دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 شعبان 1440هـ/18-04-2019م, 02:15 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الخامس: مجلس مذاكرة القسم الخامس عشر من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم الخامس عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (204 - 218)

أجب على إحدى المجموعتين التاليتين:
المجموعة الأولى:

1. فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:

{ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام}.
2. حرّر القول في تفسير قوله تعالى:
{كان الناس أمّة واحدة}.
3. اكتب رسالة مختصرة بالأسلوب الوعظي في تفسير قوله تعالى:

{زيّن للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتّقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب}.

المجموعة الثانية:

1. فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد}.

2. حرّر القول في تفسير قوله تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافّة}.

3. اكتب رسالة مختصرة بالأسلوب الوعظي في تفسير قوله تعالى:

{أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضرّاء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب}.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 شعبان 1440هـ/20-04-2019م, 09:53 PM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

المجموعة الأولى:
1. فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام}.

ذكر المفسرون في سبب نزولها ثلاثة أقوال، هي:
الأول: أنها نزلت في الأخنس بن شريق الثّقفيّ، جاء إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وأظهر الإسلام وفي باطنه خلاف ذلك، وهو قول السدي، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير، ورده ابن عطية بقوله: (ما ثبت قط أن الأخنس أسلم).
الثاني: أنّها نزلت في نفر من المنافقين تكلموا في خبيب وأصحابه الذين قتلوا بالرجيع وعابوهم، وهو قول ابن عباس، ذكره ابن عطية وابن كثير.
الثالث: أنها عامة في كل مبطن كفر أو نفاق أو كذب أو إضرار وهو يظهر بلسانه خلاف ذلك، وهو قول قتادة ومجاهد والربيع ابن أنس وغيرهم، ذكره ابن عطية وابن كثير، وهو ترجيح ابن كثير، واستدلا له بما رواه ابن جرير عن القرظيّ، عن نوف -وهو البكاليّ، وكان ممّن يقرأ الكتب -قال: إنّي لأجد صفة ناسٍ من هذه الأمّة في كتاب اللّه المنزّل: قوم يحتالون على الدّنيا بالدّين، ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمرّ من الصّبر، يلبسون للنّاس مسوك الضّأن، وقلوبهم قلوب الذّئاب. يقول اللّه تعالى: فعليّ يجترئون! وبي يغترون! حلفت بنفسي لأبعثنّ عليهم فتنةً تترك الحليم فيها حيران. قال القرظيّ: تدبّرتها في القرآن، فإذا هم المنافقون، فوجدتها: {ومن النّاس من يعجبك قوله في الحياة الدّنيا ويشهد اللّه على ما في قلبه} الآية.
ورفع (من) ذكر الزجاج أنها على ضربين: على الابتداء، وبالعامل في (من).
وأما قوله: {ويشهد الله على ما في قلبه}:
فقرأ أبو حيوة وابن محيصن "ويشهد الله" بفتح الياء، وضمّ الجلالة أي بإسناد الفعل إلى اسم الجلالة، ويكون المعنى على هذه القراءة: أنه وإن أعجبك قوله وأظهر لكم الحيل، فالله يعلم من قلبه القبيح وهو العالم بحقيقة أمره، ويكون {ما في قلبه} على هذه القراءة هو الشر الباطن، كقوله تعالى: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنّك لرسول اللّه واللّه يعلم إنّك لرسوله واللّه يشهد إنّ المنافقين لكاذبون} [المنافقون: 1].
وقرأ الجمهور بضمّ الياء، ونصب الجلالة، وهذه القراءة تحتمل معنيين:
الأول: أي يظهر للناس الإسلام ويحلف لهم بالله أن الذي في قلبه موافقٌ للسانه، وهو قول عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، واختيار ابن جرير كما ذكر ابن كثير، وذكر ابن عطية أن هذه القراءة أبلغ لأنه قوى على نفسه التزام الكلام الحسن ثم ظهر من باطنه خلافه.
الثاني: أنّه يظهر للنّاس الإسلام ويبارز اللّه بما في قلبه من الكفر والنّفاق، كقوله تعالى: {يستخفون من النّاس ولا يستخفون من اللّه} [النّساء: 108]، ذكره ابن كثير ونسبه لابن عباس.
ويكون {ما قلبه} على قراءة الجمهور هو الخير الذي يظهر.
وقد نقل ابن عطية عن ابن عباس قراءته «والله يشهد على ما في قلبه»، وقراءة أبي وابن مسعود «ويستشهد الله على ما في قلبه».
ثم أعلم سبحانه وتعالى نبيه بحقيقة أمره ووصفه فقال تعالى: {وهو ألدّ الخصام}.
والألد من لددته بفتح العين ألده بضمها إذا غلبته في الخصام، فالألد هو الشديد الخصومة والجدل الصعب الشكيمة الأعوج الذي يلوي الحجج في كل جانب، واشتقاقه قيل من لديدي العنق، وهما صفحتا العنق، وقيل شبه انحرافه المشي في لديدي الوادي.
كما قال تعالى: {وتنذر به قومًا لدًّا} [مريم:97] أي: عوجًا، وروى البخاري عن عائشة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إن أبغض الرّجال إلى اللّه الألدّ الخصم".
وقال الشاعر:
إنّ تحت الأحجار حزما وعزما = وخصيما ألدّ ذا مغلاق
و(الخصام) مصدر خاصم، ومفردها خصم، نحو صعب وصعاب، وخدل وخدال، فالمعنى وهو أشد الخصماء.
فالآية تبين حال المنافق في حال خصومته، يكذب، ويزورّ عن الحقّ ولا يستقيم معه، بل يفتري ويفجر، كما ثبت في الصحيح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: "آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر".

2. حرّر القول في تفسير قوله تعالى:
{كان الناس أمّة واحدة}.

ذكر المفسرون في ذلك ثلاثة أقوال:
الأول: أي كان كل من بعث إليه الأنبياء كفارا، وهو قول ابن عباس، ذكره الزجاج واستشهد عليه بحال الناس قبل بعثة النبي، وذكره ابن عطية وعقب عليه بأن (كان) في هذا القول على بابها من المضي المنقضي، وقدر ما ذكر في حديث الشفاعة في قول الناس عن نوح: أنت أول الرسل، أن المعنى: إلى قوم كفار وإلا فآدم مرسل إلى بنيه يعلمهم الدين والإيمان، وذكره ابن كثير.
الثاني: بمعنى الإخبار عن الناس الذين هم الجنس كله، أنهم أمة واحدة في خلوهم عن الشرائع وجهلهم بالحقائق، ذكره ابن عطية وعقب عليه بأن (كان) على هذا الثبوت لا تختص بالمضي فقط.
الثالث: أنهم كانوا على الهدى جميعا، مؤمنين على شريعة من الحق، وهو قول ابن عباس في رواية وقتادة ومجاهد، ذكره ابن عطية وذكر أن تقدير الكلام فاختلفوا، على قراءة ابن مسعود «كان الناس أمة واحدة فاختلفوا فبعث»، وذكره ابن كثير واستحسنه لكون رواية ابن عباس أصح سندا، ولأنّ النّاس كانوا على ملّة آدم عليه السّلام حتّى عبدوا الأصنام، فبعث اللّه إليهم نوحا عليه السلام، فكان أول رسول بعثه اللّه إلى أهل الأرض.

3. اكتب رسالة مختصرة بالأسلوب الوعظي في تفسير قوله تعالى:
{زيّن للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتّقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب}.

يخبر تعالى في هذه الآية عن تزيينه للحياة الدنيا وذلك بخلقه للأشياء المعجبة، وبتزيين الشيطان بوسوسته وإغوائه، وفي ذلك تحذير للمؤمنين من مسلك الكافرين الذين أقبلوا على الدنيا ورضوا بها واطمأنوا إليها، وأعرضوا عن الآخرة وما أمر الله به بسبب قبولهم لهذا التزيين، فمن حكم الله في خلقه أن زين لهم ما في الأرض للابتلاء وبيان المؤمنين ممن لم تفتنهم الزينة من غيرهم، كما قال تعالى: {زيّن للنّاس حبّ الشّهوات من النّساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذّهب والفضّة}، كما أن تعظيم الكافرين للدنيا والاغترار بها أدى بهم إلى السخرية من المسلمين وحالهم من الإعراض عن الدنيا وبذلها ابتغاء وجه الله، فكان جزاؤهم على قبيح فعلهم هو خفض منزلتهم في أسفل سافلين من الدركات، وجزاء المؤمنين في الآخرة في أعلى عليين من الدرجات والتنعم والرحمة، وفي هذا إشارة إلى مكانة المؤمنين وتفضيلهم في القدر والدرجة والفوز بالحظ الأوفر يوم المعاد، كما قال تعالى: أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًّا [الفرقان: 24]، ثم يختم تعالى الآية بالتأكيد على أنه رزقه لعباده في الدنيا ليس على قدر العمل، فلا يغتر المؤمن بما أوتي الكفار في دنياهم ولا يقيسوا عليها الآخرة، لكن الجزاء في الآخرة بقدر العمل وبتفضل الله عز وجل على عباده، وفي ذلك تنبيه على أن المؤمنين المستضعفين وإن لم يكونوا من أهل الغنى في الدنيا فهم أهل المكانة العليا في الآخرة، وهذا النعيم دائم لا ينقطع ولا يفنى، ورزقه لعباده كثيرا جزيلا بلا عطاء ولا تعداد في الدنيا والآخرة بغير حساب، ولذلك جاء في القرآن السنة الحث على الإنفاق والزهد في الدنيا، قال تعالى: {وما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه} [سبأٍ: 39]، وفي الحديث: "ابن آدم، أنفق أنفق عليك"، وقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا"، وفي الصّحيح أنّ ملكين ينزلان من السّماء صبيحة كلّ يومٍ، يقول أحدهما: اللّهمّ أعط منفقًا خلفًا. ويقول الآخر: اللّهمّ أعط ممسكا تلفًا. وفي الصحيح "يقول ابن آدم: مالي، مالي! وهل لك من مالك إلّا ما أكلت فأفنيت، وما لبست فأبليت، وما تصدّقت فأمضيت؟ وما سوى ذلك فذاهبٌ وتاركه للنّاس".، وفي مسند الإمام أحمد عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "الدّنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20 رمضان 1440هـ/24-05-2019م, 02:38 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيثم محمد مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
1. فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام}.

ذكر المفسرون في سبب نزولها ثلاثة أقوال، هي:
الأول: أنها نزلت في الأخنس بن شريق الثّقفيّ، جاء إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وأظهر الإسلام وفي باطنه خلاف ذلك، وهو قول السدي، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير، ورده ابن عطية بقوله: (ما ثبت قط أن الأخنس أسلم).
الثاني: أنّها نزلت في نفر من المنافقين تكلموا في خبيب وأصحابه الذين قتلوا بالرجيع وعابوهم، وهو قول ابن عباس، ذكره ابن عطية وابن كثير.
الثالث: أنها عامة في كل مبطن كفر أو نفاق أو كذب أو إضرار وهو يظهر بلسانه خلاف ذلك، وهو قول قتادة ومجاهد والربيع ابن أنس وغيرهم، ذكره ابن عطية وابن كثير، وهو ترجيح ابن كثير، واستدلا له بما رواه ابن جرير عن القرظيّ، عن نوف -وهو البكاليّ، وكان ممّن يقرأ الكتب -قال: إنّي لأجد صفة ناسٍ من هذه الأمّة في كتاب اللّه المنزّل: قوم يحتالون على الدّنيا بالدّين، ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمرّ من الصّبر، يلبسون للنّاس مسوك الضّأن، وقلوبهم قلوب الذّئاب. يقول اللّه تعالى: فعليّ يجترئون! وبي يغترون! حلفت بنفسي لأبعثنّ عليهم فتنةً تترك الحليم فيها حيران. قال القرظيّ: تدبّرتها في القرآن، فإذا هم المنافقون، فوجدتها: {ومن النّاس من يعجبك قوله في الحياة الدّنيا ويشهد اللّه على ما في قلبه} الآية.
[وكون معنى الآية عام لا ينفي نزولها في سبب خاص]
ورفع (من) ذكر الزجاج أنها على ضربين: على الابتداء، وبالعامل في (من).
وأما قوله: {ويشهد الله على ما في قلبه}:
فقرأ أبو حيوة وابن محيصن "ويشهد الله" بفتح الياء، وضمّ الجلالة أي بإسناد الفعل إلى اسم الجلالة، ويكون المعنى على هذه القراءة: أنه وإن أعجبك قوله وأظهر لكم الحيل، فالله يعلم من قلبه القبيح وهو العالم بحقيقة أمره، ويكون {ما في قلبه} على هذه القراءة هو الشر الباطن، كقوله تعالى: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنّك لرسول اللّه واللّه يعلم إنّك لرسوله واللّه يشهد إنّ المنافقين لكاذبون} [المنافقون: 1].
وقرأ الجمهور بضمّ الياء، ونصب [لفظ] الجلالة، وهذه القراءة تحتمل معنيين:
الأول: أي يظهر للناس الإسلام ويحلف لهم بالله أن الذي في قلبه موافقٌ للسانه، وهو قول عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، واختيار ابن جرير كما ذكر ابن كثير، وذكر ابن عطية أن هذه القراءة أبلغ لأنه قوى على نفسه التزام الكلام الحسن ثم ظهر من باطنه خلافه.
الثاني: أنّه يظهر للنّاس الإسلام ويبارز اللّه بما في قلبه من الكفر والنّفاق، كقوله تعالى: {يستخفون من النّاس ولا يستخفون من اللّه} [النّساء: 108]، ذكره ابن كثير ونسبه لابن عباس.
ويكون {ما قلبه} على قراءة الجمهور هو الخير الذي يظهر.
وقد نقل ابن عطية عن ابن عباس قراءته «والله يشهد على ما في قلبه»، وقراءة أبي وابن مسعود «ويستشهد الله على ما في قلبه».
ثم أعلم سبحانه وتعالى نبيه بحقيقة أمره ووصفه فقال تعالى: {وهو ألدّ الخصام}.
والألد من لددته بفتح العين ألده بضمها إذا غلبته في الخصام، فالألد هو الشديد الخصومة والجدل الصعب الشكيمة الأعوج الذي يلوي الحجج في كل جانب، واشتقاقه قيل من لديدي العنق، وهما صفحتا العنق، وقيل شبه انحرافه المشي في لديدي الوادي.
كما قال تعالى: {وتنذر به قومًا لدًّا} [مريم:97] أي: عوجًا، وروى البخاري عن عائشة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إن أبغض الرّجال إلى اللّه الألدّ الخصم".
وقال الشاعر:
إنّ تحت الأحجار حزما وعزما = وخصيما ألدّ ذا مغلاق
و(الخصام) مصدر خاصم، ومفردها خصم، نحو صعب وصعاب، وخدل وخدال، فالمعنى وهو أشد الخصماء.
فالآية تبين حال المنافق في حال خصومته، يكذب، ويزورّ عن الحقّ ولا يستقيم معه، بل يفتري ويفجر، كما ثبت في الصحيح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: "آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر".
[أحسنت، وحبذا لو قدمت تفسيرك بمقدمة فيها مناسبة الآية لما قبلها أو معناها الإجمالي]
2. حرّر القول في تفسير قوله تعالى:
{كان الناس أمّة واحدة}.

ذكر المفسرون في ذلك ثلاثة أقوال:
الأول: أي كان كل من بعث إليه الأنبياء كفارا، وهو قول ابن عباس، ذكره الزجاج واستشهد عليه بحال الناس قبل بعثة النبي، وذكره ابن عطية وعقب عليه بأن (كان) في هذا القول على بابها من المضي المنقضي، وقدر ما ذكر في حديث الشفاعة في قول الناس عن نوح: أنت أول الرسل، أن المعنى: إلى قوم كفار وإلا فآدم مرسل إلى بنيه يعلمهم الدين والإيمان، وذكره ابن كثير.
الثاني: بمعنى الإخبار عن الناس الذين هم الجنس كله، أنهم أمة واحدة في خلوهم عن الشرائع وجهلهم بالحقائق، ذكره ابن عطية وعقب عليه بأن (كان) على هذا الثبوت لا تختص بالمضي فقط.
الثالث: أنهم كانوا على الهدى جميعا، مؤمنين على شريعة من الحق، وهو قول ابن عباس في رواية وقتادة ومجاهد، ذكره ابن عطية وذكر أن تقدير الكلام فاختلفوا، على قراءة ابن مسعود «كان الناس أمة واحدة فاختلفوا فبعث»، وذكره ابن كثير واستحسنه لكون رواية ابن عباس أصح سندا، ولأنّ النّاس كانوا على ملّة آدم عليه السّلام حتّى عبدوا الأصنام، فبعث اللّه إليهم نوحا عليه السلام، فكان أول رسول بعثه اللّه إلى أهل الأرض.
[أحسنت، بارك الله فيك.
وتحت القول الأول والقول الثالث أقوال أخرى في تحديد المراد بالناس ذكرها ابن عطية؛ فالأولى تصدير القول بأن المراد بكونهم أمة واحدة، أنهم أمة واحدة على الكفر أو الإيمان بحسب القول ثم ذكر المراد بالناس على هذا القول]

3. اكتب رسالة مختصرة بالأسلوب الوعظي في تفسير قوله تعالى:
{زيّن للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتّقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب}.

يخبر تعالى في هذه الآية عن تزيينه للحياة الدنيا وذلك بخلقه للأشياء المعجبة، وبتزيين الشيطان بوسوسته وإغوائه، وفي ذلك تحذير للمؤمنين من مسلك الكافرين الذين أقبلوا على الدنيا ورضوا بها واطمأنوا إليها، وأعرضوا عن الآخرة وما أمر الله به بسبب قبولهم لهذا التزيين، فمن حكم الله في خلقه أن زين لهم ما في الأرض للابتلاء وبيان المؤمنين ممن لم تفتنهم الزينة من غيرهم، كما قال تعالى: {زيّن للنّاس حبّ الشّهوات من النّساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذّهب والفضّة}، كما أن تعظيم الكافرين للدنيا والاغترار بها أدى بهم إلى السخرية من المسلمين وحالهم من الإعراض عن الدنيا وبذلها ابتغاء وجه الله، فكان جزاؤهم على قبيح فعلهم هو خفض منزلتهم في أسفل سافلين من الدركات، وجزاء المؤمنين في الآخرة في أعلى عليين من الدرجات والتنعم والرحمة، وفي هذا إشارة إلى مكانة المؤمنين وتفضيلهم في القدر والدرجة والفوز بالحظ الأوفر يوم المعاد، كما قال تعالى: أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًّا [الفرقان: 24]، ثم يختم تعالى الآية بالتأكيد على أنه رزقه لعباده في الدنيا ليس على قدر العمل، فلا يغتر المؤمن بما أوتي الكفار في دنياهم ولا يقيسوا عليها الآخرة، لكن الجزاء في الآخرة بقدر العمل وبتفضل الله عز وجل على عباده، وفي ذلك تنبيه على أن المؤمنين المستضعفين وإن لم يكونوا من أهل الغنى في الدنيا فهم أهل المكانة العليا في الآخرة، وهذا النعيم دائم لا ينقطع ولا يفنى، ورزقه لعباده كثيرا جزيلا بلا عطاء ولا تعداد في الدنيا والآخرة بغير حساب، ولذلك جاء في القرآن السنة الحث على الإنفاق والزهد في الدنيا، قال تعالى: {وما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه} [سبأٍ: 39]، وفي الحديث: "ابن آدم، أنفق أنفق عليك"، وقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا"، وفي الصّحيح أنّ ملكين ينزلان من السّماء صبيحة كلّ يومٍ، يقول أحدهما: اللّهمّ أعط منفقًا خلفًا. ويقول الآخر: اللّهمّ أعط ممسكا تلفًا. وفي الصحيح "يقول ابن آدم: مالي، مالي! وهل لك من مالك إلّا ما أكلت فأفنيت، وما لبست فأبليت، وما تصدّقت فأمضيت؟ وما سوى ذلك فذاهبٌ وتاركه للنّاس".، وفي مسند الإمام أحمد عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "الدّنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له.


التقويم: أ
أحسنتِ، بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2 ذو القعدة 1440هـ/4-07-2019م, 10:36 PM
عائشة إبراهيم الزبيري عائشة إبراهيم الزبيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 328
افتراضي

المجموعة الثانية:
1. فصّل القول في تفسير قول الله تعالى: (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد).

أخبر سبحانه وتعالى في هذه الآية عن صفات أخرى للمنافق فقال: (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها) وتولى وسعى في هذه الآية تحتمل أن تكون أفعال قلبية فيكون المعنى: إذا ضل سعى وقصد بحيله وإرادته الدوائر على الإسلام، وهذا هو ما ذهب إليه ابن جريج، وإما أن تكون أفعال حقيقية صادرة من شخص، فيكون المعنى: إذا أدبر وانصرف عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن سماع كلامه والحق الذي جاء به، سعى وقصد بقدميه وبأفعاله في الأرض ليفسد فيها، وهذا هو ما ذهب إليه ابن عباس.
فهو لا همّ له إلا الإفساد في الأرض، فهو يسعى فيها ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل، وعلى هذا يكون التفسير يكون الواو في (ويهلك) للعطف، ويصح أن يكون الغرض منها الاستئناف، فيكون المعنى: وهو يهلك الحرث والنسل، أي: يعتقد ذلك.
والحرث في اللغة هو شق الأرض للزراعة، فسميّ الزرع حرثاً للتناسب والمجاورة، وبذلك فسر بعض أهل العلم الآية، بأن المراد بالحرث هو الزرع، فأخذوا بالمعنى الظاهر للفظة، ومنهم قال بأن المراد بالحرث هنا النساء لأنها تكنى بذلك كما في قوله تعالى: (نساؤكم حرث لكم)، فأخذوا بالمعنى الخفي.
والنسل هو إما نسل النساء على من قال بأن الحرث هن النساء، وإما أن يكون نسل الدواب والأنعام التي لا قوام للناس إلا بها، والنسل مأخوذ من نسل ينسل إذا خرج متتابعاً كما في قوله تعالى: (وهم من كل حدب ينسلون).
وذكر المفسرون صورتين لكيفية اهلاكه للحرث والنسل، فقيل هو بإفساده في الأرض يمسك الله المطر فيهلك الحرث والنسل، وهو قول مجاهد، وقيل بأنه يقتل الناس فينقطع بذلك عمار الزرع والمنسلون.
ثم ختم سبحانه الآية بقوله: (والله لا يحب الفساد) أي: أنه سبحانه لا يحب من هذه صفته ولا يحب من يصدر عنه هذا الفعل، فهو لا يحبه على الحقيقة، والحب صفة ثابتة لله نثبتها له كما أثبتها سبحانه لنفسه، وهو سبحانه قد يقدر أموراً أن تقع لا يحبها لحكمه يعلمها سبحانه، ومن تلك الأمور الفساد في الأرض، وهذا خلافاً لما عليه مذهب المتكلمين من تأويل صفة الحب بمعنى الإرادة، فهم افترضوا بأنه سبحانه لا يمكن أن يقدر أموراً لا يحبها في الأرض وبأن تقديره لذلك يعتبر نقص، فهم قصدوا تنزيهه فوقعوا في خلاف ذلك من تنقيصه سبحانه وتعالى، فالله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء سواء أمر يحبه أو لا يحبه، وخلف كل ما يقع مما لا يحبه حكمه قد تظهر وقد تخفى، والله أعلم.

2. حرّر القول في تفسير قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافّة}.
اختلف في المراد بالسلم على قولين ذكرهم ابن عطية:
1. أن المراد به هو الدخول في الإسلام، وهو قول ابن عباس ومجاهد وطاووس والضحاك وعكرمة وقتادة والسدي وابن زيد، كما ذكره ابن كثير
2. أن المراد به المسالة، ويدخل قول السلف بأنه الطاعة والموادعة، كما نقله ابن كثير عن ابن عباس ومجاهد وأبو العالية والربيع بن أنس وقتادة.
وقد رجح الطبري القول الأول؛ لأن المؤمنون لم يؤمروا أبداً أن ينتدبوا الدخول في المسالمة والابتداء بها؛ وإنما المسالمة تكون إذا جنحوا للسلم.

وبعد هذا الترجيح، اختلف في المخاطب بالآية على قولين:
1. أنهم المؤمنون بالرسول صلى الله عليه وسلم من بني إسرائيل كعبد الله بن سلام وغيره، وذلك أنهم بقوا على تحريم يوم السبت وأكل لحوم الأبل وشيء من أحكام التوراة بعد إسلامهم وستئدانهم الرسول ليأذن لهم في ذلك، فنزلت هذه الآية في المؤمنين من أهل الكتاب خاصة، تأمرهم بالدخول في الإسلام كله وليس بعضه، وترك ما في التوراة من أحكام، وهذا القول نسبه ابن كثير لعكرمة وضعفه لما فيه من النكارة فكيف مع تمام إيمان عبدالله بن سلام قد تحقق من نسخ الإقامة على السبت وبطلانه، وقد عوض عنه بأعياد المسلمين كذلك، وكذلك ذكر هذا القول الزجاج وابن عطية، ولا حرج من أن يكون المراد بالآية من آمن من أهل الكتاب وقد بقى على شيء مما كان في التوراة دون تحديد أحد من الصحابة بعينه، كما في قول ابن عباس فيكون عاماً غير مخصص بأحد منهم، والله أعلم.
2. أنهم المؤمنون بموسى وعيسى، فيكون دعوة لهم بالدخول إلى الإسلام والتصديق بمحمد صلى الله عليه وسلم، ذكره ابن عطية.
3. أنهم جميع المؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم، فيكون أمرهم بالدخول في الإسلام بمعنى الأمر بالثبوت فيه وزيادة الالتزام به، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

وعلى القول الثاني والثالث يصح أن يكون ل(كافة) معنيان صحيحان ذكرهما الزجاج وابن عطية وابن كثير:

1. أن يكون المراد أمرهم بالدخول في الإسلام كله والأخذ بشرعه جميعه لا ببعضه دون بعض، كما في القول الأول، وهو قول ابن عباس ومجاهد وأبو العالية وعكرمة والربيع والسدي ومقاتل وقتادة والضحاك، نقله عنهم ابن كثير ورجحه.
2. أن يكون المراد أمرهم بالدخول كلهم وجميعهم في الإسلام، فتكون كافة حال للداخلين.


3. اكتب رسالة مختصرة بالأسلوب الوعظي في تفسير قوله تعالى:
{أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضرّاء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب}.

يبين سبحانه وتعالى في هذه الآية العظيمة وصف الطريق المؤدي إلى الدخول للجنة، فهو ليس بالطريق السهل الميسر كما يعتقد البعض، بل هو مليء بالابتلاءات والاختبارات والامتحانات الشديدة، يتمحص ويظهر عندها المؤمن الصادق من المنافق والكاذب وضعيف الإيمان، قال تعالى: (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون . ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)، وما هذا الاختبار بالأمر الجديد، إنما هذه هي سنة الله في خلقه، كما ذكر في الحديث الصحيح الذي رواه خباب بن الأرت أنه قال: قلنا يا رسول الله ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (إن من كان قبلكم كان أحدهم يوضع المنشار على مفرق رأسه فيخلصه إلى قدميه، لا يصرفه ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه، لا يصرفه ذلك عن دينه)، فيال هذا الاختبار العظيم الذي يختبر الصبر والثبات على الدين وليس في أمور أخرى من أمور الدنيا الزائلة، وياله من صبر عظيم نفقده في هذه الأيام المليئة بحب السرعة والسأم والغضب من أدنى أمر يتطلب الصبر والانتظار.
وقد قال تعالى هنا: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلو من قبلكم) أي: أحسبتم أن تدخلوا الجنة قبل أن يصبكم ما يشبه ما أصاب الذين سبقوكم من قبلكم وهم قد أصابهم ما أصابهم من البأساء في الأموال والضراء في الأبدان من الأسقام والآلام والأمراض، وزلزلوا إضافة إلى ذلك فحركوا وخوفوا مرة بعد مرة (حتى يقول الرسول والذين ءامنوا معه متى نصر الله)، فهم قد بلغ منهم الجهد حتى استبطأوا النصر فدعوا به وطلبوه استعجالا ًلضيق الحال وشدته، لا شكاً منهم ولا ارتياباً بأن الله ينصر عباده، فأخبرهم سبحانه بأن نصره قريب من عباده: (ألا إن نصر الله قريب) فلا تيأسوا ولا تقنطوا من رحمته وقرب فرجه، واستبشروا وابقوا ثابتين صابرين فإن النصر قريب، فلا ينزل العسر الواحد إلا ومعه ويلحقه يسراً كثيراً كما دلّ عليه التعريف والتنكير في قوله تعالى: (فإن مع العسر يسراً . إن مع العسر يسراً).
وفي هذه الآية تسلية لكل مصاب ومبتلى بأن نصر الله قريب، وقد ورد بأن هذه الآية نزلت تسلية وللمهاجرين الذين أصيبت أموالهم وفتنوا في دينهم، وقيل بأنها نزلت في غزوة الأحزاب حينما حوصر الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في المدينة وزلزلوا زلزالاً شديداً كما وردت تفاصيل ذلك في سورة الأحزاب.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 4 ذو القعدة 1440هـ/6-07-2019م, 12:17 PM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي

المجموعة الثانية:
1. فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد}.
يذكر تعالى صفات أولئك القوم الفاسدين المفسدين؛ من المنافقين الذين يظهرون الخير والصلاح وهم أهل الفساد والإفساد؛ فمن صفاتهم أنهم {وإذا تولى} ضل وغضب وأنف في نفسه فسعى بحيله وإرادته الدوائر على الإسلام، ومن هذا السعي قول الله تعالى: وأن ليس للإنسان إلّا ما سعى [النجم: 39]، ومنه وسعى لها سعيها [الإسراء: 19] فالتولي والسعي على هذا فعل قلبي.
ويمكن أن يكون تولّى بمعنى أدبر ونهض عنك يا محمد، وسعى يجيء معناها بقدميه فقطع الطريق وأفسدها، نحا هذا المنحى ابن عباس وغيره، وكلا السعيين فساد.
{ويهلك الحرث} وهو في اللغة شق الأرض، فأطلق على الزراعة للتناسب والمجاورة، ويقال للمرأة حرثا تشبيها.
والنسل} هو في الأصل من الخروج متتابعا، ويطلق على الأولاد والذرية،
وإهلاكه للحرث والنسل إما بنفسه، وإما بما يرتكبه من معاصي فيحبس الله القطر عنهم فيهلكوا.
فالآية عبارة عن مبالغة في الإفساد، إذ كل فساد في أمور الدنيا، فعليهما يدور.
والله لا يحب الفساد: لا يحب من هذه صفته وفعله.


2. حرّر القول في تفسير قوله تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافّة}.
القول الأول: المراد أمر المؤمنين بالنبي صلى الله عليه وسلم ، أو من آمن من اهل الكتاب بأن يدخلوا في الطاعة والإسلام كله، بجميع شرائعه وشعائره.
وقيل: يدخلوا في المسالمة والموادعة، وضعفه الطبري؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر يجنح للسلم إذا جنح لها الأعداء؛ لا ان يبدأ به.
الثاني: المراد أمرهم بأن يدخلوا جميعا ولا يتفرقوا، والاول أصح كما رجحه ابن كثير.

3. اكتب رسالة مختصرة بالأسلوب الوعظي في تفسير قوله تعالى:
{أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضرّاء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب}.
يعظ تعالى عباده المؤمنين، ويصبرهم على ما يصيبهم من بلاء ولأواء في هذه الدنيا الدنية، وعلى ما يلاقونه من أذى واضطهاد في الثبات على دينهم، وذلك عبر مثل وقصة يذكرهم بها.
فيقول: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة} فلا تظنوا أنكم ستدخلون الجنة بلا مشقة أو بلاء يصيبكم فتصبرون وتحتسبون، {ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم} فلا بد أن يصيبكم مثل ما أصاب من قبلكم من الأمم التي قد خلت ومضت- والمثل القصة-، فصبروا على البلاء حتى نصرهم الله؛ فاصبروا كذلك حتى تُنصرون في الدنيا والآخرة.
{مستهم البأساء} الفقر {والضراء} المرض ونحوه {وزلزلوا} حركتهم الشدائد وأقلقتهم الأحداث وزلزلتهم المحن والبلايا، زلزلوا خوفًا من الأعداء زلزالا شديدًا، وامتحنوا امتحانًا عظيمًا، كما جاء في الحديث الصّحيح عن خبّاب بن الأرتّ قال: قلنا: يا رسول اللّه، ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو اللّه لنا؟ فقال: "إنّ من كان قبلكم كان أحدهم يوضع المنشار على مفرق رأسه فيخلص إلى قدميه، لا يصرفه ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه، لا يصرفه ذلك عن دينه". ثمّ قال: "واللّه ليتمّنّ اللّه هذا الأمر حتّى يسير الرّاكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلّا اللّه والذّئب على غنمه، ولكنّكم قومٌ تستعجلون".
وقال اللّه تعالى: {الم* أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون* ولقد فتنّا الّذين من قبلهم فليعلمنّ اللّه الّذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين} [العنكبوت: 1 -3].
وقد حصل من هذا جانبٌ عظيمٌ للصّحابة، رضي اللّه عنهم، في يوم الأحزاب، كما قال اللّه تعالى: {إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنّون باللّه الظّنونا* هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدًا* وإذ يقول المنافقون والّذين في قلوبهم مرضٌ ما وعدنا اللّه ورسوله إلا غرورًا} الآيات [الأحزاب: 10 -12].
ولمّا سأل هرقل أبا سفيان: هل قاتلتموه؟ قال: نعم. قال: فكيف كان الحرب بينكم؟ قال: سجالا يدال علينا وندال عليه. قال: كذلك الرّسل تبتلى، ثمّ تكون لها العاقبة .
{حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله} يقولونها على سبيل الاستبطاء وترجي قرب النصر؛ وذلك من هول ما لاقوه من أحداث عظام يشيب لهولها الناس، لا على سبيل الاستبعاد.
فيطمئنهم تعالى بقوله: {ألا إن نصر الله قريب} ووعد الله آتٍ لا محالة؛ وفي حديث أبي رزين: "عجب ربّك من قنوط عباده، وقرب غيثه فينظر إليهم قنطين، فيظلّ يضحك، يعلم أنّ فرجهم قريبٌ"؛ ألا ليصبر كل مسلم عاقل على ما يصيبه من بلاء، وليستمسك بحبل الله المتين، وعروته الوثقى التي لا انفصام لها حتى يأتيه اليقين؛ ولا ييأسن ولا يقنطن وإن طال أمد البلاء وتكالبت عليه الهموم وتحلقت حوله الكروب وتناوشته الرماح والطعنات؛ فإن نصر الله قريب، وإن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وبعد العسر يسر، وإن عذوبة الجنة وظلالها الوارفة تنسيه بغمسة واحدة فيها كل ما لاقاه من هموم وكروب، فكيف بها نعيما لا يفنى وقرة عين لا تنقطع!.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 ذو الحجة 1440هـ/30-08-2019م, 10:26 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم

المجموعة الثانية:

عائشة الزبيري أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: وذهب ابن عطية أن {كافّة} يمكن أن تكون حالا من شيئين، أي من الداخلين ومن الإسلام، وتجب الإشارة إلى معنى الآية عند القائلين بأن السلم الموادعة حتى وإن كان هذا القول مرجوحا، وتحسن بك الإشارة إلى القراءات في الآية وأثرها على المعنى، كذا قول ابن عباس في سبب النزول اذكريه بالنصّ ولا تكتفي بالإشارة العابرة.
- خصمت نصف درجة للتأخير.



رقية عبد البديع ج+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: التحرير مختصر جدا أستاذة رقية، فيجب تحرير المسائل الأساسية في الآية أولا ثم بيان المعاني المحتملة بناء على تحرير هذه المسائل، فنحرّر القول في سبب النزول، والمخاطب في الآية، والمراد بالسلم، ومعنى {كافّة} وموقعها في الآية، ثم نذكر المعاني، وأحيلك على تحرير الأستاذة عائشة.
- خصمت نصف درجة للتأخير.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir