دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 صفر 1439هـ/9-11-2017م, 01:20 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السابع: مجلس مذاكرة القسم الثاني من مقاصد مقدمة تفسير ابن كثير

مجلس مذاكرة مقاصد مقدمة تفسير ابن كثير


اختر إحدى المجموعات التالية، ثم أجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: اذكر حكم تفسير القرآن، وبيّن فضله.
2: ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة

3: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف.


المجموعة الثانية:
1
: بيّن فضل القرآن وأهله.

2: اذكر أقوال أهل العلم في قراءة القرآن بالألحان المحدثة.
3: تكلم عن جمع القرآن في العهد النبويّ.

المجموعة الثالثة:
1: تكلّم عن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه.
2: بيّن معنى التغنّي بالقرآن.
3: أيهما أفضل: القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر قلب؟

المجموعة الرابعة:
1: تكلم عن جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه.
2: اذكر أهم الآداب الواجبة أثناء تلاوة القرآن.

3: بيّن حكم نسيان القرآن.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 صفر 1439هـ/10-11-2017م, 10:30 AM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

المجموعة الرابعة:
1: تكلم عن جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه.
كان جمع سيدنا عثمان بهدف عدم الاختلاف في القرآن، وذلك لما رأى حذيفة بن اليمان اختلاف أهل الشام والعراق في فتح أرمينية وأذربيجان، وافتراقهم في القراءة على حروف شتى، فقال لعثمان: أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى.
فأرسل إلى أم المؤمنين حفصة أن ترسل إليه بالصحف التي أخذتها من عمر بعد أن أخذها من الصديق بعد جمعه لها ليكتبها في مصحف واحد ويضعه على العرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره - عليه الصلاة والسلام- فيجمع الناس على القراءة به وترك ما سوى ذلك، ففعلت حفصة وأمر عثمان هؤلاء الأربعة وهم زيد بن ثابت الأنصاري، وعبد الله بن الزبير بن العوام، وسعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، فجلس هؤلاء النفر الأربعة يكتبون القرآن نسخا، وإذا اختلفوا في وضع الكتابة على أي لغة رجعوا إلى عثمان، كما اختلفوا في التابوت أيكتبونه بالتاء أو الهاء، فقال زيد بن ثابت: إنما هو التابوه وقال الثلاثة القرشيون: إنما هو التابوت فترافعوا إلى عثمان فقال: اكتبوه بلغة قريش، فإن القرآن نزل بلغتهم.
كما روى البخاري: عن أنس بن مالك، أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنهما وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة. فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. قال ابن شهاب الزهري: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت: سمع زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، التمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} الأحزاب: 23، فألحقناها في سورتها في المصحف.
وروى أبو بكر بن أبي داود: عن مصعب بن سعد قال: قام عثمان فخطب الناس فقال: يا أيها الناس عهدكم بنبيكم منذ ثلاث عشرة وأنتم تمترون في القرآن، وتقولون: قراءة أبي وقراءة عبد الله، يقول الرجل: والله ما تقيم قراءتك، وأعزم على كل رجل منكم ما كان معه من كتاب الله شيء لما جاء به، فكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن حتى جمع من ذلك كثرة، ثم دخل عثمان فدعاهم رجلا رجلا فناشدهم: لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أملاه عليك؟ فيقول: نعم، فلما فرغ من ذلك عثمان قال: من أكتب الناس؟ قالوا: كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت. قال: فأي الناس أعرب؟ قالوا: سعيد بن العاص. قال عثمان: فليمل سعيد، وليكتب زيد. فكتب زيد مصاحف ففرقها في الناس، فسمعت بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون قد أحسن. إسناد صحيح.
وروى أيضا: عن كثير بن أفلح قال: لما أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلا من قريش والأنصار، فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت، قال: فبعثوا إلى الربعة التي في بيت عمر فجيء بها، قال: وكان عثمان يتعاهدهم، وكانوا إذا تدارؤوا في شيء أخروه. قال محمد: فقلت لكثير -وكان فيهم فيمن يكتب- : هل تدرون لم كانوا يؤخرونه؟ قال: لا. قال محمد: فظننت ظنا إنما كانوا يؤخرونها لينظروا أحدثهم عهدا بالعرضة الأخيرة فيكتبونها على قوله. صحيح أيضا.

ثم رد عثمان الصحف إلى حفصة، وبعث بالمصاحف الأئمة إلى الآفاق، مصحفا إلى أهل مكة، ومصحفا إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وترك عند أهل المدينة مصحفا، وأمر بما عدا ذلك من مصاحف الناس أن يحرق لئلا تختلف قراءات الناس في الآفاق، وقد وافقه الصحابة في عصره على ذلك ولم ينكره أحد منهم، وإنما نقم عليه ذلك أولئك الرهط الذين تمالؤوا عليه وقتلوه، قاتلهم الله، وفي ذلك جملة ما أنكروا مما لا أصل له، وأما سادات المسلمين من الصحابة، ومن نشأ في عصرهم ذلك من التابعين، فكلهم وافقوه. وكان هذا الجمع من أكبر مناقبه.
كما روى أبو داود الطيالسي وابن مهدي وغندر: عن سويد بن غفلة، قال علي حين حرق عثمان المصاحف: لو لم يصنعه هو لصنعته.
وروى أبو بكر بن أبي داود: عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، قال: أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم ينكر ذلك منهم أحد. وهذا إسناد صحيح.
وروى أيضا: عن ثابت بن عمارة الحنفي، قال: سمعت غنيم بن قيس المازني قال: قرأت القرآن على الحرفين جميعا، والله ما يسرني أن عثمان لم يكتب المصحف، وأنه ولد لكل مسلم كلما أصبح غلام، فأصبح له مثل ما له. قال: قلنا له: يا أبا العنبر، ولم؟ قال: لو لم يكتب عثمان المصحف لطفق الناس يقرؤون الشعر.
وروى: عن أبي مجلز قال: لولا أن عثمان كتب القرآن لألفيت الناس يقرؤون الشعر.
وروى: عن أحمد بن سنان قال: سمعت ابن مهدي يقول: خصلتان لعثمان بن عفان ليستا لأبي بكر ولا لعمر: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف.
وأما ترتيب السور والآيات في المصحف العثماني:
فقد روى ابن جرير وأبو داود والترمذي والنسائي: عن ابن عباس قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينها ولم تكتبوا بينها سطر "بسم الله الرحمن الرحيم"، ووضعتموها في السبع الطوال؟ ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان: كان رسول الله مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا أنزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أول ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، وحسبت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" فوضعتها في السبع الطوال.
واستنبط ابن كثير من هذا الرواية: أن ترتيب الآيات في السور أمر توقيفي متلقى عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما ترتيب السور فمن أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه.

2: اذكر أهم الآداب الواجبة أثناء تلاوة القرآن.

1. الإخلاص وعدم المراءاة بتلاوته أو التآكل به:
- روى البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي: عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، ويقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر في النصل فلا يرى شيئا، وينظر في القدح فلا يرى شيئا، وينظر في الريش فلا يرى شيئا، ويتمارى في الفوق)).
- وروى البخاري: عن أنس بن مالك، عن أبي موسى، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب، والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة طعمها مر أو خبيث وريحها مر)).
ففي الحديث الأول ذم للخوارج، والحديث الثاني ذم للمنافقين، وذلك على مراءاتهم بأعمالهم، وعدم انتفاعهم بتلاوتهم للقرآن.
- وروى أحمد: عن أبي سعيد أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك خطب الناس وهو مسند ظهره إلى نخلة فقال: ((ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس؛ إن من خير الناس رجلا عمل في سبيل الله على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدميه حتى يأتيه الموت، وإن من شر الناس رجلا فاجرا جريئا يقرأ كتاب الله، ولا يرعوي إلى شيء منه)).
- وروى الإمام أحمد: عن أنس بن مالك قال: بينما نحن نقرأ فينا العربي والعجمي والأسود والأبيض، إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أنتم في خير تقرؤون كتاب الله وفيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيأتي على الناس زمان يثقفونه كما يثقف القدح، يتعجلون أجورهم ولا يتأجلونها)).
وفي هذا الحديث ذم للفاجر على التآكل بالقرآن.
- وروى أحمد: عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أكثر منافقي أمتي قراؤها)).

2. طول المعايشة مع القرآن:
- روى الحافظ أبو بكر البزار: عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: من شغله قراءة القرآن عن دعائي أعطيته أفضل ثواب السائلين)).

3. الترتيل والتمهل في قرائته ومد الصوت به:
- قال الله عز وجل: {ورتل القرآن ترتيلا} [المزمل: 4]، وقال تعالى: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث} [الإسراء: 106].
- روى مسلم عن أبي وائل، عن عبد الله قال: غدونا على عبد الله، فقال رجل: قرأت المفصل البارحة، فقال: هذا كهذ الشعر، إنا قد سمعنا القراءة، وإني لأحفظ القراءات التي كان يقرأ بهن النبي صلى الله عليه وسلم ثمان عشرة سورة من المفصل، وسورتين من آل حم.
- وروى أبو عبيد: عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته؛ بسم الله الرحمن الرحيم {الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين} وهكذا.
- وروى أبو عبيد: عن إبراهيم قال: قرأ علقمة على عبد الله، فكأنه عجل، فقال عبد الله: فداك أبي وأمي، رتل فإنه زين القرآن.
- ورى البخاري: عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان يمد مدا.

4. التدبر والفهم:
- قال الله تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته} [ص: 29].
- وروى أحمد: عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقه)).
- وروى البخاري: عن أبي جمرة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة وإني أقرأ القرآن في ثلاث فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة فأدبرها وأرتلها أحب إلي من أن أقرأ كما تقول.

5. التجاوب والتفاعل مع القراءة:
- روى أحمد: عن عائشة أنه ذكر لها أن ناسا يقرؤون القرآن في الليل مرة أو مرتين، فقالت: أولئك قرؤوا ولم يقرؤوا، كنت أقوم مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة التمام، فكان يقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء، فلا يمر بآية فيها تخوف إلا دعا الله واستعاذ، ولا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله ورغب إليه.

6. تحسين الصوت بقرائته:
- وروى الحافظ أبو بكر البزار: عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لكل شيء حلية، وحلية القرآن الصوت الحسن)). ابن المحرر ضعيف.
- وروى الحافظ أبو يعلى: عن أنس قال: قعد أبو موسى في بيت واجتمع إليه ناس، فأنشأ يقرأ عليهم القرآن، قال: فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله ألا أعجبك من أبي موسى أنه قعد في بيت فاجتمع إليه ناس فأنشأ يقرأ عليهم القرآن قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتستطيع أن تقعدني حيث لا يراني منهم أحد؟)). قال: نعم. قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقعده الرجل حيث لا يراه منهم أحد، فسمع قراءة أبي موسى فقال: ((إنه ليقرأ على مزمار من مزامير داود، عليه السلام)). غريب وفيه يزيد الرقاشي ضعيف.

- وروى الطبراني: عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحسنوا الأصوات بالقرآن)).

7. دوام التلاوة وتعاهد القرآن:
- روى الإمام أحمد: عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل القرآن مثل الإبل المعقلة إن تعاهدها صاحبها أمسكها، وإن تركها ذهبت)).

- وروى الطبراني: عن عبيدة المليكي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: ((يا أهل القرآن، لا توسدوا القرآن، واتلوه حق تلاوته من آناء الليل والنهار، وتغنوه وتقنوه، واذكروا ما فيه لعلكم تفلحون، ولا تستعجلوا ثوابه، فإن له ثوابا)).

- وفي سنن ابن ماجة: عن عقبة بن عامر مرفوعا: ((من تعلم القرآن ثم تركه فقد عصاني)).

- وقال إسحاق بن راهويه وغيره: يكره لرجل أن يمر عليه أربعون يوما لا يقرأ فيها القرآن، كما أنه يكره له أن يقرأ في أقل من ثلاثة أيام.

8. القراءة من المصحف:
- روى أبو عبيد: عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فضل قراءة القرآن نظرا على من يقرأه ظهرا، كفضل الفريضة على النافلة)) وهذا الإسناد ضعيف فإن معاوية بن يحيى هو الصدفي أو الأطرابلسي، وأيهما كان فهو ضعيف.

- وقال الثوري عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود قال: أديموا النظر في المصحف.

9. التباكي عند قرائته:
- روى الطبراني: عن ابن عباس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أحسن الناس قراءة من قرأ القرآن يتحزن به)).

10. الدعاء عند ختمه:
روى الطبراني: عن ثابت، أن أنس بن مالك، رضي الله عنه: كان إذا ختم القرآن جمع أهله وولده فدعا لهم.

11. متابعة الختمات:
- وروى الطبراني: عن ابن عباس قال: "سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: ((الحال المرتحل)). قال: يا رسول الله، ما الحال المرتحل؟ قال: ((صاحب القرآن يضرب في أوله حتى يبلغ آخره، وفي آخره حتى يبلغ أوله)) ".

12. اتباعه والعمل به:
- وروى أبو بكر البزار: عن عبد الله بن مسعود قال: ((إن هذا القرآن شافع مشفع، من اتبعه قاده إلى الجنة، ومن تركه أو أعرض عنه -أو كلمة نحوها- زج في قفاه إلى النار)).
- وروى الطبراني: عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اتبع كتاب الله هداه الله من الضلالة، ووقاه سوء الحساب يوم القيامة، وذلك أن الله عز وجل يقول: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى} [طه: 123] )).

13. التخلق بأخلاق القرآن، وعدم اللهو والخوض:
- روى الطبراني: عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه، غير أنه لا يوحى إليه، ومن قرأ القرآن فرأى أن أحدا أعطي أفضل مما أعطي فقد عظم ما صغر الله، وصغر ما عظم الله، وليس ينبغي لحامل القرآن أن يسفه فيمن يسفه، أو يغضب فيمن يغضب، أو يحتد فيمن يحتد، ولكن يعفو ويصفح، لفضل القرآن)).

14. عدم المراء والجدال فيه:
- روى البزار: عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مراء في القرآن كفر)). ثم قال: عنبسة: هذا ليس بالقوي. وعنده فيه إسناد آخر.
- وروى البخاري: عن جندب بن عبد الله، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه)).
- وروى عبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه: عن زر بن حبيش قال: قال عبد الله بن مسعود: تمارينا في سورة من القرآن فقلنا: خمس وثلاثون آية، ست وثلاثون آية قال: فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدنا عليا يناجيه فقلنا له: اختلفنا في القراءة، فاحمر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال علي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تقرؤوا كما قد علمتم.
- وروى البخاري: عن عبد الله -هو ابن مسعود- "أنه سمع رجلا يقرأ آية سمع النبي صلى الله عليه وسلم قرأ خلافها، فأخذت بيده فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((كلاكما محسن فاقرآ)) أكبر علمي قال: ((فإن من كان قبلكم اختلفوا فأهلكهم الله عز وجل)) ".

3: بيّن حكم نسيان القرآن.
ذكر ابن كثير الأحاديث والآثار الواردة في نسيان القرآن، ثم عقب عليها بأن مضمونها في كثرة تلاوة القرآن واستذكاره وتعاهده لئلا يكون عرضة للنسيان، وأن العبد ليس مؤاخذ على النسيان إذا كان بعد حرص واجتهاد، لأن النسيان ليس من فعله، كما بني الفعل للمجهول في الحديث (بل هو نُسي)، وأن الخطر الشديد المذكور في الأحاديث إذا كان النسيان سببه تهاون العبد وتقصيره وتغافله عن القرآن وإعراضه عنه، استدلالا بقوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}.

بعض الأحاديث والآثار الواردة في باب نسيان القرآن:
- روى الإمام أحمد: عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل القرآن إذا عاهد عليه صاحبه فقرأه بالليل والنهار، كمثل رجل له إبل، فإن عقلها حفظها، وإن أطلق عقالها ذهبت، فكذلك صاحب القرآن).
- وروى مسلم: عن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بئس ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل نسي، واستذكروا القرآن فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم). (التفصي: التخلص والتفلت)

- وروى الإمام أحمد: عن موسى بن علي: سمعت أبي يقول: سمعت عقبة بن عامر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعلموا كتاب الله، وتعاهدوه وتغنوا به، فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تفلتا من المخاض في العقل).

- وروى الإمام أحمد: عن سعد بن عبادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أمير عشرة إلا ويؤتى به يوم القيامة مغلولا لا يفكه من ذلك الغل إلا العدل، وما من رجل قرأ القرآن فنسيه إلا لقي الله يوم القيامة يلقاه وهو أجذم).

- وروى أبو عبيد: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة والبعرة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أكبر من آية أو سورة من كتاب الله أوتيها رجل فنسيها).

- وروى أبو عبيد: عن إبراهيم قال: قال عبد الله -يعني ابن مسعود- : إني لأمقت القارئ أن أراه سمينا نسيا للقرآن.
- وروى أيضا: عن عبد العزيز بن أبي رواد قال: سمعت الضحاك بن مزاحم يقول: ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب يحدثه؛ لأن الله تعالى يقول: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} [الشورى: 30]، وإن نسيان القرآن من أعظم المصائب.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 صفر 1439هـ/10-11-2017م, 11:26 AM
إجلال سعد علي مشرح إجلال سعد علي مشرح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 275
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثالثة:
1: تكلّم عن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ارتد من ارتد من المسلمين وامتنع بعض المسلمين عن دفع الزكاة ؛ فقام أبو بكر رضي الله عنه بقاتل هؤلاء ،وومما يذكر في معركة اليمامة وهي المعركة بين جيش المسلمين وجيس مسيلمة الكذاب والمرتدين ،فقتل فيها نحو خمسة مئة من قراء القرآن فخشي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذهاب القرآن فأشار إلى أبي بكر بجمع القرآن فلم يزل به حتى وافق ،فوكل أبي بكر الصديق رضي الله عنه زيد بن ثابت لهذه المهمة وهاهو زيد يروي القصة :
عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت قال:
أرسل إلى أبو بكر -مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز} [التوبة: 128] حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.
فقام زيد بن ثابت بجمع القرآن من العسب :وهومن السعف فويق الكرب لم ينبت عليه الخوص.
واللخاف :وهي القطعة من الحجارة مستدقة، كانوا يكتبون عليها.
وصدور الرجال:وهم ممن حفظوا القرآن عن ظهر قلب .
ثم بعد جمعه كان عند أبي بكر إلى أن توفي ثم عند عمر الفاروق إلى أن توفي ثم عند أبنته حفصة إلى أن ماتت ،فأخذه ابن عمر وأحرقه لكي لا يخالف الجمع الثاني للقرآن الذي جمع على عهد عثمان رضي الله عنهم جميعا .


2: بيّن معنى التغنّي بالقرآن.
أن يحسن القارئ صوته ويزينه عند قراءة القرآن وليس المقصود القراءة بالالحان
ومن الأحاديث الواردة في ذلك :
ما رواه البخاري :عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((لم يأذن الله لشيء، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن))
- وقال صاحب له: يريد يجهر به.
-قال حرملة: (سمعت ابن عيينة يقول :أن معناه
يستغني به).
- قال لي الشافعي: ليس هو هكذا، ولو كان هكذا لكان يتغانى به، وإنما هو يتحزن ويترنم به.
ومما يؤيد قول الشافعي :مارواه الطبراني : عن ابن عباس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إن أحسن الناس قراءة من قرأ القرآن يتحزن به))

- وقال ابن كثير في معنى الحديث:
أن الله ما استمع لشيء كاستماعه لقراءة نبي يجهر بقراءته ويحسنها، وذلك أنه يجتمع في قراءة الأنبياء طيب الصوت لكمال خلقهم وتمام الخشية، وذلك هو الغاية في ذلك.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم :"زينوا القرآن بأصواتكم ".

المراد من تحسين الصوت :
التطريب والتحزين والخشوع عند قراءة القرآن .

ومن الصحابة الذين عرفوا بحسن الصوت القراءة :
- أبو موسى الأشعري.
- سالم مولى أبي حذيفة .




3: أيهما أفضل: القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر قلب؟
اختلف العلماء في ذلك على قولين :
1- أن القراءة عن ظهر قلب أفضل
ما يدل على ذلك:
أنه، عليه السلام، قال لرجل:
((فما معك من القرآن؟)).
قال: معي سورة كذا وكذا، لسور عددها. قال:
((أتقرؤهن عن ظهر قلبك؟))
قال: نعم. قال:
((اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن)).

وهذا الذي أورده البخاري ،يفهم منه بأن القراءة عن ظهر قلب أفضل.

2- أن القراءة من المصحف أفضل وأثبت ،قاله كثير من العلماء .
مستدلين بما ورد في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام :
((فضل قراءة القرآن نظرا على من يقرأه ظهرا، كفضل الفريضة على النافلة)) والحديث إسناده ضعيف .
وما جاء عن ابن مسعود : أديموا النظر في المصحف.

يمكن الجمع بين الأقول بالتفصيل في المسألة :
إذا كان الخشوع في القراءة عن ظهر قلب كان أفضل من القراءة من المصحف ،وأما إذا كان الخشوع من القراءة من المصحف ،فعند ذلك تكون القراءة من المصحف أفضل ،فإن استويا فالقراءة نظرا أولى لأنها أثبت وتميزها بالنظر في المصحف .
وهذا ما ذهب إله أبو زكريا النووي وفعل السلف محمول على هذا التفصيل.


هذا والحمدلله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 صفر 1439هـ/11-11-2017م, 09:18 AM
شادن كردي شادن كردي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 384
Post

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
1: اذكر حكم تفسير القرآن، وبيّن فضله.
واجب على العلماء تفسيره وبيان معانيه
وقد حث الله الناس على تفهمه وتدبره فهو مندوب فقال سبحانه:
( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )
ومن فضله :
فهم كلام الله والتعبد له بذلك
وهو أعظم معين على التدبر ثم العمل به والدعوة إلى الله
وهو والله حياة القلوب والأبدان وربيعهما كما تحيا الأرض بالماء تحيا القلوب بكتاب ربها ينبغي لكل مسلم العناية بتدبره وفهمه قال تعالى: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون * اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون)
2: ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة
أحسن طرق التفسير أن يفسر القرآن بالقرآن فما أجمل في مكان فصل في آخر
فإن لم يوجد ففي السنة فإنها شارحة للقرآن ومبينة له
قال تعالى :{وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه))
وكما في الحديث بسند جيد حين بعث النبي الكريم معاذا إلى اليمن فقال له ((بم تحكم؟)). قال: بكتاب الله. قال: ((فإن لم تجد؟)). قال: بسنة رسول الله. قال: ((فإن لم تجد؟)). قال: أجتهد برأيي. قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره، وقال: ((الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله))
فإن لم يوجد فيهما رجعنا لأقوال الصحابة فهم أعلم لشهودهم التنزيل وعلمهم بالقرائن وفهمهم التام وعلمهم الصحيح قال ابن مسعود : والذي لا إله غيره، ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وأين نزلت ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته.

فإن لم يوجد في الوحيين ولا أقوال الصحابة رجعنا إلى أقوال التابعين كمجاهد الذي عرض القرآن من فاتحته إلى خاتمته على ابن عباس ثلاث عرضات
وكسعيد بن جبير وعطاء وغيرهم
إذا أجمعوا على الشيء فلا يرتاب في كونه حجة، أما إن اختلفوا فيرجع في ذلك إلى لغة القرآن أو السنة أو عموم لغة العرب، أو أقوال الصحابة ،أما تفسير القرآن بالرأي وحده فحرام وكان الصحابة يتحرجون من التفسير بالرأي

3: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف.

اختلف فيها العلماء على سبعة أوجه :
1-أنه بسبع معان متقاربة بألفاظ مختلفة مثل أقبل وهلم. وهو قول أكثر العلماء
2- ليس المراد كله بالسبع أحرف إنما بعضه وبعضه .قاله أبوعبيد وابن عطية .
3-لغات العرب السبع منحصرة في لغة مضر
4- أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء
منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل :ويضيق صدري بضم القاف وفتحها
ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه:مثل باعد بين أسفارنا بكسر العين وفتحها
وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف:ننشزها أو ننشرها
أو باختلاف الكلمة مع بقاء المعنى :كالعهن المنفوش وكالصوف المنفوش
أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى :مثل :وطلح منضود، وطلع منضود
بالتقدم والتأخر:مثل وجاءت سكرة الموت بالحق ، وجاءت سكرة الحق بالموت
بالزيادة:تسع وتسعون نعجة أنثى
5-أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وللإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني، وكذا نفاه القاضي الباقلاني
والحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف :
الإباحة والرخصة لهم أول نزوله والتهوين والتخفيف على أمته
كما ورد في الحديث عند مسلم :
عن أبي بن كعب، قال: كنت في المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فقمنا جميعا، فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرآ))، فقرآ، فقال: ((أصبتما)). فلما قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال، كبر علي ولا إذا كنت في الجاهلية، فلما رأى الذي غشيني ضرب في صدري ففضضت عرقا، وكأنما أنظر إلى رسول الله فرقا فقال: ((يا أبي، إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة تسألنيها)). قال: ((قلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام))
وحديث قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: ((إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ الفاني، والعجوز الكبيرة، والغلام، فقال: مرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف))
قال الطحاوي وغيره:كان ذلك رخصة أن يقرأ الناس القرآن على سبع لغات، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش
وقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ وقالوا :
كان رخصة في أول الأمر، ثم نسخ بزوال العذر وتيسير الحفظ وكثرة الضبط وتعلم الكتابة.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 صفر 1439هـ/11-11-2017م, 03:43 PM
للا حسناء الشنتوفي للا حسناء الشنتوفي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 384
افتراضي

أبدأ مستعينة بالله تعالى الإجابة على المجموعة الثالثة

1: تكلّم عن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه.

قال ربنا سبحانه : (إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون)، و من أصدق من الله قيلا، فقد قيض الله تعالى لهذه الأمة من جمع كتابه و من كتبه و من جمع الأمة عليه، بعد وفاة نبيه صلى الله عليه و سلم، و منهم الصديق أبو بكر رضي الله تعالى عنه…
لما انتقل رسولنا صلى الله عليه و سلم إلى الرفيق الأعلى، ولي الصديق رضي الله عنه الخلافة، فقاتل المرتدين، و قاتل مانعي الزكاة، و كان ممن قاتلهم مسيلمة الكذاب و من ارتد معه، فاستحر القتل بالقراء باليمامة، حتى خشي عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن يندرس القرآن أو أن يذهب بعضه بموت حفاظه، فأشار على أبي بكر أن يجمع القرآن، فراجعه قليلا ليستثبت الأمر ثم شرح الله صدره لذلك فوافقه، و راجعهما كذلك زيد بن ثابت ثم وافقهما، فتتبع زيد القرآن يجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ثم جمعه في الصحف، و بقيت عند الصديق مدة خلافته ثم انتقلت إلى عمر رضي الله تعالى عنه.

و قد جاء ذلك في رواية البخاري رحمه الله تعالى عن زيد بن ثابت أنه قال : أرسل إلى أبو بكر -مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز} [التوبة: 128] حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.
و قد وصلنا القرآن الكريم من هؤلاء الأمناء رضي الله تعالى عنهم كما أقرأهم إياه رسول الله صلى الله عليه و سلم، و كان ما فعله الصديق و الفاروق من أعظم المصالح الدينية و أكبرها، فرضي الله عنهم جميعا و رزقنا صحبتهم في الجنة.

2: بيّن معنى التغنّي بالقرآن.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم يأذن الله لشيء، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن))، و قد اختلف علماء السلف في معنى التغني بالقرآن، قال سفيان أن المراد بذلك أن يستغني به عما عداه من أمور الدنيا ،و فسِّر كذلك بالجهر، وهو تحسين القراءة والتحزين بها، أي أن الله تعالى ما استمع لشيء كاستماعه لقراءة نبي يجهر بها و يحسنها، و ذلك لما اجتمع للأنبياء من جمال الصوت و عظيم الخشية، لكمال خَلقهم و خُلقهم، ر رجح ابن كثير في مقدمته هذا القول، مستدلا بحديث لفضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن يجهر به من صاحب القينة إلى قينته)).


3: أيهما أفضل: القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر قلب؟
ذهب الإمام البخاري رحمه الله تعالى إلى أن قراءة القرآن عن ظهر قلب أفضل من قراءته من المصحف، لكن ابن كثير رحمه الله تعالى نبّه على أن حديث البخاري يُحتمل أن يكون لشخص بعينه، و أنه -حسب سياق الحديث- إنما هو لأجل استثبات أنه يحفظ تلك السور عن ظهر قلب؛ وليس المراد أنه أفضل من التلاوة نظرا، ولا عدمه.
و أورد ابن كثير في مقدمته جملة من الآثار الدالة على ما ذهب إليه كثير من العلماء، بأن قراءة القرآن من المصحف أفضل؛ لأنه يشتمل على التلاوة والنظر في المصحف ،وهو عبادة، من ذلك : عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (أديموا النظر في المصحف)، و عنه أيضا : أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف، فقرؤوا، وفسر لهم.
فدلّ ذلك على أفضلية القراءة من المصحف حتى لا يُهجر، و كذلك لما قد يحتاجه الحافظ من الاستثبات عند النسيان، فيقل خطأه، و لأن الرجوع إلى المصحف أولى من الرجوع إلى أفواه الرجال.
ثم أورد قولا ثالثا لبعض العلماء مفاده، أن المدار في هذه المسألة على الخشوع في القراءة،فحيثما كان الخشوع كانت الأفضلية، سواء بالنظر في المصحف أو بالقراءة عن ظهر قلب، فإن استويا فالقراءة نظرا أولى؛ لأنها أثبت وتمتاز بالنظر في المصحف0
قال ابن كثير : قال الشيخ أبو زكريا النووي رحمه الله، في التبيان: والظاهر أن كلام السلف وفعلهم محمول على هذا التفصيل.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 صفر 1439هـ/11-11-2017م, 08:40 PM
عبدالعزيز ارفاعي عبدالعزيز ارفاعي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي

sس1: تكلّم عن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه.
لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتولى ابو بكر خلافة المسلمين أنفذ جيش أسامة الذي عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتد من العرب من أرتد ومنعوا الزكاة فما كان من أبو بكر رضي الله عنه إلا أن أعدّ الجيوش لقتال مانعي الزكاة رغم معارضة بعض الصحابة لهذا الأمر ومنهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعندما راجع ابو بكر في ذلك انشرح صدر الفاروق لهذا الفعل , وكان من ارتد كثير وبأسهم شديد مع مسيلمة الكذاب في حوالي مائة الف ,وقد تمركزوا في اليمامة فما كان الصحابة رضوان الله عليهم إلا أن ساروا لقتالهم بقيادة خالد بن الوليد في حوالي ثلاثة عشر الف مقاتل وكان أغلب قراء القرآن وحفظته من ضمن ذلك الجيش , ونكشف جيش الصحابة لكثرة من فيه من الأعراب، فنادى القراء من كبار الصحابة: يا خالد، يقولون: ميزنا من هؤلاء الأعراب فتميزوا منهم، وانفردوا، فكانوا قريبا من ثلاثة آلاف، ثم صدقوا الحملة، وقاتلوا قتالا شديدا، وجعلوا يتنادون: يا أصحاب سورة البقرة، فلم يزل ذلك دأبهم حتى فتح الله عليهم وولى جيش الكفار فارا، وأتبعتهم السيوف المسلمة في أقفيتهم قتلا وأسرا، وقتل الله مسيلمة، وفرق شمل أصحابه، ثم رجعوا إلى الإسلام، ولكن قتل من القراء يومئذ قريب من خمسمائة، رضي الله عنهم، ولهذا أشار عمر على الصديق بأن يجمع القرآن؛ لئلا يذهب منه شيء بسبب موت من يكون يحفظه من الصحابة بعد ذلك في مواطن القتال، فإذا كتب وحفظ صار ذلك محفوظا فلا فرق بين حياة من بلغه أو موته، فراجعه الصديق قليلا ليستثبت الأمر، ثم وافقه، وكذلك راجعهما زيد بن ثابت في ذلك ثم صارا إلى ما رأياه، رضي الله عنهم أجمعين، وهذا المقام من أعظم فضائل زيد بن ثابت الأنصاري حيث كلفه الصديق بهذا الأمر؛ وهذا الفعل من أعظم وأجل ما فعله الصديق في نصرة هذا الدين وافعاله كلها عظام,وهذا من سر قوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} , فجمع الصديق الخير وكف الشرور، رضي الله عنه وأرضاه. ولهذا روي غير واحد من الأئمة منهم وكيع وابن مهدي وقبيصة عن سفيان الثوري عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير عن عبد خير، عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، أنه قال: أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر، إن أبا بكر كان أول من جمع القرآن بين اللوحين. وإسناده صحيح.
2: بيّن معنى التغنّي بالقرآن.
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم يأذن الله لشيء، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن))
هذا الحديث هو العمدة في معنى التغني بالقرآن وقد ذكر ابن كثير في ذلك أقوال:
1- يستغني به وهو قول سفيان وقد رد ابن كثير ذلك فقال " فإن أراد: أنه يستغني عن الدنيا، وهو الظاهر من كلامه الذي تابعه عليه أبو عبيد القاسم بن سلام وغيره، فخلاف الظاهر من مراد الحديث؛ لأنه قد فسره بعض رواته بالجهر، وهو تحسين القراءة والتحزين به ,قال حرملة: سمعت ابن عيينة يقول: معناه: يستغني به، فقال لي الشافعي: ليس هو هكذا، ولو كان هكذا لكان يتغانى به، وإنما هو يتحزن ويترنم به،
2- يترنم به ويجهر بقراءته ويحسن صوته به,وهو قول وهب ابن منبه ورواه المزني والربيع عن الشافعي, وقد أخرج مسلم والنسائي من حديث سفيان بن عيينة ومعناه: أن الله ما استمع لشيء كاستماعه لقراءة نبي يجهر بقراءته ويحسنها، وذلك أنه يجتمع في قراءة الأنبياء طيب الصوت لكمال خلقهم وتمام الخشية، وذلك هو الغاية في ذلك,وهوسبحانه وتعالى يسمع أصوات العباد كلهم برهم وفاجرهم، كما قالت عائشة، رضي الله عنها: سبحان الله الذي وسع سمعه الأصوات، ولكن استماعه لقراءة عباده المؤمنين أعظم، واستماعه لقراءة أنبيائه أبلغ كما دل عليه هذا الحديث العظيم, ثم ذكر ابن كثير عدة أحاديث تؤيد هذا المعنى منها: مارواه ابن عبيد عن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (تعلموا كتاب الله واقتنوه وتغنّوا به), وهكذا رواه أحمد والنسائي في كتاب فضائل القرآن, قال ابو عبيد عن مولى فضالة ميسرة عن فضالة عن النبي صلى الله عليه وسلم (لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن يجهر به من صاحب القينة إلى قينته (
قال أبو عبيد: يعني: الاستماع. وقوله في الحديث الآخر: ما أذن الله لشيء)) أي: ما استمع.
ثم قال ابن كثير تعقيبا على هذا ايضا "قد فهم من هذا أن السلف، رضي الله عنهم، إنما فهموا من التغني بالقرآن: إنما هو تحسين الصوت به، وتحزينه، كما قاله الأئمة، رحمهم الله، ويدل على ذلك -أيضا- ما رواه أبو داود حيث قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن طلحة، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((زينوا القرآن بأصواتكم)).وأخرجه النسائي وابن ماجة.
والمراد من تحسين الصوت بالقرآن: تطريبه وتحزينه والتخشع به، كما روي عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو رأيتني وأنا أستمع قراءتك البارحة)). قلت: أما والله لو علمت أنك تستمع قراءتي لحبرتها لك تحبيرا)، فدل على جواز تعاطي ذلك وتكلفه، وقد كان أبو موسى كما قال، عليه السلام، قد أعطي صوتا حسنا وخشية تامة ورقة أهل اليمن الموصوفة، فدل على أن هذا من الأمور الشرعية.
3: أيهما أفضل: القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر قلب؟
ذكر ابن كثير االقولان:
الأول :أن القراءة عن ظهر قلب أفضل , بدليل أن البخاري رحمه الله أفرد لهذه الترجمة باباً بنفس العنوان وذكر حديث أبي حازم عن سهل بن سعد، ، وفيه أنه، عليه السلام، قال لرجل: ((فما معك من القرآن؟)). قال: معي سورة كذا وكذا، لسور عددها. قال: ((أتقرؤهن عن ظهر قلبك؟)). قال: نعم. قال: ((اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن))..
الثاني :أن القراءة من القرآن أفضل , حيث قال ابن كثير "ولكن الذي صرح به كثيرون من العلماء أن قراءة القرآن من المصحف أفضل؛ لأنه يشتمل على التلاوة والنظر في المصحف وهو عبادة، كما صرح به غير واحد من السلف، وكرهوا أن يمضي على الرجل يوم لا ينظر في مصحفه، واستدلوا على فضيلة التلاوة في المصحف بما رواه الإمام العلم أبو عبيد في كتابه فضائل القرآن:
عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فضل قراءة القرآن نظرا على من يقرأه ظهرا، كفضل الفريضة على النافلة)) وهذا الحديث ضعيف, وعن ابن مسعود رضي الله عنه قوله "أديموا النظر في المصحف",وعن ابن عباس، عن عمر: أنه كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأ فيه. وعن ابن عمر ايضا ذلك , ثم أورد ابن كثيرا لهذا التفضيل تعليلا حيث قال "هذه الآثار تدل على أن هذا أمر مطلوب لئلا يعطل المصحف فلا يقرأ منه، ولعله قد يقع لبعض الحفظة نسيان فيستذكر منه، أو تحريف كلمة أو آية أو تقديم أو تأخير، فالاستثبات أولى، والرجوع إلى المصحف أثبت من أفواه الرجال، فأما تلقين القرآن فمن فم الملقن أحسن؛ لأن الكتابة لا تدل على كمال الأداء، كما أن المشاهد من كثير ممن يحفظ من الكتابة فقط يكثر تصحيفه وغلطه، وإذا أدى الحال إلى هذا منع منه إذا وجد شيخا يوقفه على لفظ القرآن، فأما عند العجز عمن يلقن فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، فيجوز عند الضرورة ما لا يجوز عند الرفاهية، فإذا قرأ في المصحف -والحالة هذه- فلا حرج عليه", ثم ذكر ابن كثير أن افراد البخاري بترجمة لحديث أبي حازم عن سهل ابن سعد ليس دليلا على أفضلية القراءة عن ظهر قلب من المصحف لأنها قضية عين وقد يكون الرجل لايحسن القراءة من المصحف أصلا وقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ذلك, ثم أن تسميعه عن ظهر قلب لاستثبات ذلك ويريد أنه يعلمها لزوجه, هذا والله اعلم وأحكم

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23 صفر 1439هـ/12-11-2017م, 12:22 AM
رشا عطية الله اللبدي رشا عطية الله اللبدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 340
افتراضي

حل مجلس مذاكرة القسم الثاني من تلخيص مقاصد مقدمة ابن كثير
المجموعة الثالثة:
1: تكلّم عن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه.
لما استحر القتل بالقراء في يوم اليمامة وهو اليوم الذي قاتل فيه الجيش المؤمنون مسيلمة الكذاب ومن معه من المرتدين وكانوا قرابة مائة ألف , فأرسل لهم أبي بكر خالد بن الوليد ومعه قرابة ثلاثة عشر من المسلمين , فلما انكشف جيش المسلمين وفر كثير منه لكثرة الأعراب نادوا يا خالد ميزنا من هؤلاء الأعراب فتميزوا وأصبحوا يتنادون يا أصحاب سورة البقرة ومازال ذلك دأبهم حتى فر جيش الأعداء ولحقوهم قتلاً وأسراً , فقتل من القراء قرابة 500 قارئ , فتنبه للذك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأشار على أبي بكر رضي الله عنه بجمع القرآن لئلا يذهب بقتل من كان يحفظه من الصحابة في مواطن أخرى من القتال فيصبح حياة وموت من بلغه سواء إذا حفظ وثبت في المصاحف , راجع أبي بكر رضي الله عنه عمر بن الخطاب في الأمر لتثبت ثم وافقه , ثم أمر أبي بكر زيد بن ثابت بجمعه وكتابته وقال له : قد كنت تكتب الوحي لرسول الله فأمره بجمع القرآن وكتابته , فكان زيد بن ثابت رضي الله عنه يقول : والله لو طلب مني نقل جبل من مكانه لكان أهون علي من لمكانة القرآن وأمانة تبليغه عنده , وهذا من أعظم مناقب زيد بن ثابت رضي الله عنه فيقول : تتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز} [التوبة: 128] حتى خاتمة براءة . وكان أبي بكر رضي الله عنه امرهم ان لا يقبلوا آية الى بشهادة رجلين وكانت هذه الآية من آخر سورة التوبة مع الصحابي خزيمة الأنصاري الذي جعلت شهادته بشهادة رجلين من النبي صلى الله عليه وسلم لما شهد له عندما ابتاع الفرس من الإعرابي .
روي غير واحد من الأئمة منهم وكيع وابن مهدي وقبيصة عن سفيان الثوري عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير عن عبد خير، عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، أنه قال: أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر، إن أبا بكر كان أول من جمع القرآن بين اللوحين. هذا إسناده صحيح.
وهذا من أعظم وأجل ما قام به أبي بكر الصديق ضي الله عنه فإنه قاتل المرتدين من مانعي الزكاة والفرس والروم وبعث البعوث والسرايا وجمع القرآن من صدور الرجال حتى حفظ الله به كتابه الكريم تصديقا لقوله تعالى : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )

2: بيّن معنى التغنّي بالقرآن.
سنورد أولاً بعض النصوص التي ذكر فيها الأمر بالتغني بالقرآن ثم نذكر أقوال أهل العلم الواردة في معنى التغني الذي ذكر فيها
1) عن علي بن رباح اللخمي، عن عقبة بن عامر قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونحن في المسجد نتدارس القرآن، فقال: ((تعلموا كتاب الله واقتنوه)). قال: وحسبت أنه قال: ((وتغنوا به، فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تفلتا من المخاض من العقل)).
2) عن المهاصر بن حبيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أهل القرآن، لا توسدوا القرآن، واتلوه حق تلاوته آناء الليل والنهار، وتغنوه واقتنوه، واذكروا ما فيه لعلكم تفلحون))
3) روى أبو داود : عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)).
أقوال العلماء في معنى التغني بالقرآن :
1) قال أبو عبيد: قوله: ((تغنوه)): يعني: اجعلوه غناءكم من الفقر، ولا تعدوا الإقلال منه فقرا.
2) عن الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله عن ميسرة مولى فضالة عن فضالة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن يجهر به من صاحب القينة إلى قينته)).أورد العلماء هذا الحديث كمعنى للتغني فيفهم منه أن التغني بالقرآن هو : " الجهر بتلاوة القرآن مع تحسين الصوت .
3) قال سفيان بن عيينة: إن المراد بالتغني: يستغني به، فإن أراد: أنه يستغني عن الدنيا، وهو الظاهر من كلامه الذي تابعه عليه أبو عبيد القاسم بن سلام وغيره، وقاله وكيع: يعني: يستغنى به. ويبدوا أنه رأي البخاري أيضاً فقد بدأ باب التغني بالقرآن بقوله تعالى : ( أولم يكفهم أنا أنزلنا عليهم القرآن يتلى عليهم إن في ذل ك لرحمة وذكرى لقومًٍ يؤمنون ) قال ابن كثير : فتصدير البخاري الباب بهذه الآية ، فيه نظر؛ لأن هذه الآية الكريمة ذكرت ردا على الذين سألوا عن آيات تدل على صدقه، حيث قال: {وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين * أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم} .
4) يتحزن ويترنم به، ثم قال حرملة: وسمعت ابن وهب يقول: يترنم به، وهكذا نقل المزني والربيع عن الشافعي، رحمه الله.
5) تحسين الصوت والجهر به مع تمام الخشية لله وهذا المقام أكمل ما يكون للأنبياء لأنهم أخشاهم لله وأكملهم خلقة فطابت أصواتهم لذلك جاء في الحديث الذي رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((لم يأذن الله لشيء، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن))، الأذن بمعنى : الاستماع .


3: أيهما أفضل: القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر قلب؟
الرأي الأول : يرى كثير من العلماء والسلف ان القراءة من المصحف أولى وافضل وذلك لأسباب :
1) ليجمع بين عبادة النظر في المصحف والتلاوة منه.
2) لئلا يهجرالمصحف.
3) لأنه قد يقع من القارئ النسيان أو تحريف آية أو تقديم آية فيتثبت ويستذكر منه .
واستدل من فضل القراءة من المصحف بآثار:
1) قال الثوري عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود قال: أديموا النظر في المصحف"
2) عن ابن عباس، عن عمر: أنه كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأ فيه.
3) عن ابن مسعود: أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف، فقرؤوا، وفسر لهم.
4) عن ابن عمر قال: إذا رجع أحدكم من سوقه فلينشر المصحف وليقرأ. وقال الأعمش عن خيثمة: دخلت على ابن عمر وهو يقرأ في المصحف فقال: هذا جزئي الذي أقرأ به الليلة.

فأما تلقين القرآن فمن فم الملقن أحسن؛ لأن الكتابة لا تدل على كمال الأداء، كما أن المشاهد من كثير ممن يحفظ من الكتابة فقط يكثر تصحيفه وغلطه، فمن لم يجد من يلقنه فأخطأ في القراءة فلا حرج عليه لأنه لا تكلف نفساً إلا وسعها .
الرأي الثاني : ذكر البخاري في باب القراءة عن ظهر قلب حديثاً يفهم منه أنه كان يقدم القراءة عن ظهر قلب من القراء من المصحف وهذا الحديث هو حديث أبي حازم عن سهل بن سعد، الحديث الذي تقدم الآن، وفيه أنه، عليه السلام، قال لرجل: ((فما معك من القرآن؟)). قال: معي سورة كذا وكذا، لسور عددها. قال: ((أتقرؤهن عن ظهر قلبك؟)). قال: نعم. قال: ((اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن)).
ويرد على الاستدلال بهذا الحديث من وجوه :
1) أنها قضية عين خاصة , فقد يعلم الرسول عليه الصلاة والسلام أن هذا الرجل لا يحسن الكتابة , فليس دليلاً على أن القراءة في حق من يحسن الكتابة ومن لا يحسن الكتابة سواء فلو كان كذلك فالرسول عليه الصلاة والسلام أول من يمتدح في هذا الباب فإنه أمي لا يعرف الكتابة ولا أحد أعلم بكتاب الله منه .
2) أن سياق الحديث إنما هو لأجل استثبات أنه يحفظ تلك السور عن ظهر قلب؛ ليمكنه تعليمها لزوجته، وليس المراد هاهنا: أن هذا أفضل من التلاوة من المصحف .

الرأي الثالث :
ربط الأفضلية بالخشوع فأي طريق وجد فيها القارئ الخشوع عمل بها إن كان عن ظهر قلب أو نظراً من المصحف .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 صفر 1439هـ/12-11-2017م, 02:56 AM
عائشة إبراهيم الزبيري عائشة إبراهيم الزبيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 328
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1: تكلّم عن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه.
لما استحر القتل بأهل اليمامة، وكان كثير منهم من قراء القرآن، تنبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه لذلك، فأشار على الصديق بأن يجمع القرآن لئلا يذهب منه شيء بموت من يحفظه من الصحابة، فيحفظ بالكتابة بالجمع بين لوحين، فتررد الصديق في هذا الامر فراجعه الخطاب حتى شرح الله صدره لذلك، فدعا أبوبكر رضي الله عنه زيد بن ثابت رضي الله عنه وقال له: (إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه) فذكر أبو بكر مميزات زيد بن ثابت رضي الله عنه التي أهلته لهذا العمل فقال زيد بن ثابت رضي الله عنه: (فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن) والذي يدل على عظم هذا الأمر وثقله، وزيد بن ثابت كذلك تردد في الأمر في بادىء الأمر ثم شرح الله صدره لهذا العمل الجليل، ثم ذكر زيد بن ثابت من اين جمع القرآن فقال: (فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال)، وكان هو وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما لا يقبلان من أحد شيئاً حتى يشهد شاهدان كما أمرهما أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وكان الصحابة أحرص شيء على أداء الأمانة والقرءات من أعظم الأمانات، وقد أودعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغوه لمن بعدهم كما في حجة الوداع، فبهذا نعلم ضرورةً بأن الصحابة أدوا وبلغوا القرآن كله، ثم هذه الصحف التي جمعت كانت عند أبو بكر الصديق في حياته، وبعد وفاته أخذها عمر بن الخطاب ثم بعد وفاته كانت عند ابنته أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها.


2: بيّن معنى التغنّي بالقرآن.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم يأذن الله لشيء، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)).
وذكر في المراد بالتغني بالقرآن قولين لأهل العلم:
1. يستغني به عن الدنيا، وهذا القول خلاف الظاهر من مراد الحديث.
2. الجهر به، وهو تحسين القراءة والتحزين بها والترنم، وهذا هو الذي نقل عن بعض رواة الحديث في تفسيره، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((زينوا القرآن بأصواتكم)).
وليس في الامر بالتغني بالقرآن الرخصة في الالحان المبتدعة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابيين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم)).
والقراءة بلحون التي يسلك بها مذاهب الغناء محذور كبير نهى عنه الأئمة رحمهم الله، وما خرج منه ليصل الى التمطيط الفاحش الذي يزيد بسببه حرف أو ينقص حرف فهذا متفق على تحريمه.


3: أيهما أفضل: القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر قلب؟
وردت الآثار التي تذكر قراءة الصحابة من المصاحف مع حفظهم له منها:
عن ابن مسعود قال: أديموا النظر في المصحف.
عن عمر: أنه كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأ فيه.
عن ابن عمر قال: إذا رجع أحدكم من سوقه فلينشر المصحف وليقرأ
فهذه الآثار تدل على أن النظر في المصحف أمر مطلوب لئلا يعطل المصحف، وللاستثبات منه فلا يقع في خطأ بسبب نسيان، فالرجوع إلى المصحف أثبت من أفواه الرجال، أما في مقام التعليم والتلقين فالأخذ من أفواه الرجال هو الأحسن لأن الكتابة لا تدل على الأداء.
وأما القول بأن القراءة عن ظهر قلب هي الأحسن، فقد أورد البخاري حديثاً تحت عنوان القراءة عن ظهر قلب وهو: قوله عليه السلام، قال لرجل: ((فما معك من القرآن؟)). قال: معي سورة كذا وكذا، لسور عددها. قال: ((أتقرؤهن عن ظهر قلبك؟)). قال: نعم. قال: ((اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن)). وقد قال ابن كثير بأن إيراده لهذا الحديث تحت هذا العنوان بأن القراءة عن ظهر قلب أفضل، فإن كان هذا هو مقصد البخاري ففي هذا نظر:
1. لأنها قضية شخص معين، فيحتمل أن ذلك الرجل لا يحسن الكتابة وقد علم رسول الله ذلك عنه، وفرضاً لو دل على ذلك لكان إيراد تلاوة الرسول صلى الله عليه وسلم عن ظهر قلب وهو أميّ أولى من ذكر هذا الحديث.
2. ولأن سياق الحديث في استثبات حفظ الرجل لتلك السور عن ظهر قلب ليتمكن من تعليمها لزوجته، وليس المراد ما هي الأفضليه في التلاوة بالنظر أو من دونه.
وقد أورد بعض العلماء قولاً: أن المدار في هذه المسألة الخشوع في القراءة، فإن كان الخشوع عند القراءة عن ظهر قلب فهو أفضل، وإن كان عند النظر في المصحف فهو أفضل، وإن استويا فالقراءة نظراً أولى لأنها أثبت وتمتاز بالنظر في المصحف.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 24 صفر 1439هـ/13-11-2017م, 02:05 AM
وفاء بنت علي شبير وفاء بنت علي شبير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 255
افتراضي

المجموعة الأولى:
1: اذكر حكم تفسير القرآن، وبيّن فضله.

لا غرو أنّ علم التفسير من أشرف العلوم؛ إذ به يحصل الكشف عن معاني القرآن، وأسراره وكنوزه ولطائفه وعجائبه، فتدرك ثمرته وينتفع به، ومن هنا فقد جاءت النصوص الشرعية بالأمر بوجوب تعلمه وتعليمه لاسيما على أهل العلم فقال تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون} ، كما ذمّ الله الأمم السابقة من اليهود والنصارى الذين أعرضوا عن كتبهم وانشغلوا بالدنيا فقال تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم}، وقال الله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون}.
وبما سبق يتبين فضل علم التفسير، ومكانته العلية ومنزلته السنية، إذ جاءت نصوص الوحي بتقرير وجوب تعلمه وتعليمه وبالحث على تدبره كما قال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}.
ومما يجلي فضله أيضا كونه نذيرا للناس جميعا كما قال تعالى: {لأنذركم به ومن بلغ} ، حيث بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم للإنس والجن كافة فقال تعالى: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بعثت إلى الأحمر والأسود)). فمن كذب و كفر بالقرآن بعد ذلك فالنار موعده، كما قال تعالى: {فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * وأملي لهم}. وقال تعالى: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده}؛ وما ذلك إلا لكونه حياة القلوب والأبدان، وبالعمل به تحصل النجاة والفوز والفلاح في الدارين؛ ومن هنا يتبين فضل هذا العلم الذي يجلي حقائق ومعاني ومغازي ومرامي هذا الكتاب الأعظم الذي{لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}.
.......................................................................
2: ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة؟
من المعلوم والمتقرر عند أهل السنة والجماعة أن أصح طرق التفسير على الإطلاق، تفسير القرآن بالقرآن؛ وذلك لكون القرآن يفسر بعضه بعضا فما أجمل في موضع فسر في موضع آخر، وما أبهم في موضع بين في موضع آخر، وهكذا.
يليه مرتبة: تفسير القرآن بالسنة؛ فإنها الشارحة للقرآن والموضحة لمشكله، والمبينة لمجمله، كما قال الله تعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما}،وقال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)) يعني: السنة.
أما الحديث الذي رواه أبو جعفر بن جرير: بسنده عن عائشة، قالت: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفسر شيئا من القرآن إلا آيا بعدد، علمهن إياه جبريل، عليه السلام. ثم رواه عن أبي بكر محمد بن يزيد الطرسوسي، عن معن بن عيسى، عن جعفر بن خالد، عن هشام، به؛ فإنه حديث منكر غريب، وجعفر هذا هو ابن محمد بن خالد الزبيري، قال عنه البخاري: لا يتابع في حديثه، وقال الحافظ أبو الفتح الأزدي: منكر الحديث.
وعلى فرض صحة الحديث؛ فإنّ المقصود بذلك: أن هذه الآيات مما لا تعلم إلا بالتوقيف عن الله تعالى، فإن من القرآن ما استأثر الله تعالى بعلمه، ومنه ما يعلمه العلماء، ومنه ما تعلمه العرب من لغاتها، ومنه ما لا يعذر أحد في جهله، كما صرح بذلك ابن عباس، فقال: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله.وهذا حاصل ما ذكره ابن جرير الطبري في توجيه هذه الرواية.
فإن لم نجد التفسير في الكتاب أو السنة انتقلنا إلى تفسير القرآن بأقوال الصحابة؛ فإنهم أعلم الناس بالقرآن، لما فضلوا به من مشاهدة القرائن والأحوال وأساب النزول، ولما حباهم الله به من قوة الفهم، والعمل الصالح، فكانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلمون ما فيهن من العلم والعمل كما نقل عنهم ذلك.
ومن أشهر مفسري الصحابة الخلفاء الأربعة وابن عباس ترجمان القرآن وابن مسعود، وغيرهم.
فإذا لم نجد التفسير في المراتب الثلاثة السابقة، فإننا ننتقل إلى المرتبة الرابعة وهي تفسير القرآن بأقوال التابعين، كمجاهد بن جبر القائل: "عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات، من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه، وأسأله عنها"، وكسعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، ومسروق بن الأجدع، وسعيد بن المسيب، وأبي العالية، والربيع بن أنس، وقتادة، والضحاك بن مزاحم، وغيرهم من التابعين وتابعيهم ومن بعدهم.
فهؤلاء إذا أجمعوا على أمر في التفسير فإنه حجة يؤخذ به، أما إذا اختلفوا فلا يحتج بقول أحدهم على الآخر.
وهؤلاء قد تذكر لهم عدة أقوال في الآية يظنها من لا علم عند أنها من قبيل الأقوال المتضادة وفي الحقيقة هو تباين في الألفاظ فقط، فإن منهم من يعبر عن الشيء بلازمه أو بنظيره، ومنهم من ينص على الشيء بعينه، والكل بمعنى واحد.
فإن حصل إشكال أو لبس رجع للغة العرب فإنها اللغة التي نزل بها القرآن.
هذه هي طرق التفسير مرتبة على حسب الأفضلية.
أما تفسير القرآن بمجرد الرأي فمحرم، لقوله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال في القرآن برأيه، -أو بما لا يعلم-، فليتبوأ مقعده من النار))، وقال أيضا: ((من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ))، وقال: ((من قال في كتاب الله برأيه، فأصاب، فقد أخطأ)). فكل هذه الأدلة في التحذير من القول في القرآن بغير علم، وهذا هو الذي جعل الأئمة والعلماء يتحرجون في الكلام في التفسير بما لا علم لهم به؛ فأما من تكلم بما يعلم شرعا فلا حرج عليه؛ ولهذا روي عنهم أقوال في التفسير.
..........................................................................
3: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف.
اختلف العلماء في المقصود بالأحرف السبعة على أقوال كثيرة منها:
1- أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو:أقبل وتعال وهلم، كما جاء في حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل". وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي.
2- أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر. وهو قول أبو عبيد، واختاره ابن عطية. قال أبو عبيد: وبعض اللغات أسعد به من بعض، وقال القاضي الباقلاني: ومعنى قول عثمان: إنه نزل بلسان قريش، أي: معظمه، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله، قال الله تعالى: {قرآنا عربيا} ولم يقل: قرشيا.
3-أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره.
4- أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: {ويضيقُ صدري} و "يضيقَ"، ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا} و "باعَد بين أسفارنا"، وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: {ننشزها}، و"ننشرها" أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل {كالعهن المنفوش} ، أو "كالصوف المنفوش" أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: {وطلح منضود} "وطلع منضود" أو بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق}، أو "سكرة الحق بالموت"، أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم"، وحكاه الباقلاني عن بعض العلماء.
القول الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. وقد ضعف ابن عطية هذا القول وقال: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني.
أما الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف؛ فهو لأجل التخفيف والتيسير والتسهيل على الناس؛ وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش، كما قال صلى الله عليه وسلم لأبي: ((يا أبي، إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة تسألنيها)).فكان رخصة في أول الأمر، ثم نسخ بزوال العذر وتيسير الحفظ وكثرة الضبط وتعلم الكتابة؛ وقال بعضهم: إنما كان الذي جمعهم على قراءة واحدة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أحد الخلفاء الراشدين المهديين المأمور باتباعهم، وإنما جمعهم عليها لما رأى من اختلافهم في القراءة المفضية إلى تفرق الأمة وتكفير بعضهم بعضا، فرتب لهم المصاحف الأئمة على العرضة الأخيرة.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 25 صفر 1439هـ/14-11-2017م, 04:52 PM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: بيّن فضل القرآن وأهله.
• عن أبي سعيد الخدري _ رضي الله عنه_قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه)).
• عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)).
• وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: من شغله قراءة القرآن عن دعائي أعطيته أفضل ثواب السائلين)).
• عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله أهلين من الناس)). قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: ((أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)) .
• عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((القرآن غنى لا فقر بعده ولا غنى دونه)).
• عن سكينة بنت الحسين بن علي، عن أبيها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حملة القرآن عرفاء أهل الجنة يوم القيامة)).

2: اذكر أقوال أهل العلم في قراءة القرآن بالألحان المحدثة.

المطلوب شرعا هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن والخشوع أما الأصوات بالنغمات المحدثة فالقرآن ينزه عن هذا وقد جاءت السنة بالزجر عن ذلك،
عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابيين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم)).
عن أنس بن مالك: أنه سمع رجلا يقرأ القرآن بهذه الألحان التي أحدث الناس، فأنكر ذلك ونهى عنه.
وقد نص الأئمة، رحمهم الله، على النهي عنه، فأما إن خرج به إلى التمطيط الفاحش الذي يزيد بسببه حرفا أو ينقص حرفا، فقد اتفق العلماء على تحريمه، والله أعلم.
3: تكلم عن جمع القرآن في العهد النبويّ.
حفظ القرآن الكريم جَمْعٌ من الصحابة يصعب حصرهم، عُرف منهم الخلفاء الراشدون، وطلحة، وسعد ، وابن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وأبو موسى الأشعري، وسالم مولى أبي حذيفة، وعبد الله بن عمر، وغيرهم كثير. وفي حديث قتادة، قال: قلت لأنس رضي الله عنه: من جَمَع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أربعة كلهم من الأنصار: أُبي بن كعب، ومعاذ، وزيد بن ثابت، ورجل من الأنصار، يُكنى أبا زيد. متفق عليه.

ونهى في بداية الأمر عن كتابة شيء غير القرآن حتى لا يلتبس بغيره من الكلام.

ففي _صحيح مسلم_ من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه).
و الإجماع منعقد على أن ترتيب الآيات في السورة كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لا مجال للرأي والاجتهاد فيه.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 28 صفر 1439هـ/17-11-2017م, 12:08 AM
هيئة التصحيح 10 هيئة التصحيح 10 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 424
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة مقاصد مقدمة تفسير ابن كثير



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..


المجموعة الأولى:


شادن كردي أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
اختصرت في اجابة السؤال الأول وفي بيان الأقوال الثلاثة الأولى في معنى الأحرف السبعة.

وفاء بنت علي شبير أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- خصمت نصف درجة للتأخير.


المجموعة الثانية:
سارة عبد الله أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

- خصمت نصف درجة للتأخير.


المجموعة الثالثة

إجلال سعد علي مشرح أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك .

ج1: أحسنت والأفضل أن تصيغي الجواب في صورة مسائل مرتّبة مفصّلة.
ج2: إجابتك صحيحة ولو نظمتها بطريقة تحرير الأقوال لكان أفضل.
ج3: لم تذكري التعليق على ما استنبط من ترجمة البخاري.


للا حسناء الشنتوفي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك .
ج1: أحسنت والأفضل أن تصيغي الجواب في صورة مسائل مرتّبة مفصّلة.
ج2: إجابتك صحيحة ولو نظمتها بطريقة تحرير الأقوال لكان أفضل.
ج3: لا يوجد إشارة في المقدمة إلى أن القول هو قول البخاري ولكنه استُنبط من ترجمته.


عبد العزيز ارفاعي ب+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك .
ج1: الأفضل أن تصيغ الجواب في صورة مسائل مرتّبة مفصّلة، فقد فاتك بعض الأمور المهمة مثل سبب اختيار زيد بن ثابت ومصير الصحف التي جمعها أبا بكر رضي الله عنه.
ج2: أحسنت.
ج3: وهناك قول ثالث
لبعض العلماء وهو أن المدار في هذه المسألة على الخشوع في القراءة.


رشا عطية الله اللبدي أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك .
ج1: الأفضل أن تصيغي الجواب في صورة مسائل مرتّبة مفصّلة، فقد فاتك بعض الأمور المهمة مثل سبب اختيار زيد بن ثابت ومصير الصحف التي جمعها أبا بكر رضي الله عنه.
ج2: الأقوال في معنى التغني تعود إلى قولين: الاستغناء بالقرآن وتحسين القول ويستدل لكل قول بأقوال السلف.
ج3: أحسنت.


عائشة إبراهيم الزبيري أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: أحسنت والأفضل أن تصيغي الجواب في صورة مسائل مرتّبة مفصّلة.



المجموعة الرابعة:
هيثم محمد أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: أحسنت والأفضل أن تصيغ الجواب في صورة مسائل مرتّبة مفصّلة.



والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 29 ربيع الأول 1439هـ/17-12-2017م, 05:58 AM
ابتسام الرعوجي ابتسام الرعوجي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 341
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة اسئلة مجلس مذاكرة مقاصد مقدمه تفسير ابن كثير ( القسم الثاني )
المجموعة الثالثة
إجابة السؤال الاول
جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه كان هو نقطة البداية لجمع كلام الله بين اللوحين
ذكر ابن كثير في مقدمة تفسيره قول علي بن ابي طالب رضي الله عنه أنه قال ( أعظم الناس اجراً في المصاحف أبو بكر إن ابا بكر كان أول من جمع القرآن بين اللوحين ) اسناده صحيح .
وايضاً ذكر ابن كثير روايات اخرى بنفس المعنى .
إشارة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأبي بكر الصديق بجمع القرآن لما استحر القتل بالقراء وزاد يوم اليمامة في قتال مسيلمة الكذاب حيث أن عمر بن الخطاب اشار الى ابي بكر الصديق أن يجمع القرآن كي لا يتفرق بسبب موت من يحفظونه من الصحابة فإذا كُتب لا يضر موت أوليك الذين يحفظونه ولكن ابي بكر الصديق راجع عمر في هذا الرأي وذلك لانه لا يريد أن يعمل أمراً لم يعمله رسول الله ولكنه انشرح صدره لجمع القرآن ووافقه عمر بن الخطاب في رأيه واستدعى زيد بن ثابت وذكر له مسألة جمع القرآن فراجعهم زيد بن ثابت حتى شرح الله صدره لهذا الامر فكان يذهب الى الصحابة ويتتبع القرآن ويجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى انه وجد اخر سورة التوبة مع ابي خزيمه ، ثم حُفظت صحف القرآن عند ابي بكر حتى توفاه الله ثم عن عمر بن الخطاب حتى توفاه الله ثم عند حفصه ام المؤمنين رضي الله عنهم اجمعين .

إجابة السؤال الثاني
المقصود بالتغني بالقرآن
هو التحزن والترنم بقراءة القران .
وذكر ابن كثير في مقدمة تفسيره أن الله ما استمع لشيء كاستماعه لقراءة نبي يجهر بقراءته وذلك لان النبي اجتمع عنده طيب الصوت وتمام الخشيه .
وذكر ابن كثير إن الله يستمع لجميع الاصوات من عباده برهم وفاجرهم ولكن استماعه لقراءة انبياءه والمؤمنين استماع تشريف .
قال رسول الله صل الله عليه وسلم " ليس منا من لم يتفن بالقرآن "
ويرى السلف أن العبد اذا كان صوته غير حسن في قراءة القرآن فعليه أن يحسنه .
قال رسول الله صل الله عليه وسلم " زينوا القرآن بأصواتكم "
وايضاً رسول الله صل الله عليه وسلم قال لابي موسى الاشعري " لو رأيتني وانا استمع قراءتك البارحه لقد اوتيت مزماراً من مزامير آل داود فقال ابي موسى والله لو علمت انك تستمع قراءتي لحبرتها لك تحبيراً " رواه مسلم .
والمعنى أن المؤمن يحاول جاهدا أن يزين صوته ويتغنى وهو يقرأ ويتحزن وذلك لأن هذا ادعى لحضور القلب وخشيته .
وايضاً قال رسول الله صل الله عليه وسلم" إن احسن الناس قراءة من قرأ القرآن يتحزن به "

إجابة السؤال الثالث
مقارنة بين القراءة من المصحف ام القراءة عن ظهر قلب
مبدئياً أن المقارنة بين القراءة من المصحف والقراءة عن ظهر قلب في الافضليه عند اغلب السلف هو معتمد على الشخص نفسه فمدار القراءة وفضله مرتبط بحصول الخشوع فإن كان الخشوع عند القراءة عن ظهر قلب اخشع للعبد فهو أفضل وان كان القراءة من المصحف اخشع فهو أفضل وان كان الامر سواء هنا نقول كما قال السلف أن القراءة من المصحف افضل وذلك لأن هذا فيه عبادة التلاوة والنظر في كتاب والله وحصول المعاهده والاستقبال لكل ما حفظ العبد من كلام الله فلعل العبد يحدث له بعض النسيان للقرآن هنا تكون مطالعه المصحف تعينه على الإستذكار وتحميه من الخطا والتقديم او التاخير اضافه الى أن السماع ايضاً من ملقن مع النظر في المصحف يعطي اتقاناً لا يتحقق بالنظر فقط في المصحف .
اما الحديث الذي روي عن طريق سهل وهو الذي يبين ان قراءة القران عن ظهر قلب اولى فهذا الحديث نظر لعدة إحتمالات .
والحديث هو : قال رسول الله صل الله عليه وسلم لرجل فما معك من القرآن قال معي سورة كذا وكذا قال اتقرؤهن عن ظهر قلب قال نعم قال اذهب فقد ملكتها بما معك من القرآن .
وقولنا أن الحديث فيه نظر تقصد به إن الرجل قد يكون لا يحسن الكتابة ورسول الله يعلم بذلك . وبالتالي نقول لا يدل ذلك على أن القراءة عن ظهر قلب افضل من حق من لا يحسن الكتابة ومن يحسن وإلا لكان ورد اثار كثيره عن رسول الله تثبت ذلك فهو صل الله عليه وسلم امي لا يكتب .
والامر الثاني يتضح أن سياق الحديث كان فقط كي يتأكد رسول الله صل الله عليه وسلم انه يحفظ عن ظهر قلب لكي يعلم زوجته ما حفظ وإلا ورد عدة اثار عن السلف رضوان الله عنهم تبين افضليه النظر في المصحف للقراءة مع أن مقصدهم في ذلك يدور حول حصول الخشوع
عن ابن مسعود قال " اديموا النظر في المصحف "
عن ابن عباس عن عمر انه كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأ فيه .
وابن مسعود كان إذا اجتمع مع إخوانه نشروا المصحف فقرؤوا وفسر لهم "
هذا والله اعلم وصل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 30 ربيع الأول 1439هـ/18-12-2017م, 03:08 PM
هيئة التصحيح 10 هيئة التصحيح 10 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 424
افتراضي

تتمة تصحيح المجلس السابع

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..



ابتسام الرعوجي ب+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك .

ج1: الأفضل أن تصيغي الجواب في صورة مسائل مرتّبة مفصّلة، فقد فاتك سبب اختيار زيد بن ثابت.
ج2: والقول الثاني هو يستغني بالقرآن عن الدنيا وإن كان قول ضعيف.
- خصمت نصف درجة للتأخير.



والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 10 ربيع الثاني 1439هـ/28-12-2017م, 01:57 PM
فاطمة إدريس شتوي فاطمة إدريس شتوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 311
افتراضي

المجموعة الأولى:
1: اذكر حكم تفسير القرآن، وبيّن فضله.

- يجب على العلماء الكشف عن معاني كلام الله، وتفسير ذلك، وطلبه من مظانه، وتعلم ذلك وتعليمه، كما قال تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون}
- يستحب للمسلمين عامة أن يتدبروا كلام الله، ويتفهموا معانيه،
قال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا

2: ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة

أحسن طرق التفسير: تفسير القرآن بالقرآن، ثم تفسير القرآن بالسنة، ثم تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة، فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين،
وأقوال التابعين لا تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم، أما إذا أجمعوا على الشيء فلا يرتاب في كونه حجة، فإن اختلفوا فلا يكون بعضهم حجة على بعض، ولا على من بعدهم، ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن أو السنة أو عموم لغة العرب، أو أقوال الصحابة في ذلك.

3: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف.

اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا، تلخيصها في خمسة أقوال:
فالأول- وهو قول أكثر أهل العلم- : أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو: أقبل وتعال وهلم.
و الدليل: حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل"..
القول الثاني: أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر.
القول الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره.
القول الرابع: أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: {ويضيقُ صدري} [الشعراء: 13] و "يضيقَ"، ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا} [سبأ: 19] و "باعَد بين أسفارنا"، وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: {ننشزها} [البقرة: 259]، و"ننشرها" أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5]، أو "كالصوف المنفوش" أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: {وطلح منضود} "وطلع منضود" أو بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19]، أو "سكرة الحق بالموت"، أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".
القول الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا.

والحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف تخفيفا على هذه الأمة، وتيسيرا لهم، فهي أمة أمية فيهم الرجل، والمرأة، والغلام، والجارية، والشيخ الفاني.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: خفف عن أمتي، فقال اقرأه على حرفين، فقلت: اللهم رب خفف عن أمتي، فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة كلها شاف كاف)).

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 24 ربيع الثاني 1439هـ/11-01-2018م, 12:05 AM
هيئة التصحيح 10 هيئة التصحيح 10 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 424
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

تتمة تصحيح المجلس


فاطمة إدريس شتوي أ
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
- خصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir