دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 جمادى الآخرة 1438هـ/9-03-2017م, 01:00 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السابع: مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير جزء قد سمع

مجلس مذاكرة تفسير سورتي:
المجادلة، والحشر (من أولها حتى آية 10)

أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. حرّر القول في سبب نزول قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى} الآية.
2. فسّر قوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)} المجادلة.
3. بيّن
معنى الفيء وحكمه.
4. استدلّ على
بطلان المظاهرة من المرأة قبل الزواج.

المجموعة الثانية:
1
. حرّر القول في معنى العود في قوله تعالى: {ثم يعودون لما قالوا}.

2. فسّر قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)} المجادلة.
3. بيّن سبب نزول سورة الحشر.
4. استدلّ على شرط الإيمان في الرقبة المعتقة في كفّارة الظهار.

المجموعة الثالثة:
1
. حرّر القول في المراد بأول الحشر وآخره.
2. فسّر قوله تعالى: {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}.
3. بيّن سبب نزول سورة المجادلة.

4. استدلّ على وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم.


المجموعة الرابعة:
1. حرّر القول في
سبب نزول قوله تعالى: {وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله} الآية.
2. فسّر قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)} المجادلة.
3. بيّن
معنى الظهار وحكمه.
4. استدلّ على فضل المهاجرين والأنصار.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.


تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 جمادى الآخرة 1438هـ/9-03-2017م, 12:41 PM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب على المجموعة الأولى

الجواب الأول:
حرّر القول في سبب نزول قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى} الآية.

عن مقاتل قال: نزلت في اليهود فقد كانوا إذا مرّ بهم رجل من أصحاب النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم تناجوا بينهم، حتى يظن المؤمن أنهم يتناجون بالشر، إما بقتله أو بما يكره، فإذا رأى المؤمن ذلك خشيهم، فترك طريقه عليهم. فنهاهم النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم عن النجوى، فلم ينتهوا وعادوا إلى النجوى، فأنزل اللّه: {ألم تر إلى الّذين نهوا عن النّجوى ثمّ يعودون لما نهوا عنه}. و هذا ما ذكره ابن كثير و الأشقر.

الجواب الثاني:
{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} المحادّة بمعنى المعاداة والمباغضة و المشاقة، وأصلها أن تكون أنت في حد (أي: في جانب) وعدوك في حد آخر، فإن الذين يحادون الله و رسوله {كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} أي: أهينوا ولعنوا وأخزوا، كما فُعل بأشياعهم من قبل {وقد أنزلنا آياتٍ بيّناتٍ} والحال أنا قد أنزلنا آيات واضحات، تدل على صدق رسولنا فيما جاء به من عند ربه، لا يخالفها إلا كافر معاند، {وللكافرين عذابٌ مهينٌ} أي: و جزاء استكبارهم على الانقياد لله أعد الله لهم عذابا يخزيهم و يذلهم به { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا} أي: يوم القيامة سيبعث الله تعالى الكافرين من الأولين و الآخرين من قبورهم جميعا {فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا} فيطلعهم و يخبرهم ربهم بما صنعوا في الدنيا من أعمال سيئة، فتقام الحجة عليهم. و لا يظن هؤلاء أن الله قد خَفِيَ عليه شيء من أمرهم أو نسيه فقد {أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ} أي: سجله اللّه وحفظه عليهم و لم يفت منه شيء، وهم نسوه لكثرته أو لقلة مبالاتهم، {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} أي: مشاهد لكل شيء في هذا الكون، لا يغيب عنه شيء ولا يخفى عليه أمر سبحانه.

الجواب الثالث:
بيّن معنى الفيء وحكمه.

الفيء: هو انتقال المال من الكفار إلى المسلمين من غير قتال، أي أن هذا المال الذي حصل عليه المسلمون لم يحصلوا عليه بكدهم ولا تعبهم، و لا بإغارتهم على عدو ولا بسفر طويل قطعوه حتى حصل لهم ذلك.
و من أجل بيان حكم الفيء فقد مهد الله بالتذكير بأن هذا الفيء جاء من دون أي جهد من المسلمين، و هذا في قوله:{وما أفاء اللّه على رسوله منهم فما أوجفتم عليه...} الآية، و بالتالي فحكمه يختلف عن حكم الغنيمة، فلا ينتظر المقاتلون في الفيء شيء. ولهذا قال في بيان حكمه: {فللّه وللرّسول ولذي القربى واليتامى والمساكين و ابن السبيل} فهو يقسم على هذه الأصناف الخمسة، مع العلم أن سهم الله و الرسول صلى الله عليه و سلم واحد.

الجواب الرابع:
استدلّ على بطلان المظاهرة من المرأة قبل الزواج.

قال تعالى: {الذين يظاهرون منكم من نسائهم} فالظهار لا يصح إلا إذا كانت المرأة من جملة نساء الرجل أي: زوجته، و كما أنه لا يصح الطلاق قبل الزواج فكذلك لا يصح الظهار من امرأة قبل الزواج.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11 جمادى الآخرة 1438هـ/9-03-2017م, 03:00 PM
بيان الضعيان بيان الضعيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 245
افتراضي

المجموعة الأولى:
1. حرّر القول في سبب نزول قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى} الآية.
*سبب نزولها:أنه كان مجموعة من اليهود إذا مر بهم المسلم أخذوا يتناجون فيما بينهم فيظن المسلم أنهم ينوون به شرا فيخافهم ونهاهم رسول الله عليه وسلم فلم ينتهوا فنزلت هذه الآية.

*أما سبب نزول قوله تعالى (وإذا جاءوك حيوك ....):أن اليهود و قيل المنافقين كانوا إذا دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم قالوا :السام عليك كما روي عن عائشة أنها قالت: دخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يهود فقالوا: السّام عليك يا أبا القاسم. فقالت عائشة: وعليكم السام و [اللعنة] قالت: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يا عائشة، إنّ اللّه لا يحبّ الفحش ولا التّفحّش". قلت: ألا تسمعهم يقولون: السام عليك؟ فقال رسول الله: "أو ما سمعت أقول وعليكم؟ ". فأنزل اللّه: {وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه}.

2. فسّر قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)} المجادلة.
*(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِم):يبين الله عزوجل أن الكافرين الذين عصوا الله ورسوله وشاقوه وخالفوا شرعه أنهم أذلوا وأهينوا ولعنوا كما بفعل بأمثالهم من الكفار السابقين.

*(وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِين)وليس للكافرين حجة على الله فقد أنزل الله الآيات الواضحات التي لا يخالفها إلا مستكبر معاند يستحق العذاب المهين جزاء استكباره فالجزاء من جنس العمل.

*(يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد):يكون عذابهم يوم يبعث الله جميع الخلائق ويجمعهم فلا يفوت منهن أحد ثم يخبرهم بما عملوا من خير وشر قد حفظته الملائكة التي وكلها الله به ويقرره بأعماله التي قد نسيها لكن الله قد أحصاها عليه فهو شهيد على كل شيء يعلم الظواهر والبواطن.


3. بيّن معنى الفيء وحكمه.
*الفىء:كلّ مالٍ أخذ من الكفّار بغير قتالٍ ولا إيجاف خيلٍ ولا ركابٍ.
*سبب تسميته فيئا: لأنَّه رجَعَ مِن الكُفَّارِ الذينَ هم غيرُ مُستَحِقِّينَ له إلى المُسلمِينَ الذينَ لهم الحقُّ الأوفَرُ فيه.
*حكمه: يقسم خمسة أقسام:
1/لله ولرسوله يكون ملكا له ثم يصرف مابقي في مصالح المسلمين العامة.
2/قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم وهم بنو هاشم وبنو المطلب لأنهم منعوا من الصدقة فجعل لهم حق من الفىء.
3/اليتامى وهم من آباؤهم قبل البلوغ.
4/المساكين وهم الفقراء.
5/وابن السبيل وهو المغترب الذي نفدت نفقته فانقطع به الطريق.
وورد ذكر هذا الحكم في قوله تعالى( مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ )

4. استدلّ على بطلان المظاهرة من المرأة قبل الزواج.
يدل على ذلك قوله تعالى( الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ) خصص الله من يصح الظهار منها بأن تكون من نساء الزوج والمرأة قبل الزواج ليست من نسائه وقت الظهار.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12 جمادى الآخرة 1438هـ/10-03-2017م, 04:09 AM
حليمة محمد أحمد حليمة محمد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 248
افتراضي المجلس السابع

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى وسلام على نبيه الذي اصطفى


المجموعة الأولى:
1. حرّر القول في سبب نزول قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى} الآية.
ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى في الآية عدة أسباب نزول :
قوله:( ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ) قال مقاتل بن حيّان: كان بين النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبين اليهود موادعةٌ، وكانوا إذا مرّ بهم رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم جلسوا يتناجون بينهم، حتّى يظنّ المؤمن أنّهم يتناجون بقتله-أو: بما يكره المؤمن-فإذا رأى المؤمن ذلك خشيهم، فترك طريقه عليهم. فنهاهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن النّجوى، فلم ينتهوا وعادوا إلى النّجوى، فأنزل اللّه: {ألم تر إلى الّذين نهوا عن النّجوى ثمّ يعودون لما نهوا عنه}.

وقوله: {وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه}
روى ابن أبي حاتمٍ: عن عائشة قالت: دخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يهود فقالوا: السّام عليك يا أبا القاسم. فقالت عائشة: وعليكم السام و [اللعنة] قالت: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يا عائشة، إنّ اللّه لا يحبّ الفحش ولا التّفحّش". قلت: ألا تسمعهم يقولون: السام عليك؟ فقال رسول الله: "أو ما سمعت أقول وعليكم؟ . فأنزل اللّه: {وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه}
وروى الإمام أحمد: عن عبد اللّه بن عمرٍو؛ أنّ اليهود كانوا يقولون لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: سامٌ عليك، ثمّ يقولون في أنفسهم: {لولا يعذّبنا اللّه بما نقول}؟، فنزلت هذه الآية: {وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه ويقولون في أنفسهم لولا يعذّبنا اللّه بما نقول حسبهم جهنّم يصلونها فبئس المصير}

2. فسّر قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)} المجادلة.
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) )
يخبر تعالى في هذه الآيات عن شأن المعاندين لله ورسله المعادين لأوليائه أنهم {كبتوا كما كبت الّذين من قبلهم} أي: كتب الله عليهم الهوان واللعنة والخزي والذل كما كتبه على من صنع صنيعهم ممن قبلهم ،ثم أخبر أنه تفضل على عباده بإنزال االآيات الواضحة البينة ، وهي من شدة جلائها ووضوحها لايعارضها ولا يعاند في قبولها إلا كافر مكابر فقال :{وقد أنزلنا آياتٍ بيّناتٍ} {وللكافرين عذابٌ مهينٌ} وذلك مقابل صنيعهم فمن لم يصنع لنفسه عزًا باتباعه شرع الله لم يجد لنفسه مكانًا إلا حيث يستحق في العذاب المهين المذل المخزي لمن دخله.

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6) )
وذلك يوم القيامة، الذي سيجازى بعد البعث كلٌ بعمله، بعد أن :{فينبّئهم بما عملوا} أي يخبرهم به ؛ لأنه وكل بهم حفظة يرصدون ويحصون الأعمال الصادرة منهم صغيرها وكبيرها ، مع أن علمه سابق، ولكن ليكون حجة عليهم ولذلك قال {أحصاه اللّه ونسوه} فقد نسوا ولكن الله جل فيعلاه لم ينس شيئًا من أعمالهم، {واللّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ} أي: مطلع لا يغيب عنه شيءٌ، في علوه شيء أبدا ولا يخفى ولا ينسى شيئًا).قال جل وعز:(وقالوا مال لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ماعملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا)

3. بيّن معنى الفيء وحكمه.
معنى الفيء: هو المال الذي يغنمه المسلمون من الكفّاربحق من غير قتال ولا حرب بينهم ولا إيجاف خيلٍ ولا ركابٍ، كأموال بني النّضير.
حكمه: مذكور في قوله:( مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فلله وللرسول.. إلخ) وفي قوله في سورة الأنفال:({وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ)
فيقسم الفيء في حكم الله تعالى إلى خمسة أقسام:
1- خمس للهِ ولرسولِه يُصْرَفُ في مصالِحِ المُسلمِينَ العامَّةِ.
2- خُمُسٌ لذَوِي القُرْبَى، وهم بنو هاشِمٍ وبنو الْمُطَّلِبِ؛ حيثُ كانوا، يُسَوَّى فيه بينَ ذُكورِهم وإِناثِهم، وذلك لأنَّهم شارَكُوا بني هاشمٍ في دُخولِهم الشِّعْبَ ، فنَصَرُوا رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، بخِلافِ غيرِهم.
ولهذا قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ في بني عبدِ الْمُطَّلِبِ: ((إِنَّهُمْ لَمْ يُفَارِقُونِي فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلاَ إِسْلاَمٍ)).
3- خُمُسٌ لفُقراءِ اليَتامَى، وهم مَن لا أبَ له ولم يَبْلُغْ.
4- خُمُسٌ للمَساكِينِ.
5- خُمُسٌ لأبناءِ السبيلِ، وهم الغُرَباءُ المُنقَطَعُ بهم في غيرِ أوطانِهم.

4. استدلّ على بطلان المظاهرة من المرأة قبل الزواج.
أن تعالى قال: (والذين يظاهرون من نسائهم) فقوله :(من نسائهم) خرج به غيرالزوجة، فلا يصح ظهار الرجل من المرأة قبل زواجها؛ لأنها حينئذ لاتدخل في نسائه .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12 جمادى الآخرة 1438هـ/10-03-2017م, 04:26 PM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1
. حرّر القول في المراد بأول الحشر وآخره.
في المسألة قولان:
1- أول الحشر هو إجلاء النبي صلى الله عليه وسلم بني النضير عن المدينة، وآخره هو إجلاء عمر لليهود عن جزيرة العرب. نص عليه الأشقر، وهو مضمون كلام السعدي.
2- أول الحشر هو إجلاء النبي صلى الله عليه وسلم بني النضير عن المدينة، وآخره هو حشر جميع الناس إلى أرض المحشر. نص عليه الأشقر، وهو مضمون كلام ابن كثير، واستدل له بما رواه ابن أبي حاتم بسنده عن ابن عبّاسٍ قال: من شكّ في أن أرض المحشر هاهنا -يعني الشّام فليتل هذه الآية: {هو الّذي أخرج الّذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأوّل الحشر} قال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "اخرجوا". قالوا: إلى أين؟ قال: "إلى أرض المحشر". وعن الحسن قال: لمّا أجلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بني النّضير، قال: "هذا أوّل الحشر، وأنا على الأثر".

2. فسّر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}.
نزلت هذه الآية في مجالس الذكر، وقد كان الصحابة إذا قدم أحد يضنون بمجلسهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرتهم الآية بالتفسح والتوسع لإخوانهم.
ينادي الله عباده المؤمنين بأشرف نداء، ألا وهو الإيمان، آمرا إياهم بأن يفسحوا لإخوانهم في مجالس الخير والذكر، فمن من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، والجزاء من جنس العمل، كما يأمرهم جل وعلا بأن يمتثلوا أمر نبيهم عليه الصلاة والسلام إذا أمروا بالانصراف عن المجلس أو النهوض للقتال أو غيره من أعمال البر والخير، فيبادروا على الفور بتنفيذ أوامره، فليست الرفعة بالتأخر في الانصراف عن المجلس، وإنما هي بالإيمان والعلم النافع والعمل الصالح، فرفعة الدرجات لأهل الإيمان وأهل العلم بإيمانهم وعلمهم وعملهم، والله خبير بكل عمل عامل فيجازي كل عامل بعمله.

3. بيّن سبب نزول سورة المجادلة.
نزلت في أوس بن الصامت وزوجته خولة بنت ثعلبة رضي الله عنهما، حينما اشتكته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظاهر منها وحرمها على نفسه بعد الصحبة الطويلة والأولاد وجادلت النبي صلى الله عليه وسلم في أمره واشتكت إلى الله، فنزلت الآيات.

4. استدلّ على وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم.

قوله تعالى:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.
فهذا أمر واجب شامِلٌ لأُصولِ الدِّينِ وفُروعِه، دل على أن ما جاءَ بهِ الرسولُ صلى الله عليه وسلم يَتعيَّنُ علينا اتباعه ولا تجوز مخالفته، وأنَّ نَصَّ النبي عليه الصلاة والسلام على الحكم كنَصِّ اللَّهِ تعالى.
وعن أبي هريرة؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إذا أمرتكم بأمرٍ فائتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه" فالأمر على أصله دال على الوجوب حيث لا صارف عنه، ولا صارف هنا.
روى ابن أبي حاتمٍ بسنده عن مسروقٍ قال: جاءت امرأةٌ إلى ابن مسعودٍ فقالت: بلغني أنّك تنهى عن الواشمة والواصلة، أشيءٌ وجدته في كتاب اللّه أو عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ قال: بلى، شيءٌ وجدته في كتاب اللّه وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. قالت: واللّه لقد تصفّحت ما بين دفّتي المصحف فما وجدت فيه الّذي تقول!. قال: فما وجدت فيه: {وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}؟ قالت: بلى. قال: فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ينهى عن الواصلة والواشمة والنّامصة. قالت: فلعلّه في بعض أهلك. قال: فادخلي فانظري. فدخلت فنظرت ثمّ خرجت، قالت: ما رأيت بأسًا. فقال لها: أما حفظت وصيّة العبد الصّالح: {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه}

وعن ابن عمر وابن عبّاسٍ: أنّهما شهدا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أنّه نهى عن الدّباء والحنتم والنّقير والمزفّت، ثمّ تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
{وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}. فهذه كلها أدلة على وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم في كل أمر ونهي.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 جمادى الآخرة 1438هـ/10-03-2017م, 11:59 PM
مها الحربي مها الحربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 461
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


المجموعة الرابعة:
حرّر القول في سبب نزول قوله تعالى: {وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله} الآية.
هم أناس من أهل الكتاب (ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر )،عن عائشة قالت: دخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يهود فقالوا: السّام عليك يا أبا القاسم. فقالت عائشة: وعليكم السام و [اللعنة] قالت: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يا عائشة، إنّ اللّه لا يحبّ الفحش ولا التّفحّش". قلت: ألا تسمعهم يقولون: السام عليك؟ فقال رسول الله: "أو ما سمعت أقول وعليكم؟ ". فأنزل اللّه: {وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه} روي عن ابن جرير في تفسير ابن كثير


فسّر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)} المجادلة.
الخطاب للمؤمنين يأمرهم الله تعالى إذا أرادوا المناجاة للرسول صلى الله عليه وسلم أن يقدموا صدقه لتطهره وتزكيه وتؤهله للقيام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ومن عجز عن الصدقة لفقرة سقطت عنه ،وسبب هذه الصدقة لكثرة سؤال النبي صلى الله عليه وسلم ،فصارت هذه الصدقة ميزانا لمن كان حريصا على العلم ومن لم يكن له حرص على العلم والخير .
ثم لما رأى الله عز وجل مشقة المسلمين في الصدقة عند كل مناجاة ،سهل الأمر عليهم ولم يؤاخذهم بترك الصدقة بين يدي المناجاة وبقي التعظيم للرسول صلى الله عليه وسلم ،فأمرهم الله بالأمور العظام بإقامة الصلاة بشروطها وأركانها وجميع حدودها ،وإيتاء الزكاة المفروضة ،فمن قام بهاتين العبادتين فقد قام بحق الله وحق عبادة ،وكذلك أمرهم الله بطاعتة بإخلاص وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم باتباع شرعه ،فإن الله خبير بأعمال العباد وسيجازي عليها
عن مجاهدٍ قال: نهوا عن مناجاة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى يتصدّقوا، فلم يناجه إلّا عليّ بن أبي طالبٍ، قدّم دينارًا صدقةً تصدّق به، ثمّ ناجى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فسأله عن عشر خصالٍ، ثمّ أنزلت الرّخصة.

بيّن معنى الظهار وحكمه.
أن يقول الرجل لزوجته أنت علي كظهر أمي أو أنت علي حرام
وهذا اللفظ أنكره الشرع وشنعه قال تعالى :( وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2) ) وهو طلاق الجاهليه


استدلّ على فضل المهاجرين والأنصار.
قال تعالى :(لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9))
سبب تفضيل المهاجرين /تركوا الديار والأوطان نصرة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ،فهؤلاء الذين عملوا بمقتضى إيمانهم
سبب تفضيل الأنصار /أنهم آمنوا بالله ورسوله طوعا ومحبة وأختيارا وآووا رسوله وتبؤؤا دار الهجره والإيمان ولسلامة صدورهم على إخوانهم وإيثارهم على أنفسهم

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 جمادى الآخرة 1438هـ/11-03-2017م, 09:17 PM
منال انور محمود منال انور محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 168
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سورتي:
المجادلة، والحشر (من أولها حتى آية 10(
المجموعة الأولى:
1. حرّر القول في سبب نزول قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى} الآية.
كان النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين اليهود موادعة وكانوا إذا مرٌ بهم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جلسوا يتناجون بينهم حتى يظنٌ المؤمن أنهم يتناجون بقتله أو بما يكرهفيخشاهم ويترك لهم الطريق فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن النجوى فلم ينتهوا فأنزل الله عز وجل الآية. قول مجاهد وابن حبان وذكره ابن كثير والأشقر.
2. فسّر قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)المجادلة.
بعد ماذكر الله سبحانه نعمته وفضله على عباده بحكم الظهار يخبر سبحانه عن من عاند شرعه وخالفه ((إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)) فمن يقوم بمخالفة الله ورسوله ومعصيتهما وخاصة فى الأمور العظيمة كالكفر ومعاداة أولياء الله فمصيرهم ((كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ))أهينوا ولعنوا وأخزوا كما فعل بأشباههم ممن قبلهم وليس لهم حجة على الله فقد قامت حجته على خلقه ((وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ))فأنزل آيات واضحات فمن اتبعها وعمل بها فهو من المهتدين الفائزين ((وَلِلْكَافِرِينَ))بها ((عَذَابٌ مُهِينٌ)) يهينهم ويذلهم كما تكبروا على شرعه ((يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا))وذلك يكون يوم القيامة يجمع الله عز وجل الأولين والآخرين فيقومون من الأجداث سريعا مجتمعين فى حالة واحدة لايبقى منهم أحد ((فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا))يخبرهم بما عملوا في الحياة الدنيا من خير وشر لتكميل الحجة عليهم ((أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ))فالله علم ذلك وكتبه فى اللوح المحفوظ وأمر الملائكة الحفظة بكتابته ونسيه الخلق فيجدوه حاضراً مكتوبا فى صحائفهم ((وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)) مطلع على الظواهر والبواطن لايغيب عنه شىء سبحانه .
3. بيّن معنى الفيء وحكمه
الفىء: هو كل مال أخذ من الكفار بغير قتال بخيل ولاركاب.
حكمه: كانت حكمها غير حكم الغنائم مقسمة إلى خمسه أقسام :
1- خمس لله يصرف فى وجوه البر ومصالح المسلمين .
2- خمس لذوى القرربى وهم بنو هاشم وبنو المطلب حيث منعوا من الصدقة فجعل لهم حقا فى الفىء (وهم من لم يتركوا النبى فى كفر ولا فى الإسلام لذلك خصوا دون باقى أقرباء النبى صلى الله عليه وسلم)
3- خمس لفقراء اليتامى .
4- خمس للمساكين .
5- خمس لأبناء السبيل وهم الغرباء المنقطعون فى غير أوطانهم .
4. استدلّ على بطلان المظاهرة من المرأة قبل الزواج.
بنص الآية الكريمة استدل أهل العلم على بطلان المظاهرة من المرأة قبل الزواج(( وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ))فالظهار لايصح إلا إذا كانت المرأة من جملة نساء الرجل أى زوجته.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 جمادى الآخرة 1438هـ/11-03-2017م, 09:37 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

المجموعة الثانية:
1. حرّر القول في معنى العود في قوله تعالى: {ثم يعودون لما قالوا}.

اختلفت الأقوال في معنى العود في قوله تعالى:"ثم يعودون لما قالوا", فجاء في معناه خمسة اقوال:منها ما هو متقارب ومنها ما هو متباعد:
الأول: أن يعزم على الجماع, ودليله حديث ابن عباس أن رجلا قال: يا رسول اللّه، إني ظاهرت من امرأتي فوقعت عليها قبل أن أكفر. فقال: "ما حملك على ذلك يرحمك اللّه؟ ". قال: رأيت خلخالها في ضوء القمر. قال: "فلا تقربها حتى تفعل ما أمرك اللّه، عز وجل", رواه أهل السنن, وقال الترمذي: حسن غريب صحيح, ذكره ابن كثير.
وقاله ابن عباس, وروى عنه ابن أبي طلحة في قوله تعالى: "من قبل أن يتماسا" والمس: النكاح. وهو قول عطاء، والزهري، وقتادة، ومقاتل , وسعيد بن جبير, والحسن البصري, وقاله أحمد, وحكي عن مالك, وذكره السعدي والأشقر.
الثاني: أن يعود إلى الظهار بعد تحريمه، قاله ابوحنيفة, وإليه ذهب أصحابه، والليث بن سعد.
الثالث: هو أن يمسكها بعد الظهار زمانا يمكنه أن يطلق فيه فلا يطلق, قاله الشافعي, وحكي عن مالك, ذكره ابن كثير, وذكره الأشقر.
الرابع: إن المراد هو الجماع: واستدلوا بقوله تعالى:"ثم يعودون لما قالوا": والذي "قالوا" إنما هو الوطء, قاله أحمد, وحكي عن مالك, ذكره ابن كثير, وذكره السعدي.
الخامس: أن يعود إلى لفظ الظهار فيكرره, وهو قول باطل اختاره ابن حزم وداود, وحكاه ابن عبدالبر عن بكير ابن الشج والفراء, وقال به فرقة من أهل الكلام, ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره.

والراجح هو القول الأول لدلالة ظاهر الآية عليه في قوله تعالى:"من قبل أن يتماسا", ومعناه "النكاح" كما فسره ابن عباس رضي الله عنهما, فالكفارة تكون قبل المسيس وبمجرد العزم, ولدلالة الحديث عليه, حيث أمر الرسول عليه الصلاة والسلام, الرجل بقوله:"لا تقربها حتى تفعل ما أمرك الله به", ولدلالة سبب نزول الآية على هذا القول’ وقد قال الزهري: "ليس له أن يقبلها ولا يمسها حتى يكفر".

2. فسّر قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)} المجادلة.
"يا ايها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول": بعد أن ذكر الله تعالى حال اليهود والمنافقين وما يصدر منهم من حديث ومسارة فيما بينهم بالإثم والعدوان, فكانوا إذا مر بهم مسلم يتناجون أمامه ليظن بإنهم يتناجون بقتله أو بما يكره, فيبتعد عن طريقم اتقاء لشرهم, فأدب الله عباده المؤمنين ونهاهم عن أن يفعلوا فعل اليهود والمنافقين الكفرة من التناجي فيما بينهم بالإثم، وهو ما يتعلق بهم, وكذلك يتناجون بالعدوان, وهو ما يتعلق بالاعتداء على حقوق غيرهم, كما هي حالهم من معصية الرسول عليه الصلاة والسلام, ومخالفته, وغيبة المسلمين وأذاهم لهم. ثم أمرهم الله ب:
"وتناجوا بالبر والتقوى": فأمرهم تعالى بأن تكون نجواهم بكل ما هو خير وطاعة لله, وقيام بحقوقه سبحانه, وحقوق عباده التي أوجبها, وكذلك الابتعاد عن جميع ما حرم الله تعالى من المآثم. فهذه تربية للمؤمن حيث يجدر به أن يشغل وقته في محاب الله ومرضاته, وفيما يقربه إلى الله عز وجل, ويقربه إلى جنته ويبعده عن ناره, بعكس الكافر الفاجر الذي يقضي جل وقته فيما يجلب عليه سخط ربه’ بانتهاك محارمه وانتهاك حقوق عباده. ثم ذكرهم الله تعالى الآخرة:
"واتقوا الله الذي إليه تحشرون": فأمرهم بابتقوى الله بطاعة أمره واجتناب نواهيه, وذكرهم برجوعهم إليه, كما قال تعالى:"واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله", فتجتمعون عنده, وتحشرون إليه, فيخبركم بجميع أعمالكم واقوالكم التي أحصاها عليكم, كما قال تعالى:"أحصاه الله ونسوه", وسيجازيكم بما اقترفت أيديكم عدلا منه سبحانه, ويثيب من عمل صالحا فضلا منه وإحسانا.
"إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا": ثم أخبر الله عباده المؤمنين إلى أن ما يفعله اليهود والمنافقون الكفرة من المسارة فيما بينهم والتناجي بالمكر والخديعة, إنما هو من تسويل الشيطان وتزيينه لهم هذا الفعل القبيح, وإنما الغاية من فعله هذا ليسوء المؤمنين, ويدخل الحزن إلى قلوبهم, حيث يظن المؤمن بأنهم يكيدون له المكائد, لذلك جاء في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام:"إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث, فإن ذلك يحزنه", ثم طمأنهم الله تعالى بقوله:
"وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله":فلن يضر المؤمنون كيده وتزيينه, لأن الله تعالى تكفل بكفايتهم, وتكفل بنصرهم على أعدائهم, وقد قال تعالى:"ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله", وقال:"فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين", فلا يخرج شيىء عن مشيئته وتقديره سبحانه, وكما قال عليه الصلاة والسلام:"ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك...", لذلك أمرهم سبحانه بقوله:
"وعلى الله فليتوكل المؤمنون": فمن وجد في نفسه شيء من هذا, فليستعذ بالله وليتوكل عليه, وبفوض أمره إليه, وليعتمد على الله ربه, وليثق بوعده, فالله كافيه أمر دينه ودنياه.

3. بيّن سبب نزول سورة الحشر.
جاء في سبب نزول سورة الحشر سببان:
الأول: لما قتل أصحاب سبعون من الصحابة في حادثة بئر معونة، أفلت منهم عمرو بن أية الضمري, اوفي طريق عودته إلى المدينة, قتل رجلين من بني عامر، كان معهما عهد أمان من النبي عليه الصلاة والسلام, ولم يعلم به عمرو, ، فلما أخبر بذلك النبي عليه الصلاة والسلام, قال له: "لقد قتلت رجلين، لأدينهما" وكان يجمع بني النضير وبني عامر حلف، فخرج إليهم النبي عليه الصلاة والسلام, يستعينهم في دية الرجلين من بني عامر, فلما عرض عليهم الرسول الأمر, قالوا: نعم، يا أبا القاسم، نعينك على ما أحببت، مما استعنت بنا عليه. ثم لما خلا بعضهم ببعضٍ فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه, وكان عليه الصلاة والسلام, إلى جنب جدار بيوتهم, فمن رجل يعلو على هذا البيت، فيلقي عليه صخرة، فيريحنا منه؟ فانتدب لعمرو بن جحاش بن كعبٍ أحدهم، فقال: أنا لذلك، فصعد ليلقي عليه صخرة، فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الخبر من السماء بما أرادوا، فقام وخرج راجعا إلى المدينة، فلما قاموا في طلبه سألو عنه رجلا قادما من المدينة، فقال: رأيته داخلا المدينة. فلما رجع النبي عليه الصلاة والسلام, أقبل إليه اصحابه فأخبرهم عما كان من اليهود من نية الغدر، وأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالتهيؤ لحربهم. ثم سار حتّى نزل بهم فتحصنوا منه في الحصون، فأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بقطع النخل وتحريقها. فنادوه: أن يا محمد، قد كنت تنهى عن الفساد وتعيبه على من صنعه، فما بال قطع النخل وتحريقها؟
وقد كان نفر من منافقي الحزرج منهم: أبي بن سلول, ، قد بعثوا إلى بني النّضير: أن اثبتوا وتمنعوا فإنا لن نسلمكم، إن قوتلتم قاتلنا معكم، وإن أخرجتم خرجنا معكم فتربصوا ذلك من نصرهم، فلم يفعلوا، وقذف اللّه في قلوبهم الرعب، فسألوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يجليهم ويكف عن دمائهم، على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا الحلقة، ففعل، فاحتملوا من أموالهم ما استقلت به الإبل، فكان الرجل منهم يهدم بيته عن نجاف بابه، فيضعه على ظهر بعيره فينطلق به, وخلوا الأموال إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
ذكرها ابن إسحاق في السيرة, وقال: ونزل في بني النضير سورة الحشر بأسرها.

الثاني: قبل وقعة بدر وبعد الهجرة, كتب كفار قريش لابن أبي بن سلول ومن معه: إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم باللّه لنقاتلنه، أو لتخرجنه، أو لنسيرن إليكم بأجمعنا، حتى نقتل مقاتلتكم ونستبيح نساءكم، فلما ببلغه ذلك, اجتمع هو ومن معه لقتال النبي صلى اللّه عليه وسلم، فلما بلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه وسلم لقيهم، فقال: "لقد بلغ وعيد قريشٍ منكم المبالغ، ما كانت تكيدكم بأكثر مما تريد أن تكيدوا به أنفسكم، تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم؟ "، فلما سمعوا ذلك من النبي تفرقوا، فبلغ ذلك كفار قريشٍ، فكتبت إليهم مرة أخرى بعد وقعة بدر: إنكم أهل الحلقة والحصون، وإنّكم لتقاتلن مع صاحبنا أو لنفعلن كذا وكذا، ولا يحول بيننا وبين خدم نسائكم شيء, فلما بلغ ذلك النبي عليه الصلاة والسلام, اجتمعت بنو النضير للغدر, وقالوا للنبي عليه الصلاة والسلام: اخرج إلينا في ثلاثين رجلا من أصحابك ليخرج منا ثلاثون حبرا، حتّى نلتقي بمكان المنصف فيسمعوا منك، فإن صدقوك وآمنوا بك آمنا بك، فلما ذهب إليهم حصرهم، وقال لهم: "إنكم واللّه لا تأمنوا عندي إلا بعهد تعاهدوني عليه". فأبوا أن يعطوه العهد، فقاتلهم يومهم ذلك، ثم غدا الغد على بني قريظة بالكتائب، وترك بني النضير، ودعاهم إلى أن يعاهدوه، فعاهدوه، فانصرف عنهم. وغدا إلى بني النضير بالكتائب فقاتلهم، حتى أجلاهم، وحملوا معهم ما أقلت الإبل، وتركوا نخيلهم وأموالهم للرسول عليه الصلاة والسلام.
رواه عبدالرحمن بن كعب بن مالك عن أحد أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام, رواه أبو داوود.

4. استدلّ على شرط الإيمان في الرقبة المعتقة في كفّارة الظهار.
جاءت الرقبة في كفارة الظهار مطلقة غير مقيدة بالإيمان, لكن حملت على التقييد في كفارة القتل لاتحاد الحكم أو الموجب وهو عتق الرقبة، وقد استدل الشافعي على ذلك بحديث الجارية وقول النبي عليه الصلاة والسلام, لمعاوية:"اعتقها فإنها مؤمنة", فدل على اشتراط الإيمان في الرقبة المعتقة.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 جمادى الآخرة 1438هـ/11-03-2017م, 10:34 PM
مروة كامل مروة كامل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 191
افتراضي

إجابة المجموعة الثالثة:

الجواب الأول :
المراد بأول الحشر ورد فيه قولين :
الأول : الشام أو أذرعات من أعالى الشام وهى أرض المحشر .
قاله ابن عباس وذكره ابن كثير.
الثانى : هو أول إخراج ليهود بنى النضير من المدينة على يد الرسول عليه الصلاة والسلام ، عن الحسن قال : لما أجلى النبى عليه الصلاة والسلام بنى النضير قال:" هذا أول الحشر وأنا على الأثر ".
قاله الحسن ورواه ابن جرير وذكره ابن كثير ،وقاله السعدى والأشقر.
المراد بآخر الحشر ورد فيه قولين :
الأول : هوآخر جلاء لليهود من المدينة وهو إخراج عمر بن الخطاب لبقية اليهود من المدينة .
قاله السعدى والأشقر
الثانى : هو حشر الناس جميعا إلى أرض المحشر .
قاله الأشقر .
الجواب الثانى :
قال تعالى " يأيها الذين ءامنوا إذا قيل لكم تفسحوا فى المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير".
كان المسلمون إذا اجتمعوا بالنبى عليه الصلاة والسلام فى مجلس ودخل عليهم أحد ضنوا بمجالسهم حرصا منهم على القرب من النبى عليه الصلاة والسلام وعلى التعلم منه فكانوا يتنافسون فى ذلك . وذكِر أنه فى أحد مجالسهم بالنبى عليه الصلاة والسلام وكان يوم جمعة وحوله جماعة من المهاجرين والأنصار فدخل عليهم ناس من أهل بدر وألقوا السلام ورد الجلوس عليهم وانتظروا قائمين على أن يفسح لهم أحد للجلوس فلم يحدث ، فشق ذلك على النبى عليه الصلاة والسلام وأخذ يقيم بعض الجلوس بأسمائهم حتى يجلس القادمين من أهل بدر ، ونزلت هذه الآية المباركة ، وقال عليه الصلاة والسلام :" رحم الله رجلا يفسح لأخيه " ، فأخذ الحاضرين يتنافسون فى الإفساح لإخوانهم .
يعلّم عز وجل جلاله عباده المؤمنين أدب الجلوس حال اجتماعهم فى مجالسهم سواء كان مجلس ذكر أو مجلس علم أومجلس حرب أو أى مجلس يجتمع فيه المسلمون لأى مناسبة كانت . فيرشدهم أن يفسح بعضهم لبعض حتى يسعهم المكان للجلوس إذا قدم عليهم جدد وهم فى مجالسهم ، فلا يبخل الجالسون بتوسعة المكان للقادمين مادام المكان يسمح ولا يتضرر أحد . فيقضى حاجة أخيه ويجلسه ويحتسب الأجر من الله تعالى فقد وعده عز وجل إذا أفسح لأخيه بأن يفسح الله تعالى له .
وهنا أود الإشارة إلى بعض الآداب بالنسبة للإفساح ومنها :
- قال عليه الصلاة والسلام :" لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه فيجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا " .
فإذا دخل أحدهم على أخيه وهو فى مجلس لا يقيمه من مكانه كى يجلس هو فيه ؛ ولكن يطلب منه بأدب أن يفسح له إن أمكن، ويشكره إن فعل.
- كان النبى عليه الصلاة والسلام يكره أن يقوم له أصحابه إذا دخل عليهم ، ولعلمهم لكراهيته لذلك لا يقومون له مع شدة حبهم واحترامهم وتقديرهم له عليه الصلاة والسلام .
- قال عليه الصلاة والسلام :" لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما" فلا يجلس بينهما ولا يقيم أحدهما عن الآخر إلا بإذنهما والله أعلم .
قال تعالى " وإذا قيل انشزوا فانشزوا"
أى وإذا طُلِب من أحدِ الجلوس النهوض من مكانه ليجلس فيه أحد ممن يُشهد له بالفضل أو العلم فليستجب فهذا يدل على فهمه وعلمه . والله تعالى يرفع قدر أهل العلم والدين فى الدنيا والآخرة . والتنبيه فى هذه الآية لكيفية التصرف من الحاضرين إذا دخل عليهم أحد من أهل الفضل فى الدين والعلم ؛ إنما يدل على رفعة الله لهم فى الدنيا وإرشاد الناس لقدرهم حتى فى مجرد المجلس فما بالك لما هو فوق ذلك من غيره من سائر الأمور . فسبحانه وتعالى يرفع قدر أهل العلم والإيمان فى الدنيا ويجزيهم ما لا يتوقعون من حسن الثواب فى الآخرة .والله عز وجل أعلم بعباده وخبير بهم ويجازى كل أحد بما يستحق ويزيد من فضله لمن يشاء .
وقيل فى هذه الآية أن المسلمون إذا اجتمعوا فى بيت النبى عليه الصلاة والسلام وأرادوا الانصراف تأخر كل منهم رغبة منه فى طول المكث مع النبى عليه الصلاة والسلام ويحب أن يكون آخرهم انصرافا ؛ فشق ذلك على النبى عليه الصلاة والسلام فأمرهم الله تعالى إذا أمروا بالنصراف أن ينصرفوا فقال تعالى " وإذا قيل انشزوا فانشزوا " كما قال تعالى "وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا " .

الجواب الثالث :
سبب نزول سورة المجادلة :
جاءت خولة بنت ثعلبة إلى النبى صلى الله عليه وسلم تشتكى زوجها إليه ، وذلك لأنه حرمها عليه وقال لها أنت على كظهر أمى . فاستمع إليها النبى عليه الصلاة والسلام وكان فى بيت عائشة رضى الله عنها ، ومع ذلك ما استطاعت أن تسمع كل شكوى خولة ولا تفهم ماذا تريد . لكن الله عز وجل جلاله وسع سمعه كل شىء وأحاط بكل شىء علما ، سمع شكواها من فوق سبع سماوات وأنزل الآيات من سورة المجادلة فى زوجها أوس بن الصامت وهو شيخ كبير السن من الأنصار .
عن عائشة رضى الله عنها قالت : تبارك الذى وسع سمعه كل شىء
إنى لأسمع كلام خولة ويخفى على بعضه وهى تشتكى زوجها إلى النبى عليه الصلاة والسلام وتقول : أكل شبابى ونثرت له بطنى ، حتى إذا كبر سنى وانقطع ولدى ظاهر منى . اللهم إنى أشكوا إليك .

الجواب الرابع :
الدليل على وجوب طاعة النبى عليه الصلاة والسلام :
قال تعالى " ءأشفقتم أن تقدموا بين يدى نجواكم صدقات فإذلم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون ".
قال تعالى " وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب ".

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 جمادى الآخرة 1438هـ/11-03-2017م, 11:16 PM
إيمان شريف إيمان شريف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي إجابة مجلس مذاكرة سورتي المجادلة والحشر

المجموعة الأولى:
1-حرّر القول في سبب نزول قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى} الآية.


ج1 / فيها قولان:
- كان بين النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبين اليهود موادعةٌ، وكانوا إذا مرّ بهم رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم جلسوا يتناجون بينهم، حتّى يظنّ المؤمن أنّهم يتناجون بقتله-أو: بما يكره المؤمن-فإذا رأى المؤمن ذلك خشيهم، فترك طريقه عليهم. فنهاهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن النّجوى، فلم ينتهوا وعادوا إلى النّجوى، فأنزل اللّه :{ألم تر إلى الّذين نهوا عن النّجوى ثمّ يعودون لما نهوا عنه}.....قاله : اليهود وكذا قال مقاتل بن حيّان، وزاد ، ونقله عنهم ابن كثير وبمثله قال الأشقر.
- قال ابن أبي حاتمٍ ، عن ربيح بن عبد الرّحمن بن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن أبيه، عن جدّه قال: كنّا نتناوب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، نبيت عنده؛ يطرقه من اللّيل أمرٌ وتبدو له حاجةٌ. فلمّا كانت ذات ليلةٍ كثر أهل النّوب والمحتسبون حتّى كنّا أنديةً نتحدّث، فخرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: "ما هذا النّجوى؟ ألم تنهوا عن النّجوى؟ ". قلنا: تبنا إلى اللّه يا رسول اللّه، إنّا كنا في ذكر المسيح، فرقا منه. فقال: "ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي منه؟ ". قلنا: بلى يا رسول اللّه. قال: "الشّرك الخفيّ، أن يقوم الرّجل يعمل لمكان رجلٍ"....ذكره عنهم ابن كثير ، وضعّفه حيث قال : " هذا إسنادٌ غريبٌ، وفيه بعض الضّعفاء

2
-فسّر قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6}المجادلة.


ج2/ تفسير الآيات:
{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) } يُخبر تعالى عن حال الذين يُحادونه ورسوله أي يُخالفونه ويُشاقونه ويعصونه ويُعادون أولياؤه أنهم أُهينوا وأُذلوا وأُخزوا كما فُعِل بمن قبلهم ممن أشبههم في الكفر والشقاق وذلك جزاء وفاقا وذلك مع ما أنزل الله من " آيات بينات" أي واضحات وبراهين قاطعات لا يُخالفها إلا كافر معاند مستكبر عن اتّباع شرع اللّه، والانقياد له {وللكافرين} بها { عَذَابٌ مُهِينٌ} يُهينهم ويُخزيهم ويُذلهم كما تكبروا عن آيات الله، أهانهم الله وأذلهم.
{ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)} أي يوم يجمع الله ويحشُر الأولين والآخرين في صعيد واحد فيخرجون من قبورهم سِراعا { فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا} أي يُخبرهم بما صنعوه من خير وشر { أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ} أي ضبط الله أعمالهم وحفِظها وكتبها عليهم الملائكة الكرام الحفظة وعلِمه الله وكتبه قبل ذلك في اللوح المحفوظ وهم نسوا ما عمِلوا { وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)} أي مطلع ناظر على الظواهر والسرائر، والخبايا والخفايا لا يغيب عنه شيءٌ، ولا يخفى ولا ينسى شيئًا.
3- بيّن معنى الفيء وحكمه.
ج3 /الفيء: هو كلّ مالٍ أخذ من الكفّار بغير قتالٍ ولا إيجاف خيلٍ ولا ركابٍ، كأموال بني النّضير هذه، فإنّها ممّا لم يوجف المسلمون عليه بخيلٍ ولا ركابٍ، أي: لم يقاتلوا الأعداء فيها بالمبارزة والمصاولة، بل نزل أولئك من الرّعب الّذي ألقى اللّه في قلوبهم من هيبة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فأفاءه اللّه على رسوله؛
حُكمه: تصرّف فيه الرسول صلى الله عليه وسلم كما شاء، فردّه على المسلمين في وجوه البرّ والمصالح الّتي ذكرها اللّه، عزّ وجلّ، في هذه الآيات.

4
- استدلّ على بطلان المظاهرة من المرأة قبل الزواج.
ج4/ استدل على ذلك الشيخ السعدي في تفسيره من قوله تعالى : { من نسائهم} في الآية :{ الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2} حيث قال : " أنَّه لا يَصِحُّ الظِّهارُ مِن امرأةٍ قَبْلَ أنْ يَتَزَوَّجَها؛ لأنَّها لا تَدخُلُ في نِسائِه وَقْتَ الظِّهارِ، كما لا يَصِحُّ طَلاقُها؛ سواءٌ نَجَزَ ذلك أو عَلَّقَه."

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 13 جمادى الآخرة 1438هـ/11-03-2017م, 11:50 PM
هدى محمد صبري عبد العزيز هدى محمد صبري عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 164
افتراضي إجابة المجلس السابع مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير جزء قد سمع

المجموعة الثالثة:
1.
حرّر القول في المراد بأول الحشر وآخره.
- أول الحشر :
هو إجلاء النبى صلى الله عليه وسلم يهود بنى النضير بعد خيانتهم العهد ونقضهم المواثيق من المدينة فمنهم من ذهب إلى الشام(أرض المحشر ) ومنهم من ذهب إلى خيبر . وهو قول بن عباس رواه ابن أبى حاتم ورواه بن جرير عن الحسن ورواه يونس بن بكير عن بن اسحاق ذكره عنهم بن كثير وكذلك ذكره السعدى والاشقر .
- آخر الحشر :
- هو إجلاء عمر بن الخطاب رضى الله عنه لبقية اليهود ذكره السعدى والاشقر
- حشر جميع الناس إلى أرض المحشر ذكره الاشقر
_______________________
2.
فسّر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ) يقول تعالى مؤدبا عباده المؤمنين يأمرهم بالاحسان بعضهم إلى بعض بأن يفسحوا فى المجالس وكانوا يتنافسون فى مجلس النبى فأمروا أن يفسح بعضهم لبعض فى كل مجلس اجتمعوا فيه للخير والذكر والجزاء من جنس العمل فوسعوا يوسع الله لكم الجنةبغير أن تقوموا من أماكنكم فقط أفسحوا لغيركم (وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) وإذا طلب من الجالسين أن ينهضوا ليجلس مكانهم أهل العلم والفضل فليفعلوا يرفع الله الذين أوتوا العلم درجات فى الدنيا ومن جملتها رفعهم فى المجالس والثواب فى الآخرة وإذا أفسح أحد أوإذا أمر بالخروج فخرج ليس هذا نقصا فى حقه بل هو رفعة عند الله والله يجازيه به فى الدنيا والآخرة ومن تواضع لله رفع الله قدره ونشر ذكره (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )والله تعالى يجازى كل انسان بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر .
___________________________
3.
بيّن سبب نزول سورة المجادلة
نزلت هذه السورة فى رجل من الانصار وهو أوس بن الصامت أخوعبادة بن الصامت اشتكته زوجته(خويلة بنت ثعلبة ) إلى الله وجادلته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حرمها على نفسه بعد الصحبة الطويلة والأولاد فأخذت تشتكى حالها إلى الله ورسوله وتعيد و تكرر حتى نزلت الآيات .
__________________________________
4.
استدلّ على وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
(أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ۚ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
______________________________________

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 14 جمادى الآخرة 1438هـ/12-03-2017م, 05:35 AM
الصورة الرمزية إشراقة جيلي محمد
إشراقة جيلي محمد إشراقة جيلي محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الرياض
المشاركات: 303
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سورتي:
المجادلة، والحشر (من أولها حتى آية 10)

المجموعة الثانية:
1. حرّر القول في معنى العود في قوله تعالى: {ثم يعودون لما قالوا}.
اختلف السلف والأئمة في المراد بقوله
: {ثمّ يعودون لما قالوا} على عدة أقوال:

القول الأول: هو أن يمسكها بعد الظّهار زمانًا يمكنه أن يطلّق فيه فلا يطلّق، قاله الشافعي وذكره بن كثير.
لقول الثاني: أن يعود إلى الجماع الذي حرّمه على نفسه أو يعزم عليه،قاله أحمد بن حنبل ومالك وسعيد بن جبير والحسن البصري، ذكره بن كثير ووافقه السعدي والأشقر.
القول الثالث: أن يعود إلى الظهار بعد تحريمه قاله أبو حنيفة وذكره بن كثير.
القول الرابع: العود هو أن يعود إلى لفظ الظّهار فيكرّره، اختيار بن حزم وقول داود، وقال بن كثير: وهذا قول باطل.
والقول الراجح هو القول الثاني: أن يعود إلى الجماع الذي حرّمه على نفسه .

***********************************************************************************

2. فسّر قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)} المجادلة.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ}بعد أن بيّن الله عزّ وجل أن أعداءه يتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول نهى المؤمنين عن ذلك وقال: أي لا تتناجوا كما يتناجى الجهلة من كفرة أهل الكتاب والمنافقين وهذ النهي تأديبا لهم.
{وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى} أي بالطاعة وترك المعصية.

{وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} فيخبركم بجميع أعمالكم التي أحصاها لكم وسيجازيكم عليها.
{إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ} النجوى هي المسّارة، وتناجي أعداء المؤمنين بالمؤمنين بالإثم والعدوان ومعصية الرسول. عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجينّ اثنان دون صاحبهما، فإنّ ذلك يحزنه"، وهذا كله من تسويل الشيطان وتزيينه.
{لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا } أي ليسوئهم، وهذا غاية مكر الشيطان.
{وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} أي فإن ذلك المكر لا يضر المؤمنين لأنّ الله وعدهم بالكفاية والنصر.
{وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} أي على الله فليعتمد المؤمنون ويوكلون أمرهم إليه ويفوضونه.
***********************************************************************************
3. بيّن سبب نزول سورة الحشر.

أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة هدن يهود بني النضير وأعطاهم عهدًا وذمّة على أن لا يقاتلهم ولا يقاتلوه فنقضوا العهد فأجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجهم من حصونهم الحصينة. وذكر في ذلك قصتان:
الأولى:
أنّ كفّار قريشٍ كتبوا إلى ابن أبيٍّ، ومن كان معه يعبد [معه] الأوثان من الأوس والخزرج، ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يومئذٍ بالمدينة قبل وقعة بدرٍ: إنّكم آويتم صاحبنا، وإنّا نقسم باللّه لنقاتلنّه، أو لتخرجنّه، أو لنسيرنّ إليكم بأجمعنا، حتّى نقتل مقاتلتكم ونستبيح نساءكم، فلمّا بلغ ذلك عبد اللّه بن أبيٍّ ومن كان معه من عبدة الأوثان، اجتمعوا لقتال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فلمّا بلغ ذلك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لقيهم، فقال: "لقد بلغ وعيد قريشٍ منكم المبالغ، ما كانت تكيدكم بأكثر ممّا تريد أن تكيدوا به أنفسكم، تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم؟ "، فلمّا سمعوا ذلك من النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم تفرّقوا، فبلغ ذلك كفّار قريشٍ، فكتبت كفّار قريشٍ بعد وقعة بدرٍ إلى اليهود: إنّكم أهل الحلقة والحصون، وإنّكم لتقاتلّن مع صاحبنا أو لنفعلنّ كذا وكذا، ولا يحول بيننا وبين خدم نسائكم شيءٌ -وهي الخلاخيل -فلمّا بلغ كتابهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم اجتمعت بنو النّضير بالغدر، فأرسلوا إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: اخرج إلينا في ثلاثين رجلًا من أصحابك ليخرج منّا ثلاثون حبرًا، حتّى نلتقي بمكان المنصف فيسمعوا منك، فإن صدّقوك وآمنوا بك آمنّا بك، فلمّا كان الغد غدا عليهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم [بالكتائب] فحصرهم، قال لهم: "إنّكم واللّه لا تأمنوا عندي إلّا بعهدٍ تعاهدوني عليه". فأبوا أن يعطوه عهدًا، فقاتلهم يومهم ذلك، ثمّ غدا الغد على بني قريظة بالكتائب، وترك بني النّضير، ودعاهم إلى أن يعاهدوه، فعاهدوه، فانصرف عنهم. وغدا إلى بني النّضير بالكتائب فقاتلهم، حتّى نزلوا على الجلاء. فجلت بنو النّضير، واحتملوا ما أقلّت الإبل من أمتعتهم وأبواب بيوتهم وخشبها، وكان نخل بني النّضير لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خاصّةً، أعطاه اللّه أيّاها وخصّه بها، فقال: {وما أفاء اللّه على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيلٍ ولا ركابٍ} يقول: بغير قتالٍ، فأعطى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أكثرها للمهاجرين، قسّمها بينهم، وقسّم منها لرجلين من الأنصار وكانا ذوي حاجةٍ، ولم يقسّم من الأنصار غيرهما، وبقي منها صدقة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الّتي في أيدي بني فاطمة.
الثانية
أنّه لمّا قتل أصحاب بئر معونة، من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وكانوا سبعين، وأفلت منهم عمرو بن أميّة الضّمريّ، فلمّا كان في أثناء الطّريق راجعًا إلى المدينة قتل رجلين من بني عامرٍ، وكان معهما عهدٌ من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأمانٌ لم يعلم به عمرٌو، فلمّا رجع أخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لقد قتلت رجلين، لأدينّهما" وكان بين بني النّضير وبني عامرٍ حلفٌ وعهدٌ، فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى بني النّضير يستعينهم في دية ذينك الرّجلين، وكان منازل بني النّضير ظاهر المدينة على أميالٍ منها شرقيّها.
قال محمّد بن إسحاق بن يسارٍ في كتابه السّيرة: ثمّ خرج رسول اللّه إلى بني النّضير، يستعينهم في دية ذينك القتيلين من بني عامرٍ، اللّذين قتل عمرو بن أميّة الضّمريّ؛ للجوار الّذي كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عقد لهما، فيما حدّثني يزيد بن رومان، وكان بين بني النّضير وبني عامرٍ عقد وحلفٌ. فلمّا أتاهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يستعينهم في دية ذينك القتيلين قالوا: نعم، يا أبا القاسم، نعينك على ما أحببت، ممّا استعنت بنا عليه. ثمّ خلا بعضهم ببعضٍ فقالوا: إنّكم لن تجدوا الرّجل على مثل حاله هذه -ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى جنب جدارٍ من بيوتهم-فمن رجلٌ يعلو على هذا البيت، فيلقي عليه صخرةً، فيريحنا منه؟ فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعبٍ أحدهم، فقال: أنا لذلك، فصعد ليلقي عليه صخرةً كما قال، ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في نفرٍ من أصحابه، فيهم أبو بكرٍ وعمر وعليٌّ، رضي اللّه عنهم. فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الخبر من السّماء بما أراد القوم، فقام وخرج راجعًا إلى المدينة، فلمّا استلبث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أصحابه قاموا في طلبه فلقوا رجلًا مقبلًا من المدينة، فسألوه عنه، فقال: رأيته داخلًا المدينة. فأقبل أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى انتهوا إليه، فأخبرهم الخبر بما كانت يهود أرادت من الغدر به، وأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالتّهيّؤ لحربهم والمسير إليهم.


************************************************************************************
4. استدلّ على شرط الإيمان في الرقبة المعتقة في كفّارة الظهار.
استدل الشافعي على شرط الإيمان في الرقبة المعتقة بما قيد في كفّرة القتل لاتحاد الموجب وهو عتق الرّقبة واعتضد في ذلك بقول رسول الله صلّى الله عليه وسلم في قصة الجارية السوداء ((أعتقها فإنها مؤمنة))رواه أحمد في مسنه ومسلم في صحيحه.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 14 جمادى الآخرة 1438هـ/12-03-2017م, 10:14 PM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثالثة:
إجابة السؤال الأول:
حرّر القول في المراد بأول الحشر وآخره.
للعلماء في المراد بأول الحشر وآخره أقوال:
الأول:المراد أن إجلاء بني النضير من حصونهم هو أول الحشر والقيام من القبور وحشر يوم القيامة هو آخره ، وروي في هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لهم "هذا أوّل الحشر، وأنا على الأثر" ، وهذا حاصل كلام ابن كثير والأشقر.
الثاني:المراد بأول الحشر أي : لأول موضع الحشر وهو الشام ، وذلك لأن أكثر بني النضير خرجوا إلى الشام ، وقد جاء في الأثر أن حشر يوم القيامة إلى الشام ، وروي في هذا المعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم : "اخرجوا". قالوا: إلى أين؟ قال: "إلى أرض المحشر" ، حاصل كلام ابن كثير.
الثالث: المراد بأول الحشر هو الحشر في الدنيا الذي هو الجلاء والإخراج من حصونهم إلى خيبر ، وآخر الحشر هو إخراجهم من خيبر على يد النبي صلى الله عليه وسلم ثم إخراج بقيتهم على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، حاصل كلام السعدي.
إجابة السؤال الثاني:
فسّر قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}.
روي أن الصحابة رضوان الله عليهم إذا كانوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ضنوا بمجالسهم عنده فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وأمرهم أن يفسح بعضهم لبعض .
يقول تعالى:( يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم ) أي: إذا قيل لكم توسعوا في المجالس فتوسعوا ليجد القادم مكاناً للجلوس ، وهو شامل لمجلس الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره من مجالس العلم والقتال وغيرها ، وهو أدب رفيع من آداب الإسلام يثمر الألفة والمحبة بين الناس ويحقق معنى الأخوة الإيمانية .(يفسح الله لكم) أي: يوسع لكم ، وهذا يدل على أن الجزاء من جنس العمل ، ويشمل هذا الوعد الفسحة والتوسعة في كل شيء من أمور دينهم ودنياهم وآخرتهم ، في أعمالهم وأعمارهم وأولادهم وأهليهم وأرزاقهم وفي كل شيء ، ( وإذا قيل انشزوا فانشزوا) أي: وإذا قيل ارتفعوا من مجالسكم وانهضوا فارتفعوا وانهضوا منها ،سواء كان النهوض ليجلس من جاءت نوبته في المجلس ، أو لقتال عدو ، أو للصلاة ، أو لانتهاء المجلس ، وليس معنى هذا أن يقام الإنسان من مجلسه ليجلس فيه ، فقد ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه فيجلس فيه ، ولكن تفسحوا وتوسعوا) ، ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) أي: يرفع الله ويعلي مكانة الذين آمنوا وصدقوا بقلوبهم وانقادوا بجوارحهم منكم وأهل العلم درجات ومراتب في الدنيا بين الناس ، وفي الآخرة بالجنة ،وهي درجات ومراتب عظيمة لا يقدر قدرها ولا يعلمها إلا الله عز وجل ، وقيل أن معنى الآية أن الله يرفع الذين آمنوا منازل ومراتب عالية ، ويرفع الذين جمعوا بين الإيمان والعلم منازل ومراتب أعلى من ذلك ، ( والله بما تعملون خبير) أي : والله بالذي تعملونه ذو خبرة تامة واطلاع وعلم ، لا تخفى عليه خافية وسيجازي كلاً بعمله .
إجابة السؤال الثالث:
بيّن سبب نزول سورة المجادلة.
نزلت سورة المجادلة في خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها حيث ظاهر منها زوجها أوس بن الصامت رضي الله عنه ،فاشْتَكَتْهُ إلى اللَّهِ وجَادَلَتْهُ إلى رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، لَمَّا حَرَّمَها على نفْسِه بعدَ الصُّحْبَةِ الطويلةِ والأولادِ، وكانَ هو رَجُلاً شيخاً كبيراً، فَشَكَتْ حالَها وحالَه إلى اللَّهِ وإلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: تبارك الّذي أوعى سمعه كلّ شيءٍ، إنّي لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة، ويخفى عليّ بعضه، وهي تشتكي زوجها إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وهي تقول: يا رسول اللّه، أكل شبابي، ونثرت له بطني، حتّى إذا كبرت سنّي، وانقطع ولدي، ظاهر منّي، اللّهمّ إنّي أشكو إليك. قالت: فما برحت حتّى نزل جبريل بهذه الآية: {قد سمع اللّه قول الّتي تجادلك في زوجها}.
إجابة السؤال الرابع:
استدلّ على وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
الدليل :قال الله تعالى: {وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}.
وجه الدلالة:معنى الآية قال ابن كثير:أي: مهما أمركم به فافعلوه، ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه، فإنّه إنّما يأمر بخيرٍ وإنّما ينهى عن شرٍّ.
ومن المعلوم أن "ما" تفيد العموم في الموضعين في المأمورات والمنهيات ويدخل فيها كل ما أمر به الشرع وكل ما نهى عنه ، وهذه الآية تعد قاعدة وأصل عام يشمل جميع أصول الدين وفروعه ، وأن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم يجب الأخذ به واتباعه سواء كان مما جاء في القرآن أو مما جاء في السنة ، لا فرق في ذلك فكل وحي من عند الله عز وجل.
-------

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 14 جمادى الآخرة 1438هـ/12-03-2017م, 11:08 PM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سورتي:

المجادلة، والحشر (من أولها حتى آية 10)




أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. حرّر القول في سبب نزول قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى} الآية.
للمفسرين في سبب نزول قوله تعالى (ألم تر إلى اللذين نهوا عن النجوى) الآية عدة أقوال:
كان بين النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبين اليهود موادعةٌ، وكانوا إذا مرّ بهم رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم جلسوا يتناجون بينهم، حتّى يظنّ المؤمن أنّهم يتناجون بقتله-أو: بما يكره المؤمن-فإذا رأى المؤمن ذلك خشيهم، فترك طريقه عليهم. فنهاهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن النّجوى، فلم ينتهوا وعادوا إلى النّجوى، فأنزل اللّه (ألم تر إلى الّذين نهوا عن النّجوى ثمّ يعودون لما نهوا عنه) قاله مقاتل بن حيان وذكره بن كثير
2- قال ابن أبي حاتمٍ حدّثنا أبي عن ربيح بن عبد الرّحمن بن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن أبيه، عن جدّه قال: كنّا نتناوب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، نبيت عنده؛ يطرقه من اللّيل أمرٌ وتبدو له حاجةٌ. فلمّا كانت ذات ليلةٍ كثر أهل النّوب والمحتسبون حتّى كنّا أنديةً نتحدّث، فخرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: "ما هذا النّجوى؟ ألم تنهوا عن النّجوى؟ ". قلنا: تبنا إلى اللّه يا رسول اللّه، إنّا كنا في ذكر المسيح، فرقا منه. فقال: "ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي منه؟ ". قلنا: بلى يا رسول اللّه. قال: "الشّرك الخفيّ، أن يقوم الرّجل يعمل لمكان رجلٍ". ذكره بن كثير وعلق عليه بقوله هذا إسنادٌ غريبٌ، وفيه بعض الضّعفاء.
3-كان اليهودُ إذا مَرَّ بهم الرجُلُ مِن المؤمنينَ، تنَاجَوْا بينَهم حتى يَظُنَّ المؤمنُ شَرًّا، فنَهاهم اللهُ فلم يَنتَهُوا فنَزَلَتْ (وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ) أيْ: بغِيبَةِ المؤمنينَ وأَذاهم ونحوِ ذلك؛ كالكَذِبِ والظلْمِ ذكره الأشقر

2. فسّر قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)} المجادلة.
(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ)
يقول المولى عز وجل أن من حارب الله ورسوله وعاند دين الله وحاربه فلهم الإهانة والذل كما أهين وأذل اللذين كانوا من قبلهم وفعلوا مثل فعلهم فحجة الله عليهم ظاهرة بليغة فقد أنزل لهم الآيات والبراهين الدالة على دينه وصدق رسله ويوم القيامة سيكون لهؤلاء المكذبين العذاب المهين المخزي المذل
(يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)
وفي هذا اليوم وهو يوم القيامة يوم يبعث الله الأولين والآخرين دفعة واحدة فيقوموا من الأجداث جميعا في آن واحد ثم يخبرهم الله بما عملوا في الدنيا من خير أو شر فقد أحصاه وعده وجمعه وكتبه الله عليهم قبل أن يخلقهم في اللوح المحفوظ وفي فترة حياتهم كانت تكتبه الملائكة الكتبة ولكن هذا العبد الفاعل قد نسي ما فعل ولكن الله لا ينسى وهو شاهد ومطلع وناظر على كل الأفعال الظاهر منها والخفي.

3. بيّن معنى الفيء وحكمه.
قال بن كثير معنى الفيء هو: كلّ مالٍ أخذ من الكفّار بغير قتالٍ ولا إيجاف خيلٍ ولا ركابٍ أي: لم يقاتلوا الأعداء فيها بالمبارزة والمصاولة، بل نزل أولئك من الرّعب الّذي ألقى اللّه في قلوبهم من هيبة المسلمين.
وقال السعدي: تعريفُ الفَيْءِ باصطلاحِ الفُقهاءِ: هو ما أُخِذَ مِن مالِ الكُفَّارِ بحقٍّ مِن غيرِ قِتالٍ؛ كهذا المالِ الذي فَرُّوا وتَرَكُوه خَوْفاً مِن المُسلمِينَ، وسُمِّيَ فَيْئاً؛ لأنَّه رجَعَ مِن الكُفَّارِ الذينَ هم غيرُ مُستَحِقِّينَ له إلى المُسلمِينَ الذينَ لهم الحقُّ الأوفَرُ فيه.
حكم الفيء: الفَيْءُ يُقَسَّمُ خَمْسَةَ أقسام:
خمس للهِ ولرسولِه يُصْرَفُ في مصالِحِ المُسلمِينَ العامَّةِ.
وخُمُسٌ لذَوِي القُرْبَى، وهم بنو هاشِمٍ وبنو الْمُطَّلِبِ؛ حيثُ كانوا، يُسَوَّى فيه بينَ ذُكورِهم وإِناثِهم وإنَّما دَخَلَ بنو الْمُطَّلِبِ في خُمُسِ الْخُمُسِ معَ بني هاشمٍ
وخُمُسٌ لفُقراءِ اليَتامَى، وهم مَن لا أبَ له ولم يَبْلُغْ.
وخُمُسٌ للمَساكِينِ.
وخُمُسٌ لأبناءِ السبيلِ، وهم الغُرَباءُ المُنقَطَعُ بهم في غيرِ أوطانِهم.

4. استدلّ على بطلان المظاهرة من المرأة قبل الزواج
قال تعالى (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا)
وفي ذلك دليل على أن من ظاهر كان يجامع زوجته قبل أن يظاهرها ثم بعد الظهار رغب في العودة والرجوع عن الظهار أي أن يجامع زوجته مرة أخرى

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 15 جمادى الآخرة 1438هـ/13-03-2017م, 02:08 AM
غيمصوري جواهر الحسن مختار غيمصوري جواهر الحسن مختار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 159
افتراضي


المجموعة الرابعة:
1.
حرّر القول في سبب نزول قوله تعالى: {وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله} الآية.
عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت : دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلّم يهودي فقال: السّام عليك يا أبا القاسم فقالت عائشة وعليكم السام و( اللعنة ) قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : يا عائشة , إنّ الله لا يحب الفحش ولا التّفحش , قلت ألا تسمعهم يقولون : السّام عليك فقال رسول الله (( أو ما سمعت أقول وعليكم ؟)) فأنزل الله : (( وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به الله ))
وفي رواية أخرى في الصّحيح أنها قالت عليكم السّام والذّم واللعنة , وأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال (( يستجاب لنا فيهم ولا يستجاب لهم فينا ))
فهذه الرواية عن أم المؤمنين ذكره ابن كثير في تفسيره وهو يدل على قبح اليهود وفساد سريرتهم و ليّهم أعناق النّصوص كما هو دأبهم في تبديل وتحريف الكلم عن مواضعه .
-الرّواية الثانية في سبب نزول الآية
ساق ابن جرير رحمه الله تعالى بسنده إلى أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم بينما هو جالس مع أصحابه إذ أتى عليهم يهودي فسلّم عليهم فردّوا عليه فقال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : هل تدرون ما قال ((قالوا: سلّم يا رسول اللّه. قال: ((بل قال: سامٌ عليكم، أي: تسامون دينكم )) قال رسول اللّه: "ردّوه". فردّوه عليه. فقال نبيّ اللّه: "أقلت: سامٌ عليكم؟ ". قال: نعم. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إذا سلّم عليكم أحدٌ من أهل الكتاب فقولوا: عليك" أي: عليك ما قلت . والحديث مخرّج في الصّحيح
قال السّعدي رحمه الله تعالى :
وهؤلاء المذكورون إمّا أناس من المنافقين يظهرون الإيمان ويخاطبون الرّسول صلى الله عليه وسلّم بهذا الخطاب الذي يوهمون أنّهم أردوا به خيرا , وهم كذبة في ذلك .
وإمّا أناس من أهل الكتاب الذين إذا سلّموا عل رسول الله صلى الله عليه وسلّم قالو: السّام عليك يا محمد وبنحو ذلك قال الأشقر .


2. فسّر قوله تعالى
)): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ))
يقول تعالى آمرا عباده المؤمنين إذا أرادوا مساراة فيما بينهم وبين رسوله صلى الله عليه وسلّم أن يقدموا بين ذلك صدقة تطهيرا وتزكية تؤهّلهم لأن يكونوا في هذا المقام وهو تعليم لهم وتأديب وتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلّم وذلك في أي أمر من أموركم تريدون مساررة الرّسول صلى الله عليه وسلّم فيه .
حاصل ما جاء في أقوال المفسّرين الثلاثة ك س ش
((ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ ))
لا يصلح لهذا المقام من مناجاة الرّسول صلى الله عليه وسلّم غير من هذا حاله من بذل الصّدقة فبذلك يكثر الخير للمؤمنين وتحصل لكم الطّهارة من الأدناس التي من مجملها ترك احترام الرّسول صلى الله عليه وسلّم والأدب معه بكثرة المناجاة التي لا ثمرة تحتها ,وبذلك يحصل الميزة بين من له الحرص والرغبة في الخير فلا يبالي بالصدقة ,وبين من همه كثرة الكلام فقط فيتثاقل عن الصّدقة ويخفف الإزدحام في مجلس الرسول صلى الله عليه وسلّم , وخير لما فيه طاعة لله ورسوله . مجمل ما قالوه ك س ش .
((فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))
أي إلاّ من عجز عن ذلك فما أمر بها إلاّ لمن قدر أما من لم يجد فإنّ الله لا يضيّق عليه الأمر بل عفا عنه وسامحه وأباح له المناجاة بدون تقديم صّدقة لا يقدر عليها ك س ش
(12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ))
أخفتم الفقر والعيلة من استمرار هذا الحكم عليكم من وجوب الصّدقة قبل مناجاة الرّسول فلمّا رأى تعالى شفقة المؤمنين ومشقّة الصّدقة عليهم عند كلّ مناجاة سهّل الأمر عليهم ولم يؤاخذهم بترك الصّدقة بين يدي المناجاة ‘ قال مقاتل إنّما كان ذلك عشر ليال ثم نسخ . ك س ش
((فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ))
فنسخ وجوب الصدقة بهذا أي لم يهن عليكم تقديم الصدقة ولا يكفي ...أي لم تفعلوا ما أمرتم به من الصّدقة بين يدي النّجوى لثقلها عليكم .
وقد قيل إنّه لم يعمل بهذه الآية قبل نسخها سوى على بن أبي طالب رضي الله عنه فعن مجاهد قال نهوا عن مناجاة النّبي صلى الله عليه وسلّم حتى يتصدّقوا فلم يناجه إلاّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
وعن ابن عباس رضي الله عنه في هذه الآية قال : ...كان المسلمون يقدّمون بين يدي النّجوى صدقة فلما نزلت الزكاة نسخ هذا .
وعن عكرمة والحسن البصري في قوله تعالى((فقدّموا بين يدي نجواكم صدقة ))نسختها الآية التي بعدها (( فقدّموا بين يدي نجواكم صدقة))

((فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ))
أي بأركانها وشروطها وجميع حدودها ولوازمها وآتوا الزكاة المفروضة في أموالكم إلى مستحقيها وهما أمّ العبادات البدنية والمالية فيكون القيام بهما على الوجه الشرعي قيام بحقوق الله وحقوق العباد , أي إذا وقع منكم التثاقل عن تقديم الصّدقة بين يدي النجوى فأثبتوا على إقامة الصّلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله . س ش
((وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ))
وذلك أشمل ما يكون من الأوامر فيدخل في ذلك طاعة الله وطاعة رسوله بامتثال أوامرهما واجتناب نواهيهما
((وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ))(13)} المجادلة.
فهو يعلم أعمال عباده وعلى أي وجه صدرت وسيجازي كلا بما يستحق إن خيرا فخيرا وإن شرا فلا يلومنّ إلا نفسه . س ش
3.
بيّن معنى الظهار وحكمه.
الظهار هو أن يقول الرّجل لزوجه أنت علي كأمي أو كظهر أمي أو كأختي وغيرها من المحام .
حكمها : محرم منكر من القول وزور قال تعالى (( وإنّهم ليقولون منكرا من القول وزورا ))
4.
استدلّ على فضل المهاجرين والأنصار.
قال تعالى : ((لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)).

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 15 جمادى الآخرة 1438هـ/13-03-2017م, 02:32 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي إجابة عن المجموعة الرابعة

المجموعة الرابعة:
1. حرّر القول في*سبب نزول قوله تعالى: {وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله} الآية.
تنوعت أقوال المفسرين في ذلك على قولين. .
الأول : أناس من اليهود كانوا يحيون الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته بقولهم السام عليكم
رواه أحمد عن عبدالله بن عمرو ذكره ابن كثير والسعدي واختاره الأشقر
بمعنى الموت كما روي عن عائشة قالت: دخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يهود فقالوا: السّام عليك يا أبا القاسم. فقالت عائشة: وعليكم السام و [اللعنة] قالت: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يا عائشة، إنّ اللّه لا يحبّ الفحش ولا التّفحّش". قلت: ألا تسمعهم يقولون: السام عليك؟ فقال رسول الله: "أو ما سمعت أقول وعليكم؟ ". فأنزل اللّه:*{وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه
بمعنى تسامون دينكم كما روي عن أنس بن مالكٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بينما هو جالسٌ مع أصحابه، إذ أتى عليهم يهوديٌّ فسلّم عليهم، فردّوا عليه، فقال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "هل تدرون ما قال؟ ". قالوا: سلّم يا رسول اللّه. قال: "بل قال: سامٌ عليكم، أي: تسامون دينكم". قال رسول اللّه: "ردّوه". فردّوه عليه. فقال نبيّ اللّه: "أقلت: سامٌ عليكم؟ ". قال: نعم. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إذا سلّم عليكم أحدٌ من أهل الكتاب فقولوا: عليك" أي: عليك ما قلت
الثاني : أناس من المنافقين كانوا يظهرون الإسلام ويخاطبون النبي بالسام عليكم
رواه العوفي عن ابن عباس ذكره ابن كثير والسعدي
____________
2.**{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)} المجادلة.
يقول تعالى آمرا المؤمنين إذا ما أرادوا مناجاة النبي ومساررته أن يقدموا صدقة " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة "
وذلك بعدما شق على رسول الله صلى الله عليه وسلم كثرة المسائل فأراد الله أن يخفف عن نبيه عليه السلام وبذلك امتنع أهل الباطل عنمناجته ولكن شق على المسلمين ذلك
وبين تعالى سبب تشريع الصدقة بقوله "ذلك خير لكم وأطهر " من زيادة الحسنات وتكفير السيئات
"فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم " فإن لم تجدوا ما تصدقون به فقد خفف الله عمن لا يجدها
ولكن الله خفف عنهم ذلك فنسخ حكم تقديم الصدقة في الآية بعدها فقال " أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات " أي أخفتم من استمرار هذا الحكم عليكم أخفتم الفقر والعيلة
"فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم " بنسخ الحكم وعن علي بن أبي طالب أنه لم يعمل بهذا الحكم إلا هو فقد نسخت بعده وقيل لم تشرع إلا ساعة من نهار وقيل عشر ليال
وقد سأل علي النبي صلى الله عليه وسلم عن الصدقة دينار أو درهم أو شعيرة ( وإن شعيرة من ذهب ) حتى خففها الله على المؤمنين
"فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " هاتان العبادتان أساس العبادات البدنية والمالية
"وأطيعوا الله ورسوله " فنسخ الله الصدقة وبقى التعظيم والاحترام والطاعة لله ولرسول الله
ولما كان مدار ذلك على الإخلاص والإحسان ختم الله الآية بأنه خبير رقيب يجزي كل عامل بعمله فقال " والله خبير بما تعملون "
___________________
3. بيّن*معنى الظهار وحكمه.
الظهار معناه أن يقول الرجل لامرأته أنت علي كظهر أمي أو يقول أنت علي حرام. . ويلحق بالظهر سائر الأعضاء
وكان في الجاهلية طلاقا فحرمه الإسلام وجعل فيه الكفارة

دليل تحريمه وصف الله تعالى له بأنه " منكرا من القول وزورا "
الكفارة تحرير رقبة فإن لم توجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا
_____________

4. استدلّ على فضل المهاجرين والأنصار.
قال تعالى " للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون. والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم الملحون ."

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 15 جمادى الآخرة 1438هـ/13-03-2017م, 12:40 PM
لولوة الحمدان لولوة الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 303
افتراضي

المجموعة الثانية:
1.
حرّر القول في معنى العود في قوله تعالى: {ثم يعودون لما قالوا}.
اختلف أهل العلم في المراد بالعود على أقوال:
- أنه تكرير لفظ الظهار، وهو اختيار ابن حزم وبه قال داود، وحكاه ابن عبد البر عن بكير بن الأشج والفراء وفرقة من أهل الكلام.
- أنه العزم على الوطء، روي عن سعيد بن جبير، وقاله مالك وأحمد بن حنبل؛ فإن عزم على وطئها كان عوداً وإن لم يعزم لم يكن عوداً.
- أنه العزم على الإمساك بعد التظاهر منها، قاله مالك.
- أنه الوطء نفسه؛ فإن لم يطأ لم يكن عوداً قاله الحسن ومالك أيضاً والإمام أحمد.
- أن يمسكها زوجة بعد الظهار زمناً يمكنه أن يطلق فيه فلا يطلق، قاله الشافعي.
- أنه العود إلى الظهار بعد تحريمه ورفع ما كان عليه أمر الجاهلية؛ فمتى تظاهر من امرأته فقد حرمها تحريماً لا يرفعه إلا الكفارة، قاله أبو حنيفة وأصحابه والليث بن سعد.
- أنه المباشرة مطلقاً، قاله الزهري.
2. فسّر قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9)إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)} المجادلة.
بعد أن أخبر الله تعالى عن حال الكفرة والمنافقين الذين يتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول، وقد نهوا عن النجوى فلم ينتهوا؛ انتقل الخطاب إلى عباد الله المؤمنين الذين يحملهم إيمانهم على امتثال المأمور واجتناب المحظور.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى)
والنجوى هي المسارَّة بين اثنين فأكثر، وتكون في الشر وفي الخير، فنهى الله عباده المؤمنين عما هو شر من التناجي، وهو التناجي بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول كما يتناجى به الجهلة من كفرة أهل الكتاب ومن مالأهم على ضلالهم من المنافقين، وأمرهم - إذا تناجوا – بالتناجي بالبر والتقوى، والبر اسم جامع لكل خير وطاعة وقيام بحق الله وحق عباده، والتقوى هنا اسم جامع لترك جميع المحارم والمآثم؛ إذ أن البر والتقوى من المصطلحات التي إذا اجتمعت افترقت فصار لكلٍّ منها معنى في مقابل الآخر، وإذا انفرد كل واحد منها شمل الآخر.
(وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)
وهذا تذكير من الله لعباده بيوم الحشر إليه الذي يكون فيه الحساب والجزاء بالثواب والعقاب، وتُنبأُ كل نفس بما عملت وتجازى بما كسبت.
عن صفوان بن محرز قال: كنت آخذاً بيد ابن عمر إذ عرض له رجل فقال: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى يوم القيامة؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره من الناس، ويقرره بذنوبه، ويقول له: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أن قد هلك قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، ثم يعطى كتاب حسناته، وأما الكفار والمنافقون فيقول الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين". رواه الإمام أحمد.
(إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ)
لما نهى الله تعالى عن التناجي بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول وهي الحال التي كان عليها أعداء المؤمنين الذين يتناجون بالمكر والخديعة بالمؤمنين وإرادة السوء بهم؛ بيَّن تعالى أن تلك النجوى التي يتوهم المؤمنون بها سوءاً إنما هي من الشيطان الذي يسوِّل للمتناجين ذلك التناجي ويزينه لهم، ولا ريب أن كيد الشيطان كان ضعيفاً، فحريٌّ بالمؤمنين ألا يبالوا بهم؛ فإن غاية هذا المكر ومقصوده إحزان المؤمنين بما يوهمونهم به من أنهم في مكيدة يكادون بها، فأمَّن الله عباده لتطمئن قلوبهم وأخبرهم بأن ذلك ليس بضارهم شيئاً إلا بمشيئة الله وإذنه؛ فإن الله وعد المؤمنين بالكفاية والنصر على الأعداء، وأخبرهم بأن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله وأن ضرره عائد في نحورهم.
(وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
أي على الله وحده لا شريك له فليعتمد المؤمنون وليثقوا بوعده وليفوضوا إليه جميع أمورهم وليستعيذوا به من الشيطان؛ فإن من توكل عليه كفاه أمر دينه ودنياه.
وهذه الآيات تضمنت آداباً جليلة يمتثلها أولوا النهى والألباب، كما وردت السنة بالنهي عن التناجي حيث يكون في ذلك تأذٍّ على مؤمن، فعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث إلا بإذنه فإن ذلك يحزنه". أخرجاه.
وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجين اثنان دون صاحبهما فإن ذلك يحزنه". أخرجه الإمام أحمد.

3. بيّن سبب نزول سورة الحشر.
نزلت السورة على إثر غزوة بني النضير.
4. استدلّ على شرط الإيمان في الرقبة المعتقة في كفّارة الظهار.
اشترط بعض أهل العلم كالإمام الشافعي في كفارة الظهار تحرير رقبة مؤمنة، على أن الآية أطلقت الرقبة ولم تقيدها بالإيمان: (فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا)، واستدلوا على ذلك بما يلي:
- حمل المطلق على المقيد، فحملوا الرقبة المطلقة في كفارة الظهار على الرقبة المقيدة بالإيمان في كفارة القتل، في قوله تعالى: (ومن قتل مؤمناً خطأ فتحرير رقبة مؤمنة)، وذلك لاتحاد الموجب وهو عتق الرقبة.
- حديث معاوية بن الحكم السلمي في قصة الجارية السوداء وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أعتقها فإنها مؤمنة"، أخرجه مسلم في صحيحه، والإمام أحمد في مسنده.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 17 جمادى الآخرة 1438هـ/15-03-2017م, 06:18 AM
زينب الجريدي زينب الجريدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 188
افتراضي

المجموعة الأولى:
1. حرّر القول في سبب نزول قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى} الآية.
سٍٍبب نزول" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ"
(قال ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ [في قوله] {ألم تر إلى الّذين نهوا عن النّجوى} قال: اليهود وكذا قال مقاتل بن حيّان، وزاد: كان بين النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبين اليهود موادعةٌ، وكانوا إذا مرّ بهم رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم جلسوا يتناجون بينهم، حتّى يظنّ المؤمن أنّهم يتناجون بقتله-أو: بما يكره المؤمن-فإذا رأى المؤمن ذلك خشيهم، فترك طريقه عليهم. فنهاهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن النّجوى، فلم ينتهوا وعادوا إلى النّجوى، فأنزل اللّه: {ألم تر إلى الّذين نهوا عن النّجوى ثمّ يعودون لما نهوا عنه}.
ذكره بن كثير و الأشقر.
سبب نزول"وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8) )
حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا بن نميرٍ، عن الأعمش، [عن مسلمٍ] عن مسروقٍ، عن عائشة قالت: دخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يهود فقالوا: السّام عليك يا أبا القاسم. فقالت عائشة: وعليكم السام و [اللعنة] قالت: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يا عائشة، إنّ اللّه لا يحبّ الفحش ولا التّفحّش". قلت: ألا تسمعهم يقولون: السام عليك؟ فقال رسول الله: "أو ما سمعت أقول وعليكم؟ ". فأنزل اللّه: {وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه}
وفي روايةٍ في الصّحيح أنّها قالت لهم: عليكم السّام والذّام واللّعنة. وأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّه يستجاب لنا فيهم، ولا يستجاب لهم فينا"
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا بشرٌ، حدّثنا يزيد، حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بينما هو جالسٌ مع أصحابه، إذ أتى عليهم يهوديٌّ فسلّم عليهم، فردّوا عليه، فقال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "هل تدرون ما قال؟ ". قالوا: سلّم يا رسول اللّه. قال: "بل قال: سامٌ عليكم، أي: تسامون دينكم". قال رسول اللّه: "ردّوه". فردّوه عليه. فقال نبيّ اللّه: "أقلت: سامٌ عليكم؟ ". قال: نعم. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إذا سلّم عليكم أحدٌ من أهل الكتاب فقولوا: عليك" أي: عليك ما قلت
وأصل حديث أنسٍ مخرّجٌ في الصّحيح، وهذا الحديث في الصّحيح عن عائشة، بنحوه.
ذكره بن كثير و ذكر نحوه الأشقر.
2. فسّر قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5)
{المحادة هي المشاقة و المعاندة أي أن الذين يشاقون و و يعاندون و يعصون الله و رسوله كبتوا أي أهنوا و لعنوا و أخزوا كما فعل بالذين من قبلهم، و قد أنزلنا آيات واضحات جليات حجة من عند الله تعالى ليبين للناس الصراط القويم و الطريق المستقيم، فمن خالف ما جاءة من البينات و كفر و جحد بها فله من عذاب مهين أي يهينهم و يذلهم جزاء كفرهم و استكبارهم عن آيات الله تعالى.

يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)المجادلة.
و ذلك يوم القيامة يوم يجمع الله الأولين و الآخرين فيخبرهم بما عملوا من خير و شر، و قيل فيخبرهم بالشر فقط لأنه يخاطب الكفار المعاندين لشرع الله و ذلك لأكمال الحجة عليهم/ أخصاه الله و نسوه أي علمه الله و لم يخفى عليه شيء منه و نسوه فوجدوه مكتوبا عندهم/والله شهيد أي مطلع و ناظر لا يخفى عليه شيء من سر و لا علن و لا ظاهر و لا باطن.

3. بيّن معنى الفيء وحكمه
"وتعريفُ الفَيْءِ باصطلاحِ الفُقهاءِ: هو ما أُخِذَ مِن مالِ الكُفَّارِ بحقٍّ مِن غيرِ قِتالٍ؛ كهذا المالِ الذي فَرُّوا وتَرَكُوه خَوْفاً مِن المُسلمِينَ، وسُمِّيَ فَيْئاً؛ لأنَّه رجَعَ مِن الكُفَّارِ الذينَ هم غيرُ مُستَحِقِّينَ له إلى المُسلمِينَ الذينَ لهم الحقُّ الأوفَرُ فيه.
وحُكْمُه العامُّ كما ذَكَرَه اللَّهُ بقولِه: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} عُموماً، سواءٌ كانَ في وقْتِ الرسولِ أو بَعدَه على مَن تَوَلَّى مِن بعدِه مِن أُمَّتِه، {فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}.
وهذه الآيةُ نَظيرُ الآيةِ التي في سورةِ الأنفالِ، وهي قولُه: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}".
ذكره السعدي في تفسيره.
استدلّ على بطلان المظاهرة من المرأة قبل الزواج
"وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ "
و قد أورد السعدي رحمه الله فوائد من هذه الآيات منها:"أنَّه لا يَصِحُّ الظِّهارُ مِن امرأةٍ قَبْلَ أنْ يَتَزَوَّجَها؛ لأنَّها لا تَدخُلُ في نِسائِه وَقْتَ الظِّهارِ، كما لا يَصِحُّ طَلاقُها؛ سواءٌ نَجَزَ ذلك أو عَلَّقَه".

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 18 جمادى الآخرة 1438هـ/16-03-2017م, 06:08 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة تفسير
سورة المجادلة وأول عشر آيات من سورة الحشر.



أحسنتم بارك الله فيكم وأحسن إليكم.

المجموعة الأولى:
س1: تحرير القول في سبب نزول قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى}.
أورد ابن كثير فيه أقوالا:
الأول: أن الآية نزلت في اليهود، وهو مروي عن مجاهد، وعن مقاتل بن حيّان: "كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين اليهود موادعة...."، ويؤيّده الأحاديث المرويّة في الصحيحين في سبب نزول قوله تعالى: {وإذا جاؤوك حيّوك بما لم يحيّك به الله}، وذكره الأشقر.
الثاني: أنها نزلت في المؤمنين، للحديث: "ألم تُنهوا عن النجوى"، والحديث ضعّفه ابن كثير
، وهو فوق أنه ليس صريحا في أنه سبب نزول الآية فإنه يبعد أن تكون الآية نازلة في المؤمنين بدلالة السياق بعدها حتى قوله تعالى: {حسبهم جهنّم يصلونها فبئس المصير}، إلا أن يفترض تغاير مرجع الضمائر في {نهوا} و{جاؤوك}، وهو بعيد.
الثالث: أنها نزلت في المنافقين، وهذا قول ابن عباس في تفسيره لقوله تعالى: {وإذا جاؤوك حيّوك بما لم يحيّك به الله}.
فيبقى احتمال أن تكون الآية نازلة في اليهود أو المنافقين أو فيهما معا، وقد أشار إليه السعدي.


1: عباز محمد ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج3: اختصرت في شرح مصارف الفيء.

2: بيان الضعيان ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: يلاحظ عدم إسنادك للأقوال، وعدم ذكر راوي الحديث من أهل السنن، فاعتني بها بعد ذلك، وفقك الله.

3: حليمة محمد ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

4: منال أنور ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج3: استدلّي على حكم الفيء للتأكيد.

5: إيمان شريف ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: عن مجاهد: "اليهود" [أي يقصد: نزلت في اليهود]، وكذا قال مقاتل [أي وافق مجاهدا في أنها نزلت فيهم]، وزاد ...[أي زاد مقاتل على مجاهد في بيان سبب النزول تفصيلا].
ج3: اختصرتِ كثيرا، فلم تبيّني مصارف الفيء بالتفصيل، كذلك يجب الاستدلال على معناه.

6: محمد عبد الرازق جمعة د

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج3: لا فرق بين كلام ابن كثير وكلام السعدي في معنى الفيء، فلم ذكرتهما كأنهما قولان في المسألة؟ ، بل يجب أن تعبّر عن معنى الفيء بعبارة واحدة، والأحسن أن تكون بأسلوبك ولا تنسخها.
ج4: لعلّ السؤال أشكل عليك، والمطلوب الاستدلال على أنه لا يجوز أن يظاهر الرجل من امرأة لم يتزوّجها أصلا، فلو افترضنا أنها خطيبته وظاهر منها فقال: "أنت عليّ كظهر أمي" هل تجب عليه كفّارة؟ ، ولعلك تراجع الفوائد التي ذكرها السعدي رحمه الله في تفسيره للآية، وفقك الله.
- خصمت نصف درجة على التأخير.

7: زينب الشاذلي د

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج3: يجب شرح مصارف الفيء بالتفصيل، وأرجو أن يكون الجواب بأسلوبك بعد ذلك ولا تنسخي كلام أحد من المفسّرين، بارك الله فيك.
- خصمت نصف درجة على التأخير.


المجموعة الثانية:

7: فداء حسين أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك وزادك توفيقا.

8: إشراقة جيلي محمد أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك وزادك توفيقا.

9: لولوة الحمدان ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: لم تذكري ما ترجّح من هذا الأقوال.
ج3: لو فصّلتِ قليلا.
- خصمت نصف درجة على التأخير.


المجموعة الثالثة:

10: رقية عبد البديع أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: لو زدتِ في القول الثاني: أنه إجلاء بني النضير من المدينة إلى أرض الشام.
ج2: أحسنت التفسير -بارك الله فيك- ولكن لا تفسّري الآيات هكذا جملة واحدة، بل قسّميها حتى تتبيّن مسائلها وتفهم ألفاظها.

11: مروة كامل أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: أول الحشر هو إجلاء يهود بني النضير من المدينة إلى الشام وهي أرض المحشر، وآخر الحشر هو حشر جميع الناس إليها حين تقوم الساعة.
أو يكون أول الحشر هو أول إجلاء لليهود من المدينة وهم يهود بني النضير، وآخر الحشر هو إجلاء بقيّتهم في عهد عمر رضي الله عنه.
واربطي بين أول الحشر وآخره في كل قول ولا تفصلي بينهم لأن هناك تلازما.

12: هدى صبري أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك وزادك سدادا.
ج2: الكلام عن سبب نزول الآية مهمّ في التفسير، ويعين على فهم المعنى وتقريبه.

13: مها محمد أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: القول الثاني متمّم للقول الأول، فإذا كان آخر الحشر هو حشر الناس يوم القيامة للشام، فإن أول الحشر هو خروج اليهود إليها -أي الشام-، وليس أي خروج.



المجموعة الرابعة:

س1: سبب نزول قوله تعالى: {وإذا جاؤوك حيّوك بما لم يحيّك به الله}.
ورد قولان:
الأول: أنها نزلت في اليهود، ويشهد له المروريات في الصحيحين التي ذكرها ابن كثير.
الثاني: أنها نزلت في المنافقين، وهو مرويّ عن ابن عباس.


14: مها الحربي ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: إضافة لقول ابن عباس، في القول بأنهم اليهود أكثر من حديث، فيجب الاستدلال بهم جميعا.
ج2: قسّمي الآيات لجمل قصيرة وفسّري كل جملة.
ج3: الظهار حرام شرعا، وتحرم به الزوجة حتى يكفّر المظاهر، ولا يعتبر طلاقا.

15: غيمصوري جواهر الحسن أ

أحسنت بارك الله فيك وزادك علما وفضلا.
ج1: أحسنت، ولو أشرت إلى قول ابن عباس في المنافقين.

ج3: الظهار حرام شرعا، وتحرم به الزوجة حتى يكفّر المظاهر، ولا يعتبر طلاقا.
- خصمت نصف درجة على التأخير.

16: فاطمة أحمد صابر أ

أحسنت بارك الله فيك وزادك علما وفضلا.
- خصمت نصف درجة على التأخير.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 25 جمادى الآخرة 1438هـ/23-03-2017م, 12:34 PM
محمد شمس الدين فريد محمد شمس الدين فريد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: مصر
المشاركات: 163
افتراضي

المجموعة الرابعة:
1.حرّر القول في سبب نزول قوله تعالى: {وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله} الآية.
القول الأول: أنها نزلت في اليهود. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
أن اليهود دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم. فقالت عائشة: وعليكم السام و اللعنة، قالت: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يا عائشة، إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش". قلت: ألا تسمعهم يقولون: السام عليك؟ فقال رسول الله: "أو ما سمعت أقول وعليكم؟ ". فأنزل الله: "وإذا جاءوك حيَّوك بما لم يحيِّك به الله". أورده ابن كثير عن ابن أبي حاتم من حديث عائشة رضي الله عنها.
2- أن اليهود كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: سامٌ عليك، ثم يقولون في أنفسهم: "لولا يعذبنا الله بما نقول"، فنزلت هذه الآية: "وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير". أورده ابن كثير عن الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو.
القول الثاني: أنهم المنافقون. ذكره ابن كثير والسعدي.
عن بن عباسٍ في قوله تعالى: "وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله، قال: كان المنافقون يقولون لرسول الله إذا حيَّوه: "سامٌ عليك"؛ فقال الله تعالى:"حسبهم جهنّم يصلونها فبئس المصير". أورده ابن كثير عن العوفي.

.فسّر قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)} المجادلة.
يقول تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدِّموا بين يديّ نجواكم صدقة" أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين أن يقدموا صدقة إذا أرادوا مساررة الرسول صلى الله عليه وسلم في أمر من الأمور.
"ذلك خير لكم وأطهر" والعلة في هذا الأمر الإلهي أن الصدقة تطهر المؤمن وتزكيه؛ لتكون نفسه صالحة مؤهلة لمناجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن حِكَم هذا الأمر بالصدقة بين يدي مناجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم التخفيف عليه صلى الله عليه وسلم بتمييز الحريص على العلم والخير ممن يتكثَّر بالكلام وتضييع الأوقات.
"فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم" وهذه هي قاعدة الشريعة المستمرة في مراعاة الأحوال ورفع الحرج عمن يعسر عليه فعل أمر ما؛ فإنه يجد الله تعالى غفورا رحيما، وفي هذه الحالة يجوز لمن عسرت عليه الصدقة بين يدي المناجاة أن يتركها راجيا غفران الله تعالى ورحمته.
"أأشفقتم بين يدي نجواكم صدقات، فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم": نسخت هذه الآيةُ الآيةَ قبلها حيث شق على المسلمين دفع الصدقة بين مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد جاء عن قتادة أن الحكم لم يبق إلا ساعة من نهار، وعن مقاتل عشر ليال، وورد أنه لم يعمل به سوى علي رضي الله عنه.
"فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله" فإذا تثاقلتم عن تلك الصدقة؛ فاثبتوا على أوامر الله تعالى والتي هي اركان الدين من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، ثم طاعة الله ورسوله والتسليم للشرع المنزل.
"والله خبير بما تعملون" فيحاسبكم بأعمالكم.
3.بيّن معنى الظهار وحكمه.
الظهار هو ان يقول الرجل لزوجته أنت علي كظهر أمي، وحكمه التحريم، وقد كان في الجاهلية يعد طلاقا تحرم به المرأة على زوجها، وقد جاء شرع الله بالتخفيف على من وقع في هذا الفعل بأن يكفر عن فعلته حتى تحل له زوجته، والكفارة فيه مرتبة تبدأ بعتق رقبة قبل أن يمس زوجته، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين قبل المس أيضا، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا لكل مسكين نصف صاع من طعام أو مد من بر ويبدأ بالإطعام قبل المس ولا يشترط أن يتمه قبله.

4.استدلّ على فضل المهاجرين والأنصار.
في المهاجرين قال تعالى: "للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون"
وفي الأنصار قال سبحانه: "والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون"

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 26 جمادى الآخرة 1438هـ/24-03-2017م, 01:36 PM
مريم عادل المقبل مريم عادل المقبل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 59
افتراضي

المجموعة الثانية
حرّر القول في معنى العود في قوله تعالى: {ثم يعودون لما قالوا}.

قيل.. المعنى العود في الظهار وارتكابه مرة اخرى قبل الكفاره
وقيل .. الرغبة في جماع الزوجه قبل الكفارة
وقيل .. العودة في ذلك والرجعة عنه

2. فسّر قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9)
يؤدب الله عباده المؤمنين بآداب في حديثهم ونجواهم حيث يأمرهم ان لا يتناجوا بالاثم والسوء والفرقة والشر والمعصية، ولكن اباح لهم التناجي بالبر والاصلاح والتقوى والخير ، ومافيه صلاح الامر وخير الدنيا والاخره ، ثم امرهم بتقوى الله ومخافته وان يجعلوا بينهم وبين عذابه وقاية بفعل المامور وترك المحذور قبل الحساب والحشر اليه سبحانه .

إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)} المجادلة.
بين تعالى ان النجوى من فعل الشيطان ليحزن المؤمنين ويزرع بينهم الفرقة والخلاف والشقاق وسوء الظن ، لذلك نهى الرسول ان يتناجى اثنان دون الثالث الا بعد رضاه وبين ان ذلك يحزنه ، ثم طمئن الله عباده المؤمنين انه لن يصيبهم من ضرر الشيطان شيء الا بإذن الله والواجب عليهم التوكل على الله وتفويض كل امرهم لله .. ولن يصيبهم الا ما اذن الله به ..

3. بيّن سبب نزول سورة الحشر.
نزلت سورة الحشر في يهود بني النضير كانوا قد عاهدوا الرسول عهدا .. فذهب اليهم .. فتناجى رجلان منهم واتفقوا على قتل الرسول برمي الرحى فوق راسه .. ففضحهم الله بالوحي من عنده ، فخرج من عندهم رسول الله وامر بقتلهم واجلائهم من المدينة لارض المحشر وهي الشام .. ولم يسمح لهم الا بأخذ اولادهم واهلهم و ماتحمله ركابهم ..
فكانوا يحملون معهم ما استحسنوه من بيوتهم من ابواب وخشب فيخربونها .. وكانوا قبل حلائهم يخربون بيوت المؤمنين بافسادها ..


4. استدلّ على شرط الإيمان في الرقبة المعتقة في كفّارة الظهار.
من اشترط في ذلك الايمان فانه قاسها على كفارة القتل والا فإن الايه في المجادلة لم تذكر شرط الايمان ..والله اعلم

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 5 صفر 1439هـ/25-10-2017م, 05:29 PM
هيئة التصحيح 10 هيئة التصحيح 10 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 424
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


تتمة تصحيح مجلس مذاكرة تفسير سورة المجادلة وأول عشر آيات من سورة الحشر.



محمد شمس الدين فريد أ
جزاك الله خيرا وأحسن إليكِ.

- خصمت نصف درجة على التأخير.


مريم عادل المقبل د
جزاك الله خيرا وأحسن إليكِ.
- في السؤال الأول أقوال أخرى وفاتك نسبة الأقوال لقائليها.
- اختصرت جدا في سؤال التفسير.
ج3:أ- لو نقلت الآثار الواردة في ذلك وتراجع إجابة الأخت فداء.
ج3:ب- وذكر ابن كثير أن هذا قول الشافعي رحمه الله تعالى.
- خصمت نصف درجة على التأخير.






والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir