دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العام للمفسر > منتدى المسار الأول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 جمادى الأولى 1444هـ/25-11-2022م, 01:06 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

السلام عليكم
معلش اي مسألة منها
أم كلها
وما معنى غير مرتب

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 جمادى الأولى 1444هـ/26-11-2022م, 08:23 AM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

القسم الثالث عشر
(عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.

قال الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.
بسم الله نحمده و نستعينه و نستهديه، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهده اله فلا مضل له و من يضلل فلا هاد له ، و نصلي و نسلم على المبعوث رحمة للعالمين، محمد صلى الله عليه و سلم.
هذه رسالة قصيرة من خلال هذه الآية العظيمة، قليلة الكلمات جزيلة المعاني، نرجو من خلالها بيان فضل الدعاء و بعض آدابه المشتملة فيها.
نبدأ و بالله التوفيق
ذكر في سبب نزول هذه الآية الكريمة عددًا من الروايات منها ما رواه ابن أبي حاتمٍ قال : حدّثنا أبي، حدّثنا يحيى بن المغيرة، أخبرنا جريرٌ، عن عبدة بن أبي برزة السّجستاني عن الصّلب بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيريّ، عن أبيه، عن جده، أن أعرابيًّا قال: يا رسول اللّه، أقريبٌ ربّنا فنناجيه أم بعيدٌ فنناديه؟ فسكت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأنزل اللّه: {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان}.
ورواه ابن مردويه، وأبو الشّيخ الأصبهانيّ، من حديث محمّد بن أبي حميدٍ، عن جريرٍ، به. وقال عبد الرّزّاق: أخبرنا جعفر بن سليمان، عن عوفٍ، عن الحسن، قال: سأل أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم [النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم]: أين ربّنا؟ فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان} الآية.
وقال ابن جريج عن عطاءٍ: أنّه بلغه لمّا نزلت: {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم} [غافرٍ: 60] قال النّاس: لو نعلم أيّ ساعةٍ ندعو؟ فنزلت: {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان}
و يظهر فيها حاجة العباد لربهم، من السؤال عن مكانه و عن قربه منهم و بعده، و عن أي ساعة يدعوه فيها، و الله عز و جل الرحيم العليم الحكيم، يعلم حاجتهم هذه فكانت هذه الآية الرحيمة التي تحي في قلب كل عبد رجاؤه فيما عند ربه.
مما قيل في معنى الدعاء و الإجابة في الآية ما قاله أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي الحافظ (ت: ٣٨٨ هـ) في شأن الدعاء : والدُّعاء مصدر من قولك: دعَوتُ الشَّيءَ أَدعوه دُعاءً، ثم أقامُوا المَصدرَ مقام الاسم؛ تقول: سمعتُ الدعاء؛ كما تقولُ: سمعتُ الصَّوتَ، وقد يوضعُ المصدر موضع الاسم؛ كقولك: رَجُلٌ عدلُ، وحقيقةُ الدعاء: استدعاءُ العبدِ ربَّهُ جلَّ جلالهُ العناية، واستمدادُهُ إيَّاه المعونَةَ.
والإجابةُ في اللُّغة: الطاعةُ وإعطاءُ ما سُئِلَ، فالإجابةُ من الله العطاءُ، ومن العبدِ الطاعةُ.
وقال ابنُ الأنبياريِّ «أُجِيبَ» ههنا بمعنى «أَسْمَعُ؛ لأنَّ بين السماع والإجابةِ نَوْعَ ملازمةٍ.
و متى تبين لنا هذا المعنى نبدأ في استنباط ما يقدره الله لنا من بيان لفضل الدعاء في الآية:
1- تحقق الهداية و الرشاد:( لعلّهم يرشدون)، لعل في حق العباد ترجي، فمن أخذ بأسباب لرشاد في الآية، يرجى له أن تتحقق له الهداية و الرشاد.
2- أن الدعاء عبادة، فالذي يدعو يطيع أمر الله عز و جل( ادعوني استجب لكم)، روى ابن مردويه من حديث الكلبيّ، عن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ: حدّثني جابر بن عبد اللّه أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ: {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان} الآية. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "اللّهمّ أمرت بالدّعاء، وتوكّلت بالإجابة، لبّيك اللّهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك، لبّيك إنّ الحمد والنّعمة لك، والملك لا شريك لك، أشهد أنّك فردٌ أحدٌ صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوًا أحدٌ، وأشهد أنّ وعدك حقٌّ، ولقاءك حقٌّ، والجنّة حقٌّ، والنّار حقٌّ، والسّاعة آتيةٌ لا ريب فيها، وأنت تبعث من في القبور"
3- يحصل للعبد معية الله: وقال الإمام أحمد: حدّثنا سليمان بن داود، حدّثنا شعبة، حدّثنا قتادة، عن أنسٍ رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني".
قال الإمام أحمد: حدّثنا عليّ بن إسحاق، أخبرنا عبد اللّه، أخبرنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابرٍ، حدّثنا إسماعيل بن عبيد اللّه، عن كريمة بنت الخشخاش المزنيّة، قالت: حدّثنا أبو هريرة: أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "قال اللّه: أنا مع عبدي ما ذكرني، وتحرّكت بي شفتاه".
قال ابن كثير في تفسيره للآية :هذا كقوله تعالى: {إنّ اللّه مع الّذين اتّقوا والّذين هم محسنون} [النّحل: 128]، وكقوله لموسى وهارون، عليهما السّلام: {إنّني معكما أسمع وأرى} [طه: 46]
4- إجابة الدعاء:(( أجيب دعوة الداع )قال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد، حدّثنا رجلٌ أنّه سمع أبا عثمان -هو النّهديّ -يحدّث عن سلمان -يعني الفارسيّ -رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ اللّه تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرًا فيردّهما خائبتين".
5- في الدعاء يتحقق التوحيد و يخلص القلب لربه، فيمتلئ بالسكينة و الطمأنينة و يتحقق له الأمن و الأمان، فيتوكل على الله حق توكله.
و بتدبر كلمات الآية و ألفاظها يظهر لنا من الآداب ما إن اتبعناه نلنا وعد الله بالإجابة:
1- الآية كلها تشير أن أهم ما يقبل العبد به على ربه ( الرجاء)، يكون قلبه محسن الظن بربه و بكرمه و جوده، أنه يجيب دعاءه.
2- أن يبدأ بالثناء عليه و يتبين ذلك من سياق الآيات، حيث أن الله أمر عباده بالتكبير ثم ثنى ذلك بدعوته للدعاء، و ممن ذكر ذلك— ابن عادل (٨٨٠ هـ) في اللباب في علوم الكتاب، و مما استشهد به على ذلك دعاء إبراهيم عليه السلام لمَّا أراد الدعاء قَدَّم أولاً الثناء؛ فقال: ﴿الذي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ﴾ [الشعراء: 78] إلى قوله: ﴿والذي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدين﴾ [الشعراء: 82] فلما فرغ من هذا الثناء، شرع في الدُّعاء، فقال: ﴿رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً﴾ [الشعراء: 83.
3- الثقة و اليقين بالله أنه يجيب الدعاء ، و هذا يترتب عليه آداب:
1- الصبر و عدم تعجل الإجابة، فأنت تدعوا و أنت موقن بالإجابة، لكن كبف تكون، متى، ذلك أمر الله، يقدره كيف يشاء، و يظهر ذلك في الآية في حذف متعلق (أجيب )، فلم يحدد موعد و لا هيئة للإجابة، فعلى العبد أن يدعو و يصبر، فمن إيمانه بالله يقينه أنه يدعو الله القريب العليم الحكيم، الذي يعلم ما يصلحه و ما يصلح له، و متى و كيف، فالدعوة؛ إما تعجل له دعوته بخصوصها ، أو أن يصرف عنه من السوء بمثلها ، أو يدَّخر ذلك له أجراً وثواباً يوم القيامة .
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ : إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا ، قَالُوا : إِذًا نُكْثِرُ ؟ قَالَ : اللَّهُ أَكْثَرُ ) .
رواه أحمد ( 10749 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب ( 1633 ) .
قال الإمام أحمد أيضًا: حدّثنا أبو عامرٍ، حدّثنا عليّ بن دؤاد أبو المتوكّل النّاجي، عن أبي سعيدٍ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من مسلمٍ يدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلّا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصالٍ: إمّا أن يعجّل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها" قالوا: إذًا نكثر. قال: "اللّه أكثر ".
وقال عبد اللّه بن الإمام أحمد: حدّثنا إسحاق بن منصورٍ الكوسج، أخبرنا محمّد بن يوسف، حدّثنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحولٍ، عن جبير بن نفيرٍ، أنّ عبادة بن الصّامت حدّثهم أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما على ظهر الأرض من رجلٍ مسلم يدعو اللّه، عزّ وجلّ، بدعوةٍ إلّا آتاه اللّه إيّاها، أو كفّ عنه من السّوء مثلها، ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ".
وقال الإمام مالكٌ، عن ابن شهابٍ، عن أبي عبيدٍ -مولى ابن أزهر -عن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي".
أخرجاه في الصّحيحين من حديث مالكٍ، به. وهذا لفظ البخاريّ، رحمه اللّه، وأثابه الجنّة.
2- عدم السخط و ترك الدعاء؛ قال مسلمٌ : حدّثني أبو الطّاهر، حدّثنا ابن وهبٍ، أخبرني معاوية بن صالحٍ، عن ربيعة ابن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ ما لم يستعجل". قيل: يا رسول اللّه، ما الاستعجال؟ قال: "يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك، ويترك الدّعاء".
وقال الإمام أبو جعفرٍ الطّبريّ في تفسيره: حدّثني يونس بن عبد الأعلى، حدّثنا ابن وهبٍ، حدّثني أبو صخرٍ: أنّ يزيد بن عبد اللّه بن قسيط حدّثه، عن عروة بن الزّبير، عن عائشة، رضي اللّه عنها، أنّها قالت: ما من عبد مؤمنٍ يدعو اللّه بدعوةٍ فتذهب، حتّى تعجّل له في الدّنيا أو تدّخر له في الآخرة، إذا لم يعجّل أو يقنط. قال عروة: قلت: يا أمّاه كيف عجلته وقنوطه؟ قالت: يقول: سألت فلم أعط، ودعوت فلم أجب.

4- الإخلاص( وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان)، وحدي ، لم يشرك أحدًا معي، و لم يتخذ بيني و بينه قربى، و لم يتعلق قلبه بالأسباب، و لا المخلوقين، إذا دعان كما أحب و أرضى.
5- التواضع: (عبادي)..استحضار أنك عبد لمن هو له الأسماء الحسنى و الصفات العلى القادر على كل شيء، هذا الاستحضار مبنى الطمأنينة التي بالقلوب و السكينة و الرضا و الرجاء الذي في قلب العبد الذي يقف بين يدي ربه داعيًا متوسلًا، مفتقرًا لما عند ربه.
( إذا دعان)، وله ﴿فلولا إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ ولكن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطان مَا كَانُواّ يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام: 43] تحقيق الشرط.. دعان.. دعا الله؛ لأن هناك من يتكبر عن الدعاء ، ففيها حث على التواضع و الافتقار لله.
6- إذ دعان كما أحب أرضى، فلا يعتدي في الدعاء، من أشكال الاعتداء في الدعاء: قال الله تعالى: ادعوا ربّكم تضرّعاً وخفيةً إنّه لا يحبّ المعتدين [الأعراف: 55] ، رفع الصوت، و الغلظة في الدعاء، و طلب ما لا يجوز للبشر، و العجلة.
7- حضور القلب : (إذا دعان)، إرادة القصد تستوجب حضور القلب، وقال الإمام أحمد: حدّثنا حسنٌ، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا بكر بن عمرٍو، عن أبي عبد الرّحمن الحبليّ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعيةٌ، وبعضها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتم اللّه أيّها النّاس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ".
8- طاعة الله فيما أمر( فليستجيبوا لي): كيف يقف بين يدي الله و يطلب منه مراده من أعرض عن الاستجابة لما هو سبب لحياة قلبه، فطاعة الله و استجابة أمره عامة من آداب طالب الدعاء، يستحي أن يعصيه وأن يقف بين يديه يطلب نعمة أو يطلب رفع بلاء.
8- ليؤمنوا بي : تحقيق الإيمان بالله و لوازمه شرط، تصديق بالقلب و إقرار باللسان و عمل بالجوارح و الأركان، (آمنوا) تصديق بالله أسمائه و صفاته، و تصديق بالقلب أن الله قريب مجيب، فيدعوا الله موقنًا بالإجابة، غير شاك و لا مرتاب ، و هذا مصداق قوله صلى الله عليه و سلم (ادعوا اللهَ وأنتم موقنونَ بالإجابةِ)،
9- و تحقيق الإيمان قولا و عملا.. - فالاستجابة و الإيمان يقتضيان الانقياد و التسليم لله عز و جل.
10- (إني قريب).. يلزم منها.. محبة.. تعظيم.. مراقبة العبد حال قلبه و حال نفسه في أثناء الدعاء خاصة، و في اي وقت عامة، فيكون حاله الإيمان و الاستقامة على ما يحب الله و يرضى.
فالذنوب من الأمور التي تحول بين العبد و ربه ، من أسباب عدم الاستجابة أكل الحرام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون:51]، وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة:172]. ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟!» (رواه مسلم).
هذا ما تيسر من استنباط لفضل الدعاء و آدابه،و الله اعلم، نسأل الله السداد و التوفيق و القبول و أن يرزقنا العمل الذي يحب و يرضى.
المجموعة الثانية:
1: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {وآتى المال على حبه}.

اختلف فيه على أربعة أقوال:
1- عائد على المال فالمصدر مضاف إلى المفعول، نص عليه ابن مسعود و سعيد بن جبير و غيرهم من السلف و الخلف كما أخبر عنهم ابن كثير و ذكره ابن عطية.
2- ويحتمل أن يعود على الضمير المستكن في (آتى) أي على حبه المال، فالمصدر مضاف إلى الفاعل، ذكره ابن عطية و لم ينسبه.
3- ويحتمل أن يعود الضمير على الإيتاء أي في وقت حاجة من الناس وفاقة، فإيتاء المال حبيب إليهم، ذكره ابن عطية و لم ينسبه.
4- ويحتمل أن يعود الضمير على اسم الله تعالى من قول( من آمن باللّه) أي من تصدق محبةًً في الله تعالى وطاعته، ذكره ابن عطية و لم ينسبه.
و الرأي الراجح الذي يظهر و الله أعلم هو الجمع بين الأقوال، و هو ما يظهر من كلام ابن عطية و استدلالات ابن كثير، أن هذه أحوال التي ينفق فيها محبة لله .
و أستدل ابن كثير بأحاديث و آثار من السلف منها ما ثبت في الصّحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعًا: «أفضل الصّدقة أن تصدّق وأنت صحيحٌ شحيحٌ، تأمل الغنى، وتخشى الفقر».
و ما رواه الحاكم في مستدركه عن ابن مسعودٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:«{وآتى المال على حبّه}أن تعطيه وأنت صحيحٌ شحيحٌ، تأمل الغنى وتخشى الفقر». ثمّ قال: صحيحٌ على شرط الشّيخين، ولم يخرّجاه.
و عقب ابن كثير في هذا الحديث: وقد رواه وكيع عن الأعمش، وسفيان عن زبيدٍ، عن مرّة، عن ابن مسعودٍ، موقوفًا، وهو أصحّ، واللّه أعلم.
و ذكر ابن كثير آيات مناظرة للمعنى: قال تعالى: {ويطعمون الطّعام على حبّه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا * إنّما نطعمكم لوجه اللّه لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا}[الإنسان: 8، 9].
وقال تعالى: {لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون}[آل عمران: 92]

ب: معنى قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
المعنى يعود لمتعلق محذوف ل( شهد)
1- شهد بمعنى حضر، متعلق شهد محذوف تقديره ( مقيم غير مسافر) : من كان شاهدا غير مسافر ، فليصم، علي بن أبي طالب وابن عباس وعبيدة السلماني، ذكر ذلك عنهم ابن عطية، قاله الزجاج، و ابن كثير .
نقل ابن عطية اجماع الأمة : فقال جمهور الأمة: «من شهد أول الشهر أو آخره فليصم ما دام مقيما»
2- من شهد الشهر، حضره، و المتعلق المحذوف تقديره( بشروط التكليف، غير مجنون ولا مغمى عليه فليصمه، ومن دخل عليه رمضان وهو مجنون وتمادى به طول الشهر، قاله أبو حنيفة وأصحابه: «، ذكر ذلك عنهم ابن عطية
3- شهد الشهر مقيمًا صحيح البدن: قاله ابن كثير، و عقب أن هذه الآية ناسخة للاباحة في الآية التي تسبقها.
وبالنظر للأقوال، يجوز الجمع بينها فلا تعارض، و الله أعلم، {فمن شهد منكم الشّهر فليصمه} من شهد استهلال الشهر مقيمًا في البلد، و هو صحيح البدن و متصف بكل شروط وجوب التكليف فواجب عليه الصوم.

2: بيّن ما يلي:
أ: هل قوله تعالى في حكم القصاص: {الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى} منسوخ أم محكم؟

ليست منسوخة بل محكمة، و بين ابن عطية أن آية المائدة هي إخبار عن شرع من قبلنا من بني إسرائيل، و النسخ لا يترتب إلا على ما كان شرعًا للمسلمين ثم ينسخ بحكم شرعي آخر للمسلمين و هوكما ذكر ما روي عن ابن عباس فيما ذكر أبو عبيد وعن غيره أن هذه الآية محكمة وفيها إجمال فسرته آية المائدة.

ب: حكم الصيام في السفر.
1- مباح لمن استهل الشهر مسافرًا فقط، أما من كان مقيمًا ثم سافر لا يفطر، ذهب إليه طائفةٌ من السّلف لقوله تعالى({فمن شهد منكم الشّهر فليصمه}،عقب عليه ابن كثير أنه قول غريب نقله ابن حزم في كتابه المحلي عن جماعة من الصحابة و التابعيين، و في الذي حكاه عنهم نظر و الله أعلم، فهو يخالف فعل رسول الله صلى الله عليه و سلم و الصحابة حين خرجوا في شهر رمضان لغزوة الفتح، فساروا حتّى بلغ الكديد، ثمّ أفطر رسول الله صلى الله عليه و سلم، و أمر الناس بالفطر. أخرجه صاحبا الصّحيح.
2- الإفطار واجب: ذهب إلى ذلك آخرون من الصّحابة والتّابعين ، لقوله: {فعدّةٌ من أيّامٍ أخر}.
3- أنّ الأمر في ذلك على التّخيير، وليس بحتم؛ ذكره ابن كثير وصححه، و نسبه للجمهور، لما ثبت أنهم كان منهم من يفطر و منهم من يصوم في السفر و لا ينكر عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك.
و لقوله صلى الله عليه و سلم: "من أفطر فحسن، ومن صام فلا جناح عليه". و حديث عائشة: أن حمرة بن عمرٍو الأسلميّ قال: يا رسول اللّه، إنّي كثير الصّيام، أفأصوم في السّفر؟ فقال: "إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر".

ج: متعلّق الاعتداء في قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم}.
اعتدى على القاتل بعد أخذ الدية أو قبولها في المقتول و سقوط الدم .
وكذا روي عن ابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ، وعطاءٍ، وعكرمة، والحسن، وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ، ومقاتل بن حيّان: ذكر ذلك عنهم ابن كثير
و ذكر ابن كثير ما روى محمّد بن إسحاق، عن أبي شريحٍ الخزاعيّ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «من أصيب بقتلٍ أو خبل فإنّه يختار إحدى ثلاثٍ: إمّا أن يقتصّ، وإمّا أن يعفو، وإمّا أن يأخذ الدّية؛ فإن أراد الرّابعة فخذوا على يديه. ومن اعتدى بعد ذلك فله نار جهنّم خالدًا فيها» رواه أحمد.
وما روي عن سمرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «لا أعافي رجلًا قتل بعد أخذ الدّية» -يعني: لا أقبل منه الدّية -بل أقتله).

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 جمادى الآخرة 1444هـ/11-01-2023م, 09:20 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هنادي الفحماوي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
معلش اي مسألة منها
أم كلها
وما معنى غير مرتب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المعذرة على الخطأ
قصدت المسألة الثانية وهي معنى قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}
اذكري كل قول على حدة، وانسبي الأقوال، وناقشيها.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 جمادى الآخرة 1444هـ/11-01-2023م, 09:46 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم


رولا بدوي أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2 ب: راجعي القول المنسوب إلى علي رضي الله عنه في معنى شهود الشهر ووجوب صيامه وما علق به ابن كثير على هذا القول.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir