حل أسئلة المجموعة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
بين أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
أنواع مسائل الإيمان بالقرآن نوعين كبيرين تندرج تحت كل نوع منهما مسائل :
النوع الأول:
مسائل اعتقادية وهي المسائل التي تعنى بما يجب الاعتقاد به في القرآن وتبحث في كتب الاعتقاد.
وما ورد في هذه الكتب من مسائل ينقسم إلى قسمين:
أحكام وآداب .
الأحكام المقصود بها الأحكام العقدية, مثل أن يقال ماهو حكم الاعتقاد بهذا القول؟
أما الآداب المقصود بها بحث مسائل الاعتقاد بالقرآن على ضوء منهج أهل السنة والجماعة .
ومن أهم الأمور التي ينبغي معرفتها في مسائل الاعتقاد في القرآن هي ثلاثة أمور:
1/معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد في القرآن بما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة.
2/ تقرير الاستدلال لهذه المسائل .
3/معرفة أقوال المخالفين لأهل السنة في مسائل الاعتقاد في القرآن ومعرفة أصول مخالفاتهم ومراتبها وطريقة أهل السنة في الرد عليهم .
النوع الثاني:المسائل السلوكية(المتعلقة بالإيمان بالقرآن).
وعلم السلوك يعنى بأصلين وهما:
الأول:
البصائر والبينات وتقوم على العلم وثمرتها اليقين, وهي من قوله تعالى(هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون), وقوله تعالى:( أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهوائهم) وغيرها من الآيات الدالة على هذا المعنى.
الثاني:
اتباع الهدى, وهو الجانب العملي وهو الطاعة والامتثال, ويقوم على الإرادة والعزيمة وثمرته الاستقامة والتقوى.
ولابد من الجمع بين الأصلين لأن الأول حجة لمن خالف في الأصل الثاني قال تعالى(فإن زللتم من بعد ما جاءتكم من البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم).
وذلك أن السالك يحتاج إلى علم يتبصربه وإرادة وعزيمة يعمل بها .
2/بين عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام لله عزوجل؟
عقيدة أهل السنة والجماعة هي إثبات صفة الكلام لله عزوجل على مايليق بجلاله وعظمته وأن الله لم يزل متكلما إذا شاء, يتكلم بمشيئته وقدرته متى شاء, وكيف يشاء.
3/ إعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
أول من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو الجعد بن درهم وقتله أمير العراق آنذاك وهو خالد بن عبدالله القسري عام 124هـ, وكان ذلك يوم الأضحى.
ثم قال هذه المقالة : الجهم بن صفوان واشتهرت عنه, ولم يكن من أهل العلم, ولم تكن له عناية بالأحاديث والآثار, وإنما كان رجلا ذكيا وأوتي لسانا بارعا,وكان كاتبا لبعض الأمراء في عصره؛ فانتشرت مقالاته , ومن أعظم ما أدخله على هذه الأمة إنكار الأسماء والصفات, وإنكار علو الله , والقول بخلق القرآن, والجبر, والإرجاء, وقد كفره علماء عصره؛ فقتله الأمير سلم بن الأحوز المازني سنة128هـ.
ثم ظهر بعدهما بشربن غياث المريسي فكان في بداية أمره مشتغلا بالفقه, ثم أقبل على علم الكلام وافتتن به, وكان متخفيا في زمان هارون الرشيد لما بلغه وعيده بقتله, ثم أظهر مقالته ودعا إلى ضلالته بعد موت الرشيد سنة 193هـ.
اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
الموقف الأول: موقف الجهمية المتسترة باللفظ, وهو الذين يقولون بخلق القرآن, وهم أكثر من أشاع مسألة اللفظ, وفرحوا بهذه المقالة, لأنها أخف شناعة عليهم عند العامة.
الموقف الثاني:
موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثر ببعض قول الجهمية, وإن كان كلامهم ليس على أصول الجهمية ,وكان على رأسهم رجل يقال له الشراك فكان يقول: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقا وهذا يعود إلى صريح قول الجهميه.
الموقف الثالث:
موقف داوود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) وهو رأس أهل الظاهر وإمامهم, ومن أصحاب حسين الكرابيسي, وعنه ةأخذ مقالته باللفظ, لكنه تأولها
على مذهبه في القرآن, فقال: القرآن في اللوح المحفوظ غير مخلوق, وهو بين الناس فمخلوق, وهي مقالة لم يسبق إليها.
القول الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة, فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقا لالتباسه, وبدعوا الفريقين:من قال: لفظي بالقرآن مخلوق, ومن قال:لفظي بالقرآن غير مخلوق, وبينوا أن أفعال العباد مخلوقة.
الموقف الخامس:موقف طائفة من أهل الحديث وهؤلاء صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق, وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق, وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة وحصل في الأمر التباس عليهم, حتى إن منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد, وممن نسب إليه التصريح بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق: محمد بن يحي الذهلي شيخ البخاري, وأبو حاتم الرازي وغيرهم .
وهؤلاء يقولون إن القرآن غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة, لكنهم أخطؤوا في إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق.
5/ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منها؟
أنه أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فخرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة؛وذلك بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها وسلوكه طريقة المتكلمين فوافقهم على أصلهم الذي أصلوه وهو مبدأ امتناع حلول الحوادث به جل وعلا؛ وتفسيرهم يقتضي نفي كلم الله تعالى, بل جميع الصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئة, وأهل السنة والجماعة يثبتون مايقوم بالله تعالى من الصفات والأفعال التي يشاؤها ويقدر عليها, ولذلك أنكر أئمة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة,وما أحدث من الأقوال وحذروا منه ومن طريقته.
والله الموفق وبه نستعين .