دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 صفر 1439هـ/16-11-2017م, 01:11 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السابع: مجلس مذاكرة تفسير سورة الفلق

مجلس مذاكرة تفسير سورة الفلق


أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1: بيّن المراد بالمعوذتين، وبيّن فضلهما بإيجاز.
2: لمن الخطاب في قوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق}؟ وما الحكمة من إثبات {قل} في التلاوة؟

3: بيّن معنى الاستعاذة، وشروط الاستعاذة الصحيحة.
4: حرّر القول في المراد بالنفاثات في العقد.
5: اذكر حكم الحسد، والأسباب التي تحمل عليه، وبيّن كيف يحمي المؤمن نفسه من الوقوع فيها.


المجموعة الثانية:
1: متى نزلت المعوذتان؟
2: كيف تردّ على من أنكر حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم؟
3: بيّن درجات النّاس في الاستعاذة.
4: ما المراد بشرّ الحاسد؟ وما أنواع الحاسدين؟
5:
اذكر معنى الوقوب في اللغة، والمقصود بوقوب الغواسق.

المجموعة الثالثة:
1:
هل نزلت المعوّذتان بسبب حادثة سحر النبيّ صلى الله عليه وسلم؟
2: ما الحكمة من تخصيص الاستعاذة بربوبية الفلق دون ما سواها؟

3: تكلّم عن أنواع الغواسق، وسبيل العصمة من شرّها.

4: ما هو الحسد؟ وما وجه تسميته بذلك؟
5
: تكلم بإيجاز عن أهم الأصول الواجب معرفتها في علاج الحسد.


المجموعة الرابعة:
1: ما الذي يمنع العبد من رؤية الحق؟ وما السبيل إلى إبصاره ومعرفته؟
2: اذكر أنواع الشرور، وكيفية التغلّب على كل نوع.
3: وضّح أثر استحضار معاني المعوذتين في الرقية بهما.

4: حرّر القول في المراد بالحاسد.
5:
بيّن الحكمة من تقييد الاستعاذة من شر الغاسق بــ (إذا) الظرفيّة.

المجموعة الخامسة:
1: ما المقصود بالفلق؟ وضّح إجابتك بتفصيل مناسب.

2
: حرّر القول في المراد بالغاسق.
3: ما معنى التقييد بالظرف في قوله تعالى: {إذا حسد}؟

4:
ما الفرق بين الحسد والغبطة؟
5: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من سورة الفلق.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 صفر 1439هـ/17-11-2017م, 09:18 PM
مها الحربي مها الحربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 461
افتراضي

المجموعة الثانية:

1: متى نزلت المعوذتان؟
الراجح من الأقوال أن المعوذتان مدنيتان ويقوي هذا القول حديثان صحيحان منها :
حديث عقبة بن عامر في صحيح مسلم وسنن النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})).
وعقبة بن عامر الجهني ممن أسلم بعد الهجرة.
وقول النبي صلى الله عليه سلم له: ((أنزلت الليلة)) يدل على حداثة نزولها عند التحديث.


2: كيف تردّ على من أنكر حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم؟
حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم ثابتة في كتب الحديث الصحيحة ولاطعن فيها عن عائشة رضي الله عنها قالت: (سَحَرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ من بني زُريق يقال له: لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخيَّل إليه أنَّه يفعل الشيءَ وما فعله حتى كان ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ؛ ثم قال: (( يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي؛ فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ فقال: مطبوب.....الى اخر الحديث )
ومن أنكر هذه الحادثة نقول له بأن الحديث ثابت في الصحيح ولا مطعن فيه من جهة النقل ولا من جهة العقل ، ومن جهة عصمة الأنبياء فهم معصومون من ناحية عقولهم وأديانهم ، وأما من جهة أبدانهم فهم يبتلون بها من ناحية الجراحة والضرب والقتل ، والسحر الذي أصاب النبي صلى الله عليه وسلم أثر بجوارحه وليس بعقله ولابدينه .


3: بيّن درجات النّاس في الاستعاذة.
1/ الإستعاذة الباطلة وهي الذي اختل بها أحد شرطي القبول الإخلاص والمتابعة ، فإستعاذتهم باطلة لأنهم إما أشركوا أو ابتدعوا .
2/الاستعاذة الناقصة وهي الاستعاذة الضعيفة ، ضعف إلتجاء إلى الله والإستعانة به فيستعيذ وقلبه لاه غافل وقد رُوي من حديث أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الله لا يستجيب لعبد دَعَاه عن ظهر قلب غافل )) والحديث حسَّنه الألبانيّ رحمه الله.
3/استعاذة المتقين وهي الاستعاذة التي تكون بالقلب(وهي التي تكون بقلب صاحبها صدق وتوكل واستعانة من الله وحدة ) والقول (وتكون بالإستعاذة باللسان بما ورد من التعويذات الجائزه بدون ابتداع )والعمل (وتكون باتباع هداه ) وهذه الاستعاذة هي التي تنفع أصحابها .
4/استعاذة المحسنين وهي أفضل درجات الاستعاذة ، وهم الذين حققوا صفات ولاية الله تعالى كما في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله قال: [ من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه؛ فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمعُ به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه] )).
وهم الذين يستعيذون بالله بيقين كأنهم يرونه بدون تردد ،ويكثرون من التقرب إليه بذكره واتباع هداه ، ويتقربون له بأنواع القربات مما يحب ويرضى .


4: ما المراد بشرّ الحاسد؟ وما أنواع الحاسدين؟
المراد بشر الحاسد نوعين :
1/شر عينه وشر نفسه ، قال قتادة في تفسير قول الله تعالى: {ومن شر حاسد إذا حسد} قال: (من شرّ عينه ونفسه).
2/ ماينشأ عن الحسد من البغي والكيد وقول السؤ ، وقد يكون هذا النوع في حجب النفع عن المحسود أو بجلب ما يضره .
أنواع الحاسدين :
الحسد العام وهو حسد الكفار للمؤمنين ، وحسد الشياطين لبني آدم ، وحسد المنافقين ، وحسد السحرة .
الحسد الخاص وهو الذي يكون على الشخص نفسه أو على طائفة مخصوصة .


5: اذكر معنى الوقوب في اللغة، والمقصود بوقوب الغواسق.
الوقوب في اللغة هو الدخول
أصل هذا اللفظ (الوقبة) يطلق على : النقرة التي تكون في الحَجَر أو الجَبَل يجتمع فيها الماء.
قال الراعي النميري:
وعينٍ كَمَاء الوَقْبِ أشرفَ فوقَها ..... حِجاجٌ كأرجاءِ الرَّكِيَّةِ غائِرُ
والوقوب مصدر؛ فهو وصف جامع لحال دخول الغاسق في وقبته.
وهذا يدلك على أن للغاسق محلاً يقب من خلاله أو يقب فيه ويكون هو وقبه.
وقوب الغواسق :
أن كل غاسق له مدخل يدخل منه أو يدخل فيه ، فكل غاسق معه شر له محل يقب منه أو يقب من خلاله فأثرت وأضرت بإذن الله .
فالسحر والعين والفتنة وكذلك حتى الكلمة لها محلا تدخل منه إلى جسد الإنسان فتؤثر به بإذن الله .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 صفر 1439هـ/18-11-2017م, 09:33 AM
زينب الجريدي زينب الجريدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 188
افتراضي

المجموعة الرابعة:
1: ما الذي يمنع العبد من رؤية الحق؟ وما السبيل إلى إبصاره ومعرفته؟
ما يمنع العبد من رؤية الحق و الهدى هو الاعراض عن هدى الله و عن طريق الحق و عدم الشكر على هذه نعمة، و ضرب الله في سورة البقرة مثالا واضحا بينا:"مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم و تركهم في ظلمات لا يبصرون. اي أن هؤلاء الكفار و المنافقين حين سألوا عن الهدى فتبين لهم هذا النور فأضاء لهم ما حولهم تركوه و أعرضوا عنه، فجزاهم الله بذلك إبعادا و ظلمة غشاوة و العياذ بالله، أما المؤمنون فيخرجون من الظلمات إلى النور بحسب اتباعهم للحق فيخرجون من الظلمة تلو الأخرى حتى يصلون إلى تمام النور.
السبيل إلى إبصاره هو أن يفلق الله عنه الحجاب الذي يحول بينه و بين إبصار الحق، فإذا زاد في إيمانه و اتباعه للحق و شكر نعمه زاده الله هدى و ابصارا للحق حتى يجعل الله له فرقانا ملازما يبصره بالحق، قال الله تعالى:"ياأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا".

2: اذكر أنواع الشرور، وكيفية التغلّب على كل نوع.
الشرور نوعان
شرور حجب و إمساك و هو شر يمنع عن العبد ما ينفعه ويكون في الأمور المعنوية شر الظلمات كالجهل و الفتن و الضلال و غير ذلك.
شرور هجوم و اعتداء و هو شر شر يجلب للعبد ما يضره و يكون في الأمور الحسية المعروفة.

3: وضّح أثر استحضار معاني المعوذتين في الرقية بهما.
استحضار المعاني في الرقية يقوي التأثر و التأثير بها ،فيحول هذا الـتأثير المعنوي إلى تأثير حسي ملموس بحسب القوة على عقل المعاني و الإيمان بها عند الرقية بها.

4: حرّر القول في المراد بالحاسد.
القول الأول: المراد كل حاسد مفهوم قول قتادة و عطاء و رجحه بن جرير و هو قول الجمهور من المفسرين.
القول الثاني:المراد بالحاسد هم اليهود، قول عبد الرحمان بن زيد و مقاتل بن سليمان و اختاره البغوي.
القول الثالث:المراد به لبيد بن عاصم لأنه سحر النبي صلى الله عليه و سلم، هذا قول الفراء و ذكره بعض المفسرين

5: بيّن الحكمة من تقييد الاستعاذة من شر الغاسق بــ (إذا) الظرفيّة.
لأن أشد ما يخشى شر الغاسق عند وقوبه و لذلك كان النبي صلى الله عيه و سلم ينهى الصبيان عن الخروج بعد المغرب، قال صلى الله عليه و سلم:"كفوا صبيانكم حتى تذهب فحمة أو فورة العشاء ساعة تهب الشياطين"

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 صفر 1439هـ/18-11-2017م, 11:12 AM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب على المجموعة الخامسة

الجواب الأول:
1: ما المقصود بالفلق؟ وضّح إجابتك بتفصيل مناسب.


اختلف أهل التفسير في المراد بالفلق:
فقيل هو الصبح، و قيل: الخَلق و الأمر، و قد رجح و اختار كل من بن جرير الطبري وأبو إسحاق الزجاج وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم القول الثاني أي: أن لفظ الفلق لفظ عام واسع يشمل كل شيء يفلق و يتشقق، و أن الذي فسر الفلق بالصبح هو من باب التفسير بالمثال لتقريب المعنى و بيان الصورة ليس إلا.
فالفلق هو انشقاق و تصدع شيء مغلق فيخرج منه ما في جوفه و باطنه، كقوله تعالى: {إن الله فالق الحب و النوى} أي أنه سبحانه هو وحده من شق الحبة اليابسة فأخرج منها النبتة الخضراء، و فلق و شق النوى الصلب فأخرج منه النخلة الباسقة.
و قال تعالى:{فالق الإصباح} أي هو وحده من شق ظلمة الصبح التي تكون في آخر الليل، فتلك الظلمة قد غشيت و أحاطت بالخلق فيفلق الله من تلك الظلمة نورا و ضياءا يُبصر به العباد.
و للفلق مظهرين: الفلق في الخلق و الفلق في الأمر:
فمن مظاهر الفلق في الخلق: فلق التراب بالنبات، و فلق الرحم بالجنين، و فلق السماء بالمطر، و فلق الجبال بالعيون....
و من مظاهر الفلق في الأمر: أن موسى عليه السلام لما أحاط به و بالمؤمنين الكرب فلق الله تعالى لهم البحر و شقه لهم و جعل لهم مخرجا بينه، و لما غطت ظلمات الجهل و المعصية الخلق شق الله تعالى لهم نورا يهديهم في تلك الظلمات و يسوقهم إلى دار الأمان: محمد صلى الله عليه و سلم.
لذلك ناسب أن يقرن الرب تعالى ربوبيته بالفلق، فالقادر على أن يفلق من الخلق الشيء العجيب قادر على أن يفلق للعبد المستعيذ به مخرجا و نورا ينجيه به من الشرور المذكورة في سورة الفلق.

الجواب الثاني:
2: حرّر القول في المراد بالغاسق.


اختلف أهل التأويل في المراد بالغاسق:
الأول: هو الليل، و هو قول جمهور المفسرين من التابعين وعلماء اللغة، لقوله تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل}. ذكره ابن جرير.
و قد اختلف في سبب وصف الليل بالغسوق، فقيل:
- أن الظلمة في اللغة تسمى غسقا ، وهذا قول الفراء وابن قتيبة وابن جرير الطبري وجماعة من اللغويين...فبالنسبة لهؤلاء فكل شيء يُظلم كالليل أو غيره فهو غاسق، قال ابن جرير الطبري في تفسيره: (وقوله: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} يقول: ومن شرّ مظلم إذا دخل، وهجم علينا بظلامه)
- أن في اللغة أيضا الغاسق هو الشيء البارد سواءا أكان مظلما أم لا، و الليل سمي غاسقاً لأنه أبرد من النهار، وهذا قول الزجاج. و استدل غيره بهذا القول بقوله تعالى: {لا يذوقون فيها برداً ولا شرابا * إلا حميماً وغساقاً} فالحميم: الحار، والغسَّاق: البارد الذي يحرق من شدة برده على أحد الأقوال.
و كلا الاحتمالين واردين، غير أن أرجح الأقوال اللغوية هو قول الماوردي في تفسيره إذ قال: (أصل الغسق: الجريان بالضرر، مأخوذ من قولهم: غسقت القرحة إذا جرى صديدها) و هو اختيار الشيخ الداخل، فالغسق شيء ينتقل ويجري وربما يتغشى، فالليل يغسق إذا غطَى بظلمته، والجرح يغسق إذا سال بصديده، و البرد يغسق لأنه يتسلل إلى البدن شيئا فشيئا.
الثاني: القمر، فقد ورد فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: قالت عائشة: (أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدِي فأرانيَ القمر حين طلع ؛ فقال: ((تعوَّذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب)) رواه أحمد والنسائي في السنن الكبرى وغيرهما. و القمر غاسق لأنه آية الليل و دليله و علامته. ذكره ابن جرير.
الثالث: الكوكب أو الثريا، كما نُقل عن أبي هريرة، و عبد الرحمن بن زيد بن أسلم إذ قال: (كانت العرب تقول: الغاسق سقوط الثريا، وكانت الأسقام والطواعين تكثر عند وقوعها وترتفع عند طلوعها). ذكره ابن جرير.
الرابع: الذَّكَر أي من شره إذا دخل، كما قال اين عباس رضي الله عنهما قال: {مِن شَرِّ غاسقٍ إذا وَقَبَ}: "مِن شرِّ الذَّكَرِ إذا دَخَلَ" ذكره أبو بكر النقاش في تفسيره و استدل بحديث النبي صلى الله عليه و سلم: ((أَعُوذُ بكَ مِنْ شَرِّ مَنِيِّي)).
الخامس: الشمس و وقوبها غروبها، قاله الزهري و محمد بن كعب القرظي كما ذكر ابن جرير.

الحاصل أن كل هذه الأقوال تشمل لفظ الغاسق، فتفسير كل واحد كان من باب التمثيل لتقريب المعنى، فالليل غاسق و هو من جملة ما يغسق، و القمر غاسق و هو من جملة ما يغسق، و الكوكب و الذكر و الشمس غاسق و جميعها من جملة ما يغسق.
كما أن لفظ:{غاسق} نكرة تفيد العموم فيشمل كل شيء وُصف بالغسوق.

الجواب الثالث:
3: ما معنى التقييد بالظرف في قوله تعالى: {إذا حسد}؟


الحسد هو من الأخلاق التي طُبعت عليها النفوس فلا يكاد يسلم منه حيّ، و الدليل قوله تعالى:{ و من شر حاسد إذا حسد} فدل التقييد ب {إذا} الظرفية على أن الحسد طبع في الإنسان، فإذا لم يظهر لم يضر إلا {إذا حسد}، ولهذا يقال "ما خلا جسد من حسد لكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه".

الجواب الرابع:
4: ما الفرق بين الحسد والغبطة؟


الحسد، صفة مذمومة لا يتخلق بها إلا أصحاب النفوس المريضة، و هو أن يتمنّى مثل النعمة التي أعطيها أخوه المسلم مع تمنيه زوالها عنه، أو هو يسعى بنفسه لإيذائه حتى تزول عنه تلك النعمة.
أما الغبطة فهي من الحسد المحمود، و هو أن يتمنّى مثل النعمة التي أعطيها أخوه المسلم من غير أن يتمنى زوالها عنه، و هو صفة محمودة لأنها تدفع الحاسد إلى الجد و الاجتهاد حتى يبلغ ما بلغه أخوه المسلم مع دعائه لأخيه بالبركة و دوام النعمة عليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكم فهو يقضي بها ويعلّمها)).

الجواب الخامس:
5: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من سورة الفلق.


- ليس من العقل أن أكتب كتابا ثم أخاطب نفسي و أقول لها:(قل)، فقوله تعالى:{قل} دليل على أن هذا الكلام ليس من كلام محمد صلى الله عليه و سلم، بل هو كلامُ من أمر محمدا صلى الله عليه و سلم ب {قل}، فاقرأ هذه السورة حتى تزيدك إيمانا بأن هذا القرآن كلام رب العالمين.
- { قل أعوذ برب الفلق} ما أمرك الله تعالى بأن تستعيذ به و تحتمي به إلا ليُعيذك مما تخاف،{أليس الله بكاف عبده}...{وعد الله لا يخلف الله وعده}، فثق بالله و أحسن الظن به بأنه سيعيذك و يصرف عنك ما يُخيفك.
- { برب الفلق} الله تعالى وحده فلق الليل بالإصباح، و فلق الحبة بالنبات، و فلق الرحم بالجنين، و فلق السماء بالمطر، و فلق الأرض بالزرع، و فلق الجبال بالعيون....و فلق و فلق.....، تفكر في ذلك يعظُم ربُك في قلبك.
- { برب الفلق} إذا أحاطت بك خطيئتك، و أظلم قلبك و غطته ذنوبك، من الذي يقدر على أن يُخرجك من ظلمتك، و يفلق لك مخرجا ينير دربك و قلبك؟ لا إله إلا هو رب الفلق، فارفع يديك و قل يا رب الفلق اهدني و سددني...
- الذي خلق الشر هو الذي وحده سبحانه القادر على أن يَكُفّ شر خلقه عنك، فتوكل عليه ليكفيك شر ما خلق، { قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق}.
- الحسد من كبائر الذنوب، فعلى العبد أن يسعى جاهدا لتزكية نفسه منه، {و من شر حاسد إذا حسد}.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 صفر 1439هـ/18-11-2017م, 10:26 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1: هل نزلت المعوّذتان بسبب حادثة سحر النبيّ صلى الله عليه وسلم؟
المعوذتان مدنيتان, ودليله حديث عقبة بن عامر في صحيح مسلم وسنن النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "ألم تر آيات أُنزلت الليلة لم ير مثلهن قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}".
والشاهد قوله عليه الصلاة والسلام:"أُنزلت الليلة" ففيه دليل على حداثة نزولهما. وعقبة بن عامر الجهني ممن أسلم بعد الهجرة.
أما من قال بأنهما مكيتان فقد جانب الصواب في قوله.
وأما نزول المعوذتين بسبب حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم ففيه خلاف بين العلماء, مع صحة حادثة سحر النبي عليه الصلاة والسلام, لكن من قال بأنهما نزلتا بسبب حادثة سحره, استدل بما رواه عبد بن حميد والطحاوي من طريق أحمد بن يونس عن أبي معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حيان عن زيد بن الأرقم قال: "سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود.
قال: فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين، قال: إن رجلا من اليهود سحرك ، والسحر في بئر فلان....الحديث".
والحديث رجاله ثقات، لكن ما ذكر فيه من نزول المعوذتين تفرد به أحمد بن يونس، وهو إمام ثقة، لكن خالفه جماعة من الأئمة الثقات رووا الحديث بدون هذه الزيادة, فالحديث له نحو أربع طرق ليس فيها ذكر هذه الزيادة.
فمن اعتبر هذه الزيادة مخالفة, حكم بشذوذ الحديث لمخالفة الثقة لبقية الرواة الثقات, ومن اعتبرها من باب زيادة الثقة, حكم بصحتها واعتد بها, كما فعل الألباني رحمه الله تعالى.

2: ما الحكمة من تخصيص الاستعاذة بربوبية الفلق دون ما سواها؟
لما كان المستعيذ بربه في كرب وضيق يرجو انكشافه وتبدل حاله, كان لذكر ربوبية الله تعالى للفلق أثر عظيم في نفس هذا المستعيذ:
فرب الفلق يخرج أولياؤه من ظلمات الكفر والجهل والبدعة, إلى نور الإيمان والسنة.
ورب الفلق يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي.
ورب الفلق يأتي بالصبح يتنفس بعد ظلمة الليل وما يحمله من خوف وكرب.
ورب الفلق يزيل ما على العيون من غشاوة لترى نور الوحي فتتبعه, ثم بعد ذلك يكون لهذا العبد الذي أحياه الله نورا يمشي به بين الناس يرى فيه الحق ويريه للناس.
وجميع هذا من آثار ربوبية رب الفلق سبحانه, فالمستعيذ يرجو كشف الغم, والخروج من الظلمة, ومعرفة الحق وتمييزه.

3: تكلّم عن أنواع الغواسق، وسبيل العصمة من شرّها.
يقع معنى الغسق على الأفق عامة, كما في غسق الليل وما يأتي به من ظلمة تكون ملجأ للكثير من الشرور التي يخافها الإنسان, سواء كانت حيوانات مفترسة, أو شر السحرة, أو ما يكيده البعض في هذا الوقت, أو مجرد الخوف من حالة الظلام الذي يغرق فيه الناس.
وقد أرشد الله سبحانه وتعالى إلى الاستعاذة به من هذه الشرور جميعها, فهو سبحانه القادر على عصمة العبد منها.
كما أرشد الرسول ليه الصلاة والسلام, بقوله:"لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء، فإن الشياطين تنبعث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء"
كذلك أرشد إلى عدم سفر الرجل وحده, وسيره في الليل وحده, فقال:"لو يعلم الناس ما في الوحدة ما سار راكب وحده بليل أبدا".
ويكون الغسق كذلك على الجماعة من الناس ، فقد تغشاهم فتنة توقعهم في الحيرة, وتصرفهم عن رؤية الحق أو قبوله, فيكون هذا من البلاء والشر عليهم, وسبيل النجاة منها دوام الاستعاذة بالله من شرور الفتن, وطلب العلم لفهم النصوص التي جاء فيها بيان ما على المسلم فعله إن حلت الفتن وهاج الناس فيها.
وقد يكون الأذى الذي وقع على هذه الجماعة أذى جسدي, كما في حالة الأوبئة والكوارث التي تعصف بالمدن, فلا ملجأ لهم إلا الله ليعصمهم منها.
ويكون الغاسق أيضا على الواحد من الناس ، فإما أن يكون الشر واقع على روحه أو جسده أو اي عضو منه, فتعمى بصيرته عن رؤية ما ينفعه وفعل ما فيه خلاصه, أو يكون على شكل فتنة تعرض له أو بلاء, وجميع هذا لا يذهبه إلا الاستعانة بالله سبحانه وتعالى, وإلتزام ذكره, والعمل بأمره ونهيه, والإنابة إليه سبحانه, والإقبال على القرآن تلاوة وتدبرا وعملا, وكذلك لو كان ما ألم به من شر أصاب جسده, فعليه الاستعاذة منه بالله, واللجوء إلى جنابه ليقيه شر ما أصابه, ويشفيه ويذهب عنه البأس, وذلك باتباع ما أمر به من الأخذ بالسباب الشرعية أو الكونية.

4: ما هو الحسد؟ وما وجه تسميته بذلك؟
الحسد صفة كامنة في كثير من النفوس، فإذا حسد؛ فإنه يضر المحسود بإذن الله تعالى.
والحاسد هو الذي يكره رؤية النعمة على غيره, ويصل به الأمر إلى أن يتمنى زوالها, أو يتمنى دوام البلاء على المحسود, فيحسده على النعمة الحادثة أو يحسده على النعمة التي يحتاجها، وكل ذلك من الحسد, ولذلك أمرنا بالاستعاذة من شر الحاسد إذا حسد.
وأصل لفظ الحسد مشتق من القَشْرِ.
قال ابن الأعرابي (الحِسْدِلُ: القُرَادُ).
وقال البغوي في شرح السنة: (الحسد يقشر القلب، كما يقشر القراد الجلد، فيمص الدم)
وهذا ما يفعله الحسد بصاحبه, حيث يلصق بقلبه كما يلصق القراد بالجلد، فكأنه يمتص دمه ويودعه من الحرق والضيق ما تضيق به حاله ويتنكد به عيشه.
أو أن يكون وجه الشبه من حيث أن الحاسد تتعلق نفسه بصاحب النعمة كتعلق القراد بالجلد فيتمنى زوالها عنه, ويتمنى استخراجها منه كما يستخرج القراد الدم.
ولما كان أساس الحسد سوء الظن بالله, والاعتراض على قدره وأحكامه, فقد جاء النهي عنه, بل عده العلماء من الكبائر, قال عليه الصلاة والسلام:" دب إليكم داء الأمم قبلكم، الحسد والبغضاء، والبغضاء هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين، والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بما يثبّت ذلك لكم، أفشوا السلام بينكم".رواه أحمد.

5: تكلم بإيجاز عن أهم الأصول الواجب معرفتها في علاج الحسد.
الأصل الأول: الحسد عمل قلبي، لأن كراهية رؤية النعمة على الغير وتمني زوالها عمل قلبي.
وقيل من عمل النفس, ولا تعارض, لأن لا حياة للقلب من دون النفس .
الأصل الثاني: أن الحسد شره متعد, وقد أمرنا بالاستعاذة منه لن ما به من شرور لا يحيط بعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.
الأصل الثالث: النظر إلى الحسد كداء وبلاء, لذا على المحسود أن يأخذ بما شرع له من اسباب شرعية وكونية ليتم له الشفاء, فإن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله, كما قال عليه الصلاة والسلام, وليعلم بأن الله تعالى قال:"إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين".
الأصل الرابع: أن الابتلاء بالحسد في حق المحسود دائر بين العقوبة والابتلاء, فهو إما عقوبة له لظلم وقع منه على غيره, أو ابتلاء وقع عليه تكفيرا لسيئاته, أو رفعة لدرجاته.
أما إن كان عقوبة: فعليه بالكف ورد الحقوق, والاستغفار والإنابة إلى الله والاستعانة به, وأما إن كانت الثانية, فالابتلاء واجبه الصبر, والاستعانة بالله على رده.
الأصل الخامس:الحسد من البلاء ، ولله الحكمة البالغة في ابتلاء عبيده بما يشاء سبحانه, قال تعالى:" وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم", فعليهم الصبر والنظر إلى ما في البلاء من تكفير للسيئات, وتربية للنفس, ورفعة في الدرجات, وتعبد الله بحسن الظن فيه, وانتظار الفرج منه سبحانه, وليعلم بأن حال المؤمن دائما خير كما اخبر عليه الصلاة والسلام.
الأصل السادس: يجب أن يكون حال المؤمن في مسألة الحسد: وسطا, فلا غلو ولا تفريط, فلا يكون ممن غلا في الحسد وجعله سببا لكل ما يحصل له, وغفل قلبه عن التوكل على الله والتعلق به, وإحسان الظن فيه, فهذا على غير الهدى الصحيح، كذلك لا يكون ممَن هون من شأن الحسد والعين ، ففرط بوصية الشرع بتحصين النفس.
الأصل السابع: الحسد من التأثيرات الروحية التي تنطلق من الأرواح فتصيب الأرواح, لكنها تؤثر في الأجسام تبعا, وهذا متعلق بقدر الله سبحانه وتعالى, فإن أصاب نفسا غير محصنة: أثر فيها بأمر الله, والنفوس منها ما هو قوي لا يتأثر بسهولة, ويقاوم المرض ويدفعه, ومنها ما هو ضعيف خائر يؤثر فيه يسير المرض قبل كثيره.


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 صفر 1439هـ/18-11-2017م, 10:44 PM
حليمة محمد أحمد حليمة محمد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 248
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على نبيه الذي اصطفى، وبعد

المجموعة الثانية:
1: متى نزلت المعوذتان؟
المعوذتان مما نزل بعد الهجرة فهما مدنيتان على الصحيح ومما يدل على ذلك:
حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذهما وترك ما سواهما.
وراوي الحديث أبو سعيد الخدري رضي الله عنه من صغار الأنصار قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهو غلام.
فالصحيح أن المعوذتين مدنيتان، قال بذلك من المفسرين والقراء: الثعلبي وأبو عمرو الداني وأبو معشر الطبري والبغوي وابن كثير وغيرهم.
وذكر بعض المفسرين كالزجاج والواحدي وأبو المظفر السمعاني وابن عطية وابن عاشور أنهما مكيتان، وهو قول ضعيف لا يصح.

2: كيف تردّ على من أنكر حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم؟
ممن أنكر حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم المعتزلة وحجتهم في ذلك:
الفرار من القدح في عصمة النبوة، وكذلك الفرار من موافقة الكفار في اتهامهم النبي صلى الله عليه وسلم ووصفهم إياه بالمسحور: كما قال الله عنهم:( وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلًا مسحورًا)
والرد عليهم من وجهين:
الأول: أن حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم ثابتة في الصحيحين وغيرهما من كتب السنة الصحيحة، وكما قال ابن حجر:" وإذا ثبت النص طاح ما دونه".
الثاني: أن ما زعموه من أن ذلك هو مخالف لعصمة النبوة وموافق لقول الكفار عنه غير صحيح لأن المراد بالآية المسحور الذي أصابه جنون بسبب السحر فذهب عقله، أما من لم يؤثر السحر في عقله فغير مراد بالآية.
والسحر الذي أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤثر في عقله وبالتالي فلا أثر له في التلقي والتبليغ للرسالة.
وقد أشار السهيلي رحمه الله إلى هذا المعنى بقوله:" قال السهيلي (ت:581هـ): (الحديث ثابت خرَّجه أهل الصحيح، ولا مطعن فيه من جهة النقل، ولا من جهة العقل، لأن العصمة إنما وجبت لهم في عقولهم وأديانهم، وأما أبدانهم فإنهم يُبتلون فيها، ويُخلَصُ إليهم بالجراحة والضرب والسموم والقتل، والأُخذة التي أُخِّذَها رسول الله صلى الله عليه من هذا الفنِّ، إنما كانت في بعض جوارحه دون بعض)

3: بيّن درجات النّاس في الاستعاذة.
الناس في الاستعاذة على أربع درجات وبيانها كالتالي:
الدرجة الأولى: الاستعاذة الباطلة، وهي الاستعاذة التي تخلَّف عنها أحد شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة؛ كاستعاذة المشركين، أو من يتعوذ بالتعاويذ البدعية .
الدرجة الثانية: الاستعاذة الناقصة، وهي استعاذة خلت من الشرك والبدعة، لكنها استعاذة ناقصة ضعيفة لما فيها من ضعف الالتجاء إلى الله، وضعف الاستعانة به، والتفريط في اتباع هداه.
الدرجة الثالثة: استعاذة المتقين، وهي التي استوفت شروط القبول وهي التي يترتب عليها أثرها بإذن الله تعالى، وهي التي تكون بالقلب والقول والعمل:
فأما كونها بالقلب؛ فذلك بأن يكون في قلب صاحبها التجاء صادق إلى الله جل وعلا.
وأما الاستعاذة بالقول؛ فتكون بذكر ما يشرع من التعويذات المأثورة، وما في معناها مما يصحّ شرعاً.
وأما الاستعاذة بالعمل؛ فتكون باتباع هدى الله جلَّ وعلا، ولا سيما في ما يتعلق بأمر الاستعاذة.
الدرجة الرابعة: استعاذة المحسنين، وهم الذين يستعيذون بالله كأنهم يرونه ويحسنون اتباع هدى الله تعالى، ويحسنون التقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض. وهي أعلى درجات الاستعاذة وأحسنها أثرا وأهلها هم الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم: إن الله قال: "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه؛ فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمعُ به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه"

4: ما المراد بشرّ الحاسد؟ وما أنواع الحاسدين؟
المراد بشر الحاسد أمران :
1) شر نفسه أي تعلقه بالنعمة التي عند المحسود، وشر عينه التي يمكن أن تصيب مما يعاينه ويحضره من نعمة لدى المحسود وكلاهما مؤثر بإذن الله.
2) شر الكيد والبغي وقول السوء الناشئ عن الحسد، بل ربما وصل الأمر إلى استخدام السحر، أو الاجتهاد في أذية المحسود بكل وسيلة ممكنة.
وأما أنواع الحاسدين فكثيرة منهم إبليس وذريته من الشياطين، ومنهم الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم : قال الله تعالى: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)}.
وعلى هذا فالحسد عام وخاص.
فالعام: هو حسد الكفار للمؤمنين، وحسد الشياطين لبني آدم، وحسد المنافقين، وحسد السحرة.
والخاص: هو الحسد الذي يكون على الشخص نفسه أو على طائفة بخصوصها.

5: اذكر معنى الوقوب في اللغة، والمقصود بوقوب الغواسق.
الوقوب لغة: الدخول في الوقبة. والوقبة النقرة التي تكون في الحَجَر أو الجَبَل يجتمع فيها الماء.
وكل نقرة تكون في حَجَرٍ أو عظم أو غيرهما يسمونها وقبة. والوقبة والوقب: اسمان ، ووقب - فعل - أي: دخل في الوقبة.
والمقصود بوقوب الغواسق أي دخولها في وقوبها؛ وذلك أن لكل منها محلًا تقب فيه.
فمثلًا السحر له موضع يدخل فيه في جسد الإنسان وتتأثر به روحه، وكذلك العين، وكذلك الفتنة وغيرها من الشرور لها مواضع تدخل إليها فتؤثر بذلك، بل حتى الكلمة ربما دخلت موضعاً في قلب الإنسان فتمكنت منه فتأثر بها جدًا،كذلك النفاق حين يدخل في القلب يسيرًا ثم يكبر ويزداد حتى يستوليَ على القلب .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 1 ربيع الأول 1439هـ/19-11-2017م, 02:10 AM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
إجابة السؤال الأول:بيّن المراد بالمعوذتين، وبيّن فضلهما بإيجاز.
المراد بالمعوذتينسورتي (الفلق والناس)أي: {قل أعوذ برب الفلق}، و{قل أعوذ برب الناس}.
وتسميتهما بالمعوذتين مشهورة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه سلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ{قل هو الله أحد}وبالمعوذتين جميعاً ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده).
وفي هذه التسمية أحاديث أخرى وآثارٌ عن الصحابة والتابعين.
أما إذا قيل المعوذات فالمراد: سور الإخلاص والفلق والناس.
فضل المعوذتين:
هاتان السورتان لا يستغني عنهما أحد ، لما لهما من تأثير في دفع السحر والعين وسائر الشرور، فحاجة العبد إلى الاستعاذة بهما أعظم من حاجته إلى النفس والطعام والشراب واللباس، وقد ورد في فضلهما الأحاديث الكثيرة منها.
1- فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق}و{قل أعوذ برب الناس})).
2- وفي بعض الروايات أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعقبة بن عامر رضي الله عنه : (يا عقيب ! ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟!.)
قال: قلت : بلى يا رسول الله
قال: فأقرأني {قل أعوذ برب الفلق}و {قل أعوذ برب الناس}.
ثم أقيمت الصلاة ، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ بهما، ثم مرَّ بي؛ قال:(كيف رأيت يا عقيب؟! اقرأ بهما كلما نِمْتَ ، وكلما قُمْتَ).
3- وعن عقبة بن عامر قال: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة).
4- وعن عبد الله بن خبيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في المعوذتين: ((ما تعوّذ الناس بأفضل منهما)).
---------------
إجابة السؤال الثاني: لمن الخطاب في قوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق}؟ وما الحكمة من إثبات {قل} في التلاوة؟

الخطاب في قوله تعالى: {قل اعوذ برب الفلق} للرسول صلى الله عليه وسلم أصالةً ، ولكل فرد ممن يصلح له الخطاب تبعاً.
الحكمة من إثبات {قل} في التلاوة:
ورد في البخاري عن أُبيَّ بن كعب -رضي الله عنه-قال (سألت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين ؟ فقالَ:((قيل لي فقلت))فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم).
فكلمة {قل}من القرآن الذي أُمِرْنا بتلاوته من كلام الله، ولو حذفت لأوهمَ ذلك استعاذة الرب جلَّ جلاله، وهو متنزه عن ذلك؛ فإن الله يعيذ ولا يستعيذ ، وإنما أَمَر عباده بالاستعاذة به.
-------
إجابة السؤال الثالث :بيّن معنى الاستعاذة، وشروط الاستعاذة الصحيحة

.
معنى الاستعاذة :
أعوذ أي: أعتصم وألتجيءوأستجير وأتحصن ، وحقيقة الاستعاذة: طَلَبُ الأمان مما يُخاف منه.
شروط الاستعاذة الصحيحة:
الاستعاذة الصحيحة المتقبَّلة التي تنفع أصحابها بإذن الله، وهي التي تكون بالقلب والقول والعمل:
1- فأما الاستعاذة بالقلب؛ فذلك بأن يكون في قلب صاحبها صدق اللجوء إلى الله عز وجل ، فيؤمن بأنه لا يعيذه إلا الله، فيتوكل على الله وحده، ويحسن الظنَّ به، ويصبر على ما يصيبه حتى يفرج الله عنه، ولا ينقض استعاذته ولا يضعفها بالاستعجال وترك الدعاء أو التسخط والاعتراض.
2- وأما الاستعاذة بالقول؛ فتكون بذكر ما يشرع من التعويذات المأثورة، وما في معناها مما يصحّ شرعاً ، ويبتعد كل البعد عن كل ما فيه شركيات.
3- وأما الاستعاذة بالعمل؛ فتكون باتباع هدى الله عز وجل ، ولا سيما في ما يتعلق بأمر الاستعاذة، فمثلاً مَن استعاذ بالله جل وعلا من شر الشيطان، فيجب عليه أن يتبع هدى الله بأن لا يتبع خطوات الشيطان، وأن يذكر الله ويسميه في المواضع المأثورة، ونحو ذلك مما هدى الله إليه للعصمة من شر الشيطان وكيده؛ فمن اتبع هدى الله كانت استعاذته صحيحة، أما من كان يستعيذ بالله من الشيطان وهو يتبع خطوات الشيطان ويُعرِضُ عن هدى الله فاستعاذته غير صحيحة.

إجابة السؤال الرابع : حرّر القول في المراد بالنفاثات في العقد.
اختلف المفسرون في المراد بالنفاثات في العقد على أقوال وسبب خلافهم تأنيث كلمة النفاثات وجمعها:
القول الأول:أن المراد بالنفاثات السواحر والسحرة، وهذا قول الحسن البصري رواه الطبري في تفسيره وصححه ابن حجر في فتح الباري، وعلى هذا القول فالنفاثات تشمل الذكور والإناث من السحرة.

القول الثاني:المراد النساء السواحر ، وهذا قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وبه قال مقاتل بن سليمان والفراء وأبو عبيدة، ثم قال به محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه، ثم صدَّر به ابن جرير تفسيره للآية.
ولهذا القول تخريجان صحيحان وثالث لا يصح:
1- أنه من قبيل التفسير بالمثال وعلى هذا فلا يقتضي حصر المراد في هذا المثال.
2- أن التأنيث في النفاثات خرج مخرج الغالب فيتعلق الحكم بالعلة لا بصيغة الخطاب ، فالنفث في العقد هو السحر بإجماع مفسري السلف والاستعاذة منه تشمل سحر الرجال وسحر النساء .
3- تخريج ثالث ولكنه باطل لا يصح وهو أن النفاثات هن بنات لبيد بن عاطم على اعتبار أن السورة نزلت بسبب حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم .
وعلى هذا وبناء على التخريجين الأول والثاني يكون القول الأول مساوياً للقول الثاني وأن المراد السحرة من الرجال والساحرات من النساء.
القول الثالث:المراد النفوس النفاثات ، وأول من قال هذا القول الزمخشري في كشافه ُثم ذكره الرازي وعدد من المفسرين ، ورجحه ابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب.
ويرد على هذا القول أنه غير متبادر للذهن لذلك لم يذكره أحد من المفسرين طيلة خمس قرون قبل الزمخشري ، كما أن المعهود في خطاب الشرع إسناد الفعل إلى الشخص وليس إلى النفس ، وإذا أسنده إلى النفس ذكرها مثل قوله تعالى:{وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم}.
القول الرابع :النفاثات هي الجماعات التي تنفث ، والتأنيث لأجل الجماعة مستعمل في اللغة ، وأول من ذكر هذا القول الزمخشري حيث قال : (النفاثات: النساء أو النفوس أو الجماعات السواحر) ، لكن الرازي فسر هذا القول بقوله :( لأنه كلما كان اجتماع السحرة على العمل الواحد أكثر كان التأثير أشد) وتبعه كثير من المفسرين المتأخرين.
ويرد على هذا القول أنه يبعد أن يكون هذا هو المراد ؛ لأنه يُخرج إرادة عمل الساحر الواحد منهم وهو كثير جداً، وما يجتمع عليه السحرة من العمل قليل جداً في جنب ما ينفرد به كل ساحر.
الراجح:
الأقرب أن الجمع في قوله تعالى :"النفاثات"لأجل طوائف ما ينفث.
فالسحرة الرجال ينفثون ويعقدون، والسواحر من النساء ينفثن ويعقدن، وسحرة الجن ينفثون ويعقدون، والشياطين تنفث وتعقد كما صحّ في الحديث، بل بعض الحيوانات تنفث ويستخدمها بعض السحرة في أعمال السحر.
وهذه الطوائف التي تنفث يصح جمعها على (النفاثات) كما تقول: المخلوقات، والكائنات.
ولا شك أن الاستعاذة من شر النفاثات في العقد تشمل الاستعاذة من شرّ كل ما ينفث ويعقد، من سَحَرة الإنس، وسَحَرة الجن، والشياطين.
-------
إجابة السؤال الخامس:اذكر حكم الحسد، والأسباب التي تحمل عليه، وبيّن كيف يحمي المؤمن نفسه من الوقوع فيها.
حكم الحسد :
محرم منهي عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لاَ تَبَاغَضُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَلاَ تَقَاطَعُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إخْوَاناً ، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ)).
وقال أيضاً محذراً من الحسد :(دب إليكم داء الأمم قبلكم، الحسد والبغضاء).
الأسباب التي تحمل على الحسد:
ترجع ألى أصلين كما قال الشيخ عطية سالم :
1- ازدراء المحسود.
2- إعجاب الحاسد بنفسه.
ويحمي العبد نفسه من الوقوع فيها بما يلي:
1- عليه أن لا يحقر مسلماً ولا يزدريه ولا يفخر عليه، وليعلم أن لبعض الناس خبايا من الأعمال الصالحة قد لا يدركها كثير من الناس ، فالله أخفى أولياءه ، فقد يكون هذا الذي تحتقره أفضل منك عند الله ، فمن أبصر هذه الحقيقة لم يحقر مسلماً ولم يزدريه، وبذلك يقضي على نصف الحسد.
2- أما الإعجاب بنفسه واعتقاد فضيلتها وأنها تستحق أن تُكرم ولذلك إذا كُرِّم مكانه غيره انبعثت نار الحسد من قلبه، وكرِه ذلك جداً، وتمنّى انتقال ذلك التكريم إليه ، فعلاج ذلك يكون بعلاج قلبه، ومعرفة قدر نفسه، وأن فضل الله تعالى لا يُدرك بمعصية الله، وإنما يُطلب من الله بما هدى الله إليه،ولذلك ينبغي عليه أن يبصر عيب نفسه وينشغل به عن عيوب الناس ، وأن يعتقد أن الفضل لله وحده يؤتيه من يشاء.
3- كما أن من العلاجات الناجعة للحسد هي الدعاء للمحسود بكل خير حتى ينصرف عنه ما يجد في نفسه من حسد.
4- وأيضا على العبد أن يعرف أن الحاسد يعتبر إحسان الله تعالى إلى أخيه المسلم إساءة إليه، وهذا جهل منه لأن الإحسان لأخيه لا يضره شيئاً، فإن ما عند الله واسع، بل إن هذا الشعور فيه إساءة أدب مع الله عز وجل الحكيم العليم ، فإذا استشعر ذلك وأنه ينازع الله في حكمته وتقديره كره؛ من نفسه شعور الحسد وعالج قلبه.
5- على الحاسد التضرع لله تعالى أن يرزقه قلباً سليماً محباً الخير للمسلمين.
-------

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 1 ربيع الأول 1439هـ/19-11-2017م, 02:51 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

المجموعة الأولى:

1: بيّن المراد بالمعوذتين، وبيّن فضلهما بإيجاز.
المراد بالمعوذتين سورتا الفلق والناس
لما روى الترمذي عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه ) كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يتعوذ من الجان و من عين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما "
فضل المعوذتان
أنهما كرامة الله عز وجل لهذه الأمة
لما ثبت في صحيح مسلم من حديث عقبة " ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير قط مثلهن {قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } "
وعن عقبة أيضا قال :بينا أنا أسير مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يتعوذ ب {قل أعوذ برب الفلق } و{ قل أعوذ برب الناس } ويقول : تعوذ بهما يا عقبه فما تعوذ متعوذ بمثلهما "
_______________

2: لمن الخطاب في قوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق}؟ وما الحكمة من إثبات {قل} في التلاوة؟
الخطاب للنبي (صلى الله عليه وسلم ) أصالة ولكل مسلم بالتبع
الحكمة في إثبات قل في التلاوة :
1- أنها من القرآن الذي أمرنا بتلاوته
قال زر بن حبيش سألت أبي بن كعب عن المعوذتين فقال :سألت رسول الله فقال :قيل لي فقلت ؛فنحن نقول كما قال رسول الله "
2- لأنها لو حذفت لأوهم استعاذة الرب جل وعلا وهو متنزه عن ذلك فهو سبحانه يعيذ ولا يستعيذ وأمرنا سبحانه بالاستعاذة
_____________
3: بيّن معنى الاستعاذة، وشروط الاستعاذة الصحيحة.
معنى الاستعاذة
أعوذ بمعنى ألتجيء وأعتصم وأستجير
فحقيقة الاستعاذة : طلب الأمان مما يخاف منه
شروط الاستعاذة الصحيحة
1- صدق التجاء القلب إلى الله تعالى
2- اتباع هداه فيما يأمر به وينهى عنه
____________

4: حرّر القول في المراد بالنفاثات في العقد.
اختلف المفسرون فيها على أقوال
الأول : أن المراد السواحر والسحرة
وهو قول الحسن البصري ذكره ابن جرير وصححه ابن حجر
أي أن اللفظ يشمل الرجال والنساء من السحرة

الثاني : أن المراد النساء السواحر
وهو قول عبدالرحمن بن زيد بن أسلم ثم مقاتل و ثم اشتهر عند المفسرين
رده : أن حصر اللفظ في النساء إما على سبيل المثال أو أنه لبيان العلة ويشترك فيها الذكر والأنثى من السحرة

الثالث : النفوس النفاس
ذكره الزمخشري كاحتمال ورجحه ابن القيم ومحمد بن عبدالوهاب
واستدل له ابن القيم بأن تأثير السحرإإنما يظهر من جهة الأنفس الشريرة لذلك عبر بالنفاثات
وجوابه : أنه غير المتبادر إلى الذهن ولأن تأثير الحسد بالنفس كذلك ولم يذكرها فيها وأن المعهود في خطاب الشرع إسناد الفعل للشخص لا للنفس ويذكرها إن أرادها

الرابع : الجماعات التي تنفث
ذكره الزمخشري احتمالا وأبعد الرازي في تفسيره له باجتماع السحرة على العمل
واختاره الشيخ عبدالعزيز الداخل بمعنى طوائف ما ينفث من السحرة والسواحر وسحرة الجن والشياطين وكذلك الحيوانات التي تنفث فتجمع على نفاثات ككائنات ومخلوقات

الخامس : النساء ينقصن عزائم الرجال أو الكيدات أو اللاتي يفتن الرجال ذكره بعض المفسرين المعتزلة كالزمخشري والبيضاوي
بناء على عقيدتهم في إنكار السحر لذلك فهم يؤولون النصوص إلى الحيل والإيهام وسقي العقاقير وقولهم باطل

السادس : النباتات التي تزداد طولا وعرضا وعمقا
كما فسر الغاسق بالقوة الحيوانية وما فيها من الظلمة
وهو تفسير لا أصل له عن السلف ولا تدل عليه اللغة فمحدث باطل

والراجح كما ذكرت أنه لطوائف ما ينفث وهو اختيار الشيخ عبدالعزيز الداخل
وقد سبق نقل الإجماع على أن الآية في الاستعاذة من السحر مما نفث فيه وعقد وتؤيده اللغة ويجمع القولين الأوللين الواردين عن السلف ولا يصادمهما
_____________

5: اذكر حكم الحسد، والأسباب التي تحمل عليه، وبيّن كيف يحمي المؤمن نفسه من الوقوع فيها.
منهي عنه
لقوله (صلى الله عليه وسلم ) " لا تباغضوا ولا تحاسدوا ......."
وقوله " دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء ..."
* الأسباب التي تحمل على الحسد
1- ازدراء المحسود
فينبغي للمسلم ألا يحقر مسلما ولا يزدريه ولا يفخر عليه فذلك يقضي على نصف الحسد
2- إعجاب الحاسد بنفسه

فإن فضل الله لا ينال إلا بطاعته فإذا ذهب عنه إعجابه بنفسه واعتقاد فضيلتها لم يحسد
فعلى العبد ألا يشغل نفسه بالناس بل ينشغل بعيب نفسه عن عيب غيره ويجتهد فيما يقربه وينفعه عند خالقه ويعلم أن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ويوقن في حكمته تعالى في إحسانه إلى خلقه

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 3 ربيع الأول 1439هـ/21-11-2017م, 06:54 AM
بيان الضعيان بيان الضعيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 245
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة المجموعة الثانية:
1: متى نزلت المعوذتان؟
اختلف المفسرون في وقت نزولها على قولين:
1_أنها نزلت في المدينة وهو قول: الثعلبي وأبو عمرو الداني وأبو معشر الطبري والبغوي وابن كثير وغيرهم.
ودليلهم:
1_ حديث عقبة بن عامر في صحيح مسلم وسنن النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})).
وعقبة بن عامر الجهني ممن أسلم بعد الهجرة.
وقول النبي صلى الله عليه سلم له: ((أنزلت الليلة))يدل على حداثة نزولها عند التحديث.
2_ حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذهما وترك ما سواهما.
وأبو سعيد الخدري رضي الله عنه من صغار الأنصار قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهو غلام.
وهذا القول هو الراجح.
2_ أنهما مكيتان، وممن قال بذلك: الزجاج والواحدي وأبو المظفر السمعاني وابن عطية وابن عاشور. وهو قول ضعيف لا يصح
2: كيف تردّ على من أنكر حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم؟
أنكر المعتزلة ومن وافقهم حادثة سحر النبب صلى الله عليه وسلم لأنهم يرون أن هذا يقدح في رسالته وأن فيه موافقة لقول الكفار عنه(إن تتبعون إلا رجلا مسحورا)
ونرد عليهم بأن المسحور المقصود بالآيه هو المجنون الذي أثر السحر على عقله أما سحر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يؤثر على عقله وبالتالي لم يؤثر على رسالته والأنبياء معصومون فيما يبلغونه أما أجسادهم فهي ليست معصومة فقد ينالهم الضرر والأذى من الضرب أو المرض أو السحرأو غيرها.
وحادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم ثابتة في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: (سَحَرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ من بني زُريق يقال له: لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخيَّل إليه أنَّه يفعل الشيءَ وما فعله حتى كان ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ؛ ثم قال: (( يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي؛ فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟
فقال: مطبوب.
قال: من طبه؟
قال: لبيد بن الأعصم.
قال: في أي شيء؟
قال: في مشط ومشاطة وجُفّ طلع نخلة ذكر.
قال: وأين هو؟
قال: في بئر ذروان)).
فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فجاء فقال: ((يا عائشة كأنّ ماءها نقاعة الحناء، أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين)).
قلت: يا رسول الله؛ أفلا أستخرجه.
قال: ((قد عافاني الله ؛ فكرهت أن أثوّر على الناس فيه شراً))
فأمر بها فدفنت.
3: بيّن درجات النّاس في الاستعاذة.
الدرجة الأولى: الاستعاذة الباطلة وهي الاستعاذة التي تخلَّف عنها أحد شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة ،وتشمل استعاذة المشركين الذين يدعون مع الله غيره وكذلك استعاذة أهل البدع الذين يتعوذون بتعويذات محدثة مبتدعة فهؤلاء لاتنفعهم استعاذتهم شيئا بل تزيدهم ضررا.
الدرجة الثانية: الاستعاذة الناقصة وهي الخالية من الشرك والبدع لكن صاحبها ضعيف الالتجاء إلى الله عزوجل وضعيف في التوكل عليه يدعوه وقلبه غافل ،وكذلك من يستعيذ بالله لكنه مفرط في اتباع هديه فهؤلاء تنفعهم استعاذتهم بعض النفع.
الدرجة الثالثة :استعاذة المتقين وهي التي تكون بالقلب والقول والعمل فيكون صاحبها صادق في الالتجاء إلى الله عزوجل ومتوكلا عليه حسن التوكل، وكذلك يلتزم بالتعويذات الواردة في القرآن والسنة ويجتنب التعويذات البدعية، وهو مع هذا ملتزم بهدي الله وشرعه خاصة فيما يتعلق بالاستعاذة.

4: ما المراد بشرّ الحاسد؟ وما أنواع الحاسدين؟
شر الحاسد على نوعين:
1_شر نفسه وعينه والفرق بين النفس والعين أن العين ماكان عن معاينة فيصيبه بعينه أما النفس فهي تعلق نفس الحاسد بنعمة المحسود.
2_شر كيده وبغيه وهذا الشر قد يكون فيه دفع الخير عن المحسود وقد يكون فيه جلب للضر له فقد يسعى الحاسد ليصرف ماينفع المحسود ويحاول حجبه عنه وبعض الحساد يحاول إيقاع الضرر بالمحسود، ويدخل في هذا النوع السحر.
أنواع الحاسدين:
الحساد كثير منهم من ذكر الله في كتابه مثل الشياطين والكفار من اليهود والنصارى والمنافقين فهؤلاء حسدهم عام فالكفار يحسدون المؤمنين والشياطين يحسدون بني آدم ومذلك حسد السحرة والمنافقين.
وهناك حسد خاص وهو حسد طائفة معينة أو شخص معين.

5: اذكر معنى الوقوب في اللغة، والمقصود بوقوب الغواسق.
الوقوب في اللغة هو الدخول في النقرة ،والوقبة هي النقرة تكون في الجبل أو الحجر يجتمع فيها الماء ،وهذه أشهر استعمالاتها
وكذلك يطلقون الوقبة على كل نقرة في عظم أو حجر أو غيرها.
والمقصود بوقوب الغواسق أن الغاسق يدخل في وقبته أو من خلالها فكل غاسق له محل يقب إليه أو من خلاله إن كان نافذا فإذا وقبت ضرت بإذن الله فالسحر يدخل جسم الإنسان ويؤثر فيه وكذلك العين.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 3 ربيع الأول 1439هـ/21-11-2017م, 08:27 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة تفسير سورة الفلق




أحسنتم جميعًا بارك الله فيكم ونفع بكم وأضع بين أيديكم ملحوظات عامة أرجو من الجميع العناية بها :

- من تمام الإجابة ذكر الدليل عليها من الكتاب والسنة، وعند تحرير المسائل الخلافية نذكر الدليل على كل قول والقول الراجح منها ووجه الترجيح وعلة القول المرجوح، وتحرير الشيخ عبد العزيز الداخل لمسائل هذه السور أمثلة رائعة لتعويدكم على الطريقة الصحيحة لتحرير المسائل العلمية فيُرجى العناية بطريقة تحرير المسائل وليس مجرد استذكار المادة العلمية.

- تُلاحظون أثناء قراءتكم في الدروس أن الشيخ دائمًا يذكر عزو الأحاديث والآثار لمن رواها من الأئمة وكثيرًا ما يذكر حكم الحديث من حيث الصحة والضعف؛ فلا يصح والمعلومة بين أيدينا والمقام مقام واجب يمكن معه الرجوع إلى المقرر أن نذكر في إجاباتنا الأحاديث دون ذكر عزوها لمن رواها من الأئمة.





المجموعة الأولى :



- مها محمد : أ+
- فاطمة محمد صابر : أ

إجابة السؤال الأول مختصرة، فمن فضل المعوذتين كذلك أنهما من أحب السور إلى الله، وأنهما من خير ما أنزل ، وأنه ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مثلهما ..

السؤال الرابع : الشيخ عبد العزيز لم يرجح القول بأنها الجماعات التي تنفث بل رده، لأن قول الجماعات توحي بأن المراد بالنفاثات فقط من كان في جماعة، ويخرج منها ما كان فرد واحد، وإنما ما قصده الشيخ عبد العزيز الداخل عند الترجيح أنها جاءت على الجمع لتشمل طوائف ما ينفث ، فالساحر وإن كان وحده من النفاثات ، والساحرة، والشيطان ... وغير ذلك.

السؤال الخامس :

لبيان الحكم نذكر هل هو منهي نهي تحريم أم كراهة، والحسد محرم.

وعموم إجاباتك فيها شيء من الاختصار لكني أثني على تصرفكِ فيها وعدم اعتمادك على النسخ واللصق.




المجموعة الثانية:



ملحوظة عامة :

المعتزلة منهم من ينكر قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم ظنًا منهم أن ذلك يقدح في رسالته، وقد أحسن معظمكم بيان الرد عليهم.
لكن لبعضهم شبهة أخرى وهي أنهم ينكرون حقيقة السحر أصلا، فهؤلاء قبل أن نبين لهم الدليل على قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم نذكر لهم من الكتاب والسنة الدليل على حدوث السحر، وهذا مثل ما ورد في قوله تعالى :{ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر }


بيان الضيعان : أ

- أرجو قراءة الملحوظة العامة.
- س3: فاتكِ بيان استعاذة المحسنين.



حليمة محمد : أ+

مها الحربي : أ+

س1: أحسنتِ ببيان القول الراجح والدليل عليه ، لكن فاتكِ بيان القائلين به، وبيان القول الآخر ومن قال به.

- يُرجى قراءة الملحوظات العامة.




المجموعة الثالثة :

فداء حسين : أ+









المجموعة الرابعة :

زينب الجريدي : ب

س1: ما يمنع من رؤية الحق أمران؛ الأول : جهله الأصلي به والثاني : إعراضه عن الهدى ، وقد ذكرتِ الثاني ولم تذكري الأول.

س2: فاتكِ إجابة الشطر الثاني من السؤال.
س4: وجه الترجيح : أن " حاسد " جاءت نكرة والتنكير هنا يفيد العموم.







المجموعة الخامسة :

عباز محمد : أ+





زادكم الله علمًا وهدى ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 12 ربيع الأول 1439هـ/30-11-2017م, 12:44 PM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1: هلنزلت المعوّذتان بسبب حادثة سحر النبيّ صلى الله عليهوسلم؟
في نزولها بسبب هذه الحادثة الثابتة خلاف، فأمثل ما يستدل به على ذلك هو مارواه عبد بن حميد والطحاوي من طريق أحمد بن يونس عن أبي معاوية عن الأعمش عن يزيدبن حيّان عن زيد بن الأرقم قال: (سحرالنبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود.قال: فاشتكى فأتاهجبريل فنزل عليه بالمعوذتين، قال: إن رجلاً من اليهود سحرك ، والسحر في بئرفلان.قال: فأرسل علياً فجاء به.قال: فأمره أن يحلّالعُقد وتُقرأ آية؛ فجعل يقرأ ويحلّ حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم كأنماأُنشِطَ من عقال).
وهذا الحديث رجاله ثقات، لكن ذكر نزول المعوذتين والرقية بهما من ذلك تفردبه أحمد بن يونس، وهو إمام ثقة، لكن خالفه جماعة من الأئمة الثقات رووا هذا الحديثمن غير هذه الزيادة.فمن اعتبر هذه الزيادة مخالفة؛ حكم عليهابالشذوذ لمخالفة أحمد بن يونس بقية الرواة عن أبي معاوية ثم مخالفة هذه الزيادةلطرق الحديث الأخرى، ومن اعتبرها من باب زيادة الثقة؛ صححها كما فعل الألباني .

2:
ما الحكمة من تخصيص الاستعاذة بربوبية الفلق دون ماسواها؟
ذكر ربوبية الله تعالى للفلق لها أثر عظيم في نفس المؤمن ؛فمن آثار ربوبية اللهتعالى للفلَق أنه يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي، ويخرج أولياءه المؤمنينمن الظلمات إلى النور فيفلق عنهم الظلمات فيتجلى لهم الحق كما يتجلى الصبح بانفلاقهمن ظلمة الليل.
والعبد إنما يمنعه عن رؤية الحق ما يُجعل على بصره من الغشاوة ؛ وهذهالغشاوة قد تكون بسبب الجهل الأصلي للإنسان كما قال الله تعالى عن الإنسان: {إنه كان ظلوماً جهولاً}وقال تعالى في الحديث القدسي: ((يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدونيأهدكم)).
ولا يتجلى الحق للعبد إلا أن يفلق الله له الحجاب الذي يحول بينه وبينرؤيته؛ فإذا فلق الله له الحجاب أبصر الحق وعرفه، فإن آمن وشكر زاده الله هدىومعرفة بالحق، وجعل له فرقاناً يلازمه ويفلق له الحجب التي تحول بينه وبين رؤيةالحق كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا اللهيجعل لكم فرقاناً}.
ومعاني الفلق فياللغة: بيان الحق بعد إشكاله، ومنشواهدهذا المعنى حديث عائشةأن النبي صلى الله عليه وسلمأوَّل ما بدئ به من أمر الوحي الرؤيا الصادقة في المنام فكان لا يرى رؤيا إلاجاءت مثل فلق الصبح.رواهالبخاري. فبيان الحق للمؤمنين المتقين هو من آثارربوبية الله تعالى للفلق.
وأما إذا كفَر بالحق وأعرض عن هدى الله ، فإنه يعاقب بالغشاوة الشديدة على بصره والختم على قلبهويكون كالذين ذكر الله مَثَلهم في سورة البقرة{مثلهم كمثلالذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون * صم بكم عمي فهم لا يرجعون}

3:
تكلّم عن أنواع الغواسق، وسبيل العصمة منشرّها.
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن السلف الصالح في تفسير الغاسق ما يدل على أنهيقع على أشياء متعددة يجمعها وصف الغسوق.
ففُسِّرَ الغاسق بالليل، وفسر بالقمر، وفسر بالكوكب،وفسر بالثريا، وفسّر بغير ذلك. والراجح أنه لفظ يطلق على كل ما يجري بالضرر.
وسبيل العصمة من شرِّه بالاستعاذة بالله تعالى واتباع هدى الله.

4: ما هو الحسد؟ وما وجه تسميتهبذلك؟
الحسد هو تمني زوال النعمة عن المحسود أو تمني دوام بلائه.
وأذله في اللغة: أنه مشتقٌّ من القَشْرِ؛ وذكروا أن القُراد سمّي حِسْدِلاً لهذا المعنى.
قال ابن الأعرابي (الحِسْدِلُ: القُرَادُ). قال: (ومنه أُخذ الحَسَد لأنه يَقْشِرُ القَلْب كمايَقْشر القُراد الجلد فيمتص دمه).
وجه هذه التسمية: كأن الحسد يلصق بقلب صاحبه، حتى يكاد يفعل به كما يفعل القراد بالجلد، فيمتص دم صاحبه ويودعه منالحُرَق والضيق ما تضيق به حاله ويتنكّد به عيشه.
كما أن الحاسد تتعلق نفسه بصاحبالنعمة كتعلّق القُراد بالجلد فهو دائم التفكير فيه، ونفسه نهمة شرهةتريد أن يُسلب هذه النعمة، كما يَستخرج القُراد الدمويمتصه.

5:
تكلم بإيجاز عن أهم الأصول الواجب معرفتها في علاجالحسد.
الأصلالأول:أن الحسد عَملٌ قلبيّ.
الأصل الثاني: أن الحسد فيه شرّ متعدٍ، ولذلك أُمرنا بالاستعاذة من شرّ الحاسد إذا حسد.
الأصلالثالث:أن الحسد داء من الأدواء، وآفة من الآفات ، يمكن أن يتعافى منهالحاسد والمحسود إذا اتبعا هدى الله جل وعلا.
الأصلالرابع:أن من يُبتلى بالحسد ، ويؤثر فيه شيئاً من الأذى؛ فإن هذا البلاء في حقه دائر بين العقوبة والابتلاء، والعقوبة فيهاتكفير للمسلم.
الأصلالخامس:أن الحسد من البلاء ، بل الله تعالى هو الذي يبتلي عباده بما يشاء ومتى يشاء وكيف يشاء،والعبد لا يستطيع أن يدفع البلاء عن نفسه، ولا يكشف الضر عنها ، إنما مردّ ذلك إلىالله جل وعلا، فعليه أن يبذل الأسباب ويعلق قلبه بالله.
الأصلالسادس:أن يكون المؤمن على الحال الوسط بين الغلو والتفريط، فمن غلا وهوّلشأن الحسد والعين حتى يغفل قلبه عن التوكل على الله والرضا به والثقة في حفظهووقايته وإعاذته لمن يستعيذ به ؛ فهذا على غير الهدى الصحيح، بل يُخشى عليه أنيناله شرّ ، ومَنهوّن من شأن الحسد والعين ، وفرّط في تحصين نفسه لميأمن أن يصيبه بسبب هذا التفريط البلاء والشر.
الأصلالسابع:أن الحسد في الأصل من التأثيرات الروحية التي تنطلق من الأرواحفتصيب الأرواح بالأصل وتؤثر في الأجساد تبعاً،فالحسد إذا إذا أصاب نفساً غيرمحصنة أثر فيها بإذن الله تعالى.
والنفس كالبدن في بعض الأمور؛ فكما أن في الأجسام ما هوصحيح قويّ لا يتأثر بالآفات اليسيرة، فكذلك النفوس، وكما أن من الأجسام ما يكون ضعيفا يقعده أدنى مرض فكذلك النفوس.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 26 ربيع الأول 1439هـ/14-12-2017م, 01:54 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رقية إبراهيم عبد البديع مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
1: هلنزلت المعوّذتان بسبب حادثة سحر النبيّ صلى الله عليهوسلم؟
في نزولها بسبب هذه الحادثة الثابتة خلاف، فأمثل ما يستدل به على ذلك هو مارواه عبد بن حميد والطحاوي من طريق أحمد بن يونس عن أبي معاوية عن الأعمش عن يزيدبن حيّان عن زيد بن الأرقم قال: (سحرالنبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود.قال: فاشتكى فأتاهجبريل فنزل عليه بالمعوذتين، قال: إن رجلاً من اليهود سحرك ، والسحر في بئرفلان.قال: فأرسل علياً فجاء به.قال: فأمره أن يحلّالعُقد وتُقرأ آية؛ فجعل يقرأ ويحلّ حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم كأنماأُنشِطَ من عقال).
وهذا الحديث رجاله ثقات، لكن ذكر نزول المعوذتين والرقية بهما من ذلك تفردبه أحمد بن يونس، وهو إمام ثقة، لكن خالفه جماعة من الأئمة الثقات رووا هذا الحديثمن غير هذه الزيادة.فمن اعتبر هذه الزيادة مخالفة؛ حكم عليهابالشذوذ لمخالفة أحمد بن يونس بقية الرواة عن أبي معاوية ثم مخالفة هذه الزيادةلطرق الحديث الأخرى، ومن اعتبرها من باب زيادة الثقة؛ صححها كما فعل الألباني .

2:
ما الحكمة من تخصيص الاستعاذة بربوبية الفلق دون ماسواها؟
ذكر ربوبية الله تعالى للفلق لها أثر عظيم في نفس المؤمن ؛فمن آثار ربوبية الله تعالى للفلَق أنه يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي، ويخرج أولياءه المؤمنين من الظلمات إلى النور فيفلق عنهم الظلمات فيتجلى لهم الحق كما يتجلى الصبح بانفلاقهمن ظلمة الليل.
والعبد إنما يمنعه عن رؤية الحق ما يُجعل على بصره من الغشاوة ؛ وهذهالغشاوة قد تكون بسبب الجهل الأصلي للإنسان كما قال الله تعالى عن الإنسان: {إنه كان ظلوماً جهولاً}وقال تعالى في الحديث القدسي: ((يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدونيأهدكم)).
ولا يتجلى الحق للعبد إلا أن يفلق الله له الحجاب الذي يحول بينه وبينرؤيته؛ فإذا فلق الله له الحجاب أبصر الحق وعرفه، فإن آمن وشكر زاده الله هدىومعرفة بالحق، وجعل له فرقاناً يلازمه ويفلق له الحجب التي تحول بينه وبين رؤيةالحق كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا اللهيجعل لكم فرقاناً}.
ومعاني الفلق فياللغة: بيان الحق بعد إشكاله، ومنشواهدهذا المعنى حديث عائشةأن النبي صلى الله عليه وسلمأوَّل ما بدئ به من أمر الوحي الرؤيا الصادقة في المنام فكان لا يرى رؤيا إلاجاءت مثل فلق الصبح.رواهالبخاري. فبيان الحق للمؤمنين المتقين هو من آثارربوبية الله تعالى للفلق.
وأما إذا كفَر بالحق وأعرض عن هدى الله ، فإنه يعاقب بالغشاوة الشديدة على بصره والختم على قلبهويكون كالذين ذكر الله مَثَلهم في سورة البقرة{مثلهم كمثلالذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون * صم بكم عمي فهم لا يرجعون}
[ فمن معاني الربوبية أنه المتفرد بالملك والتدبير والتصرف في أمور خلقه والعبد بحاجة لاستحضار هذه المعاني في استعاذته من الشرور التي يخشاها لأن الرب هو القادر على دفعها عنه ]

3:
تكلّم عن أنواع الغواسق، وسبيل العصمة منشرّها.
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن السلف الصالح في تفسير الغاسق ما يدل على أنهيقع على أشياء متعددة يجمعها وصف الغسوق.
ففُسِّرَ الغاسق بالليل، وفسر بالقمر، وفسر بالكوكب،وفسر بالثريا، وفسّر بغير ذلك. والراجح أنه لفظ يطلق على كل ما يجري بالضرر.
وسبيل العصمة من شرِّه بالاستعاذة بالله تعالى واتباع هدى الله.
[ الغواسق منها ما يقع على الفرد ومنها ما يقع على الجماعة، ومنها ما يقع على جسد المرء ومنها ما يصيب قلبه ، وإجابتكِ بحاجة لتفصيل أكبر في بيان سبيل العصمة من شر الغواسق]
4: ما هو الحسد؟ وما وجه تسميتهبذلك؟
الحسد هو تمني زوال النعمة عن المحسود أو تمني دوام بلائه.
وأذله في اللغة: أنه مشتقٌّ من القَشْرِ؛ وذكروا أن القُراد سمّي حِسْدِلاً لهذا المعنى.
قال ابن الأعرابي (الحِسْدِلُ: القُرَادُ). قال: (ومنه أُخذ الحَسَد لأنه يَقْشِرُ القَلْب كمايَقْشر القُراد الجلد فيمتص دمه).
وجه هذه التسمية: كأن الحسد يلصق بقلب صاحبه، حتى يكاد يفعل به كما يفعل القراد بالجلد، فيمتص دم صاحبه ويودعه منالحُرَق والضيق ما تضيق به حاله ويتنكّد به عيشه.
كما أن الحاسد تتعلق نفسه بصاحبالنعمة كتعلّق القُراد بالجلد فهو دائم التفكير فيه، ونفسه نهمة شرهةتريد أن يُسلب هذه النعمة، كما يَستخرج القُراد الدمويمتصه.

5:
تكلم بإيجاز عن أهم الأصول الواجب معرفتها في علاجالحسد.
الأصلالأول:أن الحسد عَملٌ قلبيّ. [ ما وجه معرفة هذا الأصل في علاج الحسد، ينقصكِ التفصيل بعض الشيء ]
الأصل الثاني: أن الحسد فيه شرّ متعدٍ، ولذلك أُمرنا بالاستعاذة من شرّ الحاسد إذا حسد.
الأصلالثالث:أن الحسد داء من الأدواء، وآفة من الآفات ، يمكن أن يتعافى منهالحاسد والمحسود إذا اتبعا هدى الله جل وعلا.
الأصلالرابع:أن من يُبتلى بالحسد ، ويؤثر فيه شيئاً من الأذى؛ فإن هذا البلاء في حقه دائر بين العقوبة والابتلاء، والعقوبة فيهاتكفير للمسلم.
الأصلالخامس:أن الحسد من البلاء ، بل الله تعالى هو الذي يبتلي عباده بما يشاء ومتى يشاء وكيف يشاء،والعبد لا يستطيع أن يدفع البلاء عن نفسه، ولا يكشف الضر عنها ، إنما مردّ ذلك إلىالله جل وعلا، فعليه أن يبذل الأسباب ويعلق قلبه بالله.
الأصلالسادس:أن يكون المؤمن على الحال الوسط بين الغلو والتفريط، فمن غلا وهوّلشأن الحسد والعين حتى يغفل قلبه عن التوكل على الله والرضا به والثقة في حفظهووقايته وإعاذته لمن يستعيذ به ؛ فهذا على غير الهدى الصحيح، بل يُخشى عليه أنيناله شرّ ، ومَنهوّن من شأن الحسد والعين ، وفرّط في تحصين نفسه لميأمن أن يصيبه بسبب هذا التفريط البلاء والشر.
الأصلالسابع:أن الحسد في الأصل من التأثيرات الروحية التي تنطلق من الأرواحفتصيب الأرواح بالأصل وتؤثر في الأجساد تبعاً،فالحسد إذا إذا أصاب نفساً غيرمحصنة أثر فيها بإذن الله تعالى.
والنفس كالبدن في بعض الأمور؛ فكما أن في الأجسام ما هوصحيح قويّ لا يتأثر بالآفات اليسيرة، فكذلك النفوس، وكما أن من الأجسام ما يكون ضعيفا يقعده أدنى مرض فكذلك النفوس.

التقويم : ب+
يُرجى قراءة الملحوظات اليسيرة أعلاه.
تم خصم نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:17 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir