دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 15 ذو الحجة 1440هـ/16-08-2019م, 01:17 AM
أماني خليل أماني خليل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 124
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟

أختلاف القراءات على نوعين :
الأول : ما ليس له أثر على المعنى ، ويعنى به القراء لضبط القراءات ، و يعنى ببعضه النحويون والصرفيون .
مثاله : قال أبو علي الفارسي : " قوله تعالى : ( الصراط ) تقرأ بالصاد والسين وإشمام الزاي :
فالحجة لمن قرأ بالسين أنه جاء به على أصل الكلمة .
والحجة لمن قرأ بالصاد أنه أبدلها من السين لتؤاخي السين غي الهمس والصفير ، وتؤاخي الطاء في الإطباق ؛ لأن السين مهموسة والطاء مجهورة .
والحجة لمن أشم الزاي أنها تؤاخي السين في الصفير وتؤاخي الطاء في الجهر " .
الثاني : ما له أثر على المعنى ، وهو الجانب الذي يعنى به المفسرون .
مثاله : قال أبو منصور الأزهري : " وقوله عز وجل : ( حتى يطهرن ...) .
قرأ عاصم وحمزة والكسائي : ( حتى يطّهّرن ) بتشديد الطاء والهاء .
و قرأ الباقون : ( حتى يطهرن ) مخففا " .
قال أبو منصور : " من قرأ ( حتى يطّهّرن ) والأصل : يتطهّرن والتطهر يكون بالماء ، فأدغمت التاء في الطاء فشددت .
ومن قرأ ( حتى يطهرن ) فالمعنى : يطهرن من دم المحيض إذا انقطع الدم ، وجائز أن يكون ( يطهرن ) الطهر التام بالماء بعد انقطاع الدم .

س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
التفسير البياني هو التفسير الذي يعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن ، ولطائف عباراته ، وحكم اختيار بعض الألفاظ على بعض إلى غير ذلك من الأبواب .
و تظهر أهمية التفسير البياني في الكشف عن المعاني المرادة ، ورفع الإشكال ، والترجيح بين الأقوال التفسيرية ، واختيار بعضها على بعض ، كما أن له صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن .
وينبغي على من يسلك هذا المسلك أن يحترز من عدة أمور منها :
ما يتكلم به أهل البدع في تقرير بدعهم بسلوك مسلك التفسير البياني .
الجزم بما لا دليل عليه سوى ذوقه وتأمله واجتهاده فكثيرا ما تعارض بعض الأوجه التي يستخرجها المتأملون نصا صحيحا أو إجماعا .

س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
إن تعلق الوقف والابتداء بالتفسير تعلق ظاهر فاختلاف العلماء في الوقف والابتداء ناتج عن اختلافهم في فهم المعنى ، واختلاف ترجيحاتهم بين أوجه التفسير .
من أمثلة اختلافهم في الوقف بناء على التفسير .
اختلافهم في الوقف في قوله تعالى : ( فإنها محرمة عليهم أربعين سنة ) .
فإذا وصل القارئ أفاد توقيتىالتحريم عليهم بأربعين سنة ، وهذا قول الربيع بن أنس البكري .
وإذا وقف على ( عليهم ) وابتدأ بقوله : ( أربعين سنة يتيهون في الأرض ) أفاد تعلق التوقيت بالتيه لا بالتحريم ، غيكون التحريم مؤبدا عليهم ، والتيه مؤقتا بأربعين سنة .
قال ابن الأنباري : وقوله : ( أربعين سنة ) ينصب من وجهين :
إن شئت نصبتها ب ( محرمة عليهم ) فلا يتم الوقف على ( عليهم ) .
وإن شئت نصبتها ب ( يتيهون في الأرض ) ؛ فعلى هذا المذهب يتم الوقف على ( عليهم ) .
والراجح أن التحريم عام في المعنيين في الآية ، و هم الذين امتنعوا من دخول ألأرض المقدسة خوفا من الجبارين وعصيانا لأمر الله ، وجملة ( يتيهون في الأرض ) في محل نصب حال ، أي : تائهين غي الأرض والإتيان بالفعل المضارع الدال على التجدد في موضع الحال لإفادة تجدد التيه عليهم في تلك المدة ؛ يتيهون تيها بعد تيه إلى الأمد الذي جعله الله لهم .
ويجوز أن يكون جميع من عنوا بالتحريم ماتوا في زمن التيه كما ذكره غير واحد من المفسرين إلا أن هذا ليس بلازم في ظاهر النسق القرآني .

س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
من فوائد علم الصرف للمفسر ما يلي :
١/ معرفة أوجه المعاني التي تتصرف بها الكلمة ، وفائدة اختيار تلك التصاريف في القرآن وغيرها
مثال : معنى ( يتساءلون )
اختلف المفسرون في معنى ( يتساءلون ) في قول الله تعالى : ( عم يتساءلون ) على ثلاثة أقوال :
الأول : يتساءلون أي يسأل بعضهم بعضا ، وهذا قول جمهور المفسرين .
الثاني : يتساءلون أي يتحدثون ، وإن لم يكن من بعضهم لبعض سؤال .
وهذا القول أخذه الرازي ومن تبعه من المفسرين من قول الفراء ، واستدل له الرازي بقوله تعالى : ( فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قال قائل منهم إني كان لي قرين * يقول أءنك لمن المصدقين ) .
قال : " فهذا يدل على معنى التحدث ، فيكون معنى الكلام عم يتحدثون "
وعلى هذا القول يكون التعبير عن التحدث بالتسلؤل مبناه على أن ذلك التحدث منهم قائم مقام السؤال ؛ لأن كل متحدث منهم يتطلب من سامعه تأييدا لقوله ، وإن لم يكن في ألفاظهم سؤال صريح .
الثالث : أي ان المشركين يتساءلون الرسول والمؤمنين ؛ فيقدر أصحاب هذا القول للكلام مفعولا محذوفا .
وهذا القول ذكره الزمخشري احتمالا .
ومبناه على أن الفعل يتساءلون متعد لإفادة تكرر وقوع السؤال منهم وأن المفعول محذوف تقديره : يتساءلون الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين .
وقواعد التصريف تدل على خطأ هذا القول من وجهين :
الوجه الأول : أن تساءل على وزن تفاعل ، وهذه الصيغة ترد في كلام العرب لمعان منها :
إفادة وقوع الفعل من طرفين على جهة التقابل مثل تراءى الجمعان .
إفادة وقوع الفعل من متعدد في طرف واحد على مفعول واحد مثل تراءوا الهلال .
إفادة تدرج وقوع الفعل مثل تعافى المريض .
إظهار خلاف الحقيقة مثل تمارض .
الوجه الثاني : أن تساءل قبول دخول تاء التفاعل عليها ساءل ، وساءل فعل متعد ، وإذا دخلت التاء على المتعدي إلى مفعولين قصرته على مفعول واحد ، وإذا دخلت على المتعدي إلى مفعول واحد صار لازما .
فإذا تبين ذلك فكلمة يتساءلون أصلها ساءل وهو متعد إلى مفعول واحد ؛ فيكون لازما بعد دخول التاء عليه .
فيكون ما ذكره الزمخشري احتمالا في تفسير الآية خطأ مخالف لتصاريف كلام العرب .
والمعنى الصحيح : يسأل بعضهم بعضا ، وهو الذي عليه جمهور المفسرين .
٢/ معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير .
٣/ يكشف عن علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير التي قد يقع فيها بعض المفسرين ممن أتوا بعد عصر الاحتجاج أو مما يروى بأسانيد لا تصح عن بعض الصحابة والتابعين ممن كانوا في عصر الاحتجاج.
مثال : معنى ( قُبُلا ) :
أقوال السلف في تفسير قول الله تعالى : ( وحشرنا عليهم كل شيء قبلا )
فروي عنهم في معنى ( قبلا ) ثلاثة أقوال :
الأول : ( قبلا ) أي معاينة . رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس من طريق معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس .
الثاني : ( قبلا ) أي أفواجا ، رواه ابن جرير عن مجاهد .
الثالث : ( قبلا ) أي كفلاء وهذا القول اختاره الفراء .
فأما القول الأول فتخريجه أن القُبُل بمعنى المقابل ؛ والمقابل معاين لمن قابله ، ومنه قوله تعالى ! ( قد من قبل ) .
ويرجح هئا المعنى قراءة من قرأ ( وحشرنا عليهم كل شيء قِبَلا ) .
و أما القول الثاني فتخريجه أن ( قبلا ) جمع قبيل ، كرغيف ورغف ، والقبيل : الجماعة الكثيرة من صنف واحد ، أي حشروا عليهم أفواجا كل فوج قبيل .
قال ابن كثير : " أي تعرض عليهم كل أمة بعد أمة فتخبرهم بصدق الرسل فيما جاؤوهم به ( ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ) .
وأما القول الثالث فتخريجه أن ( قبلا ) جمع قبيل بمعنى كفيل ، ومنه قوله تعالى : ( أو تأتي بالله والملائكة قبيلا ) أي كفلاء وضمناء .
والتحقيق أن هذه المعاني كلها صحيحة ودلالة الآية تسعها .
وبهذا المثال يتضح فائدة علم الصرف في تخريج بعض أقوال السلف في التفسير .

س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق
أنواع الاشتقاق :
النوع الأول : الاشتقاق الصغير ، ويكون فيه التفاق في ترتيب حروف الأصل مع اختلاف الصيغتين ، كاشتقاق المسحَّر من السَّحر ، واشتقاق مردايس من الردس وهكذا ، ويسميه بعضهم الاشتقاق الأصغر .
النوع الثاني : الاشتقاق الكبير وهو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف ، كما في فسر وسفر ، وفقر وقفر .
وسماه ابن حني وبعض أهل العلم الاشتقاق الأكبر ، واستقرت تسميته فيما بعد بالكبير .
وسماه ابن تيمية الاستقاق الأوسط وعرّفه بقوله : " وهو اتفاق اللفظين في الحروف لا في ترتيبها " .
النوع الثالث : الأشتقاق الأكبر ويسميه بعضهم الكُبار وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها فب حرف منها .
وقد يكون الاختلاف في الحرف الأخير نحو نفذ ونفث ونفر ونفخ ونفح ونفج ونفش ونفل ، وكلها تدل على مطلق خروج وانبعاث .
وقد يكون الاختلاف في الحرف الأول نحو همز ولمز وغمز وجمز ورمز وكلها تدل على حركة وخفة .
وقد يكون الاختلاف في الحرف الأوسط نحو نعق ونغق ونهق وكلها تدل على تصويت .
النوع الرابع : الاشتقاق الكُبّار وهو اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصارا ، وهو ما يعرف بالنحت ، كاشتقاق البسملة من قول بسم الله ، والحوقلة من قول لا حول ولا قوة إلا بالله .

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 15 ذو الحجة 1440هـ/16-08-2019م, 03:36 AM
هيئة التصحيح 3 هيئة التصحيح 3 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 2,990
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أماني خليل مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟

أختلاف القراءات على نوعين :
الأول : ما ليس له أثر على المعنى ، ويعنى به القراء لضبط القراءات ، و يعنى ببعضه النحويون والصرفيون .
مثاله : قال أبو علي الفارسي : " قوله تعالى : ( الصراط ) تقرأ بالصاد والسين وإشمام الزاي :
فالحجة لمن قرأ بالسين أنه جاء به على أصل الكلمة .
والحجة لمن قرأ بالصاد أنه أبدلها من السين لتؤاخي السين غي الهمس والصفير ، وتؤاخي الطاء في الإطباق ؛ لأن السين مهموسة والطاء مجهورة .
والحجة لمن أشم الزاي أنها تؤاخي السين في الصفير وتؤاخي الطاء في الجهر " .
الثاني : ما له أثر على المعنى ، وهو الجانب الذي يعنى به المفسرون .
مثاله : قال أبو منصور الأزهري : " وقوله عز وجل : ( حتى يطهرن ...) .
قرأ عاصم وحمزة والكسائي : ( حتى يطّهّرن ) بتشديد الطاء والهاء .
و قرأ الباقون : ( حتى يطهرن ) مخففا " .
قال أبو منصور : " من قرأ ( حتى يطّهّرن ) والأصل : يتطهّرن والتطهر يكون بالماء ، فأدغمت التاء في الطاء فشددت .
ومن قرأ ( حتى يطهرن ) فالمعنى : يطهرن من دم المحيض إذا انقطع الدم ، وجائز أن يكون ( يطهرن ) الطهر التام بالماء بعد انقطاع الدم .

س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
التفسير البياني هو التفسير الذي يعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن ، ولطائف عباراته ، وحكم اختيار بعض الألفاظ على بعض إلى غير ذلك من الأبواب .
و تظهر أهمية التفسير البياني في الكشف عن المعاني المرادة ، ورفع الإشكال ، والترجيح بين الأقوال التفسيرية ، واختيار بعضها على بعض ، كما أن له صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن .
وينبغي على من يسلك هذا المسلك أن يحترز من عدة أمور منها :
ما يتكلم به أهل البدع في تقرير بدعهم بسلوك مسلك التفسير البياني .
الجزم بما لا دليل عليه سوى ذوقه وتأمله واجتهاده فكثيرا ما تعارض بعض الأوجه التي يستخرجها المتأملون نصا صحيحا أو إجماعا .

س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
إن تعلق الوقف والابتداء بالتفسير تعلق ظاهر فاختلاف العلماء في الوقف والابتداء ناتج عن اختلافهم في فهم المعنى ، واختلاف ترجيحاتهم بين أوجه التفسير .
من أمثلة اختلافهم في الوقف بناء على التفسير .
اختلافهم في الوقف في قوله تعالى : ( فإنها محرمة عليهم أربعين سنة ) .
فإذا وصل القارئ أفاد توقيتىالتحريم عليهم بأربعين سنة ، وهذا قول الربيع بن أنس البكري .
وإذا وقف على ( عليهم ) وابتدأ بقوله : ( أربعين سنة يتيهون في الأرض ) أفاد تعلق التوقيت بالتيه لا بالتحريم ، غيكون التحريم مؤبدا عليهم ، والتيه مؤقتا بأربعين سنة .
قال ابن الأنباري : وقوله : ( أربعين سنة ) ينصب من وجهين :
إن شئت نصبتها ب ( محرمة عليهم ) فلا يتم الوقف على ( عليهم ) .
وإن شئت نصبتها ب ( يتيهون في الأرض ) ؛ فعلى هذا المذهب يتم الوقف على ( عليهم ) .
والراجح أن التحريم عام في المعنيين في الآية ، و هم الذين امتنعوا من دخول ألأرض المقدسة خوفا من الجبارين وعصيانا لأمر الله ، وجملة ( يتيهون في الأرض ) في محل نصب حال ، أي : تائهين غي الأرض والإتيان بالفعل المضارع الدال على التجدد في موضع الحال لإفادة تجدد التيه عليهم في تلك المدة ؛ يتيهون تيها بعد تيه إلى الأمد الذي جعله الله لهم .
ويجوز أن يكون جميع من عنوا بالتحريم ماتوا في زمن التيه كما ذكره غير واحد من المفسرين إلا أن هذا ليس بلازم في ظاهر النسق القرآني .

س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
من فوائد علم الصرف للمفسر ما يلي :
١/ معرفة أوجه المعاني التي تتصرف بها الكلمة ، وفائدة اختيار تلك التصاريف في القرآن وغيرها
مثال : معنى ( يتساءلون )
اختلف المفسرون في معنى ( يتساءلون ) في قول الله تعالى : ( عم يتساءلون ) على ثلاثة أقوال :
الأول : يتساءلون أي يسأل بعضهم بعضا ، وهذا قول جمهور المفسرين .
الثاني : يتساءلون أي يتحدثون ، وإن لم يكن من بعضهم لبعض سؤال .
وهذا القول أخذه الرازي ومن تبعه من المفسرين من قول الفراء ، واستدل له الرازي بقوله تعالى : ( فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قال قائل منهم إني كان لي قرين * يقول أءنك لمن المصدقين ) .
قال : " فهذا يدل على معنى التحدث ، فيكون معنى الكلام عم يتحدثون "
وعلى هذا القول يكون التعبير عن التحدث بالتسلؤل مبناه على أن ذلك التحدث منهم قائم مقام السؤال ؛ لأن كل متحدث منهم يتطلب من سامعه تأييدا لقوله ، وإن لم يكن في ألفاظهم سؤال صريح .
الثالث : أي ان المشركين يتساءلون الرسول والمؤمنين ؛ فيقدر أصحاب هذا القول للكلام مفعولا محذوفا .
وهذا القول ذكره الزمخشري احتمالا .
ومبناه على أن الفعل يتساءلون متعد لإفادة تكرر وقوع السؤال منهم وأن المفعول محذوف تقديره : يتساءلون الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين .
وقواعد التصريف تدل على خطأ هذا القول من وجهين :
الوجه الأول : أن تساءل على وزن تفاعل ، وهذه الصيغة ترد في كلام العرب لمعان منها :
إفادة وقوع الفعل من طرفين على جهة التقابل مثل تراءى الجمعان .
إفادة وقوع الفعل من متعدد في طرف واحد على مفعول واحد مثل تراءوا الهلال .
إفادة تدرج وقوع الفعل مثل تعافى المريض .
إظهار خلاف الحقيقة مثل تمارض .
الوجه الثاني : أن تساءل قبول دخول تاء التفاعل عليها ساءل ، وساءل فعل متعد ، وإذا دخلت التاء على المتعدي إلى مفعولين قصرته على مفعول واحد ، وإذا دخلت على المتعدي إلى مفعول واحد صار لازما .
فإذا تبين ذلك فكلمة يتساءلون أصلها ساءل وهو متعد إلى مفعول واحد ؛ فيكون لازما بعد دخول التاء عليه .
فيكون ما ذكره الزمخشري احتمالا في تفسير الآية خطأ مخالف لتصاريف كلام العرب .
والمعنى الصحيح : يسأل بعضهم بعضا ، وهو الذي عليه جمهور المفسرين .
٢/ معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير .
٣/ يكشف عن علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير التي قد يقع فيها بعض المفسرين ممن أتوا بعد عصر الاحتجاج أو مما يروى بأسانيد لا تصح عن بعض الصحابة والتابعين ممن كانوا في عصر الاحتجاج.
مثال : معنى ( قُبُلا ) :
أقوال السلف في تفسير قول الله تعالى : ( وحشرنا عليهم كل شيء قبلا )
فروي عنهم في معنى ( قبلا ) ثلاثة أقوال :
الأول : ( قبلا ) أي معاينة . رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس من طريق معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس .
الثاني : ( قبلا ) أي أفواجا ، رواه ابن جرير عن مجاهد .
الثالث : ( قبلا ) أي كفلاء وهذا القول اختاره الفراء .
فأما القول الأول فتخريجه أن القُبُل بمعنى المقابل ؛ والمقابل معاين لمن قابله ، ومنه قوله تعالى ! ( قد من قبل ) .
ويرجح هئا المعنى قراءة من قرأ ( وحشرنا عليهم كل شيء قِبَلا ) .
و أما القول الثاني فتخريجه أن ( قبلا ) جمع قبيل ، كرغيف ورغف ، والقبيل : الجماعة الكثيرة من صنف واحد ، أي حشروا عليهم أفواجا كل فوج قبيل .
قال ابن كثير : " أي تعرض عليهم كل أمة بعد أمة فتخبرهم بصدق الرسل فيما جاؤوهم به ( ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ) .
وأما القول الثالث فتخريجه أن ( قبلا ) جمع قبيل بمعنى كفيل ، ومنه قوله تعالى : ( أو تأتي بالله والملائكة قبيلا ) أي كفلاء وضمناء .
والتحقيق أن هذه المعاني كلها صحيحة ودلالة الآية تسعها .
وبهذا المثال يتضح فائدة علم الصرف في تخريج بعض أقوال السلف في التفسير .

س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق
أنواع الاشتقاق :
النوع الأول : الاشتقاق الصغير ، ويكون فيه التفاق في ترتيب حروف الأصل مع اختلاف الصيغتين ، كاشتقاق المسحَّر من السَّحر ، واشتقاق مردايس من الردس وهكذا ، ويسميه بعضهم الاشتقاق الأصغر .
النوع الثاني : الاشتقاق الكبير وهو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف ، كما في فسر وسفر ، وفقر وقفر .
وسماه ابن حني وبعض أهل العلم الاشتقاق الأكبر ، واستقرت تسميته فيما بعد بالكبير .
وسماه ابن تيمية الاستقاق الأوسط وعرّفه بقوله : " وهو اتفاق اللفظين في الحروف لا في ترتيبها " .
النوع الثالث : الأشتقاق الأكبر ويسميه بعضهم الكُبار وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها فب حرف منها .
وقد يكون الاختلاف في الحرف الأخير نحو نفذ ونفث ونفر ونفخ ونفح ونفج ونفش ونفل ، وكلها تدل على مطلق خروج وانبعاث .
وقد يكون الاختلاف في الحرف الأول نحو همز ولمز وغمز وجمز ورمز وكلها تدل على حركة وخفة .
وقد يكون الاختلاف في الحرف الأوسط نحو نعق ونغق ونهق وكلها تدل على تصويت .
النوع الرابع : الاشتقاق الكُبّار وهو اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصارا ، وهو ما يعرف بالنحت ، كاشتقاق البسملة من قول بسم الله ، والحوقلة من قول لا حول ولا قوة إلا بالله .
بارك الله فيكِ.
اعتمدتِ على النسخ واللصق والواجب التعبير بأسلوبك.
خصم نصف درجة للتأخير.
التقييم : ج
وفقكِ الله.

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 21 ذو الحجة 1440هـ/22-08-2019م, 06:53 PM
منى الصانع منى الصانع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 68
افتراضي مجلس دورة طرق التفسير الثالث

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية:
س1: اذكر فوائد معرفة علم توجيه القراءات للمفسّر مع التمثيل.
من أبرز الفوائد لمعرفة علم توجيه القراءات للمفسر، هي:
1- الكشف عن الأوجه التفسيرية
2- معرفة أسباب اختلاف أقوال المفسرين
3- معرفة بعض دقائق الفروق بين القراءات المتشابهة
ويمكن توضيحها من خلال المثال التالي: في قوله تعالي" ملك يوم الدين"
يقول أبو علي الفارسي في توضيح لفظ (مالك) :
• يقرأ بطرح الألف (مَلِك) وحجتهم في ذلك:
- أن الملك أخص من المالك وأمدح، لأنه قد يكون المالك غير مَلِك، ولا يكون المِلِك إلا مالكا.
- أنه ذو الملك، وهو كمال التصرف والتدبير ونفوذ أمره على من تحت ملكه وسلطانه.
- أن إضافة الملك الي يوم الدين( ملك يوم الدين) تفيد الاختصاص ، لأنه اليوم الذي لا ملك فيه الا الله، قال تعالي:(لمن الملك اليوم لله الواحد القهار)

• يقرأ بإثبات الألف، (مالك) وحجتهم في ذلك: أن الملك داخل تحت المالك، الدليل قوله تعالي:(قل اللهم مالك الملك)
- الذي يملك كل شيء يوم الدين، فيظهر في ذلك عظمة ما يملكه جل وعلا، ويتفرد بالمِلك التام، فلا يملك أحد دونه شيئا إذ يأتيه الخلق كلهم فردا فردا لا يملكون شيئا، ولا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا، ولا يملك بعضهم لبعض شيئا( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله).
والجمع بين المعنيين:
- أن كلاهما يقتضي تمجيد الله تعالي وتعظيمه والتفويض اليه
- اجتماع المُلك والمِلك في حق الله تعالي على أتم الوجوه وأحسنها وأكملها
فإذا كان من الناس من هو ملك لا يملِك، ومنهم من هو مالك لا يملُك.
.................................................................................
س2: دلل على حسن بيان القرآن في اختيار بعض الألفاظ على بعض.
من لطائف اختيار بعض الالفاظ على بعض في الآيتين التالية:
الآية الأولى:
قوله تعالي:" وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين، واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل"
سياق الآية: - الخطاب فيها للمؤمنين، وحثهم على القتال وترغيبهم فيه وتحذيرهم من تركه.
- فكان لفظ (أشد) بان الفتنة في الدين أشد وأعظم ضررا من القتل.
- فما يحصل لمن فُتن في دينه من العذاب عند الله، - لأنه يصير مشركا- لا يوازي ما يحصل له من ألم القتل وهو ثابت علي دينه
الآية الثانية:
وقوله تعالي:" يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل"
سياق الآية: - الخطاب للمشركين في تعداد الآثام الكبار التي وقعوا فيها.
- لما ذكر الصد عن سبيل الله والكفر به وإخراج المؤمنين من مكة، ناسب أن يكون التفضيل بـ (أكبر) أي أكبر إثماً.
- معناها، أن الفتنة التي أنتم مقيمون عليها وهي الشرك، أكبر إثماً من قتلكم من قتلتم من المؤمنين.
.................................................................................
س3: تحدث بإيجاز عن مناهج العلماء في تقسيم الوقوف، وهل يدخلها الاجتهاد؟
للعلماء مناهج يتوخونها في تقسيم الوقوف، وتعداد مراتبه، فخرجوا بتقسيمات متقاربة في أصول أحكامها ، مختلفة في بعض تفاصيلها: ، منها:
تقسيم ابن الأنباري الي: تام – كافٍ- قبيح
تقسيم أبو عمروا الداني: تام – كافٍ- جائز – صالح مفهوم- قبيح متروك
تقسيم ابن الفرخان: اضطراري- اختياري (تام وأتم- كاف وأكفى- حسن وأحسن- صالح وأصلح- قبيح وأقبح وغيرهم كثير
* إن كلام العلماء في مسائل الوقوف يدخله الاجتهاد والاختلاف كثيراً، لأنه يتم الوقوف والتوسع في ما يحتمله الاعراب من غير نظر في الأوجه الصحيحة في التفسير، وهذا خطأ محض، حيث يجب الربط بينهما عند الاجتهاد في مسائل الوقوف.

.................................................................................
س4: ما هو علم الصرف؟ وهل له أثر في علم التفسير؟
علم الصرف:
- هو علم يتعلق ببنية الكلمة، وتمييز حروفها الأصلية، وما يلحقها من زيادة وإعلال، وقلب وإبدال، وحذف وتغيير بالحركات والحروف، لإفادة معانٍ تتعلق بأصل الكلمة وتختلف باختلاف صيغتها.
قال عبد القادر الجرجاني:(اعلم أن التصريف "تفعيل" من الصرف، وهو أن تصرف الكلمة المفردة، فتتولد منها ألفا' مختلفة، ومعان متفاوتة"
مثال ذلك: تصرف الفعل" ضرب"
اضرب للأمر- يضرب للمضارع- ضرْب للمصدر- ضارب لاسم فاعل- ضراب للمبلغة- ضرابة لزيادة المبالغة- ضاربين للجمع المذكر- ضاربات للجمع المؤنث- مضروب للمفعول- تضارب للتفاعل بين اثنين بالضرب- ضربة لاسم المرَّة، ضِربة لاسم الهيئة.
- وعلم الصرف مهم في علم التفسير من حيث:
١- الكشف الكثير من المعاني والاوجه التفسيرية
٢- التعرف على العلل في بعض الاقوال الخاطئة في التفسير
٣- المساعدة على معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير
.................................................................................
س5: بيّن فوائد علم الاشتقاق للمفسّر؟
من أبرز فوائد علم الاشتقاق:
1- بيان معاني الالفاظ، ومعرفة أصلها وأوجه تصريفها
قال مجاهد بن جبر( كان ابن عباس لا يدري ما "فاطر السموات" حتى جاءه إعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: يا أبا عباس بئري أنا فطرتها، فقال: خذها يا مجاهد" فاطر السموات".
2- إيضاح الجمع والترجيح بين أقوال المفسرين
حيث اختلف المفسرين في معنى" المسحرين"، في قول الله تعالي( قالوا إنما أنت من المسحرين)،
فقيل أنها المخلوقين، وقيل أنها المسحورين، وقيل أنها الساحرين، وقيل من المخدوعين وغيرها كثير ، وهذه الاقوال ترجع الي معنيين:
الأول: أن لفظ " المسحرين" مشتقا من السحر، بكسر السين
الثاني: أن لفظ " المسحرين" مشتقا من السحر، بفتح السين، وهو الراجح

.........……………………………………………………………………..
والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 23 ذو الحجة 1440هـ/24-08-2019م, 01:23 PM
هيئة التصحيح 3 هيئة التصحيح 3 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 2,990
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى الصانع مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية:
س1: اذكر فوائد معرفة علم توجيه القراءات للمفسّر مع التمثيل.
من أبرز الفوائد لمعرفة علم توجيه القراءات للمفسر، هي:
1- الكشف عن الأوجه التفسيرية
2- معرفة أسباب اختلاف أقوال المفسرين
3- معرفة بعض دقائق الفروق بين القراءات المتشابهة
ويمكن توضيحها من خلال المثال التالي: في قوله تعالي" ملك يوم الدين"
يقول أبو علي الفارسي في توضيح لفظ (مالك) :
• يقرأ بطرح الألف (مَلِك) وحجتهم في ذلك:
- أن الملك أخص من المالك وأمدح، لأنه قد يكون المالك غير مَلِك، ولا يكون المِلِك إلا مالكا.
- أنه ذو الملك، وهو كمال التصرف والتدبير ونفوذ أمره على من تحت ملكه وسلطانه.
- أن إضافة الملك الي يوم الدين( ملك يوم الدين) تفيد الاختصاص ، لأنه اليوم الذي لا ملك فيه الا الله، قال تعالي:(لمن الملك اليوم لله الواحد القهار)

• يقرأ بإثبات الألف، (مالك) وحجتهم في ذلك: أن الملك داخل تحت المالك، الدليل قوله تعالي:(قل اللهم مالك الملك)
- الذي يملك كل شيء يوم الدين، فيظهر في ذلك عظمة ما يملكه جل وعلا، ويتفرد بالمِلك التام، فلا يملك أحد دونه شيئا إذ يأتيه الخلق كلهم فردا فردا لا يملكون شيئا، ولا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا، ولا يملك بعضهم لبعض شيئا( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله).
والجمع بين المعنيين:
- أن كلاهما يقتضي تمجيد الله تعالي وتعظيمه والتفويض اليه
- اجتماع المُلك والمِلك في حق الله تعالي على أتم الوجوه وأحسنها وأكملها
فإذا كان من الناس من هو ملك لا يملِك، ومنهم من هو مالك لا يملُك.
.................................................................................
س2: دلل على حسن بيان القرآن في اختيار بعض الألفاظ على بعض.
من لطائف اختيار بعض الالفاظ على بعض في الآيتين التالية:
الآية الأولى:
قوله تعالي:" وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين، واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل"
سياق الآية: - الخطاب فيها للمؤمنين، وحثهم على القتال وترغيبهم فيه وتحذيرهم من تركه.
- فكان لفظ (أشد) بان الفتنة في الدين أشد وأعظم ضررا من القتل.
- فما يحصل لمن فُتن في دينه من العذاب عند الله، - لأنه يصير مشركا- لا يوازي ما يحصل له من ألم القتل وهو ثابت علي دينه
الآية الثانية:
وقوله تعالي:" يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل"
سياق الآية: - الخطاب للمشركين في تعداد الآثام الكبار التي وقعوا فيها.
- لما ذكر الصد عن سبيل الله والكفر به وإخراج المؤمنين من مكة، ناسب أن يكون التفضيل بـ (أكبر) أي أكبر إثماً.
- معناها، أن الفتنة التي أنتم مقيمون عليها وهي الشرك، أكبر إثماً من قتلكم من قتلتم من المؤمنين.
.................................................................................
س3: تحدث بإيجاز عن مناهج العلماء في تقسيم الوقوف، وهل يدخلها الاجتهاد؟
للعلماء مناهج يتوخونها في تقسيم الوقوف، وتعداد مراتبه، فخرجوا بتقسيمات متقاربة في أصول أحكامها ، مختلفة في بعض تفاصيلها: ، منها:
تقسيم ابن الأنباري الي: تام – كافٍ- قبيح
تقسيم أبو عمروا الداني: تام – كافٍ- جائز – صالح مفهوم- قبيح متروك
تقسيم ابن الفرخان: اضطراري- اختياري (تام وأتم- كاف وأكفى- حسن وأحسن- صالح وأصلح- قبيح وأقبح وغيرهم كثير
* إن كلام العلماء في مسائل الوقوف يدخله الاجتهاد والاختلاف كثيراً، لأنه يتم الوقوف والتوسع في ما يحتمله الاعراب من غير نظر في الأوجه الصحيحة في التفسير، وهذا خطأ محض، حيث يجب الربط بينهما عند الاجتهاد في مسائل الوقوف.

.................................................................................
س4: ما هو علم الصرف؟ وهل له أثر في علم التفسير؟
علم الصرف:
- هو علم يتعلق ببنية الكلمة، وتمييز حروفها الأصلية، وما يلحقها من زيادة وإعلال، وقلب وإبدال، وحذف وتغيير بالحركات والحروف، لإفادة معانٍ تتعلق بأصل الكلمة وتختلف باختلاف صيغتها.
قال عبد القادر الجرجاني:(اعلم أن التصريف "تفعيل" من الصرف، وهو أن تصرف الكلمة المفردة، فتتولد منها ألفا' مختلفة، ومعان متفاوتة"
مثال ذلك: تصرف الفعل" ضرب"
اضرب للأمر- يضرب للمضارع- ضرْب للمصدر- ضارب لاسم فاعل- ضراب للمبلغة- ضرابة لزيادة المبالغة- ضاربين للجمع المذكر- ضاربات للجمع المؤنث- مضروب للمفعول- تضارب للتفاعل بين اثنين بالضرب- ضربة لاسم المرَّة، ضِربة لاسم الهيئة.
- وعلم الصرف مهم في علم التفسير من حيث:
١- الكشف الكثير من المعاني والاوجه التفسيرية
٢- التعرف على العلل في بعض الاقوال الخاطئة في التفسير
٣- المساعدة على معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير
.................................................................................
س5: بيّن فوائد علم الاشتقاق للمفسّر؟
من أبرز فوائد علم الاشتقاق:
1- بيان معاني الالفاظ، ومعرفة أصلها وأوجه تصريفها
قال مجاهد بن جبر( كان ابن عباس لا يدري ما "فاطر السموات" حتى جاءه إعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: يا أبا عباس بئري أنا فطرتها، فقال: خذها يا مجاهد" فاطر السموات".
2- إيضاح الجمع والترجيح بين أقوال المفسرين
حيث اختلف المفسرين في معنى" المسحرين"، في قول الله تعالي( قالوا إنما أنت من المسحرين)،
فقيل أنها المخلوقين، وقيل أنها المسحورين، وقيل أنها الساحرين، وقيل من المخدوعين وغيرها كثير ، وهذه الاقوال ترجع الي معنيين:
الأول: أن لفظ " المسحرين" مشتقا من السحر، بكسر السين
الثاني: أن لفظ " المسحرين" مشتقا من السحر، بفتح السين، وهو الراجح

.........……………………………………………………………………..
والحمد لله رب العالمين
التقييم: أ
أحسنتِ وفقكِ الله.
الخصم للتأخير.

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 25 ذو الحجة 1440هـ/26-08-2019م, 02:15 PM
إيمان الأنصاري إيمان الأنصاري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: السودان
المشاركات: 175
افتراضي

⭕️اجابة المجموعة الأولى :
1⃣اختلاف القراءات على نوعين :
👈ما ليس له أثر على المعنى مثل اختلافهم في قراءة (الصراط) فتارة تقرأ بالسين(على أصل الكلمة) وتارة بالزاي المشمة (لمؤاخاتها السين في الصفير والطاء في الجهر) ، وتارة بالصاد (لمؤاخاتها السين في الصفير والهمس ، والطاء في الاطباق والجهر).
👈ما يؤثر على المعنى كاختلافهم في لفظ (لا تقربوهن حتى يطهرن) فمن قرأها بتشديد الطاء والهاء عنده أن أصلها يتطهرن أي بالماء فأدغمت التاء في الطاء ، ومن قرأ بإسكان الطاء وضم الهاء فعنده أن المراد انقطاع الدم وبه تطهر.

2⃣التفسير البياني يفيد المفسر الكشف عن المعاني المرادة من الألفاظ وما وراءها من مقاصد ، ورفع الإشكالات ، والترجيح بين الأقوال ، غير أنه ينبغي لمن يسلك هذا الطريق أن يحذر من بعض اجتهادات المتأخرين من أهل الأهواء والبدع الذين استدلوا لمناهجهم بما زعموه من تأملات وادعوا أنها فاتت على السلف الصالح .
👈كما ينبغي الاحتراز من الجزم بما لا دليل عليه سوى الذوق ، الذي قد يخالف نصا أو إجماعا فيكون باطلا لذلك .

3⃣علم الوقف والابتداء مهم للمفسر لأن قد يترتب على الخلاف فيه اختلاف المعنى المراد من كتاب الله كما اختلفوا في قوله تعالى (فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض)
👈فمن وقف على (سنة) : عنده ان الأربعين هي مدة التحريم .
👈ومن وقف على (عليهم) : تكون الأربعين سنة هي مدة التيه .

4⃣من فوائد علم التصريف أنه يعرف به تخربج أقوال السلف في التفسير من حيث اللغة ومثال ذلك قوله تعالى (وحشرنا عليهم كل شئ قبلا) ففي تفسير (قبلا) 3 أقوال :
👈معاينة وهو قول بن عباس ، والقبل المقابل ، والمقابل يعاين من يقابله ، يقول العرب : لقيته قبلا أي مواجهة ومنه قوله تعالى (قد من قبل)
👈أفواجا وهو قول مجاهد وتخريجه في اللغة أن قبلا جمع قبيل (وهي الجماعة الكثيرة) مثل رغف جمعا لرغيف.
👈كفلاء وهو قول الفراء يشبه قوله تعالى (أو يأتي بالله والملائكة قبيلا) أي كفلاء وضمناء.

5⃣للاشتقاق 4 أنواع :
👈اشتقاق صغير أو الأصغر : يميزه اتفاق ترتيب حروف الأصل مع ما اشتق منه مثل (مرداس من الردس ) .
👈اشتقاق كبير : يكون فيه تناسب في المعنى بين الجذرين لكت يختلف ترتيب الحروف مثل (قفر وفقر) (فسر وسفر)
👈اشتقاق أكبر ويسميه بعضهم الكبار : وفيه اتفاق بترتيب أكثر الحروف واختلاف في حرف سواءا كان هو الأخير نحو (نفخ ونفح ونفث وكلها تدل على الانبعاث والخروج) أو كان الأوسط نحو (نهق ونعق ونغق وكلها تدل على التصويت) ، أو كان الحرف الأول نحو (همز ولمز وغمز وكلها تدل على الحؤكة والخفة).

رد مع اقتباس
  #31  
قديم 25 ذو الحجة 1440هـ/26-08-2019م, 11:34 PM
هيئة التصحيح 3 هيئة التصحيح 3 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 2,990
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان الأنصاري مشاهدة المشاركة
⭕️اجابة المجموعة الأولى :
1⃣اختلاف القراءات على نوعين :
👈ما ليس له أثر على المعنى مثل اختلافهم في قراءة (الصراط) فتارة تقرأ بالسين(على أصل الكلمة) وتارة بالزاي المشمة (لمؤاخاتها السين في الصفير والطاء في الجهر) ، وتارة بالصاد (لمؤاخاتها السين في الصفير والهمس ، والطاء في الاطباق والجهر).
👈ما يؤثر على المعنى كاختلافهم في لفظ (لا تقربوهن حتى يطهرن) فمن قرأها بتشديد الطاء والهاء عنده أن أصلها يتطهرن أي بالماء فأدغمت التاء في الطاء ، ومن قرأ بإسكان الطاء وضم الهاء فعنده أن المراد انقطاع الدم وبه تطهر.

2⃣التفسير البياني يفيد المفسر الكشف عن المعاني المرادة من الألفاظ وما وراءها من مقاصد ، ورفع الإشكالات ، والترجيح بين الأقوال ، غير أنه ينبغي لمن يسلك هذا الطريق أن يحذر من بعض اجتهادات المتأخرين من أهل الأهواء والبدع الذين استدلوا لمناهجهم بما زعموه من تأملات وادعوا أنها فاتت على السلف الصالح .
👈كما ينبغي الاحتراز من الجزم بما لا دليل عليه سوى الذوق ، الذي قد يخالف نصا أو إجماعا فيكون باطلا لذلك .

3⃣علم الوقف والابتداء مهم للمفسر لأن قد يترتب على الخلاف فيه اختلاف المعنى المراد من كتاب الله كما اختلفوا في قوله تعالى (فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض)
👈فمن وقف على (سنة) : عنده ان الأربعين هي مدة التحريم .
👈ومن وقف على (عليهم) : تكون الأربعين سنة هي مدة التيه .

4⃣من فوائد علم التصريف أنه يعرف به تخربج أقوال السلف في التفسير من حيث اللغة ومثال ذلك قوله تعالى (وحشرنا عليهم كل شئ قبلا) ففي تفسير (قبلا) 3 أقوال :
👈معاينة وهو قول بن عباس ، والقبل المقابل ، والمقابل يعاين من يقابله ، يقول العرب : لقيته قبلا أي مواجهة ومنه قوله تعالى (قد من قبل)
👈أفواجا وهو قول مجاهد وتخريجه في اللغة أن قبلا جمع قبيل (وهي الجماعة الكثيرة) مثل رغف جمعا لرغيف.
👈كفلاء وهو قول الفراء يشبه قوله تعالى (أو يأتي بالله والملائكة قبيلا) أي كفلاء وضمناء.

5⃣للاشتقاق 4 أنواع :
👈اشتقاق صغير أو الأصغر : يميزه اتفاق ترتيب حروف الأصل مع ما اشتق منه مثل (مرداس من الردس ) .
👈اشتقاق كبير : يكون فيه تناسب في المعنى بين الجذرين لكت يختلف ترتيب الحروف مثل (قفر وفقر) (فسر وسفر)
👈اشتقاق أكبر ويسميه بعضهم الكبار : وفيه اتفاق بترتيب أكثر الحروف واختلاف في حرف سواءا كان هو الأخير نحو (نفخ ونفح ونفث وكلها تدل على الانبعاث والخروج) أو كان الأوسط نحو (نهق ونعق ونغق وكلها تدل على التصويت) ، أو كان الحرف الأول نحو (همز ولمز وغمز وكلها تدل على الحؤكة والخفة).(فاتك النوع الرابع )
اختصرتِ في فوائد علم الوقف والابتداء وعلم الصرف.
التقييم: ب
وفقكِ الله.

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 6 محرم 1441هـ/5-09-2019م, 09:45 AM
ندى البدر ندى البدر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 111
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: اذكر فوائد معرفة علم توجيه القراءات للمفسّر مع التمثيل.
إن علم توجيه القراءات مما يعين المفسّر على استبيان الأوجه التفسيرية، وأسباب اختلاف أقوال المفسّرين فيها.
ففي قوله تعالى: ( حتى يَطْهُرْنَ )
قرأها عاصم وحمزة والكسائي: (حَتَّى يَطَّهَّرْنَ) بتشديد الطاء والهاء.
وقرأ الباقون: (حَتَّى يَطْهُرْنَ)
فمن قرأ بالتشديد فعلى الأصل: يتطهرن والتطهر يكون بالماء
ومن قرأ مخففاً كان المعنى الطهر من الحيض إذا انقطع الدم ويجوز أن يكون الطهر التام بعد الغسل.
س2: دلل على حسن بيان القرآن في اختيار بعض الألفاظ على بعض.
في قوله تعالى: (والفتنة أشدّ من القتل) في البقرة، وقوله: (والفتنة أكبر من القتل) يختلف السياق في الآيتين فالأولى في الحث على القتال، والتحذير من تركه، فمن الحث على القتال بيان أن الفتنة في الدين والذي يحصل لمن ترك الجهاد، أشد من القتل في أثناء الجهاد. وكذا العذاب الحاصل على من فُتن في دينه أشد مما يحصل من ألم القتل. فلما كانت المفاضلة بين ألم القتل وعاقبة الفتنة ناسب أن يكون التفضيل بأشد، حتى يهون على المؤمن ما يجد من الجهاد ويقدم نفسه راضياً موقناً.
وأما الآية الأخرى فسياقها في تعداد الآثام الكبار التي وقع فيها المشركون من القتال في الشهر الحرام والمسجد الحرام والكفر بالله والصد عن سبيله وإخراج المؤمنين من أهل مكة، فلما ذكر ذلك كله ناسب أن يكون التفضيل بأكبر حيث وقع التفضيل على الإثم لا العذاب، وكذا كان التعبير في أكثر من موضع منها بكبر الإثم، (قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ) (وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ ) ثم ختم بأن الفتنة أكبر من القتل: أي فتنة المشركين وكفرهم بالله حيث كان التعداد لكبائر وقعوا فيها أكبر من قتلهم المسلمين وإخراجهم، فالخطاب لا يحتمل أن يكون المقصود فتنة المسلمين عن الدين أكبر من قتلهم.
س3: تحدث بإيجاز عن مناهج العلماء في تقسيم الوقوف، وهل يدخلها الاجتهاد ؟
اختلف العلماء في تقسيم الوقوف وتقسيماتهم وإن كانت متقاربة في أصول الأحكام إلا أنها متباينة في العدد والمسميات.
فابن الأنباري قسم الوقوف إلى: تام، وكاف، وقبيح.
وقسمها أبو عمرو الداني إلى: تام مختار، وكاف جائز، وصالح مفهوم، وقبيح متروك. وقسّمها ابن الطحّان والسخاوي إلى: تام، وكافٍ، وحسن، وقبيح.
وقسّمها ابن الفرخان إلى: اضطراري واختياري، ثم قسّم الاختياري إلى تام وناقص وأنقص.
وقد علق ابن الجزري على تقسيم العلماء وأنه لا ينضبط ثم اختار أن: الوقف ينقسم إلى اختياري واضطراري، وأن من أقسام الاختياري: التام، والكافي، والحسن، وبيّن حدودها.
وتقسيم الوقف والابتداء يدخل فيه الاجتهاد كثيراً، وذلك لاختلاف الأوجه الإعرابية إن لم يُنظر في التفسير، فمن توسع في الإعراب مغفلاً التفسير وقع في الخطأ.
وكذا قوم من المبتدعة غلو في الوقوف فاعتمدوا وقوفاً قبيحة، مؤولينها إشارياً وقد وقعوا في أخطاء ولحون جلية.
س4: ما هو علم الصرف ؟ وهل له أثر في علم التفسير ؟
علم الصرف علم يتعلّق ببنية الكلمة، وبيان حروفها الأصلية، وما يلحقها من زيادة وإعلال، وقلب وإبدال، وحذفٍ وتغيير بالحركات والحروف ما يفيد معاني متعلقة بأصل الكلمة وتختلف باختلاف صيغتها.
كما تصرف الفعل نظَر إلى انظر وينظر، ونَظَرٌ وناظر وغيرها
وعلم الصرف مهم في التفسير، حيث يكشف كثيراً من المعاني والأوجه التفسيرية، وبه تُعرف علل بعض الأقوال الخاطئة من غير أهل الاحتجاج، ويعين على تخريج كثير من أقوال السلف في التفسير.

س5: بيّن فوائد علم الاشتقاق للمفسّر.
علم الاشتقاق مهم للمفسر فبه يعرف الأصول التي ترجع إليها كثير من كلمات العربية، فيتبين أصل معناها، ويُدرك التناسب بين الكلمات ذات الأصل الواحد في المعنى. وقد استعمله أهل عصر الاحتجاج ومن بعدهم من مفسّري السلف.
قال مجاهد: (كان ابن عباس لا يدري ما (فاطر السموات)حتى جاءه أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: يا أبا عباس بئري أنا فطرتها، فقال: خذها يا مجاهد )فاطر السموات)

رد مع اقتباس
  #33  
قديم 7 محرم 1441هـ/6-09-2019م, 09:35 PM
سارة السعداني سارة السعداني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 122
افتراضي

المجلس الثاني عشر: مجلس القسم الثالث من دروة طرق التفسير
المجموعة الأولى:


س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟
- اختلاف القراءات على نوعين:
🔷🔷النوع الأول: ما ليس له أثر على المعنى،
🔶الجهة المعتنيه به : القرّاء لضبط القراءات، وبعض النحويون والصرفيون لاتّصاله بمسائل النحو والصرف.
🔶مثال :- قال أبو عليّ الفارسي: (قوله تعالى: {الصِّراطَ} تقرأ بالصاد والسّين وإشمام الزّاي:
- فالحجة لمن قرأ بالسّين: أنه جاء به على أصل الكلمة.
- والحجة لمن قرأ بالصّاد: أنه أبدلها من السّين لتؤاخي السّين في الهمس والصّفير، وتؤاخي الطاء في الإطباق؛ لأن السين مهموسة والطاء مجهورة.
- والحجة لمن أشمّ الزّاي: أنها تؤاخي السّين في الصفير، وتؤاخي الطّاء في الجهر)ا.هـ.
والعلماء في الكلام في هذا النوع :- منه ما تكون الحجّة فيه بيّنة ظاهرة، ومنه ما هو اجتهاد قد يصيب فيه المجتهد، وقد يُخطئ، وقد يصيب بعض المعنى ويخطئ في الآخر .


🔷🔷النوع الثاني: ما له أثر على المعنى .
🔶الجهة المعتنيه به : المفسرون .
🔶مثال : قال أبو منصور الأزهري: (وقوله جلَّ وعزَّ: {حَتَّى يَطْهُرْنَ ... (222)}.
قرأ عاصم وحمزة والكسائي: (حَتَّى يَطَّهَّرْنَ) بتشديد الطاء والهاء.
وقرأ الباقون: (حَتَّى يَطْهُرْنَ) مخففا.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطَّهَّرْنَ} والأصل: يَتَطهَّرنَ والتطهرُ يكون بالماء، فأُدْغِمَت التاء في الطاء فشددت.
وَمَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطْهُرْنَ} فالمعنى: يَطهُرنَ مِن دَم المحِيض إذا انقَطع الدم، وجائزٌ أن يكون {يَطهُرن} الطهر التام بالماء بعد انقِطاع الدم)



س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
أولًا نعرف ماهو التفسير البياني !؟ التفسير البياني هو التفسير الذي يُعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن، ولطائف عباراته، وحِكَم اختيار بعض الألفاظ على بعض، ودواعي الذكر والحذف، ولطائف التشبيه والتمثيل، والتقديم والتأخير، والإظهار والإضمار، والتعريف والتنكير، والفصل والوصل، واللف والنشر، وتنوّع معاني الأمر والنهي، والحصر والقصر، والتوكيد والاستفهام إلى غير ذلك من أبواب البيان الكثيرة.
قال ابن عطية رحمه الله في مقدّمة تفسيره: (كتاب الله لو نُزِعَت منه لفظة، ثم أُديرَ لسانُ العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد)ا.ه. وهذا يدل على سعة علم الله بكل شي ، وقدرة الله المطلقة على كل شئ .
وللتفسير البياني أهمية في الكشف عن المعاني المرادة، ورفع الإشكال، ويُستعمل في الترجيح بين الأقوال التفسيرية، واختيار بعضها على بعض، وله صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن ،
مثال التفسير البياني الذي يكشف لطائف عبارات القران الكريم :- تفسير قوله تعالى: {والفتنة أشدّ من القتل} ، وقوله: {والفتنة أكبر من القتل}،
🔴🔴 ننظر للسياق :-
🔷 فالسياق هنا في حث المؤمنين على القتال وترغيبهم فيه وتحذيرهم من تركه، حيث قال تعالى:{ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}.

🔴🔴أوجه التفسير البياني :-
🔷 عندما حثّهم على القتال بيّن لهم أن الفتنة في الدين أشدّ من القتل وأعظم ضرراً من القتل، وما يحصل لمن فُتن في دينه من العذاب عند الله لا يوازي ما يحصل له من ألم القتل وهو ثابت على دينه.

🔷 الخطاب هنا للمؤمنين فلما كانت الموازنة بين ألم القتل وعاقبة الفتنة ناسب أن يكون التفضيل بأشد، حتى يقدم المؤمن على القتال موقناً بأن ما يصيبه من أذى هو أخف من عاقبة ترك القتال والافتتان في الدين، كما قال تعالى: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم..} الآية.
ويوضّحه أيضاً معنى قوله تعالى: {وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون} وكذلك نظائرها في القرآن الكريم.

🔴🔴 ننظر للسياق :-
🔶وأما السياق هنا ، فسياقها في تعداد الآثام الكبار التي وقع فيها المشركون؛ حيث قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ}.

🔴🔴أوجه التفسير البياني :-
🔶لمّا ذكر الصدَّ عن سبيل الله والكفر به وإخراج المؤمنين من مكة؛ ناسب أن يكون التفضيل بـ(أكبر) أي أكبر إثماً.
قال ابن عاشور: (والتفضيل في قوله: {أكبر} تفضيل في الإثم )

🔶 الخطاب في هذه الآية للمشركين فلم يناسب أن يقال لهم إن الفتنة أشد على المسلمين من هذه الآثام فيحصل لهم بذلك نوع شماتة بالمسلمين، بل المراد أن الفتنة التي أنتم مقيمون عليها وهي الشرك، أكبر إثماً من قتلكم من قتلتم من المؤمنين.

🔘🔘 وما يلزم من يسلك هذا المسلك :- عدم التوسع فيه بما يخرجه عن طريق الحق ، وعدم التعصب لَهُ والتشنع على من لم يفسر الاية به ، ولا يرمي على من لم يفسر تفسيرًا بيانيًا مطولًا بأن تفسيره ناقص أو مخل بل كان السلف يجتهدون في إيصال المعنى بأقل العبارات ، فقد روى ابن جرير بسند صحيح عن قتادة في تفسير قول الله تعالى: {إنّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلبٌ}: أي من هذه الأمّة، يعني بذلك القلب: القلب الحيّ).



س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير ، أثرٌ بالغ الهمية فقد يتغير تفسير الاية من معنى الى آخر عند الاختلاف في الوقف أو الابتداء ، فعلم الوقف والابتداء متعلق بالتفسير تعلّقًا ظَاهِرًا .
مثال للاختلاف في الوقف : اختلاف المفسرين في الوقف في قوله تعالى: {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً}.
هناك حالتين للوقف والوصل في هذه الآية :-
1- الوصل في قوله تعالى: {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً} ---->> يفيد توقيت التحريم عليهم بأربعين سنة، وهذا قول الربيع بن أنس البكري، وهو ظاهر النسق القرآني.

2- الوقف على {عليهم} وابتدأ بقوله: {أربعين سنة يتيهون في الأرض} ---->> يفيد تعلّق التوقيت بالتّيه لا بالتحريم، فيكون التحريم مؤبّداً عليهم، والتيه مؤقتاً بأربعين سنة. وهذا قول قتادة

قال ابن الأنباري: (وقوله: {أربعين سنة} يُنصب من وجهين:
- إن شئت نصبتها بـ{محرمة عليهم} فلا يتم الوقف على {عليهم}.
- وإن شئت نصبتها بـ{يتيهون في الأرض}؛ فعلى هذا المذهب يتمّ الوقف على {عليهم} )ا.هـ.

والراجح أن التحريم عامّ على المعنيّين في الآية، وهم الذين امتنعوا من دخول الأرض المقدّسة خوفاً من الجبّارين وعصياناً لأمر الله، وجملة {يتيهون في الأرض} في محلّ نصب حال، أي: تائهين في الأرض، والإتيان بالفعل المضارع الدالّ على التجدد في موضع الحال لإفادة تجدّد التيه عليهم في تلك المدة؛ يتيهون تيها بعد تيه إلى الأمد الذي جعله الله لهم.
وجائز أن يكون جميع من عُنوا بالتحريم ماتوا في زمن التيه كما ذكره غير واحد من المفسّرين إلا أنّ هذا ليس بلازم في ظاهر النسق القرآني.


س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
فائدة علم الصرف للمفسّر:
1- معرفة أوجه المعاني التي تتصرّف بها الكلمة، وفائدة اختيار تلك التصاريف في القرآن الكريم على غيرها.
2- معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير.
3- الكشف عن علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير التي قد يقع فيها بعض المفسّرين ممن أتوا بعد عصر الاحتجاج، أو مما يروى بأسانيد لا تصحّ عن بعض الصحابة والتابعين ممن كانوا في عصر الاحتجاج.

مثال لفائدة علم الصرف في التفسير :-
مثال :- تفسير ( مسنون ) في قول الله تعالى: {من حمأ مسنون}

🔴🔴أقوال أهل اللغة في معنى مسنون :

1- المنتن متغير وهو من أسن الماء إذا تغير . قول معمر ذكره ابن عطية
وهذا القول يرده التصريف : يريد أنّه لا يقال في اسم المفعول من "أسن": "مسنون"؛ لأن "أسن" فعل ثلاثي لازم؛ فلا يصاغ منه اسم مفعول، وإذا عدَّيته بالهمزة فاسم المفعول منه: "مُؤسَن".

2- محكوك محكم العمل أملس السطح فيكون من معى المُسَنّ والسندان . ذكره ابن عطية
الدليل :- قول الشاعر:
ثم دافعتها إلى القبة الخضراء ==== تمشي في مرمر مسنون
أي محكم الإملاس بالسَّنّ

3- المصبوب ذكره ابن عطية
الدليل :- قول عمرو بن العاصي لمن حضر دفنه: إذا أدخلتموني في قبري فسنوا علي التراب سنا، ومن هذا: هو سن الغارة
وقال الزجاج : ( هو مأخوذ من كونه على سنة الطريق، لأنه إنما يتغير إذا فارق الماء، فمعنى الآية- على هذا- من حمأ مصبوب موضوع بعضه فوق بعض على مثال وصورة)ا.هـ.

4- المصور قول الخليل أحمد الفراهيدي
الدليل :- قول العرب: سنَّ الشيء إذا صوَّره، والمصوَّر: مسنون.
ومنه قول عمر بن أبي ربيعة:
سحرتني بجيدها ، وشتيتٍ ، ** وبوجهٍ ذي بهجةٍ مسنونِ
وقول ذي الرمة:
ترِيكَ سُنَّةَ وَجْهٍ غَيْرَ مُقْرِفَةٍ ... مَلْسَاَء لَيْسَ بها خَالٌ ولا نَدَبُ

وقال أبو عبيدة (المسنون: المصبوب على صورة).
فجمع القولين الثالث والرابع .
وقال المبرّد: (المسنون: المصبوب على استواء).

والقول الأول مردود والأقوال الثلاثة الباقية مقبولة صحيحة🔷🔷

🔴🔴أقوال أهل السلف في معنى مسنون : :-
1- الرطب، قول ابن عباس رواه ابن جرير
وتخريج هذا القول أن يكون المسنون هنا بمعنى الذي سُنَّ عليه الماء؛ فهو رطب لذلك.

2- المسنون المتغيّر، وهذا قول ابن جرير، استخرجه من أثر رواه عن قتادة،
واختلف أهل اللغة في تخريج هذا القول:
** ذهب الفراء إلى أنّ المسنون لا يكون إلا متغيّراً؛ فتفسير المسنون بالمتغيّر تفسير بلازم المعنى لا بدلالته اللفظية.
**وذهب أبو عمرو الشيباني إلى أنّه مأخوذ من تَسَنَّنَ الطعامُ إذا تغيّر، ومنه قوله تعالى: {لم يتسنّه} والهاء مبدلة من النون.
**قال أبو عبيدة: (وليستْ من الأَسِن المتغير، ولو كانت منها لكانت ولم يتأسن).
**ذهب أبو منصور الأزهري إلى أنّه مأخوذ من السَّنَة، أي: مضت عليه سنون حتى تغيّر.

🔵🔵الخلاصة :- أن الأقوال الثلاثة عند أهل اللغة صحيحة، واللفظ يحتملها من غير تعارض، وقول الفراء أقرب الأقوال في تخريج القول المروي عن بعض السلف



س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
أنواع الاشتقاق:


النوع الأول: الاشتقاق الصغير،وهو الاتفاق في ترتيب حروف الأصل مع اختلاف الصيغتين ، معروف عند المتقدمين ،
مثاله اشتقاق "المسحَّر" من السَّحر" واشتقاق "مرداس" من الردس .

النوع الثاني: الاشتقاق الكبير، وهو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف ، وهذا النوع سماه ابن جني وبعض أهل العلم "الاشتقاق الأكبر"، واستقرّت تسميته فيما بعد بالكبير. وسمّاه شيخ الإسلام ابن تيمية "الاشتقاق الأوسط" وعرَّفه بقوله: (وهو: اتفاق اللفظين في الحروف لا في ترتيبها).
مثاله : "فسر" و"سفر"، و"فقر" و"قفر"

النوع الثالث: الاشتقاق الأكبر، ويسميه بعضهم الكُبار" وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها في حرف منها.
- وقد يكون الاختلاف في الحرف الأخير نحو: نفذ، ونفث، ونفر، ونفح، ونفخ، ونفج، ونفش، ونفل، وكلها تدلّ على مطلق خروج وانبعاث.
ومنه يعرف التناسب بين العَمَى والعَمَه وبابها.
- وقد يكون الاختلاف في الحرف الأول، نحو: همز، ولمز، وغمز، وجمز، ورمز، وكلها تدلّ حركة وخفة.
ومنه التناسب بين الهمزة واللمزة وبابها.
- وقد يكون الاختلاف في الحرف الأوسط: نحو: نعق، ونغق، ونهق، ويجمعها أنها تدلّ على تصويت.
ومنه التناسب بين: ينهون وينأون وبابها.
ويقال في هذا النوع ما قيل في الذي قبله من تعسّر القول باطّراده، وقد حاول ذلك بعض أهل اللغة فوقعوا في تكلّف كثير.

النوع الرابع: الاشتقاق الكُبّار ، وهو اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصاراً، وهو ما يعرف بالنحت، كاشتقاق البسملة من قول "بسم الله" ، والحوقلة من "لا حول ولا قوة إلا بالله".

رد مع اقتباس
  #34  
قديم 10 محرم 1441هـ/9-09-2019م, 10:11 PM
هيئة التصحيح 3 هيئة التصحيح 3 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 2,990
افتراضي

تابع تقويم المتأخرات:



ندى البدر ب+
أحسنتِ وفقكِ الله.
4: فاتك التمثيل.


سارة السعدني ب
أكثرتِ من النسخ بلا حاجة.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir