(ز)
1: مراتب الهداية الخاصّة والعامّة عشرة مراتب، اذكرها.
مراتب الهداية الخاصة والعامة عشرة مراتب؛
الأولى: تكليم الله سبحانه لعبده يقظة بلا واسطة, وهي أعلى المراتب, كما كلم الله موسى صلوات الله وسلامه على نبينا وعليه, حيث قال تعالى: (وكلم الله موسى تكليما), فأكد الله تعالى بالمصدر (تكليما) ليدل على حقيقة الكلام, ولذلك سمي موسى عليه السلام: كليم الله.
الثانية: مرتبة الوحي المختص بالأنبياء؛ كما قال الله تعالى: (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده), والوحي: هو الإخبار السريع الخفي.
الثالثة: إرسال الرسول الملكي إلى الرسول البشري ليوحي إليه عن الله ما أراد الله تبليغه إياه, وهذا الرسول الملكي قد يأتي في صورته الحقيقية إلى الرسول البشري, أو كهيأة رجل يكلمه ويعاينه, أو يدخل الملك في الرسول البشري ليوحي إليه ثم ينفصم عنه, وهذه الطرق جميعها حصلت مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وهذه المراتب الثلاث إنما هي خاصة بالأنبياء دون غيرهم من البشر.
المرتبة الرابعة: مرتبة التحديث؛ والمحدث: هو من يحدث في قلبه وسره بالشيء فيكون ما حدث به, وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إنه كان في الأمم قبلكم محدثون, فإن يكن في هذه الأمة فعمر بن الخطاب).
وهي مرتبة دون الوحي الخاص ودون الصديقية, فالصديق أعطى فلبه كله, وسره وظاهره وباطنه للرسول, فاستغنى به عما هو منه, وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعرض ما يحدث به على الرسول صلى الله عليه وسلم, فإن قبله, وإلا رده, فإذا كان هذا حال عمر المحدث بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم, فكيف بمن يقول : حدثني قلبي عن ربي؟ لا شك أنه على جهل وخطر عظيم.
المرتبة الخامسة: مرتبة الإفهام؛ قال تعالى: (ففهمناها سليمان), فهو فهم خاص لواقعة معينة, فالفهم نعمة من الله ونور يقذفه الله في قلب من يشاء, فيفهم به ما لا يفهمه غيره, وفيه يتفاوت العلماء حتى عد ألف بواحد. وانظر إلى فهم ابن عباس رضي الله عنه في سورة (إذا جاء نصر الله والفتح..), حيث فهم منها أنها نعي للنبي صلى الله عليه وسلم, ووافقه على ذلك عمر بن الخطاب.
وصاحب الفهم لا يحتاج مع النص إلى غيره, على عكس من لم يؤت الفهم.
المرتبة السادسة: مرتبة البيان العام؛ ويقصد بها تبيين الحق وتمييزه عن الباطل بحيث يكون واضحا جليا, لأن الله تعالى لا يعذب أحدا إلا بعد أن يصله هذا البيان الواضح, قال تعالى: (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون).
فهذا البيان العام هو حجة الله على العباد, فإن بيين لهم ولم يقبلوا, عاقبهم بالضلال, ومن أجل ذلك أرسل الله الرسل ليبينوا للناس دين الله, والله يهدي من يشاء ويضل من يشاء.
وهذا البيان نوعان؛ بيان بالآيات المسموعة المتلوة, وبيان بالآيات المشهودة المرئية.
المرتبة السابعة: البيان الخاص؛ وهو الذي يستلزم الهداية الخاصة, قال تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء).
المرتبة الثامنة: مرتبة الإسماع؛ قال تعالى: (ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون), ولما كان للكلام لفظ ومعنى, فإن سماع الكلام هو حظ الأذن, والمعنى المراد هو حظ القلب, ويترتب عليه القبول والإجابة.
المرتبة التاسعة: مرتبة الإلهام؛ قال تعالى: (ونفس وما سواها.فألهمها فجورها وتقواها).
المرتبة العاشرة: الرؤيا الصادقة؛ وهي من أجزاء النبوة, كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة), وهي مبدأ الوحي, وصدقها بحسب صدق رائيها,وهي عند اقتراب الزمان لا تكاد تخطيء, لبعد عهد النبوة.
والرؤيا ثلاثة أقسام: رحماني, ونفساني, وشيطاني, ولها ملك موكل بها.
2: اذكر دليل ما يلي مما درست: خُسران من لها عن ذكرالله تعالى بغيره.
الدليل على خسران من لها عن ذكر الله قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله.ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون).
3: من الأسباب التي يدفع بها العبد شرّ من حسده وبغى عليه وآذاه، أن يُحْسن إليه، تحدّث عن ذلك مبيّنًا كيف يسهل على النفس بذل هذا السبب العظيم.
لدفع شر الحاسد عشرة أسباب, منها إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه, وكلما ازداد حسدا وشرا, زاد إحسانك إليه, وشفقتك عليه, وهذا من أصعب ما يكون, ولا يوفق إلى ذلك إلا ذو حظ عظيم, قال تعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم.وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم), وقال: (أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤن بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون).
ولعل في أكرم الخلق على الله وأشرفهم – محمد صلى الله عليه وسلم – الصبر والسلوان, فلقد آذاه قومه حتى سال الدم من وجهه الشريف, فجعل يسلت الدم عنه ويقول: (اللهم اغفر لقومي, فإنهم لا يعلمون).
ولعل مما يسهل على النفس هذا السلوك العظيم, ويحبب إليها الإحسان إلى المسيء المؤذي والحاسد, أن العبد بينه وبين ربه ذنوب يرجو من الله أن يغفرها له ولا يعاقبه بها, وينعم عليه بإحسانه وحسن ثوابه.
فإذا كان الأمر كذلك, فإن الجزاء من جنس العمل, وكما تدين تدان,فكما تحب أن يعاملك الله به عامل الناس به, واعف عن الناس, فإن الله يوم الدين ينادي: (من كان له على الله أجر فليقم فلا يقم إلا العافين عن الناس.
فاجعل نصب عينيك أن الله يكون لك كما تكون أنت لخلقه.