دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 ربيع الأول 1439هـ/22-11-2017م, 02:18 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس التاسع: مجلس مذاكرة تفسير سورة الناس

مجلس مذاكرة تفسير سورة الناس


أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1: بيّن معنى الاستعاذة ولوازمها في قلب المؤمن.
2: قارن بين استعاذة المؤمنين واستعاذة المشركين، والآثار المترتّبة على كل منهما.
3: اذكر درجات كيد الشيطان، وبيّن سبيل العصمة من كيده وشرّه.

المجموعة الثانية:
1: ما معنى الوسواس والخناس؟ وما دلالة اقترانهما؟
2:
ما هو سبب تسلّط الشيطان على العبد؟ وما سبيل نجاته منها؟

3: بيّن الحكمة من تخصيص الاستعاذة بصفات الربوبية والملك والألوهية وترتيبها على هذا الترتيب.

المجموعة الثالثة:
1: بيّن الحكمة من وجود بعض الأشياء الضارة والمؤذية للإنسان.

2: حرّر القول في المراد بالوسواس الخنّاس.
3: بيّن خطر اتّباع خطوات الشيطان.


المجموعة الرابعة:

1: ما سبب خنوس الوسواس؟ وكيف يوسوس؟
2: بيّن متعلّق الجار والمجرور في قوله تعالى: {من الجنّة والنّاس}.

3: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من سورة الناس.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 4 ربيع الأول 1439هـ/22-11-2017م, 04:22 PM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب على المجموعة الثانية

الجواب الأول:
1: ما معنى الوسواس والخناس؟ وما دلالة اقترانهما؟


{الوسواس} اسم، و اللام فيه للجنس و هو الراجح من أقوال المفسرين، و مصدره: الوِسْواس، فيشمل كل شيء اتصف بوصف الوسوسة.
و تكرر الحروف يدل على تكرر فعل الوسوسة، قال ابن القيم: (ولما كانت الوسوسة كلاماً يكرره الموسوس ويؤكده عند من يلقيه إليه كرروا لفظها بإزاء تكرير معناها؛ فقالوا : وسوس وسوسة؛ فراعَوا تكرير اللفظ ليُفهم منه تكرير مسمّاه).
و الوسوسة هو الصوت الخفي، ولهذا يقال: وسوسة الحلي وهو الصوت الذي يصدر منه حينما تحرك المرأة أطرافها فيظهر صوت الحلي، كما قال الأعشى:
تسمع للحلي وسواساً إذا انصرفت ..... كما استعان بريح عشرقٌ زجِل
و قد يكون للوسوسة همس يُشعر به لكن لا يُسمع صوته كما هو الحال من وسوسة النفس، قال تعالى:{و لقد خلقنا الإنسان و نعلم ما توسوس به نفسه}.
و{الخناس} على وزن "فعّال" و هي صيغة مبالغة من الخنوس، أي كثير أو شديد الخنوس. و معنى الخنوس هو الإختفاء كقوله تعالى:{فلا أقسم بالخنس} أي: النجوم أو البقر الوحشية التي تختفي بعد ظهورها، و خنوس الموسوس هو اختفاء فيه معنى الانقباض و التأخر.

و دلالة اقتران {الوسواس} ب {الخناس} تلازمية، ففي الوسوسة شر، و في الخنوس شر، و في اقترانهما معا شر إضافي عظيم، يستدعي لجوء العبد برب العالمين ليكفيه شر الوسواس الخناس.

الجواب الثاني:
2:ما هو سبب تسلّط الشيطان على العبد؟ وما سبيل نجاته منها؟


أول سبب يُمكِّن الشيطان من العبد: الغفلة، قال تعالى:{و من يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين} فيغفل العبد عن كتاب ربه و مواعظه، و يغفل عن عداوة الشيطان له و كيده و سعيه في إضلاله، قال تعالى: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير} فيغفل العبد أيضا عن اتخاذه عدوا، فيجد الشيطان قلب العبد مهيئا لوسوسته و همزاته.
ثم بعد غفلته إذا بالعبد يتبع خطوات عدوه المبين: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين} فلا يتنازل الشيطان عن وسوسته و لا يرضى إلا باتباعه.
فبعد الغفلة و الإعراض عن ذكر الله و اتباع خطوات الشيطان فإن ذلك قد يؤدي بالعبد إلى تولي الشيطان و الإشراك به، وقد قال الله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم * إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون}.

أما سبيل نجاته: فكما ذكرنا أن أول سبب لتسلط الشيطان على العبد هو الغفلة، فإن النجاة هي بالعلاج بالضد، فضد الغفلة هو التذكر، إذ قال تعالى: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون * وإخوانهم يمدونهم في الغيّ ثم لا يقصرون} فإن من صفات عباد الله المتقين أنه كلما هجم عليهم الشيطان بوساوسه و كيده تذكروا، و لكن ما الذي يتذكرونه؟
- تذكروا عداوة الشيطان لهم و أنه يريد أن يوبقهم في نار جهنم:{ إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير}.
- تذكروا نعم ربهم عليهم و إحسانه لهم و اجتبائهم إياهم فجاهدوا عدوهم: { و جاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم}.
- تذكروا غضب الله و عقابه على من اتبع خطوات الشيطان و تولاه، و أعرض عن ذكر الرحمن و عاداه.
- تذكروا حسن ثواب و عظيم جزاء من أعرض عن اتباع خطوات الشيطان طاعة للرحمن.
- تذكروا موعظة ربهم و إرشاده إياهم إلى سبيل النجاة من كيد عدوهم حال نزغه لهم بأن يستعيذوا به و يلجؤوا إليه: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم}.
و هذه التذكرة مدارها على العبادات القلبية الثلاث: المحبة و الخوف و الرجاء.

الجواب الثالث:
3: بيّن الحكمة من تخصيص الاستعاذة بصفات الربوبية والملك والألوهية وترتيبها على هذا الترتيب.


تخصيص الاستعاذة بهذه الصفات الجليلة و ترتيبها على هذا الترتيب المحكم يتضمن دلالات عظيمة:
- الأمر الأول: أنها تضمنت المبدأ والولاية والغاية، فرب الناس منه مبدؤنا بخلقه و إنعامه، و ملك الناس منه ولايتنا بتصريف أمورنا و تدبيرها، و إله الناس إليه غاية مرادنا و قصدنا.
- الأمر الثاني: أن هذه الصفات الثلاث دليل صريح على وجوب التوحيد، فالخالق واحد، و الملك واحد، فبالتالي هو وحده من يستحق أن يوحد و يعبد.
- الأمر الثالث: أن مصدر الشر كله هو في الشرك بالله جل وعلا في ربوبيته، أو في ملكه، أو في ألوهيته.
وهذه الأمور الثلاثة يقع فيها الشرك الأكبر والشرك الأصغر، ويقع فيها الشرك الجلي والشرك الخفي.
فالذين وقعوا في الشرك الأكبر منهم من أشرك بربوبية الله تعالى بوجود خالق أو منعم آخر، و منهم من أشرك في ملك الله بأن يعتقد النفع و الضر بغير الله تعالى، و منهم من أشرك في ألوهيته بإشراك العبادة.
أما الذين وقعوا في الشرك الأصغر من عصاة المسلمين، إما بإلحاق النعم إلى غير الله، أو بتعظيم تعلق القلوب بغير الله...
فالحاصل أن كل الشرور منبعها الشرك بالله و سبب ذلك تسلط الشيطان.
- الأمر الرابع: أن كل صفة توجب على العبد عبودية خاصة، و أيّ تقصير من العبد هو ظلم من العبد لنفسه، و أعبد الخلق من حقق العبودية لله تعالى بهذه الصفات الثلاث:
فالتعبد بربوبية الله تعالى للناس تورث القلب الإيمان الجازم بأن الله تعالى هو خالق و مدبر أمر كل شيء و هو المنعم وحده فينقطع تعلقه بالناس.
و التعبد بملك الله تعالى للناس تورث القلب الإيمان الجازم بأن الله تعالى هو ملك الناس المتصرف فيهم و النافع و الضار لهم، فبيده الأمر كله و إليه يرجع الأمر كله.
و التعبد بألوهية الله تعالى للناس تقتضي الإخلاص له وحده.
- الأمر الخامس: أن الاستعاذة بهذه الصفات تقتضي تعظيم الملك سبحانه لأن مدار الخلق و الأمر على هذه الصفات، فالله تعالى هو خالق كل شيء و مليكهم، و مدبر أمورهم بحكمه و قضائه و شرعه.
- الأمر السادس: أن كيد الشيطان متمثل بالإخلال في هذه الأمور الثلاثة كما قد تم بيانه في الأمر الثالث.
- الأمر السابع: أن هذه السورة تضمنت إيجازا بديعا لمدار حقيقة الحياة الدنيا، و أنها دار ابتلاء، و أن الشيطان بالمرصاد يتربص بالعباد ليضلهم، و أن السبيل الوحيد للنجاة هو الاستعاذة بالله تعالى قلبا و قولا و عملا.
- الأمر الثامن: أن العبد إذا أحسن إخلاص التعبد في هذه الصفات الثلاثة نجا و فلح، و صار من أسعد الناس لأنه رضي بالله ربا ورضي به ملكا مدبرا للأمر ورضي به إلها.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 4 ربيع الأول 1439هـ/22-11-2017م, 10:10 PM
مها الحربي مها الحربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 461
افتراضي

المجموعة الثالثة:

1: بيّن الحكمة من وجود بعض الأشياء الضارة والمؤذية للإنسان.
حتى يستعيذ العبد ويلتجئ بالله وحده الكافي .
لأن في الاستعاذة اعتصام وإقرار بالذل والضعف ،والإفتقار إلى عزة المعتصم به ورحمتة ، وأيضا من مستلزمات الاستعاذة الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا فيؤمن بعزة الله وسمعه وبصره ورحمته وقدرته ولطفه وملكه وغير ذلك ،فقيام هذه المظاهر في قلب المستعيذ دلالة على تعظيم الله وتوحيده .
فحياة العباد وما يعترضهم من الحوادث والابتلاءات هي ميدان عظيم ليتعرفوا على ربهم جل وعلا ويؤمنوا به وبأسمائه وصفاته .


2: حرّر القول في المراد بالوسواس الخنّاس.
1/ المراد به الشيطان ؛ وهو المشهور عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والحسن البصري، وقال به جمهور المفسرين.
2/كل موسوس من شياطين الإنس، وشياطين الجن و وسوسة النفس.
وذكر ابن تيمية خلاصة هذه الأقوال : (والخلاصة أن الوسواس قد يكون من الجِنَّة، وقد يكون من الناس، ونحن نستعيذ بالله من كل ما يوسوس من الجنة ومن الناس) ، وذكر أيضا (فالذي يوسوس في صدور الناس: نفوسهم وشياطين الجنّ وشياطين الإنس) فكلام ابن تيمية يؤيد القول الثاني فهو أعم وأشمل .


3: بيّن خطر اتّباع خطوات الشيطان.
1/ أن خطوات الشيطان قد تجر العبد حتى يستحوذ عليه الشيطان فيصبح وليا من أولياء الشيطان .
2/ قد يفضي به الى التسلط على عباد الله ويؤذيهم بيده ولسانه .
3/قد يجره اتباع خطوات الشيطان إلى الدعوة إلى الباطل بقوله وعمله .
4/تسلط الشيطان على من اتبع خطواته ، فيوسوس وينزغ وينفث ويهمز .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 6 ربيع الأول 1439هـ/24-11-2017م, 10:26 AM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي

المجموعة الأولى:

1: بيّن معنى الاستعاذة ولوازمها في قلب المؤمن.
الاستعاذة هي طلب اللجوء والاعتصام-بالاحتماء والامتناع- بالله العظيم من الشيطان الرجيم، قال الشاعر: فعوذي بأفناء العشيرة إنما يعوذ الذليل بالعزيز ليعصما
والاستعاذة تستلزم قيام عبادات جليلة في قلب المؤمن: من المحبة والرجاء والخوف والتوكل وكمال التعلق؛ فيؤمن العبد بكمال علم الله تعالى وسمعه وبصره وعزته ورحمته وقدرته ولطفه وملكه وغير ذلك من أسمائه الحسنى وصفاته العليا التي تقتضيها عبادة الاستعاذة، وقيام هذه العبادات خالصة في قلب المؤمن من دلائل توحيد الله تعالى، ومظهر من مظاهر ربوبيته، وبهذا نعلم الحكمة من وجود الشرور في هذا العالم.

2: قارن بين استعاذة المؤمنين واستعاذة المشركين، والآثار المترتّبة على كل منهما.
المؤمنون يخلصون الاستعاذة لله تعالى ويقومون بهذه العبادة دائما وأبدا؛ فلا تتعلق قلوبهم ولا يلتجئون لغير الله تعالى، فقلوبهم دائما قائمة بهذه العبادة العظيمة، وأما المشركون فيشركون في استعاذتهم؛ لأنهم يستعيذون بالله وبغير الله، فتتعلق قلوبهم بأوليائهم ويعلقون التمائم ونحوها من العين وغيرها؛ خوفا من الشرور والبلايا؛ فتتسلط عليهم الشياطين بشركهم واتباعهم أهوائهم، وتزيدهم ضلالا ورهقا، كما قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين * وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون}، وقال تعالى: {إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون}، وقال جلّ ذكره: {ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا}.

3: اذكر درجات كيد الشيطان، وبيّن سبيل العصمة من كيده وشرّه.
الدرجة الأولى: الوسوسة وهي أول كيده وأصله، فإذا كفي العبد شرّها فقد سلم من بلاء وفتنة يُبتلى بها من يُبتلى.
وهي ميدان الصراع والتمانع بين المؤمن المتقي والشيطان، والسلامة من شر هذه الوسوسة تكون باتباع هدى الله تعالى في جميع شئون الحياة من عبادات ومعاملات، وفي حبه وبغضه، وفي عطائه ومنعه، وفي سائر ما يعرض له من الحوادث والأحوال يحرص فيها على أن يتبع هدى الله لأن هذا هو الضمان الوحيد الذي يُعصم به العبد من كيد الشيطان، فلا يجد الشيطان عليه مدخلاً ليتسلط به عليه.
الدرجة الثانية: التسلط الناقص، وهذا يحصل لطائفتين:
1- عصاة المسلمين؛ الذين يتبعون خطوات الشيطان حتى يستزلهم بارتكاب ما حرم الله أو ترك ما أوجب الله؛ فيحصل للشيطان بذلك نوع تسلط على العبد قد يحرمه من خير كثير ويعرضه لفتنة وعذاب أليم ، كما قال الله تعالى: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم} .
فلا يتسلط الشيطان عليهم تسلطاً تاماً، ولا يسلمون منه سلامة تامة؛ بل هم وإياه في تصارع وجهاد ؛ يقوى تسلطه عليهم ويضعف بقدر ما فرّطوا فيه من اتباع هدى الله جل وعلا.
فما معهم من التوحيد والإسلام يمنعه من التسلط التام عليهم، وما في قلوبهم من حظ الشيطان باتباع خطواته سَببٌ لتسلط الشيطان عليهم.

والعصمة من هذا التسلط تكون بالحذر من المعاصي والآثام، وداوم التوبة والاستغفار.
2- أهل البلاء من المؤمنين المتقين، وهؤلاء لا يتسلط عليهم الشيطان تسلطاً تاماً، لأنهم أولياء الله تعالى، والله معهم يؤيدهم وينصرهم ما داموا على ما يحب من الإيمان والتقوى، لكنهم قد يُبتلون ابتلاءً بأذية الشياطين وكيدهم، وقد تقصر مدته غالبا وقد تطول ليترقوا في مراتب الإحسان.
وهو على أنواع:
1- تسلط بالفزع والتخويف ومحاولة الإضرار، فيجعل الله لهم سببا يعتصمون به ولا يضرهم كيد الشياطين شيئا، ومن ذلك ما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن كما في مسند الإمام أحمد ومصنف ابن أبي شيبة وغيرهما من حديث أبي التياح قال: سأل رجل عبد الرحمن بن خنبش رضي الله عنه وكان شيخاً كبيراً قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم: كيف صنع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين كادته الشياطين؟
قال: (جاءت الشياطين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأودية، وتحدرت عليه من الجبال، وفيهم شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم).
قال: (فرعب؛ جعل يتأخر).
قال: (وجاء جبريل عليه السلام؛ فقال: يا محمد قل).
قال: ((ما أقول؟)).
قال: (قل: ((أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن)) ؛ فطفئت نار الشياطين وهزمهم الله عز و جل).
2- أن يجد المسلم شيئاً من أذية الشياطين وتسلطهم عليه، وفيه حديث لعثمان بن أبي العاص رضي الله عنه، وحديث لخالد بن الوليد أنه كان يفزع في منامه فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن عفريتاً من الجنّ يكيدك))؛ ثم علّمه تعويذة نحو التعويذة السابقة.

3- النزغات والهمزات والنفخات والنفثات التي تكون من الشياطين ويكون لها شرور وآثار تستوجب الاستعاذة بالله تعالى منها.
كما قال الله تعالى: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم}.
وقال: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}.
وقال تعالى: {وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين * وأعوذ بك رب أن يحضرون}
وفي مسند الإمام أحمد من حديث نافع بن جبير بن مطعمٍ عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله وبحمده بكرةً وأصيلاً. اللهم إنى أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه)). قال: قلت: (يا رسول الله ما هَمْزُه؟).قال: ذكر كهيئة المُوتة ، يعنى يصرع. قلت: (فما نفخه؟) قال: ((الكِبْر)). قلت: (فما نفثه؟) قال: ((الشِّعْر)).

4- التسلط الذي قد يَعْظُمُ أثره ويطول أَمَدُه ويقصر بحسب ما يقدره الله عز وجل من ذلك، كما قال الله تعالى: {واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنُصْب وعذاب}.ومن ذلك ما يحصل لبعض الصالحين من ابتلاء بالعين والسحر.
والعصمة تكون بلزوم هدى الله تعالى، بالصبر والتقوى كما قال تعالى: {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا}، وقال جلّ جلاله: {إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين}
الدرجة الثالثة: التسلط التام، والاستحواذ التام؛ وهو تسلط الشيطان على أوليائه الذين اتخذوه وليّا من دون الله جل وعلا، فأخرجوهم من النور إلى الظلمات؛ فكانوا بذلك من الخاسرين والعياذ بالله.
قال الله تعالى: {ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبينا * يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا}.

وهذا مما يبين خطورة اتباع خطوات الشيطان.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 7 ربيع الأول 1439هـ/25-11-2017م, 04:01 PM
حليمة محمد أحمد حليمة محمد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 248
افتراضي المجلس التاسع

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

المجموعة الثانية:
1: ما معنى الوسواس والخناس؟ وما دلالة اقترانهما؟
الوسواس بفتح الواو اسم للموسوس.
وبكسر الواو مصدر مشتق من الوسوسة، وهي التحديث بالصوت الخفي، وقد تكون الوسوسة همساً يشعر المرء بأثره دون سماع صوت مثل وسوسة النفس ووسوسة الشيطان للإنسان. فهو إلقاء خفي للإنسان. وهذه الوسوسة تتفاوت شدة وكثرة.
و(أل) فيه لاستغراق الجنس فشمل كل ما يدخل في مسمى الوسواس.
ومعنى الخناس : من الخنوس وهو الاختفاء بعد الظهور، ولما كانت الكلمة على وزن فعّال عُلم أنها للمبالغة فهي إذن تدل على كثرة وشدة ذلك الخنوس، وأنه اختفاء فيه معنى التواري والرجوع مرة بعد مرة.
ودلالة اقتران الصفتين هي الإشعار بتلازمها، وفي تلازم الوسوسة والخنوس وتتابعهما شر آخر، يستوجب الاعتصام بالله منه، وأن العبد ليس بوسعه أن يعصم ويمنع نفسه من كيد الشيطان إلا أن يعيذه الله تعالى.

2:ما هو سبب تسلّط الشيطان على العبد؟ وما سبيل نجاته منها؟
تسلط الشيطان على العبد على ضربين وهما :
1- تسلط ناقص وقد يكون:
أ) تسلطًا على عصاة المسلمين، وسببه مخالفة أمر الله تعالى في أمره نهية كما قال تعالى: )فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم). وقال: )إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم(.
والنجاة من هذا النوع من التسلط إنما تكون بالتوبة والرجوع عما كان ومضى من التقصير، والحذر في المستقبل من خطوات الشيطان مما يعرض الإنسان لسخط ربه، وأن يعظم الإنسان خشيته لربه لا سيما في السر، وأن يلتزم اتباع هداه سبحانه وتعالى، حتى لا يدع للشيطان إليه سبيلًا.
ب) أو تسلطًا على عباد الله المؤمنين المتقين. وسببه الاختبار، والابتلاء والتمحيص لهم. وتكون النجاة منه بلزوم الصبر والتقوى وكثرة ذكر الله تعالى والاستعاذة من شر هذا العدو بأنواع الأذكار والتعاويذ الشرعية ومن ذلك ما ورد في الحديث الصحيح من قول:" أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن"
2- تسلط تام وهو تسلطه على الكفار الذين اتخذوه وليًا من دون الله.
قال الله تعالى: {ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبينا * يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا}. وسببه ولا يتهم له فهم قد اتبعوه وتولوه وأعرضوا عن ذكر الله جل وعلا واتباع هداه.
وطريق النجاة من هذا التسلط التام هو الخروج من سببه، وذلك بتحقيق الإيمان بالله تعالى وتوحيد، واتبع هداه.

3: بيّن الحكمة من تخصيص الاستعاذة بصفات الربوبية والملك والألوهية وترتيبها على هذا الترتيب.
تخصيص هذه الصفات في هذا المقام فيه إرشاد العبد إلى استحضار المعاني التي تتضمنها تلك الصفات ففي معنى اسم الرب ما يدل على معاني التربية والعناية والإصلاح والتدبير لشأن العبد، وفي اسم الملك ما يدل على معنى الملك والتصرف التام المطلق في شؤون العباد، وأنه سبحانه فعال لما يريد قادر على كل شيء، وفيما مرَّ تذكير للعبد بفقره وضعفه وحاجته إلى ربه في العصمة من شرور الشيطان، ثم لما كان ما سبق من معاني الربوبية يستلزم إفراده بالعبودية ختم بقوله:(إله الناس) المعبود بحق، وفيه أن الذي يتوجه إليه العبد بطلب الإعاذة هو من اختص بصفات الربوبية دون غيره ممن لا يملك شيئًا منها.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 7 ربيع الأول 1439هـ/25-11-2017م, 08:54 PM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1: بيّن الحكمة من وجود بعض الأشياء الضارة والمؤذية للإنسان.
أن يلتجيء العباد إلى ربهم جل وعلا ويستعيذوا به وما في الاستعاذة من المعاني التعبدية المقصودة من وراء حصول ذلك الشر كالإقرار بالذل والضعف والافتقار إلى الله تعالى إلى رحمته وقدرته على عصمة العبد من ذاك الشر وما يستلزمه ذلك من الإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العليا علمه وقدرته وسمعه وبصره وعزته ولطفه وملكه وجلاله وجماله
فلو خلت الدنيا من الشرور لفات على العباد التعبد لله تعالى بهذه المعاني الجليلة .. والحياة هي ميدان عظيم للتعرف على الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ليجدوا ما أخبرهم به وما وعدهم به على لسان رسله صدقا وحقا " ومن أصدق من الله قيلا "
________________

2: حرّر القول في المراد بالوسواس الخنّاس.
فيه قولان
الأول : أن المراد به الشيطان مروي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والحسن البصري وبه قال جمهور المفسرين ذكره الشيخ عبدالعزيز الداخل

ويعضده قول الزجاج في تفسير قوله تعالى "من الجنة والناس " أن المراد الذي يوسوس من الجنة والشياطين هم مردة الجن وأما الناس فمعطوفة على الوسواس

الثاني : المراد كل موسوس من شياطين الإنس والجن والنفس الأمارة بالسوء
ويعضده قول ابن تيمية في تفسير قوله "من الجنة والناس " أي الذي يوسوس من الجنة ومن الناس سواء وسوسة الإنسان لنفسه أو لغيره فجمع فيها كل تلك الوساوس التي تضر بالإنسان فليست مقتصرة على وسوسة الشيطان فقط بل وسوسة نفسه الأمارة بالسوء أو وسوسة بعض شياطين الإنس واختاره الشيخ عبدالعزيز الداخل

والراجح الثاني أن الوسوسة عامة في كل موسوس ليتم بها الاستعاذة من كل شر وأن قول جمهور المفسرين إنما هو من قبيل التفسير بالمثال
____________
3: بيّن خطر اتّباع خطوات الشيطان.

خطر اتباع خطوات الشيطان أنه يتسلط على العبد بقدر ما يتبع من خطواته قال تعالى " إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ..."
فبعض الآثام تجر لكبائر ولو عفو الله وفضله وكثرة ما يتجاوز به عن العبد لحرمنا من فضل كبير
قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم "
والخطورة تكم في أن مخالفة العبد لأمر رب توقعه في درك أشد قد يكون فتنة لا ينجو منها وهذا هو الاستدراج والعياذ بالله قال تعالى " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم "
وهذه الفتنة إن لم يتبع فيها هدى الله عز وجل فقد ضل ضلالا أعظم مما قد يجعل تسلط الشيطان عليه واستزلاله أشد ولكن الله عز وجل يلطف بعباده ويعطيهم الفرص
فيجب على العبد أن يحذر هذا الدرك ليكون في أمان الله وضمانه
والعباد في اتباع خطوات الشيطان درجات يتسلط عليهم بقدر خطواتهم لكن لا يكون تسلطا تاما طالما كانوا موحدين مسلمين

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 7 ربيع الأول 1439هـ/25-11-2017م, 11:50 PM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الرابعة:
إجابة السؤال الأول:ما سبب خنوس الوسواس؟ وكيف يوسوس؟
سبب خنوس الوسواس سببان:
الأول:إذا ذُكر الله خنس ، وهو المشهور من كلام المفسرين ، وهو قول ابن عباس ومجاهد والحسن البصري وقتادة.
الثاني:إذا دعا الشيطان العبد إلى معصية الله فأطاعه واستجاب إليه خنس.
فهو كما قال ابن جرير الطبري في كلا حالتيه وسواس خناس ، قد يوسوس بالدعاء إلى معصية الله فإذا أُطيع فيها خنس، وقد يوسوس بالنهي عن طاعة الله فإذا ذكر العبد أمر ربه فأطاعه فيه وعصى الشيطان خنس.
كيفية وسوستة:
روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: (الشيطان جاثم على قلب ابن آدم؛ فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس).
وورد في الصحيحين عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجلين من الأنصار رأياه مع زوجته صفية رضي الله عنها ((على رسلكما ، إنها صفية بنت حيي)) .فقالا: (سبحان الله يا رسول الله).
قال:((إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا)).
وهذا الحديث دليل على أن الشيطان له اتصال بقلب الإنسان يقذف فيه شروره ووساوسه، والقلب محل لتلقي ذلك والمعصوم من عصمه الله.
وقد وردت الآثار الضعيفة والتي يمكن أن يتقوى بعضها ببعض والتي تدل على أن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم ، ومنها(أن عيسى عليه السلام دعا ربه تبارك وتعالى أن يريه موضع إبليس من بني آدم، فتجلى له إبليس، فإذا رأسه مثل رأس الحية، واضعاً رأسه على ثمرة القلب، فإذا ذكر العبد ربه عز وجل، خنس إبليس برأسه، وإذا ترك الذكر، مناه وحدثه).
وخلاصة ذلكأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وأنه يقذف شروره ووساوسه في قلب ابن آدم ، ويدعوه لطاعته ومعصية الله بكلام خفي يصل مفهومه إلى القلب ، فإذا ذكر العبد الله خنس وانتكس.
--------
إجابة السؤال الثاني : بيّن متعلّق الجار والمجرور في قوله تعالى: {من الجنّة والنّاس}.
في متعلق الجار والمجرور أقوال :
الأول:"الوسواس " وهو الشيطان ، وقوله تعالى { من الجنة} بيان أنه من الجن ، والناس معطوف على الوسواس ، والمعنى على هذا القول:" قل أعوذ برب الناس من شر الوسواس الذي هو من الجنة "، ومن شر الناس ، وعلى هذا أُمرالعبد أن يستعيذ من شر الإنس والجن ، وهو قول الزجاج.
الثاني:أن إبليس الذي هو الشيطان ؛ يوسوس في صدور الجن كما يوسوس في صدور الإنس ، فعلى هذا القول يكون في صدور الناس عاماً في الجميع ، ومن الجنة والناس بيان لمن يُوسوَسُ في صدره ، والمعنى على هذا القول "يكون الوسواس موسوساً للجن، كما يوسوس للإنس "، وهو قول الفراء .
الثالث:"الوسواس" وهو الشيطان الموسوس قد يكون من الجن وقد يكون من الناس ، ومعنى الآية على هذا القول : الذي يوسوس من شياطين الجن ومن شياطين الإنس في صدور الناس ، ويدخل في ذلك وسوسة النفس الأمارة بالسوء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :(فالذي يوسوس في صدور الناس: نفوسهم وشياطين الجنّ وشياطين الإنس، و"الوسواس الخناس" يتناول وسوسة الجنة ووسوسة الإنس ، وإلا أي معنى للاستعاذة من وسوسة الجنّ فقط مع أن وسوسةَ نفسه وشياطين الإنس هي مما تضره، وقد تكون أضر عليه من وسوسة الجن).
وتشمل الآية أيضاً ما يوسوس به الإنسان لغيره، فهذا يكون خطيراً عليه بل ويجر عليه وعلى أخيه المسلم شراً عظيماً يكون عليه وزره وتبعاته .
وتشمل أيضا الاستعاذة من شر وسوسة غيره له ،وتشمل أيضاً الاستعاذة مما يُوسوَسُ به عنه؛ فإن العبد قد يوسوس عنه بأمور يكون بسببها ما يكون من الشر أو حجب الخير فيؤثر ذلك عليه، ومبدأ ذلك وسوسة من الشياطين لغيره عنه.
------------
إجابة السؤال الثالث:اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من سورة الناس.
1- استفدت أن الشيطان يوسوس في صدر الإنسان بأنواع كثيرة منها إفساد الإيمان والتشكيك في العقائد فإن لم يقدر على ذلك أمره بالمعاصي ، فإن لم يقدر على ذلك ثبطه عن الطاعات ، فإن لم يقدر على ذلك أدخل عليه الرياء ليحبط طاعاته ، فإن سلم من ذلك أدخل عليه العجب بنفسه ، واستكثار عمله ، فعلينا الحذر من خطواته ومكايده.

2- لابد من استحضار عداوة الشيطان للإنسان في كل وقت ، والاستعاذة من شره ، فكل ما يوسوس به غايته أن يهلك الإنسان ويجعل مصيره قعر جهنم ، وإذا استحضر المرء ذلك اتخذه عدوا وخاف من اتباع خطواته.

3- الشيطان له مداخل للتسلط على الإنسان ينبغي علينا معرفتها والاحتراز منها :كالغَضَبِ الشديدِ، والفَرَحِ الشَّديدِ، والانْكِبابِ على الشَّهواتِ، والشُّذُوذِ عن الجماعةِ، والوَحْدةِ، ولا سِيَّما في السَّفَرِ، ونَقْلِ الحديثِ بينَ الناسِ، وخَلْوةِ الرجُلِ بالمرأةِ، والظنِّ السَّيِّئِ، وغِشْيانِ مَواضِعِ الرِّيَبِ، فإذا عرف العبد مداخله تيقظ عندها واستعاذ بالله من شره وابتعد عنها

.
4- من الفوائد وجوب التسمية في كل شأن من شئون الإنسان ؛ فقد شُرِعت التسميةُ لحُصولِ البَرَكةِ والحِفْظِ من كيدِ الشيطانِ، فيجب على العبد أن يُسَمِّي إذا أكَلَ، وإذا شَرِبَ، وإذا دخَلَ المَنْزِلَ، وإذا خَرَجَ منه، وإذا أَصْبَحَ، وإذا أمْسَى، وإذا رَكِبَ، وإذا جَامَعَ، وإذا دخَلَ الخَلاءَ، وإذا أرادَ النَّوْمَ

.
5- من الفوائد أن اتباع هدى الله يفضي إلى العاقبة الحسنة، فإذا اتبع الإنسان هدى الله فإنه يعان على كيد الشيطان ووسوسته وأذيته ما دام متبعاً لهدى الله جل وعلا ، فلا ضمان للعبد ولا أمان له إلا بذلك ، فعلينا ألا نغفل عن ذلك طرفة عين.

6- الاستعاذة عبادة عظيمة يجب علينا إخلاصها لله جل وعلا، واستحضار لوازمها عند التلفظ بها حتى لا تكون مجرد كلمات ، فهي تستلزم الإيمان بالأسماء الحسنى والصفات العليا فالمستعيذ يؤمن بسعة علم الله عز وجل وسمعه وبصره وقدرته ورحمته وعزته وملكه وغيرها من الصفات الجليلة .

7- شر الشيطان يبدأ بالوسوسة وما يتبعها وينتهي بتسلط الشيطان على الإنسان ، وذكر الله والبعد عن الغفلة فيهما النجاة ، فعلى العبد ملازمة ذلك فيتذكر العبد ما ينبغي لله تعالى من المحبة والطاعة والتسليم؛ فينفعه هذا التذكر، كما يتذكر ثواب الطاعة وعقاب المعصية فيترك ما يُسخِط اللهَ محبةً لله تعالى وخوفاً من عذابه ورجاءً في ثوابه.
------------

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 ربيع الأول 1439هـ/26-11-2017م, 05:22 AM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

المجموعة الرابعة:
1: ما سبب خنوس الوسواس؟ وكيف يوسوس؟
الخناس: صفة مبالغة من الخنوس، وهو الاختفاء.
وجاء في سبب خنوس الشيطان أمران:
الأول: ذكر الله عز وجل، وهو قول جمور المفسرين, وقاله ابن عباس ومجاهد والحسن البصري وقتادة.
الثاني: طاعته والاستجابة إليه.
واللفظ في الآية عام فيحتمل الأمرين, وهذا ما رجحه ابن جرير فقال:"والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله -تعالى ذِكره- أَمَرَ نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يستعيذ به من شر شيطان يوسوس مرة ويخنس أخرى، ولم يخصَّ وسوسته على نوع من أنواعها، ولا خنوسه على وجه دون وجه، وقد يوسوس بالدعاء إلى معصية الله؛ فإذا أطيع فيها خنس، وقد يوسوس للنهي عن طاعة الله ؛ فإذا ذكر العبد أمر ربه فأطاعه فيه وعصى الشيطانَ خنس؛ فهو في كلتا حالتيه وسواس خناس، وهذه الصفة صفته".
أما الوسواس فهو: التحديث بصوت خفي.
وقد قال عليه الصلاة والسلام, للرجلين لما كان يمشي مع صفية فأسرعا الخطى لما شاهداه: "إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا".
فهو يقذف في قلب العبد، فدل هذا على وجود اتصال له بقلب العبد، وأيضا دل على أن القلب محل لما يلقي الشيطان فيه, وقد قال قتادة "يقال: الخناس له خرطوم، كخرطوم الكلب يوسوس في صدور الناس، فإذا ذكر العبد ربه خنس", رواه عبدالرزاق.
فالشيطان يقذف في قلب العبد كل ما فيه فساده وفساد دينه, فيأتيه في حالات الغفلة أو الغضب أو الحزن أو الفرح الشديد المنهي عنه, فالعبد في حالاته هذه يكون ساهيا عند ذكر ربه, قلبه لاه بحاله, فيسهل على الشيطان إيقاعه فيما يريد.

2: بيّن متعلّق الجار والمجرور في قوله تعالى: {من الجنّة والنّاس}.
متعلق الجار والمجرور هو: الوسواس.
فيشمل كل وسواس من الجنة أو الناس, أو حتى وسوسة النفس لصاحبها.
وتشمل ما يوسوِس به هو لغيره, وما يُوسوَس له به, وما يُوسوسَ عنه, قالاستعاذة تشمل جميع هذه الأمور.

3: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من سورة الناس.
- معرفة العبد حقيقة عجزه عن رد الكثير من الشرور المحيطة به, فلا يدخل العجب إلى نفسه.
- الأصل في النفس أنها أمارة بالسوء إلا من رحم الله, فعلى العبد أن يحاسب نفسه على الدوام, ويتهمها إن هي سعت في إخراجه عن الصراط السوي.
- لا يوفي العبد ربه حق الشكر اللازم له, فهو سبحانه علمنا كيف نلجأ إليه ليقينا من شر العدو الأكبر الذي لا حيلة لنا حتى في رؤيته.
- الحذر من صحبة السوء, فليس كل الشياطين من الجن.
- الكف عن أذية الناس ولو بالكلام, حتى لا ندخل فيمن يُستعاذ منه والعياذ بالله.
- ما يحيط بالعبد من شرور إنما هو ابتلاء من ربه, فإذا اتخذ الوسائل الشرعية لردها: نجا وسلم دينه.
- ضرورة اتخاذ الشيطان عدوا كما أمر الله, ليسلم دين العبد وينجو.
- ذكر الله من أعظم وانفع القربات, ومن أعظم وأنفع ما يرد به كيد الشيطان وكيد من عمل بعمله من الإنس.
- عظيم ملك الله وسلطانه, فلا يفرح العبد بما لديه من متاع الدنيا, بل يُذكّر نفسه على الدوام بأن ما عند الله خير وابقى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 9 ربيع الأول 1439هـ/27-11-2017م, 02:13 PM
بيان الضعيان بيان الضعيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 245
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة المجموعة الرابعة:
1: ما سبب خنوس الوسواس؟ وكيف يوسوس؟
ذكر المفسرون سببين لخنوسه:
1_ ذكر الله عزوجل فهو يخنس إذا ذكر الله وهو قول الجمهور وممن قال به ابن عباس ومجاهد والحسن البصري وقتادة.
2_ الاستجابة لوسوسته وطاعته والانقياد له.
والصحيح أنه يخنس للسببين كليهما فهو إذا وسوس للعبد بترك الطاعة فلم يستجب له وفعلها خنس، وكذلك لو وسوس للعبد بفعل معصية ففعلها واستجاب له خنس.
وتكون وسوسته بأن يقذف في قلب العبد ما أراد من الشر فهو له اتصال بالقلب بل هو يجري من ابن آدم مجرى الدم كما ذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا)) -أو قال-((شيئا)).متفق عليه.

2:بيّن متعلّق الجار والمجرور في قوله تعالى: {من الجنّة والنّاس}.
الوسوسة تكون من الجن ومن الإنس فاشتملت الآية على الاستعاذة من:
1_وسوسة الجن لنا ووسوستهم علينا فقد يحرضون غيرنا علينا فيستعيذ الإنسان من كلا الأمرين
2_وسوسة شياطين الإنس لنا وعلينا
3_وسوسة نفوسنا لنا ولغيرنا فالنفس توسوس لصاحبها كما قال تعالى(ونعلم ما توسوس به نفسه)وكذلك يوسوس الشخص لغيره ويحضه على المعصية فنستعيذ بالله من كلا الأمرين
_
3: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من سورة الناس.
1_الالتجاء إلى الله عزوجل والاعتصام به من كل الشرور وبالذات من شر الشيطان.
2_ تعظيم الله عزوجل والإيمان بربوبيته واستحقاقه للعباده وحده دون سواه(قل أعوذ برب الناس*ملك الناس*إله الناس)
3_تفويض جميع الأمور لله عزوجل فهو المدبر لأمور الخلق كما قال تعالى(قل أعوذ برب الناس)
4_الحذر من شياطين الإنس فهم يوسوسون للعبد بفعل المعصية كما يوسوس الشيطان كما قال تعالى(الذي يوسوس في صدور الناس*من الجنة والناس)
5_الحرص على قراءة المعوذتين في الصباح والمساء ليعصمه الله من كل الشرور.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 10 ربيع الأول 1439هـ/28-11-2017م, 04:07 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة تفسير سورة الناس


أحسنتم جميعًا، بارك الله فيكم وزادكم إحسانًا وإتقانًا.



ملحوظة عامة:

يُرجى تجنب النسخ واللصق من المقرر، والتصرف في الإجابة بأسلوبكم مع مراعاة جوانب الإجابة الوافية، من ذكر الدليل ووجه الاستدلال.





المجموعة الأولى:

رقية إبراهيم : أ+




المجموعة الثانية:

عباز محمد : أ+
حليمة محمد : ب

- اجتهاد طيب في إجابة السؤال الثاني ، وأرجو مراجعة هذه المشاركة لمزيد إفادة ومعرفة أنواع التذكر التي تعين المؤمن على النجاة من تسلط الشيطان.

http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...25&postcount=3

- الوسوسة بداية شر الشيطان وإن لم يدفعها المؤمن واستجاب لها أصابه شيء من كيد الشيطان وتسلطه.

س3: فصّل الشيخ في بيان الحكمة من تخصيص الاستعاذة بهذه الصفات الثلاث في ثمان نقاط، وقد أحسنتِ بيان الحكمة من ترتيبها ، لكن أرجو مراجعة المشاركة الرابعة والخامسة هنا لمعرفة الحكمة من التخصيص
http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=19408




المجموعة الثالثة:

مها الحربي : أ

س2: هذه العبارة: " والخلاصة أن الوسواس قد يكون من الجِنَّة، وقد يكون من الناس، ونحن نستعيذ بالله من كل ما يوسوس من الجنة ومن الناس. " هي من كلام الشيخ عبد العزيز الداخل وقد بين قبلها انتهاء كلام ابن تيمية بكتابته رمز " اهـ " ومعناه انتهى كلامه.
س3: أحسنتِ، ولكن حبذا لو استشهدتِ بآيات من القرآن الكريم على إجاباتك.


فاطمة أحمد صابر : أ+

س3: وقد يصل به هذا الاستدراج إلى أن يكون من أولياء الشيطان فيشرك به من دون الله، ويؤذي عباد الله المؤمنين بلسانه ويده، كما قال تعالى :{فريقًا هدى وفريقًا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون }




المجموعة الرابعة :



متعلق الجار والمجرور في قوله تعالى: { من الجنة والناس }
إما أن يكون الوسواس ويتفرع على هذا قولين:

- أن يكون قوله تعالى :{ من الجنة } متعلقًا بالوسواس، وتكون الواو في قوله تعالى :{ والناس } حرف عطف ، عطف الناس على الوسواس؛ فتكون الاستعاذة من شر الوسواس الذي هو من الجنة، ومن شر الناس، وهو قول الزجاج وذكره ابن الجوزي.

- أن تكون { الناس } معطوفة على { الجنة } وكلاهما متعلق بـ { الوسواس } ، وبهذا يمكن أن يكون الوسواس من الجن أو الإنس، وهو قول ابن تيمية.



الثاني : أن يكون متعلق الجار والمجرور { الناس } في قوله تعالى :{ الذي يوسوس في صدور الناس } فجعل الوسواس يوسوس في كل من الجن والإنس، وسمى الجن من الناس كما سماهم رجالا في قوله تعالى:{ وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن } وهو قول الفراء، وذكره ابن الجوزي.

وأرجو أن يتضح بهذا التعليق معنى " متعلق الجار والمجرور" عمومًا؛ فإن بقي لديكم أي استفسار يُرجى طرحه.





مها محمد : أ

- أحسنتِ، بارك الله فيكِ، لكن يؤخذ عليكِ اعتمادك في كثير من الفوائد السلوكية على النسخ من المقرر، والفوائد تبين اجتهادكِ أنت في فهم المادة العلمية وأثرها على قلبكِ، فكان ينبغي أن تكون من تصرفك وليس نسخًا.

- يُرجى قراءة التعليق العام.





فداء حسين: أ

أحسنتِ، بارك الله فيكِ وزادكِ إحسانًا.
بالنسبة للسؤال الثاني : يُرجى قراءة التعليق العام.




بيان الضيعان: ب

- أحسنتِ، بارك الله فيكِ.
- السؤال الثاني: يُرجى قراءة التعليق العام.

- تم الخصم للتأخير.



وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir