دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 رجب 1438هـ/20-04-2017م, 02:00 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السابع: مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة الفاتحة

مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير الفاتحة

اختر مجموعة من المجموعات التالية: وأجب على أسئلتها إجابة وافية

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
ب. الوافية
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟

س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. فاتحة الكتاب.
ب. السبع المثاني
س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟
س3: ما الفرق بين اسم السورة ولقبها؟
س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.
س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟
س6: بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة .

المجموعة الثالثة:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم القرآن.
ب. سورة الصلاة.
س2: بيّن أنواع المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة وما حكم كل نوع مع التمثيل.
س3: بيّن أنواع الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين.
س4:
بيّن معاني (المثاني) في النصوص وكلام أهل العلم.
س5: اذكر ثلاثا من صيغ الاستعاذة مع الاستدلال.
س6: اكتب رسالة في خمسة أسطر تتحدث فيها عن فضل سورة الفاتحة.

المجموعة الرابعة:
س1. اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة في فضل سورة الفاتحة وبيّن سبب ضعفها وحكم متنها.
س2:
هل نزلت سورة الفاتحة مرتين؟
س3: عدّد خمسة من الأسماء الثابتة لسورة الفاتحة مع بيان أدلتها.
س4: بيّن معنى الاستعاذة وأقسامها.
س5: بيّن المراد بهمز الشيطان ونفخه ونفثه.
س6: بيّن وقت الاستعاذة لقراءة القرآن؛ هل هي قبل القراءة أو بعدها؟

المجموعة الخامسة:

س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.
س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.

س3: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.
س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 رجب 1438هـ/20-04-2017م, 03:29 PM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.

وردت أحاديث صحيحة صريحة في فضل سورة الفاتحة منها:
1. مارواه البخاري من حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن» قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».
2. مارواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم»
3- ما اتفق عليه الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سَفْرَةٍ سافروها، حتى نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب؛ فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلُدِغ سيّد ذلك الحيّ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعله أن يكون عند بعضهم شيء؛ فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط إن سيّدنا لُدِغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟
فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا؛ فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم؛ فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: {الحمد لله رب العالمين..}؛ فكأنما نُشِطَ من عِقَال؛ فانطلق يمشي وما به قَلَبَة، قال: فأوفوهم جُعْلَهم الذي صالحوهم عليه؛ فقال بعضهم: اقسموا؛ فقال الذي رَقَى: لا تفعلوا حتى نأتيَ النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنذكرَ له الذي كان؛ فننظرَ ما يأمرُنا؛ فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له؛ فقال: «وما يدريك أنها رقية؟!!»
ثم قال: «قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما» فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم).


س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.

ومن أسماء الفاتحة: أم الكتاب.
ورد هذا الاسم في أحاديث وآثار صحيحة
- فمنها ما رواه البخاري من حديث عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب.
قال البخاري في صحيحه من مختصر كلام أبي عبيدة في مجاز القرآن: (وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة)
ومعنى هذا الاسم:


القول الأول: سميت بذلك لتضمنها أصول معاني القرآن؛

القول الثاني: سمِّيت بذلك لتقدمها على سائر سور القرآن الكريم في القراءة في الصلاة وفي كتابة المصاحف، والعرب تسمِّي المقدم أمًّا لأنَّ ما ماخلفه يؤمُّه، فهي أمّ القرآن لأنها مقدّمة في التلاوة في الصلاة وفي الكتاب في المصحف؛ فيبدأ بها كما يبدأ بالأصل.

والصواب الجمع بين المعنيين لصحّتهما، وصحّة الدلالة عليهما، وعدم تعارضهما

وقد ذ,كر عن بعض السلف كراهة تسمية الفاتحة بأمّ الكتاب؛ لأن ذها الاسم من أسماء اللوح المحفوظ كما في قول الله تعالى: {وإنّه في أمّ الكتاب لدينا لعليّ حكيم}، وقوله: {وعنده أمّ الكتاب}.

وذكر ابن كثير وابن حجر كراهة هذه التسمية عن أنس والحسن البصري ولم يثبت ذلك عنهما.

وما ذكر السهيلي من نسبة هذا القول لبقيّ بن مخلد لا يمكن التثبت منه لأن تفسيره مفقود..

ولا شك أن الصواب صحّة التسمية بهذا الاسم لثبوت ذلك نصاً، ولا يمنع اشتراك تسمة اللوح المحفوظ بهذا الاسم ّ تسمية اللوح المحفوظ وقد قال الله تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب} أي مُعظمه وأصله الذي تُرجع إليه معانيه وما تشابه منه؛ فتسمية الآيات المحكمات بأمّ الكتاب لا يعارض تسمية اللوح المحفوظ بهذا الاسم؛ فكذلك لا يمتنع أن تسمّى الفاتحة بهذا الاسم.

قال ابن حجر: (ولا فرق بين تسميتها بأمّ القرآن وأمّ الكتاب، ولعلّ الّذي كره ذلك وقف عند لفظ الأمّ، وإذا ثبتَ النصُّ طاحَ ما دونَه)


ب. الوافية

قال عبد الجبار بن العلاء: (كان سفيان بن عيينة يسمّي فاتحة الكتاب: "الوافية"). رواه الثعلبي.

وفي معنى تسميتها بالوافية قولان:

القول الأول: لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة، وهذا قول الثعلبي.

قال الثعلبي: (وتفسيرها لأنها لا تُنَصَّفُ، ولا تحتَمِلُ الاجتزاء؛ ألا ترى أنَّ كلّ سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الآخر في ركعة كان جائزاً، ولو نُصِّفَت الفاتحة وقرئت في ركعتين كان غير جائز).

والقول الثاني: لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري.

وفي بعض التفاسير تصحّف هذا الاسم إلى الواقية،كتفسير ابن جزي وأبي حيان، وبعض طبعات تفسير ابن كثير

س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟

نسبة هذا القول إلى الامام الزهري فذلك لما روي عنه أنه سورة الفاتحة مدنية في كتاب "تنزيل القرآن" المنسوب إليه.

وهذا الأثر في في إسناده الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث، فلا يصح قول ذلك عنه.

ونسبة إلى أبي هريرة رضي الله عنه لا تثبت أيضاً لما لها علّة

فقد روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة» أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة مختصراً بلفظ: «أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة»

والاسناد وإن كان رجاله ثقات،فإنه معلول بالانقطاع بين أبي هريرة ومجاهد، فإنه مجاهد لم يلق أبي هريرة.

وقد ثبتت النسبة إلى مجاهد:
سُئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: (يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه؛ فرواه أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة، وغيره يرويه عن منصور، عن مجاهد من قوله وهو الصواب)ا.هـ.

ورواه ابن أبي شيبة مقطوعاً على مجاهد من طريق زائدة، عن منصور، عن مجاهد، قال: «الحمد لله رب العالمين أنزلت بالمدينة».

ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: (نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة).

فالقول لا يجوز نسبته إلى أبي هريرة ولكنه ثابت عن مجاهد

قال الحسين بن الفضل البحلي(ت:282هـ): (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). ولكل جواد كبوة.

س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟

نزول سورة الفاتحة من تحت العرش ورد في روايتين ضعيفتين:

أحدهما: حديث صالح بن بشير عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين » رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.

والآخر: حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: حدّثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

ولكن ما صح أنه نزل من تحت العرش هي خواتيم سورة البقرة، فيما رواه الامام مسلم

فعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( فُضّلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرض كلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي

س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
اتفق العلماء على أنّ آيات الفاتحة سبع إلا أنّهم اختلفوا في عدّ البسملة آية منها على قولين:


القول الأول: البسملة آية من الفاتحة، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد، وهي كذلك في العدّ المكي والعدّ الكوفي.

والعدّ المكّي هو المروي عن عبد الله بن كثير المكّي مقرئ أهل مكّة عن مجاهد بن جبر عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب رضي الله عنهم.

والعدّ الكوفي هو المروي عن أبي عبد الرحمن السُّلمي مقرئ أهل الكوفة عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

وقد صحّ هذا القول عن عليّ بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم.

روى أسباط بن نصر، عن السدي، عن عبد خير قال: سُئل علي رضي الله عنه، عن السبع المثاني، فقال: {الحمد لله

فقيل له: إنما هي ست آيات.

فقال: ({بسم الله الرحمن الرحيم} آية). رواه الدارقطي والبيهقي.

- وروى ابن جريج عن ابن عبّاسٍ، أنّه، قال في قول اللّه تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني} قال: (هي فاتحة الكتاب)؛ فقرأها عليَّ ستًّا، ثمّ قال: ({بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} الآية السّابعة). رواه الشافعي وعبد الرزاق وأبو عبيد وابن جرير وابن المنذر.

وأدلة هذا القول: :

1. حديث ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}). أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والدارقطني وغيرهم.

قال الدارقطني: (إسناده صحيح، وكلهم ثقات)، وأعله قوم بالانقطاع، والراجح الوصل

2. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: (( إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا: {بسم الله الرحمن الرحيم}؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و{بسم الله الرحمن الرحيم} إحداها)). رواه الدارقطني والبيهقي من طريق نوح بن أبي بلال، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري , عن أبي هريرة، وهو إسناد صحيح، والموقوف أصح، وله حكم الرفع.

والقول الثاني: لا تعدّ البسملة من آيات سورة الفاتحة، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد، وهو قول باقي أصحاب العدد.

وهؤلاء يعدّون {أنعمت عليهم} رأس آية.

وأدلة هذا القول::

1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)). رواه مسلم في صحيحه وأحمد والبخاري في القراءة خلف الإمام وغيرهما.

2. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ{الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا في آخرها). متفق عليه.

وعدم الجهر بالبسملة عند الاستفتاح لا يستلسزم عدم قراءتها ، وهذه الرواية عن أنس تفسّرها الرواية الأخرى من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: «صلّيت خلف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأبي بكرٍ، وعمر فلم يجهروا ببسم الله الرّحمن الرّحيم».

وخلاصة القول وتحريره:
أنّ الخلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات، فكلاهما متلقى عن القراء، واختيار أحد القولين هو كاختيار أحد القراءتين..

قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله في النشر: (والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأنَّ كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات)ا.هـ.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والفاتحة سبع آيات بالاتفاق، وقد ثبت ذلك بقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (فاتحة الكتاب هي السبع المثاني) وقد كان كثير من السلف يقول البسملة آية منها ويقرؤها، وكثير من السلف لا يجعلها منها ويجعل الآية السابعة {أنعمت عليهم} كما دلَّ على ذلك حديث أبي هريرة الصحيح، وكلا القولين حق؛ فهي منها من وجه، وليست منها من وجه، والفاتحة سبع آيات من وجه تكون البسملة منها فتكون آية. ومن وجه لا تكون منها فالآية السابعة {أنعمت عليهم} لأن البسملة أنزلت تبعاً للسور)ا.هـ.


س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.

حاجة العبد إلى اللجوء إلى ربه واللوذ به، فهو يشعر من داخله بحاجة إلى قوة عظيمة يلجأ إليها تستطيع أن ترفع عنه كل ما يلم به.

-تعين العبد على معرفة خالقه ومعرفة أسمائه وصفاته فيزيد تعظيما لخالقه.

-فإذا عرف العبد خالقه وأدرك فقاقته وفقره إلى خالقه، دفعه هذا لطاعته والتزام أمره

-فالاستعاذة فيها الباعث عند العبد على الخشية والانابة والاخلاص والتوكل والرجاء والصدق في الطاعة والحب لخالقه.

-وفي الاستعاذة الصادقة كف الشرور عن العبد فيفلح في الدنيا والآخرة.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 رجب 1438هـ/20-04-2017م, 05:37 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
فضل سورة الفاتحة:
1. عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن» قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى.

2. عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.

3-عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين}). رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم كلهم من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس به.

س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.

يرجع معنى تسميتها بأم الكتاب إلى قولين لأهل العلم وهما أيضا لمعنى أم القرآن:
الأول لأنه تقدم ويبتدأ بها في التلاوة في الصلاة وأيضا يبدأ بكتابتها في المصاحف ، والعرب تسمي المقدم أمّاً فهو يؤم من خلفه .
قال البخاري في صحيحه: (وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة)
قال ابن الجوزي في زاد المسير: (ومن أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب لأنها أمَّت الكتاب بالتقدم).
جمع ابن جرير بين القولين فقال: (وإنما قيل لها أمَّ القرآن لتسميةِ العربِ كلَّ جامعٍ أمرًا أو مقدَّمٍ لأمرٍ إذا كانت له توابعُ تتبعه هو لها إمام جامع: "أُمًّا")
الثاني : سميت أمّاً للكتاب أو القرآن لأنها تضمنت أصول معاني ما في سور القرآن الكريم . فتضمنت الحمد والثناء والتمجيد والإفراد بالعبادة والإستعانة ، وسؤال الهداية التي من وفق إليها سلك الطريق المستقيم طريق الذين أنعم الله عليهم ، ونجا من طريق المغضوب عليهم والضالين ، وتفصيل هذه المعاني منبثة في سور القرآن ، مع الاحتجاج عليها وضرب الأمثلة والقصص التي تبين وتوضح هذه المعاني.

ب. الوافية
معنى الوافية فيه قولان
الاول: لأنها لا تقرأ في الركعة من الصلاة إلا وافية كاملة لاتجزء ، قاله الثعلبي
قال الثعلبي: (وتفسيرها لأنها لا تُنَصَّفُ، ولا تحتَمِلُ الاجتزاء؛ ألا ترى أنَّ كلّ سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الآخر في ركعة كان جائزاً، ولو نُصِّفَت الفاتحة وقرئت في ركعتين كان غير جائز).
الثاني: فيها جميع معاني القرآن .أي وفت بجميع ما فيه من المعاني . وهذا قول الزمخشري

س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
نسب هذا القول لأبي هريرة رضي الله عنه خطأ وإنما هو من قول مجاهد رحمه الله وهو قول خالف به العلماء ولكن لكل عالم هفوة .فقد روى هذا القول مجاهد عن إبي هريرة وهذا اسناد منقطع فمجاهد لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه
فقد روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة» أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة مختصراً بلفظ: «أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة»
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، فإنّ مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة.
وقد سئل الدار قطني عن هذا الحديث فذكر أنه روي عن منصور ولكن بطريقين أولاً : عن أبي الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة
والثاني : روي عن منصور عن مجاهد من قوله وهو الصواب.
ورواه ابن أبي شيبة مقطوعاً على مجاهد من طريق زائدة، عن منصور، عن مجاهد، قال: «الحمد لله رب العالمين أنزلت بالمدينة».
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: (نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة).
فالقول ثابت عن مجاهد رحمه الله ونسب لأبي هريرة خطأ.
قال الحسين بن الفضل البحلي(ت:282هـ): (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). ذكره الثعلبي.
أما الزهري : فنسب إليه هذا القول لأجل ما روي في كتاب ( تنزيل القرآن) المنسوب إليه أنه عدّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة
وفي إسناده الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.

س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
روي في نزولهامن كنز تحت العرش حديثان ضعيفان ،
الأول : حديث صالح بن بشير عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين » رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
والآخر: حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: حدّثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
والصحيح أن التي نزلت من كنز تحت العرش هي خواتيم سورة البقرة، فقد ذكرت رويتان في ذلك أحدهما رواية حذيفة بن اليمان رضي الله فقد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( فُضّلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرض كلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي)). رواه أبو داوود الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد والنسائي وغيرهم من طريق أبي مالك الأشجعي عن ربعيّ بن حراشٍ عن حذيفة،
وأصل الحديث في صحيح مسلم غير أنّه ذكر الخصلتين الأوليين ثم قال: (وذكر خصلة أخرى..)
قال الألباني: (وهي هذه قطعا).
وأيضا رواية أبي ذرٍّ رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش، ولم يعطهن نبي قبلي».رواه الإمام أحمد من طريق شيبان عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش، عن خرشة بن الحر، عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر رضي الله عنه.
وله طرق أخرى، وقد اختلف الرواة فيه على منصور، وقال الدارقطني:(القول قول شيبان).

س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
اجمع العلماء على أن آيات الفاتحة سبع آيات لكن اختلفوا في كون البسملة منها أم لا.ولهم في ذلك قولان
الأول: البسملة آية من الفاتحةوهو قول الشافعي ورواية عن أحمد ، وهو كذلك في العد المكي والكوفي .
المكي رواية عن مقرأهم عبدالله بن كثير عن مجاهد عن ابن عباس عن أبي بن كعب رضي الله عنهم.
والكوفي رواية عن مقرأهم أبي عبدالرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه.
وصح هذا القول عن علي وعن ابن عباس رضي الله عنهما
- روى أسباط بن نصر، عن السدي، عن عبد خير قال: سُئل علي رضي الله عنه، عن السبع المثاني، فقال: ( {الحمد لله} ).
فقيل له: إنما هي ست آيات.
فقال: ({بسم الله الرحمن الرحيم} آية). رواه الدارقطي والبيهقي.
- وقال ابن جريج: أخبرنا أبي، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه، قال في قول اللّه تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني} قال: (هي فاتحة الكتاب)؛ فقرأها عليَّ ستًّا، ثمّ قال: ({بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}الآية السّابعة). رواه الشافعي وعبد الرزاق وأبو عبيد وابن جرير وابن المنذر.
واستدلوا :
-1. حديث عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}). أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والدارقطني وغيرهم.
قال الدارقطني: (إسناده صحيح، وكلهم
ثقات).
-وحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: (( إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا: {بسم الله الرحمن الرحيم}؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و{بسم الله الرحمن الرحيم} إحداها)). رواه الدارقطني والبيهقي من طريق نوح بن أبي بلال، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري , عن أبي هريرة، وهو إسناد صحيح، والموقوف أصح، وله حكم الرفع.
القول الثاني : لا تعدّ البسملة من الفاتحة وهو قول الأوزاعي وأبي حنيفة ومالك، ورواية عن أحمد، وهو قول باقي أصحاب العدد.وهؤلاء يعدّون {أنعمت عليهم} رأس آية.
واستدلوا
-حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)). رواه مسلم في صحيحه وأحمد والبخاري في القراءة خلف الإمام وغيرهما.
-وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ{الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا في آخرها). متفق عليه.
والصواب أن الإختلاف في عدّ البسملة من الفاتحة كالإختلاف في القراءات ، فكلاهما صحيح متلقى عن القراء المعروفين بالأسانيد المشتهرة عن الصحابة رضي الله عنهم . فمن أختار أحد القولين كمن اختار إحدى القرائتين.
قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله في النشر: (والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأنَّ كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات)
وقال ابن تيمية: (والفاتحة سبع آيات بالاتفاق، وقد ثبت ذلك بقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (فاتحة الكتاب هي السبع المثاني) وقد كان كثير من السلف يقول البسملة آية منها ويقرؤها، وكثير من السلف لا يجعلها منها ويجعل الآية السابعة {أنعمت عليهم} كما دلَّ على ذلك حديث أبي هريرة الصحيح، وكلا القولين حق؛ فهي منها من وجه، وليست منها من وجه، والفاتحة سبع آيات من وجه تكون البسملة منها فتكون آية. ومن وجه لا تكون منها فالآية السابعة {أنعمت عليهم} لأن البسملة أنزلت تبعاً للسور)ا.هـ.

س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
الحكمة والله أعلم لأن الشيطان يسبب لبني كثيرا من الشرور ،التي لا تنفك عن العبد إلا بإلتجاؤه لربه فهو العاصم والدافع لشرور الشيطان فهو يصد العبد عن الطاعات ويلبس عليه أمر دينه ،ويفسد عليه أعمال الصالحة بما يزين له ويوسوس له ، ولا يستطع العبد الضعيف دفع كيد الشيطان إلا بالتجاؤه لربه فهو القادر على ذلك ، كما أن بالتجاء العبد لربه وتعلقه به ليدفع عنه كيد عدوه يثمر في قلبه عبادات جليلة من المحبة والذل والافتقار لربه وصدق التوكل عليه وحسن الظن به ، وأيضا معرفة عدوه ، وعدم الغفلة عنه وعن كيده .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 رجب 1438هـ/21-04-2017م, 06:32 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1. اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة في فضل سورة الفاتحة وبيّن سبب ضعفها وحكم متنها.
1. حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط وقال: (لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليم بن مسلم).
الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي، ودينار زوج أمّه، متروك الحديث.
2- وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين»رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
قال ابن عدي: (هو رجل قاص حسن الصوت، وعامة أحاديثه منكرات ينكرها الأئمة عليه، وليس هو بصاحب حديث، وإنما أتى من قلة معرفته بالأسانيد والمتون، وعندي أنه مع هذا لا يتعمد الكذب، بل يغلط [فيها]).
3-وحديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
س2: هل نزلت سورة الفاتحة مرتين؟
القول بتكرر النزول لا يصحّ إلا بدليل صحيح يُستند إليه. و هذا القول ضعيف.
وجمهور أهل العلم على أنَّ الفاتحة مكيَّة، وهو الصواب، والله تعالى أعلم.
س3: عدّد خمسة من الأسماء الثابتة لسورة الفاتحة مع بيان أدلتها.
1. فاتحة الكتاب
وهو أكثر الأسماء وروداً في الأحاديث والآثار الصحيحة، ففي الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)).
وسمّيت فاتحة الكتاب لأنّها أوّل ما يُستفتح منه، أي يُبدأ به.
قال ابن جرير الطبري: (وسمّيت فاتحة الكتاب، لأنّه يفتتح بكتابتها المصاحف، وبقراءتها الصّلوات، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب والقراءة).
2. ومن أسمائها "فاتحة القرآن"، وهذا الاسم روي عن بعض الصحابة والتابعين: منهم عبادة بن الصامت وأبو هريرة وابن عباس ومحمد بن كعب القرظي، وورد في أحاديث مرفوعة في إسنادها مقال.
وسميت "فاتحة القرآن" باعتبار أنها أوّل ما يقرأ منه لمن أراد قراءة القرآن من أوّله، أو أوّل ما يقرأ من القرآن في الصلاة.
3. ومن أسمائها "الفاتحة" ، هو اسم مختصر من الاسم المشتهر لهذه السورة في الأحاديث والآثار وهو "فاتحة الكتاب".
والتعريف فيه للعهد الذهني، وهو أكثر أسمائها شهرة واستعمالاً عند المسلمين، لاختصاره وظهور دلالته على المراد.
4. ومن أسمائها: "أم القرآن"؛ ودليل هذا الاسم ما ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )).
وفي موطأ الإمام مالك ومسند الإمام أحمد وصحيح مسلم وغيرها من حديث أبي السائب مولى هشام بن زهرة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج هي خداج هي خداج غير تمام).
5. سورة {الحمد لله}
ومن أدلة هذا الاسم حديث ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ({الحمد لله} أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسبع المثاني).رواه أحمد والدارمي والترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
س4: بيّن معنى الاستعاذة وأقسامها.
معنى الاستعاذة
الاستعاذة هي الالتجاء إلى من بيده العصمة من شرِّ ما يُستعاذ منه والاعتصام به.
قال الحصين بن الحمام المري:
فعوذي بأفناء العشيرة إنما ..... يعوذ الذليلُ بالعزيز ليُعصما
قال أبو منصور الأزهري: (يقال: عاذ فلان بربّه يعوذ عَوْذاً إذا لجأ إليه واعتصم به).
والعِصمة هي المنَعَة والحماية ، قال الله تعالى: {لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم}، وقال: {ما لهم من الله من عاصم}.
أقسام الاستعاذة:
الاستعاذة على قسمين:
القسم الأول: استعاذة العبادة، وهي التي يقوم في قلب صاحبها أعمال تعبّدية للمستعاذ به من الرجاء والخوف والرغب والرهب، وقد يصاحبها دعاء وتضرّع ونذر.
وهي تستلزم افتقار المستعيذ إلى من استعاذ به، وحاجته إليه، واعتقاده فيه النفع والضر.
فهذه الاستعاذة عبادة يجب إفراد الله تعالى بها، ومن صرفها لغير الله تعالى فقد أشرك مع الله.
ومن صرفها لغير الله فإنه لا يزيده من استعاذ به إلا ذلاً وخساراً، كما قال الله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجنّ فزادوهم رهقا}.
والقسم الثاني: استعاذة التسبب، وهي ما يفعله المستعيذ من استعمال الأسباب التي يُعصم بها من شر ما يخافه من غير أن يقوم في قلبه أعمال تعبدية للمستعاذ به.
وهذا كما يستعيذ الرجل بعصبته أو إخوانه ليمنعوه من شرّ رجل يريد به سوءاً، فهذه الاستعاذة ليست بشرك لخلوّها من المعاني التعبّدية، فهي أسباب تجري عليها أحكام الأسباب من الجواز والمنع بحسب المقاصد والوسائل.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ستكون فِتَن، القاعِدُ فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من السَّاعي، مَنْ تَشَرَّفَ لها تَسْتَشْرِفْهُ، ومَن وَجَدَ مَلْجأ أو مَعاذا فَلْيَعُذْ به)).
وفي رواية عند مسلم: ((فليستعذ)) ومعناهما واحد، فهي استعاذة تسبب لا استعاذة عبادة.
س5: بيّن المراد بهمز الشيطان ونفخه ونفثه.
قال عمرٌو: «وهمزه: المُوتة، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشّعر». رواه أحمد وأبو داوود وابن ماجه وغيرهم.
س6: بيّن وقت الاستعاذة لقراءة القرآن؛ هل هي قبل القراءة أو بعدها؟
قد نُقل في معنى هذه الآية أربعة أقوال للعلماء:
والأقوال الثلاثة الأولى متفقة على أنَّ الاستعاذة قبل القراءة.
وهي:
القول الأول: إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وهذا قول جمهور أهل العلم، فإنّ العرب تطلق الفعل على مقاربته، كما في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)).
وهو قول جمهور العلماء، وممن قال به: ابن جرير، وابن خزيمة، والطحاوي، والبيهقي، وابن عطية، وابن الجوزي، وابن تيمية، وغيرهم.
وقال به من علماء اللغة: يحيى بن سلام، والزجاج، وابن الأنباري، والنحاس، وابن سيده، وغيرهم.
والقول الثاني: في الآية تقديم وتأخير، والتقدير إذا استعذت بالله فاقرأ القرآن، وهذا قول أبي عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن.
وقد ردّه ابن جرير رحمه الله بقوله: (كان بعض أهل العربيّة يزعم أنّه من المؤخّر الّذي معناه التّقديم، وكأنّ معنى الكلام عنده: وإذا استعذت باللّه من الشّيطان الرّجيم فاقرأ القرآن، ولا وجه لما قال من ذلك، لأنّ ذلك لو كان كذلك لكان متى استعاذ مستعيذٌ من الشّيطان الرّجيم لزمه أن يقرأ القرآن)ا.هـ.
والقول الثالث: إذا قرأت فاجعل مع قراءتك الاستعاذة، وهذا قول ثعلب.
قال كما في مجالسه: (في قوله عز وجل: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم "قال: هذا مثل الجزاء، مثل قولهم إذا قمت قمت، وإذا فعلت فعلت، وقيامى مع قيامك، أي الاستعاذة والقرآن معاً، أي اجعل مع قراءتك الاستعاذة، كقولهم: اجعل قيامك مع قيام زيد).
أما القول الرابع فهو : إذا فرغت من قراءتك فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وهذا القول روي عن أبي هريرة رضي الله عنه، ونُسب القول به إلى الإمام مالك، وحمزة الزيات القارئ، وأبي حاتم السجستاني، وداود بن عليّ الظاهري.
وكلّ هؤلاء لا تصحّ نسبة هذا القول إليهم، وقد شاعت نسبته إليهم في كتب التفسير وبعض شروح الحديث، وقد أحسن ابن الجزري - رحمه الله- بيانَ علل هذه الروايات في كتابه "النشر في القراءات العشر" وخطَّأ من نسبها إليهم، وقال في وقت الاستعاذة: (هو قبل القراءة إجماعاً ولا يصح قولٌ بخلافه، عن أحد ممن يعتبر قوله، وإنما آفة العلم التقليد).
ثم قال بعد توجيه معنى الآية على القول الأول: (ثم إن المعنى الذي شرعت الاستعاذة له يقتضي أن تكون قبل القراءة؛ لأنها طهارة الفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث وتطييب له، وتهيؤ لتلاوة كلام الله تعالى، فهي التجاء إلى الله تعالى، واعتصام بجنابه من خلل يطرأ عليه، أو خطأ يحصل منه في القراءة وغيرها وإقرار له بالقدرة، واعتراف للعبد بالضعف والعجز عن هذا العدو الباطن الذي لا يقدر على دفعه ومنعه إلا الله الذي خلقه).ا.هـ.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 رجب 1438هـ/21-04-2017م, 10:01 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

المجموعة الأولى
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
ورد في فضل سورة الفاتحة أحاديث عديدة منها :
1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم "رواه البخاري
2- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال : "ألا أخبرك بأفضل القرآن : فتلا عليه (الحمد لله رب العالمين ) رواه النسائي
3- حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم" فنزل منه مَلَك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم في صحيحه

س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
ورد في هذا الاسم أحاديث وآثار صحيحة ، منها :
- ما رواه البخاري من حديث عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب.
- ومن الآثار ما رواه مسلم عن عطاء قال: قال أبو هريرة: «في كل صلاة قراءة فما أسمعنا النبي صلى الله عليه وسلم، أسمعناكم، وما أخفى منا، أخفيناه منكم، ومن قرأ بأم الكتاب فقد أجزأت عنه، ومن زاد فهو أفضل».
وفي معنى تسميتها بأم الكتاب أقوال لأهل العلم يمكن إرجاعها إلى قولين:
القول الأول: سميت بذلك لتضمنها أصول معاني القرآن؛ فهي أم الكتاب باعتبار أن ما تضمنته من المعاني جامع لما تضمنته سائر سورِهِ .
القول الثاني: سمِّيت بذلك لتقدمها على سائر سور القرآن الكريم في القراءة في الصلاة وفي كتابة المصاحف .
قال البخاري في صحيحه: وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة.
قال ابن الجوزي في زاد المسير: ومن أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب لأنها أمَّت الكتاب بالتقدم.
والصواب الجمع بين المعنيين لصحّتهما، وصحّة الدلالة عليهما، وعدم تعارضهما.
وقد روي عن بعض السلف كراهة تسمية الفاتحة بأمّ الكتاب؛ لأنه اسم من أسماء اللوح المحفوظ كما في قول الله تعالى: {وإنّه في أمّ الكتاب لدينا لعليّ حكيم}، وقوله: {وعنده أمّ الكتاب}.
ويقرأ: {وعنده أم الكتاب} ولكن يقول: "فاتحة الكتاب".
والصواب صحّة التسمية بهذا الاسم لثبوت النص به، ولأنّ تسمية اللوح المحفوظ بأمّ الكتاب لا تمنع اشتراك الاسم، وقد قال الله تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب} أي مُعظمه وأصله الذي تُرجع إليه معانيه وما تشابه منه؛ فتسمية الآيات المحكمات بأمّ الكتاب لا يعارض تسمية اللوح المحفوظ بهذا الاسم؛ فكذلك لا يمتنع أن تسمّى الفاتحة بهذا الاسم.

ب. الوافية
قال عبد الجبار بن العلاء: كان سفيان بن عيينة يسمّي فاتحة الكتاب: "الوافية". رواه الثعلبي.
وفي معنى تسميتها بالوافية قولان:
القول الأول: لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة، وهذا قول الثعلبي.
والقول الثاني: لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري.
وهذا الاسم ذكره: الثعلبي والزمخشري والرازي والقرطبي والبيضاوي وابن كثير وابن حجر العسقلاني والعيني والسيوطي والشوكاني وغيرهم.
وتصحَّف هذا الاسم في تفسير ابن جزيء وتفسير أبي حيان وبعض طبعات تفسير ابن كثير إلى "الواقية".

س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
صح عن مجاهد قوله بأن سورة الفاتحة مدنية ، ولم يصح عن أبي هريرة والزهري القول بهذا ، وما نُسب إليهما فهو خطأ .
فقد روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: "رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة "
وقد سُئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال : "رويه منصور بن المعتمر واختلف عنه؛ فرواه أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة، وغيره يرويه عن منصور، عن مجاهد من قوله وهو الصواب "ا.هـ.
ورواه ابن أبي شيبة مقطوعاً على مجاهد من طريق زائدة، عن منصور، عن مجاهد، قال: «الحمد لله رب العالمين أنزلت بالمدينة».
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن عن مجاهد، قال : "نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة" .
فالأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله، لكنْ وصله إلى أبي هريرة خطأ.
قال الحسين بن الفضل البحلي : "لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه "
وأما نسبة هذا القول إلى محمّد بن مسلم الزهري فلأجل ما روي عنه في كتاب "تنزيل القرآن" المنسوب إليه، وأنه عدَّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة، وفي إسناده الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.

س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
روي في نزول سورة الفاتحة من كنز تحت العرش حديثان ضعيفان:
أحدهما: عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين »
وقد روي من طريق صالح بن بشير ، قال النسائي: متروك الحديث.
والآخر: عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: حدّثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش).
وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
أما ما صح فإن الذي نزل من تحت العرش هو خواتيم سورة البقرة ، وقد صح ذلك من حديث حذيفة بن اليمان وأبي ذر رضي الله عنها .

س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
اتّفق العلماء على أنّ آيات الفاتحة سبع إلا أنّهم اختلفوا في عدّ البسملة آية منها على قولين:
القول الأول: البسملة آية من الفاتحة، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد، وهي كذلك في العدّ المكي والعدّ الكوفي.
وقد صحّ هذا القول عن عليّ بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم.
- فقد سُئل علي رضي الله عنه، عن السبع المثاني، فقال: {الحمد لله} فقيل له: إنما هي ست آيات ، فقال: {بسم الله الرحمن الرحيم} آية. رواه الدارقطي والبيهقي.
- وروي عن ابن عبّاسٍ، أنّه، قال في قول اللّه تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني} قال: (هي فاتحة الكتاب)؛ فقرأها عليَّ ستًّا، ثمّ قال: ({بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} الآية السّابعة).
واستُدلَّ لهذا القول بأحاديث منها:
1. ما روي عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}). أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والدارقطني وغيرهم.
2. حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: (( إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا: {بسم الله الرحمن الرحيم}؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و{بسم الله الرحمن الرحيم} إحداها)). رواه الدارقطني والبيهقي
والقول الثاني: لا تعدّ البسملة من آيات سورة الفاتحة، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد، وهو قول باقي أصحاب العدد.
وهؤلاء يعدّون {أنعمت عليهم} رأس آية.
واستُدلّ لهذا القول بأحاديث منها:
1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)). رواه مسلم في صحيحه وأحمد والبخاري في القراءة خلف الإمام وغيرهما.
2. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ{الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا في آخرها). متفق عليه.
وعدم الجهر بالبسملة لا يقتضي عدم قراءتها، وهذه الرواية عن أنس تفسّرها الرواية الأخرى من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ، قال:«صلّيت خلف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأبي بكرٍ، وعمر فلم يجهروا ببسم الله الرّحمن الرّحيم».
القول الراجح :
والصواب أنّ الخلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات إذ كلا القولين متلقّيان عن القرّاء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومن اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين.
قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله في النشر: (والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأنَّ كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات)ا.هـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والفاتحة سبع آيات بالاتفاق، وقد ثبت ذلك بقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (فاتحة الكتاب هي السبع المثاني) وقد كان كثير من السلف يقول البسملة آية منها ويقرؤها، وكثير من السلف لا يجعلها منها ويجعل الآية السابعة {أنعمت عليهم} كما دلَّ على ذلك حديث أبي هريرة الصحيح، وكلا القولين حق؛ فهي منها من وجه، وليست منها من وجه، والفاتحة سبع آيات من وجه تكون البسملة منها فتكون آية. ومن وجه لا تكون منها فالآية السابعة {أنعمت عليهم} لأن البسملة أنزلت تبعاً للسور)ا.هـ.

س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
شرع الله سبحانه وتعالى الاستعاذة لما لها من ثمرات عظيمة تقوم في قلب المؤمن ، ومن هذه الثمرات :
1- خشية الله سبحانه لما يقوم بقلب العبد من معرفة بأسماء الله سبحانه وصفاته ، والمعرفة بما فرط من أوامر الله فيخشى سخطه وعقابه .
2- الإنابة إلى الله لأجل ما يقوم في قلبه من الإقبال على ربه والإعراض عما سواه .
3- الصدق لأجل أن المستعيذ صادق في طلب الإعاذة لشدّة حاجته إلى من يعصمه، واجتهاده في ذلك.
4- الإخلاص لأجل أن المؤمن يفزع إلى ربّه جلّ وعلا لا إلى غيره؛ فيستعيذ به وحده.
5- التوكّل لأجل ما يقوم في قلب العبد من التفويض وعزمه على اتّباع هدى الله .
6- الاستعانة لأجل معرفته بحاجته إلى عون الله تعالى على اتّباع هداه ليعصمه من شرّ ما استعاذ منه.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 رجب 1438هـ/22-04-2017م, 04:13 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي


المجموعة الرابعة:
س1. اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة في فضل سورة الفاتحة وبيّن سبب ضعفها وحكم متنها.
١/ حديث أبان، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن»رواه عبد بن حميد مرفوعاً، ورواه الفريابي في تفسيره كما في الدر المنثور، وابن مروان الدينوري في المجالسة كلاهما موقوفاً على ابن عباس بلفظ: «فاتحة الكتاب ثلثا القرآن».
-من الأحاديث التي يتوقف في معناها ،فلايثبت ولاينفى إلا بدليل صحيح ،فهذا الحديث اختلف في ضعف الإسناد ، هل هو ابان بن صمعه ،فهو ثقة لكنه اختلط بعد أن اسن ،أو ابان ابن ابي عياش فهو متروك الحديث ، فحسن الويصري الحديث ، وضعفه ابن حجر والألباني لإختلاف تعيين أبان .
٢/ وحديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن» رواه الطبراني في الأوسط.
ورواه ابن الشجري في أماليه من طريق سليمان بن أحمد عن صلة بن سليمان الأحول عن ابن جريج به.
- لضعف الراوي ،يكون في متنه نكارة أو مخالفة لما صح من النصوص الصحيحة ،ومجازفة في هذا الكلام من ضعفاء الرواة ، وسليمان الواسطي متروك الحديث .
٣/ حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط .
- المتون صحيحة لانكارة فيها ، لكن هناك أدلة صحيحة يغنى بها عن هذه الأسانيد الضعيفة ، فهذا الحديث تفرد به سليم بن مسلم ، وروي عن الحسن بن دينار وهو متروك الحديث ، وقد صحّ ما يغني عنه من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني». رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما.
س2: هل نزلت سورة الفاتحة مرتين؟
نزلت أقوال ضعيفة الإسناد ، فلايصح القول بنزولها مرتين ، وهو قول ضعيف .
قال الواحدي: (وقال الحسين بن الفضل: سميت مثاني؛ لأنها نزلت مرتين اثنتين؛ مرة بمكة في أوائل ما نزل من القرآن، ومرة بالمدينة)ا.هـ.
وقال البغوي: (وقال الحسين بن الفضل: سميت مثاني لأنها نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة كل مرة معها سبعون ألف ملك).
فلا يخفى أن الحسين بن الفضل من كبار المفسرين ،لكن له تفسير مفقود ،ينقل عنه الثعلبي والواحدي كثيراً ، فحمل بعض المفسرين كالشوكاني الجمع بين القولين ، وهو جمع فيه نظر ،لايصح نسبته إلا بإسناد صحيح ، والله أعلم .
س3: عدّد خمسة من الأسماء الثابتة لسورة الفاتحة مع بيان أدلتها.
١/فاتحة الكتاب ، من الأسماء الأكثر وروداً في الأحاديث الصحيحة ،من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)). وسميت بذلك لأنه أول مايستفتح ويبدأ به .
٢/أم القرآن ، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم ))، صححه البخاري .
وسميت بذلك ،لما تضمنته من معاني وأصول القرآن ، وقيل لتقدمها على سائر السور في القراءة في الصلاة .
٣/ أم الكتاب ، لحديث أبو هريرة: «في كل صلاة قراءة فما أسمعنا النبي صلى الله عليه وسلم، أسمعناكم، وما أخفى منا، أخفيناه منكم، ومن قرأ بأم الكتاب فقد أجزأت عنه، ومن زاد فهو أفضل” ،صحيح مسلم
وسميت بذلك ، لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف ، وفي قراءتها بالصلاة .
٤/ سورة الحمد لله ، وهو اختصار لقوله ( الحمد لله رب العالمين ) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ({الحمد لله} أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسبع المثاني).رواه أحمد والدارمي والترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
٥/ القرآن العظيم ،عن أبي هريرة وأبيّ بن كعب وأبي سعيد بن المعلّى: (( { الحمد لله رب العالمين } هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )).
وبه فسّر قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.
س4: بيّن معنى الاستعاذة وأقسامها.
معنى الاستعاذة
الاستعاذة هي الالتجاء إلى من بيده العصمة من شرِّ ما يُستعاذ منه والاعتصام به.
أقسامها :-
القسم الأول :-استعاذة العبادة
وهي ماتقوم بقلب العبد المؤمن ،وافتقاره وحاجته ، من التضرع واللجوء إلى الله بالدعاء والخوف والرجاء والإنابة والتوكل ، لرفع الضر وجلب النفع ، وهي عبادة قائمة لله وحده ، لايصرفها لغيره .
قال الله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجنّ فزادوهم رهقا}.
القسم الثاني :- استعاذة التسبب .
وهي مايفعله المستعيذ من الأخذ بالأسباب التي تعصمه من شر مااستعاذ به ، دون صرف شيء من العبادة للمستعاذ به ، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ستكون فِتَن، القاعِدُ فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من السَّاعي، مَنْ تَشَرَّفَ لها تَسْتَشْرِفْهُ، ومَن وَجَدَ مَلْجأ أو مَعاذا فَلْيَعُذْ به)).
س5: بيّن المراد بهمز الشيطان ونفخه ونفثه.
المراد بهم :-
وهمزه: المُوتة
ونفخه: الكبر
ونفثه: الشّعر
وكان النبي الكريم يستعيذ منهم ، عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر، ثم يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك»، ثم يقول: «لا إله إلا الله»ثلاثا، ثم يقول: «الله أكبر كبيرا» ثلاثا، «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه» رواه أحمد والدارمي وأبو داوود والترمذي وابن خزيمة وغيرهم.
س6: بيّن وقت الاستعاذة لقراءة القرآن؛ هل هي قبل القراءة أو بعدها؟
قال تعالى :( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} .
في هذه المسألة أقوال :-
١- قال جمهور أهل العلم ، مثل ابن عطية ،وابن جرير ،وابن تيمية ،وابن الجوزي وغيرهم ،يستعذ بالله قبل الإقدام على القراءة ، لأن عادة العرب تطلق الفعل عند مقاربته ،كما في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث))، اي إذا اراد أو قارب الدخول للخلاء .
٢- في الآية تقديم وتأخير ، فمن استعاذ بالله من الشيطان الرجيم لزمه قراءة القرآن ، ذكره أبي عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن.
وقد ردّه ابن جرير رحمه الله بقوله: (كان بعض أهل العربيّة يزعم أنّه من المؤخّر الّذي معناه التّقديم، وكأنّ معنى الكلام عنده: وإذا استعذت باللّه من الشّيطان الرّجيم فاقرأ القرآن، ولا وجه لما قال من ذلك، لأنّ ذلك لو كان كذلك لكان متى استعاذ مستعيذٌ من الشّيطان الرّجيم لزمه أن يقرأ القرآن)ا.هـ.
٣-وقيل إذا قرأت فاجعل مع قراءتك الاستعاذة، وهذا قول ثعلب.
فقال هي مثل الجزاء ، وربط الإستعاذة بالقراءة ، اذا استعذت فاقرأ ، وإذا قرأت فاستعذ ..
وهذه الأقوال الثلاثة متفقة على أن الإستعاذة قبل القراءة .
٤- الإستعاذة عند الفراغ والإنتهاء من القراءة ، ونسب القول لأبي هريرة والإمام مالك ، وأبي حاتم السجستاني ،وداوود الظاهري ، وهذا لايصح نسبة القول لهم ، وقد أحسن ابن الجزري - رحمه الله- بيانَ علل هذه الروايات في كتابه "النشر في القراءات العشر" وخطَّأ من نسبها إليهم، وقال في وقت الاستعاذة: (هو قبل القراءة إجماعاً ولا يصح قولٌ بخلافه، عن أحد ممن يعتبر قوله، وإنما آفة العلم التقليد).
ثم قال بعد توجيه معنى الآية على القول الأول: (ثم إن المعنى الذي شرعت الاستعاذة له يقتضي أن تكون قبل القراءة؛ لأنها طهارة الفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث وتطييب له، وتهيؤ لتلاوة كلام الله تعالى، فهي التجاء إلى الله تعالى، واعتصام بجنابه من خلل يطرأ عليه، أو خطأ يحصل منه في القراءة وغيرها وإقرار له بالقدرة، واعتراف للعبد بالضعف والعجز عن هذا العدو الباطن الذي لا يقدر على دفعه ومنعه إلا الله الذي خلقه).ا.هـ.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26 رجب 1438هـ/22-04-2017م, 05:09 PM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم القرآن.
لأهل العلم قولين لسبب تسميتها بأم القرآن وهناك قول آخر جمع بين القولين
القول الأول : هي أم القرآن لتضمنها أصول معاني القرآن كافة بشكل موجز كاف وواف وباقي سور القرآن تفصيل وبيان لهذه المعاني ، فهي جامعة لمعاني الحمد والتمجيد والثناء والاستعانة والاستعاذة وسؤال الهداية بسلوك طريق الصالحين والابتعاد عن طريق المغضوب عليهم والضالين وهذا القول ذكره بمعناه جماعة من المفسرين.

1- القول الثاني راجع لمعناها اللغوي حيث أن العرب تسمِّي المقدم أمًّا لأنَّ ما ماخلفه يؤمُّه، فهي أمّ القرآن لأنها مقدّمة في التلاوة في الصلاة وفي الكتاب في المصحف؛ فيبدأ بها كما يبدأ بالأصل. وهذا القول ذكره بمعناه أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، والبخاري في صحيحه، وقد قال ابن الجوزي في زاد المسير: (ومن أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب لأنها أمَّت الكتاب بالتقدم).
2- أما القول الثالث الجامع لهذين القولين فهو قول ابن جرير: (وإنما قيل لها أمَّ القرآن لتسميةِ العربِ كلَّ جامعٍ أمرًا أو مقدَّمٍ لأمرٍ إذا كانت له توابعُ تتبعه هو لها إمام جامع: "أُمًّا").
الدليل على هذا الاسم أنه من أسماء الفاتحة :
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )).
2- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج هي خداج هي خداج غير تمام " موطأ الإمام مالك ومسند الإمام أحمد وصحيح مسلم وغيرها من حديث أبي السائب مولى هشام بن زهرة

ب. سورة الصلاة.
واختلف في سبب هذه التسمية على قولين، وهناك قول ثالث يوجه هذان القولان
القول الأول: لأنّ الصلاة لا تجزئ إلا بها، قال به الثعلبي والزمخشري والبيضاوي.
والقول الثاني: للحديث القدسي: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي...) الحديث، رواه مسلم، وقال بهذا قول النووي والقرطبي وابن كثير. والمراد بالصلاة هنا الفاتحة،
القول الثالث الذي يوجه تالقولان السابقان : أنّ الفاتحة صلة بين العبد وربّه، ويتحقق بها معنيا الصلاة:
- فهي صلاة من العبد لربّه باعتبار دعائه وثنائه على الله وتوجّهه إليه.
-وصلاة من الله على عبده باعتبار إجابة الله لعبده وذكره له ورحمته إياه وإعطائه سؤله.

س2: بيّن أنواع المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة وما حكم كل نوع مع التمثيل
المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة فهي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: متون صحيحة المعنى لا نكارة فيها، قد دلّت عليها أدلّة أخرى، فيكون في الأدلة الصحيحة ما يُغني عن الاستدلال بما روي بالأسانيد الضعيفة، وقد تُصحح بعض مرويات هذا النوع إذا كان الإسناد غير شديد الضعف.
مثالها : حديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب الذي تفرد به سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها»
متن الحديث صحيح المعنى ، ضعيف لأن الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي، ودينار زوج أمّه، متروك الحديث.
وهناك دليل صحيح يغني عن الاستدلال به وهو : حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني». رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما.
2. وحديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض»
قال الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.
وهناك دليل صحيح يغني عن الاستدلال به ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»:

والنوع الثاني: ما يُتوقّف في معناه فلا يُنفى ولا يُثبت إلا بدليل صحيح، فمرويّات هذا النوع تُردُّ حكماً لضعف إسنادها؛ لكن لا يقتضي ذلك نفي المتن ولا إثباته؛ إلا أن يظهر لأحد من أهل العلم وجه من أوجه الاستدلال المعتبرة فيخرج من هذا النوع ويحكم بنفيه أو إثباته، ومن لم يتبيّن له الحكم فيكل علمَ ذلكَ إلى الله تعالى.
ومن أمثلته:
1. حديث أبان، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن»رواه عبد بن حميد مرفوعاً، ورواه الفريابي في تفسيره كما في الدر المنثور، وابن مروان الدينوري في المجالسة كلاهما موقوفاً على ابن عباس بلفظ: «فاتحة الكتاب ثلثا القرآن».
وضعف الحديث لاختلافهم في أبان هذا من هو؛
- أنه أبان بن صمعة، وهو ثقة لكنّه اختلط بعدما أسنّ. البوصيري ،وقد حسّن البوصيري إسناد الحديث
- أنه أبان ابن أبي عياش البصري، وهو متروك الحديث، الألباني لهذا ضعّفه جداً؛ لضعف أبان، وضعف شهر بن حوشب
- (أبان هو الرقاشي: متروك)، ولعله أراد أبان ابن أبي عياش، فسبق ذهنه إلى يزيد بن أبان الرقاشي،

والنوع الثالث: ما يكون في متنه نكارة أو مخالفة لما صحّ من النصوص أو مجازفة بكلام عظيم لا يُحتمل من ضعفاء الرواة.
ومن أمثلته:
حديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات» في مسند الفردوس،
ويوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث.
قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة.
وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.

وقد يقع في بعض المرويات ما يتردد بين نوعين، وما يختلف فيه أهل العلم تصحيحاً وتضعيفاً.

س3: بيّن أنواع الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين.
الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين على نوعين:
 أقوال منصوصة، تدلُّ بنصّها على ما استدلَّ بها عليه، وهذه الأقوال يكون فيها الصحيح والضعيف من جهة الإسناد ومن جهة المتن.
 أقوال مستخرجة على أصحابها؛ لم يقولوا بنصّها؛ لكنّها فُهمت من قصّة وقعت لهم، أو من نصّ آخر على مسألة أخرى؛ ففُهم من ذلك النص أنه يلزم منه أن يقول في هذه المسألة بكذا وكذا، أو بطرق أخرى من طرق الاستخراج. واستخراج الأقوال على قسمين:
- نوع قد جرى عمل العلماء على نسبته ؛ لظهور الدلالة عليه ولزومه لقول صاحبه مع ظهور التزامه به، فهو استخراج ظاهر - ومع هذا فيفضّل عند السعة والبسط أن يبيّن أنه قول مستخرج.
- ونوع لا يصحّ أن ينسب إلى العالم القول بمقتضاه إما لخفاء وجه الدلالة، أو عدم ظهور وجه اللزوم، أو وجود نصّ آخر له يعارض هذا اللزوم فهو استخراج غير ظاهر؛ ، وهذا القسم من الاستخراج وقد تساهل في ذلك بعض المفسرين، فينُقل عنه ويشيع.
- وقد يجتمع مع عدم صراحة الدلالة عدم صحّة الرواية، ثم ينتشر القول في كتب المفسّرين بسبب كثرة نقل بعضهم عن بعض إلى أن ينبّه إلى ذلك بعض العارفين بالأسانيد من أهل الحديث والتفسير

س4: بيّن معاني (المثاني) في النصوص وكلام أهل العلم.
"المثاني" اسم مشترك لمعانٍ متعدّدة لا تعارض بينها، وأكثرها صحيح لا خلاف فيه، وفي بعضها ما استخرج فهماً لا نصاً، والسياق يحدد المعنى المراد
وهي على ستة معانٍ
1- القرآن كله مثانٍ، واستُدِلَّ له بقول الله تعالى: {الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابها مثاني تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله}.
2-آيات سورة الفاتحة، وبه فُسِّرَ قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} على أحد الأقوال كما تقدّم.
3- السور السبع الطوال، وبه فسرت الآية {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} على أحد الأقوال
4- أنها سور الربع الثالث من القرآن وهي ما بين المئين والمفصل على أحد الأقوال في معنى حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه مرفوعاً: (أعطيت السبع الطول مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل) رواه أبو عبيد وأبو داوود الطيالسي وأحمد وابن جرير وغيرهم من طريق قتادة عن أبي المليح عن واثلة، وهو حديث حسن إن شاء الله.
5- أنها ما كانت آياتها دون المائة وليست من المفصل، وهذا القول ذكره البيهقي في شعب الإيمان، واستدلّ له بقول ابن عباس: (قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" فوضعتموها في السبع الطول) رواه أحمد وأبو داوود والترمذي والنسائي في الكبرى من طريق عوف الأعرابي عن يزيد الفارسي عن ابن عباس، ويزيد الفارسي ذكره البخاري في الضعفاء، وقال أبو زرعة: لا بأس به، ولعل الراجح أنه ممن لا يقبل تفرّده بمثل هذا الخبر.
6- أنها أنواع معاني القرآن؛ فهو أمر ونهي، وبشارة ونذارة، وضرب أمثال، وتذكير بالنعم، وأنباء.
وهذا القول روى معناه ابن جرير عن زياد بن أبي مريم في تفسير قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} قال: (أعطيتك سبعةَ أجزاءٍ: مُرْ، وانْهَ، وبشِّرْ، وأنذِرْ، واضربِ الأمثال، واعدُدِ النّعم، وآتيتك نبأَ القرآن).
ولا دليل على تفسير الآية بهذا المعنى ، وهو مخالف لما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه

س5: اذكر ثلاثا من صيغ الاستعاذة مع الاستدلال.
من صِيَغ الاستعاذة:
1- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهي أصحّ ما روي من صيغ الاستعاذة وهو قول أبي حنيفة والشافعي ورواية عن أحمد، وهو المختار عند القراء.
يستدل عليها بحديث سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: استبّ رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه، مغضبا قد احمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إني لأعلم كلمة، لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: ))فقالوا للرجل: (ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟)قال: (إني لست بمجنون). رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن سليمان بن صرد رضي الله عنه.
2- أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه
ويستدل به: عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر، ثم يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك»، ثم يقول: «لا إله إلا الله» ثلاثا، ثم يقول: «الله أكبر كبيرا» ثلاثا، «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه» رواه أحمد والدارمي وأبو داوود والترمذي وابن خزيمة وغيرهم.
3- أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وهو رواية عن أحمد.
ماستدل به ما رواه ابن جريج عن نافع، عن ابن عمر، كان يتعوذ يقول: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»، أو «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم» رواه ابن أبي شيبة.

س6: اكتب رسالة في خمسة أسطر تتحدث فيها عن فضل سورة الفاتحة.
سورة الفاتحة كثيرة الفضائل فهي أعظم سور القرآن ،فرضها الله على كلّ مسلم قادر على تلاوتها أن يقرأها في كلّ ركعة من صلاته، وعظّم ثواب تلاوتها، قال النووي :"فِيهِ وُجُوب قِرَاءَة الْفَاتِحَة وَأَنَّهَا مُتَعَيِّنَة لَا يُجْزِي غَيْرهَا إِلَّا لِعَاجِزٍ عَنْهَا"
وهي أفضل سورة في القرآن ، "....مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا)
جمعت أنواع التوحيد الثلاثة ، الربوبية والإلوهية والأسماء والصفات ،
هي أنفع الدعاء " إياك نعبد وإياك نستعين " سؤال العبد العون على مرضاة الله
- فيها شفاء القلوب والأبدان :
حيث أن اعتلال القلوب وأسقامها على أصلين
1- فساد العلم ويترتب عليه داء الضلال وشفاءه بسؤال الله الهداية بكل صلاة وبكل ركعة
2- فساد القصد ويترتب عليه الغضب وشفاءه بتحقيق إياك نعبد وإياك نستعين علما ومعرفة وحالا " مختصر ماقاله ابن القيم "
فيها شفاء الأبدان :
- التَّصْرِيح بِأَنَّهَا رُقْيَة ، فَيُسْتَحَبّ أَنْ يُقْرَأ بِهَا عَلَى اللَّدِيغ وَالْمَرِيض وَسَائِر أَصْحَاب الْأَسْقَام وَالْعَاهَات

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 رجب 1438هـ/22-04-2017م, 10:42 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1. اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة في فضل سورة الفاتحة وبيّن سبب ضعفها وحكم متنها.
· مايكون صحيح المعنى لا نكارة فيه وفي إسنادها ضعف وقد دلت عليه أحاديث صحيحة أخرى :
- منها حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط وقال: (لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليم بن مسلم).
وسبب ضعفه أن فيه دينار متروك الحديث.ومتنه صحيح المعنى لا نكارة فيه وقد دل عليه حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني». رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما.
· ما يتوقف في معناه فلا ينفى ولا يثبت إلابدليل صحيح بسبب الضعف في إسنادها ومنها :-
- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين» وهذا الحديث رواه العقيلي في الضعفاء وسبب ضعفه صالح بن بشير وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال ابن عدي: (هو رجل قاص حسن الصوت، وعامة أحاديثه منكرات ينكرها الأئمة عليه، وليس هو بصاحب حديث، وإنما أتى من قلة معرفته بالأسانيد والمتون، وعندي أنه مع هذا لا يتعمد الكذب، بل يغلط [فيها]).
· ما يكون في متنه نكاره :-
- حديث المأمون بن أحمد الهروي قال: حدّثنا أحمد بن عبد الله [الجويباري] قال: حدثنا: أبو معاوية الضرير، عن أبي مالك الاشجعي، عن ابن حمران، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن القوم ليبعث الله عليهم العذاب حتما مقضيّا فيقرأ صبيّ من صبيانهم في الكتاب: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ} فيسمعه الله عزّ وجلّ فيرفع عنهم ذلك العذاب أربعين سنة» رواه الثعلبي في تفسيره.
قال المناوي: موضوع.
وقال ولي الدين العراقي: «فيه أحمد بن عبد الله الجويباري، ومأمون بن أحمد الهرويّ، كذابان، وهو من وضع أحدهما».
س2: هل نزلت سورة الفاتحة مرتين؟
· القول بأن الفاتحة نزلت مرتين قول لا أساس له من الصحة وذلك لإننا لو نظرنا في أقوال من قال بذلك لوجدنا أنهم على صنفين
- نسبة هذا القول إلى الحسين بن الفضل البجلي كما ذكر ذلك الواحدي: (وقال الحسين بن الفضل: سميت مثاني؛ لأنها نزلت مرتين اثنتين؛ مرة بمكة في أوائل ما نزل من القرآن، ومرة بالمدينة)ا.هـ.
وكما ذكر البغوي: (وقال الحسين بن الفضل: سميت مثاني لأنها نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة كل مرة معها سبعون ألف ملك)
والقول بأنه لا يصح لإن هذه الأحاديث لم تثبت ونسبتها للفضل ايضا كذلك لم تصح .
- ذكر هذا القول بعد ذلك الكرماني والزمخشري وابن كثير وغيرهم من غير نسبة إلى أحد.
- وذكر الشوكانيُّ هذا القول على إرادة الجمع بين الأقوال ، وهو جمع فيه نظر.
لإنه لم يثبت بدليل صحيح يستند إليه نزول الفاتحة مرتين أو بالمدينة .

س3: عدّد خمسة من الأسماء الثابتة لسورة الفاتحة مع بيان أدلتها.
- فاتحة الكتاب
أكثر الأسماء وروداً في الأحاديث والآثار الصحيحة، ففي الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)).
- أم القرآن :
ودليل هذا الاسم ما ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )).
- فاتحة القرآن :
وهذا الاسم روي عن بعض الصحابة والتابعين: منهم عبادة بن الصامت وأبو هريرة وابن عباس ومحمد بن كعب القرظي، وسميت "فاتحة القرآن" باعتبار أنها أوّل ما يقرأ منه لمن أراد قراءة القرآن من أوّله، أو أوّل ما يقرأ من القرآن في الصلاة.

- أم الكتاب :
فمن الأحاديث ما رواه البخاري من حديث عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب.
- سورة {الحمد لله}
وهذا الاسم اختصار لما قبله، ومن أدلة هذا الاسم حديث ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ({الحمد لله} أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسبع المثاني).رواه أحمد والدارمي والترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

س4: بيّن معنى الاستعاذة وأقسامها.
الاستعاذة : هي الالتجاء والاعتصام إلى من بيده العصمة من شر ما يستعاذ منه ويحذر ,ومنه
قول الحصين بن الحمام المري:
فعوذي بأفناء العشيرة إنما ..... يعوذ الذليلُ بالعزيز ليُعصما
والعصمة هي: المنعه والحماية ومنه قول الله تعالى( لا عاصم من أمر الله إلا من رحم )وقوله ( مالهم من الله من عاصم )
أقسام الاستعاذة :-
- استعاذة العبادة : وهي التي يجب صرفها لله تعالى لما يقوم بقلب صاحبها من الخوف والرجاء والحب والتضرع والرغبة والرهبة والدعاء وشعوره بالحاجة والافتقار لمن يستعيذ به .
وكل هذه عبادات من صرفها لغير الله فقد أشرك .
- استعاذة السبب :وهي استعمال الأسباب للوقاية من شر ما يستعيذ منه من غير أن يقوم في قلبه أعمال تعبدية
وهو كما يستعيذ الرجل بأهله ليمنعوه ممن يريد به سوء وهي ليست تعبديه لخلوها من معاني العبودية ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ستكون فِتَن، القاعِدُ فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من السَّاعي، مَنْ تَشَرَّفَ لها تَسْتَشْرِفْهُ، ومَن وَجَدَ مَلْجأ أو مَعاذا فَلْيَعُذْ به))
س5: بيّن المراد بهمز الشيطان ونفخه ونفثه.
بين لنا ذلك في الحديث الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال فيه ( عمرو بن مرّة، عن عاصم بن عمير العنزيّ، عن نافع بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين دخل في الصّلاة، قال: «اللّه أكبر كبيرًا، ثلاثًا، الحمد للّه كثيرًا، ثلاثًا، سبحان اللّه بكرةً وأصيلًا ثلاثًا، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان من همزه ونفخه ونفثه».
قال عمرٌو: «وهمزه: المُوتة، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشّعر». رواه أحمد وأبو داوود وابن ماجه وغيرهم.
س6: بيّن وقت الاستعاذة لقراءة القرآن؛ هل هي قبل القراءة أو بعدها؟
قال الله تعالى {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}
للعلماء في هذه الآية قولان:
· من قال الاستعاذة قبل القراءة وهم على ثلاثة أقوال :
- عند إرادة قراءة القرآن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وذلك إن العرب تطلق الفعل عند مقاربته كما ورد في الصحيحين من رواية أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال:(اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)أي إذا أراد الدخول إلى الخلاء أو قارب الدخول إلى الخلاء.
وهو قول جمهور العلماء، وممن قال به: ابن جرير، وابن خزيمة، والطحاوي، والبيهقي، وابن عطية، وابن الجوزي، وابن تيمية، وغيرهم.
وقال به من علماء اللغة: يحيى بن سلام، والزجاج، وابن الأنباري، والنحاس، وابن سيده، وغيرهم.
- ومنهم من قال في الآية تقديم وتأخير والتقدير إذا استعذت فاقرأ القرآن ومن قال به أبو عبيدة وقد رد هذا القول ابن جرير رحمه الله وقال أنه يلزم من ذلك أنه كل من استعاذ بالله فعليه أن يقرأ القرآن .
- ومنهم من قال إذا قرأت القرآن فاجعل مع قراءتك استعاذة وقال به ثعلب .

· ومن قال الاستعاذة بعد القراءة :
قالوا إذا فرغت من قراءتك فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ونسب هذا القول إلى أبي هريرة رضي الله عنه، والإمام مالك، وحمزة الزيات القارئ، وأبي حاتم السجستاني، وداود بن عليّ الظاهري.
وكلّ هؤلاء لا تصحّ نسبة هذا القول إليهم، ، وقد بين ابن الجزري - رحمه الله- علل هذه الروايات في كتابه "النشر في القراءات العشر" وخطَّأ من نسبها إليهم، وقال في وقت الاستعاذة: (هو قبل القراءة إجماعاً ولا يصح قولٌ بخلافه، عن أحد ممن يعتبر قوله، وإنما آفة العلم التقليد).
ثم رجح القول الأول وقال : (ثم إن المعنى الذي شرعت الاستعاذة له يقتضي أن تكون قبل القراءة؛ لأنها طهارة الفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث وتطييب له، وتهيؤ لتلاوة كلام الله تعالى، فهي التجاء إلى الله تعالى، واعتصام بجنابه من خلل يطرأ عليه، أو خطأ يحصل منه في القراءة وغيرها وإقرار له بالقدرة، واعتراف للعبد بالضعف والعجز عن هذا العدو الباطن الذي لا يقدر على دفعه ومنعه إلا الله الذي خلقه).ا.هـ.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27 رجب 1438هـ/23-04-2017م, 12:53 AM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ‌. فاتحة الكتاب
سميت بذلك لأنها أول ما يستفتح منه أي يبدأ به.
قال ابن جرير سميت فاتحة الكتاب لأنها أول ما يفتتح بكتابته المصاحف وبقراءتها الصلوات
فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن.

ب‌. السبع المثاني
ت‌. المراد بالسبع آياتها وفي تسميتها أقوال
ث‌. 1 أنها تثنى أي تعاد في كل ركعة وهي أكثر ما يعاد ويكرر في القرآن روي هذا عن عمر بن الخطاب وابن عباس والحسن وقتادة.
ج‌. 2 أن الله تعالى استثناها لرسوله صلى الله عليه وسلم
ح‌. فلم يؤتها أحد قبله
خ‌. روي ذلك عن ابن جرير وابن عباس وجماعة من المفسرين
د‌. 3 قول معمر بن المثنى قال وانما سميت آيات القرآن مثاني لأنها تتلو بعضها بعضا فثنيت الأخيرة على الأولى.
ذ‌. 4 أنها مما يثنى به على الله ذكر هذا الزجاج.
ر‌. 5
ز‌. المثاني ما دل على اثنين اثنين كأنه جمع مثنى أو مشتق من المثنى.
س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها
مما يحمل على انتشار المرويات الضعيفة التماس الثواب لما ظنوه من صحة تلك المرويات وحسنها
وهم مخطئون من جهة تسرعهم في نشر ما ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من غير تثبت ولا سؤال لأهل العلم
ويحسن على طالب علم التفسير أن يكون على معرفة بم اشاع من تلك المرويات وأن يتبين سبب الضعف ومرتبته وما يتساهل فيه وما لا يتساهل فيها منها.


س3: ما الفرق بين اسم السورة ولقبها؟
اسم السورة ما وضع لتعيينها والدلالة عليها. ولقب السورة ما اشتهرت من وصف مدح بعد تقرر أسمائها.
فاذا اجتمع الاسم
واللقب كان الأفصح تقديم الاسم لتقدمه في الوضع ولدفع الالتباس الا أن يكون اللقب أشهر من الاسم وأكثر تداولا أو لارادة التشويق بذكر الوصف ثم التعريف بذكر الاسم.

س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.
كان لنزول سورة الفاتحة شأن خاص يدل على فضلها وشرفها
وفيه اشارة الى ما ينبغي أن تتلقى به هذه السورة
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته

وفي هذا الحديث بشارة عظيمة للنبيّ صلى الله عليه وسلم ولأمّته بما اختصّهم الله به من إنزال سورة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة عليهم دون سائر الأمم.
وأنزلَ ملكاً كريماً إلى السماء لم ينزل من قبل، وما نزل إلا ليبلّغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم هذه البشارات العظيمة، وما تضمّنته كلّ بشارة منها من كرامات جليلة للنبيّ صلى الله عليه وسلّم ولأمّته تستوجب شكر الله تعالى ومحبّته واتّباع رضوانه.
فالبشارة الأولى: أنها نور عظيم البركة واسع الهدايات جليل البصائر:
فهي نور يبصر العبد بما يعرفه بربه جل وعلا وبأسمائه وصفاته التي تقتضي من العبد اجتماع عبوديات المحبة والخوف والرجاء.
وهي نور يبصر المؤمن بمقصد خلقه والحكمة منا ايجاده.
وهي نور يبصر المؤمن بحاجته الى عون الله وهدايته في كل شأن من شؤونه.
وهي نور يبصر المؤمن بسبب الهداية ومصدرها ووصفه سبيلها وحال أهلها وعاقبتهم.
وهي نور يبصر المؤمن بأنه لا فلاح له الا بالعلم النافع والعمل الصالح.
وهي نور يبصر المؤمن بسوء عاقبة الذين فرطوا في العلم والذين فرطوا في العمل من المغضوب عليهم والضالين.
والبشارة الثانية أن هذه السورة كرامة خاصة لهذه الأمة لم تعطها امة من الأمم وفي هذا تشريف للأمة وتكريم لها.
والبشارة الثالثة أن دعاء الداعي بها مستجاب.
فحري بمن نصح لنفسه أن يعرف قدر هذه البشارت
العظيمة وحق هذا الفضل والتكريم وأن يحرص كل الحرص أن ينفعهم الله بما أنزل الله من الهدى والنور وأن يحرص على اجتناب ما تنقلب به هذه البشارات الى حسرات.

س
بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة . من ضعف الالالتجاء الى الله وضعف الاستعانة به.
3 استعاذة المتقين وهي الاستعاذة الصحيحة المتقبلة التي تنفع صاحبها باذن الله وتكون بالقلب والقول والعمل.

4 استعاذة المحسنين وهي أعلى درجات الاستعاذة وأحسنها أثرا وأصحاب هذه الدرجة هم من أوجب الله على نفسه أن يعيذهم اذا استعاذوه وهم الذين حققوا صفات ولاية الله تعالى.
وهؤلاء هم الذين أحسنوا الاستعاذة بقلوبهم وأحوالهم وأعمالهم حتى أنهم يستعيذون بالله كأنهم يرونه فهؤلاء هم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وكما كانت استجابتهم سريعة فان استعاذتهم سريعة الأثر..

1 أصحاب الاستعاذة الباطلة وهي التي تخلف عنها شرطي القبول الاخلاص والمتابعة وهؤلاء يستعيذون بالله وبغيره فيشركون.
2 الاستعاذة الناقصة وهي التي خلت من الشرك والبدع لكنها استعاذة ناقصة ضعيفة لما فيها

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 27 رجب 1438هـ/23-04-2017م, 01:22 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي


مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير الفاتحة
المجموعة الرابعة:
س1. اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة في فضل سورة الفاتحة وبيّن سبب ضعفها وحكم متنها.
1-حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض»
رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
سبب ضعفه: تفرد به محمد بن خلاد ،
وقال الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.
حكم المتن: صحيح المعنى ،لا نكارة فيه،دلت عليه أحاديث أخرى
وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»
فلعلّ ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.
2-حديث أبي الأحوص الكوفي، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي هريرة قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة». رواه الطبراني في الأوسط وابن الأعرابي في معجمه.
سبب ضعفه: أنه منقطع ،لم يسمع التابعي من الصحابي،مجاهد لم يسمع من أبي هريرة،والمنقطع من السلسلة الضعيفة.
حكم المتن:يُتوقّف في معناه فلا يُنفى ولا يُثبت إلا بدليل صحيح، وقد صحّ هذا الأثر عن مجاهد من وجه آخر؛ فرواه أبو الشيخ في العظمة، وأبو نعيم في الحلية من طريق أبي الربيع الزهراني: حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد قال: «رنَّ إبليس أربعا: حين لُعن، وحين أُهبط، وحين بُعث محمد صلى الله عليه وسلم وبُعث على فترة من الرسل، وحين أنزلت {الحمد لله رب العالمين}،ولذلك يحكم برد هذا الأثر حكماً لضعف سندها ،ولكن يثبت هذا المتن للاستدلال المعتبر بالأثر الصحيح.
3-حديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات» في مسند الفردوس،
سبب ضعفه:أن يوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث.
قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة.
وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.
حكم متنه:فيه نكارة و مجازفة بكلام عظيم ،لم يثبت بدليل صحيح لا يُحتمل من ضعفاء الرواة.

س2: هل نزلت سورة الفاتحة مرتين؟
هذا القول،"نزلت سورة الفاتحة مرتين ،مرة بمكة ومرة بالمدينة" ،فقدأوردهالبغوي: (وقال الحسين بن الفضل: سميت مثاني لأنها نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة كل مرة معها سبعون ألف ملك).
هذا قول ضعيف ،ينسب إلى الحسين بن الفضل البجلي (ت-282هـ)، وهو من كبار المفسرين وله تفسير مفقود وذكره الثعلبي والواحدي والبغوي والقشيري و الكرماني والزمخشري وابن كثير وغيرهم من غيرهم من غير نسبة إلى أحد ،
والقول بتكرار النزول لا يصح إلا بدليل صحيح يسند إليه .
س3: عدّد خمسة من الأسماء الثابتة لسورة الفاتحة مع بيان أدلتها.
1-فاتحة الكتاب:
والدليل: عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)) رواه البخاري ومسلم في الصحيحين.
2-أم القرآن:
والدليل : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم ))رواه البخاري.
3- أم الكتاب:
والدليل:عن أبي هريرة: «في كل صلاة قراءة فما أسمعنا النبي صلى الله عليه وسلم، أسمعناكم، وما أخفى منا، أخفيناه منكم، ومن قرأ بأم الكتاب فقد أجزأت عنه، ومن زاد فهو أفضل»رواه مسلم.
4- سورة الحمد:
والدليل:عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ({الحمد لله} أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسبع المثاني).رواه أحمد والدارمي والترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
5-السبع المثاني:
والدليل:قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
وبتفسير النبي صلى الله عليه وسلم للمراد بالسبع المثاني في هذه الآية أنه سورة الفاتحة.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )). رواه البخاري.

س4: بيّن معنى الاستعاذة وأقسامها.
معنى الاستعاذة:هي الالتجاء إلى من بيده العصمة من شرِّ ما يُستعاذ منه والاعتصام به، والعصمة هي المنعة والحماية.
أقسام الاستعاذة:
تنقسم الاستعاذة إلى قسمين:
1-استعاذة عبادة، وهي التي يقوم في قلب صاحبها أعمال تعبّدية للمستعاذ به من الرجاء والخوف والرغب والرهب، وقد يصاحبها دعاء وتضرّع ونذر.
وهي تستلزم افتقار المستعيذ إلى من استعاذ به، وحاجته إليه، واعتقاده فيه النفع والضر.
فهذه النوع من الاستعاذة عبادة ،يجب إفراد الله تعالى بها، ومن صرفها لغير الله تعالى فقد أشرك مع الله.
2-استعاذة التسبب، وهي ما يفعله المستعيذ من استعمال الأسباب التي يُعصم بها من شر ما يخافه من غير أن يقوم في قلبه أعمال تعبدية للمستعاذ به.
وهذا كما يستعيذ الرجل بعصبته أو إخوانه ليمنعوه من شرّ رجل يريد به سوءاً،
فهذه الاستعاذة ليست بشرك لخلوّها من المعاني التعبّدية، فهي أسباب تجري عليها أحكام الأسباب من الجواز والمنع بحسب المقاصد والوسائل.

س5: بيّن المراد بهمز الشيطان ونفخه ونفثه.
المراد بهمز الشيطان : المُوتة.
ونفخه : الكبر .
نفثه: الشعر.
والدليل:عنعمرو بن مرّة، عن عاصم بن عمير العنزيّ، عن نافع بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين دخل في الصّلاة، قال: «اللّه أكبر كبيرًا، ثلاثًا، الحمد للّه كثيرًا، ثلاثًا، سبحان اللّه بكرةً وأصيلًا ثلاثًا، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان من همزه ونفخه ونفثه».
قال عمرٌو: «وهمزه: المُوتة، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشّعر». رواه أحمد وأبو داوود وابن ماجه وغيرهم.
س6: بيّن وقت الاستعاذة لقراءة القرآن؛ هل هي قبل القراءة أو بعدها؟
اختلف العلماء في وقت الاستعاذة لقراءة القرآن ؛ هل هي قبل القراءة أو بعدها على أربع أقوال:
القول الأول : إذا أردت أن تقرأ القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ،وذلك لأن العرب تتطلق الفعل على مقاربته ، قاله جمهور أهل العلم منهم :ابن جرير الطبري ، وابن خزيمة ،والطحاوي ، والبيهقي ، وابن عطية ، وابن الجوزي ،وابن تيمية،والزجاج ،والنحاس ،وابن الأنباري ،وغيرهم .
وعلى ذلك تكون الاستعاذة قبل القراءة.
القول الثاني: أن الآية فيها تقديم وتأخير ،وتقديره "إذا استعذت بالله فاقرأ القرآن ، قاله أبي عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن.
ورده ابن جرير فقال :(كأن المعنى على هذاالقول ،إذا استعذت بالله من الشيطان الرجيم فاقرأ القرآن ،ولا وجه لما قال من ذلك،ولا يلزم لمن استعاذ أن يقرأ القرآن).
وعلى ذلك أيضاً تكون الاستعاذة قبل القراءة.
القول الثالث: إذا قرأت فاجعل مع قراءتك الاستعاذة ،قاله ثعلب.
وعلى ذلك أيضاً تكون الاستعاذة قبل القراءة.
القول الرابع: إذا فرغت من قراءتك فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، روي عن أبي هريرة رضي الله عنه ،ونسب إلى الإمام مالك ، والقارئ حمزة الزيات ،وأبي حاتم السجستاني ،وداود الظاهري ،وكل هؤلاء لا تصح نسبة هذا الرأي لهم .
وعلى ذلك تكون الاستعاذة بعد القراءة.
والراجح القول الأول وهو قول جمهور أهل العلم.
وتوجيه معنى الآية على القول الأول: (ثم إن المعنى الذي شرعت الاستعاذة له يقتضي أن تكون قبل القراءة:
1-لأنها طهارة الفم من اللغو والرفث وتطييب له.
2-تهيؤ لتلاوة كلام الله تعالى.
3- هي التجاء إلى الله تعالى، واعتصام بجنابه من خلل يطرأ عليه، أو خطأ يحصل منه في القراءة وغيرها.
4-إقرار لله بالقدرة
5- اعتراف للعبد بالضعف والعجز عن هذا العدو الباطن الذي لا يقدر على دفعه ومنعه إلا الله الذي خلقه.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 27 رجب 1438هـ/23-04-2017م, 02:22 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. فاتحة الكتاب.
1- معناه أنها أول ما يستفتح بها الكتاب فهي أول ما يبدأ به في التلاوة .
قال ابن جرير الطبري: (وسمّيت فاتحة الكتاب، لأنّه يفتتح بكتابتها المصاحف، وبقراءتها الصّلوات، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب والقراءة).
2- وقيل أنها سميت بذلك لأنها أول سورة نزلت من السماء . ذكره العيني في شرحه على صحيح البخاري ، وهذا القول ضعيف مخالف للأحاديث الصحيحة وإجماع الجمهور على أن أول ما نزل من القرآن " اقرأ " .

ب. السبع المثاني
فأما السبع فالمراد السبع آيات في الفاتحة وأما معنى المثاني فتعددت الأقوال في معناه على ما يلي :
1- أنها من التثنية أي تعاد مرة بعد مرة في كل ركعة من الصلوات الخمس وكذلك في السنن . وهذا القول مرويّ عن عمر بن الخطاب والحسن البصري وقتادة، وهو رواية عن ابن عباس، وقال به الفراء وأبو عبيدة وابن جرير وغيرهم .
2- أنها من الاستثناء والاختصاص أي ختصها الله تعالى واستثناها لنبيه فلم يؤتها أحد غيره وهذا ثابت بالأحاديث المروية في ذلك ومنها حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"فنزل منه مَلَك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).رواه مسلم
3- أنها من التتابع فالقرآن كله آياته تتلوا بعضها بعضا فتثنى الآخيرة على الأولى حتى تنقضي السورة وهذا المعنى مطابق لقول الله تعالى {الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعرّ منه جلود الّذين يخشون ربّهم. }
4- أنها من الثناء فالفاتحة كلها ثناء على الله تعالى وهذا القول ورد عن الزجاج كاحتمال وارد للمعنى فقال (ويجوز واللّه أعلم أن يكون من المثاني أي مما أثني به على اللّه، لأن فيها حمد اللّه، وتوحيده وذكر ملكه يوم الدّين).
5- أنه يعنى بها الدلالة على الجمع المثنى واختلف في تعيين ذلك على أقوال منها:
- أن الحروف والكلمات مثناة مثل : الرحمن الرحيم وإياك إياك وغير ذلك . وهذا القول ذكره الثعلبي والواحدي في البسيط وابن الجوزي دون إسناد لللقائل به.
- أن السورة ذاتها منقسمة بين الله تعالى وعبده نصفين . ذكره الثعلبي وابن الجوزي.
- أنها نزلت مرتين . ذكره الثعلبي والواحدي وابن الجوزي عن الحسين بن الفضل .
- أنها احتوت على معاني متقابلة مثل حق الله تعالى وحق العبد ومثل الوعد والوعيد وغير ذلك.
القول الراجح :
هو القول الأول بالإجماع وهذا مع العلم أن الأقوال الأربعة الأولى مستندة على أصول لغوية صحيحة، وهي في نفسها معان صحيحة لكن حمل المعنى على القول الأول أرجح وأولى .
س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟
روى بعض الضعفاء والمتهمون بعض الأحاديث في فضل سورة الفاتحة ومما ساعد في انتشارها عدة أسباب منها :
- حب الناس للقرآن واجتهادهم في تحصيل الثواب والانتفاع به يحملهم على نشر كل ما يسمعون أو يرد عليهم من فضائل في السور دون التحقق من صحته أو عدمه .
- رواية بعض الثقات لتلك المرويات الضعيفة عن طريق الخطأ فأخذ الناس عنهم ثقة فيهم دون إعادة التحقق من صحة تلك المرويات.
وموقف طالب العلم من ذلك :
معرفة ما شاع من تلك المرويات ومعرفة سبب ضعفها وما يمكن التساهل فيه وما لا يمكن ليتمكن من الرد على كل ما يرد إليه بالأدلة .

س3: ما الفرق بين اسم السورة ولقبها؟
- أن اسم السورة وضع لتعيينها وللدلالة عليها ، أما اللقب فهو ما اشتهرت به من وصف مدح لها بعد تقرر الاسم في الأصل .
- وعلى هذا الفرق يتقرر قاعدة وهي :
- أنه إذا اجتمع الاسم واللقب في الذكر يكون الأفصح تقديم الاسم وذلك لسببين :
1- لأنه متقدم في الوضع عن اللقب .
2- لإزالة الالتباس في حالة تشابه الوصف أو اللقب لسورة أخرى .
- ويجوز تقديم اللقب في حالتين:
1- أن يكون اللقب أشهر وأكثر تداولًا من الاسم .
2- أن يراد بتقديمه التشويق وإثارة السامع أو القارىء لمعرفة عين الموصوف بذلك ثم يبين الاسم بعد ذلك .
- ويصحّ أن يُعدّ اللَّقبُ اسماً كمافي الصحيحين من حديث محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن لي أسماء، أنا محمد، وأناأحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناسعلى قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد».
وهذه ألقابٌ وأوصاف مَدح له صلى الله عليه وسلم، وهي أسماؤه باعتبار دلالتها على المسمَّى.

س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.
في خبر نزول سورة الفاتحة عدة مسائل يبحثها أهل العلم ومنها :
- هل هي مكية أم مدنية ؟
القول الأول : هي سورة مكية . وهو قول أبي العالية والربيع وروي عن عمر وابن عباس وغيرهم .
واستدلوا على هذا القول بقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}،وهذه الآية من سورة الحجر وهي مكيَّة باتفاق العلماء. وهذا القول هو قول جمهور المفسرين
القول الثاني : هي سورة مدنية . وهو قول مجاهد بن جبر.
وقد نُسب خطأ إلى أبي هريرة وعبد الله بن عبيد بن عمير وغيرهم
وقال الحسين بن الفضل البجلي : لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). ذكره الثعلبي.
القول الثالث: نزلت مرتين: مرة بمكَّة ومرة بالمدينة،وهذا القول نسبه الثعلبي والواحدي إلى الحسين بن الفضل البجلي.
وقدحمل الشوكانيُّ هذا القول على إرادة الجمع بين القولين المتقدّمين .
وهذا القول ضعيف والقول بتكرر النزول لا يصحّ إلا بدليل صحيح يُستند إليه.
القول الرابع: نزل نصفها بمكة، ونصفها الآخر بالمدينة. ذكره أبو الليث السمرقندي في تفسيره . وهو قول باطل لا أصل له، ولم ينسبه أبو الليث إلى أحد.
- كيفية نزولها :
عنابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (بينما جبريل قاعد عند النبي صلى اللهعليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتحاليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرضلم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم وابن أبي شيبة والنسائي في الكبرى وغيرهم.
وفي كيفية نزولها بشارات وهدايات عظيمة منها أنها كرامة عظيمة للأمة وأن الدعاء بها مستجاب وأنها باب نور وهداية عظيم الشأن .

س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟
أولًا : بحث نوع هذا القول هل هو من الأقوال المنصوصة منهم أو من الأقوال المستخرجة عنهم .
ثانيًا : إن كان القول منصوص منهم فيبحث من جهة الإسناد ومن جهة المتن للتحقق من صحته وعدم ضعفه أو نكارته .
ثالثًا : إن كان من الأقوال المستخرجة عنهم فيبحث عن وجه الدلالة لهذا الاستخراج هل هو بين ظاهر قد التزمه القائل به أم هو خفي وغير ظاهر وجه الدلالة أو وجه اللزوم .
رابعًا : بيان علل الأقوال الضعيفة وأسباب الضعف وكيفية انتشار القول وأسبابه .
خامسًا : مراعاة الأدب في ذلك وعدم جرح الثقات من أهل العلم فلكل عالم ذلة وإنما هي اجتهادات وكل يصيب ويخطأ والله أعلى وأعلم .

س6: بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة .
الدرجة الأولى : استعاذة باطلة ، وهي التى تخلف عنها شرطي القبول من الإخلاص والاتباع .
ومن أصحابها : المشركين بالله و أصحاب الاستعاذات البدعية.
وجه نفعها : لا تنفعهم بأي حال من الأحوال .

الدرجة الثانية : استعاذة ناقصة ، وهي التى خلت من الشرك والبدعة ولكنها ناقصة وضعيفة لضعف مقوماتها من الالتجاء والاستعانة بالله واتباع الهدي في شأن العبد كله .
ومن أصحابها : أصحاب الغفلة والمفرطون من العباد في الواجبات والمستحبات.
وجه نفعها : تنفع صاحبها بقدر ما حقق من شروطها فالمنفعة ناقصة غير تامة .

الدرجة الثالثة : استعاذة المتقين ، وهي الاستعاذة الصحيحة التى تكون بالقلب والقول والعمل.
وأصحابها هم الذين التزموا هدي الله تعالى فابتعدوا عن المحرمات وقاموا بأداء الواجبات .
درجة نفعها : تنفع أصحابها بإذن الله.

الدرجة الرابعة : استعاذة المحسنين ، وهي أعلى درجات الاستعاذة وأحسنها .
ومن أصحابها : الذين حققوا شروط الولاية لله تعالى فالتزموا الإحسان في عباداتهم فعبدوا الله تعالى كأنهم يرونه رأي العين .
درجة نفعها : سريعة الأثر كسرعة استجابتهم لربهم كما ورد في الحديث القدسي ( منعادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه؛ فإذاأحببته كنت سمعَه الذي يسمعُ به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها،ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه)

هذا والله أعلى وأعلم .

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 27 رجب 1438هـ/23-04-2017م, 05:53 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

لمجموعة الثانية:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ‌. فاتحة الكتاب.
لأنها أول ما يستفتح منه ، أي يبدأ به ، ويذكر الطبري أنه سميت بفاتحة الكتاب لأنها تفتتح بكتابتها المصاحف ، وبقراءتها الصلوات .
ب‌. السبع المثاني:
في تسميتها أقوال لأهل العلم :
1) لأنها تثنى ، أي تعاد في كل ركعة ، وهذا القول مروي عن عمر بن الخطاب والحسن وهو رواية عن ابن عباس ، فقال قتادة : ( فاتحة الكتاب تثنى به كل ركعة مكتوبة وتطوع ) ، وقال به من المنصفين ، كالفراء وابن جرير وابن الأنباري وابن قتيبة وغيرهم ، فقال ابن جرير : (وأما وصف النبي صلى الله عليه وسلم آياتها السبعَ بأنهنَّ مَثانٍ، فلأنها تُثْنَى قراءتها في كل صلاة وتطوُّع ومكتوبة. وكذلك كان الحسن البصري يتأوّل ذلك).
2) لأن الله استثناها لرسوله صلى الله عليه وسلم فلم يؤتها أحدا قبله ، وهذا القول لابن جرير لابن عباس .
قال ابن جريج: (أخبرني أبي، عن سعيد بن جبيرٍ، أنّه أخبره أنّه، سأل ابن عبّاسٍ عن السّبع المثاني، فقال: " أمّ القرآن "، قال سعيدٌ: ثمّ قرأها، وقرأ منها: {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}، قال أبي: قرأها سعيدٌ كما قرأها ابن عبّاسٍ، وقرأ فيها {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}، قال سعيدٌ: قلت لابن عبّاسٍ: فما المثاني؟ قال: " هي أمّ القرآن، استثناها اللّه لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، فرفعها في أمّ الكتاب، فذخرها لهم حتّى أخرجها لهم، ولم يعطها لأحدٍ قبله). رواه ابن جرير.
3) قول أبي عبيدة معمر بن المثنى إذ قال: (وإنما سميت آيات القرآن مثاني لأنها تتلو بعضها بعضاً فثنيت الأخيرة على الأولى، ولها مقاطع تفصل الآية بعد الآية حتى تنقضى السورة وهي كذا وكذا آية، وفي آية أخرى من الزمر تصديق ذلك: {الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعرّ منه جلود الّذين يخشون ربّهم..}).
4) لأنها مما يُثنى به على الله تعالى، وهذا القول ذكره الزجاج احتمالاً؛ قال: (ويجوز واللّه أعلم أن يكون من المثاني أي مما أثني به على اللّه، لأن فيها حمد اللّه، وتوحيده وذكر ملكه يوم الدّين).
5) المثاني ما دل على اثنين اثنين كأنه جمع مَثْنى أو مشتقّ من المُثنّى الدالّ على اثنين، واختلف في تفسير ذلك على أقوال:
الأول :لأن حروفها وكلماتها مُثنّاة مثل: الرحمن الرحيم، إياك وإياك، الصراط الصراط، عليهم عليهم، غير غير في قراءة عمر، وهذا القول ذكره الثعلبي والواحدي في البسيط وابن الجوزي.
الثاني : لأنها منقسمة إلى قسمين: نصفها ثناء ونصفها دعاء، ونصفها حق الربوبية ونصفها حقّ العبودية ، وهذا القول ذكره الثعلبي.
الثالث: ما ذكره ابن جرير في تفسيره قال: (وكان بعض أهل العربية ، يزعم أنها سميت مَثَانِيَ لأن فيها الرحمن الرحيم مرّتين).
الرابع : سمّيت مثاني لأنها مقسومة بين الله وبين العبد قسمين اثنين، ذكره الثعلبي وابن الجوزي.

س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟
الأسباب :
1)بسب ما رواه الضعفاء والمتهمون من الأثار الواهية والضعيفة .
2) خطأ الثقات .
3)كثير ممن ينشر تلك المرويات لالتماس الثواب فتنشر دون التثبت عن صحتها .

س3: ما الفرق بين اسم السورة ولقبها؟
اسم السورة : ما وضع لتعيينيها والدلالة عليها .
أما لقب السورة :ما اشتهرت به من وصف مدح بعد تقرر أسمائها .

س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.
روى عمَّار بن رُزيق عن عبد الله بن عيسى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم وابن أبي شيبة والنسائي في الكبرى وغيرهم.
وفي هذا الحديث بشارة عظيمة للنبيّ صلى الله عليه وسلم ولأمّته بما اختصّهم الله به من إنزال سورة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة عليهم دون سائر الأمم.
وأنزلَ ملكاً كريماً إلى السماء لم ينزل من قبل، وما نزل إلا ليبلّغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم هذه البشارات العظيمة، وما تضمّنته كلّ بشارة منها من كرامات جليلة للنبيّ صلى الله عليه وسلّم ولأمّته تستوجب شكر الله تعالى ومحبّته واتّباع رضوانه.
فالبشارة الأولى: أنها نور عظيم البركة واسع الهدايات جليل البصائر.
والبشارة الثانية: أنّ هذه السورة كرامة خاصّة لهذه الأمّة.
والبشارة الثالثة: أنَّ دعاء الداعي بها مستجاب.

س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟
1) الواجب علينا التقصي والتثبت من نسبت الأاقوال إلى قائليها .
2) تمييز ما صح منها ومالم يصح .
3) بيان علل الأقوال الضعيفة وأسباب ضعفها، ما أمكن .

س6: بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة .
الدرجة الأولى: أصحاب الاستعاذة الباطلة، وهي الاستعاذة التي تخلَّف عنها أحد شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة؛ وهؤلاء استعاذتهم من جَهْد البلاء، لأنهم يستعيذون بالله وبغيره؛ فيشركون بالله، ويدعونَ {وما دعاء الكافرين إلا في ضلال}، وكذلك أصحاب الاستعاذات البدعية مما يحدثه بعض الناس من التعويذات المبتدعة، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
والدرجة الثانية: الاستعاذة الناقصة، وهي الاستعاذة التي خلت من الشرك والبدعة، لكنها استعاذة ناقصة ضعيفة لما فيها من ضعف الالتجاء إلى الله، وضعف الاستعانة به، والتفريط في اتباع هداه؛ فيستعيذ أحدهم وقلبه فيه غفلة ولهو عن الاستعاذةِ.
الدرجة الثالثة: استعاذة المتقين، وهي الاستعاذة الصحيحة المتقبَّلة التي تنفع أصحابها بإذن الله، وهي التي تكون بالقلب والقول والعمل
الدرجة الرابعة: استعاذة المحسنين، وهي أعلى درجات الاستعاذة وأحسنها أثراً، وأصحاب هذه الدرجة هم ممن أوجبَ الله تعالى على نفسه أن يعيذهم إذا استعاذوه، وهم الذين حققوا صفات ولاية الله تعالى كما في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله قال: [ من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه؛ فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمعُ به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه] )).

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 28 رجب 1438هـ/24-04-2017م, 06:01 PM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
1-عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن» قال:{الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري
2.عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري
3.عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» متفق عليه من حديث الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.

س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
-قال البخاري في صحيحه: (وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة).
ب. الوافية
القول الأول:
الثعلبي :لأنها لا تقرأ إلا مكتملة ووافية في كلّ ركعة ، فلا تجزيء قراءة جزء منها بل لابد أن تقرأ كاملة ،ليس كحال باقي السور التي يجوز أن يقرأ جزء منها .
والقول الثاني:
الزمخشري : لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني .وذلك لاحتوائها على كل معاني الدين .

س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
فقد روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة»
وهذا الأثر رجاله ثقات ولكن علته أن مجاهد لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه
والصحيح أن هذا القول ينسب إلى مجاهد ولا تصح نسبته إلى أبي ،والعلماء يرون أن مجاهداً أخطأ في قوله هذا . وأما الزهري فقد نقل عنه هذا القول في كتابه "تنزيل القرآن" ، وعلته هو رواية الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.

س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
لم يثبت أن سورة الفاتحة نزلت من كنز تحت العرش ، والصحيح مارواه حذيفة بن اليمان وأبو ذر أن آخر آيتين من سورة البقرة هي التي ورد فيها ذلك الفضل .
الأحاديث التي استند إليها أصحاب هذا الرأي هي :
1/حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين» وقد ضعف العلماء راوي الحديث وهو صالح بن بشير فقالوا متروك الحديث وليس بصاحب حديث .

2/ وحديث فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش).
والحديث ضعيف لانقطاع السند فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.


س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
الخلاف في عد البسملة آية من سورة الفاتحة خلاف سائغ بين العلماء ، وكلاهما حق لقوة الأدلة لكلا الفريقين ،
أما أصحاب القول الأول :
-الذين يعدون البسملة آية من سورة الفاتحة كالشافعي ورواية عن أحمد ، وكذلك أصحاب العد المكي وهو الذي رواه الإمام ابن كثير المكي مقرئ أهل مكّة عن مجاهد بن جبر عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب رضي الله عنهم.
والعدّ الكوفي هو المروي عن أبي عبد الرحمن السُّلمي مقرئ أهل الكوفة عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه. ومن الأحاديث التي استدلوا بها :
حديث أبي هريرة رضي الله عنه : (( إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا: {بسم الله الرحمن الرحيم}؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و{بسم الله الرحمن الرحيم}إحداها)). رواه الدارقطني والبيهقي ، صح موقوفاً وله حكم الرفع .

وقد صحت نسبة هذا القول لعلي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما .
1/ رواية علي بن أبي طالب :
عن السدي، عن عبد خير قال: سُئل علي رضي الله عنه، عن السبع المثاني
فقال: ( {الحمد لله} )فقيل له: إنما هي ست آيات، فقال: ({بسم الله الرحمن الرحيم} آية). رواه الدارقطي والبيهقي.
2/ رواية ابن عباس :
وقال ابن جريج: أخبرنا أبي، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه، قال في قول اللّه تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني} قال: (هي فاتحة الكتاب)؛ فقرأها عليَّ ستًّا، ثمّ قال: ({بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} الآية السّابعة). رواه جماعة .

أصحاب القول الثاني :
الذين عدوا البسملة ليست آية من سورة الفاتحة كأبو حنيفة والأوزاعي ومالك ورواية عن أحمد ، واستدلوا بأحاديث منها :
1-حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)). رواه البخاري ومسلم .
2- وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ{الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا في آخرها). متفق عليه.

س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة
تتجلى الحكمة من الاستعاذة في صدق اللجوء إلى الله عز وجل ، والالتجاء إليه سبحانه لدفع الشرور والمكاره ،وفي الحديث وعد رباني بحفظ من يستعيذ بالله (ولئن استعاذني لأعيذنّه)
وهي عبادة قلبية عظيمة شرعها الله لعباده المؤمنين ليزدادوا إيماناً
وعلمهم ما يستعيذون به فكانت الاستعاذة قبل الشروع بقراءة القرآن ليتحصن المسلم من وسوسة الشيطان ،وعلمهم المعوذات من أعظم ما يتعوذ به المسلم فيستفتح بها أذكار الصباح ويختم يومه بأذكار المساء ودبر كل صلاة وقبل النوم .
ليكون المسلم في حصن حصين منيع بحفظ الله ورعايته .
وقد يتسائل أحدهم عن حكمة خلق الشر وأهله والشيطان ووسوسته ، فلو فرضنا أن الشر لم يخلق وأن الشيطان لم يوسوس فكيف سيتبين لنا الخير ؟ كيف أحقق صدق اللجوء إلى خالقي إن كنت في أمان وخير دائم ؟ لاشك أن الأمور بضدها تتبين وتتضح .


استغفر الله واتوب اليه

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 3 شعبان 1438هـ/29-04-2017م, 03:38 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
1.حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن» قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى.
2. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
3. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين}). رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم كلهم من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس به.

س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب
-لمعنى التسمية بأم الكتاب قولان بينهما تماثل:
1-لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة. قاله أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، والبخاري في صحيحه، ثم ذكره جماعة من المفسّرين بعد ذلك.وذكر ابن الجوزي في زاد المسير: ومن أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب لأنها أمَّت الكتاب بالتقدم.
ورد عن العرب أنها تسمِّي المقدم أمًّا لأنَّ ما ماخلفه يؤمُّه.قاله الشيخ عبد العزيز الداخل
2-لتضمنها أصول معاني القرآن ؛ ففيها حمد الله تعالى والثناء عليه وتمجيده وإفراده بالعبادة والاستعانة وسؤاله الهداية التي من وفّق لها فهو من الذين أنعم الله عليهم من عباد الله الصالحين السائرين على الصراط المستقيم قد نجّاه الله من سلوك سبل الأشقياء من المغضوب عليهم والضالين.
وسائر سور القرآن الكريم بما فيها من من قصص وأمثال وعبر وحجج هي تفصيل وبيان لهذه المعاني، قاله جماعة من المفسرين.
وقد جمع ابن جرير بين القولين فقال: (وإنما قيل لها أمَّ القرآن لتسميةِ العربِ كلَّ جامعٍ أمرًا أو مقدَّمٍ لأمرٍ إذا كانت له توابعُ تتبعه هو لها إمام جامع: "أُمًّا").
-وفي صحة التسمية بأم الكتاب قولان :
1- أنها تسمية صحيحة ورد بها النص ومن الآثار ما رواه مسلم من حديث حبيب المعلم، عن عطاء قال: قال أبو هريرة: «في كل صلاة قراءة فما أسمعنا النبي صلى الله عليه وسلم، أسمعناكم، وما أخفى منا، أخفيناه منكم، ومن قرأ بأم الكتاب فقد أجزأت عنه، ومن زاد فهو أفضل».
وفي حديث عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب.
1-كراهة تسمية الفاتحة بأمّ الكتاب؛ لأنه اسم من أسماء اللوح المحفوظ كما في قول الله تعالى: {وإنّه في أمّ الكتاب لدينا لعليّ حكيم}، وقوله: {وعنده أمّ الكتاب}.
قال بكراهة هذه التسمية :
محمد بن سيرين وكان يقول: "فاتحة الكتاب".
وذكر ابن كثير وابن حجر كراهة هذه التسمية عن أنس والحسن البصري ولم يقف الشيخ عبد العزيز الداخل على إسناد الروايتين عنهما.
ذكر السهيلي بكراهة التسمية عن بقيّ بن مخلد في تفسيره وهو مفقود.
-القول الراجح:
رجح الشيخ عبد العزيز الداخل صحّة التسمية بهذا الاسم للأسباب التالية:
1-لثبوت النص به.
2-لأنّ التسمية بأمّ الكتاب لاتعارض تسمية اللوح المحفوظ به كما هي تسمية للآيات المحكمات أيضاً ؛قال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب}
وقال ابن حجر: (ولا فرق بين تسميتها بأمّ القرآن وأمّ الكتاب، ولعلّ الّذي كره ذلك وقف عند لفظ الأمّ، وإذا ثبتَ النصُّ طاحَ ما دونَه).
ب. الوافية
-في معنى تسميتها بالوافية قولان:
1- لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة، وهذا قول الثعلبي.
2-لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري.
روى الثعلبي عن عبد الجبار بن العلاء أنه قال : (كان سفيان بن عيينة يسمّي فاتحة الكتاب: "الوافية").
وذكر هذا الاسم الثعلبي والزمخشري والرازي والقرطبي والبيضاوي وابن كثير وابن حجر العسقلاني والعيني والسيوطي والشوكاني وغيرهم.
وتصحَّف هذا الاسم في تفسير ابن جزيء وتفسير أبي حيان وبعض طبعات تفسير ابن كثير

س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
بعد أن بحث الشيخ عبد العزيز الداخل في صحة ما نُسب تبين أنه :
1- نُسب خطأ إلى أبي هريرة في رواية أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة» أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة مختصراً بلفظ:«أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة» فهذه الرواية لها علّة وهي إنقطاع السند مع أن رجاله ثقات إلا أن مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة.
2-أنه تصح نسبته إلى مجاهد بن جبر ذكر ذلك الدارقطني وأضاف الحسين بن الفضل البحلي حيث قال أن : (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). ذكره الثعلبي. ؛ففي رواية ابن أبي شيبة مقطوعاً على مجاهد من طريق زائدة، عن منصور، عن مجاهد، قال: «الحمد لله رب العالمين أنزلت بالمدينة».ورواية أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: (نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة). ثبتت صحة الرواية عن مجاهد لكنها معلولة للتفرد ومخالفة الثقات
3-نسبة هذا القول إلى محمّد بن مسلم الزهري فلأجل ما روي عنه في كتاب "تنزيل القرآن" المنسوب إليه، وأنه عدَّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة، وفي إسناده الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.

س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟ روي في ذلك حديثان ضعيفان:
-حديث روي من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين »وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث
رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس
-حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: حدّثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
ومما صح في الرواية أن خواتيم البقرة هي التي نزلت من كنز تحت العرش كما في حديث حذيفة بن اليمان رواه الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد والنسائي وغيرهم من طريق الأشجعي عن ربعيّ بن حراشٍ عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( فُضّلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرض كلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي)).وأصل الحديث في صحيح مسلم غير أنّه ذكر الخصلتين الأوليين ثم قال: (وذكر خصلة أخرى..)
قال الألباني: (وهي هذه قطعا).
وحديث أبي ذرٍّ رضي الله عنهما
فرواه الإمام أحمد من طريق شيبان عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش، عن خرشة بن الحر، عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش، ولم يعطهن نبي قبلي».

س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
اتفق العلماء أن عدد آيات الفاتحة سبع آيات و اختلفوا في عدّ البسملة آية من الفاتحة على قولين:
-القول الأول:
البسملة آية من الفاتحة، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد، وهي كذلك في العدّ المكي والعدّ الكوفي.
وقد صحّ هذا القول عن عليّ بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم.
واستُدلَّ لهذا القول بأحاديث منها:
1. حديث ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}). أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والدارقطني وغيرهم.
قال الدارقطني: (إسناده صحيح، وكلهم ثقات).وقيل معلول للإنقطاع ورجح الشيخ عبد العزيز الداخل أنه موصول غير منقطع، لأن السائل حذف لاختصار الإسناد وقد سُمّي في رواية أخرى وهو "يَعلى بن مملك".
2-حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: (( إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا: {بسم الله الرحمن الرحيم}؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و{بسم الله الرحمن الرحيم} إحداها)). رواه الدارقطني والبيهقي من طريق نوح بن أبي بلال، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري , عن أبي هريرة، وهو إسناد صحيح، والموقوف أصح، وله حكم الرفع.
-القول الثاني:
لا تعدّ البسملة آية من الفاتحة،قاله أبو حنيفة والأوزاعي ومالك، و أحمد، وهو قول باقي أصحاب العدد.
اعتبروا الآية {أنعمت عليهم} رأس آية.
أدلة هذا القول :
1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)). رواه مسلم في صحيحه وأحمد والبخاري في القراءة خلف الإمام وغيرهما.
2. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ{الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا في آخرها). متفق عليه.وهذه الرواية عن أنس تفسّرها رواية من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: «صلّيت خلف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأبي بكرٍ، وعمر فلم يجهروا ببسم الله الرّحمن الرّحيم». وهو استدلال غير صحيح لأن عدم الجهر بالبسملة لا يقتضي عدم قراءتها،
-الترجيح:
الصواب أنّ الخلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات إذ كلا القولين متلقّيان عن القرّاء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومن اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين. قاله ابن الجزري في النشر.وابن تيمية .

س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
2-تثمر في القلب الاستشعار بأسماء الله وصفاته التي لزمت لطلب الإعاذة منه سبحانه كالعلم والقدرة والرحمة والإحاطة والسمع والبصر والقيّومية وغيرها من الصفات العليا ؛ فتقوم في قلبه الخشية من معرفة الله بأسمائه وصفاته
‎2-تثمر في قلب العبد الخوف من الله تعالى؛ فتكون دافعاً له للاستقامة على أمر الله جلّ وعلا، ومراقبة الله في كل تصرفاته خوفاً من أن يذنب فيخذله الله بسبب هذا الذنب فتراه يتوب وينيب ويستغفر لأدنى ذنب ؛ ‎فيحمله ذلك على الاستقامة والكفّ عن المعاصي قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : (لا يخاف العبدُ إلا ذنبَه، ولا يرجو إلا ربه) رواه عبد الرزاق والبيهقي في شعب الإيمان. ومتى صحّت الإنابة في قلب العبد كان من الذين يهديهم الله كما قال الله تعالى: {قل إن الله يضلّ من يشاء ويهدي إليه من أناب} ، وقال تعالى: {الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب}. فيعظم الرجاء في الله لطلب السلامة والعصمة مما استعاذ منه . .وتعظم محبّة الله في قلبه لما يرى من أثر إعاذته له ويجد من طمأنينة القلب في الالتجاء إليه والاعتصام به، وإيمانه بأنّ الله وليّه الذي لا وليّ له غيره. ‎ومن قامت في قلبه هذه العبادات العظيمة كانت استعاذته من أعظم أسباب محبّة الله تعالى له، وهدايته إليه. فيحيا القلب بعد موته، ويستيقظ بعد غفلته، ويلين بعد قسوته، وتركو النفس، وتستنير البصيرة، ويصلح العمل، وتحسن العاقبة.
3-عبادة عظيمة تستلزم عبادات أخرى قلبية وقولية وعملية تحصل للمستعيذ أثناء الإستعاذة من الصدق فهو صادق في طلب الإعاذة لشدّة حاجته إلى من يعصمه والإخلاص بالفزع إلى ربّه جلّ وعلا لا إلى غيره؛ فيستعيذ به وحده ،والتوكّل بتفويض أمره وعزمه على اتّباع هدى الله. والاستعانة لأجل معرفته بحاجته إلى عون الله تعالى على اتّباع هداه ليعصمه من شرّ ما استعاذ منه.
4-‎ أنّ الاستعاذة من العبادات العظيمة التي هي من مقاصد خلق الله تعالى للإنس والجنّ كما قال الله تعالى: {وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون}،

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 3 شعبان 1438هـ/29-04-2017م, 10:35 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة الفاتحة

المجموعة الأولى :


ملحوظة :
- الحسين بن الفضل البجلي ؛ البجلي بالجيم ( بالمعجمة )
بعضكم كتبها : البحلي ( بالمهملة ) ، وأعلم أنها كُتبت خطأ في الأصل لكن وجب التنبيه هنا.


1: كوثر التايه : أ+

س4: لم يرد في رواية مسلم التصريح بأن خواتيم سورة البقرة نزلت من تحت العرش ، وإنما التصريح في رواية أبي داوود الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد والنسائي.
قال الشيخ عبد العزيز الداخل بعدما ذكر الرواية : " وأصل الحديث في صحيح مسلم غير أنّه ذكر الخصلتين الأوليين ثم قال: (وذكر خصلة أخرى..)
قال الألباني: (وهي هذه قطعا). " اهـ

2: مضاوي الهطلاني : أ+
3: هناء هلال محمد : أ+
4: ريم الحمدان : أ

أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، وأحسنتِ الاجتهاد بتلخيص الأقوال وعدم الاعتماد على النسخ.
س2: تسمية الفاتحة بأم الكتاب ، ذكرتِ أحد الأقوال ، والقول الثاني لأنّ معانيها جامعة لما في القرآن ، وكما جمع ابن جرير بين القولين ؛ فإن العرب تسمي كل جامع أو كل مقدَّم أما.
س5: كلا القولين صحيح ليس فقط لقوة أدلة الفريقين ، ولكن لثبوت القولين عن القراء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى الصحابة ؛ فالخلاف في عد البسملة آية كالخلاف في القراءات ، فمن اعتبر أي القولين فهو صحيح.

5: ميسر ياسين محمد : أ
س2: القولان في معنى أم الكتاب ليسا متماثلين لكن الخلاف في المسألة من قبيل خلاف التنوع ، ومن أنواع خلاف التنوع هو اختلاف الأقوال في اللفظ والمعنى لكن يمكن الجمع بينهما ، وهذه المسألة من هذا النوع.
س5: القول الثاني : - رواية عن أحمد - ، إذ رُوي عنه القولان.
- تم الخصم للتأخير.


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 4 شعبان 1438هـ/30-04-2017م, 08:08 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي



المجموعة الثانية :


1: شيماء طه : ج+
س1:
القول الثاني في معنى التسمية بالسبع المثاني :
- رواه ابن جرير عن ابن عباس.
القول الرابع بأنها دلت على اثنين اثنين ، أحسنتِ بذكر هذا القول لكن فاتكِ بيان اختلاف العلماء في تفسير هذا القول.
س6: أحسنتِ ، لكن في الكلام تقديم وتأخير أحسبُ أنه غير مقصود.
وفاتكِ إجابة السؤال الثاني : س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟
والسؤال الخامس : " س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟ "
وعدم إجابتكِ للسؤالين أثر كثيرًا على الدرجة وإن كنتِ أحسنتِ فيما أجبتِ ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

2: الشيماء وهبة : أ+

أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، وأثني على إجاباتكِ ، وتحريركِ للمسائل.
س1:
والقول الثالث هو قول أبي عبيدة معمر بن المثنى.
- القول الراجح هو قول جمهور العلماء ، ولم يُجمع العلماء عليه ، بل كما أوردتِ هناك خلاف بل هو خلاف معتبر في المسألة.

س3: هيا أبو داهوم : ب+

س2: مجرد رواية الضعفاء والمتهمون للأحاديث الواهية ليس سببَ انتشارها ، ولكن قد يرويها من يظن أنها صحيحة وينشرها ، أو تروى في الكتب دون التحقق من صحتها وبحث علتها كما جرت عادة بعض المفسرين من جمع كل ما قيل في الآية بالإسناد في التفسير دون النظر إلى صحة الرواية من عدمه.
س5:
وبمعرفة هل القول المنسوب للعالم ، نص عليه صراحةً ؟، أم هو مستخرج من قول آخر له ،؟ وهل هذا القول المستخرج ظاهر الدلالة؟ ، أو غير ظاهر؟.
مثلا :
استخراج العلماء قول أن سورة الفاتحة مكية ونسبتها لمن قال بأن المراد بالسبع المثاني في قوله تعالى :{ ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم } ، ذلك أن هذه الآية في سورة الحجر وسورة الحجر مكية.
فالقول بأن الفاتحة مكية هنا مستخرج ، ولكنه ظاهر الدلالة فيصح نسبته لمن قال بأن المراد بالسبع المثاني الفاتحة.
وأرجو قراءة إجابة الأخت الشيماء وهبة لهذا السؤال فقد أحسنت فيه ، بارك الله فيكما.


المجموعة الثالثة :
نبيلة الصفدي : أ+


س2:
- الجملة الأخيرة في النوع الثاني ، لم يتضح من القائل بأنه الرقاشي ؟
س5:
الحديث الأول :
يوجد سقط في الكلام لعله غير مقصود ، وإن كان هو موضع الشاهد من الحديث.
لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
س6: الرسائل تكون بأسلوبك ، وإذا استشهدتِ بحديث أو أثر تذكرين من رواه من الأئمة ، وبيان درجته من الصحة ما تبين لكِ.


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 4 شعبان 1438هـ/30-04-2017م, 08:45 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

المجموعة الرابعة :

1: فاطمة الزهراء محمد : أ+
2: بدرية صالح : أ+
3: عابدة المحمدي : أ+

س1: - دينار ليس براوٍ في الحديث ، وإنما المقصود بيان أن اسم الراوي الحسن بن واصل التميمي ، وأما نسبته لدينار فهي نسبة لزوج أمه.
وهذا الحسن بن دينار متروك الحديث.
- المثال الثاني : مع ضعف الإسناد ، فإن المتن قد أتى بشيء لا يثبت إلا بدليل صحيح فيتوقف فيه ، وليس كالنوع الأول يمكن قبول الحديث إذا لم يكن الضعف شديدًا لصحة المتن.
4: مها شتا : أ+
س1:
المثال الثاني : جميع الآثار الثابتة إنما هي مقطوعة على مجاهد ، ومثل هذه الأقوال لا يمكن إثباتها إلا بنص صحيح من القرآن والسنة المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو في حكم الرفع.
وقد ورد تخطئة العلماء لمجاهد - رحمه الله - قوله أن الفاتحة نزلت بالمدينة.


بارك الله فيكم وعلمني وإياكم ما ينفعنا ونفعنا بما علمنا ونفع بنا الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 11 شعبان 1438هـ/7-05-2017م, 07:13 AM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.

ينبغي لطالب العلم أن يحرص على معرفة ما يذكر من مرويات ،وأن يكون على دراية كاملة بصحيحها من ضعيفها،وذلك بمعرفة جهة الإسناد وصحة المتن ،
وموقف العلماء منها متفاوت ،فمنهم من يرى أن المتن إن لم يكن به نكارة فلا بأس في روايته في الفضائل ونحوها وإن لم تتعدّد طرقه،
ومنهم من يشدد فلا يقبله لنكارة متن ،أو لضعف شديد في الإسناد .
وأنواع الضعف في المرويات:على درجتين:
الأولى : الضعف الشديد، ويكون سببه رواية الكذّابين
والمتّهمين بالكذب، وكذلك كثيري الخطأ في الرواية؛ فهؤلاء لا يعول على رواياتهم ولا تتقوّى بتعدد الطرق .
الثانية : الضعف غير الشديد، وهو ما يقبل التقوية بتعدد الطرق،وهذا له أنواع :
- ضعف الضبط عند الرّاوي
- الإنقطاع في الإسناد
- رواية بعض المدلسين ،وغير ذلك من العلل التي توجب ضعف الإسناد في نفسه، لكنَّها لا تمنع تقويته بتعدد الطرق،فما تعدّدت طرقه واختلفت مخارجه ولم يكن في متنه نكارة حكم بصحته.
وأما المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة على ثلاثة أنواع:
الأول: متون صحيحة المعنى قد دلّت عليها أدلّة أخرى، فيستغنى بها عن الأسانيد الضعيفة التي لم تُصحح مروياتها.
الثاني: ما كان مُتوقّف في معناه فلا يُنفى ولا يُثبت إلا بدليل صحيح، فمرويّات هذا النوع تُردُّ حكماً لضعف إسنادها؛ مع التوقف فيها ويكل علمها إلى الله عز وجل إلا أن يظهر لأحد من أهل العلم وجه استدلال معتبر فعندها يحكم بنفيه أو إثباته .
الثالث: ما يكون في متنه نكارة أو مخالفة لما صحّ من النصوص أوذكر كلام عظيم لا يُحتمل من ضعفى الرواية ،وهناك ما يتردد بين نوعين، وما يختلف فيه أهل العلم تصحيحاً وتضعيفاً.

س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.
اختلف العلماء في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها على أقوال:
الأول:أنها سورة مكية، وهو قول أبي العالية،والربيع بن أنس،وروي عن جماعة السلف منهم، عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس،والحسن البصري وسعيد بن جبير وغيرهم ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وفاتحة الكتاب نزلت بمكة بلا ريب كما دل عليه قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)) وسورة الحجر مكية بلا ريب)
وقال به جماعة من المفسّرين مستشهدين بهذه الآية .
وكذلك وردت أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في أنّ المراد بالسبع المثاني والقرآن العظيم فاتحة الكتاب، منها
حديث المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن» قال:{الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري .
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري .
وحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» متفق عليه .
وهذا هو القول الراجح الذي عليه جمهور العلماء والمفسرين .
- القول الثاني :
أنها مدنية ، وهو قول مجاهد بن جبر وقد نُسب خطأ إلى أبي هريرة وعبد الله بن عبيد بن عمير، وعطاء بن يسار، وعطاء الخراساني، وغيرهم، وحكى هذه الأقوال عنهم أبو عمرو الداني وابن عطية وابن الجوزي والسخاوي والقرطبي وابن كثير، وكَثُر تداولها في كتب التفسير وعلوم القرآن، وقد زاد بعضهم على بعض،وذكر الشيخ "الدّاخل" أنه لا أصل لهذه الأقوال ولا تصح عنهم، وإن ثبت الأثر عن مجاهد رحمه الله، لكنْ وصله إلى أبي هريرة خطأ،وأورد قول " الحسين البحلي" (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه) .

- القول الثالث: أنها نزلت مرتين: مرة بمكَّة ومرة بالمدينة، ذكره الثعلبي والواحدي عن الحسين بن الفضل لقوله :
(سميت مثاني؛ لأنها نزلت مرتين اثنتين؛ مرة بمكة في أوائل ما نزل من القرآن، ومرة بالمدينة)
وضعف الشيخ الدّاخل هذا القول وذكر أن في النفس شيئ من نسبته إلى الحسين بن الفضل .

- القول الرابع: أنها نزلت نصفين، نصف بمكة، والنصف الآخر بالمدينة، ذكره أبو الليث السمرقندي في تفسيره،ولم ينسبه إلى أحد وهو قول باطل لا أصل له.
وذكره القرطبي وابن كثير من باب جمع ما قيل في هذه المسألة لا على سبيل الإقرار، وقال عنه ابن كثير: (وهو غريب جداً).

س3: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.

دلت النصوص على أن الفاتحة سبع آيات وذلك بإجماع القرَّاء والمفسّرين ،قال ابن جرير: (لا خلاف بين الجميع من القرَّاء والعلماء في ذلك).
ومن الإدلة قوله تعالى:(ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم) وكذلك ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم من تفسيرها بسورة الفاتحة؛ فيكون العدد منصرفاً إلى آياتها.
وورد عن أبو العالية في قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني} قال: (فاتحة الكتاب سبع آياتٍ). رواه ابن جرير.
وكذلك اتفاق علماءُ العدد في جميع الأمصار على أنها سبع آيات.

س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
تتحقق الإستعاذة بأمرين :
الأول: صدق إلتجاء القلب إلى الله عز وجل و إخلاص
العوذ به، مع اعتقادٍ جازم أنه بيده وحده النفع والضر وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
ويلزم هذا اتباع حسن لما أمر الله به وإنتهاء لما نهى عنه، مع بذلٍ للإسباب التي أمر الله بها.

س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالاستعاذة من الشيطان الرجيم في آيات كثيرة،وهذ يدل على إن للشيطان شروراً كثيرة ،تستوجب استعاذة المسلم منه بربّه جلّ وعلا، استعاذة تامة محققة جميع الشروط ،حتى يسلم من كيده وشرّه .
- معنى الاستعاذة :
هي الالتجاء إلى الله بصدق والاعتصام إلى من بيده العصمة من شرِّ ما يُستعاذ منه .
قال أبو منصور الأزهري: (يقال: عاذ فلان بربّه يعوذ عَوْذاً إذا لجأ إليه واعتصم به).
والعِصمة هي المنَعَة والحماية ، يقول الله تعالى: {لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم} .
معنى (أعوذ)
(أعوذ بالله ) أي: ألتجئ وأعتصم وأستجير .
وحقيقة الاستعاذة: طَلب الأمان مما يُخاف منه.
قوله (من الشّيطان )
الشيطان : مُشتقّ من "شطن" وهو لفظ جامع للبعد والمشقّة والالتواء والعُسر، على الراجح من قولي أهل اللغة، يقال: نوىً شطون: أي بعيدة شاقّة.
وبئر شطون: ملتوية عوجاء بعيدة القعر.
وحرب شطون: عسرة شديدة.
وحكى الأزهري عن بعض اللغويين أن الشيطان مشتقّ من شاط يشيط إذا احترق وهلك وقيل: إذا ذهب وبطل.
وقال ابن جرير: (فكأنّ الشّيطان على هذا التّأويل فيعالٌ من شطن؛ وممّا يدلّ على أنّ ذلك كذلك، قول أميّة بن أبي الصّلت:
أيّما شاطنٍ عصاه عكاه.......ثمّ يلقى في السّجن والأكبال
ولو كان فعلان، من شاط يشيط، لقال أيّما شائطٍ، ولكنّه قال: أيّما شاطنٍ، لأنّه من شطن يشطن، فهو شاطنٌ) .
والعرب تسمّي الرجل السريع إلى الشرّ وإلى ما يُعاب ويُنكر والبعيد عن الخير شيطاناً.
قال جرير بن عطية:
أزْمانَ يَدعُونَني الشّيطانَ من غزَلي ... و كنَّ يهوينني إذْ كنتُ شيطانا
قال ابن جرير: (وإنّما سمّي المتمرّد من كلّ شيءٍ شيطانًا، لمفارقة أخلاقه وأفعاله أخلاق سائر جنسه وأفعاله، وبعده عن الخير)ا.هـ.
- قوله (الرّجيم)
الرجم في اللغة: هو الرمي بالشرّ وبما يؤذي ويضرّ، ويكون في الأمور الحسية كالرّجم بالحجارة،ورجم الشياطين بالشهب .
وأماالمعنوية،فهو كالرّجم بالقول السيء من السبّ والشتم والقذف وغير ذلك .
- معنى "الرجيم"
ورد في الرجيم قولان :
الأول: أنه بمعنى مرجوم كما يقال: لعين بمعنى ملعون ،
وهكذا فيما كان على فعيل وهو بمعنى مفعول .
الثاني: أنه بمعنى راجم ،أي يرجم الناس بالوساوس والربائث.
قال ابن كثير: (وقيل: رجيم بمعنى راجم؛ لأنه يرجم الناس بالوساوس والربائث والأول أشهر).
والربائث جمع ربيثة هي هنا ما يحبس المرء عن حاجته من العلل ويثبّطه عن القيام بما يصلحه.

- معنى وصف الشيطان بأنه رجيم :
أي وصفٌ ملازم له إينماحيث بلغ أقصى ما يكون في التحقير، وأبلغ ما يُتصوّر من الذلّ والمهانة،فهو رجيم مذموم مقذوف بما يسوء ويشين،وراجم لأتباعه بسهام الفتن وتزيين الباطل والتثبيط عن الحقّ .

س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟
الله عز وجل أعلم بأحوال عباده وما يصلح لهم حيث قدر عليهم بعض الأمور التي فيها مشقة لهم تطهيراً لنفوسهم ،وامتحاناً لها ليتبين الصادق من الكاذب، والمحسن من المسيئ،ولينال العبد شرف التذلل لربه والإنطراح بين يديه ويشعر بالإفتقار إلى خالقه، وحاجته الماسة إلى حمايته ولطفه،عندها تتولد الرغبة في مناجاته ودعائه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وغير هذا من أنواع العبودية التي قدلاتخرج وقت الراحة والدعة وأمن النفس مما قد ينغص عليها صفوها .

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 11 شعبان 1438هـ/7-05-2017م, 11:27 PM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي

السلام عليكم استاذة لقد قمت بحل س2 في هذا المجلس والي نسخ اجابتي وفيها س2

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ‌. فاتحة الكتاب
سميت بذلك لأنها أول ما يستفتح منه أي يبدأ به.
قال ابن جرير سميت فاتحة الكتاب لأنها أول ما يفتتح بكتابته المصاحف وبقراءتها الصلوات
فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن.

ب‌. السبع المثاني
ت‌. المراد بالسبع آياتها وفي تسميتها أقوال
ث‌. 1 أنها تثنى أي تعاد في كل ركعة وهي أكثر ما يعاد ويكرر في القرآن روي هذا عن عمر بن الخطاب وابن عباس والحسن وقتادة.
ج‌. 2 أن الله تعالى استثناها لرسوله صلى الله عليه وسلم
ح‌. فلم يؤتها أحد قبله
خ‌. روي ذلك عن ابن جرير وابن عباس وجماعة من المفسرين
د‌. 3 قول معمر بن المثنى قال وانما سميت آيات القرآن مثاني لأنها تتلو بعضها بعضا فثنيت الأخيرة على الأولى.
ذ‌. 4 أنها مما يثنى به على الله ذكر هذا الزجاج.
ر‌. 5
ز‌. المثاني ما دل على اثنين اثنين كأنه جمع مثنى أو مشتق من المثنى.
س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها
مما يحمل على انتشار المرويات الضعيفة التماس الثواب لما ظنوه من صحة تلك المرويات وحسنها
وهم مخطئون من جهة تسرعهم في نشر ما ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من غير تثبت ولا سؤال لأهل العلم
ويحسن على طالب علم التفسير أن يكون على معرفة بم اشاع من تلك المرويات وأن يتبين سبب الضعف ومرتبته وما يتساهل فيه وما لا يتساهل فيها منها.


س3: ما الفرق بين اسم السورة ولقبها؟
اسم السورة ما وضع لتعيينها والدلالة عليها. ولقب السورة ما اشتهرت من وصف مدح بعد تقرر أسمائها.
فاذا اجتمع الاسم
واللقب كان الأفصح تقديم الاسم لتقدمه في الوضع ولدفع الالتباس الا أن يكون اللقب أشهر من الاسم وأكثر تداولا أو لارادة التشويق بذكر الوصف ثم التعريف بذكر الاسم.

س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.
كان لنزول سورة الفاتحة شأن خاص يدل على فضلها وشرفها
وفيه اشارة الى ما ينبغي أن تتلقى به هذه السورة
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته

وفي هذا الحديث بشارة عظيمة للنبيّ صلى الله عليه وسلم ولأمّته بما اختصّهم الله به من إنزال سورة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة عليهم دون سائر الأمم.
وأنزلَ ملكاً كريماً إلى السماء لم ينزل من قبل، وما نزل إلا ليبلّغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم هذه البشارات العظيمة، وما تضمّنته كلّ بشارة منها من كرامات جليلة للنبيّ صلى الله عليه وسلّم ولأمّته تستوجب شكر الله تعالى ومحبّته واتّباع رضوانه.
فالبشارة الأولى: أنها نور عظيم البركة واسع الهدايات جليل البصائر:
فهي نور يبصر العبد بما يعرفه بربه جل وعلا وبأسمائه وصفاته التي تقتضي من العبد اجتماع عبوديات المحبة والخوف والرجاء.
وهي نور يبصر المؤمن بمقصد خلقه والحكمة منا ايجاده.
وهي نور يبصر المؤمن بحاجته الى عون الله وهدايته في كل شأن من شؤونه.
وهي نور يبصر المؤمن بسبب الهداية ومصدرها ووصفه سبيلها وحال أهلها وعاقبتهم.
وهي نور يبصر المؤمن بأنه لا فلاح له الا بالعلم النافع والعمل الصالح.
وهي نور يبصر المؤمن بسوء عاقبة الذين فرطوا في العلم والذين فرطوا في العمل من المغضوب عليهم والضالين.
والبشارة الثانية أن هذه السورة كرامة خاصة لهذه الأمة لم تعطها امة من الأمم وفي هذا تشريف للأمة وتكريم لها.
والبشارة الثالثة أن دعاء الداعي بها مستجاب.
فحري بمن نصح لنفسه أن يعرف قدر هذه البشارت
العظيمة وحق هذا الفضل والتكريم وأن يحرص كل الحرص أن ينفعهم الله بما أنزل الله من الهدى والنور وأن يحرص على اجتناب ما تنقلب به هذه البشارات الى حسرات.

س
بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة . من ضعف الالالتجاء الى الله وضعف الاستعانة به.
3 استعاذة المتقين وهي الاستعاذة الصحيحة المتقبلة التي تنفع صاحبها باذن الله وتكون بالقلب والقول والعمل.

4 استعاذة المحسنين وهي أعلى درجات الاستعاذة وأحسنها أثرا وأصحاب هذه الدرجة هم من أوجب الله على نفسه أن يعيذهم اذا استعاذوه وهم الذين حققوا صفات ولاية الله تعالى.
وهؤلاء هم الذين أحسنوا الاستعاذة بقلوبهم وأحوالهم وأعمالهم حتى أنهم يستعيذون بالله كأنهم يرونه فهؤلاء هم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وكما كانت استجابتهم سريعة فان استعاذتهم سريعة الأثر..

1 أصحاب الاستعاذة الباطلة وهي التي تخلف عنها شرطي القبول الاخلاص والمتابعة وهؤلاء يستعيذون بالله وبغيره فيشركون.
2 الاستعاذة الناقصة وهي التي خلت من الشرك والبدع لكنها استعاذة ناقصة ضعيفة لما فيها

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 16 شعبان 1438هـ/12-05-2017م, 02:49 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء طه مشاهدة المشاركة
السلام عليكم استاذة لقد قمت بحل س2 في هذا المجلس والي نسخ اجابتي وفيها س2

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ‌. فاتحة الكتاب
سميت بذلك لأنها أول ما يستفتح منه أي يبدأ به.
قال ابن جرير سميت فاتحة الكتاب لأنها أول ما يفتتح بكتابته المصاحف وبقراءتها الصلوات
فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن.

ب‌. السبع المثاني
ت‌. المراد بالسبع آياتها وفي تسميتها أقوال
ث‌. 1 أنها تثنى أي تعاد في كل ركعة وهي أكثر ما يعاد ويكرر في القرآن روي هذا عن عمر بن الخطاب وابن عباس والحسن وقتادة.
ج‌. 2 أن الله تعالى استثناها لرسوله صلى الله عليه وسلم
ح‌. فلم يؤتها أحد قبله
خ‌. روي ذلك عن ابن جرير وابن عباس وجماعة من المفسرين
د‌. 3 قول معمر بن المثنى قال وانما سميت آيات القرآن مثاني لأنها تتلو بعضها بعضا فثنيت الأخيرة على الأولى.
ذ‌. 4 أنها مما يثنى به على الله ذكر هذا الزجاج.
ر‌. 5
ز‌. المثاني ما دل على اثنين اثنين كأنه جمع مثنى أو مشتق من المثنى.
س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها
مما يحمل على انتشار المرويات الضعيفة التماس الثواب لما ظنوه من صحة تلك المرويات وحسنها
وهم مخطئون من جهة تسرعهم في نشر ما ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من غير تثبت ولا سؤال لأهل العلم
ويحسن على طالب علم التفسير أن يكون على معرفة بم اشاع من تلك المرويات وأن يتبين سبب الضعف ومرتبته وما يتساهل فيه وما لا يتساهل فيها منها.


س3: ما الفرق بين اسم السورة ولقبها؟
اسم السورة ما وضع لتعيينها والدلالة عليها. ولقب السورة ما اشتهرت من وصف مدح بعد تقرر أسمائها.
فاذا اجتمع الاسم
واللقب كان الأفصح تقديم الاسم لتقدمه في الوضع ولدفع الالتباس الا أن يكون اللقب أشهر من الاسم وأكثر تداولا أو لارادة التشويق بذكر الوصف ثم التعريف بذكر الاسم.

س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.
كان لنزول سورة الفاتحة شأن خاص يدل على فضلها وشرفها
وفيه اشارة الى ما ينبغي أن تتلقى به هذه السورة
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته

وفي هذا الحديث بشارة عظيمة للنبيّ صلى الله عليه وسلم ولأمّته بما اختصّهم الله به من إنزال سورة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة عليهم دون سائر الأمم.
وأنزلَ ملكاً كريماً إلى السماء لم ينزل من قبل، وما نزل إلا ليبلّغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم هذه البشارات العظيمة، وما تضمّنته كلّ بشارة منها من كرامات جليلة للنبيّ صلى الله عليه وسلّم ولأمّته تستوجب شكر الله تعالى ومحبّته واتّباع رضوانه.
فالبشارة الأولى: أنها نور عظيم البركة واسع الهدايات جليل البصائر:
فهي نور يبصر العبد بما يعرفه بربه جل وعلا وبأسمائه وصفاته التي تقتضي من العبد اجتماع عبوديات المحبة والخوف والرجاء.
وهي نور يبصر المؤمن بمقصد خلقه والحكمة منا ايجاده.
وهي نور يبصر المؤمن بحاجته الى عون الله وهدايته في كل شأن من شؤونه.
وهي نور يبصر المؤمن بسبب الهداية ومصدرها ووصفه سبيلها وحال أهلها وعاقبتهم.
وهي نور يبصر المؤمن بأنه لا فلاح له الا بالعلم النافع والعمل الصالح.
وهي نور يبصر المؤمن بسوء عاقبة الذين فرطوا في العلم والذين فرطوا في العمل من المغضوب عليهم والضالين.
والبشارة الثانية أن هذه السورة كرامة خاصة لهذه الأمة لم تعطها امة من الأمم وفي هذا تشريف للأمة وتكريم لها.
والبشارة الثالثة أن دعاء الداعي بها مستجاب.
فحري بمن نصح لنفسه أن يعرف قدر هذه البشارت
العظيمة وحق هذا الفضل والتكريم وأن يحرص كل الحرص أن ينفعهم الله بما أنزل الله من الهدى والنور وأن يحرص على اجتناب ما تنقلب به هذه البشارات الى حسرات.

س
بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة . من ضعف الالالتجاء الى الله وضعف الاستعانة به.
3 استعاذة المتقين وهي الاستعاذة الصحيحة المتقبلة التي تنفع صاحبها باذن الله وتكون بالقلب والقول والعمل.

4 استعاذة المحسنين وهي أعلى درجات الاستعاذة وأحسنها أثرا وأصحاب هذه الدرجة هم من أوجب الله على نفسه أن يعيذهم اذا استعاذوه وهم الذين حققوا صفات ولاية الله تعالى.
وهؤلاء هم الذين أحسنوا الاستعاذة بقلوبهم وأحوالهم وأعمالهم حتى أنهم يستعيذون بالله كأنهم يرونه فهؤلاء هم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وكما كانت استجابتهم سريعة فان استعاذتهم سريعة الأثر..

1 أصحاب الاستعاذة الباطلة وهي التي تخلف عنها شرطي القبول الاخلاص والمتابعة وهؤلاء يستعيذون بالله وبغيره فيشركون.
2 الاستعاذة الناقصة وهي التي خلت من الشرك والبدع لكنها استعاذة ناقصة ضعيفة لما فيها
تم تعديل الدرجة ، وأعتذر منكِ عن هذا الخطأ ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 16 شعبان 1438هـ/12-05-2017م, 03:27 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منيرة محمد مشاهدة المشاركة
المجموعة الخامسة:
س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.

ينبغي لطالب العلم أن يحرص على معرفة ما يذكر من مرويات ،وأن يكون على دراية كاملة بصحيحها من ضعيفها،وذلك بمعرفة جهة الإسناد وصحة المتن ،
وموقف العلماء منها متفاوت ،فمنهم من يرى أن المتن إن لم يكن به نكارة فلا بأس في روايته في الفضائل ونحوها وإن لم تتعدّد طرقه،
ومنهم من يشدد فلا يقبله لنكارة متن ،أو لضعف شديد في الإسناد .
وأنواع الضعف في المرويات:على درجتين:
الأولى : الضعف الشديد، ويكون سببه رواية الكذّابين
والمتّهمين بالكذب، وكذلك كثيري الخطأ في الرواية؛ فهؤلاء لا يعول على رواياتهم ولا تتقوّى بتعدد الطرق .
الثانية : الضعف غير الشديد، وهو ما يقبل التقوية بتعدد الطرق،وهذا له أنواع :
- ضعف الضبط عند الرّاوي
- الإنقطاع في الإسناد
- رواية بعض المدلسين ،وغير ذلك من العلل التي توجب ضعف الإسناد في نفسه، لكنَّها لا تمنع تقويته بتعدد الطرق،فما تعدّدت طرقه واختلفت مخارجه ولم يكن في متنه نكارة حكم بصحته.
وأما المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة على ثلاثة أنواع:
الأول: متون صحيحة المعنى قد دلّت عليها أدلّة أخرى، فيستغنى بها عن الأسانيد الضعيفة التي لم تُصحح مروياتها.
الثاني: ما كان مُتوقّف في معناه فلا يُنفى ولا يُثبت إلا بدليل صحيح، فمرويّات هذا النوع تُردُّ حكماً لضعف إسنادها؛ مع التوقف فيها ويكل علمها إلى الله عز وجل إلا أن يظهر لأحد من أهل العلم وجه استدلال معتبر فعندها يحكم بنفيه أو إثباته .
الثالث: ما يكون في متنه نكارة أو مخالفة لما صحّ من النصوص أوذكر كلام عظيم لا يُحتمل من ضعفى الرواية ،وهناك ما يتردد بين نوعين، وما يختلف فيه أهل العلم تصحيحاً وتضعيفاً.

س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.
اختلف العلماء في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها على أقوال:
الأول:أنها سورة مكية، وهو قول أبي العالية،والربيع بن أنس،وروي عن جماعة السلف منهم، عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس،والحسن البصري وسعيد بن جبير وغيرهم ،
[ وفي نسبة القول بأن سورة الفاتحة مكية مباشرة لمعظمهم فيه نظر ، وإنما هذا القول مستخرج من تفسيرهم للسبع المثاني في آية الحجر بأنها الفاتحة ؛ والتفصيل في شرح الشيخ حفظه الله ]

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وفاتحة الكتاب نزلت بمكة بلا ريب كما دل عليه قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)) وسورة الحجر مكية بلا ريب)
وقال به جماعة من المفسّرين مستشهدين بهذه الآية .
وكذلك وردت أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في أنّ المراد بالسبع المثاني والقرآن العظيم فاتحة الكتاب، منها
حديث المعلَّى [ أبي سعيد بن المُعلّى ] رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن» قال:{الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري .
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري .
وحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» متفق عليه .
وهذا هو القول الراجح الذي عليه جمهور العلماء والمفسرين .
- القول الثاني :
أنها مدنية ، وهو قول مجاهد بن جبر وقد نُسب خطأ إلى أبي هريرة وعبد الله بن عبيد بن عمير، وعطاء بن يسار، وعطاء الخراساني، وغيرهم، وحكى هذه الأقوال عنهم أبو عمرو الداني وابن عطية وابن الجوزي والسخاوي والقرطبي وابن كثير، وكَثُر تداولها في كتب التفسير وعلوم القرآن، وقد زاد بعضهم على بعض،وذكر الشيخ "الدّاخل" أنه لا أصل لهذه الأقوال ولا تصح عنهم، وإن ثبت الأثر عن مجاهد رحمه الله، لكنْ وصله إلى أبي هريرة خطأ،وأورد قول " الحسين البحلي [ البجلي ] " (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه) .

- القول الثالث: أنها نزلت مرتين: مرة بمكَّة ومرة بالمدينة، ذكره الثعلبي والواحدي عن الحسين بن الفضل لقوله :
(سميت مثاني؛ لأنها نزلت مرتين اثنتين؛ مرة بمكة في أوائل ما نزل من القرآن، ومرة بالمدينة)
وضعف الشيخ الدّاخل هذا القول وذكر أن في النفس شيئ من نسبته إلى الحسين بن الفضل .

- القول الرابع: أنها نزلت نصفين، نصف بمكة، والنصف الآخر بالمدينة، ذكره أبو الليث السمرقندي في تفسيره،ولم ينسبه إلى أحد وهو قول باطل لا أصل له.
وذكره القرطبي وابن كثير من باب جمع ما قيل في هذه المسألة لا على سبيل الإقرار، وقال عنه ابن كثير: (وهو غريب جداً).

س3: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.

دلت النصوص على أن الفاتحة سبع آيات وذلك بإجماع القرَّاء والمفسّرين ،قال ابن جرير: (لا خلاف بين الجميع من القرَّاء والعلماء في ذلك).
ومن الإدلة قوله تعالى:(ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم) وكذلك ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم من تفسيرها بسورة الفاتحة؛ فيكون العدد منصرفاً إلى آياتها.
وورد عن أبو [ أبي ] العالية في قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني} قال: (فاتحة الكتاب سبع آياتٍ). رواه ابن جرير.
وكذلك اتفاق علماءُ العدد في جميع الأمصار على أنها سبع آيات.

س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
تتحقق الإستعاذة بأمرين :
الأول: صدق إلتجاء [ التجاء ] القلب إلى الله عز وجل و إخلاص
العوذ به، مع اعتقادٍ جازم أنه بيده وحده النفع والضر وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
ويلزم هذا اتباع حسن لما أمر الله به وإنتهاء لما نهى عنه، مع بذلٍ للإسباب التي أمر الله بها.

س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالاستعاذة من الشيطان الرجيم في آيات كثيرة،وهذ يدل على إن للشيطان شروراً كثيرة ،تستوجب استعاذة المسلم منه بربّه جلّ وعلا، استعاذة تامة محققة جميع الشروط ،حتى يسلم من كيده وشرّه .
- معنى الاستعاذة :
هي الالتجاء إلى الله بصدق والاعتصام إلى من بيده العصمة من شرِّ ما يُستعاذ منه .
قال أبو منصور الأزهري: (يقال: عاذ فلان بربّه يعوذ عَوْذاً إذا لجأ إليه واعتصم به).
والعِصمة هي المنَعَة والحماية ، يقول الله تعالى: {لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم} .
معنى (أعوذ)
(أعوذ بالله ) أي: ألتجئ وأعتصم وأستجير .
وحقيقة الاستعاذة: طَلب الأمان مما يُخاف منه.
قوله (من الشّيطان )
الشيطان : مُشتقّ من "شطن" وهو لفظ جامع للبعد والمشقّة والالتواء والعُسر، على الراجح من قولي أهل اللغة، يقال: نوىً شطون: أي بعيدة شاقّة.
وبئر شطون: ملتوية عوجاء بعيدة القعر.
وحرب شطون: عسرة شديدة.
وحكى الأزهري عن بعض اللغويين أن الشيطان مشتقّ من شاط يشيط إذا احترق وهلك وقيل: إذا ذهب وبطل.
وقال ابن جرير: (فكأنّ الشّيطان على هذا التّأويل فيعالٌ من شطن؛ وممّا يدلّ على أنّ ذلك كذلك، قول أميّة بن أبي الصّلت:
أيّما شاطنٍ عصاه عكاه.......ثمّ يلقى في السّجن والأكبال
ولو كان فعلان، من شاط يشيط، لقال أيّما شائطٍ، ولكنّه قال: أيّما شاطنٍ، لأنّه من شطن يشطن، فهو شاطنٌ) .
والعرب تسمّي الرجل السريع إلى الشرّ وإلى ما يُعاب ويُنكر والبعيد عن الخير شيطاناً.
قال جرير بن عطية:
أزْمانَ يَدعُونَني الشّيطانَ من غزَلي ... و كنَّ يهوينني إذْ كنتُ شيطانا
قال ابن جرير: (وإنّما سمّي المتمرّد من كلّ شيءٍ شيطانًا، لمفارقة أخلاقه وأفعاله أخلاق سائر جنسه وأفعاله، وبعده عن الخير)ا.هـ.
- قوله (الرّجيم)
الرجم في اللغة: هو الرمي بالشرّ وبما يؤذي ويضرّ، ويكون في الأمور الحسية كالرّجم بالحجارة،ورجم الشياطين بالشهب .
وأماالمعنوية،فهو كالرّجم بالقول السيء من السبّ والشتم والقذف وغير ذلك .
- معنى "الرجيم"
ورد في الرجيم قولان :
الأول: أنه بمعنى مرجوم كما يقال: لعين بمعنى ملعون ،
وهكذا فيما كان على فعيل وهو بمعنى مفعول .
الثاني: أنه بمعنى راجم ،أي يرجم الناس بالوساوس والربائث.
قال ابن كثير: (وقيل: رجيم بمعنى راجم؛ لأنه يرجم الناس بالوساوس والربائث والأول أشهر).
والربائث جمع ربيثة هي هنا ما يحبس المرء عن حاجته من العلل ويثبّطه عن القيام بما يصلحه.

- معنى وصف الشيطان بأنه رجيم :
أي وصفٌ ملازم له إينماحيث بلغ أقصى ما يكون في التحقير، وأبلغ ما يُتصوّر من الذلّ والمهانة،فهو رجيم مذموم مقذوف بما يسوء ويشين،وراجم لأتباعه بسهام الفتن وتزيين الباطل والتثبيط عن الحقّ .
[ كان الأولى أن تفسريها بأسلوبك مع استيعاب مسائلها دون تطويل ، ونسخ من المقرر ]
س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟
الله عز وجل أعلم بأحوال عباده وما يصلح لهم حيث قدر عليهم بعض الأمور التي فيها مشقة لهم تطهيراً لنفوسهم ،وامتحاناً لها ليتبين الصادق من الكاذب، والمحسن من المسيئ،ولينال العبد شرف التذلل لربه والإنطراح بين يديه ويشعر بالإفتقار [ الافتقار ] إلى خالقه، وحاجته الماسة إلى حمايته ولطفه،عندها تتولد الرغبة في مناجاته ودعائه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وغير هذا من أنواع العبودية التي قدلاتخرج وقت الراحة والدعة وأمن النفس مما قد ينغص عليها صفوها .

التقويم : أ
- تم الخصم للتأخير.
- أحسنتِ ، بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 24 شعبان 1438هـ/20-05-2017م, 01:06 AM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
من الأحاديث الصحيحة الصريحة في فضلها:
1. حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن» قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى.

2. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
3. وحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» متفق عليه من حديث الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
والأحاديث في الأمر بقراءة الفاتحة في الصلاة متواترة عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم.


س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
وسمّيت فاتحة الكتاب لأنّها أوّل ما يُستفتح منه، أي يُبدأ به.
قال ابن جرير الطبري: (وسمّيت فاتحة الكتاب، لأنّه يفتتح بكتابتها المصاحف، وبقراءتها الصّلوات، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب والقراءة).
ب. الوافية
وفي معنى تسميتها بالوافية قولان:
القول الأول: لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة، وهذا قول الثعلبي.
والقول الثاني: لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري.
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
-- ونسبة القول بأن الفاتحة مدنية إلى أبي هريرة رضي الله عنه
فقد روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة» أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة مختصراً بلفظ: «أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة»
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، فإنّ مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة.

وقد سُئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: (يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه؛ فرواه أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة، وغيره يرويه عن منصور، عن مجاهد من قوله وهو الصواب)ا.هـ.
ورواه ابن أبي شيبة مقطوعاً على مجاهد من طريق زائدة، عن منصور، عن مجاهد، قال: «الحمد لله رب العالمين أنزلت بالمدينة».
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: (نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة).
فالأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله، لكنْ وصله إلى أبي هريرة خطأ.
قال الحسين بن الفضل البحلي(ت:282هـ): (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). ذكره الثعلبي.

أما نسبة هذا القول إلى محمّد بن مسلم الزهري
فلأجل ما روي عنه في كتاب "تنزيل القرآن" المنسوب إليه، وأنه عدَّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة، وفي إسناده الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.




س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
نزولها من كنز تحت العرش فروي فيه حديثان ضعيفان:
أحدهما: حديث صالح بن بشير عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين » رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
والآخر: حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: حدّثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
ومع اتّفاق العلماء على أنّ آيات الفاتحة سبع إلا أنّهم اختلفوا في عدّ البسملة آية منها على قولين:
القول الأول:
البسملة آية من الفاتحة، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد، وهي كذلك في العدّ المكي والعدّ الكوفي.
والعدّ المكّي هو المروي عن عبد الله بن كثير المكّي مقرئ أهل مكّة عن مجاهد بن جبر عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب رضي الله عنهم.
والعدّ الكوفي هو المروي عن أبي عبد الرحمن السُّلمي مقرئ أهل الكوفة عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

وقد صحّ هذا القول عن عليّ بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم.
واستُدلَّ لهذا القول بأحاديث منها:
1. حديث ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}). أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والدارقطني وغيرهم.
قال الدارقطني: (إسناده صحيح، وكلهم ثقات).
وقد أعلّه بعض أهل الحديث بعلّة الانقطاع؛ والراجح أنه موصول غير منقطع، وإبهام السائل في هذه الرواية لا يضرّ؛ لأنّه قد سُمّي في رواية أخرى وهو "يَعلى بن مملك"، ومن حذف ذكر السائل فقد اختصر الإسناد؛ فانتفت العلّة.
2. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: (( إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا: {بسم الله الرحمن الرحيم}؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و{بسم الله الرحمن الرحيم} إحداها)). رواه الدارقطني والبيهقي من طريق نوح بن أبي بلال، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري , عن أبي هريرة، وهو إسناد صحيح، والموقوف أصح، وله حكم الرفع.

والقول الثاني:
لا تعدّ البسملة من آيات سورة الفاتحة، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد، وهو قول باقي أصحاب العدد.
وهؤلاء يعدّون {أنعمت عليهم} رأس آية.
واستُدلّ لهذا القول بأحاديث منها:
1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)). رواه مسلم في صحيحه وأحمد والبخاري في القراءة خلف الإمام وغيرهما.
2. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ{الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا في آخرها). متفق عليه.
وعدم الجهر بالبسملة لا يقتضي عدم قراءتها، وهذه الرواية عن أنس تفسّرها الرواية الأخرى من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: «صلّيت خلف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأبي بكرٍ، وعمر فلم يجهروا ببسم الله الرّحمن الرّحيم».
وقد روي عن عبد الله بن المغفّل المزني نحوه، والآثار المروية في الجهر بالبسملة وترك الجهر بها كثيرة جداً، وكثير منها ضعيف أو معلول، وهي مسألة منفصلة عن مسألة عدّ البسملة آية من الفاتحه و الإستدلال بها غير صحيح

والصواب
أنّ الخلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات إذ كلا القولين متلقّيان عن القرّاء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومن اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين.
قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله في النشر: (والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأنَّ كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات)ا.هـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والفاتحة سبع آيات بالاتفاق، وقد ثبت ذلك بقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (فاتحة الكتاب هي السبع المثاني) وقد كان كثير من السلف يقول البسملة آية منها ويقرؤها، وكثير من السلف لا يجعلها منها ويجعل الآية السابعة {أنعمت عليهم} كما دلَّ على ذلك حديث أبي هريرة الصحيح، وكلا القولين حق؛ فهي منها من وجه، وليست منها من وجه، والفاتحة سبع آيات من وجه تكون البسملة منها فتكون آية. ومن وجه لا تكون منها فالآية السابعة {أنعمت عليهم} لأن البسملة أنزلت تبعاً للسور)ا.هـ.

س6: بين الحكمة من مشروعية الاستعاذة
شر ع الله لعباده الأستعاذه لأنها سلاحهم الوحيد ضد عدوهم
وأمر الله تعالى عباده بالاستعاذة من الشيطان الرجيم في آيات من القرآن الكريم:
قال تعالى: {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ}.
وذلك لما للشيطان من الشرور ما يستوجب استعاذة المسلم منه بربّه جلّ وعلا، وأنه لا سلامة من شرّه وكيده إلا بتحقيق الاستعاذة بالله تعالى.
ومن الحكمة من مشروعية الاستعاذه
أنّ الاستعاذة من العبادات العظيمة التي هي من مقاصد خلق الله تعالى للإنس والجنّ كما قال الله تعالى: {وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون}، وأنها تثمر في القلب أعمالاً تعبّدية يحبّها الله من الصدق والإخلاص والمحبة والرجاء والخوف والخشية والإنابة والتوكل وغيرها؛ فيحيا القلب بعد موته، ويستيقظ بعد غفلته، ويلين بعد قسوته، وتركو النفس، وتستنير البصيرة، ويصلح العمل، وتحسن العاقبة.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 29 شعبان 1438هـ/25-05-2017م, 09:43 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عائشة أبو العينين مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
من الأحاديث الصحيحة الصريحة في فضلها:
1. حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن» قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى.

2. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
3. وحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» متفق عليه من حديث الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
والأحاديث في الأمر بقراءة الفاتحة في الصلاة متواترة عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم.


س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
وسمّيت فاتحة الكتاب لأنّها أوّل ما يُستفتح منه، أي يُبدأ به.
قال ابن جرير الطبري: (وسمّيت فاتحة الكتاب، لأنّه يفتتح بكتابتها المصاحف، وبقراءتها الصّلوات، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب والقراءة).
ب. الوافية
وفي معنى تسميتها بالوافية قولان:
القول الأول: لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة، وهذا قول الثعلبي.
والقول الثاني: لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري.
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
-- ونسبة القول بأن الفاتحة مدنية إلى أبي هريرة رضي الله عنه
فقد روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة» أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة مختصراً بلفظ: «أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة»
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، فإنّ مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة.

وقد سُئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: (يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه؛ فرواه أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة، وغيره يرويه عن منصور، عن مجاهد من قوله وهو الصواب)ا.هـ.
ورواه ابن أبي شيبة مقطوعاً على مجاهد من طريق زائدة، عن منصور، عن مجاهد، قال: «الحمد لله رب العالمين أنزلت بالمدينة».
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: (نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة).
فالأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله، لكنْ وصله إلى أبي هريرة خطأ.
قال الحسين بن الفضل البحلي(ت:282هـ): (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). ذكره الثعلبي.

أما نسبة هذا القول إلى محمّد بن مسلم الزهري
فلأجل ما روي عنه في كتاب "تنزيل القرآن" المنسوب إليه، وأنه عدَّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة، وفي إسناده الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.




س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
نزولها من كنز تحت العرش فروي فيه حديثان ضعيفان:
أحدهما: حديث صالح بن بشير عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين » رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
والآخر: حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: حدّثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
ومع اتّفاق العلماء على أنّ آيات الفاتحة سبع إلا أنّهم اختلفوا في عدّ البسملة آية منها على قولين:
القول الأول:
البسملة آية من الفاتحة، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد، وهي كذلك في العدّ المكي والعدّ الكوفي.
والعدّ المكّي هو المروي عن عبد الله بن كثير المكّي مقرئ أهل مكّة عن مجاهد بن جبر عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب رضي الله عنهم.
والعدّ الكوفي هو المروي عن أبي عبد الرحمن السُّلمي مقرئ أهل الكوفة عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

وقد صحّ هذا القول عن عليّ بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم.
واستُدلَّ لهذا القول بأحاديث منها:
1. حديث ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}). أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والدارقطني وغيرهم.
قال الدارقطني: (إسناده صحيح، وكلهم ثقات).
وقد أعلّه بعض أهل الحديث بعلّة الانقطاع؛ والراجح أنه موصول غير منقطع، وإبهام السائل في هذه الرواية لا يضرّ؛ لأنّه قد سُمّي في رواية أخرى وهو "يَعلى بن مملك"، ومن حذف ذكر السائل فقد اختصر الإسناد؛ فانتفت العلّة.
2. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: (( إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا: {بسم الله الرحمن الرحيم}؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و{بسم الله الرحمن الرحيم} إحداها)). رواه الدارقطني والبيهقي من طريق نوح بن أبي بلال، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري , عن أبي هريرة، وهو إسناد صحيح، والموقوف أصح، وله حكم الرفع.

والقول الثاني:
لا تعدّ البسملة من آيات سورة الفاتحة، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد، وهو قول باقي أصحاب العدد.
وهؤلاء يعدّون {أنعمت عليهم} رأس آية.
واستُدلّ لهذا القول بأحاديث منها:
1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)). رواه مسلم في صحيحه وأحمد والبخاري في القراءة خلف الإمام وغيرهما.
2. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ{الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا في آخرها). متفق عليه.
وعدم الجهر بالبسملة لا يقتضي عدم قراءتها، وهذه الرواية عن أنس تفسّرها الرواية الأخرى من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: «صلّيت خلف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأبي بكرٍ، وعمر فلم يجهروا ببسم الله الرّحمن الرّحيم».
وقد روي عن عبد الله بن المغفّل المزني نحوه، والآثار المروية في الجهر بالبسملة وترك الجهر بها كثيرة جداً، وكثير منها ضعيف أو معلول، وهي مسألة منفصلة عن مسألة عدّ البسملة آية من الفاتحه و الإستدلال بها غير صحيح

والصواب
أنّ الخلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات إذ كلا القولين متلقّيان عن القرّاء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومن اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين.
قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله في النشر: (والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأنَّ كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات)ا.هـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والفاتحة سبع آيات بالاتفاق، وقد ثبت ذلك بقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (فاتحة الكتاب هي السبع المثاني) وقد كان كثير من السلف يقول البسملة آية منها ويقرؤها، وكثير من السلف لا يجعلها منها ويجعل الآية السابعة {أنعمت عليهم} كما دلَّ على ذلك حديث أبي هريرة الصحيح، وكلا القولين حق؛ فهي منها من وجه، وليست منها من وجه، والفاتحة سبع آيات من وجه تكون البسملة منها فتكون آية. ومن وجه لا تكون منها فالآية السابعة {أنعمت عليهم} لأن البسملة أنزلت تبعاً للسور)ا.هـ.

س6: بين الحكمة من مشروعية الاستعاذة
شر ع الله لعباده الأستعاذه لأنها سلاحهم الوحيد ضد عدوهم
وأمر الله تعالى عباده بالاستعاذة من الشيطان الرجيم في آيات من القرآن الكريم:
قال تعالى: {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ}.
وذلك لما للشيطان من الشرور ما يستوجب استعاذة المسلم منه بربّه جلّ وعلا، وأنه لا سلامة من شرّه وكيده إلا بتحقيق الاستعاذة بالله تعالى.
ومن الحكمة من مشروعية الاستعاذه
أنّ الاستعاذة من العبادات العظيمة التي هي من مقاصد خلق الله تعالى للإنس والجنّ كما قال الله تعالى: {وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون}، وأنها تثمر في القلب أعمالاً تعبّدية يحبّها الله من الصدق والإخلاص والمحبة والرجاء والخوف والخشية والإنابة والتوكل وغيرها؛ فيحيا القلب بعد موته، ويستيقظ بعد غفلته، ويلين بعد قسوته، وتركو النفس، وتستنير البصيرة، ويصلح العمل، وتحسن العاقبة.

التقويم : أ
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، مع رجاء تجنب النسخ فيما يُستقبل ومحاولة تحرير المسائل بأسلوبك.
تم الخصم للتأخير ، وفقكِ الله.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 20 شوال 1438هـ/14-07-2017م, 11:49 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. فاتحة الكتاب
سميت لأنها في بداية المصحف وأول ما يبدأ به.
قال ابن جرير الطبري: (وسمّيت فاتحة الكتاب، لأنّه يفتتح بكتابتها المصاحف، وبقراءتها الصّلوات، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب والقراءة).

ب. السبع المثاني

المراد بالسبع آياتها، ولذلك خالفت المعدود بالتذكير في اللفظ، وفي معنى تسميتها بالمثاني أقوال لأهل العلم:
القول الأول: لأنها أكثر ما يُعاد ويكرر في القرآن، وهذا القول مرويّ عن عمر بن الخطاب والحسن البصري وقتادة، وهو رواية عن ابن عباس.

والقول الثاني: لأنّ الله تعالى استثناها لرسوله صلى الله عليه وسلَّم فلم يؤتها أحداً قبله، وهذا القول رواه ابن جرير عن ابن عباس، وحكاه جماعة من المفسّرين.

والقول الثالث: قول أبي عبيدة معمر بن المثنى إذ قال: (وإنما سميت آيات القرآن مثاني لأنها تتلو بعضها بعضاً فثنيت الأخيرة على الأولى، ولها مقاطع تفصل الآية بعد الآية حتى تنقضى السورة وهي كذا وكذا آية، وفي آية أخرى من الزمر تصديق ذلك: {الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعرّ منه جلود الّذين يخشون ربّهم..})

والقول الرابع: لأنها مما يُثنى به على الله تعالى، وهذا القول ذكره الزجاج احتمالاً؛ قال: (ويجوز واللّه أعلم أن يكون من المثاني أي مما أثني به على اللّه، لأن فيها حمد اللّه، وتوحيده وذكر ملكه يوم الدّين).

والقول الخامس: المثاني ما دل على اثنين اثنين كأنه جمع مَثْنى أو مشتقّ من المُثنّى الدالّ على اثنين، واختلف في تفسير ذلك على أقوال:
- أحدها: لأن حروفها وكلماتها مُثنّاة مثل: الرحمن الرحيم، إياك وإياك، الصراط الصراط، عليهم عليهم، غير غير في قراءة عمر، وهذا القول ذكره الثعلبي والواحدي في البسيط وابن الجوزي غير منسوب لأحد معروف.
- والثاني: لأنها منقسمة إلى قسمين: نصفها ثناء ونصفها دعاء، ونصفها حق الربوبية ونصفها حقّ العبودية ، وهذا القول ذكره الثعلبي.
- والثالث: ما ذكره ابن جرير في تفسيره قال: (وكان بعض أهل العربية ، يزعم أنها سميت مَثَانِيَ لأن فيها الرحمن الرحيم مرّتين).
- والرابع: سمّيت مثاني لأنها مقسومة بين الله وبين العبد قسمين اثنين، ذكره الثعلبي وابن الجوزي.
- والخامس: لأنها نزلت مرتين، ذكره الثعلبي والواحدي وابن الجوزي عن الحسين بن الفضل.
- والسادس: لما فيها من ذكر المعاني المتقابلة كحق الله وحق العبد، والثواب والعقاب، والهدى والضلال، ونحو ذلك مما يطول شرحه.

والأقوال الأربعة الأولى مستندة على أصول لغوية صحيحة، وهي في نفسها معان صحيحة، لكن حمل معنى الآية على القول الأول أرجح وأولى، وهو قول جمهور العلماء.


س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟
انتشرت واشتهرت لنشر الناس لها ويدفعهم إلى ذلك التماس الثواب لظنهم صحتها وحسنها ، وهم مخطئون من جهة تسرّعهم في نشر ما يُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من غير تثبّت ولا سؤالٍ لأهل العلم.
وينبغي لطالب العلم أن يطلع ويعرف ما انتشر من تلك المرويات ودرجاتها وسبب ضعفها وما يتسامح فيه وما لا يتسامح فيه.

س3: ما الفرق بين اسم السورة ولقبها؟
والفرق بين اسم السورة ولقبها:
اسم السورة ما وضع لتعيينها والدلالة عليها ، ولقب السورة: ما اشتهرت به من وصف مدح بعدَ تقرُّرِ أسمائها.

س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة. بالنسبة في نزول سورة الفاتحة أنها مكية لقول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}، وقد صحّ تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للمراد بالسبع المثاني أنها فاتحة الكتاب، وسورة الحجر سورة مكية باتفاق العلماء.
وقد كان لنزول سورة الفاتحة شأن خاصٌّ يدلّ على فضلها وعظمتها، وفيه إشارة إلى ما ينبغي أن تُتلقَّى به هذه السورة من حسن التلقّي والقبول والتكريم.
روى عمَّار بن رُزيق عن عبد الله بن عيسى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم.
والنقيض هو الصوت، ونزول الملك لأول مرة يدل على عظمة هذه السورة وما تحويه من العلوم والفضائل العظيمة فهي خاصة لهذه الأمة دون غيرها من الأمم والدعاء بها اذا كان معه يقين وحسن نية وإخلاص واستشعار لمعانيها فهو مستجاب بإذن الله كما انها جمعت بين خيري الدنيا والاخرة .


س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟
التحقق والتثبت من صحة نسبتها إليهم ومراجعة أقوالهم في ذلك ، وعدم المسارعة في النشر دون التأكد ومراجعة الأقوال والأسانيد ومعرفة أصل الرواية وكيف رويت.


س6: بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة .


ولذلك فإنَّ الناس في الاستعاذة على درجات:
الدرجة الأولى: أصحاب الاستعاذة الباطلة، وهي الاستعاذة التي تخلَّف عنها أحد شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة.

والدرجة الثانية: الاستعاذة الناقصة، وهي الاستعاذة التي خلت من الشرك والبدعة، لكنها استعاذة ناقصة ضعيفة لما فيها من ضعف الالتجاء إلى الله، وغفلة القلب واللهو عن الاستعاذةِ.
والاستعاذةُ نوع من أنواع الدعاء وقد رُوي من حديث أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الله لا يستجيب لعبد دَعَاه عن ظهر قلب غافل )) والحديث حسَّنه الألبانيّ رحمه الله.

الدرجة الثالثة: استعاذة المتقين، وهي الاستعاذة الصحيحة المتقبَّلة التي تنفع أصحابها بإذن الله، وهي التي تكون فبها التجاء بالقلب صادق إلى الله ومحسن الظن به وبالتعويذات المأثورة وما في معناها وبالعمل باتباع هدى الله جل وعلا

الدرجة الرابعة: استعاذة المحسنين، وهي أعلى درجات الاستعاذة وأحسنها أثراً، وأصحاب هذه الدرجة هم ممن أوجبَ الله تعالى على نفسه أن يعيذهم إذا استعاذوه، وهم الذين حققوا صفات ولاية الله تعالى كما في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله قال: [ من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه؛ فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمعُ به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه] )).
فالناس يتفاضلون في الاستعاذة، بل أصحاب كلّ درجة يتفاضلون فيها، بل إنّ العبد الواحد تتفاضل استعاذاته فيحسن في بعضها ويقصّر في بعضها، ومن تبصّر بحقيقة الاستعاذة بالله، وأيقن بنفعها وعظيم أثرها على قلبه وجوارحه وحاله ومآله حرص على إحسانها.
وكلما كان العبد أحسن استعاذةً كانت إعاذته أرجى وأنفعَ وأحسنَ أثراً بإذن الله تعالى.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 28 ذو القعدة 1438هـ/20-08-2017م, 08:56 PM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي


المجموعة الرابعة:
س1. اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة في فضل سورة الفاتحة وبيّن سبب ضعفها وحكم متنها.
الحكم بالضعف على المرويات يعود لأحد أمرين :
إمّا ضعف من جهة السند وإما من جهة المتن ، فمن أمثلة الأحاديث الضعيفة في فضائل سورة الفاتحة .
-
(ما في القرآن مثلها) .
فقد روى الطبراني في الأوسط
حديث سليم بن مسلم ، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال:(ما في القرآن مثلها) .


** هذا الحديث علته في ضعف إسناده، فالحسن بن دينار هو الحسن بن واصل التميمي وهو متروك الحديث .
أمّا المتن فمعناه صحيح لا نكارة فيه ، لكن يُستعاض عنه بالأدلة الصحيحة الأخرى
،وهو ما جاء في رواية الإمام أحمد والترمذي من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني ).

-
(رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة).
روى الطبراني في الأوسط وابن الأعرابي في معجمه حديث أبي الأحوص الكوفي عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة قال: (رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة)
** علة هذا الحديث من جهة أنه منقطع الإسناد، فمجاهد لم يسمع من أبي هريرة، إلا أنّ رجاله ثقات ، وهو من النوع الذي يُتوقف في معناه حتى يرد دليل صحيح؛
وقد صحّ عن مجاهد هذا الأثر من وجه آخر ؛ ومن عدة طرق:

. رواه أبو الشيخ في العظمة، وأبو نعيم في الحلية من طريق أبي الربيع الزهراني: حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد قال:
(رنَّ إبليس أربعا: حين لُعن، وحين أُهبط، وحين بُعث محمد صلى الله عليه وسلم وبُعث على فترة من الرسل، وحين أنزلت {الحمد لله رب العالمين}).
. رواه ابن الضريس من طريق معلى بن أسد عن عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن مجاهد، قال: (لما نزلت: {الحمد لله رب العالمين}، شق على إبليس مشقة عظيمة شديدة، ورنّ رنّة شديدة، ونخر نخرة شديدة) قال مجاهد: (فمن رنَّ أو نخر فهو ملعون).

وأيضا أخرج ابن الضريس في فضائل القرآن رواية أبو بكر بن عياش عن عبد العزيز بن رفيع الأسدي وهو أحد ثقات التابعين أنّه قال : ( لما نزلت فاتحة الكتاب رنَّ إبليس كرنّته يوم لُعن) .

-
(فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن...)
جاء في مسند الفردوس حديث يوسف بن عطية عن سفيان عن زاهر الأزدي عن أبي الدرداء مرفوعاً:( فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات)
** علة هذا الحديث من جهة الإسناد أنّ فيه يوسف بن عطية الصفار وهوكثير الوهم والخطأ ومتروك الحديث، وقال البخاري فيه منكر الحديث، وقال النسائي متروك الحديث وليس بثقة
ومن حيث متنه ففيه نكارة .
-----------------------
س2:
هل نزلت سورة الفاتحة مرتين؟
القول في هذه المسألة ضعيف حيث نُسب هذا القول للحسين بن الفضل البجلي المتوفى سنة 282هـ وهو من كبار المفسرين، وتفسيره مفقود، وأكثر ما ينقل عنه هو الثعلبي ونسب هذا القول له وكذلك الواحدي نسبه له أيضا ، وبهذا القول أيضا قال القشيري في لطائف الإشارات:
-
قال الواحدي في البسيط : (وقال الحسين بن الفضل: سميت مثاني؛ لأنها نزلت مرتين اثنتين؛ مرة بمكة في أوائل ما نزل من القرآن، ومرة بالمدينة).
- وقال البغوي في معالم التنزيل : (وقال الحسين بن الفضل: سميت مثاني لأنها نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة كل مرة معها سبعون ألف ملك).
ومن ثمّ ذكر هذا القول الكرماني والزمخشري وابن كثير من غير نسبته لأحد، وأمّا الجمع بين الأقوال لا يصح ما لم يرد دليل صحيح يستند إليه، وما عليه أهل العلم أنها مكية والله أعلم .
---------------------------
س3: عدّد خمسة من الأسماء الثابتة لسورة الفاتحة مع بيان أدلتها.
- أم الكتاب :
كحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه في الصحيححين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)).
- أم القرآن:
ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )).
- (الحمدلله) : ما جاء في رواية أحمد والترمذي من
حديث ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ({الحمد لله} أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسبع المثاني).
- السبع المثاني :
جاء في قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} .
وما رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )).
- القرآن العظيم:
جاء في أحاديث أبي هريرة وأبي بن كعب وأبي سعيد بن المعلّى: (( { الحمد لله رب العالمين } هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )) وبه فسّر قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} .
--------------------------------------
س4: بيّن معنى الاستعاذة وأقسامها.
- الاستعاذة : من عاذ يعوذ عوذا ؛
قال أبو منصور الأزهري: (يقال: عاذ فلان بربّه يعوذ عَوْذاً إذا لجأ إليه واعتصم به).
وهي الالتجاء إلى من بيده العصمة من شرِّ ما يُستعاذ منه والاعتصام به، والعصمة هي المنعة والحماية دلّ على ذلك قوله تعالى:{لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم}.
- أقسامها: قسمين :
1: استعاذة عبادة : تتعلق بأعمال القلوب
من الرجاء والخوف والرغب والرهب..وغير ذلك، بحيث تقوم في قلب المستعيذ تجاه المستعاذ به فتلزم افتقاره له وحاجته إليه واعتقاده بنفعه وضره، وهذه العبادة لا تصرف إلا لله وحده ، وصرفها لغيره شرك لا يزيد فاعله إلا خسارا كما قال الله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجنّ فزادوهم رهقا}.
2: استعاذة تسبب: تتعلق باستعمال الأسباب
التي يُعصم بها من شر ما يخافه العبد من غير أن يقوم في قلبه أعمال تعبدية للمستعاذ به،وهي ليست بشرك لأنها تخلو من المعاني التعبّدية وحكم هذا النوع من المنع والجواز يكون بحسب المقاصد والوسائل ، كما ورد في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ستكون فِتَن، القاعِدُ فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من السَّاعي، مَنْ تَشَرَّفَ لها تَسْتَشْرِفْهُ، ومَن وَجَدَ مَلْجأ أو مَعاذا فَلْيَعُذْ به)).
---------------------------------
س5: بيّن المراد بهمز الشيطان ونفخه ونفثه.
وردت هذه الألفاظ من حديث نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين دخل في الصّلاة، قال: «اللّه أكبر كبيرًا، ثلاثًا، الحمد للّه كثيرًا، ثلاثًا، سبحان اللّه بكرةً وأصيلًا ثلاثًا، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان من همزه ونفخه ونفثه»، وبيّن عمرو معانيها :
. فهمز الشيطان : المُوتة.
. ونفخه: الكير.
. ونفثه : الشعر .
--------------------------
س6: بيّن وقت الاستعاذة لقراءة القرآن؛ هل هي قبل القراءة أو بعدها؟
للعلماء في هذه المسألة أربعة أقوال ثلاثة قبل القراءة وواحدة بعدها:
* قبل القراءة.
- الاستعاذة
عند إرادة قراءة القرآن، لأنّ العرب تطلق الفعل على مقاربته، كما جاء في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه كان إذا دخل الخلاء قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)). وهو قول جمهور العلماء وأهل اللغة .
-
أنّ الآية فيها تقديم وتأخير، وتقديره ( إذا استعذت بالله فاقرأ القرآن)، وهذا قول أبي عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، وقد ردّه ابن جرير رحمه الله معللا ذلك أنّه لو كان كذلك لكان متى استعاذ مستعيذ من الشيطان الرجيم لزمه قراءة القرآن .
- الاستعاذة مع القراءة، وهو قول ثعلب.

قال (في قوله عز وجل: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " قال: هذا مثل الجزاء، مثل قولهم إذا قمت قمت، وإذا فعلت فعلت، وقيامى مع قيامك، أي الاستعاذة والقرآن معاً، أي اجعل مع قراءتك الاستعاذة، كقولهم: اجعل قيامك مع قيام زيد)اهـ .

* بعد القراءة:
- أي إذا فرغت من القراءة استعذ بالله من الشيطان الرجيم ؛
وهذا القول روي عن أبي هريرة رضي الله عنه، ونُسب القول به إلى الإمام مالك، وحمزة الزيات القارئ، وأبي حاتم السجستاني، وداود بن عليّ الظاهري، ولا تصح نسب هذا القول إليهم ، وقد بيّن علل هذه الروايات ابن الجزري رحمه الله تعالى في كتابه النشر في القراءات العشر .


والله تعالى أعلم.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir