فَقَالَ السَّائِلُ: مَا قَوْلُ السَّادَةِ الفقهاء أَئِمَّةِ الدِّينِ فِي آيَاتِ الصِّفَاتِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى}، {ثم استوى على العرش} وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآيَاتِ، وَأَحَادِيثِ الصِّفَاتِ كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ بَيْنَ إصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ) وَقَوْلِهِ: (يَضَعُ الجَبَّارُ قَدَمَهُ فِي النَّارِ) إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَحَادِيثِ، وَمَا قَالَت العُلَمَاءُ، وَابْسُطُوا القَوْلَ فِي ذَلِكَ مَأْجُورِينَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى؟ فَأَجَابَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، قَوْلُنَا فِيهَا مَا قَالَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ، وَمَا قَالَهُ أَئِمَّةُ الهُدَى بَعْدَ هَؤُلاءِ الَّذِينَ أَجْمَعَ المُسْلِمُونَ عَلَى هِدَايَتِهِمْ وَدِرَايَتِهِمْ، وَهَذَا هُوَ الوَاجِبُ عَلَى جَمِيعِ الخَلْقِ فِي هَذَا البَابِ وَغَيْرِه فَإِنَّ اللَّهَ سبحانه وتعالى بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النَّوْرِ بِإِذْنِ ربِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ العَزِيزِ الحَمِيدِ، وَشَهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ بَعَثَهُ دَاعِيًا إِلَيْهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا، وَأَمَرَهُ أَنْ يَقُولَ: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}