(1) ثم شَرَعَ يَتكلَّمُ علَى الجوازمِ فقالَ:
(والجوازمُ): يَصِحُّ أن تكونَ الواوُ حرفَ عطفٍ وأن تكونَ للاستئنافِ، الجوازمُ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ. (ثمانيةَ عشرَ): خبرُ المبتدأِ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ رَفْعٍ؛ لأنه اسمٌ مَبْنِيٌّ لا يَظْهَرُ فيه إعرابٌ.
يَعْنِي:
أنَّ الأدواتِ التي تَجْزِمُ المضارِعَ ثمانيةَ عشرَ جازِمًا وهي قِسمانِ:
-قِسمٌ يَجْزِمُ فِعْلاً واحدًا.
-وقِسْمٌ يَجْزِمُ فِعلينِ.
وبَدَأَ بالْقِسْمِ الأوَّلِ فقالَ:
(وهي): الواوُ: للاسْتِئنافِ.
هي: ضميرٌ مُنْفَصِلٌ مبتدأٌ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
(لم): لم وما عُطِفَ عليه خبرُ المبتدأِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
يَعْنِي:
أنَّ مِن الجوازمِ التي تَجْزِمُ فعلاً واحدًالم، وهي حَرْفٌ يَجْزِمُ المضارِعَ ويَنْفِي معناه ويَقْلِبُه إلَى الْمُضِيِّ، نحوُ: (لم يَلِدْ)، وإعرابُه:
لم:حَرْفُ نفْيٍ وجَزْمٍ وقَلْبٍ.
ويَلِدْ: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـلَمْ، وعَلامةُ جَزْمِهِ السُّكونُ.
والفاعِلُ مُسْتَتِرٌ جوازًا تقْدِيرُه هو يعودُ علَى اللهُ.
(ولَمَّا):الواوُ: حرفُ عطفٍ.
لَمَّا: معطوفٌ علَى لم مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
يَعْنِي:
أنَّ الثانِيَ مِن الجوازمِ التي تَجْزِمُ فِعْلاً واحدًالَمَّا المرادِفَةُ لـلَمْ، لكنَّ النفيَ بـلمْ يكونُ مَقطوعًا عن الحالِ، والنفيَ بـلَمَّا يكونُ مُتَّصِلاً به، نحوُ قولِه تعالَى: {لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ} وإعرابُه:
لَمَّا:حَرْفُ نفْيٍ وجَزْمٍ وقَلْبٍ.
ويَذُوقوا: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـلَمَّا وعلامةُ جَزْمِه حَذْفُ النونِ.
والواوُ: فاعلٌ.
وعذابِ: مفعولٌ به منصوبٌ وعلامةُ نَصْبِه فتحةٌ مُقَدَّرَةٌ علَى ما قبلَ ياءِ المتكلِّمِ مَنَعَ مِن ظُهورِها اشتغالُ المَحَلِّ بحركةِ المناسَبَةِ.
وعذابِ: مُضافٌ، وياءُ المتكلِّمِ المحذوفةِ تَخفيفًا: مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ جَرٍّ؛ لأنه اسمٌ مَبْنِيٌّ لا يَظْهَرُ فيه إعرابٌ، أي: إلَى الآنِ ما ذَاقُوه.
(وأَلَمْ): الواوُ: حرفُ عطفٍ.
أَلَمْ: معطوفٌ علَى لَمْ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ؛ لأنه اسمٌ مَبْنِيٌّ لا يَظْهَرُ فيه إعرابٌ.
يَعْنِي:
أنَّ الثالثَ مِمَّا يَجْزِمُ فِعْلاً واحدًاأَلَمْ -وهي لم- لكن زِيدتْ عليها الهمزةُ للتقريرِ.
نحوُ قولِه تعالَى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} وإعرابُه:
الهمزةُ:للتقريرِ.
لم:حَرْفُ نفْيٍ وجَزْمٍ وقَلْبٍ.
ونَشْرَحْ: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـلَمْ وعَلامةُ جَزْمِهِ السُّكونُ،
والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه نحن.
لك: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـنَشْرَحْ.
وصَدْرَ: مفعولٌ به منصوبٌ.
وصَدْرَ: مضافٌ.
والكافُ: مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ جَرٍّ.
(وأَلَمَّا): الواوُ: حرفُ عطفٍ.
أَلَمَّا: معطوفٌ علَى لَمْ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
يَعْنِي: أنَّ الرابعَ مِن الجوازمِ التي تَجْزِمُ فِعْلاً واحدًا أَلَمَّا، وهي لَمَّا السابقةُ لكنْ زِيدتْ عليها الهمزةُ للتقريرِ، نحوُ: (أَلَمَّا أُحْسِنْ إليكَ)، وإعرابُه:
الهمزةُ: للتقريرِ.
لَمَّا:حَرْفُ نفْيٍ وجَزْمٍ وقَلْبٍ.
وأُحْسِنْ: فعلٌ مضارِعٌ مَجْزُومٌ بـأَلَمَّا وعَلامةُ جَزْمِهِ السُّكونُ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنا.
وإليكَ: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـأُحْسِنْ.
(ولامُ): الواوُ: حرفُ عطفٍ.
لامُ: معطوفٌ علَى لم، والمَعْطُوفُ علَى المَرْفوعِ مَرْفُوعٌ، وَعَلامةُ رفْعِه ضمَّةٌ ظاهِرةٌ في آخِرِه.
ولامُ: مُضافٌ.
و (الأمرِ): مُضافٌ إليهِ مجرورٌ بالكسرةِ الظاهرةِ.
يَعْنِي:أنَّ الخامِسَ مِن الجوازمِ التي تَجْزِمُ فِعْلاً واحدًا لامُ الأمرِ، وهو: الطلَبُ مِن الأَعْلَى للأَدْنَى.
نحوُ: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ} وإعرابُه:
اللامُ: لامُ الأمْرِ.ويُنْفِقْ: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بلامِ الأمْرِ، وعَلامةُ جَزْمِهِ السُّكونُ.
وذو: فاعِلٌ مرْفُوعٌ وعلامةُ رَفْعِه الواوُ نيابةً عن الضمَّةِ؛ لأنَّه مِن الأسماءِ الخمسةِ.
وذو: مضافٌ.
وسَعَةٍ: مُضافٌ إليهِ مجرورٌ بالكسرةِ الظاهرةِ.
(والدعاءُ): الواوُ: حرفُ عطفٍ.
الدعاءِ: معطوفٌ علَى الأمرِ، والمعطوفُ علَى المجرورِ مجرورٌ.
يَعْنِي:أنَّ الخامسَ مِن الجوازمِ التي تَجْزِمُ فعلاً واحدًا لامُ الدعاءِ، وهي لامُ الأمْرِ لكن سُمِّيَتْ دُعائيَّةً تَأَدُّبًا، والدعاءُ هو: الطلَبُ مِن الأدنَى للأَعْلَى.
نحوُ قولِه تعالَى: {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ}، وإعرابُه:
اللامُ: لامُ الدعاءِ.
ويَقْضِ: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بلامِ الدعاءِ وعلامةُ جَزْمِه حَذْفُ الياءِ والكسرةُ قَبْلَها دليلٌ عليها.
وعلينا: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـيَقْضِ.
ورَبُّ: فاعلُ يَقْضِ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.
ورَبُّ: مضافٌ.
والكافُ: مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ جَرٍّ:
ذلك أنَّ طَلَبَ الفعلِ:
-إنْ كان مِن أعلَى لأَقَلَّ منه قيلَ له: أَمْرٌ.
-وإنْ كان بالعكسِ قيلَ له:دُعاءٌ.
-وإنْ كان مِن مُتساوِيَيْنِ قيلَ له:التماسٌ.
(ولا): الواوُ:حرفُ عطفٍ.
لا: معطوفٌ علَى لم مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ. (في النهيِ): جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ صفةٍ لـلا، والتقديرُ: ولا الْمُسْتَعْمَلَةِ في النهيِ.
يعني:أنَّ السادسَ مِن الجوازمِ التي تَجْزِمُ فِعْلاً واحدًا لا الناهيةُ،والنهيُ: طَلَبُ الكفِّ الجازمُ مِن أعلَى لأدنَى، نحوُ: (لا تَخَفْ)، وإعرابُه:
لا:ناهيةٌ.
وتَخَفْ: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـلا الناهيةِ وعَلامةُ جَزْمِهِ السُّكونُ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنتَ.
(والدعاءِ):الواوُ: حرفُ عطفٍ.
الدعاءِ:معطوفٌ علَى النهيِ، والمعطوفُ علَى المجرورِ مجرورٌ وعَلامةُ جَرِّهِ كسْرةٌ ظاهِرَةٌ في آخِرِه.
يَعْنِي:أنَّ السادسَ مما يَجْزِمُ فعلاً واحدًالا المستعْمَلَةُ في الدعاءِ، وهو: طَلَبُ الترْكِ طَلَبًا جازمًا مِن أدنَى لأَعْلَى.
نحوُ قولِه تعالَى: {لاَ تُؤَاخِذْنَا} وإعرابُه:
لا:دُعائيَّةٌ.
وتُؤاخِذْ: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بلا الدعائيَّةِ، وعلامةُ جزمِه السكونُ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنتَ.
ونا:مفعولٌ به مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في محلِّ نصبٍ؛ لأنه اسمٌ مَبْنِيٌّ لا يَظْهَرُ فيه إعرابٌ، ولا الدعائيَّةُ هي: لا الناهيةُ، ولكن سُمِّيَتْ دُعائيَّةً تَأَدُّبًا:
ذلك لأنَّ طلبَ الترْكِ:
-إنْ كان مِن أعلَى لأدنَى قِيلَ له: نَهْيٌ.
-وإنْ كان بالعكسِ قِيلَ له: دُعاءٌ.
-وإنْ كان مِن مُتساوِيَيْنِ قيلَ له: التماسٌ.