دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 جمادى الآخرة 1442هـ/21-01-2021م, 01:39 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس التاسع: مجلس مذاكرة القسم الأول من كتاب خلاصة تفسير القرآن

مجلس مذاكرة القسم الأول من كتاب
خلاصة تفسير القرآن


اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:


المجموعة الأولى:
1. بيّن الطريق إلى العلم بأنّه لا إله إلا الله، واستدلّ بآية على وحدانية الله تعالى وفسّرها بإيجاز.
2. تحدّث عن أصل الإيمان بالملائكة مبيّنا أدلة تقريره وآثار الإيمان به وكيف تردّ على من أنكره.
3. فسّر قول الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
4. اذكر ثلاثة آيات دالة على الأمر بالجهاد في سبيل الله وبيّن الحكمة مشرعية الجهاد، وآدابه ، وأسباب النصر.

المجموعة الثانية:
1. تحدث بإيجاز عن أوصاف القرآن الجامعة.
2. تحدّث عن منّة الله تعالى علينا بإرسال رسوله الكريم.
3. عدد سبع فوائد من تفسير قول الله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا - وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}
4. فسّر قول الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} مبيّنا مقاصد تشريع الصيام وآدابه وبعض أحكامه.

المجموعة الثالثة:
1. بيّن بإيجاز ثمرات تحقيق الإيمان.
2. اذكر أهمّ شبهات الطاعنين في رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وبيّن كيف يكون دحضها؟
3. اذكر بعض الأدلة على وجوب الزكاة ومقاصد تشريعها، وآداب إخراجها، وثمرات امتثال أمر الله تعالى بأدائها.
4. فسّر قول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} وبيّن مقاصد هذه الآية والفوائد المستخرجة منها.

المجموعة الرابعة:
1. الإيمان باليوم الآخر من أصول الإيمان؛ تحدّث عن هذا الأصل بإيجاز مبيّنا تقرير أدلّته وآثار الإيمان به وكيف تردّ على من أنكره.
2. من أصول موضوعات القرآن الحثّ على أداء حقّ الخالق جل وعلا وأداء حقوق المخلوقين؛ تحدّث عن هذا الأصل مبيّنا أدلته وفوائده.
3. فسّر قول الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ...} الآية مبيّنا دلالة هذه الآية على فضل صلاة الجمعة وآدابها وأحكامها ومقاصد تشريعها.
4. عدد سبع فوائد من تفسير آيات فرض الحجّ.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 9 جمادى الآخرة 1442هـ/22-01-2021م, 10:32 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجلس التاسع: مجلس مذاكرة القسم الأول من كتاب خلاصة تفسير القرآن


المجموعة الأولى:
1. بيّن الطريق إلى العلم بأنّه لا إله إلا الله، واستدلّ بآية على وحدانية الله تعالى وفسّرها بإيجاز.

العلم لا بد فيه من إقرار القلب ومعرفته بمعنى ما طلب منه علمه ولا يتم ذلك إلا بالعمل بمقتضى ذلك العلم كما قال تعالى {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} وهذا العلم الذي أمر الله به فرض عين على كل إنسان والطريق الى العلم بأنه لا إاله إلا الله يكون في امور:
١- تدبر أسماء الله وصفاته وأفعاله الدالة على كماله وعظمته وجلاله فإن معرفتها توجب أنه المستحق للالوهية وتوجب بذل الجهد في التأله والتعبد الكامل له سبحانه.
٢- العلم بأن الله هو الرب المنفرد بالخلق والرزق والتدبير فيعلم بذلك أنه المستحق للالوهية.
٣- العلم بأن الله هو المنفرد بالنعم الظاهرة والباطنة الدينية والدنيوية فإن ذلك يوجب تعلق القلب به حبا وانابه والتأله له.
٤- ما يراه العباد وما يسمعونه من الثواب لأولياء الله والنصر لرسله والعقاب لأعدائه.
٥- معرفة أوصاف الأوثان والأنداد التي عبدت من دون الله وأنها فقيرة لا تملك نفعا ولاضرا.
٦- إتفاق كتب الله على كلمة التوحيد.
٧- اتفاق الأنبياء والرسل والعلماء الربانيين على كلمة التوحيد.
٨- ما أقامه الله على كلمة التوحيد من الآيات الافقية والنفسية.
٩- ما أودعه الله في شرعه من الآيات المحكمة والأحكام الحسنة والخير الكثير مما يدل على أنه الله الذي لا يستحق العبادة سواه.

تفسير قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}:

يخاطب الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده فقال {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} أي اعلموا أن الله هوالاله الواحد المستحق للعبادة وهذا العلم يستوجب العمل الذي فيه محبة الله واتباع رسوله ولما كان لابد من العبد من تقصير في عبادة ربه قال سبحانه {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} أي اطلب من ربك المغفرة لذنبك بأن تفعل الأسباب التي تحصل بها المغفرة والعفو عن الخلق ومن ذلك الاستغفار لهم ثم قال تعالى { وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} اي يعلم كل تصرفاتكم وما اليه تنتهون وهذا من الترغيب والتخويف من الجزاء بالاعمال.

2. تحدّث عن أصل الإيمان بالملائكة مبيّنا أدلة تقريره وآثار الإيمان به وكيف تردّ على من أنكره.

الإيمان بالملائكة أحد أصول الإيمان التي لا يتم الإيمان إلا بها وقد وصفهم الله بأكمل الصفات فقال تعالى {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ - يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} ففي هذه الاية كمال محبتهم ونشاطهم في عبادة ربهم وهم الوسائط بينه وبين رسله وخصوصا جبريل فهو أفضلهم واقواهم وأرفعهم منزلة فقد وصفه الله بقوله ذو: {قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ - مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} والملائكة هم الوسائظ قي التدبيرات القدرية فكل طائفة منهم قد وكل على عمل معين فمنهم الموكلون بالغيث والنبات ومنهم الموكلون بحفظ العباد ومنهم بقبض الارواح وغير ذلك فيجب الايمان يهم إجمالا وتفصيلا وكثير من سور القرآن فيها ذكر الملائكة فعلينا أن نؤمن بذاك كله.
ومن ينكر وجود الملائكة من الزنادقة والملحدين تراهم ينكرون وجود الله وينكرون خبر الله ورسوله عن الملائكة ويفسرونهم تفسيرا خبيثا ويصفونهم بالقوى الخيرية والصفات الحسنة الموجودة عند الإنسان وأن الشياطين هي القوى الشريرة فيه والرد عليهم يكون أن وجود الملائكة معلوم بالضرورة بصريح الكتاب والسنة و معلوم لكل مسلم لم تغيره العقائد الباطلة.

3. فسّر قول الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}

تفسير قوله تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
في هذه الآية الكريمة يأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم وأمته تبعا له بحسن الخلق مع الناس فقال تعالى {خُذِ الْعَفْوَ} اي ما سمحت به نفوسهم وسهلت به أخلاقهم من الاعمال والاخلاق ولا تكلفهم ما لا يطيقون أو تسمح به طبائعهم وأن يتجاوز عن تقصيرهم ولا يتكبر على صغير او ناقص عقل او فقير بل يعامل الجميع باللطف وما تقتضيه الحال الحاضرة ثم قال تعالى { وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ } أي هو الأمر بكل قول حسن وفعل جميل وخلق كامل للقريب والبعيد مثل التعليم والنصيحة وصلة رحم وبر والدين وإصلاح بين الناس ثم قال تعالى {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} أي أعرض عمن جاءت منه اذية من قول أو فعل ولا تقابل الجاهلين بجهلهم حتى يحصل لك الثواب من الله وراحة القلب وسكونه والسلامة من الجاهلين.

4. اذكر ثلاثة آيات دالة على الأمر بالجهاد في سبيل الله وبيّن الحكمة من مشروعية الجهاد، وآدابه ، وأسباب النصر

ثلاث آيات دالة على الأمر بالجهاد:
١- قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39]
٢- قوله تعالى :{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: 39]
٣- قوله تعالى:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [الأنفال:45]

الحكمة من مشروعية الجهاد:
إقامة دين الله والدعوة الى عبادته التي خلق الله المكلفين لها ومقاومة الظالمين المعتدين على دين الله وعلى المؤمنين من عباده ولهذا قال تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} [الحج: 40] فلولا مدافعة الله الناس بعضهم ببعض بأسباب متعددة، وطرق متنوعة قدرية وشرعية، وأعظمها وأجلها وأزكاها الجهاد في سبيله لاستولى الكفار الظالمون، ومحقوا أديان الرسل، فقتلوا المؤمنين بهم، وهدموا معابدهم.

آداب الجهاد:
إقامة العدل، وحصول الرحمة، واستعباد الخلق لخالقهم، وأداء الحقوق كلها، ونصر المظلومين، وقمع الظالمين، ونشر الصلاح والإصلاح المطلق بكل وجه واعتبار.

أسباب النصر:
١- الصبر وهو الثبات التام والتوكل على الله والتضرع البه كما قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
٢- تمرين النفوس على الصبر وتعلم الرمي والركوب والفنون العسكرية والحث على الشجاعة والثقة بالله ووعده الصابرين بالعون والنصر والتوكل على الله وقوة الاعتماد عليه والتضرع إليه في طلب النصر والإكثار من ذكره.
٣- اتفاق القلوب وعدم التفرق والتنازع كما قال تعالى { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} فإن ذلك محلل للقوة، موجب للفشل، وأما اجتماع الكلمة، وقيام الألفة بين المؤمنين، واتفاقهم على إقامة دينهم وعلى نصره فهذا أقوى القوى المعنوية التي هي الأصل، والقوة المادية تبع لها، والكمال: الجمع بين الأمرين كما أمر الله بذلك في هذه الآية، وفي قوله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ}.
٤- حسن النية وعدم مشابهة الذين خرجوا بطرا ورئاء الناس كما قال تعالى { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}.
٥- حسن التدبير والنظام الكامل في جميع الحركات العسكرية كما قال تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} فقد كان صلى الله عليه وسلم يرتب الجيش، وينزلهم منازلهم، ويجعل في كل جنبة كفئها، ويسد الثغرات التي يخشى أن يتسرب منها العدو، يحفظ المكامن، ويبعث العيون لتعرف أحوال العدو، ويستعين بمشاورة أصحابه كما أمر الله بذلك.
٦- تفعيل جميع الأسباب الممكنة في إخلاص الجيوش، وقتالها عن الحق، وأن تكون غايتها كلها واحدة لا يزعزعها عن هذا الغرض السامي فقد رئيس، أو انحراف كبير، أو تزعزع مركز قائد.
٧- أن يكون الرئيس رحيما برعيته، ناصحا محبا للخير، ساعيا فيه جهده، كثير المراودة والمشاورة لهم، خصوصا لأهل الرأي والحجا منهم؛ وأن تكون الرعية مطيعة منقادة، ليس عندهم منازعات ولا مشاغبات، قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}.
٨- سلوك طريق الحق، والعدل في قسمة الغنائم، وأن لا تكون ظالمة مستبدا بها الأقوياء، محروما منها الضعفاء، أو تكون فوضى.
٩- السعي بقدر الاستطاعة في إيقاع الانشقاق في صفوف الأعداء، وفعل كل سبب يحصل به تفريق شملهم وتفريق وحدتهم، ومهادنة من يمكن مهادنته منهم.

والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 جمادى الآخرة 1442هـ/27-01-2021م, 02:21 AM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

المجموعة الثانية:
1. تحدث بإيجاز عن أوصاف القرآن الجامعة.

وصف بالفرقان فهو يفرق بين الحق والباطل ووصف بالهدى والرشد فهو يرشد الي الطريق المستقيم ويهدي الي ما فيه خير الدنيا والاخرة ووصف بالرحمة فكل من كان أعظم اهتداء بالقران فله من الرحمة والسعادة بحسب ذلك ووصف بأنه مبين وتبيان لكل شيء كما وصف بانه نور لأنه يخرج العباد من أنواع الظلمات من كفر ومعصية إلي نور العلم والايمان والطاعة ووصف بأنه شفاء لأنه شفاء لأمراض القلوب ويبين لهم علاجها بالعلوم النافعة واليقين الصادق
ووصفه بأنه كله محكم وكله متشابه في الحسن وبعضه متشابه من وجه محكم من وجه آخركما وصف بأنه كله صلاح ويهدي إلي الإصلاح في الاخلاق والاعمال والعقائد والقلوب ولا سبيل إلي الهداية والإصلاح في جميع الأمور والاحوال إلا بسلوك الطرق التي أرشد إليها القران وحث العباد عليها
2. تحدّث عن منّة الله تعالى علينا بإرسال رسوله الكريم.
{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164]
يخبر الله عزوجل عباده بأنه أمتن عليهم بأعظم المنن وأصلها وهي بعثة النبي المصطفى الذي جمع محاسن الاخلاق وبعثه من أنفسهم وقبيلتهم فهم يعرفون نسبه وشرفه وأمانته وصدقه وهو حريصا على هداية أمته [ يتلو عليهم آياته ] فيعلمهم ألفاظ القران ويبين لهم معانيه
و[ يزكيهم ] فيطهرهم من الشرك والمعاصي وسيء الاخلاق وأيضا ينميهم بحثهم على الاخلاق الجميلة فالتزكية تتضمن هذان المعنيان : التطهير من المساوئ والتنمية بالمحاسن ويعلمهم القران والسنة فبهما أكمل الله للرسول وأمته الدين وفيهما حصل العلم بأصول الدين وفروعه وبهما حصلت جميع العلوم النافعة وبهما حصل العلم اليقيني بجميع الحقائق النافعة وبهما الهداية والصلاح والنبي عليه الصلاة والسلام هو المعلم للقران والسنة فكانت سيرته الكاملة والمتنوعة هي تعليما للمؤمنين وبين لهم الصراط المستقيم اعماله و اعتقاداته وما للسالكين له من ثواب وما للمخالفين من عقاب ، فكان هذا التعليم منه صلى الله عليه وسلم هو خيار العلماء الربانين والمؤمنين الصادقين فحصل لهم الخير العظيم والنور الكامل والخروج من الشرور والظلمات وهذه نعمة لا يحصى شكرها .

3. عدد سبع فوائد من تفسير قول الله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا - وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}
* ففي هذه الآية الكريمة فوائد:
1- ذكر الأوقات الخمسة للصلوات المكتوبة وأن الصلوات الموقعة فيه فرائض لتخصيصها بالأمر وقد تستبع بالرواتب
2- أن الوقت شرط لصحة الصلاة وسبب لوجوبها لان الله امر بإقامتها لهذه الأوقات
3- وفيها ان العصر والظهر يجمعان للعذر وكذلك المغرب والعشاء لان الله جمع وقتهما في وقت واحد للمعذور
4- وفيها فضيلة صلاة الفجر وإطالة القران فيها لأن القراءة فيها ركن
5- ان صلاة الفجر تشهدها الملائكة
6-فضيلة قيام الليل فهي تكفير للسيئات وسبب لعلو الدرجات
7- الحرص على إتباع هدية صلى الله عليه وسلم والإخلاص في العمل لينال العبد شفاعته عليه الصلاة والسلام

4. فسّر قول الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} مبيّنا مقاصد تشريع الصيام وآدابه وبعض أحكامه.
[يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ] يقول الله تعالى مخاطبا عباده المؤمنين من هذه الامة بأمرهم بالصيام : وهو الإمساك عن الطعام والشراب خالصا لله تعالى وذكر أنه يمتن عليهم بذلك كما أنه أوجبه عليهم كما أوجبها على من كان قبلهم فلهم فيه أسوة فحث هذه الامة على منافسة الأمم في المسارعة إليه وتكميله وبيان عموم مصلحته وثمراته التي تحتاجها كل الأمم ثم ذكر الحكمة من الصيام بقوله تعالى [ لعلكم تتقون ] فالصيام من أكبر أسباب التقوى لأن فيه امتثال أمر الله واجتنابه نهيه، والصيام هو الطريق الموصل لهذه الغاية التي يتحقق بها سعادة الدارين ففيه تزكية للنفس وترك للشهوات وللطعام والشراب محبة لله تعالى ولهذا اختصه الله من بين الاعمال حيث أضافه إلي نفسه وفيه تمرن على الصبر والمشقة والصبر على كثرة الطاعة من صلاة وقراءة وذكر وصدقة مما يحقق التقوى وفيه استشعار العبد لمراقبة الله عزوجل وهذا من أصول التقوى فتقل معاصيه لأن الصيام يضيق مجارى الشيطان [ فإنه يجرى من ابن آدم مجرى الدم ] فيضعف نفوذه وفي الصيام تذكير بالمحرومين ومواساة لهم وهذا من خصال التقوى فيسارع إلي الإحسان إليهم ورفع الفقر والحاجة عنهم ، كما أن فيه بيان لنعمة الله على عباده أن شرع لهم الصيام وخفف عن المريض والمسافر فشرع لهم القضاء أو الاطعام لرفع للمشقة ، وللصيام آداب منها ما هو واجب كالإخلاص فينبغي ان يكون الصيام لله ليس فيه رياء ويستحضر هذه النية ،كما يستحب له اكل السحور وتعجيل الفطور والاشتغال بالذكر والطاعة وتلاوة القران كما يجب عليه ان يحفظ صومه من اللغو وقول الزور ومن المعاصي ومن آدابه ترك السباب والغضب والغيبة والمحافظة على الصلوات بأوقاتها وكثرة الذكر

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الآخرة 1442هـ/11-02-2021م, 11:26 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد العبد اللطيف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
المجلس التاسع: مجلس مذاكرة القسم الأول من كتاب خلاصة تفسير القرآن


المجموعة الأولى:
1. بيّن الطريق إلى العلم بأنّه لا إله إلا الله، واستدلّ بآية على وحدانية الله تعالى وفسّرها بإيجاز.

العلم لا بد فيه من إقرار القلب ومعرفته بمعنى ما طلب منه علمه ولا يتم ذلك إلا بالعمل بمقتضى ذلك العلم كما قال تعالى {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} وهذا العلم الذي أمر الله به فرض عين على كل إنسان والطريق الى العلم بأنه لا إاله إلا الله يكون في امور:
١- تدبر أسماء الله وصفاته وأفعاله الدالة على كماله وعظمته وجلاله فإن معرفتها توجب أنه المستحق للالوهية وتوجب بذل الجهد في التأله والتعبد الكامل له سبحانه.
٢- العلم بأن الله هو الرب المنفرد بالخلق والرزق والتدبير فيعلم بذلك أنه المستحق للالوهية.
٣- العلم بأن الله هو المنفرد بالنعم الظاهرة والباطنة الدينية والدنيوية فإن ذلك يوجب تعلق القلب به حبا وانابه والتأله له.
٤- ما يراه العباد وما يسمعونه من الثواب لأولياء الله والنصر لرسله والعقاب لأعدائه.
٥- معرفة أوصاف الأوثان والأنداد التي عبدت من دون الله وأنها فقيرة لا تملك نفعا ولاضرا.
٦- إتفاق كتب الله على كلمة التوحيد.
٧- اتفاق الأنبياء والرسل والعلماء الربانيين على كلمة التوحيد.
٨- ما أقامه الله على كلمة التوحيد من الآيات الافقية والنفسية.
٩- ما أودعه الله في شرعه من الآيات المحكمة والأحكام الحسنة والخير الكثير مما يدل على أنه الله الذي لا يستحق العبادة سواه.
[والطريق الجامع لهذا كله هو تدبر القرآن]
تفسير قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}:

يخاطب الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده فقال {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} أي اعلموا أن الله هوالاله الواحد المستحق للعبادة وهذا العلم يستوجب العمل الذي فيه محبة الله واتباع رسوله ولما كان لابد من العبد من تقصير في عبادة ربه قال سبحانه {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} أي اطلب من ربك المغفرة لذنبك بأن تفعل الأسباب التي تحصل بها المغفرة والعفو عن الخلق ومن ذلك الاستغفار لهم ثم قال تعالى { وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} اي يعلم كل تصرفاتكم وما اليه تنتهون وهذا من الترغيب والتخويف من الجزاء بالاعمال.

2. تحدّث عن أصل الإيمان بالملائكة مبيّنا أدلة تقريره وآثار الإيمان به وكيف تردّ على من أنكره.

الإيمان بالملائكة أحد أصول الإيمان التي لا يتم الإيمان إلا بها وقد وصفهم الله بأكمل الصفات فقال تعالى {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ - يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} ففي هذه الاية كمال محبتهم ونشاطهم في عبادة ربهم وهم الوسائط بينه وبين رسله وخصوصا جبريل فهو أفضلهم واقواهم وأرفعهم منزلة فقد وصفه الله بقوله ذو: {قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ - مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} والملائكة هم الوسائظ قي التدبيرات القدرية فكل طائفة منهم قد وكل على عمل معين فمنهم الموكلون بالغيث والنبات ومنهم الموكلون بحفظ العباد ومنهم بقبض الارواح وغير ذلك فيجب الايمان يهم إجمالا وتفصيلا وكثير من سور القرآن فيها ذكر الملائكة فعلينا أن نؤمن بذاك كله.
ومن ينكر وجود الملائكة من الزنادقة والملحدين تراهم ينكرون وجود الله وينكرون خبر الله ورسوله عن الملائكة ويفسرونهم تفسيرا خبيثا ويصفونهم بالقوى الخيرية والصفات الحسنة الموجودة عند الإنسان وأن الشياطين هي القوى الشريرة فيه والرد عليهم يكون أن وجود الملائكة معلوم بالضرورة بصريح الكتاب والسنة و معلوم لكل مسلم لم تغيره العقائد الباطلة.
[آثار الإيمان بالملائكة، ربما لم تذكر صراحة في المقرر، لكن يمكنك الاجتهاد بالإجابة عليها من خلال ما درست من أعمال الملائكة والآيات التي جاءت في صفتهم]
3. فسّر قول الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}

تفسير قوله تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
في هذه الآية الكريمة يأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم وأمته تبعا له بحسن الخلق مع الناس فقال تعالى {خُذِ الْعَفْوَ} اي ما سمحت به نفوسهم وسهلت به أخلاقهم من الاعمال والاخلاق ولا تكلفهم ما لا يطيقون أو تسمح به طبائعهم وأن يتجاوز عن تقصيرهم ولا يتكبر على صغير او ناقص عقل او فقير بل يعامل الجميع باللطف وما تقتضيه الحال الحاضرة ثم قال تعالى { وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ } أي هو الأمر بكل قول حسن وفعل جميل وخلق كامل للقريب والبعيد مثل التعليم والنصيحة وصلة رحم وبر والدين وإصلاح بين الناس ثم قال تعالى {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} أي أعرض عمن جاءت منه اذية من قول أو فعل ولا تقابل الجاهلين بجهلهم حتى يحصل لك الثواب من الله وراحة القلب وسكونه والسلامة من الجاهلين.

4. اذكر ثلاثة آيات دالة على الأمر بالجهاد في سبيل الله وبيّن الحكمة من مشروعية الجهاد، وآدابه ، وأسباب النصر

ثلاث آيات دالة على الأمر بالجهاد:
١- قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39]
٢- قوله تعالى :{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: 39]
٣- قوله تعالى:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [الأنفال:45]

الحكمة من مشروعية الجهاد:
إقامة دين الله والدعوة الى عبادته التي خلق الله المكلفين لها ومقاومة الظالمين المعتدين على دين الله وعلى المؤمنين من عباده ولهذا قال تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} [الحج: 40] فلولا مدافعة الله الناس بعضهم ببعض بأسباب متعددة، وطرق متنوعة قدرية وشرعية، وأعظمها وأجلها وأزكاها الجهاد في سبيله لاستولى الكفار الظالمون، ومحقوا أديان الرسل، فقتلوا المؤمنين بهم، وهدموا معابدهم.

آداب الجهاد:
إقامة العدل، وحصول الرحمة، واستعباد الخلق لخالقهم، وأداء الحقوق كلها، ونصر المظلومين، وقمع الظالمين، ونشر الصلاح والإصلاح المطلق بكل وجه واعتبار.

أسباب النصر:
١- الصبر وهو الثبات التام والتوكل على الله والتضرع البه كما قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
٢- تمرين النفوس على الصبر وتعلم الرمي والركوب والفنون العسكرية والحث على الشجاعة والثقة بالله ووعده الصابرين بالعون والنصر والتوكل على الله وقوة الاعتماد عليه والتضرع إليه في طلب النصر والإكثار من ذكره.
٣- اتفاق القلوب وعدم التفرق والتنازع كما قال تعالى { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} فإن ذلك محلل للقوة، موجب للفشل، وأما اجتماع الكلمة، وقيام الألفة بين المؤمنين، واتفاقهم على إقامة دينهم وعلى نصره فهذا أقوى القوى المعنوية التي هي الأصل، والقوة المادية تبع لها، والكمال: الجمع بين الأمرين كما أمر الله بذلك في هذه الآية، وفي قوله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ}.
٤- حسن النية وعدم مشابهة الذين خرجوا بطرا ورئاء الناس كما قال تعالى { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}.
٥- حسن التدبير والنظام الكامل في جميع الحركات العسكرية كما قال تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} فقد كان صلى الله عليه وسلم يرتب الجيش، وينزلهم منازلهم، ويجعل في كل جنبة كفئها، ويسد الثغرات التي يخشى أن يتسرب منها العدو، يحفظ المكامن، ويبعث العيون لتعرف أحوال العدو، ويستعين بمشاورة أصحابه كما أمر الله بذلك.
٦- تفعيل جميع الأسباب الممكنة في إخلاص الجيوش، وقتالها عن الحق، وأن تكون غايتها كلها واحدة لا يزعزعها عن هذا الغرض السامي فقد رئيس، أو انحراف كبير، أو تزعزع مركز قائد.
٧- أن يكون الرئيس رحيما برعيته، ناصحا محبا للخير، ساعيا فيه جهده، كثير المراودة والمشاورة لهم، خصوصا لأهل الرأي والحجا منهم؛ وأن تكون الرعية مطيعة منقادة، ليس عندهم منازعات ولا مشاغبات، قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}.
٨- سلوك طريق الحق، والعدل في قسمة الغنائم، وأن لا تكون ظالمة مستبدا بها الأقوياء، محروما منها الضعفاء، أو تكون فوضى.
٩- السعي بقدر الاستطاعة في إيقاع الانشقاق في صفوف الأعداء، وفعل كل سبب يحصل به تفريق شملهم وتفريق وحدتهم، ومهادنة من يمكن مهادنته منهم.

والله أعلم.


التقويم: أ+
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 جمادى الآخرة 1442هـ/11-02-2021م, 11:43 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها عبد العزيز مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
1. تحدث بإيجاز عن أوصاف القرآن الجامعة.

وصف بالفرقان فهو يفرق بين الحق والباطل ووصف بالهدى والرشد فهو يرشد الي الطريق المستقيم ويهدي الي ما فيه خير الدنيا والاخرة ووصف بالرحمة فكل من كان أعظم اهتداء بالقران فله من الرحمة والسعادة بحسب ذلك ووصف بأنه مبين وتبيان لكل شيء كما وصف بانه نور لأنه يخرج العباد من أنواع الظلمات من كفر ومعصية إلي نور العلم والايمان والطاعة ووصف بأنه شفاء لأنه شفاء لأمراض القلوب ويبين لهم علاجها بالعلوم النافعة واليقين الصادق
ووصفه بأنه كله محكم وكله متشابه في الحسن وبعضه متشابه من وجه محكم من وجه آخركما وصف بأنه كله صلاح ويهدي إلي الإصلاح في الاخلاق والاعمال والعقائد والقلوب ولا سبيل إلي الهداية والإصلاح في جميع الأمور والاحوال إلا بسلوك الطرق التي أرشد إليها القران وحث العباد عليها
2. تحدّث عن منّة الله تعالى علينا بإرسال رسوله الكريم.
{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164]
يخبر الله عزوجل عباده بأنه أمتن عليهم بأعظم المنن وأصلها وهي بعثة النبي المصطفى الذي جمع محاسن الاخلاق وبعثه من أنفسهم وقبيلتهم فهم يعرفون نسبه وشرفه وأمانته وصدقه وهو حريصا على هداية أمته [ يتلو عليهم آياته ] فيعلمهم ألفاظ القران ويبين لهم معانيه
و[ يزكيهم ] فيطهرهم من الشرك والمعاصي وسيء الاخلاق وأيضا ينميهم بحثهم على الاخلاق الجميلة فالتزكية تتضمن هذان المعنيان : التطهير من المساوئ والتنمية بالمحاسن ويعلمهم القران والسنة فبهما أكمل الله للرسول وأمته الدين وفيهما حصل العلم بأصول الدين وفروعه وبهما حصلت جميع العلوم النافعة وبهما حصل العلم اليقيني بجميع الحقائق النافعة وبهما الهداية والصلاح والنبي عليه الصلاة والسلام هو المعلم للقران والسنة فكانت سيرته الكاملة والمتنوعة هي تعليما للمؤمنين وبين لهم الصراط المستقيم اعماله و اعتقاداته وما للسالكين له من ثواب وما للمخالفين من عقاب ، فكان هذا التعليم منه صلى الله عليه وسلم هو خيار العلماء الربانين والمؤمنين الصادقين فحصل لهم الخير العظيم والنور الكامل والخروج من الشرور والظلمات وهذه نعمة لا يحصى شكرها .

3. عدد سبع فوائد من تفسير قول الله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا - وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}
* ففي هذه الآية الكريمة فوائد:
1- ذكر الأوقات الخمسة للصلوات المكتوبة وأن الصلوات الموقعة فيه فرائض لتخصيصها بالأمر وقد تستبع بالرواتب
2- أن الوقت شرط لصحة الصلاة وسبب لوجوبها لان الله امر بإقامتها لهذه الأوقات
3- وفيها ان العصر والظهر يجمعان للعذر وكذلك المغرب والعشاء لان الله جمع وقتهما في وقت واحد للمعذور
4- وفيها فضيلة صلاة الفجر وإطالة القران فيها لأن القراءة فيها ركن
5- ان صلاة الفجر تشهدها الملائكة
6-فضيلة قيام الليل فهي تكفير للسيئات وسبب لعلو الدرجات
7- الحرص على إتباع هدية [اتّباع هديه] صلى الله عليه وسلم والإخلاص في العمل لينال العبد شفاعته عليه الصلاة والسلام

4. فسّر قول الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} مبيّنا مقاصد تشريع الصيام وآدابه وبعض أحكامه.
[يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ] يقول الله تعالى مخاطبا عباده المؤمنين من هذه الامة بأمرهم بالصيام : وهو الإمساك عن الطعام والشراب خالصا لله تعالى وذكر أنه يمتن عليهم بذلك كما أنه أوجبه عليهم كما أوجبها على من كان قبلهم فلهم فيه أسوة فحث هذه الامة على منافسة الأمم في المسارعة إليه وتكميله وبيان عموم مصلحته وثمراته التي تحتاجها كل الأمم ثم ذكر الحكمة من الصيام بقوله تعالى [ لعلكم تتقون ] فالصيام من أكبر أسباب التقوى لأن فيه امتثال أمر الله واجتنابه نهيه، والصيام هو الطريق الموصل لهذه الغاية التي يتحقق بها سعادة الدارين ففيه تزكية للنفس وترك للشهوات وللطعام والشراب محبة لله تعالى ولهذا اختصه الله من بين الاعمال حيث أضافه إلي نفسه وفيه تمرن على الصبر والمشقة والصبر على كثرة الطاعة من صلاة وقراءة وذكر وصدقة مما يحقق التقوى وفيه استشعار العبد لمراقبة الله عزوجل وهذا من أصول التقوى فتقل معاصيه لأن الصيام يضيق مجارى الشيطان [ فإنه يجرى من ابن آدم مجرى الدم ] فيضعف نفوذه وفي الصيام تذكير بالمحرومين ومواساة لهم وهذا من خصال التقوى فيسارع إلي الإحسان إليهم ورفع الفقر والحاجة عنهم ، كما أن فيه بيان لنعمة الله على عباده أن شرع لهم الصيام وخفف عن المريض والمسافر فشرع لهم القضاء أو الاطعام لرفع للمشقة ، وللصيام آداب منها ما هو واجب كالإخلاص فينبغي ان يكون الصيام لله ليس فيه رياء ويستحضر هذه النية ،كما يستحب له اكل السحور وتعجيل الفطور والاشتغال بالذكر والطاعة وتلاوة القران كما يجب عليه ان يحفظ صومه من اللغو وقول الزور ومن المعاصي ومن آدابه ترك السباب والغضب والغيبة والمحافظة على الصلوات بأوقاتها وكثرة الذكر


أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ
في الأسئلة التي يُطلب فيها إجابة أكثر من نقطة مثل السؤال الأخير
حبذا لو نظمتِ الإجابة بتخصيص عنوان منفصل لكل نقطة حتى تتضح.
التقويم: أ+
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2 رجب 1442هـ/13-02-2021م, 09:49 PM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

المجموعة الأولى:
1. بيّن الطريق إلى العلم بأنّه لا إله إلا الله، واستدلّ بآية على وحدانية الله تعالى وفسّرها بإيجاز.

الطريق الى العلم بأنه لا إله إلا الله ظاهرٌ من خلال عدة أمور بيّنها القرآن كما يلي:
التدبر في أسماء الله تعالى وصفاته وأفعاله أبين طريق وأوضحه يقود الى توحيده وافراده بالعباده والتأله حمدا وتمجيدا وثناءً.كما قال تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
العلم بافراده بالربوبية وأنه الخالق والرازق والمدبر للأمور يدل على استحقاقه للألوهية وحده.
العلم بانفراده وحده بالإنعام كله، الظاهر منه والباطن، والديني والدنيوي، يوجب التعلق به وحده وعبادته شكرا ومحبةً وتألهاً.
ما يشاهد من الثواب العاجل لأولياء الله تعالى الموحدين ونصرته لهم، وكذا العقاب العاجل للمشركين والمعرضين عن سبيله ودعوة رسله، فهي تدل على أن الحق مع الموحدين الذين لايشركون به شيئاً.
العلم بحقيقة الأوثان والمعبودات من دون الله، فإنها لا تنفع ولا تضر عابديها، لفقرها ونقصانها من جميع الوجوه ولذا فهي لا تستحق وصف الإلوهية ولا أن تعبد.
الكتب السماوية المنزلة جميعها أرسلت بتوحيد الألوهية، وجميعها تحمل رسالة واحدة، فاتفاقها دلالة على التوحيد.
اتفاق الأنبياء والمرسلين وشهادتهم بذلك وكذا شهادة أهل العلم بتوحيد الله كما قال تعالى :{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، فاتفاقهم وشهادتهم دليل على أن الله تعالى واحد.
التأمل في آيات الأنفس والآفاق، فإنها شاهدة على أن وحدانية الإله، بما فيها من أسرار مشاهد ولطائف مودعة، وغرائب تقود ذوي العقول الى وحدانية بارئها، كما قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}
ما شرعه الله تعالى من الأحكام بما فيها من الحكمة والعدل، وأنها أتت بالمنافع لجميع الخلق، والعدل في الحقوق والواجبات، دلالة على أن منزلها ومشرعها يستحق العبادة وحده.

آية تدل على وحدانية الله تعالى:
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}
التفسير:
في هذه الآية ذكرٌ للآيات المشاهدة التي تدل على أن الله تعالى واحد لا شريك له في ملكه وحكمه وألألوهيته، وهي آيات ظاهرة جلية لمن تدبرها وعقلها، ولذا قال في ختامها ( لقومٍ يعقلون) أي يُعملون عقولهم فيما خلقت من أجله، وذلك بالتفكر فيما أودعه الله من شواهد كونية ناطقة بتفرده، فقد أشارت الآية إلى عددٍ من المخلوقات العظيمة في السماوات، والأرض، وما بينهما من تعاقب الليل والنهار، والسفن الجارية، والغيث، والنبات، والدواب، والرياح، والسحاب، و أرشدت الى التفكر فيها وفي خلقها وتسخيرها، فقال : ( إن في خلق السماوات) فخلقها خلق عظيم، مع ارتفاعها وسمكها وثباتها بغير عمد، والكواكب التي تحويها وجريانها بنسق عجيب متوافق مع مصالح العباد، ( والأرض ) وكذا الأرض وامتددها وقرارها بما يلائم معيشة العباد وما أودعه الله فيها من كنوز، ومنافع للانسان، كله دال على وحدانية الله أعظم الدلالة والبرهان.
ومن آياته أيضاً (اختلاف الليل والنهار)، أي تعاقبهما معاً، فهما يتعاقبان خلفةً بنظام ثابت لا يتغير، وفي ذلك تسخير للإنسان بما يتضمنه من اختلاف الفصول حسب اختلاف طولهما وقصرهما، كما أن فيهما سكن للإنسان ومعاش بما يتناسب مع طبيعته وخلقته، وذلك مع المخلوقات الأخرى أيضاً، فهذا يشير الى مدبر واحد يستحق الألوهية.
وكذلك (الفلك التي تجري في البحر) أي السفن التي تجري في البحر، ثم سخر البحر ليحمل ما عليه من الانسان أو يتاجر به من البضائع، فتسير به مع الرياح المسخرة المتجهة شرقا او غربا بدون تدخل الانسان، فيصل الى وجهته حيث يريد، فالذي دبر هذا كله هو الله الواحد الأحد.
قوله(وما أنزل الله من السماء من ماء) وهو المطر الناشيء من السحاب بقدرة الله، فجعله حياة للأرض بما عليه من نبات وبشر وحيوان، ولذا قال ( فأحيا به الأرض بعد موتها) فلا تقوم حياة الا به ولا يبقى معيشة للخلق من دونه، فهي آية تدل على وحدانية الله تعالى كما أن في ضمنها دلالة على قدرته تعالى وعلى إحياء الموتى وبعثهم ونشورهم فمن احيا الارض بعد موتها قادر على احياء الناس بعد مماتهم ثم حشرهم، وذلك كما تحيا الأرض من المطر،
( وبث فيها من كل دابة ) خلق الله الدواب المتنوعة من كل صنف وفرقها ونشرها في الأرض لينتفع بها الناس، وسخرها لهم من وجوه كثيرة، وهو من يرزقهم جميعا، وهو الذي يهديهم الى اقواتهم وعالم بكل دقيق وجليل منهم.
و في ( تصريف الرياح) أي في اختلافها وحركتها باتجاهات متعددة تارة يمينا وتارة شمالا وتارة غربا وتارة شرقاً، وفي كونها تارة حارة وتارة باردة، فتنشر السحاب او تجمعه، وتارة ترسل بالرحمة وتارة ترسل بالعذاب، وتارة ترسل لواقح، وفي كل هذا منافع للخلق والعباد، ما يدل على ان مصرفها ومدبرها هو خالق إله واحد
وفي (السحاب المسخر بين السماء والأرض) فهذا السحاب المعلق الذي سخره الله لما يريد فيسوقه حيث يشاء محملاً بالماء فينزل مطراً فينبت الزرع ويسقي منه العباد والبهائم وفي ذلك حياة للأرض ومن عليها، وفيه دليل لمن تدبر وعقل على أن الله تعالى هو الواحد الأحد لا شريك له في خلقه وألوهيته.
2. تحدّث عن أصل الإيمان بالملائكة مبيّنا أدلة تقريره وآثار الإيمان به وكيف تردّ على من أنكره.
الإيمان بالملائكة أصل من أصول الايمان وركن من اركانه، وقد ورد ذكرهم في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مقرونا بالإيمان بالله ورسله وكتبه، وآيات أخرى ذكر فيها أوصافهم، ووظائفهم وما هم موكلون به، وآياتٌ أخرى فيها عبادتهم وطاعتهم لله وثناء عليهم، وفي هذا كله دلالة على هذا الأصل العظيم ووجوب الايمان به وأن وجودهم وجودا حقيقياً، فهم عباد لله مكرمون وخلق من خلق الله، يجب الايمان بهم على الجملة والتفصيل على ما ذكر عنهم من الأخبار في الكتاب والسنة، ومن ذلك مايلي:
-قول الله تعالى: " لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ" إلى اخر آية سورة البقرة (177)
-قول الله تعالى: " شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَأُو۟لُوا۟ ٱلۡعِلۡمِ قَاۤىِٕمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ" سورة آل عمران (18) فقرن شهادتهم بشهادته تعالى.
كما أنهم وسائط للتبليغ بين الله ورسله، كما قال الله عن جبريل: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ - نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ - عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} [الشعراء: 192 - 194]
وهم موكلون بما أوكله الله لكل منهم من الوظائف والأمور، فمنهم من هو موكلٌ بالرزق، ومنهم بالمطر، ومنهم نافخ الصور، والحفظة، وغير ذلك
وهم مطيعون لله تعالى لا يعصونه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وقد وصف لنا خُلُقهم وخِلقتهم، كما قال تعالى عن جبريل:
{ذوقُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ - مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} [التكوير: 20 - 21]
ومن آثار الإيمان بهم:
محبتهم، وموالاتهم، فهم عباد الله مطيعون له، يدعون للمؤمنون ويستغفرون لهم، وينصرونهم، ومنهم من ينزلون بالرحمة والغيث والمطر،
ومن ذلك قوة الايمان بالله تعالى والتوكل عليه، لأن منهم حفظة يحفظون الانسان من بين يديه ومن خلفه،
ومن الآثار ومراقبته والخوف منه تعالى، لأنه وكلهم بكتابة الاعمال واحصائها على العبد، ومنهم موكلون بالعذاب الدنيوي او الاخروي.
ومن الآثار دعاء العبد لله تعالى لأنهم يؤمنون على دعائه، وقراءة القرآن والمدارسة لأنهم ينزلون عليه بالرحمة ويحفون تلك المجالس وغير ذلك من الآثار.

وقد أجمع المسلمون على هذا الأصل والإيمان به، أما من أنكره فهم إما من الزنادقة والملحدين المنكرون لوجود الله، أومتسترون باسم الاسلام فيأولون ماجاء عنهم من الأخبار ويقولون أن الملائكة هي القوى الخيرية والصفات الحسنة الموجودة في الإنسان، ويقابلهم الشياطين الذين هم بزعهم القوى الشريرة، وهذا تحريف لآيات الله تعالى، فزادوا شناعة على شناعة، وبعض الناس اغتر بهؤلاء الزنادقة فصدقهم وتبعهم وما ذلك الا جهلا منهم وضلال وفتنة، حتى قالوا أن سجود الملائكة لآدم ليس حقيقة وإنما هو سجود مافي الأرض من قوى ومعادن للآدميين، فزادوا ضلالا على ضلال فساوو بين كفار الآدميين ومؤمنيهم وبين آدم وضربوا آيات الله ببعضها.

3. فسّر قول الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
هذه الآية جمعت مكارم الأخلاق وحسن التعامل مع الناس في ثلاث عبارات، ( خذ العفو) ومعناها أن يقبل الإنسان من الناس ما سمحت به نفوسهم، وسهلت به أخلاقهم وطبائعهم، ولا يطلب منهم أن يعاملوه بما لا تسمح به طبائعهم، فيشكرهم على إحسانهم، ويعفوا عن تقصيرهم، فيكون هينا لينا بمعاملته للناس، متواضعا غير متكبر على أحد مهما كان به من نقص أو عيب، يوقر الكبير ويرحم الصغير، فيكون كريماً مع الناس دودواٍ حسن المعاشرة.
(وأمر بالعرف)
والعرف هو كل قول حسن، فعل جميل، وخلق كامل للقريب والبعيد، أي ليأخذ الناس منك، علم نافع ديني أو دنيوي، أو نصيحة، او حث على خير من صلة، وبر، وإصلاح،أو معاونة على بر وتقوى، أو توصية على صبر، ودعوة، أو زجر عن قبيح، أو إرشاد على مصلحة. فكل ذلك من الأمر بالعرف
ثم قال ( وأعرض عن الجاهلين)
وذلك أن الانسان في تعامله مع الناس لابد أن يقابله الجهلة منهم بالأذية، وإذا كان كذلك فعليه بالإعراض عنهم، وذلك بأن لا يبادلهم الأذى بل يعفو عن إسائتهم، فيصل من قطعه، ويعدل مع من ظلمه، ويترفع عن من شتمه، وهو بذلك ينال سلامة القلب وانشراح الصدر، وحب الناس وودهم، وقد قال تعالى: قال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ - وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}

4. اذكر ثلاثة آيات دالة على الأمر بالجهاد في سبيل الله وبيّن الحكمة مشروعية الجهاد، وآدابه ، وأسباب النصر.
الأدلة:
قول الله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: 39]
قوله تعالى: {فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74) وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75)} النساء.
قوله تعالى:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ - وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ - وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [الأنفال: 45 - 47]

الحكمة من مشروعية الجهاد:
-يتحقق به إقامة دين الله، وإعلاء كلمته
-الدعوة إلى عبادته وتوحيده التي من أجله خلق العباد.
-دفع كل من قاوم أمر الله تعالى، ومقاومة الظالمين المعتدين على دين الله وعلى المؤمنين من عباده كما قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: 39] وقال : {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} [الحج: 40] فلولا مدافعة الله الناس بعضهم ببعض بأسباب متعددة، وطرق متنوعة قدرية وشرعية، ومنها الجهاد، لاستولى الكفار الظالمون، ومحقوا أديان الرسل، فقتلوا المؤمنين، وهدموا معابدهم،
-إقامة العدل، وحصول الرحمة، واستعباد الخلق لخالقهم، وأداء الحقوق كلها، ونصر المظلومين، وقمع الظالمين، ونشر الصلاح والإصلاح المطلق بكل وجه واعتبار،لا كقتال الظلمة المبني على العداوات والجشع والظلم والاستعباد للخلق.
آداب الجهاد:
-حسن النية، وكمال الإخلاص في إعلاء كلمة الحق.
- التوكل على الله تعالى والاعتماد عليه مع الأخذ بالأسباب.
- التواضع لله تعالى عند النصر ونسبة النصر اليه، والحذر من العجب،. قال الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة: 25]
- الوحدة وعدم التفرق والشتات
- سلوك طريق الحق، والعدل في قسمة الغنائم، وعدم الظلم، وتوزيعها للفقراء والأغنياء سواسية، كل حسب قسمته فإن هذين حتى لا يسود العداء بين الجيش، ويقع الطمع، وبالتالي تحل الفوضى محل النظام، ويقع الفشل، ويكون هذا الأمر أعظم سلاح للأعداء على المسلمين.
- أن تكون العلاقة بين الراعي والرعية علاقة احترام وتشاور منه الى الرعية ومن الرعية الطاعة التامة والانقياد في غير معصية، وإن حصل الاختلاف فيكون الرجوع لأهل العلم والرأي منهم وللقرآن والسنة، كمال قال تعالى: {قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: 59].

أسباب النصر:
فمن أعظمها وأهمها أمران:
الصبر والثبات، مع حسن التدبير.
ومما يعين على الصبر والثبات:
- التوكل على الله، والتضرع إليه، والإكثار من ذكره.
-حسن النية، وكمال الإخلاص في إعلاء كلمة الحق؛ فلهذا حذر تعالى من مشابهة الذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس، ويصدون عن سبيل الله، فهؤلاء لما لم يعتمدوا على ربهم، وأعجبوا بأنفسهم، وخرجوا أشرين بطرين، وكان قتالهم لنصر الباطل باءوا بالخيبة والفشل والخذلان، ولهذا أدب خيار الخلق لما حصل من بعضهم الإعجاب بالكثرة في غزوة حنين حيث قال القائل: لن نغلب اليوم عن قلة. فقال: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة: 25] فلما زال هذا الأمر عنهم، وعرفوا ضعفهم وعاقبة الإعجاب: {أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} [التوبة: 26]
- الوحدة وعدم التفرق والشتات، اتفاق القلوب، وعدم التفرق والتنازع، فإن ذلك محلل للقوة، موجب للفشل، وأما اجتماع الكلمة، وقيام الألفة بين المؤمنين، واتفاقهم على إقامة دينهم وعلى نصره فهذا أقوى القوى المعنوية التي هي الأصل، والقوة المادية تبع لها، والكمال: الجمع بين الأمرين كما أمر الله بذلك في هذه الآية،
- ومما يعين على الثبات والوحدة السمع والطاعة للأمير، وعدم عصيانه.
ومن حسن التدبير:
-اعداد القوة وبذل أسباب النصر، من التدريب العسكري وتعلم الرماية والركوب وسائر الفنون، قال تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [آل عمران: 121]، وقوله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ} [الأنفال: 60]
-أخذ الحذر، وسد جميع الثغرات التي يمكن أن يدخل منها العدو، والسعي لتوهين الاعداء وتشتتهم وتفرقهمومهادنة من يمكن مهادنته منهم،ل هذا قال:{إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ} [النساء: 90] وهذا من أكبر العون على الثبات والنصر.
- سلوك طريق الحق، والعدل في قسمة الغنائم، وعدم الظلم، وتوزيعها للفقراء والأغنياء سواسية، كل حسب نصيبه وقسمته، حتى لا يتفشى العداء بين الجيش، ويقع الطمع، وبالتالي تحل الفوضى محل النظام، ويقع الفشل،
- أن يرغب القائد الجيش على الشجاعة، وتذكيرهم بالسعي في أسبابها، والترغيب في فضائل الجهاد، وما فيه من الثمرات العاجلة والآجلة، وما في تضييعه من ضياع الدين والدنيا، واستيلاء الأعداء، والذل والدمار، فإن النفوس الأبية والهمم العلية لا ترضى لأنفسها بغير هذا الخلق الفاضل الذي هو أعلى الأخلاق وأنفعها، قال تعالى: {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ} [النساء: 104] فحثهم على الصبر بتأملهم وطمعهم في الأجر والثواب وإدراك المقامات العالية.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 رجب 1442هـ/25-02-2021م, 07:58 AM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

المجموعة الرابعة:
1. الإيمان باليوم الآخر من أصول الإيمان؛ تحدّث عن هذا الأصل بإيجاز مبيّنا تقرير أدلّته وآثار الإيمان به وكيف تردّ على من أنكره.

تعريف اليوم الآخر:
الإيمان باليوم الآخر، وهو الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله بعد الموت من فتنة القبر ونعيمه وعذابه، وأحوال يوم القيامة وما يكون فيه، ومن صفات الجنة والنار، وصفات أهلهما. فيجب الإيمان بذلك كله جملة وتفصيلا.
الأدلة على ثبوت اليوم الآخر:
{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68]
وقوله تعالى ( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى} فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ} [الزمر: 68]
وقوله: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 2]
وتواترت في عذاب القبر ونعيمه الأحاديث الصحيحة والحسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم { ينظرون ما يستقبلهم من هذه الحياة الأخروية التي يجازى فيها العباد بأعمالهم، حسنها وسيئها.
{يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ - وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ - وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ - لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ - وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ - ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ - وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ - تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ - أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} [عبس: 34 - 42]
وجاءت الآيات والأحاديث بذكر حال المؤمنون يوم القيامة وأنهم يحاسبهم حسابا يسيرا , ويعطون كتبهم بأيمانهم وتبيض وجوههم، وتثقل موازينهم, ويساقون إلى الجنة زمرا ,حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها م تتلقاهم خزنة الجنة، {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ} فينالهم من نعيمها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
وأما الكافرون المجرمون: فيحاسبهم الله حسابا عسيرا, ويعطون كتبهم من وراء ظهورهم، وتسود منهم الوجوه، وتخف موازينهم، ويساقون إلى جهنم {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}
فينالهم من العذاب أنواعا، {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ} [الكهف: 29] .
آثار الإيمان باليوم الآخر:
• الإيمان باليوم الآخر سبب لدخول الجنة والنجاة من النار.
• الإيمان باليوم الآخرييسر على النفس القيام بأوامر الله واجتناب نواهيه.
• احتساب الأجر عند الله وعدم تعجل الحسنات بل يدخرها عند الله لذلك اليوم العظيم.
• الاجتهاد في كثْرة العمل الصالح .
• الحذَر من المعاصي والمخالفات والخوف من مغبتها.
• تسلية المؤمن عمَّا يفوتُه في الدنيا .
• الاستعداد لذلك اليوم.
الرد على من أنكر يوم القيامة:
أولاً: أن أمر البعث تواتر به النقل عن الأنبياء والمرسلين في جميع الكتب الإلهية، والشرائع السماوية، فقال تعالى:قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ، قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ [الأعراف: 24] ولما قال إبليس اللعين: رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ [الحجر:36-38]. وأما نوح عليه السلام فقال: وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتًا ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا [نوح:17-18]. وقال إبراهيم عليه السلام: وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ [الشعراء:82]. إلى آخر القصة. وقال: رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ [إبراهيم:41]. وقال: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى [البقرة:260] الآية، وأما موسى عليه السلام، فقال الله تعالى: لما ناجاه: إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى [طه:15-16]. بل مؤمن آل فرعون كان يعلم المعاد، وإنما آمن بموسى، قال تعالى: حكاية عنه: وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [غافر:32-33]، إلى قوله تعالى:: يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ [غافر:39]، إلى قوله: أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46]. وقال موسى: وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ [الأعراف:156]. وقد أخبر الله في قصة البقرة: فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [البقرة:73].



ثانياً: أن أمر البعث يدل عليه العقل ,وذلك أن الذي خلقنا من العدم لايعجزه اعادتنا بعد الموت كما قال الله تعالى: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه}، وقال تعالى: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين}.
أيضا الذي خلق السماوات والأرض لايعجزه مادونها؛ قال الله تعالى: {لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس}، وقال تعالى: {أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير}.
أيضا : القادر على إحياء الأرض بعد موتها قادر على إحياء الموتى وبعثهم، قال الله تعالى: {ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير}.

ثالثاً: أن أمر البعث قد شهد الحس والواقع بإمكانه فيما أخبرنا الله تعالى به من وقائع إحياء الموتى، وقد ذكر الله تعالى من ذلك في سورة البقرة خمس حوادث منها، قوله: {أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحماً فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير}. رابعاً: أن الحكمة تقتضي البعث بعد الموت لتجازى كل نفس بما كسبت، ولولا ذلك لكان خلق الناس عبثاً لا قيمة له، ولا حكمة منه، ولم يكن بين الإنسان وبين البهائم فرق في هذه الحياة، قال الله تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم}، وقال الله تعالى: {إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى}، وقال تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعداً عليه حقاً ولكن أكثر الناس لا يعلمون * ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين * إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون}، وقال تعالى: {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير}.


2. من أصول موضوعات القرآن الحثّ على أداء حقّ الخالق جل وعلا وأداء حقوق المخلوقين؛ تحدّث عن هذا الأصل مبيّنا أدلته وفوائده.
من الآيات الحاثة على القيام بحقوق الله وحقوق الخلق
قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء: 36]
والآيات التي في سورة الإسراء: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23] إلى قوله: {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا} [الإسراء: 39]
هذه الآيات الكريمة فيها أعظم حق وهو حق الله الذي هو الإخلاص والعبودية ، والعبودية لله نوعان: عبودية لربوبية الله وملكه وهي العامة ، وعبودية لألوهيته ورحمته، وهي عبودية أنبيائه وأوليائه وهي الخاصة ، ثم بعدما أمر بالقيام بحق الله المقدم على كل حق أمر بالقيام بحقوق الخلق على درجاتهم ، فقال: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} وأمر بالإحسان إليهما خاصة عند الكبر فقال :{إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23]
ثم قال: {وَبِذِي الْقُرْبَى} فأمر بالإحسان إلى الأقارب , {وَالْيَتَامَى} هم الذين فقدت آباؤهم وهم صغار، فمن رحمة أرحم الراحمين أمر الناس برحمتهم والحنو عليهم والإحسان إليهم، {وَالْمَسَاكِينِ} وهو من لايجد كفايته , {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} أي: الجار القريب , {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} وهو الرفيق مطلقا في الحضر والسفر, {وَابْنِ السَّبِيلِ} وهو الغريب في غير بلده, {وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} من الرقيق والبهائم بالقيام بكفايتهم، وأن لا يحملوا ما لا يطيقون
وأمر الله بالإنفاق وذم البخل , قال تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29] فإن الله جعل الأموال قياما لمصالح الخلق؛فلا اسراف ولا تقتير.
{مَحْسُورًا} [الإسراء: 29] أي: فارغ اليد، فلا بقي ما في يدك من المال، ولا خلفه مدح وثناء.
وأمر بالصدقة عن طيب نفس ,قال تعالى: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} [البقرة: 263]
وأمر تعالى بإيفاء المكاييل والموازين والمعاملات كلها بالعدل فبه صلاح الدين والدنيا،
ونهى عن الكبر فقال تعالى : {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا} فنهى عن التكبر على الحق، وعلى الخلق، وكذلك أمر بالعفو عن الجاهل ومقابلة المسيء بالإحسان, بل جاءت آية جامعة لما يجب أن يكون عليه المؤمن فقال الله :{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199] هذه الآية الكريمة جامعة لمعاني حسن الخلق مع الناس, وقد جاءت الآيات في أخلاق المؤمنين وأنهم يؤدون ماعليهم من الواجبات تجاه ربهم ثم تجاه المخلوقين بما يصعب حصره
.
آثار تأدية حقوق الله ثم حقوق المخلوقين:
1. إصلاح النفس وترويضها على مايحبه الله .
2. تحقيق الطمأنينة و السعادة في الدنيا والآخرة.
3. الايثار وحب الخير للغير.
4. تحقيق العبودية لله وحده والسلامة من عبودية غيره.

3. فسّر قول الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ...} الآية مبيّنا دلالة هذه الآية على فضل صلاة الجمعة وآدابها وأحكامها ومقاصد تشريعها.

يأمر سبحانه عباده المؤمنين مناديا لهم باسم الإيمان أن يبادروا لصلاة الجمعة حين ينادى بها المنادي حاثا لهم على المبادرة والسعي بقلوبهم ثم بأبدانهم لا الإسراع بل باتخاذ الأسباب التي تجعله يبادر إليها وسماها الله ذكر لدخول الطاعات كلها في الذكر لله وأمرهم بترك البيع فدل على أن ترك غيره من الشواغل من باب أولى, (ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) خير لكم في دينكم ودنياكم حيث يبارك الله لكم في أرزاقكم فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه,ومن الخير أن من قدم أمر الله، وآثر طاعته على هوى نفسه، فكان ذلك برهان إيمانه، ودليل رغبته، وهذا الأمر بترك البيع مؤقت إلى انقضاء الصلاة فإذا قضيت الصلاة فأمرهم الله أمر يدل على الإباحة بأن ينتشروا في الأرض لطلب المكاسب المباحة، وابتغاء فضل الله ورزقه المباح وأمرهم بذكر الله لئلا تكون التجارة مغفلة لهم عن ذكر الله وطاعته فإن ذكر الله طريق الفلاح الذي هو الفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب، ومن ذكر الله الإحسان في التعامل مع الناس في تجارته والإحسان إلى نفسه حيث يصدق في معاملاته فلا يغش ولا يخادع.
آداب صلاة الجمعة وأحكامها ومقاصد تشريعها الواردة في الآية :
- تحقيق الإيمان والعبودية لله لمن حافظ على صلاة الجمعة حيث ناداهم الله باسم الإيمان.
- التؤدة والطمأنينة في المشي لصلاة الجمعة (فاسعوا إلى ذكر الله ) وجاءت السنة مبينة بلزوم الطمأنينة.
- الحرص على صلاة الجمعة والتبكير لها (فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع).
- ترك الدنيا وملاهيها والاشتغال بذكر الله والصلاة (فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع) .
- مشروعية الخطبتين، وأنهما فريضتان, لقوله تعالى : {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} يشمل السعي إلى الصلاة وإلى الخطبتين.
- مشروعية النداء يوم الجمعة (إذا نودي إلى الصلاة).
- النهي عن البيع والشراء بعد نداء الجمعة (إذا نودي إلى الصلاة من يوم الجمعة ) و (ذروا البيع).
- تحريم الكلام والإمام يخطب وقد جاءت السنة مبينة مفصلة لذلك.
- أن المشتغل بعبادة الله وطاعته إذا رأى من نفسه الطموح إلى ما يلهيها عن هذا الخير من اللذات الدنيوية والحظوظ النفسية شرع أن يذكرها ما عند الله من الخيرات(ذلكم خير لكم ..).

. عدد سبع فوائد من تفسير آيات فرض الحجّ.

- وجوب الحج على من استطاع إليه سبيلا (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) .
- تميز الحج والعمرة عن غيرهما من العبادات؛في وجوب اتمامها عند الشروع فيها{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}.
- وجوب ذبح ما تيسر من الهدي للمحصر ( فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ ).
- يحرم على المحرم إزالة شيء من شعر بدنه تعظيما لنسك الحج .
- مشروعية فدية التخيير (تخيير بين الصيام أو الإطعام أو النسك) لمن وقع في محظور من محظورات الاحرام (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ ) .
- أشهر الحج هي :شوال وذو القعدة، وعشر أو ثلاثة عشر من ذي الحجة ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ﴾.
- مشروعية الإكثار من ذكرالله في الأيام المعدودات، وهي أيام التشريق : ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15 رجب 1442هـ/26-02-2021م, 01:28 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة عبدالله مشاهدة المشاركة
المجموعة الرابعة:
1. الإيمان باليوم الآخر من أصول الإيمان؛ تحدّث عن هذا الأصل بإيجاز مبيّنا تقرير أدلّته وآثار الإيمان به وكيف تردّ على من أنكره.

تعريف اليوم الآخر:
الإيمان باليوم الآخر، وهو الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله بعد الموت من فتنة القبر ونعيمه وعذابه، وأحوال يوم القيامة وما يكون فيه، ومن صفات الجنة والنار، وصفات أهلهما. فيجب الإيمان بذلك كله جملة وتفصيلا.
الأدلة على ثبوت اليوم الآخر:
{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68]
وقوله تعالى ( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى} فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ} [الزمر: 68]
وقوله: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 2]
وتواترت في عذاب القبر ونعيمه الأحاديث الصحيحة والحسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم { ينظرون ما يستقبلهم من هذه الحياة الأخروية التي يجازى فيها العباد بأعمالهم، حسنها وسيئها.
{يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ - وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ - وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ - لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ - وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ - ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ - وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ - تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ - أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} [عبس: 34 - 42] [الاستدلال بهذه الآيات بعد الحديث عن عذاب القبر يوحي بأنها دالة عليها، وهي في أهوال يوم القيامة وأحوال العباد فيه]
وجاءت الآيات والأحاديث بذكر حال المؤمنون [المؤمنين] يوم القيامة وأنهم يحاسبهم حسابا يسيرا , ويعطون كتبهم بأيمانهم وتبيض وجوههم، وتثقل موازينهم, ويساقون إلى الجنة زمرا ,حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها م تتلقاهم خزنة الجنة، {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ} فينالهم من نعيمها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
وأما الكافرون المجرمون: فيحاسبهم الله حسابا عسيرا, ويعطون كتبهم من وراء ظهورهم، وتسود منهم الوجوه، وتخف موازينهم، ويساقون إلى جهنم {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}
فينالهم من العذاب أنواعا، {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ} [الكهف: 29] .
آثار الإيمان باليوم الآخر:
• الإيمان باليوم الآخر سبب لدخول الجنة والنجاة من النار.
• الإيمان باليوم الآخرييسر على النفس القيام بأوامر الله واجتناب نواهيه.
• احتساب الأجر عند الله وعدم تعجل الحسنات بل يدخرها عند الله لذلك اليوم العظيم.
• الاجتهاد في كثْرة العمل الصالح .
• الحذَر من المعاصي والمخالفات والخوف من مغبتها.
• تسلية المؤمن عمَّا يفوتُه في الدنيا .
• الاستعداد لذلك اليوم.
الرد على من أنكر يوم القيامة:
أولاً: أن أمر البعث تواتر به النقل عن الأنبياء والمرسلين في جميع الكتب الإلهية، والشرائع السماوية، فقال تعالى:قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ، قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ [الأعراف: 24] ولما قال إبليس اللعين: رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ [الحجر:36-38]. وأما نوح عليه السلام فقال: وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتًا ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا [نوح:17-18]. وقال إبراهيم عليه السلام: وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ [الشعراء:82]. إلى آخر القصة. وقال: رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ [إبراهيم:41]. وقال: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى [البقرة:260] الآية، وأما موسى عليه السلام، فقال الله تعالى: لما ناجاه: إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى [طه:15-16]. بل مؤمن آل فرعون كان يعلم المعاد، وإنما آمن بموسى، قال تعالى: حكاية عنه: وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [غافر:32-33]، إلى قوله تعالى:: يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ [غافر:39]، إلى قوله: أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46]. وقال موسى: وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ [الأعراف:156]. وقد أخبر الله في قصة البقرة: فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [البقرة:73].



ثانياً: أن أمر البعث يدل عليه العقل ,وذلك أن الذي خلقنا من العدم لايعجزه اعادتنا بعد الموت كما قال الله تعالى: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه}، وقال تعالى: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين}.
أيضا الذي خلق السماوات والأرض لايعجزه مادونها؛ قال الله تعالى: {لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس}، وقال تعالى: {أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير}.
أيضا : القادر على إحياء الأرض بعد موتها قادر على إحياء الموتى وبعثهم، قال الله تعالى: {ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير}.

ثالثاً: أن أمر البعث قد شهد الحس والواقع بإمكانه فيما أخبرنا الله تعالى به من وقائع إحياء الموتى، وقد ذكر الله تعالى من ذلك في سورة البقرة خمس حوادث منها، قوله: {أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحماً فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير}. رابعاً: أن الحكمة تقتضي البعث بعد الموت لتجازى كل نفس بما كسبت، ولولا ذلك لكان خلق الناس عبثاً لا قيمة له، ولا حكمة منه، ولم يكن بين الإنسان وبين البهائم فرق في هذه الحياة، قال الله تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم}، وقال الله تعالى: {إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى}، وقال تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعداً عليه حقاً ولكن أكثر الناس لا يعلمون * ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين * إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون}، وقال تعالى: {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير}.

[أحسنتِ، والأولى الالتزام بما ورد في المقرر]
2. من أصول موضوعات القرآن الحثّ على أداء حقّ الخالق جل وعلا وأداء حقوق المخلوقين؛ تحدّث عن هذا الأصل مبيّنا أدلته وفوائده.
من الآيات الحاثة على القيام بحقوق الله وحقوق الخلق
قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء: 36]
والآيات التي في سورة الإسراء: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23] إلى قوله: {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا} [الإسراء: 39]
هذه الآيات الكريمة فيها أعظم حق وهو حق الله الذي هو الإخلاص والعبودية ، والعبودية لله نوعان: عبودية لربوبية الله وملكه وهي العامة ، وعبودية لألوهيته ورحمته، وهي عبودية أنبيائه وأوليائه وهي الخاصة ، ثم بعدما أمر بالقيام بحق الله المقدم على كل حق أمر بالقيام بحقوق الخلق على درجاتهم ، فقال: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} وأمر بالإحسان إليهما خاصة عند الكبر فقال :{إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23]
ثم قال: {وَبِذِي الْقُرْبَى} فأمر بالإحسان إلى الأقارب , {وَالْيَتَامَى} هم الذين فقدت آباؤهم وهم صغار، فمن رحمة أرحم الراحمين أمر الناس برحمتهم والحنو عليهم والإحسان إليهم، {وَالْمَسَاكِينِ} وهو من لايجد كفايته , {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} أي: الجار القريب , {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} وهو الرفيق مطلقا في الحضر والسفر, {وَابْنِ السَّبِيلِ} وهو الغريب في غير بلده, {وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} من الرقيق والبهائم بالقيام بكفايتهم، وأن لا يحملوا ما لا يطيقون
وأمر الله بالإنفاق وذم البخل , قال تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29] فإن الله جعل الأموال قياما لمصالح الخلق؛فلا اسراف ولا تقتير.
{مَحْسُورًا} [الإسراء: 29] أي: فارغ اليد، فلا بقي ما في يدك من المال، ولا خلفه مدح وثناء.
وأمر بالصدقة عن طيب نفس ,قال تعالى: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} [البقرة: 263]
وأمر تعالى بإيفاء المكاييل والموازين والمعاملات كلها بالعدل فبه صلاح الدين والدنيا،
ونهى عن الكبر فقال تعالى : {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا} فنهى عن التكبر على الحق، وعلى الخلق، وكذلك أمر بالعفو عن الجاهل ومقابلة المسيء بالإحسان, بل جاءت آية جامعة لما يجب أن يكون عليه المؤمن فقال الله :{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199] هذه الآية الكريمة جامعة لمعاني حسن الخلق مع الناس, وقد جاءت الآيات في أخلاق المؤمنين وأنهم يؤدون ماعليهم من الواجبات تجاه ربهم ثم تجاه المخلوقين بما يصعب حصره
.
آثار تأدية حقوق الله ثم حقوق المخلوقين:
1. إصلاح النفس وترويضها على مايحبه الله .
2. تحقيق الطمأنينة و السعادة في الدنيا والآخرة.
3. الايثار وحب الخير للغير.
4. تحقيق العبودية لله وحده والسلامة من عبودية غيره.

3. فسّر قول الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ...} الآية مبيّنا دلالة هذه الآية على فضل صلاة الجمعة وآدابها وأحكامها ومقاصد تشريعها.

يأمر سبحانه عباده المؤمنين مناديا لهم باسم الإيمان أن يبادروا لصلاة الجمعة حين ينادى بها المنادي حاثا لهم على المبادرة والسعي بقلوبهم ثم بأبدانهم لا الإسراع بل باتخاذ الأسباب التي تجعله يبادر إليها وسماها الله ذكر لدخول الطاعات كلها في الذكر لله وأمرهم بترك البيع فدل على أن ترك غيره من الشواغل من باب أولى, (ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) خير لكم في دينكم ودنياكم حيث يبارك الله لكم في أرزاقكم فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه,ومن الخير أن من قدم أمر الله، وآثر طاعته على هوى نفسه، فكان ذلك برهان إيمانه، ودليل رغبته، وهذا الأمر بترك البيع مؤقت إلى انقضاء الصلاة فإذا قضيت الصلاة فأمرهم الله أمر يدل على الإباحة بأن ينتشروا في الأرض لطلب المكاسب المباحة، وابتغاء فضل الله ورزقه المباح وأمرهم بذكر الله لئلا تكون التجارة مغفلة لهم عن ذكر الله وطاعته فإن ذكر الله طريق الفلاح الذي هو الفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب، ومن ذكر الله الإحسان في التعامل مع الناس في تجارته والإحسان إلى نفسه حيث يصدق في معاملاته فلا يغش ولا يخادع.
آداب صلاة الجمعة وأحكامها ومقاصد تشريعها الواردة في الآية : [كان الأفضل فصل الآداب عن الأحكام عن المقاصد]
- تحقيق الإيمان والعبودية لله لمن حافظ على صلاة الجمعة حيث ناداهم الله باسم الإيمان.
- التؤدة والطمأنينة في المشي لصلاة الجمعة (فاسعوا إلى ذكر الله ) وجاءت السنة مبينة بلزوم الطمأنينة.
- الحرص على صلاة الجمعة والتبكير لها (فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع).
- ترك الدنيا وملاهيها والاشتغال بذكر الله والصلاة (فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع) .
- مشروعية الخطبتين، وأنهما فريضتان, لقوله تعالى : {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} يشمل السعي إلى الصلاة وإلى الخطبتين.
- مشروعية النداء يوم الجمعة (إذا نودي إلى الصلاة).
- النهي عن البيع والشراء بعد نداء الجمعة (إذا نودي إلى الصلاة من يوم الجمعة ) و (ذروا البيع).
- تحريم الكلام والإمام يخطب وقد جاءت السنة مبينة مفصلة لذلك.
- أن المشتغل بعبادة الله وطاعته إذا رأى من نفسه الطموح إلى ما يلهيها عن هذا الخير من اللذات الدنيوية والحظوظ النفسية شرع أن يذكرها ما عند الله من الخيرات(ذلكم خير لكم ..).

. عدد سبع فوائد من تفسير آيات فرض الحجّ.

- وجوب الحج على من استطاع إليه سبيلا (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) .
- تميز الحج والعمرة عن غيرهما من العبادات؛في وجوب اتمامها عند الشروع فيها{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}.
- وجوب ذبح ما تيسر من الهدي للمحصر ( فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ ).
- يحرم على المحرم إزالة شيء من شعر بدنه تعظيما لنسك الحج .
- مشروعية فدية التخيير (تخيير بين الصيام أو الإطعام أو النسك) لمن وقع في محظور من محظورات الاحرام (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ ) .
- أشهر الحج هي :شوال وذو القعدة، وعشر أو ثلاثة عشر من ذي الحجة ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ﴾.
- مشروعية الإكثار من ذكرالله في الأيام المعدودات، وهي أيام التشريق : ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ .

التقويم: ب+
خُصمت نصف درجة للتأخير.
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 15 رجب 1442هـ/26-02-2021م, 01:30 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آسية أحمد مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
1. بيّن الطريق إلى العلم بأنّه لا إله إلا الله، واستدلّ بآية على وحدانية الله تعالى وفسّرها بإيجاز.

الطريق الى العلم بأنه لا إله إلا الله ظاهرٌ من خلال عدة أمور بيّنها القرآن كما يلي:
التدبر في أسماء الله تعالى وصفاته وأفعاله أبين طريق وأوضحه يقود الى توحيده وافراده بالعباده والتأله حمدا وتمجيدا وثناءً.كما قال تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
العلم بافراده بالربوبية وأنه الخالق والرازق والمدبر للأمور يدل على استحقاقه للألوهية وحده.
العلم بانفراده وحده بالإنعام كله، الظاهر منه والباطن، والديني والدنيوي، يوجب التعلق به وحده وعبادته شكرا ومحبةً وتألهاً.
ما يشاهد من الثواب العاجل لأولياء الله تعالى الموحدين ونصرته لهم، وكذا العقاب العاجل للمشركين والمعرضين عن سبيله ودعوة رسله، فهي تدل على أن الحق مع الموحدين الذين لايشركون به شيئاً.
العلم بحقيقة الأوثان والمعبودات من دون الله، فإنها لا تنفع ولا تضر عابديها، لفقرها ونقصانها من جميع الوجوه ولذا فهي لا تستحق وصف الإلوهية ولا أن تعبد.
الكتب السماوية المنزلة جميعها أرسلت بتوحيد الألوهية، وجميعها تحمل رسالة واحدة، فاتفاقها دلالة على التوحيد.
اتفاق الأنبياء والمرسلين وشهادتهم بذلك وكذا شهادة أهل العلم بتوحيد الله كما قال تعالى :{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، فاتفاقهم وشهادتهم دليل على أن الله تعالى واحد.
التأمل في آيات الأنفس والآفاق، فإنها شاهدة على أن وحدانية الإله، بما فيها من أسرار مشاهد ولطائف مودعة، وغرائب تقود ذوي العقول الى وحدانية بارئها، كما قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}
ما شرعه الله تعالى من الأحكام بما فيها من الحكمة والعدل، وأنها أتت بالمنافع لجميع الخلق، والعدل في الحقوق والواجبات، دلالة على أن منزلها ومشرعها يستحق العبادة وحده.

آية تدل على وحدانية الله تعالى:
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}
التفسير:
في هذه الآية ذكرٌ للآيات المشاهدة التي تدل على أن الله تعالى واحد لا شريك له في ملكه وحكمه وألألوهيته، وهي آيات ظاهرة جلية لمن تدبرها وعقلها، ولذا قال في ختامها ( لقومٍ يعقلون) أي يُعملون عقولهم فيما خلقت من أجله، وذلك بالتفكر فيما أودعه الله من شواهد كونية ناطقة بتفرده، فقد أشارت الآية إلى عددٍ من المخلوقات العظيمة في السماوات، والأرض، وما بينهما من تعاقب الليل والنهار، والسفن الجارية، والغيث، والنبات، والدواب، والرياح، والسحاب، و أرشدت الى التفكر فيها وفي خلقها وتسخيرها، فقال : ( إن في خلق السماوات) فخلقها خلق عظيم، مع ارتفاعها وسمكها وثباتها بغير عمد، والكواكب التي تحويها وجريانها بنسق عجيب متوافق مع مصالح العباد، ( والأرض ) وكذا الأرض وامتددها وقرارها بما يلائم معيشة العباد وما أودعه الله فيها من كنوز، ومنافع للانسان، كله دال على وحدانية الله أعظم الدلالة والبرهان.
ومن آياته أيضاً (اختلاف الليل والنهار)، أي تعاقبهما معاً، فهما يتعاقبان خلفةً بنظام ثابت لا يتغير، وفي ذلك تسخير للإنسان بما يتضمنه من اختلاف الفصول حسب اختلاف طولهما وقصرهما، كما أن فيهما سكن للإنسان ومعاش بما يتناسب مع طبيعته وخلقته، وذلك مع المخلوقات الأخرى أيضاً، فهذا يشير الى مدبر واحد يستحق الألوهية.
وكذلك (الفلك التي تجري في البحر) أي السفن التي تجري في البحر، ثم سخر البحر ليحمل ما عليه من الانسان أو يتاجر به من البضائع، فتسير به مع الرياح المسخرة المتجهة شرقا او غربا بدون تدخل الانسان، فيصل الى وجهته حيث يريد، فالذي دبر هذا كله هو الله الواحد الأحد.
قوله(وما أنزل الله من السماء من ماء) وهو المطر الناشيء من السحاب بقدرة الله، فجعله حياة للأرض بما عليه من نبات وبشر وحيوان، ولذا قال ( فأحيا به الأرض بعد موتها) فلا تقوم حياة الا به ولا يبقى معيشة للخلق من دونه، فهي آية تدل على وحدانية الله تعالى كما أن في ضمنها دلالة على قدرته تعالى وعلى إحياء الموتى وبعثهم ونشورهم فمن احيا الارض بعد موتها قادر على احياء الناس بعد مماتهم ثم حشرهم، وذلك كما تحيا الأرض من المطر،
( وبث فيها من كل دابة ) خلق الله الدواب المتنوعة من كل صنف وفرقها ونشرها في الأرض لينتفع بها الناس، وسخرها لهم من وجوه كثيرة، وهو من يرزقهم جميعا، وهو الذي يهديهم الى اقواتهم وعالم بكل دقيق وجليل منهم.
و في ( تصريف الرياح) أي في اختلافها وحركتها باتجاهات متعددة تارة يمينا وتارة شمالا وتارة غربا وتارة شرقاً، وفي كونها تارة حارة وتارة باردة، فتنشر السحاب او تجمعه، وتارة ترسل بالرحمة وتارة ترسل بالعذاب، وتارة ترسل لواقح، وفي كل هذا منافع للخلق والعباد، ما يدل على ان مصرفها ومدبرها هو خالق إله واحد
وفي (السحاب المسخر بين السماء والأرض) فهذا السحاب المعلق الذي سخره الله لما يريد فيسوقه حيث يشاء محملاً بالماء فينزل مطراً فينبت الزرع ويسقي منه العباد والبهائم وفي ذلك حياة للأرض ومن عليها، وفيه دليل لمن تدبر وعقل على أن الله تعالى هو الواحد الأحد لا شريك له في خلقه وألوهيته.
2. تحدّث عن أصل الإيمان بالملائكة مبيّنا أدلة تقريره وآثار الإيمان به وكيف تردّ على من أنكره.
الإيمان بالملائكة أصل من أصول الايمان وركن من اركانه، وقد ورد ذكرهم في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مقرونا بالإيمان بالله ورسله وكتبه، وآيات أخرى ذكر فيها أوصافهم، ووظائفهم وما هم موكلون به، وآياتٌ أخرى فيها عبادتهم وطاعتهم لله وثناء عليهم، وفي هذا كله دلالة على هذا الأصل العظيم ووجوب الايمان به وأن وجودهم وجودا حقيقياً، فهم عباد لله مكرمون وخلق من خلق الله، يجب الايمان بهم على الجملة والتفصيل على ما ذكر عنهم من الأخبار في الكتاب والسنة، ومن ذلك مايلي:
-قول الله تعالى: " لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ" إلى اخر آية سورة البقرة (177)
-قول الله تعالى: " شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَأُو۟لُوا۟ ٱلۡعِلۡمِ قَاۤىِٕمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ" سورة آل عمران (18) فقرن شهادتهم بشهادته تعالى.
كما أنهم وسائط للتبليغ بين الله ورسله، كما قال الله عن جبريل: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ - نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ - عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} [الشعراء: 192 - 194]
وهم موكلون بما أوكله الله لكل منهم من الوظائف والأمور، فمنهم من هو موكلٌ بالرزق، ومنهم بالمطر، ومنهم نافخ الصور، والحفظة، وغير ذلك
وهم مطيعون لله تعالى لا يعصونه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وقد وصف لنا خُلُقهم وخِلقتهم، كما قال تعالى عن جبريل:
{ذوقُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ - مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} [التكوير: 20 - 21]
ومن آثار الإيمان بهم:
محبتهم، وموالاتهم، فهم عباد الله مطيعون له، يدعون للمؤمنون ويستغفرون لهم، وينصرونهم، ومنهم من ينزلون بالرحمة والغيث والمطر،
ومن ذلك قوة الايمان بالله تعالى والتوكل عليه، لأن منهم حفظة يحفظون الانسان من بين يديه ومن خلفه،
ومن الآثار ومراقبته والخوف منه تعالى، لأنه وكلهم بكتابة الاعمال واحصائها على العبد، ومنهم موكلون بالعذاب الدنيوي او الاخروي.
ومن الآثار دعاء العبد لله تعالى لأنهم يؤمنون على دعائه، وقراءة القرآن والمدارسة لأنهم ينزلون عليه بالرحمة ويحفون تلك المجالس وغير ذلك من الآثار.

وقد أجمع المسلمون على هذا الأصل والإيمان به، أما من أنكره فهم إما من الزنادقة والملحدين المنكرون لوجود الله، أومتسترون باسم الاسلام فيأولون ماجاء عنهم من الأخبار ويقولون أن الملائكة هي القوى الخيرية والصفات الحسنة الموجودة في الإنسان، ويقابلهم الشياطين الذين هم بزعهم القوى الشريرة، وهذا تحريف لآيات الله تعالى، فزادوا شناعة على شناعة، وبعض الناس اغتر بهؤلاء الزنادقة فصدقهم وتبعهم وما ذلك الا جهلا منهم وضلال وفتنة، حتى قالوا أن سجود الملائكة لآدم ليس حقيقة وإنما هو سجود مافي الأرض من قوى ومعادن للآدميين، فزادوا ضلالا على ضلال فساوو بين كفار الآدميين ومؤمنيهم وبين آدم وضربوا آيات الله ببعضها.
[فالرد على الفريق الأول بإثبات وجود الله أولا، ثم إثبات وجود الملائكة تبعًا لذلك
والرد على الفريق الثاني ببيان الأدلة من القرآن والسنة ودحض شبهاتهم في تأويل النصوص]

3. فسّر قول الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
هذه الآية جمعت مكارم الأخلاق وحسن التعامل مع الناس في ثلاث عبارات، ( خذ العفو) ومعناها أن يقبل الإنسان من الناس ما سمحت به نفوسهم، وسهلت به أخلاقهم وطبائعهم، ولا يطلب منهم أن يعاملوه بما لا تسمح به طبائعهم، فيشكرهم على إحسانهم، ويعفوا عن تقصيرهم، فيكون هينا لينا بمعاملته للناس، متواضعا غير متكبر على أحد مهما كان به من نقص أو عيب، يوقر الكبير ويرحم الصغير، فيكون كريماً مع الناس دودواٍ حسن المعاشرة.
(وأمر بالعرف)
والعرف هو كل قول حسن، فعل جميل، وخلق كامل للقريب والبعيد، أي ليأخذ الناس منك، علم نافع ديني أو دنيوي، أو نصيحة، او حث على خير من صلة، وبر، وإصلاح،أو معاونة على بر وتقوى، أو توصية على صبر، ودعوة، أو زجر عن قبيح، أو إرشاد على مصلحة. فكل ذلك من الأمر بالعرف
ثم قال ( وأعرض عن الجاهلين)
وذلك أن الانسان في تعامله مع الناس لابد أن يقابله الجهلة منهم بالأذية، وإذا كان كذلك فعليه بالإعراض عنهم، وذلك بأن لا يبادلهم الأذى بل يعفو عن إسائتهم، فيصل من قطعه، ويعدل مع من ظلمه، ويترفع عن من شتمه، وهو بذلك ينال سلامة القلب وانشراح الصدر، وحب الناس وودهم، وقد قال تعالى: قال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ - وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}

4. اذكر ثلاثة آيات دالة على الأمر بالجهاد في سبيل الله وبيّن الحكمة مشروعية الجهاد، وآدابه ، وأسباب النصر.
الأدلة:
قول الله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: 39]
قوله تعالى: {فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74) وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75)} النساء.
قوله تعالى:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ - وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ - وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [الأنفال: 45 - 47]

الحكمة من مشروعية الجهاد:
-يتحقق به إقامة دين الله، وإعلاء كلمته
-الدعوة إلى عبادته وتوحيده التي من أجله خلق العباد.
-دفع كل من قاوم أمر الله تعالى، ومقاومة الظالمين المعتدين على دين الله وعلى المؤمنين من عباده كما قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: 39] وقال : {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} [الحج: 40] فلولا مدافعة الله الناس بعضهم ببعض بأسباب متعددة، وطرق متنوعة قدرية وشرعية، ومنها الجهاد، لاستولى الكفار الظالمون، ومحقوا أديان الرسل، فقتلوا المؤمنين، وهدموا معابدهم،
-إقامة العدل، وحصول الرحمة، واستعباد الخلق لخالقهم، وأداء الحقوق كلها، ونصر المظلومين، وقمع الظالمين، ونشر الصلاح والإصلاح المطلق بكل وجه واعتبار،لا كقتال الظلمة المبني على العداوات والجشع والظلم والاستعباد للخلق.
آداب الجهاد:
-حسن النية، وكمال الإخلاص في إعلاء كلمة الحق.
- التوكل على الله تعالى والاعتماد عليه مع الأخذ بالأسباب.
- التواضع لله تعالى عند النصر ونسبة النصر اليه، والحذر من العجب،. قال الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة: 25]
- الوحدة وعدم التفرق والشتات
- سلوك طريق الحق، والعدل في قسمة الغنائم، وعدم الظلم، وتوزيعها للفقراء والأغنياء سواسية، كل حسب قسمته فإن هذين حتى لا يسود العداء بين الجيش، ويقع الطمع، وبالتالي تحل الفوضى محل النظام، ويقع الفشل، ويكون هذا الأمر أعظم سلاح للأعداء على المسلمين.
- أن تكون العلاقة بين الراعي والرعية علاقة احترام وتشاور منه الى الرعية ومن الرعية الطاعة التامة والانقياد في غير معصية، وإن حصل الاختلاف فيكون الرجوع لأهل العلم والرأي منهم وللقرآن والسنة، كمال قال تعالى: {قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: 59].

أسباب النصر:
فمن أعظمها وأهمها أمران:
الصبر والثبات، مع حسن التدبير.
ومما يعين على الصبر والثبات:
- التوكل على الله، والتضرع إليه، والإكثار من ذكره.
-حسن النية، وكمال الإخلاص في إعلاء كلمة الحق؛ فلهذا حذر تعالى من مشابهة الذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس، ويصدون عن سبيل الله، فهؤلاء لما لم يعتمدوا على ربهم، وأعجبوا بأنفسهم، وخرجوا أشرين بطرين، وكان قتالهم لنصر الباطل باءوا بالخيبة والفشل والخذلان، ولهذا أدب خيار الخلق لما حصل من بعضهم الإعجاب بالكثرة في غزوة حنين حيث قال القائل: لن نغلب اليوم عن قلة. فقال: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة: 25] فلما زال هذا الأمر عنهم، وعرفوا ضعفهم وعاقبة الإعجاب: {أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} [التوبة: 26]
- الوحدة وعدم التفرق والشتات، اتفاق القلوب، وعدم التفرق والتنازع، فإن ذلك محلل للقوة، موجب للفشل، وأما اجتماع الكلمة، وقيام الألفة بين المؤمنين، واتفاقهم على إقامة دينهم وعلى نصره فهذا أقوى القوى المعنوية التي هي الأصل، والقوة المادية تبع لها، والكمال: الجمع بين الأمرين كما أمر الله بذلك في هذه الآية،
- ومما يعين على الثبات والوحدة السمع والطاعة للأمير، وعدم عصيانه.
ومن حسن التدبير:
-اعداد القوة وبذل أسباب النصر، من التدريب العسكري وتعلم الرماية والركوب وسائر الفنون، قال تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [آل عمران: 121]، وقوله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ} [الأنفال: 60]
-أخذ الحذر، وسد جميع الثغرات التي يمكن أن يدخل منها العدو، والسعي لتوهين الاعداء وتشتتهم وتفرقهمومهادنة من يمكن مهادنته منهم،ل هذا قال:{إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ} [النساء: 90] وهذا من أكبر العون على الثبات والنصر.
- سلوك طريق الحق، والعدل في قسمة الغنائم، وعدم الظلم، وتوزيعها للفقراء والأغنياء سواسية، كل حسب نصيبه وقسمته، حتى لا يتفشى العداء بين الجيش، ويقع الطمع، وبالتالي تحل الفوضى محل النظام، ويقع الفشل،
- أن يرغب القائد الجيش على الشجاعة، وتذكيرهم بالسعي في أسبابها، والترغيب في فضائل الجهاد، وما فيه من الثمرات العاجلة والآجلة، وما في تضييعه من ضياع الدين والدنيا، واستيلاء الأعداء، والذل والدمار، فإن النفوس الأبية والهمم العلية لا ترضى لأنفسها بغير هذا الخلق الفاضل الذي هو أعلى الأخلاق وأنفعها، قال تعالى: {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ} [النساء: 104] فحثهم على الصبر بتأملهم وطمعهم في الأجر والثواب وإدراك المقامات العالية.

التقويم: أ
خُصمت نصف درجة للتأخير.
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir