المجموعة الثانية
1: ما هي أبواب أصول التفسير؟
باب مقدّمات التفسير ويقصد به إجمال التعريف بعلم التفسير ونشأته ، وتدرّج التأليف فيه، ومصادر التفاسير وأنواعها ومناهج المفسّرين .
باب طرق التفسير ، و يقصد به بحث طرق التفسير المختلفة .
باب أدوات المفسّر و يقصد به المعارف والمهارات التي يستعين بها المفسّر على دراسة مسائل التفسير, وبه أيضا ذكر لما يحتاجه المفسّر من العلوم الأخرى ، وطرق الاستفادة منها .
باب الإجماع في التفسير، ويقصد به دراسة ضوابط الإجماع في التفسير، ومصادر معرفته، وطرق تقريره، والتنبيه على علل دعاوى الإجماع.
باب الخلاف في التفسير، وأنواعه ومراتبه، وطرق الجمع والترجيح والإعلال.
باب الكليات التفسيرية، و يقصد بها أن يفسر اللفظ بمعنى واحد في جميع مواضع وروده في القرآن الكريم ومن المفسرين من يسميها عادات القرآن .
باب أصول دراسة مسائل التفسير، و يقصد به بحث أنواع المسائل التفسيرية، ومصادر بحث كلّ نوع منها، وطرق اختيار المراجع ، وكيفية استخلاص الأقوال، ومراتب التحقق من صحة نسبة الأقوال المنسوبة إلى الصحابة والتابعين، وتخريج الأقوال اللغوية، والفرق بين الأقوال المنصوصة والأقوال المستخرجة، وطرق جمع الأدلة والمرجّحات وتمييزها، وتحرير المسألة التفسيرية، والتنبيه على بعض علل التفسير.
باب مسائل الخلاف القوي، و هذا الباب يعمد فيه المعلّم إلى جُمل من مسائل الخلاف القوي في التفسير فيشرحها للطالب شرحاً يطبّق فيه أصول التفسير؛ فيستفيد الطالب بالتطبيق والدراسة على أصعب ما في مسائل التفسير؛ حتى يضبطها جيّداً بإذن الله تعالى.
باب أساليب التفسير ويقصد بها طريقة تبليغ معاني القرآن للمتلقّين، وتقريبها لهم بما يناسب حال المخاطبين ومقام الحديث .
باب شروط المفسّر وآدابه و يقصد بها شروط تصدّر المفسّر، والآداب الواجبة والمستحبة التي ينبغي للمفسّر أن يحسن معرفتها ويفقه مسائلها.
س2: اذكر أنواع البيان الإلهي للقرآن مع البيان والتمثيل.
الأول: تفسير القرآن للقرآن , ومن هذا التفسير ما هو صريح ومنه ما يدخله الاجتهاد ؛ والذي يعدّ من التفسير الإلهي هو ما يدلّ على المعنى صراحة من غير التباس، وأما التفسير الاجتهادي للقرآن بالقرآن فما أصاب فيه المجتهد مراد الله تعالى، فقد وفق فيه لبيان الله للقرآن بالقرآن، وما أخطأ فيه أو أصاب فيه بعض المعنى دون بعض فلا يصح أن ينسب اجتهاده إلى التفسير الإلهي للقرآن , ومن أمثلة التفسير الصريح قول الله تعالى ( والسماء والطارق . وما أدراك ما الطارق . النجم الثاقب), ففسّر الله تعالى المراد بالطارق بأنه النجم الثاقب , وتفسير القرآن للقرآن على أنواع كثيرة؛ فمنه تفسير إحدى القراءات لغيرها، وقد قال مجاهد بن جبر رحمه الله:(لو كنت قرأت قراءة ابن مسعودٍ لم أحتج أن أسأل ابن عباسٍ عن كثيرٍ من القرآن مما سألت , ومنه تفسير اللفظ بلفظ أشهر منه وأوضح، ومنه بيان المجمل، وتقييد المطلق، وتخصيص العام .
الثاني: تفسير القرآن بالحديث القدسي , وهو أن يرد في الأحاديث القدسية ما يبيّن مراد الله جلّ وعلا ببعض ما ورد في كتابه , كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في هذه الآية : (هو أهل التقوى وأهل المغفرة) قال: قال الله عز وجل) : أنا أهل أن أتقى؛ فمن اتقاني فلم يجعل معي إلها فأنا أهل أن أغفر له) .
الثالث: ما نزل من الوحي على النبيّ صلى الله عليه وسلم لبيان تفسير بعض ما أنزل الله في القرآن، ومن ذلك الأخبار عن المغيّبات وتفصيل ما لا يُدرك إلا بتوقيف من الله تعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلم، فهذا منشؤه من الله تعالى، ولكن لأجل أن لفظه مؤدّى من النبي صلى الله عليه وسلم جرى استعمال أهل العلم على اعتباره من التفسير النبوي.
الرابع: البيان القدري لبعض معاني القرآن , ويلحق بالبيان الإلهي ما يجعله الله من الآيات البينات الدالة على مراده؛ فيقدر أموراً يظهر بها المعنى الذي أراده وقد يكون وهم فيه من وهم، وأخطأ فيه من أخطأ.
عن الزبير بن العوام، قال: " لما نزلت هذه الآية ( واتقوا فتنةً لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصةً) الآية، قال: ونحن يومئذٍ متوافرون، قال: فجعلت أتعجب من هذه الآية: أي فتنةٍ تصيبنا؟ ما هذه الفتنة؟ حتى رأيناها ".
س3: هل فسّر النبي صلى الله عليه وسلم جميع آيات القرآن؟
لقد أمر الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ببيان هذ القرآن للناس كما قال تعالى : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) , وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم ما أنزل إليه من ربّه بياناً تاماً رضيه الله عزّ وجل، وأقام به الحجّة على خلقه، لكن كان بيانه صلى الله عليه وسلم للقرآن على متنوعاً ، ولا يقتضي ذلك أن يستغرق كلّ نوع منها جميع آيات القرآن؛ بل يكفي أن يحصل بمجموع تلك الأنواع بيان شامل، وإن تفاوت الناس في معرفته وإدراكه.
س4: بيّن مكانة الصحابة رضي الله عنهم وإمامتهم في علم التفسير.
لقد اعتنى الصحابة رضي الله عنهم بتفسير القرآن تعلّما وتعليماً ودعوة و كان لصحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم أثر عظيم في معرفتهم بمعاني القرآن , ومنهم من كان له فضل عناية بتلقّي القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم وإقرائه للصحابة وكثرة تلاوته كأبيّ بن كعب وعبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبي الدرداء ومجمّع بن جارية وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري وغيرهم.
و كان للصحابة طرق في تدارس معاني القرآن وتعلّمه وتعليمه , فكان المتصدّرون للإقراء من الصحابة علماء في التفسير، ومحلّ للأسوة والاقتداء، ولم يكن تعليمهم للقرآن مقتصراً على مجرّد أداء الحروف، بل كان تعليما لحروفه ومعانيه، وتفقيها في أحكامه، وإرشاداً لمواعظه وزواجره وآدابه، ولذلك قال أنس بن مالك: ( كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدَّ فينا ) .
ومن طرقهم لتعلم وتعليم كتاب الله , طريقة القراءة والتفسير فعن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن مسعود: " أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرؤوا، وفسر لهم , وطريقة السؤال والجواب بأن يسأل العالم أصحابه؛ فإن أصابوا أقرّهم على صوابهم، وأثنى على علمهم، وإن أخطؤوا بيّن لهم الصواب، ومن أمثلة ذلك:ما روي من تأويل أبو بكرٍ رضي الله عنه لآية: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا )
وقد علموا حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على تلاوة القرآن وتدارسه وكانت من طرئق التدريس والتذاكر عندهم , وكان لتدارسهم القرآن أثر في استثارة معانيه والتفقه فيه، والوقوف على عجائبه, فكان عمر بن الخطاب يسأل ابن عباس عن الشيء من القرآن ثم يقول:( غص غواص) ,كانو يصححون الخطأ الشائع في فهم الآية فعن قيس بن أبي حازم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه خطب فقال: يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله :( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه". رواه الإمام أحمد.
وكانوا يردون على من تأوّل تأولاً خاطئاً في القرآن. ,كما في قصة قدامة بن مظعون حينما شرب الخمر , و كانوا يدعون إلى الله عزّ وجلّ بالقرآن، ويبيّنون للناس ما أنزل الله فيه، بأساليب حسنة فيها تفسير وتقريب، وترغيب وترهيب، وإرشاد وتبصير, وقد تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم أساليب التذكير بالقرآن وآدابه قال أبي وائل، قال: حججت أنا وصاحب لي، وابن عباس على الحج، فجعل يقرأ سورة النور ويفسرها؛ فقال صاحبي: يا سبحان الله، ماذا يخرج من رأس هذا الرجل، لو سمعت هذا الترك لأسلمت .
وكانوا يناظرون المخالفين لكشف شبههم كما فعل ابن عباس مع الخوارج , و كانوا يجيبون السائلين عن معاني القرآن , قال عطاء بن أبي رباح: ( ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس كانوا يجيئون أصحاب القرآن فيسألونه، ثم يجيء أهل العلم فيسألونه، ثم يجيء أصحاب الشعر فيسألونه) , وكان من علماء الصحابة من يجتهد رأيه في التفسير – عند الحاجة - إذا لم يجد نصّاً، وكانوا أقرب الأمة إلى التوفيق للصواب، وذلك مثل اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة .