دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 رجب 1438هـ/20-04-2017م, 01:49 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السابع: مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير البقرة من الآية 40 إلى الآية 57

مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير سورة البقرة
(الآيات 40 - 57)

1. (عامّ لجميع الطلاب)

استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.


2. اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1.
حرّر القول في المسائل التالية:
أ:
معنى قوله تعالى: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإيّاي فارهبون}.
ب: المراد بالسلوى في قوله تعالى: {وأنزلنا عليكم المنّ والسلوى}.

2. بيّن ما يلي:

أ: سبب طلب بني إسرائيل رؤية الله جهرة.
ب:
الحكمة من مشاهدة بني إسرائيل لغرق فرعون عيانا كما قال تعالى: {وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون}.

المجموعة الثانية:

1. حرّر القول في المسائل التالية:
أ:
مرجع الهاء في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
ب:
المراد بالفرقان في قوله تعالى: {وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون}.
2. بيّن ما يلي:
أ:
فضل الصبر والصلاة.
ب:
علّة تسمية إخراج المال زكاة.

المجموعة الثالثة:
1.
حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}.
ب: المراد بالمنّ في قوله تعالى: {وأنزلنا عليكم المنّ والسلوى}.
2. بيّن ما يلي:
أ: متعلّق الاستعانة بالصبر والصلاة.
ب:
فضل الصحابة رضوان الله عليهم من خلال دراستك لسيرة بني إسرائيل مع موسى عليه السلام.

المجموعة الرابعة:
1. حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى
قوله تعالى: {ولا تلبسوا الحق بالباطل}.
ب: معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين.

2. بيّن ما يلي:
أ: خطر عدم العمل بالعلم.
ب: المراد بالنعمة ومعنى ذكرها في قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم}.


المجموعة الخامسة:
1. حرّر القول في المسائل التالية:
أ:
مرجع الهاء في قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}.
ب:
متعلق الكفر في قوله تعالى: {وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به}.
2. بيّن ما يلي:
أ:
هل يتوقف مرتكب المعصية عن النهي عن المنكر عملا بقوله تعالى: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم}؟
ب: أحد دلائل النبوة مما درست.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 رجب 1438هـ/20-04-2017م, 09:27 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي المجموعة الرابعة:

عامّ لجميع الطلاب)
استخرجالفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.

-استحباب أن يذكر العبد نعم الله عليه فإن ذلك موجب لشكر الله تعالى وحمده والقيام بطاعته.

وعلى الداعية أيضا أن يذكر الناس بعظيم نعم الله عليهم وأنه هم المتفرد بذلك فإن ذلك موجب لمحبة الله و امتثال آمره واجتناب نهيه. كما قال تعالى { اذكروا نعمتي}

-سنة الله في الكون أن المؤمنين يبتلون {بلاء من ربكم عظيم} فعليهم بالصبر فإذا صبروا وثبتوا على دينهم كانت لهم العاقبة الحميدة

-الباطل لا يبقى ولا يدوم أمام الحق {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} [الأنبياء: 18]..ونور الله مهما حاول المجرمون طمس معالمه إلا أن الله يأبى الله إلا أن يتم نوره
.فعلى الداعية إلى الله أن يصبر ويحتسب و يكون له القين الجازم أن النصر حليفه لأن الحق غالب لا محال.

- نتعلم من هذه قصة موسى مع فرعون أنه لا نستبعد النصر من الله؛ فالله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

-الصلاة سمة المؤمن في الرخاء و الشدة و الضراء {وأقيموا الصلاة}؛ وكذا والإيمان بالله و التوكل عليه .
-نعم الله عزوجل تحاط بالحفظ وإلا تزول
-كلما اشتد ظلم طاغية اقترب زوال ملكه، { وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون}
-لا ييأس العبد من كثرة معاصيه؛ فإن الله سبحانه يغفر الشرك -وهو أكبر المعاصي- إذا تاب العبد منه، فما عليك أيها العبد إلا أن تقبل على الله سبحانه بالتوبة الصادقة، {فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}

- من رحمة الله بالعباد أنه يمهلهم ولا يعاجلهم العقوبة لعلهم يتوبون إليه ويستغفرونه؛ فيغفر لهم، ﴿ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)﴾﴾



المجموعة الرابعة:

1. حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنىقوله تعالى: {ولا تلبسوا الحق بالباطل}.

اللَّبْسُ: الْخَلْطُ. لَبَسْتُ-بفتح الباء- عَلَيْهِ الْأَمْرَ أَلْبِسْهُ، إِذَا مَزَجْتُ بَيِّنَهُ بِمُشْكِلِهِ وَحَقَّهُ بِبَاطِلِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى" وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ" [الأنعام: 9]. وَفِي الْأَمْرِ لُبْسَةٌ أَيْ لَيْسَ بِوَاضِحٍ. .
اختلف أهل التأويل في المراد بتخليطهم على أقوال:
*أنهم قالوا : إن الله عهد إلينا أن نؤمن بالنبي الأمي ، ولم يذكر أنه من العرب ...ذكره الزجاج
**أن اليهود قالت : محمد نبي مبعوث، لكنإلى غيرنا، فإقرارهم ببعثه حق، وجحدهم أنه بعث إليهم باطل»...وهو قول أبي العالية ذكره ابن عطية عنه..

*** أنه كان من اليهود منافقون، فما أظهروا من الإيمان حق، وما أبطنوا من الكفر باطل». ..ذكره ابن عطية وعزاه للطبري

**: وقيل معنى ذلك لا تخلطوا اليهودية والنصرانية بالإسلام»....وهو قوله مجاهد ذكره ابن عطية عنه

**: وقيل لمراد بـ«الحقّ» التوراة، و«الباطل» ما بدلوا فيها من ذكر محمد عليه السلام»...وهو قوله ابن زيد ذكره ابن عطية عنه

ب: معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين.
ورد في ذلك أقوال
· أن المراد بالعالمين عالم زمانهم فلا يتناول من مضى ولا من يوجد بعدهم، وهذا التفضيل وإن كان في حق الآباء ولكن يحصل به الشرف للأبناء
والتفضيل حاصل بإرسال الرسل منهم وإنزال الكتب عليهم وقد كانت فيهم النبوءة المتكررة والملك
قال أبو العالية في قوله تعالى:{وأنّي فضّلتكم على العالمين}قال: «بما أعطوا من الملك والرّسل والكتب على عالم من كان في ذلك الزّمان؛ فإنّ لكلّ زمانٍ عالمًا».رواه الرازي وهو قول مجاهد ، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة، وإسماعيل بن أبي خالدٍ
ذكره هذا القول ابن عطية وابن كثير و احتج له بكون أمة محمد أفضل منهم
كما قال: {كنتم خير أمة أخرجت للناس}خطابًا لهذه الأمّة: {كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باللّه ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرًا لهم}[آل عمران: 110] وفي المسانيد والسّنن عن معاوية بن حيدة القشيري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أنتم توفون سبعين أمّةً، أنتم خيرها وأكرمها على اللّه». والأحاديث في هذا كثيرةٌ تذكر عند قوله تعالى:{كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس}

*وقيل:المراد تفضيلٌ بنوعٍ ما منالفضل على سائر النّاس، ولا يلزم تفضيلهم مطلقًا، حكى هذا القول فخر الدّين الرّازيّ ذكره ابن كثير وقال فيه نظرٌ.
* وقيل: إنّهم فضّلوا على سائر الأمم لاشتمال أمّتهم على الأنبياء منهم، حكى هذا القول القرطبي ذكره ابن كثير وقال فيه نظرٌ ؛ لأن{العالمين}عام يشتمل من قبلهم ومن بعدهم من الأنبياء، فإبراهيم الخليل قبلهم وهو أفضل من سائر أنبيائهم، ومحمّدٌ بعدهم وهو أفضل من جميع الخلق وسيّد ولد آدم في الدّنيا والآخرة، صلوات اللّه وسلامه عليه وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين*

2. بيّن ما يلي:

أ: خطر عدم العمل بالعلم.
قال الله تعالى :{ أتأمرون النّاس بالبرّ وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون (44}
ذمّ الله عزوجل في هذه الآية اليهود الذين كانوا يأمرون الناس بالخير ولا يفعلونه...وهذا الخطاب وإن كان موجها إلى اليهود فهو عبرة لغيرهم..فإن الآمر بما لا يأتمر به تكون الحجة عليه قائمة بلسانه. فلتنظر كل أمة أفرادا وجماعات في أحوالها، ثم لتحذر أن يكون حالها كحال أولئك القوم فيكون حكمها عند الله حكمهم.
فلكل من علم الناس و أمرهم ولم يمتثل هو الأمر ؛ فهو مذموم وكذا ذم العالم التارك للعمل ... مذمومٌ على ترك الطّاعة و امتثال الأمر و ترك العمل بالعلم ، لأنه خالف على بصيرة ، .
وقد جاءت الأحاديث الكثيرة في الوعيد على ذلك ذكرها ابن كثير
1-يحرق نفسه لأجل الناس
فعن جندب بن عبد اللّه، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {مثل العالم الّذي يعلّم النّاس الخير ولا يعمل به كمثل السّراج يضيء للنّاسويحرق نفسه"}.رواه الطبراني في المعجم الكبير
قال ابن كثير "هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه.
2- دخوله النار
وَرَوَى ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَرْجَمَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ أُنَاسًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَطَّلِعُونَ عَلَى أُنَاسٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَيَقُولُونَ: بِمَ دَخَلْتُمُ النَّارَ؟ فَوَاللَّهِ مَا دَخَلْنَا الْجَنَّةَ إِلَّا بِمَا تَعَلَّمْنَا مِنْكُمْ، فَيَقُولُونَ: إِنَّا كُنَّا نَقُولُ وَلَا نَفْعَلُ".
3- عذاب شديد وأليم أعد له يوم القيامة
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى قَوْمٍ شِفَاهُهُمْ تُقْرَض بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ. قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ " قَالُوا: خُطَبَاءُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا مِمَّنْ كَانُوا يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا يَعْقِلُونَ؟ رواه الإمام أحمد في المسند وَرَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي تَفْسِيرِهِ...وَأَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.

عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قِيلَ لِأُسَامَةَ -وَأَنَا رَدِيفُهُ-: أَلَا تُكَلِّمُ عُثْمَانَ؟ فَقَالَ: إِنَّكُمْ تُرَون أَنِّي لَا أُكَلِّمُهُ إِلَّا أُسْمِعُكُمْ. إِنِّي لَا أُكَلِّمُهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ مَا دُونُ أَنْ أَفْتَتِحَ أَمْرًا -لَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنِ افْتَتَحَهُ، وَاللَّهِ لَا أَقُولُ لِرَجُلٍ نَّكَ خَيْرُ النَّاسِ. وَإِنْ كَانَ عَلَيَّ أَمِيرًا -بَعْدَ أَنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، قَالُوا: وَمَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "يُجَاء بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ بِهِ أَقْتَابُهُ ، فَيَدُورُ بِهَا فِي النَّارِ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ، فَيُطِيفُ بِهِ أهلُ النَّارِ، فَيَقُولُونَ: يَا فُلَانُ مَا أَصَابَكَ؟ أَلَمْ تَكُنْ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنِ الْمُنْكَرِ؟ فَيَقُولُ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ" . رواه الإمام أحمد في مسنده
4- بعد العفو والمغفرة عنه
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ يُعَافِي الْأُمِّيِّينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا لَا يُعَافِي الْعُلَمَاءَ" رواه الإمام أحمد
. وَقَدْ وَرَدَ فِي بَعْضِ الْآثَارِ: أَنَّهُ يَغْفِرُ لِلْجَاهِلِ سَبْعِينَ مَرَّةً حَتَّى يَغْفِرَ لِلْعَالِمِ مَرَّةً وَاحِدَةً، لَيْسَ مَنْ يَعْلَمُ كَمَنْ لَا يَعْلَمُ. وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ} [الزُّمَرِ: 9]
.
5- سخط الله عليه
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ دَعَا النَّاسَ إِلَى قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ وَلَمْ يَعْمَلْ هُوَ بِهِ لَمْ يَزَلْ فِي ظِلِّ سُخْطِ اللَّهِ حَتَّى يَكُفَّ أَوْ يَعْمَلَ مَا قَالَ، أَوْ دَعَا إِلَيْهِ" (رواه الطبراني) قال ابن كثير إِسْنَادُهُ فِيهِ ضَعْفٌ.
6- ليس أهلا للأمر بالمعروف و النهى عن المنكر
وَقَالَ الضَّحَّاكُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّهُ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وأنهى عن المنكر، قال: أو بلغت ذَلِكَ؟ قَالَ: أَرْجُو. قَالَ: إِنْ لَمْ تَخْشَ أَنْ تفْتَضَح بِثَلَاثِ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَافْعَلْ. قَالَ: وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} أَحْكَمْتَ هَذِهِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَالْحَرْفُ الثَّانِي. قَالَ: قَوْلُهُ تَعَالَى: {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصَّفِّ: 2، 3] أَحْكَمْتَ هَذِهِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فالحرفَ الثَّالِثُ. قَالَ: قَوْلُ الْعَبْدِ الصَّالِحِ شعيب، عليه السلام: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} [هُودٍ: 88] أَحْكَمْتَ هَذِهِ الْآيَةَ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَابْدَأْ بِنَفْسِكَ..رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي تَفْسِيرِهِ.

ب: المراد بالنعمة ومعنى ذكرها في قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم}.
والنعمة في الآية اسم الجنس فهي مفردة بمعنى الجمع.
-و في المراد بها أقوال
**قيل : {بعثة الرسل منهم وإنزال المن والسلوى، وإنقاذهم من تعذيب آل فرعون، وتفجير الحجر}.قاله الطبريذكره ابن عطية

**وقيل: «النعمة هنا أن دركهم مدة محمد صلى الله عليه وسلم». ذكره ابن عطية

**وقيل: «هي أن منحهم علم التوراة وجعلهم أهله وحملته». ذكره ابن عطية

** وقيل " هي إرسال الرسل منهم و إنزال الكتب عليهم وجعل الملك فيهم ؛والدليل على ذلك قوله: {إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً} وهو قول أبى العاليةذكره الزجاج وابن كثير
قال أبو العالية: «نعمته أن جعل منهم الأنبياء والرّسل، وأنزل عليهم الكتب».
واستدل له ابن كثير بقول موسى عليه السّلام لهم: { يا قوم اذكروا نعمة اللّه عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكًا وآتاكم ما لم يؤت أحدًا من العالمين}[المائدة: 20] .

**وقيل أن المراد بالنعمة هو البلاء وهو قول ابن عباس
فقد روى محمّد بن إسحاق عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {اذكروا نعمتي الّتي أنعمت عليكم}:
«أي: بلائي عندكم وعند آبائكم، لما كان نجّاهم به من فرعون وقومه»ذكره ابن كثير
وقدر رجح ابن عطية أن كل ما ذكر في المراد بالنعمة هم من باب التفسير بالمثال والأحسن حمل اللفظ على عمومه
كما قال تعالى: {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا} [النحل: 18].


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 رجب 1438هـ/22-04-2017م, 07:32 AM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي القسم الرابع من سورة البقرة

. (عامّ لجميع الطلاب)

1. استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.

• اعتنى القرآن الكريم بتربية الشخصية المسلمة، من خلال الأوامر الربانية و النواهي من خلال القرآن الكريم. و اهتم القرآن بتنويع الأساليب التربوية من خلال ضرب الأمثال و القصص القرآني،و امتاز القصص القرآني بالإيجاز ووضوح الرسالة لإيصال الحكمة و الموعظة من خلال القصة على العكس من الكتب التي حرفت مثل التوراة و الإنجيل؛ التي امتازت بالتطويل غير المبرر و الملل و الدخول إلى تفاصيل بعدت بالقصة عن هدفها و مغزاها مما يتاسب مع الطبيعة البشرية من حب معرفة تفاصيل لا تغني و لا تسمن من جوع ،و فيه دلالة عن التحريف و التشويه وهي أبعد البعد عن المنهج القصصي للقرآن حيث قال تعالى:" نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)، و لذلك كانت الإشارة بعد تتمة كل قصة أنها وحي من الله و لم يكن الرسول صل الله عليه و سلم على علم بالغيب.

• و في قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل الكثير من العبر و الفوائد، ففي البداية أرسل موسى عليه السلام إلى بني إسرائيل و في مصر حيث دخلوا في الحقبة الزمانية مع يوسف عليه السلام، و من بعده ساموا كل أنواع العذاب و الذل و ضربت عليهم المهانة من قبل فراعنين مصر، أجيال متعاقبة فتولدت في أنفسهم الدونية و الإحساس بالنقص و الخسة، وهذه النفس دائما ما تركن إلى الدنيا و لا تتطلع إلى القيادة و العزة و لذلك عندما يتولوا القيادة فهم من أقسى القلوب فهي كاحجارة أو أشد قسوة، و يعيثوا في الأرض الفساد و يمتازوا بالسادية . فهذه التركيبة البشرية لا تصلح إلا للعبودية.و كل من ذاق القهر و الذل لا يؤمن بقدراته و لا تشرئب نفسه للمعالي فيركن إلى الدزونية و يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.

• هذه النفس الدونية التي لديها من العقد و مركبات النفس ما يعلم بها إلا خالقها، تمتاز بالصلف و التجبر إذا ما قابلت من أراد أن يتعامل بالحسنى. فهي نفس لم تتربى على أنه هناك حقوق و واجبات و قبل كل هذا لم تتربى للإستسلام لخالقها، بل تربت على العصا التي تراها فهي تذعن لها فقط. فلذلك لما دعاهم موسى للتسليم و الإذعان لرب العالمين لم تتقبل النفس الخبيثة فأرادوا شئ متمثل لهم فاتخذوا العجل إله. و هكذا كل نفس أرادت الخلود إلى الدنيا لا تقبل إلا ما تراه بعقلها المحدود القدرة، فلا ينقادوا إلى الأمر و النهي حتى يقتنع هذا العقل الضحل الذي لا يدرك إلا ما يراه بأم عينيه.

• و هذه التركيبة الغريبة من النفس نسأل الله العافية أنها أدمنت على الظهور بوجهيين مخافة العقاب فهم لا يستطيعون مواجهة مشاعرهم و اظهار ما نفوسهم، فهم أمام الناس يظهروا و يقولوا ما يحفظ دمائهم و يضمن له القبول عند الآخر، و لكن إذا خلوا إلى أنفسهم عاثوا فساداً، و ينشرون فسادهم، و صدق الله تعالى إذ قال: "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19).

• و من كان فيه من طباع بني إسرائيل، تجده دائما يتنكر لمن وقف بجانبه في وقت ضعفه، و ينسب إلى نفسه كل فضل هو يعيش فيه. و هو يتسم بالجحود فدائما على المسلم ان يتذكر فضل الله عليه و نعمه التي لا تحصى.

• و لذلك كانوا قوماً غضب الله عليهم و دعا عليهم نبيهم موسى عليه السلام، و لذاعلى كل متكبر مغتر بنفسه، أن يتذكر ضعفه امام قوة العزيز الجبار. و لذلك على المسلم أن يكون دعائه "اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين".

المجموعة الرابعة:

1. حرّر القول في المسائل التالية:

أ: معنى قوله تعالى: {ولا تلبسوا الحق بالباطل}.

تلبسوا: لبست عليهم الأمر ألبسه‘ إذا أعميته عنهم و يقال البست الثوب ألبسه، و الحق هنا أمر النبي صل الله عليه و سلم من النبوة و الكتاب، و الباطل هو تحريفه لهذا الحق في كتبهم. قال به الزجاج.
ألبست الأمر إذا خلطته و مزجت بينه بمشكله و حقه بباطله، قال به ابن عطية

و اختلف في تأويل " الحق بالباطل":

القول الأول: قول اليهود أن محمد نبي مبعوث، و لكن ليس لنا فأقروا بحق بعثته و جحدوا أنه بُعث إليهم.و ذكر أيضاً؛ و لا تخلطوا الحق بالباطل، و أدوا النصيحة لعباد الله من أمة محمد صل الله عليه وسلم قال به أبو العالية.
القول الثاني: كان من اليهود منافقون، حيث اظهار الإيمان حق و اخفائهم الطفر هو الباطل. قال به الطبري.
القول الثالث: قولهم لا تخلطوا بين اليهودية و الإسلام قال به مجاهد.
القول الرابع: الحق هو التوراة و الياطل ما بدلوا من ذكر الرسول صل الله عليه و سلم.قال به ابن زيد.
القول الخامس: لا تخلطوا الحق بالباطل، والصدق بالكذب ذكره الضحاك عن ابن عباس.
ذكره ابن عطية في تفسيره.و ذكر نحوه ابن كثير وذكر وقال محمّد بن إسحاق: حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، عن ابن عبّاسٍ:
«{وتكتموا الحقّ وأنتم تعلمون} أي: لا تكتموا ما عندكم من المعرفة برسولي وبما جاء به، وأنتم تجدونه مكتوبًا عندكم فيما تعلمون من الكتب الّتي بأيديكم.

ب: معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين.

تذكير من الله تعالى بنعمه على بني إسرائيل و أسلافهم إذ جعل النبوة فيهم و نجاهم من فرعون و جنوده، بدليل أ ن المخاطبون من بني إسرائيل في القرآن هم الأبناء و الأحفاد و هم لم يروا آل فرعون.و تذكير باختصاصهم بأغلب الأنبياء و الكتب السماوية التي نزلت قبل القرآن الكريم،و قال الله {ولقد اخترناهم على علمٍ على العالمين}[الدّخان: 32]، وقال تعالى: {وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة اللّه عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكًا وآتاكم ما لم يؤت أحدًا من العالمين} [المائدة: 20].و قال أبو العالية: هم فضلوا بما أعطوا من الملك و الرسل و الكتب على عالم من كان في ذلك الزمان؛ فإن لكل زماناً عالماً.و يجب حمل هذه الآية على هذا المعنى أنهم كانوا الأفضل في زمانهم،لأن أمة الإسلام فضلت عليهم بقوله تعالى: "كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باللّه ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرًا لهم}[آل عمران: 110] وفي المسانيد والسّنن عن معاوية بن حيدة القشيري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:«أنتم توفون سبعين أمّةً، أنتم خيرها وأكرمها على اللّه». والأحاديث في هذا كثيرةٌ.
ويفيد أيضاً تكرير الخطاب تذكير لهم على جحودهم و كفرهم مع اسباغ الله تعالى عليهم.
و لذلك المراد التفضيل بنوع ما من الفضل على سائر الناس، و لا يلزم تفضيلهم مطلقاً حكاه الرازي و فيه نظر، و ذلك لأن العالمين: عام يشتمل من قبلهم ومن بعدهم حيث أن إبراهيم عليه السلام قبلهم وهو أفضل من سائر الأنبياء حيث هو خليل الرحمن، و محمد من بعدهم و سيد ولد آدم صلوات الله و سلامه عليه و على الأنبياء أجمعين.

2. بيّن ما يلي:

أ: خطر عدم العمل بالعلم.

هنّ ثلاث آيات من أحكمهن على قلبه كانت له هادياً لاستبانة الطريق و الثبات على الجادة؛ قول الله تعالى:" أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)، و قوله تعالى على لسان نبيه شعيب عليه السلام: وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا باللّه عليه توكّلت وإليه أنيب} [هودٍ: 88، و قوله تعالى: :{لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتًا عند اللّه أن تقولوا ما لاتفعلون}[الصّفّ: 2. فعلى كل مسلم فطن يعلم أن كل علم يتعلمه من كتاب الله تعالى و سنة النبي صل الله عليه و سلم ،هي إما حجة له أو حجة عليه. و ذكر في الحديث أن أول ما يسعر جهنم،ثلاثة اصناف من البشر و ذكر أولهم عالم تعلم العلم ليتصدر المجلس و ليقولوا فيه عالم. فلذلك قال أهل العلم أن العالم الذي يأمر الناس بالمعروف و ينهيهم عن المنكر ثم يأتيه في الخفاء فيه شبه من أهل الكتاب من اليهود حيث كانوا يأمرون الناس بالصدقة و الإنفاق و يبخلون بها و يضنون بها و يأخذوا الربا أضعافاً مضاعفة، و فيهم نزلت الآية من سورة البقرة: :" أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44). قال رسول الله صل الله عليه و سلم : إنّ أناسًا من أهل الجنّة يطّلعون على أناسٍ من أهل النّار فيقولون: بم دخلتم النّار؟ فواللّه ما دخلنا الجنّة إلّا بما تعلّمنا منكم، فيقولون: إنّا كنّا نقول ولا نفعل».رواه من حديث الطّبرانيّ عن أحمد بن يحيى بن حيّان. و قال صل الله عليه و سلم: : «يجاء بالرّجل يوم القيامة فيلقى في النّار، فتندلق به أقتابه، فيدور بها في النّار كما يدور الحمار برحاه، فيطيف به أهل النّار، فيقولون: يا فلان ما أصابك؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه». ورواه البخاريّ ومسلمٌ، من حديث سليمان بن مهران الأعمش. و من داخله الرياء في العلم و العمل سمع الله به و فضحه في الدنيا و الآخرة.

و لذلك قال الله تعالى:" ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا ". فلذلك يجب أن يكون العمل مصاحب للعلم ملازما له ، وعلى العالم و طالب العلم أن تكون سريرته كعلانيتهم. و لكن هذا ليس معناه من وجد في نفسه ضعف و هوان أن يترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بل عليه أن يجاهد نفسه و يقومها و يزجرها و يجدد نيته في طلب العلم و العمل به و التضرع إلى الله تعالى ليزيل عنه ما هو فيه و قد صح أن العالم يأمر بالمعروف، و إن لم يفعله، و ينهى عن المنكر وإن ارتكبه و لا ييأس من روح الله و لا يجعل الحزن يدخل قلبه فذلك مبتغى الشيطان لييأس العبد من ربه. اللهم أعنا على أنفسنا ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين . اللهم اصلح سرائرنا كما أصلحت علانيتنا.


ب: المراد بالنعمة ومعنى ذكرها في قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم}.

النعمة اسم جنس فهي مفردة بمعنى جمع، و تحركت الياء في نعمتي لأنها لقيت الألف و اللام، و يجوز تسكينها، و لذلك إذا سكنت حذفت للالتقاء.
و للعلماء عدة أقوال: منها أن النعمة هنا بعثة الرسل منهم و تذكيرهم بذلك فمعلوم أن الناس يتفاخرون بآبائهم و انجازاتهم. وهناك من النعم إنزال المن و السلوى، و إنقاذهم من تعذيب آل فرعون، و تفجير الحجر. قال به الطبري. و قيل النعمة هنا إدراكهم لنبوة الرسول صل الله عليه و سلم، و قيل هي منحهم علم التوراة و جعلهم من أهله و علماؤه. وفيها أمر بمتابعة الرسول صل الله عليه و سلم و تذكيرهم بإسرائيل و هو النبي يعقوب عليه السلام؛ أي يا بني العبد الصالح اتبعوا نبي صل الله عليه و سلم و اتبعوا القرىن الذي أنزلته عليه.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 رجب 1438هـ/22-04-2017م, 07:27 PM
رضوى محمود رضوى محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 237
افتراضي

استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.
1- الصبر على البلاء ،واليقين بأن العاقبة للمتقين ،فإن النصر مع الصبر.
2- أن نسأل الله الثبات على الأمر ،فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء..
3- شكر الله على نعمة إرسال الرسل وإنزال الكتب لهداية الخلق لما فيه نجاتهم وسعادتهم.
4- التوبة إلى الله باستمرار وفي كل وقت ، فالتوبة وظيفة العمر، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم مائة مرة.

5- على الداعي إلى الله أن يصبر ويتسامح ويتحمل الأذى ممن يدعوهم، ويحتسب الأجر عند الله سبحانه وتعالى.

المجموعة الخامسة:
1. حرّر القول في المسائل التالية:
أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}.
فيها أقوال:
القول الأول:عائدة على الصلاة ،ذكره الزجاج وابن عطية و ذكره ابن كثير عن مجاهد.
القول الثاني: عائد على ما يدل عليه الكلام وهو الوصية بذلك ،ذكره ابن كثير.
كقوله تعالى في قصة قارون {وقال الّذين أوتوا العلم ويلكم ثواب اللّهخيرٌ لمن آمن وعمل صالحًا ولا يلقّاها إلا الصّابرون} أي لا يلقى هذه الوصية إلا الصابرون.
القول الثالث: عائد على العبادة التي يتضمنها بالمعنى ذكر الصبر والصلاة ،ذكره ابن عطية.
القول الرابع: عائد على الاستعانة التي يقتضيها قوله واستعينوا،ذكره ابن عطية.
القول الخامس: عائد على إجابة محمد صلى الله عليه وسلم،ذكره ابن عطية .
وضعفه لأنه لا دليل له من الآية.
القول السادس: عائد على الكعبة لأن الأمر بالصلاة إنما هو إليها ،ذكره ابن عطية وضعفه.
واختار ابن جرير أنها الضمير عائد على الصلاة.
ب: متعلق الكفر في قوله تعالى: {وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به}.
فيها أقوال:
القول الأول: بالقرآن ،ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
ضعفه الزجاج لأنهم يظهرون الكفر به.
القول الثاني: بكتابكم ،فإنهم إن كتموا ذكر محمد صلى الله عليه وسلم كفروا بكتبهم ،ذكره الزجاج وابن عطية.
القول الثالث: بمحمد صلى الله عليه وسلم ،ذكره ابن عطية وابن كثير.
واختار ابن جرير أنه القرآن.
وقال ابن كثير أن القول بأنه القرآن والقول بأنه محمد صلى الله عليه وسلم كلاهما صحيح، لأنهما متلازمان، لأن من كفر بالقرآن فقد كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم، ومن كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فقد كفر بالقرآن.
2. بيّن ما يلي:
أ: هل يتوقف مرتكب المعصية عن النهي عن المنكر عملا بقوله تعالى: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم}؟
لا، فالأمر بالمعروف واجب، والعمل به واجب ،لا يسقط أحدهما بترك الآخر على الصحيح من قول أهل العلم،فعلى المسلم أن يأمر بالمعروف وإن لم يفعله ،وأن ينهى عن المنكر وإن فعله ،والأولى به أن يبدأ بنفسه ،عن سعيد بن جبيرٍ قال: (لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتّى لا يكون فيه شيءٌ ما أمر أحدٌ بمعروفٍ ولا نهى عن منكرٍ) ،قال مالك: ( وصدق من ذا الّذي ليس فيه شيءٌ؟).
ولكن من أمر بمعروف ولم يأته مذموم على تركه للعمل بما يقول وليس على أمره بالمعروف ،فليس من يعلم كمن لا يعلم ، قال تعالى: {يا أيّهاالّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتًا عند اللّه أن تقولوا ما لا تفعلون} ،وعن أنس رضي اللّه عنه قال سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول:( مررت ليلة أسري بي على أناسٍ تقرض شفاههم وألسنتهم بمقاريض من نارٍ. قلت: من هؤلاء يا جبريل؟، قال: هؤلاء خطباء أمّتك، الّذين يأمرون النّاس بالبرّ وينسون أنفسهم) أخرجه ابن حبّان في صحيحه.
ب: أحد دلائل النبوة مما درست.
قال تعالى: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيم. وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ}
في إخبار القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم بهذه الغيبيات التي لم تكن من علم العرب ، دليل واضح عند بني إسرائيل على

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 رجب 1438هـ/22-04-2017م, 08:17 PM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الرابع من سورة البقرة

1- عامّ لجميع الطلاب

استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.
1- يتذكر المؤمن نعم الله عليه ويتذكر أنه تعالى هو وحده المنعم عليه ذو المن والفضل ... فإن تذكره للنعم والمنعم يدعوه لشكرها ووفاء حقها ... ( اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم )
ويحرص الداعية في دعوته أن يبدأ من يدعوهم بتذكيرهم بنعم الله عليهم ومننه ليكون أجلب لقلوبهم وأبلغ في التأثير عليهم ( وإذ نجيناكم من آل فرعون ) ( وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم ) ( ثم عفونا عنكم ) ( ثم بعثناكم من بعد موتكم )
كلها تذكير بالنعم ونسبتها بنون العظمة إلى الله تعالى تذكيرا بها وبحق منعمها العظيم ...

2- يعلم المؤمن عهده مع الله حق المعرفة ... علام آمن به وما أعطى من عهود ومواثيق بنطقه الشهادتين ، فيحرص على التزامه ما عاهد الله عليه ليستحق بذلك أن يوفي له الله الجزاء ويجزل له المثوبة ( وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم )

3- يحرص الداعية على نشر العلم وعدم كتمانه ، وعلى إظهار الحق حقا والباطل باطلا ، فلايزين الباطل للناس ويلبسه بلباس الحق ليخدع به الناس ، ولا يخفي الحق لأنه مخالف لهواه أو مانع له من حظ دنيوي يؤمله أو جالب له سخطا يتقيه ... وإلا كان كاتما لما علم مضيعا له ( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون )

4- يحرص الداعية على العمل بما يعلم ... فلا ينهى عن خلق ويأتي مثله ... ولا يدعو الناس إلى خير إلا كان أولهم فعلا له ... فإنه إن قال ما لم يفعل استحق ذم الله تعالى له ... وليس من حصافة العقل أن يعرف البر والخير فيدعو الناس له وينسى نفسه ، أو يحذر الناس من منكر ويذكر لهم مغبته وما يجره عليهم ثم يقع فيه ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )

5- يحرص المؤمن على التزود في حياته ، والداعية أحوج ما يكون لهذا الزاد في دعوته ... فالحياة تحتاج لزادين هامين يعينان على صعوباتها ومشقاتها ... الصبر والصلاة ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) فيستعين بالصبر في الطاعة والصبر على الطاعة والصبر عن المعصية والصبر على البلاء والأذى ليهون كل صعب عليه ، ويستعين بإقامة الصلاة على أمراض روحه فيغسلها ويقويها لتنشط في الطاعة وتقوى على العمل ...

6- يحرص الداعية على دعوة الناس إلى الإيمان بالله وتوحيده حق التوحيد قبل دعوتهم إلى الشرائع والأحكام ، فإنهم إن آمنوا بالله وبكتابه وبرسله تقبلوا كل أحكامه وانقادوا لها طائعين ... فيبني عقيدة سليمة تدفع صاحبها دفعا إلى التزام الطاعات وترك المنكرات ... دل على ذلك أن الأمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة جاء بعد الأمر بالإيمان الحق بالمنعم المتفضل ...
وإن بني إسرائيل لما أشربوا في قلوبهم حب العجل ولم يتمكن الإيمان في قلوبهم انتهزوا كل فرصة وكل منحة منحوها لينقلبوا على إيمانهم بالله فظلموا أنفسهم ...
فالعقيدة السليمة هي منبع العمل الصالح ...

7 - يستعد المؤمن دائما ليوم الجزاء والحساب ، ويتذكر أنه لن يغني عنه أحد ولن يحاسب أحد بعمله ، فيحسن العمل لأنه ملاقي الله ومجزي عما قدم ... ( الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم ) ( واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا )

8- يعلم المؤمن أن الدنيا دار ابتلاء ... وأن من الابتلاء ما يرفع صاحبه درجات ويؤدي به إلى التمكين إن صبر وسار فيه على نهج الله ...
ومنها ما يؤدي به إلى عذاب الله والعياذ بالله ...
ويعلم أنه يبتلى بالنعم كما يبتلى بالمكاره ... فإن شكر النعمة بورك له فيها وإلا كان معتديا ظالما لنفسه مستحقا للعقوبة ... دل عليه ما ابتلى الله به بني إسرائيل من ابتلاء أذية فرعون وقومه أولا ، ثم ابتلاء التمكين والنعم والذي كانوا في كل مرة فيه بدل رسوخ إيمانهم يزدادون تجاوزا للحد فقال الله عنهم ( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون )


9- يعلم المؤمن أنه إن كان متوكلا على الله حق التوكل مستعينا به في شأنه كله فلن يضره شيء ... بل سيسخر الله له الخلق كما سخر البحر لموسى ومن معه حين آمنوا وقال موسى مقولة الواثق بربه ( كلا إن معي ربي سيهدين ) ... دل عليها ( وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون )

10- يتذكر المؤمن دائما أن له ربا يغفر الذنوب فيستغفر كلما أذنب ... ويتوب ويرجع إلى ربه فهو تواب رحيم ... ولا ييأس إذا ما عظم ذنبه فهذا اليأس هو ما يرجوه منه عدوه ... وإنما يبادر إلى التوبة ويتبع السيئة الحسنة ليمحوها ... فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ... دل على ذلك كثرة مخالفة بني إسرائيل للعهد والميثاق ومع ذلك كان الله يتوب عليهم إذا تابوا ويمنحهم فرصا أخرى
- ( ثم اتخذتم العجل ) ...قابلها بـ( ثم عفونا عنكم من بعد ذلك ) ( فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ) ( فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم )

11- يلزم المؤمن حدود الأدب مع الله تعالى ، فلا يتجاوز الحد ولا يتعدى لا في دعائه ولا في ما يسأله ربه ... فإن مما يسأل تجاوز للأدب معه سبحانه ... دل على ذلك جرأة بني إسرائيل حين سألوا أن يروا الله جهرة ( وإذ قلتم لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون )

المجموعة الخامسة
:

1. حرّر القول في المسائل التالية:
أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}.
في هذه الآية يوجه الله عباده لما فيه خير دنياهم وأخراهم ... ويرشدهم إلى ما يعينهم على صعابها ... وهو الاستعانة بالصبر والصلاة ... وبين أنها تعظم وتكبر إلا على من خشعت نفسه وخضعت لباريها فلم تغرها الدنيا وبهرجها ومناصبها ...

🔻واختلف في مرجع الضمير ( ها) في ( وإنها ) على أقوال :
1- أن الضمير في ( وإنها ) عائد على الصلاة التي معها الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ... قاله الزجاج ... وبين أن الصلاة تكبر على الكفار وتعظم عليهم مع الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ... وذلك على أصل أن الخطاب لأهل الكتاب وكانت لهم رياسة عند أتباعهم ، فكانت الصلاة بما فيها من خشوع وخضوع والاتباع للنبي مع ما فيه من تنازل عن السلطة والرياسة ثقيل عليهم

2- وقيل الضمير عائد على الصلاة ... ذكره ابن عطية وذكره ابن كثير وقال نص عليه مجاهد ، وقال أنه ما رجحه ابن جرير ... حيث قال ابن جريرٍ: معنى الآية: واستعينوا أيّها الأحبار من أهل الكتاب، بحبس أنفسكم على طاعة اللّه وبإقامة الصّلاة المانعة من الفحشاء والمنكر، المقرّبة من رضا اللّه، العظيمة إقامتها إلّا على المتواضعين للّه المستكينين لطاعته المتذللين من مخافته.

3- وقيل أن الضمير عائد على الاستعانة التي يقتضيها قوله تعالى ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) وأن هذه الاستعانة هي التي تشق وتعظم إلا على الخاشعين ... ذكره ابن عطية . ومثله قال ابن كثير أن الضمير يحتمل أن يعود على ما تضمنه الكلام من الوصية بالاستعانة بالصبر والصلاة ، كقوله تعالى {ولا تستوي الحسنة ولا السّيّئة ادفع بالّتي هي أحسن فإذاالّذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميمٌ * وما يلقّاها إلا الّذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيمٍ} [فصّلت: 34، 35] أي: وما يلقّى هذه الوصيّة إلّا الّذين صبروا {وما يلقّاها} أي: يؤتاها ويلهمها {إلا ذو حظٍّ عظيمٍ}
وكذلك هنا ... إنها أي تحقيق هذه الوصية من الاستعانة بالصبر والصلاة شاق إلا على الخاضعين لله المستكينين لعبادته ... ذكره ابن كثير

4- وقيل العبادة المتضمنة في الصبر والصلاة ... ذكره ابن عطية

5- وقيل على الاستجابة لدعوة محمد صلى الله عليه وسلم ، ذكره ابن عطية وضعفه لعدم إشارة الآية إليه

6- وقيل أن الضمير يعود إلى الكعبة لأنها قبلة الصلاة ... ذكره ابن عطية وضعفه ...

🔻الترجيح :
الأصل في الضمير لغة هو أن يعود على أقرب المذكورين ، وهي هنا ( الصلاة ) ، وهو ما رجحه ابن جرير ... لكن المتأمل في الأقوال الأربعة الأولى يجد أنها متقاربة ومتلازمة ، فالصلاة التي يستعان بها لا تكون بلا إيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن هذه الصلاة التي يستعان بها لا بد أن تقام حق الإقامة ... وهي جزء من العبادة والتي من أجزائها الصبر كذلك بكل معانيه ... والعمل بهذه الوصية والاستعانة بهذين الأمرين ( الصبر والصلاة ) شاق إلا على الخاشعين المستكينين لعبادة الله .
فالآية تحتمل عودة الضمير على الصلاة وحدها أو على الصلاة والصبر أو على الوصية بالاستعانة بهما ... والله أعلم

ب: متعلق الكفر في قوله تعالى: {وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به}.
🔻متعلق الكفر في ( أول كافر به ) يتضح من معرفة مرجع الضمير في قوله تعالى ( كافر به ) وقد وردت فيه أقوال :
1- أنه القرآن ، أي لا تكونوا أول كافر بالقرآن ، وذلك أن الأمر جاء بتصديق ما أنزل الله مصدقا لما معهم من التوراة ، وذلك الذي أنزل هو القرآن ... ذكره الزجاج ... وقال أنه واضح لا مؤنة فيه لأنهم يظهرون أنهم كافرون بالقرآن ... كما ذكر مثله ابن عطية .. وابن كثير وذكر أنه اختيار ابن جرير ...

2- قيل أنه محمد صلى الله عليه وسلم .. أي لا تكونوا أول من يكفر بهذا النبي ... ذكره الزجاج وابن عطية
وذكره ابن كثير عن أبي العالية وعن الحسن والسدي والربيع بن أنس

قال أبو العالية:
«يقول:{ولا تكونوا أوّل كافرٍ به}أوّل من كفر بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم [يعني من جنسكم أهل الكتاب بعد سماعهم بمحمّدٍ وبمبعثه»]. ذكره ابن كثير

3- قيل أنه كتابهم أي التوراة ... أي لا تكونوا أول من يكفر بكتابكم ... وعليه فالضمير هنا عائد على ( لما معكم ) ذكره الزجاج ، وذكر مثله ابن عطية
ووجه ذلك الزجاج بقوله : إنهم إذا كتموا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في كتابهم فقد كفروا به ، كما يكفر من كتم آية من كتاب الله ...

🔻وقال ابن كثير عن القولين الأولين : وكلا القولين صحيحٌ؛ لأنّهما متلازمان، لأنّ من كفر بالقرآن فقد كفر بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، ومن كفر بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فقد كفر بالقرآن.
وكذلك فإن القول الثالث تحتمله الآية ... إذ فيها النهي عن أن يكونوا أول كافر بما بين أيديهم من التوراة يدعون عامة الناس إلى التصديق بكل ما فيها وهم ( أي الأحبار ). يكفرون بها بكتمانهم وإنكارهم بعض ما فيها مما لا يوافق أهواءهم ،
فالأقوال الثلاث محتملة ولا تعارض بينها ولا تضاد ، وإن كان القولان الأوليان أقرب في دلالة الآية عليهما والله أعلم ...

2. بيّن ما يلي:
أ: هل يتوقف مرتكب المعصية عن النهي عن المنكر عملا بقوله تعالى: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم}؟
🔹هذه الآية من الآيات التي أسيء فهمها ، واتخذها كثير من الناس حجة وذريعة لترك الأمربالمعروف والنهي عن المنكر ، ولو سألته قال أنه قد لا يأتي ما يأمر به ، وقد يرتكب ما نهى عنه ...
- والحقيقة أن الذم هنا جاء ذما لما فعلوه في حق أنفسهم ، لا لأمرهم الناس بالمعروف ونهيهم عن المنكر ... وإنما لأنهم لا يفعلون المعروف مع علمهم به ، ودليل علمهم أنهم يدعون إليه ويأمرون به ، وذمهم لأنهم لا ينتهون عن المنكر مع علمهم أنه منكر ، ودليل ذلك نهيهم الناس عنه ...
ثم لأن الأصل أن لا يكون أهم للإنسان في شأن الآخرة من نفسه ... فيبدأ بصلاحها ويحرص على ذلك ... فكيف ينسون أنفسهم منا يعلمون ويعلمون به الناس ...
- ولو كان كل شخص سينتظر من نفسه امتثالا كاملا لكل المعروف والانتهاء الكامل عن كل منكر ما دعا داع إلى معروف ولا نهى أحد عن منكر ...
🔻قال مالكٌ عن ربيعة: سمعت سعيد بن جبيرٍ يقول له: «لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتّى لا يكون فيه شيءٌ ما أمر أحدٌ بمعروفٍ ولا نهى عن منكرٍ». وقال مالكٌ: «وصدق من ذا الّذي ليس فيه شيءٌ؟»

🔻فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على العالم ...
وكذلك العمل بالمعروف والانتهاء عن المنكر واجب ...
لا يسقط أحدهما بترك الآخر ...
- فليس عذرا لمن لا يفعل المعروف ألا يأمر به ، لكن الأولى والأوجب له أن يفعله فذلك أبلغ في التأثير وأبعد عن الذم ...
وذلك كما بين ابن كثير هو الراجح من أقوال السلف والخلف

- لذلك قال نبي الله شعيب حين نهى قومه عن التطفيف في الميزان وأمرهم بالوفاء بالكيل : ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا باللّه عليه توكّلت وإليه أنيب} [هودٍ: 88] لأن ذلك الأولى والأوجب ...

🔻وأما قول من قال أن مرتكب المعصية لا ينهى عنها ، وتارك المعروف لا يأمر به ضعيف ... ولا يحتج بهذه الآية على ذلك ...

- قال ابن كثير : ( والصّحيح أنّ العالم يأمر بالمعروف، وإن لم يفعله، وينهى عن المنكر وإن ارتكبه )
ثم قال : ( ولكنّه -والحالة هذه-مذمومٌ على ترك الطّاعة وفعله المعصية، لعلمه بها ومخالفته على بصيرةٍ، فإنّه ليس من يعلم كمن لا يعلم؛ ولهذا جاءت الأحاديث في الوعيد على ذلك
) ... منها حديث أسامة حين قال أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «يجاء بالرّجل يوم القيامة فيلقى في النّار، فتندلق به أقتابه، فيدور بها في النّار كما يدور الحمار برحاه، فيطيف به أهل النّار، فيقولون: يا فلان ما أصابك؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه». رواه الإمام أحمد في مسنده ورواه البخاريّ ومسلمٌ، من حديث سليمان بن مهران الأعمش .
فذمه وعقابه على عدم امتثاله ما دعا إليه ... لا على دعوته الناس للبر ونهيهم عن المنكر ...

🔻فهذه الآية ليس فيها نهي عن أمر بالمعروف أو نهي عن منكر
وإنما النهي والذم فيها عن عدم فعل ذلك في أنفسهم ... فإن أهل الكتاب كانوا إذا جاءهم من يسترشدهم دلوه على صفات محمد صلى الله عليه وسلم كما فعلوا مع سلمان الفارسي حين أرشدوه إلى زمانه وصفته ، ولكنهم مع ذلك لا يؤمنون هم ... فالذم لفعلهم في حق أنفسهم لا لفعلهم مع الناس ... إذ أن الداعية إلى الله لا بد أن يكون أشد الناس مسارعة فيما يدعو إليه ... ولا بد أن يبدأ بنفسه فيرشدها ويلزمها الطاعة ...

- ولذلك قال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: إنّه جاءه رجلٌ، فقال: يا ابن عبّاسٍ، إنّي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، قال: «أو بلغت ذلك؟»قال: أرجو. قال: «إن لم تخش أن تفتضح بثلاث آياتٍ من كتاب اللّه فافعل». قال: وما هنّ؟ قال: «قوله عزّ وجلّ{أتأمرون النّاس بالبرّ وتنسون أنفسكم}أحكمت هذه؟».قال: لا. قال: فالحرف الثّاني. قال: «قوله تعالى:{لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتًا عند اللّه أن تقولوا ما لاتفعلون}[الصّفّ: 2، 3]أحكمت هذه؟».قال: لا. قال: فالحرف الثّالث. قال: «قول العبد الصّالح شعيب، عليه السلام:{وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه} [هودٍ: 88]أحكمت هذه الآية؟».قال: لا. قال: «فابدأ بنفسك».
فليس بذلك نهي له عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإنما توجيه له وإرشاد أن يبدأ بنفسه فلا ينساها ، فلا يكون كالشمعة تضيء لغيرها وتحرق نفسها ...

- وفي ذلك قال أبو الأسود الدّؤليّ:
لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله ....عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
فابدأ بنفسك فانهها عن غيّها ....فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يقبل إن وعظت ويقتدى ... بالقول منك وينفع التّعليم


🔻ولذلك كان السلف الصالح يجلس للتذكير والتعليم مع علمه بقصوره ، ويتذكر بل ويبكي أنه يدعو إلى الله ويخشى أن لا يكون من أهل ما يدعوا إليه ... فمن ذلك :
- ما قاله بعضهم: جلس أبو عثمان الحيريّ الزّاهد يومًا على مجلس التّذكير فأطال السّكوت، ثمّ أنشأ يقول:
وغير تقيٍّ يأمر النّاس بالتّقى ...طبيبٌ يداوي والطّبيب مريض
قال: فضجّ النّاس بالبكاء
.

- وكذلك ما قاله ابن الجوزي في صيد الخاطر
( وربما لاحت أسباب الخوف بنظري إلى تقصيري وزللي. ولقد جلست يومًا، فرأيت حولي أكثر من عشرة آلاف، ما فيهم إلا من قد رق قلبه، أو دمعت عينه، فقلت لنفسي: كيف بك إن نجوا وهلكت ؟! )


ب- أحد دلائل النبوة مما درست
1- مما يدل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
قوله تعالى: {وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)}
قال أبو العالية، رحمه اللّه، فيها : «يقول: يا معشر أهل الكتاب آمنوا بما أنزلت مصدّقًا لما معكم، يقول: لأنّهم يجدون محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم مكتوبًا عندهم في التّوراة والإنجيل». ذكره ابن كثير

فقد دلت هذا الآية أن النبوءة بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم جاءت في كتب أهل الكتاب ، ولذلك كانوا يعرفونه بصفته ، بل إن يهود المدينة وقت ولادة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يقولون : هذا أوان ظهوره
وكذلك جاء القرآن مصدقا لما في التوراة والإنجيل ... ولذلك قال عنه النجاشي لما سمعه : إن هذا والذي جاء به عيسى بن مريم ليخرج من مشكاة واحدة ..

2- الإخبار بقصة بني إسرائيل مع نبي الله موسى عليه السلام ، فإن هذه القصة مما لا يعلمه العرب ولا تعرفه قريش ولا يعرفه من ليس من أهل الكتاب ، فكان الإخبار بقصته عليه السلام مع قومه وتفاصيلها مما يدل على أن الذي أخبره به وحي يوحى ...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 27 رجب 1438هـ/23-04-2017م, 03:20 AM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

عامّ لجميعالطلاب)
استخرجالفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بنيإسرائيل ممادرست.
في قصة بني إسرائيل مع موسى عليه السلام، والتي تكررت في القرآن كثيرا تجعل المؤمن يقف حائرا مذهولا أيعجب من عظيم عطايا الله سبحانه وتعالى لبني إسرائيل وإكرامه لهم، أم من تماديهم وزيادة عتوهم واستكبارهم وتجرؤهم على انبيائه في مقابل كل ما أنعم الله عليهم، فسبحان الكريم المنان العظيم الحليم.
وإن المتأمل في حالهم والمتفكر في مآلهم يكون له تبصرا وهدى وعبر ودروس، فمن ذلك:
الأول:أنه سبحانه غني عنهم، تحبب إليهم بكثير من النعم والعطايا والأفضال، لأجل هدايتهم وسعادتهم، فكانوا من أشقى الخلق ببعدهم عن الهدى وتعديهم على الأنبياء والصالحين، فهل يعي المسلمون كتاب ربهم بما جاء في شأن اليهود، إن في بيان قصصهم دعوة للمسلمين بالعودة إلى منهج القرآن والسير عليه والتزام ما جاء به فإن فيه الحل لكثير لما نزل بالمؤمنين من نكبات ومصائب بسبب بعدهم عن منهج القرآن. قال تعالى:(يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين). وقال تعالى:(وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم..) وغيرها من الآيات التي تعدد نعم الله العظيمة عليهم.

الثاني: بيان عظيم صبر موسى عليه السلام وحرصه في هداية قومه، على الرغم مما ظهر من بني إسرائيل من المعاصي التي تصل إلى الكبائر في مقابل كل نعمة يفيض بها الرب عليهم، وفي ذلك توجيه مهم لكل داعية إلى الحق أن يتخذ من موسى عليه السلام قدوة في دعوته إلى الله فيكون حريصا على بذل أسباب الهداية دون يأس أو تضجر أو ملل أو يأس قد يثنيه عن هدفه ودعوته.

الثالث: خطاب موسى عليه السلام لقومه كان خطابا لينا سهلا في مقابل معاصيهم ومخالفتهم، فليتحل المسلم بذلك في دعوة أهل الباطل، فلينهج المصلحون بنهجه عليه السلام، قال تعالى:(وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل .....).


الرابع: أن الآمر بالخير وإن كان غير ملتزم به فهو خير من غيره الذي لا يأمر بالخير ولا يفعله، لكنه في المقابل عيب في حقه وهو محل ذم بتركه فعل الخير، وأن في الدعوة بالأفعال أعظم قبولا واستجابة من الدعوة بالأقوال. قال تعالى:(أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم....).

الخامس: أن من أكبر الأسباب التي تعين المؤمن والداعية في القيام بطاعة ربه سبحانه وتعالى هو اليقين بلقاء الله عزوجل، فإنه يسهل على العبد الالتزام بهدي ربه والسير على مرضاته والصبر على كل ما يلقاه في سبيل بيان الحق وتبليغه. قال تعالى:( الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون).


المجموعةالثانية:
1. حرّر القول في المسائلالتالية:
أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعدهوأنتمظالمون}.
ج: فيها أقوال:
الأول: على موسى عليه السلام. ذكره ابن عطية.
الثاني: على انطلاقة موسى للتكليم، وهو مواعدة الله لموسى والتي كلمه فيها. ذكره ابن عطية وابن كثير.
الثالث: على الوعد، وهو ما وعد به موسى عليه السلام لبني إسرائيل من النصر والظفر والهدى. ذكره ابن عطية.
وقد ذكر ابن عطية الأقوال دون أن يرجح بينهما، بينما اكتفى ابن بذكر قول واحد.

ب: المراد بالفرقان في قوله تعالى: {وإذ آتينا موسى الكتابوالفرقان لعلكمتهتدون}.
ج: فيها أقوال:
الأول: هو الكتاب المذكور سابقا وهو التوراة، وإنما أعيد تكراره لبيان مزيد صفة فيه، وهو أنه يفرق بين الحق والباطل. ذكره الزجاج وابن كثير.
الثاني: أن الفرقان مراد به القرآن، على تقدير حذف في الآية: وآتينا محمدا الفرقان.قاله قطرب ذكره الزجاج وابن عطية.
الثالث: أنها الآيات التي أوتيها موسى عليه السلام ويدخل فيها انفلاق البحر الذي كان به النصر الذي فرق بين قوم موسى بالنجاة وقوم فرعون بالغرق. ذكره ابن عطية ومفهوم من كلام ابن كثير.
الرابع: أنه انفراق البحر فرقا، فكان بينه يابسا فعبر به موسى وقومه، وهلك فرعون وجنوده غرقا. ذكره ابن عطية.
وحاصل ما ورد في الترجيح بين هذه الأقوال، أو ردها كالآتي: رد ابن عطية القول الثاني، وقال ابن كثير عن القول الأول: أنه غريب.

2.
بيّن مايلي:
أ: فضل الصبر والصلاة.
ج: الصبر جاء مقرونا في هذه الآية بالصلاة، وفي ذلك من الفوائد والفضائل الخير العظيم إذا التزم العبد، ومن ذلك:

الأول: فإن المتحلي بالصبر يكرم نفسه من أن تكون في مهانة وذلة.

الثاني: إن في الصبر مع الصلاة سرورا وأنسا يملأ القلب، وذلك بما يفيضه الله سبحانه على من كان هذا حاله.

الثالث: إن الصبر في الصلاة يعين المسلم أن يؤديها في أكمل شروطها وأركانها مقبلا على ربه متذللا له.

الرابع: أن الصبر مع الصلاة يملأ القلب رضا بكل ما قدر الله، بل وقد يرى المؤمن بعين بصيرته عظيم رحماته ولطفه في تقادير الله عزوجل.

الخامس: أن الصبر مع الصلاة من الأمور التي يلتمس بها العبد عفو ربه ورضاه، إذ أنه سبحانه إذا رضي عن عبده عفا عنه وصب عليه خيرات ورحمات ما كانت لتأتي لولا فضل الله عزوجل وكرمه ثم صبره وصلاته التي هي صلة بينه وبين ربه.

السادس: أن الصبر لوحده قد يفضي بالمؤمن إلى الجزع والعياذ بالله خاصة إذا طال أمده، لكنه مع الصلاة يورث يقينا وثباتا حتى يبدله ويعوضه بأعظم مما افتقده، أو يجمع له بين الأجر العظيم في الدنيا ثم الثواب الجزيل في الآخرة.

السابع: إن الصبر مع الصلاة من أعظم الأسباب التي يتلمس بها المؤمن الفرج بل ويستمطره.

ب: علّة تسمية إخراجالمالزكاة.
ج: في ذلك تعليلان:
الأول: أنها مأخوذة من زكا الشيء إذا زاد، فإن الزكاة وإن كان ظاهرها نقص في المال، إلا أن حقيقتها الزيادة سواء كان ذلك في المال فإن الله يبارك فيه أو يزيده من الأجر بقدر إنفاقه وتصدقه أو يجمع له بين الاثنين معا. ذكره ابن عطية.

الثاني: أنها مأخوذة من التطهير، وهو ما يكون من قولك: زكا فلان، إذا أزال من نفسه دنس الجرحة أو الإغفال. وتحقيق ذلك المعنى: أن الزكاة تطهر المال، وذلك يخرج حق المساكين والفقراء فتطيب نفوس الفقراء فيورث ذلك طيبا وسلامة لماله وحفظا له من الآفات. ومن ذلك تسمية النبي صلى الله عليه وسلم ما يخرج في الزكاة (أوساخ الناس) جاء ذلك في الموطأ. ذكره ابن عطية.

وكل تعليل أفاد معنى صحيحا وكلاما لطيفا.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27 رجب 1438هـ/23-04-2017م, 03:29 AM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

🔶1. (عامّ لجميع الطلاب)
استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.
1- أن الله تعالى يمهل و لا يهمل ؛ فقد جاء لبني إسرائيل بآيات عظام و مع ذلك لم يؤمنوا
2- فيها تحذيرٌ من أن نسلك مسلكهم في المكابرة عن الإقرار بالحق و التعنت و طلب ما لا يليق بطلبه كرؤية الله تعالى في الدنيا
3- استشعارعظم نعم الله علينا التي تستوجب الشكر لله و محبته ، لا أن تقابل بالعناد و التكبر كما فعل بنو إسرائيل مقابل النعم الكثيرة التي أنعمها الله عليهم
4- مع طول الآيات التي أرسلها الله تعالى لبني إسرائيل ، و طول مقابلتها منهم بالكبر و ترك اتباع أوامر الله وطاعة نبيّه علينا استشعار سعة حلم الله عزّ و جلّ و رحمته بعباده ، و إن عظمت ذنوبهم
🔸فوائد دعوية :
1- من الأخلاق التي ينبغي أن يحرص عليها المسلم و الداعية : التلطف مع الناس ، و التحبب إليهم ، لأنه أدعى لقبولهم لما يدعون له ، و هذا نأخذه من خطاب موسى لقومه بلفظ ( ياقوم) فإنه نسب نفسه إليهم
2- إذا ذكرنا للناس الغلط أو الأمر المخالف لشرع الله تعالى فعلينا أن نذكر مقابله من الصواب و الأمر الموافق للشرع كما في قوله تعالى على ليان موسى:
{ إنّكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم} فمن أذنب مثلا ينصح بالتوبة ، و من ظلم ينصح بردّ المظلمة و نحو هذا
3- بيان و توضيح أن ضرر المعصية يرجع إلى صاحبها ، فإن الله لن تضره معصية العاصين ، و لا تنفعه طاعة الطائعين لكماله جلّ و علا .
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

🔶2. اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
📝المجموعة الأولى:📝
🔺1. حرّر القول في المسائل التالية:
🔸أ: معنى قوله تعالى: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإيّاي فارهبون}
🖌 قوله تعالى : { و أوفوا بعدي أوف بعهدكم}
اختلف المتأولون في هذا العهد :
📌1- أنه عام في جميع أوامره و نواهيه و وصاياه ؛ فيدخل في ذلك ذكر محمد صلى الله عليه و سلم في التوراة . { أوف بعهدكم} و عهده سبحانه هو : أن يدخلهم الجنة ....... قول الجمهور ، ذكره ابن عطية
وقال: وفاؤهم بعهد الله أمارة لوفاء الله تعالى لهم بعدهم ، لا على علّة له ، لأن العلة لا تتقدم على المعلول.
📌2- وقيل : عهدي الّذي أخذت في أعناقكم للنبي إذا جاءكم { أوف بعهدكم} أنجز لكم ما وعدتكم عليه بتصديقه و اتّباعه بوضع ما كان عليكم من الإصر و الأغلال الّتي كانت في أعناقكم بذنوبكم التي كانت من إحداثكم ...... قاله ابن كثير
📌3- هو الّذي أخذه الله عليهم في التوراة أنّه سيبعث من نبي إسماعيل نبيًّا عظيمًا يطيعه جميع الشعوب ، و المراد به محمد صلى الله عليه و سلم ، فمن اتّبعه غفر له ذنبه و أدخله الجنة و جعل له أجران .... ذكره ابن كثير ، و قال الزجاج - والله أعلم- قوله : { و إذ أخذ الله ميثاق الّذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس و لا تكتمونه} فتمام تبيينه أن يخبروا بما فيه من ذكر نبوّة محمد صلى الله عليه و سلم .
📌4- هو قوله : { و لقد أخذ الله ميثاق بني إسرائل .....} الآية " المائدة:12" .... قاله الحسن البصري
ذكره ابن كثير و ابن عطية
⏪ و هذا الختلاف بين الأقوال يجمعه قول الجمهور الذي ذكره ابن عطية رحمه الله . و الله أعلم

🔸ب: المراد بالسلوى في قوله تعالى: {وأنزلنا عليكم المنّ والسلوى}.
📌1- طير بإجماع المفسرين .... قاله ابن عباس ، و مجاهد ، و قتادة ، و الربيع بن أنس و غيرهم
قيل : هو السماني بعينه .. قاله الزجاج و ابن عطية و ابن كثير ذكر قول ابن عباس :
( السلوى طائر شبيه بالسماني ، كانوا يأكلون منه)
وهو قول ابن مسعود و ناس من الصحابة
وقال عكرمة : ( أما السلوى فطير كطير يكون في الجنة أكبر من العصفور ، أو نحو ذلك) ذكره ابن كثير
و قال قتادة : ( السّلوى من طير إلى الحمرة ، تحشرها عليهم الريح الجنوب ) ذكره ابن كثير و ابن عطية
وقال وهب بن منبّه : ( السّلوى طير سمين مثل الحمام ، كان يأتيهم فيأخذون منه من سبت إلى سبت) ذكره الن كثير و ابن عطية بنحوه .
📌2- إنه العسل .... قاله الهذلي ، فقال :
و قاسمها بالله عهدًا لأنتم
ألذّ من السلوى إذا ما نشورها
قال ابن عطية : غلط الهذلي في قوله إنه العسل ، فطنّ أن السلوى عسلاً .
قال القرطبي :
دعوى الإجماع لا تصح ؛ لأن المؤرج أحد علماء اللغة و التفسير قال : إنه العسل ، و استدل ببيت الهذلي هذا ، و ذكر أنّه كذلك في لغة كنانة ؛ لأنه يسلّى به و منه عين سلوان، و قال الجوهري : السّلوى العسل ، و استشهد ببيت الهذلي - أيضًا-
و السّلوانة بالضم خرزة ، كانوا يقولون إذا صبّ عليها ماء المطر فشربها العاشق سلا قال الشاعر:
شربت على سلوانةٍ ماء مزنةٍ
فلا و جديد العيش يا ميّ ما أسلو
و اسم ذلك الماء السّلوان ، و قال بعضهم : السّلوان دواء يشفي الحزين فيسلو و الأطباء يسمونه ( مفرّح) .... ذكر قول الطبري ابن كثير و لم يرجح
⏪ الراجح و الله أعلم :
، وهو كالإجماع عند المفسرين، أو قول جماهير المفسرين؛ أن السلوى طائر .

🔺2. بيّن ما يلي:
🔸أ: سبب طلب بني إسرائيل رؤية الله جهرة.
لأنهم لما طلبوا من موسى عليه السلام سماع كلام الله عزّ و جلّ
من باب التعنت في السؤال ، والتكلف في تحقيق أسباب الإيمان ، ومكابرتهم رغم كل الآيات والبراهين التي أراهم الله عز وجل ، ومع ذلك سألوا الله أن يروه جهرة في الدنيا ، وعلقوا إيمانهم بهذه الآية

🔸ب: الحكمة من مشاهدة بني إسرائيل لغرق فرعون عيانا كما قال تعالى: {وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون}.
الحكمة : ليكون أشفى لصدورهم ، و أبلغ في إهانة عدوّهم ...... ذكره ابن كثير رحمه الله

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27 رجب 1438هـ/23-04-2017م, 03:43 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

المجموعةالخامسة:
1. حرّر القول في المسائل التالية:
أ: مرجع الهاء في قولهتعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}.
اختلف في ذلك على أقوال :
أحدها: الصلاة مع الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم. ذكره الزجاج .
والثاني : الصلاة . نص عليه مجاهد واختاره ابن جرير نقل ذلك ابن كثير وأورده ابن عطية .
والثالث: الاستعانة التي يقتضيها قوله تعالى : (واستعينوا). ذكره ابن عطية .
والرابع : العبادة التي يتضمنها معنى ذكر الصبر والصلاة. ذكره ابن عطية .
والخامس : إجابة محمد صلى الله عليه وسلم . ذكره ابن عطية وضعفه لعدم الدليل .
والسادس : الكعبة لأن الصلاة إليها. ذكره ابن عطية وضعفه أيضا.
والسابع : عائد إلى ما دل عليه الكلام مما أوصى به في الآية . ذكره ابن كثير.


ب: متعلقالكفرفي قوله تعالى: {وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولاتكونوا أول كافربه}.
ق1: القرآن. ذكره ابن عطية وهو اختيار ابن جرير ذكره ابن كثير.
ق2: التوراة. ذكره ابن عطية .
ق3: القران وكتب أهل الكتاب. ذكره الزجاج.
ق4: محمد صلى الله عليه وسلم . ذكره ابن عطية وابن كثير.

وقد جمع بين الأقوال ابن كثير رحمه الله بقوله : " وكلا القولين صحيحٌ؛-يعني القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم - لأنّهما متلازمان، لأنّ من كفر بالقرآن فقد كفر بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، ومن كفربمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فقد كفر بالقرآن."
والزجاج بقوله : "إذا كتموا ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- في كتابهم، فقد كفروا به، كما إنّه منكتم آية من القرآن فقد كفر به "
ويفهم من ذلك أن الكفر بواحد مما ورد في هذه الأقوال كفر بالآخر لأنها متلازمة فالكفر بالنبي صلى الله عليه وسلم كفر بما جاء به من القرآن وكفر بكتبهم إذ هي داعية إلى الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم وما يأتي به من القران.
2. بيّن ما يلي:
أ: هل يتوقف مرتكب المعصية عن النهي عن المنكر عملا بقوله تعالى: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم}؟
الصواب أنه لا يتوقف كما أخبر بذلك ابن كثير إذ الذم في هذه الآية ليس على أمرهم بالمعروف مع عدم فعلهم له بل هو على عدم الفعل، كما أن الأمر بالمعروف واجب وفعله كذلك واجب ولا يسقط أحدهما بسقوط الآخر ، والخير للعبد إن قصر في أحدهما أن لا يترك الآخر لكن الأولى للعالم بالحكم أن يجمع بين العمل والأمر به كما قال تعالى على لسان شعيب عليه السلام (وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إنأريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا باللّه عليه توكّلت وإليه أنيب) [هودٍ: 88]
وذهب البعض إلى أن مرتكب الكبيرة لا ينهى غيره عنها وهذا ضعيف واستدلالهم بهذه الآية أضعف إذ ليس يفهم منها ذلك ، وقد روي عن سعيد بن جبيرٍ"لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتّى لا يكون فيه شيءٌ ما أمر أحدٌ بمعروفٍ ولا نهى عن منكرٍ». وقال مالكٌ: «وصدق من ذا الّذي ليس فيه شيءٌ؟»
ب: أحد دلائل النبوة ممادرست.
قول تعالى : )وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51(
فأتت هذه الآية مخبرة عن بعض قصص بني إسرائيل مع أنبيائهم مما هو مذكور في كتبهم وليس من أخبار العرب، وقد علموا أن النبي صلى الله عليه وسلم عربي ولم يقرأ في كتبهم، فتبين لهم بذلك أنه لم يعلمه إلا من طريق الوحي فكان في ذلك إثباتا لنبوته صلى الله عليه وسلم.

سأتبع الإجابة بجواب السؤال العام ان شاء الله

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27 رجب 1438هـ/23-04-2017م, 04:36 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست


على المؤمن أن يشكر الله بالقول والعمل على نعمه دل على ذلك تكرر الأمر بالشكر كما قال تعالى : ﴿ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون﴾ [البقرة: 52] وقوله : ﴿ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون﴾ [البقرة: 56].

أن الواجب على العباد الإحسان في التعامل مع الابتلاءات والصبر عليها كما قال تعالى ﴿وَإِذ نَجَّيناكُم مِن آلِ فِرعَونَ يَسومونَكُم سوءَ العَذابِ يُذَبِّحونَ أَبناءَكُم وَيَستَحيونَ نِساءَكُم وَفي ذلِكُم بَلاءٌ مِن رَبِّكُم عَظيمٌ﴾ [البقرة: 49] فأخبر أنه ابتلاهم بتعذيب فرعون لهم وهذا يستلزم الصبر أولا ثم شكر الله على إنجائه لهم من هذا البلاء.

على العبد التوبة إلى الله والإنابة إليه إذ هو العفو على عباده التواب عليهم واسع الرحمة فلقد تاب على بني إسرائيل مع عظم ذنبهم كما قال تعالى : ﴿ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون﴾ [البقرة: 52]

على العبد الاهتداء بالقران إذ أن الله أرسل الكتب رحمة للعباد ليهتدوا بها كما قال تعالى : ﴿وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون﴾ [البقرة: 53]

حرص الداعي على المدعو وإرشاده إلى مافيه صلاح له وخير كما أخبر تعالى من حال موسى عليه السلام ﴿وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم﴾ [البقرة: 54]

التلطف بالعبارة ولين القول عند الدعوة كما أخبر تعالى عن موسى بقوله : ﴿وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم﴾ [البقرة: 54] فألان لهم القول وناداهم بألطف العبارات .

على العبد أن يتجنب المعصية لأنها عائدة عليه بالوبال والخسران كما قال تعالى ﴿وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون﴾ [البقرة: 57]
فأخبر أن فعلهم عائد عليهم وأنما يظلمون أنفسهم .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 27 رجب 1438هـ/23-04-2017م, 04:46 AM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

المجموعة الأولى:
1. حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإيّاي فارهبون}
{وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم}: أمر وجوابه ، وجزم الجواب " أوف" فيه معنى الشرط .ذكره ابن عطية
والوفاء بالعهد : هو التزام ما تضمن من فعل . ذكره ابن عطية
وقرأ الزهري: «أوفّ» بفتح الواو وشد الفاء للتكثير. ذكره ابن عطية
{وأوفوا بعهدي } : قد سبق وتعرضنا للمراد بــ " العهد" في تفسير قوله تعالى : : {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه}.

ولكن هنا وبما أن المخاطب في الآية هم بنوا إسرائيل فكان كلام المفسرين فيها كالآتي :
1- أن هذا عام في جميع أوامر الله تعالى ونواهيه ووصاياه فيدخل في ذلك ذكر محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة ... ذكره ابن عطية عن الجمهور
وقد ورد بنحوه عن أبي العالية فقال : «عهده إلى عباده: دينه الإسلام أن يتّبعوه». أورده ابن كثير .

2- أن معناها هو قول الله تعالى : }وإذ أخذ اللّه ميثاق الّذين أوتوا الكتاب لتبيّننّه للنّاس ولا تكتمونه} فتمام تبيينه أن يخبروا بما فيه من ذكر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ... ذكره الزجاج

3- بعهدي الّذي أخذت في أعناقكم للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا جاءكم ...أشار إليه الزجاج كما ذكره ابن عطية . واستدل له الزجاج بقوله عزّ وجلّ: {وإذ أخذ اللّه ميثاق النّبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا}

4- العهد قوله تعالى: {خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ} ... ذكره ابن عطية

5- العهد قوله تعالى: {ولقد أخذ اللّه ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبًا وقال اللّه إنّي معكم لئن أقمتم الصّلاة وآتيتم الزّكاة وآمنتم برسلي وعزّرتموهم وأقرضتم اللّه قرضًا حسنًا لأكفّرنّ عنكم سيّئاتكم ولأدخلنّكم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار} قاله ابن جريج ونقله ابن عطية ، كما ذكره ابن كثير عن الحسن البصري ،

6- هو الّذي أخذه اللّه عليهم في التّوراة أنّه سيبعث من بني إسماعيل نبيًّا عظيمًا يطيعه جميع الشّعوب، والمراد به محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم .... أورده ابن كثير .

والقول الأول يشمل ويعم ما بعده .

{أوف بعهدكم}: و وعهدهم هو أن يرضى الله عنهم فيحط عنهم خطاياهم وذنوبهم فيدخلهم جنته ... وهو حاصل ماورد عن ابن عباس،و السّدّيّ، والضّحّاك، وأبو العالية، والرّبيع بن أنسٍ ، وذكر عنهم ابن كثير ، وما ذكره ابن عطية
وعلق ابن عطية بأن : وفاؤهم بعهد الله أمارة لوفاء الله تعالى لهم بعهدهم، لا علة له، لأن العلة لا تتقدم المعلول.

{وإيّاي فارهبون}: فاخشون؛ قاله أبو العالية، والسّدّيّ، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة وذكره عنهم ابن كثير .
فهنا انتقالٌ من التّرغيب إلى التّرهيب والتهديد ، فدعاهم إليه بالرّغبة في قوله " أوف بعهدكم " ، والرّهبة هنا ، لعلّهم يرجعون إلى الحقّ واتّباع الرّسول والاتّعاظ بالقرآن وزواجره، وامتثال أوامره، وتصديق أخباره، وفيه الحصر والقصر على رهبة الله وحده .
وقد أورد ابن كثير عن ابن عباس في متعلق الرهبة : «أي: أنزل بكم ما أنزل بمن كان قبلكم من آبائكم من النّقمات الّتي قد عرفتم من المسخ وغيره».


ب: المراد بالسلوى في قوله تعالى: {وأنزلنا عليكم المنّ والسلوى}.
- - والسّلوى جمعٌ بلفظ -الواحد-، كما يقال: سمانى للمفرد والجمع ودفلى كذلك
- - وقال الخليل واحده سلواةٌ، وأنشد:
وإنّي لتعروني لذكراك هزّةٌ ....... كما انتفض السّلواة من بلل القطر
- - وقال الكسائيّ: السّلوى واحدةٌ وجمعه سلاوي،
نقله كله ابن كثير عن القرطبيّ

أما المراد بالسلوى فقد قيل فيه أقوالا:
1- السّلوى طير بإجماع من المفسرين ، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والربيع بن أنس وغيرهم وذكره عنهم ابن كثير وابن عطية

2- "السلوى": طائر يشبه السماني روي عن ابن عباس وابن مسعود والسدي وذكره عنهم ابن كثير كما ذكر بنحوه الزجاجوأضاف ابن عطية أنه يميل للحمرة .

3- هو السمانى بعينه. روي عن ابن عباس وذكره ابن كثير ابن عطية وأورد ابن كثير رواية عن وهب بن منبه ، قال: «سألت بنو إسرائيل موسى عليه السّلام، اللّحم، فقال اللّه: لأطعمنّهم من أقلّ لحمٍ يعلم في الأرض، فأرسل عليهم ريحًا، فأذرت عند مساكنهم السّلوى، وهو السّمانى مثل ميلٍ في ميلٍ قيد رمحٍ إلى السماء فخبّؤوا للغد فنتن اللحم وخنز الخبز».
4- طائر مثل الحمام تحشره عليهم الجنوبرواه ابن كثير عن قتادة ووهب بن منبه كما ذكره ابن عطية

5- السّلوى فطيرٌ كطيرٍ يكون بالجنّة أكبر من العصفور، أو نحو ذلك روي عن عكرمة وذكره ابن كثير.
- وقال ابن عطية : وقد غلط الهذلي فقال:
وقاسمها بالله عهدا لأنتم ....... ألذّ من السلوى إذا ما نشورها
ظن السلوى العسل ، وذكر أن القرطبي استدل بقوله على عدم صحة دعوى الاجماع وذكر أنّه كذلك في لغة كنانة؛ لأنّه يسلّى به ومنه عين سلوان، كما ذكر قول الجوهريّ: السّلوى العسل، واستشهد ببيت الهذليّ -أيضًا
ولعل الراجح ما حكي عليه الإجماع .
2. بيّن ما يلي:
أ: سبب طلب بني إسرائيل رؤية الله جهرة.
1- وقصة السبعين أن موسى صلى الله عليه وسلم لما رجع من تكليم الله ووجد العجل قد عبد قالت له طائفة ممن لم يعبد العجل: نحن لم نكفر ونحن أصحابك، ولكن أسمعنا كلام ربك، فأوحى الله إليه أن اختر منهم سبعين شيخا، فلم يجد إلّا ستين، فأوحى الله إليه أن اختر من الشباب عشرة، ففعل، فأصبحوا شيوخا، وكان قد اختار ستة من كل سبط فزادوا اثنين على السبعين، فتشاحوا فيمن يتأخر، فأوحى الله إليه أن من تأخر له مثل أجر من مضى، فتأخر يوشع بن نون وطالوت بن يوقنا وذهب موسى عليه السلام بالسبعين بعد أن أمرهم أن يتجنبوا النساء ثلاثا ويغتسلوا في اليوم الثالث، واستخلف هارون على قومه، ومضى حتى أتى الجبل، فألقي عليهم الغمام.
- قال السدي وغيره: وسمعوا كلام الله يأمر وينهى، فلم يطيقوا سماعه، واختلطت أذهانهم، ورغبوا أن يكون موسى يسمع ويعبر لهم، ففعل، فلما فرغ وخرجوا بدلت منهم طائفة ما سمعت من كلام الله فذلك قوله تعالى: {وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام اللّه ثمّ يحرّفونه} [البقرة: 75]، واضطرب إيمانهم وامتحنهم الله بذلك فقالوا: لن نؤمن لك حتّى نرى اللّه جهرةً ولم يطلبوا من الرؤية محالا، أما إنه عند أهل السنة ممتنع في الدنيا من طريق السمع، فأخذتهم حينئذ الصاعقة فاحترقوا وماتوا موت همود يعتبر به الغير .. ذكره ابن عطية

2- قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في تفسير هذه الآية: «قال لهم موسى -لمّا رجع من عند ربّه بالألواح، قد كتب فيها التّوراة، فوجدهم يعبدون العجل، فأمرهم بقتل أنفسهم، ففعلوا، فتاب اللّه عليهم، فقال: إنّ هذه الألواح فيها كتاب اللّه، فيه أمركم الّذي أمركم به ونهيكم الّذي نهاكم عنه. فقالوا: ومن يأخذه بقولك أنت؟ لا والله حتى نرى الله جهرة، حتى يطّلع اللّه علينا فيقول: هذا كتابي فخذوه، فما له لا يكلّمنا كما يكلّمك أنت يا موسى!». وقرأ قول اللّه: {لن نؤمن لك حتّى نرى اللّه جهرةً}. قال: «فجاءت غضبةٌ من اللّه، فجاءتهم صاعقةٌ بعد التّوبة، فصعقتهم فماتوا أجمعون. قال: ثمّ أحياهم اللّه من بعد موتهم». وقرأ قول اللّه: {ثمّ بعثناكم من بعد موتكم لعلّكمتشكرون}«فقال لهم موسى: خذوا كتاب اللّه. فقالوا: لا فقال: أيّ شيءٍ أصابكم؟ فقالوا: أصابنا أنّا متنا ثمّ حيينا. قال: خذوا كتاب اللّه. قالوا: لا. فبعث اللّه ملائكةً فنتقت الجبل فوقهم .ذكره ابن كثير
»..
- ونخلص من الأثرين السابقين الذين دل كل منهما على سبب أن سبب هذا الطلب : عدم تصديق بني إسرائيل لأنبيائهم وعنادهم وتجبرهم وتعنتهم رغم كل ما رأوه عياناً من المعجزات والآيات ورغم كل ما منحهم الله من الهبات والعطايا والنعم .

ب: الحكمة من مشاهدة بني إسرائيل لغرق فرعون عيانا كما قال تعالى: {وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون}.
لقد جعل الله بني إسرائيل تشاهد غرق فوعون وجنوده عيانا وذلك حتى يشفي الله صدورهم مما فعلوه بهم ، وليعتبروا بما حدث لهم بعد تجبرهم وتعنتهم لدرجة أنه وصل بفرعون أنه قال أنا ربكم الأعلى ، ولكي يثبتوا على الحق ويعلموا أن وعد الله حق ويؤمنوا ويصدقوا بنبيهم ويعلموا أن ما جاءهم به هو الحق ، وليريهم جزاء من يتجبر ويتكبر ويشاقق الله ورسله ، وأنه تعالى يحلم على عبده ويصبر عليه حتى أذا أخذه ؛ أخذه أخذ عزيز مقتدر .
هذا والله تعالى أعلى وأعلم.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 27 رجب 1438هـ/23-04-2017م, 06:49 AM
منيرة جابر الخالدي منيرة جابر الخالدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 364
افتراضي

المجموعة الرابعة:
1. حرّر القول في المسائل التالية:

أ: معنى قوله تعالى: {ولا تلبسوا الحق بالباطل}.

(لا) ناهية. وهذا متفق عليه ذكره الزجاج و ابن عطية وابن كثير

(تلبسوا)
أي ولا تخلطوا. من الخلط والمزج بينه بمشكله، وبين الحق بباطله. ذكره الزجاج وابن عطية
ويحتمل أن يكون من اللباس. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير


(الحق بالباطل)

. أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما أتى به من كتاب الله عز وجل - بما تحرفونه. الزجاج وابن كثير
. إقرار اليهود ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كانوا يقولون أنه مبعوث إلى غيرنا لكن مجرد إقرارهم ببعثته هذا حق - والباطل جحدهم ببعثته صلى الله عليه وسلم. ابن عطية
. أن من اليهود منافقون فما أظهروا من الإيمان حق - وما أبطنوا من الكفر باطل. قاله الطبري وذكره ابن عطية
. الحق الإسلام - والباطل اليهودية والنصرانية. قاله قتادة ومجاهد وروي عن الحسن البصري نحوه وذكره ابن عطية وابن كثير
. الحق التوراة - والباطل ما بدلوا فيها من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم. ابن عطية
. الحق الصدق - والباطل الكذب. ابن عطية


( وتكتموا الحق وأنتم تعلمون)
حاصل ماذكر فيها:

وتكتموا: يحتمل أن يكون مجزوما ويجوز أن يكون منصوبًا.

والمعنى:
ولا تجمعوا بين اللبس والكتمان والحال أنكم تعلمون الحق والباطل.
أو: وأنتم تعلمون ما في ذلك من الضرر العظيم على الناس من إضلالهم عن الهدى المفضي بهم إلى النار.

وأنتم تعلمون:
ليس شهادة من الله لهم بعلم وإنما نهاهم عن كتمان ما علموا.
ويحتمل أن تكون شهادة عليهم بعلم مخصوص في أمر محمد عليه السلام،ولم يشهد لهم بالعلم على الإطلاق.


ب: معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين.

التفضيل لآبائهم وأسلافهم، وخوطبوا به لأن تفضيل آبائهم؛ تفضيل لهم وتفضيلهم كان بنوع ما من الفضل على سائرالناس ولا يلزم تفضيلهم مطلقا، حكاه الرازي
وقيل إن تفضيلهم بالملك وبإرسال الرسل منهم وإنزال الكتب عليهم وعلى سائر الأمم من أهل زمانهم، حكاه القرطبي في تفسيره. وذكر القولين ابن كثير وقال في كل منهما: فيه نظر

(العالمين)
إما عالم زمانهم الذي كانت فيه النبوة المتكررة والملك، لأن الله يقول لأمة محمد صلى الله عليه وسلم: ( كنتم خير أمة أخرجت للناس)
أو أن العالمين عام يشمل من قبلهم ومن بعدهم من الأنبياء.
والأول أرجح بدليل الآية



2. بيّن ما يلي:

أ: خطر عدم العمل بالعلم.

الله عز وجل أنزل كتابه هداية للناس (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) وانتدب لبيانه؛ رسله وورثتهم في ذلك؛ العلماء وأمرهم ببيانه (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون) والعلماء كما تلقى على عاتقهم مسؤولية البيان كذلك تلقى عليهم مسؤولية العمل به وظهور آثاره وثمراته عليهم، وعدم العمل بالعلم حجة على العالم وفساد للعالم، لأن فساد العالم بفساد علمائه قال عبد الله بن المبارك وغيره من السلف: صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس، قيل من هم؟ قال: الملوك والعلماء.
وهذا الصنيع -وهو ترك العمل بالعلم- مدعاة لضعف يقين الناس وتشكيكهم بصدق دينهم وصلاحيته، وصدق ما يدعون إليه إذ ليس من العقل أن يعلم المرء أن ما يدعوا إليه خير ثم يكون هو آخر من يأتيه أو لا يأتيه بالكلية، فهذا مما يعجب منه، ويجعل الناس في حيرة في الاتباع، كما أنه يحدو بالعامة عن العزوف عن اتخاذهم قدوات وبالتالي البحث عن قدوات آخرين ليسوا من أهل العلم والصلاح. كما أنه مدعاة وسبب لغيبة العلماء عموما وتشويه صورتهم في أعين العامة.
وما العلم الذي أشقى نفسه بتحصيله إلا وسيلة لهذه الغاية، فعندما وصل لها تركها!!

ولهذا عاتب الله هؤلاء أشد العتاب وتوعدهم بأشد العذاب :
(أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ) وأتى بهمزة الاستفهام تقريرا وتوبيخا وتعجبا من حالهم
وقوله: (لم تقولون ما لا تفعلون - كبر مقتًا عند اللّه أن تقولوا ما لا تفعلون ) وكفى بمقت الله عقوبة.

وورد في عذابهم:
ما في حديث أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «مررت ليلة أسري بي على قومٍ شفاههم تقرض بمقاريض من نارٍ. قال: قلت: من هؤلاء؟» قالوا: خطباء من أهل الدّنيا ممّن كانوا يأمرون النّاس بالبرّ وينسون أنفسهم، وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون؟.
وقال صلى الله عليه وسلم: «يجاء بالرّجل يوم القيامة فيلقى في النّار، فتندلق به أقتابه، فيدور بها في النّار كما يدور الحمار برحاه، فيطيف به أهل النّار، فيقولون: يا فلان ما أصابك؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه».
و قال صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ اللّه يعافي الأمّيّين يوم القيامة ما لا يعافي العلماء». وقد ورد في بعض الآثار: أنّه يغفر للجاهل سبعين مرّةً حتّى يغفر للعالم مرّةً واحدةً، ليس من يعلم كمن لا يعلم. قال تعالى: {قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون إنّما يتذكّر أولو الألباب}.
وروى ابن عساكر في ترجمة الوليد بن عقبة عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ أناسًا من أهل الجنّة يطّلعون على أناسٍ من أهل النّار فيقولون: بم دخلتم النّار؟ فواللّه ما دخلنا الجنّة إلّا بما تعلّمنا منكم، فيقولون: إنّا كنّا نقول ولا نفعل».


ولذلك كانوا السلف رضوان الله عليهم أحرص ما يكونون على إتباع العلم بالعلم، كما ورد عنهم في تعلمهم لكتاب الله وكذلك بعض مقولاتهم:
يقول إبراهيم النّخعيّ: إنّي لأكره القصص لثلاث آياتٍ قوله تعالى: {أتأمرون النّاس بالبرّ وتنسون أنفسكم} وقوله {يا أيّهاالّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتًا عند اللّه أن تقولوا ما لا تفعلون} وقوله إخبارًا عن شعيبٍ: {وما أريد أنأخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا باللّه عليه توكّلت وإليه أنيب}.

وهذا لا يفهم منه ترك العلم أو ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالكمال فيهما معا وكمال النقص بتركهما معا.


ب: المراد بالنعمة ومعنى ذكرها في قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم}.

المراد بها :
إما جنس النعمة، فتكون مفردة لكنها بمعنى الجمع. أو أنها مخصصة بنعمة معينة وذكر ذلك بعض العلماء. ذكر المعنى الأول الزجاج والثاني ابن عطية وابن كثير
وأوردا أقوالا فيها، ومما ذكرا:
بعثة الرسل والأنبياء منهم، وإنزال الكتب عليهم. وهذا قول أبي العالية وذكره الطيري
إنزال المن والسلوى.
وإنقاذهم من تعذيب آل فرعون.
تفجير الحجر. وهذه الأقوال لمجاهد وذكرها الطبري
إدراكهم بعثة محمد صلى الله عليه وسلم.
منحهم علم التوراة وجعلهم أهله وحملته.
وذكر ابن عطية أن هذه الأبوال على جهة المثال، واختار عموم اللفظ.
متابعة أبيكم إسرائيل؛ الحق كما في قوله تعالى: (ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا)
البلاء عندهم وعند آبائهم، مما نجاهم به من فرعون وقومه. رواه ابن إسحاق عن ابن عباس



ومعنى ذكرها/
تذكيرا لهم بما أنعم به على آبائهم من قبلهم وأنعم به عليهم كما في قوله: (إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا) والذين كانوا أنبياء آباؤهم لا هم .
والمخاطب في هذه الآية جميع بني إسرائيل في مدة النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنهم وكافرهم، وهذا ما عليه الجمهور
وهناك قول حكاه مكي: أن المخاطب من بني إسرائيل هم المؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 27 رجب 1438هـ/23-04-2017م, 08:08 AM
منيرة جابر الخالدي منيرة جابر الخالدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 364
افتراضي

المعذرة لم أنتبه لهذا السؤال




1. (عامّ لجميع الطلاب)
استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.


. شكر نعمة الله علينا وعلى آبائنا.
. الوفاء بالعهد.
. التحديث بنعمة الله (اذكروا نعمتي)
. استشعار منة الله علينا ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
. الجد في امتثال الأمرِ وترك النهي.
. الاقتداء بالآباء في صلاحهم (يا بني إسرائيل اذكروا)
. الدعوة بالترغيب والترهيب (يا بني إسرائيل اذكروا. ..وإياي فارهبون)
. الإيمان بالقرآن كله.
. الحذر من البدء بالسوء وسن سنن السوء.
. المسارعة في الإيمان والخيرات.
. تقوى الله عز وجل.
. معرفة حق هذا الدين، وعدم بيعه بحطام من الدنيا.
. الزهد في الدنيا.
. الدقة في أخذ العلم، لنتمكن من التمييز بين الحق والباطل وإن التبسا. ولنبصر الناس بهما.
. القوة في بيان الحق والصدع به وإن خالف الهوى، وإن خشي معه التلف.
. الحرص على إقام الصلاة وعلى شعائر الإسلام.
. الحرص على الجماعة، ولزوم أمرها (واركعوا مع الراكعين)
. البدء بالنفس ووعظها وإلزامها الحق لما في من البعد عن النفاق. وذلك بحد ذاته دعوة بل أبلغ من كثير من الكلام والوعظ.
. عدم ترك الدعوة بحجة الأخطاء والذنوب، فلم يءمهم الله تعالى لهذا، وإنما عبر عن الترك بالنسيان مما ينبئ عن شدة غفلتهم ونسيانهم لأنفسهم لا لخطأ البسيط.
. الاستعانة على هذه الدنيا بالدعاء والصيام والصبر والصلاة، بل الفزع إليها ففيها المعونة على الزهد في الدنيا والنجاة من فتنها وبلائها وحسن الاستعداد للآخرة.
. سؤال الله تيسير الأمور. وتحقيق التوكل والاستعانة.
. جعل الآخرة والقيامة نصب أعيننا.
. محاسبة النفس على ظلمها لنفسها، والتدقيق عليها في ظلمها لغيرها واستحضار أن لا ناصر يوم القيامة إلا الله.
. الصبر على البلاء، وحسن الظن بالله مع الأخذ بالأسباب. (وإذ نجيناكم..) (وإذ فرقنا. .)
. تفقد الصبر في الشدة والرخاء. لأن البلاء في الخير والشر
. اليقين بنصر الله.
. الحرص على النهي عن المنكر ومنعه وعدم الاكتفاء بالعزلة عنه. قصة هارون والسامري
. التوبة إلى الله حتى وإن كان فيها مشقة بالغة على النفس. (فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم)
. عدم البدء بالأمر إن كان معصية فقد يعسر الترك، وقد يحال بين المرء والتوبة.
. المشي مع أقدار الله.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 28 رجب 1438هـ/24-04-2017م, 11:49 PM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى
1. (عامّ لجميع الطلاب)
استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.
* على العبد أن يتذكر دائماَ ما أنعم الله به عليه من النعم وأن يقوم بشكر النعم بالقلب إعترافاً وباللسان ثناء ً وبالجوارح باستعمالها في طاعة الله
الدليل ووجه الدلالة عليه :
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) أمر الله بني إسرائيل بتذكر النعمة
*تعظيم آيات الله فلا يشتري بآيات الله ثمناً قليلاً كأن يعارض أحكام الله المنزلة في كتابه من أجل المال والمنصب
الدليل ووجه الدلالة عليه :
(وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وجه الدلالة ظاهر من النهي والآية وان كانت في بني إسرائيل لكن يذم من فعل مثل فعلهم
* التمسك بتقوى الله سبحانه وتعالى
الدليل ووجه الدلالة عليه :
(وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) أمر الله في الآية بتقواه
*الحذر من تلبيس الحق بالباطل ومن كتمان الحق وهذه صفة اليهود نهاهم الله عنها
الدليل ووجه الدلالة عليه :
(وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وجه الدلالة ظاهر من النهي من تلبيس الحق بالباطل ومن كتمان الحق
*الحرص على إقامة الصلاة في أوقاتها
الدليل ووجه الدلالة عليه :

(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) وجه الدلالة ظاهر من الأمر بإقامتها

*إخراج الزكاة لمستحقيها
الدليل ووجه الدلالة عليه :
( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)وجه الدلالة ظاهر من الأمر بإخراجها
*أن يلتزم الرجال بالحضور في صلاة الجماعة لوجوبها عليهم
الدليل ووجه الدلالة عليه :
(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) دليل وجوبها جماعة الأمر بالركوع مع الراكعين
*أن يحرص الداعية إلى الله على التمسك بالمعروف والإنتهاء عن المنكر حتى تؤتي دعوته ثمارها ولايكون كاليهود الذين عاتبهم الله
الدليل ووجه الدلالة عليه :
(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) لما ذم الله اليهود على فعلهم دل على قبحه
*على المؤمن أن يستعين في أموره كلها بالله وبالصبر بجميع أنواعه الصبر على الطاعة وعن المعصية وعلى أقدار الله المؤلمة ويستعين بالصلاة
الدليل ووجه الدلالة عليه :
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) وجه الدلالة ظاهر من الأمر بالإستعانة بالصبر والصلاة
*أن يحرص المؤمن على الخشوع في الصلاة وهو خضوع القلب وطمأنينته وسكونه لله تعالى فهذه الصلاة التي تؤتي ثمارها
الدليل ووجه الدلالة عليه :
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) بيان الله بأن الإستعانة بالصبر والصلاة كبيرة إلا على الخاشعين دليل على أهمية الخشوع
*أن يذكر العبد نفسه دائماً بلقاء الله لأن هذا الأمر سبب للخشوع في الصلاة وتخفيف العبادات والتسلي وقت المصائب
الدليل ووجه الدلالة عليه :
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) وجه الدلالة ظاهر
*على الداعية أن يذكر الناس بنعمة الله عليهم ويكرر ذلك عليهم وأن يفصل ويعدد للعباد نعم الله عليهم
الدليل ووجه الدلالة عليه :
ذكر الله بني إسرائيل في الآيات بنعمه عليهم وفصل فيها
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)
التفصيل في النعم في قوله تعالى : (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)
*على الداعية أن يتطلف في خطابه للمدعوين فيدعوهم بأفضل أسمائهم
الدليل ووجه الدلالة عليه :
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) ذكرهم الله في الآية بأشرف أسمائهم
*على الدعاة أن يذكروا الناس باليوم الآخر يوم لايقبل منهم شفاعة ولايؤخذ منهم فداء
الدليل ووجه الدلالة عليه :
(وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48) وعظ الله بني إسرائيل ثم ذكرهم بيوم القيامة
*الحذر من الظلم وسوء الأدب لأن هذه أوصاف اليهود الممقوتة في كتاب الله
الدليل ووجه الدلالة عليه :
(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) طلبهم لرؤية الله جهرة سوء أدب منهم فيحذر من ذلك
*على العبد أن يستشعر حال تناوله لطعامه وشرابه عظيم منة الله ورزقه له وخاصة في زماننا الذي كثرت فيه الأرزاق من المطعومات والمشروبات وأن يشكر الله عليها ولايظلم نفسه بالكفر بالنعمة
الدليل ووجه الدلالة عليه :
(وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۖ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57) ذكر الله في جملة النعم التي أنعم بها على بني إسرائيل نعمة الطعام والشراب فالواجب شكر الله عليها وأن لايكون المسلمين مثل بني إسرائيل الذين ظلموا ولم يشكروا .
1. حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإيّاي فارهبون}.
· المراد بالعهد {وإذ أخذ اللّه ميثاق الّذين أوتوا الكتاب لتبيّننّه للنّاس ولا تكتمونه} فتمام تبيينه أن يخبروا بما فيه من ذكر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ذكره الزجاج

· المراد بالعهد جميع الأوامر والنواهي والوصايا فيدخل في ذلك ذكر محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة ذكره ابن عطية وذكر انه قول الجمهور

· العهد قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)وقوله (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا ۖ قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ۚ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)ذكره ابن عطية

· العهد قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ۖ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ(12) [المائدة: 12]، وعهدهم هو أن يدخلهم الجنة، ووفاؤهم بعهد الله أمارة لوفاء الله تعالى لهم بعهدهم وهو مروي عن ابن جريج والحسن البصري ذكره ابن عطية وابن كثير

· الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم والوفاء يكون بوضع الإصر والأغلال الّتي كانت في أعناقهم بسبب ذنوبهم ذكره ابن كثير

· العهد الّذي أخذه اللّه عليهم في التّوراة أنّه سيبعث من بني إسماعيل نبيًّا عظيمًا يطيعه جميع الشّعوب، والمراد به محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم، فمن اتّبعه غفر له ذنبه وأدخل الجنّة وجعل له أجران ذكره ابن كثير وهذا القول قريب من الذي قبله

· العهد دين الإسلام والوفاء بالعهد أن يرضى الله عنهم وأن يدخلهم الجنة وهذا القول مروي عن السّدّيّ، والضّحّاك، وأبو العالية، والرّبيع بن أنسٍ ذكره ابن كثير

· القول الراجح:
ذكر ابن عطية أن الجمهور على أن المراد بالعهد جميع الأوامر والنواهي والوصايا فيدخل في ذلك ذكر محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة وهو قول يجمع الأقوال
ترجيح الطبري:
قال الطبري: والصوابُ عندنا من القول فيه وهو في هذا الموضع: عهدُ الله ووصيته التي أخذ على بني إسرائيل في التوراة، أن يبيِّنوا للناس أمر محمد صلى الله عليه وسلم أنه رسولٌ، وأنهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة أنه نبيّ الله، وأن يؤمنوا به وبما جاء به من عند الله.
"أوف بعهدكم": وعهدُه إياهم أنهم إذا فعلوا ذلك أدخلهم الجنة، كما قال جل ثناؤه: (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) [سورة المائدة: 12] ، وكما قال: (فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواالنُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (1) [سورة الأعراف: 156-157
ب: المراد بالسلوى في قوله تعالى: {وأنزلنا عليكم المنّ والسلوى}.
أقوال المفسرين في المراد بالسلوى:
*السلوى هو طائر كالسماني وهذا القول مروي عن ابن عباس ومجاهدٌ، والشّعبيّ، والضّحّاك، والحسن، وعكرمة، والرّبيع بن أنسٍ ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
*السّلوى طير بإجماع من المفسرين، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والربيع بن أنس ذكره ابن عطية
طائر شبيه بالسماني مروي عن ابن عباس وعن مرّة و عن ابن مسعودٍ وعن ناسٍ من الصّحابة ذكره ابن كثير
السّلوى طير يكون بالجنّة أكبر من العصفور، أو نحو ذلك مروي عن عكرمة ذكره ابن كثير
السّلوى من طيرٍ إلى الحمرة، تحشرها عليهم الريح الجنوب مروي عن قتادة ذكره ابن عطية و ابن كثير
السّلوى طيرٌ سمينٌ مثل الحمام، كان يأتيهم فيأخذون منه من سبتٍ إلى سبتٍ مروي عن وهب بن منبّهٍ ذكره ابن كثير
السلوى العسل ذكره المؤرج والجوهريّ واستدلوا له ببيت الهذلي
وقاسمها باللّه جهدًا لأنتم ....... ألذّ من السّلوى إذا ما أشورها
القول الراجح:
أن السّلوى طير بإجماع من المفسرين كما ذكره ابن عطية
أما القول بأنه العسل فقد قال ابن كثير، وقد غلط الهذليّ في قوله: إنّه العسل ويرى القرطبيّ أن دعوى الإجماع لا تصحّ؛ لأنّ المؤرج أحد علماء اللّغة والتّفسير قال: إنّه العسل، واستدلّ ببيت الهذليّ وذكر أنّه كذلك في لغة كنانة؛ لأنّه يسلّى به ومنه عين سلوان، وقال الجوهريّ: السّلوى العسل، واستشهد ببيت الهذليّ
والذي يظهر والعلم عند الله أنه طير بإجماع من المفسرين كما ذكره ابن عطية
2. بيّن ما يلي:
أ: سبب طلب بني إسرائيل رؤية الله جهرة.
طلبهم للرؤية من باب التعنت والإضطراب ، فطلبوا من موسى رؤية الله تعنتا وأخبروه أنهم لم يومنوا حتى يروا الله جهرة
* قال السدي وغيره: وسمعوا كلام الله يأمر وينهى، فلم يطيقوا سماعه، واختلطت أذهانهم، ورغبوا أن يكون موسى يسمع ويعبر لهم، ففعل، فلما فرغ وخرجوا بدلت منهم طائفة ما سمعت من كلام الله فذلك قوله تعالى: {وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام اللّه ثمّ يحرّفونه} [البقرة: 75]، واضطرب إيمانهم وامتحنهم الله بذلك فقالوا: لن نؤمن لك حتّى نرى اللّه جهرةً ولم يطلبوا من الرؤية محالا، أما إنه عند أهل السنة ممتنع في الدنيا من طريق السمع، فأخذتهم حينئذ الصاعقة فاحترقوا وماتوا موت همود يعتبر به الغير.
* قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في تفسير هذه الآية: «قال لهم موسى -لمّا رجع من عند ربّه بالألواح، قد كتب فيها التّوراة، فوجدهم يعبدون العجل، فأمرهم بقتل أنفسهم، ففعلوا، فتاب اللّه عليهم، فقال: إنّ هذه الألواح فيها كتاب اللّه، فيه أمركم الّذي أمركم به ونهيكم الّذي نهاكم عنه. فقالوا: ومن يأخذه بقولك أنت؟ لا والله حتى نرى الله جهرة، حتى يطّلع اللّه علينا فيقول: هذا كتابي فخذوه، فما له لا يكلّمنا كما يكلّمك أنت يا موسى!». وقرأ قول اللّه: {لن نؤمن لك حتّى نرى اللّه جهرةً}. قال: «فجاءت غضبةٌ من اللّه، فجاءتهم صاعقةٌ بعد التّوبة، فصعقتهم فماتوا أجمعون. قال: ثمّ أحياهم اللّه من بعد موتهم». وقرأ قول اللّه: {ثمّ بعثناكم من بعد موتكم لعلّكمتشكرون}«فقال لهم موسى: خذوا كتاب اللّه. فقالوا: لا فقال: أيّ شيءٍ أصابكم؟ فقالوا: أصابنا أنّا متنا ثمّ حيينا. قال: خذوا كتاب اللّه. قالوا: لا. فبعث اللّه ملائكةً فنتقت الجبل فوقهم».*
ب: الحكمة من مشاهدة بني إسرائيل لغرق فرعون عيانا كما قال تعالى: {وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون}.
ذكر ابن كثير أن الحكمة ليكون ذلك أشفى لصدوركم، وأبلغ في إهانة عدوّكم.

ملاحظة : اعتذرعن التأخربسبب ظروف منعتني والله المستعان

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 2 شعبان 1438هـ/28-04-2017م, 07:48 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير سورة البقرة
(الآيات 40 - 57)



أحسنتم بارك الله فيكم وسدّد خطاكم.

المجموعة الأولى:
- معنى قوله تعالى: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون}.
اتّفقنا أن السؤال إذا كان في معنى آية فإننا أولا نبيّن معناها بإيجاز ثم نحرّر موطن الخلاف.
ومن المعلوم أن المفسّرين -خاصّة ابن كثير- يروي ما أثر من أقوال السلف في تفسير الآية، فليس معنى كثرة المرويات أن تكون الأقوال كثيرة، أما عمل الطالب فهو أن يتأمّل هذه الأقوال ويبيّن مدى توافقها أو تلازمها أو اختلافها ثم يحرّر القول النهائي في المسألة.
وبالنظر إلى الآثار المروية والآيات المستشهد بها نجد أن الأقوال في هذه المسألة لا تخرج عن قولين:
الأول: أن العهد الأول في الآية هو عهد عامّ وهو جميع أوامر الله تعالى ووصاياه لبني إسرائيل.
ويشهد له قوله تعالى: {وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوّة}.
وقوله: {ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا} الآية.
الثاني: عهد خاصّ، وهو عهد الله إلى بني إسرائيل بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم إذا بعث إليهم وعدم كتمان أمره عن الناس.
وهذا القول مما يشمله القول الأول.
ويشهد له قوله تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول من عند الله مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه}.
وقوله: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيّننّه للناس ولا تكتمونه}، والآية فيها قولان في متعلّق البيان، فقيل: هو الكتاب فيشهد للقول الأول، وقيل: هو النبي صلى الله عليه وسلم فيشهد للقول الثاني.


1: مريم حجازي أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- أحسنتِ في السؤال العامّ، والمطلوب الاقتصار على ما كان في عهد موسى عليه السلام، ولابد من العناية بالاستدلال.
ج1 أ: يراجع التعليق السابق.
ج2 أ: لو ذكرتِ متى كان منهم هذا التكلّف، فقد أورد المفسّرون فيه واقعتين.

2: حنان علي محمود ج

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- لعلك نسيت السؤال العامّ، فيمكنك إدراج الجواب وتعديل الدرجة بإذن الله.
ج1 أ: تراجع الملاحظة العامّة.
ج1 ب: التقسيم الصحيح للأقوال يكون كالتالي: 1: طائر [واختلف فيه على عدّة أقوال نوردها جميعا]، 2: العسل، ويستفاد من تحرير الأخت مريم للمسألة.

3: منى مدني أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك، ويسّر لك أمرك.
- أثني على جوابك على السؤال العامّ، زادك الله هدى ونورا.
ج1 أ: راجعي الملاحظة العامّة.
ج2: يستفاد من تحرير الأخت مريم، والذي خطّأ الهذليّ هو ابن عطية، وابن كثير ناقل لكلامه.


المجموعة الثانية:
4: سناء بنت عثمان أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1 أ: في القول الثالث مرجع الضمير إلى الوعد الذي أشارت إليه الآية في قوله تعالى: {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة}.
ج2 أ: أثني على اجتهادك في الجواب، ولكن ليس مقصود السؤال بيان فضل الصبر مع الصلاة إنما فضل كل واحد منهما على حدة كما أوصى الله تعالى بهما فقال: {واستيعنوا بالصبر والصلاة} فدلّت الآية على فضلهما.


المجموعة الرابعة:
- معنى ذكر النعمة في قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم} هو إقرار القلب لله تعالى بها، والاعتراف باللسان شكرا وثناء، وبالجوارح عملا وطاعة تقتضي متابعة النبي صلى الله عليه وسلم ولزوم دين الإسلام.

5: عقيلة زيان أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

6: رشا نصر زيدان د

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- المطلوب في السؤال العامّ استخلاص الفوائد من الآيات المقرّرة وليس الكلام عن طبيعة حياة بني إسرائيل في مصر، فركّزي على المقرر -بارك الله فيك-، وانتبهي لكلامك حول التوراة والإنجيل فهي كتب سماوية وما فيها هو كلام الله، إلا إذا قصدتِ ما وقع فيها من تحريف فيوضّح جيدا في الكلام.
ج1 ب: حرّري الجواب بأسلوبك ولا داعي للنسخ، ويراجع تحرير الأخت عقيلة للمسألة.

7: منيرة الخالدي ج+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- أحسنت جدا في إجابة السؤال العامّ، ودعّمي كلامك دوما بالجواب، زادك الله من فضله.
ج1 ب: ذكرتِ قولين فقط في المسألة وأشرتِ إلى تضعيف ابن كثير لهما، ثم رجّحتِ الأول، فيظهر لي أن ثمّ قولا ثالثا مفقودا، أو بيّني لي قصدك تحديدا، بارك الله فيك.
- خصمت نصف درجة على التأخير.


المجموعة الخامسة:
8: رضوى محمود أ+

أحسنت جدا بارك الله فيك ونفع بك.
وأوصيك بالعناية دوما بالاستدلال للفوائد.

9: هناء محمد علي أ+

أحسنت بارك الله فيك وعمّ نفعك.

10: ندى علي أ+

أحسنت جدا بارك الله فيك ونفع بك.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 26 رمضان 1438هـ/20-06-2017م, 03:25 PM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الرابع من سورة البقرة

1. (عامّ لجميع الطلاب)

استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.

• ذكر نعم الله على العبد، و دائما ما يلهج اللسان بالحمد و الثناء على الله(اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم).
• من علامة صحة الإيمان الوفاء بالعهد، و نقض العهد من صفات المنافقين،وأولى العهود التي يجب أن تقضى هي العهود التي مع الله.
• البعد عن الرياء و المداهنة قولا و عملا تحت ستار العمل الدعوي، وقول الحق ابتغاء مرضاة الله تعالى (ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً).
• كتم الحق و تلبيس الباطل مظهر الحق مع علمه لإضلال الناس هو مذموم عند الله( ولا تلبسوا الحق بالباطل و تكتموا الحق وأنتم تعلمون).
• صلاة الجماعة هي واجب على رجال الأمة الإسلامية( واركعوا مع الراكعين).
• كن داعياً و قدوة بخلقك وأفعالك و ليس بكلامك،ولا يمنعك تقصيرك من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر"أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم".
• افزع إلى الصلاة عند الكرب و الهم واستعن بالله واصبر ؛فالصبر مفتاح الفرج" واستعينوا بالصبر و الصلاة".
• اليقين بالموت و الوقوف بين يدي الله هو خير واعظ في قلب المسلم" الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم".
• تقوى الله هي أساس كل فلاح"واتقوا يوماً لا تجزى نفس عن نفس شيئاً".
• من صور البلاء العظيم فقدان الأبناء وذل واستعباد الحرمات.
• البلاء قد يكون خيراً فشكر النعمة واجب،وقد يكون شراً فالصبر و الدعاء مخرج منه.
• من سنن الله الكونية هلاك كل طاغية ظالم على مرأى و مسمع من الناس ليكون عبرة لكل طاغية و شفاء لصدور المؤمنين المستضعفين" وأغرقنا آل فرعون و أنتم تنظرون".
• رحمة الله بأمة محمد صلى الله عليه و سلم، حيث جعل الله تعالى الاستغفار و الإنابة هي باب التوبة؛وليس قتل النفس( فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم).

2. اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:


المجموعة الأولى:


1. حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإيّاي فارهبون}.

•وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم، هو أمر و جوابه. و جزم الجواب هو من معنى الشرط.ذكره ابن عطية.
•وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم: هو ذكر نبوة الرسول صل الله عليه وسلم. دليله " وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس و لا تكتمونه". قال به الزجاج وابن عطية؛ و زاد ابن عطية أنه جميع الأوامر و النواهي.وذكر مثله ابن كثير.
•أوف بعهدكم: هو دخولهم الجنة. ذكره ابن عطية وابن كثير عن ابن عباس و السدي. وزاد ابن كثير توبة الله عليهم من ذنوبهم و سيئاتهم، ذكره عن حسن البصري.
•وقال أبو العاليه: عهده هو دين الإسلام إن يتبعوه.
•فأجمع المفسرون أن الوفاء بعهد الله هو النبي صل الله عليه و سلم و ما جاء ذكره في التوارة و هم على علم به من آبائهم، واتباع دين الإسلام و عهدهم عند الله أني يضع عنهم الذنوب و تقصيرهم و ادخالهم الجنة.فحق الله على عباده أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أنه من آمن به و برسله و بكتبه أن يدخلهم الجنة.
•وإياي فارهبون: الأمر بها يعني التهديد قال به ابن عطية.
•وإياي فارهبون: نزول النقمات كالمسخ الذي عرفتموه و غيره قال به ابن عباس.وهو انتقال من الترغيب إلى الترهيب فمن المعلوم أن القرآن يتضمن الوعد و الوعيد،والأوامر و النواهي ليكون أدعى للنفس أن تذعن للحق. ذكره ابن كثير في تفسيره.

ب: المراد بالسلوى في قوله تعالى: {وأنزلنا عليكم المنّ والسلوى}.

السلوى قال الأخفش:أن مفرده و جمعه لفظ واحد،وقال الكسائي: المفرد: السلوى و جمعها السلاوي والسلوى اسم مقصور لا تظهر فيه علامات الإعراب هو طائر السماني يشبه الحمام وهو سمين. وقال عكرمة أنه يشبه طائر في الجنة،وقد أجمع المفسرون أنه السمان.

2. بيّن ما يلي:
أ: سبب طلب بني إسرائيل رؤية الله جهرة.

معنى جهرة: أيغير مستتر عنّا بشئ ، وقالوا لن نؤمن لك فشرطوا تصديقهم لنبوته واتباعهم أن يروا الله عياناً. ولقد حدث ذلك بعد عبادة العجل،وهم السبعين رجلا الذين اختارهم موسى عليه السلام ليستغفروا لقومهم. فعندما سمعوا كلام الله لموسى عليه السلام و أوامره و نواهيه، وقوله افعل ولا تفعل، طلبوا من موسى عليه السلام أنهم كما سمعوا كلام الله؛ وكان يرى على جبهته عليه السلام نوراً ساطعاً لا يستطيع الإنسان العادي أن ينظر إليه.فلما انتهى من كلامه مع الله؛ طلبوا منه أن يسأل الله أن يروا الله علانية بدون ستر فاخذتهم الصاعقة و هم ينظرون إلى بعضهم.

ب: الحكمة من مشاهدة بني إسرائيل لغرق فرعون عيانا كما قال تعالى: {وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون}.

•الحكمة الأساسية هي؛ ليشفي صدور قوم إسرائيل وهم يرون عدوهم الذي أذاقهم سوء العذاب و هو يغرق ذليل مهان. و قيل في تفسير الآية؛أن المشاهدة كانت بالبصر لقرب بعضهم من بعض، و قيل إنها بالبصيرة للاعتبار و العظة،فسنة الله في عباده هلاك كل طاغية تحدى الله على مرأى من الناس للعبرة و العظة لكل ظالم متكبر،ونصرة للمظلوم.
•ومن الحكم الأخرى أنه لما ذكر هذا في القرآن و اخبار الرسول صل الله عليه وسلم بهذه الغيبيات فهي دليل النبوة و صدق الرسول صلى الله عليه وسلم،واقامة الحجة على كذب بني إسرائيل بشأن نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم.
• من فوائد الآية، أنه ورد في سنن الإمام أحمد أن يوم نجاة موسى عليه الصلاة و السلام وبني إسرائيل من فرعون كان يوم عاشوراء وقد أمر الرسول صل الله عليه وسلم الصحابة صوم هذا اليوم و الذي قبله لمخالفة اليهود،وقال صلى الله عليه وسلم :"نحن أولى بموسى عليه السلام" أو كما قال صلى الله عليه و سلم.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 8 شوال 1438هـ/2-07-2017م, 02:26 AM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير سورة البقرة
(الآيات 40 - 57)

1. (عامّ لجميع الطلاب)
استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.

1- من قوله تعالى : }وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ {
التلطف مع المدعويين ، وإظهار المودة لهم ، وأن الداعية واحد منهم يهتم لشأنهم .
2- من قوله : }وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ...{
- صبر الداعية وعدم يأسه من دعوة قومه وإن وجد فيهم الشرك بعد أن بين لهم الحق .
- العناية بالتعريف بالخالق سبحانه ؛ بأسمائه وصفاته مما يزيد من محبته وتعظيمه فبعد أن نصحهم موسي بما يجب عليهم بين لهم صفات بارئهم وذلك فيه ما فيه من التشويق للتوبة والرجوع والإنابة إلى الله تعالى .
3- في قوله : ( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ . ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )
- حزن الداعية على ما يحل بقومه من العذاب أو الهلاك والوقوف بباب الله تعالى والتوسل له حتى يكشف عنهم الضر فقد ورد أن موسي توسل إلى ربه حين وجد قومه قد ماتوا بالصاعقة حتى أحياهم الله تعالى .
4- في قوله : {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}..
- عدم يأس الداعية من تكرار جزع مدعوييه رغم تكراره عليهم آيات الله والإتيان لهم بالحجج والبراهين التي حتما تجعلهم يصدقون وينصاعون ؛ فقد ورد أن بني إسرائيل كلما أتي لهم موسى بما يطلبون طلبوا ما بعده فبعد طلبهم الظل وتنفيذه لهم عادوا فطلبوا الشراب وطلبوا الطعام وبعده اللباس وغيره وغيره وفي كل مره لا يتوبون ولا هم يذّكرون .
وفي قصة موسي عليه السلام مع قومه العديد من الفوائد والعظات ولكني اقتصرت على ما ورد في المقرر من آيات .

المجموعة الثالثة:


1. حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}.

وفي ذلكم بلاء : مرجع الإشارة هنا يتتحد حسب معنى البلاء ومعنى البلاء الامتحان والاختبار وعموماً يكون بالخير والشر لقوله تعالى : } وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً {
أما المعنى هنا ذكر المفسرون فيه قولين :
الأول : أن الإشارة إلى النجاة من آل فرعون وعلى هذا القول يكون البلاء بمعنى النعمة ، ... ذكره الزجاج واختاره واستدل له بقوله تعالى : {وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا})
وبقول الأحنف : «البلاء ثم الثناء»، أي الأنعام ثمّ الشكر.
وبما قال زهير:
جزى اللّه بالإحسان ما فعلا بنا وأبلاهما خيـر البـلاء الـذي يبلـو.
كما ذكره ابن عطية كما نقله ابن كثير عن ابن عباس ومجاهد وأبو العالية، وأبو مالكٍ، والسّدّيّ، وغيرهم ،وكذلك حكاه عن ابن جرير والقرطبي .
ويكون المعنى بلفظ ابن جرير : وفي الّذي فعلنا بكم من إنجائنا إيّاكم ممّا كنتم فيه من عذاب آل فرعون بلاءٌ لكم من ربّكم عظيمٌ. أي: نعمةٌ عظيمةٌ عليكم في ذلك.

القول الثاني : الإشارةٌ إلى ما كانوا فيه من العذاب المهين من ذبح الأبناء واستحياء النّساء وغيره ويكون هنا البلاء بالشر.. ذكره ابن عطية كما حكاه ابن كثير عن القرطبي ونقل عنه أن ذلك الذي عليه الجمهور .

ب: المراد بالمنّ في قوله تعالى: {وأنزلنا عليكم المنّ والسلوى}.
قيل في المراد بالمن أقوالا :
الأول : أنه مصدر يعني به ما يمن اللّه به على عباده مما لا تعب فيه ولا نصب ؛ ومنه الكمأة التي من الله على بني إسرائيل بإنزالها عليهم ..ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير واستدلوا له بما روي عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «الكمأة من المنّ، وماؤها شفاءٌ للعين». ذكره المفسرون الثلاثة ومال إليه الزجاج كما رجحه ابن كثير .

الثاني : أنه طعام ، فقيل هو الترنجين وقيل الزنجبيل وقيل هو الكمأة وقيل هو صمغة حلوة وقيل خبر الرقاق ....وهو حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية كما ذكره ابن كثير عن ابن عباس وعكرمة والسدي وغيرهم وقال ابن عطية أن في بعضها بعد.

الثالث : أنه شراب ، فقيل هو عسل وقيل هو شراب حلو ... ذكره الزجاج وابن عطية كما ذكره ابن كثير عن قتادة والربيع بن أنس وعبد الرحمن بن أسلم كما أورده عن ابن جرير فيما رواه عن الشعبي

- وقد علق ابن كثير على الأقوال فقال :
والغرض أنّ عبارات المفسّرين متقاربةٌ في شرح المنّ، فمنهم من فسّره بالطّعام، ومنهم من فسّره بالشّراب، والظّاهر، واللّه أعلم، أنّه كلّ ما امتنّ اللّه به عليهم من طعامٍ وشرابٍ، وغير ذلك، ممّا ليس لهم فيه عملٌ ولا كدٌّ، فالمنّ المشهور إن أكل وحده كان طعامًا وحلاوةً، وإن مزج مع الماء صار شرابًا طيّبًا، وإن ركّب مع غيره صار نوعًا آخر، ولكن ليس هو المراد من الآية وحده؛ والدّليل على ذلك قول البخاريّ:
عن سعيد بن زيدٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «الكمأة من المنّ، وماؤها شفاءٌ للعين».
وقال التّرمذيّ: ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «العجوة من الجنّة، وفيها شفاءٌ من السّمّ، والكمأة من المنّ وماؤها شفاءٌ للعين».

2. بيّن ما يلي:
أ: متعلّق الاستعانة بالصبر والصلاة.

أمر الله تعالى بني إسرائيل خاصة وعباده عامة بالاستعانة بالصبر على الطاعات وعن الشهوات والمحرمات وقد فسر الصبر بالصيام الذي هو يمنع الشهوات ويزهد في الدنيا ويُشعر العبد بغيره الفقير ، وبالصلاة التي هي من أجل العبادات التي تحمل معنى التواضع والخضوع والاستكانة و وتنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي ، وهاتان العبادتان من أجل العبادات المقربة إلى الله الجالبة لرضوان الله وشعور العبد بفقره وضعفه وعبوديته ؛ مما يعينه على التخلي عن الكبر والتجبر وحب الرياسة والتصدر الذي كان سائدا في أحبار وكبراء بني إسرائيل ولا نزال نجد أنموذجه إلى الآن في وقتنا الحاضر وعلى مر العصور .... حاصل ما ذكره المفسرون الثلاثة .

ب: فضل الصحابة رضوان الله عليهم من خلال دراستك لسيرة بني إسرائيل مع موسى عليه السلام.
صحابة النبي صلى الله عليه وسلم هم خير البشر بعد الأنبياء فقد ساروا ورضوا بقدر الله تعالى مع اتباعهم لرسوله صلى الله عليه وسلم بلا تعنت ولا جزع ولا طلب لخرق عادة كما فعل قوم موسى وإنما تحلوا بالصبر والثبات في أحلك الأحوال انتظاراً منهم لفرج الله تعالى وخاضوا معه أسفاره وغزواته بتفانٍ وإقدام ومن أبرز ما يوضح ذلك ما كان في عام تبوك من الحر وشدة العطش والجوع لمّا أجهدهم الجوع سألوا النبي صلى الله عليه وسلم في تكثير طعامهم فجمعوا ما معهم، فجاء قدر مبرك الشاة، فدعا [الله] فيه، وأمرهم فملؤوا كلّ وعاءٍ معهم، وكذا لمّا احتاجوا إلى الماء سأل اللّه تعالى، فجاءت سحابةٌ فأمطرتهم، فشربوا وسقوا الإبل وملؤوا أسقيتهم، وكذلك موقفهم في غزوة بدر عندما استشارهم النبي صلى الله عليه وسلم ،فقال المقداد بن الأسود : يا رسول الله ، إمض لما أمرت به فنحن معك ، والله لا نقول لك ، كما قالت بنو إسرائيل لموسى : * ( إذهب أنت وربك فقاتلا * إنا ها هنا قاعدون ) * ، ولكن : إذهب أنت وربك فقاتلا ، إنا معكما مقاتلون ، فوالذي بعثك بالحق نبيا " ، لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه ، حتى تبلغه ، وفي رواية : لا نقول لك ، كما قال قوم موسى لموسى : إذهب أنت وربك فقاتلا ، إنا ها هنا قاعدون ، ولكنا نقاتل عن يمينك ، وعن شمالك ، ومن بين يديك ، ومن خلفك ، فأشرق وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسر بما سمع .

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 29 ذو القعدة 1438هـ/21-08-2017م, 09:47 PM
فاطمة محمود صالح فاطمة محمود صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة - قطر
المشاركات: 297
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير سورة البقرة
المجموعة الرابعة


عامّ لجميع الطلاب : استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.
1) يستفاد من قوله تعالى { وإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ }
• على المسلم أخذ العبرة والعظة مم أصاب الأمم السابقة .
• على المسلم أن يتذكر دائما منن ونعم الله عليه بما يدفع عنه من البلاء والنقم فيشكر الله على ذلك .
• على المسلم أن لا يظلم ولا يطغى ويتجبر ، لأن الله أقوى وأقدر أن يأخذ حق الضعيف في لحظة .
• على المسلم الصبر على ظلم الطغاة وإن طال بهم الأمد ولا ييأس من فرج الله .

2) يستفاد من قوله تعالى { وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون }على المسلم أن يتبع أوامر الله ونواهيه ، وإن كان في ظاهرها خلاف ما يرغب ويرى ، فاستجابته لله نجاة له من الهلاك والخسران .

3) يستفاد من قوله تعالى { وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ }
• على الداعية المسلم الصبر في الدعوة وما يتلقاه من أذى وجفاء ، ويتذكر دائما وعد الله له .
• على المسلم الحذر من الشرك بالله واتخاذ ندا له فيظلم بذلك نفسه بهلاكها في نار جهنم خالدا فيها .

4) يستفاد من قوله تعالى { وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون }على المسلم تذكر أكبر وأعظم منن الله عليه بأن أرسل سيدنا محمد صلى ال عليه وسلم خاتم النبيين للناس كافة وأنزل عليه القرآن المعجزة الخالدة هداية لهم كما أرسل الرسل من قبله وما أنزل عليهم من الكتب لهداية أممهم وارشادهم إلى الطريق المستقيم .

5) يستفاد من قوله تعالى { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم } على الداعية المسلم استخدام أسلوب الدعوة اللين مع من يدعوهم لينال ودهم واستخدام أسلوب الخطاب المناسب .

6) يستفاد من قوله تعالى { فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم }على المسلم المسارعة في طلب التوبة والمغفرة والعفو من الله ، ولا يياس من رحمته تعالى مهما عظمت ذنوبه ومعاصيه .

7) يستفاد من قوله تعالى { وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون }على المسلم مراجعة نفسه فلا يظلمها بارتكاب الذنوب والمعاصي ، فيلزم طريق الهداية والاستقامة للفوز برضوان الله والابتعاد عن سخط وغضب الله .

حرّر القول في المسائل التالية:
أ : معنى قوله تعالى: {ولا تلبسوا الحق بالباطل }

تلبسوا من اللبس بفتح الباء ، واللبس بمعنى الخلط ، يقال: لبَّس عليه الأمر أَلْبسه إذا خلط بينه بمشاكله وحقه بباطله ، وفي الأمر لُبسة أي الأمر ليس بواضح فاختلط عليه ، قال تعالى { وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ } الأنعام .

اختلف المفسرون في معنى اللبس بين الحق والباطل في الآية على أقوال :
القول الأول : اليهود قالوا أن الله أمرهم بالإيمان بالنبي الأمي والكتاب الذي أنزل عليه وهذا هو الحق إلا إنهم لم يذكروا أنه من العرب وهذا هو الباطل .ذكره الزجاج ولم ينسبه لأحد.
القول الثاني : اليهود قالوا أن محمد هو النبي المبعوث وإقراهم هذا هو الحق ، إلا إنهم قالوا أنه أرسل لغيرهم وهذا هو الباطل. قاله أبو العالية ذكره ابن عطية عنه .
القول الثالث : أن الحق هو ما أظهره منافقي اليهود من الإيمان، والباطل هو ما أبطنوه من الكفر . قاله الطبري ذكره عنه ابن عطية.
القول الرابع : أن لا تخلطوا الإسلام وهو الحق بالباطل وهو اليهودية والنصرانية المحرفة . قاله مجاهد ذكره ابن عطية وابن كثير عن الحسن البصري وقتادة .
القول الخامس : أن الحق هو التوراة و الباطل ما بدلوا فيه من ذكر محمد عليه السلام قاله ابن زيد ذكره ابن عطية.

ب: معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين.
ذكر المفسرون أقوال في معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين :
القول الأول : أن المراد بالعالمين عالم زمانهم فلا يدخل فيه من مضى ولا من جاء بعدهم ، وهذا التفضيل وهو وإن جاء في حق الآباء ولكن شرفه يحصل للأبناء .
فهو بتفضيل لآبائهم بما حصلوا عليه من إرسال الرسل منهم وإنزال الكتب وما كان لهم من الملك .
قال تعالى { وأنّي فضّلتكم على العالمين } قال أبو العالية: بما أعطوا من الملك والرّسل والكتب على عالم من كان في ذلك الزّمان؛ فإنّ لكلّ زمانٍ عالمً .رواه الرازي وهو قول مجاهد وقتادة ، والرّبيع بن أنسٍ، ذكره ابن عطية وابن كثير و احتج له بكون أمة محمد صلى الله عليه وسلم أفضل منهم.
ذكر ابن كثير رحمه الله : على عالم زمانهم لأن الله تعالى يقول لأمة محمد صلى الله عليه وسلم { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } خطاب للأمة الإسلامية وهو ما رجحه ابن كثير وقاله قتادة وابن زيد وابن جريج.
وجاء في الحديث ( إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله ( صحيح ابن ماجة وصحيح الجامع ، والأحاديث كثيرة في خيرية هذه الأمة .
القول الثاني : هو تفضيلهم بنوع من الفضل على سائر الناس ولا يلزم ذلك تفضيلهم مطلقا . حكاه فخر الرازي وذكر ابن كثير أن فيه نظر.
القول الثالث : إنهم فضلوا على سائر الأمم وذلك لاشتمال أمتهم على الأنبياء منهم . ذكره ابن كثير عن القرطبي.
وذكر ابن كثير أنه فيه نظر لأن { العالمين } عام يشتمل من قبلهم ومن بعدهم من الأنبياء كإبراهيم عليه السلام هو أفضل من سائر أنبيائهم، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم من بعدهم وهو أفضل من جميع الخلق وسيد ولد آدم في الدنيا والآخرة.


2- بيّن ما يلي:
أ: خطر عدم العمل بالعلم.

قال تعالى { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) }
الآية وإن كان الخطاب فيها ذم لليهود على أنهم كانوا يأمرون الناس بفعل الخيرات ولا يعملون بما أمروا إلا أنها عامة لجميع الناس فالقاعدة تقول " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب "
فالآية فيها من الوعيد الشديد لمن أمر غيره بالبر والخير ولم يفعل بما أمر لأنها حجة عليه فليحذر من أن يكون حاله كحال اليهود ، فلا ينبغي ترك فعل المعروف وخاصة إذا كان يأمر به ، فالعالم بالأمر والآمر به عليه عدم ترك العمل به لأنه خالف الله على بصيره وإثمه أكبر من الجاهل به، وهذا لا يمنعه من الأمر بالمعروف وإن لم يفعله وينهى عن المنكر وإن فعل خلافه - وإن كان يؤثم عليه - .

وقد ذكر ابن كثير أحاديث كثيرة يتوعد الله بها من يأمر بالمعروف ويتخلف ولا يفعل بما أمر ونهى عنه
- عن جندب بن عبد اللّه، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم { مثل العالم الّذي يعلّم النّاس الخير ولا يعمل به كمثل السّراج يضيء للنّاس ويحرق نفسه }.رواه الطبراني وذكر ابن كثير أنه حديث غريب من هذا الوجه.

- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ أُنَاسًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَطَّلِعُونَ عَلَى أُنَاسٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَيَقُولُونَ: بِمَ دَخَلْتُمُ النَّارَ؟ فَوَاللَّهِ مَا دَخَلْنَا الْجَنَّةَ إِلَّا بِمَا تَعَلَّمْنَا مِنْكُمْ، فَيَقُولُونَ: إِنَّا كُنَّا نَقُولُ وَلَا نَفْعَلُ". رواه ابن عساكر في ترجمة الوليد بن عقبة .

- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى قَوْمٍ شِفَاهُهُمْ تُقْرَض بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ. قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ " قَالُوا: خُطَبَاءُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا مِمَّنْ كَانُوا يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا يَعْقِلُونَ؟ رواه الإمام أحمد وابن مردويه وابن حيان وابن أبي حاتم.

- عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ يُعَافِي الْأُمِّيِّينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا لَا يُعَافِي الْعُلَمَاءَ" رواه الإمام أحمد

- عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ دَعَا النَّاسَ إِلَى قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ وَلَمْ يَعْمَلْ هُوَ بِهِ لَمْ يَزَلْ فِي ظِلِّ سُخْطِ اللَّهِ حَتَّى يَكُفَّ أَوْ يَعْمَلَ مَا قَالَ، أَوْ دَعَا إِلَيْهِ" (رواه الطبراني وقال ابن كثير إسناده فيه ضعف .

- قال سعيد بن جبير : لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء ما أمر أحد بمعروف ولا نهى عن منكر وقال مالك وصدق من ذا الذي ليس فيه شيء قلت: ولكنه -والحالة هذه- مذموم على ترك الطاعة وفعله المعصية، لعلمه بها ومخالفته على بصيرة، فإنه ليس من يعلم كمن لا يعلم ولهذا جاءت الأحاديث في الوعيد على ذلك "

- وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم : يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ أَيْ فُلَانُ مَا شَأْنُكَ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنْ الْمُنْكَرِ قَالَ كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ ) ثبت في الصحيحين

لذا ينبغي على المسلم الحرص على أن يكون سباقا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عاملا بما يقول غير متخلف عما حذر وأمر ونهى الناس عنه واضعا نصب عينيه قول الله تعالى على لسان شعيب عليه السلام { وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ }

ب: المراد بالنعمة ومعنى ذكرها في قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم }
النعمة اسم الجنس فهي مفردة بمعنى الجمع
وقد ذكر المفسرون أقوال في المراد بالنعمة منها :
القول الأول : نعمته أن أرسل فيهم أنبياء وملوكا وأنزل التوراة عليهم وجعلهم أهله وحملته . قول أبى العالية ذكره ابن كثير والزجاج وابن عطية
قال تعالى { وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }
قال تعالى { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ }
قال أبو العالية: نعمته أن جعل منهم الأنبياء والرّسل، وأنزل عليهم الكتب
القول الثاني : نعمته عليهم بأن أنزل عليهم المن والسلوى ، ونجاهم وأنقذهم من عذاب فرعون ، وفجر لهم من الحجر ماء . قاله الطبري ذكره ابن عطية
القول الثالث : نعمته عليهم بأن جعلهم يدركون مدة النبي محمد صلى الله عليه وسلم . ذكره ابن عطية

والراجح أنه لا تعارض بين الأقوال وأنها متلازمة وهي على العموم فيدخل جميع النعم التي أنعمها الله عليهم .

والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir