دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 محرم 1441هـ/5-09-2019م, 01:15 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الثاني: مجلس القسم الثالث من دورة "سير أعلام المفسرين"

مجلس القسم الثالث من دورة "سير أعلام المفسرين"
لفضيلة الشيخ عبد العزيز الداخل -حفظه الله.


اختر مفسّراً من المفسرين الذين درست سيرهم واكتب عنه رسالة تعريفية مختصرة ( في حدود صفحة إلى ثلاث صفحات ) تبيّن فيها أهم ما ورد في سيرته
والفوائد التي استفدتها من دراستك لسيرته.


- لايسمح بتكرار اختيار المفسر إلا بعد تغطية جميع المفسرين.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 محرم 1441هـ/6-09-2019م, 06:41 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

سيرة التابعي الجليل أبو العالية رُفيع بن مهران الرياحي رحمه الله
أدرك هذا العالم الجليل الجاهلية ، ومن الله عليه بالاسلام في خلافة الصديق أبي بكر رضي الله عنه فكان تابعيا مخضرما لأنه أدرك كبار الصحابة رضي الله عنهم ،كما أنه كان مملوكاً لامرأة من بني رياح؛ فوافت به المسجد والإمام على المنبر فأشهدت المسلمين على عتقه سائبة لله.
فاجتهد في طلب العلم من أهله ، فمن الله عليه بقراءة القرآن على عمر وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وبلغ بذلك مرتبة الامام القارئ المفسر الفقيه ،لأنه ارتوى من هذا النبع الصافي ،نبع الصحابة الكرام رضي الله عنهم و أرضاهم .
أكسبته مصاحبته للصحابة الكرام ورعا و علما كان ثمرتها عبادة كثيرة ،روى عنه أبو خلدة فقال : سمعت أبا العالية يقول: كنا عبيدا مملوكين، منا من يؤدي الضرائب، ومنا من يخدم أهله، فكنا نختم كل ليلة، فشق علينا، حتى شكا بعضنا إلى بعض، فلقينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فعلَّمونا أن نختم كل جمعة، فصلينا ونمنا ولم يشق علينا). رواه ابن سعد.
وهذه الرواية تبين مدى تعبده لربه وشدة تأسيه بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وبأصحابه.
أيضا أبلغه علمه وفقهه منزلة عالية لم يصل إليها السادة الأشراف رغم رقه وفقره ،ذكر الذهبي عنه أنه قال : كنت آتي ابن عباس وهو أمير البصرة، فيجلسني على السرير، وقريش أسفل، فتغامزت قريش بي، فقالت: يرفع هذا العبد على السرير! ففطن بهم، فقال: إن هذا العلم يزيد الشريف شرفا، ويجلس المملوك على الأسرة.)
ومن شدة حرصه على العلم أنه كان يرتحل في طلب العلم لتلقيه من أفواه الصحابة رضي الله عنهم ، روى عنه أبو خلدة قوله : كنا نسمع الرواية بالبصرة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم نرض حتى ركبنا إلى المدينة فسمعناها من أفواههم). رواه ابن سعد.
كذلك مما يُبين ورعه وإخلاصه أنه كان إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام وتركهم.
وهذا نتيجة خوفه من الشهرة والعجب وهذه الآفة العظيمة يقع فيها كثير من العلماء وطلاب العلم فيبدؤون دعوتهم خالصة لوجه الله ثم يجرهم الشيطان إلى حب الظهور والرياء ،أعادنا الله جميعا منه وخلاصنا من مكره وحبائله.
وأيضا مما يُبين سلامة عقيدته وخشيته من الوقوع في الفتن ما رواه عنه محمد ابن واسع قال : قال أبو العالية : ما أدري أي النعمتين علي أفضل إذ أنقذني الله من الشر وهداني إلى الإسلام أو نعمة إذ أنقذني من الحرورية). رواه ابن سعد.
كما أنه روى عن عدد من الصحابة ، منهم : عائشة وابن مسعود وأبيّ بن كعب، وأبي موسى، وابن عباس وأنس بن مالك، وغيرهم.
وممن روى عنه : الربيع بن أنس البكري، وقتادة، وعاصم بن أبي النجود، ويونس بن عبيد، وأبو خلدة، وداود بن أبي هند، وغيرهم.
له مرويات كثيرة في التفسير، منها : مارواه عنه الربيع بن أنس في قوله تعالى : "هدنا إليك"، قال: تبنا إليك). رواه ابن جرير.
وما رواه عنه يونس بن عبيد : {ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف} قال: المعروف: القرض، ألا ترى إلى قوله عز وجل: {فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم}).
قال أبو خلدة : مات أبو العالية في شوال سنة تسعين .
وقال البخاري وغيره : مات سنة ثلاث وتسعين .
رحمه الله رحمة واسعة ونفعنا بعلمه ويسر لنا طريق الخير والهدى والصلاح .
ما استفدته من سيرته :
-العلم يرفع صاحبه ويبلغه أشرف المنازل مهما كان أصله وحاله
-من ثمرات العلم خشية الله ومحبته والإخلاص له
-ملازمة العلماء سبب لرفع الشأن في الدارين
-يجب على طالب العلم الحذر من العجب والكبر وحب الشهرة
-العبادة الصحيحة المستقيمة هي ماكان على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 محرم 1441هـ/7-09-2019م, 08:28 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

سيرة الإمام أبو محمد سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي مولاهم (ت:95هـ)

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نتكلم عن عالم جليل كان له صيت في كتب التفسير ، فلا يكاد يخلو كتب التفسير منه ؛ إذ أنه كان أعلم التابعين في التفسير ، وهو الإمام سعيد بن جبير .

فمن هو سعيد بن جبير ؟
- هو الإمام الحافظ المقرئ المحدث المفسر سعيد بن جبير من موالي بني أسد ، ويكنى بأبو محمد .
- ولد رحمه الله في الكوفة في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، سنة 46 هجرية .
- تلقى رحمه الله علمه من كثير من الصحابة غير أنه لازم حبر هذه الأمة هو ابن عباس رحمه الله ؛ فكان يسأل ابن عباس كثيرا ويفهم المسائل ، حتى سمح له بالفتيا ، ومع ذلك من شدة أدبه كان لا يفتي بحضرته ، حتى عمي ابن عباس ، فأصبح بعد ذلك يتصدى للإفتاء ، وكان عمره عند وفاة ابن عباس اثنان وعشرون عاماً.
-قال: جعفر بن أبي المغيرة: (كان ابن عباس بعدما عَمِي إذا أتاه أهل الكوفة يسألونه قال: تسألوني وفيكم بن أم دهماء) يعني سعيد بن جبير.
- وكان رحمه من المكثرين في رواية الأحاديث ، فروى عن: ابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وأبي سعيد رضي الله عنهم؛ وبل كان حريصا على ضبط العلم وتميز الصحيح منه والضعيف .
-عرف رحمه الله بأنه كان عابدًا خاشعًا قوامًا ، فحتى أنه كان يختم القرآن في ليلتين إلا لو كان مريضا أو مسافرا ، وكان رحمه الله كثير الذكر للموت ،فيقول رحمه الله : "لو فارق ذكر الموت قلبي خشيت أن يفسد عليَّ قلبي".
- عاصر رحمه الله الحجاج بن يوسف الثقفي ،و تعرض لفتنة ابن الأشعث لما خرج مع ابن الأشعث على الحجاج ، حتى انهزموا في وقعة الجماجم سنة 83 هجرية ، فهرب إلى مكة ، فجلس فيها متخفيا اثنتي عشرة سنة ، حتى وشوا فيه فقتله الحجاج سنة 95 هجرية ، وروي أنه دعا الله أن لا يسلطه على أحد بعده ، وروي أيضا أن الحجاج ندم على قتله بعد ذلك .
- روى عنه الكثيرون أمثال : أبو بشر جعفر بن أبي وحشية اليشكري، والمنهال بن عمرو، وحبيب بن أبي ثابت، وعزرة بن عبد الرحمن الخزاعي، وغيرهم .
-مات رحمه الله مع غيره من العلماء والفقهاء الذين قتلهم الحجاج ، وافتقدت الأمة علم من أعلام التفسير ؛ فذكر عنه الإمام أحمد بن حنبل أنه قال : قتل سعيد بن جبير وما على وجه الأرض أحد إلا وهو محتاج أو قال : مفتقر إلى علمه .
ومن أقواله في التفسير :
-قال هشيم: أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، قال: {الذي بيده عقدة النكاح}: هو الزوج.
قال: وقال مجاهد، وطاوس: «هو الولي»
قال: ( قلت لسعيد: فإن مجاهدا، وطاوسا يقولان: هو الولي.
قال سعيد: (أرأيت لو أنَّ الولي عفا وأبتِ المرأة أكان يجوز ذلك؟!!)
فرجعت إليهما فحدثتهما، فرجعا عن قولهما وتابعا سعيدا). رواه سعيد بن منصور، وابن جرير واللفظ له، والبيهقي.
-قال ابن جريج : أخبرني عبد الله بن كثير، عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: {كذلك كنتم من قبل} تستخفون بإيمانكم كما استخفى هذا الراعي بإيمانه). رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن أبي حاتم.

ما استفدت من سيرته :
- الحرص على ملازمة العلماء والدقة في تلقي العلم منهم .
- السؤال في العلم من طرق التلقي وزيادة العلم .
- الابتعاد عن الفتن أسلم من الخوض فيها أو الولوج فيها ؛ إذ أن الفتنة لم يسلم منها العلماء لما ولجوا فيها .
- يمنع التصدر في الفتوى ؛إذ لا يصلح أن يفتي في علم من العلوم إلا عالم .
- العلم سبب في نيل الرفعة ، وليس بالنسب واللون والحسب والجاه ، إذ لا فرق بين عربي على أعجمي إلا بالتقوى .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 محرم 1441هـ/7-09-2019م, 09:13 AM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
سعيد بن المسيَّب المخزومي القرشي ( ت:94)
القمم الشامخة والهامات العالية والنفوس الزاكية يصوغ التاريخ من مآثرها حلي براقة تضي صفحات الليالي والأيام ، ليسير الركبان بسيرتهم ، ويسمر الآباء والأبناء، بقصص مجدهم ..... ليقول لنا التاريخ أن المؤمن لا تزيده المحن إلا عزة وإيماناً، عالما الجليل ولد في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت الأمة في أوج عزها واستقرارها وذلك ، بعد مضي سنتين من خلافة الفاروق رضي الله عنه ، وقبل أن يبلغ الحلم يشهد كسر الباب (مقتل عمر) وانفتاح الفتن ، فعاصر أحداثاً عظاماً ، وأموراً جساماً ، منها اغتيال عمر رضي الله عنه و مقتل عثمان رضي الله عنه وموقعة الجمل وصفين والنهروان ، ومقتل علي رضي الله عنه، وتولي معاوية الخلافة إلى الشام كم شهد مقتل الحسين ،وموقعة الحرة في المدينة النبوية والتي استبيح فيها الدماء والأعراض، وشهد رمي الكعبة بالمنجنيق ، وقتل ابن الزبير ، وغيرها من الأحداث الجسام التي تتزعزع لها القلوب وتضطرب لها النفوس ، وعالمنا الجليل ، ثابتاً صلباً لم تزده تلك الأحداث إلا قوة وثباتاً وصلابة ، كيف لا وجده حزن ، والذي معناه القسوة والشدة ، عالمنا الجليل هو راوية عمر وفقيه المدينة وسيد التابعين ، عالمنا الجليل هو الفقيه المفسر المحدث معبر الرؤيا أبو محمد سعيد بن المسيَّبِ بن حَزْن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي.
نشأ في المدينة النبوية , وترعرع وتعلَّم بها فقد كان وقّاد الذهن ، شديد الذكاء ، فاجتهد في تحصيل العلم يقول في ذلك عن نفسه (إن كنت لأرحل الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد) فأخذ ينهل من علم الصحابة من نبع العلم الصافي ، كحل عينيه برؤية عمر رضي الله عنه ، فبعد أنّ شب اهتم بتتبع أقضية عمر وتعلمها حتى قيل له (راوية عمر) قال مالك بن أنس:( ولد-سعيد بن المسيب- في زمان عمر فلما كبر أكبَّ على المسألة في شأنه وأمره حتى كأنه رآه) يريد كأنه كان أخذ ذلك عنه لأن رؤيته صحيحة.
وذكر مالك أنه بلغه أن عبد الله بن عمر كان يرسل إلي ابن المسيب يسأله عن بعض شأن عمر وأمره.
كما سمع من عثمان وعلي ، وأخذ من زيد بن ثابت الفقة ومن أبي هريرة الحديث وغيرهم من الصحابة ودخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وأم سلمة رضي الله عنهن ، فكان من علمه وفقهه أنه كان يفتي وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحياء؛ له مرويات في التفسير، أكثرها في الأحكام ، وله مراسيل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي من أجود المراسيل ، قال أبو طالب: قلت لأحمد بن حنبل: سعيدُ بن المسيِّب؟ فقال: ومَن مثلُ سعيد بن المسيِّب؛ ثقةٌ من أهل الخير.
كما ظهر أثر علمه على تعبده وتعظيمه لله ، عن الأوزاعي، قال: كانت لسعيد بن المسيب فضيلة لا نعلمها كان لأحد من التابعين، لم تفته الصلاة في جماعة أربعين سنة عشرين منها لم ينظر في أقفية الناس.
وعن عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، قال: صلى سعيد بن المسيب الغداة بوضوء العتمة خمسين سنة. وقال سعيد بن المسيب: ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة، وما نظرت في قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة.،ورُوي أنه كان يسرد الصوم وحج أربعين حجة ، و كان يكثر أن يقول في مجلسه اللهم سلم سلم.
كما عظّم الله ، عظّم رسوله صلى الله عليه وسلم ووقره، فعن يعقوب بن المسيب، قال: دخل المطلب بن حنظب على سعيد بن المسيب في مرضه وهو مضطجع فسأله عن حديث، فقال: أقعدوني فأقعدوه، قال: إني أكره أن أحدث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع.
وكأن سعيد بن المسيب يتمثل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "العبادة في الهرج كهجرة إلي "فهو في تلك الأحداث العصيبة ، شغل نفسه بالعلم والقربات والتي من أجلها المواظبة على الصلاة، وسرد الصيام ، وتلاوة القرآن وغيرها .
وكان سعيد بن المسيِّب من أعبر النَّاس للرُّؤي، أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر الصديق، وأخذته أسماء عن أبيها. وروى ابنُ سعد في الطبقات عدة منامات، وتفسير ابن المسيِّب له، ونقله عنه الذهبيُّ في سيره.
من سنن الله في خلقة الإبتلاءات والمحن قال تعالى في سورة العنكبوت :( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) آية2
فالعالم الجليل سعيد بن المسيب ، امتحن امتحاناً عظيماً وابتلي بخلفاء بني أمية فقد آذوه وضربوه بالسياط فصبر محتسباً لم ينحني ولم يذل.وكذلك عامل ابن الزبير على المدينة طلب منه مبايعة ابن الزبير فرفض حتى يجتمع الناس على خلافته فضرب بالسياط. فلم يتزعزع ولم يثنيه ذلك عن نشر العلم وتعليمه وبذله في مسجد وسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن المواقف التي سطرت لابن المسيب تزويج ابنته بدرهمين أو ثلاثة ، وهي قد سبق أن خطبها الخليفة عبدالملك لابنه الوليد فرفض سعيد ، فضربه خمسين سوطا، ثم زوجها أحد تلاميذته ،قال كثيربن أبي وداعة : كنت أجالس سعيد بن المسيب ففقدني أياما فلما جئته قال أين كنت قلت توفيت أهلي فاشتغلت بها فقال ألا أخبرتنا فشهدناها ثم قال هل استحدثت امرأة فقلت يرحمك الله ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة قال أنا فقلت وتفعل قال نعم ثم تحمد وصلى على النبي ﷺ وزوجني على درهمين أو قال ثلاثة.
مرض رحمه الله آخر حياته واشتد وجعه ، يقول عبد الرحمن بن حرملة دخلت على سعيد بن المسيب وهو شديد المرض وهو يصلي الظهر وهو مستلق يوميء إيماء فسمعته يقرأ بالشمس وضحاها.
ولما احتضر سعيد بن المسيب ترك مالاً، فقال: اللهم إنك تعلم أني لم أتركها إلا لأصون بها ديني، ومات سعيد سنة أربع وتسعين وكان يقال لهذه السنة التي توفي فيها سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم.

فوائد من سيرة سعيد بن المسيّب:
-العبادة وقت اشتداد الفتن .
-السعي لأخذ العلم من العلماء الربانيين.
-العمل بالعلم ، وكثرة العبادة مع إحسانها.
-بذل العلم ونشره بعد تعلمه .
-العزة بدين الله والثبات عليه.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 محرم 1441هـ/7-09-2019م, 12:28 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

سيرة المفسر أبو يزيد الربيع بن خثيم الثوري ...
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين،نبينا محمد و على آله،وصحبه أجمعين.
لعل من الأسباب المعينة على إصلاح القُلوب، وجعلها مرتبطة برب الوجود ، وأبعادها عن المعاصي والذنوب ، هو تكرار النظر في تراجم علماء الإسلام، والأئمة الأعلام، الذين شربوا من هدي النبي الكريم وتأسوا بسيرته ، قال الإمام محمد بن يونس البصري رحمه الله-:"ما رأيت للقلب أنفع من ذكر الصالحين".
ومن علماء المسلمين، والأئمة الربانيين، الذين ينشرح الصدر بسيرهم ، ويتعظ بقراءة مواعظهم ، ذلك العالـم ، العابد، الزاهد ، الإمام الرَّبِيْعُ بنُ خُثَيْمِ بنِ عائذٍ ، أبو يزيد الثَّوْرِيُّ ، الكُوْفِيُّ -رحمه الله-.
وفي سيرته لنا عظات :
ولادته : لم تشر الكتب التي ترجمت لمكان ولادته ، لكن مع كثرة الاطلاع على ترجمته تبين أنه ولد بالكوفة وترعرع فيها رحمه الله.

بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فبلغت دعوته الآفاق ، تبعه من تبع ، وعاصره من عاصر ، وكان لهذا الصحابي فضل إدراك زمن النبي الكريم ، لكن لم يلقيه ، ولكن كفاه شرفاً تلقى نيل هذا العلم النبوي ، و علا وكبر شأنه ، وأرسل عنه ، وعدّ من التابعين وإن قلت روايته ، قال الإمام الذهبي - رحمه الله- : "وهو قليلُ الرِّواية، إلاَّ أنَّه كبيرُ الشَّأن".
كان إماماً عابداً زاهداً ، له مناقب عديدة ، شهد الصحابي عبدالله بن مسعود وروى عنه وعن أبي أيوب الأنصاري وعمرو بن ميمون ، وكان من خيار أصحابه ، حتى قال عنه : عن سعيد بن مسروق قال: قال عبد الله للربيع بن خثيم: لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك.
وعن أبي عبيدة قال: كان عبد الله يقول للربيع: ما رأيتك إلا ذكرت المخبتين.
وعرف العلماء قدره وحفظوا مكانته ، سواء من عاصره أو لم يعاصره ،ومن بعض أقوالهم قول الإمام الشَّعبيِّ رحمه الله- :" كان من معادن الصِّدق".
بلغ منه الزهد والورع مبلغ حتى إنه وجل وضعف ، وزادت خشيته ، عن علقمة بن مرثد قال: انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين، منهم الربيع بن خثيم ، وورد في الأثر أنه مر الربيع بن خثيم مع ابن مسعود على كور حداد، فصعق فحمله ابن مسعود إلى منزله، وأقام عليه خمس صلوات حتى أفاق.
وروى الثوري ، عن أبيه قال : كان الربيع بن خثيم إذا قيل له : كيف أصبحتم؟ قال : ضعفاء مذنبين ، نأكل أرزاقنا ، وننتظر آجالنا .
وكان كثير الخشية والخوف من الله حتى في مرضه وقد رخص له ، حدثنا أبو حيان، عن أبيه، قال: كان الربيع بن خثيم يهادى بين رجلين إلى مسجد قومه، حتى يقام في الصف، فكان أصحاب عبد الله يقولون: قد رخص الله لك لو صليت في بيتك، فيقول: إنه إن شاء الله كما تقولون، ولكني أسمعه حتى ينادي: حي على الفلاح، فمن سمع مسلمًا ينادي: حي على الفلاح، فليجب، ولو حبوًا، ولو زحفًا وكان شقه قد سقط.
كان بصيراً بأمر دينه ، شديد الحرص ومهتماً لتحقيق الإخلاص في العمل ، قالت سرّيته: كان الربيع يدخل عليه الداخل وفي حجره المصحف يقرأ فيه فيغطيه).
وله من الحكم والوصايا والمواعظ المأثورة ، كانت محل اهتمام واعتناء من قِبل السلف ، أفرد لها ابن أبي شيبة باباً في مصنفه في كتاب الزهد منها :
قال ابن الكواء للربيع بن خثيم: ما نراك تذم أحدا ولا تعيبه!!
قال: ويلك يا ابن الكواء! ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ من ذمي إلى ذم الناس، إن الناس خافوا الله على ذنوب العباد وأمنوا على ذنوبهم). رواه ابن أبي شيبة.
له وصايا جليلة ، لها من العبر الشيء الكثير ، المحروم من لم يتعظ بها ويجعل لها مكاناً بعد كتاب الله وسنة نبيه الكريم ، فعن منذر الثوري قال: كان الربيع بن خثيم يقول السرائر التي تختفي على الناس وهي لله بواد، التمسوا دواءهن التمسوا دواءهن.
ثم يقول: وما دواءهن؟ دواءهن أن تتوب فلا تعود.
له مرويات جليلة في التفسير تنير القلوب وتوسع الفهم والإدراك وتفتح لطالب العلم كل ماانغلق عليه منها :
قال الأعمش:حدثنا مسعود أبو رزين، عن الربيع بن خثيم في قوله: {وأحاطت به خطيئته} ، قال: هو الذي يموت على خطيئته قبل أن يتوب). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
قال منصور بن المعتمر، عن أبي رزين، عن الربيع بن خثيم: {فليضحكوا قليلا}، قال: في الدنيا، {وليبكوا كثيرًا} قال: في الآخرة). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
اختُلف في تحديد سنة وفاته ، والمشهور أنه مات –رحمه الله- بالكوفة قبل سنة خمسٍ وستين للهجرة ، وقال غير واحد أنه– رحمه الله- توفي سنة ثلاثٍ وستين للهجرة.
مااستفدته من سيرته :
-الاعتزاز والافتخار بمثل هؤلاء الأئمة الأعلام ، والاعتبار بمواعظهم ووصاياهم.
-ماورد في الأثر. من زهده وورعه أكثر أن تحصر وأن تشهر .
-كفانا شرفاً حياة القلوب بذكر سيرته وسيرة الأئمة الأعلام من على شاكلته ،رحمهم الله جميعاً.
-مواعظه ووصاياه جميلة وعظيمة ، لعلنا نقتبس ونهتدي بها ، بعد هدي النبي الكريم.
-رغم وورعه وزهده إلا أنه كثير الخوف والخشية من الله ، قال رحمه الله- :" لو فَارق ذِكْرُ الموت قلبي سَاعَةً فَسَدَ عَلِيَّ" .
-لم يعاصر النبي الكريم ولم يجالسه لكنه استن بسنته وعمل بها وعلمها ، وعدّ من التابعين المخضرمين .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 8 محرم 1441هـ/7-09-2019م, 08:21 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

سيرة التابعى الجليل إبراهيم بن يزيد النخعي

ولد بالكوفة ونشأ بها وتربى على يد أعلام الكوفة من مخضرمى التابعين كعلقمة بن قيس والأسود بن يزيد ورأى عدد قليل من الصحابة ،عرف بذكائه وفطنته وقوة حفظه وهو أشهر من نقل عن ابن مسعود رضي الله عنه وحفظ علمه صاحب الإسناد الذهبي عنه أي عن ابن مسعود عاش في زمن الخلافة الأموية وتوفي فيها أيضا ،إنه الإمام الجليل المقرىء المفسر الفقيه المحدث العالم مفتى الكوفة بل العراق في زمانه أبو عمران إبراهيم بن يزيد بن الأسود بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن سعد بن مالك بن النخع من قبيلة نخع وهى قبيلة حظيت بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها بالخير

كانت الكوفة منبع العلم والهدى كان بها كثير من الصحابة رضي الله عنهم ومن أشهرهم عبد الله ابن مسعود الذي كان من ضمن ثلاثة من الصحابة الذين كانت لهم تلاميذ حفظوا عنهم فقههم ونشروه في الآفاق وهم عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وزيد بن ثابت رضى الله عنهم أجمعين
وأشهر تلاميذ ابن مسعود رضي الله عنه علقمة بن قيس وهو ألصقهم به وأشدهم به شبها هديا وسمتا وأحفظهم لعلم ابن مسعود وعلقمة بن قيس هو عم أم إبراهيم النخعي وقد تربى على يديه ولازمه وأخذ من علمه وهديه وكان أكثر من أثر فيه وأخذ عنه لعمق علمه كما أخذ من الأسود بن زيد الفقيه وعبد الرحمن بن يزيد المحدث وهما خالاه ،وعلقمة هو عم الأسود بن يزيد وتربى على يد مسروق بن الأجدع كذلك وهو أيضا من تلامذة ابن مسعود المشهورين وهكذا يظهر جليا البيئة التى نشأ فيها إبراهيم وتعلم

ولد إبراهيم في السنة السادسة والأربعين للهجرة بالكوفة وحفظ القرآن حتى صار أحد مقرىء الكوفة المشهورين و حفظ الحديث حتى صار محدث الكوفة حتى قيل عنه صيرفي الحديث أى ناقدا يعرف صحيحه من ضعيفه ورجل الإسناد الذهبي عن ابن مسعود
وصار إبراهيم فقيه الكوفة بلامنازع من سن صغيرة وحمل عنه العلم وهو ابن ثمان عشرة سنة كما ذكر ابن قتيبة في المعارف
كان إبراهيم صاحب دعابة ،قد ذهبت إحدى عينيه لبياض كان فيها وكان لايكتب في مجالس العلم وذلك لقوة حافظته وذكائه وعرف بزهده وعبادته وكان كثير الصلاة خاصة صلاة الليل وكان إذا خرج من الصلاة جلس وكأن به وجع وما ذاك إلا لتأثره بالحال التى كان فيها بين يدي الله يناجيه وكان يصوم يوما ويفطر يوما وكان يعيش كفافا حتى يظن الظان من بعض أصحابه أنه تحل له الميتة من شدة فقره وحاجته ولربما استأجر الأرض الموات فيحييها ويزرعها على أجرة ليسد فقره وكان يقبل من الولاة جوائزهم من دون أن يسأل لهذا السبب على مايبدو والله أعلم فقد كان من أبناء الآخرة لايلهث وراء الدنيا حتى إن أصحابه وأقرانه جهدوا أن يجلسوه إلى سارية في المسجد حين يجلس مجلسه يعلم الناس فيأبى أشد الإباء
رأى عائشة رضي الله عنها وهو صغير لم يبلغ الحلم وكان مع علقمة والأسود قد اصطحباه معهما إلى الحج فأدخلاه عليها رضي الله عنها وعنهم جميعا
كان يحضر مجلسه عدد قليل من الناس أربعة أو خمسة وقال عنه محمد بن سيرين لما وصف له إبراهيم قال ذاك الفتى الأعور الذي كان في المجلس وكأنه ليس فيه يريد أنه يسمع ويعقل أكثر من كونه يتكلم ليظهر أو ماشابه وقال الشعبي عن فقهه أنه كان أفقه ميتا منه حيا ويظهر أن المعنى أن فقهه قد انتشر بعد موته أكثر منه في حياته لذا قال ذا
وكان يكره أهل الأهواء والبدع خاصة المرجئة الذين انتشرت فتنتهم في زمانه وكان يحذر منهم أشد التحذير كما عاش في زمن خلافة الحجاج وأوذي بسببه حتى طلبه الحجاج فاختفى منه وظل مختفيا لايشهد الجمع ولا الأعياد حتى بلغه موت الحجاج فبكى وسجد شكرا لله تعالى فرحا بفضل الله ونعمته في إزاحة ظلم الحجاج ورفعه عن الناس
روى عنه سليمان بن مهران الأعمش فأكثر، ومغيرة بن مقسم الضبي، وقتادة، وسماك بن حرب، وأبو معشر، وإبراهيم بن المهاجر، والحكم بن عتيبة، ومنصور بن المعتمر، وحماد بن أبي سليمان، وغيرهم وهو شيخ حماد شيخ أبي حنيفة رحمهم الله جميعا
لما حضرته الوفاة وشعر بدنو الأجل بكى وجزع جزعا شديدا فلما سئل عن ذلك قال :أنه سيلاقي رسل ربه إما إلى جنة وإما إلى نار ،وأمر أهله أألا يؤذنوا به أحدا إن كان مشيعيه أربعة ولايتبعوا جنازته بناروألا يجعلوا في قبره لبنا عزرميا ولكن يلحدوه في قبره وصلى عليه ابن خاله عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد وله من العمر تسعة وأربعون عاما في خلافة الوليد بن عبد الملك لعام ستة وتسعين من الهجرة

ما استفدته من دراستى لسيرة التابعى الجليل إبراهيم النخعي :

1-أن الصدق والإخلاص هما المتكأ لطالب العلم فهاهو إبراهيم النخعى يكون أشهر من روى علم ابن مسعود مع أنه لم يره بل أخذ عمن أخذ عنه وهو علقمة
2-أن العالم ربما تعرض لفتنة كانت سببا في اختفائه وحبسه ولاينقص ذلك من قدره ولا علمه وشرفه
3-أن قوة الحفظ موهبة ربانية فهنيئا لمن استعمل قوة حفظه في مايحب الله ويرضى وشكر النعمة
4-للبيئة الصالحة دور في صلاح النشأة وطيب المنبت وحسن الرعاية
5- اغتنام الفرص والدخول على أصحاب الفضل كما فعل علقمة والأسود مع إبراهيم حين أدخلاه على عائشة رضي الله عنها
6-الحرص على البعد عن الشهرة والرياسة يأنى بهما شاء الإنسان أم أبى شاء الله أن يرفع من تواضع له
7-حرصه على مجلس العلم الذي كان يدرس فيه مع قلة الحاضرين له جدا يدل على صدقه وإخلاصه
وأخيرا استفدت أن لإبراهيم النخعي لم يتتلمذ على يدي ابن مسعود مباشرة بل لم يره أصلا وذلك الظن سببه انه كان أشهر من روى عنه ونقل علمه فيظن الظان أنه تلميذه ولكنه أخذ عن علقمة تلميذ ابن مسعود المقرب

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 محرم 1441هـ/7-09-2019م, 10:54 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

حديثنا في هذه السيرة نخرق به حجب الزمان ونتجاوز به حقب التاريخ ..
لنعيش في ذلك المكان الذي استنار بوحي السماء وتبددت عنه الوحشة والظلماء منذ أن بعث الله الهادي البشير والسراج المنير ..
فكيف بشخص تعطرت روحة وأشرقت نفسه بهدي النبوة ثم لم تمتلئ عينيه برؤية إمامها وهاديها ....
فيالهفة الروح إلى طرف في ذلك المجلس يرمقه فيه ..
ويالذة السمع إلى كلمة تتناهى إلى أذنيه ..
لكنّ لعل صلاة خلف صاحبه قد خففت بعض تلك اللوعة التي علقت في حنايا روحه ، فمثل هذا الرفيق والصاحب الشفيق الذي قال فيه عليه صلوات ربي وسلامه (لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي ...) .

وكأني أنظر إلى صاحبنا وهو يصلي خلف أبي بكر رضي الله عنه ، وحوله الصحب الكرام فيرمق الذي بجانبه فيجده مستغرقا في صلاته وينظر للآخر فإذا هو منكب على مصحفه لايرفع طرفه ،والثالث عاقد أنامله يذكر ربه ، ورابع وخامس فيصنع هذا أثراً في نفسه وقوة في عزمه ليرتقي في مصاف العالِمين ...
حتى قيل فيه (ماعلمت أن أحداً كان أطلب للعلم في أفقٍ من الآفاق من مسروقٍ).
صاحب هذه السيرة أبو عائشة مسروق بن الأجدع الهمْداني ولد لأب مخضرم تنفس الشعر وولع به، فحريٌ بمن كان هذا ديدنه أن ينهج بنيه نهجه ويقتفوا أثره ..
إلا أن مسروقاً كره أن يملاء صحيفته بهذا الكلام وقد أبدله الله خيراً منه .
وماكان لمن نشأ في بيت أم المؤمنين عائشة (كما ذكر ذلك في السير) واستنشق عبير النبوة أن يداخله شيء من لغو الكلام وسقطه . .
جالس مسروق كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ منهم علماً غزيراً ..
قال عن نفسه : لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؛ فوجدتهم كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل والإخاذ يروي الرجلين والإخاذ يروي العشرة والإخاذ يروي المائة والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم ، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ).
فما كان منه إلا أن صاحب عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ،وروى عنه حتى عد من أصحابه المعدودين الذين يُقرئون الناس القرآن و يعلمونهم السنة .

وما أجمل العلم إذا اتبع بالعمل، وزرع الخشية ووقى من الزلل، فسلك بصاحبه سبيل الصالحين ورفع ذكره بين العالمين ..
وهكذا كان مسروق ذكر اسمه في سير المفسرين ،وسجل في مصاف العابدين .

قال العجلي: ( كان أحد أصحاب عبد الله الذين يقرئون ويفتون، وكان يصلَي حتى ترم قدماه).

وقال سعيد بن جبير: (لقيني مسروق فقال: يا سعيد ما بقي شيء يرغب فيه إلا أن نعفر وجوهنا في هذا التراب).

ولمصاحبة كتاب الله أثر وأي أثر وبركة لا تندثر؛ فهم أهل الله وخاصته، عاشوا مع آياته وتلذذوا بمنجاته، فستنارت بصائرهم وتوقدت أفكارهم ،لا تجدهم إلا ناصحين وعلى الأمة مشفقين ..

قال علي بن الأقمر: كان مسروق يؤمنا في رمضان فيقرأ العنكبوت في ركعة.

وروى عنه في تفسير قوله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) قال: حين أُسري به.

وشهد القادسية وكان فيها من الأشاوس الأبطال وأصابته جراح في رأسه، وشلت يده ..
وشهد مع عليّ وقعة الخوارج، واعتزل القتال في الفتنة؛ ولماحضر وقعة صفين قام بين الصفّين فذكّر ووعظ وحذّر ثم انصرف.

ولايضر من ورث علما ينتفع به وذكراً طيبا يخلد به ألايجد ثوباً يكفن به ،ليس عن قلة يد وإنما زهداً وورعا، فقد كان مسروق قاضياً ومفتيا إلا أنه لم يدخر منها لدنياه ولم يأخذ أجرا على القضاء حتى غادر الدنيا..

فرحم الله أصحاب الهمم العالية والأرواح المتعلقة بربها الطالبة للدرجات العلى من الجنان
،وارزقنا يامولانا التأسي بهم واقتفاء أثرهم .


ومن هذه السيرة العطرة فوائد جمة:
1-زيادة العلم والمعرفة عن هذا الصحابي الجليل
2-البيئة الصالحة لها بالغ الأثر في حسن التنشئة
3-إدراك الدرجات العلى لايكون إلا بإلحاق العلم مع العمل
4-متى ما عرف المرء حقيقة دنياه جعله زاد زهدا فيها متقللا منها

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 محرم 1441هـ/16-09-2019م, 07:35 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

أحسنتنّ جميعاً بارك الله فيكنّ، ونفع بكنّ.

وصايا عامة:
1: العناية باستهلال المقالة بما يشوّق القارئ لإكمالها.
2: التمرن على إحسان أسلوب التخلّص عند إرادة الانتقال من مبحث إلى آخر.
3: التوازن في الأسلوب الإنشائي؛ فإذا كان الاستهلال بليغاً قويّاً ؛ فليكن الأسلوب في سائر المقالة مناسباً لما شُوّق إليه القارئ.
4: استكشاف مواطن القوة في سيرة العالِم وإبرازها بأسلوب يحفّز القارئ للاقتداء به.
5: أن تكون مقاصد المقالة حاضرة في ذهن الكاتب عند الكتابة لتصل إلى القارئ بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
6: مواصلة القراءة في كتب أهل البيان ممن امتازوا بحسن التعبير وقوّة التأثير في كتاباتهم للاستفادة من أساليبهم ومفرداتهم.
7. التمرن بكتابة مقالات علمية متنوّعة ونشرها، مع العنابة بتوثيق ما يذكر فيها.
8. المراجعة اللغوية قبل نشر المقالة لإصلاح ما ندّ من الأخطاء الكتابية والنحوية والصرفية، وتجويد بعض العبارات لتكون المقالة سليمة من الأخطاء الأسلوبية ووصمة الركاكة.
9: لا ينبغي إغفال توثيق المرويات؛ فالاختصار في عرضها وترك ذكر الإسناد كاملاً أو من مخرجه لا يعفي من توثيقها؛ حتى لا تكون الرويات مرسلة بلا خطام ولا زمام.


التقويم:


فاطمة الزهراء: أ
هيا: أ
مضاوي: أ
بدرية: أ
- سيرة المفسر أبي يزيد.
الخطأ في العنوان ليس كالخطأ في غيره.
أمل: أ
منيرة: ب+
أسلوبك جميل، لكن وقوع أخطاء كبيرة في المقالة أمر ينبغي معالجته لئلا يتكرر ، ولعل سببها الجامع هو ما سبق إلى الذهن من تصوّر لم يمحّص؛ فلذلك أوصيك بالعناية بالتوثّق والتوثيق ليجتمع لك حسن البيان وجودة التوثيق.
أمثلة لما يحتاج إلى توثيق:
1: قولك: " نشأ في بيت أم المؤمنين عائشة"
2: اعتبارك مسروق بن الأجدع من الصحابة.
3: اعتبارك والده من المخضرمين.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir