب لأفهامهم عقب بقوله " وله المثل الأعلى في السموات والأرض " أي ثبت له واستحق الشأن الأتم الذي لا يقاس بشؤون الناس المتعارفة ،وإنما لقصد التقريب لأفهامكم".
التطبيق التاسع 2/
قول ابن عباس في قوله تعالى " وادكر بعد أمة " قال :بعد نسيان :-
أولاً تخريج القول:- رواه الطبري في تفسيره من طريق الحسن بن محمد عن عفان عن همام ،. ومن طريق : ابن حميد عن بهز بن أسد ..، ورواه ابن أبي حاتم من طريق أبي حاتم عن نصر عن أبيه عن همام ..،
وذكره الزجاج والثعلبي ومكي وابن عطية والقرطبي ،ونقله السيوطي في الدر المنثور عن ابن جرير وابن المنذر روا بن ابي حاتم ، " كلهم في قراءة لابن عباس " وادكر بعد أمه " ، ذكره من دون نسبه : ابن المنذر في تفسيره ، وابن كثير .
ثانياً :- التوجية :
وهذا القول يبتنى من ثلاثة أوجه :-
الوجه الأول :- قراءة ابن عباس وجماعة ، أنه قرأ الآية " وادَّكر بعد أمهٍ " بفتح الهمزه والميم مع الهاء، ومعناه :- النسيان في كلام العرب ،كما قرر ذلك الطبري في تفسيره قال " أن العرب تقول : أمِهَ الرجل يأمَهُ أَمْهاً : إذا نسى ، والأمَهُ : النسيان ، يقال أَمِهَ يأمَهُ أَمَهاً ، هذا الصحيح بفتح الميم ، لأن المصدر أنه : يأمَهُ أَمَهٌ لا غير ، ورجل مَاهٍ : ذاهب العقل ، وأنشد أبو عبيدة :- أَمِهْتُ وكنت لا أنسى حديثاً ... كذلك الدهر يودي بالعقول
الوجه الثاني :- أصل الاستعمال اللغوي لكلمة " أَمِهَ " حيث أنها في استعمال العرب تعني " النسيان " قال ابن فارس : وأما الهمزة والميم والهاء ، فقد ذكروا في قول الله " وادكر بعد أَمَه " أنه : النسيان ،يقال : أَمِهت: إذا نسيت ، وَذَا حرف واحد لا يقاس عليه ."
وذكر الراغب بعدما ساق قراءة ابن عباس " أي بعد النسيان ، وحقيقة ذلك : بعد انقضاء أهل عصر أو أهل دين ".
الوجه الثالث :- أن الله سبحانه وتعالى قال" وادكر بعد أمة " وادّكر أصله :- واذتكر ، ولكن التاء أبدل منها الذال وأدغمت الذال في الدال ،ويجوز واذَّكر بالذال ، والأجود بالدال " قاله الزجاج ،
والتذكر لا يأتي إلا بعد نسيان ، قال مكي: تذكر بعد حين وصية يوسف وأمره .
3 -قول سالم الأفطس في قوله تعالى "إنما ذلكم الشيطان يخوف أوليائه"
أولا :التخريج:
رواه الطبري في تفسيره من طريق يونس عن علي بن معبد عن عتاب بن بشير عن سالم الأفطس .
ثانيا :التوجيه:
هذا القول مبناه من ثلاثة أوجه :
الوجه 1 أن هذا المعنى بني على قراء ة أبي بن كعب "يخوفكم بأوليائه"فيما رواه الثعلبي في تفسيره عن محمد بن مسلم ،
وقال :يخوف المؤمنين بالكافرين .
الوجه الثاني :- سبب النزول :-(السبب)
1- ذكر مقاتل في تفسير أنها نزلت في ذي القعدة بذي الحليفة بعد قتال أحد ، كما طلب الرسول من المسلمين قتال المشركين فخوفهم المنافقون ، فأوقع الشيطان قول المنافقين في قلوب المؤمنين فأنزل الله " إنما ذلكم.." يعنى :- يخوفهم بكثرة أوليائه من المشركين فلا تخافوهم وَخَافُون في ترك أمري إن كُنتُم مؤمنين".
أي ذلك التخويف الذي كان فعل الشيطان لأولئك الرهط وما ألقى الشيطان على أفواههم،وكما ذكر مكي في الهداية أنهم أبو سفيان وأصحابه.
فيكون التخويف :أي يرهبكم بأوليائه ،أو يخوفكم الفقر ،أو من أوليائه،ونسبها الزجاج لأهل العربية ،أي أولياء إبليس ،حتى يخوف المؤمنين بالكافرين.
-الوجه 3:
(الإعراب):
وذلكم في الإعراب ابتداء، والشيطان مبتدأ آخر ويخوف أولياءه خبر عن الشيطان ، والجملة خبر الابتداء الأول ، وهذا الإعراب خير في تناسق المعنى من أن يكون الشيطان خبر "ذلكم" لأنه يجئ في المعنى استعارة بعيدة ، ويخوف فعل يتعدى إلى مفعولين ، لكن يجوز الاقتصار على أحدهما إذ الآخر مفهوم من بنية هذا الفعل ، لأنك إذا قلت خوفت زيدا فمعلوم ضرورة أنك خوفته شيئاً حقه أن يخاف ..وفسرت قراءة الجماعة " يخوف أولياءه"قراءة أبي بن كعب " يخوفكم بأوليائه.
5- أو : يحفظونه من أمر الله أي : مما أمر الله به من الحفظ عنه ".
6-أو من بأسه حين أذنب بالاستمهال و الاستغفار له ، أو يحفظونه من المضار أو يراقبون أحوال ،من أجل أمر الله تعالى " .
7-أو يعنى بأمر الله من الإنس والجن مما لم يقدر أن يصيبه حتى تسلمه المقادير ، فإذا أراد الله أن يغير ما به لم تغن عنه المعقبات شيئاً".
8- أو :أي هم من أمر الله ، وهم ملائكة الله ، هم حفظة من الله لبني آدم ولأعمالهم، يتعاقبون فيهم بالليل والنهار ، ملائكة بالليل و ملائكة في النهار ، فيجتمعون عند صلاة الصبح وعند صلاة العصر ، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم :كيف تركتم عبادي ، فيقولون: أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون ، يحفظون العباد مما لم يقدر لهم ، و يحفظون عليهم أعمالهم ".
9- أو قوله " من أمر الله " صفه لمعقبات ، أي : جماعات من جند الله وأمره ، أو يكون الحفظ مرادا به الوقاية والصيانة ، أي : يحفظونه من هو مستخف بالليل وسارب بالنهار ، أي : يقونه أضرار الليل من اللصوص وذوات السموم ..فيكون من أمر الله جاراً و مجرورا متعلقا بيحفظونه ، أي : يقونه من مخلوقات الله ..."
القول الخامس :
قوله تعالى "إنا أعطيناك الكوثر"،قال ابن عباس في الكوثر : هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه.
أولا :تخريج القول ؛
أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عباس ،
ورواه الطبري في تفسيره ومجاهد والبغوي.
ثانيا:توجيه القول :
قول مبني على أن كوثر :فوعل من الكثرة ،صيغة مبالغة من الكثرة ،فالعرب تسمي كل شي كثير في العدد أو كثير في المقدار الخطر :كوثرا.
والكوثر :المفرط في الكثرة،كما أن الكوثر اسم في اللغة للخير الكثير ،صيغ على وزن فوعل ،وهي من صيغ الأسماء الجامدة غالبا،نحو الكوكب والجورب ..،ولما وقع هنا مادة الكثر كانت صيغته مفيدة شدة ما اشتقت منه بناء على أن زيادة المبنى تؤذن بزيادة المعنى،ويوصف الرجل صاحب الخير الكثير بكوثر من باب الوصف،

1- قال الكميت :
وأنت كثير يابن مروان طيب
وكان أبوك ابن العقائل كوثرا
والكوثر : العدد الكثير من الأصحاب والأشياع ، والكوثر من الغبار الكثير ، وقد تكوثر، إذا كثر ، قال الشاعر :-
وقد ثار نقع الموت حتى تكوثرا ، وقال :- ويسمى به (أي الحوض ) لما فيه من الخير الكثير والماء الكثير "
2- ولا مجال أن الذي أعطى الله محمداً عليه السلام من النبوة والحكمة والعلم بربه والفوز برضوانه والشرف على عبادة هو أكثر الأشياء وأعظمها ، كأنه يقول " إِنَّا أعطيناك الحظ الأعظم".
3- فقد أعطى الإسلام والنبوه وإظهار الدين ، والنصر على عدوه والشفاعة .
4-والكوثر :أي الخير المفرط الكثير من شرف النبوة الجامعة لخيري الدارين والرياسة العامة المستتبعة لسعادة الدنيا والدين ، فوعل من الكثرة ".

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 ذو القعدة 1440هـ/23-07-2019م, 08:59 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالكريم الشملان مشاهدة المشاركة
تخريج أقوال المفسرين و توجيهها :- 1- قول ابن عباس في قوله تعالى " وله المثل الأعلى " قال : يقول "ليس كمثله شيء" الروم :27
اولاً :- التخريج :- رواه الطبري في تفسيره من طريق علي عن أبي صالح عن ابن عباس ، ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عباس ، وذكره عن ابن عباس :- الثعلبي في تفسيره ، ومكي في الهداية ، والبغوي عن ابن حيّان عن الكلبي، والقرطبي في تفسيره ، وابن كثير في تفسيره ، ونقله السيوطي في تفسيره وعزاه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم [ لا حاجة لنقل عزو السيوطي لابن جرير لأنه سبق تخريجك للقول من مصدره الأصلي، وإنما ننقل عزوه لابن المنذر وابن أبي حاتم لأن تفسير ابن المنذر لسورة الروم من الجزء المفقود.
ولا حاجة لذكر المصادر الناقلة وإنما يكون التخريج من المصادر الأصلية فقط]

ثانياً :- التوجية :- توجيه هذا القول مبناه على سياق الآية ، حيث كان يدور حول مناقشة ومجادلة الكافرين حول إنكارهم للبعث ، فأراد الله سبحانه أن يضرب لهم مثلاً قريباً من أفهامهم لأجل أن يقتنعوا بالمثال ،مع إدراك الفارق بين الخالق والمخلوق ،
ويمكن توجيه قول ابن عباس على إرادة ما يلي :
1- أن الله سبحانه " له المثل الأعلى " فإنه تبارك وتعالى رب واحد لا شريك له وهو العزيز في ملكه ، " ليس كمثله شيء ".
2- الرد على المشركين فيما قالوه ، بأن الله ليس له ند ولا شبيه .
3- أن الله سبحانه " له الصفة العليا في السماوات والأرض " وهي " أنه ليس كمثله شيء".
4- أن لله سبحانه الوصف الأرفع الأعلى الذي ليس لغيره مثله ، وهو أنه القادر الذي لا يعجز عن شيء من إنشاء وإعادة .
5- أن لله الوصف الأعلى بالوحدانية ، والوصف الأعلى العجيب الشأن من القدرة العامة ، والحكمة التامه وسائر صفات الكمال التي ليس لغيره ما يداينها فضلا عما يساويها .
6-أن الله سبحانه خاطب العباد بما يعقلون ، فأعلمهم أنه يجب عندهم أن يكون البعث أسهل وأهون من الابتداء ، والإنشاء ، وجعله مثلا لهم فقال " وله المثل الأعلى " أي: قوله " وهو أهون عليه " قد ضربه لكم مثلا فيما يصعب ويسهل .
7 - الإعادة أهون من البداءة وأيسر ، مثل ضربه الله ، أي : إعاده الشيء على الخلق أهون من ابتدائه ، فالبعث أهون عليه عندكم من الإنشاء ، أو أهون على الخلق يصاح به فيقومون ، يقال : كونوا فيكونون أهون عليهم من أن يكونوا نطفاً ثم علقاً ثم مضغاً إلى أن يصيروا رجالاً ونساء ".
8- المعنى :- أن إعادة الخلق أهون عليه من ابتدائه ، وكل شيء عليه هين ، وجاز ذلك في صفات الله ،كما قال تعالى " وكان ذلك على الله يسيرا" ،النساء :30 .
وحسن ذلك كله لأن الله خاطب العباد بما يعقلون ، فأعلمهم أنه يجب عندهم أن يكون البعث أسهل من الابتداء ، فجعله مثلا لهم ، لأنهم كذلك يعرفون في عادتهم : أن إعادة الشيء مع تقدم مثال أسهل من اختراع الشيء بغير مثال تقدم ، فهو مثل لهم على ما يفهمون ، ألا ترى أن بعده " وله المثل الأعلى "
9- لما جاء بلفظ فيه استعارة واستشهاد بالمخلوق على الخالق و تشبيه بما يعهده الناس من أنفسهم خلص جانب العظمة بأنه جعل له المثل الأعلى الذي لا يتصل به تكييف ولا تماثل مع شيء ، والعزة والحكمة : موافقتان لمعنى الآية .."
10- في الآية ابتداء توجيه الكلام إلى المشركين من باب التسليم الجدلي في المناظرة ، فلما أنكروا الإعادة بعد الموت واستدل عليهم بقياس المساواه ، ولما كان إنكارهم الإعادة بعد الموت متضمنا تحديد مفعول القدرة الإلهية جاء التنازل في الاستدلال إلى أن تحديد مفعول القدرة لو سلم لهم لكان يقتضي إمكان البعث بقياس الأحرى ، فإن إعادة المصنوع أهون من صنعته الأولى ، وأدخل تحت تأثير قدرته فيما تعارفه الناس في مقدوراتهم ، وأهون مستعمل في معنى المفاضلة على طريقة إرخاء العنان والتسليم الجدلي ، فتحمل صيغة
التفضيل على معنى قوة الفعل المصوغة له وللإشارة إلى أن قوله " وهو أهون عليه" مجرد تقريب لأفهامهم عقب بقوله " وله المثل الأعلى في السموات والأرض " أي ثبت له واستحق الشأن الأتم الذي لا يقاس بشؤون الناس المتعارفة ،وإنما لقصد التقريب لأفهامكم".
[توسعت كثيرًا في نقل الكثير من الأقوال والمسائل المتصلة بالمراد بالمثل الأعلى، والمطلوب فقط توجيه قول ابن عباس رضي الله عنه، أي: ما وجه قول ابن عباس أن معنى المثل الأعلى " ليس كمثله شيء"، وأكثر المفسرين على أن معناه الصفات العليا، فما وجه تفسير ابن عباس؟ ]

التطبيق التاسع 2/
قول ابن عباس في قوله تعالى " وادكر بعد أمة " قال :بعد نسيان :-
أولاً تخريج القول:- رواه الطبري في تفسيره من طريق الحسن بن محمد عن عفان عن همام ،. ومن طريق : ابن حميد عن بهز بن أسد ..، ورواه ابن أبي حاتم من طريق أبي حاتم عن نصر عن أبيه عن همام ..،
[إما أن تقتصر على ذكر رواه الطبري في تفسيره (مع تحديد رقم الجزء والصفحة) أو تحدد مخرج الأثر وأصل الإسناد، لا أن نذكر أول الإسناد ونتوقف؛ وأرجو مراجعة أمثلة الشيخ عبد العزيز الداخل في درس " تخريج أقوال المفسرين"]
وذكره الزجاج والثعلبي ومكي وابن عطية والقرطبي ،ونقله السيوطي في الدر المنثور عن ابن جرير وابن المنذر روا بن ابي حاتم ، " كلهم في قراءة لابن عباس " وادكر بعد أمه " ، ذكره من دون نسبه : ابن المنذر في تفسيره ، وابن كثير .
ثانياً :- التوجية :
وهذا القول يبتنى من ثلاثة أوجه :-
الوجه الأول :- قراءة ابن عباس وجماعة ، أنه قرأ الآية " وادَّكر بعد أمهٍ " بفتح الهمزه والميم مع الهاء، ومعناه :- النسيان في كلام العرب ،كما قرر ذلك الطبري في تفسيره قال " أن العرب تقول : أمِهَ الرجل يأمَهُ أَمْهاً : إذا نسى ، والأمَهُ : النسيان ، يقال أَمِهَ يأمَهُ أَمَهاً ، هذا الصحيح بفتح الميم ، لأن المصدر أنه : يأمَهُ أَمَهٌ لا غير ، ورجل مَاهٍ : ذاهب العقل ، وأنشد أبو عبيدة :- أَمِهْتُ وكنت لا أنسى حديثاً ... كذلك الدهر يودي بالعقول
الوجه الثاني :- أصل الاستعمال اللغوي لكلمة " أَمِهَ " حيث أنها في استعمال العرب تعني " النسيان " قال ابن فارس : وأما الهمزة والميم والهاء ، فقد ذكروا في قول الله " وادكر بعد أَمَه " أنه : النسيان ،يقال : أَمِهت: إذا نسيت ، وَذَا حرف واحد لا يقاس عليه ."
وذكر الراغب بعدما ساق قراءة ابن عباس " أي بعد النسيان ، وحقيقة ذلك : بعد انقضاء أهل عصر أو أهل دين ". [وهذا الوجه غير منفصل عما قبله]
الوجه الثالث :- أن الله سبحانه وتعالى قال" وادكر بعد أمة " وادّكر أصله :- واذتكر ، ولكن التاء أبدل منها الذال وأدغمت الذال في الدال ،ويجوز واذَّكر بالذال ، والأجود بالدال " قاله الزجاج ،
والتذكر لا يأتي إلا بعد نسيان ، قال مكي: تذكر بعد حين وصية يوسف وأمره .
3 -قول سالم الأفطس في قوله تعالى "إنما ذلكم الشيطان يخوف أوليائه"
أولا :التخريج:
رواه الطبري في تفسيره من طريق يونس عن علي بن معبد عن عتاب بن بشير عن سالم الأفطس .
ثانيا :التوجيه:
هذا القول مبناه من ثلاثة أوجه :
الوجه 1 أن هذا المعنى بني على قراء ة أبي بن كعب "يخوفكم بأوليائه"فيما رواه الثعلبي في تفسيره عن محمد بن مسلم ،
[عبارتك هذه تفيد أن الثعلبي روى بإسناده " فالثعلبي مبتدأ الإسناد" ؛ فقال حدثني فلان عن فلان عن فلان، حتى انتهى إلى محمد بن مسلم؛ فالكلام منسوب لمحمد بن مسلم، وهذا طبعًا غير صحيح.
هذه عبارة الثعلبي: " وروى محمد بن مسلم بن أبي وضاح قال: حدثنا علي بن خزيمة قال: في قراءة أبي بن كعب: يخوفكم بأوليائه "
والثعلبي لم ينقل الإسناد كاملا فهو معلق لا يُعرف عمن رواه محمد بن مسلم.
فيقال: وذكره الثعلبي في تفسيره]

وقال :يخوف المؤمنين بالكافرين .
الوجه الثاني :- سبب النزول :-(السبب)
1- ذكر مقاتل في تفسير أنها نزلت في ذي القعدة بذي الحليفة بعد قتال أحد ، كما طلب الرسول من المسلمين قتال المشركين فخوفهم المنافقون ، فأوقع الشيطان قول المنافقين في قلوب المؤمنين فأنزل الله " إنما ذلكم.." يعنى :- يخوفهم بكثرة أوليائه من المشركين فلا تخافوهم وَخَافُون في ترك أمري إن كُنتُم مؤمنين".
أي ذلك التخويف الذي كان فعل الشيطان لأولئك الرهط وما ألقى الشيطان على أفواههم،وكما ذكر مكي في الهداية أنهم أبو سفيان وأصحابه.
فيكون التخويف :أي يرهبكم بأوليائه ،أو يخوفكم الفقر ،أو من أوليائه،ونسبها الزجاج لأهل العربية ،أي أولياء إبليس ،حتى يخوف المؤمنين بالكافرين.
-الوجه 3:
(الإعراب):
وذلكم في الإعراب ابتداء، والشيطان مبتدأ آخر ويخوف أولياءه خبر عن الشيطان ، والجملة خبر الابتداء الأول ، وهذا الإعراب خير في تناسق المعنى من أن يكون الشيطان خبر "ذلكم" لأنه يجئ في المعنى استعارة بعيدة ، ويخوف فعل يتعدى إلى مفعولين ، لكن يجوز الاقتصار على أحدهما إذ الآخر مفهوم من بنية هذا الفعل ، لأنك إذا قلت خوفت زيدا فمعلوم ضرورة أنك خوفته شيئاً حقه أن يخاف ..وفسرت قراءة الجماعة " يخوف أولياءه"قراءة أبي بن كعب " يخوفكم بأوليائه.
[هذا التوجيه يأتي على أن المفعول الأول محذوف، والمفعول الثاني " أولياءه"، وسأنقل لك بإذن الله في نهاية التصحيح توجيه الشيخ عبد العزيز الداخل لهذا القول للفائدة]
5- أو : يحفظونه من أمر الله أي : مما أمر الله به من الحفظ عنه ".
6-أو من بأسه حين أذنب بالاستمهال و الاستغفار له ، أو يحفظونه من المضار أو يراقبون أحوال ،من أجل أمر الله تعالى " .
7-أو يعنى بأمر الله من الإنس والجن مما لم يقدر أن يصيبه حتى تسلمه المقادير ، فإذا أراد الله أن يغير ما به لم تغن عنه المعقبات شيئاً".
8- أو :أي هم من أمر الله ، وهم ملائكة الله ، هم حفظة من الله لبني آدم ولأعمالهم، يتعاقبون فيهم بالليل والنهار ، ملائكة بالليل و ملائكة في النهار ، فيجتمعون عند صلاة الصبح وعند صلاة العصر ، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم :كيف تركتم عبادي ، فيقولون: أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون ، يحفظون العباد مما لم يقدر لهم ، و يحفظون عليهم أعمالهم ".
9- أو قوله " من أمر الله " صفه لمعقبات ، أي : جماعات من جند الله وأمره ، أو يكون الحفظ مرادا به الوقاية والصيانة ، أي : يحفظونه من هو مستخف بالليل وسارب بالنهار ، أي : يقونه أضرار الليل من اللصوص وذوات السموم ..فيكون من أمر الله جاراً و مجرورا متعلقا بيحفظونه ، أي : يقونه من مخلوقات الله ..."
[هنا ابتعدت عن المطلوب وخلطت التوجيه بتفاسير أخرى، والمطلوب التركيز على القول الموضوع في رأس السؤال فقط وذكر توجيهه]
القول الخامس :
قوله تعالى "إنا أعطيناك الكوثر"،قال ابن عباس في الكوثر : هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه.
أولا :تخريج القول ؛
أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عباس ،
ورواه الطبري في تفسيره ومجاهد والبغوي.
[البغوي ناقل، ومجاهد يُذكر راوي صحيفته]

ثانيا:توجيه القول :
قول مبني على أن كوثر :فوعل من الكثرة ،صيغة مبالغة من الكثرة ،فالعرب تسمي كل شي كثير في العدد أو كثير في المقدار الخطر :كوثرا.
والكوثر :المفرط في الكثرة،كما أن الكوثر اسم في اللغة للخير الكثير ،صيغ على وزن فوعل ،وهي من صيغ الأسماء الجامدة غالبا،نحو الكوكب والجورب ..،ولما وقع هنا مادة الكثر كانت صيغته مفيدة شدة ما اشتقت منه بناء على أن زيادة المبنى تؤذن بزيادة المعنى،ويوصف الرجل صاحب الخير الكثير بكوثر من باب الوصف،

1- قال الكميت :
وأنت كثير يابن مروان طيب
وكان أبوك ابن العقائل كوثرا
والكوثر : العدد الكثير من الأصحاب والأشياع ، والكوثر من الغبار الكثير ، وقد تكوثر، إذا كثر ، قال الشاعر :-
وقد ثار نقع الموت حتى تكوثرا ، وقال :- ويسمى به (أي الحوض ) لما فيه من الخير الكثير والماء الكثير "
2- ولا مجال أن الذي أعطى الله محمداً عليه السلام من النبوة والحكمة والعلم بربه والفوز برضوانه والشرف على عبادة هو أكثر الأشياء وأعظمها ، كأنه يقول " إِنَّا أعطيناك الحظ الأعظم".
3- فقد أعطى الإسلام والنبوه وإظهار الدين ، والنصر على عدوه والشفاعة .
4-والكوثر :أي الخير المفرط الكثير من شرف النبوة الجامعة لخيري الدارين والرياسة العامة المستتبعة لسعادة الدنيا والدين ، فوعل من الكثرة ".

قال شيخنا عبد العزيز الداخل -حفظه الله-:
"توجيه قول سالم الأفطس في تفسير قول الله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوّف أولياءه} قال: يخوّفكم بأوليائه.
هذا القول يمكن أن يوجّه بأحد توجيهين:
الأول: أن يكون ذلك من باب التفسير بلازم المعنى؛ ومعنى الآية أن الشيطان يخوّف أولياءه، وبيان ذلك أن التخويف يُعدّى بمفعول ويعدّى بمفعولين:
- فتعديته بمفعول واحد كقولك: خوّفتُ زيداً فخاف.
- وتعديته بمفعولين كقولك: خوّفتُ زيداً الأعداءَ فخافهم.
فالمفعول الثاني بيان للمخوف منه.
وهذا التخويف يكون بتعظيم شأن الأعداء وشدّة بطشهم حتى يخافهم.
ومن ذلك قول عروة بن الورد:
أرى أم حسان الغداة تلومني … تخوفني الأعداءَ والنفس أخوف
وقول عنترة:
بكَرتْ تخوفني الحتوفَ كأنني … أَصْبحْتُ عن غَرض الحتوفِ بِمَعْزِل
ويصحّ أن يسبق المفعول الثاني بـ "من" فيقال: خوّفه من الأعداء؛ فيكون الجار والمجرور في محلّ نصب مفعول ثانٍ.
ويصحّ أن يحذف المفعول الأول فيقال: أتى زيدٌ يخوّف الأعداءَ ؛ أي يُعظّم شأنهم وخطرَهم حتى يخافهم الناس.
وهذا هو معنى قول الله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوّف أولياءه} أي يعظّم شأنهم وخطرهم حتى تخافوهم {فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين}.
فحذف المفعول الأوّل، ولحذف المفعول لطائف بيانية:
منها: أنّ ذلك لإرادة العموم فيدخل فيه تقدير: "يخوّفكم أولياءه" كما قدّره بعض المفسرين، ويدخل فيه غير المؤمنين من المنافقين واليهود ومشركي العرب؛ فالشيطان مجتهد في تخويف شأن أوليائه ليخافهم المؤمنون ويخافهم المستضعفون من المشركين فيطيعوهم؛ ويخافهم غيرهم فيتبعوا خطواته.
ومنها: أن المقام مقام بيان غرض الشيطان في التخويف من أوليائه وتعظيم شأنهم بغضّ النظر عمّن يصيبه هذا التخويف.
ومنها: أنّ حذف المفعول الذي يشار فيه إلى المؤمنين فيه تحقير لكيد الشيطان، وأنّ مقصوده الأعظم تخويف المؤمنين، ومن كان مؤمناً قويّ الإيمان فلن يخافَ كيده، ولذلك قال تعالى: {فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} فمقتضى الإيمان الصحيح انتفاء الخوف من الشيطان.
والمقصود أن معنى الآية على ما تقرر هو أن الشيطان يخوّف المؤمنين وغيرهم شأنَ أوليائه، وهذا التخويف إنما يكون بتعظيم خطرهم في أعين المؤمنين وتهويل كيدهم كما قال أبو مالك الغفاري رحمه الله: (يعظّم أولياءه في أعينكم) رواه ابن أبي حاتم.
فيكون تأويل سالم الأفطس لهذه الآية بقوله: (يخوّفكم بأوليائه) تفسير بلازم المعنى؛ لأن المعنى يفضي إلى هذا اللازم؛ فالشيطان إنما يخوّف بأوليائه؛ فأوقع أولياءه موقع الأداة التي يخوّف بها.
والتوجيه الثاني: أن هذا التأويل مُخرّج على قراءة (يخوّفكم بأوليائه) وهي قراءة ذكرها ابن عطية عن أبيّ بن كعب، ولا أعلم لها أصلاً، وقد روي عن ابن عباس أنه كان يقرأ: [يخوفكم أولياءه] وهي قراءة فيها التصريح بالمفعول الأول.
والتوجيه الأول أقرب وأصوب لأنه متى أمكن توجيه قول المفسّر على القراءة المشهورة المتواترة فلا يعدل إلى غيرها إلا بنصّ أو قرينة؛ فالنص أن يذكر عن ذلك المفسّر كأنّه كان يقرأ الآية على قراءة موافقة لما ذهب إليه من التأويل، والقرينة كأن تكون تلك القراءة معروفة في زمن المفسّر وورد نظير ما يفيد التوجيه بها عن غيره" ا ه.


بالنسبة للنقطة الأولى والرابعة فقد توسعت كثيرًا بذكر تفاسير أخرى ومسائل متصلة بتفسير الآيات، والمطلوب التركيز فقط على القول المطلوب.
فنقول في قول ابن عباس أن قوله تعالى: {وله المثل الأعلى}ليس كمثله شيء، أنه تفسير بلازم المعنى فمن لازم كون الله عز وجل له الصفات العليا أنه ليس كمثله شيء.
ونقول في تفسير {يحفظونه من أمر الله} أن قوله " من أمر الله" صفة لـ " معقبات" فيكون حفظ الملائكة للمؤمنين بأمر الله أو عن أمره
وللتوجيه تفصيل تجده بإذن الله في التفاسير.


التقويم: ج
زادك الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir