دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 05:12 PM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي

المجموعة الأولى:
 السؤال الأول : أنواع مسائل الإيمان بالقرآن:
- مسائل الإيمان بالقرآن على نوعين كبيرين:

• النوع الأول: مسائل إعتقادية: و هي المسائل التي تعني في كتب الاعتقاد ، و تعني بما يجب اعتقاده في القرآن و لها أصول عدة منها:
1. الإيمان بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق ،أنزله على نبيّه محمد عليه الصلاة و السلام ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
2. أن القرآن ناسخ لما قبله من الكتب.
3. الإيمان به يقتضي أن يحلّ حلاله و يحرّم حرامه و العمل بمحكمه و يردّ متشابهه إلى محكمه.
4. و يجب أن يكل ما لا يعلمه إلى عالمه.
 و تنقسم مسائل الإيمان بالقرآن في كتب الاعتقاد إلى قسمين:
1. أحكام ، و المقصود هنا الأحكام العقدية هل هو واجب أم بدعة؟
2. آداب، و هي بحث مسائل الاعتقاد المتعلقة بالقرآن بما دلت عليه نصوص الكتاب و السنة ،و ما أثر عن السلف الصالح و أن يحذر طرق أهل البدع .
 و يحتاج طالب التفسير في مسائل الاعتقاد إلى ثلاثة أمور:
1. معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد في القرآن بما دلت عليه نصوص الكتاب و السنة، حتى يكون معتقده صحيح.
2. تقرير الاستدلال لهذه المسائل بأن يعرف أدلتها و مآخذ الاستدلال و يعرف ما تحسن به معرفته من الآدلة و الآثار ؛حتى يمكنه أن يدعو إلى الحق في هذه المسائل مت احتيج إليه في ذلك.
3. معرفة أقوال المخالفين لأهل السنة في مسائل الاعتقاد في القرآن، و يعرف حجج أهل السنة في الردّ عليهم.
• النوع الثاني: مسائل سلوكية:
و هي المسائل التي يُعنى فيها بالانتفاع بمواعظ القرآن و حسن الاستجابة لله تعالى والاهتداء بما بين الله عز و جل في القرآن من هدي.
و علم السلوك يعنى بأصلين مهمين:
1. الأصل الأول : البصائر و البينات، و هي التي يسميها بعض من كتب في علم السلوك: المعارف و الحقائق، و اسمها في النصوص البصائر و البينات و هو اسم أشمل و أعم .
قال تعالى: {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20)}.
2. الأصل الثاني: و هو اتباع الهدى، و يعنى بالجانب العملي و هو الطاعة و الامتثال للأوامر و اجتناب النواهي.
 الأصل الأول و هو البصائر و البينات قائمة على العلم، و تثمر على اليقين.
 الأصل الثاني و هو اتباع الهدى قائم على الإرادة و العزيمة و مثمر للاستقامة و التقوى.
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)}
وهذه الآية جمعت أصلي علم السلوك: البينات والهدى فالناس بحاجة إلى البينات وبحاجة إلى اتباع الهدى.

 السؤال الثاني:
عقيدة أهل السنة و الجماعة في صفة الكلام الله تعالى
الأدلة من القرآن و السنة تثبت صفة الكلام لله تعالى بما يليق بجلاله و عظمته كثيرة ، و قد دلت النصوص على أن الله تعالى يتكلم بحرف و صوت يُسمعه من يشاء ، و هو تعالى المتكلم بالتوارة و الإنجيل و القرآن ، و غير ذلك من كلامه تبارك و تعالى.
و كلام الله تعالى صفة من صفاته،لم يزل الله متكلما إذا شاء ،يتكلم بمشيئته و قدرته متى شاء،و كيف يشاء.
و كلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين، و كلماته لا يحيط بها أحد من خلقه، و لا تنفد و لا تنقضي؛ كما قال الله تعالى: " قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)".
وصفة الكلام لله تعالى صفة ذاتية باعتبار نوعها ؛ معنى ذلك أن الله لم يزل متكلما إذا شاء و هذا ردّ على بعض أهل البدع أي لم يزل متصفا بها.و صفة فعلية باعتبار آحاد كلامه عز و جل، يتكلم متى شاء و كيف يشاء، فإذا تكلم فهذه صفة فعلية،و أصل الكلام و نوعه صفة ذاتية.

 السؤال الثالث: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
أول من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو الجعد بن درهم، و قد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسري عام 124ه يوم الأضحى.
قال أبو القاسم اللالكائي: (لا خلاف بين الأمّة أن أول من قال: القرآن مخلوق جعد بن درهم). ثم اخذ هذه المقالة : الجهم بن صفوان، و اشتهرت عنه، و لم يكن له أتباع لهم شأن في زمانه،و لم يكن من أهل العلم و لم تكن له عناية بالأحاديث و الآثار ، و إنما كان رجلا قد أوتي ذكاء و لساناً بارعاً و تفننا في الكلام، و جدلا و مراءً و كان كاتبا لبعض الأمراء في عصره؛ فانتشرت مقالاته، و كان أعظم ما أدخله على الأمة إنكار الأسماء و الصفات ، و إنكار علوّ الله، و القول بخلق القرآن و قد كفره العلماء في عصره؛ فقتله الأمير سلم بن الأحوز المازني 128ه. قال بكير بن معروف:" رأيت سلم بن الأحوز حين ضرب عنق الجهم فاسود وجهه". رواه اللالكائي.
و ذكر البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد" عن قتيبة بن سعيد أنه قال : “ بلغني أن جهما كان يأخذ الكلام من الجعد بن درهم".
ثم أخذها عنهم بعد مدة بشر بن غياث المريسي، و قد كان يعد من كبار الفقهاء ،أخذ علمه عن القاضي أبي يوسف و روى عن حماد بن سلمة و سفيان بن عيينه؛ومع أخذه عن هؤلاء العلماء يسئ الأدب و يشغب ،و أقبل على علم الكلام و افتتن به.
قال الإمام أحمد: ( ما كان صاحب حجج، بل صاحب خطب.
و كان متخفياً في زمان هارون الرشيد لما بلغه وعيده بقتله،ثم أظهر مقالته و دعا إلى ضلالته بعد موت الرشيد سنة 193ه.
فكان تحذير أئمة أهل السنة من بشر المريسيو أصحابه ظاهراًمستفيضاً؛ حتى حذرهم طلاب العلم.
لكنهم تسللوا إلى الحكام و الولاة بما لهم من العناية بالكتابة و الأدب، و التفنن في صياغات المكتابات.

 السؤال الرابع:
اختلاف المواقف من مسألة اللفظ:
الموقف الأول: هو الجهمية الذين تستروا بالفظ كما تسترت طائفة منهم بالوقف. و هؤلاء فرحوا بهذه المقالة ؛لأنها أخف شناعة عليهم عند العامة.
و الحكم عليه: جهمي كافر و حذر العلماء منهم.
دليله: قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول:" من قال: لفظي بالقرآن مخلوق،يريد به القرآن، فهو كافر".
و قال أيضاً: سألت أبي فقلت: إن قوماً يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة؟
قال: هم جهمية،و هم شرٌ ممن يقف."
الموقف الثاني:
أصحابه طائفة ممن خاض في علم الكلام و تأثر ببعض قول الجهمية و إن كان كلامهم غير جارٍ على أصول الجهمية.
و أشهرهم: رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك يزعم أن القرآن كلام الله؛فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً.
الحكم عليه: يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
دليله: قال أبو طالب للإمام أحمد: كُتب إلي من طرسوس أن الشّرّاك يزعم أن القرآن كلام الله،فإذا تلوته فتلاوته مخلوقة.
قال: "قاتله الله،هذا كلام جهم بعينه".
قال: قلت: رجل قال في القرآن: كلام الله ليس بمخلوق ، و لكن لفظي هذا به مخلوق ؟
قال:" هذا كلام سوء،و من قال به فقد جائ بالأمر كله".
قلت: (الحجة فيه حديث أبي بكر: لما قرأ: " الم غلبت الروم" فقالوا: هذا جائ به صاحبك؟ قال: لا،و لكنه كلام الله)؟
قال: "نعم،هذا و غيره،إنما هو كلام الله، إن لم يرجع عن هذا فاجتنبه، و لاتكلمه، هذا مثل ما قال الشّرّاك".
الموقف الثالث:
أصحابه: داوود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري(ت 270ه) رأس أهل الظاهر و إمامهم،و هو من أصحاب الكرابيسي،و عنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنه تاولها على مذهبه في القرآن.
قوله:
"أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، و أما الذي بين الناس: فمخلوق."
و اشتهر عنه أنه قال:" القرآن محدث"وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق؛لأنهم يقسمون الأشياء إلى قديم و محدث، و يعنون بالمحدث المخلوق.
الحكم عليه: قد أنكر عليه إسحاق بن راهويه ، و أمر الإمام أحمد بهجره و مجانبته.
الموقف الرابع:
موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد و إسحاق بن راهويه و البخاري و أبي ثور و جماعة.
- منعوا الكلام في اللفظ مطلقا لالتباسه.
- بدعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، و من قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
- اشتدوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛خشية التذرع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن.
- كره الإمام أحمد بأن يقال في اللفظ شئ.
الأدلة:
قال إسحاق بن حنبل: "من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، و من زعم أن لفظه بالقرآن غير مخلوق فقد ابتدع، فقد نهى أبو عبد الله عن هذا، و غضب منه، و قال: " ما سمعت عالما قال هذا! أدركت العلماء مثل: هشيمٍ، و أبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينه، فما سمعتهم قالوا هذا".

الموقف الخامس:
- هم طائفة من أهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق، و هم يريدون أن القرآن غير مخلوق ، و أخطوؤا في استعمال هذه العبارة.
- من قال بهذا محمد بن يحي الذهلي شيخ البخاري و قاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي غيرهم.
- و قد ذكر ذلك عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية
- و هؤلاء :
1. يقولون أن القرآن غير مخلوق.
2. و إن أفعال العباد مخلوقة.
و لكنهم أخطؤوا ،فتفرق أهل السنة و اختلفوا.
الموقف السادس:
هو موقف أبي حسن الأشعريو بعض أتباعه و من تأثر بطريقته كأبي بكر الباقلاني و القاضي أبي يعلي.
قولهم:
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ فهموه بمعنى الطرح و الرمي؛ ولذلك قالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّه معنى اللفظ الطرح والرمي
حكمه: غير لائق أن يقال في حق القرآن.
دليله: قال ابن تيمية: (والمنتصرون للسنة من أهل الكلام والفقه: كالأشعري والقاضي أبي بكر بن الطيب والقاضي أبي يعلى وغيرهم يوافقون أحمد على الإنكار على الطائفتين على من يقول: لفظي بالقرآن مخلوق وعلى من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ولكن يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ؛ لأن اللفظ الطرح والرمي. ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت. ومنهم من يقر بذلك).
الموقف السابع:
طوائف زعمت أن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة، و زعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله كما سمعه موسى ابن عمران.
أقوالهم:
فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
الحكم: " هذه الأقوال كلها مبتدعة، و لم يقل السلف شيئا عنها: كما ذكر ابن تيمية.

السؤال الخامس:

سبب ظهور بدعة ابن كلاب ، و موقف أئمة أهل السنة منه
كان منهج أهل السنة في الردّ على المعتزلة بالكتاب و السنة ، و لا يتعاطون علم الكلام في الردّ عليهم.
ثم نشأ قوم أرادوا الردّ على المعتزلة و الانتصار لأهل السنة بالحجج المنطقية و الطرق الكلامية فخاضوا فيما نهاهم عنه أهل العلم ؛ فمن ذلك أ،ن أبا محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري(ت 243ه) و كان معاصراً للإمام أحمد بن حنبل أراد الرد على المعتزلة زبأصولهم المنطقية و حججهم الكلامية؛فأداه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، و تمكن من ردّ بعض قولهم و افحام كبرائهم، فغره ذلك.
و بسبب تقصيره في معرفة السنة و علوم أهلها، و سلوكه طريقة المتكلمين ، خرج بقول بين أهل السنة و قول المعتزلة، و أحدث أقوالا لم تكن تعرف في الأمة.
و قد أنكر أئمة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة و حذروا منه .
قال ابن خزيمة: " كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن كلاب، و على إصحابه مثل حارث و غيره"

  #27  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 10:00 PM
مريم عادل المقبل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الرابعة :
ج1/ الإهتداء بالقران يكون بتصديق أخباره ، وعقل أمثاله ، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه .
ج2/ صرح بذلك العلماء بعد حدوث فتنة القول بخلق القران ، وصرحوا بذلك لبيان أنه غير مخلوق .
_ ومن توقف ولم يصرح سموه واقفي أي شاك في حقيقة القران ،لأن القران كلام الله وكلامه صفة من صفاته ، وصفاته لا تكون مخلوقة وهذا ما يجب اعتقاده .
قال ابن تيمية مبينا ما سبق ): لم يقل أحد من السلف أن القران قديم أومخلوق ، بل الأثار المتواترة عنهم أنهم يقولون أن القران كلام الله ، ولما ظهر من قال أنه مخلوق قالوا ردا لكلامه : أنه غير مخلوق )أ .ه
وهذا سبب تصريح أهل السنة بأن القران غير مخلوق .
ج3/ لأن الإمام أحمد كان رأس أهل الحديث في زمانه ،ولأنه رجل يقتدى به ، وأعناق العامة ممتدة إليه وإلى ما سيقوله في هذه الفتنة العظيمة .
ج4/ مغنى الوقف : أي القول بأن القران كلام الله ويقفون ، فلا يقولون مخلوق ولا غير مخلوق.
وسبب وقوف أهل الحديث :
قالوا (إن القول بخلق القران قول محدث ،فنحن لا نقول أنه مخلوق ولا غير مخلوق ، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القران ، فنقول كلام الله ونسكت . )
ج5/ سبب محنة البخاري رحمه الله : رده ورفضه وشدة انكاره لفتنة اللفظية اثباتا أو نفيا ،لأنها تلبس على العامة وتؤثر على يقينهم ، فلا يبين لهم حقا ولا يهديهم سبيلا .
موقفه : منع الخوض في المسألة من الطرفين ، إذ كل واحد من إطلاق الخلقية وعدمها على اللفظ موهم ، ولم يأت به كتاب ولا سنه ، بل الذي لا ريب فيه أن القران كلام الله المنزل غير مخلوق ، وقد رد البخاري رحمه الله الفتنة وبين الحق فيها ولم يخش في الله لومة لائم .
والله أعلم بالصواب

  #28  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 10:42 PM
محمد حسين داود محمد حسين داود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 127
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
1. الإيمان الاعتقادي بالقرآن:
- أن يصدّق بأنّه كلام الله تعالى أنزله على رسوله بالحقّ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط مستقيم
- أنّ كل ما أنزل الله فيه فهو حقّ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وأنه قيّم لا عوج له، ولا اختلاف فيه، يهدي إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم.
- أنه محفوظ بأمر الله إلى أن يأتي وعد الله، لا يخلق ولا يبلى، ولا يستطيع أحد أن يأتي بمثله، ولا بسورة من مثله.
- أن يصدّق بكلّ ما أخبر الله به في كتابه الكريم، وأن يخضع لما أمر الله به، فيعتقد وجوب ما أوجب الله فيه، ويعتقد تحريم ما حرّم الله فيه، وأنّه لا طاعة لما خالفه.

2. الإيمان القولي:
- أن يقول ما يدلّ على إيمانه بالقرآن، وتصديقه بما أنزل الله فيه، ومن ذلك تلاوة القرآن تصديقاً وتعبّداً.
3. الإيمان العملي:
- هو اتّباع هدى القرآن؛ بامتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه في كتابه الكريم.

س2: بيّن فضل الإيمان بالقرآن
1. هداية المؤمن
- إلى ربّه جلّ وعلا، يرشده إلى سبيله، ويعرّفه بأسمائه وصفاته، وآثارها في أوامره ومخلوقاته، ويعرّفه بوعد الله ووعيده، وحكمته في خلقه وتشريعه، ويبيّن له كيف يتقرّب إليه، وكيف ينجو من سخطه وعقابه، وكيف يفوز بمحبّته وثوابه.
- في جميع شؤونه
- في الجانب العلمي من أبواب اليقين والعلوم والمعارف والبصائر والبينات
- في الجانب العملي: من الاستقامة والتقوى وصدق الرغبة والرهبة وصلاح الباطن والظاهر
.
2. حمل المؤمن على تلاوة القرآن
- فتزيد المؤمن إيمانا وتثبيتاً، وسكينة وطمأنينة إضافة للثواب الذى يحصله.
3. الانتفاع بالقرآن
- بما جعل الله في كتابه من فضائل جليلة وبركات عظيمة؛ وما صرّف فيه من الآيات، وما ضرب فيه من الأمثال، وما جعل فيه من المواعظ المذكّرة، والآيات البيّنة، والهدايات الجليلة، والعلوم والمعارف، والحكمة والنور، والشفاء لما في الصدور.
وقال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا )

س3: بيّن الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن
أن المعتزلة يقولون: إن القرآن كلام الله تعالى، لكنّه مخلوق.
لأنهم لا يثبتون لله تعالى شيئاً من الصفات: لا حياة ولا علم، ولا قدرة، ولا كلام، ولا غير ذلك.
والأشاعرة يقولون: إن القرآن غير مخلوق، وليس هو كلام الله حقيقة، وإنما هو عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى..
لأن الحكاية غير العبارة؛ لأن الحكاية فيها مماثلة للمحكي، والعبارة هو تعبير عن المعنى بألفاظ وحروف.
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية
1. أن سبب نشأة الفتنة كان من العلماء و هو الكرابيسيّ صاحب كتب كثيرة وله أصحاب وأتباع
2. طول فترة الفتنة و استمرارها قروناً من الزمان
3. قال بالوقف بعض أهل الحديث الذين لا يقولون بخلق القرآن، واغترّ بهم جماعة من العامّة
4. من يجرؤ على معارضة الخلفاء والقضاة في هذا الأمر يُنال بألوان من الأذى
5. فشو هذا القول ، وفُتن به خلق من العامة، ونشأ عليه جيل لا يعرفون قولاً ظاهراً غيره
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
سبب شهرة أبي الحسن الأشعري
• اشتهرت أخبار مناظراته وردوده في الرد على المعتزلة
• إفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية؛
• تعظيم بعض الناس لذلك، وعدّوه منافحاً عن السنّة، مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة.
• خالف أهل السنة وطريقتهم، وأحدث أقوالاً في مسائل الدين وأصوله لم تكن تعرف من قبل.
• إنّه في آخر حياته ألّف كتابه "الإبانة" الذي رجع فيه عن الطريقة الكلامية ، والتزم قول أهل الحديث

موقف أهل السنة منه
• رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة
• أنّ رجوعه كان رجوعاً مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.

  #29  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 10:45 PM
عبير الغامدي عبير الغامدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 423
افتراضي

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب عن أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:

[color="rgb(255, 0, 255)"]س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟[/color]
أنواع مسائل الإيمان بالقرآن:
1-مسائل عقدية.
2- مسائل سلوكية وتشمل البصائر والبينات. والعمل بالعلم

س2[color="rgb(255, 0, 255)"]: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى[/color].
1- القرآن كلام الله تعالى لاكلام غيره.
2- منه بدأ وإليه يعود.
3- كلام الله غير مخلوق بل منزل.
4- من زعم أنه مخلوق فهو كافر.
5- حروفه ومعانيه من الله تعالى.
6- القرآن تكلم الله به بلسان عربي مبين
7- أن جبريل سمعه من الله تعالى وسمعه محمدصلى الله عليه وسلم وسمعه الصحابة من النبي ونقل الينا بالتواتر.
8- أنه محفوظ في السطور وفي الصدور
9- أن الله تكلم به حقيقة.
10- أن من ادعى وجود قرآن غيره فهو كافر.

[color="rgb(255, 0, 255)"]س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون[/color].
أول من قال بخلق القرآن هو الجعد بن درهم في العراق وقتله خالد القسري في العراق عام 124هـ
ثم أخذ المقالة بعده الجهم بن صفوان ولم يكن من أهل العلم بل كان فصيحاً من أهل الكلام وانتشرت مقالاته وقد قال بنفي الصفات وخلق القرآن والارجاء والجبر وكفّر العلماء في عصره قتله سلم المازني.
ثم أتى بعده بشر المريسي وقد برع في الفقه وأخذ عن القاضي أبي يوسف وسفيان بن عيينة وغيرهم وناظر الشافعي وكان خطيباً مفوهاً وله بعض المقالات التي تصدى لها أهل العلم بالرد.

[color="rgb(255, 0, 255)"]س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ[/color].
1- موقف الجهمية المتسترة باللفظ الذين يقولون بخلق القرآن ويتسترون باللفظ
وقد فرحوا بهذه المقالة.
2- موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثر بالجهمية وهو رجل يقال له الشراك وقال القرآن كلام الله فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً.
3- موقف داود الاصبهاني وهو من أهل الظاهر يقول أماالذي في اللوح المحفوظ غير مخلوق والذي بين أيدينا فمخلوق.
4- موقف جمهور أهل الحديث كالامام أحمد واسحاق بن راهويه والبخاري وغيرهم فمنعوا الكلام في اللفظ وبدعوا الفريقين.
5- موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق وهم يريدون أنه غير مخلوق وأخطأوا في العبارة فالتبس عليهم.
6- موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه كره تسمية الامام أحمد ذلك باللفظ وقالوا لان معناه الطرح والرمي وهذا لايليق بالقرآن.
7- موقف طوائف زعمت أن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة وزعموا أن سماعهم لقراءة القارىء أنه سماع مباشر من الله وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأ القارىء كماسمعه موسى بن عمران.

[color="rgb(255, 0, 255)"]س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
سبب[/color] ظهور بدعة ابن كلاب: أنه التزم بمبدأ امتناع حلول الحوادث بالله تعالى ونفيهم لهذا هو نفي لكلام الله تعالى بل جميع الصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئة.
موقف أهل السنة من هذا:
أنكروا على ابن كلاب ماأحدثه وحذروا من طريقته وأثبتوا مالله تعالى من صفات
وأفعال.

  #30  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 10:47 PM
عفاف فالح الجهني عفاف فالح الجهني غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 132
افتراضي

المجموعة الرابعة:

س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟

الاهتداء بالقرآن يكون ب بان يمتثل به ويجعل خلقه القران بتصديق أخباره
وعقل أمثاله
وامتثال أوامره
واجتناب نواهيه
والتصديق الحسن بالاحسان

س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
قبل فتنة القول بخلق القرآن كان العلماء يقولون : القرآن كلام الله ، أما بعد الفتنة صرحوا ببيان أنه غير مخلوق ، وذلك لان السكوت لما وقع فيه الناس من التلبيس عليهم مما تكلم فيه المتكلمين من أهل الأهواء وفتنوا به العامة وبعض الولاة والقضاة وقولهم بأن القرآن مخلوق كان لابد بالتصريح بأن القرآن غير مخلوق برغم عدم


س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن.
لأنه كان يقول : العالم إن أجاب للفتنة تقية كيف يتعلم الجاهل وكيف يتبين الحق وقد كان يرجى اجابته بالقول بخلق القرآن من أعداء الله حتى يسير العامة وراء قوله ولكنه رحمة الله عليه كان ورعاً تقياً يعلم ويدرك عواقب الأمور ويعلم أن الناس يرقبونه فإن أجاب ساروا على نهجه وفعله
س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
- الوقف : هو التوقف عن القول في القرآن ، فكان الواقفة يقولون القرآن كلام الله ويقفون ، لا يقولون مخلوق ولا غير مخلوق
- وقد توقف بعض أهل الحديث رغم اعتقادهم أن كلام الله غير مخلوق وكانوا ينكرون على من يقول أن القرآن مخلوق ، وذلك لأنهم قالوا أن القول بخلق القرآن محدث ولم يرد عن السلف
- ولكن الامام أحمد كان يشدد عليهم ويدعوا الى هجرهم لأنهم بذلك يشككون العامة في كلام الله ويمهدون الطريق للمتكلمين وأصحاب الأهواء للتلبيس على الناس ونشر فتنتهم وشبهتهم

س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
- سبب محنة الإمام البخارى رحمه الله هي : فتنة اللفظية الذين قالوا : ( ألفاظنا بالقرآن مخلوقة ) يريدون التلبيس على الأمة وخلق فتنة جديدة
- وقد كان الإمام البخاري قد رأى ما حصل بالإمام أحمد في مسألة خلق القرآن فأخذ على نفسه ألا يتكلم في هذه المسألة إذ هي مسألة مشؤومة .
- فلما توجه الى خراسان يريد العودة إلى بلده بخارى ولكن لكثرة المخالفين له فيها توجه إلى نيسابور وفيها اختلف مع قاضيها محمد بن يحيى الذهلي الذي طلب من الناس عند استقبال البخاري ألا يسأله أحد عن مسألة اللفظ فيقول بخلافهم .
- لكن بعد أيام سأله أحد الحاضرين عن اللفظ فقال : أفعالنا مخلوقة وألفاظنا من أفعالنا ، فوقع الخلاف بين الناس وتواثبوا
لكن البخاري رد عليهم كان الذين يقول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق ينسبون قولهم هذا إلى الإمام أحمد، ويظنّون أنّ هذا قوله.
وكان الذين يقابلونهم في هذا الأمر يفعلون ذلك؛ فيدّعون نسبة هذا القول إلى الإمام أحمد، وأنّ هذا مذهبه.
وذلك بسبب ما في هذه المسألة من الغموض والالتباس، وظنّ كل طائفة أنّ هذا هو الحق ، وأن الإمام أحمد كان على ما يقولون به.

وقد ردّ البخاري على الطائفتين، وبيّن الحقّ في هذه المسألة في كتابه "خلق أفعال العباد" بياناً شافياً.
وكان فيما قال: (فأما ما احتج به الفريقان لمذهب أحمد ويدعيه كل لنفسه، فليس بثابت كثير من أخبارهم، وربما لم يفهموا دقة مذهبه، بل المعروف عن أحمد وأهل العلم أن كلام الله غير مخلوق، وما سواه مخلوق، وأنهم كرهوا البحث والتنقيب عن الأشياء الغامضة، وتجنبوا أهل الكلام والخوض والتنازع إلا فيما جاء فيه العلم وبيَّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم "
ثم قال: (حدثنا إسحاق، أنبأ عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن الزهري، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم قوما يتدارءون فقال: «إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا، فلا تضربوا بعضه بعضا، ما علمتم منه فقولوا، وما لا، فكلوه إلى عالمه» قال أبو عبد الله: «وكل من اشتبه عليه شيء فأولى أن يكله إلى عالمه »
كما قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه »)

  #31  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 10:48 PM
مها علي مها علي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 77
افتراضي

مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب عن أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
********************************************************************
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
ج1-أ-مسائل اعتقادية،وتنقسم الي قسمين:
أحكام وآداب،والمقصود بالاحكام هنا الاحكام العقدية،حكم هذا القول هل هو واجب الاعتقاد؟أو بدعة وما حكم مخالفه
هل هي بدعة مفسقة أو بدعة مكفرة.
والمقصود بالآداب بحث مسائل الاعتقاد المتعلقة بالقرآن،وأن يدرس تلك المسائل على منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال،وأن
يحذر من طرق أهل البدع في دراستها.
ب-المسائل السلوكية،وتنقسم الي قسمين:
1-البصائر والبينات:وهي التي يسميها بعض من كتب في علم السلوك :المعارف والحقائق،واسمها في النصوص:البصائر والبينات
وهي قائمة على العلم وتثمر اليقين.
وهو أسم أشمل وأعم مما يذكروته في أبواب المعارف والحقائق.
2-اتباع الهدى،وهو جانب عملي قائم علىالإرادة والعزيمة ومثمر للاستقامة والتقوى.
*********************************************************************
س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
ج2-إثبات صفة الكلام لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته ،أن الله يتكلم بحرف وصوت يسمعه من يشاء،وهو المتكلم
بالتوراة والإنجيل والقرآن...........
وكلام الله تعالى صفه من صفاته،لم يزل الله متكلما إذا شاء،يتكلم بمشيئته وقدرته متى شاء،وكيف يشاء.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله(قال أئمة السنة:لم يزل الله متكلما كيف شاء وبما يشاء)انتهى كلامه رحمه الله.
وكلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين،وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه،ولا تنفذ ولا تنقضي.
*****************************************************************************************
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
ج3-أول من أحدث بدعة القول بخلق القران هو الجعد بن درهم وقد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسيري عام 124ه يوم الأضحى.
ثم أخذ هذه المقالة جهم بن صفوان واشتهرت عنه ،ولم يكن له أتباع لهم شأن في زمانه وإنما بقيت مقالاته حتى تلقفها بعض أهل الكلام
فطاروا بها وفتحوا بها على الأمة أبوابا من الفتن العظيمة ،ولم يكن الجهم من أهل العلم ولم تكن له عناية بالاحاديث والاثار،ثم ظهر بعدهما
بمدة بشر بن غياث المريسي وكان أول امره مشتغلا بالفقه حتى عده بعضهم من كبار الفقهاء،ولكنه يسيء الأدب ويشغب
واقبل على علم الكلام وافتتن به وكان خطيبا مفوها ومجادلا مشاغبا،قال الإمام أحمد:(ما كان صاحب حجج،بل كان صاحب خطب).
فكان تحذير أئمة أهل السنه من بشر المريسي وأصحابه ظاهراً مستفيضاً،حتى حذرهم طلاب العلم.
****************************************************************************************
س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
مسألة اللفظ من المسائل التي كان لها ذيوع وانتشار كبير في عصر الإمام أحمد وبعده بقرون، وقد اختلفت مواقف الناس اختلافاً كثيراً كلٌّ يفهمها بفهم ويتأوّلها بتأوّل ويبني موقفه على ما فهم وتأوّل:
الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
وهؤلاء فرحوا بهذه المقالة؛ لأنها أخف شناعة عليهم عند العامّة، ولأنّها أقرب إلى قبول الناس لها؛ فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن.
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم،
وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنّه تأوّلها على مذهبه في القرآن؛ فإنّ له قولاً في القرآن لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق).
الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم.
وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة.
الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
وحصل في الأمر التباس عليهم؛ حتى إنّ منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد كما تقدّم عن أبي طالب وأنّ الإمام أحمد أنكر عليه وتغيّظ عليه وأنّه رجع عن ذلك؛ لكن بقي على ذلك بعض أصحاب الإمام أحمد، ثم قال بهذا القول بعض أتباعهم.
وهؤلاء :
1. يقولون إن القرآن غير مخلوق.
2. وإن أفعال العباد مخلوقة.
لكنّهم أخطؤوا في إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق.
قال ابن تيمية: (وكان أهل الحديث قد افترقوا في ذلك، فصار طائفة منهم يقولون: لفظنا بالقرآن غير مخلوق ومرادهم أن القرآن المسموع غير مخلوق، وليس مراده صوت العبد، كما يذكر ذلك عن أبي حاتم الرازي، ومحمد بن داود المصيصي، وطوائف غير هؤلاء.
الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.
الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:
فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
*********************************************************
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
ج5-أراد ابن كلاب أن يرد على المعتزلة وينتصر لأهل السنة لكنه سلك طريقة فاسدة في الانتصارات واثبات ان القرآن غير مخلوق
فقاده ذلك لانه تعاطى مع المعتزلة بادواتهم من علم الكلام وغيره الي الخروج بقول ليس هو قول المعتزلة ولا قول أهل السنة،فخرج
بقول مخلوط بينهما فيه باطل وتعارض فزعم أن الكلام الذي يتلى هو حكاية عن كلام الله، وكلام الله معنى نفسي ليس فيه حروف
ولا أصوات وأن جبريل يحكي ما نفس الله تعالى ويسمعه النبي صل الله عليه وسلم ولاشك أن هذا القول ضلال وقول باطل.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ب-وموقف أئمة أهل السنة أنه قول باطل وقول ضلال مبين،بل القرآن العربي تكلم الله به،بكلام سمعه جبريل من الله تعالى،
فبلغه بحروفه للنبي صل الله عليه وسلم.
**************************************************************************************
******************************هذا والله اعلم والحمد لله رب العالمين****************************
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

  #32  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 10:51 PM
مها علي مها علي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 77
افتراضي

مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب عن أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
********************************************************************
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
ج1-أ-مسائل اعتقادية،وتنقسم الي قسمين:
أحكام وآداب،والمقصود بالاحكام هنا الاحكام العقدية،حكم هذا القول هل هو واجب الاعتقاد؟أو بدعة وما حكم مخالفه
هل هي بدعة مفسقة أو بدعة مكفرة.
والمقصود بالآداب بحث مسائل الاعتقاد المتعلقة بالقرآن،وأن يدرس تلك المسائل على منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال،وأن
يحذر من طرق أهل البدع في دراستها.
ب-المسائل السلوكية،وتنقسم الي قسمين:
1-البصائر والبينات:وهي التي يسميها بعض من كتب في علم السلوك :المعارف والحقائق،واسمها في النصوص:البصائر والبينات
وهي قائمة على العلم وتثمر اليقين.
وهو أسم أشمل وأعم مما يذكروته في أبواب المعارف والحقائق.
2-اتباع الهدى،وهو جانب عملي قائم علىالإرادة والعزيمة ومثمر للاستقامة والتقوى.
*********************************************************************
س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
ج2-إثبات صفة الكلام لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته ،أن الله يتكلم بحرف وصوت يسمعه من يشاء،وهو المتكلم
بالتوراة والإنجيل والقرآن...........
وكلام الله تعالى صفه من صفاته،لم يزل الله متكلما إذا شاء،يتكلم بمشيئته وقدرته متى شاء،وكيف يشاء.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله(قال أئمة السنة:لم يزل الله متكلما كيف شاء وبما يشاء)انتهى كلامه رحمه الله.
وكلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين،وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه،ولا تنفذ ولا تنقضي.
*****************************************************************************************
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
ج3-أول من أحدث بدعة القول بخلق القران هو الجعد بن درهم وقد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسيري عام 124ه يوم الأضحى.
ثم أخذ هذه المقالة جهم بن صفوان واشتهرت عنه ،ولم يكن له أتباع لهم شأن في زمانه وإنما بقيت مقالاته حتى تلقفها بعض أهل الكلام
فطاروا بها وفتحوا بها على الأمة أبوابا من الفتن العظيمة ،ولم يكن الجهم من أهل العلم ولم تكن له عناية بالاحاديث والاثار،ثم ظهر بعدهما
بمدة بشر بن غياث المريسي وكان أول امره مشتغلا بالفقه حتى عده بعضهم من كبار الفقهاء،ولكنه يسيء الأدب ويشغب
واقبل على علم الكلام وافتتن به وكان خطيبا مفوها ومجادلا مشاغبا،قال الإمام أحمد:(ما كان صاحب حجج،بل كان صاحب خطب).
فكان تحذير أئمة أهل السنه من بشر المريسي وأصحابه ظاهراً مستفيضاً،حتى حذرهم طلاب العلم.
****************************************************************************************
س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
مسألة اللفظ من المسائل التي كان لها ذيوع وانتشار كبير في عصر الإمام أحمد وبعده بقرون، وقد اختلفت مواقف الناس اختلافاً كثيراً كلٌّ يفهمها بفهم ويتأوّلها بتأوّل ويبني موقفه على ما فهم وتأوّل:
الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
وهؤلاء فرحوا بهذه المقالة؛ لأنها أخف شناعة عليهم عند العامّة، ولأنّها أقرب إلى قبول الناس لها؛ فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن.
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم،
وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنّه تأوّلها على مذهبه في القرآن؛ فإنّ له قولاً في القرآن لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق).
الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم.
وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة.
الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
وحصل في الأمر التباس عليهم؛ حتى إنّ منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد كما تقدّم عن أبي طالب وأنّ الإمام أحمد أنكر عليه وتغيّظ عليه وأنّه رجع عن ذلك؛ لكن بقي على ذلك بعض أصحاب الإمام أحمد، ثم قال بهذا القول بعض أتباعهم.
وهؤلاء :
1. يقولون إن القرآن غير مخلوق.
2. وإن أفعال العباد مخلوقة.
لكنّهم أخطؤوا في إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق.
قال ابن تيمية: (وكان أهل الحديث قد افترقوا في ذلك، فصار طائفة منهم يقولون: لفظنا بالقرآن غير مخلوق ومرادهم أن القرآن المسموع غير مخلوق، وليس مراده صوت العبد، كما يذكر ذلك عن أبي حاتم الرازي، ومحمد بن داود المصيصي، وطوائف غير هؤلاء.
الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.
الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:
فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
*********************************************************
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
ج5-أراد ابن كلاب أن يرد على المعتزلة وينتصر لأهل السنة لكنه سلك طريقة فاسدة في الانتصارات واثبات ان القرآن غير مخلوق
فقاده ذلك لانه تعاطى مع المعتزلة بادواتهم من علم الكلام وغيره الي الخروج بقول ليس هو قول المعتزلة ولا قول أهل السنة،فخرج
بقول مخلوط بينهما فيه باطل وتعارض فزعم أن الكلام الذي يتلى هو حكاية عن كلام الله، وكلام الله معنى نفسي ليس فيه حروف
ولا أصوات وأن جبريل يحكي ما نفس الله تعالى ويسمعه النبي صل الله عليه وسلم ولاشك أن هذا القول ضلال وقول باطل.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ب-وموقف أئمة أهل السنة أنه قول باطل وقول ضلال مبين،بل القرآن العربي تكلم الله به،بكلام سمعه جبريل من الله تعالى،
فبلغه بحروفه للنبي صل الله عليه وسلم.
**************************************************************************************
******************************هذا والله اعلم والحمد لله رب العالمين****************************
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

  #33  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 11:12 PM
علي الدربي علي الدربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 98
افتراضي الإجابة على المجموعة الثانية

ج1] : يتحقق الإيمان بالقرآن بالاعتقاد والقول والعمل .
1) الإيمان الاعتقادي :
1/ أن يصدّق بأنّ القرآن كلام الله تعالى أنزله على رسوله بالحقّ ، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط مستقيم.
2/ وأنّ كل ما أنزل الله فيه فهو حقّ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وأنه قيّم لا عوج ولا اختلاف فيه.
3/ وأنه محفوظ بأمر الله إلى أن يأتي وعد الله، لا يخلق ولا يبلى، ولا يستطيع أحد أن يأتي بمثله، ولا بسورة من مثله.
4/ أن يصدّق بكلّ ما أخبر الله به في كتابه الكريم، وأن يخضع لما أمر الله به، فيعتقد وجوب ما أوجب الله فيه، ويعتقد تحريم ما حرّم الله.

2) الإيمان القولي: -
* وهو أن يقول باللسان ما يدلّ على إيمانه بالقرآن، وتصديقه بما أنزل الله فيه، ومن ذلك تلاوة القرآن تصديقاً وتعبّداً.


3) الإيمان العملي -
* وهو اتّباع هدى القرآن؛ بامتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه في كتابه الكريم.
بدليل قول الله تعالى:{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)}

ج2] : الإيمان بالقرآن له فضائل وآثار عظيمة على النفس المؤمنة منها : -
** في الجانب العلمي :-
1) أنه أعظم هاد للمؤمن إلى ربّه جلّ وعلا، يرشده إلى سبيله، ويعرّفه بأسمائه وصفاته، وآثارها في أوامره ومخلوقاته .
2) أنّه يهدي المؤمن إلى التي هي أقوم في جميع شؤونه وأموره .
3) أن المؤمن يثاب على عبادة تلاوة القرآن فتكون تلاوته ذكرٌ لله عز وجل، وتزيد المؤمن إيمانا وتثبيتاً، وسكينة وطمأنينة .
4) أنه شفاء ورحمة وموعظة وهدى للمؤمنين .
5)
يفتح للمؤمن من أبواب اليقين والعلوم والمعارف والبصائر والبينات شيئاً عظيماً .

** في الجانب العملي: -
1) إنه يهدي المؤمن للتي هي أقوم.
2) يورث الاستقامة والتقوى وصدق الرغبة والرهبة وصلاح الباطن والظاهر .


ج3] : الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن : -
المعتزلة لا يثبتون لله تعالى شيئاً من الصفات: لا حياة ولا علم، ولا قدرة، ولا كلام، ولا غير ذلك.
فزعموا أنّ كلام الله تعالى مخلوق منفصل عنه ، وأنه إذا شاء أن يتكلّم خلق كلاماً في بعض الأجسام يسمعه من يشاء، وهذا الاعتقاد في كلام الله تعالى قادهم إلى القول بأنّ القرآن مخلوق.
أما الأشاعرة قالوا إن القرآن غير مخلوق، وليس هو كلام الله حقيقة ، و أن كلام الله تعالى هو عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا، وأنه قديم بقدمه تعالى، وأنه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة، ولا يتجزّأ ولا يتبعّض، ولا يتفاضل.
وكلا القولين باطل وضلال مبين، بل القرآن العربي تكلّم الله به، بكلام سمعه جبريل من الله تعالى؛ فبلغه بحروفه للنبي صلى الله عليه وسلم.

ج4]: خطر فتنة اللفظية يتبين ممايلي : -
* أول من أشعل فتنة اللفظية حسين بن علي الكرابيسي ، وأثارت الكلمة التي قالها - وهي قوله : " لفظي بالقرآن مخلوق " - فتنة عظيمة على الأمّة؛ وكان الناس بحاجة إلى بيان الحقّ ورفع اللبس، لا زيادة التلبيس والتوهيم.
* فتنة اللفظ الغرض منها التلبيس بين الأمرين وهو أن القرآن كلام الله وهو مخلوق ، والأمر الثاني يريد به فعلَ العبد الذي هو القراءة والتلفّظ بالقرآن.
· تستر الجهمية القول باللفظ لأنه أخفّ وطأة وأقرب إلى قبول العامّة من التصريح بقولهم: إن القرآن مخلوق ،فتستّروا باللفظ؛ كما تستّرت طائفة منهم بالوقف.

ج 5 ] : سبب شهرة أبي الحسن الأشعري : أنه كان متبحرا في علم اكلام ، بصيرا بعلل أقوال المعتزلة وتناقضاتهم ومناظراتهم ، حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردوده ، فعظمه بعض الناس وعدوه منافحا عن السنة .
ثمّ إنّه خاض في معامع الردود مدّة من عمره على هذه الطريقة، وهو يظنّ أنه ينصر السنّة المحضة، وهو – وإن كان أقرب إلى السنة من المعتزلة – إلا أنّه قد خالف أهل السنة وطريقتهم، وأحدث أقوالاً في مسائل الدين وأصوله لم تكن تعرف من قبل.
وفي آخر حياته ألّف كتابه "الإبانة" الذي رجع فيه عن الطريقة الكلامية ، والتزم قول أهل الحديث .
وقد حكى في الإبانة من عقيدته ما خالف فيه ابن كلاب في مسائل الصفات والكلام والقرآن وغيرها، وأخطأ في مسائل ظنّ أنه وافق فيها أهل السنة، وهو مخالف لهم؛ كمسألة الاستطاعة وغيرها.


** أما موقف أهل السنة منه : فقد اختلف في شأنه أهل العلم؛ فمنهم من قال : إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة ومنهم من ذهب إلى أنّ رجوعه كان رجوعاً مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.
قال ابن تيمية : " ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب ... إلخ " .
ودخل البربهاري شيخ الحنابلة عليه وعرض أبو الحسن عليه ردوده على المعتزلة ، فأنكر عليه البربهاري طريقته .

تمت الإجابة بحمد الله وتوفيقه ، ونسأل الله الإخلاص في الأقوال والأفعال والنيات
إنه ولي ذلك والقادر عليه
وجزاكم الله خيرا .

  #34  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 11:19 PM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

المجموعة الأولى:
مجلس مذاكرة دورة مسائل الإيمان بالقرآن.
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
ج1:مسائل الإيمان بالقرآن نوعين:
الأول/مسائل اعتقاديةوهي المسائل التي تعنى بما يجب إعتقاده في القرآن، وقد أفاض البحث في ذلك علماء أهل السنة في الكتب المؤلفة في الاعتقاد.
الثاني/مسائل سلوكيةوهي المسائل التي يُعنى فيها بالانتفاع بمواعظ القرآن وحسن الاستجابة لله تعالى، وعلماء السلوك اعتنوا بالجانب العملي كما اعتنوا بالجانب المعرفي المتعلق بالحقائق والمتعلق بالعمل.
س2: بيّن عقيدة أهلالسنة والجماعة في صفة الكلام لله تعالى.
ج2: عقيدة أهل السنة والجماعة هي:- أن صفة الكلام –لله تعالى- صفة ذاتية باعتبار نوعها، وصفة فعلية باعتبار آحاد كلامه جلّا وعلا.
ومن عقيدة أهل السنة والجماعة، إثبات صفة الكلام لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته ، وأن الله تعالى يتكلّم بحرف وصوت يُسمعه من يشاء،وهو تعالى المتكلّم بالتوراة والإنجيل والقرآن وغير ذلك من كلامه تبارك وتعالى.
وكلام الله تعالى صفة من صفاته؛ لم يزل اللهمتكلماً إذا شاء، يتكلّم بمشيئته وقدرته متى شاء، وكيف يشاء.
وكلامه تعالى لايشبه كلام المخلوقين، وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه، ولا تنفد ولا تنقضي.
والأدلة في ذلك كثيرة،ما جاء في القرآن قوله تعالى (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضّلْنَا بَعْضَهُم عَلَى بَعْضٍ مِنْهُم مَنْ كَلَّم اللّهُ ..)
وقال تعالى (وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمَا)
وفي الحديث المتفق عليه عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة.)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قال أئمة السنة: لم يزل الله متكلماً كيف شاء وبما شاء.)
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
ج3: أوّل من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هوالجعد بندرهم، وقد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسري عام 124 هــ،يوم الأضحى.
وفي الحديث الذي رواه البخاري في خلق أفعال العباد، عن حبيب بن أبي حبيبقال:(شهدت خالد بن عبد الله القسري بواسط، في يوم أضحى، وقال: ارجعوا فضحوا تقبل الله منكم، فإني مضحٍ بالجعد بن درهم، زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسىتكليما، تعالى الله علوا كبيرا عما يقول الجعد بن درهم، ثم نزل فذبحه.)
ثم أخذ هذه المقالة: الجهم بن صفوان،وهو رجل كوفي الأصل، لم يكن له علمٌ، ولا مجالسة لأهل العلم،وإنما كان رجلاً قد أوتي ذكاء ولساناً بارعاً وتفننا في الكلام، وجدلاً ومراءً،وكان كاتباً لبعض الأمراء في عصره؛ فانتشرت مقالاته، وكان من أعظم ما أدخله علىالأمّة :-
· إنكار الأسماء والصفات،
· إنكار علوّ الله،
· القول بخلق القرآن،
· الجبر،والإرجاء الغاليان،
وقد كفّره العلماء في عصره؛ فقتله الأمير سلم بن الأحوز المازنيسنة 128هـ.
ثم ظهر بعدهما بمدّة بشر بن غياث المريسي،وكان في أوّل أمره مشتغلا بالفقه حتى عدّه بعضهم من كبار الفقهاء؛
قال عنه الإمام أحمد (ما كان صاحبحججٍ، بل صاحب خطبٍ)
قال الذهبي: (نظر في الكلام فغلب عليه، وانسلخ من الورع والتّقوى، وجرّد القول بخلق القرآن،ودعا إليه، حتّى كان عين الجهميّة في عصره وعالمهم، فمقته أهل العلم، وكفّره عدّةٌ،ولم يدرك جهمَ بن صفوان، بل تلقّف مقالاته من أتباعه.)
وكان متخفياً في زمان هارون الرشيد لما بلغه وعيده بقتله؛ ثم أظهر مقالته ودعا إلى ضلالته بعد موت الرشيد سنة 193هـ.
فكان تحذير أئمة أهل السنة من بشر المريسي وأصحابه ظاهراً مستفيضاً.
س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
ج4: اختلفت مواقف الناس اختلافاً كثيراً كلٌّ يفهمها بفهم ويتأوّلها بتأوّل ويبني موقفهعلى ما فهم وتأوّل وجاء هذا الاختلاف في عدد من المواقفهي كالتالي :-

الموقف الأول :-موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
وهؤلاء كانوا من أكثر من أشاع مسألة اللفظ؛ وكثرت الروايات عن الإمام أحمد في التحذير من اللفظية وتسميتهم بالجهمية.
قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول : (كلُّ من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريدبه مخلوق؛ فهو جهمى.)
وقال أيضاً: سمعت أبي يقول: ( منقال: لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآن، فهو كافر.)
الموقف الثاني:-موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهمغيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
قال أبو طالبٍ للإمام أحمد: كُتبإليّ من طرسوس أنّ الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوتهمخلوقةٌ.
قال: (قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه.)
قال: قلت: رجلٌ قال في القرآن: كلام اللّه ليس بمخلوقٍ، ولكنّ لفظي هذا به مخلوقٌ؟
قال: (هذا كلام سوءٍ، من قال هذا فقدجاء بالأمر كلّه.)
قلت: (الحجّة فيه حديث أبي بكرٍ: لمّا قرأ (الم غلبت الرّوم)فقالوا: هذا جاء به صاحبك؟ قال: لا،ولكنّه كلام اللّه)؟
قال: (نعم، هذا وغيره، إنّما هو كلاماللّه، إن لم يرجع عن هذا فاجتنبه، ولا تكلّمه، هذا مثل ما قال الشّرّاك.)
قلت: كذابلغني.
قال: (أخزاه اللّه، تدري من كانخاله؟)
قلت: لا.
قال: (كان خاله عبدَك الصّوفيّ، وكان صاحب كلامٍ ورأي سوءٍ، وكلّ من كان صاحب كلامٍ، فليس ينزع إلى خيرٍ،واستعظم ذلك واسترجع، وقال: إلى ما صار أمر النّاس؟.
وهذهالرواية ذكرها ابن بطّة في الإبانة.
الموقف الثالث:-موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهروإمامهم، وكان رجلاً قد أوتي ذكاءً حادّاً وقوّة بيان وتصرّفاً في الاستدلال، وكانمولعاً بكتب الشافعيّ في أوّل عمره؛ معتنيا بجمع الأقوال ومعرفة الخلاف حتى حصّل علماً كثيراً، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر، وصنّف كتباًكثيرة.
واشتهر عنه أنه قال: (القرآن مُحدث) وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق؛ لأنّ المحدث هو ما كان بعد أن لم يكن؛ ويقولون بأن كلّ ما كان بعد أن لم يكن فهو مخلوق.ولذلك نفوا صفة الكلام عن الله جل وعلا، وضلوا في ذلك وكذبوا على الله؛ فإنّ الله تعالى يحدث من أمره ما يشاء، ويفعل ما يشاء متى يشاء.
قال: محمد بن الحسين بن صبيح: (سمعت داوود الأصبهاني يقول: القرآن مُحدَث، ولفظي بالقرآن مخلوق.) رواهالخلال.
الموقفالرابع:- موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.)
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
وقال عبد الله بن الإمام أحمد: (كان أبي رحمه الله يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو يقال: مخلوق أو غيرمخلوق.)
الموقف الخامس:-موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
وكل هؤلاء من أهل العلم والسنةوالحديث، وهم من أصحاب أحمد بن حنبل، ولهذا قال ابن قتيبة: (إن أهل السنة لم يختلفوافي شيء من أقوالهم إلا في مسألة اللفظ.)
الموقفالسادس:-موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.
قال ابن تيمية: (والمنتصرون للسنة من أهل الكلام والفقه: كالأشعري والقاضي أبي بكر بن الطيب والقاضي أبي يعلى وغيرهم يوافقون أحمد على الإنكار على الطائفتين على من يقول: لفظي بالقرآن مخلوق وعلى من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ولكن يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ؛ لأن اللفظالطرح والرمي.)
ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت. ومنهم من يقر بذلك.
الموقف السابع:-موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهملقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال :
فقالبعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّفيه.
وقالآخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
قال ابن تيمية: (وقد علم بالاضطرار من دين الإسلام أن القرآن الذي يقرؤه المسلمون كلام الله - تعالى - وإن كان مسموعا عن المبلغ عنه، فإن الكلام قد يسمع من المتكلم به، كما سمعه موسى بلا واسطة وهذا سماعمطلق - كما يرى الشيء رؤية مطلقة - وقد يسمعه من المبلغ عنه فيكون قد سمعه سماعا مقيدا - كما يرى الشيء [في] الماء والمرآة رؤية مقيدة لا مطلقة - ولما قال تعالى -:(وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلامالله)كان معلوما عند جميع من خوطب بالقرآن أنه يسمع سماعا مقيدا من المبلغ،ليس المراد به أنه يسمع من الله (كما سمعه موسى بن عمران، فهذا المعنى هو الذي عليه السلف والأئمة.)
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وماموقف أئمة أهل السنة منه؟
ج5: سبب ظهور بدعة ابن كلاب أن أقوام أرادوا الردّ على المعتزلة والانتصار لأهل السنة بالحجج المنطقية والطرق الكلامية؛ فخاضوا فيما نهاهم عنه أهل العلم؛ ووقعوا في بدع أخرى، وخرجوا بأقوال محدثة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة.
فكان منهم أبا محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري ت: 243هـ
أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأدّاه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة.
وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة،وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره.)
تم التعديل

  #35  
قديم 19 محرم 1437هـ/1-11-2015م, 12:01 AM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


المجموعة الرابعة


س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟


الاهتداء بالقرآن يكون بأربعة أمور:


الأمر الأول: تصديق أخباره
الأمر الثاني : عقل أمثاله
الأمر الثالث: امتثال أوامره
الأمر الرابع: اجتناب نواهيه


تفصيل الاهتداء بالقرآن:


الأمر الأول: تصديق أخباره
ثمرات تصديق أخبار القرآن :
*يورث قلب المؤمن يقيناً يزداد به علماً وهدى
*كلما كان العبد أحسن تصديقاً؛ كان اهتداؤه بالقرآن أرجى وأحسن؛ كما قال الله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)}
*التصديق الحسن يبلغ بصاحبه مرتبة الإحسان؛ وينال مرتبة الإحسان من وجهين:
أحدهما: أنّ الله تعالى سمّاه محسناً كما قال الله تعالى: {ذلك جزاء المحسنين}.
والوجه الآخر: أنّ الله يكفّر عنه سيئاته؛ فمن كفّر الله عنه سيئاته قدم يوم القيامة ليس معه إلا الحسنات؛ فيكون بذلك من أهل الإحسان لأنه سيئاته قد كُفّرت عنه.
* أن الله تعالى يكفي عبده؛ كما قال الله تعالى {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ (37)}.
*يثمر في قلب صاحبه اليقين وصدق الرغبة والرهبة.
*يحصل به من البصائر والبينات ما ترتفع به درجته ويزداد علمه
*يصلح القلب، وإذا صلح القلب صلح سائر الجسد.
الأمر الثاني:
هو عقل الأمثال؛ فإنّ الله تعالى قد ضرب للناس في هذا القرآن من كلّ مثل؛ فمن وعى هذه الأمثال، وفقه مقاصدها، وعرف ما يراد منها ، فاعتبر بها؛ وفعل ما أرشدت إليه؛ فقد عقل هذه الأمثال، واهتدى بها، وحسنت عاقبته.

معنى عقل الأمثال:
عقل الأمثال ليس مجرّد معرفتها، ولو قرأ في تفسيرها ما قرأ، ولو عرف من معناها ما عرف، فإنه إذا لم يفقه مقاصد هذه الأمثال ولم يتبع الهدى الذي أرشد الله عز وجل به فإنه لا يكون قد عقلها {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}.
أقسام الأمثال في القرآن:
1- فالأمثال الصريحة هي التي يصرّح فيها بلفظ المثل، {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون} هذا صرح فيه بلفظ المثل؟ إذاً هو مثل صريح.
2- والأمثال الكامنة هي التي تفيد معنى المثل من غير تصريح بلفظه
مثل:
القصص اذا احتوت على مقصد وعمل وجزاء
ضابط الأمثال الكامنة هي ما يدل على معنى المثل أو ما يفيد معنى المثل من غير تصريح بلفظه
الأمر الثالث: امتثال أوامره
من أطاع الله بأن امتثل ما أمر الله به في كتابه واجتنب ما نهى عنه؛ فإنّه يُهدى بطاعته وإيمانه؛ ولا يزال يزداد من الهداية كلما ازداد طاعة لله تعالى وإيماناً به حتى يكتبه الله من المهتدين.
كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)}
وكثيراً ما يقرن الله تعالى الإيمان بعمل الصالحات في القرآن الكريم.
الأمر الرابع: اجتناب نواهيه:
قال تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54)}
الطاعة تشمل فعل المأمور به وترك المنهي عنه، والكفّ عن المحرّمات من أعظم أسباب وقاية العذاب والسلامة من الضلال؛ كما قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ }


س2ما سبب تصريح أهل السنة بأن القرآن غير مخلوق؟



سبب قولهم : الفتنة التي حصلت وهي فتنة القول بخلق القرآن فلابد من التصريح حتى يتبين المعتقد الصحيح ولايفتتن الناس ولايتمكن أصحاب الأهواء من تشكيك العامة ، ، وإذا أثيرت الشبهة وعمّت الفتنة وجب التصريح بالبيان الذي يزيل الشبهة ويكشف اللبس، وكان العلماء قبل حدوث فتنة خلق القرآن يقولون: إن القرآن كلام الله؛ فلمّا حدثت فتنة القول بخلق القرآن صرّحوا ببيان أنه غير مخلوق.
ومن توقّف في القرآن هل هو مخلوق أو غير مخلوق؟ سموه واقفيٌّ شاكّاً في حقيقة القرآن، وهو في حقيقة الأمر لم يصدق أن القرآن كلام الله؛ لأنه يجب الاعتقاد أن القرآن كلام الله، وكلام الله صفة من صفاته وصفات الله لا تكون مخلوقة.
قال أبو داود السجستاني: سمعت أحمد يُسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟
فقال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟!!، أي: حيث تكلم أهل الأهواء وقالوا: إن القرآن مخلوق وفتنوا العامة بذلك وفتنوا بعض الولاة والقضاة بذلك فوجب التصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق.
وقال ابن تيمية رحمه الله: (لم يَقُلْ أحدٌ مِن السَّلَفِ: إنَّ القرآنَ مخلوقٌ أو قديمٌ، بل الآثارُ متواتِرةٌ عنهم بأنَّهم يقولون: القرآنُ كلامُ اللَّهِ، ولمَّا ظَهَرَ مَن قال: إنَّه مخلوقٌ، قالوا رداًّ لكلامِه: إنَّه غيرُ مخلوقٍ)
.
س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن
.
*أستدل ألإمام أحمد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم فقال :وكيف تصنعون بحديث خبّاب: "إنّ من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثمّ لا يصدّه ذلك عن دينه) وأختار الثبات وإظهار الحق .
*من أهم أسباب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن بيان الحق للناس ويظهر هذا الأمر جليا في موقفه عندما دخل عليه إسحاق بن حنبل في السجن بصحبة الحاجب فقال له: (يا أبا عبد الله قد أجاب أصحابُك، وقد أعذرتَ فيما بينك وبين الله، وقد أجاب أصحابك والقوم، وبقيت أنت في الحبس والضيق)
فقال: (يا عمّ! إذا أجاب العالِم تقيّةً والجاهل يجهل فمتى يتبيّن الحق)
فأمسك عنه.

* أعناق عامة الناس ممتدة إلى الإمام أحمد وإلى مايقول فكانت المصلحة في إظهار الحق والصبر على مايصيبه وترك الترخص بعذر الإكراه.
*لوأن الإمام أحمد ترخص بعذر الإكراه لانتصر الباطل على الحق وأنتشر بين الناس والإمام أحمد يعلم عاقبة الأمر فلذلك آثر الصبر والتحمل على أن يفتن عامة الناس في دينهم وينتصر أهل الباطل.
*حمل هذا الدين ونشره أمانة عظيمة وقد شعر الإمام أحمد بعظمها وأدى الأمانة ونصر الحق .

س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
معنى الوقف في القرآن
الوقف في القرآن أن يقال :القرآن كلام الله ويتوقف القائل ، فلا يقول: مخلوق ولا غير مخلوق.

سبب وقوف بعض أهل الحديث:
طائفة من أهل الحديث؛ قالوا بالوقفوهؤلاء ينكرون على من يقول: إنّ القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أنّ كلام الله مخلوقلكنّهم قالوا: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنّه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت.
*موقف الإمام أحمد من الواقفة من أهل الحديث:
قال أبو داوود: سمعتُ أحمد يُسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟
فقال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟
وكان الإمام أحمد شديداً على من يقول بالوقف من المحدّثين، ويأمر بهجرهم؛ لأنّهم يوطّؤون الطريق لأصحاب الأهواء، ويشكّكون العامّة في كلام الله، وإذا أثيرت الشبهة وعمّت الفتنة وجب التصريح بالبيان الذي يزيل الشبهة ويكشف اللبس.

سبب التشديد على الواقفة من أهل الحديث:
نفي التشكيك في صفات الله تعالى عند حدوث الفتنة فيذلك من البيان الواجب على العلماء، وليس من الخوض المنهي عنه، وقد ظنَّ من وقف من المحدّثين أنّ الكلام في هذه المسألة كلَّه من الخوض المنهي، وليس الأمر كما ظنّوا.
وقد كانت فتنة القول بخلق القرآن فتنة عظيمة، وكذلك فتنة الوقف كانت فتنة عظيمة؛ وكان العامّة أكثر قبولاً للقول بالوقف منهم للقول بخلق القرآن؛ فمن وقف من المحدّثين فقد وافق قوله قول الواقفة من الجهمية والشاكّة، وكان عوناً لهم على التشكيك في كلام الله.
ولذلك أنكر عليهم كبار الأئمة وهجروهم.

من نُسب إليه القول بالوقف من أهل الحديث:
مصعب بن عبد الله الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل المروزي، وبشر بن الوليد الكندي، وعلي بن الجعد الجوهري، ويعقوب بن شيبة السدوسي.


س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
سبب محنة الإمام البخاري:
فتنة اللفظية وهي قول القائل : (لفظي بالقرآن مخلوق) ؛ قد يريد به ملفوظه وهو كلام الله الذي تلفّظ به فيكون موافقاً للجهمية الذين يقولون بخلق القرآن.
وقد يريد به فعلَ العبد الذي هو القراءة والتلفّظ بالقرآن؛ لأنَّ اللفظ في اللغة يأتي اسماً ومصدراً؛ فالاسم بمعنى المفعول أي الملفوظ، والمصدر هو التلفظ.
ويتفرّع على هذين الاحتمالين احتمالات أخرى، ولذلك اختلف الناس في تأويل قول القائل: "لفظي بالقرآن مخلوق" إلى أقوال، فهي كلمة مجملة حمّالة لوجوه، ولا نفع في إيرادها.
محنته في نيسابور:
قدم البخاري نيسابور وأستقبله الناس استقبالا حفلا ثم انه حضر ناس مجلس البخاري فقام إليه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقرآن مخلوق هو أم غير مخلوق؟
فأعرض عنه البخاري، ولم يجبه فقال الرجل: يا أبا عبد الله فأعاد عليه القول فأعرض عنه ثم قال في الثالثة فالتفت إليه البخاري، وقال: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة فشغب الرجل وشغب الناس وتفرقوا عنه وقعد البخاري في منزله.
ونقلت مقالته على غير وجهها إلى قاضي نيسابور محمد بن يحيى الذهلي؛ فقال في مجلسه فيما قال: (من زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدع لا يجالس ولا يكلم، ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه) وتطور هذا الأمر وكان سببا لخروج البخاري من نيسابور .

محنة الإمام البخاري في بلده بخارى:
كتب بعد ذلك محمد بن يحيى الذهلي إلى خالد بن أحمد أمير بخارى: إن هذا الرجل قد أظهر خلاف السنة فقرأ كتابه على أهل بخارى فقالوا: لا نفارقه فأمره الأمير بالخروج من البلد فخرج.

قال أبو بكر بن أبي عمرو الحافظ: كان سبب مفارقة أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري البلد، يعني: بخارى، أن خالد بن أحمد الذهلي الأمير، خليفة الطاهرية ببخارى، سأل أن يحضر منزله فيقرأ الجامع والتاريخ على أولاده فامتنع أبو عبد الله عن الحضور عنده، فراسله أن يعقد مجلسا لأولاده لا يحضره غيرهم فامتنع عن ذلك أيضا، وقال: لا يسعني أن أخص بالسماع قوما دون قوم، فاستعان خالد بن أحمد بحريث بن أبي الورقاء وغيره من أهل العلم ببخارى عليه، حتى تكلموا في مذهبه ونفاه عن البلد، فدعا عليهم أبو عبد الله محمد بن إسماعيل، فقال: اللهم أرهم ما قصدوني به في أنفسهم وأولادهم وأهاليهم.

لما أخرج من بخارى توجّه إلى بلدة يقال لها خرتنك وفيها له أقارب وبها توفي.

موقف الإمام البخاري من مسألة اللفظ:


موقف الإمام البخاري هو موقف موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه وأبي ثور وجماعة.

فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.


واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم.
وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة.

قال عبد الله بن الإمام أحمد: (كان أبي رحمه الله يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو يقال: مخلوق أو غير مخلوق)

بيان الإمام البخاري للحق في هذه المسألة :
بين الإمام البخاري الحق في هذه المسألة فقال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد: (حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق، قال الله عز وجل):بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم)
وقال البخاري أيضاً: (جميع القرآن هو قوله [تعالى]، والقول صفة القائل موصوف به فالقرآن قول الله عز وجل، والقراءة والكتابة والحفظ للقرآن هو فعل الخلق لقوله:(فاقرءوا ما تيسر منه)والقراءة فعل الخلق.

كان الذين يقول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق ينسبون قولهم هذا إلى الإمام أحمد، ويظنّون أنّ هذا قوله
وكان الذين يقابلونهم في هذا الأمر يفعلون ذلك؛ فيدّعون نسبة هذا القول إلى الإمام أحمد، وأنّ هذا مذهبه
وذلك بسبب ما في هذه المسألة من الغموض والالتباس، وظنّ كل طائفة أنّ هذا هو الحق ، وأن الإمام أحمد كان على ما يقولون به.
وقد ردّ البخاري على الطائفتين، وبيّن الحقّ في هذه المسألة في كتابه "خلق أفعال العباد" بياناً شافياً.
وكان فيما قال: )فأما ما احتج به الفريقان لمذهب أحمد ويدعيه كل لنفسه، فليس بثابت كثير من أخبارهم، وربما لم يفهموا دقةمذهبه، بل المعروف عن أحمد وأهل العلم أن كلام الله غير مخلوق، وما سواه مخلوق، وأنهم كرهوا البحث والتنقيب عن الأشياء الغامضة، وتجنبوا أهل الكلام والخوض والتنازع إلا فيما جاء فيه العلم وبيَّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم "


  #36  
قديم 19 محرم 1437هـ/1-11-2015م, 12:11 AM
محمد الكاف محمد الكاف غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 26
افتراضي

إجابات المجموعة الأولى :
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
ج: وهي على نوعين :
الأول : مسائل اعتقادية ، وهي المسائل التي تبحث في كتب الاعتقاد، وتعنى بما يجب اعتقاده في القرآن... وما يذكر من مسائل في أبواب الإيمان بالقرآن في كتب الاعتقاد قسمان : أحكام وآداب.
يحتاج طالب علم التفسير في مسائل الاعتقاد بالقرآن إلى ثلاثة أمور :
1-معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد في القرآن ..
2-تقرير الاستدلال لهذه المسائل..
3-معرفة أقوال المخالفين لأهل السنة في مسائل الاعتقاد ...

النوع الثاني : المسائل السلوكية، وهي المسائل التي يعنى بالانتفاع بمواعظ القرآن وحسن الاستجابة لله تعالى والاهتداء بما بين الله عز وجل في القرآن من الهدى ..
وعلم السلوك يعنى بأصلين مهمين :
الأصل الأول : البصائر والبينات ...
الأصل الثاني: اتباع الهدى ،ويعني بالجانب العملي وهو الطاعة والامتثال ...

س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى؟
أن القرآن كلام الله حقيقة لا كلام غيره ، منه بدأ وإليه يعود ، وأن القرآن حروفه ومعانيه من الله تعالى ، وأن القرآن ليس بمخلوق ،لأنه كلام الله، وأن من زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر ،وأن جبريل سمع القرآن من الله تعالى ،وأن النبي صلى الله عليه وسلم سمعه من جبريل، والصحابة سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ثم نقل إلينا متواترا، وأن هذا الذي بين الدفتين –في المصاحف- هو القرآن محفوظ في السطور وفي الصدور ،وأن كل حرف منه قد تكلم به حقيقة وأنه بلسان عربي مبين تكلم الله به باللسان العربي، وأن من ادعى وجود قرآن غيره فهو كافر بالله تعالى.


س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
كان أول من أحدث هذه البدعة المكفرة الجعد بن درهم ،وقد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبدالله القسري عام 124 هــ ،يوم الأضحى ، ثم أخذها من بعده الجهم بن صفوان واشتهرت عنه رغم جهله بعلم الحديث والآثار، إلا أنه أوتي ذكاء ولسانا بارعا وتفننا في الكلام ،ولم يكن له أتباع لهم شأن في زمانه وإنما بقيت مقالاته حتى تلقفها بعض أهل الكلام فطاروا بها وفتحوا بها على الأمة أبوابا من الفتن العظيمة، فانتشرت مقالاته ،وقد كفره العلماء في عصره ،فقتل الأمير سلم بن الأحوز المازني سنة 128هـ .
ثم ظهر من بعدهما بمدة بشر غياث المريسي ،وكان في أول أمره مشتغلا بالفقه حتى عده بعضهم من كبار الفقهاء، وقد أقبل بشر المريسي على علم الكلام ،وافتتن به ،وكان خطيبا مفوها ،ومجادلا مشاغبا .وقد كفرهم جمع من أهل العلم من أهل السنة والجماعة ، وحذروا منهم ،لكنهم كانوا يتسللون بولاة الأمر والحكام بما لهم من العناية بالكتابة والأدب، والتفنن في صياغة المكاتبات.


س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم..
الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم.
وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة.

الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
وحصل في الأمر التباس عليهم؛ حتى إنّ منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد كما تقدّم عن أبي طالب وأنّ الإمام أحمد أنكر عليه وتغيّظ عليه وأنّه رجع عن ذلك؛ لكن بقي على ذلك بعض أصحاب الإمام أحمد، ثم قال بهذا القول بعض أتباعهم.
وممن نُسب إليه التصريح بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق: محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر وهو شيخ أبي داوود السجستاني صاحب السنن، وابن منده ، وأبو نصر السجزي، وأبو إسماعيل الأنصاري، وأبو العلاء الهمذاني.
الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.
الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:
فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.



س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
أن ينتصر لأهل السنة على المعتزلة بالحجج المنطقية والطرق الكلامية التي ذمها علماء أهل السنة واتي سلم بها هو نفسه، والتي هي في الأصل منشأ ضلال المعتزلة الذين اعتمدوا بشكل كبير في اثبات عقائدهم على هذا المنهج الفاسد.. فوقع ابن كلاب في بدعة أخرى مخالفة لمنهج أهل السنة والمنهجية التي يمشون عليها ..

وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته ،منهم الإمام أحمد وقد هجرهم وأمر بهجرهم ، وكذلك الإمام ابن خزيمة كان من أشدهم تحذيرا منهم .

  #37  
قديم 19 محرم 1437هـ/1-11-2015م, 12:42 AM
أمل الجهني أمل الجهني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 69
افتراضي

الإجابة على المجموعة الرابعة:

س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
الاهتداء بالقرآن يكون بالآتي: بتصديق أخباره، وعقل أمثاله، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه.

1- تصديق أخباره، فإنه يورث قلب المؤمن يقيناً يزداد به علماً وهدى، قال الله تعالى: [وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)]
والتصديق الحسن هو الذي لا يكون معه شكّ ويثمر في قلب صاحبه اليقين وصدق الرغبة والرهبة فيحصل به من البصائر والبينات ما ترتفع به درجته ويزداد علمه.

2- عقل أمثاله:من أعظم أسباب الاهتداء بالقرآن؛ لأن الله قد ضرب في القرآن من كلّ مثل؛ فمن وعاها وفقه مقاصدها، وعرف ما يراد منها ، فاعتبر بها؛ وفعل ما أرشدت إليه؛ فقد عقل هذه الأمثال، واهتدى بها.

3- امتثال الأوامر؛ فإنّ الله تعالى قد أمر بما فيه الخير والصلاح فمن أطاع الله فإنّه يُهدى بطاعته وإيمانه، ولا يزال يزداد من الهداية كلما ازداد طاعة لله تعالى وإيماناً به حتى يكتبه الله من المهتدي،كما قال الله تعالى: [إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواوَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْتَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ].

4- اجتناب النواهي، فإن الله نهى عمّا فيه الشرّ والفساد. فمن كفّ عن المحرّمات فقد وقى نفسه منالعذاب وسلم من الضلال، قال تعالى: [فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ]

س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
صرح أهل السنة بأن القرآن غير مخلوق؛ بسبب فتنة القول بخلق القرآن، وقد كانوا قبل ذلك يكتفون بالقول أن القرآن كلام الله.
وقد أصبحوا يطلقون على من توقّف في القرآن هل هو مخلوق أو غير مخلوق؟ واقفيٌّ شاكّاً في حقيقة القرآن.
قال أبو داود السجستاني: سمعت أحمد يُسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟ فقال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لايتكلمون؟ أي: حيث تكلم أهل الأهواء وقالوا: إن القرآن مخلوق وفتنوا العامة بذلك، وفتنوا بعض الولاة والقضاة بذلك، فوجب التصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق.


س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن
أصر رحمه الله على عدم الترخص بعذر الإكراه؛ خشية على العامة أن يفتتنوا بقوله، لأنه رأس الحديث في زمانه، وخشية أن يعم الجهل والخطأ بالأمة، وقد ورد أن عم الإمام أحمد دخل عليه وهو في السجن فقال له: (يا أبا عبد الله: قد أجاب أصحابُك، وقدأعذرتَ فيما بينك وبين الله، وقد أجاب أصحابك والقوم، وبقيت أنت في الحبس والضيق!!
فقال: (يا عمّ! إذا أجاب العالِم تقيّةً والجاهل يجهل فمتى يتبيّن الحق؟)

س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القرآن: هو القول بأن القرآن كلام الله والوقف على ذلك، فلا يقال بأنه مخلوق ولا غير مخلوق
سبب وقوف بعض أهل الحديث؛ لأنهم يقولون: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنّه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله، ونسكت.


س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
سبب محنته: لما ذهب الإمام إلى نيسابور اجتمع الناس عليه، فحسده بعض مشايخ نيسابور لما رأوا إقبال الناس إليه، واجتماعهم عليه؛ فقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن إسماعيل يقول: اللفظ بالقرآن مخلوق فامتحنوه في المجلس.
فلما حضر الناس مجلس البخاري قام إليه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقرآن مخلوق هو أم غير مخلوق؟فأعرض عنه البخاري، ولم يجبه فقال الرجل: يا أبا عبد الله فأعاد عليه القول، فأعرض عنه، ثم قال في الثالثة فالتفت إليه البخاري، وقال: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة.
ونقلت مقالته على غير وجهها إلى قاضي نيسابور محمد بن يحيى الذهلي؛ فقال في مجلسه فيما قال: (من زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدع لا يجالس ولا يكلم، ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه.
موقف البخاري من مسألة اللفظ:
موقفه موافق لجمهور أهل الحديث كالإمام أحمد، وإسحاق بن راهويه، وجماعة فكلهم منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق . واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا إلى إرادة القول بخلق القرآن.
وروي عن البخاري قوله: " من زعم من أهل نيسابور، وقومس، والري، وهمذان، وحلوان،
وبغداد، والكوفة، والمدينة، ومكة، والبصرة، أني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب فإني لم أقل هذه المقالة إلا أني قلت: أفعال العباد مخلوقة".

وقال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد: حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهوكلام الله ليس بمخلوق، قال الله عز وجل: [بل هو آيات بيناتفي صدور الذين أوتوا العلم]

وقال البخاري أيضاً: جميع القرآن هو قوله تعالى، والقول صفة القائل موصوف به فالقرآن قول الله عز وجل، والقراءة والكتابة والحفظ للقرآن هو فعل الخلق لقوله: فاقرءوا ما تيسر منه،
والقراءة فعل الخلق.

تم بحمد الله

  #38  
قديم 19 محرم 1437هـ/1-11-2015م, 01:03 AM
الصورة الرمزية نوره عبدالجبار القحطاني
نوره عبدالجبار القحطاني نوره عبدالجبار القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: بلاد التوحيد.
المشاركات: 129
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟

مسائل الإيمان بالقرآن على نوعين :
النوع الأول : مسائل اعتقادية : و هي تلك المسائل التي تبحث في كتب الاعتقاد والتي تعنى بما يجب اعتقاده في القرآن وأصل ذلك الإيمان بأن القرآن كلام الله تعالى المنزل على نبيه محمد
صلى الله عليه و سلم و أنه الناسخ لما قبله من الكتب و المهيمن عليها
و أن يؤمن بجميع مافيه و يعمل بمحكمه و يرد متشابهه لمحكمه .
النوع الثاني : المسائل السلوكية : و هي تلك المسائل التي يُعنى فيها الانتفاع بما في القرآن من مواعظ و عبر وحسن الاستجابة لله و الاهتداء به و عقل أمثاله و التفكر و
التدبر و العمل بأوامره و اجتناب مانهى عنه الله
والمسائل السلوكية داخلة في اسم الإيمان بالقرآن , وذلك لأن الإيمان قول و عمل و اعتقاد .
وعلم السلوك يُعني بأصلين مهمين :
الأصل الأول : البصائر و البينات القائمة على العلم و التي تثمر اليقين , و تسمى عند بعض من كتبوا في علم السلوك المعارف و الحقائق
قال تعالى : ( هذا بصائر للناس و هدى و رحمة لقوم يُوقنون ) .
الأصل الثاني : و هو اتباع الهدى و يُعنى بالجانب العملي و هو الطاعة و الامتثال بفعل ما أمر الله به تعالى و اجتناب مانهى عنه وهذا الأصل قائم على الإرادة و العزيمة
و مثمر للاستقامة و التقوى
قال تعالى : ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم الاعنون )

س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.

1_ أن القرآن كلام الله حقيقة لا كلام غيره .
2-منه بدأ و إليه يعود .
3_حروف القرآن و معانيه من الله تعالى .
4_القرآن ليس بمخلوق فهو كلام الله تعالى .
5_من زعم بأن القرآن مخلوق فهو كافر .
6_نُقل إلينا متوتراً أي أن جبريل سمع القرآن من الله تعالى و النبي سمعه من جبريل و الصحابة سمعوه من الرسول صلى الله عليه و سلم .
7_أن هذا القرآن الموجود في المصاحف هو القرآن المحفوظ في السطور والصدور.
8_أن كل حرف في القرآن قد تكلم الله به حقيقة .
9_أنه بلسان عربي مبين , تكلم الله به باللسان العربي .
10_من ادعى بوجود قرآن غيره فهو كافر بالله تعالى .

س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.

أوّل من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هوالجعد بن درهم، وقد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسري عام 124 هــ،يوم الأضحى.
قال حبيب بن أبي حبيب: شهدت خالدبن عبد الله القسري بواسط، في يوم أضحى، وقال: «ارجعوا فضحوا تقبل الله منكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا،
ولم يكلم موسى تكليما، تعالى الله علوا كبيرا عما يقول الجعد بن درهم، ثم نزل فذبحه»
ثم أخذ هذه المقالة:الجهم بن صفوان، واشتهرت عنه، و لم يكن له أتباع
وإنما بقيت مقالاته حتى نشرها بعض أهل الكلام ففتحوا على الأمة باباً من الفتنة ولم يكن الجهمُ من أهل العلم ، ولم تكن له عناية بالأحاديث والآثار، وإنما كان رجلاً قد أوتي ذكاء ولساناً بارعاً
وتفننا في الكلام، وجدلاً ومراءً، وكان كاتباً لبعض الأمراء في عصره؛ فانتشرت مقالاته، وكان من أعظم ما أدخله على الأمّة إنكار الأسماءوالصفات، وإنكار علوّ الله، والقول بخلق القرآن،
و قد كفره العلماء في عصره
ثم ظهر بعدهما بمدّة بشر بن غياث المريسي، وكان في أوّل أمره مشتغلا بالفقه حتى عدّه بعضهم من كبار الفقهاء
قال الإمام أحمد عن بشر المريسي : (ما كان صاحبحججٍ، بل صاحب خطبٍ).
وكان متخفياً في زمان هارون الرشيد لما بلغه وعيده بقتله؛ ثم أظهرمقالته ودعا إلى ضلالته بعد موت الرشيد سنة 193هـ.
فكان تحذير أئمة أهل السنة من بشر المريسي وأصحابه ظاهراً جلياً
لكنّهم تسللوا إلى الحكّاموالولاة عن طريق الكتابة و التفنن في صياغة المكاتبات .

س4: اعرض بإ.يجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.

الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرونباللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهميةوإن كان كلامهم ليس قائم على أصول الجهمية،
وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن
كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عندالتحقيق
الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم له قولاً في القرآن لم يسبق إليه:
قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق).
واشتهر عنه أنه قال: (القرآنمُحدث) وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق
الموقف الرابع:موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبيثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعواالفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في
استعمال هذه العبارة وحصل في الأمر التباس عليهم.
وقد ذكر ذلك عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية.
وهؤلاء :
-1 يقولون إن القرآن غير مخلوق.
-2 وإن أفعال العباد مخلوقة.
لكنّهم أخطؤوا في إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق.
الموقف السادس:موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بنالطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّالإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غيرلائق أن يقال في حق القرآن .
الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهملقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه
القارئ كما سمعه موسى بن عمران , واختلفوا في تفصيل ذلك علىأقوال:
فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّفيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غيرمخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.


س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وماموقف أئمة أهل السنة منه؟

أراد الرد على المعتزلة بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية فأدّاه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكّن من رد بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم
فظنّ بذلك أنّه نصر السنة، وأعجبت ردودُه ومناظراته بعض من كان مغتاظاً منالمعتزلة، فذاع صيته واشتهر ذكره، وكان بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه
طريقة المتكلّمين، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهلالسنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالاً لم تكن تعرف في الأمة.
و قد خرج ابن كلاب بقول محدث في القرآن، وهو أنّه القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى، وأنّه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتجزأ ولا يتباعض، ولا يتفاضل إلى آخر ماقال
ولابن كلاب أقوال أخرى محدثة في الصفات والإيمان والقدر , وظنّ بعض الجهلة أن ابن كُلاب قد انتصر لأهل السنة
وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته
وقد قيل: إنه رجع عن علم الكلام قبل موته، والله تعالى أعلم.

  #39  
قديم 19 محرم 1437هـ/1-11-2015م, 01:09 AM
جميل الغامدي جميل الغامدي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 24
افتراضي

بِسْم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية:
س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
يتحقق بالاعتقاد والقول والعمل،
فالاعتقاد: أن يصدق بأنه كلام الله تعالى أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم من اللوح المحفوظ.
والقول: أن يقول مايدل على إيمانه بالقرآن وتصديقه بماأنزل الله فيه.
والعمل: باتباع هدى القرآن باتباع ماأمرواجتناب مانهى الله عنه.

س2: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
1- أنه أعظم هاد إلى الله تعالى يرشده إلى سبيله وإلى الايمان بأسمائه وصفاته.
2- يحمل المؤمن على تلاوة القرآن فتكون تلاوته ذكر وعبادة.
3- يفتح للمؤمن من العلوم والمعارف والبصائر شيئاً عظيماً.
4- يورث الهداية والاستقامة والتقوى وصلاح الباطن والظاهر.

س3: بيّن الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.
المعتزلة يقولون القرآن كلام الله لكنه مخلوق أما الأشاعرة يقولون القرآن غير مخلوق وهو ليس كلام الله حقيقة بل هو المعنى النفسي الذي عبر به جبريل عن المعنى القائم بالله تعالى وكلا القولين باطل.
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
فتنة اللفظية أعظم من الوقف فقد استمرت قروناً طويلة وأول من أشعلها الحسين الكرابيسي وكان عالماً وله مؤلفات وأتباع وتكلم على الصحابة وزعم ان ابن الزبير من الخوارج وأدرج فيه مايقوي به جانب الرافضة ببعض متشابه المرويات فعرض كتابه على الامام أحمد فحذر منه فغضب وقال بأن القرآن مخلوق فانتشرت فتنة في وقت كان الناس يحتاجون إلى الاجتماع.

س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
أبو الحسن الأشعري كان على طريقة ابن كلاب واستدرك عليه استدراكاً يسيراً واجتهد في الرد على المعتزلة ولذلك اشتهر.
موقف أهل السنة منه: اختلفوا في شأنه فمنهم من قال: رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة ومنهم من ذهب إلى أن رجوعه رجوع مجمل لم يخل من أخطاء في تفصيل مسائل الاعتقاد .

  #40  
قديم 19 محرم 1437هـ/1-11-2015م, 01:10 AM
نورة محمد سعيد نورة محمد سعيد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 67
افتراضي

المجموعة الأولى:








س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟


مسائل الإيمان بالقرآن على نوعين:
النوع الأول:
مسائل إعتقادية:
وهي المسائل التي تبحث في كتب الإعتقاد وتعني بما يجب إعتقاده في القرآن ، وأصل ذلك الإيمان بأن القرآن كلام الله تعالى منزل غير مخلوق.


وأهم مافي مسائل الأعتقاد ثلاثة أمور:
1:معرفة قول الحق في مسائل الإعتقاد في القرآن ، بما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة.
2:تقرير الإستدلال لهذه المسائل.
3:معرفة أقوال المخالفين لأهل السنة في مسائل الإعتقاد في القرآن.




النوع الثاني:
في مسائل الإيمان بالقرآن:
المسائل السلوكية المتعلقة بالإيمان بالقرآن)
وهي المسائل التي يُعنى فيها الإنتفاع بمواعظ القرآن وحسن الإستجابة لله تعالى والإهتداء بما بين الله عز وجل في القرآن من الهدى.


وعلم السلوك يُعنى بأصلين مهمين:
الأصل الأول: البصائر والبينات.
الأصل الثاني: إتباع الهدى، وهو الطاعة والإمتثال....










س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.


حاصل قول أهل السنّة والجماعة في القرآن مشتمل على الجمل التالية:
1. أن القرآن كلام الله تعالى حقيقة لا كلام غيره.
2. منه بدأ وإليه يعود، ومعنى قولهم: ( منه بدأ ) أي نزل من الله، ومعنى قولهم: (وإليه يعود) إشارة إلى رفعه في آخر الزمان؛ كما صحّ ذلك في الحديث.
3. وأنّ القرآن حروفه ومعانيه من الله تعالى.
4. وأن القرآن ليس بمخلوق؛ لأنه كلام الله.
5. وأن من زعم أنّ القرآن مخلوق فهو كافر.
6. وأنّ جبريل سمع القرآن من الله تعالى، وأن النبي صلّى الله عليه وسلم سمعه من جبريل، والصحابة سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ثم نقل إلينا متواتراً.
7. وأنّ هذا الذي بين الدفتين –في المصاحف- هو القرآن محفوظ في السطور وفي الصدور.
8. وأنّ كل حرف منه قد تكلّم الله به حقيقة.
9. وأنه بلسان عربي مبين، تكلم الله به باللسان العربي.
10. وأنّ من ادّعى وجود قرآن غيره فهو كافر بالله تعالى.
فهذا مما أجمع عليه أهل السنة في شأن الإيمان بالقرآن، ومما يجب اعتقاده فيه.






س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.


أوّل من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو الجعد بن درهم، وقد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسري عام 124 هــ، يوم الأضحى.




ثم أخذ هذه المقالة: الجهم بن صفوان، واشتهرت عنه، ولم يكن له أتباع لهم شأن في زمانه، وإنما بقيت مقالاته حتى تلقّفها بعض أهل الكلام فطاروا بها وفتحوا بها على الأمّة أبواباً من الفتن العظيمة، ولم يكن الجهمُ من أهل العلم ، ولم تكن له عناية بالأحاديث والآثار، وإنما كان رجلاً قد أوتي ذكاء ولساناً بارعاً وتفننا في الكلام، وجدلاً ومراءً، وكان كاتباً لبعض الأمراء في عصره؛ فانتشرت مقالاته، وكان من أعظم ما أدخله على الأمّة إنكار الأسماء والصفات، وإنكار علوّ الله، والقول بخلق القرآن، والجبر، والإرجاء الغاليان، وقد كفّره العلماء في عصره؛ فقتله الأمير سلم بن الأحوز المازني سنة 128هـ.




ثم ظهر بعدهما بمدّة بشر بن غياث المريسي، وكان في أوّل أمره مشتغلا بالفقه حتى عدّه بعضهم من كبار الفقهاء؛ أخذ عن القاضي أبي يوسف، وروى عن حماد بن سلمة وسفيان بن عيينة، وناظر الشافعيّ في مسائل، وكان مع أخذه عن هؤلاء العلماء يسيء الأدب ويشغّب، وأقبل على علم الكلام، وافتتن به، وكان خطيباً مفوَّها، ومجادلاً مشاغباً.


فكان تحذير أئمة أهل السنة من بشر المريسي وأصحابه ظاهراً مستفيضاً؛ حتى حذرهم طلاب العلم.
لكنّهم تسللوا إلى الحكّام والولاة بما لهم من العناية بالكتابة والأدب، والتفنن في صياغة المكاتبات....
ثم لمّا آلت الخلافة إلى المأمون سنة 198هـ ، وكان رجلاً له نصيب من العلم والأدب، لكن فتنه إقباله على علم الكلام ولطائف ما يأتي به المعتزلة من زخرف القول ودقائق المسائل،
وعنايتهم بالأدب والمنطق وعلم الكلام؛ فكان يقرّبهم ويجالسهم وزادوه ولعاً بالفلسفة وعلم الكلام......






س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.




مسألة اللفظ من المسائل التي كان لها ذيوع وانتشار كبير في عصر الإمام أحمد وبعده بقرون، وقد اختلفت مواقف الناس اختلافاً كثيراً كلٌّ يفهمها بفهم ويتأوّلها بتأوّل ويبني موقفه على ما فهم وتأوّل:




الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
وهؤلاء فرحوا بهذه المقالة؛ لأنها أخف شناعة عليهم عند العامّة، ولأنّها أقرب إلى قبول الناس لها؛ فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن.
وهؤلاء كانوا من أكثر من أشاع مسألة اللفظ؛ وكثرت الروايات عن الإمام أحمد في التحذير من اللفظية وتسميتهم بالجهمية؛ يقصد بهم من يقول بخلق القرآن، ويتستّر باللفظ.
قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول: « كلُّ من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق؛ فهو جهمي »
وقال أيضاً: سمعت أبي يقول: « من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآن، فهو كافر ».




الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.


الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم، وكان رجلاً قد أوتي ذكاءً حادّاً وقوّة بيان وتصرّفاً في الاستدلال، وكان مولعاً بكتب الشافعيّ في أوّل عمره؛ معتنيا بجمع الأقوال ومعرفة الخلاف حتى حصّل علماً كثيراً، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر، وصنّف كتباً كثيرة.




الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم.
وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة.






الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.




الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.






الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.






س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟








أن ابن كلاب يريد أن يرد على بدع المعتزلة
فأخطأ في الرد عليهم عندما إستحسن بعض أُصولهم التي اعتمد عليها في إثبات عقائدهم؛ فابتدع بدعاً أخرى.
وممن أنكر عليه من أئمة أهل السنة الإمام إحمد والإمام ابن خزيمة وحذروا منه وهجروه...

  #41  
قديم 19 محرم 1437هـ/1-11-2015م, 01:19 AM
أمل عبدالرحمن الرفاعي أمل عبدالرحمن الرفاعي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 36
افتراضي

حل أسئلة المجموعة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
بين أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
أنواع مسائل الإيمان بالقرآن نوعين كبيرين تندرج تحت كل نوع منهما مسائل :
النوع الأول:
مسائل اعتقادية وهي المسائل التي تعنى بما يجب الاعتقاد به في القرآن وتبحث في كتب الاعتقاد.
وما ورد في هذه الكتب من مسائل ينقسم إلى قسمين:
أحكام وآداب .
الأحكام المقصود بها الأحكام العقدية, مثل أن يقال ماهو حكم الاعتقاد بهذا القول؟
أما الآداب المقصود بها بحث مسائل الاعتقاد بالقرآن على ضوء منهج أهل السنة والجماعة .
ومن أهم الأمور التي ينبغي معرفتها في مسائل الاعتقاد في القرآن هي ثلاثة أمور:
1/معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد في القرآن بما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة.
2/ تقرير الاستدلال لهذه المسائل .
3/معرفة أقوال المخالفين لأهل السنة في مسائل الاعتقاد في القرآن ومعرفة أصول مخالفاتهم ومراتبها وطريقة أهل السنة في الرد عليهم .

النوع الثاني:المسائل السلوكية(المتعلقة بالإيمان بالقرآن).
وعلم السلوك يعنى بأصلين وهما:
الأول:
البصائر والبينات وتقوم على العلم وثمرتها اليقين, وهي من قوله تعالى(هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون), وقوله تعالى:( أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهوائهم) وغيرها من الآيات الدالة على هذا المعنى.
الثاني:
اتباع الهدى, وهو الجانب العملي وهو الطاعة والامتثال, ويقوم على الإرادة والعزيمة وثمرته الاستقامة والتقوى.
ولابد من الجمع بين الأصلين لأن الأول حجة لمن خالف في الأصل الثاني قال تعالى(فإن زللتم من بعد ما جاءتكم من البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم).
وذلك أن السالك يحتاج إلى علم يتبصربه وإرادة وعزيمة يعمل بها .

2/بين عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام لله عزوجل؟
عقيدة أهل السنة والجماعة هي إثبات صفة الكلام لله عزوجل على مايليق بجلاله وعظمته وأن الله لم يزل متكلما إذا شاء, يتكلم بمشيئته وقدرته متى شاء, وكيف يشاء.

3/ إعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
أول من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو الجعد بن درهم وقتله أمير العراق آنذاك وهو خالد بن عبدالله القسري عام 124هـ, وكان ذلك يوم الأضحى.
ثم قال هذه المقالة : الجهم بن صفوان واشتهرت عنه, ولم يكن من أهل العلم, ولم تكن له عناية بالأحاديث والآثار, وإنما كان رجلا ذكيا وأوتي لسانا بارعا,وكان كاتبا لبعض الأمراء في عصره؛ فانتشرت مقالاته , ومن أعظم ما أدخله على هذه الأمة إنكار الأسماء والصفات, وإنكار علو الله , والقول بخلق القرآن, والجبر, والإرجاء, وقد كفره علماء عصره؛ فقتله الأمير سلم بن الأحوز المازني سنة128هـ.
ثم ظهر بعدهما بشربن غياث المريسي فكان في بداية أمره مشتغلا بالفقه, ثم أقبل على علم الكلام وافتتن به, وكان متخفيا في زمان هارون الرشيد لما بلغه وعيده بقتله, ثم أظهر مقالته ودعا إلى ضلالته بعد موت الرشيد سنة 193هـ.
اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
الموقف الأول: موقف الجهمية المتسترة باللفظ, وهو الذين يقولون بخلق القرآن, وهم أكثر من أشاع مسألة اللفظ, وفرحوا بهذه المقالة, لأنها أخف شناعة عليهم عند العامة.
الموقف الثاني:
موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثر ببعض قول الجهمية, وإن كان كلامهم ليس على أصول الجهمية ,وكان على رأسهم رجل يقال له الشراك فكان يقول: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقا وهذا يعود إلى صريح قول الجهميه.
الموقف الثالث:
موقف داوود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) وهو رأس أهل الظاهر وإمامهم, ومن أصحاب حسين الكرابيسي, وعنه ةأخذ مقالته باللفظ, لكنه تأولها
على مذهبه في القرآن, فقال: القرآن في اللوح المحفوظ غير مخلوق, وهو بين الناس فمخلوق, وهي مقالة لم يسبق إليها.
القول الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة, فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقا لالتباسه, وبدعوا الفريقين:من قال: لفظي بالقرآن مخلوق, ومن قال:لفظي بالقرآن غير مخلوق, وبينوا أن أفعال العباد مخلوقة.
الموقف الخامس:موقف طائفة من أهل الحديث وهؤلاء صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق, وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق, وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة وحصل في الأمر التباس عليهم, حتى إن منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد, وممن نسب إليه التصريح بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق: محمد بن يحي الذهلي شيخ البخاري, وأبو حاتم الرازي وغيرهم .
وهؤلاء يقولون إن القرآن غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة, لكنهم أخطؤوا في إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق.

5/ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منها؟
أنه أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فخرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة؛وذلك بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها وسلوكه طريقة المتكلمين فوافقهم على أصلهم الذي أصلوه وهو مبدأ امتناع حلول الحوادث به جل وعلا؛ وتفسيرهم يقتضي نفي كلم الله تعالى, بل جميع الصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئة, وأهل السنة والجماعة يثبتون مايقوم بالله تعالى من الصفات والأفعال التي يشاؤها ويقدر عليها, ولذلك أنكر أئمة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة,وما أحدث من الأقوال وحذروا منه ومن طريقته.
والله الموفق وبه نستعين .

  #42  
قديم 19 محرم 1437هـ/1-11-2015م, 01:22 AM
أبوبكر إسماعيل حسين الجلاد أبوبكر إسماعيل حسين الجلاد غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 141
افتراضي إجابات المجموعة الثانية من مجلس مذاكرة دورة مسائل الإيمان بالقرآن:

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .. وبعد:
مشاركة في إجابة أسئلة "المجموعة الثانية" المطروحة في مجلس مذاكرة دورة مسائل الإيمان بالقرآن..




س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
ج1:/ يتحقق الإيمان بالقرآن بالجمع بين ثلاثة أمور في الإيمان به: حيث يكون الإيمان بالقرآن بالاعتقاد والقول والعمل.

- فالإيمان الاعتقادي بالقرآن: أن يصدّق بأنّه كلام الله تعالى أنزله على رسوله بالحقّ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط مستقيم.
وأنّ كل ما أنزل الله فيه فهو حقّ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، وأنه قيّم لا عوج له ، ولا اختلاف فيه ، يهدي إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم.
وأنه محفوظ بأمر الله إلى أن يأتي وعد الله ، لا يَخْلَق ولا يبلى ، ولا يستطيع أحد أن يأتي بمثله ، ولا بسورة من مثله.
ومن الإيمان الاعتقادي بالقرآن: أن يصدّق بكلّ ما أخبر الله به في كتابه الكريم ، وأن يخضع لما أمر الله به ، فيعتقد وجوب ما أوجب الله فيه ، ويعتقد تحريم ما حرّم الله فيه ، وأنّه لا طاعة لما خالفه.

- والإيمان القولي بالقرآن: أن يقول ما يدل على إيمانه بالقرآن ، وتصديقه بما أنزل الله فيه ، ومن ذلك تلاوة القرآن تصديقاً وتعبّداً.

- والإيمان العملي: هو اتّباع هدى القرآن ؛ بامتثال ما أمر الله به ، واجتناب ما نهى الله عنه في كتابه الكريم.

*فمن جمع هذه الثلاث فهو مؤمن بالقرآن ؛ قد وعده الله فضلاً كبيراً ، وأجراً عظيماً ، كما قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ }.





س2: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
ج2:/ الإيمان بالقرآن له فضائل عظيمة، ولهذه الفضائل آثار جليلة على نفس المؤمن ، منها:

- أنه أعظم هادٍ إلى الله عز وجل ومُقَرِّبٍ إليه ، يرشد إلى سبيله ومرضاته ونيل ثوابه والنجاة من عذابه ، ويعرّف بأسمائه وصفاته ، وآثارها في أوامره ومخلوقاته ، ويعرّف بوعد الله ووعيده ، وحكمته في خلقه وتشريعه.

- أنه يهدي المؤمن إلى التي هي أقوم في جميع شؤونه ، وما يتّبع في كل حالة تمر به.

- أنه يحمل المؤمن على تلاوة القرآن فتكون تلاوته ذكرٌ لله عز وجل ، وعبادة يثاب عليها ؛ تزيد المؤمن إيماناً وتثبيتاً ، وسكينةً وطمأنينةً ، ويزداد بالتفكّر فيه يقيناً بما أنزل الله فيه ، وخلاصاً من كيد الشيطان وحبائله ، وتذكراً ينفعه ويزكيه ، ويهديه إلى ربّه ليجتبيه.

- أنه شرط للانتفاع بتلاوة القرآن ؛ فلا ينتفع تالي القرآن بقراءته إلا إذا كان مؤمناً بالقرآن ؛ فهو أصل الانتفاع بما جعل الله في كتابه من فضائل جليلة وبركات عظيمة ، وعلى قدر إيمان العبد بالقرآن يكون نصيبه من فضائله وانتفاعه به ، كما قال الله تعالى عن كتابه: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى}.





س3: بيّن الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.
ج3:/ الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن:

- أن المعتزلة يقولون: إن القرآن كلام الله تعالى، لكنّه مخلوق.
- والأشاعرة يقولون: إن القرآن غير مخلوق، وليس هو كلام الله حقيقة، وإنما هو عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى.

وكلا القولين باطل وضلال مبين ، بل القرآن العربي تكلّم الله به ، بكلام سمعه جبريل من الله تعالى ؛ فبلغه بحروفه للنبي صلى الله عليه وسلم.





س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
ج4:/ ظهرت مسألة اللفظ من رحى القول بخلق القرآن وما تبعه فزادت التلبيس وأثارت فتنة عظيمة على الأمّة ، طال أمدها وعظم ، واستمرت قروناً من الزمان وجرى بسببها مِحَن يطول وصفها ، وقد كان الناس بحاجة إلى بيان الحقّ ورفع اللبس ، لا زيادة التلبيس والتوهيم ، وإثارة فتنة كانوا في عافية منها.
ويكمن خطرها في أنها كلمة مجملة حمّالة لوجوه ، تلبّس بين أمرين ؛ فقول القائل: لفظي بالقرآن مخلوق ؛ قد يريد به ملفوظه وهو كلام الله الذي تلفّظ به فيكون موافقاً للجهمية الذين يقولون بخلق القرآن.
وقد يريد به فعلَ العبد الذي هو القراءة والتلفّظ بالقرآن؛ لأنَّ اللفظ في اللغة يأتي اسماً ومصدراً؛ فالاسم بمعنى المفعول أي الملفوظ، والمصدر هو التلفظ.
ويتفرّع على هذين الاحتمالين احتمالات أخرى، ولذلك اختلف الناس في تأويل قول القائل: "لفظي بالقرآن مخلوق" إلى أقوال عدة ليسالمجال هنا لبسطها.

عموماً فالكلمة مجملة حمّالة لوجوه ، ولا نفع في إيرادها ، والناس كانوا أحوج إلى البيان والتوضيح والتصريح بأنَّ القرآن كلام الله غير مخلوق ، لا أن تلقى إليهم كلمة مجملة فيها تلبيس تتأوَّلها كلّ فرقة على ما تريد ، ولذلك فرحت طائفة من الجهمية بهذه المقالة ؛ فتستّروا باللفظ؛ كما تستّرت طائفة منهم بالوقف.





س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟

ج5:/ *سبب شهرته:
أنه بعد تركه للاعتزال أولاً وإعلانه للناس توبته من الاعتزال ، والتزامه قول أهل السنة ؛ وعزمه على الانتصار لها ، وكان قد امتلأ غيظاً من المعتزلة بسبب تمويههم على الناس بشبهات تبيّن له بطلانها وفسادها ، فاجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردوده ، وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية ؛ حتى أحرجهم وصار بعضهم يتجنّب المجالس التي يغشاها الأشعري ؛ فعظّمه بعض الناس لذلك ، وعدّوه منافحاً عن السنّة ، مبطلاً لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة.

*موقف أهل السنة منه:
ألّف أبو الحسن الأشعري في آخر حياته كتابه "الإبانة" الذي رجع فيه عن الطريقة الكلامية ، والتزم قول أهل الحديث، وبيّن فيه رجوعاً عامّاً مجملاً إلى قول أهل السنة ، وحكى فيه -أيضاً- من عقيدته ما خالف فيه ابن كلاب في مسائل الصفات والكلام والقرآن وغيرها ، وأخطأ في مسائل ظنّ أنه وافق فيها أهل السنة ، وهو مخالف لهم ؛ كمسألة الاستطاعة وغيرها.

ولذلك اختلف في شأنه أهل العلم:
- فمنهم من قال إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة.
- ومنهم من ذهب إلى أنّ رجوعه كان رجوعاً مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.

وعلى كلّ حال فإنّ أتباعه بقوا على طريقته الأولى ، بل زادوا في أخذهم بالطرق الكلامية ، ولم يزل الانحراف يزداد شيئاً فشيئا حتى عظمت الفتنة بالأشاعرة فيما بعد.




تم..وبالله التوفيق

  #43  
قديم 19 محرم 1437هـ/1-11-2015م, 01:37 AM
غادة بنت محمود الشرعبي غادة بنت محمود الشرعبي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 60
افتراضي

المجموعة الأولى
س1/بين أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
مسائل الإيمان بالقرآن على نوعين :
النوع الأول: مسائل اعتقادية.
تعني ما يجب اعتقاده في القرآن بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور وأنه مهيمن لما قبله من الكتب وناسخ لها وأنه منه بدأ وإليه يعود ونؤمن بما أخبر الله به عن القرآن وما أخبر عنه نبيه ونعتقد وجوب الإيمان بالقرآن ونحل حلاله ونحرم حرامه ونعمل بمحكمه ونرد متشابهه إلى محكمه ونكل ما لا نعلمه إلى عالمه.
ويحتاج طالب التفسير خاصة في مسائل الاعتقاد إلى ثلاثة أمور:
1-معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد.
2-معرفة الأدلة ومآخذ الاستدلال.
3-معرفة أقوال المخالفين لأهل السنة في مسائل الاعتقاد وكيفية الرد عليهم والمنهج في معاملتهم.
النوع الثاني :المسائل السلوكية.
هي المسائل التي تعني بمواعظ القرآن وحسن الاستجابة لله والاهتداء بما بين الله وعقل الامثال والتبصر بها وفعل ما أمر الله واجتناب ما نهى عنه.
علم السلوك يعني بأمرين :
الأول: البصائر والبينات المسماة في كتب علم السلوك (المعارف والحقائق).
الثاني: اتباع الهدى وهو الجانب العملي(الطاعة والامتثال).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س2/ بين عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام؟
أصل هذه المسائل هو إثبات صفة الكلام لله تعالى فالقرآن كلام الله فالكلام لله ثابت بالكتاب والسنة وآثار السلف الصالح
من القرآن الكريم:
*قول الله تعالى: {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله}.
*وقوله تعالى:{وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}.
*وقوله تعالى : {ومن أصدق من الله قيلا}. وغيرها من الآيات
من السنة المطهرة:
*حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان ......إلى آخر الحديث ).متفق عليه.
*وقول عائشة رضي الله عنها في حادثة الأفك:( ولشاني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى). متفق عليه
*حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:(إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان فيخرون سجدا ... إلى آخر الحديث). اسناده صحيح. وغيرها من الأحاديث.
آثار السلف الصالح:
*قال شيخ الإسلام ابن تيمية حمه الله: (قال أئمة السنة: لم يزل الله متكلما كيف شاء وبما شاء).
* قال عمرو بن دينار :(أدركت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فمن دونهم منذ سبعين سنة يقولون : الله الخالق وما سواه مخلوق والقرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود). وغيرها الكثير من الأقوال.
خلاصة اعتقاد أهل السنة والجماعة:
1)القرآن كلام الله حقيقة لا كلام غيره.
2)من بدأ "نزل من الله" وإليه يعود "إشارة لرفعه آخر الزمان".
3)حروفه ومعانيه من الله . 4)ليس مخلوق لأنه كلام الله.
5)من زعم أنه مخلوق فقد كفر. 6)أن جبريل سمعه من الله ، وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم سمعه من جبريل ، والصحابة سمعوه من النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم نقل إلينا متواترا. 7)أن كل حرف منه قد تكلم الله به حقيقة.
8)أن هذا الذي بين الدفتين في المصاحف هو القرآن محفوظ في الصدور والسطور.
9)تكلم الله به باللسان العربي المبين. 10)من ادعى وجود قرآن غيره فهو كافر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س3/اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
أول من أحدث القول بخلق القرآن هو الجعد بن درهم فقتله أمير العراق خالد القسري في يوم الأضحى.
ثم أخذ هذه المقالة الجهم بن صفوانواشتهرت عنه ولم يكن له أتباع لهم شأن بل تلقفها بعض أهل الكلام فطاروا بها وفتحوا أبواب الفتن على الأمة فلم يكن من أهل العلم وليس له عناية بالحديث والآثار إنما أوتي ذكاء ولسانا بارعا وجدلا وتفننا في الكلام وكانت كاتبا لبعض الأمراء فانتشرت مقالاته فقد أنكر الأسماء والصفات وعلو الله وقال بخلق القرآن والجبر والارجاء فكفره العلماء وقتله الأمير سلم بن الأحوز المازني.
ثم ظهر بعد مدة بشر بن غياث المريسي كان مشتغلا بالفقه حتى عده بعضهم من كبار الفقهاء فقد أخذ وروى من كبار العلماء وكان يسيء الأدب ويشغب وأقبل على علم الكلام وافتتن به وكان خطيبا مفوها ومجالا مشاغبا.
فكان أئمة أهل السنة يحذرون منه ومن أصحابه لكنهم تسللوا إلى الحكام والولاة بمن لهم عناية بالكتابة والأدب والتفنن في صياغة المكاتبات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س4/اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
الموقف الأول: موقف الجهمية المتسترة باللفظ وهم الذين يقولون: بخلق القرآن ويتسترون باللفظ وهؤلاء أكثر من أشاع مسألة اللفظ وكان الإمام أحمد بن حنبل يحمل اللفظية في أول الأمر على أنهم جهمية لأن أهل السنة ليسوا بحاجة إلى التلبيس وكان شديد الحذر من حيل الجهمية وينهى عن الدخول في علم الكلام للرد عليهم ومن استعمال عباراتهم .
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غير جار على أصول الجهمية قاله رجل اسمه الشراك قال : إن القرآن كلام الله فإذا تلفظنا به صار مخلوقا .وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الموقف الثالث: موقف داوود بن علي الأصبهاني الظاهري رأس أهل الظاهر وإمامهم أوتي ذكاء وقوة بيان وتصرفا في الاستدلال كان مولعا بكتب الشافعي في أول عمره فجمع علما كثيرا ثم رد القياس وادعى الاستغناء عنه بالظاهر وهو من أصحاب حسين الكرابيسي وأخذ عنه مقالته في اللفظ لكنه تأولها على مذهبه في القرآن قال: أما الذي في اللوح المحفوظ فغير مخلوق وأما الذي هو بين الناس فمخلوق واشتهرت عنه عبارة "القرآن محدث" تعني الخلق عند المعتزلة
الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه وبدعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق
واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم.
الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطأوا في استعمال هذه العبارة.
وحصل في الأمر التباس عليهم حتى إن منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد لكن الإمام أنكر عليه وأنه رجع عن ذلك؛ لكن بقي على ذلك بعض أصحاب الإمام أحمد ثم قال بهذا القول بعض أتباعهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س5/ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب ؟ وما موقف أئمة السنة منه؟
أن أبا محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري كان معاصرا للإمام أحمد بن حنبل أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية فأداه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة وتمكن من رد بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم فغره ذلك وصنف الكتب في الرد على المعتزلة واجتهد في ذلك اجتهادا بالغا واشتهرت ردوده على المعتزلة وانقطاعهم عند مناظرته فظن بذلك أنه نصر السنة وأعجبت ردوده ومناظراته بعض من كان مغتاظاً من المعتزلة واشتهر ذكره حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفتن بها.
وكان بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها وسلوكه طريقة المتكلمين وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة وأحدث أقوالا لم تكن تعرف في الأمة.
ولابن كلاب أقوال أخرى محدثة في الصفات والإيمان والقدر
قال ابن تيمية: (فأحدث ابن كلاب القول بأنه كلام قائم بذات الرب بلا قدرة ولا مشيئة).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (كان الناس قبل أبي محمد ابن كلاب صنفين
فأهل السنة والجماعة: يثبتون ما يقوم بالله تعالى من الصفات والأفعال التي يشاؤها ويقدر عليها . والجهمية: من المعتزلة وغيرهم تنكر هذا وهذا.
فأثبت ابن كلاب قيام الصفات اللازمة به ونفى أن يقوم به ما يتعلق بمشيئته وقدرته من الأفعال وغيرها.
وقد
أنكر أئمة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة وما أحدث من الأقوال وحذروا منه ومن طريقته.
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره).
وكذلك كان إمام الأئمة ابن خزيمة من أشد العلماء على الكلابية وأكثرهم تحذيراً منهم وردّا عليهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا
والحمد لله رب العالمين وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

  #44  
قديم 19 محرم 1437هـ/1-11-2015م, 01:39 AM
أمل عبدالرحمن الرفاعي أمل عبدالرحمن الرفاعي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 36
افتراضي

المعذره .. تتمة سؤال اختلاف المواقف في مسألة اللفظ فقد سقطت من الجواب سهوا
الموقف السادس : موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته .
الموقف السابع : موقف طوائف زعمت أن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة وزعموا أنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارىء كما سمعه موسى بن عمران واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال ذكرها ابن تيمية _رحمه الله_ عن بعض الطوائف, وقال ببطلانها .

  #45  
قديم 19 محرم 1437هـ/1-11-2015م, 01:46 AM
غادة محمد علي غادة محمد علي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 25
افتراضي

المجموعة الثانية:
ج1: يتحقق الإيمان بالقرآن بــــــــــ:
____________________________
1- الاعتقاد القلبي :
ويقصد به أن نؤمن بأن القرآن أنزله الله تعالى على محمد صلى الله عليه وسلم ليهتدي به العالمين أنه سبحانه تكفل بحفظه من الضياع أو التحريف ,
وأن القرآن تبيانا ومفصل لكل شيء...
وأنه دستورا المسلمين .
~~~~~~~~~~~~~~~
2- القول باللسان :
ويقصد به القول بما يدل على أنه مؤمن بالقرآن كتلاوته له تعبداً.
~~~~~~~~~~~~~~~

3- بالعمل بما فيه:
ويقصد به الامتثال لكل ما جاء به القرآن من أحكام في جمع نواحي الحياة
~~~~~~~~~~~~~~~

ج2: بيان فضل الإيمان بالقرآن:
___________________
1- التعرف إلى الله وعظمته وأسمائه وصفاته والتقرب إليه بامتثال ما يحب ويرضى وترك ما يذمه تعالى في كتابه .
2- الاهتداء بالأمم السابقة والاتعاظ بالأمثال التي يضربها الله للناس في القرآن وهذا لا يتحقق إلا لمن آمن بالقرآن إيمانا صادقا وعرف أن الهدى في اتباع القرآن.
قال الله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)}

وقال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)}

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}

3- الحصول على الثواب والأجر من التلاوة والعمل بالقرآن والاهتداء به و زيادة الطمأنينة . قال تعالى {وإنّه لهدى ورحمة للمؤمنين}، وعن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { : من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف } .
4- الاعتصام بالقرآن من الشيطان والفتن .
5- على الجانب العلمي يفتح القرآن للمؤمن أبواباً من اليقين والعلوم والمعارف والبصائر والبينات كلما كانت مصاحبته للقرآن أطول .

ج3: الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.
______________________________
أولا المعتزلة :
*********
فزعموا أن كلام الله تعالى مخلوق منفصل عنه، وأنه إذا شاء أن يتكلم خلق كلاما في بعض الأجسام يسمعه من يشاء، وهذا الاعتقاد قادهم إلى القول بأن القرآن مخلوق.
والسبب الذي دعاهم إلى هذا القول: أنهم لا يثبتون لله تعالى شيئاً من الصفات لا حياة ولا علم، ولا قدرة، ولا كلام....
ثانيا الأشاعرة
*********
نفوا القول بأن القرآن مخلوق ولكنهم قالوا أنه ليس كلام الله وزعموا أنه عبارة عبَّر بها جبريل عليه السلام عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى.
وكلا القولين باطل وإنما القرآن تكلّم الله به، بكلام سمعه جبريل من الله تعالى؛ فبلغه بحروفه للنبي صلى الله عليه وسلم

. ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

ج4:بيان خطر فتنة اللفظية.
1- كان الهدف منها التلبيس بين الأمرين : القرآن كلام الله غير مخلوق ، أفعال العباد مخلوقة.
وهي كلمة مجملة حمالة لأوجه كثيرة تتأولها كل فرقة علي ما تريد.
2- التستر باللفظ كان أخفّ وطأة وأقرب إلى قبول العامة من التصريح بقولهم: إن القرآن مخلوق فانتشر القول بين العامة واستمرت الفتنة قروناً من الزمان وجرى بسببها محن كثيرة كما تفرق المسلمون بسببها إلى فرق كثيرة .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ج** 5: سبب شهرة أبي الحسن الأشعري
**********************************
سبب شهرته أنه كان معتزلي في شبابه حتى بلغ الأربعين من عمره وأخذ الأشعري علم الكلام عن زوج أمه الجبّائي (وكان من رؤوس المعتزلة في زمانه) حتى بلغ فيه الغاية عندهم؛ وعدّوه إماما من أئمّتهم، حتى كان الجبّائي ينيبه في بعض مجالسه.
وكان الأشعري تحيك في نفسه أسئلة لا يجد لها جواباً شافياً في مذهب المعتزلة حتى عند الجبّائيّ؛ فتبيّن للأشعري فساد قول المعتزلة، وأدرك أنّهم فتنوا الناس وتبرأ من المعتزلة أمام الناس في المسجد .
وأعجبته طريقة ابن كلاب؛ لقربها من فهمه وإدراكه؛ و رأى أنّ ابن كلاب متكلّم أهل السنّة، والمحاجّ عنهم؛ فانتهج طريقته واجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردوده.
**موقف أهل السنة منه :
***********************
اختلفوا في شأنه ؛ فمنهم من قال إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة، ومنهم من ذهب إلى أن رجوعه كان رجوعاً مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد. خاصة أنه كان متأثراً بعلم الكلام أكثر من تأثره بالحديث والسنة النبوية.

  #46  
قديم 19 محرم 1437هـ/1-11-2015م, 01:59 AM
أحمد الشواف أحمد الشواف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 133
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
ج1/ يكون بالإيمان به لأن الإيمان به مبني على اعتقاد وقول وعمل يعنى بالجانب الاعتقادي والجانب السلوكي ، قال تعالى : (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا).

س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
ج2/ كان العلماء قبل فتنة خلق القرآن يقولون أن القرآن كلام الله ، فلما حدثت فتنة القول بخلق القرآن صرحوا بأنه غير مخلوق ، وقد قال أبو داود السجستاني: سمعت أحمد يُسأل : هل لهم رخصة أن يقول الرجل : القرآن كلام الله ، ثم يسكت ؟
فقال: ولم يسكت ؟ لولا ما وقع فيه الناس لكان وسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا ، لأي شيء لا يتكلمون ؟ أي أنه حيث تكلم أهل الأهواء وفتنوا الناس فيجب التصريح بأنه غير مخلوق.

س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن.
ج3/ لأنه كان يُقتدى به وكانت أعناق العامة كانت ممتدة إليه لأنه كان رأس أهل الحديث في زمانه ، وقد الإمام أحمد بن حنبل لعمه إسحق بن حنبل : (يا عم إذا أجاب العالم تقيّة ، والجاهل يجهل، فمتى يتبين الحق؟)

س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
ج4/ أي أن يقال القرآن كلام الله ثم يقف ، فلا يقال مخلوق ولا غير مخلوق ، وسبب وقوف بعض أهل الحديث أنهم قالوا : إن القول بخلق القرآن قول محدث ، فنحن لا نقول إنه مخلوق ولا نقول إنه غير مخلوق ، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن فنقول القرآن كلام الله ونسكت . وقد عارضهم الإمام أحمد فقال : (لولا ما وقع فيه الناس لكان يسعه السكوت).

س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
ج5/ رأى البخاري ما أصاب الإمام أحمد من مسألة اللفظ فعزم على ألا يتكلم في المسألة ، ولما توجه إلى خراسان في آخر حياته وجد في بخارى كثرة المخالفين له فعزم على الإقامة في نيسابور ، فأقام في نيسابور وأقبل الناس عليه فحسده بعض مشايخ نيسابور فقالوا : أن محمد بن إسماعيل يقول أن اللفظ بالقرآن مخلوق فامتحنوه في المجلس ، فلما امتحنوه قال : القرآن كلام الله ، وأفعال العباد مخلوقة ، والامتحان بدعة ، فتفرق فشغب الرجل والناس وقعد البخاري في منزله ، ووصلت إلى قاضي نيسابور محمد بن يحيى الذهلي مقولته على غير وجهها فمنع الناس من الاختلاف إليه فخرج من نيسابور في تلك المحنة.
وموقفه أنه لم يقل أن لفظي بالقرآن مخلوق ولكنه قال أفعال العباد مخلوقة.

والله أعلم

  #47  
قديم 19 محرم 1437هـ/1-11-2015م, 02:03 AM
الصورة الرمزية ترنيم هشام موسى
ترنيم هشام موسى ترنيم هشام موسى غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 61
افتراضي إجابات المجموعة الأولى من الأسئلة

المجموعة الأولى:

س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
1. مسائل اعتقادية.
2. مسائل سلوكية.

س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
عقيدتهم هي اثبات صفة الكلام لله تعالى, فالله عز وجل لم يزل الله متكلماً إذا شاء، يتكلّم بمشيئته وقدرته متى شاء، وكيف يشاء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قال أئمة السنة: لم يزل الله متكلماً كيف شاء وبما شاء).
والادلة على اثبات صفة الكلام لله تعالى كثيرة جدا أذكر منها:
قول الله تعالى: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}، وقال تعالى: {وكلم الله موسى تكليما}، وأيضا حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه، وفي رواية في صحيح البخاري: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه».

س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
أول من أحدث بدعة القول بخلق القرآن كان الجعد بن درهم, وقد قتله أمير العراق عام 124هـ, ثم تلاه الجهم بن صفوان, الذي تلقف مقالات الجعد وقال بها, ولم يكن له أتباع في وقته, لكن تلقف مقالاته أهل الكلام ودعوا لها, وقد قتل على يد الأمير سلم بن الأحوز عام 128هـ, وظهر بعدهما بمدة بشر بن غياث المريسي, الذي اعتقد مقالاتهما ودعا إليها, ولكنه تخفى في زمن هارون الرشيد لأنه توعده بالقتل, وأظهر ضلالاته بعد موت الرشيد ونادى بها, عام 193هـ وكان هذا بداية عهد المأمون.

س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهريفإنّ له قولاً في القرآن لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق).
الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.
الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال ذكرها شيخ الاسلام ابن تيمية ثم قال عنها "وهذه الأقوال كلها مبتدعة، لم يقل السلف شيئا منها، وكلها باطلة شرعا وعقلا".

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
أنه أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأدّاه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلّمين، وبسبب تسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالاً لم تكن تعرف في الأمّة.
وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره).

  #48  
قديم 19 محرم 1437هـ/1-11-2015م, 02:14 AM
خالد يونس خالد يونس غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 211
افتراضي

المجموعة الرابعة: س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟يكون الاهتداء بالقرآن بأربعة أمور :بتصديق أخباره، وعقل أمثاله، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه.فالتصديق بالقرآن يثمر اليقين ويزيد المؤمن علما وهدى ويزيده نورا كما قال تعالى {أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به} فالتصديق يصلح القلب ويذهب الحيرة ويرسخ اليقين.


وعقل الأمثال كما قال تعالى {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون} يدخل فيها الاتعاظ بقصص السابقين والتفطن لما أشار الله إليه في هذه الأمثال والاعتبار والعمل بما يتنتج عن تدبر هذه الأمثال.


وفعل الأوامر واجتناب النواهي هو مقياس الإيمان فمن اهتدى بالطاعة والانقياد قال الله فيه {ويزيد الله الذين اهتدوا هدى}والقرآن يهدي الله به حتى المنافقين فقد قال {ولو أَنهُم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشدّ تثبيتا وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما (67) ولهديناهم صراطا مستقيما}إيم
هو م فالاستجابة للموعظة سبب مباشر للهدى والاهتداء سبب مباشر لزيادة الهدى.


س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟


لقد أظهر المتكلمون من جهمية ومعتزلة هذه الشبهة الخطيرة فلبسوا على الناس دينهم بل وفتنوا الملوك وأغروهم بفرض هذه القول وعقاب من خالفه وامتحان الناس.
ولما كان إنكار المنكر وبيان الحق وقمع البدع من أولويات العلماء فقد رأى أهل السنة وجوب التصريح بأن القرآن هو كلام الله غير مخلوق والرد على من خالف هذا الحق أو شكك فيه أو ترك الرد على مخالفه. ورأوا أنه لا يجوز ترك هذا البيان مع شديد الحاجة إليه حيث كان رؤساء البدع يضيقون على الناس ويمتحنونهم بل ويكرهونهم على هذا القول. قال ابن تيمية رحمه الله: (لم يقل أحد مِن السلف: إن القرآن مخلوق أو قديم، بل الآثار متواترة عنهم بأنهم يقولون: القرآنُ كلامُ الله، ولما ظهر من قال: إنه مخلوق قالوا ردا لكلامه: إنه غير مخلوق)


س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن.
أصر على ذلك حيث أنه يرى أن من واجب العلماء بيان الحق حتى لا يفتتن العامة والولاة.وقد امتحن الأمون جماعة من أهل الحديث فهابوه وخافوا معارضته فأجابوا وأطلقوا. فأنكر عليهم الإمام أحمد قائلا (لو كانوا صبروا وقاموا لله عزّ وجلّ لكان الأمر قد انقطع، وحذرهم الرجل - يعني المأمون - ولكن لمّا أجابوا وهم عينُ البلد اجترأ على غيرهم). وكان إذا ذكرهم اغتمّ وقال: (همّ أوّل من ثلم هذه الثلمة، وأفسد هذا الأمر).
و قد أجاب الإمام أحمد عمه لما عرض عليه الإجابة والخروج من السجنفقال: (يا عمّ! إذا أجاب العالم تقيّة والجاهل يجهل فمتى يتبيّن الحق؟).


س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القرآن فتنة من آثار فتنة القول بخلق القرآن فقد ظهر من الناس من يقولون بالوقف في القرآن أي قولون أن القرآن كلام الله ولا يقولون مخلوق أو غير مخلوق.
ومن أهل الحديث من وقفوا في القرآن لأنهم قالوا أن القول في خلق القرآن إثباتا أو نفيا عمل محدث لأن النبي ومن اتبعه بإحسان كانوا يقولون القرآن كلام الله. فعابوا على من لا يقف سواء كان جهميا أو رادا عليهم ومن هؤلاء الواقفين مصعب بن عبد الله الزبيري وإسحاق بن أبي إسرائيل المروزي. وقد رد عليهم الإمام أحمد وأنكر عليهم بل ومنع التحديث عن بعضهم.
س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
امتحن البخاري في مسألة اللفظ حيث سأله رجل بنيسابور عن اللفظ بالقرآن.
فقال: أفعالنا مخلوقة، وألفاظنا من أفعالنا فوقع بينهم اختلاف.
فقال بعض الناس: قال: لفظي بالقرآن مخلوق، وقال بعضهم: لم يقل حتى تواثبوا. وتناقل عنه الناس روايات وأكاذيب مفادها أنه يقول لفظي بالقرآن مخلوق. ولكن موقفه من المسألة هو موقف أهل السنة فاللفظ -من حيث هو إصدار الأصوات و القراءة- من أعمال العباد وهو مخلوق لله أما القرآن فهو كلام الله غير مخلوق. وقد قال محمد بن نصر: سمعته -أي البخاري- يقول: من زعم أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقله.

  #49  
قديم 19 محرم 1437هـ/1-11-2015م, 02:26 AM
عبد المغيث إبراهيم المنصوري عبد المغيث إبراهيم المنصوري غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
المشاركات: 91
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
إجابتي فيما يخص المجموعة الأولى
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
مسائل القرآن على نوعين يجب على طالب العلم أن يكون على دراية بها:
النوع الأول: مسائل إعتقادية
وهي المسائل التي تبحث في كتب الإعتقاد،وتعني بما يحب اعتقاده في القرآن.
وطلاب العلم يحتاجون في مسائل الإعتقادفي القرآن الكريم إلى ثلاثة أمور:
*معرفة القول الحق في مسائل الإعتقاد في القرآن.
*تقرير الإستدلال لهذه المسائل بمعرفة أدلتها ومآخد الاستدلال.
*معرفة أقوال المخالفين لأهل السنة في مسائل الإعتقاد في القرآن ، ومعرفة مراتبهم ودرجات مخالفتهم وأصول شبهاتهم.
النوع الثاني: المسائل السلوكية
ومسائل التي يعنى فيها بالانتفاع بمواعظ القرآن وحسن الاستجابة لله تعالى واهتداء بما بين الله عز وجل في القرآن من هديوتبصرة وحكمة.
علم السلوك يعنى بأصلين مهمين:
الأصل الأول:البصائر والبينات.
الأصل الثاني: اتباع الهدي.
س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
قول أهل السنة والجماعة في صفة الكلام لله تعالى كالتالي : باعتبار نوعها صفة ذاتية أي أن الله تعالى لم يزل متكلما إذا شاء وهذا رد على بعض أهل البدع، أي لم يزل متصفاً بها.
باعتبار آحاد كلامه جل وعلا صفة فعلية أي، أن الله تعالى يتكلم متى شاء وكيف يشاء، فإذا تكلم فهذه صفة فعلية.
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
* أول من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو الجعد بن درهم، وقد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسري عام 124 هــ، يوم الأضحى.
* ثم أخذ هذه المقالة: الجهم بن صفوان، واشتهرت عنه، ولم يكن من أهل العلم ، ولم تكن له عناية بالأحاديث والآثار، وإنما كان رجلا قد أوتي ذكاء وتفننا في الكلام، وجدلا ومراء، وكان كاتبا لبعض الأمراء في عصره؛ فانتشرت مقالاته، وكان من أعظم ما أدخله على الأمة إنكار الأسماء والصفات، وإنكار علو الله، والقول بخلق القرآن، والجبر، والإرجاء الغاليان، وقد كفره العلماء في عصره؛ فقتله الأمير سلم بن الأحوز المازني سنة 128هـ.
* ثم ظهر بعدهما بشر بن غياث المريسي، وكان في أول أمره مشتغلا بالفقه حتى عدّه بعضهم من كبار الفقهاء، أخذ عن القاضي أبي يوسف، وروى عن حماد بن سلمة وسفيان بن عيينة، وناظر الشافعي في مسائل، وأقبل على علم الكلام، وافتتن به، وكان خطيبا مفوها، ومجادلا مشاغبا.
* وكان متخفيا في زمان هارون الرشيد لما بلغه وعيده بقتله؛ ثم أظهر مقالته ودعا إلى ضلالته بعد موت الرشيد سنة 193هـ
س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
مسألة اللفظ من المسائل الغامضة لتوقفها على مراد القائل، ودخول التأول فيهاوقد اختلفت مواقف الناس اختلافا كثيرا كل يفهمها بفهم ويتأوّلها بتأول ويبني موقفه على ما فهم وتأول:
الموقف الأول: موقف الجهمية المتسترة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غير جار على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقا، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الموقف الثالث: موقف داوود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري رأس أهل الظاهر وإمامهم، وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنّه تأوّلها على مذهبه في القرآن؛ فإن له قولا في القرآن لم يسبق إليه: قال: "أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق".
الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقا لالتباسه؛ وبدعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
واشتدوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن.
الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
وممن نسب إليه التصريح بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق: محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر وهو شيخ أبي داوود السجستاني صاحب السنن، وابن منده ، وأبو نصر السجزي، وأبو إسماعيل الأنصاري، وأبو العلاء الهمذاني.

الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إن الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأن معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.
فهم يوافقون أحمد على الإنكار على الطائفتين على من يقول: لفظي بالقرآن مخلوق وعلى من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ولكن يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ؛ لأن اللفظ الطرح والرمي. ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت. ومنهم من يقر بذلك.
الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:
فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
وهذه الأقوال كلها مبتدعة، لم يقل السلف شيئا منها، وكلها باطلة شرعا وعقلا
كما حكاه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
سبب ظهور بدعة ابن كلاب:
أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأداه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة
وكان بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلمين، وتسليمه للمعتزلة ببعض أصولهم الفاسدة وقد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالا لم تكن تعرف في الأمة.
موقف أهل السنة منه:
قد أنكر أئمة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذروا منه ومن طريقته.
قال ابن خزيمة: )كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره(
ملحوظة :أعتذر لأن إجابتي الأولى كانت أكثرتنسيقا واختصارا لكنني فقدتها لم أسجلها.

  #50  
قديم 19 محرم 1437هـ/1-11-2015م, 02:39 AM
عائشة الفهمي عائشة الفهمي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 34
افتراضي

تم وضع حل مهام المجلس التاسع بمرفقpdf

الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf مهام المجلس التاسع.pdf‏ (303.4 كيلوبايت, المشاهدات 2)
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir