دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > ثلاثة الأصول وأدلتها

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 شوال 1429هـ/28-10-2008م, 11:49 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي البعث بعد الموت

وَالنَّاسُ إِذَا مَاتُوا يُبْعَثُونَ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى:

{مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى}.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {واللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتاً (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً}.
وَبَعْدَ البَعْثِ مُحَاسَبُونَ وَمَجْزِيُّونَ بِأَعْمَالِهِمْ.
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ليَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالحُسْنَى}.
وَمَنْ كَذَّبَ بِالبَعْثِ كَفَرَ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ} .


  #2  
قديم 16 ذو القعدة 1429هـ/14-11-2008م, 08:14 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي شرح ثلاثة الأصول لسماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله ابن باز

(3) والناسُ إذا ماتوا يبعثونَ كما قالَ تعالى:

{وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتًا، ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا}.

وقالَ سبحانَهُ: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}.
وقالَ سبحانَهُ: {وَللَِّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالحُسْنَى}.
فهُمْ مُحَاسَبُونَ ومَجْزِيُّونَ يومَ القيامةِ، ويُعْطَوْنَ كُتُبَهُم بأيْمانِهِم وشمائِلهِم فالسعيدُ يُعْطَى كِتَابَهُ بيمينِهِ، والشقيُّ يُعْطَى كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ، السعيدُ يَرْجَحُ ميزانُهُ، والكافرُ يَخِفُّ ميزانُهُ.
وأصحابُ المعاصي على خطرٍ

فقدْ يَرْجَحُ ميزانهُمُ بالتوبةِ، أوْ بعفوِ اللَّهِ، أوْ بالحسناتِ، وقدْ يَخِفُّ ميزانهُمْ فيكونون منْ أهلِ النَّارِ، فيُعَذَّبونَ فيها مَا شَاءَ اللَّهُ، ثمَّ يُخْرِجُهُم اللَّهُ مِنَ النَّارِ بسببِ موتِهِم على الإسلامِ.

فالواجِبُ على كلِّ مُكَلَّفٍ أنْ يَحْذَرَ سيئاتِ العَمَلِ،وأنْ يَلْزَمَ التَّوْبةَ والاسْتِقَامةَ؛ لأنَّهُ لاَ يَدْري متى يَهْجُمُ عليهِ الأجلُ، فالحزمُ كلُّ الحزمِ أنْ يأخذَ المسلمُ بالعزيمةِ؛ ويجاهدَ نفسَهُ حتىَّ يستقيمَ على الحقِّ، والتوبةِ النصوحِ منْ جميعِ الذنوبِ، حتىَّ إذا هَجَمَ عليهِ الأجلُ إذا هوَ على خيرِ عملٍ وعلى استقامةٍ، فيفوزُ بالسعادةِ والنجاةِ يومَ القيامةِ.


  #3  
قديم 16 ذو القعدة 1429هـ/14-11-2008م, 08:16 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي شرح ثلاثة الأصول للشيخ: محمد بن صالح العثيمين

(12) بَيَّنَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى في هذهِ الجملةِ أنَّ الناسَ إذا ماتُوا يُبْعَثُونَ، يَبْعَثُهُم اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَحْيَاءً بعدَ مَوْتِهِم للجَزَاءِ. وهذا هوَ النتيجةُ منْ إرسالِ الرُّسُلِ، أنْ يَعْمَلَ الإنسانُ لهذا اليومِ؛ يومِ البعثِ والنُّشُورِ، اليومِ الذي ذَكَرَ اللَّهُ سبحانَهُ وتَعَالَى مِنْ أحوالِهِ وأهوالِهِ ما يَجْعَلُ القلبَ يُنِيبُ إلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَيَخْشَى هذا اليومَ، قالَ اللَّهُ تَعَالَى:

{فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً}.

وفي هذهِ الجُمْلَةِ إشارةٌ إلى الإيمانِ بالبعثِ، وَاسْتَدَلَّ الشيخُ لهُ بِآيَتَيْنِ.


(13) أيْ: من الأرضِ خَلَقْنَاكُم حينَ خُلِقَ آدمُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ مِنْ تُرَابٍ.
(14) أيْ: بالدَّفْنِ بعدَ الموتِ.

(15) أيْ: بالبعثِ يومَ القيامةِ.

(16) هذهِ الآيَةُ مُوَافِقَةٌ تَمَامًا لقولِهِ تَعَالَى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} والآياتُ في هذا المعنَى كثيرةٌ جِدًّا، وقدْ أَبْدَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَأَعَادَ في إثباتِ المعادِ؛ حتَّى يُؤْمِنَ الناسُ بذلكَ، وَيَزْدَادُوا إِيمَانًا، وَيَعْمَلُوا لهذا اليومِ العظيمِ الذي نَسْأَلُ اللَّهَ سبحانَهُ وتَعَالَى أنْ يَجْعَلَنَا من العاملِينَ لهُ، ومِن السُّعَداءِ فيهِ.

(17) يَعْنِي أنَّ الناسَ بعدَ البعثِ يُجَازَوْنَ وَيُحَاسَبُونَ على أعمالِهِم، إنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وإنْ شَرًّا فَشَرٌّ:

-قالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (8) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}.

-وقالَ تَعَالَى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}.

-وقالَ جَلَّ وَعَلاَ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}.

فالحسنةُ بعَشْرِ أمثالِهَا إلى سَبْعِمائةِ ضعفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ، فَضْلاً من اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وامتنانًا منهُ سبحانَهُ وتَعَالَى، فهوَ جَلَّ وَعَلاَ قدْ تَفَضَّلَ بالعملِ الصالحِ، ثُمَّ تَفَضَّلَ مَرَّةً أُخْرَى بالجزاءِ عليهِ هذا الجزاءَ الواسعَ الكثيرَ.
أمَّا العملُ السَّيِّئُ؛ فإنَّ السيِّئَةَ بِمِثْلِهَا، لا يُجَازَى الإنسانُ بأكثرَ منها، قالَ تَعَالَى: {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}، وهذا مِنْ كمالِ فَضْلِ اللَّهِ وإحسانِهِ.

ثمَّ اسْتَدَلَّ الشيخُ لذلكَ بقولِهِ تَعَالَى: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا}، ولم يَقُلْ: بالسوءِ؛ أيْ: كَمَا قالَ: {وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى}.

(18) مَنْ كَذَّبَ بالبعثِ فهوَ كافر:

-لقولِهِ تَعَالَى: {وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُون}.

-وقالَ تَعَالَى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (11) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (12) كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (13) كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (14) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (15) ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ}.

-وقالَ تَعَالَى: {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا}.

-وقالَ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.

وَاسْتَدَلَّ الشيخُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بقولِهِ تَعَالَى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآيَةَ.
وأمَّا إِقْنَاعُ هؤلاءِ المُنْكِرِينَ فَبِمَا يَأْتِي:
أَوَّلاً:إنَّ أَمْرَ البعثِ تَوَاتَرَ بهِ النقلُ عن الأنبياءِ والمرسَلِينَ في الكُتُبِ الإلهِيَّةِ والشرائعِ السماويَّةِ، وَتَلَقَّتْهُ أُمَمُهُم بالقَبُولِ، فكيفَ تُنْكِرُونَهُ وأنْتُمْ تُصَدِّقُونَ بما يُنْقَلُ إليكم عنْ فَيْلَسُوفٍ أوْ صاحبِ مَبْدَأٍ أوْ فِكْرَةٍ، وإنْ لمْ يَبْلُغْ ما بَلَغَهُ الخبرُ عن البعثِ لا في وسيلةِ النقلِ، ولا في شهادةِ الواقعِ؟!

ثانيًا:إنَّ أمْرَ البعثِ قدْ شَهِدَ العقلُ بإمكانِهِ؛ وذلكَ منْ وجوهٍ:

1- كلُّ أَحدٍ لا يُنْكِرُ أنْ يكونَ مَخْلُوقًا بعدَ العدمِ، وأنَّهُ حادثٌ بعدَ أنْ لمْ يَكُنْ، فالذي خَلَقَهُ وَأَحْدَثَهُ بعدَ أنْ لم يَكُنْ قادرٌ على إعادتِهِ بالأَوْلَى، كما قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}، وقالَ تَعَالَى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}.

2 - كُلُّ أَحَدٍ لا يُنْكِرُ عظمةَ خَلْقِ السماواتِ والأرضِ؛لِكِبَرِهِمَا وَبَدِيعِ صَنْعَتِهِمَا، فَالَّذِي خَلَقَهُمَا قادرٌ على خلقِ الناسِ وَإِعَادَتِهِم بالأَوْلَى:

- قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ}.
-وقالَ تَعَالَى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

-وقالَ تَعَالَى: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.

3 - كُلُّ ذِي بَصَرٍ يُشَاهِدُ الأرضَ مُجْدِبَةً مَيِّتَةَ النباتِ، فإذا نَزَلَ المطرُ عليها أَخْصَبَتْ، وَحَيِيَ نَبَاتُهَا بعدَ الموتِ. والقادرُ على إحياءِ الأرضِ بعدَ مَوْتِهَا قادرٌ على إحياءِ الموتَى وَبَعْثِهِم، قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا المَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

ثالثًا:إنَّ أَمْرَ البعثِ قدْ شَهِدَ الحِسُّ والواقعُ بإمكانِهِ فيما أَخْبَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى بهِ منْ وَقَائِعِ إحياءِ الموتَى، وقدْ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى منْ ذلكَ في سورةِ البقرةِ خَمْسَ حوادثَ؛ منها قَوْلُهُ: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

رابعًا:إنَّ الحكمةَ تَقْتَضِي البعثَ بعدَ الموتِ؛ لِتُجَازَى كلُّ نفسٍ بما كَسَبَتْ، وَلَوْلاَ ذلكَ لَكَانَ خَلْقُ الناسِ عَبَثًا لا قيمةَ لهُ، ولا حِكْمَةَ منهُ، ولم يَكُنْ بينَ الإنسانِ وبينَ البهائمِ فَرْقٌ في هذهِ الحياةِ:

- قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}.
-وقالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى}.

-وقالَ تَعَالَى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (38) لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ (39) إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.

-وقالَ تَعَالَى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}.

فإذا بَيَّنْتَ هذهِ البراهينَ لِمُنْكِرِي البعثِ، وَأَصَرُّوا على إِنْكَارِهِم، فهم مُكَابِرُونَ مُعَانِدُونَ، وَسَيَعْلَمُ الَّذِين ظَلَمُوا أيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ.


  #4  
قديم 16 ذو القعدة 1429هـ/14-11-2008م, 08:19 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي حاشية ثلاثة الأصول للشيخ: عبد الرحمن بن محمد ابن قاسم

المتن :


وَالنَّاسُ إِذَا مَاتُوا يُبْعَثُونَ(45)، وَالدَّلِيلُ:

-قَوْلُهُ تَعَالَى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى}(46).
-وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {واللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتاً (47)(17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً(48)}.
وَبَعْدَ البَعْثِ مُحَاسَبُونَ(49) وَمَجْزِيُّونَ بِأَعْمَالِهِمْ(50).

وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ليَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالحُسْنَى}(51).
وَمَنْ كَذَّبَ بِالبَعْثِ كَفَرَ(52)، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا(53) قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ(54) ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ(55) وَذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ(56)}.


الحاشية :


(45) ليُجَازَى كُلٌّ بِعَمَلِه، ويُقْتَصَّ لبَعْضِهِم مِن بَعْضٍ، حَتَّى البَهَائِمِ.

(46) أيْ: مِن الأَرْضِ مَبْدَؤُكُم، فإنَّ أَبَاكُم آدَمَ، مَخْلُوقٌ مِن تُرَابٍ، مِن أَدِيمِ الأَرْضِ، وفي الأَرْضِ نُعِيدُكُم، أيْ: إِذَا مِتُّم تَصِيرُونَ إِلَيْهَا، فتُدْفَنُونَ بِهَا، ومِن الأَرْضِ نُخْرِجُكُم، يَوْمَ البَعْثِ والحِسَابِ، تَارَةً، أيْ: مَرَّةً أُخْرَى، كقَوْلِهِ: {فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفيِهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ}.
وفي الحديثِ: أنَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَخَذَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ، فَأَلْقَاهَا فِي القَبْرِ، فَقَالَ: ((مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى))).

(47) أَرَادَ تَعَالَى: مَبْدَأَ خَلْقِ آدَمَ مِن الأَرْضِ، والنَّاسُ ولَدُه، و{نَبَاتًا} اسْمٌ، وُضِعَ مَوْضِعَ المَصْدَرِ، أيْ: إِنْبَاتًا.

(48) أيْ: يُعِيدُكُم في الأَرْضِ، إِذَا مِتُّمْ، ويُخْرِجُكُم مِنْها بعدَ البَعْثِ أَحْياءً، {إِخْرَاجًا} يُعِيدُكُم يَوْمَ القِيَامَةِ، كَمَا بَدَأَكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ.

(49) أيْ: عَلَى الأَعْمَالِ؛ حَسَنِهَا وسَيِّئِهَا، والإيمانُ بالحِسَابِ، والمُجَازَاةِ عَلَى الأَعْمَالِ، مِن الإيمانِ باليَوْمِ الآخِرِ أيْضًا.

(50) دَقِيقُهَا وجَلِيلُهَا، صَغِيرُها وكَبِيرُها.

(51) يُخْبِرُ تَعَالَى: أَنَّه مَالِكُ السَّمَواتِ والأَرْضِ، الغَنِيُّ عَمَّا سِوَاه، الحَاكِمُ بالعَدْلِ، خَالِقُ الخَلْقِ بالحَقِّ {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُا بِمَا عَمِلُوا} مِن الشِّرْكِ فَمَا دُونَه.

{وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا} وَحَّدُوا رَبَّهُم، وأَخْلَصُوا لَه الطَّاعَةَ {بِالحُسْنَى}: الجَنَّةِ.

وقَالَ: {لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} والآياتُ في هذا المَعْنَى كَثِيرَةٌ، يُقَرِّرُ فيها تَعَالَى: أنَّه يُجَازِي كُلاًّ بِعَمَلِه، إنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وإنْ شَرًّا فَشَرٌّ.

(52) لتَكْذِيبِهِ اللَّهَ ورَسُولَه، وإِجْمَاعَ المُسْلِمِينَ.

(53) كَفَّرَهُم اللَّهُ تَعَالَى، بإنْكَارِهِم للبَعْثِ في زَعْمِهِم أنْ لَنْ يُبْعَثُوا، فَدَلَّ عَلَى أَنَّ إِنْكَارَ البَعْثِ كُفْرٌ، بل هو: مِن أَعْظَمِ كُفْرِ أَهْلِ الجَاهِلِيَّةِ.

(54) أيْ: قُلْ يَا مُحَمَّدُ: بَلَى ورَبِّي، جَوابُ تَحْقِيقٍ، وقَسَمٌ باللَّهِ العَظِيمِ {لَتُبْعَثُنَّ}يومَ القِيَامَةِ، وهذه الآيةُ الثَّالِثَةُ، التي أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّه: أَنْ يُقْسِمَ بِرَبِّهِ عَزَّ وجَلَّ: عَلَى وُقُوعِ المَعَادِ، ووُجُودِه.

-وفي يُونُسَ: {وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ} .
- وفي سَبَأٍ: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ …} الآيةَ.

(55) أيْ: لتُخْبَرُنَّ بِجَمِيعِ أَعْمَالِكُم؛ جَلِيلِهَا وحَقِيرِهَا، صَغِيرِهَا وكَبِيرِهَا، قَالَ تَعَالَى: {وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيامَةِ فََلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}.

(56) سَهْلٌ هَيِّنٌ عَلَيْهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:{وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} فإذا كَانَ هذا النَّوْعُ الإنْسَانِيُّ في العَدَمِ لَمْ يُوجَدْ قَبْلُ، ثُمَّ أَوْجَدَه اللَّهُ تَعَالَى مِن طِينٍ، وذَرَارِيَّه مِن مَاءٍ مَهِينٍ، ثُمَّ جَعَلَ هذا التَّنَاسُلَ منه، فإِنَّه لاَ يُعْجِزُه أنْ يُعِيدَهُم، وهو الذي أَبْدَعَهُم.

وفي الحَدِيثِ:((كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ، فَقَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيْسَ أَوَّلُ الخَلْقِ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ آخِرِهِ)).


  #5  
قديم 16 ذو القعدة 1429هـ/14-11-2008م, 08:21 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي حصول المأمول لفضيلة الشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان

(16) قولُهُ: (وَالنَّاسُ إِذَا مَاتُوا يُبْعَثُونَ) قَصَدَ بهذا رَحِمَهُ اللهُ بيانَ وُجوبِ الإيمانِ بالبَعْثِ، وأنَّ الإيمانَ بهِ مِنْ جُملةِ الإيمانِ باليومِ الآخِرِ وما فيهِ.
والبَعْثُ معناهُ: إحياءُ الْمَوْتَى، حيث يُنْفَخُ في الصُّورِ النفْخَةُ الثانيَةُ، فيَقومُ الناسُ لربِّ العالمينَ، حُفاةً لا نِعالَ عليهم، عُراةً لا كِسوةَ عليهم، غُرْلاً لا خِتانَ فيهم؛ لقولِهِ تعالَى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}.
والبعثُ حقٌّ ثابِتٌ دَلَّ عليهِ الكتابُ والسُّنَّةُ وإجماعُ المسلمينَ، وهوَ مُقْتَضَى الْحِكمةِ، حيث تَقْتَضِي أن يَجْعَلَ اللهُ تعالَى لهذه الْخَليقةِ مِيعادًا يُجازيهم فيهِ علَى ما شَرَعَهُ لهم، قالَ تعالَى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ}.

(17) قولُهُ: (والدليلُ قولُهُ تعالَى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى}) هذه الآيَةُ دليلٌ علَى أنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُخْرِجُ الموتَى مِنْ هذه الأرْضِ، وذلكَ في قولِهِ: {وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى}.
ومِن الأَدِلَّةِ أيضًا قولُهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً))، والْحَشْرُ معناهُ: الْجَمْعُ، يعني: جَمْعَ الْخَلائقِ يومَ القِيامةِ لِحِسابِهم والقضاءِ بينَهم.

(18) قولُهُ: (وقولُهُ تعالَى: {وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتًا}) أيْ: مَبدأُ الْخَلْقِ خَلْقُ آدَمَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ مِن الأرضِ، والناسُ وَلَدٌ لآدَمَ.
وقولُهُ:{نَبَاتًا} اسمُ مَصْدَرٍ نائبٌ مَنابَ الْمَصْدَرِ؛ أيْ: إِنْبَاتًا.

{ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا} يعني: يُعيدُكم في الأرضِ إذا مِتُّمْ ودُفِنْتُمْ بها.
{وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا} للحسابِ والجزاءِ.

(19) قولُهُ: (وَبَعْدَ الْبَعْثِ مُحَاسَبُونَ) ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ أَمْرًا آخَرَ يَجِبُ الإيمانُ بهِ، يَتَعَلَّقُ باليومِ الآخِرِ وهوَ الإيمانُ بالحسابِ والجزاءِ.
والْمُرَادُ بالحسابِ: إيقافُ اللهِ تعالَى العِبادَ علَى أعمالِهم التي عَمِلُوها وما كانوا عليهِ في الدنيا.
ومَشهَدُ الحسابِ مَشهدٌ عظيمٌ، يَنبغِي لكلِّ مُسلِمٍ أن يَستحضرَهُ، قالَ اللهُ تعالَى عنه:

{وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ}.

وحَسْبُنَا أن نَعْلَمَ أنَّ القاضيَ والْمُحاسِبَ في هذا اليومِ العظيمِ هوَ الْحَكَمُ العدْلُ، قَيُّومُ السماواتِ والأرَضينَ.
وهل الحسابُ عامٌّ للمؤمِنِ والكافِرِ، أوْ أنَّهُ خاصٌّ بالمؤمِنِ، والكافِرُ لا فائدةَ مِنْ مُحاسبَتِهِ؟
أَرْجَحُ الأقوالِ في هذه المسألةِ:

أنَّ الحسابَ عامٌّ للمسلِمِ والكافرِ، وفائدةُ الحسابِ للكافرِ - معَ أنَّ مَآلَهُ إلَى النارِ ولا حَسناتِ في مُقَابِلِ ما لهُ مِن السَّيِّئَاتِ التي أَعْظَمُها سَيِّئَةُ الكُفْرِ - أقولُ: مُحاسَبَةُ الكافِرِ وَراءَها حِكَمٌ عَظيمةٌ، مِنها:

أوَّلاً: إقامةُ الْحُجَّةِ علَى الكُفَّارِ وإظهارُ عَدْلِ اللهِ سُبحانَهُ وتعالَى فيهم.

ثانيًا: مُحاسَبَةُ الكُفَّارِ فيها تَوبيخٌ وتَقريعٌ لهم.

ثالثًا: لأنَّ الكُفَّارَ - علَى أَرْجَحِ الأقوالِ - مُخاطَبونَ بالأوامِرِ والنواهي، كما دَلَّتْ علَى ذلكَ النصوصُ الشرعيَّةُ.

رابعًا: لأنَّ الكُفَّارَ يَتفاوَتونَ في الكُفْرِ، والنارُ دَرَكَاتٌ.

وممَّا يَدُلُّ علَى أنَّ الكُفَّارَ مُحاسَبونَ قولُهُ تعالَى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} فهذا يَدُلُّ علَى أنَّهُم مُحاسَبونَ ومَسئولونَ.
وقالَ تعالَى: {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ}، فقولُهُ: {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} دَليلٌ علَى أنَّ الكُفَّارَ يُحاسَبونَ.

(20) قولُهُ: (والدليلُ قولُهُ تعالَى: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى}) أيْ: أنَّ اللهَ تعالَى لا يَظْلِمُ أحدًا، فيَجْزِي الذينَ أساءُوا بإِساءَتِهم، وأمَّا الذينَ عَمِلُوا الْحُسْنَى فهؤلاءِ جَزاؤُهم الْحُسْنَى، فلَمَّا أَحْسَنُوا العمَلَ أَحْسَنَ اللهُ مَثوبتَهم وجَزَاءَهم.
فهذه الآيَةُ مِن الآياتِ الدالَّةِ علَى ثُبوتِ الحسابِ، والآياتُ التي بمعناها كثيرةٌ، كقولِهِ تعالَى: {لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى}.
ومِن النصوصِ أيضًا ما وَرَدَ عنْ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنهُا قالَتْ: (كانَ النبيُّ صلَى اللهُ وسَلَّمَ يقولُ في بعضِ صَلاتِهِ: ((اللهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا))، فقالَتْ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنهُا: وما الحسابُ اليسيرُ؟ قالَ: ((أَنْ يَنْظُرَ فِي كِتَابِهِ فَيَتَجَاوَزَ عَنْهُ))).

(21) قولُهُ: (ومَنْ كذَّبَ بالبعْثِ كَفَرَ) أيْ: لأنَّهُ مُكَذِّبٌ للهِ ورسولِهِ، حيث إنَّ القرآنَ دَلَّ علَى آياتٍ كثيرةٍ علَى ثُبوتِ البَعْثِ.
فالذي يُكَذِّبُ بالبَعْثِ مُكَذِّبٌ للقرآنِ،ومَنْ كَذَّبَ القرآنَ فهوَ مُكَذِّبٌ للهِ تعالَى؛ فيُحْكَمُ بكُفْرِهِ، ومُكَذِّبٌ أيضًا للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ؛ لأنَّ النصوصَ ثَبَتَتْ عن الرسولِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ بوُقوعِ البَعْثِ، وهوَ مُخالِفٌ لإجماعِ المسلمينَ.

(22) قولُهُ: (والدليلُ قولُهُ تعالَى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا}) أي: الدليلُ علَى أنَّ التكذيبَ بالبعْثِ كُفْرٌ قولُهُ تعالَى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا…}
ووَجْهُ الدَّلالةِ: أنَّ اللهَ تعالَى كَفَّرَهم بإنكارِهم البَعْثَ، وسَمَّى مَقالَتَهم زَعْمًا؛ فدَلَّ ذلكَ علَى أنَّ مَنْ أَنْكَرَهُ فهوَ كافرٌ.

وإنَّمَا زَعَمُوا أنَّهُم لن يُبْعَثُوا؛ لأنَّهُم قالُوا: إنَّ البَعْثَ غيرُ مُمْكِنٍ، كما قالَ اللهُ عنهم: {وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ}، ومعنَى: {ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ} أيْ: ضاعَتْ أجسامُنا وعِظامُنَا واخْتَلَطَت بالأرضِ، وصارَتْ رُفاتًا.
وهم يَزعمون أنَّ اللهَ تعالَى لا يَقْدِرُ علَى بَعْثِهم بعدَ هذا، كما قالَ تعالَى عنْ بعضِ كُفَّارِ قُريشٍ: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ}.
وقدْ جاءَ إلَى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ بعَظْمٍ وفَتَّهُ في وَجْهِهِ ونَفَخَهُ وقالَ: (أَتَزْعُمُ يا مُحَمَّدُ أنَّ اللهَ يُحْيِي هذا بعدَ ما أَرِمَ؟) يعني: بعدَما فَنِيَ فصارَ تُرابًا، قالَ: ((نَعَمْ، وَيُدْخِلُكَ النَّارَ)).
فهذه هيَ شُبهةُ الكُفَّارِ، فإنَّهُم يقولُون: (إنَّ اللهَ تعالَى غَيْرُ قادرٍ علَى أنْ يُحْيِيَها ويُعيدَها مَرَّةً أُخْرَى، وهيَ علَى هذه الحالِ).
وقدْ أَكْثَرَ القرآنُ الكريمُ مِنْ ذِكْرِ البَعثِ في آياتٍ كثيرةٍ، وتَنَوَّعَتِ الأساليبُ في القُرآنِ في مَوضوعِ الإقناعِ بالبَعْثِ، وقدْ جاءَ في القُرآنِ بَراهينُ عَقْلِيَّةٌ تَدُلُّ علَى وُقوعِ البَعْثِ.
وخُلاصَةُ الأَدِلَّةِ علَى وُقوعِ البَعْثِ، كما يلِي:
الدليلُ الأَوَّلُ: إخبارُ العليمِ الخبيرِ بوُقوعِ يومِ القِيامةِ، وأنَّ الساعةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فيها، وأنَّ اللهَ يَبعثُ مَنْ في القُبورِ، وجاءَ هذا الإخبارُ في القرآنِ الكريمِ بأساليبَ مُتنوِّعَةٍ؛ ليَكونَ أَوْقَعَ في النفوسِ، وأَقْرَبَ إلَى القَبولِ.

الدليلُ الثاني: أنَّ القادِرَ علَى الْخَلْقِ الأوَّلِ قادرٌ علَى الْخَلْقِ الثاني، كما قالَ تعالَى: {وَيَقُولُ الإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَلاَ يَذْكُرُ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا}.

وقد اسْتَقَرَّ في أفهامِ الناسِ وتَصَوُّرِهم أنَّ الإعادةَ أَهوَنُ مِن الْبَدْءِ.
فإذا كُنتُم تَعْتَرِفُونَ أنَّ اللهَ قدْ خَلَقَكم ابتداءً فلِماذا تُنْكِرون الإعادةَ معَ أنَّ الإعادةَ في نَظَرِكم أَهْوَنُ، والْبَدْءُ والإعادةُ عندَ اللهِ تعالَى سَواءٌ.
وقدْ ذَكَرَ اللهُ تعالَى هذا المعنَى فقالَ تعالَى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، يعني: أهونُ عليهِ في نَظَرِكم، فلماذا تُنْكِرُونَهُ؟
والحاصِلُ: أنَّ القادِرَ علَى الْخَلْقِ الأوَّلِ قادِرٌ علَى الْخَلْقِ الثاني.

الدليلُ الثالثُ: أنَّ القادِرَ علَى خَلْقِ الأَعْظَمِ قَادِرٌ علَى خَلْقِ ما دُونَهُ، قالَ تعالَى: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ}.

الدليلُ الرابعُ: قُدرةُ اللهِ جَلَّ وعَلاَ علَى تَحويلِ الْخَلْقِ مِنْ حالٍ إلَى حالٍ، فهوَ يُميتُ ويُحْيِي، ويَخْلُقُ ويُفْنِي، وهذه الأَرْضُ تَكونُ هامِدةً لا نَباتَ فيها فيُنْزِلُ اللهُ الْمَطَرَ فإذا هيَ خَضراءُ تَهْتَزُّ.

- قالَ تعالَى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
-{وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ}.

فتَجِدُ أنَّ القرآنَ يُشِيرُ إلَى هذا المعنَى في كثيرٍ مِن الآياتِ، وهوَ أنَّ القادِرَ علَى تحويلِ الشيءِ مِنْ حالٍ إلَى حالٍ قادِرٌ علَى بَعْثِ الناسِ.
-وفي الآيَةِ التي ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ وهيَ قولُهُ تعالَى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ} دليلٌ علَى وُقوعِ البَعْثِ كما تَقَدَّمَ، ودليلٌ علَى الحسابِ في قولِهِ: {ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ}، والمعنَى: أنَّ بَعْثَ الخليقةِ مِنْ قُبورِهم ومُحاسبتَهم سَهْلٌ هَيِّنٌ عليهِ سُبحانَهُ وتعالَى.

-وهذه الآيَةُ هيَ إحدَى الآياتِ الثلاثِ في القُرآنِ التي أَمَرَ اللهُ فيها نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ أن يُقْسِمَ للمشرِكينَ برَبِّهِ جَلَّ وعلا علَى وُقوعِ البَعْثِ، وليسَ بعدَ قَسَمِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ برَبِّهِ تَوكيدٌ.

-والآيَةُ الثانيَةُ في سورةِ يُونُسَ: {وَيَسْتَنْبِؤُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ}.

-والآيَةُ الثالثةُ في سورةِ سَبَأٍ: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ}.


  #6  
قديم 16 ذو القعدة 1429هـ/14-11-2008م, 08:23 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي شرح معالي الشيخ :صالح بن عبدالعزيزبن محمد آل الشيخ (مفرغ)


[شرح قوله: (والناس إذا ماتوا يبعثون) ]
قال: لماذا ذكر موته - عليه الصلاة والسلام - قال: (والناس إذا ماتوا يبعثون) خص هنا البعث بذكرٍ، مع أن مناسبته هي في ذكر اليوم الآخر، المرتبة الثانية من الأصل الثاني، لأن اليوم الآخر معناه أنه يبعث الناس بعد الموت، فهنا قال: (والناس إذا ماتوا يبعثون)، وذلك لسبب، وهو أنه في وقت الشيخ - رحمه الله تعالى - كان يكثر في البادية إنكار البعث بعد الموت.
وقد جاء في رسائل الشيخ إلى العلماء رسائل كثيرة فيها بيان أن البعث بعد الموت حق، وأن من كفر بالبعث وأنكر البعث فهو كافر بالله العظيم، ليس بمؤمن ولا مسلم وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم، نص هنا على هذا لأجل الاهتمام بالمسألة، ووضعها في هذا الموضع مناسب لأنه ذكر وفاة النبي - عليه الصلاة والسلام - وذكر قوله: {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} فناسب أن يقرر البعث بعد الموت لجميع الناس فقال: (والناس إذا ماتوا يبعثون، والدليل قوله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} وقوله تعالى: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتاً (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً}).
[شرح قوله: (وبعد البعث محاسبون...) ]

(وبعد البعث محاسبون ومجزيون بأعمالهم، والدليل قوله تعالى:
{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} ) قال: (ومن كذب بالبعث كفر) مثل أولئك الأعراب، البادية، الذين كانوا في وقت الشيخ - رحمه الله - ويكثر إلى الآن في بوادي بعض البلاد العربية أنهم يكذبون بالبعث، يعتقدون أن التزام الدين أنه إنما يحصل للإنسان السعادة وكذا في دنياه، وأن روحه تكون في نعيم أو في جحيم، لكنْ بعث بعد الموت يكذبون بذلك، قال هنا: (من كذب بالبعث كفر، والدليل قوله تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} ) وجه الاستدلال: أنه قال: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا} فوصف الذين يزعمون أنهم لن يبعثوا بأنهم من الذين كفروا.


  #7  
قديم 16 ذو القعدة 1429هـ/14-11-2008م, 08:24 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي العناصر

ذكر البعث بعد الموت

معنى البعث
تفسير قوله تعالى (منها خلقناكم وفيها نعيدكم...) الآية
معنى الحشر
تفسير قوله تعالى (والله أنبتكم من الأرض نباتاً...) الآيتين
ذكر الحساب والجزاء
تفسير قوله تعالى (ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا...) الآية
- معنى الحساب
- الحساب عام للمؤمن والكافر
- الحِكَم من محاسبة الكافر
- الأدلة على محاسبة الكفار
كفر من كذب بالبعث
خلاصة الأدلة على وقوع البعث
تفسير قوله تعالى (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا...) الآية


  #8  
قديم 16 ذو القعدة 1429هـ/14-11-2008م, 08:28 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي الأسئله

الأسئلة
س1: ما معنى الهجرة لغةً وشرعاً ؟
س2: ما حكم الهجرة؟ مع الدليل.
س3: متى تنقطع الهجرة؟ مع ذكر الدليل.
س4: متى أمر النبي صلى الله عليه وسلم ببقية شرائع الإسلام ؟
س5: ما حكم السفر إلى بلاد الكفار ؟
س6: ما حكم الإقامة في بلاد الكفار ؟
س7: اذكر دوافع الناس إلى الإقامة في بلاد الكفر إجمالاً، مع بيان حكم كل دافع.
س8: متى توفي النبي صلى الله عليه وسلم ؟
س9: اذكر باختصار قصة وفاته صلى الله عليه وسلم.
س10: فيم كُفِّن النبي صلى الله عليه وسلم ؟
س11: متى دفن النبي صلى الله عليه وسلم؟ وكيف صلى الناس عليه ؟
س12: ما هو الخير الذي دل الأمة عليه؟ وما هو الشر الذي حذرها منه صلى الله عليه وسلم ؟
س13:فسر باختصار الآيات التالية، مع بيان ما تدل عليه:
‌أ. {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا} .
ب. {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.
‌ج. {إنك ميت وإنهم ميتون}.
‌د. {ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى}.
هـ. {زَعَمَ الذين كَفَرُوا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن}.
س14: اذكر دليلاً على البعث والجزاء.
س15: ما حكم من كذَّب بالبعث؟ مع الدليل.
س16: كيف ترد على من أنكر البعث ؟
س17: كيف تجمع بين حديث: ((لا تنقطِع الهِجْرة حتى تنقطع التوبةُ)) وحديث: ((لا هجرةَ بعد الفتحِ ولكن جهادٌ ونية)) ؟


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
البعث, بعد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir