دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 ربيع الثاني 1443هـ/11-11-2021م, 01:17 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي المجلس الرابع: مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة من الآية 87 إلى الآية 100

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة
الآيات (87 - 100)



1. (عامّ لجميع الطلاب)

اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:

المجموعة الأولى:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}.
2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.
ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
3. بيّن ما يلي:
أ: فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.
ب: دليلا على صدق النبوة.


المجموعة الثانية:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
2. حرّر القول في كل من:

أ: المراد بروح القدس.
ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب}.
3. بيّن ما يلي:
أ: دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}.
ب: دليلا على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.

المجموعة الثالثة:
1. فسّر بإيجاز
قول الله تعالى:

{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}.

2. حرّر القول في كل من:

أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف".
ب: معنى قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}.
3. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس.
ب: الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: {والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين وغيرهم؟




تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 ربيع الثاني 1443هـ/13-11-2021م, 12:01 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.

1- من تعظيم الله عز و جل تعظيم كل ما جاء به النبيين قال تعالى ( آتينا،قفينا، أيدنا)
2- لتحقق الإيمان بالرسل و النبيين يلزم الإيمان بأنها من عند الله،( {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ)
3- من حكمة الله و رحمته و منته إرسال الرسل و تأييدهم بما هو بيان للخلق وحجة عليهم، و هذا الفضل يستوجب محبته عز و جل و الإنقياد لما جاء به النبيين، وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ).
4- من اتبع الهوى هوى و لا بد، فاعص هواك تنجو(بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ)
5- الكبر علته قلب هوى ما هو عليه، و هوى الدنيا،فأعجب و تكبر ،لا تغفل عن قلبك و ادعو الله أن لا ترى عملك(بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ)
6- تزكية القلوب سبيل النجاة، فالنفس تميل لحب الدنيا و هواها(بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ)
7- أمر الله متى تبين للعبد، فلا يدفع الحجة عليه أن هذا ليس موافقًا لما يحب، فالحق ما أحبه الله لا ما أحبته النفس،فاستقم كما أمرت (بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ)
8- الإيمان بجميع الرسل و تصديقهم جميعًا واجب، قال تعالى (فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ)
المجموعة الثالثة:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:

{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}.
الملائكة رسل الله يطيعون الله و لا يعصونه أبدًا ما أمرهم، قال الله عنهم (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ۩ (50) ۞ سورة النحل، فلما كان هذا وصفهم كان عملهم كله طاعة لله، لا يفعلون شيئًا من عند أنفسهم، و خير الملائكة جبريل عليه السلام وصفه الله عز و جل
بخمس صفات في قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ﴾ [التكوير: 19-21].
و لجهل اليهود و كبرهم و كذبهم زعموا أن سبب إعراضهم عن قبول الدعوة هو أن الوحي كان بجبريل عليه السلام، و أنه عدو لهم لأنه ملك الحرب و الدمار، و أن لو أنزل الوحي من طريق ميكائيل لأجابوا، فهو ولي لهم، و هذا الخبر ذُكر له عدة آثار؛ رُوي أنه كان في مناظرة بين الرسول صلى الله عليه و سلم و بين جماعة من اليهود، و روي أنه قول عبد الله بن سلام حين أقبل على الرسول صلى الله عليه و سلم ليعلم عن الإسلام، و روي أنه كان في معرض مناظرتهم مع عمر بن الخطاب في أمر الرسول صلى الله عليه و سلم.
و نزلت الآية تبين مكانة جبريل عليه السلام ؛ فقد أمر الله عز و جل رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم أن يقول قولة حق و صدق فقال له تعالى: ( قل ) لمن يقول أنه وصفه أنه عدو لجبريل ( من كان عدوًا لجبريل) و ادعى أن إعراضه عن التصديق و الاتباع أن الوحي نزل به جبريل عليه السلام ، ( فإنه نزله على قلبك ) أخبرهم بأسلوب تأكيد ليعلموا يقينك بذلك :أنه نزل بالوحي و القرآن على قلبك محل القبول و محل السكينة و الطمأنينة و محل الخضوع و الانقياد، ( بإذن الله) بأمر الله الكوني الذي قدره، بأمر الله لا أمر نفسه ،في ذلك تنزيهٌ لجبريل عليه السلام ،و كرر هذا المعنى في آيات أخرى كقوله تعالى: ﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل: 102].
قال تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ ﴾ [الشعراء: 192-194].
فهو لا يملك من أمر نفسه شيء، و لأنه كريم على الله و بين الملائكة، كرمه الله بأن كان هو الرسول الأمين، استأمنه على الوحي، و في بيان أنه من عند الله توبيخ لهم و بيان لمكانة جبريل، كيف يدعون ما ادعو؟ و هو من عند الله، بل ما يقولون كذب لأنه لا يتأتى، و لا يجوز، لأنه لا يأتي بأمر من عند نفسه،و هل يرسل الله من لا يستحق برسالة الهدى؟ هذا من سوء ظنهم بربهم،و كذبهم لعنهم الله.
و هو ما أخبر الله به على لسان جبريل في قوله تعالى (وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ۖ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64)
و ما نزل به يُصدق التوراة التي ترونها بين أيديكم، يخبر أخبارًا فيه ما يعلمها إلا من علم التوراة، (مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ )،و هذا مزيد توبيخ لليهود؛ فلو كان كذبًا لخالف ما كان عندهم،و لتبين لهم أنه ليس من عند الله، و هذا الوحي فيه الهدى (َهُدًى)، يبين و يُرشد من يتلوه و يتبعه للصراط المستقيم،فلا يضل و لا يشقى،فيه الأحكام و العبادات، فيه الشرائع، فيه منهج الحياة، و فيه البشارة لمن اتبع هداه و آمن به (وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) ، فصدق بقلبه وعمل بجوارحه، فوافق ما في قلبه عمله، فاستحق البشرى، و هذه البشرى ليست لغيرهم ممن جحدوا ما جاء به، و نكثوا على أعقابهم خاسرين، قائدهم كبر قلوبهم و هواها.
2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف".

القول الأول: غلف بسكون اللام( على قراءة الجمهور) ؛جمع غلاف ، أي عليها غلاف و هو الغطاء، قاله السدي ذكر ذلك عنه ابن كثير، و أُختلف في نوع الغلاف ،فقال السلف:
1- عليها طابع، قاله ابن عباس من طريق العوفي ذكر ذلك عنه ابن كثير، و قاله قتادة ، ذكرذلك عنه ابن عطية و قاله عكرمة ذكرذلك عنه ابن كثير و هو اختيار الزجاج.
قال الزجاج في معنى الطبع: وهو التغطية على الشئ والاستيثاق من أن لا يدخله شيء.
2- في أكنة، رواه محمد ابن سحق عن ابن عباس من طريق ( عكرمة أو سعيد بن جبير) كما في تفسير ابن كثير
و قال قتادة أنه كقوله تعالى( و قالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه)
و ذكر مثل ذلك عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وأضاف ( قلبي في غلاف فلا يخلص إليه ما تقول.
و معنى الأكنة كما قال ابن عاشور في تفسيره( على قلوبهم أكنة) : و(الأكِنَّةُ) جَمْعُ كِنانٍ - بِكَسْرِ الكافِ - و(أفْعِلَةٌ) يَتَعَيَّنُ في (فِعالٍ) المَكْسُورِ الفاءِ إذا كانَ عَيْنُهُ ولامُهُ مِثْلَيْنِ. والكِنانُ: الغِطاءُ، لِأنَّهُ يَكُنُّ الشَّيْءَ، أيْ يَسْتُرُهُ.
و الأكنة و الطبع كلاهما يجتمعان على معنى واحد أنهما مما يمنعان وصول شيء إلى شيء .
3- لا تفقه، قاله ابن عباس من طريق علي ابن أبي طلحة، و أبو العالية ذكر ذلك عنه ابن كثير
و هذا من التفسير بلازم القول؛ فإذا كان عليها غلاف فهي لا يصلها العلم فلا تفقه.
4- عليها غلف و غشاوات فهي لا تفقه، قاله: ابن عباس كما ذكر ابن عطية
ابن عطية جمع القولان لابن عباس في قول واحد.
و قول آخر ذكره ابن كثير عن الحسن : أن معنى قلوبنا غلف: لم تختن، وجهه ابن كثير إلى أنه من عدم طهارة القلوب و البعد عن الحق.
و هذه الأقوال ترجع لمعنى واحد و هو وجود ما يمنع وصول الهدى لقلوبهم و ما يلزم من ذلك من كونهم لا يفقهون و بعيدين عن الحق فقلوبهم لا تطهر مما فيها من خبث.
.
القول الثاني: غلف، بتشديد اللام ،(قراءة لأعمش و الأعرج و ابن محيصن و رويت عن أبي عمرو) هي الأوعية .
و يكون المعنى قلوبنا أوعية للعلم: قاله ابن عباس من طريق الضحاك والعوفي، ذكر ذلك عنهم ابن كثير، و ذكره كلًا من ابن جرير( كما أخبر عنه ابن كثير)، و ابن عطية.
المعنى : أوعية للعلم و المعارف فلا تحتاج إلى علم محمد صلى الله عليه و سلم ،قاله ابن عباس من طريق الضحاك ذكر ذلك عنه ابن كثير وذكره ابن جرير، و قاله ابن عطية.
رجح ابن جرير القول بأنه غلاف و استشهد مما روي عن عمرو بن مرة الجملي عن حذيفة قال ( القلوب أربعة( فذكر منها : و قلب أغلف مغضوب عليهن و ذاك قلب الكافر).
وبالنظر للقولين: القول الثاني هو من أسباب القول الأول، فاستكبارهم بما عندهم من علم أحد أسباب ما أصاب قلوبهم من أكنة و ختم و غشاوة ، فلا تقبل الحق و لا تفقهه.
ب: معنى قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}.
1- القول الأول: سؤال الموت ( الدعاء) :قاله ابن عباس ذكر ذلك عنه ابن عطية، ورواه ابن أبي حاتم و عبد الرزاق عنه من طرق مختلفة كما ذكر ابن كثير، و عقب ابن كثير على هذه الأسانيد أنها صحيحة لابن عباس.
ذكر ابن عطية في هذا السؤال قولان:
1-أريدوه بقلوبكم و أسألوه، ( نسبه لجماعة من المفسرين)
2- المراد به السؤال فقط و إن لم يكن بالقلب،نسبه ابن عطية لابن عباس .
و هذا القول اختاره كلًا من الزجاج ومال إليه ابن جرير( ذكر ذلك عنه ابن كثير).
2-القول الثاني: المباهلة ( الدعاء بالموت على أردأ الحزبين من المؤمنين أو منهم) ، قاله ابن عباس و غيره كما ذكر ابن عطية و اختاره، و رواه عن ابن عباس محمد ابن اسحق و ابن جريرو ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير، نقله ابن جرير عن قتادة و أبي العالية و الربيع ابن أنس كما ذكر ابن كثير، و هو اختيار ابن كثير.
و قال ابن عطية ( أنها بمنزلة دعائه النصارى من اهل نجران للمباهلة)
قال ابن كثير : هذا الذي فسّر به ابن عبّاسٍ الآية هو المتعيّن، وهو الدّعاء على أيّ الفريقين أكذب منهم أو من المسلمين على وجه المباهلة.
و ذكر ابن كثير نظير للآية : ونظير هذه الآية قوله تعالى في سورة الجمعة: {قل يا أيّها الّذين هادوا إن زعمتم أنّكم أولياء للّه من دون النّاس فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين* ولا يتمنّونه أبدًا بما قدّمت أيديهم واللّه عليمٌ بالظّالمين* قل إنّ الموت الّذي تفرّون منه فإنّه ملاقيكم ثمّ تردّون إلى عالم الغيب والشّهادة فينبّئكم بما كنتم تعملون}[الجمعة: 6-8]
و قد قال الزجاج أن تمنيهم الموت من الاحتجاج عليهم، فلو صدقوا فيما ادعوا أنهم أولياء الله و أن لهم الجنة لتمنوا الموت.
و قد فهم ابن كثير من كلام ابن جرير أنه قد مال إلى القول بأن الأمر ليس في مباهلة، بل هو دعوة لهم ليتمنوا الموت، فعبرعن رأي ابن جرير أنه قد مال إلى هذا القول بعد أن قارب القول أنه مباهلة.
و مما ذكره ابن كثير عن ابن جرير :( وذلك أنّ اللّه تعالى أمر نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى قضيّةٍ عادلةٍ بينه وبينهم، فيما كان بينه وبينهم من الخلاف)، و هذا فيه معنى المباهلة ، ثم تابع ابن جرير كلامه بما فهم منه ابن كثير ميله للقول الأول.
فعقب ابن كثير على ما ذكره عن ابن جرير (بعد أن استحسن ميله إلى القول أنها مباهلة) بكلام ، مختصره: إنّه لا ملازمة بين وجود الصّلاح وتمنّي الموت، و أن تمني الموت ليس بحجة على صدقهم، و إلا لكان حجة على المسلمين من باب أولى؛ من لم يتمنى الموت فهو غير صادق، و قد نهى الإسلام عن تمنى الموت، وإذا ضاق بنا الحال أن ندعو الله أن يحيينا ما كانت الحياة خير لنا و أن يمتنا إذا كان الوت خير لنا.
و أرى و الله أعلم أن ابن جرير يرجح القول أنها مباهلة و ذلك لأن القول الأول يقع تحت القول الثاني (جزء من المعنى)، فبتمنيهم الموت لمن هو كاذب (المباهلة) تمني الموت لأنفسهم، فهم يعلمون ما هم عليه من الكذب.
و الأقوال التي نسبت لابن عباس أن المعنى تمنى الموت ، لم يُذكر فيها متعلق التمني، لمن يتمنوه؟ فترد إلى الآثار التامة عنه، أن التمني في معرض المباهلة.
3. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس.

لبيان مكانته وتشريفه عند الله عز و جل بما أيده به دليلًا على صدقه.
في ذكر الروح القدس تقدمة للرد على اليهود عندما زعموا أن سبب إعراضهم هو نزول جبريل بالوحي دون ميكائيل، و الله أعلم.

ب: الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: {والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين وغيرهم؟
الله عليم بالظالمين و غيرهم ، و الفائدة هنا هو بيان علمه بمجازاتهم و هو تذييل يحمل الوعيد و التهديد،لمن تلبس بالظلم و كان له ديدن.
و في ذلك أيضًا إشارة إلى أن فعلهم و من فعل فعلهم هو فعل الظالمين.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 ربيع الثاني 1443هـ/13-11-2021م, 02:50 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي


1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.

من الفوائد السلوكية المستنبطة من الآية الكريمة السابقة:
1) من قوله تعالى: "وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ": أن أؤمن بأن الله منزل الكتب السماوية منها التوراة، وهذا أكد سبحانه أنه أعطاها لموسى عليه السلام، وهذا يزيد إيماني بربي الرحمن الرحيم الذي خلقنا ولم يتركنا هملا بل أرسل لنا رسلا، وأنزل لنا كتبا، فيزداد حبي لربي وعبوديتي وتأليهي له سبحانه، فالألوهية شدة المحبة مع شدة التعظيم.
2) من قوله تعالى: "وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ": أن أؤمن بشدة عناية رب العالمين بعباده، حيث أتبع كل نبي، بنبي بعده يخلفه، ليتمم رسالة النبي الذي قبله، كيف لا؟ وهو الرحمن الرحيم، يريد لعباده الخير والنجاة في الآخرة.
3) من قوله تعالى: "وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ": أن أؤمن بأن عيسى عليه السلام ابن أمه مريم، خلقه تعالى دون أب، لذلك نسبه سبحانه لأمه، وفي هذا رد على النصارى الذين نسبوا لله الولد، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
4) من قوله تعالى: "وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ": أن أؤمن بقدرته تعالى على إتيان أنبيائه المعجزات التي يعجز عنها المخلوقين، وهي آيات بينات واضحات يراها كل أحد، يعقلها كل مريد للهداية، لا تخفى على أحد أبدا، ولكن الضالين عميت بصائرهم، وأظلمت قلوبهم، واتبعوا أهواءهم.
5) من قوله تعالى: "وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ": أن أؤمن بأن الله أيد أنبياءه بما يدل على أنهم مرسلون من ربهم، لئلا تكون للناس حجة بعد الرسل.
6) من قوله تعالى: "وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ": نلحظ نسبة الأفعال التي في الآية إلى الله تعالى، ليبين للعباد أن الأنبياء إنما أتوا بالمعجزات بإذنه وبقدرته وحده سبحانه، فلا ننسب مثلا إحياء الموتى وشفاء الأبرص وإبراء الأكمه إلى عيسى عليه السلام، بل كلها بإذن الله، وفي هذا رد على النصارى الذين نسبوا المعجزات إلى عيسى فألهوه وعبدوه من دون الله.
7) من قوله تعالى: "وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ": على أرجح الأقوال أنه جبريل عليه السلام، فالله أيد عيسى عليه السلام بجبريل عليه السلام، ولم يقل أنه جزء منه – تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا -. فأؤمن بضلال النصارى الذين جعلوا الله ثالث ثلاثة، بل هو إله واحد لا شريك له. فاللهم أحينا على التوحيد وأمتنا عليه.
8) من قوله تعالى: "أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ": خطورة اتباع الهوى ومخالفة أمر الله وشرعه، فنتائجه كارثية مهلكة.
9) من قوله تعالى: "اسْتَكْبَرْتُمْ": أجتنب الكبر فهو مخالف للخضوع والتذلل والانقياد لله تعالى، فما ضل بنو إسرائيل إلا لتكبرهم، فكيف بعد أن كانوا متبوعين يصبحون تابعين؟ وكيف بعد أن كانوا أفضل الناس في زمان موسى عليه السلام، يصبحون أتباعا لنبي من العرب؟ عليهم لعائن الله إلى يوم الدين.
10) من قوله تعالى: "اسْتَكْبَرْتُمْ": أن أدرك بأن الكبر هو رأس كل شر، فما عاند إبليس ربه إلا لكبره في السجود لآدم، وما خالف بنو إسرائيل أمر الله في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم إلا كبرا وعنادا. فأعلم شدة وعيد الله للمتكبرين في الآخرة، الذين سيعاقبون بنقيض ما كانوا عليه، حيث يحشرون كأمثال الذر يطؤهم الناس.
11) من قوله تعالى: " فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ": أن أؤمن بشدة سوء خلق بني إسرائيل، وألا أترجى الخير من ورائهم، فإن كان هذا تصرفهم مع أنبياء الله بتكذيبهم وقلة أدبهم معهم، فكيف مع من هم دونهم؟ وهم المؤيدون من ربهم. قاتلهم الله أنى يؤفكون.
12) من قوله تعالى: "وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ": أن أؤمن بأن بني إسرائيل هم شر البشر الذين وطئوا الثرى، فإن كانوا قتلة الأنبياء، فهل سيتعجب العاقل من قتلهم لإخواننا في فلسطين. إن كان هذا فعلهم مع من اصطفاه الله لحمل رسالته، فلا أستغرب من قساوة قلوبهم، حين أسمع عن جرائمهم وتطهيرهم العرقي لإخواننا، فقد كانوا يقتلون الأنبياء بدم بارد ثم تقوم سوقهم آخر النهار وكأنهم لم يفعلوا شيئا.
13) من قوله تعالى: "وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ": كانت بنو إسرائيل منذ الأسلاف وحتى زمن النبي صلى الله عليه وسلم قتلة الأنبياء، فلم يردعهم دين ولا كتاب ولا نصح، فهؤلاء من هؤلاء. فأحذر حين ارتباط الأنساب مع بعضها أن أناسب من لهم تاريخ سيئ في الأخلاق والتعامل، فإن العرق دساس.
14) من ذكر تعالى لأخلاق بني إسرائيل وأحوالهم مع أنبيائهم في الآيات التي درسناها يتبين لي أن هذا كله تُلِي علينا لنعرف طباع من نتعامل معهم فنحذرهم، لا على أن نطبع معهم!!!


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}.

ما زالت الآيات في وصف طباع اليهود وأحوالهم مع كتابهم ومع أنبياء الله، ثم مع نبي هذه الأمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. فقد كانت يهود تتباهى على العرب بما قرؤوه في كتابهم، من أن نبيا من الأنبياء سيبعث في هذا الزمان وأنهم سيتبعونه وسيقاتلون معه ضد العرب. بل إن كتابهم ذكر الأرض التي سيتواجد فيها هذا النبي مما جعلهم يتوافدون عليها ينتظرون خروجه. فلما جاءهم النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم عاندوا واستكبروا عن اتباعه لأنه ليس منهم، ليس من بني إسرائيل. فقد كفروا به مع علم ويقين بصحة ما في كتبهم، فقد تيقنوا من أنه النبي المنتظر. ف "بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ" وبئسما اعتاضوا لأنفسهم وعدلوا إليه "أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ" من الكفر بالتوراة التي بشرت بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكفرهم بكتابهم يعني كفرهم بالقرآن الذي أنزله الله على رسوله، لأن الكفر ببعض الكتب يعني الكفر بالكل، فكفروا بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي يعرفونه كما يعرفون أبناءهم. فبدلا من اتباعهم له وتصديقه ومؤازرته، كتموا ما جاء في كتبهم من الإخبار بالنبي صلى الله عليه وسلم وبصفته ونعته. وما فعلوا ذلك إلا "بَغْيًا" وحسدا وكراهية وعداوة للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث لم يشكوا في نبوته، وإنما حسدوه "أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ" ولسان حالهم يقول: كيف ينزل هذا الفضل وهو أن يكون النبي من العرب وليس منا، وكيف ينزل عليه كتاب الله دوننا؟ وكيف تكون النبوة والرسالة فيهم؟ يعترضون على إرادة الله وحكمته في اختيار الأنبياء، وهل قَبُح الحسد إلا لكونه اعتراض على مشيئة الله والتي هي بدورها محاطة بعلم الله وحكمته؟ فاستحقوا على إثر ذلك أن "بَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ" فاستوجبوا غضب الجبار عليهم لكفرهم بالنبي صلى الله عليه وغضبه عليهم لكفرهم بعيسى عليه السلام وبكتابه، فقد كفروا بكل نبي بعد موسى وحاولوا التخلص منه، وكذلك كفروا بكل كتاب بعد التوراة بل وبالتوراة كتابهم نفسه. فاحتملوا آثاما متراكبة سابقة ولاحقة، سابقة لرضاهم عن أفعال أسلافهم وسيرهم على آثارهم حذو القذة بالقذة، ولاحقة لكفرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم المعاصرين له وبالقرآن الذي لم يشكوا أبدا في كونه من عند الله لإخباره لهم عما هو موجود في كتابهم، جاء به النبي الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب.
لذلك توعدهم الله بالعذاب المهين "وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ" فعاقبهم بنقيض فعلهم، فلما كان الكبر سببا في اتباع النبي الأمي، جعل الله عقابهم الإهانة والذل والمهانة في الدنيا والآخرة، وهذا يقتضي الخلود في النار، فجاء الجزاء من جنس العمل.

2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.

جاء في معنى قلة الإيمان عدة أقوال لأهل العلم، يمكن اختصارها إلى أربعة أقوال، هي:
القول الأول: قلة الرجال. ذكره ابن عطية، كما ذكر ابن كثير أن فخر الدين الرازي اختاره وحكاه عن قتادة والأصم وأبي مسلم الأصبهاني.
والمعنى أن عدد من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم قليل.

القول الثاني: وقت إيمانهم قليل. ذكره ابن عطية.
والمعنى: أنهم كانوا يؤمنون بالنبي صلى الله عليه وسلم وقتا قليلا حين كانوا يستفتحون على الذين كفروا قبل مبعثه عليه الصلاة والسلام، ثم كفروا به بعد مجيئه، فإيمانهم هذا لا ينفعهم.

القول الثالث: أنهم لم يؤمنوا البتة. ذكره ابن كثير.
والمعنى: أنهم لم يكونوا مؤمنين بشيء، فهم بالجميع كافرون.
الأدلة والشواهد:
- تقول العرب: قلما رأيت مثل هذا قط، تريد: ما رأيت مثل هذا قط.
- حكى ابن جرير قول الكسائي: تقول العرب: من زنى بأرض قلما تنبت، أي لا تنبت أبدا.
ذكرهما ابن كثير.

القول الرابع: إيمانا قليلا. ذكره ابن عطية وابن كثير.
والمعنى: لم يبق منهم بعد كفرهم غير التوحيد على غير وجهه، إذ هم مجسمون، فقللوا إيمانهم بجحدهم الرسل وتكذيبهم للتوراة، فكان إيمانهم بما جاءهم به موسى من أمر المعاد والثواب والعقاب لا ينفعهم لأنه مغمور بما كفروا به من الذي جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم.

ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
أرجع أهل التفسير هاء الضمير إلى قولين، هما:
القول الأول: عائد على موسى عليه السلام حين غاب عنكم في المناجاة. ذكره ابن عطية وابن كثير.
الأدلة والشواهد:
قال تعالى: "واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار".

القول الثاني: عائد على مجيء موسى لكم بالآيات البينات الواضحات التي تدل على وحدانية الله وأنه رسول مرسل من عند الله. ذكره ابن كثير.

3. بيّن ما يلي:
أ: فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.

في الآية إيقاع المظهر مكان المضمر، حيث لم يقل تعالى:
- فإنه عدو للكافرين.
- فإن الله عدو لهم.
وكما قال الشاعر:
لا أرى الموت يسبق الموت شيء نغّص الموت ذا الغنى والفقيرا
وقال آخر:
ليت الغراب غداة ينعب دائبا كان الغراب مقطع الأوداج
وقد ذكر المفسرون ثلاثة أقوال في فائدة الإظهار في موضع الإضمار ثلاثة أقوال، هي:
القول الأول: لئلا يشكل عود الضمير، فلو لم يتم الإظهار وقلنا بأن المعنى سيدل السامع على المقصد، لفهم كل مستمع فهما مختلفا عن مراد الله، ومختلفا عن فهم الآخر. وهو حاصل ما ذكره ابن عطية.
وهنا لو قال تعالى: فإن الله عدو له، لصار المعنى: أن عداوة الله هي لميكال كأقرب مذكور، وهذا معنى باطل.
ولو قال تعالى: فإنه عدو للكافرين، لفُهم منه أن ميكال هو عدو للكافرين، وهذا معنى غير مراد الله في الآية.
ولكن الآية بينت عداوة من؟ وتجاه من؟ بوضوح وبأسماء ظاهرة.

القول الثاني: لبيان الحكم على أن من عادى الله أو ملك من الملائكة أو رسول من الرسل فإن حكمه الكفر. فلم يقل تعالى: فإن الله عدو له، بل عدو للكافرين، تصريحا بحكم من قام بذلك. وهو حاصل ما ذكره ابن كثير.
الأدلة والشواهد:
- جاء في الحديث: (من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب).
- وجاء في الحديث: (إني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب).
- وجاء في الحديث الصحيح: (ومن كنت خصمه خصمته).
ذكرها ابن كثير.

القول الثالث: أن عداوة الله لهم هي بسبب كفرهم، فلم يقل تعالى: فإن الله عدو لهم، لئلا يفهم منه بأنهم حتى وإن تابوا وآمنوا فإن عداوة الله لهم باقية، بل الآية جاءت لتبين بأنه طالما عداوتهم لله ولملائكته ورسله مستمرة فهم كفار استوجب ذلك عداوة الله لهم، أما إن تابوا وعادوا فلم يعودوا كافرين. وهو حاصل ما ذكره ابن عطية.

4: دليلا على صدق النبوة.
في الآيات التي نحن في صدد دراستها في هذا المجلس، جاءت آيتين تدلان على صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وهما:
أولا: قوله تعالى: "ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم، وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا، فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به، فلعنة الله على الكافرين".
ودلالتها على صدق النبوة: أن يهود قد علمت من القرآن أنه كتاب من عند الله لموافقته لبعض ما جاء في كتبهم، وهذا لا يعلم إلا بوحي أو بقراءة كتب، فكيف علمه النبي صلى الله عليه وسلم وقد علموا أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب.
ثانيا: قوله تعالى: "قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين، ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم، والله عليم بالظالمين".
ودلالتها على صدق النبوة من جهتين:
- أن يهود كانت تعرف بأن محمدا صلى الله عليه وسلم نبي مرسل من ربه كما يعرفون أبناءهم، بدليل أنه لما أمرهم بتمني الموت لم يتمنوه، لعلمهم بأنهم سيموتون من ساعتهم لعلمهم بأن أمر النبي حق، حيث أخبرهم عليه الصلاة والسلام بأنه من سيتمنى الموت سيموت حقا، فصدقوه لنبوته، لذلك فقد أحجموا عن تمني الموت.
- لقوله تعالى: "ولن يتمنوه أبدا" فقد كان بإمكان اليهود أن يتمنوا الموت ويقولوا للرسول وللمسلمين: ربكم يقول بأننا لن نتمنى الموت، وها قد تمنيناه، ولكنهم وقع منهم تماما ما أخبر به الله تعالى بأنهم لن يتمنوا الموت، فتحقق صدق القرآن الذي يقتضي صدق النبي صلى الله عليه وسلم ونبوته.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 ربيع الثاني 1443هـ/13-11-2021م, 11:00 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.
1- الإيمان بأن الله أنزل الكتب وأرسل الرسل هداية للناس مما يثمر في قلبي المحبة لهذا الخالق العظيم الذي لم يتركنا هملا بل أمدنا بكل ما يصلح حالنا ويرشدنا ويدلنا إلى صراطه المستقيم. {وآتينا موسى الكتابوقفينا من بعده بالرسل}.
2- أن هناك من الرسل ما نعلم عنه بما قص الله علينا وهناك من لا نعلمه ممن لم يقصص علينا وهذا يبين لي صدق القرآن وتشابهه في اخباره { ورسلا قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك}.
3- أن الله يؤيد رسله عليهم الصلاة والسلام بالكتب والبينات والمعجزات للدلالة على صدقهم وتمييزهم من المدعين الكاذبين فآيات الرسل بينة واضحة خارقة للعادة لا يستطيعها إلا الله.{وآتينا عيسى بن مريم البينات} وهذا يحصنني من أكاذيب المدعين والعرافين والكهنة.
4- أن ملائكة الله يسخرها الله لانبيائه تاييدا وعونا لهم في إظهار الحق. وهذا يرسخ عقيدتي في الملائكة وهي ركن من أركان الإيمان { وايدناه بروح القدس}.
5- تدبر آيات الله الكونية والشرعية وعدم الاستكبار لان الكبر والإعراض سبب لعدم الانتفاع والاتعاظ. { افكلما جاءكم رسول من عند الله بما لا تهوى انفسكم استكبرتم}.
6- أنه على المؤمن ان يقبل كلام الرسول صلى الله عليه سلم لأنه من عند الله ولا يرده إما إتباعا لهوى أو كرها لحق فيؤدي رده لكلام رسول الله إلى تكذيبه ومعاداة الآمرين به.
7- عدم مشابهة اليهود في رد كلام الله ورسوله والتكبر عليه لذم الله لفعلهم هذا في هذه الآية الكريمة.
8- ان طريق الحق يهدي إلى الفضائل بينما الهوى والمنكر والكفر طريق الإجرام ورذائل الاخلاق فهؤلاء اليهود بسبب الكفر قتلوا الأنبياء واستكبروا عن الحق. { فريقا كذبتم وفريقا تقتلون}.
9- أن الدعاة إلى الحق لا بد أن يلاقوا الأذى وقد يقتلون في سبيل هذه الدعوة فلا ينكل عن طريق الدعوة بل يصبر ويتمثل بهؤلاء الرسل الذين صبروا واوذوا في سبيل الله بل وقتلوا ولم يتراجعوا عن دعوتهم {فريقا كذبتم وفريقا تقتلون}.
المجموعة الأولى:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}.
يذم الله تعالى في هذه الآية الكريمة فعل اليهود في أن يبيعوا أنفسهم ورضا الله وثواب الآخرة والجنة بالكفر بما أنزل الله من القرآن والوحي حسدا لمحمد صى الله عليه وسلم وقيل أيضا لعيسى بن مريم بسبب ما آتاهما الله من النبوة والحكمة والبينات والفضل العظيم. مع ان ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وصفته مذكورة بالتوراة ولا تخفى عليهم بل كانوا يتنظرون مجيئه ويستنصرون على غيرهم من العرب فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فهم ضيعوا التوراة. وبسبب هذا الكفر استحقوا واحتملوا غضبا من الله كما احتملوه من قبل بسبب عبادتهم العجل وقولهم عزير ابن الله وكفرهم بعيسى وقيل أنه غضب فوق غضب تاكيدا لغضب الله تعالى وتعظيما له تشنيعا لجرمهم وهم بهذه الآثام استحقوا النار والعذاب المهين في الآخرة وفي هذا إشارة لخلود الكافرين في النار لأنه من لا يخلد في النار من عصاة المسلمين فإنه لا إهانة فيه بل هو تطهير له بينما هذا الكافر الذي تكبر عن قبول الحق والإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم فكان كفرهم سببه البغي والحسد فاستحقوا الهوان والذل.
2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.
بين ابن عطية وابن كثير ان قلة الإيمان قد تكون بسبب العدد أو الوقت او بحسب ما تبقى من إيمانهم:
فقد نقل ابن عطية عن قتادة وكذا نقل ابن كثير عن حاتم الرازي عن قتادة والاصم أن المعنى: أن من آمن منهم بمحمد قليل فيقل الإيمان هنا بقلة عدد الرجال.
ونقل أيضا أن القلة في الوقت انهم كانوا يستفتحون به قبل مبعثه يقليل فلما كفروا به لم يكن وقت إيمانهم به كثيرا
والرآي الثالث انه بعد كفرهم لم يبق من توحيدهم إلا ما كان على غير وجهه. نقله ابن عطية وفصله ابن كثير فقال أنهم يؤمنون بما جاءهم به موسى من أمر المعاد والثواب والعقاب لكنه إيمان لا ينفعهم بسبب كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وهو مما جاء قي كتابهم.
وزاد ابن كثير قولا رابعا أنهم لا يؤمنون بشيء وهم بالجميع كافرون. كما تقوله العرب : قال الكسائي من زنى بارض قلما تنبت أي لا تنبت أبدا.
ومن هذه الاقوال يجتمع أن الإيمان الصحيح المقبول لم يتوافر إلا في قليل من الرجال كعبد الله بن سلام ومن تبقى فإيمانهم لا يفيدهم في الآخرة لكفرهم بمحمدصلى الله عليه وسلم
ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
أنه قد يعود على موسى عليه السلام فيكون من بعد ذهاب موسى للمناجاة مع ربه.ذكره ابن عطية وابن كثير واستدل ابن كثير لهذا القول بقوله تعالى { واتخذ قوم موسى من بعدهم من حليهم عجلا جسدا له خوار}
وقد يكون على المجيء أي مجئء موسى بالبينات. وذكره ابن عطية.
3. بيّن ما يلي:
أ: فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.
لئلا يشكل عود الضمير ولتقرير المعنى وإظهاره وإعلامهم أن من عادى أولياء الله فقد عادى الله ومن عادى الله فهو عدو لله ومن كان الله عدوه فقد خسر الدنيا والآخرة.وجاء في الحديث (من عادى لي وليا فقد آذنن يالحرب),
ب: دليلا على صدق النبوة
هو قوله تعالى (قل إن كانت لكم الدار الآخرة خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين}
لأن محمد صلى الله عليه وسلم قال لهم: تمنّوا الموت وأعلمهم أنهم لن يتمنوه أبداً, فلم يتمنّه منهم واحد؛ لأنهم لو تمنوه لماتوا من ساعتهم، فالدليل على علمهم بأن أمر النبي صلى الله عليه وسلم حق؛ أنهم كفوا عن التمني, ولم يقدم واحد منهم عليه, فيكون إقدامه دفعاً لقوله: {ولن يتمنوه أبداً}, أو يعيش بعد التمني, فيكون قد ردّ ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. ففي هذا التحدي من الرسول الله ثلى عليه وسلم ودليل على حجية وسالته .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 ربيع الثاني 1443هـ/13-11-2021م, 11:25 PM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.
. (عامّ لجميع الطلاب
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.

- اعتناء الله تعالى بموسى عليه السلام حيث جاء بالقسم، وهذا يدل على فضله وعلى وجوب الإيمان به.
- اعتناء الله تعالى بخلقه، بدليل قوله: {وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ}، أي: أتبعناه، ما يدل على كثرة الرسل، وما هذا إلا رحمة منه لعباده. وهذا يوجب الإيمان بكلهم، دون التفريق بينهم. ويجب أيضا شكره تعالى، ومحبته؛ لأن الهداية التي جاءت الرسل ببيانها أكبر نعمة.
- اتباع الهوى والكبر من أكبر أسباب الكفر، فقد بين ذلك تعالى بقوله: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}. فينبغي للمسلم أن يطلب ما يجب عليه من العلم الشرعي؛ لأنه به يعالج اتباع الهوى، ويجب عليه أيضا أن يذكر نعم الله تعالى عليه ما يفضي إلى تعظيمه تعالى، ويجب أيضا أن يشاهد عيبه وتقصيره بما يعالج الكبر.

المجموعة الأولى:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}

قد أنزل الله كتابه الكريم على عباده رحمة منه، وبين فيه سبيل المؤمنين ليسلكه عباده، وسبيل المجرمين ليجتنبوه. وأخبر تعالى في هذه الآية عن بعض صفات اليهود فقال: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} أي: ساء ما اختاروا ورضوا به لأنفسهم. وبين تعالى أنهم قد اختاروا الكفر على الإيمان فقال: {أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} أي: حرفوا فكذبوا ما أنزل الله تعالى من الكتب وما فيها من صفات النبي صلى الله عليه وسلم. وليس هذا أول كفرهم، بل كفروا قبل ذلك بعيسى عليه السلام، وقد نهوا عن تلبيس الحق بالباطل. ثم بين تعالى ما حملهم على ذلك فقال: {بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} أي: ما فعلوه لجهلهم، بل فعلوه حسدا وعداوة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ليس منهم، ولم يسلموا لحكم الله تعالى، ونسوا بأن الفضل بيد الله وهو تعالى يعطيه {مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} أي: محمد صلى الله عليه وسلم. ولا حسد أعظم من هذا؛ لأنه يسبب غضب الله تعالى كما قال: {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} أي: احتملوا كفر أسلافهم بما اتبعوا سبيلهم في تحريف كتاب الله وكتمان العلم، بل ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم. فقد وعدهم الله بكفرهم هذا فبين حكمهم فقال: {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ} أي: استحقوا عذاب النار الخالد.


2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.

ورد في معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون} عدة أقوال:
القول الأول: يعنى به قلة من آمن من بني إسرائيل بمحمد صلى الله عليه وسلم. وهذا معنى قول قتادة كما قال ابن عطية، وحكاه أيضا عنه وعن الأصمّ وأبي مسلمٍ الأصبهاني الرازي واختاره كما ذكره ابن كثير.
وعلى هذا التأويل يجيء التقدير: فعددا من الرجال قليلا.

القول الثاني: يعنى به قلة وقت إيمانهم، وهو إيمانهم وإقرارهم قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم، ذكره ابن عطية.
وعلى هذا التأويل يجيء التقدير: فوقتا قليلا.
ويستدل له بقوله تعالى: {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ}.

القول الثالث: لما حرفوا أكثر ما في التوراة من التوحيد والحلال والحرام وصفات النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يبقى عندهم من الإيمان إلا شيء قليل، فآمنوا ببعض الكتاب، قالقليل من الإيمان لا ينفع؛ لأنه مغمورٌ بالكفر. ذكره ابن عطية وابن كثير.
وعلى هذا التأويل يجيء التقدير: فإيمانا قليلا.

القول الرابع: يعنى به عدم إيمانهم بالكلية. ذكره ابن كثير.
وهذا كما تقول العرب: قلّما رأيت مثل هذا قطّ. تريد: ما رأيت مثل هذا قطّ.
وحكى ابن جريرٍ عن الكسائيّ قوله: تقول العرب: من زنى بأرضٍ قلّما تنبت، أي: لا تنبت شيئًا. ذكره ابن كثير.
وسبب الاختلاف أن (قليلا) نعت لمحذوف، فاختلف في تقديره.

ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
ورد في مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون} قولان:
القول الأول: أنه عائد على موسى عليه السلام، أي: من بعد ما ذهب إلى الطّور لمناجاة اللّه، ذكره ابن عطية وابن كثير.
وهو كما قال تعالى: {واتّخذ قوم موسى من بعده من حليّهم عجلا جسدًا له خوارٌ}، كما ذكره ابن كثير.
القول الثاني: أنه عائد على المجيء الذي يتضمنه فعل "جاء" قبله، ذكره ابن عطية احتمالا.

3. بيّن ما يلي:
أ: فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.

وقع الاسم الظاهر موضع الضمير في هذه الآية في موضعين:
الأول: في قوله: {فإن الله}، فقد ذكر اسمه تعالى قبلها. وفائدة الإظهار هي:
- لئلا يشكل عود الضمير، وذلك لأنه ذكر قبله الملائكة والرسل، فلو جيء بالضمير لالتبس مرجعه، فيمكن رجوعه إلى كل واحد منهم، وإظهار الاسم يرفع هذه الاحتمالات.
- لتقرير معنى الآية وإظهاره، وهو: أنّ من عادى أولياء اللّه فقد عادى اللّه، ومن عادى اللّه فإنّ اللّه عدوٌّ له.
الثاني: إظهار "الكافرين" في موضع الإضمار، و وفائدة الإظهار هي:
- "لأن عود الضمير على من يشكل سواء أفردته أو جمعته". كما قال ابن عطية.
- وهنا احتمال ثان وهو "أن الله تعالى قد علم أن بعضهم يؤمن فلا ينبغي أن تطلق عليه عداوة الله للمآل".
- وفيه أيضا بيان حكم من عاد الله ورسله من الملائكة والبشر.

ب: دليلا على صدق النبوة.
دليله قوله تعالى: {قل إن كانت لكم الدّار الآخرة عند اللّه خالصةً من دون النّاس فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95)}، حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعوهم إلى تمني الموت، ويعلمهم أنه من تمناه منهم مات. فامتنعوا عن ذلك علما بصدقه صلى الله عليه وسلم، ولما صدق فيهم قوله تعالى: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا} كان هذا دليلا على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 ربيع الثاني 1443هـ/19-11-2021م, 10:55 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تصحيح مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة

أحسنتم، بارك الله فيكم.


المجموعة الأولى:

إيمان جلال: أ+

أحسنت استخلاص الفوائد والتفسير.
س2: أحسنت تحرير المسائل لكن بقي بيان وجه الجمع بينها، لأن الخلاف في هذه المسائل من قبيل خلاف التنوع، فيحتمل معنى الآية جميع الأقوال.
س3: هي ليست أقوالا مختلفة، وإنما فوائد متعدد للإظهار في موضع الإضمار، وراجعي هذا الرابط للفائدة:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=22703



هنادي الفحماوي: أ+

أحسنت استخلاص الفوائد، بارك الله فيكِ.

تصحيح كتابتكِ للآية، فاتكِ (قد)

{ ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك}.

س3: أحسنتِ، بارك الله فيكِ، ويحسن مراجعة قاعدة فوائد الإظهار في موضع الإضمار من كتاب أصول في التفسير لابن عثيمين رحمه الله هنا:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=22703



فروخ الأكبروف: أ+

أحسنت استخلاص الفوائد، وأرجو قراءة إجابة الأخوات للفائدة.
- قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى البينات} هذا ليس أسلوب قسم، وإنما مؤكد باللام وقد.

- س2: الخلاف في المسألتين من قبيل خلاف التنوع، فيمكن الجمع بين جميع الأقوال.
وأرجو مراجعة مسألة الإظهار في موضع الإضمار من هذا الرابط للفائدة:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=22703







المجموعة الثالثة:
رولا بدوي: أ+
أثني على تفسيرك وما استخرجتِ من فوائد سلوكية.
س2:أ:
علّق المحقق على قول ابن عطية: (وقرأ الأعمش والأعرج وابن محيصن «غلّف» بتثقيل اللام جمع غلاف، ورويت عن أبي عمرو)
قال المحقق: " أي بتحريكها بالضم، والغرض أن (غُلُف) بضم اللام جمع غلاف، وكذلك (غُلْف) بسكون اللام، جمع غلاف، ولكنه مخفف من الأول، واستعمال المخفف أكثر، واستعمال المثقل أقل" اهـ
فقول ابن عطية بتثقيل اللام لا يقصد به التشديد هنا.
وقد أحسنتِ بيان وجه الجمع بين القولين.
س2:ب: القول الذي نسبه ابن كثير لابن عباس وصححه، هو القول بالمباهلة.

- كلام ابن جرير الطبري واضح في اختياره للقول بسؤال الموت وليس المباهلة، وإنما جعل هذا السؤال من الحجج التي أعطاها الله لنبيه على اليهود، كما أمره أن يسأل النصارى المباهلة إن حاجوه في عيسى عليه السلام، وذلك في قوله تعالى: {فإن حآجوك فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم}


نفع الله بي وبكم



رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21 ربيع الثاني 1443هـ/26-11-2021م, 09:07 PM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.


1-ان أؤمن بأن الله لم يترك عباده هملا بل ارسل اليهم رسلا مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتب السماوية، قال تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ }.

2-أن الرسل يصدق بعضهم بعضا ، لأن مصدرهم واحد وهو الوحي من عند الله تعالى، فلا اصدق من يدعي الاختلاف والتضاد بينهم، قال تعالى:{وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ}.

3-أن أؤمن بان عيسى عبد الله ورسوله وكلمة منه ، وان الله ايده بجبريل والمعجزات ، قال تعالى:{ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ}.


4-الاعراض عن الحق منشأ الكبر لذلك يحرص العبد على نقاء وسلامة قلبه ممايغضب الله ، حتى يتضح له الحق فيتبعه، قال تعالى:{ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}


المجموعة الأولى:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}.

يبين الله تعالى حال اليهود بقوله :{بئسما اشتروا به أنفسهم}اي شروا الحق بالباطل، وكتمان ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بأن يوضحوه، وقيل المعنى
باعوا به أنفسهم، اي: بئسما اعتاضوا لأنفسهم ورضوا به
ولم يحملهم على ذلك الا البغي والحسد والكراهية {أن ينزل اللّه من فضله على من يشاء من عباده} ولا حسد أعظم من هذا، {فباءوا بغضبٍ على غضبٍ} اي : استوجبوا، واستحقّوا بغضب على غضب، {وللكافرين عذابٌ مهينٌ} اي الإهانة والصغار في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: {إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين}.



2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.


اختلفوا فيه:
1- فقال بعضهم: فقليلٌ من يؤمن منهم،واختاره فخر الدّين الرّازيّ وحكاه عن قتادة والأصمّ وأبي مسلمٍ الأصبهاني، ذكره ابن كثير.
2- وقيل: فقليلٌ إيمانهم. وهو إيمان لا ينفعهم، لأنّه مغمور بما كفروا به من الذي جاءهم به محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم،ذكره ابن كثير.
3- وقال بعضهم: إنّهم كانوا غير مؤمنين بشيءٍ،ذكره ابن كثير .
ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.

1-عائد على موسى عليه السلام، أي: من بعده حين غاب عنكم في المناجاة ،ذكره ابن عطيه وابن كثير.
2-على المجيء اي مجيء موسى عليه السلام،ذكره ابن عطيه.

3. بيّن ما يلي:
أ: فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.


لئلا يشكل عود الضمير،ولتقرير هذا المعنى وإظهاره،واستدل ابن كثير لهذا التعليل بالحديث:«من عادى لي وليًّا فقد بارزني بالحرب». و الحديث الآخر: «إنّي لأثأر لأوليائي كما يثأر اللّيث الحرب». و الحديث الصّحيح: «ومن كنت خصمه خصمته».


ب: دليلا على صدق النبوة.


قال تعالى: {ولمّا جاءهم كتابٌ من عند اللّه مصدّقٌ لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الّذين كفروا فلمّا جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة اللّه على الكافرين (89)}
قال أبو العالية: «كانت اليهود تستنصر بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم على مشركي العرب، يقولون: اللّهمّ ابعث هذا النّبيّ الذي نجده مكتوبًا عندنا حتّى نعذّب المشركين ونقتلهم. فلمّا بعث اللّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، ورأوا أنّه من غيرهم، كفروا به حسدًا للعرب، وهم يعلمون أنّه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اللّه:{فلمّا جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة اللّه على الكافرين}».

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 9 جمادى الأولى 1443هـ/13-12-2021م, 07:26 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفعة القحطاني مشاهدة المشاركة
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.


1-ان أؤمن بأن الله لم يترك عباده هملا بل ارسل اليهم رسلا مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتب السماوية، قال تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ }.

2-أن الرسل يصدق بعضهم بعضا ، لأن مصدرهم واحد وهو الوحي من عند الله تعالى، فلا اصدق من يدعي الاختلاف والتضاد بينهم، قال تعالى:{وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ}.

3-أن أؤمن بان عيسى عبد الله ورسوله وكلمة منه ، وان الله ايده بجبريل والمعجزات ، قال تعالى:{ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ}.


4-الاعراض عن الحق منشأ الكبر لذلك يحرص العبد على نقاء وسلامة قلبه ممايغضب الله ، حتى يتضح له الحق فيتبعه، قال تعالى:{ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}


المجموعة الأولى:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}.

يبين الله تعالى حال اليهود بقوله :{بئسما اشتروا به أنفسهم}اي شروا الحق بالباطل، وكتمان ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بأن يوضحوه، وقيل المعنى
باعوا به أنفسهم، اي: بئسما اعتاضوا لأنفسهم ورضوا به [وشروا في عبارتك الأولى بمعنى باعوا أيضًا، لكن مرجع الضمير في (به) هو الحق الذي أنزله الله في كتابه]
ولم يحملهم على ذلك الا البغي والحسد والكراهية {أن ينزل اللّه من فضله على من يشاء من عباده} ولا حسد أعظم من هذا، {فباءوا بغضبٍ على غضبٍ} اي : استوجبوا، واستحقّوا بغضب على غضب، {وللكافرين عذابٌ مهينٌ} اي الإهانة والصغار في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: {إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين}. [ما المقصود بالغضب الأول والغضب الثاني؟]



2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.


اختلفوا فيه:
1- فقال بعضهم: فقليلٌ من يؤمن منهم،واختاره فخر الدّين الرّازيّ وحكاه عن قتادة والأصمّ وأبي مسلمٍ الأصبهاني، ذكره ابن كثير.
2- وقيل: فقليلٌ إيمانهم. وهو إيمان لا ينفعهم، لأنّه مغمور بما كفروا به من الذي جاءهم به محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم،ذكره ابن كثير.
3- وقال بعضهم: إنّهم كانوا غير مؤمنين بشيءٍ،ذكره ابن كثير .[وقيل قليل وقت إيمانهم]
ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.

1-عائد على موسى عليه السلام، أي: من بعده حين غاب عنكم في المناجاة ،ذكره ابن عطيه وابن كثير.
2-على المجيء اي مجيء موسى عليه السلام،ذكره ابن عطيه.

3. بيّن ما يلي:
أ: فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.


لئلا يشكل عود الضمير،ولتقرير هذا المعنى وإظهاره،واستدل ابن كثير لهذا التعليل بالحديث:«من عادى لي وليًّا فقد بارزني بالحرب». و الحديث الآخر: «إنّي لأثأر لأوليائي كما يثأر اللّيث الحرب». و الحديث الصّحيح: «ومن كنت خصمه خصمته».
[راجعي التعليقات على الإخوة والأخوات للفائدة]

ب: دليلا على صدق النبوة.


قال تعالى: {ولمّا جاءهم كتابٌ من عند اللّه مصدّقٌ لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الّذين كفروا فلمّا جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة اللّه على الكافرين (89)}
قال أبو العالية: «كانت اليهود تستنصر بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم على مشركي العرب، يقولون: اللّهمّ ابعث هذا النّبيّ الذي نجده مكتوبًا عندنا حتّى نعذّب المشركين ونقتلهم. فلمّا بعث اللّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، ورأوا أنّه من غيرهم، كفروا به حسدًا للعرب، وهم يعلمون أنّه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اللّه:{فلمّا جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة اللّه على الكافرين}».
[الدليل الأظهر قوله تعالى: {قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين}]

التقويم: ب
خُصمت نصف درجة للتأخير.
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 محرم 1444هـ/10-08-2022م, 11:47 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

⚪** القسم السابع من *سورة البقرة*

1-** عام لجميع الطلاب
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.
الفوائد

📝* { وآتينا عيسى ابن مريم } الأم مكرمة . معززة ، مصانة الجانب ، في كتاب الله ، برها باب الجنة المفتوح ، وسعادة الدنيا القريبة ، وإن برها لا ينقطع* وهو سبيل ممدود في الدنيا صلة وتحنانا وبعد الوفاة دعاء وصدقة ومودة لأهل ودادها.
(اللهم وفقنا إلى بر ترضاه ،تقر به أعين امهاتنا في عالم الغيب )

📝.* {* وأيدناه بروح القدس }
تحتاج في* تربية نفسك وفي دعوتك وعلى تحمل وعورة الطريق ووجود العوائق ، تحتاج إلى رفيق مسدْد ، يرسخ فيك معاني الصبر والمجاهدة* والثبات* - أسأل ربك رفيق الصدق والعون .

📝* { بما لا تهوى أنفسكم }
ما يرد الحق أمرؤ ويحاجج عنه ويجادل* إلا لهوى في نفسه ، قد يعرفه وقد يخفى عليه فيراه حقا
فلا يُسلّم أحد منا لما يتبناه من أراء وأفكار حتى يعرضها على الحقائق* ، فيكون على بينة وبصيرة.

📝* { استكبرتم }
الكبر الداء العضال* ، مصدر كل سوء* وآفة الخطايا وأصلها ، مما قرأت قديما وترسّخ في ضميري :* ليس مع التوحيد الصادق نفاق* ولا مع السجود الحق كبر
اللهم اجعلنا من عبادك المتواضعين الذين يدركون حقيقة أنفسهم وكبير ضعفهم .

📝 {* ففريقا كذبتم }

لما انشغل اليهود والنصارى عن الحق المنزل من السماء وردوه واستكبروا عنه ، امتلأوا بالباطل فانحرفوا وشُقوا
كذلك النفس البشرية ، لاتزال رقعة الفراغ فيها تتسع وتبعد عن الحق حتى تلج بقاع الباطل وسرابه الآنك .

⚪* المجموعة الثانية
1. فسّر*بإيجاز قول الله تعالى:
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطورخُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
٠🔹️ التفسير 🔹️
تمضي الآيات تُذكْر بني إسرائيل بقصة إيمانهم مع كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام ، وقد تابعوا معه النكوص والنكول ، بعد أخذ المواثيق عليهم والعهود من ربهم ونبيهم : {وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور، خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا} حتى رُفع الجبل فوق رؤوسهم ليقبلوا العهد ويأخذوا ميثاق الإيمان بالتوراة والعمل بما جاء فيهابقوة التمسك به {واسمعوا} سمع قبول وانقياد
فأذعنوا حينها خوفا ، فلما كان آوان العمل والطاعة ، عصيتم وتوليتم ولسان حالكم* يقابل الأمر ب { خذوا ما آتيناكم بقوة }
بجواب المعصية ورد الأمر وركوب النهي ، هذا إن لم يقولوه صريحا بألسنتهم التى طالما نطقت بالقبيح* دون حياء أو وجل (كما يرى بعض المفسرين),
فقادهم عصيانهم* ونقض عهودهم مع ربهم إلى دركات من الكفر والشرك* حتى اتخذوا العجل معبودا،* وما أدراك مالعجل ؟ قصة الدجل والكذب والضلال اتخذوه معبودا ومحبوبا قد خالطت محبته شغاف قلوبهم كما يخالط الماء عروق شاربه ويتخلل باطنه
{ واشربوا في قلوبهم العجل }
فإن كان الذي أودى بكم إلى* هذه المزالق والمهالك* إيمانكم على زعمكم !
فبئس هذا الإيمان* وما أحراه بالخسران وما أبعده عن يقين المؤمنين واعتقاد المتقين .، بل هو الكفر الصراح ،كما دلت الآيات البينات { واشربوا في قلوبهم العجل ، بكفرهم } .

2* -* المراد بروح القدس
🔸️القول الأول :
-** جبريل عليه السلام ، والقدس الطهارة ، ذكره الزجّاج في المعاني
ونقله** ابن عطية* في تفسيره عن السدي* والضحاك والربيع* وقتادة ، ورجحه
ودلل عليه بقوله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت* ( أهج قريشا وروح القدس معك ) ومرة قال : (وجبريل معك )
وكذا قال ابن كثير في تفسيره* واستدل لقوله هذا بتنصيص ابن مسعود عليه في تفسيره للآية ومتابعة ابن عباس ومحمد بن كعب القرظي* وإسماعيل بن
أبي خالد* وعطية العوفي والسدي والربيع وقتادة واستشهد بالحديث السابق
وبقوله تعالى : {نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين }و
ببيت محفوظ لحسان بن ثابت فيه :
وجبريل رسول الله فينا******* وروح القدس ليس به خفاء وبأحاديث أخرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم
تابع ترجيحه لهذا القول* بتصويب ابن جرير له واستشهاده بقوله تعالى :
{ وإذا أيدتك بروح القدس } في معرض امتنانه سبحانه على المسيح عيسى عليه السلام
كما أورد ابن كثير* حكاية عن القرطبي : عن الحسن* ومجاهد أنهما قالا - أن القدس هو الله تعالى* وروحه جبريل
وأورده أيضا في ضمن أقوال الزمخشري في تفسيره* للمراد* بروح القدس
🔸️القول الثاني
الإنجيل - كما سمى الله* تعالى* القرآن روحا ، قول ابن زيد ذكره عنه ابن عطية
وذكره ابن كثير عن الزمخشري
🔸️القول الثالث
اسم الله الأعظم الذي كان يحي به الموتى -* ذكره ابن عطية وابن كثير عن ابن عباس وذكره ابن كثير عن سعيد بن جبير ونقله القرطبي* عن عبيد بن عمير
وساقه الزمخشري في ضمن الأقوال في تفسيره للمراد بروح القدس
🔸️وقيل - هي روح عيسى عليه السلام نفسه المقدسة المطهرة
عن* الزمخشري* ، وعن أبي نجيح : هو حفظة على الملائكة* ، ذكر هذه الأقوال عنهم ابن كثير في تفسيره

🔹️ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب}.

في هذا المعنى أقوال للمفسرين ،
🔹️القول الاول
احتملوا واستوجبوا غضب الله عليهم بكفرهم بالنبي العربي صلى الله عليه وسلم ، فوق غضب الله عليهم السابق لما كان منهم من كفر بعيسى عليه السلام* - والمَعنِي هنا هم اليهود***** الزجاج* وابن عطية وابن كثير
🔹️القول الثاني
أي بأثم استحقوا به واستوجبوا النار ، يضاف إلى ماتقدم من إثمهم المستحقين عليه* النار من قبل** -** الزجاج*
🔹️القول الثالث
احتملوا واستحقوا غضبا من الله تعالى لكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم على ما نالهم من غضب متقدم لعبادتهم العجل ،* ذكره ابن عطية في تفسيره وابن كثير في تفسيره من قول* السدي
🔹️القول الرابع
احتملوا واستحقوا غضبا محدثا* لماكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، على ما تقدم من غضب الله عليهم لما ضيعوا من التوارة التى كانت بين أيديهم ، ذكره ابن كثير في تفسيره عن ابن عباس
🔹️القول الخامس
استحقوا الغضب واحتملوه لكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وكانوا في غضب سابق تحمّلوه لقولهم عزير ابن الله (تعالى وتقدس عما يقولون) ذكر هذا القول ابن عطية في تفسيره ولم ينسبه لأحد

3. -* بيّن ما يلي:

🔸️أ: دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}.
- إن في معنى مضارعة الفعل استحضاره وكأنه واقع الآن ، فيجدد مشاهد قتلهم للأنبياء وبشاعته في حس المخاطب ، وفيه أيضا* تأكيد إلهي على أنهم مستمرون في فعلهم هذا مع أنبياء الله تعالى لا يتورعون ، فهاهم سمّوا النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم محاولة منهم لقتله* وكانوا قبلها سحروه ، فأبطل الله سحرهم* ، غير ان أثر* السمّ ظل يعاوده حينا بعد حين* ، حتى قال عليه الصلاة والسلام في مرض موته :
«ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان انقطاع أبهري»، وهذا الحديث في صحيح البخاري وغيره).

🔸️ب: دليلا على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.

الدلائل وفيرة متضافرة على حسد بني يهود لنبي الله عليه الصلاة والسلام ، فبينا كانوا من قبل بعتثه :
{ وكانوا من قبل يستفتحون على
الذين كفروا} أي يستنصرون ويتقوون ويتوعدون مشركي العرب بالنبي القادم** ،كما نقل العوفي عن ابن عباس :
فلمابعث محمد صلى الله عليه وسلم ورأوه من غيرهم* كفروا به وحسدوه
وهذه آيات الله تترى في وصف حسدهم وبغيهم :
﴿ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾البقرة90 -** فقد كرهوا فضل الله أن يناله غيرهم ، جاء عن قتادة:
* هم اليهود. لما بعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم فرأوا أنه بعث من غيرهم, كفروا به - حسدا للعرب - وهم يعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 25 محرم 1444هـ/22-08-2022م, 09:25 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعاد مختار مشاهدة المشاركة
⚪** القسم السابع من *سورة البقرة*

1-** عام لجميع الطلاب
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.
الفوائد

📝* { وآتينا عيسى ابن مريم } الأم مكرمة . معززة ، مصانة الجانب ، في كتاب الله ، برها باب الجنة المفتوح ، وسعادة الدنيا القريبة ، وإن برها لا ينقطع* وهو سبيل ممدود في الدنيا صلة وتحنانا وبعد الوفاة دعاء وصدقة ومودة لأهل ودادها.
(اللهم وفقنا إلى بر ترضاه ،تقر به أعين امهاتنا في عالم الغيب )

📝.* {* وأيدناه بروح القدس }
تحتاج في* تربية نفسك وفي دعوتك وعلى تحمل وعورة الطريق ووجود العوائق ، تحتاج إلى رفيق مسدْد ، يرسخ فيك معاني الصبر والمجاهدة* والثبات* - أسأل ربك رفيق الصدق والعون .
[والأهم هو معرفة أن هذا التأييد من الله عز وجل، فيكون التعلق به وحده، والله عز وجل يؤيد عباده بما شاء وما يصلح لهم]
📝* { بما لا تهوى أنفسكم }
ما يرد الحق أمرؤ ويحاجج عنه ويجادل* إلا لهوى في نفسه ، قد يعرفه وقد يخفى عليه فيراه حقا
فلا يُسلّم أحد منا لما يتبناه من أراء وأفكار حتى يعرضها على الحقائق* ، فيكون على بينة وبصيرة.

📝* { استكبرتم }
الكبر الداء العضال* ، مصدر كل سوء* وآفة الخطايا وأصلها ، مما قرأت قديما وترسّخ في ضميري :* ليس مع التوحيد الصادق نفاق* ولا مع السجود الحق كبر
اللهم اجعلنا من عبادك المتواضعين الذين يدركون حقيقة أنفسهم وكبير ضعفهم .

📝 {* ففريقا كذبتم }

لما انشغل اليهود والنصارى عن الحق المنزل من السماء وردوه واستكبروا عنه ، امتلأوا بالباطل فانحرفوا وشُقوا
كذلك النفس البشرية ، لاتزال رقعة الفراغ فيها تتسع وتبعد عن الحق حتى تلج بقاع الباطل وسرابه الآنك .

⚪* المجموعة الثانية
1. فسّر*بإيجاز قول الله تعالى:
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطورخُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
٠🔹️ التفسير 🔹️
تمضي الآيات تُذكْر بني إسرائيل بقصة إيمانهم مع كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام ، وقد تابعوا معه النكوص والنكول ، بعد أخذ المواثيق عليهم والعهود من ربهم ونبيهم : {وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور، خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا} حتى رُفع الجبل فوق رؤوسهم ليقبلوا العهد ويأخذوا ميثاق الإيمان بالتوراة والعمل بما جاء فيهابقوة التمسك به {واسمعوا} سمع قبول وانقياد
فأذعنوا حينها خوفا ، فلما كان آوان العمل والطاعة ، عصيتم وتوليتم ولسان حالكم* يقابل الأمر ب { خذوا ما آتيناكم بقوة }
بجواب المعصية ورد الأمر وركوب النهي ، هذا إن لم يقولوه صريحا بألسنتهم التى طالما نطقت بالقبيح* دون حياء أو وجل (كما يرى بعض المفسرين),
فقادهم عصيانهم* ونقض عهودهم مع ربهم إلى دركات من الكفر والشرك* حتى اتخذوا العجل معبودا،* وما أدراك مالعجل ؟ قصة الدجل والكذب والضلال اتخذوه معبودا ومحبوبا قد خالطت محبته شغاف قلوبهم كما يخالط الماء عروق شاربه ويتخلل باطنه
{ واشربوا في قلوبهم العجل }
فإن كان الذي أودى بكم إلى* هذه المزالق والمهالك* إيمانكم على زعمكم !
فبئس هذا الإيمان* وما أحراه بالخسران وما أبعده عن يقين المؤمنين واعتقاد المتقين .، بل هو الكفر الصراح ،كما دلت الآيات البينات { واشربوا في قلوبهم العجل ، بكفرهم } .

2* -* المراد بروح القدس
🔸️القول الأول :
-** جبريل عليه السلام ، والقدس الطهارة ، ذكره الزجّاج في المعاني
ونقله** ابن عطية* في تفسيره عن السدي* والضحاك والربيع* وقتادة ، ورجحه
ودلل عليه بقوله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت* ( أهج قريشا وروح القدس معك ) ومرة قال : (وجبريل معك )
وكذا قال ابن كثير في تفسيره* واستدل لقوله هذا بتنصيص ابن مسعود عليه في تفسيره للآية ومتابعة ابن عباس ومحمد بن كعب القرظي* وإسماعيل بن
أبي خالد* وعطية العوفي والسدي والربيع وقتادة واستشهد بالحديث السابق
وبقوله تعالى : {نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين }و
ببيت محفوظ لحسان بن ثابت فيه :
وجبريل رسول الله فينا******* وروح القدس ليس به خفاء وبأحاديث أخرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم
تابع ترجيحه لهذا القول* بتصويب ابن جرير له واستشهاده بقوله تعالى :
{ وإذا أيدتك بروح القدس } في معرض امتنانه سبحانه على المسيح عيسى عليه السلام
كما أورد ابن كثير* حكاية عن القرطبي : عن الحسن* ومجاهد أنهما قالا - أن القدس هو الله تعالى* وروحه جبريل
وأورده أيضا في ضمن أقوال الزمخشري في تفسيره* للمراد* بروح القدس [ولا يصح تسمية اسم الله عز وجل بالقدس، وإنما اسمه القدوس، وأسماؤه عز وجل توقيفية؛ فلا يسمى إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم]
🔸️القول الثاني
الإنجيل - كما سمى الله* تعالى* القرآن روحا ، قول ابن زيد ذكره عنه ابن عطية
وذكره ابن كثير عن الزمخشري
🔸️القول الثالث
اسم الله الأعظم الذي كان يحي به الموتى -* ذكره ابن عطية وابن كثير عن ابن عباس وذكره ابن كثير عن سعيد بن جبير ونقله القرطبي* عن عبيد بن عمير
وساقه الزمخشري في ضمن الأقوال في تفسيره للمراد بروح القدس
🔸️وقيل - هي روح عيسى عليه السلام نفسه المقدسة المطهرة
عن* الزمخشري* ، وعن أبي نجيح : هو حفظة على الملائكة* ، ذكر هذه الأقوال عنهم ابن كثير في تفسيره

🔹️ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب}.

في هذا المعنى أقوال للمفسرين ،
🔹️القول الاول
احتملوا واستوجبوا غضب الله عليهم بكفرهم بالنبي العربي صلى الله عليه وسلم ، فوق غضب الله عليهم السابق لما كان منهم من كفر بعيسى عليه السلام* - والمَعنِي هنا هم اليهود***** الزجاج* وابن عطية وابن كثير
🔹️القول الثاني
أي بأثم استحقوا به واستوجبوا النار ، يضاف إلى ماتقدم من إثمهم المستحقين عليه* النار من قبل** -** الزجاج* [هذا ليس قولا مستقلا بل يصلح مع كل الأقوال ولو تأملتِ الأقوال لوجدت أن الاختلاف هو في بيان سبب الغضب السابق]
🔹️القول الثالث
احتملوا واستحقوا غضبا من الله تعالى لكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم على ما نالهم من غضب متقدم لعبادتهم العجل ،* ذكره ابن عطية في تفسيره وابن كثير في تفسيره من قول* السدي
🔹️القول الرابع
احتملوا واستحقوا غضبا محدثا* لماكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، على ما تقدم من غضب الله عليهم لما ضيعوا من التوارة التى كانت بين أيديهم ، ذكره ابن كثير في تفسيره عن ابن عباس
🔹️القول الخامس
استحقوا الغضب واحتملوه لكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وكانوا في غضب سابق تحمّلوه لقولهم عزير ابن الله (تعالى وتقدس عما يقولون) ذكر هذا القول ابن عطية في تفسيره ولم ينسبه لأحد

3. -* بيّن ما يلي:

🔸️أ: دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}.
- إن في معنى مضارعة الفعل استحضاره وكأنه واقع الآن ، فيجدد مشاهد قتلهم للأنبياء وبشاعته في حس المخاطب ، وفيه أيضا* تأكيد إلهي على أنهم مستمرون في فعلهم هذا مع أنبياء الله تعالى لا يتورعون ، فهاهم سمّوا النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم محاولة منهم لقتله* وكانوا قبلها سحروه ، فأبطل الله سحرهم* ، غير ان أثر* السمّ ظل يعاوده حينا بعد حين* ، حتى قال عليه الصلاة والسلام في مرض موته :
«ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان انقطاع أبهري»، وهذا الحديث في صحيح البخاري وغيره).

🔸️ب: دليلا على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.

الدلائل وفيرة متضافرة على حسد بني يهود لنبي الله عليه الصلاة والسلام ، فبينا كانوا من قبل بعتثه :
{ وكانوا من قبل يستفتحون على
الذين كفروا} أي يستنصرون ويتقوون ويتوعدون مشركي العرب بالنبي القادم** ،كما نقل العوفي عن ابن عباس :
فلمابعث محمد صلى الله عليه وسلم ورأوه من غيرهم* كفروا به وحسدوه
وهذه آيات الله تترى في وصف حسدهم وبغيهم :
﴿ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾البقرة90 -** فقد كرهوا فضل الله أن يناله غيرهم ، جاء عن قتادة:
* هم اليهود. لما بعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم فرأوا أنه بعث من غيرهم, كفروا به - حسدا للعرب - وهم يعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة.


التقويم: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيك ونفع بك.
وأرجو إجابة المجالس في موضوعات المجالس الجديدة

وتجدين هنا موضوع تنظيم دراسة تفسير سورة البقرة، وفيه روابط جميع المجالس
http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=45556

وفقك الله وسددك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir