دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 جمادى الأولى 1442هـ/7-01-2021م, 05:22 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الخامس: مجلس مذاكرة رسالة في التعقيب على تفسير الفراهي لسورة الفيل للمعلمي- رحمهما الله-

مجلس مذاكرة رسالة في التعقيب على تفسير الفراهي لسورة الفيل للمعلمي- رحمهما الله-


بعد الاطّلاع على خطة الدراسة : هنا


المطلوب:
1. نقد مقدمة نظام القرآن للفراهي وبيان ما يمتاز به منهجه في التفسير وما يؤخذ عليه. (اختياري)
2. كتابة تقرير عن الأثر العلمي لقراءة كتاب تعقيب المعلمي على تفسير الفراهي لسورة الفيل يتضمن بيان المهارات النقدية لدى العلامة المعلّمي. (إلزامي)

ملحوظة:
يُسلم التقرير قبل صباح يوم الأحد 4 جمادى الآخرة 1442هـ
وفقكم الله وسددكم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1442هـ/14-01-2021م, 05:31 AM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

تقرير عن الأثر العلمي لقراءة كتاب "تعقيب المعلمي على تفسير الفراهي لسورة الفيل".

المهارات النقدية لدى المعلمي:
(ص51) لم يسلم المعلمي للفراهي في قصره الرواية عن ابن إسحاق، بل بين مجيء الروايات عن غيره مما يقوي منها ويحتج به على منكرها. ومع ذلك هو لم يدع صحة الرواية سندا أو قوتها، لكنه يضع الأمور في مواضعها، دون مبالغة في التصحيح أو التضعيف. وفي هذا دلالة كذلك على سعة اطلاعه في علم الروايات والسير (وهذه المهارة من المهارات المصاحبة لنا طوال الكتاب، لذا فلن نعيد ذكرها لأنها تكاد لا تخلو منها صفحة من صفحاته).
(ص51) لم يسلم المعلمي للفراهي في ادعائه أن في ذلك عيبا على العرب، أو عذرا لأبرهة، فكما أن الفراهي أسقط الرواية بأعذار متوهمة، فالمعلمي كذلك أسقط تلك الأعذار بمبررات. وهنا يتضح لنا مهارة تسمى في الجانب الأكاديمي بـ"إظهار الأوهام العلمية" لدى المؤلف (وهذه المهارة كذلك مستمرة معنا طوال الكتاب).
(ص59) الاستفادة من العلوم الحديثة كعلم الآثار والنقوش في توسيع دائرة الاستدلال وتقوية الرأي.
(ص60 وعلى مدى الكتاب) نلاحظ منطقية النقاش، وموضوعية الرأي عند الاستدلال دون تأثر بالمبالغات الأدبية التي قد تعظم من أمر أو تهون منه.
(ص61) يسلم للخصم بحجته، ثم يقوم بقلب الطاولة عليه عن طريقها، فيستعمل الحجة في صالحه، ويجعل منها دليلا مقويا لرأيه (وذلك في تسليمه لعلم قريش بأن البيت بيت الله فكيف يدعونه دون قتال، فيرد عليهم بنفي الحجة، وذلك أنهم لعلمهم بكونه بيت الله، هذا مما ساهم في عدم دفاعهم عنه فللبيت رب عظيم يحميه).
(ص63) عدم تسليمه لأي حجة أو اعتقاد متوهم للخصم، فنجده يبين مدى ضعف هذا الرأي وذاك بعدم التسليم لصحته أولا، فالكثير من الآراء المبطَلة أثبت لنا أنها مبنية على ظنون متوهمة.
(ص64) سعة اطلاعه الأدبي الذي قاده لمعرفة مناسبات الأبيات، وبالتالي عدم الوقوع في شباك أخطاء الخصم وأوهامه العلمية فيما يخص هذا الجانب، ويظهر ذلك من خلال تصحيحه لقصة البيت الدي استدل به غريمه.
(ص72) استدلاله بعادات العرب وطبائعهم للتقوية من رأيه، وبيان الخطأ الذي وقع فيه خصمه.
(ص75 وما بعدها) عدم اكتفائه بالمنقول، بل عودته للمرجع الأصل للتأكد من صحة النقل، وقد ظهرت فائدة ذلك في بيان سوء فهم الخصم للدليل وعدم نقله له وافيا كافيا.
(ص79) تقديمه للمشهور من لغة العرب والظاهر على المؤول، وهذا من أصول الفقه والتفسير لكتاب الله.
(ص90) “ومع إمكان الجمع لا محل للترجيح” هذه القاعدة من أهم القواعد الأصولية، والتي أخذ بها المعلمي والتزم بها في تفسيره، وهذه إحدى المواضع.
(ص95) استعمل المؤلف مهارة المنع والتسليم ببراعة، وذلك في إلجائه الخصم للتسليم بمقتضى مراده، حين استعرض مرويات الصحابة وفهمهم في مسألة أكل الطير للجثث، فقد وضع خصمه أمام أمرين:
-إما التسليم بعدم فهم الصحابة ما يقتضي أكل الطير للجثث، إذن النتيجة= أن في عدم فهمهم لذلك ردا كافيا عليه، فليس بعد فهم الصحابة فهم.
-أو التسليم لكونهم فهموا ذلك، ولكنهم بالمقابل لم يروا في ذلك مخالفا لكون الطير رمت بالحجارة، وحينها= يجب عليه إثبات الأكل بحجة واضحة.
(ص97) نجده استخدم أسلوب المجاراة والإعثار، فهو هنا يستدرج خصمه عن طريق طرح الأسئلة ومحاولة الإجابة عليها إجابة تعيد المجادل إلى المربع الأول، وتنبهه إلى موقع الخطأ في حجته، وقد نجد خلال ذلك من الأساليب الأخرى ما قد يزيد من تقوية الحجة، كأسلوب السبر والتقسيم، والمنع والتسليم، والمعارضة والمناقضة، ونقض العلة.
(ص59-60) نجد براعة التعليل تتجلى في جلاء المؤلف عن دوافع الخصم -وذلك حين ذكر الباعث خلف ادعاء الفراهي أن أهل مكة قاتلوا الفيل، وإنكار رمي الطير-، وهو بذا أطلعنا على موطن العلة، ثم أتبعها بعلاجها ومنشأ الخطأ فيها. وتجد في تلك المهارة من قوة من التحليل ما يكفي لإقناع المتفرج، وإطلاعه على ما خفي من الدوافع والعلل، وهذا مما يقوي حجة المحتج، ويزيد من بهاء قوله.
(ص123) انتهاؤه لقاعدة مهمة وهي: "عدم ارتكاب مفسدة عظيمة، لمصلحة متوهمة".
وذلك إثر تنبهه لمحاولة البعض تفسير رمي الطير تفسيرا علميا وربطه برمي السماء من النيازك ونحوه، وما قد يجره ذلك لمفاسد هي في حقيقتها أعظم من مفسدة عدم تقبل البعض لفكرة رمي الطير.
(ص131) معرفته بالصرف والأوزان في اللغة، واتكاؤه على ذلك في تقوية حجته ودليله.
(ص136) التمثيل بالأبيات الشعرية والعودة للقواميس في بيان الحجة وتوضيحها.
(ص146 وما بعدها) معالجته لموضوع المجاز قبل الدلوف لصميم المسألة المراد مناقشتها من الأمور التي تدل على نباهة المؤلف، وبراعة تعليله.
(ص231) استخدام أسلوب الفنقلة، وهو من أبرع الأساليب في تفنيد حجة الخصم، والإجابة عن كل تساؤلاته وإفحامه.
(ص239 وما بعدها) أحسن السبر والتقسيم، واستعرض كل ما يبطل القول دون الاكتفاء ببعض الحجج، بل ذكر كل الأوجه المحتملة وعالجها.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 جمادى الآخرة 1442هـ/16-01-2021م, 07:16 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

تقرير عن الأثر العلمي لقراءة كتاب تعقيب المعلمي على رسالة الفراهي لسورة الفيل .
ذكر الشيخ الفراهي عدة مسائل مخالفة للجمهور في هذه الرسالة ورد عليها الشيخ عبد الرحمن المعلمي ردا وافيا شافيا، والمسائل التي ذكرها الفراهي رحمه الله هي :
-المسألة الأولى :
قتال أهل مكة لأبرهة وجيشه وقتلهم لهم ،واستدل على ذلك بأن قوله تعالى :( ترميهم ) خطاب لأهل مكة ،أي : ترميهم أيها المكي ؛ ومقصده من ذلك الدفاع عن أهل مكة لأنهم عرفوا بالنجدة والغيرة على بيت الله ففيهم شرفهم ولا يليق بهم التخلي عنه .
رد المعلمي رحمه الله على هذا بأمور منها :
-أن الأدلة الثابتة عند علماء الأخبار تنفي وقوع ذلك ، وكذلك الروايات الثابتة كرواية ابن عباس رضي الله عنه .
-وأيضا بعدم تقييد أهل مكة لهذه الحادثة في أشعارهم ،وهذا ليس من عادتهم
-تصريح جماعة من التابعين بأن أهل مكة احترزوا إلى جبال مكة ولم يقاتلوا .
-وكذلك باستمرار تجارة قريش إلى اليمن والحبشة ولو قاتلوا لانقطع متجرهم .
-وبأن الله عذب أصحاب الفيل قبل وصولهم إلى مكة .
-وبأن الأشعار التي ذكرت هذه الحادثة ذكر فيها الثناء على عزوجل في حمايته للبيت ولم يذكرفيها من أمر القتال شيء .
من المهارات التي استخدمها المعلمي في نقد هذه المسألة :
-مهارة السير والتقسيم، فقد حصر جميع الأخبار التي ذكرت الواقعة وبين الضعيف من الصحيح ،فأبطل بذلك قول الفراهي رحمه الله .
-مهارة براعة التعليل ،فاستخرج بها العلة في قول الفراهي والدافع الذي جعله يقول بهذا القول ،فركز في رده على ماتعالج به تلك العلة وهي أن أهل مكة لا طاقة لهم بقتال أبرهة وجيشه ،فلذلك تحرزوا إلى الجبال ولم يقاتلوا ولم يكن ذلك خنوعا منهم ولا جبنا وأن هذا الأمر لا يطعن فيهم وفِي شجاعتهم .
تمكنه من الروايات وتمحيصه للأقوال واستخراج الضعيف من الصحيح وبأحوال الرجال وعلوم الحديث والرواية .
مهارته الأدبية بالأشعار وماقيل فيها في الجاهلية وبعد الإسلام .

المسألة الثانية : هي إنكار الفراهي رحمه الله لرمي الطير بالحجارة لأبرهة وجيشه ؛ ورد عليه المعلمي رحمه الله بعدة أمور :
-أولها : أن الروايات الثابثة تؤكد رمي الطير للحجارة ،ومن هذه الروايات ما أخرجه ابن شيبة في مصنفه عن سعيد بن جبير ،وكذلك ماروي عن قتادة وعبد الله بن عمير .
-ثانيا : أن رمي الطير ثابت بالقرآن الكريم .
-ثالثا: أن رمي الطير بأمر الله تعالى أمر غير ممتنع .
-رابعا: أن قول الفراهي مخالف لإجماع أهل العلم من عهد الصحابة إلى زمن الفراهي ، وإثباته يحتاج إلى حجة .
من المهارات النقدية التي استخدمها المعلمي في نقد هذه المسألة :
-مهارة السبر والتقسيم
مهارة المناقضة ،فقد أنقض المعلمي رحمه الله قول الفراهي وبين خطأه فيما قال به .
مهارة المجاراة والإعثار ،فقد استدرج المعلمي الفراهي إلى موضع بين فيه بطلان قوله .
-المسألة الثالثة : قول الفراهي بأن الطير إنما أرسلت لأكل جثت الهلكى من أصحاب الفيل كي لا يتغير هواء مكة ؛ ورد عليه المعلمي بأن الروايات الثابثة لم تثبت بأن الحجارة أهلكت الجيش جميعا وإنما من أصابته نفط موضع إصابتها ، فكان الجدري والحصبة والحكة والهشم، ولا يلزم من ذلك هلاكهم وفيلتهم جميعا في محله ؛ فيكون العدد ليس بكثير ويستطيع أهل مكة دفنهم أو تأكلهم الوحوش من الطير وغيرهم ، ويمكن أن يكون أتى سيل وطهر المكان منهم كما جاء في بعض الروايات ، وحتى لو افترضنا أن الطيور أكلت جثتهم فلا يلزم من ذلك عدم رميهم بالحجارة ،بل يكون ذلك من إتمام نعمة الله عليهم .
من المهارات النقدية التي استخدمها المعلمي في نقد هذا المسألة :
-مهارة السبر والتقسيم ،فقد بين أن الروايات الثابثة لم تذكر أكل الطير لجثت الهلكى
-مهارة الإضراب الإنتقالي ،فقد انتقل المعلمي في الكلام عن الروايات الثابثة بأن تلك الطيور حجمها صغير وبأن الله تعالى بعث سيلا على مكة ليطهرها من جيف الهلكى وبتحرز أهل مكة في .
المسألة الرابعة : رأي الفراهي بأن الهلكى من أصحاب الفيل جعلوا كعصف مأكول إنما هو نتيجة لأكل الطير لهم .
رد المعلمي على ذلك فقال:
-أن الأثر الذي استشهد به الفراهي (فكذلك أكلت الطيور جثت الملحدين فكانوا كعصف أكلته جراد موسى ) بأنه إن كان هناك إشارة فهي ضعيفة لإحتمال أن يكون المعنى : جعلهم كذلك برميكم إياهم .
واستخدم في الرد على هذه المسألة بمهارة الإضراب الإبطالي ،وهو إضراب ماقاله المردود عليه .
-المسألة الخامسة :قول الفراهي بأن رمي الجمار أحدثه العرب تذكارا لرمي أصحاب الفيل :
ورد المعلمي على ذلك فقال :
-بأن هذا الصنيع بعيد عن أفكار العرب ولا نظير له في أفعالهم .
-وأن من شأن العرب ذكر الوقائع المهمة ،والروايات لم تدل على هذا الأمر .
-بأنه لو كان الأمر كما قال الفراهي لكان الظاهر لا يختص الرمي بالسبعة ، فإن العدد لا أثر له في رمي الإنسان ، وإنما يظهر أثره في رجم الشيطان .
المهارات التي استخدمها المعلمي في نقد هذه المسألة :
مهارته بمعرفة العرب وأحوالهم وعاداتهم
مهارته بمعرفة التاريخ وعلم الرواية والأثر
مهارته الفقهية واللغوية .
من قراءتي لهذه الرسالة تبين لي مدى سعة علم الشيخ عبد الرحمن الفراهي وأدبه الجم وتواضعه وحرصه على بيان الحق دون الخوض في عرض منافسه وسوء الظن به ،فمع أن الشيخ الفراهي رحمه الله خالف الجمهور في هذه المسائل إلا أن المعلمي رحمه الله حاول إيجاد العذر له فيما قاله وأحسن الظن به ؛ نفعنا الله بعلمه وجعله حجة له لا عليه .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 4 جمادى الآخرة 1442هـ/17-01-2021م, 01:24 AM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
اللهم علمنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علما.

أولا: نقد مقدمة نظام القرآن للفراهي وبيان ما يمتاز به منهجه في التفسير وما يؤخذ عليه:
- يظهر من مقدمة نظام القرآن للفراهي علمه رحمه الله, وسعة اطلاعه, وطول باعه في العلوم, كما يظهر جليا عنايته الشديدة بالقرآن الكريم, وحرصه على تفسير كلام الله بكلام الله, وهذا من أعلى درجات التفسير, لكنه-رحمه الله-جعل تفسير القرآن بالسنة أمرا لا يلجأ إليه إلا عند الضرورة, وبما يؤيد ما ذهب إليه-مع وحدة المصدر- ومثل هذا الاعتقاد قد يحمل المفسر على التكلف والتعسف في إلحاق الآية بالآية هربا من تفسيرها بما جاءت به السنة, إذا خالف ما سار عليه من قواعد.
وقد قال:( خذ من الأحاديث ما يؤيد نظام القرآن لا ما يبدد نظامه) والسنة الصحيحة لا يمكن أن تعارض القرآن بحال لوحدة المصدر.
ولعل ظاهر كلامه يوحي بوضعه-أحيانا- مرتبة الأحاديث في نفس مرتبة التوراة والإنجيل, وهذا خطأ فادح, فليزم التفريق هنا بين ما صح من السنة وما لم يصح, بل حتى الضعيف له مراتب, فلا يجعل جميعه في نفس الدرجة, فالضعيف لا يستوي مع الضعيف جدا, وكذا ما كان موضوعا أو متروكا.
ولعل هذا قاده إلى تحكيم العقل فيما يقبل أو يرد من أحاديث.

- كذلك يظهر من كلامه الحث الشديد على النظر في كتب أهل الكتاب, وهذا ينافي ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لعمر رضي الله عنه لما أتاه بكتاب أصابه من بعض أهل الكتب، فقرأه على النبي ﷺ فغضب وقال : (أمُتهوِّكون فيها يا ابن الخطَّاب...). رواخ أحمد في منده.
وقد أجاز العلماء النظر فيها بضوابط ولحاجة, لا على إطلاقه.

- ومما يثنى عليه في تفسيره؛ عنايته بإظهار مقصد السورة العام, لتحصل للقارئ صورة ذهنية عامة عن السورة¸ كذلك حرصه على ربط آيات السورة بعضهما مع بعض ليظهر التناسب بينها, وليحصل التسلسل والتتابع للقارئ.
لكن نظرته-رحمه الله- في القرآن نظرة من قعّد قاعدة في ذهنه ثم نظر في الآيات ليثبتها ويسقطهها عليها, ومثل هذا الفعل لا يسلم صاحبه من الوقوع في الخطأ.
ومثاله ما ذكره من المناسبة بين الصلاة والنكاح, كذلك جعل حكم تعدد الأزواج خاص لحكم ذكرها: وهي القسط باليتامى والقسط بالزوج.
كذلك رده أن يكون نشر الدين سببا من أسباب الجهاد استدلالا بقوله تعالى:{لا إكراه في الدين}, مع كون الدافع الأول للجهاد هو نشر الدين, ولا تعارض بين نشره وبين نفي الإكراه عليه, فقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه: (أمرت أن أقاتل الناس ، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة),

- وقد أبدى اهتماما ببيان الأخطاء التي وقع فيها من سبقه من المفسرين, حتى يتفاداها من أراد تفسير كلام الله سبحانه.
لكن غلب على كلامه-رحمه الله- التعميم, فجعل الجميع سواء, وعاب على كل من أدخل الإسرائيليات في تفسيره دون تفصيل, حتى من أدخلها بغرض التصنيف وجمع الروايات: المقل منهم والمستكثر.
وبالغ-رحمه الله- في ذم اختلاف المفسرين مطلقا دون التنبيه على أن جُلّ ما وقع الاختلاف فيه هو من قبيل اختلاف التنوع لا التضاد, وما ورد في الغالب من الأقوال؛ يشكل في مجموعها تفسيرا جامعا للآية.

- ويظهر جليا في مقدمته إتقانه للعربية والاهتمام بها, وحفظه لشعر العرب, فيستعين بشعر العرب لتفسير مفردات القرآن, كيف لا وهو ديوانهم, ولا يستغني عنه مفسر.
لكنه رحمه الله بالغ في الحمية لهم, فصحيح أن الله قد بعث النبي صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق, لكن لا يعني هذا عدم انتكاس فطرة العرب عند مبعثه عليه الصلاة والسلام؛ ديانة وخلقا, فقد شاع فيهم تعبد لله بالعري, فكانت النساء يطفن بالبيت عراة, وكذا فعل الرجال.
وتعددت أنكحة الجاهلية الباطلة والتي هدمها الإسلام, وفشى فيهم ظلم الضعفاء من النساء واليتامى والفقراء وسلب حقوقهم, لذا كثر التنبيه على ذلك في السور المكية, وذم ما كانوا عليه من فساد حكمهم على الناس بحسب النسب والحسب والجاه والمال.
كذلك لا يسلم له قوله بأن المراد بالمعروف ما اعتبرته العرب معروفا, بل المعروف ما تعارف عليه الناس وتتابع-سواء كانوا عربا أو عجما- مما لا يخالف ما جاءت به الشريعة.

- ومما يؤخذ على كلامه ما قاله عندما ذكر بعض الصفات الذاتية والفعلية للرب سبحانه والمذكورة في القرآن, فقال بعدها: (والذي قرأ الزبور وكتب الأنبياء علم أن المجاز له مجال وسيع في الوحي):
ويظهر من كلامه هذا-رحمه الله-ميله إلى المجاز لنفي المعنى الظاهر من الآيات؛ والذي يفهمه القارئ والأمي, والأعرابي والحضري, ومن قواعد التفسير المهمة: حمل الآيات على ظاهرها المراد, ما لم ترد قرينة بإرادة معنى آخر, أما المجاز فهو طاغوت المعطلة الذي استخدموه لنفي معاني أسماء الله الحسنى, ومن ثم نفي الصفات عنه سبحانه.

- كذلك من المآخذ عليه عدّه وحدة الوجود من التوحيد, وهذا قول الصوفية الذين جعلوا التوحيد على ثلاث منازل:
توحيد العامة الذي يصح بالشواهد.
وتوحيد الخاصة والذي يثبت بالحقائق.
وتوحيد خاصة الخاصة وهو توحيد قائم بالقديم.
ولعله رحمه الله نقله متأثرا بكلام الصوفية دون اعتقاد لمعناه, كما فعل ذلك صاحب المنازل والله أعلم.
--------------------------------------------------------------------------------------------------------


ثانيا: كتابة تقرير عن الأثر العلمي لقراءة كتاب تعقيب المعلمي على تفسير الفراهي لسورة الفيل يتضمن بيان المهارات النقدية لدى العلامة المعلّمي.

بسم الله الرحمن الرحيم
تميزت رسالة المعلمي-رحمه الله تعالى وأجزل له المثوبة- مع قلة عدد صفحاتها, لاشتمالها على فوائد عديدة, فيتنقل فيها القارئ بين علوم متعددة:
فيقرأ الشعر وأخبار العرب والأحاديث والآثار والمعاجم والأخبار العلمية وغيرها, ومع تعددها؛ يرى القارئ إتقان الكاتب لجميعها.
لكن أهم ما يميزها ويبدو جليا في سطورها؛ قدرة المعلمي رحمه الله- الفائقة على المحاججة والرد, فتراه يأخذ الأقوال وينشرها, ثم يطرح عليها الإيرادات, ثم يقوم بالرد عليها واحدا تلو الآخر بمنهجية علمية دقيقة, مستخدما جميع أنواع المهارات المختلفة, وهو مع هذا يسند أقواله إلى أدلة صحيحة متنوعة واضحة, فلا يستطيع القارئ إلا التسليم لما قاله بالصحة.
ومع تمكنه-رحمه الله- وعمق علمه؛ إلا إنه يفعل هذا كله مراعيا آداب الحوار والجدال, لا يخرج عن ضوابطه البتة, محافظا على مكانة المعلم-رحمه الله- العلمية, مبررا لأقواله عاذرا إياه.
ومثل هذه الرسائل الغنية بالفوائد العلمية؛ لا يستغني طالب العلم عن النظر فيها, والتعلم منها, والسير على خطى صاحبها رحمه الله تعالى.
وقد ظهرت مهارات المعلمي النقدية جلية في جميع سطور الرسالة, وفيما يلي سردا لبعض ما أحصيناه منها:

بداية حرص المعلمي-رحمه الله تعالى- على بيان الدافع الذي حمله على تأليف هذا الكتاب, وبيان مقصده من التعقيب على تفسير الفراهي رحمه الله لسورة الفيل.
فليس الغرض من ذلك النقد المجرد والتأليف؛ بل الغرض بيان الحق وتصحيح ما وقع فيه الفراهي رحمه الله تعالى من أخطاء لا يشك من فهم ظاهر السورة في عدم صحتها.
وقد اثني المعلمي رحمه الله تعالى على علم الفراهي ودينه وعقيدته وحسن مقصده, ولم يجد في ذلك غضاضة, وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على تواضعه رحمه الله تعالى وحسن أدبه في تعامله مع الآخرين, وعدله في إنزال الناس منازلهم, والاعتراف بمكانتهم العلمية, وإعطائهم حقوقهم المعنوية.
ومما يلاحظ عليه-رحمه الله- حرصه على عدم الخروج عن قول الجمهور, خاصة مع عدم وجود دليل يستند إليه المجتهد, فلا يخالف قول الجمهور فيما لم يعرف لهم مخالف فيه لمجرد الرأي والنظر.
قال رحمه الله: (غير أن الخلاف هنا ليس لقولٍ مشهورٍ، ولا لقول الجمهور، ولكنه لقولٍ صرّح به الجماهير، ولم ينقل خلافه عن كبير ولا صغير.).

- كذلك حرصه على بيان فضل السلف وحفظ مكانتهم في التفسير, وتقرير حقيقة أن أقوالهم مقدمة على أقوال غيرهم, بل اطراح الأقوال الشاذة ممن جاء بعدهم بحجة أنها لم تخطر عليهم, فهم أعلم الناس بكتاب الله, ولا يتصور أن يخفي الله فهم المراد من قصة وردت في سورة من سور القرآن عن أفضل الأمة وسلفها, ويظهرعلمه للخلف.
فقال في موضع: ( ويكفي في رده أن أهل العلم من لدن الصحابة إلى الآن لم يذكروه), وقال في موضع آخر:( وحسبك أنها لم تخطر ببال أحد من الصحابة والتابعين وسائر أهل العلم من جميع الفرق حتى أثيرت أخيرًا، على ما يأتي).
وقال في موضع آخر:( أن أهل العلم من الصحابة والتابعين، وهلم جرًّا إلى عهد المعلِّم لم يفهموا من قول الله تعالى: {تَرْمِيهِمْ} إلا أن المعنى ترميهم الطير، فمخالفتهم كلهم في هذا الفهم إما أن لا تجوز ألبتة، وإما أن تجوز بشرط أن تقوم حجة قاهرة تلجئ إلى مخالفتهم. وليس للمعلم حجة إلا الشبهة التي سلف ذكرها).

- ومما يشاد به في طريقته رحمه الله تعالى تقسيمه الموضوع إلى أقسام, حتى يتابع القارئ الكلام بتسلسل, لذا قسم رسالته إلى قسمين كما أخبر هو فقال:(رأيت الأولى أن أسلك ترتيبًا آخر، فأبني رسالتي هذه على قسمين: الأول:فيما يتعلق بالقصة رواية ودراية. الثاني: في تفسير السورة).

- ابتدأ رحمه الله تعقيبه بذكر الروايات محل البحث(وهو القسم الأول), فأورد الرواية المتعلقة بذكر السبب الذي حمل أبرهة على التوجه لهدم الكعبة, ثم ذكر الأسباب التي حملت المعلم على ردها, وأوجزها في سببين:
الأول (من حيث الرواية): إن ابن إسحاق يأخذ عن اليهود وعمن لا يوثق به.
الثاني (اعتمد فيه على العقل والفكر) : قال بأن القصة من أكاذيب الأعداء، قصدوا بها عيب العرب، واختلاق عذر لأبرهة.
ورد المعلمي على إنكار المعلم بنفس طريقته:
فرد مقالته الأول بقوله :(قد جاء عن الواقدي وابن الكلبي ما يشهد لقضية تقذير الكنيسة).
ورد مقالته الثانية بقوله: (ليس في ذلك ما يعدّ عيبًا للعرب، ولا عذرًا لأبرهة؛ لأن فعل رجل واحد لعله لا يدري ما النصرانية، وإنما علم أن ذلك الحبشي بني بيتًا يضارّ به بيت الله عزَّ وجلَّ، لا يُعدّ ذنبًا لجميع العر).
وهذا من أحسن ما يكون من ترتيب الأقوال ثم الرد عليها بنفس طريقة قائلها.
ولإنصافه رحمه الله تعالى- قال: (ولكن القضية لم تثبت من جهة الرواية. فالله أعلم), وفيه هذا تلميح إلى جواز صواب ما ذهب إليه المعلم من رده قصة القعود من حيث السبب الأول لا الثاني.

- وقد فعل الأمر نفسه في تعقيبه ونقده لرد المعلم وإنكاره لما جاء في الروايات من ترك العرب قتال أبرهة وجيشه, فذكر الأوجه التي احتج بها المعلم لرده للرواية من جهة طعنه في ثبوتها, وزعمه مخالفتها لما هو أصح منها, ومن جهة نكارتها عقلا.
فتكلم بداية عما يشهد لهذه الرواية, ثم ثنى برد قول المعلم بوجود ما يخالفها, بل حكم على المخالف لها والموجود في السيرة الحلبية بقوله:(هو من وما أكثر ما في تلك السيرة من الأباطيل محكية ب "يقال"، و"قيل!), وفي هذا رد محكم, فكيف يستدل بروايات واهية لا تثبت وهو قد رد ما هو أصح منها!
فقال رحمه الله:( وأما ما روي أن القبائل قاتلت أبرهة في طريقه، فإنما جاء في تلك الروايات التي ينكرها المعلم),
فالناقل يطالب بإثبات صحة ما نقله, والمدعي يطالب بالدليل على دعواه.
وثلث بالتعقيب ونقد الأوجه العقلية بمثلها وأكثر؛
فاستعان بتفسير السلف وقدمه على غيره, واستعان بتفسير مفردات القرآن بالقرأن, كما فعل في تفسيره المراد بالكيد, ففسرها بما دلت عليه في سياق آيات أخرى, واستعان بالروايات, واستعان بالشعر, واستعان بالتاريخ, واستعان بالسير, فذكر وقائع العرب وأيامها, وذكر من أحوالهم ما يشير إلى سعة اطلاعه على ما كانوا عليه قبل البعثة وبعدها, بل وغيرهم من الأمم, فكان مما قال في ردوده: ( وقد كانت في الجاهلية والإِسلام وقائع عظيمة، هلك فيها ألوف من الناس), وقال:( واستعان بالمعاجم, واستعان بالاستنباط والعقل ليعضد كلامه, فكان مرتبا قويا مدعوما بأنواع شتى من الأدلة .
وهذا من أعظم ما يدل على سعة اطلاعه رحمه الله تعالى, وعلى امتلاكه للأودات العلمية التي جعلته مؤهلا للتكلم في القرآن, ونقد ما يقع فيه البعض من الخطا والوهم.

وهو على هذا لم يترك الأدب أو التواضع في طرحه ونقده, بل حتى مع تصويبه ما وقع فيه المعلم من الوهم, فبين سبب وقوع هذا الوهم له, وبين صوابه, وحفظ للمعلم مكانته, فكان مما قاله رحمه الله:( وأما ما ذكره من عيبهم ثقيفًا لفرارها عن حماية الكعبة، ورجمهم قبر رئيسها أبي رِغال، فلم يثبت عيب منهم لثقيف على ذلك. وإنما اغترّ المعلِّم ببيت ضِرار بن الخطّاب, وسبب اغتراره رحمه الله...).

- وسار على هذا المنوال في تعقيبه على ما ذهب إليه المعلم, ذكر رحمه الله رواية ذهاب عبد المطلب للمطالبة بإبله, ثم أعقبها برد المعلم لها لعدم قبول العقل له, "فكيف يترك عبد المطلب التكلم في أمر البيت بعد ما رأى وسمع من أبرهة ما يستيقن به أنه لو سأله الانصراف عن هدم البيت لفعل، ثم إنه لم يترفع عن المجيء إليه، والسؤال لإبله"!!؟

- وقد رد عليه المعلمي بنفس أسلوب المعلم العقلي, فأجابه بالمنع تارة, وبالتسليم تارة أخرى, فبدأ كلامه بقوله: (ليس في القصة ما يحصل به الاستيقان، بل ولا الظن...) ثم ساق رحمه الله ثلاثة احتمالات لعدم سؤال عبدالمطلب أبرهة ترك البيت وشانه وكل احتمال منها أقوى من الآخر, وهذا إن دل على شيء فيدل على سرعة بديهيته, وعمق فكره, وحسن تامله للمسائل, وحسن استنباطه لما فيها من فوائد, وحمله الكلام على الوجوه الصحيحة له.

- ولم يترك كلامه عاريا عن الاستدلال؛ فقد جاء بما يعضده من سياق القصة نفسها, بل جاء بما يدل على أن طلب عبد المطلب لإبله لم يكن بخلا منه, بل كانت غايته حماية بيت الله بما يقدر عليه, فقال المعلمي:( أما سؤال عبد المطلب ردَّ إبله، فلم يكن شحًّا بالمال، وإنما كان أراد أن يقلِّدها، ويجعلها هديًا), وحيث إن المقام مقام رد وبيان؛ أورد ما يثبت قوله من ألفاظ ذكرت في الروايات الأخرى, فقال:( ففي رواية الواقدي: "فلما قبضها قلَّدها النعال، وأشعرها، وجعلها هديًا، وبثّها في الحرم، لكي يصاب منها شيء، فيغضب ربّ الحرم").
ثم ساق رحمه الله الرويات ليعضد بها قوله, وجاء برواية ابن العباس-رضي الله عنهما-في المستدرك, وألحقها بحكم الحاكم على الرواية وموافقة الذهبي له فقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد"، وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": "صحيح".

- ومعرفة الروايات وطرقها وألفاظها من المهمات في التفسير, كذلك الحكم على أقوال المفسرين, حتى يتم له ذلك عن بينة لا عن هوى وتشهي.
وقد فعل هذا لما تحدث عن سبب سن سنة رمي الجمار, وساق من الروايات الصحيحة مايثبت عدم اطلاع المعلم-على ما يبدو- عليها, فقال رحمه الله:( وأما الروايات فإنه ذكر بعضها، وكأنه لم يقف على الروايات الجيدة. فمنها: ما أخرجه سعيد بن منصور في سننه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن رمي الجمار فقال: "الله ربكم تكبرون، وملة أبيكم إبراهيم تتبعون، ووجه الشيطان ترمون").
ثم ساق باقي الروايات التي تقوي ما ذكره.
واستخدم الروايات لبيان ترتيب الأحداث التاريخي لبيان قدم سنة رمي الجمرات.
وحكم على الروايات التي استشهد بها, وبين ما في بعضها من خلل, كقوله في الرواية التي رواها أحمد من طريق حماد عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال "إن جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة، فعرض له الشيطان، فرماه بسبع حصيات...) فقال فيها:(عطاء بن السائب اختلط بأخرة، وهذا من ذاك. فإنه جعل في الرواية الأولى الواقعة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، والمعروف أنها لإبراهيم عليه السلام. وذكر في الثانية أن الذبيح إسحاق، والصحيح أنه إسماعيل. وعكس فيهما ترتيب الجمرات، فبدأ بالقصوى، وبقية الروايات تعبداً بجمرة العقبة. فإنما يحتج من روايته بما يوافق بقية الروايات. والله أعلم).

وهنا أيضا ترك مجالا لما قد يحتمل الصواب في كلام المعلم, فقال:(ولا يبعد أنه وقع في حكاية القصة مبالغة في تصوير احترام أبرهة لعبد المطلب), وهذا من إنصاف الناقد وحرصه على بيان الحق وعدم رده الحق ولو كان جزء يسيرا, وكذلك فعل في قوله عما استشهد به المعلم من استحالة ترك العرب قتال أبرهة بشدة حميتهم ونجدتهم وشجاعتهم, فقال:( وأما نجدة العرب وحميتهم فحق، ولكن لكل شيء حد).
كذلك كان يبين -رحمه الله- ما في كلام المعلم من حق, فقال:( وأما النتيجة الثانية فحقٌّ، وهي ثابتة عن هؤلاء الثلاثة الذين جعلهم فريقًا أول...).

- وقد تكرر هذا في رسالته, وظهر جليا أدبه في الحوار والمناظرة, وإنصافه للمعلم وإعذاره له, وفي هذا دلالة على إخلاص قام في قلبه-نحسبه كذلك والله حسيبه- وعلى صدق إرادته الحق وظهوره, لذلك برر كلام المعلم في إصراره على أن العرب قاتلت أبرهة؛ بما حصل من البعض في نسبة الجبن إلى العرب في عدم قتالهم إياه, ومقصوده إثبات أنّ الإِسلام هو الذي أكسبهم الشجاعة. وهذا قد يؤدي في النهاية إلى عيب كل فرد في الأمة، فيجرُّ ذلك إلى عيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويتخذه الكفار والملحدون ذريعة إلى ذلك.
فقال رحمه الله:(فكأن المعلِّم رحمه الله حاول اقتلاع هذا الأمر من أصله).
وقال في موضع آخر:( لست أقول: إن المعلِّم رحمه الله تعالى ممن يمكن أن يختار تأويلاً يعلم ضعفه، ولكن قد لا يبعد أن تكون شدة غيرته على القرآن، وحرصه على دفع الطعن عنه، ممّا قرّب ذاك التأويل إلى فهمه).

ظهرت معرفته للغة العربية وعلومها جلية في رسالته, وهذا مما لا يشك فيه عاقل, في مثل قوله: (قلت: لا أعرف لهذا وجهًا، والشيء إذا كثر بالمكان إنما يشتق له اسم على وزن مَفْعَلَة، كما قالوا: مأسدة، ومسبعة، ومبطخة. بل وقالوا: أرض محصبة، أي كثيرة الحصباء. فأما أن يشتق له منه اسم بوزن مُفعَّل، فلا أعرفه
إلى أن قال:( فإن أبيت إلا اتباع من قال: إن الأبطح سمي محصبًا لكثرة الحصى فيه، فأنت وذلك، لكنه اشتقاق على خلاف القياس، فلا يجوز أن يحمل عليه تسمية موضع حصب الجمار، بل يتعين حمله على اسم المكان من التحصيب؛ لأن ذلك على وفق القياس).
عدا عما ذكره من من اشعار العرب, واستدلاله بعلماء اللغة.

- وقد ظهرت جليا معرفته بالشعر والشعراء والرجال والأسانيد؛ لما ردّ قول المعلم في زعمه قتال العرب لأبرهة بل وقتلهم إياه, فذكر الوجوه التي استدل بها المعلم على قوله, ثم ردها كالسابق, وأطال في رده لاستدلال المعلم بأبيات ذي الرمة؛
فذكر ما جاء من تفسير البيتين من بعض القدماء والملحق به ترجمة لأبرهة المذكور في البيتين ورد فيها: "أبرهة بن الصباح ملك من ملوك حمير"..
ثم ساق سند القصيدة وفيه ما يثبت أن هناك من تلقى القصيدة مع تفسيرها, فهو معتمد لديهم, وهذا فيه دليل على صحته, كما قال هو رحمه الله:(وذلك يدل أن التفسير متناقل، وفي أثناء التفسير ما يدل على ذلك), وقال:( والمذكورون في السند كلهم من أئمة اللغة والأدب، توجد تراجمهم في "بغية الوعاة"، وغيره).
هذا، وقصة الفيل مشهورة، وديوان ذي الرمة مشهور، وعامة علماء الأخبار علماء بالشعر، فلولا أنهم علموا أن أبرهة ذي الرمة غير صاحب الفيل، لما سكتوا عن بيانه.).
وكلامه يخاطب العقل يقينا, فعرض الدليل ثم حث العقل على التأمل فيه.

- وظهرت معرفته بأخبار التاريخ بعدها لما بين من أخبار أبرهة وأخبار من تسموا بهذا الاسم من ملوك حمير وغيرهم, وذكر من أخبار العرب وحروبها وأطال الكلام ليبين عناية العرب بحفظ أخبارها شعرا, فقال:( ومنها: أن كل من له إلمام بأخبار العرب يعرف شدة حرصهم على رواية أخبار أيامهم، وحفظها، وتردادها في الأسمار، وتقييدها بالأشعار...) إلى أن قال:( فكيف يعقل مع هذا أن يكونوا قاتلوا أبرهة، وقتلوه في المعركة، ثم لا يوجد لذلك في أخبارهم وأشعارهم أثرٌ؟...), ومثل هذا المقام يحتاج إلى مثل هذا التفصيل لبيان تغاير أبرهة الأشرم عن أبرهة المذكور في البيتين, وبيان استحالة قتل العرب لأبرهة دون حفظهم للواقعة شعرا, والشعر ديوانهم!

- وقد استخدم مع المعلم طريقة التسليم لما نقله ليبين ما فيه من خطأ, فقال ردا على ما ذكره المعلم من قتل العرب لأبرهة: ( فهب أن العرب تركوا عادتهم في نقل الأخبار، وتقييدها بالأشعار، وكثرة الافتخار؛ أفلم يكن لهم من غيرتهم وحميتهم، والحرص على ردِّ الباطل عنهم، ما يحملهم على أن يصرخوا في وجوه الحاكين لما تقدم عندهم، قائلين: كذبتم، بل قاتل العرب أبرهة, وقتلوه في المعركة، وجرى كيت وكيت),
وهذا من أحكم ما يكون, فالمعلم رحمه الله استند في دعواه قتال العرب لأبرهة على حميتهم وغيرتهم وشجاعتهم, فاستخدم المعلمي رحمه الله الحجة نفسها ليبين خطأ ما ذهب إليه.

- أما ما نقله المعلم وذكره من أقوال ينسبها للمفسرين من الصحابة وغيرهم: فكان لا يسلم بصحتخا ابتداء, بل يتأكد أولا من صحة النقولات, على قاعدة: (إن كنت ناقلا فالصحة), فيرجع إلى المصادر الأصلية ويقارن بينها وبين ما ذكره المعلم, ويبين الحكم على الروايات, ومعاني مفراداتها والمراد منها, وهذا من دقته وعدله رحمه الله, حتى يخرج كلامه على بصيرة, مستندا فيه إلى براهين وأدلة قواطع, لذا نجده قد قال :( تدبرت تلك الروايات والأشعار، وقابلتها بما ذكر المعلِّم أنه لخصه منها، فرأيت فرقًا كبيرًا. ولإيضاح ذلك أسوق الأمور التي ذكر المعلم، وأذكر مع كل أمر ما يوافقه من الروايات التي في "تفسير ابن جرير"، فإن ذكرتُ غيرها نبّهتُ عليه).
وقال أيضا:( والمعلِّم - عفا الله عنَّا وعنه - حكى رواية عكرمة، وحذف منها قوله: "كانت ترميهم ... ").

وقدتكرر رده بالمنع كقوله: ( أما الأمارة الأولى: فهي أمارة ضعيفة، لا تصلح لبناء هذا الأمر العظيم المخالف للحجج الواضحة).

- وظهرت مهارته رحمه الله ومعرفته بأصول الترجيح والجمع بين الروايات إن أمكن الجمع, وهذا لا يتقنه إلا من ألقى الله في قلبه فهما لآياته والله أعلم, لذا نجده يقول في الروايات التي جاءت عن السلف في وصف الطير الأبابيل (فعن ابن مسعود قال: "فِرَق"، وعن أبي سلمة: "الزُّمَر"، وعن إسحاق بن عبد الله: "الأقاطيع"، وعن مجاهد: "شتّى متتابعة مجتمعة"، وعن ابن زيد: "المختلفة تأتي من ها هنا، وتأتي من ها هنا، أتتهم من كل مكان" . فأخبر كلُّ واحد بما بلغه من صفاتها". فوصف كلُّ رجل الفرقة التي جاءت من ناحيته، وحكى كلُّ من الرواة ما سمعه ومع إمكان الجمع لا محلّ للترجيح),
وقال في موضع آخر:( رواية التجدير وما في معناه من الحصبة والحكّة والنفط أرجح. والجمع بينها وبين الهشم ممكن بأن يقال إنها كانت لشدّة وقعها تجرح الموضع الذي تقع فيه، فإن وقعت على الرأس هشمت، ثم يتقرّح ذلك الموضع، ويكون الجدري ونحوه، وهذا موافق للعادة في تلقيح الجدري ونحوه. فيقرب في النظر أن تكون تلك الحجارة ملطخة بمادة مَرَضيّة قوية، فكانت الحجارة تجرح، فتتصل المادة بالدم، فينشأ المرض. والله أعلم).

استخدامه لطريقة السبر والتقسيم, وإلزام القائل بلازم قوله, فيضع الاحتمالات ثم يردها واحدا تلو الآخر بشكل بارع متقن, كما فعل في تعقيبه على ما ذهب إليه المعلم من إن الطير أكلت الجثث ولم ترم بالحجاة, فقال:(وعلى هذا، فلا بد للمعلم من أحد أمرين: إمّا أن يقول: إن ابن عباس وعكرمة لم يفهما مما ذكروه من وصف الطير ما يقتضي أكلها للجثث.
وإمّا أن يقول: إنهما فهما ذلك، ولكن لم يريا فيه مخالفة لكون الطير رمت بالحجارة.
فإن اختار الأول، قيل له: كفى بذلك ردًّا لما زعمتَه من أن تلك الصفة تُشعر بالأكل. وإن اختار الثاني، بقي عليه أن يثبت الأكل بحجة واضحة، وأنى ذلك!).
وقال في موضع آخر:( وقد يلزم المعلِّم أن يقول: إن نفيلاً ممن اشتبه عليه الأمر، وإن لم يكن بعيدًا، بل كان مع أصحاب الفيل، ولهذا خاف أن يقع عليه بعض الحجارة).
وأحيانا يتراجع القائل عن مقالته إذا ظهر له فساد ما يلزم منها.

- وكان رحمه الله يكرر بعض النقاط بشكل مجمل بعد التفصيل فيها, فبعد أن يذكر أقوال المعلم ويرد عليها بالتفصيل ؛ يجمل الأسباب التي دعت المعلم إلى ما ذهب إليه, مثل قوله:( الباعث للمعلم - رحمه الله - على دعوى أن أهل مكة قاتلوا أهل الفيل أمران:).
وقوله:( والباعث له - فيما يظهر - على إنكار رمي الطير أمور:).
تأكيدا لما فيها من خطأ.

- واعتمد مذهب أهل السنة في نقده لكلام المعلم من عدة وجوه:
فقد سار على خطى السلف, وتمسكه بمذهب أهل السنة والجماعة في عدم محاربة البدعة بمثلها, لذا صرح في المقام بأهمية رد البدع والأقوال المحدثة بالحق المحض لا بالابتداع والاختلاق, فقال:( وأنا أقول: إن الحق أعز وأظهر من أن يضطرّ المنتصر له إلى الخروج عنه من جهة أخرى. وقد قدمت في فصل (ج) ما فيه أوضح العذر لأهل مكة في كفّهم عن قتال أبرهة. فمن تعامى عن ذلك وأبى إلا أن ينسبهم إلى الجبن، فهو وما اختار لنفسه!).
وهذا من أحكم ما يكون, فما انتشرت البدع وتفرعت وتعددت إلا بمحاربة الإحداث في الدين بمثله, ومن نظر في حال الفرق علم صدق هذا الكلام: فقد ظهرت المرجئة ردا على الخوارج, وظهرت القدرية المثبتة ردا على القدرية النفاة, لذا كان الإمام مالك رحمه الله تعالى يقول: بين السنة واسكت.

وظهر ذلك أيضا في اعتماده الكتاب والسنة كمصادر التلقي الوحيدة فيما يتعلق بالغيبيات ومنها باب القدر, أو ما لا تدركه العقول استقلالا, مثل الحكمة من الخلق, فقال:( تحقيق هذا البحث يستدعي النظر في حكمة الخلق، وقد أشار إليها الكتاب والسنة، وتكلم فيها أهل العلم..).
واعتمادا عليها كمصدر للتلفي الثابت الذي يجب أن ترد جميع الأمور إليه, وتقريره بأن الأنبياء هم الطريق الوحيدة التي تعرف بالله, وتبين الطريق الموصلة إليه, لذا قال في معرض كلامه عمن ترك اتباع الحق معرضا عما جاءت به الرسل:( وأين هو؟ فيتخبط في هذا العماء بدون اهتداء بالأدلاّء - وهم الأنبياء - لسابق سوء ظنه بهم، فلا يحصل إلا على الحيرة.).

وقرر بأن اتباع الآثار الثابتة أولى من اتباع أقوال الرجال التي قالوها عن محض استنباط ورأي, فقال عندم رد على المعلم في زعمه عدم ورود ما يثبت سبب سن سنة رمي الجمرات, فبعد أن ساق حديث ابن عباس عن تعليم جبريل عليه السلام لإبراهيم المناسك, ورمي إبراهيم عليه السلام إبليس بالجمرات بعد أن عرض عليه ليحول بينه وبين تعلمها, قال رحمه الله:(الحديث مصحح كما ترى، وله طرق وشواهد، وهو المشهور بين أهل العلم والعامة إلى زماننا هذا، والنظر لا يأباه على ما يأتي، فلا ينبغي الإعراض عن هذا كله إلى استنباط مدخول. والله أعلم).

عمله بقواعد التفسير كما جاءت عن السلف, مثل قاعدة حمل النص على ظاهره ما لم تأت قرينة يلزم منها صرفه عن الظاهر وتأويله, وقد رد الكثير من كلام المعلم بهذه القاعدة, فالقرآن نزل عربيا مبينا, وقد خاطب الله الناس بما يعقلونه من الخطاب, ومن زعم غير ذلك فقد زعم أن الله تعالى لم يبين مراده من كلامه, ولم يتم النصح المبين للخلق بنزول هذا القرآن.
فقال:(أن أهل العلم من الصحابة والتابعين، وهلم جرًّا إلى عهد المعلِّم لم يفهموا من قول الله تعالى: {تَرْمِيهِمْ} إلا أن المعنى ترميهم الطير),
وبين خطأ ما ذهب إليه بعض علماء المسلمين من تأويل النصوص التي تتضمن ذكر الخوارق غيرة على الإسلام والقرآن, لأن بعض الفلاسفة والملاحدة سخروا من آيات القرآن وعدواّ ذكرها فيه برهانًا على اشتماله على الكذب, فقال رحمه الله:( ...إلا أن الحقَّ أحقُّ أن يتبع، وأعزُّ من أن يُضطرَّ المنتصر له إلى ترك بعضه. فالواجب على أهل العلم أن يبحثوا عن مستند القوم في إنكار الخوارق، فيهدموه بالحجة والبرهان, فأما ترضّيهم بتأويل بعض النصوص، فخطلٌ من الرأي).

- وطهرت براعته في علوم المنطق واستغلاله في صياغة الردود والحجج العقلية فيما لا يتعارض مع نصوص الكتاب والسنة, في مثل كلامه عن الاستدلال بالأثر على المؤثر, وكلامه عن الأسباب, فقال في كلامه عن تسلسل الأسباب:( ومنها: ما يتسلسل، فإذا مشينا مع سلسلته انتهينا إلى حلقة لا نجد بعده حلقة، إلا أن نربطها بإرادة الرب وقدرته، وهذه حجة. ), وقد قال تعالى:{ وأن إلى ريك المنتهى}).

- كذلك براعته في طرح الاستفاهم الاستنكاري لبيان مقصده وما ذهب إليه, وقد ظهر هذا جليا في عدة مناسبات في الرسالة, مثل قوله:( فكيف يعقل مع هذا أن يكون أهل مكة رموا الحبشة، فأمدّهم الله تعالى برمي من عنده، ثم يذكرهم بذلك بعد تكذيبهم لرسوله وكتابه، وفعلهم العظائم؛ فيذكر رميهم مثبتًا غير منفي، ويطوي ذكر رميه، فلا يصرح به؟ وهل هذا إلا عكس الحكمة؟),
وقوله: (فإن الفيل لم يدخل الحرم، وقد بركت ناقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الحديبية دون الحرم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "حبسها حابس الفيل". فمن الممتنع أن تحبس ناقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم دون الحرم، ويمكّن الفيل من دخول الحرم).

- استخدام الأقيسة وضرب الأمثلة, ومنها قياس الأولى, فقال:(ومنها: أن في ذلك ضرب مثل للعباد. يقال لهم: إذا كان ربكم أجرى العادة على أنه لا تُنال المنافع الدنيوية إلا بالسعي لها، هذا مع هوان الدنيا عليه، فمن باب أولى أن تكون المنافع الأخروية لا تُنال إلا بالسعي لها، فاجتهدوا في العمل، ولا تغرنّكم الأماني),

وأخيرا: مما يلفت النظر في رسالته؛ حرصه على أن يذبّ الغيبة عن نفسه, ويبعد سهام التهمة عنه, فبين حقيقة قصده مما ذكر, فلما تكلم عن مسألة صرف ألفاظ القرآن عن ظواهرها؛ نفى نيته في اتهام المعلم بتقصد صرف القرآن عن ظواهره المجمع عليها وتأويلها بالأبعد المرجوح, فقال:( فإن قلت: أما المعلِّم رحمه الله تعالى ففي كلامه ما يرد هذه التهمة، فإنه وإن أنكر رمي الطير، فقد أثبت ما هو أعظم، وهو الرمي من السماء. قلت: أنا لم أجزم باتهامه رحمه الله، وإنما مقصودي تحذير أهل العلم من التساهل في هذا المعنى).
وقوله هذا يقطع المجال أمام القارئ في اتخاذ كلامه للطعن في المعلم رحمه الله, أو في الطعن في المعلمي رحمه الله واتهامه برمي علماء المسلمين بالتهم جزافا.

فرحمه الله رحمة واسعة, ونفعنا بعلمه وأدبه.
هذا والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 4 جمادى الآخرة 1442هـ/17-01-2021م, 02:27 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

واجب مجلس مذاكرة رسالة في التعقيب على تفسير الفراهي لسورة الفيل للمعلمي- رحمهما الله-
بسم الله الرحمن الرحيم



1. نقد مقدمة نظام القرآن للفراهي وبيان ما يمتاز به منهجه في التفسير وما يؤخذ عليه.


■ ما يميز الفراهي -رحمه الله- وأسلوبه:
أ. ظهر لي من خلال قراءتي لمقدمة نظام القرآن، وتفسير سورة الفيل للفراهي حب الفراهي الشديد لدينه، وللقرآن، ورغبته في نصرة الدين والذب عنه، ودعوة غير المسلمين إليه، والرد على ما يُثار حوله من شبهات ويظهر ذلك من خلال:
1. تردده في نشر كتابه خشية تحمل الأمانة ثم عزم على نشر كتابه، ليكون حسمًا لمادة الخلاف بين من يدعون ترابط الآيات والسور وبين من ينفونه، وليكون ردًا على الملحدين الذين طعنوا في القرآن من جهة عدم نظمه
وأن إظهار نظم الكلام يبين تمام المعنى، وخشية أن يكون إغفال إظهاره داخل في معنى قوله تعالى: {فنسوا حظًا مما ذُكروا به فأغرينا بينهم العداوة} ، وخشية ان تكون العداوة المتحققة بين المسلمين سببها من هذا النسيان،وفي هذا يظهر حسن نيته رحمه الله في خدمة الدين.
2. انتقد تأثر المسلمين بكلام بني إسرائيل في كتبهم، وبكلام الفلاسفة، وبين أثر ذلك في ثقافة المسلمين في زمانه وأمله أن يرد عليهم بكتابه ويبين لهم ما في القرآن من حق يدحض باطلهم.
3. أراد بتفسيره أن يبين تناسب الآيات والسور، وذكر أن هذا كان من منهج الصحابة والتابعين، وانتقد أن المفسرين من بعدهم لم يأخذوا من تفسير الصحابة والتابعين سوى بيان معاني بعض الكلمات المتفرقة دون بيان التناسب بين الآيات والسور.
4. تميز بذكاء شديد في استنباط المعاني والمناسبة بين الآيات والسور.
ب. وظهر لي أيضًا حبه الشديد للعرب حتى حمله ذلك على الدفاع عنهم، وهذا معلوم عن مسلمي شرق آسيا خصوصا، ربما لأن العرب كانت الرسالة فيهم بداية، والرسول صلى الله عليه وسلم عربي، وربما لأن العرب هم من حملوا الإسلام إليهم بواسطة الصحابة رضوان الله عليهم أو تجار المسلمين
وأرى هذا حجة كبيرة علينا، وأمانة عظيمة لما نتحملها بحق، والله المستعان.

■ الانتقادات:

1. منهج التأليف: ذكر أنه يعتمد على تفسير القرآن بالقرآن ثم ما يظهر له من أحاديث وما ينقله من كتب أهل الكتاب.
ولعل نقله من كتب أهل الكتاب مما يؤخذ عليه مع علمنا أنها محرفة فهو مع اشتراطه ألا يأخذ إلا ما وافق شرعنا، وأن النقل منها ليكون حجة على أهل الكتاب، لكنه لم يلتزم هذا الشرط وتوسع في نقله والله أعلم.
ومن ذلك في بيان فضل المسجد الحرام على المسجد الأقصى:
- أن المسجد الأقصى كان أول بنائه في عهد سليمان عليه السلام وبطلب منه، أما المسجد الحرام فجاء بناؤه بأمر من الله
والحديث الوارد في صحيح البخاري
عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله، أي مسجد وضع أول؟ قال: «المسجد الحرام». قلت: ثم أي؟، قال: «ثم المسجد الأقصى» قلت: كم كان بينهما؟ قال: " أربعون، ثم قال: حيثما أدركتك الصلاة فصل، والأرض لك مسجد "
وبين سليمان عليه السلام وإبراهيم عليه السلام سنوات طويلة
داوود والد سليمان عليهما السلام كان من الأنبياء الذين بُعثوا في بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام، كما يدل عليه قصة طالوت في سورة البقرة
وبين موسى عليه السلام وإبراهيم عليه السلام سنوات طويلة.
2. ترجيح ما يرجحه العقل على النقل، ومثال ذلك في المقدمة السابعة عشرة.
حديث صحيح البخاري والذي فيه عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لأبي ذر حين غربت الشمس: «أتدري أين تذهب؟»، قلت: الله ورسوله أعلم، قال: " فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد، فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها، فذلك قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم} [يس: 38] "
وقال المعلم الفراهي: (إن الله تعالى شنع اتخاذ العلماء أربابا، فلا نؤمن بما فهموا من غير النظر والفكر)
[وفي العلم الحديث أن في كل وقت شروق للشمس وغروب من ناحية في العالم (في نفس الوقت)، فلا أدري هل لهذا اعترض على تفسير الآية بهذا الحديث أو هناك سبب آخر)]
وتصديق الحديث ليس لأنه عند البخاري وحسب، ولكن لأنه ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى فلا يحكم على كلامه بالعلوم.

3. قال - رحمه الله -: " إني قد تصفحت كتب التفسير وسبرتها سبرًا فما وجدتها إلا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء فلم تبرد غلتي بل زادت قلبي حرًا وملأت كبدي جمرًا"
وهذا فيه تقليل من شأن كثير من كتب التفسير على ما فيها من خير كبير، بل وبيان للمناسبة بين بعض الآيات والسور بحسب ما يظهر للمفسر.
ولعله رحمه الله يقصد بعض ما وقف عليه، فقد ذكر سليمان الندوي في تقديمه للكتاب تأثر المصنف ببعض التفاسير ومنها تفسير الطبري رحمه الله، مما يدل على أنه لم يعمم بعبارته هذه جميع التفاسير، أو أنه أراد أنه لم يجد مقصده فيها، والله أعلم.

4. انتقد قول الملحدين بعدم وجود نظام للقرآن، وأنه ألف الكتاب ردًا عليهم، وظهر لي - والله أعلم - أنه التزم حجة المخالف بأن عدم وجود نظام يربط بين سور القرآن وآياته قادحًا فيه
والاجتهاد في معرفة التناسب بين الآيات والسور علم عزيز لكن شأنه شأن كل اجتهاد، قد يصيب المجتهد وقد يخطئ، ومع الإيمان بأن لله حكمة في ترتيب الآيات واجب، فلا يلزم أن تتبين هذه الحكمة لكل أحد، ففرق بين تلمس معرفة المناسبة وبين تكلف إيجاد المناسبة
هذا بالنسبة لترتيب الآيات، والخلاف في ترتيب السور هل هو اجتهادي أو توقيفي أو بعضه اجتهادي وبعضه توقيفي خلاف مشهور، فتعذر معرفة المناسبة وارد أكثر، والله أعلم.
6. اختياره لمذهب الرازي في نظام القرآن ورده لقول ابن عبد السلام لمجرد موافقة الرازي لرأيه دون بيان لحجة القول الأول أو علة القول الثاني
7. في المقدمة الثالثة:
عند الحديث عن علم البيان وخصوصًا المجاز، لم يتضح لي هل يقول بنفي ما أورده من صفات، عملا بالمجاز أو لا؟
8. في المقدمة الخامسة أن القرآن قطعي الدلالة، ورده بذلك احتمال الآيات المعاني الكثيرة، وأنه يقتصر على ذكر الراجح منها
ومعلوم أن الخلاف منه ما هو خلاف تنوع ومنه ما هو خلاف تضاد
وجواز احتمال الآية لأكثر من معنى، مثلا: التفسير بالمثال:
مثاله: تفسير المراد بالكوثر، بين تفسير النبي صلى الله عليه وسلم وقول ابن عباس رحمهما الله (الخير الكثير الذي أعطاه الله)
9. في نفس المقدمة:
ذكر اعتماده في الترجيح بين الأقوال على تفسير الرزاي وتفسير ابن جرير
وتفسير الرازي عليه مآخذ كثيرة، لم يبين احترازه منها.

10. في المقدمة العاشرة: في عيون تعليم القرآن، ما يتعلق بالتوحيد
ذكر بحث الجبر والقدر وبحث وحدة الوجود ولم يظهرلي هل قصد بذلك اعتقاده بوحدة الوجود أو أن في القرآن ردًا على القائلين به
لأن المحقق ذكر أن الفراهي كان سلفي العقيدة !
11. في المقدمة الخامسة عشر، في تعيين الخطاب المحتمل وجوها
قال: ((قد أجمع المسلمون على أن القرآن كله كلام الله بمعنى أن الله تعالى نزله على محمد صلى الله عليه وسلم لا بمعنى أن كله خطاب من الله تعالى))
ظهر في هذا الفصل قوله باحتمال أن يكون مصدر الكلام الله أو جبريل عليه السلام أو النبي صلى الله عليه وسلم أو الناس !
ومنه قول الله تعالى: (اقرأ) كلام بلسان جبريل !!
فلم يتبين لي معنى تفريقه بين اعتقاده أنه منزل من الله عز وجل وأن كله خطاب من الله تعالى
وقد استدل بقوله تعالى{ إياك نعبد وإياك نستعين}.
وفي عقيدتنا أنه لا إشكال أن يكون الله عز وجل تكلم بها حقيقة، ليكون بيانًا للناس، وبين أن معنى الخطاب فيها من المؤمنين لله عز وجل.
**. إشكال للبحث:
قوله أن الإعجاز ليس من أغراض القرآن.

ختامًا:
مجمل ما استفدته من قراءتي لهذه المقدمة وتفسير سورة الفيل:
1. وحدة الأمة وانتشار علمائها في الآفاق.
2.أن صدق النية وحب الدين غير كافيان للوصول للمنهج الصحيح، بل لابد من حسن الاتباع وألا يقدم عقل على نقل، وهكذا ينبغي لكل من أعطاه الله ذكاء وحسن فهم واستنباط لمعاني كلام الله عز وجل أن يعرض فهمه على نصوص الكتاب والسنة فيقر ما وافقهما ويرد ما خالفهما
3. الحذر مما حذر منه شيخ الإسلام ابن تيمية في مقدمة التفسير
تحت عنوان (الاختلاف في التفسير باختلاف طرق الاستدلال) والنوع الأول منه:
(إحداهما: قوم اعتقدوا معاني، ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها)
4. دوام سؤال الله عز وجل التوفيق والسداد.

والله أعلم



2. كتابة تقرير عن الأثر العلمي لقراءة كتاب تعقيب المعلمي على تفسير الفراهي لسورة الفيل يتضمن بيان المهارات النقدية لدى العلامة المعلّمي.

■ آداب النقد:

· تقديمه لرسالته بذكر محاسن الفراهي، والدعاء له، وبيان ما انتفع به من مؤلفاته.
· بيان ما يميزه في تفسيره لسورة الفيل من الإقدام على الخلاف إذا لاح له الدليل، ثم انتقاده أنه خالف الجمهور، وأن ما أتى به من أدلة لا ينصر قوله إلا في بعض الفروع
· أدبه الجم في تعبيره عن مخالفه بأحب الألقاب إليه (المعلّم) والدعاء له، مع كل قول ينتقده بـ (رحمه الله)، (غفر الله له)
· توجيه التعقيب على القول دون الانتقاص من الشخص، وبيان مواضع الموافقة كما يبين مواضع النقد.
· اعتذاره للفراهي رحمه الله:
- في اختياره أن الرمي كان من العرب، ثم زاد تأثيره رياحٌ أارسلها الله من السماء
بأأن من الملحدين من ينكرون القرآن إنكارًا للخوارق والمعجزات، فربما حمله غيرته على القرآن أن قرب هذا التأويل من فهمه
قال المعلمي: (لست أقول : إن المعلم رحمه الله تعالى ممن يمكن أن يختار تأويلا يعلم ضعفه ، ولكن قد لا يبعد أن تكون شدة غيرته على القرآن ، وحرصه على دفع الطعن عنه ، مما قرب ذاك التأويل إ لى فهمه.)
واعتذاره له أيضًا في نهاية القسم الأول بقوله
- قوله -أي الفراهي- : "سواء كان الرمي من الطير أو من العرب "
(يسفر لك عما في نفسه من عدم الوثوق بان الطير لم ترم، مع أنه في آخر فصل من رسالته . وهذا هو الظن به رحمه الله تعالى، فإن دلائل رمي الطير بغاية الوضوح ، وما عورضت به كسراب بقيعة).
· عدم التعصب في الرد:
مثال: ما ظهر في نقده لحجج الفراهي على إثبات أن الطير لم ترم الحجارة وإنما جاءت لأكل الجثث
فتناول حجج الفراهي على رأيه، وحججه على مخالفيه
مناقشًا كل حجة بالحق، فما ظهر صحته بينه ولو كان لصالح الفراهي، وما ظهر بطلانه بينه ولو كان لصالح مخالفيه.
ثم استخلص من مجموع دراسته الصواب الذي يطمئن إليه القارئ بعد قراءة بحثه وهو أن الطير جاءت لرمي الحجارة.

■ الأثر العلمي مع بيان أدوات النقد:


1. التأصيل العلمي قبل رد الشبهة، مثاله: فصل (ز) في القسم الأول.، ومقدمة القسم الثاني، وتقديمه لبحث معنى (ترميهم) مليء بالفوائد.
2. عدم الجزم بما لم يرد فيه دليل ثابت، مثل روايات السير التي تحتمل الصدق والكذب، فلا يجزم بردها كما فعل الفراهي - لإثبات رأيه - بل كثيرًا ما يقول بعد إيراد تعقيبه (الله أعلم)
مثال: قضية تقذير الكنيسة من أحد رجال العرب.
- بين ما جاء في نص الرواية.
- بين أن حجة الفراهي في رد الرواية أن فيها انتقاصًا من العرب ليست صحيحة، وذلك ببيان الباعث للعربي على فعل ذلك وهو الحمية لبيت الله، وأن فعل الفرد ليس حكمًا على الأمة.
- ختم بأن القضية لم تثبت من جهة الرواية، وما سبق في حال ثبوتها.
3. تنويع الأدلة:
مثال: الرد على القول بأن العرب قاتلوا أبرهة.
أ. النقل:
- مع ذكر حكم الرواية، مثل: الأخبار الواردة عن ابن عباس وصححها الحاكم، ورواية ابن مردويه عنه وحسنها ابن حجر والعقل
- أشعار العرب المنقولة في رواية القصة ليس فيها قتال أبرهة.
ب. العقل:
- إعمال المفهوم مثل العلم بأحوال العرب وتقييدهم لأخبارهم في الشعر، فلو كانوا قاتلوا أبرهة لاشتهر في شعرهم
وأن التجارة لليمن ما زالت مستمرة بعد عام الفيل ولو قاتلوهم لما استمرت.

4. سعة الاطلاع وتنوع المصادر:
مثال:
ظهر هذا في رده على الفراهي في ادعاء التلازم بين حمية العرب وبين دفاعهم عن البيت ضد أبرهة، فاستخدم أدلة من السير مع تنوع مصادره، ونسبة القول لقائله، كما نقل من أشعار العرب واستعمل أدلة عقلية.

5. تمكنه من علوم المقاصد وعلوم الآلة واستعمالها:

أ: التفسير:
- تفسير القرآن بالقرآن:
مثل تفسير معنى الكيد، والرد على ما التزمه الفراهي من أنه يكون فيه خفاء
- تفسير الصحابة والتابعين:
أن مرجع الضمير في (ترميهم) يعود على العرب وليس الطير.
قال المعلمي: ((وحسبك أنها لم تخطر ببال أحد من الصحابة والتابعين وسائر أهل العلم من جميع الفرق حتى أثيرت أخيرا، على ما يأتي))
ب:العلم بالحديث:
مثال: رده على ادعاء الفراهي رحمه الله وجود مناسبة بين رمي الجمرات ورمي أصحاب الفيل بالحجارة، ورفضه أن يكون رمي الجمرات لرمي الشيطان، مع تعليله بعدم وجود روايات ثابتة.
رد المعلمي ببيان الروايات الثابتة من سنن سعيد بن منصور ومسند أبي داوود الطيالسي والإمام أحمد، وذلك في فصل (ح) من الجزء الأول بدء من ص 81

ج: مصطلح الحديث:
مثال:
- بيان الحكم على روايتي ابن عباس عند الحاكم، وعند ابن مردويه
- وبيان الحكم على رواية سعيد بن جبير والتي فيها وصف الطير بأن إسنادها صحيح على شرط مسلم.

د: التراجم:
-ومن ذلك بيان من تسمى بأبرهة، للاستدلال على أن (أبرهة) اسم معروف في اليمن فلا يشترط أن يكون أبرهة في شعر ذي الرمة هو أبرهة صاحب الفيل.
- بيان حال رواة إسناد ابن إسحاق إلى عائشة بأنها رأت قائد الفيل وسائسه بمكة أعميين.
- بيان اختلاط عطاء بن السائب، وتوجيهه لدراسة الحديث ص 86
- التعقيب على تعقيب الذهبي على رواية الحاكم في قصة أبي رغال ص 95 من الجزء الأول.

هـ: العربية باختلاف علومها

- مثال: الرد على أن العرب عابوا على ثقيف عدم مشاركتهم في قتال أبرهة، ببيان أن الأبيات التي أوردها المعلّم ليست في قتال أبرهة وإنما في فرار ثقيف في حرب الفجار.
- تحقيق القول بأن (أبرهة) الذي في شعر ذي الرمة، والذي قاتله العرب، غير أبرهة صاحب الفيل
وظهر فيه علمه بالسير وأشعار العرب وبيان إسناد الديوان وهو سبيل من أراد التحقق من صحة دلالة الدليل على المدلول من عدمها.
- دراسته للأشعار التي استشهد بها الفراهي رحمه الله على القول بأن الطير لم ترم الحجارة، وردها عليه بالقول بالموجب ليستنبط منها أن الطير من رمت الحجارة.
- الرد على أمارات الفراهي رحمه الله على المناسبة بين رمي الجمرات ورمي أصحاب الفيل.
- علم المعاني: ظهرت براعته في التأصيل لمعاني الاستفهام في بداية الباب الأول من القسم الثاني.
وعمومًا في تفسيره للسورة ظهر تمكنه من التفسير البياني، وفي تأصيله للمسائل التي استنبطها من (ترميهم) والمسائل التي أوردها على الفراهي بخصوص هذه الكلمة ما يدل على تمكنه من علوم العربية عمومًا.

و: كتب السير:
مثال: الرد على قول الفراهي بانفراد ابن إسحاق بالرواية التي فيها أمر عبد المطلب لقريش بالخروج من مكة والتحرز بشعف

6. إعمال قواعد الجمع والترجيح:
مثال للجمع:
- بيان صفة الطير، وتنوعها أنها كانت أبابيل أي جماعات (ص 48)
- أثر رميها للحجارة على أصحاب الفيل. (ص 49 - 50)
- بيان احتمال الآيات لعدد من المعاني باختلاف حال المخاطب، بشكل عجيب دال على إعجاز القرآن ومنه:
الجمع بين أغراض الاستفهام ومقاصده على اختلافها (ص 125)
ومعنى اسم الله الرب (ص 129)
مثال الترجيح:
وبيان وجه ترجيح القول بأن رمي الجمار اتباعًا لسنة إبراهيم عليه السلام، بذكر الأدلة مع تنوعها.
وبيان علل القول بأن رمي الجمار أحدثه العرب تذكارا لرمي أصحاب الفيل


7.حسن الفهم ودقة الاستنباط:
- في تلمس المقاصد ومن ذلك بيان المقاصد من رمي الجمرات، والحكمة من بعض مناسك الحج، في رده على الفراهي رحمه الله من ص 97 -104
- وحسن الفهم في بيان مناسبة السور بعضها لبعض بأسلوب سهل بسيط يفهمه كل قارئ، وقوي في نفس الوقت
- المسائل التي استخرجها من كلمة (ترميهم) فقط تدل على إعجاز القرآن بداية، وعلى ما أتاه الله للمعلمي من حسن الفهم ودقة الاستنباط فيامعلم داوود علمنا ويامفهم سليمان فهمنا.

8. وحسن ترتيب المسائل وسلاسة الانتقال من مسألة لأخرى.

9. التنويع بين الأساليب التفسيرية في رسالته وما ظهر لي:
- استعماله للأسلوب الاستنتاجي: مثل فوائد التعبير عن جيش أبرهة بـ (أصحاب الفيل)
- وتفسيره بالتقرير العلمي مثل بيان معنى الكيد في قوله تعالى :{ ألم يجعل كيدهم في تضليل}
- واستخدامه للأسلوب البياني كثير ايضًا، وُيركز على بيان فوائد الفصل والوصل وهو مبحث قليل في التفاسير.
- أسلوب الحجاج كثير جدًا بل هو أصل الكتاب.
10. استعماله لأدوات الحجاج في الرد ومن ذلك:

أ. السبر والتقسيم فيورد حجج المخالف كاملة، ثم يرد عليها نقطة نقطة كما ظهر ذلك في:
- الفصل (ج) من الجزء الأول.
- وفي الرد على أمارات الفراهي رحمه الله على المناسبة بين رمي الجمرات ورمي أصحاب الفيل.
ب. القول بالموجب في:
- الرد على وجود تلازم بين حمية العرب، وقتالهم لأبرهة.
- ووجود تلازم بين العلم بأن البيت بيت الله والدفاع عنه.
- وعلى احتجاج الفراهي ببيت نفيل ( حمدتُ الله إذ عاينت طيرًا وخفت حجارةً تُلقى علينا)
على أن الطير جاءت لأكل جثث الموتى لا لإلقاء الحجارة
فاحتج المعلمي ببيت نفيل نفسه على أن الطير جاءت لرمي الحجارة.
- والقول بالموجب في الرد على قول الفراهي في توجيه أصحاب الفريق الثاني (ص55-56): (" ممن ظن أن الضمير في قوله تعالى : (ترميهم) يرجع إلى الطير)
فقال بموجب قوله، أن هذا القول كان بمجرد الظن، وليس حقيقة الأمر.

ج: براعة التعليل ونقض العلة:
- نقض العلة في الرد على الفراهي في رد الحجج التي أوردها الفراهي لإثبات أن قدوم أبرهة كان في موسم الحج.
- براعة التعليل ونقض العلة في فصل (و) (ز) ص (59-60)
- والرد على الفراهي قوله أن المخاطب في قوله تعالى: {ألم تر} العرب، وليس النبي صلى الله عليه وسلم.
د: إعمال المفهوم مثل العلم بأحوال العرب وتقييدهم لأخبارهم في الشعر، فلو كانوا قاتلوا أبرهة لاشتهر في شعرهم
وأن التجارة لليمن ما زالت مستمرة بعد عام الفيل ولو قاتلوهم لما استمرت.
هـ: التسليم والمنع:
التسليم لترجيح الروايات التي رجحها الفراهي رحمه الله
ومنع دلالتها على أن الطير من الجوارح، لوجهين: أن الجوارح معروفة للعرف فلا حاجة لتفصيل نعوت الطير في الروايات دون تسميتها، وعلى أنه ليس في الجوارح طائر أخضر، كما ذكر في رواية عكرمة التي رجحها الفراهي رحمه الله.

و: المجاراة والإعثار:
في الرد على استنتاج الفراهي - رحمه الله -:
أولا: الرد على استنتاج الفراهي من روايات أصحاب الفريق الأول - الذي مال إليه - والذي يؤدي إلى أن الطير كانت من الجوارح وهذا يستلزم أنها جاءت لأكل الجثث مع رد كونها جاءت لرمي الطير.
قال المعلمي رحمه الله:
وعلى هذا، فلا بد للمعلم من أحد أمرين:
إما أن يقول : إن ابن عباس وعكرمة لم يفهما مما ذكروه من وصف
الطير ما يقتضي أكلها للجثث.
وإما أن يقول : إنهما فهما ذلك ، ولكن لم يريا فيه مخالفة لكون الطير
رمت با لحجارة .
فان اختار الاول ، قيل له : كفى بذلك ردًا لما زعمته من أن تلك الصفة بالأكل.
وإن اختار الثاني ، بقي عليه أن يثبت الاكل بحجة واضحة ، و نى ذلك!
ثانيًا: استنتاج الفراهي رحمه الله من روايات أصحاب الفريق الثاني - والذي خالفه - والذي يؤدي أن الطير كانت ترمي الحجارة فرده بقوله أنه إما خطأ من الناظر، أو أن الروايات جاءت تبعًا للفهم أن مرجع الضمير في (ترميهم للطير)
ردالمعلمي بطريقة المجاراة والإعثار ص (55)
ح: المناقضة والمعارضة:
* المناقضة:
- المناقضة في الرد على المعلم بدعوى انفراد ابن إسحاق بالقول بأن قريش عزمت على عدم القتال.
- نقض دعوى الفراهي أن المخاطب في قوله {ألم تر} للعرب وأن المقصد منه تذكيرهم بمنته عليهم بنصرهم يوم الفيل بقول الفراهي أن المقصود في سورة الهمزة أبو لهب خاصًا
· قال الفراهي: فذكر القرآن هذا الغني المختال هذه الواقعة التي شهدها بعينه ، فإنه من كفرة قريش ، والظاهر أنه أبو لهب . . . فكأنه قيل له : ألم تر كيف حطم الله أمثالك ... وقد علمت أنك لم تغلب عليهم بقوتك ، بل بنصر من الله ...فاتضح مما قدمنا أن عمود هذه السورة تمهيد وجوب الشكر لله تعالى ، بذكر ما جعل لاهل مكة خصوضا، والعرب عموما من العزة و لكرامة . . .".
· قال المعلمي : حاول رحمه الله تعا لى أن ينفي التهديد، فلم يزل به الحق حتى اضطره إ لى إثباته ، كما ترى .

-المعارضة:
رد المعلمي على دعوى الفراهي - رحمهما الله - أن التاء في {ترميهم} للخطاب.
ص 186

والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 4 جمادى الآخرة 1442هـ/17-01-2021م, 04:12 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم

مجلس مذاكرة تعقيب المعلمي على تفسير الفراهي لسورة الفيل
مقصود التقرير
بيان الأثر العلمي من قراءة هذه الرسالة، وبيان المهارات النقدية لدى العلامة المعلمي.

هذا التقرير سيكون على محاور منها بيان المقصد العام للرسالة ويليه الأصول المنهجية عند العلامة المعلمي وأخيرا بعض الأوجه التي رد عليها وكيفية رده باختصار.
أولا: المقصد العام للرسالة
مقصد الرسالة هو تعقب العلامة عبد الحميد الفراهي فيما ذهب إليه في تفسير سورة الفيل، وبيان أوجه الاتفاق والاختلاف معه لدى العلامة المعلمي اليماني.


ثانيا: الأصول المنهجية عند العلامة المعلمي.
يظهر ذلك من خلال أمور ذكرها خلال الكتاب منها:
=إعادة النظر والترتيب لطريقة التعقيب فقد بدأ بترتيب الفراهي ثم عدل عن ذلك.
=بيان الأصول المنهجية عند أهل السنة في التفسير من خلال بيان القسمين في رسالته
=أن التفسير بالمأثور لا يمكن تجاوزه للتفسير بالرأي ففي تفسير السورة أدلة ضعيفة كالتي عند ابن إسحاق والكلبي وصح أثر عند الحاكم عن ابن عباس وقد صححه الحاكم والذهبي كذلك وروايته الأخرى التي رواها ابن مردويه وحسنها ابن حجر في شرح البخاري، وهذا يحسم القول ولكن العلامة المعلمي رد على الكلام والحجج والأدلة التي استدل بها العلامة الفراهي بما يبين لنا أهمية البحث والتحقيق في تحرير مسائل العلم.
=أن الأحاديث لابد من البحث في صحتها والتأكد من ذلك حتى لا يقع الاستدلال بالباطل أو الموضوع ونحو ذلك.
=أن من الأصول في البحث هو البحث عن الدراية وهي الفهم والمقدم فهم السلف الصالح.
=أن التفسير بالرأي لا يتقدم على التفسير بالقرآن أو بالسنة أو أقوال الصحابة -إن كان فيها تفسير السورة أدلة من ذلك-.
=بيان الأوجه التي يوافقها فيها، كما في ص9، كما يبين الأوجه التي يخالفه فيها
=نقل كلام العلامة الفراهي أولا أو معناه كما في ص13 وتاليتها فقد ذكر وجوه رد الفراهي الثمانية، ثم عقب عليها جملة بعد جملة بما يبين كل جملة ووجه الرد عليها من الأثر أو الكلام نفسه. وهذا أفضل شيء في ذكر الخلاف.
=استدلاله بالشعر في كثير من المواضع لأنه مما يعرف به بعد الوقائع والحوادث، وانظر ص17 ففيها وجه قوي في رد تأويل للعلامة الفراهي مستدلا بأقوال الشعراء.
=الأدب الجم في الرد والتماس الأعذار والتأويلات السائغة لحمل كلام العالم عليها ما أمكن إلى ذلك سبيلا بلا تكلف ولا تعسف، مع التمسك بالحق وبيانه وهذا جلي في صفحات عدة من الكتاب ونكتفي بموضع واحد وهو ما جاء في ص82 حيث يقول: "فأما الروايات فإنه ذكر بعضها وكأنه لم يقف على الروايات الجيدة فمنها .... "
=الربط بين سياق الكلام وربط أوله بمنتصفه وبآخره كما في ص119 فإنه ربطه بما وقع في أول الكتاب في صفحة 15 وما وقع في منتصفه وقال: "ثم عاد فخص الخطاب بأهل مكة كما يأتي فكأن له في المخاطب ثلاثة أقوال. والله المستعان"
=التدقيق في كلام من يعلق على كلامه، حتى أنه يأخذ من كلامه ما يرد به عليه، وهذا وقع منه في مواضع عدة منها في ص120 : حيث قال: "وقوله: "ألم تر كيف حطم الله أمثالك ... وقد علمت أنك لم تغلب عليهم بقوتك، بل بنصر الله"
قال العلامة المعلمي معلقا على هذا الكلام: وهذا نزول منه رحمه الله على الحق في قصد التهديد ولكنه يخالف ذلك، فيقول: إن عمود السورة هو الامتنان والصواب ما اقتضاه قوله: "ألم تر كيف حطم الله..." من أن عمود السورة هو التهديد، وبذلك يتم ارتباطها بما قبلها، وأن الامتنان فيها حاصل تبعا. والله الموفق.
=رد العلم إلى الله سبحانه وتعالى والاعتراف بأن أي اجتهاد فإنه منسوب للعالم فقد يصيب وقد يخطئ كما ظهر جليا في مواضع من الكتاب ومنها على سبيل المثال أنه سمى الباب الأول في تفسير السورة: في تفسير السورة على ما أفهمه وفاقا لأهل العلم.
=أنه يذكر الأقوال ويناقشها ثم يرجح ما يراه راجحا عنده وهذا من أحسن ما يكون وقد وقع هذا منه كثيرا ونذكر من ذلك ترجيحه في ص138 حيث قال: "إن صح السند إلى أي صالح فكأنه -أي ابن عباس- رأى الخطوط التي وصفها غيره، فحدس أنها كتابة بلسان غير العربي، ورأى إن كانت كتابة فهي اسم من رمي بتلك الحصاة وهذا حدس لا مستند له والله أعلم.
وأيضا بعدها قال :
الراجح أنها كانت -أي الحجارة- تجرح من أصابته جرحا ما، فيتقرح ذلك الموضع، ويصيب صاحبه بالجدري والحكة ونحو ذلك، ومن لم تصبه جُدر بالعدوى العادية، ففروا يتساقطون عند كل منهل.


ثالثا: بعض الأوجه التي رد عليها وكيفية رده باختصار، مع بيان الفوائد العلمية والمنهجية وكيفية استعمال مهارات النقد العلمي وتطبيقها على هذه المسائل.
من الردود التي عقب بها العلامة المعلمي على العلامة عبد الحميد الفراهي في تفسير سورة الفيل ما يلي وهو جزء منها:


=قوله في أولها عن قصة تقذير الأعرابي للقُليس أن من قال هذا فإنه يلتمس عيبا للعرب ويختلق سببا لأبرهة لهدم الكعبة؟
فعقب على هذا بأنه لا يكون فعل واحد من العرب سببا لمعاقبة كل العرب، ثم زاده بما هو أعلى من ذلك بأن بين أنه لو كان فعلا لكل العرب لما كان ذلك سببا لهدم بيت الله الحرام.


=بيان معاني الكلمات مستدلا بما جاء في القرآن وفي لسان العرب.


=من الوجوه بيان أن الاستدلال ببيت شعر لا يكفي في إقامة حجة على دعوى بل لابد من معرفة أسباب وملابساته ومثاله ما جاء في الصحفة 26
حيث استدل العلامة الفراهي على قتال أهل مكة لأبرهة وأنهم قتلوه في المعركة ببيتين لذي الرمة وهي:
وأبرهة اصطادت صدور رماحنا جهارا وعثنون العجاجة أكدر
تنحى له عمرو فشك ضلوعه بنافذة نجلاء والخيل تضبر
وقد بين العلامة المعلمي أنه في ديوان ذي الرمة عند هه الأبيات كتب بعض القدماء تفسير لها وفيه: "أبرهة بن الصباح ملك من ملوك حمير" فهو غير أبرهة صاحب الفيل. وبهذا يتبين خطأ هذا الوجه.
ثم زاد ما يقوي خطأ هذا الوجه بأمور أخرى منها:
-أن التسمي بأبرهة معروف في اليمن قديما فقد كان من ملوكهم أيضا: أبرهة ذا المنار ابن الرائش وكان قبل بلقيس.
-أيضا زعموا أن "أبرهة" كلمة حبشية معناها الأبيض، والأقرب أنها حميرية فإنهم استعملوها قديما.
-أن الأشرم أبو يكسوم اسمه "إبراهام" وفي دائرة المعارف الإسلامية في ترجمة الأشرم: "أبرهة هو أبراهام باللغة الأثيوبية" يعني الحبشية
-أن هذا التفريق عرفته العرب ولم يكن خافيا عليهم فقد كر ابن عبدربه أبرهة بن الصباح رجلا من حمير أدرك الإسلام فقال: "أبرهة بن الصباح، كان ملك تهامة وأمه ريحانة بنت إبراهيم الأشرم، ملك الحبشة".
-أن التاريخ يبين أن أبرهة بن الصباح كان في الحبشة ثم امتد ملكة فشمل اليمن فملك فيهم أرياط ثم أبرهة الأشرم أبو يكسوم.
-في الصحابة من سمي بأبرهة وهو: أبرهة بن شرحبيل بن أبرهة بن الصباح بن شرحبيل بن لهيعة بن مرثد الخير.
-أن العرب من عادتهم أنهم يسجلون الوقائع والحروب ومن قتل منهم قتيل فإنها يتباهى بذلك، ومن قتل له قتيل فإنه يكتب فيه الرثاء مرات ومرات ولا نجد في شعرهم أنهم قاتلوا أبرهة وقتلوه، بل نجد في أشعارهم كلها الثناء على الله عز وجل في حمايته بيته.


=هذا ملخص الرد من جهة الرواية الذي ذكره العلامة المعلمي في رده على الروايات التي استدل بها العلامة الفراهي وخرج منها بإثبات أمرين:
أحدهما: أن الطير لم ترمهم بالحجارة. [وقال عنه المعلمي أنه لم ينكره أحد من لدن الصحابة إلى يومه سوى الفراهي]
والآخر: أن الطير أكلت جثثهم فقط.
قال: قال عبد الرحمن: قد علمت أن رواية سعيد بن جبير ظاهرة في الرمي،
وأن الضمير في (تختلف عليهم)، إنما هو للطير، لا لمناقيرها.
وعلمت أن رواية ابن عباس والجزء الذي أخذه المعلم من رواية عكرمة إنما تدل على أن
في شكل تلك الطير ما يشبه شكل الجوارح، وأن ذلك [ص ۳۹] لا يقتضي الأكل.
ثم علمت أنها جاءت عن ابن عباس رواية مصححة ظاهرة في الرمي،
وأخرى محسنة صريحة فيه،
وأن رواية سعيد بن جبير ظاهرة فيه، وصحت عنه رواية مصرحة به،
وأن الجزء الأخير من رواية عكرمة مصرح بالرمي.
وعلى هذا، فلا بد للمعلم من أحد أمرين:
إما أن يقول: إن ابن عباس وعكرمة لم يفهما مما ذكروه من وصف الطير ما يقتضي أكلها للجثث.
وإما أن يقول: إنهما فهما ذلك، ولكن لم يريا فيه مخالفة لكون الطير رمت بالحجارة.
فإن اختار الأول قيل له: كفى بذلك ردا لما زعمته من أن تلك الصفة تشعر بالأكل.
وإن اختار الثاني، بقي عليه أن يثبت الأكل بحجة واضحة، وأنى ذلك!
ويكفي في رده أن أهل العلم من لدن الصحابة إلى الآن لم يذكروه، وهب أنه قامت حجة واضحة فإنه لا ينافي ما قامت عليه الحجج الواضحة من رميها بالحجارة.
[وقال بعدها بعشرين صفحة: ولا مانع أن يكون الله عز وجل أطعم الطير الأبابيل من لحوم صيدها، ولم يصرح بذلك في القرآن والروايات؛ لأنه في نفسه أمر عادي فالطير من عادته النزول على الصيد كما تفعل في الحروب، فإن ثبت ذلك لم يكن فيه ما ينفي ما دل عليه الكتاب والرواية واتفق عليه الناس من رمي الطير].


=ومن المواضع القوية في الكتاب هو الموضع الذي حرر فيه العلامة المعلمي الأسباب التي حملت العلامة الفراهي لإنكار عدم قتال قريش لأبرهة وأنه راجع لسببين:
أحدهما: استبعاده أن تتخاذل قريش عن القتال دون البيت مع علمهم بمكانته ومالهم به من الشرف وما عرفوا به من الغيرة والنجدة.
وثانيهما: استشعاره -فيما يظهر- أن هذا يؤدي إلى عيبهم وقد يتخذه بعض الكفار والملحدين ذريعة إلى عيب خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم.
وقد رد عليهما ردا شافيا كافيا بما يبين وجود أعذار لهم منها كمال ثقتهم في حفظ الله لبيته، ومنها عدم قدرتهم من حيث العدة ولا العتاد في مواجهة أبرهة وجيشه، فلا ينسبون إلى الجبن والتخاذل حينئذ، فالله لا يكلف نفسا إلا وسعها.


=ثم بين الأسباب التي دعته لإنكار رمي الطير وهي باختصار:
الأول: أن ظن أن الخطاب في ترميهم هو لأهل مكة لما قاتلوا أبرهة.
الثاني: ما ذكره في ص20 بقوله: "من ينظر في مجاري الخوارق يجد أن الله تعالى لا يترك جانب التحجب في الإتيان بها كما هي سنته في سائر خلقه".
وفيه ثلاثة أمور:
الأول: الحجاب. [كما حجب الله المشركين في بدر لما ألقى النبي حفنة من الحصباء وقال شاهت الوجوه ثم نفحهم بها فلم يبق كافر إلا شغل بعينه كما في سورة الانفال "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى"].
الثاني: بذل الوسع من الأسباب العادية. [ومثل لها بما جاء في كتب أهل الكتاب من أمر الله موسى وهارون أن يأخذا بملء أيديهما من رماد الأتون ويذره موسى نحو السماء أمام عيني فرعون ليصير غبارا على كل أرض مصر فيصير على الناس وعلى البهائم دمامل طالعة ببثور]
الثالث: وهو أن الله إذا أظهر معجزة لنبي جعل لذلك النبي صلة بها ليعلم الناس أنها معجزة له. [ومثل له بمعجزة الجراد لما مد موسى يده حيث أكل كل العشب والثمر]
وهنا شرع العلامة المعلمي في الرد على هذه الأمور ببيان بديع فقال:
-فذكر أن هذه الشواهد لا تناسب الحجاب، وإنما الحجاب ما يستر الحجة فيشبه على الناظر حتى يتحقق ويتبين له الحق، ورمي النبي لا يستر تلك الحجة إذ لا يتوهم عاقل أن رمي الانسان بملء كلفه يكفي لملء عيون جيش بالكامل، وكذلك ملء كف موسى أن يبلغ كل أرض مصر، وليس هو سبب لمجيء الجراد
ولكن المناسب لها
أن تكون مع المعجزات، وقد تناسب الأمر الثاني وهو بذل الوسع في التسبب.
ثم شرع في إسقاط هذا الأمر على قصة الفيل فبين رحمه الله:
أن الرمي لم يكن لإقامة حجة على أحد لا قريش ولا أبرهة وجيشه، وإنما كان آية عذاب ومثل ذلك لا يستدعي الحجاب،
وأيضا لم يكن المقصود إغاثة أهل مكة حتى نقول إنهم أخذوا بالأسباب فأغاثهم الله [فهم كانوا مشركين أهل شرك وأوثان كما كان الحبشة نصارى أهل شرك]، ولكن المقصود كان حماية البيت أن يهان، وعقوبة الحبشة، والإرهاص للنبي فإنه بعث بتعظيم حرمات البيت والحرم وتطهيره مما يدنسه من الشرك والأوثان.
فقريش لم تستحق نصر الله وتأييده لها ولو وقع هذا لاحتجوا به على النبي صلى الله عليه وسلم لما طلب منهم ترك الاوثان وعبادة الله وحده محتجين عليه بأن الله يرضى عنهم وعن فعلهم وقد أيدهم ونصرهم وهم على هذه الحال.
وأيضا لو قيل إنهم رموا وكانوا السبب في القضاء على جيش أبرهة لما استمرت تجارتهم إلى اليمن والحبشة والشام كما هو مبين في سورة قريش، ولكانت انقطعت تجارتهم، ولم يشأ الله عز وجل ذلك فهو يعدهم لبعثة محمد صلى الله عليه وسلم.


=الرد على قوله بأن رمي الجمرات إنما شرع بعد رمي الطير أو قريش للفيل وبيان أنها سنة إبراهيم الخليل عليه السلام وأطال العلامة المعلمي في بيان هذه المسألة مستدلا لها بما ورد في السنة وبأفعال الحج المعروفة.
وفيه استنباط رائع من العلامة المعلمي يهدم هذه المسألة التي ذكرها المعلم حيث قال المعلم "وسواء كان الرمي من الطير أو من العرب" فقال معقبا:
"يسفر لك عما في نفسه من عدم الوثوق بأن الطير لم ترم، مع أنه في آخر فصل من رسالته -وهذا هو الظن به رحمه الله تعالى-، فإن دلائل رمي الطير بغاية الوضوح، وما عورضت به كسراب بقيعة، وقد أغناني بكلمته هه عن بيان أنه لو ثبت أن رمي الجمار تذكار لمرمي أصحاب الفيل لما لزم نفي الرمي عن الطير وإثباته لأهل مكة، بل يكون حينئذ تذكارا لنعمة الله عز وجل بتسليطه الطير على رمي أصحاب الفيل"
ثم بين أنه لو كان الرمي من أهل مكة فإن الشيطان يوشك أن يقول لمن يعتقد هذا: أي حاجة للمسلمين إلى الاستعداد للجهاد؟ ويكفيهم التوكل على الله عز وجل، وهو إذا أراد أن يهلك عدوهم أهلكه بغير تسبب منهم أو بأدنى تسبب كالرمي بالحصى، فقد أهلك الله عدو أهل مكة كذلك، مع أنهم كانوا مشركين، يعبدون الأوثان".


=الاهتمام ببيان معاني الكلمات في لسان العرب.
كما عقد رحمه الله بابا كاملا في نهاية الكتاب للكلام على ما يتعلق بالفعل "ترميهم" من تصريف وإعراب وبيان وغيرها من الأبواب.

نسأل الله أن يرزقنا العلم النافع وأن يوفقنا للعمل به.
والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 4 جمادى الآخرة 1442هـ/17-01-2021م, 07:18 AM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

الأثر العلمي لقراءة كتاب تعقيب المعلمي على تفسير الفراهي لسورة الفيل يتضمن بيان المهارات النقدية لدى العلامة المعلّمي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد
فالنزهة في هذه العقول الراقية من خلال كتاباتها الذهبية، أمر فاخر تفوق لذته لذة التنزه في المنتجعات السياحية والبساتين الندية..
كيف لا وصاحب الكتاب يذهلك بتقليب الحجج كما يقلب الصانع الماهر أدواته لينتج بها تحفة تبهج الناظرين.
يأتي المقولة من اليمين واليسار ومن الأعلى والأسفل حتى تذهب شذر مذر ولا يبقى لها باقية..
عمق في الفكرة.. مع بساطة في الطرح..
أدب جم.. وعبارات يشع منها التواضع والرحمة والعذر.. والترفع عن كل أذية..
سعي لإثبات الحق.. مجردًا من حظوظ النفس..
طاهر كالغيمة.. مشرق كالشمس.. سلس كالماء العذب..
تعقيب المعلمي الذي بين أيدينا درة من درر المكتبة الإسلامية..
حق على طلاب العلم دراسته، وتسليط الضوء على محاسنه، ونشرها لتعم بها الفائدة بإذن الله وحوله وتوفيقه..

وفيما يلي محاولة لكتابة التقرير المطلوب، راجية من الله التوفيق ومنكم التكرم بالتصحيح والتصويب.

أولا/ الأثر العلمي:
ظهر لي أن للرسالة أثر علمي بالغ الأهمية في عدد من الاتجاهات، والبركة فضل من الله وحده، أذكر هنا بعضا مما ظهر لي ولا أوفيه:
1. أهمية التصدي للأخطاء العلمية مهما كان ثقل الكاتب العلمي وسيرته المحمودة منعا لانتشارها وإحداثها خللا في المسلمات.
2. أهمية المناقشة الهادئة المشحونة بالأدب والاحترام والتركيز على الخطأ العلمي دون الانتقاص من مكانة صاحبه، ودور هذا السلوك في القبول الذي يطرح للرد واحترامه.
3. أهمية تمكن المفسر من عدد من العلوم، وأثر هذا التمكن في فهم المقاصد، ورد الأقوال المنكرة.
4. حاجة العلوم الشرعية للأذكياء والعقلاء والبلغاء وأصحاب الهمم ووجوب التعاون على تأهيلهم وتفريغهم ودعمهم والله المستعان.
5. أهمية القراءة في مثل هذه المناقشات العلمية الراقية لتمرين العقل وتأهيل الطالب لمعرفة الصحيح من السقيم مما يمر عليه.
6. المناقشة العلمية العميقة في كل الجوانب الفكرية والعلمية، يمكن أن تكون بأسلوب سلس سهل مفهوم وعبارات ندية، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.
7. لا نستطيع أن نحكم على أثر صلاح النوايا وسلامة القصد وإرادة الخير لكنها -والله أعلم بالقلوب- ظاهرة ظهور الشمس.
أسأل الله أن يرحم الكاتب والمعقب والمحقق والداعم ومن كان سببا في وصول الكتاب إلينا ويصلح النوايا ويقبل العمل.

ثانيا/ المهارات النقدية:
فيما يلي أذكر مميزات الكتابة عموما ولعلي أوفق لتضمين المهارات النقدية

1. ذكر المحاسن، مع إحسان الظن، والأدب في الخطاب.

ابتدأ المعلمي رسالته بذكر محاسن الفراهي ومؤلفاته، وذكره بلقب فيه أدب وتقدير واحترام ودعا له، واعتذر له بأن الاقدام عند الدليل محمود في الأصل ولا يخفى ما لذلك من أثر على استلال سخائم الصدور وحض المقابل على الاستسلام والاستماع سعيا للوصول للحق حيث قال في بداية الرسالة:
" أما بعد، فإني قد كنت وقفت على بعض مؤلفات العلامة المحقق المعلم عبد الحميد الفراهي - تغمده الله برحمته -كالإمعان في أقسام القرآن، والرأي الصحيح فيمن هو الذبيح، وتفسير سورة الشمس، وانتفعت بها وعرفت عبقرية مؤلفها. ثم وقفت أخيرا على تفسيره لسورة الفيل، فألفيته قد جرى على سنته من الاقدام على الخلاف إذا لاح له دليل، وتلك سيرة يحمدها الاسلام، ويدعو إليها أولي الأفهام. غير أن الخلاف هنا ليس لقول مشهور، ولا لقول الجمهور، ولكنه لقول صرح به الجماهير، ولم ينقل خلافه عن كبير ولا صغير. . . وقد بدا لي أن أتعقب المعلم رحمه الله وأشرح ما يتبين لي من وفاق أو خلاف ".[ص4]

ثم تكرر منه الدعاء له بالرحمة غالبا، أو بقوله عفا الله عنه إذا ظهرت غرابة قوله دون ظهور ندية أو عصبية أو نقد لاذع، وحتى لما ذكر عنه أنه حذف شيئا من رواية عكرمة صدره بقوله:
- "عفا الله عنا وعنه" وذكر بأن الفراهي أشار لهذا الحذف [ص 52].
- ولما بلغ منتهاه قال: "وكأن للفراهي في المسألة ثلاثة أقوال والله المستعان" [ص119].

واستمر يعتذر له في ثنايا الرسالة ويحسن الظن بسلامة قصده ومنهجه وصدقه وإن أخطأ وتأتي عباراته دالة على ذلك مثل قوله:
- "لست أقول: إن المعلم رحمه الله تعالى ممن يمكن أن يختار تأويلا يعلم ضعفه، ولكن قد لا يبعد ان تكون شدة غيرته على القرآن، وحرصه على دفع الطعن عنه، مما قرب ذاك التأويل إلى فهمه ". [ص 24]
- "وأما الروايات فانه ذكر بعضها، وكأنه لم يقف على الروايات الجيدة ". [ص83]
- "وهذا هو الظن به رحمه الله تعالى" [ص 106]

كما أن المعلمي- رحمه الله- يختم مناقشة المسألة غالبا ببيان ما ظهر له من بواعث حميدة، أدت للجنوح إلى هذه الأقوال الغريبة، ومن ذلك:
- أنه لخص أن الباعث للفراهي على دعوى أن أهل مكة قاتلوا أصحاب الفيل هو استبعاده لنكوصهم عن القتال مع ما عرفوا به من الحمية وخوفه أن يكون عيبهم بنكوصهم ذريعة إلى عيب النبي صلى الله عليه وسلم، كما أنه ذكر بالمناسبة ما يكرره بعض المعاصرين دون أن يسميه من المبالغة في عيب قريش والإشارة لجبنهم ليتوصل إلى أن الشجاعة إنما حلت بها بعد الإسلام وهذا خطأ يؤدي إلى أخطاء والحق أحق أن يتبع، وقد بين المعلمي الأسباب الحقيقية لترك قريش للقتال دون الحاجة للمبالغات سلبا أو إيجابا[ص59].
- ذكره للباعث على قول الفراهي في أكثر من مسألة مثل: ذكره لاحتمال أن شدة غيرة الفراهي على القرآن قد تكون من أسباب نفيه لرمي الطير تأثرا بإنكار الافرنج والملاحدة للخوارق [ص79] مع الدفاع عن سلامة قصد الفراهي، وأن إنكاره لرمي الطير إنما كان ليثبت أن أهل مكة قاتلوا ودافعوا

2. بيان المنهج
ذكر المعلمي في بداية كتابه أنه سيقسم رسالته إلى قسمين، ما يتعلق بالقصة، ثم ما يتعلق بالسورة، ولهذا أثر في جمع ذهن القارئ وفهمه للمعنى.

3. تلخيص النتائج
فهو- رحمه الله تعالى- إما يلخص النتيجة في بداية البحث أو نهايته أو كلما دعت الحاجة للمساعدة على الفهم ومن ذلك:
- أنه لخص حكمه على كتاب الفراهي في بداية بحثه، وذلك لما قرر أن المخالفة التي أقدم عليها الفراهي لا يكفي معها إلا الحجج الظاهرة والتي لم تحصل للفراهي لتبيح له النتيجة التي وصل إليها.
- ختم بتلخيص الجواب في مسألة علاقة رمي الجمار برمي الشيطان ص 100

4. النقل من الكتاب المقصود مع التلخيص والتوضيح، والاحتجاج على الكاتب من قوله

يكرر المعلمي-رحمه الله- نقل النصوص من كلام الفراهي، إما بنسخها، أو بتلخيصها تلخيصا حسنا ليسهل على القارئ فهم الرد، مع تصنيفها وشرحها إن لزم الأمر، وفي بعض الأحيان يشير للعودة للأصل لمن لم يكتف بالتلخيص، كما أنه يبين سبب الخطأ الذي وقع فيه الفراهي، ولهذا أثره الواضح في تقديم مادة علمية عميقة بأسلوب سهل مفهوم ومن ذلك على سبيل المثال:
- تلخيصه لأسباب إنكار الفراهي للقول بأن قريش لم تقاتل [ص 13].
- أنه ابتدأ مسألة علاقة رمي الجمار في الحج برمي أصحاب الفيل بتسليط الضوء على أن الفراهي أعرض عن الروايات لضعفها ولجأ لاستنباط الأمارات ثم بدأ بتوضيح أمر الروايات ثم لخص الأمارات لتكون جاهزة للتفنيد والرد..
- أنه وضح سبب الخلط الذي وقع فيه الفراهي في مسألة نكوص ثقيف عن القتال والمذكورة في شعر ضرار بن الخطاب بقوله: وسبب اغتراره رحمه الله [ص23].
- ما رجحه في صفة الطير ولونه بالجمع بين الروايات وأشار خلال ترجيحه إلى روايات سعيد بن جبير وعكرمة هي مما يرجحه االفراهي [ص48]
- شرحه لمسألة التحجب وبذل السبب والتي ذكرها الفراهي مختصرة [ص60]
- بيانه للخلط الذي وقع فيه الفراهي بسبب انصراف ذهنه من الجمرات إلى الأيام.
- دقته في تحليل الأقوال من ثنايا الرسالة كما فعل في جمع معاني عبارات الفراهي في مسألة المعني بالخطاب في قوله {ألم تر} وقرر أنها غير متوافقة واحتج عليه من كلامه.
- احتجاجه على الفراهي لما قال "سواء كان الرمي من الطير أو من العرب " أن ذلك يثبت أن لديه شك في المسألة.
- قوله في مناقشة نفي الفراهي لرمي الطير "فإن أول السورة يرده، فان معناه - كما يعترف به المعلم - قد علمت أيها المخاطب، أي كل من يصلح أن يخاطب {كيف فعل ربك بأصحاب الفيل} علما مساويا لعلم المشاهد، فكيف يجوز أن يقال هذا، وعامة الذين شاهدوا الواقعة وغيرهم ممن قرب منهم لا يعلمون أصل الكيفية".

5. الوقوف عند الحق وعدم التعصب للرأي والأمانة في نقل الأقوال.

- لا يتردد المعلمي- رحمه الله - في بيان صحة قول الفراهي وإن كان مخالفا للمشهور إن ظهرت له صحته كما أيد قول الفراهي في مسألة المعني بالخطاب في قوله {ألم تر} بقوله: "أرى أن المعلم رحمه الله تعالى أجاد باختيار هذا الوجه، وان لم ينقل عمن تقدم"
- كما أنه لا يتردد في التوقف عند مالم يثبت وإرجاع الأمر لعلم الله ومن ذلك: أنه بعد أن ذكر إنكار الفراهي لقصة تقذير الكنيسة لعلة تتعلق بالرواية وهي عدم الوثوق فيما ينقله ابن إسحاق، وعلة عقلية هي أن هذا يعد انتقاصا من شأن العرب وعذرا لأبرهة، ورد عليه من كلا الجهتين بأن الرواية ذكرها غير ابن إسحاق وليس فيها ما ينتقص جميع العرب بفعل واحد منهم ولا ما يبرر العداء على بيت الله.. عاد ليقرر بأنها لم تثبت من حيث الرواية وأرجع الأمر لعلم الله تعالى.
- ويتبع ذلك نقله ما يخالف قوله من بعض المراجع الأخرى مثل: نقله ما يتعلق بالاشتقاق من كلام ياقوت، مع تقريره أن هذا خلاف القياس [ص90]، ونقله رواية السهيلي التي تخالف كلامه مع ردها [ص92].

6. سعة الاطلاع وكثرة المراجع والتمكن العلمي في عدد من العلوم ومعرفته بالروايات وقدرته على التحليل والربط.
يظهر ذلك كثيرا في ثنايا الرسالة سواء في مرويات السلف أو التاريخ أو الشعر فهو يرد على الرواية الواحدة التي يذكرها الفراهي بعدد من الروايات، ويحلل النتيجة منها ودلالاتها، ثم ينتقل للردود العقلية ويفصلها تفصيلا يعجز الخصم أن يرد بعضه، ويستشهد بالعلوم والمراجع ذات الصلة مع فهم الخفي منها وتدقيقه.
- كما رد عليه لما أنكر قصة طلب عبد المطلب إبله من أبرهة بعدد من الروايات ذات الصلة تبرر موقفه، إضافة إلى الردود العقلية.
- عرض وتخريج عدد من الروايات الصحيحة في موضوع علاقة رمي الجمار برمي الشيطان، والتي أنكر الفراهي وجود شيء منها مع تقريره الذي نقله عنه المعلمي بأنها لو وجدت لكان اتباعها لازما.
- أنه قرر بأن قصة رمي الشيطان من خلال ما وجد لا علاقة لها بتعرض الشيطان لإبراهيم عليه السلام وقت الذبح وإنما تعرض له الشيطان ليصده عن المناسك، وربط ذلك بتعرض الشيطان للنبي صلى الله عليه وسلم ليصده عن صلاته، مع احتياطه بأنه لو صح شيء من ذلك فهو قصة أخرى.
- يرد الخطأ بالاستشهاد بالشعر في غير موضعه، والاضطراب الحاصل بسبب تشابه الأسماء مع معرفته سبب الخلل وتحديده في كل مرة، سواء كان بسبب تداخل العبارات أو تشابه الأسماء أو غير ذلك،مثال: [ص 91].
- يذكر مراجع في مختلف العلوم ذات الصلة مثل دائرة المعارف، معجم البلدان وقول ياقوت في تسمية البلدان وغيرها، بالإضافة لكتب التفسير واللغة، ويشير إلى علاقة بعض الأحداث بالمسألة مثل اكتشاف نقوش تدل على مؤشرات تاريخية.
- يظهر تمكنه من علوم اللغة خاصة وقد تجلى ذلك بوضوح في تفسيره للسورة في القسم الثاني وفي الكثير من المواضع في القسم الأول

7. تقصي المسألة من جميع جوانبها والاستدلال لها بأنواع الأدلة

يحلل المعلمي النصوص والروايات المتعددة تحليلا دقيقا ويجمع بينها وبعد استقصاء الأدلة لا يغفل التأمل والاستنباط والربط بين الروايات لاستخلاص الحدث وتبسيط النتيجة،كما أنه يسوق للرد على حجة الفراهي العقلية عددا كبيرا من الردود، ويفترض المزيد من الاعتراضات ويرد عليها، على سبيل المثال:
- الرد على سبب عدم قتال الحجاج مع قريش مع أن الواقعة في زمن الحج بعدد كبير من الردود والاحتمالات التي تنفي اعتقاد الفراهي إضافة إلى الردود من خلال الروايات والأشعار [ص18]
- بعد أن دلل على أن الروايات لا تنفي أن تعليم المناسك يمكن أن يكون تأخر إلى ما بعد بناء البيت جاء بدليل قاطع من القرآن ليدلل على أن تعليم المناسك كان بعد بناء البيت وهو قوله تعالى {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل .... وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم}.
- عرضه لبعض الروايات التي فيها اختلاط مع تحديد الخلل وسببه والتصرف المناسب ومن ذلك: عرضه لرواية عطاء بن السائب وتوضيحها، ثم تعقيبها بعرض الرواية الصحيحة وتقرير أن صحة الرواية واشتهارها بين أهل العلم والعامة وموافقتها للنظر يمنع من الإعراض عنها والاستنباط المدخول.
- لما نفى الفراهي وجود روايات تثبت علاقة رمي الجمار برمي الشيطان عندما تعرض لإبراهيم عليه السلام، وقرر بأنه لو كان هناك روايات ثابتة لتوقف عندها، ولكنه لجأ للاستنباط لعدم وجود الروايات، لم يكتف المعلمي-رحمه الله- بإثبات وجود روايات صحيحة، بل انتقل منها إلى تفنيد الأمارات التي استدل بها الفراهي على قوله واحدا واحدا ليستقصي المسألة بكل مكوناتها.
- بعد أن استكمل الرد على الفراهي في مسألة علاقة رمي الجمار برمي الشيطان افترض المزيد من الاعتراضات وأجاب بعدد من الإجابات والامثلة الموضحة والمثبتة لرأيه والحكم المصاحبة [ص100].
- يكثر من الاستشهاد بالأدلة من القرآن الكريم ومن ذلك أنه ساق عددا من الأمثلة لتوضيح معنى الكيد ص21 وعلاقته بكيد أبرهة المذكور في السورة، والاستشهاد على أن لفظ فعل الموصول بالباء يأتي في القرآن للعذاب[ص 131] والاستشهاد على كمال اتصال الآية 1، 2 من السورة [ص132] وغير ذلك.


8. تكرر استخدامه لأساليب الحجاج مثل السبر والتقسيم، وبراعة التعليل، ونقض العلل، والقول بالموجب

مثال ذلك تكرر ذكره لبواعث الفراهي ونقضها
ومما ورد كمثال على أسلوب السبر والتقسيم قوله:
"وعلى هذا، فلا بد للمعلم من أحد أمرين:
إما أن يقول: إن ابن عباس وعكرمة لم يفهما مما ذكروه من وصف
الطير ما يقتضي أكلها للجثث.
وإما أن يقول: إنهما فهما ذلك، ولكن لم يريا فيه مخالفة لكون الطير
رمت بالحجارة .
فان اختار الاول ، قيل له : كفى بذلك ردا لما زعمته من أن تلك الصفة تشعر بالأكل.
وإن اختار الثاني، بقي عليه أن يثبت الاكل بحجة واضحة، وأنى ذلك
ويكفي في رده ان أهل العلم من لدن الصحابة إلى الآن لم يذكروه. "

ومما استخدم فيه الحجاج أنه اعترض على قول الفراهي بأن العرب من غير قريش قاتلوا أبرهة وهو في طريقه للبيت، بأن ذلك إنما جاء في الروايات التي أنكرها الفراهي ورد مثلها، ومع ذلك لم يترك حجة الفراهي باستحالة قتال العرب وإحجام قريش بل ردها من جهات أخرى كما هو حاله في كل حجة يوردها.

وختاما هذا ما تيسر تسجيله مع الاعتذار عن التقصير والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 جمادى الآخرة 1442هـ/17-01-2021م, 07:54 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

كتابة تقرير عن الأثر العلمي لقراءة كتاب تعقيب المعلمي على تفسير الفراهي لسورة الفيل يتضمن بيان المهارات النقدية لدى العلامة المعلّمي.
مقصد الكتاب :
التعقيب على تفسير الفراهي لسورة الفيل وبيان الخطأ فيها وبيان الصواب فيها .

الأثر العلمي لقراءة كتاب تعقيب المعلمي :
- بيان طريقة التعقيب والرد .
- التركيز على الإشكاليات والبحث في كل الجوانب بما يناسبها للرد عليها .
- النظر إلى ظروف الكاتب والتماس الأعذار .
-ضرورة الرجوع إلى المصادر الأصلية أولا ثم المصادر الناقلة .
- التحقق من الأقوال المنسوبة من مصادرها، وعدم التسليم لكل قول دون التأكد منها .
-أهمية سعة الاطلاع والبحث في كتب كل علم من مصادرها الأصلية .
-وضع الاحتماليات للأقوال الأخرى .
- أهمية النظر إلى القرائن والسياقات والأدلة .
-أن ابطال أي قول لابد أن يكون بأدلة ، إما أدلة عقلية ، وإما أدلة نقلية .
-استعمال الأمثلة من أساليب الرد .
-أهمية الرجوع إلى علم مصطلح الحديث والتخريج لدراسة الأدلة والرد عليها ، والنظر إلى الرواية من جميع جوانيها ،سندا ومتنا .
- إيجاد الرد من خلال نفس السياق.
-ضرورة الرجوع إلى المعاجم .
- استعمال ألفاظ معينة في الرد .
- معرفة عقيدة أهل السنة والجماعة ،ومعرفة عقائد أهل البدع معينة في الرد .
- تقدير جهود السابقين .

طريقته في النقد :
- وضع عناوين وقسم الموضوع .
-وضع الإشكاليات والرد على كل إشكالية بأدلة عقلية أو نقلية .
استعان في الرد عليها على أمور :
1) النظر إلى المصادر الأصلية والناقلة .
2) النظر إلى التاريخ والسير .
3) الرجوع إلى مصطلح الحديث وعلم الرجال والتخريج ، ونظر إلى المتن والسند .
4)الرجوع إلى المعاجم اللغوية وكتب اللغة والنحو .
5)الرجوع إلى كتب التفسير .
6) الرجوع إلى الفقه .
7) الرجوع إلى نصوص الكتاب والسنة وأقوال الصحابة .
- جمع البيانات كلها .
-عرض النتائج .
-المناقشة والتعليق على نتائج البحث ، ومناقشة الأقوال واحتماليتها ، والجمع بين النصوص إن أمكن أو الترجيح .
-تلخيص النتائج .

طريقته في النقد في قسم الرواية :
-وضع العنوان المناسب .
- وضع الإشكاليات والرد عليها .
- إيجاد الاحتمالات الأخرى .
- إيجاد الرد من خلال نفس السياق .
- البحث في الروايات الأخرى .
- النظر في السير وأخبار العرب .
- الرجوع إلى التفاسير .
- التركيز على نقاط الرد لبيان الحجة .
-النظر إلى المعاجم .
- النظر إلى التاريخ.
- الرجوع إلى الفقه .
- التحقق من المصادر الأصلية والناقلة .
- التفكير بالمنطق .
- التحقق من الأقوال المنسوبة .
- الرجوع إلى مصطلح الحديث وعلم الرجال .
- النظر إلى المتن والسند للتحقق من صحة الرواية .
- الجمع بين النصوص إن أمكن أو الترجيح .
- وضع النتيجة والخلاصة .

طريقته في القسم الثاني من التعقيب ( قسم التفسير ) :
- وضع عنوان وتقسيمه إلى أبواب .
- بيان نقطة الإشكال والرد عليها .
- الرجوع للمراجع والمعاجم اللغوية ، وكتب اللغة والنحو .
- الرد يكون بنفس الجانب الذي تطرق إليه الكاتب .
- الرجوع إلى كتب التفسير .
- الرجوع إلى التاريخ والتراجم والسير .
- الرجوع إلى عقيدة أهل السنة والجماعة ، ومعرفة البدع و عقيدة الفرق المخالفة .
- وضع فوائد وقواعد .
- ابطال القول كان بدليل عقلي أو نقلي .
- وضع الافتراضيات والرد على الافتراضيات.
- مناقشة الأقوال واحتماليتها .
-مناقشة القرائن الحالية و القولية والظاهرة .
- إيجاد الشواهد من نفس الايات والسياق.
- النظر إلى نصوص القرآن والسنة .
- الاستدلال بالمعقول والعلوم الكونية عند الحاجة إليها .
- ذكر الأقوال الأخرى والترجيح بينها إن أمكن ، بالرجوع إلى أدلته .


الأدوات العلمية التي استعملها في التعقيب :
1) الرجوع إلى المعاجم .
2)تتبع كتب السير والأخبار والتاريخ .
3) الرجوع إلى مصطلح الحديث وعلم الرجال .
3) الرجوع إلى كتب التفسير .
4) الرجوع إلى كتب اللغة والنحو ، وأشعار العرب .
5) القدرة على معرفة الإشكال والرد عليها .
6) سعة الاطلاع في جميع المجالات .
7) القدرة على التحليل والتدقيق .
8) القدرة على المقارنة والربط .
9) القدرة على الاستنتاج .
10) القدرة على الجمع بين الأقوال أو الترجيح .
11) معرفة أسلوب الحجاج .
12) معرفة عقيدة أهل السنة والجماعة ، ومعرفة عقائد أهل البدع .
13) النظر إلى نصوص القرآن والسنة .
14) الرجوع إلى فهم العلوم الكونية .

أدبه في النقد العلمي :
- الأمانة في الحكم والنقل والتحقق .
- انتقاء الألفاظ المناسبة في النقد العلمي .
- الموضوعية وعدم التحيز .
- إيجاد الأعذار على الخطأ وتجنب سوء الظن .
- تقديره لجهود السابقين وما توصلوا إليه حتى لو انتقد الخطأ .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 5 جمادى الآخرة 1442هـ/18-01-2021م, 09:47 PM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

2. كتابة تقرير عن الأثر العلمي لقراءة كتاب تعقيب المعلمي على تفسير الفراهي لسورة الفيل يتضمن بيان المهارات النقدية لدى العلامة المعلّمي. (إلزامي).
الحمد لله منزل الفرقان، ومعلّم الحجة بالقرآن، ومحسن التبليغ والتبيان، والصلاة والسلام على النبي الأمّي العدنان، ما جاهد قاص ودان، وما نصر ناصر الحق وصان، وعلى آله وصحبه الغرّ الأيمان وسلّم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد،
فإنّ القراءة في كتب أهل العلم نورٌ للساري، وحجة للقاري، تنير البصائر، وتوسع المدارك، وتفتح الآفاق، وتولد الأفكار، وإنّ في ردّ أهل الفضل على بعضهم، أدب مقتبس، وعلمٌ مُلتَمس، وتصويبٌ وإلهام.
وهذه لفتات سريعة، وإشارات خجلى، دوّنتها أثناء قراءتي في محاولة لاستنباط مهارة نقدية، أو حبكة علمية، تشكو الهزال، وتندب الاستعجال، دفعني إلى كتابتها مشاركة الأفاضل، وأسأل الله لها القبول.

إبراز بعض المهارات االنقدية، ممّا وصلتُ له في القراءة:
1- العدل والإنصاف، في ثنائه على ما أعجبه من مصنفات.
2- يحاول الشيخ رحمه الله أن يستقرأ منهج منتقده ويفهم قصده ما استطاع قبل الرد عليه.
3- حسن الترتيب، وإعادة جمع المسائل.
4- الرد بالحجة والمنطق.
5- كثرة استخدامه لمنهج السبر والتقسيم، وهو منهج رصين في بيان الحجة، وقطع الطريق على المخالف.
6- يستدل بالعقل والواقع، (كل من له إلمام بأخبار العرب يعرف شدة حرصهم على رواية أخبار أيامهم..).
7- يهتم باللغة، ص23
8- يذكر أسباب الخطأ.
9- ردّ الفروع إلى الأصول والاستدلال الشرعي لها: (في مسألة الحجاب في الخوارق ونقضها) ص23
10- الاعتذار للعلماء، (وعلماء الإسلام شديدو الغيرة على القرآن..) ص24
11- الفحص والرد بتتبع أقوال العالم نفسه.
12- وضوح المنهج، والاطراد.
13- التزام السنة ومحاولة تقصيها، (لو ثبت به شيء من طريق الخبر لأخذنا به..).
14- إبراز المحاسن، مقابل رد الأخطاء، وترك المداهنة.
15- يبيّن السبب الصحيح للرد، فإذا ردّ الفراهي الرواية بناء على اجتهاد عقلي أو حسي، ردّ المعلمي على جوابه عقلا أو حسا، ثم أتى بالتسبيب الصحيح للرد، وهو عدم ثبوت الرواية مثلا.
16- الإتيان بشواهد تعضد الروايات الضعيفة.
17- الاحتجاج على الفراهي بمثل ما احتج به، فإذا رد رواية لزعم ضعفها ومخالفتها لعدد من الروايات، يذكر الشيخ أن المرويات المخالفة أكثر منها ضعفا.
18- استقصاء الأدلة التي أوردها الشيخ، ثم الرد عليها واحدا واحدا.
19- الشيخ يورد على نفسه كل الاحتمالات الواردة، ثم يجيب عنها.
20- يرجح -رحمه الله- لظاهر القرآن، وصريح الروايات، ويرد القول الآخر لعدم ذكره صريحا في الروايات، ولأنه لم يقل به أحد.
21- يبحث عن أصول أقوال الشيخ، ومن أين أتى بها، قبل تمحيصها، (ليس في تفسير ابن جرير شيء من ذلك، فلأذكر بعض ما وقفت عليه من غيره..).
22- يبحث الباعث على القول، وأصله وما ورائه، ص60
23- تمكّنه من علم الحديث.
24- يقدّم الجمع على الترجيح، لكنه يفترض الجواب في حال اختار الترجيح، للرد على بعض الأقوال، ص48
25- استقصاء الجهد في الاستنباط من الروايات.
26- ذكر خلاصة الخلاف والجواب عليه، وذلك بعد الاستطراد.
27- ردّ العواطف، وعدم قبول حسن النية في تقرير أمر خاطئ، فالمعلمي رحمه الله جادّ في الدوران مع الحق حيث دار. (إن الحق أعز وأظهر من أن يضطر المنتصر له إلى الخروج عنه إلى الجهة الأخرى..)
28- الرجوع بالمسائل لمعالجتها إلى أصولها.
29- نلاحظ في تعليلاته فهمه للنفسيات، وأسباب اختياراتها.
30- ظهر للشيخ المعلمي رحمه الله سبب كبير من الأسباب التي أدت إلى بعض اختيارات الشيخ لأقوال مخالفة للسلف، وهو محاولة التقريب بين إثبات واقعة أثبتها القرآن ومنهج أقوام في زمانه لا يأخذون بهذه الأصول (الكتاب والسنة)، ثم بين شدة خطأ هذا المنهج ولو صلحت النية، فإن الواجب إظهار الحق، وعدم الالتفات لمصلحة متوهمة.

الأساليب التي استخدمها -رحمه الله-
1- أسلوب الحجاج:
أ- السبر والتقسيم.
ب- المنع والتسليم.
ج- براعة التعليل.
د- نقض العلة.
ه- إعمال المفهوم.
و- القول بالموجب.
ز- المعارضة والمناقضة.
ح- المجاراة والإعثار.

2- الأسلوب الاستنتاجي.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12 جمادى الآخرة 1442هـ/25-01-2021م, 09:54 PM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

من الفوائد المستفادة:

- أنّ الشخص المنطلق في ردّه مِن قناعة بأصل ثابت صحيح، يكون راسخاً في جوابه، ويبني ردوده عليها لوضوح هدفه، بعكس الذي لا يستند على أصل فإنه يتيه ويُبعد، وغاية جُهده إبهار العامّة باستنباطات غير علمية،
وربما ردّ المعلمي على تقريرات وأخطاء كثيرة من استناده على أصل صحيح واحد.

- البعض يتقن مهارة النقد فقط، وآخرون يتقنون مهارة البناء والترجيح، أمّا الشيخ -رحمه الله- فقد جمع المهارتين معا، فهو ينقض بقواعد، ويبني بأصول.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir