دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1439هـ/15-02-2018م, 03:32 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس التاسع: مجلس مذاكرة المرشد الوجيز

مجلس مذاكرة كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلّق بالكتاب العزيز
لأبي شامة المقدسي


أجب على الأسئلة التالية:
1:
استخص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.

3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟

6:
تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 جمادى الآخرة 1439هـ/18-02-2018م, 01:51 AM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

مجلس مذاكرة كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلّق بالكتاب العزيز
لأبي شامة المقدسي


أجب على الأسئلة التالية:
1: استخص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
🔹 عناصر الباب :
1- متى كان نزول القرآن
- نزول القرآن في ليلة القدر
- بيان أن ليلة القدر هي ليلة واحدة وهي من ليالي شهر رمضان في كل عام
- التوفيق بين الآيات الثلاثة التي تبين نزول القرآن في ليلة القدر وفي شهر رمضان
- نزول الكتب السماوية في شهر رمضان

2- معنى نزول القرآن في ليلة القدر
- المقصود بالإنزال الخاص للقرآن في ليلة القدر
- التوفيق بين نزول القرآن في ليلة القدر ونزوله مفرقا على عشرين سنة
- أقوال العلماء والمفسرين في الجمع بين الأمرين
- متى كان نزوله إلى السماء الدنيا جملة واحدة
- دلالة الإنزال الأول على قدم القرآن
- هل كانت آية ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) مما نزل جملة
- الدلالة الزمنية للفعل ( أنزلناه )

3- نزول القرآن نجوما على الأحداث والوقائع
- المراد ب( فكان بمواقع النجوم )
- مدة نزول القرآن مفرقا .

4- الحكمة من إنزال القرآن بهذه الكيفية ( جملة واحدة ثم مفرقا )
- الحكمة من إنزال القرآن جملة إلى السماء الدنيا
- فائدة إنزال القرآن مفرقا على عشرين عاما

5- ضمان الله لنبيه بحفظ كتابه وبيانه

6- بيان أول وآخر القرآن نزولا
- أول ما نزل من القرآن
- آخر ما نزل من القرآن

7- كيف كان حفظ القرآن
- حفظ القرآن الكريم بالكتابة والصدور
- أمره صلى الله عليه وسلم بكتابة القرآن
- بيان أن الرسول كان يحدد لكتبة مواضع الآيات
- كتابة البسملة للفصل بين السور
- بيان ما كتب عليه القرآن
- حفظ الصحابة للقرآن حتى ما بقيت منه قطعة إلا كانت محفوظة من بعضهم

8- معارضة النبي صلى الله عليه وسلم جبريل بالقرآن
- بيان أن المعارضة كانت في كل عام في رمضان
- بيان أن القرآن تمت معارضته مرتين في العام الذي توفي فيه صلى الله عليه وسلم
- فائدة المعارضة بين رسول الله وجبريل عليه السلام

9 - الترخيص بالقراءة على سبعة أحرف

10- فضل بعض الصحابة من القراء
- بعض من أوصى رسول الله بأخذ القرآن عنهم
- بعض من جمع القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
- بيان أن الأحاديث الواردة فيمن جمع القرآن في حياة رسول الله ليست للحصر
- بعض المعاني التي تحتملها الأحاديث الواردة في حصر عدد الحفاظ بأسماء مذكورة
- كثرة من جمع القرآن في حياة رسول الله

11 - النسخ في القرآن
- أضرب النسخ في القرآن
- بعض ما نسخ حسب كل ضرب

12- مراحل كتابة القرآن
- المراد بتأليف القرآن من الرقاع
- بيان أن ما بين أيدينا من المصاحف حوت القرآن كله بعد اكتمال نزوله وبيان ما نسخ وما بقيت تلاوته لم ينقص منه شيء ولم يزد عليه شيء

2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
🔹 تواترت الأحاديث الصحيحة التي تبين أن القرآن أنزل على سبعة أحرف وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان أذن للصحابة بالقراءة بها ؛ ومن هذه الأحاديث :
- ما روي في الصحيحين عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).

- وفي صحيح مسلم عن أبي بن كعب قال: كنت في المسجد، فدخل رجل فصلى فقرأ قراءة أنكرتها، ثم دخل آخر، فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ -وفي رواية: ثم قرأ هذا- سوى قراءة صاحبه، فأقرأهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقرآ، فحسن النبي -صلى الله عليه وسلم- شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب، ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ما قد غشيني ضرب في صدري، ففضت عرقا، وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقا فقال: ((يا أبي إن ربي أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثانية: اقرأه على حرفين، فرددت إليه يهون على أمتي فرد إلي في الثالثة: اقرأه على سبعة أحرف ولك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم -صلى الله عليه وسلم-)

- وفي جامع الترمذي عن أبي بن كعب قال: لقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جبريل فقال: ((يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط قال: يا محمد، إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)). قال: هذا حديث حسن صحيح.

🔹وقد اختلفوا في المراد بالأحرف السبعة ، واتفقوا على أن نزول القرآن بها إنما كان تخفيفا على الأمة وتوسعة وتيسيرا عليهم وذلك لاختلاف ألسنتهم ولغاتهم واختلاف قوتهم على إقامة ألفاظه وحفظه ؛
وترجح لدى أهل العلم أنه بجمع عثمان للمصاحف لم يعد يقرأ بها جميعا بل صارت القراءة على ما استقر عليه رسم المصحف العثماني وما يحتمله الرسم من هذه الأحرف السبعة ... ولم يعد مأذونا بالقراءة بما يخالف الرسم مما كان مأذونا به قبل ذلك من الأحرف ...


🔹وأما المراد بها فاختلفوا على أقوال :
1- أن الأحرف السبعة هي سبع لغات من لغات العرب ؛ وليس أن لكل لفظ منها سبعة أوجه وإنما هي متفرقة في القرآن ، فبعضه نزل بلغة قريش وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة هذيل وهكذا...
- روي عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرئ الناس بلغة واحدة فاشتد ذلك عليهم فنزل جبريل فقال يا محمد أقرئ كل قوم بلغتهم ....
ومعنى ذلك أن من كانت لغته الإمالة يقرأ عليها ولا يكلف الفتح ، ومن كان يقرأ بتخفيف الهمز لا يكلف تحقيقه وهكذا .
- وهو قول أبي عبيد القاسم بن سلام في ( غريب الحديث ) ، و( فضائل القرآن ) ،
- كما ذكر هذا القول أبو بكر بن العربي ، وأبو سليمان الخطابي الذي بين أن السبعة التي نزل بها هي أفصح اللغات وأعلاها في كلام العرب ؛ كما ذكره ابن عبد البر في التمهيد


وقد اختلف في أي القبائل نزل القرآن بلغتها ، فبعضهم حصرها في قريش ، وبعضهم في مضر ، وبعضهم جعلها في لغات العرب كلها يمنها ونزارها ...

- عن علي وابن عباس أنهما قالا : أنزل بلغة كل حي من أحياء العرب ؛
- وقد روى أبو عبيد عن ابن عباس قوله أنه نزل بلغة الكعبين : كعب بن لؤي من قريش وكعب بن عمرو من خزاعة ...
- كما روى الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، صار في عجز هوازن منها خمسة)).
- كما قال بهذا القول أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني ؛ وحددها بلغة قريش وهذيل وتميم وأزد وربيعة وهوازن وسعد بن بكر
- وقال الأهوازي هي سبع لغات من قريش فقط

- وقال بعضهم : خمس من هوازن واثنتان لباقي لغات العرب ، لأن رسول الله ربي في هوازن ونشأ في هذيل .

🔸ما اعترض به على هذا القول :
ورد أبو عبيد وابن الأنباري وابن عبد البر كلهم إمكانية أن يكون المقصود بالسبعة أحرف أن تقرأ اللفظة الواحدة بسبعة لغات وبينوا أن ذلك لا يوجد في القرآن إلا في ألفاظ قليلة ك ( عبد الطاغوت ) و ( يرتع ويلعب ) ، و ( تشابه علينا ) ...

- قال أبو عبيد : وليس الشرط أن تأتي سبع لغات في كل حرف، بل يجوز أن يأتي في حرف وجهان أو ثلاثة أو أكثر، ولم تأت سبعة أحرف إلا في كلمات يسيرة، مثل: "أف" بالضم والفتح والكسر مع التنوين وبغير تنوين مع الحركات الثلاث وبالسكون.
- وقال ابن عبد البر : وهذا مجتمع عليه أن القرآن لا يجوز في حروفه وكلماته وآياته كلها أن تقرأ على سبعة أحرف، ولا شيء منها، ولا يمكن ذلك فيها، بل لا يوجد في القرآن كلمة تحتمل أن تقرأ على سبعة أوجه إلا قليل، مثل:{وعبد الطاغوت} و {تشابه علينا}،


▪ وعن ابن قتيبة الدينوري أنه لم يجوز بأن المعنى المراد بالأحرف السبعة هو نزول القرآن على سبع لغات من لغات العرب ؛ لأن القرآن نزل بلسان قريش لقوله تعالى ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم )
وهو اعتراض لا يستقيم بهذه الصورة ، لأن لسان قومه هو العربية كما بين أيوب السختياني ، فقال : أراد العرب كلهم ...
وهذا يشمل لغاتهم ولهجاتهم .
- فالله أنزل القرآن بلسان قريش أول نزوله ، ثم إنه تعالى يسر على الناس فجوز لهم القراءة كل بلغته أي لهجته إذ كلها عربية لا تخرج القرآن عن كونه بلسان عربي مبين .

▪ كما ذكر ابن عبد البر اعتراض أهل العلم على هذا القول : بأنه لو كان المعنى سبع لهجات أو لغات من لغات العرب ما كان ليحصل الإنكار والاختلاف بين الصحابة عند سماعهم قراءة غيرهم ، فعمر وحكيم بن هشام قرشيان ، ومع ذلك أنكر عمر قراءة حكيم لاختلافها عما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وهذا يعني أن رسول الله أقرأه بغير حرف قريش ؛ ومن غير الممكن أن يقرئ رسول الله قرشيا بلغة غيره والأحرف للتسهيل والتوسعة لا للتكليف ؛
- كما أن العرب تعرف لغات ولهجات بعضها ؛ فما كان ليحصل منها هذا الإنكار على بعضها لمجرد اختلاف اللهجة ؛ إذ من اعتاد لسانه على لغة لا ينكر عليه قراءته بها .

2- وقيل أن السبعة أحرف التي نزل بها هي سبعة على البدل بين المترادفات من باب التوسعة ، فيقرأ بأي حرف شاء ما دامت تعطي المعنى نفسه ؛ أي سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة ؛ كالعهن بدل الصوف ، والزقية بدل الصيحة ، وحطب جهنم بدل حصب جهنم ، ووضعنا بدل حططنا ؛ وهلم وتعال وأقبل ، وهكذا .
قاله ابن عبد البر وقال أن عليه أكثر أهل العلم

واستدل لذلك بأحاديث منها :
- حديث أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((أقرئت القرآن فقلت: على حرف أو حرفين، فقال لي الملك الذي عندي: على حرفين، فقلت: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، هكذا حتى بلغ سبعة أحرف وليس منها إلا شاف كاف، غفورا رحيما، عليما حكيما، عزيزا حكيما، أي ذلك قلت فإنه كذلك)) -زاد بعضهم- ((ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).

- ومنها: حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا، ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة)).

- ومنها حديث أبي جهيم الأنصاري: "أن رجلين اختلفا في آية من القرآن، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن المراء كفر)).

- قال ابن عبد البر : "وهذه الآثار كلها تدل على أنه لم يعن به سبع لغات، والله أعلم".

- "وقد جاء عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {للذين آمنوا انظرونا}، مهلونا، أخرونا، أرجئونا، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}، مروا فيه، سعوا فيه، كل هذه الحروف كان يقرأ بها أبي بن كعب، إلا أن مصحف عثمان الذي بأيدي الناس اليوم هو منها حرف واحد". وقال: "وعلى هذا أهل العلم، فاعلم".

3- قيل أن السبعة أحرف هي سبعة أصناف وأنحاء فمنها زاجر ومنها آمر ومنها حلال ومنها حرام ومنها محكم ومنها متشابه ،
واحتجوا لذلك بحديث رواه سلمة بن أبي سلمة عن أبيه عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
أخرجه الحاكم في المستدرك والطبراني في المعجم الكبير وابن حجر في فتح الباري

- وقد بين ابن عبد البر عدم ثبوت هذا الحديث لأن أبا سلمة لم يلق ابن مسعود ؛ وابنه سلمة ليس ممن يحتج به
- وضعفه أهل العلم من جهة إسناده
- وقد رد هذا المعنى بعض أهل العلم فقال الطحاوي فيما سمعه من أحمد بن أبي عمران : من قال في تأويل السبعة الأحرف هذا القول فتأويله فاسد؛ لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله .

- بينما قال البيهقي بعد وصله للحديث : إن صح فمعنى قوله سبعة أحرف أي سبعة أوجه ؛ وليس المراد به ما ورد في الحديث الآخر من نزول القرآن على سبعة أحرف، ذاك المراد به اللغات التي أبيحت القراءة عليها، وهذا المراد به الأنواع التي نزل القرآن عليها، والله أعلم.

ولعل الأقرب أن يقال أن هذا الحديث له تأويلان آخران :
- أن قوله ( زاجر وآمر وحلال وحرام ...) هو كلام مستأنف ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة ؛ وإنما بيان ما يحويه القرآن ، ومن فهمه أنه تفسير للأحرف السبعة وهم في ذلك لأن عدد الأصناف المذكورة سبعة
- أن يكون ذلك تفسيرا للأبواب لا للأحرف ، أي سبعة أبواب من أبواب الكلام وأنواعه وأقسامه .

- ومع ذلك رده الأهوازي وبين أن أصناف الكلام في القرآن أكثر من هذه السبعة كالإخبار والاستخبار والوعد والوعيد والقصص والمواعظ والاحتجاج والتوحيد .

4 - وقيل أن العدد سبعة ليس حصرا وإنما ذكر للتوسعة ..
كما جرت عادة العرب في التعبير عن التكثير ولا تقصد العدد بعينه
وهذا القول ضعيف ؛ يرده تواتر الأحاديث في أنها سبعة أحرف ، وما روي من استزادة النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل حتى انتهى إلى سبعة دلالة على إرادة وقصد العدد سبعة .

5 - أن قوله صلى الله عليه وسلم ( أنزل القرآن على سبعة احرف ) مشكل لا يدرى معناه ، لأن الحرف يأتي على عدة معان ، فالعرب تسمي الكلمة المنظومة حرفا ، والقصيدة بأسرها كلمة ، والحرف المقطوع من الحروف المعجمة يسمى حرفا ، والحرف الجهة أو المعنى ... وهو قول أبي جعفر محمد بن سعدان النحوي
وهذا مردود ؛ ذلك أنه لو كان مشكلا لاستفسر عنه الصحابة ، ولو لم يكن معلوما مفهوما لديهم لما أمروه هكذا وهو يتعلق بكلام الله وكيفية قراءته ، ثم ما كان ليكون له هذا الشأن في الأمة ، ثم اجتماعهم أيام عثمان على كتابة المصاحف على لسان قريش وترك ما سواه مما خالف الرسم
ولم يسمع ولم يرو أنه قد أشكل على جيل الصحابة والتابعين فهم المراد بالأحرف السبعة ، وهذا يدل على أنها لم تكن مشكلة عندهم ؛ وإنما نشأ الاختلاف في فهم المراد منها لاحقا بعد جمع القراءات السبع وما حصل من إشكال لتماثل العدد بين هذه القراءات والأحرف السبع ...

وهذا يرجعنا إلى أن الأقوال المقبولة في تفسير المراد بالأحرف السبعة لا يخرج عن القولين الأول والثاني :
1- أنها لغات العرب ولهجاتها كالإمالة والإدغام والهمز وتركه والمد والقصر والصلة وغيرها .
2- أنها ألفاظ مختلفة بمعان مترادفة تؤدي المقصود إما بأصل المعنى كغفور رحيم وعليم حكيم ، أو بمثله كهلم وتعال وأقبل .

- وقد ذكر اعتراض ابن عبد البر على القول الأول بأن عمر وحكيم قرشيان ومع ذلك حدث بينهما الاختلاف في القراءة
وأنه ما كانت العرب لتنكر على بعضها ما اعتادته ألسنتها من لهجات ولا يطاوعها لسانها إلى غيره
- وكذلك اعترض الأهوازي عليه بأن لغات القبائل أكثر من سبع
- أما الحافظ أبو العلاء فاختار هذا القول أنها سبع لغات من لغات العرب متفرقة في القرآن .

🔹 وقد حاول علماء القراءات أن يستنبطوا الأحرف السبعة من القراءات القرآنية المشهورة فخرجوا بقول آخر أن هذه الأحرف هي سبعة أوجه عليها مدار اختلاف القراءات ، واختلفوا في تفصيل هذه الأوجه :
🔸 فقال بعضهم أن السبعة أحرف هي :
- ما تتغير حركته دون معناه وصورته ك( ويضيقُ صدري ) و( يضيقَ صدري )
- ما تتغير حركته ويتغير إعرابه ومعناه دون تغير صورته ( ربَّنا باعِدْ بين أسفارنا ) ( ربُّنا باعَدَ بين أسفارنا )
- ما يتغير معناه ولفظه دون تغير صورته في الخط ( كيف ننشزها / ننشرها )
- ما تتغير صورته ولفظه دون معناه ( كالعهن المنفوش ) ، كالصوف المنفوش
- ما تتغير صورته ولفظه ومعناه ( وطلح منضود ) ، ( وطلع منضود )
- ومنها التقديم والتأخير ( سكرة الموت بالحق ) ، سكرة الحق بالموت
- الزيادة والنقصان مثل ( نعجة ) ، نعجة أنثى .

▪وحسن هذا الاتجاه ابن عبد البر ،
- واعتمد مكي عليها ؛ وقال أن ما اختلفت القراءة فيه بين الفتح والإمالة والإدغام والإظهار وغيرها داخل في القسم الأول .
وقال : ( وإلى هذه الأقسام في معاني السبعة ذهب جماعة من العلماء ؛ وهو قول ابن قتيبة وابن شريح وغيرهما وهو الذي نعتقده ونقول به وهو الصواب إن شاء الله تعالى )

🔸وقال الأهوازي في هذه الأوجه ، اختلاف القراءة في :
- الجمع والتوحيد ( كتبه ) ( كتابه )
- التذكير والتأنيث ( لا يقبل ) ( لا تقبل )
- الإعراب ( ذو العرش المجيدِ ) ( المجيد ُ)
- التصريف ( يعرِشون ) ( يعرُشون )
- تغير الأدوات التي تغير الإعراب ( ولكنِ الشياطين ُ) ( ولكنَّ الشياطينَ)
- اللغات كاهمز وتركه والإظهار والإدغام والإمالة والفتح وبينهما والتفخيم والترقيق
- تغير اللفظ بتغير النقط مع اتفاق الخط ( ننشرها / ننشزها )
ونسب الحافظ أبو العلاء هذا التقسيم لأبي طاهر بن أبي هاشم

🔸وقيل :
- أن يكون للحرف معنى واحد مع اختلاف القراءتان بالنقط ( تعملون / يعملون )
- أن يكون المعنى واحدا مع اختلاف اللفظ ( فاسعوا ) ، فامضوا
- اختلاف اللفظ بين القراءتين مع تفرق المعنى في الموصوف ( مالك / ملك )
- أن يكون في الحرف لغتان ، هجاؤهما واحد ومعناهما واحد ( الرَّشَد / الرُّشْد )
- اختلاف في الهمز وعدمه ( النبي / النبيء )
- التثقيل والتخفيف
- الإثبات والحذف ( المنادي / المناد )
ونسبه أبو العلاء إلى أبي العباس أحمد بن محمد بن واصل الكوفي

🔸وقال أبو بكر محمد بن الطيب أن هذه الأوجه هي :
1- التقديم والتأخير
2- الزيادة والنقص ك ( وما عملته أيديهم )( وما عملت أيديهم)
3- اختلاف الصورة والمعنى ( وطلح منصود ) ( وطلع منصود )
4- اختلاف في حروف الكلمة بما يغير معناها ولفظها ولا يغير صورة كتابتها ( ننشرها ) ( ننشزها )
5- الاختلاف في بنية الكلمة بما لا يغير صورتها ولا معناها ( البُخْل ) ( البَخَل)
6- تغيير الصورة دون المعنى ( العهن ) ، الصوف / ( فومها ) ، ثومها
7- اختلاف الحركات في الإعراب والبناء ( باعدْ ) و ( باعَدَ)

🔸 وقال علم الدين السخاوي في جمال القراء عن هذه الأوجه السبعة :
1- كلمتان تقرأ كل واحدة في موضع الأخرى ( فتبينوا ) ، ( فتثبتوا )
2- زيادة كلمة ( من تحتها ) في التوبة
3- زيادة حرف ( بما كسبت ) ( فبما كسبت )
4- مجيء حرف مكان الآخر ( تبلوا ) ( تتلوا ) / ( يقول ) ( نقول )
5- تغيير الحركات بحركات أو سكون ( فتلقى آدمُ من ربه كلماتٍ ) ( فتلقى آدمَ من ربه كلماتٌ )
6- التشديد والتخفيف ( ميِّت ، ميْت )
7- التقديم والتأخير ( قاتلوا وقتلوا ) ( قتلوا وقاتلوا )

▪ونلاحظ أن هذه الأوجه المستنبطة من القراءات متقاربة ، وتغيرت طريقة تعبير العلماء عنها ... مع اختلافات يسيرة بينها

- وضعفها أبو شامة المقدسي لعدم وجود دليل عليها ولأنها ليست ضابطة حاصرة لكل أوجه الاختلاف بين القراءات فبعضهم ذكر ما تركه غيره ... فلا دليل على تعيين ما عينوه أو تركهم ما تركوه

▪كما أورد قول القاسم بن ثابت العوفي في رد هذه الأوجه بذكره للأحاديث الواردة في الأحرف السبعة فذكر منها :
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((نزل القرآن على سبعة أحرف عليما حكيما غفورا رحيما))،
- قال: "وهذا الحديث يفسره قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ليس الخطأ أن تجعل خاتمة آية خاتمة آية أخرى، أن تقول: عزيز حكيم، وهو غفور رحيم، ولكن الخطأ أن تجعل آية الرحمة آية العذاب".
▪ وذكر حديث حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن أبي رضي الله عنه قال: لقي النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام عند أحجار المراء فقال: ((إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الغلام والجارية والشيخ العاسي والعجوز))، فقال جبريل: فليقرءوا القرآن على سبعة أحرف،
- قال: "فمعنى قوله: "على سبعة أحرف"، يريد -والله أعلم- على لغات شعوب من العرب سبعة، أو من جماهيرها وعمايرها".

- ثم ذكر حديث عثمان رضي الله عنه: "أنزل القرآن بلسان مضر".
- وعن سعيد بن المسيب قال: "نزل القرآن على لغة هذ الحي من لدن هوازن وثقيف إلى ضرية".

▪ثم قال : وهذه الأحاديث الصحاح التي ذكرنا بالأسانيد الثابتة المتصلة تضيق عن كثير من الوجوه التي وجهها عليها من زعم أن الأحرف في صورة الكتبة وفي التقديم والتأخير والزيادة والنقصان؛ لأن الرخصة كانت من رسول الله صلى الله عليه وسلم والعرب ليس لهم يومئذ كتاب يعتبرونه، ولا رسم يتعارفونه، ولا يقف أكثرهم من الحروف على كتبه، ولا يرجعون منها إلى صورة، وإنما كانوا يعرفون الألفاظ بجرسها، أي بصوتها، ويجدونها بمخارجها، ولم يدخل عليهم يومئذ من اتفاق الحروف ما دخل بعدهم على الكتبين من اشتباه الصور، وكان أكثرهم لا يعلم بين الزاي والسين سببا، ولا بين الصاد والضاد نسبا

- فبين أن ما استنبط لمعنى الأوجه من القراءات ليست هي المرادة من أحاديث الأحرف السبعة
ورجح أن المراد بالأحرف السبعة هي السبع لغات التي رخص للعرب قراءة القرءان بما تطاوعهم ألسنتهم منها

▪ كما رجح البغوي في شرح السنة أن أظهر الأقوال وأصحها وأشبهها بظاهر الحديث أن المراد من هذه الأحرف هو اللغات ، فيقرأ كل قوم من العرب بلغتهم وما جرت عليه عادتهم من الإظهار والإدغام والإمالة والتفخيم وغيرها ... وكل هذه الحروف منصوص عليها وكلها من كلام الله تعالى .

▪وقال أبو عبيد ( ليس وجه الحديث عندنا على الاختلاف في التأويل ولكنه على الاختلاف في اللفظ أن يقرأ الرجل القرآن على حرف فيقول له الآخر ليس هكذا ولكنه هكذا على خلافه ).

▪ وقال ابن جرير الطبري :
"أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عما خصه الله تعالى به وأمته من الفضيلة والكرامة التي لم يؤتها أحدا في تنزيله".
"وذلك أن كل كتاب تقدم كتابنا نزوله على نبي من أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم، فإنما نزل بلسان واحد، متى حول إلى غير اللسان الذي نزل به، كان ذلك ترجمة له وتفسيرا، لا تلاوة له على ما أنزل الله".
"وأنزل كتابنا بألسن سبعة، بأي تلك الألسن السبعة تلاه التالي كان له تاليا على ما أنزله الله، لا مترجما ولا مفسرا، حتى يحوله عن تلك الألسن السبعة إلى غيرها، فيصير فاعل ذلك حينئذ -إذا أصاب معناه- له مترجما".

فمما سبق يتبين أن الأقرب للمراد بالأحرف السبعة والتي يتحقق بها التيسير على الأمة عند نزول القرآن هو اختلاف الألفاظ باختلاف اللغات وهو نوعان :
- ما كان مما اعتادته كل قبيلة وما تطاوعه بها ألسنتها من الإدغام والإظهار والهمز وعدمه والتفخيم والترقيق وغيرها
- أو ما احتملته الألفاظ عندهم من المترادفات مما يعسر عليهم ضبط المفردة بلفظة على تعيينها فرخص لهم بإبدالها ما لم يغير المعنى سواء كان اللفظ مرادفا له كالصوف والعهن ، أو بأصل المعنى مع اختلاف اللفظ كعليم حكيم وغفور رحيم .
والله أعلم


3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
▪لا ؛ القراءات السبع ليست هي الأحرف السبعة ، ومن قال ذلك فقد وهم وهما كبيرا ،
قال مكي بن أبي طالب :
( هذه القراءات كلها التي يقرأ بها الناس اليوم هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ؛ ووافق اللفظ بها خط المصحف الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه وعلى اطراح ما سواه ، ولم ينقط ولم يضبط فاحتمل التأويل )
وقال : فأما من ظن أن قراءة كل واحد من هؤلاء القراء كقراءة نافع وعاصم وأبي عمرو أحد هذه الأحرف السبعة التي نص النبي عليها فذلك منه غلط عظيم
)

ومن الأسباب التي تبين وهم وغلط من ظن ذلك ، وقد ذكر مكي بن أبي طالب بعضها :
- أن من قال بذلك لزم عنده أن يكون ما قرئ به غير السبعة متروكا لا يقرأ به لأن هذه القراءات هي ذات الأحرف السبعة وبالتالي ما خرج عن قراءتهم ليس من السبعة وهذا خطأ بين .

- أن ما قرأه أئمة هؤلاء السبع متروك حسب قول من قال ذلك لأنهم اختاروا من حروف أئمتهم من الصحابة والتابعين ، وعليه فكل ما لم يختاروه متروك وهو غير صحيح

- ومن قال ذلك لم يجز عنده أن توجد قراءة ثامنة صحيحة ، مع أن القراءات الصحيحة اليوم عشرة ...

- ثم إن الكسائي تلميذ حمزة ، فكيف تكون قراءة الكسائي حرفا من الأحرف السبعة وقد اختيرت من شيوخه من القراء كحمزة

- أن الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن نزلت زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم تيسيرا وتخفيفا على الأمة بينما القراءات السبع تم اختيارها متأخرا بعد رسول الله بزمن ...
وقد بين مكي الأسباب السابقة

- أن الأحرف السبعة كما بين أهل العلم أنها سبع لغات من لغات العرب ، وليست القراءات كذلك ...
كما أنه كان من تلك الأحرف التي ورد التيسير بها إبدال كلمة بمرادفتها في المعنى أو الأصل كقراءة ابن مسعود للعهن : الصوف ، وصيحة : زقية ؛ وقراءة أبي : أن بوركت النار ومن حولها بدل ( أن بورك من في النار ومن حولها )
وهذا النوع من الاختلافات غير معمول به اليوم ، بل القراءات متفقة على رسم واحد متفق في الصورة غير متناف في المعاني

- أن القراءات ليست محصورة في سبع قراءات ، وإنما من جمع القراءات على سبع صحت واشتهرت واستفاضت واشتهر قراؤها بالإمامة في الدين والتقوى والإقراء هو أبو بكر بن مجاهد ، ولم يقصد في ذلك أن هذه هي السبعة أحرف التي نزل عليها القرءان ، وكان بعض من قبله قد جمع القرءات على خمس ، ثم إن من جاء بعد ابن مجاهد زادها عن السبع ، فهي اليوم عندنا عشر قراءات صحيحة ، فمن جعل القراءات هي ذات الأحرف فإنها تزيد وتنقص عنده تبعا لزيادة القراءات وهذا لا يجوز لأن الأحاديث تواترت على نزول القرءان على سبعة أحرف .

- أنه لو قلنا أن القراءات السبع هي الأحرف السبعة فلا معنى لما فعله عثمان رضي الله عنه في جمعه ، إذ معنى ذلك أن مادة الاختلاف التي جمع لأجلها القرءان في زمنه ما زالت باقية ، وهذا غير صحيح ... ذلك أن هدف جمعه كان إدراك الأمة حتى لا تختلف على كتابها ولا تقتتل عليه ولا يكفر بعضهم بعضا ...
كما أنه من المعلوم أن الصحابة قد أجمعوا عند جمع عثمان على ترك القراءة ببعض الأحرف ؛ فمن قال أن القراءات هي الأحرف فكيف يستقيم عنده ترك الصحابة لبعض حروفهم والتزامهم مصحف عثمان وهو يقول أن السبعة باقية كما هي في القراءات السبع ؟

- أن الأحرف السبعة قد بين رسول الله أن المماراة بها كفر ؛ وليس ذلك في القراءات السبع ، إذ حصل بينها مفاضلة وجدال وانتقاد لبعض اختيارات الأحرف ووجوه القراءة

وإنما حصل اللبس عند البعض لتماثل عدد الأحرف السبعة والقراءات السبع التي بينها ابن مجاهد ، وابن مجاهد في ذلك كان مجتهدا في تحديد قراء اشتهروا بالإمامة في الدين وطول المدة في الإقراء ، واختار العدد سبعة لهم
1 - موافقة لعدد نسخ المصاحف التي أرسل بها عثمان إلى الأمصار ، وهي الكوفة والبصرة ومكة والمدينة والشام والبحرين واليمن
فاختار القراء من المدينة ومكة والشام والبصرة والكوفة ، ولم يختر من اليمن والبحرين لعدم اشتهار أمر أحد من القراء منهما .
2 - لأن القرءان نزل على سبعة أحرف فجعل العدد مماثلا له باختياره هو لا على سبيل الحصر ولا الإلزام

- كما أن بعض اللبس حصل عند البعض من لفظة ( حرف ) فلفظة الحرف تطلق على وجه القراءة أو قراءة الإمام ؛ فيقال قرأت على حرف نافع ، أوعلى حرف عاصم أوحرف أبي ، فظن من ظن من الناس أن المقصود هنا هو ذات المقصود بالأحرف السبعة التي نزل عليها القرءان وليس ذلك كذلك .

- وإنما ما في أيدينا من القراءات هو ما وافق خط المصحف من القراءات والأوجه التي نزل بها القرءان وترك ما خالف خط المصحف منها ، وذلك بإجماع الصحابة ... وإجماعهم يدل على شيء علموه من رسول الله زمن تنزل الوحي فلم يعرف فيهم مخالف ( إلا ما كان من ابن مسعود أول الأمر ثم رجوعه إلى ما اجتمعوا عليه )


4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف :
1- أن المصاحف عندما كتبت ونسخت نسخ الأمصار كانت غير مشكولة ولا معجمة ، وكان في كل مصر من الأمصار التي وجهت إليها المصاحف صحابة يقرؤون الناس القرآن ويعلمونهم ؛ كابن مسعود في الكوفة وأبي الدرداء في الشام وزيد و أبي في المدينة وأبي موسى في البصرة
فلما وصلتهم مصاحف عثمان وأمروا بالقراءة عليه والانتقال عما كانوا يقرؤون به ، انتقلوا إليه فيما لا يحتمله الرسم فقرؤوا برسم مصحف عثمان ، وما وافق رسمه من حروفهم ثبتوا عليه لعدم وجود ما يوجب انتقالهم عنه ... وقد كان بين حروفهم في الأصل اختلاف لقراءتهم بأحرف مختلفة مما رخص لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم القراءة به ؛ ولما كان الصحابة هم من أقرؤوا التابعين فقد أخذ قراء أهل كل مصر اختلاف قراءتهم من إمامهم ومعلمهم من الصحابة ؛ ثم إن كل قارئ منهم قرأ على جمع من الصحابة والتابعين بقراءات ووجوه مختلفة ، وتخير كل واحد لنفسه قراءة مما قرأ وسمع وكان يقرئ كل تلميذ مما تيسر له من الأحرف مما وافق ما سمعه وقرأ به ، فتختلف قراءة كل تلميذ عن غيره ، في حروف قلت أو كثرت ...ثم إن هذه القراءات نقلها عنه تلامذته ... فانتقل معها كل هذا الاختلاف

2- أن القراء بعد التابعين الذي أخذوا من الصحابة مباشرة كثروا وتفرقوا في البلاد وانتشروا وأخذوا القراءة من موارد شتى فكثر الاختلاف بينهم في القراءة ،فبعضهم كان محكما لقراءته ضابطا لها ، وبعضهم قل ضبطه وظهر في قراءته بعض الشذوذ
ولذلك ظهر من القراء بل من الأئمة الذين أخذ عنهم القراء العشر شذوذ في القراءة كالأعمش وهو شيخ حمزة ، وكاليزيدي الذي أخذ عنه الدوري والسوسي قراءة أبي عمرو فصحت قراءتهما وشذت قراءته .

5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
🔹شروط قبول القراءة ثلاثة :
1- صحة إسنادها بالتواتر أو الشهرة والاستفاضة المتلقاة بالقبول من الأمة .
▪وعلى هذا الشرط استشكل علي أمر :
وهو أن المقدسي رحمه الله أكد على أن في كل قراءة صحيحة أوجه متواترة وغير متواترة وإنما هي مشهورة مستفيضة متلقاة بالقبول من جموع الأمة ، وقال : ( ولا يلتزم فيها التواتر بل تكفي الآحاد الصحيحة مع الاستفاضة وموافقة خط المصحف بمعنى أنها لا تنافيه ، وعدم المنكرين لها نقلا وتوجيها من حيث اللغة )

وضرب مثلا لما صح واشتهر دون التواتر نقل حركة الهمز لورش ، وإدغام أبي عمرو ،
وذكر بعض ما يقرأ به مما انتقد عليه في قراءته كبعض أحرف ابن عامر وحمزة ومثل التاءات المشددة عند البزي ، وبين أن لو كانت كل أحرف كل قراءة متواترة لما وجد من انتقد بعض القراءات كقراءة ابن عامر أو حمزة الزيات في بعض حروفهما ، وانتقادها منهم لعلمهم أنها غير متواترة ، إذ التواتر يحسم مادة أي خلاف ويقطع أي كلام
وحسبما فهمت أن القرءان المكتوب بين الدفتين منقول إلينا بالتواتر بمجموع أوجه قراءته ، لكن من أوجه أو أحرف القراءة المعمول بها والمقروء بها ما صح إسناده آحادا لا تواترا لكنه اشتهر واستفاض فصار مشهورا مقبولا وهو أقل رتبة من المتواتر

- وبحثت في ذلك فوجدت الدكتور مساعد بن سليمان الطيار يذكر ذلك فيقول أن ابن الجزري في كتابه منجد المقرئين كان قد ذكر أول شرط من شروط صحة القراءة تواتر السند
ثم إنه في النشر وقد كتبه بعد منجد المقرئين يذكر أول شرط صحة السند لا تواتره ، ومعلوم أن الصحيح فيه المتواتر والمشهور والآحاد
وبالتالي اعتبر هذا تراجعا من ابن الجزري عن اشتراط التواتر إلى اشتراط الصحة ، وقال أنه لو كان التواتر هو الشرط لما لزم وجود شرط غيره لأن التواتر قاض على غيره ، فلا ينظر بعد التواتر إلى رسم أو عربية
وإنما وضع الشرطان لضبط ما صح سنده من القراءة ، فكان لا بد أن يتحقق فيه الشرطان الآخران لتصح القراءة به

▪ فهل ما فهمته صحيح ؟
وإن كان صحيحا فكيف يتوجه هذا مع ما ذكره علم الدين السخاوي عن الشاذ من القراءة : لا تجوز القراءة بشيء منها ( أي الشاذة ) لخروجها عن إجماع المسلمين وعن الوجه الذي به ثبت القرءان - وهو التواتر - وإن كان موافقا للعربية وخط المصحف لأنه جاءنا طريق الآحاد ؛ فتلك الطريق لا يثبت بها القرآن

فأكد أن ما لم يتواتر من القراءات شاذ لأنه جاء من طريق آحاد

2- موافقتها خط المصحف العثماني ولو احتمالا
فمن الموافقة الصريحة كقراءة الصراط بالصاد وقد كتبت بالصاد
والموافقة احتمالا كقراءة ( ملك يوم الدين ) : مالك ، إذ تحتمل ملك أن تقرأ على اعتبار وجود ألف محذوفة رسما كما في ( الرحمن / إسحق )

3- موافقتها وجها من وجوه العربية الفصيحة

🔹وأما ما خالف هذه الشروط فهو شاذ ضعيف بإجماع الأمة ولا تصح القراءة به ويجب اجتنابه
- قال علم الدين السخاوي : لا تجوز القراءة بشيء منها ( أي الشاذة ) لخروجها عن إجماع المسلمين وعن الوجه الذي به ثبت القرءان - وهو التواتر - وإن كان موافقا للعربية وخط المصحف لأنه جاءنا طريق الآحاد ؛ فتلك الطريق لا يثبت بها القرآن

🔹القراءة بالشاذ في الصلاة :
▪ وقال ابن عبد البر عن مالك : من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود أو غيره من الصحابة مما خالف المصحف لم يصل وراءه .
- قال ابن عبد البر : وعلماء المسلمون مجمعون على ذلك إلا من شذ
▪ وقال أبو بكر المستظهري الشافعي أن الصلاة بالقراءة الشاذة لا تصح
وبعضهم اشترط ما أحال المعنى منها ، وجوز ما لم يحل معنى
▪وقال ابن الصلاح شيخ الشافعية : أن القراءة بالشاذ ممنوع منع تحريم لا منع كراهة في الصلاة وخارجها
وبين أن ذلك يستوي فيه من عرف المصادر والمعاني ومن لم يعرفها ، وإنما نقلت لفوائد تتعلق بعلم العربية لا ليقرأ بها

- وقال : ويجب منع القارئ بالشاذ وتأثيمه بعد تعريفه ، وإن لم يمتنع فعليه التعزير بشرطه .

▪وقال ابن الحاجب شيخ المالكية : لا يجوز أن يقرأ بالقراءة الشاذة في صلاة ولا في غيرها ؛ عالما كان بالعربية أم جاهلا
- وإذا قرأ بها قارئ فإن كان جاهلا بالتحريم عرف به ؛ وأمر بتركها
- وإن كان عالما أدب بشرطه
- وإن أصر على ذلك أدب على إصراره وحبس إلى أن يرتدع عن ذلك

🔸وأما من قرأ بإبدال كلمة مكان أخرى كأعطينا مكان آتينا ، وزينت مكان سولنا أي القراءة بالمعنى ؛ فالحرمة فيه أشد والتأديب عليه أبلغ والمنع منه أوجب كما بين ابن الحاجب وابن الصلاح .

🔸ومن تتبع ما شذ وقرأ وأقرأ به وأجاز القراءة به في الصلاة استتيب وأدب حتى يرجع كما فعل بابن شنبوذ المقرئ الذي كان يقرأ بما روي عن ابن مسعود وأبي مما خالف خط المصحف ، وتتبع الشواذ وقرأ بها ، وقال أن ما صح وجهه في العربية ووافق الرسم تصح القراءة به ( وهذا يجعل القراءة بالرأي لا بالإسناد ) فاستتيب حتى تاب وأعلن رجوعه عما قال به

6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمار المتحصّلة من ذلك.
قال تعالى ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ) ، وقال ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )
فبين تعالى أنه أنزل كتابه ليتدبر المسلمون آياته ويتفكروا فيها ويحرصوا على فهمها ليتحقق بهذا التدبر التذكر والفهم ثم العمل ...
- وقد بين ابن عباس رضي الله عنه أن قوله تعالى ( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته ) قال : يتبعونه حق اتباعه ... فليس المطلوب - مع أهميته - فقط استظهار القرءان وإقامة حروفه وسرعة سرده وتكراره ، وإنما المطلوب الأهم الوقوف عند آياته بالفهم والدرس ، والتدبر فيها وفي مراد الله منها ؛ لأن الغاية من كتاب الله هو العمل به ، ولا عمل بدون علم وفهم ...
- وقد روي عن الشعبي في قوله تعالى ( فنبذوه وراء ظهورهم ) إنما كان بين أيديهم ولكنهم تركوا العمل به .
فجعل تركهم العمل به كالنبذ له .
- وقال أبو الدرداء لمن جمع ولده القرءان : إنما جمع القرءان من سمع له وأطاعه

وقد بين تعالى في مواضع مختلفة مدحه لمن يتدبر في القرءان فتتأثر به جوارحه لتحرك قلبه به ( إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا )
وقال ( إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا )
وقال ( وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا
)
فبين تعالى أنه بهذا التأثر القلبي الذي تنفعل به الجوارح فيفيض عليها خشوعا وطمأنينة يحصل التدبر والانتفاع .
🔹 ولذلك كان السبيل إلى هذا التدبر :
- قراءة القرآن بالكيفية التي أمر بها سبحانه ( ورتل القرءان ترتيلا ) أي اقرأه بتؤدة وتمهل وطمأنينة
- وكذلك دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تحسين الصوت بالقرآن وقراءته بما تعرفه العرب بما يجمع القلب ويلم شعثه لا بلحون أهل الفسق التي تلهي وتطرب القلب ، ليكون تزيينه بصوت القارئ مدعاة لزيادة خشوع وفهم وتأثر ...
- ومن ذلك تخلية القلب عن أمور الدنيا عند تلاوته حتى يكون مجتمعا حاضرا لفهم القرءان
- وأن يحرص أن يقوم به ليله ويعمل به نهاره ...

🔹فمن حرص على ذلك وتدبر آياته حصل له من ثمرات هذا التدبر الكثير :
- يحصل له من الخشوع والفهم والتذكر ما لا يحصل لصاحب القلب الغافل اللاهي ، الذي يهذه هذا ، أو ينشغل بإقامة حروفه عن تدبره وإقامة حدوده ...
- يرجو أن يكون من أهل القرءان الذين أمر رسول الله بإكرامهم وتعظيم مكانتهم لتعظيمهم كتاب الله وعلو مكانته في قلوبهم
- يتميز بحمله كتاب الله والعمل به عن غيره في الدنيا ، ويرجو أن يكون كتاب الله حجيجا له يوم القيامة شفيعا له
- ومن ثمرة التدبر حسن فهم مراد الله ، والوقوف عند حدوده ، ومعرفة حلاله فيحله وحرامه فيحرمه ، وأمره فيلتزمه ونهيه فيتركه ، فالتدبر سبيل العمل
قال الإمام الغزالي : "وتلاوة القرآن حق تلاوته أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب، فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل، وحظ العقل تفسير المعاني، وحظ القلب الاتعاظ والتأثر والانزجار والائتمار. فاللسان يرتل والعقل يترجم والقلب يتعظ".
فغاية التلاوة والإنصات والفهم والعلم هي العمل ، والوصول به إلى ما يرضي الله تعالى منه ... فمن كانت قراءته سلما إلى العمل فقد أحسن ، ومن كانت قراءته لمجرد إقامة الحروف وإتقان مخارجها - على أهميته - لكن من كان هذا فقط همه فعليه أن يراجع قصده ويصحح نيته ويعيد توجيه همته لتكون تلاوته تلاوة تدبر وفهم ثم عمل .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 جمادى الآخرة 1439هـ/18-02-2018م, 07:58 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

أجب على الأسئلة التالية:
1:
استخص عناصر الباب الأول:كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.

v بيان أن القران نزل في ليلة مباركة وهي ليلة القدر في رمضان من أوجه
-1عرض الأدلة على ذلك بجمع آيات القران والتوفيق بينها
-2 الإنكار على من قال أنه نزل في ليلة النصف من شعبان
3- رفع البس ودفع الشبهة على من أشكل عليه التوفيق بين كون القران نزل في رمضان وبين ما يراه من نزول القران في أشهر السنة
4- عرض الأحاديث و أقوال السلف التي تدل على أن القران نزل في رمضان في ليل القدر.
v بيان معنى قولنا نزل القران في ليلة القدر....

عرض الأقوال و الأدلة :
1-أنه ابتدئ نزوله فيها.
أي أن القران ابتدأ نزوله على النبي صلى الله عله وسلم وهو متحنث بغراء حراء
- تعقب ابن شامة لهذا القول..من جهتين
2- أنه أنزل فيها جملة واحدة..وهو قول ابن عباس...وغيره
-عرض الأدلة: نقل جملة من أقوال السلف الدالة على ذلك
-بيان معنى.{وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا}
-بيان معنى {فلا أقسم بمواقع النجوم}
3-أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة..وهو قول مقاتل والحليمي
-ذكر الأقوال في ذلك
4-أن المراد به معارضة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم القران قاله الشعبي
-ذكر قول الشعبي.
- ذكر الآثار الدالة على معارضة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم القران في رمضان من كل سنة.
-توجيه كلام الشعبي
الخلاصة
قوله تعالى : { أنزل فيه} تحتمل الأوجه الأربعة
v نزول القران جملة
-السر في نزول القران جملة إلى السماء الدنيا
- وقت نزول القران جملة إلى السماء الدنيا قبل أن بعد النبوة
- فوائد نزول القران جملة .
- "إنا أنزلناه في ليلة القدر" من جملة ما نزل جملة أم لا.
v نزول القران منجما
- السر في نزول القران إلى الأرض منجما.
- مدة نزول القران منجما
- تكفل الله لنبيه بحفظ القران وبيانه ووعده بذلك و ضمن له عدم نسيانه
v أول ما نزل من القران و آخر ما نزل.
-أول ما نزل من القران
-آخر ما نزل من القران
v معارضة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم القران
v حفاظ القرآن من الصحابة رضي الله عنهم ومن جمعه منهم.
1- من قال أن عددهم محصور - هم قلة-
نقل الأحاديث والآثار في ذلك
- 2- من قال أن عدد هم كثير
قاله أبو بكر الباقلاني في "كتاب الانتصار" وبين الأدلة على أنهم كانوا أضعاف هذه العدد المذكورة وأن العادة تحيل خلاف ذلك
3- توجيه الأحاديث والآثار التي حصرت عدد الحفاظ

v تدوين القران وجمعه في زمن النبي صلى اله عليه وسلم
كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلما نزل من القرآن شيء أمر بكتابته
v الناسخ والمنسوخ من القرآن
أنواع النسخ في القرآن :
1- منه ما نسخت تلاوته وبقي حكمه.
-
2- ومنه ما نسخت تلاوته وحكمه
3- ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته .

2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
وقد قال أبو بكر بن العربي :"لم تتعين هذه السبعة بنص من النبي صلى الله عليه وسلم، ولا بإجماع من الصحابة، وقد اختلفت فيها الأقوال:

القول الأول
- المراد بالأحرف السبع سبع لغات من لغات العرب. متفرقة في القرآن ؛ وليس للحرف الواحد سبع أوجه ..وهو قول أبو عبيد القاسم بن سلام والسرقسطي .والبغوي.وغيرهم
.قال أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى في كتاب "غريب الحديث": قوله سبعة أحرف يعني سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، هذا لم نسمع به قط، ولكن نقول: هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن، فبعضه نزل بلغة قريش، وبعضه نزل بلغة هوازن، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة أهل اليمن، وكذلك سائر اللغات، ومعانيها في هذا كله واحدة.
وقال الإمام البغوي :
"أظهر الأقاويل وأصحها وأشبهها بظاهر الحديث أن المراد من هذه الحروف اللغات، وهو أن يقرأ كل قوم من العرب بلغتهم، وما جرت عليه عادتهم من الإدغام والإظهار والإمالة والتفخيم والإشمام والإتمام والهمز والتليين وغير ذلك من وجوه . اللغات إلى سبعة أوجه منها في الكلمة الواحدة
أدلة هذا القول
- عن أنس بن مالك أن عثمان رحمة الله عليه قال للرهط القرشيين الثلاثة حين أمرهم أن يكتبوا المصاحف: ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم.

-
وجاء عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: نزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب. وفي رواية عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم.

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : "إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعالى" ، وكذلك قال ابن سيرين: "إنما هو كقولك هلم وتعالى وأقبل"، ثم فسره ابن سيرين فقال: في قراءة ابن مسعود "إن كانت إلا زقية واحدة"، وفي قراءتنا: {صَيْحَةً وَاحِدَةً} ، فالمعنى فيهما واحد، وعلى هذا سائر اللغات.

اللغات متفرقة في القران غير مجتمعة في اللفظ الواحد
وهذه اللغات متفرقة في القرآن، وليس شرطا أن تأتي سبع لغات في كل حرف ..بل يجوز أن يأتي في اللفظ الواحد وجهان أو ثلاثة أو أكثر..
قال الهذلي في" الكامل" .وليس الشرط أن تأتي سبع لغات في كل حرف، بل يجوز أن يأتي في حرف وجهان أو ثلاثة أو أكثر، ولم تأت سبعة أحرف إلا في كلمات يسيرة، مثل: "أف" بالضم والفتح والكسر () مع التنوين وبغير تنوين مع الحركات الثلاث وبالسكون.
واختار الحافظ أبو العلاء تفسيرها باللغات المتفرقة في القرآن، قال: وليس الغرض أن تأتي اللغات السبع في كل كلمة من كلم القرآن، بل يجوز أن يأتي في الكلمة وجهان أو ثلاثة، فصاعدًا إلى سبعة، ولم تأت سبعة أوجه إلا في كلمات محصورة، نحو "جبريل" ، {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} ، "أرجئه" ، و"أف" ، و {عَذَابٍ بَئِيس} ، و {هَيْهَات} ، و"دري توقد"


تعيين تلك اللغات السبعة
اختلف أهل العلم في تعين تلك اللغات السبعة على أقوال
1- قيل هي سبع لغات لقريش فحسب واستدلوا لذلك :
-عن أنس بن مالك أن عثمان رحمة الله عليه قال للرهط القرشيين الثلاثة حين أمرهم أن يكتبوا المصاحف: ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم.
- وبما رواه أبود داود في سننه أن عمر ابن الخطاب أرسل كتاب إلى ابن مسعود : أما بعد فإن الله أنزل القران بلغة قريش فإذا أتاك كتابي هذا فأقرئ الناس بلغة قريش ولا تقرئهم بلغة هذيل
رد على هذا القول:
أنه يوجد في القران لغات غير لغة قريش من تحقيق الهمزات ونحوها -وقريش لا تهمز- ؛ وإنما المراد بقول عثمان أنزل القران بلسان قريش
*إما المراد به على الأغلب الأعم
*أو أن ذلك كان في بداية نزول قبل الرخصة والتسهيل على الناس فجوز لهم أن يقرؤوه على لغاتهم ؛ فأشار عثمان إلى أول نزوله.
- وأما الرد على كتاب عمر لابن مسعود فقيل في قوله "أقرئ الناس بلغة قريش".
*أن ذلك على الاختيار ..وإذا أبيح لنا قراءته على كل ما أنزل فجائز الاختيار
*أن ذلك متعلق ممن أراد من غير العرب حفظه فالمختار له أن يقرأه على لسان قريش، لأن جميع لغات العرب بالنسبة إلى غير العربي مستوية في التعسر عليه، فإذًا لا بد من واحدة منها، فلغة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أولى له، وإن أقرى بغيرها من لغات العرب، فجائز فيما لم يخالف خط المصحف، وأما العربي المجبول على لغة فلا يكلف لغة قريش لتعسرها عليه، وقد أباح الله تعالى القراءة على لغته.
2- أنها كلها من لغة مضر ودليلهم في ذلك حديث عثمان.
قال عثمان رضي الله عنه: نزل القرآن بلسان مضر.
ورد هذا القول :
- أن في لغة مضر شواذ لا يجوز قراءة القران به مثل كشكشة قيس وعنعنة تميم.
- وما ثبت عن عثمان " ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم" أولى من هذا الحديث وأثبت منه فوجب تقديمه عليه.
3- وقيل: خمس لغات لعجز هوازن ولغتان على جميع ألسنة العرب.
قال ابن عباس قال : أنزل القران على سبعة أحرف؛ صار في عجز هوازن منها خمسة"
قال أبو عبيد: والعجز هم سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف، وهذه القبائل هي التي يقال لها: عليا هوازن، وهم الذين قال فيهم أبو عمرو بن العلاء (. : أفصح العرب عليا هوازن وسفلى تميم. فهذه عليا هوازن، وأما سفلى تميم فبنو دارم، فهذه سبع قبائل
4- وقيل هي لغة قريش وهذيل وتميم وأزد وربيعة وهوازن وسعد بن بكر
5- وقيل هي سبع لغاتمتفرقات على لغات العرب يمنها ونزارها؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجهل شيئا منها، وكان قد أوتي جوامع الكلم
- وجاء عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: نزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب. وفي رواية عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم.

قال أبو شامة تعليقا على الأثر:.. هذا هو الحق؛ لأنه إنما أبيح أن يقرأ بغير لسان قريش توسعة على العرب، فلا ينبغي أن يوسع على قوم دون قوم، فلا يكلف أحد إلا قدر استطاعته، فمن كانت لغته الإمالة، أو تخفيف الهمز، أو الإدغام، أو ضم ميم الجمع، أو صلة هاء الكناية، أو نحو ذلك فكيف يكلف غيره؟ وكذا كل من كان من لغته أن ينطق بالشين التي كالجيم، والجيم التي كالكاف، ونحو ذلك، فهم في ذلك بمنزلة الألثغ والأرت ، لا يكلف ما ليس في وسعه، وعليه أن يتعلم ويجتهد، والله أعلم.

رد ابن قتيبة على هذه الأقوال جميعا
رد ابن قتيبة على من قال أن في القران غير لغة قريش
قال ابن قتيبة :"وهذا القول عظيم من قائله لأنه غير جائز أن كون في القران لغة تخالف قريش لقوله تعالى :{ "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} إلا أن يكون القائل لهذا أراد ما وافق من هذه اللغات لغة قريش
وتعقبه أيوب الستختياني بقوله : أن معنى قوله أراد العرب كله
قال أبي شامة فعلى هذا القول لا يستقيم اعتراض ابن قتيبة
- من أنكر أن المراد بالأحرف السبع سبع لغات
قال ابن عبد البر: "... وأنكر أكثر أهل العلم أن يكون معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم " أنزل القران على سبعة أحرف " سبع لغات وقالوا:
هذا لا معنى له؛ لأنه لو كان كذلك لم ينكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر؛ لأنه من كانت لغته شيئا قد جبل وطبع عليه وفطر به لم ينكر عليه، وأيضا فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشي مكي، وقد اختلفت قراءتهما، ومحال أن ينكر عليه عمر لغته، كما محال أن يقرئ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واحدًا منهما بغير ما يعرفه من لغته، والأحاديث الصحاح المرفوعة كلها تدل على نحو ما يدل عليه حديث عمر هذا.
وقد ضعف الأهوازي تفسير الأحرف السبعة باللغات، قال: لأن اللغات في القبائل كثير عددها

القول الثاني
المراد بالسبع أحرف التوسعة، وليس حصرا للعدد".
أي أن الله وسع على عباده أن يقرأه كل واحد على لغته بأي حرف شاء تسهيلا علي الناس في تلاوته ولو أخذوا بأن يقرءوه على حرف واحد لشق عليهم، ولكان ذلك داعية إلى الزهاد فيه وسببا للنفور عنه".

دليل هذا القول
هذا موافق لما جاء عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: نزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب. وفي رواية عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم.

-و قيل في معنى قوله تعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} إنه جرى كالمثل في التعبير عن التكثير، لا حصرا في هذا العدد.

القول الثالث
-معنى السبعة الأحرف سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعالى وهلم، . وهو قول أبي جعفر الطبري والطحاوي
قال أبو بكر محمد بن عبد الله الأصبهاني المقرئ: أخبرنا أبو علي الحسن بن صافي الصفار أن عبد الله بن سليمان حدثهم قال: حدثنا أبو الطاهر قال: سألت سفيان بن عيينة عن اختلاف قراءة المدنيين والعراقيين،هل تدخل في السبعة الأحرف؟ فقال: لا، وإنما السبعة الأحرف كقولهم هلم، أقبل، تعال، أي ذلك قلت أجزاك.
أدلة هذا القول

1-حديث أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((أقرئت القرآن فقلت: على حرف أو حرفين، فقال لي الملك الذي عندي: على حرفين، فقلت: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، هكذا حتى بلغ سبعة أحرف وليس منها إلا شاف كاف، غفورا رحيما، عليما حكيما، عزيزا حكيما، أي ذلك قلت فإنه كذلك)) -زاد بعضهم- ((ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
2-حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((
هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا، ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة)).*
3-ومنها حديث أبي جهيم الأنصاري:"أن رجلين اختلفا في آية من القرآن، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن المراء كفر)).

قال ابن عبد البر : "وهذه الآثار كلها تدل على أنه لم يعن به سبع لغات، والله أعلم".

4-"وقد جاء عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {للذين آمنوا انظرونا}، مهلونا، أخرونا، أرجئونا، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}، مروا فيه، سعوا فيه، كل هذه الحروف كان يقرأ بها أبي بن كعب، إلا أن مصحف عثمان الذي بأيدي الناس اليوم هو منها حرف واحد".
و قال ابن عبد البر: "وعلى هذا أهل العلم، فاعلم".

عدم وجود هذه السبع أحرف على هذا القول :
فعلى القول بأن المراد بالأحرف السبع سبع سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، والحال أن هذه المعاني غير موجودة في القران دل ذلك على أن عثمان قد جمع الناس على حرف واحد
قال ابن عبد البر ..{..وهذا كله يدلك على أن السبعة الأحرف التي أشير إليها في الحديث ليس بأيدي الناس منها، إلا حرف زيد بن ثابت الذي جمع عليه عثمان رضي الله عنه المصاحف".

وقال أبو جعفر الطحاوي : كانت هذه السبعة للناس في الحروف لعجزهم عن أخذ القرآن على غيرها؛ لأنهم كانوا أميين، لا يكتبون إلا القليل منهم، فكان يشق على كل ذي لغة منهم أن يتحول إلى غيرها من اللغات، ولو رام ذلك لم يتهيأ له إلا بمشقة عظيمة، فوسع لهم في اختلاف الألفاظ إذا كان المعنى متفقا، فكانوا كذلك، حتى كثر من يكتب منهم، وحتى عادت لغاتهم إلى لسان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقرءوا بذلك على تحفظ ألفاظه، ولم يسعهم حينئذ أن يقرءوا بخلافها، وبان بما ذكرنا أن تلك السبعة الأحرف إنما كانت في وقت خاص، لضرورة دعت إلى ذلك، ثم ارتفعت تلك الضرورة فارتفع حكم هذه السبعة الأحرف، وعاد ما يقرأ به القرآن إلى حرف واحد"
القول الرابع
سبعة أحرف معناه سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه،
دليل هذا القول
- حديث يرويه سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).

رد هذا القول
وقد أبطل الأهوازي تفسير الأحرف السبعة بالأصناف؛ لأن أصنافه أكثر من ذلك، منها الإخبار، والاستخبار على وجه التقرير والتقريع، ومنها الوعد، والوعيد، والخبر بما كان وبما يكون، والقصص، والمواعظ، والاحتجاج، والتوحيد، والثناء، وغير ذلك.
وقد رد أهل العلم حديث بن مسعود من جهتين
-جهة السندقال ابن عبد البر ..هذا حديث عند أهل العلم لم يثبت، وأبو سلمة . لم يلق ابن مسعود، وابنه سلمة ليس ممن يحتج به، وهذا الحديث مجتمع على ضعفه من جهة إسناده
والحديثيرويه الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سلمة بن أبي سلمة عن أبيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا" قال البيهقي في "كتاب المدخل" وقال: هذا مرسل جيد
جهة النظر:
تفسير الأحرف السبعة الأحرف بهذا القول تأويله فاسد؛ لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله. .
قال البيهقى الحديث مرسل جيد
تأويل الحديث على فرض صحته. فإن صح فمعنى قوله: "سبعة أحرف":
-1 فمعنى قوله: "سبعة أحرف": أي سبعة أوجه، وليس المراد به ما ورد في الحديث الآخر من نزول القرآن على سبعة أحرف، ذاك المراد به اللغات التي أبيحت القراءة عليها، وهذا المراد به الأنواع التي نزل القرآن عليها، والله أعلم.قاله البيهقي
2-ذكر أبو علي الأهواز، والحافظ أبو العلاء أن قوله "زاجر وآمر" إلى آخره استئناف كلام آخر، أي هو كذلك، ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة، وإنما توهم ذلك من توهمه،لاتفاقهما في العدد وهو السبعة، وروي "زاجرًا وآمرًا ... " بالنصب، أي نزل على هذه الصفة من سبعة أبواب على سبعة أحرف، ويكون المراد بالأحرف غير ذلك.
3- أن يكون ذلك تفسير للأبواب، لا للأحرف، أي هذه سبعة أبواب من أبواب الكلام وأقسامه وأنواعه، أي أنزله الله تعالى كائنا من هذه الأصناف، لم يقتصر به على صنف واحد، بخلاف ما يحكى أن الإنجيل كله مواعظ وأمثال.
قال الطبري:.. وأما معنى قوله: "إن الكتاب الأول نزل من باب واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب" ، فقد مضى تفسير "الأبواب السبعة".
وهي أنه آمر وزاجر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، ولم يجمع كتاب مما تقدم هذه "الأبواب السبعة" كزبور داود الذي هو تذكر ومواعظ، وإنجيل عيسى الذي هو تمجيد ومحامد وحض على الصفح والإعراض". .

القول الخامس: المراد بالسبعة الأحرف : سبع أوجه من وجوه القراءات وهو قول الباقلاني و مكي القيسي والأهوازي وابن قتيبة وابن شريح و السخاوي
قال أبو شامة
قال قوم سبعة أحرف منها ستة مختلفة الرسم، كانت الصحابة تقرأ بها إلى خلافة عثمان رضي الله عنهم، نحو الزيادة، والألفاظ المرادفة، والتقديم، والتأخير، نحو (إن الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي)، (وجاءت سكرة الحق بالموت)، (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين)، (يأخذ كل سفينة صالحة غصبا)، (والعصر ونوائب الدهر)، (وله أخ أو أخت من أمه)،"وما أصابك من سيئة فمن نفسك إنا كتبناها عليك" ، و"إن كانت إلى زقية واحدة" ، و"كالصوف المنقوش" ، و"طعام الفاجر" ، و"إن بوركت النار ومن حولها" في نظائر ذلك
فجمعهم عثمان على الحرف السابع الذي كتبت عليه المصاحف، وبقي من القراءات ما وافق المرسوم، فهو المعتبر، إلا حروفا يسيرة اختلف رسمها في مصاحف الأمصار، نحو (أوصى) و(وصى)، و {من يرتد} و(من يرتدد)، و(من تحتها) و(تحتها)، وكأنهم أسقطوا ما فهموا نسخه بالعرضة الأخيرة التي عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام، ورسموا ما سوى ذلك من القراءات التي لم تنسخ.

قال ابن عبد البر: "وهذا وجه حسن من وجوه معنى الحديث، وفي كل وجه منها حروف كثيرة لا تحصى عددا، وهذا يدلك على قول العلماء أن ليس بأيدي الناس من الحروف السبعة التي نزل القرآن عليها، إلا حرف واحد، وهو صورة مصحف عثمان، وما دخل فيها يوافق صورته من الحركات واختلاف النقط من سائر الحروف".

اختلاف أهل العلم في استخراج وجوه القراءات
وقد اختلف العلماء في استخراج وجوه القراءات على أقوال ذكرها أبو شامة
فذكر اختيار مكي القيسي؛ الأهوازي ؛ الأدفوي؛البلاقني ؛و السخاوي.

أولا
قال بعضهم: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة:
1-
منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، مثل {هن أطهر لكم} , (أطهر لكم)، {ويضيق صدري} (ويضيق صدري) بالرفع والنصب فيهما،
2-
ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، مثل (ربنا باعد بين أسفارنا) و {ربنا باعد بين أسفارنا}،
3-
ومنا ما يتغير معناه بالحروف واختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، مثل (إلى العظام كيف ننشرها) بالراء والزاي،
4-
ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، مثل {كالعهن المنفوش} و(كالصوف المنفوش)،
5-
ومنها ما تتغير صورته ومعناه، مثل {وطلح منضود} "وطلع منضود".
6-
ومنها التقديم والتأخير، مثل {وجاءت سكرة الموت بالحق} "وجاء سكرة الحق بالموت"،
7-
ومنها الزيادة والنقصان، نحو "نعجة أنثى"، و"من تحتها" في آخر التوبة، و"هو الغني الحميد" في الحديد.
واعتمد على هذه الأوجه مكي، وجعل من القسم الأول نحو "البخل" و"البخل" ، و"ميسرة" بضم السين وفتحها ، ثم قال: "وهذه الأقسام كلها كثيرة، لو تكلفنا أن نؤلف في كل قسم كتابا بما جاء منه وروي لقدرنا على ذلك" .

ثانيا :
اختار أبو علي الأهوازي
"قال بعضهم: معنى ذلك هو الاختلاف الواقع في القرآن، يجمع ذلك سبعة أوجه:
ا1- لجمع والتوحيد، كقوله تعالى: {وكتبه} "وكتابه"،
2-
والتذكير والتأنيث، كقوله تعالى: {لا يقبل} و"لا تقبل"،
3-
والإعراب، كقوله تعالى: "المجيد" و {المجيد}،
4-
والتصريف، كقوله تعالى: "يعرشون" و {يعرشون}،
5-
والأدوات التي يتغير الإعراب لتغيرها، كقوله تعالى: "ولكن الشياطين" {ولكن الشياطين}،
6-
واللغات، كالهمز وتركه، والفتح، والكسر، والإمالة، والتفخيم، وبين بين، والمد، والقصر، والإدغام، والإظهار،
7-
وتغيير اللفظ والنقط بالتفاق الخط، كقوله تعالى: "ننشرها" و {ننشزها}، ونحو ذلك". قال: "وهذا القول أعدل الأقوال وأقربها لما قصدناه، وأشبهه بالصواب".

ونسب هذا القول أبو العلاء إلى أبي الطاهر وقال:"{ وهذا أقرب إلى الصواب إن شاء الله تعالى"}
وقال "قد روى عن مالك ابن انس أنه كان يذهب إلى هذا المعنى".

ثالثا قال بعضهم: معنى ذلك سبعة معان في القراءة".
ذكره الأهوازي ونسبه هذا أبو العلاء إلى أبي العباس أحمد بن واصل
1- "
أحدها: أن يكون الحرف له معنى واحد، تختلف فيه قراءتان تخالفان بين نقطة ونقطة مثل {تعملون} و"يعملون".
2- "
الثاني: أن يكون المعنى واحدا وهو بلفظتين مختلفتين، مثل قوله تعالى: {فاسعوا} و"فامضوا".
"3-
والثالث: أن تكون القراءتان مختلفتين في اللفظ، إلا أن المعنيين متفرقان في الموصوف، مثل قوله تعالى: "ملك" و {مالك}.
4- "
والرابع: أن تكون في الحرف لغتان، والمعنى واحد وهجاؤها واحد، مثل قوله تعالى: "الرشد" والرشد".
5- "
والخامس: أن يكون الحرف مهموزا وغير مهموز، مثل "النبيء" و {النبي}.
6- "
والسادس: التثقيل والتخفيف، مثل {الأكل} و"الأكل".*
7- "
والسابع: الإثبات والحذف، مثل "المنادي" و {المناد} ".

قال أبو علي: "وهذا معنى يضاهي معنى القول الأول الذي قبله، وعليه اختلاف قراءة السبعة الأحرف


رابعا:
اختيار الأدفوي قال:
"القرآن محيط بجميع اللغات الفصيحة، وتفصيل ذلك أن تكون هذه اللغات السبع على نحو ما أذكره.
1-"فأول ذلك تحقيق الهمز وتخفيفه في القرآن كله، في مثل {يُؤْمِنُون} ،
و"مؤمنين"
2-"ومنه إثبات الواو وحذفها في آخر الاسم المضمر، نحو: "ومنهمو
أميون} "
3-"ومنه أن يكون باختلاف حركة وتسكينها، في مثل "غِشَاوَة" ، و"غشوة" ، و {جِبْرِيل} ، و {مَيْسَرَة} ، و {الْبُخْل} ، و {سِخْرِيًّا} ".
4-"ومنه أن يكون بتغيير حرف، نحو "ننشرها" ، و"يقض الحق" ، و {بِضَنِين} ".
5-"ومنه أن يكون بالتشديد والتخفيف، نحو {يُبَشِّرُهُم} ، و"يَبْشُرُهم" .
6-"ومنه أن يكون بالمد والقصر، نحو "زكرياء" و {زَكَرِيَّا} "..
7-"ومنه أن يكون بزيادة حرف من "فعل" و"أفعل"، مثل {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} ، و {نُسْقِيكُم} " .
خامسا اختيار الباقلاني
واختار نحو هذه الطريقة في تفسير الأحرف السبعة القاضي أبو بكر محمد بن الطيب في "كتاب الانتصار" فذكر التقديم والتأخير وجها، ثم الزيادة والنقص، نحو {وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِم} و"يا مال" و"ناخرة" و"سرجا" ، و {خْرَجًا}
3-: اختلاف الصورة والمعنى، نحو {وَطَلْحٍ مَنْضُود} ، "وطلع منضود" ، وقيل هما اسمان لشيء واحد، بمنزلة {الْعِهْن} و"الصوف" ، و {الْأَثِيم} و"الفاجر" ، فيكون مما تختلف صورته في النطق والكتاب، ولا يختلف معناه.
4-: أن يكون الاختلاف في القراءتين، اختلافا في حروف الكلمة بما يغير معناها ولفظها من السماع، ولا يغير صورتها في الكتاب، نحو "ننشرها" و {نُنْشِزُهَا} .
5-: الاختلاف في بناء الكلمة بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب ولا يغير معناها، نحو "البُخل" و"البَخل" ، و"مَيْسَرة"،
و"مَيّسَرة"، "يعكُِفون" ، {هَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُور}".
6-: تغيير الصورة دون المعنى، نحو "العهن" و"الصوف" ، و {صَيْحَة} و"زقية" ، {فُومِهَا} و"ثومها" .
7-: اختلاف حركات الإعراب والبناء، بما يغير المعنى، والصورة واحدة، نحو "باعَدَ، وباعِدْ بين أسفارنا" ، و"لقد علمتَُ ما أنزل هؤلاء" بالضم والفتح". قال: "فهذا، والله أعلم، هو تفسير السبعة الأحرف دون جميع ما قدمنا ذكره".
سادسا: اختيار السخاوي
وأخبرنا شيخنا أبو الحسن رحمه الله في كتابه "جمال القراءة" قال:
"فإن قيل: فأين السبعة الأحرف التي أخبر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن القرآن أنزل عليها في قراءتكم هذه المشهورة؟
"قلت: هي متفرقة في القرآن، وجملة ذلك سبعة أوجه:
"الأول: كلمتان تقرأ بكل واحدة في موضع الأخرى، نحو
{يُسَيِّرُكُم} و"ينشركم" ، و {لَنُبَوِّئَنَّهُم} و"لنثوينهم" ، و {فَتَبَيَّنُوا} و"فتثبتوا" .
"الثاني: زيادة كلمة، نحو "من تحتها" ، و {هُوَ الْغَنِيُّ} " .
"الثالث: زيادة حرف، نحو {بِمَا كَسَبَت} و"فبما كسبت" ، -يعني في سورة الشورى".
"الرابع: مجئ حرف مكان آخر، نحو {يَقُول} و"نقول" ، و {تُبْلَو} و"تتلو" .
"الخامس: تغيير حركات، إما بحركات آخر، أو بسكون، نحو {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} ، و"ليحكم أهل الإنجيل".
"السادس: التشديد والتخفيف، نحو {تُسَاقِط} و"بلد ميت وميت" .
"السابع: التقديم والتأخير، نحو {وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا} ، {وقتلوا وقاتلوا}
ثم قال الشيخ: "وقوله عز وجل {ثم انظر أنى يوفكون} يقرأ على سبعة أوجه، وكذلك قوله عز وجل: {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ} ، وقوله عز وجل {فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا} ، ولذلك نظائر"

تضعيف القول : بأن المراد بالأحرف السبع أوجه القراءات
ضعف أو شامة هذا القول لأنه لادليل عليه ويلزم منه لوازم غير صحيحة قال رحمه الله تعالى بعد سرده للأقوال..وهذه الطرق المذكورة في بيان وجود السبعة الأحرف في هذه القراءات المشهورة كلها ضعيفة؛ إذ لا دليل على تعيين ما عينه كل واحد منهم، ومن الممكن تعيين ما لم يعينوا. ثم لم يحصل حصر جميع القراءات فيما ذكروه من الضوابط، فما الدليل على جعل ما ذكروه مما دخل في ضابطهم من جملة الأحرف السبعة دون ما لم يدخل في ضابطهم، وكان أولى من جميع ذلك لو حملت على سبعة أوجه من الأصول المطردة كصلة الميم، وهاء الضمير، وعدم ذلك، والإدغام، والإظهار، والمد، والقصر، وتحقيق الهمز، وتخفيفه، والإمالة، وتركها، والوقف بالسكون، وبالإشارة إلى الحركة، وفتح الياءات، وإسكانها، وإثباتها، وحذفها، والله أعلم.


كما ضعفه أيضا القاسم بن ثابت السرقسطي بقوله :" ....وهذه الأحاديث الصحاح التي ذكرنا بالأسانيد الثابتة المتصلة تضيق عن كثير من الوجوه التي وجهها عليها من زعم أن الأحرف في صورة الكتبة وفي التقديم والتأخير والزيادة والنقصان؛ لأن الرخصة كانت من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والعرب ليس لهم يومئذ كتاب يعتبرونه، ولا رسم يتعارفونه، ولا يقف أكثرهم من الحروف على كتبه، ولا يرجعون منها إلى صورة، وإنما كانوا يعرفون الألفاظ بجرسها، أي بصوتها، ويجدونها بمخارجها، ولم يدخل عليهم يومئذ من اتفاق الحروف ما دخل بعدهم على الكتبين من اشتباه الصور، وكان أكثرهم لا يعلم بين الزاي والسين سببا، ولا بين الصاد والضاد نسبا."


3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
ليست القراءات السبع هي الأحرف السبع بل هي جزء وبعض منها
نقل أقوال العلماء في ذلك:
قال أبو شامة...ظن جماعة ممن لا خبرة له بأصول هذا العلم أن قراءة هؤلاء الأئمة السبعة هي التي عبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف))، فقراءة كل واحد من هؤلاء حرف من تلك الأحرف، ولقد أخطأ من نسب إلى ابن مجاهد أنه قال ذلك.
-
قال أبو محمد مكي:
"
هذه القراءات كلها التي يقرؤها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووافق اللفظ بها خط المصحف الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه وعلى اطراح ما سواه، ولم ينقط ولم يضبط فاحتمل التأويل لذلك".

-
قال أبو علي الأهوازي :قال: "ولسنا نقول: إن ما قرأه هؤلاء السبعة يشتمل على جميع ما أنزله الله عز وجل من الأحرف بالسبعة التي أباح رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرأ بها، ولا معنى ما ورد عنهم معنى ذلك".
قال: "وقد ظن بعض من لا معرفة له بالآثار أنه إذا أتقن عن هؤلاء السبعة قراءتهم أنه قد قرأ السبعة الأحرف التي جاء بها جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم". قال: "وهو خطأ بين وغلط ظاهر عند جميع أهل البصر بالتأويل".
إبطال هذا القول
- أن هذا القول لا دليل عليه..."فكيف يجوز أن يظن ظان أن هؤلاء السبعة المتأخرين قراءة كل واحد منهم أحد الحروف السبعة التي نص عليها النبي صلى الله عليه وسلم، هذا تخلف عظيم، أكان ذلك بنص من النبي صلى الله عليه وسلم أم كيف ذلك".
- أن كون القراء سبع فقط هذا لا يسلم له فقد ألف بعض من العلماء في القراءات فهناك من زاد عليهم وهناك من أنقص وذكر خمسا فقط
- كون هؤلاء السبع بعينهم غير مقصود لوجود من ألف في القراءات فاطرح بعضهم وذكر غيرهم
وأول من اقتصر على السبع ابن مجاهد وتابعه على ذلك من أتى بعده.وسبب اقتصار ابن مجاهد على السبعة لأمرين:
- ليوافق قول النبي صلى الله عليه وسلن " إن هذا القران أنزل على سبعة أحرف"
- ليوافق عدد المصاحف التي أرسلها عثمان إلى الأمصار فقد أرسل سبع مصاحف لكل مصر مصحفا

- هذا القول يترتب محاذير

-
قال مكي : : "فأما من ظن أن قراءة كل واحد من هؤلاء القراء كنافع وعاصم وأبي عمرو، أحد الأحرف السبعة التي نص النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك منه غلط عظيم.
-إذ يجب أن يكون ما لم يقرأ به هؤلاء السبعة متروكا؛ إذ قد استولوا على الأحرف السبعة عنده، فما خرج عن قراءتهم فليس من السبعة عنده".
- "
ويجب من هذا القول أن تترك القراءة بما روي عن أئمة هؤلاء السبعة من التابعين والصحابة مما يوافق خط المصحف، مما لم يقرأ به هؤلاء السبعة".
- "
ويجب منه أن لا تروى قراءة عن ثامن فما فوقه؛ لأن هؤلاء السبعة عند معتقد هذه القول قد أحاطت قراءتهم بالأحرف السبعة".
-
4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.

أولا و أهم سبب في ذلك الذي كان له الأثير الكبير في اختلاف القراءة ؛
خلو المصحاف التي أنفذها عثمان إلى الأمصار من الشكل و الإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه فلما كان الأمر كذلك.فكان معلموا القران يعلمون الناس بما كان قد عُلموا مما هو موافق لخطا المصحف ..فما كان من قراءتهم موافقا لخطا المصحف ثبتوا عليه وما كان مخالفا لخط المصحف تركوه وانتقوا إلى ما هو ثابت في المصحف.بهذا حصل الاختلاف في القراءة و ترتب عليه نشأة القراءات..
قال مكي القيسى...فإنقيل: فما تقولون في هذه القراءات السبع التي ألفت في الكتب؟
"قلنا: إنما أرسل أمير المؤمنين المصاحف إلى الأمصار الخمسة بعد أن كتبت بلغة قريش، فإن القرآن إنما نزل بلغتها ثم أذن رحمة من الله تعالى لكل طائفة من العرب أن تقرأ بلغتها على قدر استطاعتها، فلما صارت المصاحف في الآفاق غير مضبوطة ولا معجمة قرأها الناس فما أنفذوه منها نفذ، وما احتمل وجهين طلبوا فيه السماع حتى وجدوه".
قال أبو شامة:..ونفذت –يعنى مصاحف عثمان- إلى الأمصار وأمروا باتباعها وترك ما عداها، فأخذ الناس بها، وتركوا من تلك القراءات كل ما خالفها، وأبقوا ما يوافقها صريحا كقراءة {الصِّرَاط} بالصاد، واحتمالا كقراءة {مَالِكِ} بالألف ؛ لأن المصاحف اتفقت على كتابة "ملك" فيها بغير ألف، فاحتمل أن يكون مراده كما حذفت من "الرحمن" و"إسمعيل" و"إسحق" وغير ذلك.
وأيضا مما سبب الاختلاف في المرسوم اختلاف القراء في علمهم وتقواهم
قال ابن مجاهد :
1-
من حملة القرآن المعرب العالم بوجوه الإعراب في القراءات، العارف باللغات ومعاني الكلام، البصير بعيب القراءة المنتقد للآثار، فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفاظ القرآن في كل مصر من أمصار المسلمين".
2-
ومنهم من يعرب ولا يلحن ولا علم له بغير ذلك، فذلك كالأعرابي الذي يقرأ بلغته ولا يقدر على تحويل لسانه، فهو مطبوع على كلامه".
3-
ومنهم من يؤدي ما سمعه ممن أخذ عنه، وليس عنده إلا الأداء لما تعلم، لا يعرف الإعراب ولا غيره، فذلك الحافظ ولا يلبث مثله أن ينسى إذا طال عهده، فيقرأ بلحن لا يعرفه وتدعوه الشبهة إلى أن يرويه عن غيره ويبرئ نفسه، وعسى أن يكون عند الناس مصدقا، فيحمل ذلك عنه وقد نسيه وأوهم فيه وجسر على لزومه والإصرار عليه، أو يكون قد قرأ على من نسي وضع الإعراب ودخلته الشبهة فتوهم، فذلك لا يقلد في القراءة ولا يحتج بنقله".
4-
ومنهم من يعرب قراءته ويبصر المعنى ويعرف اللغات ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس في الآثار، فربما دعاه بصره بالإعراب إلى أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ به أحد من الماضين، فيكون بذلك مبتدعا، وقد روينا في كراهة ذلك وخطره أحاديث".

فترتب على ذلك الاختلاف في القراءة فظهرت اللغة الشاذة في القراءات و كذا الضعيف المعنى في الإعراب و اللحن الخفي الذي لا يعرفه إلا العالم النحرير.


3-وأيضا من الأسباب جواز الاختيار في ذلك الوقت.فقد كان جائزا للقارئ أن يتخير مما قرأه على شيوخه القراء أيهم أعجب إليه فقرئ بها.


5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
شروطها :

1-
اجتماع الأمة عليها
2- أن تكون موافقة لخطا المصحف
-3ومجيئها على الفصيح من لغة العرب
فمتى تحققت هذه الأركان الثلاثة كانت القراءة صحيحة معتبرة.
قال أبو شامة:.
فكل قراءة ساعدها خط المصحف مع صحة النقل فيها ومجيئها على الفصيح من لغة العرب، فهي قراءة صحيحة معتبرة.
قال ابن جبير المقرئ : "وإنما الأصل الذي يعتمد عليه في هذا: أن ما صح سنده، واستقام وجهه في العربية، ووافق لفظه خط المصحف فهو من السبعة المنصوص عليها، ولو رواه سبعون ألفا، مفترقين أو مجتمعين، فهذا هو الأصل الذي بُني عليه في ثبوت القراءات عن سبعة أو عن سبعة آلاف، فاعرفه وابن عليه" .
· بيان معنى كل شرط
1-اجتماع الأمة عليها..هو أن يصح سندها وتتلقها الأمة بالقبول و تستفيض وتشتهر..
قال مكي.."وإذا اجتمع للحرف قوته في العربية وموافقة المصحف واجتماع العامة عليه فهو المختار عند أكثرهم.
و هل التواتر شرط في قبول القراءة واعتبارها صحيحة.؟ الذي يظهر من كلام أبي شامة أن ذلك ليسا شرطا بل يكفي في اعتبار القراءة الصحيحة صحة سندها و شهرتها وتلقي الأمة لها بالقبول ولو كانت آحادا
قال أبو شامة.. ولا يلتزم فيه تواتر، بل تكفي الآحاد الصحيحة مع الاستفاضة، وموافقة خط المصحف، بمعنى أنها لا تنافيه عدم المنكرين لها نقلا وتوجيها من حيث اللغة.
ورد أبو شامة على من يقول إن القراءات السبعة كلها متوترة؛ أي كل فرد مما روى عن هؤلاء الأئمة السبعة متواتر...أن ذاك غير صحيح لأن ما نسب إلى الأئمة السبعة فيه ما هو مجمع عليه مستفيض مشتهر وفيه ما هو من قبيل الشاذ.. وذكر مثالا على ذلك الجمع بين الساكنين في تاءات البزي..وغير ذلك .. وبين أنما التواتر حاصل بمجموع تلك القراءات وليس بفرد من أفراده و حرف من حروفها..وأن إن ثبت التواتر فهو ثابت وحاصل إلى الإمام الذي تنسب إليه القراءة..ويبقى إثبات التواتر من ذلك الإمام إلى النبي صلى الله عليه وسلم.في كل فرد من أفراد تلك القراءة .
قال أبو شامة:...فالحاصل إنا لسنا ممن يلتزم التواتر في جميع الألفاظ المختلف فيها بين القراء، بل القراءات كلها منقسمة إلى متواتر وغير متواتر، وذلك بين لمن أنصف وعرف وتصفح القراءات وطرقها.
2- معنى موافقته خط المصحف:
أن يكون خط المصحف يحتمل تلك القراءة المقروء بها..وموافقة خط المصحف قد تكون تحقيقاً وهو الموافقة الصريحة وقد تكون تقديراً وهو الموافقة احتمالاً.
قال مكي : والذي في أيدينا من القراءات هو ما وافق خط ذلك المصحف من القراءات التي نزل بها القرآن وهو من الإجماع أيضا.
قال أبو شامة في بيان هذا الركن: ..قلت: ولعل مرادهم بموافقة خط المصحف ما يرجع إلى زيادة الكلم ونقصانها.
فإن فيما يروى من ذلك عن أبي بن كعب وابن مسعود رضي الله عنهما.
من هذا النوع شيئا كثيرا، فكتبت المصاحف على اللفظ الذي استقر عليه في العرضة الأخيرة على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ما سبق تفسيره.
وأما ما يرجع إلى الهجاء وتصوير الحروف، فلا اعتبار بذلك في الرسم، فإنه مظنة الاختلاف، وأكثره اصطلاح، وقد خولف الرسم بالإجماع في مواضع من ذلك، كالصلاة والزكاة والحياة، فهي مرسومات بالواو ولم يقرأها أحد على لفظ الواو.
فليكتف في مثل ذلك بالأمرين الآخرين، وهما صحة النقل والفصاحة في لغة العرب.
3-ومجيئها على الفصيح من لغة العرب
أن تكون موافقة لقواعد اللغة العربية، نظرا لأن القرآن نزل بلغة عربية.
هذا الذي قرره أبو شامة أن تكون القراءة موافقة للغة العربية ؛ أي ليست في حيز الإنكار..هذا في عموم ما رواه القراء . وإن كان قد يوجد في فرد من أفرادها ما تنكره اللغة وترده..لكن لما استفاضت شهرة الأئمة الرواة لهذه القراءة وقبلتها الأمة قبلنا ولا نردها.
لكن هذا الكلام قد يرد بكلام أبو الطاهر حيث بين أن القراءة لم تفق عليها الأمة إلا ولها مادة صحيحة من بعض الصحابة تتصل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وإن كنا لا نعلمها كعلمنا بمادة قراءة أهل الحرمين و العراقيين.
.والله أعلم..هذا الذي فهمته

اختلال ركن من أركان صحة القراءة
تنبيه على أمر مهم أن أبا شامة رحمه الله تعالى بين أن اختلال شروط القراءة الصحيحة قد يكون في عموم القراءة وقد يكون في كل فرد من أفراد قراءة الأئمة السبعة؛ فترتب على ذلك أن القراءة المنسوبة لكل قارئ من القراء السبعة منقسمة على المجمع عليه والشاذ.
لكن لما أجمعت الأمة على قبول قراءة القراء السبعة قبلت و اطمأنت النفس إليها
فالكلام هنا على ما اختل ركن من أركان القراءة سوى القراءة السبع المجمع عليها

إن اختلت ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق على تلك القراءة أنها شاذة وضعيفة. وإلى ذلك أشار جمع من العلماء منهم أبو شامة ومكي القيسي و السخاوي و الأهوازي وغيرهم.
قال رحمه :... فليس الأقرب في ضبط هذا الفصل إلا ما ذكرناه مرارًا من أن كل قراءة اشتهرت بعد صحة إسنادها وموافقتها خط المصحف ولم تنكر من جهة العربية فهي القراءة المعتمد عليها، وما عدا ذلك فهو داخل في حيز الشاذ والضعيف، وبعض ذلك أقوى من بعض.
قال مكي القيسى: "والذي في أيدينا من القراءات هو ما وافق خط ذلك المصحف من القراءات التي نزل بها القرآن وهو من الإجماع أيضا. وسقط العمل بالقراءات التي تخالف خط المصحف، فكأنها منسوخة بالإجماع على خط المصحف".

حكم القراءة بالقراءة الشاذة
بين أبو شامة رحمه الله تعالى أنه لا يجوز الصلاة بالقراءة الشاذة والضعيفة لأن ذلك مخالفا لإجماع الأمة..ومن قراء بذلك فصلاته غير مقبولة ولم يصل وراءه
قلا الإمام مالك رحمه الله تعالى : "
"من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف، لم يصل وراءه".
ويجب منه القارئ بالشاذ وتأثيمه بعد تعريفه وغن لم يمتنع فعليه التعزيز بشرطه

قال ابن مجاهد:..ولا ينبغى لذي لب أن يتجاوز ما مضت عليه الأئمة و السلف بوجه يراه جائزا في العربية مما قرأ به قارئ غير مجمع عليه

6: تكلّم بإيجاز عنوجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك
بين الله عزوجل أن القصد من نزول القران تدبره وتعقله وتفهمه والعمل به

فقال تعالى "{ أفلا يتدبرون القران } وقال {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)} [ص: 29]
{وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)} [الأنعام: 155]
وذم الله عزوجل من ترك تدبر القران ولم يعمل به فقال الله تعالى " {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِم} قال الشعبي في قوله {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِم}، قال: أما إنه ما كان بين أيديهم، ولكن نبذوا العمل به.
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ذم من يقرا القران دون تدبر وعلى تفهم
قال أبو شامة حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم"
3-ونقل عن ذلك أقولا عن السلف فروي مرفوعا وموقوفا: "اقرءوا القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه"
وعن الحسن: أن أولى الناس بالقرآن من اتبعه وإن لم يكن يقرؤه.
وقد ذم السلف من كان همه حفظ القران وتلاوته دون فهم ولا تدبر ولا عمل
عن أبي هريرة : أن رجلا أتى أبا الدرداء بابنه فقال: با أبا الدرداء، إن ابني هذا جمع القرآن، فقال: اللهم اغفر، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاعه .

-ومن طرق ووسائل تدبر القران
- 1 تكرار قراءة الآيات عدة مرات ؛ فإن ذلك مما يعين على الفهم الصحيح؛ وصول المعنى إلى القلب ؛وقد ورد في ذلك جمل من الآثار عن السلف
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة من الليالي يقرأ آية واحدة الليل كله، حتى أصبح، بها يقوم وبها يركع وبها يسجد: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} .
وعن تميم الداري: أنه أتى المقام ذات ليلة، فقام يصلي، فافتتح السورة
التي تذكر فيها الجاثية، فلما أتى على هذه الآية {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} ، لم يزل يرددها حتى أصبح.

- 2عدم العجلة والسرعة في القراءة لأن ذلك يفوت تدبر المعاني وعقلها وفهمها
وعن إبراهيم عن علقمة قال: قال ابن مسعود رضي الله عنه: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة ..

عن أبي حمزة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة، فأدبرها وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ كما تقول.
- وسئل مجاهد عن رجل قرأ البقرة وآل عمران، ورجل قرأ البقرة، قيامهما واحد وركوعهما واحد وسجودهما واحد وجلوسهما واحد، أيهما أفضل؟ فقال: الذي قرأ البقرة، ثم قرأ: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} ..
- 3- القراءة عند حضور الذهن وجمع القلب و الفراغ من أشغال الدنيا فإن ذلك من الوسائل العظام في تدبر القران وفهمه..
وقال أبو بكر بن أبي شيبة في "كتاب ثواب القرآن".
حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: كان يكره أن يقرأ القرآن عند الأمر يعرض من أمر الدنيا.
4- تحسين الصوت بالقراءة فإن ذلك مما يعين على الفهم والتدبر..
ورد في الحديث المرفوع :" "زينوا القرآن بأصواتكم"
عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اقرءوا القرآن بحزن فإنه نزل بحزن".
عن طاوس قال:سئل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أي الناس أحسن صوتا بالقرآن -أو أحسن قراءة- فقال: "الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى" .
وهذا التحسين يكون دون تكلف و تنطع ودون خروج عن ألحان العرب إلى الألحان المستحدثة
ومن ثمرات تدبر القران
-حصول الخشية والخشوع..
--- عبد الله بن عروة بن الزبير : قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر: كيف كان أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا سمعوا القرآن؟ قالت: تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله.
-حصول كرامة الله له
ورواه البيهقي في "الشعب" عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن من إجلال الله عز وجل إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط"
-
-حصول الكفاية بالقران ...فصاحب القران لا يطلب الدنيا وقد من الله عليه بأعظم نعمة وهو القران.
عن هشام بن عروة قال: كان إذا رأى شيئا من أمر الدنيا يعجبه، قرأ: {وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} (الآية.
وأيضا صاحب القران يصون ماء وجه من سؤال الناس وطلب العطايا منهم..لأن الله عزوجل قد أكرمه بأعظم عطية
-قال الفضيل بن عياض : ينبغي لحامل القرآن أن لا يكون له إلى أحد من الخلق حاجة، إلى الخليفة فمن دونه، وينبغي أن تكون حوائج الخلق إليه"
-ظهور اثر القران على العبد في عبادته وسلوكه و أدبه وأخلاقه ومعاملاته
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبتواضعه إذا الناس يختالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون
-صاحب القران مع السفر الكرام البررة
جاء في "كتب شعب الإيمان": عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من قرأ القرآن فقام به آناء الليل والنهار يحل حلاله ويحرم حرامه خلطه الله بلحمه ودمه، وجعله رفيق السفرة الكرام البررة، وإذا كان يوم القيامة كان القرآن له حجيجا".

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 جمادى الآخرة 1439هـ/1-03-2018م, 12:03 PM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

أجب على الأسئلة التالية:

1: استخلص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.

- نزول القرآن في ليلة القدر
- معنى كون القرآن نزل في ليلة القدر .
- الحكمة من إنزال القرآن جملة للسماء الدنيا .
- وقت إنزال القرآن جملة للسماء الدنيا.
- الحكمة من إنزال القرآن إلى الأرض منجما.
- تكفل الله سبحانه بحفظ كتابه وبيانه له.
- أول ما نزل وآخر ما نزل من القرآن الكريم
- حفظ وكتابة القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
- معارضة النبي صلى الله عليه وسلم جبريل بالقرآن
- الاذن بالقراءة على سبعة أحرف .
- حفاظ القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
- النسخ وأنواعه في القرآن الكريم .
- جمع القرآن الكريم وأنواعه .
- ترتيب آيات وسور القرآن .

حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة..
اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة غلى أقوال :

القول الأول : أنها سبع لغات من لغات العرب .
وذلك لقول ابن مسعود رضي الله عنه: "إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال"، وكذلك قال ابن سيرين: "إنما هو كقولك هلم وتعال وأقبل"
وقول علي وابن عباس : "أنزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب" .

واختلف القائلين بهذا القول في اللغات السبع على أقوال :
1- إنها سبع لغات متفرقة في القرآن ، فبعضه أنزل بلغة قريش ، وبعضه بلغة هوازن ، وبعضه بلغة هذيل ، وبعضه بلغة أهل اليمن ، وهكذا .
2- أنها سبع لغات من قريش وحدها .
3- خمس منها بلغة قريش وهوازن وحرفان لسائر لغات العرب .
4- سبع لغات كلها في مضر.
واستدل له بقول عثمان : نزل القرآن بلسان مضر. ولك ثبت عن عثمان أنه قال : نزل القرآن بلغة قريش ، كما صح ذلك عن عمر ، كما أن في لغة مضر شواذ لا يصح أن يقرأ القرآن بها مثل كشكشة قيس وعنعنة تميم .
5- خمس منها في عجز هوازن .
قال ابن قتيبة : غير جائز أن يكون في القرآن لغة تخالف لغة قريش لقوله تعالى : (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) .
6-أنها بلغة العرب ومن جاورهم من الفصحاء ، وقد أباح الله لهم أن يقرءوه بلغاتهم ولم يكلفهم الانتقال لغيرها لمشقة ذلك عليهم ، ولأن العربي إذا فارق لغته المطبوع عليها يدخل عليه الحمية وتأخذه العزة فيتنافروا ويتباعدوا .
وعن ابن عباس: ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم)).
وقال أبو شامة : هذا هو الحق؛ لأنه إنما أبيح أن يقرأ بغير لسان قريش توسعة على العرب، فلا ينبغي أن يوسع على قوم دون قوم، فلا يكلف أحد إلا قدر استطاعته،
  • أكثر أهل العلم أنكر أن يكون معنى الأحرف السبعة سبع لغات ، ولو كان كذلك فلما أنكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر كما ورد عن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم وكلاهما قرشي مكي .
  • وأنكر الأهوزي التفسير باللغات لأن اللغات في القبائل كثير عددها .

القول الثاني :أن معنى السبعة الأحرف سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، مثل : أقبل وتعال وهلم .
وذلك لحديث أبيّ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(أقرئت القرآن فقلت: على حرف أو حرفين، فقال لي الملك الذي عندي: على حرفين، فقلت: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، هكذا حتى بلغ سبعة أحرف وليس منها إلا شاف كاف، غفورا رحيما، عليما حكيما، عزيزا حكيما، أي ذلك قلت فإنه كذلك) -زاد بعضهم- (ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب).
ومنها: حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا، ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة)).
  • وقد جاء عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {للذين آمنوا انظرونا}، مهلونا، أخرونا، أرجئونا، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}، مروا فيه، سعوا فيه، كل هذه الحروف كان يقرأ بها أبي بن كعب، إلا أن مصحف عثمان الذي بأيدي الناس اليوم هو منها حرف واحد". وقال: "وعلى هذا أهل العلم، فاعلم".

القول الثالث : أن المراد التوسعة في العدد وليس حصرا له .
واستدل له بقوله تعالى : (إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) .

القول الرابع : ذهب قوم إلى أنها أصناف منها : زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال .
لما ورد عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
- قال أبو عمر بن عبد البر:"هذا حديث عند أهل العلم لم يثبت ومجمع على ضعفه من جهة إسناده.
قال أحمد بن أبي عمران : من قال في تأويل السبعة الأحرف هذا القول فتأويله فاسد؛ لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله. ".
قال البيهقي : فإن صح فمعنى قوله: "سبعة أحرف": أي سبعة أوجه، وليس المراد به ما ورد في الحديث الآخر من نزول القرآن على سبعة أحرف، ذاك المراد به اللغات التي أبيحت القراءة عليها، وهذا المراد به الأنواع التي نزل القرآن عليها، والله أعلم.

قال أبو شامة : وعندي لهذا الأثر أيضا تأويلان آخران:
أحدهما: أن قوله "زاجر وآمر" إلى آخره استئناف كلام آخر، أي هو كذلك، ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة، وإنما توهم ذلك من توهمه، لاتفاقهما في العدد وهو السبعة.

الثاني: أن يكون ذلك تفسيرًا للأبواب، لا للأحرف، أي هذه سبعة أبواب من أبواب الكلام وأقسامه وأنواعه، أي أنزله الله تعالى كائنا من هذه الأصناف، لم يقتصر به على صنف واحد، بخلاف ما يحكى أن الإنجيل كله مواعظ وأمثال .

القول الخامس : السبعة الأحرف منها ستة مختلفة الرسم، كانت الصحابة تقرأ بها إلى خلافة عثمان -رضي الله عنهم- فجمعهم عثمان على الحرف السابع الذي كتبت عليه المصاحف، وبقي من القراءات ما وافق المرسوم

القول السادس : أن السبعة أحرف تستخرج من القراءات القرآنية المشهورة
واختلف القائلين بهذا القول على أقوال :
1- ذهب بعضهم إلى أن وجوه الاختلاف في القراءة سبعة: منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل : (ويضيق صدري) بالرفع والنصب فيهما، ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، مثل (ربنا باعد بين أسفارنا) و {ربنا باعد بين أسفارنا}، ومنا ما يتغير معناه بالحروف واختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، مثل (إلى العظام كيف ننشرها) بالراء والزاي، ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، مثل {كالعهن المنفوش} و(كالصوف المنفوش)، ومنها ما تتغير صورته ومعناه، مثل {وطلح منضود} "وطلع منضود". ومنها التقديم والتأخير، مثل {وجاءت سكرة الموت بالحق} "وجاء سكرة الحق بالموت"، ومنها الزيادة والنقصان، نحو "نعجة أنثى"، و"من تحتها" في آخر التوبة، و"هو الغني الحميد" في الحديد.

قال ابن عبد البر: "وهذا وجه حسن من وجوه معنى الحديث

2-أن معنى ذلك هو الاختلاف الواقع في القرآن، يجمع ذلك سبعة أوجه: الجمع والتوحيد، كقوله تعالى: {وكتبه} "وكتابه"،
والتذكير والتأنيث، كقوله تعالى: {لا يقبل} و"لا تقبل"،
والإعراب، كقوله تعالى: "المجيد" و {المجيد}،
والتصريف، كقوله تعالى: "يعرشون" و{يعرشون}،
والأدوات التي يتغير الإعراب لتغيرها، كقوله تعالى: "ولكن الشياطين" {ولكن الشياطين}،
واللغات، كالهمز وتركه، والفتح، والكسر، والإمالة، والتفخيم، وبين بين، والمد، والقصر، والإدغام، والإظهار، وتغيير اللفظ والنقط بالتفاق الخط، كقوله تعالى: "ننشرها" و{ننشزها}، ونحو ذلك". قال: "وهذا
واختار الأهوازي هذا القول فقال : وهذا أعدل الأقوال وأقربها لما قصدناه وأشبهه بالصواب .
كما نسب الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا القول إلى أبي طاهر بن أبي هاشم، ثم قال: "وهذا أقرب إلى الصواب إن شاء الله تعالى".
قال: "وقد روي عن مالك بن أنس أنه كان يذهب إلى هذا المعنى

3- معنى ذلك سبعة معان في القراءة.
"أحدها: أن يكون الحرف له معنى واحد، تختلف فيه قراءتان تخالفان بين نقطة ونقطة مثل {تعملون} و"يعملون".
"الثاني: أن يكون المعنى واحدا وهو بلفظتين مختلفتين، مثل قوله تعالى: {فاسعوا} و"فامضوا".
"والثالث: أن تكون القراءتان مختلفتين في اللفظ، إلا أن المعنيين متفرقان في الموصوف، مثل قوله تعالى: "ملك" و {مالك}.
"والرابع: أن تكون في الحرف لغتان، والمعنى واحد وهجاؤها واحد، مثل قوله تعالى: "الرشد" {والرشد}.
"والخامس: أن يكون الحرف مهموزا وغير مهموز، مثل "النبيء" و {النبي}.
"والسادس: التثقيل والتخفيف، مثل {الأكل} و"الأكل".
"والسابع: الإثبات والحذف، مثل "المنادي" و {المناد} ".".

4-"القرآن ملم بكافة اللغات الفصيحة.
"فأول ذلك تحقيق الهمز وتخفيفه في القرآن كله، في مثل {يؤمنون}، و"مؤمنين"، {والنبيين}، و {النسيء}، و {الصابئين}، و {البرية}، و {سأل سائل}، وما أشبه ذلك، فتحقيقه وتخفيفه بمعنى واحد، وقد يفرقون بين الهمز وتركه بين معنيين، في مثل {أو ننسها} من "النسيان" "أو ننسأها" من "التأخير"، ومثل {كوكب دري} و"دريء".
"ومنه إثبات الواو وحذفها في آخر الاسم المضمر، نحو: "ومنهمو أميون" .
"ومنه أن يكون باختلاف حركة وتسكينها، في مثل {غشاوة}، و"غشوة"، و {جبريل}، و {ميسرة}، و {البخل}، و {سخريا} ".
"ومنه أن يكون بتغيير حرف، نحو "ننشرها"، و"يقض الحق"، و {بضنين} ".
"ومنه أن يكون بالتشديد والتخفيف، نحو {يبشرهم}، و"يبشرهم".
"ومنه أن يكون بالمد والقصر، نحو "زكرياء" و {زكريا} ".
"ومنه أن يكون بزيادة حرف من "فعل" و"أفعل"، مثل (فاسر بأهلك)، و {نسقيكم} ".
5- و القاضي الطيب في " الانتصار" قال:
الأول : التقديم والتأخير وجها .
الثاني : الزيادة والنقص، نحو {وما عملته أيديهم} و"يا مال" و"ناخرة" و"سرجا"، و {خرجا}.
الثالث: اختلاف الصورة والمعنى، نحو: {وطلح منضود}، "وطلع منضود"، وقيل هما اسمان لشيء واحد، بمنزلة {العهن} و"الصوف"، و {الأثيم} و"الفاجر"، فيكون مما تختلف صورته في النطق والكتاب، ولا يختلف معناه، قال:
"الخامس: الاختلاف في بناء الكلمة بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب ولا يغير معناها، نحو "البخل" و"البخل"، و"ميسرة"، و"ميسرة"، "يعكفون"، و{هل نجازي إلا الكفور} ".
"السادس: تغيير الصورة دون المعنى، نحو "العهن" و"الصوف"، و {صيحة} و"زقية"، {فومها} و"ثومها".
"السابع: اختلاف حركات الإعراب والبناء، بما يغير المعنى، والصورة واحدة، نحو "باعد، وباعد بين أسفارنا"،
6- أبو الحسن رحمه الله في كتابه "جمال القراء" قال:
"فإن قيل: فأين السبعة الأحرف التي أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن القرآن أنزل عليها في قراءتكم هذه المشهورة؟
"قلت: هي متفرقة في القرآن، وجملة ذلك سبعة أوجه:
"الأول: كلمتان تقرأ بكل واحدة في موضع الأخرى، نحو {يسيركم} و"ينشركم"، و {لنبوئنهم} و"لنثوينهم"، و {فتبينوا} و"فتثبتوا".
"الثاني: زيادة كلمة، نحو "من تحتها"، و {هو الغني} ".
"الثالث: زيادة حرف، نحو {بما كسبت} و"فبما كسبت"، -يعني في سورة الشورى".
"الرابع: مجيء حرف مكان آخر، نحو {يقول} و"نقول"، و {تبلو} و"تتلو".
"الخامس: تغيير حركات، إما بحركات أخر، أو بسكون، نحو {فتلقى آدم من ربه كلمات}، و"ليحكم أهل الإنجيل".
"السادس: التشديد والتخفيف، نحو {تساقط} و"بلد ميت وميت".
"السابع: التقديم والتأخير، نحو {وقاتلوا وقتلوا}، (وقتلوا وقاتلوا)
"وقوله عز وجل: {ثم انظر أنى يوفكون} يقرأ على سبعة أوجه، وكذلك قوله عز وجل: {فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية}، وقوله عز وجل: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا}، ولذلك نظائر".
قلت: يعني في مجموع هذه الكلم من هذه الآيات سبعة أوجه، لا في كل كلمة منها، وقد يأتي في غيرها أكثر من سبعة أوجه بوجوه كثيرة إذا نظر إلى مجموع الكلم دون آحادها، كقوله سبحانه في "طه": {وهل أتاك حديث موسى}، الآية، وذلك كثير، وإنما الشأن أن يكون في الكلمة الواحدة سبعة أوجه، فهذا الذي عز وجوده فعد من ذلك ألفاظ يسيرة، نحو {أف} و {عذاب بئيس}، وليست كل الوجوه فيها من القراءات المشهورة، بل بعضها من القراءات الشاذة، إلا أنها من جملة اللغات والألفاظ المرادفة التي كانت القراءة قد أبيحت عليها، وقد تقدم أن معنى الحديث أن كلمات القرآن أبيح أن يقرأ كل كلمة منها على ما يحتمله من وجهين وثلاثة إلى سبعة، توسعة على الناس على قدر ما يخف على ألسنتهم.

وقد تقدم من حديث أبي بن كعب بإسناد صحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لجبريل عليه السلام:((إني بعثت إلى أمة أمية فيهم الشيخ الفاني والعجوز الكبيرة والغلام، فقال: مرهم فليقرءوا القرآن على سبعة أحرف)).

قال أبو شامة : فمعنى الحديث أنهم رخص لهم في إبدال ألفاظه بما يؤدي معناها، أو يقاربه من حرف واحد إلى سبعة أحرف، ولم يلزموا المحافظة على حرف واحد؛ لأنه نزل على أمة أمية لم يعتادوا الدرس والتكرار وحفظ الشيء على لفظه مع كبر أسنانهم واشتغالهم بالجهاد والمعاش، فرخص لهم في ذلك، ومنهم من نشأ على لغة يصعب عليه الانتقال عنها إلى غيرها، فاختلفت القراءات بسبب ذلك كله، ودلنا ما ثبت في الحديث من تفسير ذلك بنحو: هلم، وتعال، على جواز إبداله باللفظ المرادف، ودلنا ما ثبت من جواز {غفورا رحيما} موضع {عزيزا حكيما} على الإبدال بما يدل على أصل المعنى دون المحافظة على اللفظ، فإن جميع ذلك ثناء على الله سبحانه، هذا كله فيما يمكن القارئ عادة التلفظ به، وأما ما لا يمكنه لأنه ليس من لغته فأمره ظاهر ولا يخرج إن شاء الله شيء من القراءات عن هذا الأصل وهو إبدال اللفظ بمرادف له أو مقارب في أصل المعنى، ثم لما رسمت المصاحف هجر من تلك القراءات ما نافى المرسوم، وبقي ما يحتمله، ثم بعض ما يحتمله خط المصحف اشتهر وبعضه شذت روايته، وهذا أولى من حمل جميع الأحرف السبعة على اللغات؛ إذ قد اختلفت قراءة عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رضي الله عنهما وكلاهما قرشي مكي، لغتهما واحدة.
وهذه الطرق المذكورة في بيان وجود السبعة الأحرف في هذه القراءات المشهورة كلها ضعيفة؛ إذ لا دليل على تعيين ما عينه كل واحد منهم، ومن الممكن تعيين ما لم يعينوا. ثم لم يحصل حصر جميع القراءات فيما ذكروه من الضوابط، فما الدليل على جعل ما ذكروه مما دخل في ضابطهم من جملة الأحرف السبعة دون ما لم يدخل في ضابطهم، وكان أولى من جميع ذلك لو حملت على سبعة أوجه من الأصول المطردة كصلة الميم، وهاء الضمير، وعدم ذلك، والإدغام، والإظهار، والمد، والقصر، وتحقيق الهمز، وتخفيفه، والإمالة، وتركها، والوقف بالسكون، وبالإشارة إلى الحركة، وفتح الياءات، وإسكانها، وإثباتها، وحذفها، والله أعلم.

أما ما رجحه العلماء في المسألة :
رجح البغوي في شرح السنة أن أظهر الأقوال وأصحها وأشبهها بظاهر الحديث أن المراد من هذه الأحرف هو اللغات ، فيقرأ كل قوم من العرب بلغتهم وما جرت عليه عادتهم من الإظهار والإدغام والإمالة والتفخيم وغيرها ... وكل هذه الحروف منصوص عليها وكلها من كلام الله تعالى .

وقال ابن جرير الطبري :
"أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عما خصه الله تعالى به وأمته من الفضيلة والكرامة التي لم يؤتها أحدا في تنزيله".
"وذلك أن كل كتاب تقدم كتابنا نزوله على نبي من أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم، فإنما نزل بلسان واحد، متى حول إلى غير اللسان الذي نزل به، كان ذلك ترجمة له وتفسيرا، لا تلاوة له على ما أنزل الله".
"وأنزل كتابنا بألسن سبعة، بأي تلك الألسن السبعة تلاه التالي كان له تاليا على ما أنزله الله، لا مترجما ولا مفسرا، حتى يحوله عن تلك الألسن السبعة إلى غيرها، فيصير فاعل ذلك حينئذ -إذا أصاب معناه- له مترجما"

3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
قال أبو محمد مكي:
"هذه القراءات كلها التي يقرؤها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووافق اللفظ بها خط المصحف الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه وعلى اطراح ما سواه، ولم ينقط ولم يضبط فاحتمل التأويل لذلك".

فحصل أن الذي في أيدينا من القرآن هو ما في مصحف عثمان رضي الله عنه الذي أجمع المسلمون عليه.
"والذي في أيدينا من القراءات هو ما وافق خط ذلك المصحف من القراءات التي نزل بها القرآن وهو من الإجماع أيضا. وسقط العمل بالقراءات التي تخالف خط المصحف، فكأنها منسوخة بالإجماع على خط المصحف".

4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
  • خلو تلك المصاحف من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه وكان أهل كل ناحية من النواحي التي وجهت إليها المصاحف قد كان لهم في مصرهم ذلك من الصحابة معلمون كأبي موسى بالبصرة وعلي وعبد الله بالكوفة وزيد وأبي بن كعب بالحجاز ومعاذ وأبي الدرداء بالشام، فانتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه.

  • لما أرسل أمير المؤمنين المصاحف إلى الأمصار الخمسة بعد أن كتبت بلغة قريش، فإن القرآن إنما نزل بلغتها ثم أذن رحمة من الله تعالى لكل طائفة من العرب أن تقرأ بلغتها على قدر استطاعتها، فلما صارت المصاحف في الآفاق غير مضبوطة ولا معجمة قرأها الناس فما أنفذوه منها نفذ، وما احتمل وجهين طلبوا فيه السماع حتى وجدوه".

5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟

كل قراءة ساعدها خط المصحف مع صحة النقل فيها ومجيئها على الفصيح من لغة العرب، فهي قراءة صحيحة معتبرة.
فشروط القراءة المعتبرة :
1- قوة وجهها في اللغة العربية .
2- وموافقتها لرسم المصحف العثماني .
3- واجتماع الأمة على صحة نقلها وثبوتها .
وإذا خالفت القراءة أحد هذه الشروط الثلاثة أطلق عليها شاذة أو ضعيفة ، وسقط العمل بها ولا تجوز القراءة بشيء منها لخروجها عن إجماع المسلمين ، ولو كانت واردة عن أحد القراء أو المشتهرين من السبعة أو غيرهم فمتى فقدت شرط من شروط القبول والاعتبار السابق ذكرها فهي مردودة .

حكم القراءة في الصلاة وغير الصلاة بالقراءات الشاذة :

قال ابن مجاهد:ولا ينبغى لذي لب أن يتجاوز ما مضت عليه الأئمة و السلف بوجه يراه جائزا في العربية مما قرأ به قارئ غير مجمع عليه
قال أبو شامة : لا يجوز الصلاة بالقراءة الشاذة والضعيفة لأن ذلك مخالفا لإجماع الأمة..ومن قراء بذلك فصلاته غير مقبولة ولم يصل وراءه ….
روي عن الإمام أحمد .: "من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف، لم يصل وراءه".
ويجب منه القارئ بالشاذ وتأثيمه بعد تعريفه وغن لم يمتنع فعليه التعزيز بشرطه …

"وقد ألف ابن جبير المقرئ -وكان قبل ابن مجاهد- كتابا في القراءات وسماه "كتاب الخمسة"،
قال: "وإنما الأصل الذي يعتمد عليه في هذا: أن ما صح سنده، واستقام وجهه في العربية، ووافق لفظه خط المصحف فهو من السبعة المنصوص عليها، ولو رواه سبعون ألفا، مفترقين أو مجتمعين، فهذا هو الأصل الذي بني عليه في ثبوت القراءات عن سبعة أو عن سبعة آلاف، فاعرفه وابن عليه".

6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك.
إن كثرة تلاوة القرآن العظيم وحفظه وحسن الصوت به من الأمور العظيمة التي إن وجدت لكان فيها الخير الكبير ولكن الأهم منها والأعظم هو تحقيق الغاية التي أنزل من أجلها القرآن ألا وهي تدبره والتفكر فيه والعمل بما فيه من أوامر والانتهاء عما فيه من زواجر ،
فقد قال تعالى : { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُها}وقال {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } وقال {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }
وقد جاءت النصوص الكثيرة التي تحض على ذلك وبل وتبين كيفية الانتفاع به ، ومنها :

- ما ورد عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة في تفسير قوله (يتلونه حق تلاوته) : يتبعونه حق اتباعه .
- وعن الشعبي قال : (فنبذوه وراء ظهروهم) : إنه كان بين أيديهم ،ولكن نبذوا العمل به.
- وعن الحسن قال : إن أولى الناس بالقرآن من اتبعه وإن لم يكن يقرؤه .
- وعن أبي حمزة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة، فأدبرها وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ كما تقول.
وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من تحصيل مجرد القراءة الخالية من الفهم والعمل :
- فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم)).

- وعن الحسن البصري قال: إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان، لا علم لهم بتلاوته، ولم ينالوا الأمر من أوله. قال الله عز وجل: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}، أما تدبر آياته، اتباعه والعمل بعلمه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله، فما أسقط منه حرفا، وقد والله أسقطه كله ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نفس واحد، والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة، متى كانت القراء تقول مثل هذا.

والخشية لابد منها فهي مطلب عظيم وغاية كبرى وثمرة جليلة ينبغي للعبد أن يحصلها من كثرة مصاحبته للقرآن :
فعن طاوس مرفوعا : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن صوتا بالقرآن -أو أحسن قراءة- فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
وعنه: ((أحسن الصوت بالقرآن أخشاهم لله تعالى)).
- وعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 جمادى الآخرة 1439هـ/15-03-2018م, 12:03 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة كتاب المرشد الوجيز لأبي شامة المقدسي



تعليقات عامة:
س1: المسائل المتعلقة بجمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مثل : حفظ القرآن، وكتابته، وتأليفه، والقراء في عهد النبي، ومعارضة القرآن ... يمكن جمعها تحت مبحث " الجمع النبوي " أو " جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم " ذلك أن أبا شامة فصل هذه المرحلة عن جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق، وجمع عثمان، فجعل الآخرين في فصل واحد تحت عنوان " جمع الصحابة القرآن .." وقصدتُ بهذه الملحوظة توضيح المراحل الثلاثة لجمع القرآن.

هناء محمد علي : أ+
أحسنتِ، وتميزتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
ردًا على استفساركِ في السؤال الخامس ذكر الشيخ عبد العزيز الداخل - حفظه الله - الآتي:
" المسألة المسؤول عنها تحتاج إلى بسط لأن منشأها في الأصل عقدي، وأول من عُرف عنهم اشتراط التواتر هم المتكلمون من الأشاعرة وغيرهم، والصحيح أن صحة الإسناد مع موافقة الرسم العثماني شرطان كافيان وتقرير الاستدلال لذلك يطول، وخلاصته أن التواتر لم يكن شرطًا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء الراشدين ولا القرون الفاضلة، وشرط موافقة الرسم العثماني المقصود به اتباع الصحابة في إجماعهم على ترك ما خالفه، وإذا صح إسناد القراءة سماعا من غير علة ولا شذوذ ووافقت الرسم العثماني فهي قراءة مقبولة، ومصطلح الشذوذ في القراءة فيه اضطراب" اهـ


عقيلة زيان : أ+
أحسنتِ، وتميزتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س3: ومن أهم ما يرد به على القائلين بهذا القول أنه يلزم لمن قال بهذا أن كل ما صح عن الصحابة والتابعين ممن أقرؤوا الأئمة السبع ولم يرد في القراءات السبع أن يكون متروكًا، وأن ما صح عن الصحابة من القراءات مما تُركت القراءة به بعد الجمع العثماني ألا يكون من الأحرف السبعة وهو خطأ.
س4: المقصود من السؤال ما صح من القراءات لا ما شذ منها لأن الأخير رده الأئمة وحرموا القراءة به والصلاة به.


حنان علي محمود : أ
أحسنتِ، وتميزتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س1:
فاتكِ بعض العناصر منها :
- الجمع بين نزوله في ليلة القدر وبين نزوله مفرقًا على عشرين سنة.
والعناصر بحاجة إلى ترتيب:
فيقدم ذكر أنواع جمع القرآن على العناصر المتعلقة بجمعه في العهد النبوي إذ يُفضل ذكر الأنواع باختصار قبل تفصيلها، ويُجعل أول هذه العناصر تكفل الله بحفظ القرآن وبيانه.
س2: قولكِ : " أكثر أهل العلم على ... " يُنسب لقائله، لأنه قد يكون أكثر أهل العلم في نظره هو لا في حقيقة الأمر.
القول الخامس مما ذكرتِ ليس قولا مستقلا في الأحرف السبعة فمعلومٌ أن عثمان بن عفان رضي الله عنه اجتهد في جمع الناس على لسان قريش، وإنما ذكر أبو شامة هذا الكلام تقدمة للقول الذي يليه وهو اجتهاد العلماء في استخراج أوجه الأحرف السبعة من القراءات المشهورة الآن.
س3: أحسنت، لكن من تمام الإجابة بيان الرد على من قال بهذا القول.
س6: أحسنتِ، ورجوتُ لو فصلت في بيان الثمرة المتحصلة من التدبر وقد أحسنتِ الإشارة إلى تحقيق الخشية.


بارك الله فيكن ونفع بي وبكن الإسلام والمسلمين.


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2 رجب 1439هـ/18-03-2018م, 07:42 AM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلّق بالكتاب العزيز
لأبي شامة المقدسي

أجب على الأسئلة التالية:
1: استخص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
العناصر المستخلصة من الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان:
نزول القرآن
تحديد ليلة نزول القرآن جمعاً بين الآيات
أقوال العلماء في تحديد ليلة نزوله
الرد على من قال بأن الليلة المباركة هي ليلة النصف من شعبان
الأدلة الدالة على نزول القرآن في ليلة القدر
نزول الكتب في رمضان
المقصود بإنزال القرآن في ليلة القدر
الآثار الواردة في المقصود بإنزال القرآن في ليلة القدر
المراد بقوله (فرقناه)
المراد بمواقع النجوم
كيفية نزول القرآن
أقوال العلماء في ذكر كيفية نزول القرآن
نزول القرآن في بيت العزة في السماء الدنيا
معارضة جبريل القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم في رمضان
الحكمة في إنزال القرآن جملة إلى السماء الدنيا
تحديد زمان نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا
فائدة التعبير عن الإنزال بالفعل الماضي (أنزلناه)
الحكمة من نزول القرآن منجماً
تحديد المدة بين نزول أول القرآن وآخره
وعد الله لنبيه بحفظ القرآن وبيانه
أول مانزل من القرآن وآخر مانزل
حفظ القرآن في الصدور والسطور في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
ذكر أسماء من جمعوا القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
تأويل الآثار التي ذكرت أسماء من جمعوا القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
وبيان أنها ليست للحصر
أنواع النسخ في القرآن
جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد أبي بكر وعثمان رضي الله عنهم
ترتيب وتأليف سور القرآن
كتبة الوحي
2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة؟
جاء في الصحيحين عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف))
وأختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على أقوال:
القول الأول:
سبعة أحرف يعني سبع لغات من لغات العرب متفرقة في القرآن، فبعضه نزل بلغة قريش، وبعضه نزل بلغة هوازن، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة أهل اليمن، وكذلك سائر اللغات.
من الأدلة على هذا القول:
- قول ابن مسعود رضي الله عنه: "إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال"،
- قال ابن سيرين: "إنما هو كقولك هلم وتعال وأقبل"، ثم فسره ابن سيرين فقال: في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة)، وفي قراءتنا: {صيحة واحدة}، فالمعنى فيهما واحد، وعلى هذا سائر اللغات.
- عن أنس بن مالك: أن عثمان -رحمة الله عليه- قال للرهط القرشيين الثلاثة حين أمرهم أن يكتبوا المصاحف: ((ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم)) يعني أول نزوله قبل الرخصة في قراءته على سبعة أحرف.
- كان ابن عباس يقول: نزل القرآن بلغة الكعبين، كعب بن قريش وكعب بن خزاعة قيل: وكيف ذاك؟ قال: لأن الدار واحدة.
واختلفوا في تعيين هذه اللغات السبع:
-كان محمد السجستاني يقول: معنى سبعة أحرف سبع لغات من لغات العرب، وذلك أن القرآن نزل بلغة قريش وهذيل وتميم وأزد وربيعة وهوازن وسعد بن بكر
-روى الكلبي عن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن.
قال أبو عبيد: والعجز هم سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف
- قال الأهوازي: وقالت طائفة: سبع لغات من قريش حسب. وقال بعضهم: خمس منها بلغة هوازن، وحرفان لسائر لغات العرب، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ربي في هوازن ونشأ في هذيل.
- قيل: هذه اللغات كلها السبع، إنما تكون في مضر، واحتجوا بقول عثمان -رضي الله عنه-: نزل القرآن بلسان مضر، وقالوا: جائز أن يكون منها لقريش، ومنها لكنانة، ومنها لأسد، ومنها لهذيل، ومنها لتميم، ومنها لضبة، ومنها لقيس، فهذه قبائل مضر تستوعب سبع لغات على هذه المراتب".
ترجيح المصنف :
أستدل المصنف بما جاء عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: ((نزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب)).
وفي رواية عن ابن عباس: ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم)).
ثم بين المصنف أن هذا هو الحق؛ لأنه إنما أبيح أن يقرأ بغير لسان قريش توسعة على العرب، فلا ينبغي أن يوسع على قوم دون قوم، فلا يكلف أحد إلا قدر استطاعته، فمن كانت لغته الإمالة، أو تخفيف الهمز، أو الإدغام، أو ضم ميم الجمع، أو صلة هاء الكناية، أو نحو ذلك فكيف يكلف غيره؟ وكذا كل من كان من لغته أن ينطق بالشين التي كالجيم، في نحو أشدق، والصاد التي كالزاي كنحو مصدر، والكاف التي كالجيم، والجيم التي كالكاف، ونحو ذلك، فهم في ذلك بمنزلة الألثغ والأرت، لا يكلف ما ليس في وسعه، وعليه أن يتعلم ويجتهد
- قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر في "كتاب التمهيد":وهذا مجتمع عليه أن القرآن لا يجوز في حروفه وكلماته وآياته كلها أن تقرأ على سبعة أحرف، ولا شيء منها، ولا يمكن ذلك فيها، بل لا يوجد في القرآن كلمة تحتمل أن تقرأ على سبعة أوجه إلا قليل، مثل: {وعبد الطاغوت} و {تشابه علينا}، وساق الكلام إلى أن قال: "وقال قوم: هي سبع لغات في القرآن متفرقات على لغات العرب كلها يمنها ونزارها؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يجهل شيئا منها، وكان قد أوتي جوامع الكلم".
القول الثاني:
المراد بالأحرف السبعة التوسعة، ليس حصرا للعددوذلك لتسهل قراءته على الناس، ولو أخذوا بأن يقرءوه على حرف واحد لشق عليهم، ولكان ذلك داعية إلى الزهادة فيه وسببا للنفور عنه
الأدلة عليه :
- عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: ((نزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب)).
- عن ابن عباس: ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم)).
-هذا كما قيل في معنى قوله تعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} إنه جرى كالمثل في التعبير عن التكثير، لا حصرا في هذا العدد
القول الثالث:
الأحرف السبعة هي سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم
الأدلة على هذا القول:
-أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((أقرئت القرآن فقلت: على حرف أو حرفين، فقال لي الملك الذي عندي: على حرفين، فقلت: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، هكذا حتى بلغ سبعة أحرف وليس منها إلا شاف كاف، غفورا رحيما، عليما حكيما، عزيزا حكيما، أي ذلك قلت فإنه كذلك)) -زاد بعضهم- ((ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
-منها: حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا، ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة)).
-منها حديث أبي جهيم الأنصاري:"أن رجلين اختلفا في آية من القرآن، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن المراء كفر)).
- جاء عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {للذين آمنوا انظرونا}، مهلونا، أخرونا، أرجئونا، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}، مروا فيه، سعوا فيه، كل هذه الحروف كان يقرأ بها أبي بن كعب، إلا أن مصحف عثمان الذي بأيدي الناس اليوم هو منها حرف واحد". وقال: "وعلى هذا أهل العلم، فاعلم".
قال أبو جعفر الطحاوي:كانت هذه السبعة للناس في الحروف لعجزهم عن أخذ القرآن على غيرها؛ لأنهم كانوا أميين، لا يكتبون إلا القليل منهم، فكان يشق على كل ذي لغة منهم أن يتحول إلى غيرها من اللغات، ولو رام ذلك لم يتهيأ له إلا بمشقة عظيمة، فوسع لهم في اختلاف الألفاظ إذا كان المعنى متفقا، فكانوا كذلك، حتى كثر من يكتب منهم، وحتى عادت لغاتهم إلى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرءوا بذلك على تحفظ ألفاظه، ولم يسعهم حينئذ أن يقرؤوا بخلافها، وبان بما ذكرنا أن تلك السبعة الأحرف إنما كانت في وقت خاص، لضرورة دعت إلى ذلك، ثم ارتفعت تلك الضرورة فارتفع حكم هذه السبعة الأحرف، وعاد ما يقرأ به القرآن إلى حرف واحد".
القول الرابع:
سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه
دليل هذا القول:
حديث يرويه سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
تضعيف العلماء لهذا القول :
- قال أبو عمر بن عبد البر:
"هذا حديث عند أهل العلم لم يثبت، وأبو سلمة لم يلق ابن مسعود، وابنه سلمة ليس ممن يحتج به، وهذا الحديث مجتمع على ضعفه من جهة إسناده، وقد رده قوم من أهل النظر، منهم أحمد بن أبي عمران فيما سمعه الطحاوي منه قال: من قال في تأويل السبعة الأحرف هذا القول فتأويله فاسد؛ لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله. قال أبو عمر: ويرويه الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سلمة بن أبي سلمة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا".
تعليق البيهقي في "كتاب المدخل" على الحديث:
قال: هذا مرسل جيد، أبو سلمة لم يدرك ابن مسعود. ثم رواه موصولا وقال: فإن صح فمعنى قوله: "سبعة أحرف": أي سبعة أوجه، وليس المراد به ما ورد في الحديث الآخر من نزول القرآن على سبعة أحرف، ذاك المراد به اللغات التي أبيحت القراءة عليها، وهذا المراد به الأنواع التي نزل القرآن عليها، والله أعلم.
ذكر المصنف تأويلان لهذا الأثر :
أحدهما: ذكره أبو علي الأهوازي في "كتاب الإيضاح"، والحافظ أبو العلاء في "كتاب المقاطع"، أن قوله "زاجر وآمر" إلى آخره استئناف كلام آخر، أي هو كذلك، ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة، وإنما توهم ذلك من توهمه، لاتفاقهما في العدد وهو السبعة، وروي "زاجرا وآمرا..." بالنصب، أي نزل على هذه الصفة من سبعة أبواب على سبعة أحرف، ويكون المراد بالأحرف غير ذلك.
الثاني: أن يكون ذلك تفسيرًا للأبواب، لا للأحرف، أي هذه سبعة أبواب من أبواب الكلام وأقسامه وأنواعه، أي أنزله الله تعالى كائنا من هذه الأصناف، لم يقتصر به على صنف واحد، بخلاف ما يحكى أن الإنجيل كله مواعظ وأمثال، والله أعلم.
القول الخامس:
الأحرف السبعة هي سبعة أوجه من القراءة
ثم أختلف العلماء في تحديد الأوجه السبعة للقراءة :
الوجه الأول:
السبعة الأحرف منها ستة مختلفة الرسم، كانت الصحابة تقرأ بها إلى خلافة عثمان -رضي الله عنهم-، نحو الزيادة، والألفاظ المرادفة، والتقديم، والتأخير، نحو (إن الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي)، (وجاءت سكرة الحق بالموت)، (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين)، (يأخذ كل سفينة صالحة غصبا)، (والعصر ونوائب الدهر)، (وله أخ أو أخت من أمه)، (وما أصابك من سيئة فمن نفسك إنا كتبناها عليك)، و(إن كانت إلا زقية واحدة)، و(كالصوف المنفوش)، و(طعام الفاجر)، و(إن بوركت النار ومن حولها) في نظائر ذلك، فجمعهم عثمان على الحرف السابع الذي كتبت عليه المصاحف، وبقي من القراءات ما وافق المرسوم، فهو المعتبر، إلا حروفا يسيرة اختلف رسمها في مصاحف الأمصار، نحو (أوصى) و(وصى)، و {من يرتد} و(من يرتدد)، و(من تحتها) و(تحتها)، وكأنهم أسقطوا ما فهموا نسخه بالعرضة الأخيرة التي عرضت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعرضها النبي -صلى الله عليه وسلم- على جبريل عليه السلام، ورسموا ما سوى ذلك من القراءات التي لم تنسخ.
الوجه الثاني ( حسنه ابن عبد البر وأعتمده مكي):
أوجه الاختلاف في القراءة سبعة وهي :
1- ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، مثل {هن أطهر لكم} , (أطهر لكم)، {ويضيق صدري} (ويضيق صدري) بالرفع والنصب فيهما
2- ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، مثل (ربنا باعد بين أسفارنا) و {ربنا باعد بين أسفارنا}
3- ما يتغير معناه بالحروف واختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، مثل (إلى العظام كيف ننشرها) بالراء والزاي
4- ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، مثل {كالعهن المنفوش} و(كالصوف المنفوش
5- ما تتغير صورته ومعناه، مثل {وطلح منضود} "وطلع منضود
6- التقديم والتأخير، مثل {وجاءت سكرة الموت بالحق} "وجاء سكرة الحق بالموت
7- الزيادة والنقصان، نحو "نعجة أنثى"، و"من تحتها" في آخر التوبة، و"هو الغني الحميد" في الحديد.
- قال ابن عبد البر: "وهذا وجه حسن من وجوه معنى الحديث، وفي كل وجه منها حروف كثيرة لا تحصى عددا، وهذا يدلك على قول العلماء أن ليس بأيدي الناس من الحروف السبعة التي نزل القرآن عليها، إلا حرف واحد، وهو صورة مصحف عثمان، وما دخل فيها يوافق صورته من الحركات واختلاف النقط من سائر الحروف".
واعتمد على هذه الأوجه مكي، وجعل من القسم الأول نحو "البخل" و"البخل"، و"ميسرة" بضم السين وفتحها، ثم قال: "وهذه الأقسام كلها كثيرة، لو تكلفنا أن نؤلف في كل قسم كتابا بما جاء منه وروي لقدرنا على ذلك".
وإلى هذه الأقسام في معاني السبعة ذهب جماعة من العلماء، وهو قول ابن قتيبة، وابن شريح، وغيرهما
الوجه الثالث (ذكره أبو علي الأهوازي):
الاختلاف الواقع في القرآن، يجمع ذلك سبعة أوجه:
1- الجمع والتوحيد، كقوله تعالى: {وكتبه} "وكتابه"
2- التذكير والتأنيث، كقوله تعالى: {لا يقبل} و"لا تقبل"
3- الإعراب، كقوله تعالى: "المجيد" و {المجيد}
4- التصريف، كقوله تعالى: "يعرشون" و {يعرشون}
5- الأدوات التي يتغير الإعراب لتغيرها، كقوله تعالى: "ولكن الشياطين" {ولكن الشياطين}
6- اللغات، كالهمز وتركه، والفتح، والكسر، والإمالة، والتفخيم، وبين بين، والمد، والقصر، والإدغام، والإظهار
7- تغيير اللفظ والنقط بالتفاق الخط، كقوله تعالى: "ننشرها" و {ننشزها}

· ذكر هذ الوجه أبو علي الأهوازي عن الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد ونسبه إلى أبي طاهر بن أبي هاشم ثم قال عقيبه: "وهذا أقرب إلى الصواب إن شاء الله تعالى وقد روي عن مالك بن أنس أنه كان يذهب إلى هذا المعنى.
الوجه الرابع (ذكره أبو علي الأهوازي):
معنى ذلك سبعة معان في القراءة".
"أحدها: أن يكون الحرف له معنى واحد، تختلف فيه قراءتان تخالفان بين نقطة ونقطة مثل {تعملون} و"يعملون".
"الثاني: أن يكون المعنى واحدا وهو بلفظتين مختلفتين، مثل قوله تعالى: {فاسعوا} و"فامضوا".
"والثالث: أن تكون القراءتان مختلفتين في اللفظ، إلا أن المعنيين متفرقان في الموصوف، مثل قوله تعالى: "ملك" و {مالك}.
"والرابع: أن تكون في الحرف لغتان، والمعنى واحد وهجاؤها واحد، مثل قوله تعالى: "الرشد" والرشد".
"والخامس: أن يكون الحرف مهموزا وغير مهموز، مثل "النبيء" و {النبي}.
"والسادس: التثقيل والتخفيف، مثل {الأكل} و"الأكل".
"والسابع: الإثبات والحذف، مثل "المنادي" و {المناد} ".
*ذكر هذا الوجه أبو علي الأهوازي عن أبو العلاء الحسن بن أحمدونسبه إلى أبي العباس أحمد بن محمد بن واصل.
الوجه الخامس(ذكره الأفوذي عن أبي غانم):
القرآن محيط بجميع اللغات الفصيحة، وتفصيل ذلك أن تكون هذه اللغات السبع على نحو ما أذكره نقله أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الأذفوي في "كتاب الاستغناء في علوم القرآن" عن أبي غانم المظفر بن أحمد بن حمدان:
1- "فأول ذلك تحقيق الهمز وتخفيفه في القرآن كله، في مثل {يؤمنون}، و"مؤمنين"، {والنبيين}، و {النسيء}، و {الصابئين}، و {البرية}، و {سأل سائل}، وما أشبه ذلك، فتحقيقه وتخفيفه بمعنى واحد، وقد يفرقون بين الهمز وتركه بين معنيين، في مثل {أو ننسها} من "النسيان" "أو ننسأها" من "التأخير"، ومثل {كوكب دري} و"دريء".
2- "ومنه إثبات الواو وحذفها في آخر الاسم المضمر، نحو: "ومنهمو أميون" .
3- "ومنه أن يكون باختلاف حركة وتسكينها، في مثل {غشاوة}، و"غشوة"، و {جبريل}، و {ميسرة}، و {البخل}، و {سخريا} ".
4- "ومنه أن يكون بتغيير حرف، نحو "ننشرها"، و"يقض الحق"، و {بضنين} ".
5- "ومنه أن يكون بالتشديد والتخفيف، نحو {يبشرهم}، و"يبشرهم".
6- "ومنه أن يكون بالمد والقصر، نحو "زكرياء" و {زكريا} ".
7- "ومنه أن يكون بزيادة حرف من "فعل" و"أفعل"، مثل (فاسر بأهلك)، و {نسقيكم} ".
الوجه السادس(اختاره أبو بكر الطيب ):
*واختار نحو الطريقة السابقة في تفسير الأحرف السبعة القاضي أبو بكر محمد بن الطيب في "كتاب الانتصار"
الأول:فذكر التقديم والتأخير
الثاني: الزيادة والنقص، نحو {وما عملته أيديهم} و"يا مال" و"ناخرة" و"سرجا"، و {خرجا}.
واختار نحو هذه الطريقة في تفسير الأحرف السبعة القاضي أبو بكر محمد بن الطيب في "كتاب الانتصار" فذكر التقديم والتأخير وجها، ثم الزيادة والنقص، نحو {وما عملته أيديهم} و"يا مال" و"ناخرة" و"سرجا"، و {خرجا}.
الثالث: اختلاف الصورة والمعنى، نحو: {وطلح منضود}، "وطلع منضود"، وقيل هما اسمان لشيء واحد، بمنزلة {العهن} و"الصوف"، و {الأثيم} و"الفاجر"، فيكون مما تختلف صورته في النطق والكتاب
الرابع: أن يكون الاختلاف في القراءتين، اختلافا في حروف الكلمة بما يغير معناها ولفظها من السماع، ولا يغير صورتها في الكتاب، نحو "ننشرها" و {ننشزها}.
"الخامس: الاختلاف في بناء الكلمة بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب ولا يغير معناها، نحو "البخل" و"البخل"، و"ميسرة"، و"ميسرة"، "يعكفون"، و{هل نجازي إلا الكفور} ".
"السادس: تغيير الصورة دون المعنى، نحو "العهن" و"الصوف"، و {صيحة} و"زقية"، {فومها} و"ثومها".
"السابع: اختلاف حركات الإعراب والبناء، بما يغير المعنى، والصورة واحدة، نحو "باعد، وباعد بين أسفارنا"، و"لقد علمت ما أنزل هؤلاء" بالضم والفتح". قال: "فهذا، والله أعلم، هو تفسير السبعة الأحرف دون جميع ما قدمنا ذكره".
الوجه السابع (اختيار أبو الحسن):
وأخبرنا شيخنا أبو الحسن رحمه الله في كتابه "جمال القراء" قال:
"فإن قيل: فأين السبعة الأحرف التي أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن القرآن أنزل عليها في قراءتكم هذه المشهورة؟
"قلت: هي متفرقة في القرآن، وجملة ذلك سبعة أوجه:
"الأول: كلمتان تقرأ بكل واحدة في موضع الأخرى، نحو {يسيركم} و"ينشركم"، و {لنبوئنهم} و"لنثوينهم"، و {فتبينوا} و"فتثبتوا".
"الثاني: زيادة كلمة، نحو "من تحتها"، و {هو الغني} ".
"الثالث: زيادة حرف، نحو {بما كسبت} و"فبما كسبت"، -يعني في سورة الشورى".
"الرابع: مجيء حرف مكان آخر، نحو {يقول} و"نقول"، و {تبلو} و"تتلو".
"الخامس: تغيير حركات، إما بحركات أخر، أو بسكون، نحو {فتلقى آدم من ربه كلمات}، و"ليحكم أهل الإنجيل".
"السادس: التشديد والتخفيف، نحو {تساقط} و"بلد ميت وميت".
"السابع: التقديم والتأخير، نحو {وقاتلوا وقتلوا}، (وقتلوا وقاتلوا).
ثم قال الشيخ: "وقوله عز وجل: {ثم انظر أنى يوفكون} يقرأ على سبعة أوجه، وكذلك قوله عز وجل: {فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية}، وقوله عز وجل: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا}، ولذلك نظائر".

تضعيف أبو شامة المقدسي للقول بأن الأحرف السبعة هي أوجه سبعة من القراءة :
وهذه الطرق المذكورة في بيان وجود السبعة الأحرف في هذه القراءات المشهورة كلها ضعيفة؛ إذ لا دليل على تعيين ما عينه كل واحد منهم، ومن الممكن تعيين ما لم يعينوا. ثم لم يحصل حصر جميع القراءات فيما ذكروه من الضوابط، فما الدليل على جعل ما ذكروه مما دخل في ضابطهم من جملة الأحرف السبعة دون ما لم يدخل في ضابطهم، وكان أولى من جميع ذلك لو حملت على سبعة أوجه من الأصول المطردة كصلة الميم، وهاء الضمير، وعدم ذلك، والإدغام، والإظهار، والمد، والقصر، وتحقيق الهمز، وتخفيفه، والإمالة، وتركها، والوقف بالسكون، وبالإشارة إلى الحركة، وفتح الياءات، وإسكانها، وإثباتها، وحذفها، والله أعلم.
القول الراجح:
الذي يترجح والعلم عند الله القول الأول وقد سبق ذكر الأدلة الدالة عليه
قال أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى في كتاب "غريب الحديث": قوله سبعة أحرف يعني سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، هذا لم نسمع به قط، ولكن نقول: هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن، فبعضه نزل بلغة قريش، وبعضه نزل بلغة هوازن، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة أهل اليمن، وكذلك سائر اللغات، ومعانيها في هذا كله واحدة، قال: ومما يبين ذلك قول ابن مسعود رضي الله عنه: "إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال"، وكذلك قال ابن سيرين: "إنما هو كقولك هلم وتعال وأقبل"، ثم فسره ابن سيرين فقال: في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة)، وفي قراءتنا: {صيحة واحدة}، فالمعنى فيهما واحد، وعلى هذا سائر اللغات.
- وقد قال بعض الشيوخ: الواضح من ذلك أن يكون الله تعالى أنزل القرآن بلغة قريش ومن جاورهم من فصحاء العرب، ثم أباح للعرب المخاطبين به المنزل عليهم أن يقرءوه بلغاتهم التي جرت عادتهم باستعمالها على اختلافهم في الألفاظ والإعراب، ولم يكلف بعضهم الانتقال من لغة إلى غيرها لمشقة ذلك عليهم، ولأن العربي إذا فارق لغته التي طبع عليها يدخل عليه الحمية من ذلك، فتأخذه العزة، فجعلهم يقرءونه على عاداتهم وطباعهم ولغاتهم منا منه عز وجل لئلا يكلفهم ما يشق عليهم، فيتباعدوا عن الإذعان، وكان الأصل على ما عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الألفاظ والإعراب جميعا مع اتفاق المعنى، فمن أجل ذلك جاء في القرآن ألفاظ مخالفة ألفاظ المصحف المجمع عليه، كالصوف وهو "العهن"، وزقية وهي "صيحة"، وحططنا وهي "وضعنا"، وحطب جهنم وهي "حصب" ونحو ذلك، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل رجل منهم متمسك بما أجازه له صلى الله عليه وسلم وإن كان مخالفا لقراءة صاحبه في اللفظ، وعول المهاجرون والأنصار ومن تبعهم على العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام في العام الذي قبض فيه، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض عليه في كل سنة مرة جميع ما أنزل عليه فيها إلا في السنة التي قبض فيها، فإنه عرض عليه مرتين.
قال أبو شامة المقدسي وهذا كلام مستقيم حسن، وتتمته أن يقال:
أباح الله تعالى أن يقرأ على سبعة أحرف ما يحتمل ذلك من ألفاظ القرآن وعلى دونها ما يحتمل ذلك من جهة اختلاف اللغات وترادف الألفاظ توسيعا على العباد، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لما أوحي إليه أن يقرأه على حرفين وثلاثة: ((هون على أمتي...)) على ما سبق ذكره في أول الباب، فلما انتهى إلى سبعة وقف، وكأنه صلى الله عليه وسلم علم أنه لا يحتاج من ألفاظه لفظة إلى أكثر من ذلك غالبا، والله أعلم.
وقال صاحب شرح السنة: "أظهر الأقاويل وأصحها وأشبهها بظاهر الحديث أن المراد من هذه الحروف اللغات، وهو أن يقرأ كل قوم من العرب بلغتهم، وما جرت عليه عادتهم من الإدغام والإظهار والإمالة والتفخيم والإشمام والإتمام والهمز والتليين وغير ذلك من وجوه اللغات إلى سبعة أوجه منها في الكلة الواحدة".
وقال أبو جعفر الطبري: "أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عما خصه الله تعالى به وأمته من الفضيلة والكرامة التي لم يؤتها أحدا في تنزيله".
"وذلك أن كل كتاب تقدم كتابنا نزوله على نبي من أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم، فإنما نزل بلسان واحد، متى حول إلى غير اللسان الذي نزل به، كان ذلك ترجمة له وتفسيرا، لا تلاوة له على ما أنزل الله".
"وأنزل كتابنا بألسن سبعة، بأي تلك الألسن السبعة تلاه التالي كان له تاليا على ما أنزله الله، لا مترجما ولا مفسرا، حتى يحوله عن تلك الألسن السبعة إلى غيرها، فيصير فاعل ذلك حينئذ -إذا أصاب معناه- له مترجما".
"فذلك معنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((كان الكتاب الأول نزل على حرف واحد، ونزل القرآن على سبعة أحرف)).
"وأما معنى قوله: "إن الكتاب الأول نزل من باب واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب"، فقد مضى تفسير "الأبواب السبعة".
وهي أنه آمر وزاجر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، ولم يجمع كتاب مما تقدم هذه "الأبواب السبعة" كزبور داود الذي هو تذكر ومواعظ، وإنجيل عيسى الذي هو تمجيد ومحامد وحض على الصفح والإعراض".
وأطال الطبري رحمه الله كلامه في تقرير ذلك، والله أعلم.
3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
ليست القراءات السبع هي الأحرف السبعة وإنما القراءات السبع جزء مما بقي من الأحرف السبعة مما وافق رسم المصحف العثماني والأحرف السبعة الم تكتب كلها في المصحف العثماني
ونصوص العلماء وأقوالهم تبين أن الأحرف السبعة ليست هي القراءات السبعة ومن ذلك :
- قال أبو شامة المقدسي :
وقد ظن جماعة ممن لا خبرة له بأصول هذا العلم أن قراءة هؤلاء الأئمة السبعة هي التي عبر عنها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف))، فقراءة كل واحد من هؤلاء حرف من تلك الأحرف، ولقد أخطأ من نسب إلى ابن مجاهد أنه قال ذلك.
- قال أبو محمد مكي:
"هذه القراءات كلها التي يقرؤها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووافق اللفظ بها خط المصحف الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه وعلى اطراح ما سواه، ولم ينقط ولم يضبط فاحتمل التأويل لذلك".
قال: "فأما من ظن أن قراءة كل واحد من هؤلاء القراء كنافع وعاصم وأبي عمرو، أحد الأحرف السبعة التي نص النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك منه غلط عظيم؛ إذ يجب أن يكون ما لم يقرأ به هؤلاء السبعة متروكا؛ إذ قد استولوا على الأحرف السبعة عنده، فما خرج عن قراءتهم فليس من السبعة عنده".
- قال أبو العباس أحمد بن عمار المقرئ في "شرح الهداية":
"أصح ما عليه الحذاق من أهل النظر في معنى ذلك إنما نحن عليه في وقتنا هذا من هذه القراءات هو بعض الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن".
- قال الإمام أبو جعفر الطبري:
"الأمة أمرت بحفظ القرآن، وخيرت في قراءته وحفظه بأي تلك الأحرف السبعة شاءت. كما أمرت، إذا هي حنثت في يمين وهي موسرة، أن تكفر بأي الكفارات الثلاث شاءت: إما بعتق أو إطعام أو كسوة. فلو أجمع جميعها على التكفير بواحدة من الكفارات الثلاث دون حظرها التكفير فيها بأي الثلاث شاء المكفر، كانت مصيبة حكم الله مؤيدة في ذلك الواجب عليها في حق الله، فكذلك الأمة أمرت بحفظ القرآن، وخيرت في قراءته بأي الأحرف السبعة شاءت: فرأت -لعله من العلل أوجبت عليها الثبات على حرف واحد- قراءته بحرف واحد، ورفض القراءة بالأحرف الستة الباقية، ولم تحظر قراءته بجميع حروفه على قارئه بما أذن في قراءته به".
ثم ساق الكلام إلى أن قال:
"فحملهم -يعني عثمان رضي الله عنه- على حرف واحد، وجمعهم على مصحف واحد، وحرق ما عدا المصحف الذي جمعهم عليه، فاستوسقت له الأمة على ذلك بالطاعة، ورأت أن فيما فعل من ذلك الرشد والهداية، فتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها طاعة منها له ونظرا منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها، حتى درست من الأمة معرفتها وتعفت آثارها، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها لدثورها، وعفو آثارها، وتتابع المسلمين على رفض القراءة بها، من غير جحود منهم صحتها، فلا القراءة اليوم لأحد من المسلمين إلا بالحرف الواحد الذي اختاره لهم إمامهم الشفيق الناصح، دون ما عداه من الأحرف الستة الباقية".
قال: "فإن قال بعض من ضعفت معرفته: كيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم بقراءتها؟".
قيل: إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة"
4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
*السبب الرئيسي لاختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف خلو المصاحف من الشكل والإعجام :
ذلك أن أمير المؤمنين أرسل المصاحف إلى الأمصار الخمسة بعد أن كتبت بلغة قريش، فإن القرآن إنما نزل بلغتها ثم أذن رحمة من الله تعالى لكل طائفة من العرب أن تقرأ بلغتها على قدر استطاعتها، فلما صارت المصاحف في الآفاق غير مضبوطة ولا معجمة قرأها الناس فما أنفذوه منها نفذ، وما احتمل وجهين طلبوا فيه السماع حتى وجدوه"
فلما خلت تلك المصاحف من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه وكان أهل كل ناحية من النواحي التي وجهت إليها المصاحف قد كان لهم في مصرهم ذلك من الصحابة معلمون كأبي موسى بالبصرة وعلي وعبد الله بالكوفة وزيد وأبي بن كعب بالحجاز ومعاذ وأبي الدرداء بالشام، فانتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه".
"فلما أراد بعضهم أن يجمع ما شذ عن خط المصحف من الضبط جمعه على سبعة أوجه اقتداء بقوله: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)).
وبناء على ماسبق من خلو المصحف من الشكل والإعجام كان كل صحابي يقرأ بالقراءة التي تلقاها من النبي صلى الله عليه وسلم إذا كانت موافقة لرسم المصحف غير مخالفة له فدخل بذلك بعض الأحرف السبعة الموافقة للرسم العثماني وحصل الاختلاف في القراءة

*وقد يقع الاختلاف في القراءة بسبب اللحن وقلة العلم بالقراءات فيقع بذلك الخطأ
قال الإمام أبو بكر بن مجاهد في "كتاب السبعة":
"اختلف الناس في القراءات، كما اختلفوا في الأحكام، ورويت الآثار بالاختلاف عن الصحابة والتابعين، توسعة ورحمة للمسلمين، وبعض ذلك قريب من بعض، وحملة القرآن متفاضلون في حمله ونقله الحروف، منازل في نقل حروفه".
- "فمن حملة القرآن المعرب العالم بوجوه الإعراب في القراءات، العارف باللغات ومعاني الكلام، البصير بعيب القراءة المنتقد للآثار، فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفاظ القرآن في كل مصر من أمصار المسلمين".
- "ومنهم من يعرب ولا يلحن ولا علم له بغير ذلك، فذلك كالأعرابي الذي يقرأ بلغته ولا يقدر على تحويل لسانه، فهو مطبوع على كلامه".
- "ومنهم من يؤدي ما سمعه ممن أخذ عنه، وليس عنده إلا الأداء لما تعلم، لا يعرف الإعراب ولا غيره، فذلك الحافظ ولا يلبث مثله أن ينسى إذا طال عهده، فيقرأ بلحن لا يعرفه وتدعوه الشبهة إلى أن يرويه عن غيره ويبرئ نفسه، وعسى أن يكون عند الناس مصدقا، فيحمل ذلك عنه وقد نسيه وأوهم فيه وجسر على لزومه والإصرار عليه، أو يكون قد قرأ على من نسي وضع الإعراب ودخلته الشبهة فتوهم، فذلك لا يقلد في القراءة ولا يحتج بنقله".
- "ومنهم من يعرب قراءته ويبصر المعنى ويعرف اللغات ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس في الآثار، فربما دعاه بصره بالإعراب إلى أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ به أحد من الماضين، فيكون بذلك مبتدعا، وقد روينا في كراهة ذلك وخطره أحاديث".


5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
شروط قبول القراءة واعتبارها:
الشرط الأول:
ثبوت تلك القراءة بالنقل الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يلتزم فيه تواتر، بل تكفي الآحاد الصحيحة مع الاستفاضة فيكفي إجماع الأمة عليها
الشرط الثاني :
موافقة خط المصحف فتكون موافقة لخط المصحف ورسمه غير مخالفة للرسم
الشرط الثالث:
ومجيئها على الفصيح من لغة العرب
· فكل قراءة ساعدها خط المصحف مع صحة النقل فيها ومجيئها على الفصيح من لغة العرب، فهي قراءة صحيحة معتبرة
الحكم إذا خالفت الشروط:
ذكر الشيخ المقرئ أبو محمد مكي بن أبي طالب القيرواني في كتاب مفرد صنفه في معاني القراءات السبع :أنه إذا اختلت هذه الأركان الثلاثة أطلق على تلك القراءة أنها شاذة وضعيفة والقراءة الشاذة لا يجوز القراءة بشيء منها لخروجها عن إجماع المسلمين وعن الوجه الذي ثبت به القرآن ،والفقهاء والمحدثين وأئمة العربية مجمعون على توقير القرآن واجتناب الشاذ واتباع القراءة المشهورة ولزوم الطرق المعروفة.
والقراءة الشاذة لايقرأ بها في الصلاة
نقل ابن عبد البر عن مالك رحمه الله من المنع من قراءة ما خالف المصحف في الصلاة، قال مالك:
"من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف، لم يصل وراءه".
وذكر الإمام أبو بكر الشاشي في كتابه المسمى بالمستظهري نقلا عن القاضي الحسين وهو من كبار فقهاء الشافعية المراوزة: "إن الصلاة بالقراءة الشاذة لا تصح".
6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك.
أنزل الله القرآن لتدبره والتفكر به وهذا التدبر يسوق إلى الخشية والعمل
· ذكر المصنف جملة من الآثار الواردة عن السلف تبين أهمية ذلك فبدأ بالآثار التي تبين أهمية العمل بالقرآن وفيها بيان فهم السلف لهذا المعنى ويظهر هذا من الآثر المروي عن أبي الدرداء ،ومن العمل به الانتهاء عما نهى عنه:
- ماروي عن عكرمة في قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}، قال: يتبعونه حق إتباعه.
- وعن أبي الزاهرية: أن رجلا أتى أبا الدرداء بابنه فقال: با أبا الدرداء، إن ابني هذا جمع القرآن، فقال: ((اللهم اغفر، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاعه)).
- وروي مرفوعا وموقوفا: ((اقرءوا القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه)).
· * مما يعين على التفكر تكرار الآيات :
- عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قام رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ليلة من الليالي يقرأ آية واحدة الليل كله، حتى أصبح، بها يقوم وبها يركع وبها يسجد: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.
وكرر تميم الداري{أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون) و ابن مسعود رضي الله كان يردد: {وقل رب زدني علما ) و عامر بن عبد قيس كرر {وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين}وكررت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قوله تعالى: {فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم}كرر سعيد بن جبير{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}.
مما سبق تبين أن التكرار ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين وله أثر كبير في الفهم والتدبر
* مما يعين على التدبر الترتيل وتحسين الصوت به والتمهل في القراءة مع الحذر من التكلف في الألحان فلا يكون همه كثرة المتلو دون تدبر :
- عن أبي حمزة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة، فأدبرها وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ كما تقول.
- عن مجاهد في قوله تعالى: {ورتل القرآن ترتيلا}، قال: ترسل فيه ترسلا.
- قال أبو عبيد: حدثنا أبو النضر عن شعبة قال: حدثني معاوية بن قرة قال: سمعت عبد الله بن مغفل يقول: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الفتح على ناقته أو جمله يسير، وهو يقرأ سورة الفتح -أو قال: من سورة الفتح- ثم قرأ معاوية قراءة لينة، فرجع ثم قال: لولا أخشى أن يجتمع الناس علينا، لقرأت ذلك اللحن.
- وعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم)).
*الحذر من إقامة حروف القرآن والتكلف في ذلك وتضييع حدوده :
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم)).
*ذكر محمد بن الحسن الآجري جملة من الآداب عند تلاوته منها الحزن والخشية عند تلاوته والخشية والوقوف عند عجائبه وتحريك القلوب عندها وبين أهمية العمل به من القيام به والصيام والورع والتواضع ولايقف بحوائجه عند أبواب الناس
- قال أبو بكر بن مجاهد:"كان أبو عمرو سهل القراءة، غير متكلف، يؤثر التخفيف ما وجد إليه السبيل".
- وقال حمزة:إن لهذا التحقيق منتهى ينتهي إليه، ثم يكون قبيحا مثل البياض، له منتهى ينتهي إليه، فإذا زاد صار برصا.

الثمرة المتحصلة من فهم القرآن وتدبره :
- العمل به
- الوقوف عند حدوده فينتهي عن النواهي ويمتثل الأوامر
- الخشية والخوف من زواجره ومما أعده الله لأهل النار من العقوبة كما حصل مع ابن عمر وهو يقرأ بقوله تعالى: {وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا}
- البكاء عند تلاوته وهذه صفة العلماء
- الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة كان هشام بن عروة إذا رأى شيئا من أمر الدنيا يعجبه، قرأ: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم} الآية.
- التأثر عند سماع آياته فيتأثر القلب وتدمع العين

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 رجب 1439هـ/21-03-2018م, 08:24 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى محمد مدني مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلّق بالكتاب العزيز
لأبي شامة المقدسي

أجب على الأسئلة التالية:
1: استخص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
العناصر المستخلصة من الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان:
نزول القرآن
تحديد ليلة نزول القرآن جمعاً بين الآيات
أقوال العلماء في تحديد ليلة نزوله
الرد على من قال بأن الليلة المباركة هي ليلة النصف من شعبان
الأدلة الدالة على نزول القرآن في ليلة القدر
نزول الكتب في رمضان
المقصود بإنزال القرآن في ليلة القدر
الآثار الواردة في المقصود بإنزال القرآن في ليلة القدر
المراد بقوله (فرقناه)
المراد بمواقع النجوم
كيفية نزول القرآن
أقوال العلماء في ذكر كيفية نزول القرآن
نزول القرآن في بيت العزة في السماء الدنيا
معارضة جبريل القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم في رمضان
الحكمة في إنزال القرآن جملة إلى السماء الدنيا
تحديد زمان نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا
فائدة التعبير عن الإنزال بالفعل الماضي (أنزلناه)
الحكمة من نزول القرآن منجماً
تحديد المدة بين نزول أول القرآن وآخره
وعد الله لنبيه بحفظ القرآن وبيانه
أول مانزل من القرآن وآخر مانزل
حفظ القرآن في الصدور والسطور في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
ذكر أسماء من جمعوا القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
تأويل الآثار التي ذكرت أسماء من جمعوا القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
وبيان أنها ليست للحصر
أنواع النسخ في القرآن
جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد أبي بكر وعثمان رضي الله عنهم
ترتيب وتأليف سور القرآن
كتبة الوحي
2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة؟
جاء في الصحيحين عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف))
وأختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على أقوال:
القول الأول:
سبعة أحرف يعني سبع لغات من لغات العرب متفرقة في القرآن، فبعضه نزل بلغة قريش، وبعضه نزل بلغة هوازن، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة أهل اليمن، وكذلك سائر اللغات.
من الأدلة على هذا القول:
- قول ابن مسعود رضي الله عنه: "إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال"،
- قال ابن سيرين: "إنما هو كقولك هلم وتعال وأقبل"، ثم فسره ابن سيرين فقال: في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة)، وفي قراءتنا: {صيحة واحدة}، فالمعنى فيهما واحد، وعلى هذا سائر اللغات.
- عن أنس بن مالك: أن عثمان -رحمة الله عليه- قال للرهط القرشيين الثلاثة حين أمرهم أن يكتبوا المصاحف: ((ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم)) يعني أول نزوله قبل الرخصة في قراءته على سبعة أحرف.
- كان ابن عباس يقول: نزل القرآن بلغة الكعبين، كعب بن قريش وكعب بن خزاعة قيل: وكيف ذاك؟ قال: لأن الدار واحدة.
واختلفوا في تعيين هذه اللغات السبع:
-كان محمد السجستاني يقول: معنى سبعة أحرف سبع لغات من لغات العرب، وذلك أن القرآن نزل بلغة قريش وهذيل وتميم وأزد وربيعة وهوازن وسعد بن بكر
-روى الكلبي عن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن.
قال أبو عبيد: والعجز هم سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف
- قال الأهوازي: وقالت طائفة: سبع لغات من قريش حسب. وقال بعضهم: خمس منها بلغة هوازن، وحرفان لسائر لغات العرب، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ربي في هوازن ونشأ في هذيل.
- قيل: هذه اللغات كلها السبع، إنما تكون في مضر، واحتجوا بقول عثمان -رضي الله عنه-: نزل القرآن بلسان مضر، وقالوا: جائز أن يكون منها لقريش، ومنها لكنانة، ومنها لأسد، ومنها لهذيل، ومنها لتميم، ومنها لضبة، ومنها لقيس، فهذه قبائل مضر تستوعب سبع لغات على هذه المراتب".
ترجيح المصنف :
أستدل المصنف بما جاء عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: ((نزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب)).
وفي رواية عن ابن عباس: ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم)).
ثم بين المصنف أن هذا هو الحق؛ لأنه إنما أبيح أن يقرأ بغير لسان قريش توسعة على العرب، فلا ينبغي أن يوسع على قوم دون قوم، فلا يكلف أحد إلا قدر استطاعته، فمن كانت لغته الإمالة، أو تخفيف الهمز، أو الإدغام، أو ضم ميم الجمع، أو صلة هاء الكناية، أو نحو ذلك فكيف يكلف غيره؟ وكذا كل من كان من لغته أن ينطق بالشين التي كالجيم، في نحو أشدق، والصاد التي كالزاي كنحو مصدر، والكاف التي كالجيم، والجيم التي كالكاف، ونحو ذلك، فهم في ذلك بمنزلة الألثغ والأرت، لا يكلف ما ليس في وسعه، وعليه أن يتعلم ويجتهد
- قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر في "كتاب التمهيد":وهذا مجتمع عليه أن القرآن لا يجوز في حروفه وكلماته وآياته كلها أن تقرأ على سبعة أحرف، ولا شيء منها، ولا يمكن ذلك فيها، بل لا يوجد في القرآن كلمة تحتمل أن تقرأ على سبعة أوجه إلا قليل، مثل: {وعبد الطاغوت} و {تشابه علينا}، وساق الكلام إلى أن قال: "وقال قوم: هي سبع لغات في القرآن متفرقات على لغات العرب كلها يمنها ونزارها؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يجهل شيئا منها، وكان قد أوتي جوامع الكلم".
القول الثاني:
المراد بالأحرف السبعة التوسعة، ليس حصرا للعددوذلك لتسهل قراءته على الناس، ولو أخذوا بأن يقرءوه على حرف واحد لشق عليهم، ولكان ذلك داعية إلى الزهادة فيه وسببا للنفور عنه
الأدلة عليه :
- عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: ((نزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب)).
- عن ابن عباس: ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم)).
-هذا كما قيل في معنى قوله تعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} إنه جرى كالمثل في التعبير عن التكثير، لا حصرا في هذا العدد
القول الثالث:
الأحرف السبعة هي سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم
الأدلة على هذا القول:
-أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((أقرئت القرآن فقلت: على حرف أو حرفين، فقال لي الملك الذي عندي: على حرفين، فقلت: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، هكذا حتى بلغ سبعة أحرف وليس منها إلا شاف كاف، غفورا رحيما، عليما حكيما، عزيزا حكيما، أي ذلك قلت فإنه كذلك)) -زاد بعضهم- ((ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
-منها: حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا، ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة)).
-منها حديث أبي جهيم الأنصاري:"أن رجلين اختلفا في آية من القرآن، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن المراء كفر)).
- جاء عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {للذين آمنوا انظرونا}، مهلونا، أخرونا، أرجئونا، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}، مروا فيه، سعوا فيه، كل هذه الحروف كان يقرأ بها أبي بن كعب، إلا أن مصحف عثمان الذي بأيدي الناس اليوم هو منها حرف واحد". وقال: "وعلى هذا أهل العلم، فاعلم".
قال أبو جعفر الطحاوي:كانت هذه السبعة للناس في الحروف لعجزهم عن أخذ القرآن على غيرها؛ لأنهم كانوا أميين، لا يكتبون إلا القليل منهم، فكان يشق على كل ذي لغة منهم أن يتحول إلى غيرها من اللغات، ولو رام ذلك لم يتهيأ له إلا بمشقة عظيمة، فوسع لهم في اختلاف الألفاظ إذا كان المعنى متفقا، فكانوا كذلك، حتى كثر من يكتب منهم، وحتى عادت لغاتهم إلى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرءوا بذلك على تحفظ ألفاظه، ولم يسعهم حينئذ أن يقرؤوا بخلافها، وبان بما ذكرنا أن تلك السبعة الأحرف إنما كانت في وقت خاص، لضرورة دعت إلى ذلك، ثم ارتفعت تلك الضرورة فارتفع حكم هذه السبعة الأحرف، وعاد ما يقرأ به القرآن إلى حرف واحد".
القول الرابع:
سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه
دليل هذا القول:
حديث يرويه سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
تضعيف العلماء لهذا القول :
- قال أبو عمر بن عبد البر:
"هذا حديث عند أهل العلم لم يثبت، وأبو سلمة لم يلق ابن مسعود، وابنه سلمة ليس ممن يحتج به، وهذا الحديث مجتمع على ضعفه من جهة إسناده، وقد رده قوم من أهل النظر، منهم أحمد بن أبي عمران فيما سمعه الطحاوي منه قال: من قال في تأويل السبعة الأحرف هذا القول فتأويله فاسد؛ لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله. قال أبو عمر: ويرويه الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سلمة بن أبي سلمة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا".
تعليق البيهقي في "كتاب المدخل" على الحديث:
قال: هذا مرسل جيد، أبو سلمة لم يدرك ابن مسعود. ثم رواه موصولا وقال: فإن صح فمعنى قوله: "سبعة أحرف": أي سبعة أوجه، وليس المراد به ما ورد في الحديث الآخر من نزول القرآن على سبعة أحرف، ذاك المراد به اللغات التي أبيحت القراءة عليها، وهذا المراد به الأنواع التي نزل القرآن عليها، والله أعلم.
ذكر المصنف تأويلان لهذا الأثر :
أحدهما: ذكره أبو علي الأهوازي في "كتاب الإيضاح"، والحافظ أبو العلاء في "كتاب المقاطع"، أن قوله "زاجر وآمر" إلى آخره استئناف كلام آخر، أي هو كذلك، ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة، وإنما توهم ذلك من توهمه، لاتفاقهما في العدد وهو السبعة، وروي "زاجرا وآمرا..." بالنصب، أي نزل على هذه الصفة من سبعة أبواب على سبعة أحرف، ويكون المراد بالأحرف غير ذلك.
الثاني: أن يكون ذلك تفسيرًا للأبواب، لا للأحرف، أي هذه سبعة أبواب من أبواب الكلام وأقسامه وأنواعه، أي أنزله الله تعالى كائنا من هذه الأصناف، لم يقتصر به على صنف واحد، بخلاف ما يحكى أن الإنجيل كله مواعظ وأمثال، والله أعلم.
القول الخامس:
الأحرف السبعة هي سبعة أوجه من القراءة
ثم أختلف العلماء في تحديد الأوجه السبعة للقراءة :
الوجه الأول:
السبعة الأحرف منها ستة مختلفة الرسم، كانت الصحابة تقرأ بها إلى خلافة عثمان -رضي الله عنهم-، نحو الزيادة، والألفاظ المرادفة، والتقديم، والتأخير، نحو (إن الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي)، (وجاءت سكرة الحق بالموت)، (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين)، (يأخذ كل سفينة صالحة غصبا)، (والعصر ونوائب الدهر)، (وله أخ أو أخت من أمه)، (وما أصابك من سيئة فمن نفسك إنا كتبناها عليك)، و(إن كانت إلا زقية واحدة)، و(كالصوف المنفوش)، و(طعام الفاجر)، و(إن بوركت النار ومن حولها) في نظائر ذلك، فجمعهم عثمان على الحرف السابع الذي كتبت عليه المصاحف، وبقي من القراءات ما وافق المرسوم، فهو المعتبر، إلا حروفا يسيرة اختلف رسمها في مصاحف الأمصار، نحو (أوصى) و(وصى)، و {من يرتد} و(من يرتدد)، و(من تحتها) و(تحتها)، وكأنهم أسقطوا ما فهموا نسخه بالعرضة الأخيرة التي عرضت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعرضها النبي -صلى الله عليه وسلم- على جبريل عليه السلام، ورسموا ما سوى ذلك من القراءات التي لم تنسخ.
الوجه الثاني ( حسنه ابن عبد البر وأعتمده مكي):
أوجه الاختلاف في القراءة سبعة وهي :
1- ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، مثل {هن أطهر لكم} , (أطهر لكم)، {ويضيق صدري} (ويضيق صدري) بالرفع والنصب فيهما
2- ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، مثل (ربنا باعد بين أسفارنا) و {ربنا باعد بين أسفارنا}
3- ما يتغير معناه بالحروف واختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، مثل (إلى العظام كيف ننشرها) بالراء والزاي
4- ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، مثل {كالعهن المنفوش} و(كالصوف المنفوش
5- ما تتغير صورته ومعناه، مثل {وطلح منضود} "وطلع منضود
6- التقديم والتأخير، مثل {وجاءت سكرة الموت بالحق} "وجاء سكرة الحق بالموت
7- الزيادة والنقصان، نحو "نعجة أنثى"، و"من تحتها" في آخر التوبة، و"هو الغني الحميد" في الحديد.
- قال ابن عبد البر: "وهذا وجه حسن من وجوه معنى الحديث، وفي كل وجه منها حروف كثيرة لا تحصى عددا، وهذا يدلك على قول العلماء أن ليس بأيدي الناس من الحروف السبعة التي نزل القرآن عليها، إلا حرف واحد، وهو صورة مصحف عثمان، وما دخل فيها يوافق صورته من الحركات واختلاف النقط من سائر الحروف".
واعتمد على هذه الأوجه مكي، وجعل من القسم الأول نحو "البخل" و"البخل"، و"ميسرة" بضم السين وفتحها، ثم قال: "وهذه الأقسام كلها كثيرة، لو تكلفنا أن نؤلف في كل قسم كتابا بما جاء منه وروي لقدرنا على ذلك".
وإلى هذه الأقسام في معاني السبعة ذهب جماعة من العلماء، وهو قول ابن قتيبة، وابن شريح، وغيرهما
الوجه الثالث (ذكره أبو علي الأهوازي):
الاختلاف الواقع في القرآن، يجمع ذلك سبعة أوجه:
1- الجمع والتوحيد، كقوله تعالى: {وكتبه} "وكتابه"
2- التذكير والتأنيث، كقوله تعالى: {لا يقبل} و"لا تقبل"
3- الإعراب، كقوله تعالى: "المجيد" و {المجيد}
4- التصريف، كقوله تعالى: "يعرشون" و {يعرشون}
5- الأدوات التي يتغير الإعراب لتغيرها، كقوله تعالى: "ولكن الشياطين" {ولكن الشياطين}
6- اللغات، كالهمز وتركه، والفتح، والكسر، والإمالة، والتفخيم، وبين بين، والمد، والقصر، والإدغام، والإظهار
7- تغيير اللفظ والنقط بالتفاق الخط، كقوله تعالى: "ننشرها" و {ننشزها}

· ذكر هذ الوجه أبو علي الأهوازي عن الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد ونسبه إلى أبي طاهر بن أبي هاشم ثم قال عقيبه: "وهذا أقرب إلى الصواب إن شاء الله تعالى وقد روي عن مالك بن أنس أنه كان يذهب إلى هذا المعنى.
الوجه الرابع (ذكره أبو علي الأهوازي):
معنى ذلك سبعة معان في القراءة".
"أحدها: أن يكون الحرف له معنى واحد، تختلف فيه قراءتان تخالفان بين نقطة ونقطة مثل {تعملون} و"يعملون".
"الثاني: أن يكون المعنى واحدا وهو بلفظتين مختلفتين، مثل قوله تعالى: {فاسعوا} و"فامضوا".
"والثالث: أن تكون القراءتان مختلفتين في اللفظ، إلا أن المعنيين متفرقان في الموصوف، مثل قوله تعالى: "ملك" و {مالك}.
"والرابع: أن تكون في الحرف لغتان، والمعنى واحد وهجاؤها واحد، مثل قوله تعالى: "الرشد" والرشد".
"والخامس: أن يكون الحرف مهموزا وغير مهموز، مثل "النبيء" و {النبي}.
"والسادس: التثقيل والتخفيف، مثل {الأكل} و"الأكل".
"والسابع: الإثبات والحذف، مثل "المنادي" و {المناد} ".
*ذكر هذا الوجه أبو علي الأهوازي عن أبو العلاء الحسن بن أحمدونسبه إلى أبي العباس أحمد بن محمد بن واصل.
الوجه الخامس(ذكره الأفوذي عن أبي غانم):
القرآن محيط بجميع اللغات الفصيحة، وتفصيل ذلك أن تكون هذه اللغات السبع على نحو ما أذكره نقله أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الأذفوي في "كتاب الاستغناء في علوم القرآن" عن أبي غانم المظفر بن أحمد بن حمدان:
1- "فأول ذلك تحقيق الهمز وتخفيفه في القرآن كله، في مثل {يؤمنون}، و"مؤمنين"، {والنبيين}، و {النسيء}، و {الصابئين}، و {البرية}، و {سأل سائل}، وما أشبه ذلك، فتحقيقه وتخفيفه بمعنى واحد، وقد يفرقون بين الهمز وتركه بين معنيين، في مثل {أو ننسها} من "النسيان" "أو ننسأها" من "التأخير"، ومثل {كوكب دري} و"دريء".
2- "ومنه إثبات الواو وحذفها في آخر الاسم المضمر، نحو: "ومنهمو أميون" .
3- "ومنه أن يكون باختلاف حركة وتسكينها، في مثل {غشاوة}، و"غشوة"، و {جبريل}، و {ميسرة}، و {البخل}، و {سخريا} ".
4- "ومنه أن يكون بتغيير حرف، نحو "ننشرها"، و"يقض الحق"، و {بضنين} ".
5- "ومنه أن يكون بالتشديد والتخفيف، نحو {يبشرهم}، و"يبشرهم".
6- "ومنه أن يكون بالمد والقصر، نحو "زكرياء" و {زكريا} ".
7- "ومنه أن يكون بزيادة حرف من "فعل" و"أفعل"، مثل (فاسر بأهلك)، و {نسقيكم} ".
الوجه السادس(اختاره أبو بكر الطيب ):
*واختار نحو الطريقة السابقة في تفسير الأحرف السبعة القاضي أبو بكر محمد بن الطيب في "كتاب الانتصار"
الأول:فذكر التقديم والتأخير
الثاني: الزيادة والنقص، نحو {وما عملته أيديهم} و"يا مال" و"ناخرة" و"سرجا"، و {خرجا}.
واختار نحو هذه الطريقة في تفسير الأحرف السبعة القاضي أبو بكر محمد بن الطيب في "كتاب الانتصار" فذكر التقديم والتأخير وجها، ثم الزيادة والنقص، نحو {وما عملته أيديهم} و"يا مال" و"ناخرة" و"سرجا"، و {خرجا}.
الثالث: اختلاف الصورة والمعنى، نحو: {وطلح منضود}، "وطلع منضود"، وقيل هما اسمان لشيء واحد، بمنزلة {العهن} و"الصوف"، و {الأثيم} و"الفاجر"، فيكون مما تختلف صورته في النطق والكتاب
الرابع: أن يكون الاختلاف في القراءتين، اختلافا في حروف الكلمة بما يغير معناها ولفظها من السماع، ولا يغير صورتها في الكتاب، نحو "ننشرها" و {ننشزها}.
"الخامس: الاختلاف في بناء الكلمة بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب ولا يغير معناها، نحو "البخل" و"البخل"، و"ميسرة"، و"ميسرة"، "يعكفون"، و{هل نجازي إلا الكفور} ".
"السادس: تغيير الصورة دون المعنى، نحو "العهن" و"الصوف"، و {صيحة} و"زقية"، {فومها} و"ثومها".
"السابع: اختلاف حركات الإعراب والبناء، بما يغير المعنى، والصورة واحدة، نحو "باعد، وباعد بين أسفارنا"، و"لقد علمت ما أنزل هؤلاء" بالضم والفتح". قال: "فهذا، والله أعلم، هو تفسير السبعة الأحرف دون جميع ما قدمنا ذكره".
الوجه السابع (اختيار أبو الحسن):
وأخبرنا شيخنا أبو الحسن رحمه الله في كتابه "جمال القراء" قال:
"فإن قيل: فأين السبعة الأحرف التي أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن القرآن أنزل عليها في قراءتكم هذه المشهورة؟
"قلت: هي متفرقة في القرآن، وجملة ذلك سبعة أوجه:
"الأول: كلمتان تقرأ بكل واحدة في موضع الأخرى، نحو {يسيركم} و"ينشركم"، و {لنبوئنهم} و"لنثوينهم"، و {فتبينوا} و"فتثبتوا".
"الثاني: زيادة كلمة، نحو "من تحتها"، و {هو الغني} ".
"الثالث: زيادة حرف، نحو {بما كسبت} و"فبما كسبت"، -يعني في سورة الشورى".
"الرابع: مجيء حرف مكان آخر، نحو {يقول} و"نقول"، و {تبلو} و"تتلو".
"الخامس: تغيير حركات، إما بحركات أخر، أو بسكون، نحو {فتلقى آدم من ربه كلمات}، و"ليحكم أهل الإنجيل".
"السادس: التشديد والتخفيف، نحو {تساقط} و"بلد ميت وميت".
"السابع: التقديم والتأخير، نحو {وقاتلوا وقتلوا}، (وقتلوا وقاتلوا).
ثم قال الشيخ: "وقوله عز وجل: {ثم انظر أنى يوفكون} يقرأ على سبعة أوجه، وكذلك قوله عز وجل: {فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية}، وقوله عز وجل: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا}، ولذلك نظائر".

تضعيف أبو شامة المقدسي للقول بأن الأحرف السبعة هي أوجه سبعة من القراءة :
وهذه الطرق المذكورة في بيان وجود السبعة الأحرف في هذه القراءات المشهورة كلها ضعيفة؛ إذ لا دليل على تعيين ما عينه كل واحد منهم، ومن الممكن تعيين ما لم يعينوا. ثم لم يحصل حصر جميع القراءات فيما ذكروه من الضوابط، فما الدليل على جعل ما ذكروه مما دخل في ضابطهم من جملة الأحرف السبعة دون ما لم يدخل في ضابطهم، وكان أولى من جميع ذلك لو حملت على سبعة أوجه من الأصول المطردة كصلة الميم، وهاء الضمير، وعدم ذلك، والإدغام، والإظهار، والمد، والقصر، وتحقيق الهمز، وتخفيفه، والإمالة، وتركها، والوقف بالسكون، وبالإشارة إلى الحركة، وفتح الياءات، وإسكانها، وإثباتها، وحذفها، والله أعلم.
القول الراجح:
الذي يترجح والعلم عند الله القول الأول وقد سبق ذكر الأدلة الدالة عليه
قال أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى في كتاب "غريب الحديث": قوله سبعة أحرف يعني سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، هذا لم نسمع به قط، ولكن نقول: هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن، فبعضه نزل بلغة قريش، وبعضه نزل بلغة هوازن، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة أهل اليمن، وكذلك سائر اللغات، ومعانيها في هذا كله واحدة، قال: ومما يبين ذلك قول ابن مسعود رضي الله عنه: "إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال"، وكذلك قال ابن سيرين: "إنما هو كقولك هلم وتعال وأقبل"، ثم فسره ابن سيرين فقال: في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة)، وفي قراءتنا: {صيحة واحدة}، فالمعنى فيهما واحد، وعلى هذا سائر اللغات.
- وقد قال بعض الشيوخ: الواضح من ذلك أن يكون الله تعالى أنزل القرآن بلغة قريش ومن جاورهم من فصحاء العرب، ثم أباح للعرب المخاطبين به المنزل عليهم أن يقرءوه بلغاتهم التي جرت عادتهم باستعمالها على اختلافهم في الألفاظ والإعراب، ولم يكلف بعضهم الانتقال من لغة إلى غيرها لمشقة ذلك عليهم، ولأن العربي إذا فارق لغته التي طبع عليها يدخل عليه الحمية من ذلك، فتأخذه العزة، فجعلهم يقرءونه على عاداتهم وطباعهم ولغاتهم منا منه عز وجل لئلا يكلفهم ما يشق عليهم، فيتباعدوا عن الإذعان، وكان الأصل على ما عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الألفاظ والإعراب جميعا مع اتفاق المعنى، فمن أجل ذلك جاء في القرآن ألفاظ مخالفة ألفاظ المصحف المجمع عليه، كالصوف وهو "العهن"، وزقية وهي "صيحة"، وحططنا وهي "وضعنا"، وحطب جهنم وهي "حصب" ونحو ذلك، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل رجل منهم متمسك بما أجازه له صلى الله عليه وسلم وإن كان مخالفا لقراءة صاحبه في اللفظ، وعول المهاجرون والأنصار ومن تبعهم على العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام في العام الذي قبض فيه، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض عليه في كل سنة مرة جميع ما أنزل عليه فيها إلا في السنة التي قبض فيها، فإنه عرض عليه مرتين.
قال أبو شامة المقدسي وهذا كلام مستقيم حسن، وتتمته أن يقال:
أباح الله تعالى أن يقرأ على سبعة أحرف ما يحتمل ذلك من ألفاظ القرآن وعلى دونها ما يحتمل ذلك من جهة اختلاف اللغات وترادف الألفاظ توسيعا على العباد، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لما أوحي إليه أن يقرأه على حرفين وثلاثة: ((هون على أمتي...)) على ما سبق ذكره في أول الباب، فلما انتهى إلى سبعة وقف، وكأنه صلى الله عليه وسلم علم أنه لا يحتاج من ألفاظه لفظة إلى أكثر من ذلك غالبا، والله أعلم.
وقال صاحب شرح السنة: "أظهر الأقاويل وأصحها وأشبهها بظاهر الحديث أن المراد من هذه الحروف اللغات، وهو أن يقرأ كل قوم من العرب بلغتهم، وما جرت عليه عادتهم من الإدغام والإظهار والإمالة والتفخيم والإشمام والإتمام والهمز والتليين وغير ذلك من وجوه اللغات إلى سبعة أوجه منها في الكلة الواحدة".
وقال أبو جعفر الطبري: "أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عما خصه الله تعالى به وأمته من الفضيلة والكرامة التي لم يؤتها أحدا في تنزيله".
"وذلك أن كل كتاب تقدم كتابنا نزوله على نبي من أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم، فإنما نزل بلسان واحد، متى حول إلى غير اللسان الذي نزل به، كان ذلك ترجمة له وتفسيرا، لا تلاوة له على ما أنزل الله".
"وأنزل كتابنا بألسن سبعة، بأي تلك الألسن السبعة تلاه التالي كان له تاليا على ما أنزله الله، لا مترجما ولا مفسرا، حتى يحوله عن تلك الألسن السبعة إلى غيرها، فيصير فاعل ذلك حينئذ -إذا أصاب معناه- له مترجما".
"فذلك معنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((كان الكتاب الأول نزل على حرف واحد، ونزل القرآن على سبعة أحرف)).
"وأما معنى قوله: "إن الكتاب الأول نزل من باب واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب"، فقد مضى تفسير "الأبواب السبعة".
وهي أنه آمر وزاجر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، ولم يجمع كتاب مما تقدم هذه "الأبواب السبعة" كزبور داود الذي هو تذكر ومواعظ، وإنجيل عيسى الذي هو تمجيد ومحامد وحض على الصفح والإعراض".
وأطال الطبري رحمه الله كلامه في تقرير ذلك، والله أعلم.
3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
ليست القراءات السبع هي الأحرف السبعة وإنما القراءات السبع جزء مما بقي من الأحرف السبعة مما وافق رسم المصحف العثماني والأحرف السبعة الم تكتب كلها في المصحف العثماني
ونصوص العلماء وأقوالهم تبين أن الأحرف السبعة ليست هي القراءات السبعة ومن ذلك :
- قال أبو شامة المقدسي :
وقد ظن جماعة ممن لا خبرة له بأصول هذا العلم أن قراءة هؤلاء الأئمة السبعة هي التي عبر عنها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف))، فقراءة كل واحد من هؤلاء حرف من تلك الأحرف، ولقد أخطأ من نسب إلى ابن مجاهد أنه قال ذلك.
- قال أبو محمد مكي:
"هذه القراءات كلها التي يقرؤها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووافق اللفظ بها خط المصحف الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه وعلى اطراح ما سواه، ولم ينقط ولم يضبط فاحتمل التأويل لذلك".
قال: "فأما من ظن أن قراءة كل واحد من هؤلاء القراء كنافع وعاصم وأبي عمرو، أحد الأحرف السبعة التي نص النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك منه غلط عظيم؛ إذ يجب أن يكون ما لم يقرأ به هؤلاء السبعة متروكا؛ إذ قد استولوا على الأحرف السبعة عنده، فما خرج عن قراءتهم فليس من السبعة عنده".
- قال أبو العباس أحمد بن عمار المقرئ في "شرح الهداية":
"أصح ما عليه الحذاق من أهل النظر في معنى ذلك إنما نحن عليه في وقتنا هذا من هذه القراءات هو بعض الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن".
- قال الإمام أبو جعفر الطبري:
"الأمة أمرت بحفظ القرآن، وخيرت في قراءته وحفظه بأي تلك الأحرف السبعة شاءت. كما أمرت، إذا هي حنثت في يمين وهي موسرة، أن تكفر بأي الكفارات الثلاث شاءت: إما بعتق أو إطعام أو كسوة. فلو أجمع جميعها على التكفير بواحدة من الكفارات الثلاث دون حظرها التكفير فيها بأي الثلاث شاء المكفر، كانت مصيبة حكم الله مؤيدة في ذلك الواجب عليها في حق الله، فكذلك الأمة أمرت بحفظ القرآن، وخيرت في قراءته بأي الأحرف السبعة شاءت: فرأت -لعله من العلل أوجبت عليها الثبات على حرف واحد- قراءته بحرف واحد، ورفض القراءة بالأحرف الستة الباقية، ولم تحظر قراءته بجميع حروفه على قارئه بما أذن في قراءته به".
ثم ساق الكلام إلى أن قال:
"فحملهم -يعني عثمان رضي الله عنه- على حرف واحد، وجمعهم على مصحف واحد، وحرق ما عدا المصحف الذي جمعهم عليه، فاستوسقت له الأمة على ذلك بالطاعة، ورأت أن فيما فعل من ذلك الرشد والهداية، فتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها طاعة منها له ونظرا منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها، حتى درست من الأمة معرفتها وتعفت آثارها، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها لدثورها، وعفو آثارها، وتتابع المسلمين على رفض القراءة بها، من غير جحود منهم صحتها، فلا القراءة اليوم لأحد من المسلمين إلا بالحرف الواحد الذي اختاره لهم إمامهم الشفيق الناصح، دون ما عداه من الأحرف الستة الباقية".
قال: "فإن قال بعض من ضعفت معرفته: كيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم بقراءتها؟".
قيل: إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة"
4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
*السبب الرئيسي لاختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف خلو المصاحف من الشكل والإعجام :
ذلك أن أمير المؤمنين أرسل المصاحف إلى الأمصار الخمسة بعد أن كتبت بلغة قريش، فإن القرآن إنما نزل بلغتها ثم أذن رحمة من الله تعالى لكل طائفة من العرب أن تقرأ بلغتها على قدر استطاعتها، فلما صارت المصاحف في الآفاق غير مضبوطة ولا معجمة قرأها الناس فما أنفذوه منها نفذ، وما احتمل وجهين طلبوا فيه السماع حتى وجدوه"
فلما خلت تلك المصاحف من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه وكان أهل كل ناحية من النواحي التي وجهت إليها المصاحف قد كان لهم في مصرهم ذلك من الصحابة معلمون كأبي موسى بالبصرة وعلي وعبد الله بالكوفة وزيد وأبي بن كعب بالحجاز ومعاذ وأبي الدرداء بالشام، فانتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه".
"فلما أراد بعضهم أن يجمع ما شذ عن خط المصحف من الضبط جمعه على سبعة أوجه اقتداء بقوله: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)).
وبناء على ماسبق من خلو المصحف من الشكل والإعجام كان كل صحابي يقرأ بالقراءة التي تلقاها من النبي صلى الله عليه وسلم إذا كانت موافقة لرسم المصحف غير مخالفة له فدخل بذلك بعض الأحرف السبعة الموافقة للرسم العثماني وحصل الاختلاف في القراءة

*وقد يقع الاختلاف في القراءة بسبب اللحن وقلة العلم بالقراءات فيقع بذلك الخطأ
قال الإمام أبو بكر بن مجاهد في "كتاب السبعة":
"اختلف الناس في القراءات، كما اختلفوا في الأحكام، ورويت الآثار بالاختلاف عن الصحابة والتابعين، توسعة ورحمة للمسلمين، وبعض ذلك قريب من بعض، وحملة القرآن متفاضلون في حمله ونقله الحروف، منازل في نقل حروفه".
- "فمن حملة القرآن المعرب العالم بوجوه الإعراب في القراءات، العارف باللغات ومعاني الكلام، البصير بعيب القراءة المنتقد للآثار، فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفاظ القرآن في كل مصر من أمصار المسلمين".
- "ومنهم من يعرب ولا يلحن ولا علم له بغير ذلك، فذلك كالأعرابي الذي يقرأ بلغته ولا يقدر على تحويل لسانه، فهو مطبوع على كلامه".
- "ومنهم من يؤدي ما سمعه ممن أخذ عنه، وليس عنده إلا الأداء لما تعلم، لا يعرف الإعراب ولا غيره، فذلك الحافظ ولا يلبث مثله أن ينسى إذا طال عهده، فيقرأ بلحن لا يعرفه وتدعوه الشبهة إلى أن يرويه عن غيره ويبرئ نفسه، وعسى أن يكون عند الناس مصدقا، فيحمل ذلك عنه وقد نسيه وأوهم فيه وجسر على لزومه والإصرار عليه، أو يكون قد قرأ على من نسي وضع الإعراب ودخلته الشبهة فتوهم، فذلك لا يقلد في القراءة ولا يحتج بنقله".
- "ومنهم من يعرب قراءته ويبصر المعنى ويعرف اللغات ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس في الآثار، فربما دعاه بصره بالإعراب إلى أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ به أحد من الماضين، فيكون بذلك مبتدعا، وقد روينا في كراهة ذلك وخطره أحاديث".


5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
شروط قبول القراءة واعتبارها:
الشرط الأول:
ثبوت تلك القراءة بالنقل الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يلتزم فيه تواتر، بل تكفي الآحاد الصحيحة مع الاستفاضة فيكفي إجماع الأمة عليها
الشرط الثاني :
موافقة خط المصحف فتكون موافقة لخط المصحف ورسمه غير مخالفة للرسم
الشرط الثالث:
ومجيئها على الفصيح من لغة العرب
· فكل قراءة ساعدها خط المصحف مع صحة النقل فيها ومجيئها على الفصيح من لغة العرب، فهي قراءة صحيحة معتبرة
الحكم إذا خالفت الشروط:
ذكر الشيخ المقرئ أبو محمد مكي بن أبي طالب القيرواني في كتاب مفرد صنفه في معاني القراءات السبع :أنه إذا اختلت هذه الأركان الثلاثة أطلق على تلك القراءة أنها شاذة وضعيفة والقراءة الشاذة لا يجوز القراءة بشيء منها لخروجها عن إجماع المسلمين وعن الوجه الذي ثبت به القرآن ،والفقهاء والمحدثين وأئمة العربية مجمعون على توقير القرآن واجتناب الشاذ واتباع القراءة المشهورة ولزوم الطرق المعروفة.
والقراءة الشاذة لايقرأ بها في الصلاة
نقل ابن عبد البر عن مالك رحمه الله من المنع من قراءة ما خالف المصحف في الصلاة، قال مالك:
"من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف، لم يصل وراءه".
وذكر الإمام أبو بكر الشاشي في كتابه المسمى بالمستظهري نقلا عن القاضي الحسين وهو من كبار فقهاء الشافعية المراوزة: "إن الصلاة بالقراءة الشاذة لا تصح".
6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك.
أنزل الله القرآن لتدبره والتفكر به وهذا التدبر يسوق إلى الخشية والعمل
· ذكر المصنف جملة من الآثار الواردة عن السلف تبين أهمية ذلك فبدأ بالآثار التي تبين أهمية العمل بالقرآن وفيها بيان فهم السلف لهذا المعنى ويظهر هذا من الآثر المروي عن أبي الدرداء ،ومن العمل به الانتهاء عما نهى عنه:
- ماروي عن عكرمة في قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}، قال: يتبعونه حق إتباعه.
- وعن أبي الزاهرية: أن رجلا أتى أبا الدرداء بابنه فقال: با أبا الدرداء، إن ابني هذا جمع القرآن، فقال: ((اللهم اغفر، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاعه)).
- وروي مرفوعا وموقوفا: ((اقرءوا القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه)).
· * مما يعين على التفكر تكرار الآيات :
- عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قام رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ليلة من الليالي يقرأ آية واحدة الليل كله، حتى أصبح، بها يقوم وبها يركع وبها يسجد: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.
وكرر تميم الداري{أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون) و ابن مسعود رضي الله كان يردد: {وقل رب زدني علما ) و عامر بن عبد قيس كرر {وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين}وكررت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قوله تعالى: {فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم}كرر سعيد بن جبير{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}.
مما سبق تبين أن التكرار ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين وله أثر كبير في الفهم والتدبر
* مما يعين على التدبر الترتيل وتحسين الصوت به والتمهل في القراءة مع الحذر من التكلف في الألحان فلا يكون همه كثرة المتلو دون تدبر :
- عن أبي حمزة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة، فأدبرها وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ كما تقول.
- عن مجاهد في قوله تعالى: {ورتل القرآن ترتيلا}، قال: ترسل فيه ترسلا.
- قال أبو عبيد: حدثنا أبو النضر عن شعبة قال: حدثني معاوية بن قرة قال: سمعت عبد الله بن مغفل يقول: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الفتح على ناقته أو جمله يسير، وهو يقرأ سورة الفتح -أو قال: من سورة الفتح- ثم قرأ معاوية قراءة لينة، فرجع ثم قال: لولا أخشى أن يجتمع الناس علينا، لقرأت ذلك اللحن.
- وعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم)).
*الحذر من إقامة حروف القرآن والتكلف في ذلك وتضييع حدوده :
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم)).
*ذكر محمد بن الحسن الآجري جملة من الآداب عند تلاوته منها الحزن والخشية عند تلاوته والخشية والوقوف عند عجائبه وتحريك القلوب عندها وبين أهمية العمل به من القيام به والصيام والورع والتواضع ولايقف بحوائجه عند أبواب الناس
- قال أبو بكر بن مجاهد:"كان أبو عمرو سهل القراءة، غير متكلف، يؤثر التخفيف ما وجد إليه السبيل".
- وقال حمزة:إن لهذا التحقيق منتهى ينتهي إليه، ثم يكون قبيحا مثل البياض، له منتهى ينتهي إليه، فإذا زاد صار برصا.

الثمرة المتحصلة من فهم القرآن وتدبره :
- العمل به
- الوقوف عند حدوده فينتهي عن النواهي ويمتثل الأوامر
- الخشية والخوف من زواجره ومما أعده الله لأهل النار من العقوبة كما حصل مع ابن عمر وهو يقرأ بقوله تعالى: {وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا}
- البكاء عند تلاوته وهذه صفة العلماء
- الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة كان هشام بن عروة إذا رأى شيئا من أمر الدنيا يعجبه، قرأ: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم} الآية.
- التأثر عند سماع آياته فيتأثر القلب وتدمع العين

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
التقويم : أ
بالنسبة للسؤال الأول :
- يُنصح بأن تكون العبارة المستعملة في كتابة العنصر واضحة تدل دلالة موجزة على ما تحتها والمقصد منه، فبدلا من قول : " المراد بـ( فرقناه )" يقال : " الحكمة من نزول القرآن مفرقًا " لأن إيراد أبي شامة لتفسير الآية في كتابه ليس لغرض بيان التفسير وفقط وإنما لبيان أحوال نزول القرآن والحكمة من ذلك.
- كذلك يُنصح بإعادة ترتيب العناصر بما يجعلها متسلسلة ويدل على ترابطها، حتى وإن خالف ذلك ترتيب المصنف.
- المسائل المتعلقة بجمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مثل : حفظ القرآن، وكتابته، وتأليفه، والقراء في عهد النبي، ومعارضة القرآن ... يمكن جمعها تحت مبحث " الجمع النبوي " أو " جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم " ذلك أن أبا شامة فصل هذه المرحلة عن جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق، وجمع عثمان، فجعل الآخرين في فصل واحد تحت عنوان " جمع الصحابة القرآن .." وقصدتُ بهذه الملحوظة توضيح المراحل الثلاثة لجمع القرآن.

س4: السؤال عن القسم الأول من إجابتكِ، واختلاف القراءة بسبب الخطأ هذا يُنكر على قارئه ولا يثبت، إذ أنّ القراءة سنة، وما وصل إلينا اليوم مما قرأ به النبي صلى الله عليه وسلم.
خُصمت نصف درجة للتأخير.
وفقكِ الله وسددكِ.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 9 رجب 1439هـ/25-03-2018م, 02:51 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

أجب على الأسئلةالتالية:
1: استخلص عناصر البابالأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلكالأوان.
بيان وقت نزول القرآن وفيه مسائل:
إثبات أن القرآن نزل في ليلة القدر من شهر رمضان والاستدلال لذلك والجمع بين الأدلة.
إبطال القول بأن نزول القرآن كان في ليلة النصف من شعبان وأن ليلة القدر منتقلة في الشهور .
كيفية نزول القرآن وفيه مسائل:
بيان أن للقرآن نزولان نزوله جملة واحدة ونزوله مفرقا والاستدلال لذلك.
بيان معنى الإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر والاستدلال لذلك.
معارضة القران وفيها مسائل :
معارضة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ووقت معارضته والاستدلال لذلك .
ذكر العرضة الأخيرة والاستدلال لذلك .
نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا وفيه مسائل :
بيان الحكمة من نزول القرآن جملة واحدة .
بيان زمن نزوله جملة واحدة .
قوله تعالى : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر) من جملة القرآن الذي نزل جملة أو لا .
نزول القرآن إلى الأرض وفي مسائل :
بيان أن القرآن نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم منجما .
بيان الحكمة من نزول القرآن منجما والاستدلال لذلك.
بيان المدة التي تنزل فيها القرآن .
بيان أول ما نزل من القرآن من القرآن وآخر ما نزل والاستدلال لذلك.
تكفل الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بتعليمه القرآن وجمعه في صدره والاستدلال لذلك.
أمر النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه بكتابة القرآن والاستدلال لذلك.
ذكر من جمع القرآن من الصحابة وثناء النبي صلى الله عليه وسلم على بعضهم .
بيان المعاني المحتملة لما ورد من اختصاص بعض الصحابة بحفظ القرآن.
بيان أنواع نسخ القرآن والتمثيل لها .
ذكر تأليف القرآن والاستدلال لذلك.
بيان أنواع جمع القرآن .

2: حرّر القول في المراد بالأحرفالسبعة.
ق1: على سبع لغات من لغات العرب متفرقة في القرآن لا تكون في كلمة واحدة وهو قول أبي عبيد القاسم بن سلام رحمه الله واختاره الحافظ أبو العلاء، وقال القتبي: لا نعرف في القرآن حرفا يقرأ على سبعة أحرف.
واعترض عليه ابن الأنباري فقال " هذاغلط، فقد وجد في القرآن حروف تقرأ على سبعة أحرف، منها قوله تعالى: {وعبد الطاغوت}وقوله تعالى: {أرسلهمعنا غدا يرتع ويلعب}، وذكر وجوها.
واختلفوا في تلك اللغات على أقوال عدة منها:
أنها لغة الكعبين (كعب بن لؤي من قريش وكعب بن عمرو من خزاعة ) ولغة العجز من هوازن (والعجز هم سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية وثقيف) قال أبو عبيد: وكذلك يحدثون عنسعيد بن أبي عروبة عن قتادة عمن سمع ابن عباس يقول:نزل القرآنبلغة الكعبين، كعب بن قريش وكعب بن خزاعة قيل: وكيف ذاك؟ قال: لأن الدارواحدة.
ومنها أنها بلغة قريش وهذيل وتميم وأزد وربيعة وهوازن وسعد بن بكر، أبا حاتمسهل بن محمد السجستاني
واعترض على هذا القول أبو جعفر أحمد بن عبد الله بنمسلم يقول: سمعت أبي يقول: وهذا القول عظيم من قائله؛ لأنه غير جائز أن يكون فيالقرآن لغة تخالف لغة قريش لقوله تعالى: {وما أرسلنا من رسولإلا بلسان قومه}، إلا أن يكون القائل لهذا أراد ما وافق من هذه اللغات لغةقريش. وعن أيوب السختياني أنه قال: معنىقوله تعالى: {إلا بلسان قومه}أراد العربكلهم.
وورد غير ذلك من الأقوال في تحديد اللغات أخشى الإطالة بذكر جميعها .
ق2: بعض القرآن أنزل علىسبع لغات مجتمعة في كلمة واحدة وهو قول الأنباري .كقوله تعالى: {وعبدالطاغوت}وقوله تعالى: {أرسله معنا غدا يرتعويلعب}
ق3: قالوا أنها من المشكل الذي لا يعلم معناها قاله أبوجعفر محمد بن سعدان النحوي وقال " لأن العرب تسمي الكلمة المنظومةحرفا، وتسمي القصيدة بأسرها كلمة، والحرف يقع على الحرف المقطوع من الحروف المعجمة،والحرف أيضا المعنى والجهة كقوله تعالى: {ومن الناس من يعبدالله على حرف}؛أي على جهة من الجهات ومعنى من المعاني.
ق4: أن العدد غير مقصود والمراد التوسعة.كما قيل في معنى قولهتعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم}
ق5: سبعة أنحاء وأصناف،فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه، واحتجوابحديث عن ابن مسعود عن النبي صلىالله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرفواحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكمومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتمعنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عندربنا)).
وضعف هذا الحديث ابن عبد البر.
وقال أحمد بن أبي عمران "هذا القول تأويله فاسد؛ لأنه محالأن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أنيكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله. وقال البيهقي هذا مرسل جيد، أبو سلمة لم يدرك ابنمسعود. ثم رواه موصولا وقال: فإن صح فمعنى قوله: "سبعة أحرف": أي سبعة أوجه، وليسالمراد به ما ورد في الحديث الآخر من نزول القرآن على سبعة أحرف، ذاك المراد بهاللغات التي أبيحت القراءة عليها، وهذا المراد به الأنواع التي نزل القرآن عليها،والله أعلم.
وقال أبو شامة" وعندي لهذا الأثر أيضاتأويلان آخران:
أحدهما:ذكره أبو علي الأهوازي في "كتابالإيضاح"، والحافظ أبو العلاء في "كتاب المقاطع"، أن قوله "زاجر وآمر" إلى آخرهاستئناف كلام آخر، أي هو كذلك، ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة، وإنما توهم ذلك منتوهمه، لاتفاقهما في العدد وهو السبعة، وروي "زاجرا وآمرا..." بالنصب، أي نزل علىهذه الصفة من سبعة أبواب على سبعة أحرف، ويكون المراد بالأحرف غيرذلك.
التأويل الثاني: أن يكون ذلك تفسيرًا للأبواب، لا للأحرف، أي هذه سبعة أبواب من أبواب الكلاموأقسامه وأنواعه، أي أنزله الله تعالى كائنا من هذه الأصناف، لم يقتصر به على صنفواحد، بخلاف ما يحكى أن الإنجيل كله مواعظ وأمثال، والله أعلم.
ق6: هي في هذه الأوجه السبعة : ما تتغير حركته ولايزول معناه ولا صورته، مثل{هن أطهر لكم} , (أطهر لكم)، {ويضيق صدري} (ويضيق صدري) بالرفع والنصب فيهما، ومنها ما يتغير معناه ويزولبالإعراب ولا تتغير صورته، مثل (ربنا باعد بين أسفارنا) و{ربنا باعد بين أسفارنا}، ومنا ما يتغير معناه بالحروفواختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، مثل (إلى العظام كيف ننشرها) بالراءوالزاي، ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، مثل{كالعهنالمنفوش}و(كالصوف المنفوش)، ومنها ما تتغير صورته ومعناه، مثل{وطلح منضود} "وطلع منضود". ومنها التقديم والتأخير، مثل{وجاءت سكرة الموت بالحق} "وجاء سكرة الحق بالموت"،ومنها الزيادة والنقصان، نحو "نعجة أنثى"، و"من تحتها" في آخر التوبة، و"هو الغنيالحميد" في الحديد. وهو قول ابنقتيبة، وابن شريح، واختاره مكي.
ق7: في هذه الأوجه السبعة : الجمع والتوحيد، كقوله تعالى: {وكتبه} "وكتابه"، والتذكير والتأنيث، كقوله تعالى: {لا يقبل} و"لا تقبل"، والإعراب، كقوله تعالى: "المجيد" و{المجيد}، والتصريف، كقوله تعالى: "يعرشون" و{يعرشون}، والأدوات التي يتغير الإعرابلتغيرها، كقوله تعالى: "ولكن الشياطين" {ولكنالشياطين}، واللغات، كالهمز وتركه، والفتح، والكسر، والإمالة، والتفخيم،وبين بين، والمد، والقصر، والإدغام، والإظهار، وتغيير اللفظ والنقط بالتفاق الخط،كقوله تعالى: "ننشرها" و{ننشزها}، ونحو ذلك". واختاره الأهوازي .
ق8: في هذه الأوجه : تحقيق الهمز وتخفيفه في القرآن كله، في مثل{يؤمنون}، و"مؤمنين"،{والنبيين
إثبات الواو وحذفها في آخر الاسم المضمر، نحو: "ومنهمو أميون" .
أن يكون باختلافحركة وتسكينها، في مثل{غشاوة}، و"غشوة"، و{جبريل}، و{ميسرة
أن يكون بتغيير حرف، نحو "ننشرها"، و"يقض الحق"، و{بضنين} ".
أن يكون بالتشديد والتخفيف، نحو{يبشرهم}، و"يبشرهم".
أن يكون بالمد والقصر، نحو "زكرياء" و{زكريا} ".
أن يكون بزيادة حرف من "فعل" و"أفعل"، مثل (فاسربأهلك)، و {نسقيكم} "..
ق9: في هذه الأوجه السبعة : التقديم والتأخير ، ثم الزيادةوالنقص، نحو {وما عملته أيديهم}و"يا مال" و"ناخرة" و"سرجا"، و {خرجا}. الثالث:اختلاف الصورة والمعنى، الوجه الرابع:أن يكون الاختلاف في القراءتين،اختلافا في حروف الكلمة بما يغير معناها ولفظها من السماع، ولا يغير صورتها فيالكتاب، نحو "ننشرها" و{ننشزها}.الخامس: الاختلاف في بناءالكلمة بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب ولا يغير معناها، نحو "البخل" و"البخل"،و"ميسرة"، و"ميسرة"، "يعكفون"، و{هل نجازي إلاالكفور} ".السادس:تغيير الصورة دون المعنى، نحو "العهن" و"الصوف"، و{صيحة}و"زقية"،{فومها}و"ثومها".
"السابع:اختلاف حركات الإعرابوالبناء، بما يغير المعنى، والصورة واحدة، نحو "باعد، وباعد بين أسفارنا"، و"لقدعلمت ما أنزل هؤلاء" بالضم والفتح". قال: "فهذا، والله أعلم، هو تفسير السبعةالأحرف دون جميع ما قدمنا ذكره". اختاره القاضيأبو بكر محمد بن الطيب.
ق10: في هذه الأوجه : "الأول:كلمتان تقرأ بكل واحدة في موضع الأخرى، نحو{يسيركم}و"ينشركم"، و{لنبوئنهم}و"لنثوينهم"، و{فتبينوا}و"فتثبتوا".الثاني:زيادة كلمة، نحو "منتحتها"، و{هو الغني} ".الثالث:زيادة حرف، نحو{بما كسبت} و"فبما كسبت"، -يعني في سورةالشورى".الرابع:مجيء حرف مكان آخر، نحو {يقول}و"نقول"، و{تبلو}و"تتلو". الخامس:تغيير حركات، إما بحركات أخر، أو بسكون، نحو{فتلقى آدم منربه كلمات}، و"ليحكم أهل الإنجيل".السادس:التشديد والتخفيف،نحو {تساقط}و"بلد ميت وميت".السابع:التقديم والتأخير،نحو {وقاتلوا وقتلوا}، (وقتلواوقاتلوا). اختاره أبو الحسن في جمال القراء

3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
لا ليست هي فالأحرف السبعة هي التي تلقاها النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل عليه السلام وأقرأ بها الصحابة رضوان الله عليهم أما القراءات السبع فقد نشأت بعد أن جمع عثمان رضي الله عنه المصحف على حرف واحد بالإجماع فما اختلفوا في قراءته بعد ذلك ووافق رسم المصحف عدّ من القراءات.
والقول بأن القراءات السبع هي الأحرف السبع فيه رد لما ثبت من القراءات مما وافق رسم المصحف العثماني ولم يرد في القراءات السبع .
4: بيّن سبب اختلافالقراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
سبب اختلاف الناس في القراءة أول الأمر أن مصحف عثمان الذي جمعه وأرسل بنسخ منه إلى الآفاق لم يكن منقطا أو مضبوطا لذلك ما تلقى الناس من الصحابة من القراءة مما وافق الرسم العثماني أخذوا به فاحتمل الرسم أكثر من قراءة صحيحة.
أما سبب كثرة الاختلاف عن الأئمة السبعة فلأن كل واحد منهم كان قد قرأ على جماعات بقراءات مختلفة فنقل ذلك كما قرأ فكانوا أول في بعض من الزمن لا يردوا شيئا من القراءات التي قرأوا بها ثم بعد ذلك انفرد كل واحد منهم بقراءة من القراءات التي قرأ بها على أئمته.
5: ما هيشروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ماخالف هذه الشروط؟
شروط قبول القراءة ثلاثة :
أن تثبت بالنقل الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يشترط التواتر بل يكفي في ذلك ما صح من الآحاد واستفاض.
أن توافق رسم المصحف العثماني .
وأن تصح في لغة العرب .
وما خالف هذه الشروط الثلاثة عدّ شاذا أو ضعيفا لا تجوز القراءة به لمخالفته الإجماع.
6: تكلّم بإيجاز عنوجوب العناية بفهمالقرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك
فهم القرآن وتدبره من مقاصد تنزيل القرآن بل هو أهم المقاصد وأولاها دل ذلك قوله تعالى {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب} فأخبر أن الحكمة من إنزال هذا القرآن هي تدبره لتحصل الثمرة وهي التذكر لذلك قال {وليتذكر} وهذا التذكر يورث خشية الله والخوف منه وبه يوفق العبد للعمل بما في هذا القرآن من أوامر ونواهي ويتعظ بما فيه، وفي تفسير هذه الآية يقول السعدي رحمه الله : "{ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ } أي: هذه الحكمة من إنزاله، ليتدبر الناس آياته، فيستخرجوا علمها ويتأملوا أسرارها وحكمها، فإنه بالتدبر فيه والتأمل لمعانيه، وإعادة الفكر فيها مرة بعد مرة، تدرك بركته وخيره" ، وقال الحسن "أما تدبر آياته،اتباعه والعمل بعلمه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهمليقول: قد قرأت القرآن كله، فما أسقط منه حرفا، وقد والله أسقطه كله ما يرى لهالقرآن في خلق ولا عمل"
وهذا يدل على الحث على تدبر القرآن، وأنه من أفضل الأعمال، وأن القراءة المشتملة على التدبر أفضل من سرعة التلاوة التي لا يحصل بها هذا المقصود " وبهذا يعلم أن الاشتغال بالفهم والتدبر أولى من المبالغة في تحسين الصوت به أو المبالغة في تحقيق مخارجه ولا بأس بالتوسط في ذلك إنما ينهى عن المبالغة والغلو في ذلك وإغفال جانب التدبر إذ لا تحصل خشية الله بتحسين الصوت أو تحقيق المخارج دون فهم وتدبر لما يتلو من الآيات.
ويدل هذا المعنى ثناء الله على عباده الذين يتلون كتابه حق تلاوته فقال جل وعلا : {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته } أي يتبعونه حقإتباعه ورد ذلك عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة. فأثنى عليهم لاتباعهم هذا الكتاب وعملهم به ولا يحصل ذلك إلا بفهمه وتدبره ، وفي المقابل ذم من ترك العمل بما نزل من كتاب ولم ينتفع بما فيه فقال: {فنبذوه وراء ظهورهم} قال الشعبي : "أما إنه كان بينأيديهم، ولكن نبذوا العمل به."
كما قد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل : أي الناس أحسن صوتا بالقرآن -أو أحسن قراءة- فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
وعنه: ((أحسن الصوت بالقرآن أخشاهم للهتعالى)). فأثنى على من كان هذا وصفه لحصول ثمرة التلاوة وهي خشية الله فحري بالعبد أن يجاهد نفسه حتى يصل إلى هذه المرتبة ويبلغ هذا الشرف نسأل الله- سبحانه- من واسع فضله . وبهذا يظهر لك ويتجلى لك خطأ بعض من هم في زماننا – هداهم الله - ممن تنافس ليكون أطول الناس نفساً في التلاوة ليقرأ سورة أو سورتين بنفس واحد ، أو بالغ في تلاوة القرآن بالمقامات والألحان، فإن هذا كله يشغل العبد عن المقصود من تلاوة القرآن ويحرمه الفضل وحصول الاهتداء بهذا القرآن والله المستعان .
ولعل مما يعين على تدبر القرآن وفهمه أن لا يتعجل العبد في تلاوته بل يتلوه على مكث كما أمرنا سبحانه :{وقرآنا فرقناه لتقرأه علىالناس على مكث ونزلناه تنزيلا } قال السعدي : "على مهل ليتدبروا ويتفكروا في معانيه ويستخرجوا علومه " وعن عبد الله رضيالله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يخرج في آخرالزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرءون القرآن لا يجاوزتراقيهم)).
وعن علقمةقال: قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر، قفواعند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.
ومما يعين أيضا على التدبر اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في التلاوة فكان صلى الله عليه وسلم إذا مر بآية تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ فإن ذلك مما يعين العبد على استجماع فكره وعقله في فهم ما يتلو . والله الموفِّق.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 5 رمضان 1439هـ/19-05-2018م, 02:09 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى علي مشاهدة المشاركة
أجب على الأسئلةالتالية:
1: استخلص عناصر البابالأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلكالأوان.
بيان وقت نزول القرآن وفيه مسائل:
إثبات أن القرآن نزل في ليلة القدر من شهر رمضان والاستدلال لذلك والجمع بين الأدلة.
إبطال القول بأن نزول القرآن كان في ليلة النصف من شعبان وأن ليلة القدر منتقلة في الشهور .
كيفية نزول القرآن وفيه مسائل:
بيان أن للقرآن نزولان نزوله جملة واحدة ونزوله مفرقا والاستدلال لذلك.
بيان معنى الإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر والاستدلال لذلك.
معارضة القران وفيها مسائل :
معارضة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ووقت معارضته والاستدلال لذلك .
ذكر العرضة الأخيرة والاستدلال لذلك .
نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا وفيه مسائل :
بيان الحكمة من نزول القرآن جملة واحدة .
بيان زمن نزوله جملة واحدة .
قوله تعالى : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر) من جملة القرآن الذي نزل جملة أو لا .
نزول القرآن إلى الأرض وفي مسائل :
بيان أن القرآن نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم منجما .
بيان الحكمة من نزول القرآن منجما والاستدلال لذلك.
بيان المدة التي تنزل فيها القرآن .
بيان أول ما نزل من القرآن من القرآن وآخر ما نزل والاستدلال لذلك.
تكفل الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بتعليمه القرآن وجمعه في صدره والاستدلال لذلك.
أمر النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه بكتابة القرآن والاستدلال لذلك.
ذكر من جمع القرآن من الصحابة وثناء النبي صلى الله عليه وسلم على بعضهم .
بيان المعاني المحتملة لما ورد من اختصاص بعض الصحابة بحفظ القرآن.
بيان أنواع نسخ القرآن والتمثيل لها .
ذكر تأليف القرآن والاستدلال لذلك.
بيان أنواع جمع القرآن .

2: حرّر القول في المراد بالأحرفالسبعة.
ق1: على سبع لغات من لغات العرب متفرقة في القرآن لا تكون في كلمة واحدة وهو قول أبي عبيد القاسم بن سلام رحمه الله واختاره الحافظ أبو العلاء، وقال القتبي: لا نعرف في القرآن حرفا يقرأ على سبعة أحرف.
واعترض عليه ابن الأنباري فقال " هذاغلط، فقد وجد في القرآن حروف تقرأ على سبعة أحرف، منها قوله تعالى: {وعبد الطاغوت}وقوله تعالى: {أرسلهمعنا غدا يرتع ويلعب}، وذكر وجوها.
واختلفوا في تلك اللغات على أقوال عدة منها:
أنها لغة الكعبين (كعب بن لؤي من قريش وكعب بن عمرو من خزاعة ) ولغة العجز من هوازن (والعجز هم سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية وثقيف) قال أبو عبيد: وكذلك يحدثون عنسعيد بن أبي عروبة عن قتادة عمن سمع ابن عباس يقول:نزل القرآنبلغة الكعبين، كعب بن قريش وكعب بن خزاعة قيل: وكيف ذاك؟ قال: لأن الدارواحدة.
ومنها أنها بلغة قريش وهذيل وتميم وأزد وربيعة وهوازن وسعد بن بكر، أبا حاتمسهل بن محمد السجستاني
واعترض على هذا القول أبو جعفر أحمد بن عبد الله بنمسلم يقول: سمعت أبي يقول: وهذا القول عظيم من قائله؛ لأنه غير جائز أن يكون فيالقرآن لغة تخالف لغة قريش لقوله تعالى: {وما أرسلنا من رسولإلا بلسان قومه}، إلا أن يكون القائل لهذا أراد ما وافق من هذه اللغات لغةقريش. وعن أيوب السختياني أنه قال: معنىقوله تعالى: {إلا بلسان قومه}أراد العربكلهم.
وورد غير ذلك من الأقوال في تحديد اللغات أخشى الإطالة بذكر جميعها .
ق2: بعض القرآن أنزل علىسبع لغات مجتمعة في كلمة واحدة وهو قول الأنباري .كقوله تعالى: {وعبدالطاغوت}وقوله تعالى: {أرسله معنا غدا يرتعويلعب}
ق3: قالوا أنها من المشكل الذي لا يعلم معناها قاله أبوجعفر محمد بن سعدان النحوي وقال " لأن العرب تسمي الكلمة المنظومةحرفا، وتسمي القصيدة بأسرها كلمة، والحرف يقع على الحرف المقطوع من الحروف المعجمة،والحرف أيضا المعنى والجهة كقوله تعالى: {ومن الناس من يعبدالله على حرف}؛أي على جهة من الجهات ومعنى من المعاني.
ق4: أن العدد غير مقصود والمراد التوسعة.كما قيل في معنى قولهتعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم}
ق5: سبعة أنحاء وأصناف،فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه، واحتجوابحديث عن ابن مسعود عن النبي صلىالله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرفواحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكمومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتمعنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عندربنا)).
وضعف هذا الحديث ابن عبد البر.
وقال أحمد بن أبي عمران "هذا القول تأويله فاسد؛ لأنه محالأن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أنيكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله. وقال البيهقي هذا مرسل جيد، أبو سلمة لم يدرك ابنمسعود. ثم رواه موصولا وقال: فإن صح فمعنى قوله: "سبعة أحرف": أي سبعة أوجه، وليسالمراد به ما ورد في الحديث الآخر من نزول القرآن على سبعة أحرف، ذاك المراد بهاللغات التي أبيحت القراءة عليها، وهذا المراد به الأنواع التي نزل القرآن عليها،والله أعلم.
وقال أبو شامة" وعندي لهذا الأثر أيضاتأويلان آخران:
أحدهما:ذكره أبو علي الأهوازي في "كتابالإيضاح"، والحافظ أبو العلاء في "كتاب المقاطع"، أن قوله "زاجر وآمر" إلى آخرهاستئناف كلام آخر، أي هو كذلك، ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة، وإنما توهم ذلك منتوهمه، لاتفاقهما في العدد وهو السبعة، وروي "زاجرا وآمرا..." بالنصب، أي نزل علىهذه الصفة من سبعة أبواب على سبعة أحرف، ويكون المراد بالأحرف غيرذلك.
التأويل الثاني: أن يكون ذلك تفسيرًا للأبواب، لا للأحرف، أي هذه سبعة أبواب من أبواب الكلاموأقسامه وأنواعه، أي أنزله الله تعالى كائنا من هذه الأصناف، لم يقتصر به على صنفواحد، بخلاف ما يحكى أن الإنجيل كله مواعظ وأمثال، والله أعلم.
ق6: هي في هذه الأوجه السبعة : ما تتغير حركته ولايزول معناه ولا صورته، مثل{هن أطهر لكم} , (أطهر لكم)، {ويضيق صدري} (ويضيق صدري) بالرفع والنصب فيهما، ومنها ما يتغير معناه ويزولبالإعراب ولا تتغير صورته، مثل (ربنا باعد بين أسفارنا) و{ربنا باعد بين أسفارنا}، ومنا ما يتغير معناه بالحروفواختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، مثل (إلى العظام كيف ننشرها) بالراءوالزاي، ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، مثل{كالعهنالمنفوش}و(كالصوف المنفوش)، ومنها ما تتغير صورته ومعناه، مثل{وطلح منضود} "وطلع منضود". ومنها التقديم والتأخير، مثل{وجاءت سكرة الموت بالحق} "وجاء سكرة الحق بالموت"،ومنها الزيادة والنقصان، نحو "نعجة أنثى"، و"من تحتها" في آخر التوبة، و"هو الغنيالحميد" في الحديد. وهو قول ابنقتيبة، وابن شريح، واختاره مكي.
ق7: في هذه الأوجه السبعة : الجمع والتوحيد، كقوله تعالى: {وكتبه} "وكتابه"، والتذكير والتأنيث، كقوله تعالى: {لا يقبل} و"لا تقبل"، والإعراب، كقوله تعالى: "المجيد" و{المجيد}، والتصريف، كقوله تعالى: "يعرشون" و{يعرشون}، والأدوات التي يتغير الإعرابلتغيرها، كقوله تعالى: "ولكن الشياطين" {ولكنالشياطين}، واللغات، كالهمز وتركه، والفتح، والكسر، والإمالة، والتفخيم،وبين بين، والمد، والقصر، والإدغام، والإظهار، وتغيير اللفظ والنقط بالتفاق الخط،كقوله تعالى: "ننشرها" و{ننشزها}، ونحو ذلك". واختاره الأهوازي .
ق8: في هذه الأوجه : تحقيق الهمز وتخفيفه في القرآن كله، في مثل{يؤمنون}، و"مؤمنين"،{والنبيين
إثبات الواو وحذفها في آخر الاسم المضمر، نحو: "ومنهمو أميون" .
أن يكون باختلافحركة وتسكينها، في مثل{غشاوة}، و"غشوة"، و{جبريل}، و{ميسرة
أن يكون بتغيير حرف، نحو "ننشرها"، و"يقض الحق"، و{بضنين} ".
أن يكون بالتشديد والتخفيف، نحو{يبشرهم}، و"يبشرهم".
أن يكون بالمد والقصر، نحو "زكرياء" و{زكريا} ".
أن يكون بزيادة حرف من "فعل" و"أفعل"، مثل (فاسربأهلك)، و {نسقيكم} "..
ق9: في هذه الأوجه السبعة : التقديم والتأخير ، ثم الزيادةوالنقص، نحو {وما عملته أيديهم}و"يا مال" و"ناخرة" و"سرجا"، و {خرجا}. الثالث:اختلاف الصورة والمعنى، الوجه الرابع:أن يكون الاختلاف في القراءتين،اختلافا في حروف الكلمة بما يغير معناها ولفظها من السماع، ولا يغير صورتها فيالكتاب، نحو "ننشرها" و{ننشزها}.الخامس: الاختلاف في بناءالكلمة بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب ولا يغير معناها، نحو "البخل" و"البخل"،و"ميسرة"، و"ميسرة"، "يعكفون"، و{هل نجازي إلاالكفور} ".السادس:تغيير الصورة دون المعنى، نحو "العهن" و"الصوف"، و{صيحة}و"زقية"،{فومها}و"ثومها".
"السابع:اختلاف حركات الإعرابوالبناء، بما يغير المعنى، والصورة واحدة، نحو "باعد، وباعد بين أسفارنا"، و"لقدعلمت ما أنزل هؤلاء" بالضم والفتح". قال: "فهذا، والله أعلم، هو تفسير السبعةالأحرف دون جميع ما قدمنا ذكره". اختاره القاضيأبو بكر محمد بن الطيب.
ق10: في هذه الأوجه : "الأول:كلمتان تقرأ بكل واحدة في موضع الأخرى، نحو{يسيركم}و"ينشركم"، و{لنبوئنهم}و"لنثوينهم"، و{فتبينوا}و"فتثبتوا".الثاني:زيادة كلمة، نحو "منتحتها"، و{هو الغني} ".الثالث:زيادة حرف، نحو{بما كسبت} و"فبما كسبت"، -يعني في سورةالشورى".الرابع:مجيء حرف مكان آخر، نحو {يقول}و"نقول"، و{تبلو}و"تتلو". الخامس:تغيير حركات، إما بحركات أخر، أو بسكون، نحو{فتلقى آدم منربه كلمات}، و"ليحكم أهل الإنجيل".السادس:التشديد والتخفيف،نحو {تساقط}و"بلد ميت وميت".السابع:التقديم والتأخير،نحو {وقاتلوا وقتلوا}، (وقتلواوقاتلوا). اختاره أبو الحسن في جمال القراء

3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
لا ليست هي فالأحرف السبعة هي التي تلقاها النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل عليه السلام وأقرأ بها الصحابة رضوان الله عليهم أما القراءات السبع فقد نشأت بعد أن جمع عثمان رضي الله عنه المصحف على حرف واحد بالإجماع فما اختلفوا في قراءته بعد ذلك ووافق رسم المصحف عدّ من القراءات.
والقول بأن القراءات السبع هي الأحرف السبع فيه رد لما ثبت من القراءات مما وافق رسم المصحف العثماني ولم يرد في القراءات السبع .
4: بيّن سبب اختلافالقراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
سبب اختلاف الناس في القراءة أول الأمر أن مصحف عثمان الذي جمعه وأرسل بنسخ منه إلى الآفاق لم يكن منقطا أو مضبوطا لذلك ما تلقى الناس من الصحابة من القراءة مما وافق الرسم العثماني أخذوا به فاحتمل الرسم أكثر من قراءة صحيحة.
أما سبب كثرة الاختلاف عن الأئمة السبعة فلأن كل واحد منهم كان قد قرأ على جماعات بقراءات مختلفة فنقل ذلك كما قرأ فكانوا أول في بعض من الزمن لا يردوا شيئا من القراءات التي قرأوا بها ثم بعد ذلك انفرد كل واحد منهم بقراءة من القراءات التي قرأ بها على أئمته.
5: ما هيشروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ماخالف هذه الشروط؟
شروط قبول القراءة ثلاثة :
أن تثبت بالنقل الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يشترط التواتر بل يكفي في ذلك ما صح من الآحاد واستفاض.
أن توافق رسم المصحف العثماني .
وأن تصح في لغة العرب .
وما خالف هذه الشروط الثلاثة عدّ شاذا أو ضعيفا لا تجوز القراءة به لمخالفته الإجماع.
6: تكلّم بإيجاز عنوجوب العناية بفهمالقرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك
فهم القرآن وتدبره من مقاصد تنزيل القرآن بل هو أهم المقاصد وأولاها دل ذلك قوله تعالى {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب} فأخبر أن الحكمة من إنزال هذا القرآن هي تدبره لتحصل الثمرة وهي التذكر لذلك قال {وليتذكر} وهذا التذكر يورث خشية الله والخوف منه وبه يوفق العبد للعمل بما في هذا القرآن من أوامر ونواهي ويتعظ بما فيه، وفي تفسير هذه الآية يقول السعدي رحمه الله : "{ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ } أي: هذه الحكمة من إنزاله، ليتدبر الناس آياته، فيستخرجوا علمها ويتأملوا أسرارها وحكمها، فإنه بالتدبر فيه والتأمل لمعانيه، وإعادة الفكر فيها مرة بعد مرة، تدرك بركته وخيره" ، وقال الحسن "أما تدبر آياته،اتباعه والعمل بعلمه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهمليقول: قد قرأت القرآن كله، فما أسقط منه حرفا، وقد والله أسقطه كله ما يرى لهالقرآن في خلق ولا عمل"
وهذا يدل على الحث على تدبر القرآن، وأنه من أفضل الأعمال، وأن القراءة المشتملة على التدبر أفضل من سرعة التلاوة التي لا يحصل بها هذا المقصود " وبهذا يعلم أن الاشتغال بالفهم والتدبر أولى من المبالغة في تحسين الصوت به أو المبالغة في تحقيق مخارجه ولا بأس بالتوسط في ذلك إنما ينهى عن المبالغة والغلو في ذلك وإغفال جانب التدبر إذ لا تحصل خشية الله بتحسين الصوت أو تحقيق المخارج دون فهم وتدبر لما يتلو من الآيات.
ويدل هذا المعنى ثناء الله على عباده الذين يتلون كتابه حق تلاوته فقال جل وعلا : {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته } أي يتبعونه حقإتباعه ورد ذلك عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة. فأثنى عليهم لاتباعهم هذا الكتاب وعملهم به ولا يحصل ذلك إلا بفهمه وتدبره ، وفي المقابل ذم من ترك العمل بما نزل من كتاب ولم ينتفع بما فيه فقال: {فنبذوه وراء ظهورهم} قال الشعبي : "أما إنه كان بينأيديهم، ولكن نبذوا العمل به."
كما قد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل : أي الناس أحسن صوتا بالقرآن -أو أحسن قراءة- فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
وعنه: ((أحسن الصوت بالقرآن أخشاهم للهتعالى)). فأثنى على من كان هذا وصفه لحصول ثمرة التلاوة وهي خشية الله فحري بالعبد أن يجاهد نفسه حتى يصل إلى هذه المرتبة ويبلغ هذا الشرف نسأل الله- سبحانه- من واسع فضله . وبهذا يظهر لك ويتجلى لك خطأ بعض من هم في زماننا – هداهم الله - ممن تنافس ليكون أطول الناس نفساً في التلاوة ليقرأ سورة أو سورتين بنفس واحد ، أو بالغ في تلاوة القرآن بالمقامات والألحان، فإن هذا كله يشغل العبد عن المقصود من تلاوة القرآن ويحرمه الفضل وحصول الاهتداء بهذا القرآن والله المستعان .
ولعل مما يعين على تدبر القرآن وفهمه أن لا يتعجل العبد في تلاوته بل يتلوه على مكث كما أمرنا سبحانه :{وقرآنا فرقناه لتقرأه علىالناس على مكث ونزلناه تنزيلا } قال السعدي : "على مهل ليتدبروا ويتفكروا في معانيه ويستخرجوا علومه " وعن عبد الله رضيالله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يخرج في آخرالزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرءون القرآن لا يجاوزتراقيهم)).
وعن علقمةقال: قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر، قفواعند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.
ومما يعين أيضا على التدبر اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في التلاوة فكان صلى الله عليه وسلم إذا مر بآية تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ فإن ذلك مما يعين العبد على استجماع فكره وعقله في فهم ما يتلو . والله الموفِّق.
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س2:
- القول الثاني يدخل في الأول.
- بدءًا من القول السادس مما ذكرتِ يدخل تحت قول من اجتهد في استخراج هذه الأحرف السبعة من القراءات المشهورة الآن لكنهم اختلفوا في تحديد هذه الأحرف، واضطرابهم خير دليل على ضعف هذه القول كما أنه لا يحصرها وهناك من القراءات ما ثبت عن الصحابة وخالف رسم المصحف فتُرك العمل به بعد الجمع العثماني ولا يرد ضمن هذه الأوجه وهي من الأحرف السبعة بلا شك.
س6:
أحسنتِ جدًا، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
التقويم : أ
خُصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir