الرسالة التبوكية لابن القيم
أولا: مسائل الرسالة.
تفسير قوله تعالى: {وتعاونوا على البرّ والتّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتّقوا اللّه إنّ اللّه شديد العقاب}
- اشتمال هذه الآية على جميع مصالح العباد في معاشهم ومعادهم، فكل عبد عليه واجبان:
الأول: واجب بينه وبين الخلق: {وتعاونوا على البرّ والتّقوى}.
الثاني: واجب بينه وبين الله: {واتّقوا اللّه}.
- قاعدة: بعض الألفاظ إذا اجتمعت افترقت، وإذا افترقت اجتمعت، ومثال ذلك: الإسلام والإيمان، الإيمان والعمل الصالح، الفقير والمسكين، الفسوق والعصيان، المنكر والفاحشة.
- انطباق هذه القاعدة على البر والتقوى، وأن كلا منهما عند الانفراد يشمل الآخر، إما بدلالة التضمن أو اللزوم.
- معنى البر والتقوى عند الاقتران والانفراد والفرق بينهما، وأنهما جماع الدين كله.
- حقيقة البر واشتقاقه وتصاريفه.
- خصال البر كما في آية سورة البقرة، وأنه يشمل أصول الإيمان والشرائع الظاهرة والأعمال القلبية.
- حقيقة التقوى وخصالها، وتعريف طلق بن حبيب لها.
- سبب اقتران الإيمان للاحتساب.
- معرفة حدود ما أنزل الله على رسوله هو العلم النافع، ومفاسد عدم فهم ألفاظ القرآن ودلالته، وأمثلة من الأسماء التي علق الله بها الأحكام.
- معنى الإثم والعدوان، والفرق بينهما.
- كيفية أداء واجب العبد بينه وبين الخلق، وواجبه بينه وبين الله، كما قال الشيخ عبد القادر: "كن مع الحقّ بلا خلق، ومع الخلق بلا نفس، ومن لم يكن كذلك لم يزل في تخبيط، ولم يزل أمره فرطا".
الهجرة إلى الله
- أنواع الهجرة، نوعان:
1. هجرة بالجسم من بلد إلى بلد، ولا تجب على كل أحد.
2. وهجرة بالقلب إلى الله ورسوله، وتجب على كل أحد، وهي المقصود الأهم.
- أهمية هجرة القلب بالنسبة لهجرة الجسم.
- هجرة القلب إلى الله تعالى والتوحيد المطلوب منه هو الفرار من الله إليه.
- الفرار من الله (متضمن لتوحيد الربوبية وإثبات القدر)، إليه (متضمن توحيد الألوهية)، وارتباط هذا المعنى بقوله صلى الله عليه وسلم: (وأعوذ بك منك)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك).
- المقصود من الهجرة إلى الله، وسبب الاقتران بين الإيمان والهجرة في القرآن.
- على العبد في كل وقت أن يهاجر إلى الله.
- قوة هذه الهجرة وضعفها بحسب داعي المحبة في قلب العبد.
الهجرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم:
- هجرة القلب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلة السالكين في طريقها وغربتهم.
- حد الهجرة إلى رسول الله: سفر الفكر في كل مسألة من مسائل الإيمان، ونازلة من نوازل القلوب، وحادثةٍ من حوادث الأحكام، إلى معدن الهدى ومنبع النور المتلقي من فم الصادق المصدوق، الذي لا ينطق عن الهوى.
- بيان أن هذه الهجرة القلبية فرض على كل مسلم، وأنها مقتضى شهادة أن محمدا رسول الله، ويسأل كل عبد عنها في الدور الثلاث.
- تحكيم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع موارد النزاع وانشراح الصدور بحكمه، وكيف يختبر العبد حاله في هذا الأمر.
- الفرق بين علم الحب وحال الحب.
- وجوه التأكيد في قوله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسملوا تسليما}.
- الأولوية وما تتضمنه في قوله تعالى: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم}.
- ادعاء هذه الأولوية والمحبة ممن سعيه واجتهاده في الاشتغال بأقوال غير الرسول وتقريرها.
- تفسير قوله تعالى: {يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم}.
- معنى القيام بالقسط أو العدل.
- القيام بالقسط والشهادة به على الأولياء والأعداء.
- معنى الشهادة لله.
- أسباب كتمان الحق (اللي والإعراض المنهي عنهما في الآية).
- اللي هو التحريف، وهو نوعان: قد يكون في اللفظ وقد يكون في المعنى.
- وجوب اتباع النصوص وإظهارها ودعوة الخلق إليها.
- تفسير قوله تعالى: {قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم}، وقوله تعالى: {يأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم}.
- سبب الخطاب في القرآن بنداء {يأيها الذين ءامنوا}.
- سر تكرار الفعل في {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول}، والجمع بين الرسول وأولي الأمر تحت عامل واحد.
- الهداية في طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لا في غيرها.
- معنى الرد إلى الله والرسول.
- المراد بـ (أولي الأمر).
- وجوب رد موارد النزاع إلى الله ورسوله.
- حكم تحكيم غير الله والرسول.
- سعادة العبد في معرفة ما جاء به الرسول علما والقيام به عملا.
- شرور الدنيا والآخرة إنما هو الجهل بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والخروج عنه.
- كمال هذه السعادة دعوة الخلق إليه وصبره وجهاده على تلك الدعوة.
- مراتب الكمال الإنساني الأربع.
- ضلال من يزعم أن الهداية لا تحصل بالوحي.
- كل من لم يتبع الوحي فإنما اتبع الباطل واتبع أولياء من دون الله.
حكم الأتباع والمتبوعين:
- الأتباع والمتبوعون المشتركون في الضلالة، من خلال تفسير قوله تعالى: {فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته}.
- الأتباع المخالفون لمتبوعيهم، أي المتبوعون صالحون، والأتباع إما أشقياء أو سعداء:
- الأتباع الأشقياء: هم المخالفون لمتبعيهم، العادلون عن طريقتهم الذين يزعمون أنهم لهم تبع وليسوا متبعين لطريقتهم.
- الموالاة لا تكون إلا لله، فتنقطع جميع الأسباب يوم القيامة إلا السبب الواصل بين العبد وبين ربه.
- وأما الأتباع السعداء، فهم نوعان:
النوع الأول: أتباع لهم حكم الاستقلال، وهم من ثبت لهم رضى الله، مثل: الصحابة والتابعون لهم بإحسان.
- أقسام الخلائق في الاستجابة إلى دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وما بعثه الله به من الهدى، من خلال شرح حديث (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث)، وتشبيه القلوب بالأرضين الثلاثة.
النوع الثاني: أتباع المؤمنين من ذريتهم، الذين لم يثبت لهم حكم التكليف في دار الدنيا، وإنما هم مع آبائهم تبع لهم.
زاد السفر إلى الله وطريقه ومركبه:
- من أعظم التعاون على البر والتقوى: التعاون على سفر الهجرة إلى الله ورسوله.
- زاد هذا السفر: العلم الموروث عن خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم.
- طريق هذا السفر: بذل الجهد واستفراغ الوسع.
- على المؤمن ألا يصبو في الحق إلى لومة لائم، وأن تهون عليه نفسه في الله، وأن يتحلى بالصبر.
- مركب هذا السفر: صدق اللجأ إلى الله والانقطاع إليه بالكلية.
التفكر والتدبر في آيات كتاب الله:
- رأس مال الأمر وعموده في ذلك: دوام التفكر وتدبر آيات القرآن، بحيث تستولي على الفكر وتشغل القلب.
- كيف يتم تدبر القرآن وتفهمه والإشراف على عجائبه وكنوزه، ونموذج من قوله تعالى: {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين}، وذكر بعض ما في فيها من الأسرار.
- السر في افتتاح القصة بصيغة الاستفهام.
- معنى (المكرمين) في قوله تعالى: {ضيف إبراهيم المكرمين}.
- في قوله تعالى {فقالوا سلامًا قال سلامٌ}: تضمن لأنواع من الثناء على إبراهيم.
- في قوله تعالى {فراغ إلى أهله فجاء بعجلٍ سمينٍ (26) فقرّبه إليهم قال ألا تأكلون (27)}: إشارة لآداب الضيافة وإكرام الضيف.
- في قوله تعالى {إنّه هو الحكيم العليم}: إثبات العلم والحكمة لله، وبيان أنهما متضمنان لجميع صفات الكمال.
- طريقة القرآن في إثبات المعاد، وعزم ابن القيم على الكتابة فيها.
- سر التفريق بين الإسلام والإيمان في قوله تعالى {فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين (35) فما وجدنا فيها غير بيتٍ من المسلمين}.
- أن الانتفاع بآيات الله وعجائبه يكون لمن يؤمن بالمعاد ويخشى عذاب الله.
- التنبيه والتمثيل على تفاوت الأفهام في معرفة القرآن.
طلب الرفيق لسفر الهجرة:
- طلب الرفيق لسفر الهجرة، ومواصلة السير، ولو وحيدا غريبا.
- بيان الغرض من تأليفه لهذه الرسالة وأهميتها.
- من أراد هذا السفر فعليه بمرافقة الأموات الذين هم في العالم أحياء، ويحذر من مرافقة الأحياء الذين هم في الناس أموات، كما قيل: "شتَّان بين أقوامٍ موتى تحيا القلوب بذِكرهم، وبين أقوامٍ أحياءٍ تموت القلوب بمخالطتهم".
- علاقة المسافر بعامة الناس، وواجبه نحوهم.
- على المسافر أن يكون واقفا عند قوله تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} متدبرا لما تضمنه من حسن المعاشرة مع الخلق، وأداء حق الله فيهم، والسلامة من شرهم.
- قوله تعالى: {فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر}، وما تتضمنه من مراعاة حقّ الله وحقّ الخلق.
- ولا تتم هذه الخصال السابق ذكرها إلا بثلاثة أشياء: أن يكون العود طيبا، وأن تكون النفس قوية، وعلم شاف بحقائق الأشياء.
- أول الأمر وآخره: معاملة الله وحده، والانقطاع إليه بكلية القلب، ودوام الافتقار إليه.
- قد كان يغني من كثير من هذا التطويل ثلاث كلمات كان يكتب بها بعض السلف إلى بعض، هي: "من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن عمل لآخرته كفاه الله مؤونة دنياه".
ثانيا: المقاصد الفرعيّة.
- تفسير قوله تعالى: {وتعاونوا على البرّ والتّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتّقوا اللّه إنّ اللّه شديد العقاب}.
- الهجرة إلى الله.
- الهجرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
- حكم الأتباع والمتبوعين.
- زاد السفر إلى الله وطريقه ومركبه.
- التفكر والتدبر في آيات كتاب الله.
- طلب الرفيق لسفر الهجرة.
ثالثا: المقصد الكلّي.
أن من أعظم التعاون على البر والتقوى: التعاون على سفر الهجرة إلى الله ورسوله، وأن زاد هذا السفر: العلم الموروث عن النبي، وبيان طريقه ومركبه، وأن رأس مال الأمر وعموده في ذلك إنما هو دوام التفكر وتدبر آيات القرآن.
رابعا: تلخيص المقاصد.
- اشتمال قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب} على جميع مصالح العباد في معاشهم ومعادهم، وواجب العبد بينه وبين الخلق، وواجبه بينه وبين ربه.
- بيان معنى (البر والتقوى) والفرق بينهما.
- معنى (الإثم والعدوان) والفرق بينهما.
- ضرر الجهل بحدود الله، ومفاسد عدم فهم ألفاظ القرآن ودلالته.
- أن الهجرة إلى الله إما بالقلب وإما بالجسم، والتي بالقلب هي الأهم، وهي الفرار من الله إليه.
- أن قوة هذه الهجرة وضعفها بحسب داعي المحبة في قلب العبد.
- حد الهجرة إلى رسول الله، وأنها فرض على كل مسلم، وهي مقتضى الشهادتين، ويسأل عنها العبد في الدور الثلاث.
- الأمر باتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحكيمه في جميع موارد النزاع.
- أن سعادة العبد في معرفة ما جاء به الرسول علما والقيام به عملا، وأن كمال هذه السعادة: دعوة الخلق إليه وصبره وجهاده على تلك الدعوة.
- حكم الأتباع والمتبوعين، وأنواع الأتباع السعداء، ولحوق ذرية المؤمنين دون التكليف بهم في الجنة.
- أقسام الخلائق في الاستجابة إلى دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وما بعثه الله به من الهدى.
- أن من أعظم التعاون على البر والتقوى التعاون على سفر الهجرة إلى الله ورسوله باليد واللسان والقلب، مساعدة ونصيحة وتعليمًا وإرشادًا.
- أن زاد هذا السفر: العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وطريقه: بذل الجهد واستفراغ الوسع، ومركبه: صدق اللجوء إلى الله والانقطاع إليه بالكلية وتحقيق الافتقار إليه من كل وجه.
- أن رأس مال الأمر وعموده في ذلك إنما هو دوام التفكر والتدبر في آيات القرآن، بحيث يستولي على الفكر ويشغل القلب، وتصير معاني القرآن مكان الخواطر من قلبه.
- بيان كيفية تدبر القرآن وتفهمه والإشراف على عجائبه وكنوزه، ونموذج لتفسيره بعض الآيات من سورة الذاريات، واستنباط أسرارها.
- أن من أراد هذا السفر فعليه بمرافقة الأموات الذين هم في العالم أحياء، فإنه يبلغ بمرافقتهم إلى مقصده، وليحذر من مرافقة الأحياء الذين هم في الناس أموات، فإنهم يقطعون عليه طريقه.