باب الثاء
قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ) : (باب الثاء
الثياب – الثواب – الثبات – الثمرات – ثقال – ثم – ثقف – الثاني – المثاني – الثرى
تفسير (الثياب) على أربعة أوجه:
القلب – القميص من النار – الرداء – الثياب يعينه
فوجه منها, الثياب يعني: القلب، قوله تعالى في سورة المدثر {وثيابك فطهر} يعني: قلبك فطهر من الخيانة, وأصلح نفسك, وليس الثياب التي يلبسها, وهذا قول مجاهد. وقال قادة: كانت العرب تقول: هو نقي الثياب, أي: لم يتدنس بالمعاصي، كما قيل:
فشككت بالرمح الطويل ثيابه
والوجه الثاني, الثياب يعني به: القميص (من النار)، قوله تعالى في سورة الحج: {فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم}.
والوجه الثالث, الثياب: الرداء, قوله تعالى في سورة النور: {والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة} يعني: الرداء عند الغريب ومشاهدته لهن.
والوجه الرابع, الثياب: الثياب المعروف, قوله تعالى {ثياب سندس خضر}، وكقوله تعالى في سورة النور: {وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة}، ونحوه كثير.
تفسير (الثواب) على خمسة أوجه:
الجزاء – الفتح والغنيمة – الوعد – الزيادة – المنفعة
فوجه منها, الثواب بمعنى: الجزاء، قوله تعالى في سورة الكهف {خير ثوابا} يعني: جزاء، وكقوله تعالى {نعم الثواب} يعني: نعم الجزاء, ونحوه كثير.
والوجه الثاني, الثواب: الفتح والغنيمة والراحة، قوله تعالى في سورة آل عمران: {فأتاهم الله ثواب الدنيا} أي: الفتح, والغنيمة، والراحة.
والوجه الثالث, الثواب: الوعد، قوله تعالى {فأثابهم الله بما قالوا} أي: فوعدهم الله بما قالوا: {جنات}.
والوجه الرابع, الثواب يعني: الزيادة, قوله تعالى في سورة آل عمران {فأثابكم غما بغم} يعني: فزادكم غما على غم, يعني: غم خالد بن الوليد بغم القتل والهزيمة.
والوجه الخامس, الثواب: المنفعة, قوله تعالى في سورة النساء {من كان يريد ثواب} يعني: منفعة {الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والأخرى} يعني: منفعة الدنيا والآخرة، وكقوله تعالى في سورة آل عمران {ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها} أي: منفعة الدنيا {ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها} يعني: منفعة الآخرة.
تفسير (الثياب) على ستة أوجه:
البشارة – الثبات – على شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله – التلقين – الجماعات – الحبس – الثبات بعينه
فوجه منها, الثبات بمعنى: البشارة, قوله تعالى في سورة الأنفال {إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا} بمعنى: بشروهم. ويقال: انصروهم.
والوجه الثاني, الثبات: التثبيت على شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله, قوله تعالى في سورة إبراهيم {يثبت الله الذين آمنوا} يعني: يلقنهم شهادة أن لا إله ألا الله محمد رسول الله {بالقول الثابت} شهادة أن لا إله إلا الله.
والوجه الثالث, الثبات بمعنى: التلقين، قوله تعالى في سورة إبراهيم {يثبت الله الذين آمنوا} يعني: يلقنهم الشهادة.
والوجه الرابع, الثبات بمعنى: الجماعات، قوله تعالى في سورة النساء {يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا} يعني: جماعات.
والوجه الخامس, ليثبتوك: ليحبسوك, قوله تعالى في سورة الأنفال {وإذ يمكرون بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك} يعني: ليحبسوك سجنا.
والوجه السادس, هو الثبات بعينه, قوله تعالى في سورة الأنفال {ويثبت به الأقدام} يعني: ويشتد الرمل حتى ثبت أقدامهم، ونحوه في سورة الحجرات: {فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة} على قراءة فتثبتوا.
تفسير (الثمرات) على أربعة أوجه:
الثمر مضموما: المال – الثمر: الفواكه – الأولاد على قول بعض المفسرين رزق النحل من النور والورد
فوجه منها, الثمر – مضموما: هو المال، قوله تعالى {وكان له ثمر} يعني: المال على قراءة من يقرأها بالضم.
والوجه الثاني, الثمرات: الفواكه بعينها, قوله تعالى في سورة النحل {ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا} يعني: من فواكه النخيل والأعناب، قوله تعالى {كلوا من ثمره إذا أثمر...}، ونحوه كثير.
والوجه الثالث, الثمرات: الأولاد الصغار، قوله تعالى في سورة البقرة {ونقص من الأموال والأنفس والثمرات} يقول: الأولاد الصغار.
والوجه الرابع, الثمرات يعني: رزق النحل من النور والورد خاصة، قوله تعالى: {ثم كلي من كل الثمرات} يعني: النور والورد خاصة.
تفسير (الثقال والثقل) على عشرة أوجه:
الزاد – الكنوز والأموات – الشدة العظيمة – العظيم في القدر – الترجيح – الأوزار – الثقل بعينه – الركون – الشيوخ والمعيل – الجن والإنس
فوجه منها, الأثقال بمعنى: الزاد والمتاع, قوله تعالى في سورة النحل {وتحمل أثقالكم} يعني: أمتعتكم وزادكم {إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس}.
والوجه الثاني, الأثقال: الكنوز والأموات، قوله تعالى في سورة الزلزلة {وأخرجت الأرض أثقالها} أي: كنوزها وأمواتها.
والوجه الثالث,الثقيل: الشديد، قوله تعالى في سورة الإنسان {ويذرون وراءهم يوما ثقيلا} أي: عظيم الثقل شديدا.
والوجه الرابع, الثقيل: العظيم في القدر والجلال، قوله تعالى في سورة المزمل {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} أي: عظيما في القدر. قال الحسن: العمل به. وقال مجاهد: الحلال والحرام.
والوجه الخامس, الثقل: الرجحان, قوله تعالى في سورة المؤمنون {فمن ثقلت موازينه} أي: رجحت في الوزن. ونحوه كثير.
والوجه السادس, أثقالا يعني: أوزارا، فذلك قوله تعالى في سورة العنكبوت: {وليحملن أثقالهم} يعني: أوزارهم {وأثقالا مع أثقالهم} يعني: أوزارا مع أوزارهم.
والوجه السابع, الثقل بعينه, قوله تعالى في سورة الأعراف {سحابا ثقالا} يعني: بالماء {سقناه لبلد ميت}، وقوله فيها {فلما أثقلت} يعني: ثقل الولد في بطنها. ويقال: استبان حملها.
والوجه الثامن, الثقل: الركون، قوله تعالى في سورة التوبة {إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض} يعني: ركنتم إلى طيب المدينة والجلوس بها.
والوجه التاسع, الثقال: الشيوخ وأصحاب العيال،، قوله تعالى في سورة التوبة: {انفروا خفافا وثقالا} يعني: بـ (الثقال) الشيوخ.
والوجه العاشر, الثقلان: الجن والإنس, قوله تعالى في سورة الرحمن {سنفرغ لكم أيه الثقلان} يعني: الجن والإنس.
تفسير (ثم) على وجهين:
بمعنى: الواو (ثم) بعينه
فوجه منهما, (ثم) بمعنى: الواو، قوله تعالى في سورة يونس {ثم الله شهيد على ما يفعلون} بمعنى: والله شهيد, وكقوله تعالى {ثم استوى على العرش} يعني: واستوى على العرش.
والوجه الثاني, (ثم) بعينه: للاستقبال، قوله تعالى {ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا}، وقوله تعالى {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}، ونحوه كثير.
تفسير (ثقفوا) على ثلاثة أوجه:
وجدوا – غلبوا – أسروا
فوجه منها, يقفوا يعني: وجدوا، قوله تعالى في سورة آل عمران {ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا} أي: جعلت عليهم الجزية أينما ثقفوا: وجودوا، لا يقدرون أن يقوموا مع المؤمنين {إلا بحبل من الله} الإيمان، وقوله تعالى في سورة البقرة {واقتلوهم حيث ثقفتموهم} أي: حيث وجدتموهم.
والوجه الثاني, يقفوا: غلبوا، قوله تعالى {إن يثقفوكم} أي: يغلبوكم {يكونوا لكم أعداء} في القتل.
والوجه الثالث, يقف, أي: أسر, قوله تعالى في سورة الأنفال {فإما تثقفنهم في الحرب} يعني: بني قريظة {فشرد بهم من خلفهم} يعني: من وراءهم.
تفسير (الثاني) على أربعة أوجه:
الكبر والإعراض – ثاني العدد – المثاني – الإخفاء والكتمان
فوجه منها, ثاني يعني: من الكبر، قوله تعالى {ثاني عطفه} يعني: يلوي عنقه, يعني: مستكبرا.
والوجه الثاني, هو الثاني من العدد, قوله تعالى {ثاني اثنين إذ هما في الغار}.
والوجه الثالث, مثاني, مما يثني, قال تعالى {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} مما يثنى في كل ركعة.
والوجه الرابع, المثاني: الكتمان والإخفاء, قوله تعالى في سورة هود {ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه...} يعني: يخفون العداوة في صدورهم). [الوجوه والنظائر: 146-152]