السؤال الأول: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به.
تعد مرحلة البناء العلمي من أهم مراحل طلب العلم فبعد مرحلة التأسيس و بعد أن أتم الطالب دراسة مختصرات حول العلم الذي يدرسه تبدأ مرحلة البناء وغالبا ما تكون هذه المرحلة في مرحلة السن الذهبية في فترة الشباب و النشاط في أوائل الطلب و من فرط في هذه الفترة صعب عليه لاحقا الاستدراك، و على طالب العلم أن يترك التسويف و أن يضع خطة واضحة في البناء و أن يؤسس لها جيدا و عليه أن ينتبه من تداخل الخطط لديه و عليه أن لا يتسرع في الانتقال من هذه المرحلة إلى مرحلة العرض و الزكاة لعلمه إلا بعد إتقان هذه المرحلة.
عناية العلماء بذلك::
- في علم الحديث:
• الإمام أحمد صاحب المسند قال انتقيت المسند من سبع مئة ألف وخمسون ألف حديث حتى كان ثلاثون ألفا.
• إسحاق بن راهويه له مسند قال: كأني أنظر إلى مئة ألف حديث في كتبي وثلاثين ألف حديث أسرده.
• الإمام مسلم صاحب الصحيح قال: صنفت هذا الصحيح من مئة ألف حديث مسموعة .
• أبو داود السجستاني صاحب السنن قال: كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس مئة ألف حديث انتقيت منها ما ضمنته في السنن.
• الدار قطني صاحب كتاب العلل كان إذا سئل عن حديث استظهر ما يتعلق به من رواته وطرق أسانيده وصحته وغيره بل قيل أنه أملاه من حفظه.
- في علم التفسير:
• شيخ الإسلام ابن تيمية وقف على خمسة وعشرين تفسيرا مسندا و قد لخص رحمه الله أقوال السلف في التفاسير المسندة و جعل لها أصلا.
• ابن فرحون المالكي قال: لازمت تفسير ابن عطية حتى كدت أحفظه.
- في علم اللغة:
• أبو العباس الملقب بثعلب أقبل على كتب الفراء وحذقها ولم يبلغ الخامسة و العشرين و هو لم يدرك الفراء فهذا الأخير كان في مرتبة شيخه و كان يروي عنه بالواسطة.
- في علم الفقه:
• أبو بكر الخلال بالرغم من أنه لم يدرك الإمام أحمد إلا أنه جمع مسائله و رتبها حتى أصبحت كتبه مرجعا للحنابلة.
• المفلحي كان بارعا في جمع و تصنيف و تمييز مصادر مرويات الإمام أحمد و قد تميز بتمييز أخطاء الإمام أحمد حتى بات المرجع لمسائل الإمام أحمد، قال عنه ابن القيم"ما تحت قبة الفلك أعلم بمذهب الإمام أحمد من المفلحي".
• ابن التبان قرأ المدونة أكثر من ألف مرة.
السؤال الثاني: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال.
- أن يتخذ كتابا يتدارسه و يدمن قراءته و يوضحه و يكثر من قراءته حتى يكاد يحفظه كما فعل ذلك عبد الرزاق عفيفي و ابن فرحون و ابن عثيمين رحمه الله حين كادوا يحفظوا الكتب التي يدرسونها عن ظهر قلب.
- أن يختار الطالب عالما واسع المعرفة فيقبل على كتبه و يلخصها حتى يستفيد من مسائل الكتاب كما فعل أبي العباس في كتب الفراء و كما فعل الإمام محمد بن عبد الوهاب في كتب ابن تيمية و ابن القيم.
- أن يتخذ الطالب أصلا من كتب متعددة فيقوم بجمع المسائل المتعلقة به ثم يلخصها و يرتبها كما فعل ابن تيمية في أقوال السلف في التفسير.
السؤال الثالث: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟
1. يبدأ بدراسة مختصرة في هذا العلم: بأن يعرف كيف يدرس المسائل العلمية و ذلك لغرضين::
- أن يعرف كيف يدرس المسائل العلمية في هذا العلم.
- أن يلم إلماما عاما بمسائل هذا العلم.
2. أن يتوسع أكثر من الأول : و ذلك بدراسة كتاب أوسع أولا حتى يراجع أصل ما درسه و يضبطه أكثر و ثانيا حتى يزيد في التحصيل و التفصيل.
3. تكميل جوانب التأسيس: من يجد لديه ضعف في علم ما عليه بدراسة بعض المختصرات حتى يتمم نقصه.
4. قراءة كتاب جامع في ذلك العلم: يتخذ له أصل يتقنه و يزيد عليه.
5. القراءة المبوبة : قد يجد طالب العلم في الفن الذي يدرسه أبوابا كثيرة فعليه أن يتطرق إلى ما يجده من مؤلفات في هذا العلم فيقرأه و يدون ما زاد على أصل الكتاب.
6. المراجعة و التصنيف و الفهرسة : و ذلك حتى ييسر على نفسه الوصول للمسألة التي يحتاج إليها.