دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 شعبان 1440هـ/29-04-2019م, 12:33 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي تطبيقات على درس أسلوب التقرير العلمي

تطبيقات على درس أسلوب التقرير العلمي
الدرس (هنا)
- مجلس مناقشة دروس دورة أساليب التفسير.

تنبيه:
- الآيات موضوع التطبيق تكون من الأجزاء الثلاثة الأخيرة.
وفقكم الله وسددكم.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 شعبان 1440هـ/2-05-2019م, 08:30 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

رسالة تفسيرية مختصرة بأسلوب التقرير العلمي في قوله تعالى:
" قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) "
سورة الإخلاص

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
يقول بن القيم عن سورة الإخلاص في بدائع الفوائد: فهو توحيد منه لنفسه ، وأمر للمخاطب بتوحيده ، " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ"؛ فإنه خبر عن توحيده وهو سبحانه يخبر عن نفسه بأنه الواحد الأحد ، فتأمل هذه النكتة البديعة والله المستعان.
وأخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن ، فإن سأل سائل ، كيف تعدل ثلث القرآن وهي من صغار السور؟
نقول سور القرآن تتفاضل بعضها عن البعض وقال بن تيمية في رسالته ردا على هذا السؤال : وقد قالت طائفة من أهل العلم أن القرآن باعتبار معانيه ثلاثة أثلاث ، ثلث توحيد ، وثلث قصص ، وثلث أمر ونهي ، وقل هو الله أحد هي صفة الرحمن ونسبه ، وهي متضمنة ثلث القرآن.
سبب نزولها
ذكر في أسباب نزولها أن مشركي قريش أو اليهود سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن نسب الرب عز وجل، فأُنـزلت السورة جوابا لهم ، وعن أبي بن كعب, قال: قال المشركون للنبيّ صلى الله عليه وسلم: انسُب لنا ربك, فأنـزل الله: ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ )، و عن سعيد, قال: أتى رهط من اليهود النبي صلى الله عليه وسلم, فقالوا: يا محمد هذا الله خلق الخلق, فمن خلقه؟ فغضب النبيّ صلى الله عليه وسلم حتى انتُقِع لونه، ثم ساورهم غضبا لربه, فجاءه جبريل عليه السلام فسكنه, وقال: اخفض عليك جناحك يا محمد, وجاءه من الله جواب ما سألوه عنه. قال: " يقول الله: ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) " فلما تلا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم, قالوا: صف لنا ربك كيف خلقه, وكيف عضده, وكيف ذراعه, فغضب النبيّ صلى الله عليه وسلم أشدّ من غضبه الأول, وساورهم غضبا, فأتاه جبريل فقال له مثل مقالته, وأتاه بجواب ما سألوه عنه: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ).

"قل" قل معتقدا جازما يامحمد ، وهنا الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ولأمته .
" هو الله أحد"
هو ضمير الشأن عند المُعربين والجملة بعده خبره مفسرة .
الله لفظ الجلالة خبر أول ، أحد خبر ثان.
أي هو الواحد الأحد ، الذي لا نظير له ولا ند له ولا شبيه ،وهذا اللفظ لا يطلق على أحد في الإثبات إلا على الله عز وجل ، لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله .
" الله الصمد" ،
الصمد في اللغة صمد : صمده يصمده صمدا وصمد إليه كلاهما : قصده . وصمد صمد الأمر : قصد قصده واعتمده . وتصمد له بالعصا : قصد .
والصمد بالتحريك : السيد المطاع الذي لا يقضى دونه أمر ، وقيل : الذي يصمد إليه في الحوائج أي يقصد ؛ قال :
ألا بكر الناعي بخيري بني أسد بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد
والصمد : من صفاته تعالى وتقدس ؛ لأنه أصمدت إليه الأمور فلم يقض فيها غيره.
واختلف أهل التأويل في معنى الصمد:
- هو الذي ليس بأجوف, ولا يأكل ولا يشرب ، ذكر عن ابن عباس ومجاهد والحسن والضحاك وعكرمة.
- الذي لا يطعم الطعام ولا يشرب الشراب ، ذكر عن الشعبي وعامر.
- الذي لم يخرج منه شيء, ولم يلد, ولم يولد ، ذكره عكرمة.
- هو السيد الذي قد انتهى سؤدده، والعظيم الذي قد عظم في عظمته, والحليم الذي قد كمل في حلمه, والغني الذي قد كمل في غناه, والجبَّار الذي قد كمل في جبروته, والعالم الذي قد كمل في علمه, والحكيم الذي قد كمل في حكمته, وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد, وهو الله سبحانه هذه صفته, لا تنبغي إلا له ، ذكره بن عباس وهذا هو القول الأول عند العلماء .
- هو الباقي الذي لا يفنَى، الباقي بعد خلقه ذكره الحسن وقتادة.
- الدائم ، ذكره قتادة.
وقد قال الحافظ أبو القاسم الطبراني في كتاب السنة له ، بعد إيراده كثيرا من هذه الأقوال في تفسير " الصمد " : وكل هذه صحيحة ، وهي صفات ربنا عز وجل ، وهو الذي يصمد إليه في الحوائج ، وهو الذي قد انتهى سؤدده ، وهو الصمد الذي لا جوف له ، ولا يأكل ولا يشرب ، وهو الباقي بعد خلقه . وقال البيهقي نحو ذلك.
"لم يلد ولم يولد"
لم يلد أي ليس له والد ، وليس بفان فكل ما يولد فهو فان .
ولم يولد أي ليس له صاحبة ولا ولد ، وليس بمحدث أي لم يكن فكان, لأن كل مولود فإنما وجد بعد أن لم يكن.
وهذا يدل على كمال صفاته وكمال غناه .
" ولم يكن له كفوا أحد"
ولغة الكُفُؤُ والكُفَى والكِفَاء في كلام العرب واحد, وهو المِثْل والشِّبْه; ومنه قول نابغة بني ذُبيان:
لا تَقْــذِفَنِّي بِــرُكْن لا كِفَــاء لَـهُ وَلَــوْ تَــأَثَّفَكَ الأعْــدَاءُ بـالرِّفَدِ
يعني: لا كِفَاء له: لا مثل له.
هناك قراءتان لقوله تعالى " كفوا":
بضم الكاف والفاء قراءة أهل البصرة.
بتسكين الفاء وهمزها " كُفْئًا قراءة أهل الكوفة .
والقراءاتان صحيحتان.
أي لا مثيل له ولا شبيه له عز وجل لا في أسمائه ولا في صفاته، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى، قال تعالى :" لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)" سورة الشورى، وهذه السورة تشتمل على توحيد الأسماء والصفات.
وفي قوله كفوا أحد للعلماء قولان:
- لم يكن له شبيه وليس كمثله شيء فسبحان الله الواحد القهار ، ذكره بن عباس وكعب وبن جريج.
- لم يكن له صاحبة، ذكره مجاهد .
وهذه الرسالة غيض من فيض.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 شعبان 1440هـ/3-05-2019م, 02:12 AM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

رسالة في التقرير العلمى
بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)
الحمد الله الذي جعل القرآن إماما وهدى ورحمة للعالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام خير الانام وخير من قرأ القرآن وتدبره وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :-
لقد كان الصحابة رضوان الله تعالى عنهم يعدون القرآن الكريم رسائل من الله تعالى يقرأونها في صلاتهم بالليل ويطبقونها بالنهار فكانوا لا يتعدون [ عشر آيات ] حتى يتعلموها ويتدبروها ثم يعملوا بها فأعطوا العلم والعمل معا فصاروا أفضل الامم وهذه الآيات المباركات تضمنت تنبيهات للعباد على أهمية المعروف فيما بينهم وإشارة إلى تقديم المعونة للأخرين لأن هذا سبب لبقاء الخير والحب بينهم ، كما أنها تضمنت التحذير من الإتصاف بصفات المنافقين المذكورة في الآية
قال تعالى [أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ] نزلت هذه الآية وما بعدها بمكة في العاص بن وائل والوليد بن المغيرة و أضرابهم من عتاة قريش وكفارها فهذه الآيات تحذر من سلوكهم وفي الكلام حذف تقديره أرأيت الذي يكذب بالدين أمصيب هو أم مخطئ ؟ والجواب مخطئ وخطؤه كفره وشركه .
قوله تعالى [ أرأيت ] استفهام للتعجب من حال المكذبين بالجزاء وما أورثهم التكذيب من الكفر وقرأ نافع ( أرأيت ) بتسهيل الهمزة بعد الراء ألفا وحققها حفص والجمهور .
وفيها خطاب للرسول عليه الصلاة والسلام ولمن يوجه له الخطاب لإفادة اللفظ العموم.
ومعناه : أي أرأيت يا محمد الذي يكذب بالدين وهو الجزاء في الآخرة على الحسنات والسيئات وهؤلاء هم من ينكرون البعث ويقولون [ من يحي العظام وهى رميم ] يس 78 فهؤلاء من أعمالهم وصفاتهم
ما قاله تعالى [فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ] أي المكذب بالجزاء هو من يدع اليتيم ومعنى ( يدع ) أي يدفعه بعنف وشدة ولا يعطيه حقه فلا يرحمه لقساوة قلبه والسبب لأنه لا يرجو ثوابا ولا يخاف عقابا قال تعالى [ يوم يدعونا إلى نار جهنم دعا ] الطور 13 أي دفعا شديدا و( اليتيم ) الذي مات أبوه قبل ان يبلغ ثم ذكر صفة ثانية لهم فقال [وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ] أي لا يحث نفسه او غيره على إطعام المساكين والفقراء لعدم إيمانه بالجزاء .
ثم ذكر الله عزوجل صفات المنافقين فقال [فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)] فهذه الآيات نزلت في بعض منافقي المدينة .
فقل تعالى [فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ] وكلمة الويل تدل على الوعيد الشديد لهم وهى تتكرر في القرآن كثيرا ، والويل : وادى في جهنم يسيل من صديد أهل النار وقيحهم فيطعمون ويشربون منه .
وهذا الوعيد لهم ما سببه ؟ ما قاله تعالى عنهم [الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ] أي غافلون عنها لا يذكرونها فكثيرا ما يفوتونها بخروج وقتها قال ابن عباس في قوله تعالى [ فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ] قال الذين يؤخرونها عن وقتها وكذلك قال أبي الضحى عن مسروق قال الترك لوقتها، وهذا أغلب حالهم ولا يقيمون ركوعها وسجودها وغافلون عن ما يجب فيها من قرآن وذكر فهم في صلاتهم ساهون غافلون واستحقوا الذم على فعلهم لعدم اهتمامهم بأمر الله تعالى حيث ضيعوا الصلاة التي هي أهم الطاعات .
ثم أنهم من صفاتهم ما قاله تعالى [الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ] فهم يراءون بصلاتهم وبكل أعمالهم فيصلون وينفقون ليراهم الناس ويظنوا بهم خيرا وليس مقصدهم التقرب إلى الله تعالى وقال ابن عباس هم المنافقون يتركون الصلاة في السر ويصلون في العلانية وقال آخرون بل عني بذلك انهم يتهاونون بها ويتغافلون عنها ويلهون ذكره الطبري وقال الاولى عندى بالصواب بقوله [ساهون] لاهون يتغافلون عنها ويتشاغلون بغيرها وبتضييع وقتها وايضا قوله بصحة من قال عنى بذلك ترك وقتها .
والصفة الاخرى [ ويمنعون الماعون ] أي يمنعون ما يجب بذله من الفأس والمنجل والآنية وغيرها على وجه العارية مما جرت العادة ببذله والسماح به فهؤلاء من شدة حرصهم يمنعون الماعون فكيف بما هو أكثر منه .
قال عبيد الراعى
قوم على الإسلام لما يمنعوا * ماعونهم ويضيعوا التهليلا
وللمفسرين أقوال في تفسير الماعون :
القول الاول المال من زكاة وصدقة قال به علي والسدى وغير واحد واستدل بهذا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال علي : الماعون : الزكاة وذكره ابن كثير القول الثانى منافع البيت (الفأس –القدر- والنار ) قال به ابن مسعود وذكره ابن كثير واستدل بهذا سأل عبد الله بن مسعود عن الماعون فقال : هو ما يتعاوره الناس بينهم من الفأس والقدر والدلو وقال عكرمه : رأس الماعون زكاة المال وأدناه المنخل والدلوا رواه ابن أبي حاتم وذكره ابن كثير فالذي قاله عكرمة يشمل الأقوال كلها ويرجع لشئ واحد وهو ترك المعاونة بمال أو منفعة ولهذا قال محمد بن كعب [ ويمنعون الماعون ] قال : المعروف ولهذا جاء في الحديث [ كل معروف صدقة ]
ومن هدايات الآيات
1- بيان أخلاق المكذبين بالدين والاخرة والتحذير والتشنيع بعملهم .
2- تقرير عقيدة البعث والجزاء قال تعالى [ أرأيت الذي يكذب بالدين ]وقال [قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبئن بما عملتم ] التغابن 7
3- الحث على الإحسان غلى اليتامى وإطعام المساكين وبذل المعروف للناس قال تعالى [ فاما اليتيم فلا تقهر وام السائل فلا تنهر ] الضحى 9و10وذم من عمل بغير ذلك قال تعالى [ فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين ] وقال الرسول عليه الصلاة والسلام [ أنا وكافل اليتيم في الجنه هكذ اوقال بإصبعيه السبابة والوسطى ] صحيح البخارى 6005
4- النذير والوعيد بالويل للذي يتهاون بالصلاة ولا يبالى و يؤخرها عن وقتها وهى من علامات النفاق والعياذ بالله قال تعالى [ فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون] والحث على أداء الصلاة في وقتها قال تعالى [إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ] النساء 103
5- بيان أن هناك فرق بين من يغفل عن الصلاة ويتهاون بها وينساها متعمدا وبين السهو في الصلاة فهذا لا يلام ولا شئ عليه فقد وقع من النبي عليه الصلاة والسلام ومن كل أحد .
6- أن من السهو عن الصلاة أولئك القوم الذين يدعون الصلاة مع الجماعة فإنهم يدخلون في هذا الوعيد .
7- الحث على الإخلاص والتحذير من الرياء الذي يحبط العمل وهومن صفات المنافقين قال تعالى [ الذين هم يراءون] وقال وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ] النساء 142
8- بيان ان من الرياء التصدق رغبة في ثناء الناس قال عليه الصلاة والسلام [ من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به ] أي فضحه وبين حقيقته أخرجه البخارى (1)
9- بيان ان منع الماعون من صفات المنافقين قال تعالى [ ويمنعون الماعون ]
10- بيان أن منع الماعون ينقسم إلى قسمين : القسم الاول لا يأثم به لكن يفوته الخير والقسم الثاني يأثم به الانسان فلو ان إنسان كان مضطر غلى شرب الماء ولو منعته لمات فهنا بذل الإناء له واجب يأثم بتركه وبعض العلماء قال لو مات لوجب أن يضمنه بالديه لأنه تسبب بموته .
11- ان بعلم العبد أن القرآن ليس المقصود منه تلاوته للتعبد فقط وإنما المقصود منه التأدب به ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها [ إن النبي عليه الصلاة والسلام كان خلقه القرآن ( 2) أي أخلاقه التي يتخلق بها يأخذها من القرآن .



(1) أخرجه البخاري كتاب الرقاق باب الرياء والسمعة ( 6499) ومسلم كتاب الزهدباب تحريم الرياء ( 2986 ) ( 47)
(2) اخرجه مسلم


المراجع
تفسير القران الكريم جزء عم للشيخ ابن عثيمين
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير تاليف أبو بكر الجزائرى
تيسير الكريم الرحمن للشيخ السعدى
المختصر في تفسير القران الكريم لجماعة من علماء التفسير باشراف مركز تفسير الدراسات القرانيه
تفسير الطبري
تفسير ابن كثير
صحيح البخارى

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 شعبان 1440هـ/3-05-2019م, 03:38 AM
تهاني رشيد تهاني رشيد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 158
افتراضي

قال تعالى في سورة المزمل ( إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً )



المراد بوصف ثقيل في هذه الآية من العلماء من قال ثقيلاً العمل به والقيام بفروضة وحدوده لايطيقه إلا من وفقه الله ومنهم من قال ثقيلاً في ذات معانية واوصافه ومنهم من قال ثقيلاً وقت نزوله فقد قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري عندما سأله الحارث بن هشام كيف يأتيك الوحي يارسول الله فقال صلى الله عليه وسلم احياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو اشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ماقال واحيانا يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي مايقول . ومنهم من قال ثقيلاً في الدنيا والآخرة وذلك اختيار ابن جرير وهو فعلاً ثقيل في الدنياء بما ذكر العلماء وثقيلاً في ميزان العبد في الآخرة
وفي هذد الآية مسائل
1- المخاطب في الاية
2-المراد بالقول
3-المراد بثقيل
جواب المسائل
1- المخاطب هو محمد صلى الله عليه وسلم
2- المراد بالقول القران الكريم
3-المراد بثقيل ماتقدم ذكره
وفي معرفة المراد بوصف القران ثقيل وفي اقوال العلماء في ذلك وتدبر تلك المعاني وفهم المراد تتجلى عظمة القران ومن عظم القران عظم شأنه في الدنيا ةالآخرة .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 شعبان 1440هـ/3-05-2019م, 03:42 AM
تهاني رشيد تهاني رشيد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 158
افتراضي

المراجع
تفسير ابن كثير
تفسير السعدي
تفسير الاشقر

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 شعبان 1440هـ/3-05-2019م, 11:04 AM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
Arrow التطبيق الاول : مسائل التفسير : اسلوب التقرير العلمي

مقرر المسائل التفسيرية – التطبيق الاول
أسلوب التقرير العلمي

تفسير قول الله تعالى:
{إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (2) الانسان


يبين الله تعالى في هذه الآية كيفية خلق الإنسان ولم خُلق فقال {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ} والإنسان مشتق من الأنس وهم بنو أدم وورد في معجم الصحاح : الإِنْسُ: البَشَر، الواحد إنْسِيٌّ وأَنَسِيٌّ أيضاً بالتحريك، والجمع أَناسِيٌّ.وإنْ شئتَ جعلته إنساناً ثم جَمَعَتهُ أَناسِيَّ، فتكون الياء عوضاً من النون.

وفي اظهاره لفظة الإنسان مع ذكرها في الآية التي قبلها في قوله {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا} ملحظ وهو ان المقصود بالإنسان هنا خاص ببني أدم والأول عام لآدم عليه الصلاة والسلام وجميع ولده فقال: {الإنسان} أي بعد خلق آدم عليه الصلاة والسلام ذكره الامام البقاعي في نظم الدرر في تناسب الآيات والسور.

وقوله {مِن نُّطْفَةٍ} وهو مثل قوله تعالى {مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى} والنطفة هي الماء القليل كما ورد في لسان العرب قوله : والنُّطْفَة: الْمَاءُ الْقَلِيلُ يَبْقَى فِي الدَّلْو؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ أَيضاً، وَقِيلَ: هِيَ الْمَاءُ الصَّافِي، قلَّ أَو كَثُرَ، وَالْجَمْعُ نُطَف ونِطَاف، وَقَدْ فَرَّقَ الْجَوْهَرِيُّ بَيْنَ هَذَيْنِ اللَّفْظَيْنِ فِي الْجَمْعِ فَقَالَ: النُّطفة الْمَاءُ الصَّافِي، وَالْجَمْعُ النِّطَاف، والنُّطفة مَاءُ الرَّجُلِ، وَالْجَمْعُ نُطَف. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ للمُويْهة الْقَلِيلَةِ نُطفة، وَلِلْمَاءِ الْكَثِيرِ نُطفة، وَهُوَ بِالْقَلِيلِ أَخص، قَالَ: ورأَيت أَعرابيّاً شَرِبَ مِنْ رَكِيّة يُقَالُ لَهَا شَفِيَّة وَكَانَتْ غَزِيرَةَ الْمَاءِ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّهَا لَنُطْفَةٌ بَارِدَةٌ" وذكر ابن جرير: والنطفة: كلّ ماء قليل في وعاء كان ذلك ركية أو قربة، أو غير لك، كما قال عبد الله بن رواحة:

هَلْ أنْتِ إلا نُطْفَةٌ في شَنَّه

وقوله {أَمْشَاجٍ} أيْ: أَخلاطٍ. قالَ ابنُ مَسعودٍ: "أَمْشَاجُها عُروقُها التي في النُّطْفَةِ". وفي اللغةِ: أنَّ الأمشاجَ واحِدُها مَشِيجٌ، وهو الْخِلْطُ، والمعنى هو اختلاطُ ماءِ الرجُلِ بماءِ المرأةِ، أو اختلاطُ الدمِ بالنُّطْفَةِ.
.
وقيلَ: إنَّ اللهَ تعالى خَلَقَ الطبائعَ التي في الإنسانِ في النُّطْفَةِ مِن الحرارةِ والبُرودةِ والرُّطوبةِ واليُبُوسَةِ، فهي الأَمشاجُ، ثم عَدَّلَها ثم بَنَى البِنْيَةَ الْحَيَوانِيَّةَ على هذه الطبائعِ الْمُعَدَّلَةِ، ثم نَفَخَ فيها الرُّوحَ، ثم شَقَّ لها السمْعَ والبصَرَ، فسُبحانَ مَن خَلَقَ هذا الْخَلْقَ مِن نُطفةٍ مَهينةٍ أو عَلَقَةٍ نَجِسَةٍ.

وقيلَ: {أَمْشَاجٍ} أيْ: أَطوارٍ، فالنُّطفَةُ طَوْرٌ، والعَلَقَةُ طَوْرٌ، والْمُضْغَةُ طَوْرٌ، وكذلك ما بعْدَها، وقيلَ: {أَمْشَاجٍ} أيْ: أَلوانٍ. وفي الخبرِ: أنَّ ماءَ الرجُلِ أبيضُ غَليظٌ، وماءَ المرأةِ أَصفَرُ رَقيقٌ، فإذا عَلاَ مَاءُ المرأةِ ماءَ الرجُلِ آنَثَتْ، وإذا عَلاَ ماءُ الرجُلِ ماءَ المرأةِ أَذْكَرَتْ ذكره الامام ابي المظفر السمعاني وقال إبن جرير{ أَمْشَاجٍ} يعني: أخلاط، واحدها: مشج ومشيج، مثل خدن وخدين؛ ومنه قول رؤبة بن العجاج

يَطْرَحْنَ كُلَّ مُعْجَلٍ نَشَّاج ... لَمْ يُكْسَ جِلْدًا في دَمٍ أمْشاجِ

وقال فخر الدين الرازي: المَشْجُ في اللُّغَةِ الخَلْطُ، يُقالُ: مَشَجَ يَمْشُجُ مَشْجًا إذا خَلَطَ، والأمْشاجُ الأخْلاطُ، قالَ ابْنُ الأعْرابِيِّ: واحِدُها مَشِجٍ ومَشِيجٍ، ويُقالُ لِلشَّيْءِ إذا خُلِطَ مَشِيجٌ؛ كَقَوْلِكَ خَلِيطٌ، ومَمْشُوجٌ كَقَوْلِكَ مَخْلُوطٌ. قالَ الهُذَلِيُّ

كأنَّ الرّيشَ والفُوقَيْن مِنْه ... خِلالَ النَّصْل سِيطَ بِهِ مَشِيجُ

يَصِفُ السَّهْمَ بِأنَّهُ قَدْ بَعُدَ في الرَّمْيَةِ فالتَطَخَ رِيشُهُ وفُوقاهُ بِدَمٍ يَسِيرٍ، قالَ صاحِبُ ”الكَشّافِ“: الأمْشاجُ لَفْظٌ مُفْرَدٌ، ولَيْسَ يُجْمَعُ؛ بِدَلِيلِ أنَّهُ صِفَةٌ لِلْمُفْرَدِ، وهو قَوْلُهُ: ﴿نُطْفَةٍ أمْشاجٍ﴾ ويُقالُ أيْضًا: نُطْفَةٌ مَشِيجٌ، ولا يَصِحُّ أنْ يَكُونَ ”أمْشاجٍ“ جَمْعًا لِلْمَشْجِ، بَلْ هُما مِثْلانِ في الإفْرادِ، ونَظِيرُهُ بُرْمَةٌ أعْشارٌ، أيْ: قِطَعٌ مُكَسَّرَةٌ، وثَوْبٌ أخْلاقٌ، وأرْضٌ سَباسِبُ، واخْتَلَفُوا في مَعْنى كَوْنِ النُّطْفَةِ مُخْتَلِطَةً، فالأكْثَرُونَ عَلى أنَّهُ اخْتِلاطُ نُطْفَةِ الرَّجُلِ بِنُطْفَةِ المَرْأةِ؛ كَقَوْلِهِ: ﴿يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرائِبِ﴾ [ الطّارِقِ: ٧].

وقولُه: {نَبْتَلِيهِ} أيْ: نَخْتَبِرُه ونَمْتَحِنُه، وقيلَ: في الآيةِ تَقديمٌ وتأخيرٌ، ومعناها: فجَعلناهُ سَمِيعاً بصيراً نَبْتَلِيهِ ونَختبرُه وقال ابن جرير نختبره. وكان بعض أهل العربية يقول: المعنى: جعلناه سميعًا بصيرا لنبتليه، فهي مقدّمة معناها التأخير، إنما المعنى خلقناه وجعلناه سميعًا بصيرا لنبتليه، ولا وجه عندي لما قال يصحّ، وذلك أن الابتلاء إنما هو بصحة الآلات وسلامة العقل من الآفات، وإن عدم السمع والبصر، وأما إخباره إيانا أنه جعل لنا أسماعا وأبصارا في هذه الآية، فتذكير منه لنا بنعمه، وتنبيه على موضع الشكر؛ فأما الابتلاء فبالخلق مع صحة الفطرة، وسلامة العقل من الآفة، كما قال: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ﴾

وقال الطاهر ابن عاشور وجُمْلَةُ (نَبْتَلِيهِ) في مَوْضِعِ الحالِ مِنَ الإنْسانِ وهي حالٌ مُقَدَّرَةٌ، أيْ مُرِيدِينَ ابْتِلاءَهُ في المُسْتَقْبَلِ، أيْ بَعْدَ بُلُوغِهِ طَوْرَ العَقْلِ والتَّكْلِيفِ، وهَذِهِ الحالُ كَقَوْلِهِمْ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ مَعَهُ صَقْرٌ صائِدًا بِهِ غَدًا.وقَدْ وقَعَتْ هَذِهِ الحالُ مُعْتَرِضَةً بَيْنَ جُمْلَةِ (خَلَقْنا) وبَيْنَ (﴿فَجَعَلْناهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾) لِأنَّ الِابْتِلاءَ، أيِ التَّكْلِيفُ الَّذِي يَظْهَرُ بِهِ امْتِثالُهُ أوْ عِصْيانُهُ إنَّما يَكُونُ بَعْدَ هِدايَتِهِ إلى سَبِيلِ الخَيْرِ، فَكانَ مُقْتَضى الظّاهِرِ أنْ يَقَعَ (نَبْتَلِيهِ) بَعْدَ جُمْلَةِ (﴿إنّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ﴾ [الإنسان: ٣])، ولَكِنَّهُ قُدِّمَ لِلِاهْتِمامِ بِهَذا الِابْتِلاءِ الَّذِي هو سَبَبُ السَّعادَةِ والشَّقاوَةِ.

وقوله تعالى : ﴿فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ أي فجعلناه ذا سمع يسمع به، وذا بصر يبصر به، إنعاما من الله على عباده بذلك، ورأفة منه لهم، وحجة له عليهم ذكره ابن جرير.

وقد ذكر موقع موسوعة القرآن العظيم ما في هذه الاية من الاعجاز العلمي فقال وفي عام 1883 تمكن "فان بندن" (Van Beneden) من إثبات أن كلاً من البويضة والحيوان المنوي يساهمان بالتساوي في تكوين البويضة الملقحة، كما أثبت "بوفري" (Boveri) بين عامي 1888 و 1909 بأن الكروموسومات تنقسم وتحمل خصائص وراثية مختلفة، واستطاع "مورجان" (Morgan) عام 1912 أن يحدد دور الجينات في الوراثة وأنها موجودة في مناطق خاصة من الكروموسومات.

وهكذا يتجلى لنا أن الإنسانية لم تعرف أن الجنين يتكون بامتشاج واختلاط نطفة الذكر ونطفة الأنثى إلا في القرن التاسع عشر، ولم يتأكد لها ذلك إلا في بداية القرن العشرين.


والله اعلم.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29 شعبان 1440هـ/4-05-2019م, 09:27 PM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله تعالى " اهدنا الصراط المستقيم"

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد، فهذه رسالة تفسيرية في آية سورة الفاتحة قول الله تعالى : " اهدنا الصراط المستقيم".

أولا: معنى قوله : " اهدنا":
الهداية في اللغة هو الإرشاد والدلالة.
ومعناها في الآية لا تخرج عنه فعبارات المفسرين وإن تنوعت فإنها تحمل هذا المعنى، وتعود في أصلها إليه(1). فهي بمعنى بوفقنا وألهمنا وأرشدنا ودلنا :(2)
- قال ابن جرير: وفقنا للثبات عليه.(3)
- وقال ابن عباس: أي ألهمنا، قال ابن جرير: وإلهامه إياه ذلك، هو توفيقه له.(4)
- وقال ابن كثير: وَالْهِدَايَةُ هَاهُنَا: الْإِرْشَادُ وَالتَّوْفِيقُ، وتضمنت معنى أَلْهِمْنَا، أَوْ وَفِّقْنَا، أَوِ ارْزُقْنَا، أَوِ اعْطِنَا(5)، وكذا قال السعدي (6)
ويشهد لهذا قول الشاعر :
لا تَحْرِمَنِّي هَدَاكَ الله مَسْألتِي ... وَلا أكُونَنْ كمن أوْدَى به السَّفَرُ
يعنى به: وفَّقك الله لقضاء حاجتي
وقول الآخر:
ولا تُعْجِلَنِّي هدَاَك المليكُ ... فإنّ لكلِّ مَقامٍ مَقَالا
أي: وفقك الله لإصابة الحق في أمري.(7)

وقد جاء الهدى في القرآن على عدة معان :(8)
1- بمعنى دعا، ومنه قوله تعالى: {ولكلّ قومٍ هادٍ} [الرعد: 7] أي: داع يدعوهم، وقوله تعالى: {وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ} [الشورى: 52]
2-الإلهام، كما في قوله تعالى: {أعطى كلّ شيءٍ خلقه ثمّ هدى} [طه: 5].أي ألهم الحيوانات الى منافعها
3- بمعنى البيان، من ذلك قوله تعالى:{وأمّا ثمود فهديناهم} [فصلت: 17]أي بينا لهم. وقوله {إنّ علينا للهدى} [الليل: 12]، أي البيان.
4- وبمعنى التوفيق كما هاهنا، وكما في قوله :{إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}، وكما يدل عليه قوله: ﴿وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ في غير ما موضع فمقصود الهداية المنفية هنا هداية التوفيق لا البيان.

ثانيا: معنى قوله" الصراط المستقيم ":
الصراط في اللغة هو الطريق، والصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه(9)،
والمراد به في الآية فللمفسرين في معنى (الصراط المستقيم) عدة أقوال :

    • القول الأول: أنه القرآن، وهو قول علي.
    • القول الثاني : هو الإسلام، وهو قول جابر بن عبدالله.(10)
ويشهد لهذا ما رواه النواس بن سمعان رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ضرب الله صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس أدخلوا الصراط جميعا ولا تتفرقوا، وداع يدعو من فوق: الصراط فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال: ويحك، لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه، فالصراط: الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق: واعظ الله تعالى في قلب كل مسلم»(11)، فقوله : فالصراط هو الإسلام، يؤيد هذا القول.
  • القول الثالث: هو دين الله الذي لاعوج له، وهو قول ابن عباس.
  • القول الرابع: هو الحق، وهو قول مجاهد.(12)
  • القول الخامس: هو الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قول ابن مسعود.(13)
  • القول السادس: هو النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وصاحباه من بعده، وهو قول أبي العالية.(14)
وقيل غير ذلك من الأقوال.
- وكل تلك الأقوال صحيحة، ولا تعارض بينهما، قال ابن كثير: وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد.(15)
  • وصف الصراط ب "المستقيم":
ووُصف الصراط بالمستقيم لأنه صواب لا خطأ فيه والعرب تستعمل الصراط في كل قول وعمل معوج كان أو مستقيماً.(16)
فهذا هو معنى قوله " اهدنا" ومعنى " الصراط المستقيم"
-وعليه فيكون معنى الآية: وفقنا وأرشدنا ودلنا، للعلم النافع والعمل الصالح (17)، وهو ما يؤول إليه ما تضمنته الأقوال التفسيرية للآية.
-وفي الآية حذف فالفعل (اهدنا) في الأصل يتعدى بإلى أو باللام، لكنه حذف هاهنا ليدل على معنى أشمل، فيكون على معنى اهدنا إليه واهدنا فيه، فيتضمن معنى هدااية الى الصراط المستقيم، وهداية في الصراط المستقيم، والفرق بينهما أن هداه إلى الصراط المستقيم دله عليه دلالة فقط، ثم مع تعديه بفي فهو يتضمن معنى هداية شاملة لجميع فيه علما وعملا.(18)

- ثالثاً :مسألة: ما فائدة طلب المؤمن المهتدي الهداية من الله؟
- فائدته طلب الثبات عليه:
طلب الهداية هنا هو طلب الثبات عليه، وكثير من المفسرين فسروا الهداية به، قال ابن جرير: وفقنا للثبات عليه(19)، وكما جاء في قول الله تعالى:﴿رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنا﴾، أيْ: ثَبِّتْنا عَلى الهِدايَةِ (20)، وقال ابن كثير: المراد الثّبات والاستمرار والمداومة على الأعمال المعينة على ذلك.(21)

وهذا الأسلوب مستخدم في اللغة العربية فيمكن أن يقال للقائم قم حتى أعود إليك، أي: إثبت قائماً.(22)

الفائدة الثانية: طلب الزيادة

  • قال الشوكاني :طَلَب الهِدايَةِ مِنَ المُهْتَدِي مَعْناهُ طَلَبُ الزِّيادَةِ كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿والَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهم هُدًى﴾ [محمد: ١٧] وقوله:﴿والَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهم سُبُلَنا﴾[العنكبوت: (23)٦٩

وفيه أن هدايات الله لا تتناهى(24).

- رابعاً: أنواع الهداية:
والهداية من الله للإنسان على نوعين:
منها ما هو هداية عامة،
ومنها هداية خاصة
  • الهداية العامة:
فيشمل ما يعطيه الله تعالى للمكلف من العقل والمعارف والضرورية، وما يهتدي به الى مصالحه الدنيوية، كما قال تعالى : {رَبُّنَا الذي أعطى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هدى}، ويشمل هداية البيان فهو للكافر والمؤمن كما قال تعالى : {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}، وقوله تعالى :{وأما ثمود فهديناهم}.
  • والهداية الخاصة:
هي التي لأهل الإيمان خاصة، قال تعالى: {والله لاَ يَهْدِي القوم الظالمين}، وهي التي في قوله:{إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}.
  • خامساً: حاجة الإنسان إلى طلب الهداية من الله:
أرشد الله تعالى عباده المؤمنين الى هذا الدعاء، الذي يقرأ في كل ركعة من صلاتهم، لشدة أهميته وحاجة العبد إليه وافتقاره، وتبرز تلك الحاجة من خلال الأمور التالية:
1-أنه لا سبيل الى الله تعالى وإلى جنته إلا من خلال الاهتداء الى الصراط المستقيم.(25)
2- أنه يفضي بهم الى اجتياز صراط الآخرة، الذي سيرده جميع العباد ولا ينجوا منه إلا من اتبع الحق والصراط المستقيم، وثبت عليه، فبقدر ثبوته عليه ثبت على صراط الآخرة.(26)
3-أنه من أجمع الأدعية وأنفعها، لأنه يشمل طلب معرفة الحق وجعل العبد مريدا له مؤثراً محباً له عاملاً به (27).
4- أن حاجة الإنسان الى الهدى أعظم من حاجته الى النصر والرزق، قال ابن تيمية: الحاجة إلى الهدى أعظم من الحاجة إلى النصر والرزق؛ بل لا نسبة بينهما؛ لأنه إذا هُدي كان من المتقين، ﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب﴾.(28)
5- أنه لا يملك الهداية إلا الله تعالى :قال الله تعالى: {وَمَن يَهْدِ الله فَهُوَ المهتد}، و قال تعالى : {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}.




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- انظر المحرر الوجيز لابن عطية
2- تفسير الطبري
3- المصدر السابق
4-المصدر السابق
5 تفسير ابن كثير
6- انظر تفسير السعدي
7-تفسير الطبري
8-المحرر الوجيز

9- معاني القرآن للنحاس
10- تفسير الطبري
11-رواه ابن ابي حاتم، وابن جرير، والترمذي، والنسائي، و صحح اسناده ابن كثير
12- مفاتيح الغيب للرازي
13-تفسير الطبري
14انظر تفسير الطبري
15- انظر السعدي
16-المصدر السابق
17-معاني القرآن للنحاس
18-تفسير ابن كثير
19- انظر مفاتيح الغيب للرازي
20-فتح القدير للشوكاني
21- انظر تفسير البغوي
25- انظر تفسير السعدي
26 انظر تفسير ابن كثير
-27انظر تفسير السعدي، والتفسير القيم لابن القيم.
28- مجموع الفتاوى لابن تيمية.





رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2 رمضان 1440هـ/6-05-2019م, 01:32 PM
خليل عبد الرحمن خليل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 238
افتراضي

رسالة تفسيرية في التقرير العلمي في قوله تعالى ( إن لك في النهار سبحانا طويلا ( 7 ) ) سورة المزمل .
مسائل الآية :
- المراد بالنهار .
لقد عُرِف أن النهار : من طلوع الشمس إلى غروبها . ولكنّه حُدِّد شرعا : من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بغياب قرصها عن الأنظار . ولذا كان صيام المسلم يبدأ من تبين الخيط الأبيض من الأسود من الليل – وهو طلوع الفجر الصادق – إلى غروب الشمس . قال تعالى ( .. وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ..) البقرة 187 . وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا أقبل الليل ، وأدبر النهار ، وغربت الشمس ، فقد أفطر الصائم ) .

- معنى سَبْحًا .
مأخوذ من الفعل ( سَبَحَ ، يَسبَح ، سِباحَةً وسَبْحًا ، فهو سابِح ، والمفعول مسبوحٌ به . سبَح الشَّيءُ : جرَى أو دار . والسِّبْح : المر السريع في الماء أو الهواء واستعير لمر النجوم في الفلك نحو: ﴿وكل في فلك يسبحون﴾ ، ولجري الفرس وهو يمدَّ يديه في الجَرْي فهو سابحٌ ، وسَبُوحٌ نحو: ﴿والسابحات سبحا﴾ ولسرعة الذهاب في العمل نحو: ﴿إن لك في النهار سبحا طويلا﴾ على قول ، والتسبيح: تنزيه الله تعالى. وأصله: المر السريع في عبادة الله تعالى .
ويختلف معنى الكلمة باختلاف السياق : فسبَح ضِدّ التَّيَّار ، أي: عارض ، خالف . وسبَح في الأحلام ، أو في الخيال : استغرق في أحلام اليقظة . وسبَح في الغيوم : كان شارد الفكر تائها في تأمّلاته . وسبَح في دَمِه : غرق فيه . و سَبَحَ في الكلام : أكثر . وعينان سابحتان في الدُّموع : ممتلئتان بها .
- القراءات في ( سبحا )
ورد فيها قراءة ثانية عن يحيى بن يعمر؛ فكان يقرأ ذلك بالخاء. ( سبخا )
حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا عبد المؤمن، عن غالبٍ اللّيثيّ، عن يحيى بن يعمر، من جديلة قيسٍ، أنّه كان يقرأ: (سبخًا طويلاً) قال: وهو النّوم. قال أبو جعفرٍ: والتّسبيخ: توسيع القطن والصّوف وتنفيشه، يقال للمرأة: سبّخي قطنك: أي نفّشيه ووسّعيه؛ ومنه قول الأخطل:
فأرسلوهنّ يذرين التّراب = كما يذري سبائخ قطنٍ ندف أوتار .
- مناسبة الآية لما قبلها :
لما فرض الله على نبيه قيام الليل ، بين أن له في النهار متسع من الوقت لقضاء الحوائج ومنها النوم ، قال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم في الآية : لحوائجك ، ففرغ لدينك الليل .ذكر نحوه ابن كثير
وقيل يجوز أن يكون تعليلا لما تضمنه ( أو انقص منه قليلا) أي : إن نقصت من نصف الليل شيئا ... فإن لك في النهار متسعا للقيام والتلاوة ، ذكره ابن عاشور . والأول يؤيده تفسير المفسرين للآية .
- تفسير ( إن لك في النهار سبحا طويلا ) .
أي : إن لك يا محمد في النهار فراغا طويلا تتسع به وتتقلب وتتمتع وتنام فيه ، هذا مجموع ما قاله : ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، وابن زيد ، والضحاك وذكر ذلك جملة من المفسرين منهم : ابن وهب وعبدالرزاق وابن نصر والطبري والجزري ابن كثير والسيوطي والسعدي والأشقر .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16 رمضان 1440هـ/20-05-2019م, 10:26 AM
شادن كردي شادن كردي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 384
Post

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ...أما بعد :
فيقول الله تعالى :
(لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد ووالد وماولد لقد خلقنا الانسان في كبد )
سورة البلد مكية يقسم الله تعالى فيها بالبلد الحرام مكة أم القرى تنبيها على عظم شأنها ففيها بيت الله الحرام بلد اسماعيل ومحمد عليهما السلام وبها مناسك الحج
وقيل القسم بمكة حال كون الساكن فيها حالا ...ذكره ابن كثير
و(لا) : رد عليهم
وحرف النفي فيه خلاف هل هو مزيد أم مستعمل كناية عن تعظيم المقسم به
وفائدة القسم :تشويقا
( وأنت حل بهذا البلد )
وقيل حل : بمعنى ساكن حكاه القرطبي وابن العربي والبيضاوي وضعفه ابن عاشور بقوله هو تأويل جميل لو ثبت استعمال حل بمعنى حال في اللغة ولكنه لم يرد في كتب اللغة
أي حال كون الساكن فيها حالا كما بينا
وقيل : وقت حلول النبي فيها وهو قول السعدي والأشقر
تشريفا وتعظيما لقدرك لأنه صار بحلولك فيه شريفا
وقيل :
حل إما اسم مصدر أحل
أو اسم مشتق من الحل
أي :أنت يامحمد يحل لك أن تقاتل فيه
وروي عن سعيد بن جبير وعطية والضحاك وقتادة والسدي وغيره
والقول الرابع :ما أصبت فيه فهو حلال لك ..روي عن مجاهد
وقيل : أنت به من غير حرج ولا إثم ..قتادة
وقال الحسن البصري : أحلها الله له ساعة من نهار
وقد ورد في الحديث المتفق عليه :
إنَّ هَذَا الْبَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ الْقِتَالُ فِيهِ لأَحَدٍ قَبْلِي , وَلَمْ يَحِلَّ لِي إلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ؛ فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ , وَلا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ , وَلا يَلْتَقِطُ لُقْطَتَهُ إلاَّ مَنْ عَرَّفَهَا ، وَلا يُخْتَلَى خَلاهُ .
فَقَالَ الْعَبَّاسُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إلاَّ الإِذْخِرَ ، فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِمْ وَبُيُوتِهِمْ . فَقَالَ: إلاَّ الإِذْخِرَ .
ما فائدة تكرار لفظ (بهذا البلد ):
إظهار في مقام الإضمار لقصد تجديد التعجيب ولقصد تأكيد فتح ذلك البلد العزيز عليه
(ووالد وما ولد )
والد نكرة والتنكير يفيد التعظيم
الوالد : الذي يلد
وماولد :العاقر الذي لايولد له
روي عن ابن عباس
وقال عكرمة بعكسه :
الوالد :العاقر
وماولد : الذي يلد
وقال مجاهد وأبو صالح :
الوالد :آدم
وماولد:ولده
وقول مجاهد وأصحابه حسن قوي لأنه لما أقسم سبحانه بأم القرى أقسم بعده بالساكن وهم آدم أبو البشر وولده ,,,وهذا رأي السعدي
ورأي ابن جرير وتبعه الأشقر :
عام في كل والد وولده وهو محتمل
وفيه تنبيه على عظم آية التناسل والتوالد وقدرة الله
أما ابن عاشور فيرى المناسب للقسم :
والد: ابراهيم عليه السلام
فأنه الذي اتخذ هذا البلد لإقامة ولده اسماعيل وزوجه هاجر ،وهو والد سكان ذلك البلد
وماولده : ابراهيم من الأبناء والذرية ممن اقتفوا هديه فيشمل محمدا صلى الله عليه وسلم
وفيه تعريض بالمشركين الذين حادوا عن طريقة أبيهم ابراهيم من التوحيد والصلاح



واستعمل (ما ) مع أن (من ) أكثر استعمالا للعاقل لأن ما أشد إبهاما
وفيه تفخيم أصحاب هذه الصلة



(لقد خلقنا الانسان في كبد)
المقسم عليه جواب القسم والغرض من السورة
خلقنا :
الخلق : إيجاد مالم يكن موجودا
ويطلق على إيجاد حالة لها أثر قوي في الذات
الانسان :المراد به الجنس وهو الأظهر وهو قول جمهور المفسرين
وقيل :خصوص أهل الشرك
وقيل : انسان معين الوليد بن المغيرة وقيل أبو جهل وقيل الأشد الجمحي أو الأشدين وقيل عمرو بن عبد ود وقيل الحارث بن عامر
وكلها أقوال ليس لها شاهد ولا يلائمها السياق
والكبد : الاستقامة والاستواء
ومعناه منتصبا وهو رأي ابن مسعود وعكرمة وغيره
وزاد ابن عباس منتصبا في بطن أمه
والمعنى : لقد خلقناه سويا مستقيما كقوله تعالى : (لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم )وهو رأي السعدي
أي في قيامه واعتداله
وقيل:
في كبد : في شدة خلق ...ابن عباس
ألم تر إليه وذكر مولده ونبات أسنانه
في كبد : نطفة ثم علقة ثم مضغة يتكبد فيها الخلق ..مجاهد
في شدة وطلب معيشة سعيد بن جبير
في شدة وطول عكرمة
في مشقة : قتادة
وعن الحسن : يكابد أمرا من أمر الدنيا وأمرا من أمر الآخرة
يكابد مضايق الدنيا ثم القبر والبرزخ وشدائد الآخرة الأشقر
وعن ابن زيد : آدم خلق في السماء فسمي ذلك الكبد
وعن ابن جرير: مكابدة الأمور ومشاقها
فيكون الكبد التعب والمشقة وهو المقصود المناسب للقسم عند ابن عاشور
فيكون التعب الملازم لأصحاب الشرك من اعتقادهم تعدد الآلهة واضطراب رأيهم وهو من قبيل القلب المقبول لشدة تلبس الكبد بالمشرك



فينبغي للانسان عموما أن يسعى في عمل يريحه ويوجب له السرور الدائم وإلا عانى العذاب الشديد
أسأل الله أن يجعلنا من أهل السعادة والنعيم المقيم في جنات ونهر وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .




المراجع :

تفسير القرآن العظيم ابن كثير

التحرير والتنوير ابن عاشور

تيسير الكريم الرحمن السعدي

زبدة التفسير الأشقر

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 26 رمضان 1440هـ/30-05-2019م, 01:07 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

تقويم التطبيقات على درس أسلوب التقرير العلمي

o تقبل الله طاعتكم ويوفقكم لما يحب ويرضى o



ملحوظات حول أسلوب التقرير العلمي في الرسائل التفسيرية.

▪ينبغي عدم الاختصار في تناول مسائل الآية المختارة المتعلقة بمقصد الرسالة .
من المعلوم أنّ أسلوب التقرير العلمي في رسائل التفسير لا يحسن الإغفال عن مسألة خلافية وردت في تفسير الآية ، أو التجاوز عن مسائل في الآية تفيد في تحرير تلك المسألة الخلافية، كأن يكون ترجيح أحد الأقوال متعلق مثلا بمناسبة الآية لما قبلها في الآية .
فعلى الطالب أن يعتني بهذه المسائل ويحررها تحريرا علميا وافيا ، ويراعي فيها قواعد الجمع والترجيح بما تخدم مقصده في التفسير .
▪تجنب الاعتماد على نسخ أقوال المفسرين بشكل كبير دون إعادة صياغتها أو توثيقها .
هذا الجانب يضعف من قيمة الرسالة ؛إذ أن القارئ حينها لا يشعر بأسلوب الكاتب وإنما يقرأ نصوص مقتبسة من كلام أهل العلم .

▪ الحرص على التوثيق وإبراز المراجع المستند إليها .
هذا العنصر لا يمكن إغفاله لأنّ الأمانة العلمية ركيزة أساسية لطالب العلم ؛ وقد فات بعضكم ذلك .

▪ العناية بذكر نظائر الآيات المراد تفسيرها من القرآن والسنة .
▪ يجب العناية أكثر بالمصادر الأصيلة التي تعتني بأقوال الصحابة والتابعين والتي من خلالها يكون التحقق من صحة نسبة الأقوال كتفسير عبد الرزاق و ابن أبي حاتم وتفسير الطبري .
كما نعتني بالتفاسير التي اعتنت بترجيح الأقوال كتفسير ابن جرير وابن عطية وابن عاشور والشنقيطي.
▪ ليس المقصد من أسلوب التقرير العلمي أن يكون عرض الرسالة بإبراز عناوين المسائل بصورة التلخيص المعهودة، ولا أن يترك الطالب الربط بين المسائل وحسن الانتقال بينها، فينبغي له العناية بهذا الجانب حتى تظهر شخصيته وأسلوبه الخاص .



- منى حامد.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ أسلوب التقرير العلمي واضح، لكن فاتكِ الربط بين الآيات ليظهر أسلوبك أكثر.
وكان يحسن بكِ ذكر مصادر الرسالة، فاحرصي على ذلك وفقكِ الله.

- مها عبدالعزيز.أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
. ذكرك للمقدمة أثرى رسالتك أحسنتِ بذكرها.
. انتبهي وفقكِ الله لكتابة الآية؛ قال تعالى [ يوم يدعونا إلى نار جهنم دعا ]والصّواب: {يوم يدعّون إلى نار جهنم دعا}.
. أسلوب التقرير العلمي يتميّز بتفصيل المسائل وذكر الأقوال فيها، فمثلا المراد بالدين لابد من ذكر من قال به من السلف كما أورده ابن جرير في تفسيره، فلا يكفي ذكر الراجح في هذا النوع من أساليب التفسير، وقد أحسنتِ في بيان غيرها من المسائل.
. الأسلوب الاستنتاجي ظاهر أيضا في رسالتك من خلال ذكرك للهدايات، فانتبهي للفرق بين الأسلوبين.
. لديك أسلوب حسن وجميل وفقكِ الله وسددكِ.

- تهاني رشيد.
أحسنتِ ابتداء وفقكِ الله لكنك لم تتمي، فليس المراد بالتقرير العلمي الإشارة للمسائل فقط بل ينبغي تحريرها وذكر الأقوال فيها وإحسان الربط والانتقالات بين معاني الآيات بأسلوبك.
ننتظر إتمامك للرسالة رعاكِ الله.

- محمد العبداللطيف.ج+
أحسنت في استخراجك للمسائل من أقوال المفسرين وذكرها في الرسالة؛ لكن أكثرت من الاقتباسات.
. يحسن أن تحرر المسائل كما سبق لك دراسته فستفيد منها، وتربط بين المسائل بأسلوبك .
. ينبغي عند اقتباس أقوال العلماء أن ينصّ عليها وأن توضع بين علامات التنصيص التي تشير للاقتباس؛ فمثلا :
جملة :(ولا وجه عندي لما قال يصحّ..) أظن أنها من كلام ابن جرير، لكن من لم يطلع على التفسير قد يظنّ أنها من قولك، فينبغي تحري الدقة في النقل وفقك الله.
. فاتك ذكر قائمة المراجع بارك الله فيك .


-آسية أحمد.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
.فاتكِ ذكر أدلة القائلين بالمراد بالصراط المختلفة.

- خليل عبدالرحمن.ب
أحسنت بارك الله فيك.
.ذكرت وفقك الله الاشتقاق لكلمة سبحا ولم تذكر الأقوال في المراد بها، أو بالأحرى ذكرك لها في مسألة مناسبة الآية لما قبلها غير مناسب من حيث تسمية المسألة وموضعها، لذا ينبغي ترتيب المسائل موضوعيا حسب ذكرها في الآية.
. في المسألة الأخيرة أتيت على حاصل الأقوال فيها وأسلوب التقرير العلمي من سماته عرض الأقوال .
تم خصم نصف درجة على التأخير.

- شادن كردي.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
. يحسن استبدال جملة -رأي السعدي- بقولنا: اختيار السعدي.

أوصيك العناية بحسن العرض وعلامات الترقيم والكتابة الإملائية الصحيحة لما لها أثر على جودة الرسالة.
كما أوصيكِ العناية بالربط بين مسائل الآية بالاستفادة من تفسير البقاعي، فله عناية كبيرة في المناسبات بين الآيات.
تم خصم نصف درجة للتأخير.





وفقكم الله ..

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir