الموضوعات الرئيسية في سورة النبأ :
اشتملت سورة النبأ على الموضوعات الآتية :
١ ـ سؤال المشركين عن البعث ، ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم .
٢ ـ تهديد المشركين إنكارهم إيّاه.
٣ ـ إقامة الأدلّة على إمكان حصوله، وبيان عظمة الله جلا وعلا .
٤ ـ أحداث يوم القيامة.
٥ ـ ما يلاقيه المكذّبون من العذاب.
٦ ـ فوز المتّقين بجنّات النعيم.
٧ ـ أنّ هذا اليوم حقّ لا ريب فيه.
٨ ـ ندم الكافر بعد فوات الأوان.
ثلاث فوائد سلوكية استفدتها من تدبّرك لهذه السورة:
- شكر النعم التي منّ الله بها عليها ، لقوله تعالى : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا) وقوله : (وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا).
- الاتعاظ والخوف من أهوال يوم القيامة والاجتهاد في العمل الصالح، لقوله تعالى : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا }
- الايمان بالبعث وأنّ الله يحيينا من بعد موتنا ، والايمان الحقيقي هو ما يجعلنا نعمل لذلك اليوم ولا نتبع زخرف الدنيا وزينتها .
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20)}.
يخبر الله تعالى عن يوم الفصل ، الذي يفصل فيه بين خلقه أنه مؤقت ومحدد بأجل ،فينفخ اسرافيل في القرن فيأتون جماعات جماعات وتُفتّح السماء فتصير ذات أبواب كثيرة تنزل منها الملائكة ، حينئذ تُقلع الجبال من أماكنها وترفع في الهواء فيظنها الناظر سرابا ـ
2: حرّر القول في:
المراد بالنبأ العظيم في قوله تعالى: {عمّ يتساءلون . عن النبأ العظيم}.
ورد في المراد "بالنبأ العظيم " أربعة أقوال :
القول الأول : الخبر الهائل ، ذكره ابن كثير والأشقر .
القول الثاني : الخبر العظيم ، ذكره السعدي .
القول الثالث : البعث بعد الموت ، قال به قتادة وابن زيد ، وقال ابن كثير هو الأظهر واستدل على ذلك بقوله تعالى : { الذي هم فيه مختلفون} بمعنى أن الناس فيه على قولين مؤمن به وكافر .
القول الرابع : القرآن ، قال به مجاهد والأشقر .
3. بيّن ما يلي:
أ: كيف تردّ على من أنكر البعث؟
إنّ الحكمة والعدل يقتضيان بعث العباد يوم القيامة للجزاء والحساب إذ إن الخلق يصبح باطلا إذا لم يكن هناك يوم آخر يبعث فيه الناس ويحاسبون على أعمالهم لقوله تعالى : { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون } ـالمؤمنون ـ
فالله يبعث عباده يوم القيامة ، إن خيرا فخير وإن شرا فشر ،فخلق الله الخلق لعبادته ، وأرسل الرسل وأنزل الكتب لبيان الطريق الذي يعبدونه به، فمن العباد من استقام على طاعته ،ومنهم من بغى وطغى ، أفيليق أن يموت الصالح والطالح ، ولا يجزي الله المحسن بإحسانه والمسيئ بإساءته ـ قال تعالى : { أفنجعل المسلمين كالمجرمين () مالكم كيف تحكمون } القلم ـ
ب: ما يفيده التكرار في قوله تعالى: {كلا سيعلمون . ثم كلا سيعلمون}.
بعدما ذكر الله تعالى في قوله : {كلا سيعلمون } ، وهذا زجر وردع لمن أنكر البعث ،قال : { ثم كلا سيعلمون } وهذا التكرار من فوائده :
- للمبالغة في التأكيد والتشديد والوعيد لمن ينكر القرآن والبعث ــ
- بيان عظم شأن القرآن والبعث ـ
- البعث من أصول الإيمان ـ