دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 شعبان 1441هـ/2-04-2020م, 01:21 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس التاسع عشر: مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة آل عمران

مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 52-74)


حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
1: سبب تسمية الحواريّين بهذا الاسم.
2: المراد بالتوفّي في قوله تعالى: {إني متوفّيك ورافعك إليّ}.


تعليمات:
- دراسة تفسير سورة آل عمران سيكون من خلال مجالس المذاكرة ، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق مهارات التفسير التي تعلمها الطالب سابقا.
- لا يقتصر تفسير السورة على التفاسير الثلاثة الموجودة في المعهد.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.

- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 شعبان 1441هـ/10-04-2020م, 02:14 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
2: المراد بالتوفّي في قوله تعالى: {إني متوفّيك ورافعك إليّ}.


اختلف المفسرون في المراد بالوفاة المذكورة في هذه الآية , ومرد أقوالهم إلى قولين :
القول الأول : إن الوفاة في الآية ليست وفاة موت .

واختلف أصحاب هذا القول بعد ذلك في بيان معنى هذه الوفاة على أقوال:

1: انها وفاة نوم , فيكون المعنى : إني منيمك، ورافعك في نومك. وهو قول الأكثرين.
قاله الربيع , حيث قال في قوله تعالى : {إنّي متوفّيك} قال: يعني وفاة المنام: رفعه اللّه في منامه.
قال الحسن: قال رسول اللّه لليهود: إنّ عيسى لم يمت، وإنّه راجعٌ إليكم قبل يوم القيامة.
رواه الطبري عن المثنى عن حدّثنا إسحاق عن حدّثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع.

توجيه القول :
النوم والموت أخوان ويطلق كل منهما على الآخر، لذا كان رسول الله ﷺ يقول إذا قام من النوم: "الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور".


قال القاسمي :
لا مانع من تشبيه سلب تصرفه عليه السلام بأتباعه وانتهاء مدته المقدرة بينهم بسلب الحياة , وهذا الوجه ظاهر جدا، وله نظائر في الكتاب العزيز، قال تعالى: ﴿الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها﴾ .
قال الزمخشري: (يريد: ويتوفى الأنفس التي لم تمت في منامها، أي: يتوفاها حين تنام، تشبيها للنائمين بالموتى، ومنه قوله تعالى: ﴿وهو الذي يتوفاكم بالليل﴾ حيث لا يميزون ولا يتصرفون، كما أن الموتى كذلك).

2: إن معنى القبض هنا الاستيفاء :
هناك من قال : مستوف شخصك من الأرض , من توفى المال بمعنى استوفاه وقبضه.
وقيل : مستوف أجلك ومميتك حتف أنفك لا أسلط عليك من يقتلك، فالكلام كناية عن عصمته من الأعداء وما هم بصدده من الفتك به عليه السلام لأنه يلزم من استيفاء الله تعالى أجله وموته حتف أنفه ذلك.

ذكر هذا القول الفراء وهو قول ابن قتيبة .
وهو قول مطر الوراق والحسن وابن جريج وكعب الأحبار وجعفر بن الزبير وابن زيد.
قال مطرٍ الوراق، في قول اللّه: {إنّي متوفّيك} قال: متوفّيك من الدّنيا، وليس بوفاة موتٍ.
أخرجه الطبري وابن ابي حاتم عن الحسن بن يحيى عن عبد الرزاق عن معمر عنه

قال ابن جريجٍ : فرفعه اللّه إليه، توفّيه إيّاه، وتطهيره من الّذين كفروا.
رواه الطبري عن القاسم عن الحسين عن حجّاج عنه.

توجيه القول :
معنى الوفاة لغة : القبض، لما يقال: توفّيت من فلانٍ ما لي عليه، بمعنى: قبضته واستوفيته.


قال صاحب الكشاف : مستوفى أجلك، ومعناه أني عاصمك من أن يقتلك الكفار ومؤخر أجلك إلى أجل كتبته لك ومميتك حتف أنفك لا قتلا بأيديهم، عن مطر الوراق قال متوفيك من الدنيا وليس بوفاة موت.

3: الوفاة هنا بمعنى القبض والرفع .
قال ابن زيدٍ : متوفّيك: قابضك، قال: ومتوفّيك ورافعك واحدٌ، قال: ولم يمت بعد حتّى يقتل الدّجّال، وسيموت، وقرأ قول اللّه عزّ وجلّ: {ويكلّم النّاس في المهد وكهلاً} قال: رفعه اللّه إليه قبل أن يكون كهلاً، قال: وينزل كهلا.
رواه الطبري عن يونس عن ابن وهب عنه.

4: إن معنى "متوفيك" متقبل عملك .
ذكره ابن عطية وقال : ووقع في كتاب مكي عن قوم: وهذا ضعيف من جهة اللفظ.

الخامس : إن المراد بالوفاة موت القوى الشهوانية وحظوظ النفس العائقة عن إيصاله بالملكوت.
قال الراغب : أي : آخذك عن هواك، ورافعك إليَّ عن شهوتك، ولم يكن ذلك رفعا مكانيا، وإنما هو رفعة المحل.
وقاله أبو بكر الواسطي , ذكره الرازي عنه.
وهذا القول ضعيف كسابقه , فالأنبياء عليهم السلام عصموا من اتباع الشهوات واستحكام حظوظ النفس فيهم , أما التمتع بالطيبات التي أحلت لهم , فهذا لا يعد من اتباع الشهوات وحظوظ النفس , قال تعالى : {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية} , وقال عليه الصلاة والسلام : (حبِّب إليَّ من دنياكم النساء والطيب).

وأول ثلاثة أقوال لا تعارض بينها , فلا مانع من أن الله أنامه ثم قبضه ورفعه إليه كاملا ببدنه وروحه , وهو مع هذا مستوف أجله الذي قد كتبه له كاملا عندما يحين بعد نزوله إلى الأرض في آخر الزمان وقتله المسيح الدجال.

قال كعب الأحبار : ما كان اللّه عزّ وجلّ ليميت عيسى ابن مريم، إنّما بعثه اللّه داعيًا ومبشّرًا يدعو إليه وحده، فلمّا رأى عيسى قلّة من اتّبعه وكثرة من كذّبه، شكا ذلك إلى اللّه عزّ وجلّ، فأوحى اللّه إليه: {إنّي متوفّيك ورافعك إليّ} وليس من رفعته عندي ميّتًا، وإنّي سأبعثك على الأعور الدّجّال، فتقتله، ثمّ تعيش بعد ذلك أربعًا وعشرين سنة، ثمّ أميتك ميتة الحيّ قال كعب الأحبار: وذلك يصدّق حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حيث قال: كيف تهلك أمّةٌ أنا في أوّلها، وعيسى في آخرها؟.
رواه الطبري عن المثنى عن عبد اللّه بن صالحٍ عن معاوية بن صالحٍ عنه.


القول الثاني : إن المراد بها وفاة الموت .
وهذا قول ابن عباس حيث قال في قوله تعالى : {إنّي متوفّيك} يقول: إنّي مميتك.
أخرجه البخاري.
ورواه الطبري وابن أبي حاتم عن المثنّى عن عبد اللّه بن صالحٍ عن معاوية، عن علي عنه.

قال ابن عطية معلقا على قول ابن عباس : قول ابن عباس رضي الله عنهما: هي وفاة موت لا بد أن يتم، إما على قول وهب بن منبه، وإما على قول الفراء.

وقد فسر ابن عباس رضي الله عنهما كلامه بما أخرجه إسحاق بن بشر وابن عساكر عنه في هذه الآية وهي قوله: ( رافعك ثم متوفيك في آخر الزمان ).
وأيضا تفسيره لقول الله تعالى : ﴿وَإنْ مِن أهْلِ الكِتابِ إلّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ :
﴿قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ أيْ مَوْتِ عِيسى عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ.


وجاء عن بعضهم أن الوفاة كانت مؤقتة:
قال وهب بن منبه: توفّى اللّه عيسى ابن مريم ثلاث ساعاتٍ من النّهار حتّى رفعه إليه.
رواه الطبري وابن أبي حاتم عن ابن حميد عن سلمة، عن ابن إسحاق، عمن لا يتهم، عنه.
وأخرجه ابن عساكر


وعلى هذا القول تكون الوفاة مؤقتة ثم رفع عيسى عليه السلام بعدها , وهذا قريب من قول النصارى الذين يزعمون قتله في الرض ثم رفعه غلى السماء !
لذا أورد الطبري بعد أن ذكر قول ابن المنبه قول ابن إسحاق حيث قال: والنّصارى يزعمون أنّه توفّاه سبع ساعاتٍ من النّهار، ثمّ أحياه اللّه.
رواه الطبري عن ابن حميد عن حدّثنا سلمة، عنه.


ومنهم من قال بأن الوفاة ستكون بعد نزول عيسى عليه السلام إلى الأرض في آخر الزمان , وقالو: هذا من المقدّم الّذي معناه التّأخير، والمؤخّر الّذي معناه التّقديم.
قاله قتادة: هذا من المقدّم والمؤخّر أي رافعك إليّ ومتوفّيك.
رواه ابن ابي حاتم عن ابن محمد، عن سعيد بن بشير، عنه.
ونسبه السيوطي قولا لابن عباس فقال :
أخرج إسحاق بن بشر، وابن عساكر من طريق جوهر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله {إني متوفيك ورافعك} يعني رافعك ثم متوفيك في آخر الزمان.

وذكر هذا القول الفراء.

وهذا القول لازمه وحاصله مثل القول الأول الذي ذهب بأن الوفاة هنا ليست وفاة موت , فليزم من هذا القول أن عيسى عليه السلام رفع إلى السماء حيا , أما الوفاة فستكون بعد نزوله إلى الأرض آخر الزمان.

الراجح :
جاءت الكثير من النصوص المحكمة التي بينت بأن عيسى عليه السلام لم يمت :
قال تعالى: ﴿وَما قَتَلُوهُ وما صَلَبُوهُ ولَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ﴾
وقال : ﴿وَإنْ مِن أهْلِ الكِتابِ إلّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا ، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ ) . رواه مسلم.
عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ قال : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
( لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . قَالَ : فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ : تَعَالَ صَلِّ لَنَا . فَيَقُولُ : لَا إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ ، تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ ) . رواه مسلم.
وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ ) متفق عليه .

وقد احتاج المفسرون إلى تأويل الوفاة لما سبق من النصوص التي دلت إن الله تعالى رفعه إلى السماء من غير وفاة , ولما صح في الأخبار عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نزوله وقتله الدجال.
وهو ما رجحه كثير من المفسرين، مثل الطبرى والقرطبي والبغوي وابن كثير وغيرهم .
وهو الصحيح المجمع عليه .

قال الشنقيطي في دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب :
والجواب عن هذا ( ما يتوهم من ظاهر قوله {متوفيك} وفاة عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وقد جاء في بعض الآيات ما يدل على خلاف ذلك) من ثلاثة أوجه:
الأول: أن قوله تعالى: ﴿متوفيك﴾ لا يدل على تعيين الوقت، ولا يدل على كونه قد مضى وهو متوفيه قطعا يوما ما، ولكن لا دليل على أن ذلك اليوم قد مضى، وأما عطفه: ”ورافعك“ إلى قوله: ”متوفيك“، فلا دليل فيه لإطباق جمهور أهل اللسان العربي على أن الواو لا تقتضي الترتيب ولا الجمع، وإنما تقتضي مطلق التشريك.

الوجه الثاني: أن معنى ”متوفيك“ أي: منيمك ”ورافعك إلي“، أي: في تلك النومة.
وقد جاء في القرآن إطلاق الوفاة على النوم في قوله ﴿وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار﴾ ، وقوله: ﴿الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها﴾ .

الوجه الثالث: إن ”متوفيك“ اسم فاعل توفاه إذا قبضه وحازه إليه، ومنه قولهم: توفى فلان دينه، إذا قبضه إليه، فيكون معنى ”متوفيك“ على هذا قابضك منهم إلي حيا.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 رمضان 1441هـ/27-04-2020م, 10:39 AM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

1: سبب تسمية الحواريّين بهذا الاسم.

الأقوال:

القول الأول: سمّوا بذلك لبياض ثيابهم، وهو قول ابن عباس وسعيد بن جبير، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم، وعزاه السيوطي في الدر المنثور للفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر، وأخرجه البخاري تعليقا عن ابن عباس، وذكره الفراء وأبو عبيدة، وعزاه ابن الأنباري لقطرب وهو محمد بن المستنير.

القول الثاني: لأنّهم كانوا قصّارين يبيّضون الثّياب، وهو قول أبي أرطأة والضحاك في أحد قوليه، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم ومجاهد في تفسيره، وعزاه السيوطي في الدر المنثور لعبد بن حميد، وذكره أبو عبيدة.

القول الثالث: هم خاصّة الأنبياء وصفوتهم، وهو قول قتادة والضحاك في أحد قوليه وسفيان بن عيينة، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم، وعزاه السيوطي في الدر المنثور لعبد الرزاق وابن المنذر، وذكره الفراء وأبو عبيدة، ولم يذكر غلام ثعلب ومكي بن أبي طالب وابن أبي زمنين غيره، وهو ظاهر اختيار الفراء والزجاج، وذكر الزجاج أنه اختيار أهل اللغة ورجحه ابن كثير استدلالا بما أخرجه البخاري والترمذي وابن المنذر، عن جابر بن عبد الله عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إن لكل نبي حواريا وإن حواري الزبير".

التخريج:

القول الأول:
قول ابن عباس: رواه ابن أبي حاتم بقوله حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن ميسرة النّهديّ عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: إنّما سمّي الحواريّون قال: كانوا صيّادين لبياض ثيابهم. قال أبو محمّدٍ: وروي عن مسلمٍ البطين نحو ذلك.

وقول سعيد بن جبير: رواه ابن جرير بقوله حدّثني محمّد بن عبيدٍ المحاربيّ، قال: ممّا روى أبي، قال: حدّثنا قيس بن الرّبيع، عن ميسرة، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: إنّما سمّوا الحواريّين ببياض ثيابهم.
قيس بن الرّبيع: قال عنه يحيى بن معين: (لَيْسَ بِشَيْءٍ) كما في الضعفاء الكبير للعقيلي.

القول الثاني:
قول أبي أرطأة: رواه مجاهد وابن جرير كلاهما عن أبي أرطأة، قال: الحواريّون: الغسّالون، الّذين يحوّرون الثّياب يغسلونها.

وقول الضحاك: رواه ابن أبي حاتم بقوله حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا الوليد بن القاسم، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك في قوله: من أنصاري إلى اللّه قال الحواريّون نحن أنصار اللّه قال: مرّ عيسى بقومٍ غسّالين فدعاهم إلى الله فأجابوه، فلذلك سماهم الحواريون قال: وبالنبطية: هواري، وبالعربية المحور.

جُوَيْبِر (وهو أبو القاسم، جويبر بن سعيد الأزدي البلخي): قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: جُوَيْبِر عَنِ الضَّحَّاكِ لَيْسَ بِشَيْء، وقال عنه الذهبي: مَتْرُوك، وقال الْحَاكِم: أَنا أَبْرَأ إِلَى الله من عُهْدَة جُوَيْبِر، وضعفه الإمام أحمد، وكان يَحْيَى بْنُ سَعِيد، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيّ لا يحدثان عنه، وجرحه العقيلي في الضعفاء، وَقَالَ الجوزقاني لَا يشْتَغل بِهِ، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني وَغَيْرُهُمَا مَتْرُوكُ الْحَدِيث، قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ عنه وبعض الرواة: "لَا يُحْمَدُ حَدِيثَهُمْ وَيُكْتَبُ التَّفْسِيرُ عَنْهُمُ".

والنَّبَط: (جِيْل ينزلون سواد العراق، ويقال: النَّبيط، والأنباط. والمفرد: نَبَطي، ونُباطي، ونَباط، ويقال كذلك: بَناطي) كما في "تهذيب اللغة" و"التاج"، وفي الموسوعة العربية الميسرة: (أنهم قبائل بدوية كانت تعيش في الصحراء في شرق الأردن، وقامت لهم دولة قديمًا، سنة (169 ق. م)، وعاصمتهم البتراء، ولغتهم العربية).

القول الثالث:
قول قتادة: رواه ابن جرير وابن أبي حاتم كلاهما – واللفظ لابن جرير- من طريق إسماعيل بن عليّة، عن روح بن القاسم، أنّ قتادة ذكر رجلاً من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: كان من الحواريّين، فقيل له: من الحواريّون؟ قال: الّذين تصلح لهم الخلافة
روح بن الْقَاسِم: قال عنه الإمام أحمد: (هُوَ ثِقَة وَلَكِن روى عَنهُ الصغار).

وبلفظ آخر روى ابن أبي حاتم بقوله حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنبأ عبد الرّزّاق، قال معمرٌ قال قتادة: الحواريّ: الوزير.

وقول الضحاك: رواه ابن جرير وابن أبي حاتم كلاهما من طريق المنجاب بن الحارث، أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك قوله: الحواريّون أصفياء الأنبياء.
بشر بن عمارة: قال عنه يحيى بن معين «ضعيف الحديث».

وقول سفيان بن عيينة: رواه ابن أبي حاتم بقوله أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءةً، ثنا سفيان يعني: ابن عيينة قال: الحواريّ: النّاصر.

الترجيح:

فيما يظهر من أقوال أهل اللغة أن أصل الحور شدة البياض، كما قال ابن المبارك: (يقال حرت الثوب، أي: غسلته وبيضته وأحورت القدر إذ ا أبيض لحمها قبل النضج والعين الحوراء النقية المحاجر).
وقال الزجاج: (ويقال: لنساء الأنصار حواريات، لأنهن تباعدن عن قشف الأعرابيات بنظافتهن)، ثم قال عن سبب تسمية المحور: (وقيل: إنما قيل له محور؛ لأنه بدورانه ينصقل حتى يصير أبيض، ويقال: دقيق حوّاري من هذا، أي: قد أخذ لبابه، وكذلك عجين محوّر للذي يمسح وجهه بالماء حتى يصفو، ويقال عين حوراء إذا اشتد بياضها، وخلص، واشتد سوادها، ولا يقال امرأة حوراء إلا أن تكون مع حور عينها بيضاء).

ولهذا رجح ابن جرير الطبري وابن عطية أن القول الأول والثاني هما أصل اللفظة، أما القول الثالث فهو تقرير لحالهم، ولهذا أطلق على أصحاب عيسى عليه السلام وسموا به ثم جرى هذا الاسم على خاصة الأنبياء وناصريهم.

قال ابن جرير: (وأشبه الأقوال الّتي ذكرنا في معنى الحواريّين قول من قال: سمّوا بذلك لبياض ثيابهم، ولأنّهم كانوا غسّالين.
وذلك أنّ الحور عند العرب: شدّة البياض. ولذلك سميّ الحواريّ من الطّعام حواريًّا لشدّة بياضه، ومنه قيل للرّجل الشّديد البياض مقلة العينين أحور، وللمرأة حوراء.
وقد يجوز أن يكون حواريّو عيسى كانوا سمّوا بالّذي ذكرنا من تبييضهم الثّياب وأنّهم كانوا قصّارين، فعرفوا بصحبة عيسى واختياره إيّاهم لنفسه أصحابًا وأنصارًا، فجرى ذلك الاسم لهم واستعمل، حتّى صار كلّ خاصّةٍ للرّجل من أصحابه وأنصاره حواريّه).

وقال ابن عطية: (وهذا تقرير حال القوم، وليس بتفسير اللفظة، وعلى هذا الحد شبه النبي عليه السلام، ابن عمته بهم في قوله: وحواريّ الزبير، والأقوال الأولى هي تفسير اللفظ، إذ هي من الحور، وهو البياض، حورت الثوب بيضته ومنه الحواري).

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 شوال 1441هـ/27-05-2020م, 02:12 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 52-74)

سبب تسمية الحواريّين بهذا الاسم:
1: هيثم محمد ج+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- عند دراستك وتعليقك على الأقوال الثلاثة استبعدت القول الثالث، وأنه ليس سببا للتسمية، فكان الأولى ألا يصنّف أصلا كقول ثالث، لأن من فسّروا الحواريّ بأنه الناصر والوزير ومن تحقّ له الخلافة لم يذكروا ذلك على أنه سبب للتسمية، وإنما فسّره بذلك لما صار "الحواريّين" علما على أنصار عيسى عليه السلام، فنخلص من ذلك إلى أنهما مسألتان: معنى الحواريّين، وسبب تسميتهم -أي أنصار عيسى- بالحواريّين.
فلو فسّرنا "الحواريّ" بالناصر والوزير ومن تحقّ له الخلافة أمكننا أن نتساءل: ما سرّ تسمية الناصر والوزير بالحواريّ؟ فرجعنا إلى مسألتنا الأساسية مرة أخرى.

ويلاحظ على تحريرك أنه بحاجة إلى توسيع الاطّلاع أكثر من ذلك، وهذا من أهمّ ما يجب أن تعتني به في دراسة وتحرير مسائل التفسير، وبه يتميّز تحريرك للمسألة.
كما أوصيك بمراجعة كلام الزجّاج في المسألة خاصّة لأنك نسبت إليه ترجيحا لم يرجّحه وقد ذكر الزجّاج في سبب التسمية قولين هما: البياض والدوران، أما كلام ابن كثير إذا انتبهنا أنه لا يفصّل في المسائل اللغوية إلا بمقدار محدود، فإن كلامه يمكن أن يحمل على البياض المعنوي وهو النقاء والخلوص من المعايب، وإن لم يصرّح به، وبيان ذلك كالتالي:

الأقوال في سبب التسمية يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أصناف بحسب اشتقاق اللفظ:
الأول: أن "الحواريين" مأخوذة من الحوَر وهو البياض،
ومنه الدقيق الحواريّ سمي بذلك لشدة بياضه وصفائه.
فقيل كانوا بيض الثياب، وقيل كانوا قصّارين وصبّاغين يحوّرون الثياب أي يبيّضونها.

وقيل سمّوا بذلك لنقاء قلوبهم ونقائهم من المعايب والذنوب وإخلاصهم لنبيّهم، وظهور أثر العبادة ونورها على وجوههم، وقيل للدقيق حواريّ لنقائه من البرّ وسائر الشوائب، أو أنهم كانوا يوصلون الهدى والحقّ إلى الناس ينوّرون قلوبهم.
فهذه المعاني ترجع إلى البياض الذي هو دليل النقاء والخلوص من الشوائب، سواء كان هذا البياض حسّيا أو معنويا.
وهذا المعنى هو أشهر المعاني المأثورة في سبب التسمية.
الثاني: أن "الحواريّين" مأخوذة من الحَوْر وهو الرجوع.
حار يحور حورا إذا رجع، ومنه قوله تعالى: {إنه ظن أن لن يحور}، وحديث: "نعوذ بالله من الحور بعد الكور".
فسمّوا حواريّين لرجوعهم إلى الله.
الثالث: أنها مشتقّة من التحوير بمعنى الدوران.
فقيل سمّوا بذلك لملازمتهم الأنبياء وقربهم منهم والتفافهم حولهم.


ولعلك تراجع "مقاييس اللغة" لابن فارس لمزيد فائدة.


المراد بالتوفّي في قوله تعالى: {إني متوفّيك ورافعك إلي}.
2: فداء حسين أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- راجعي صياغة التخريج للقول الأول.
- في القول الثاني قلتِ: "2: إن معنى القبض هنا الاستيفاء"، والصياغة الصحيحة أن نقول: التوفّي يراد به القبض والاستيفاء.
- لا يوجد اختلاف بين القولين الثاني والثالث، فالقبض والاستيفاء والرفع من الأرض كلها معان واحدة، ويجب التنبيه إلى أن قول الزمخشري "ومميتك حتف أنفك" أي حين يحين أجلك، حتى لا يفهم من كلامه عكس ما أراده.
- يلاحظ عدم تخريجك لأقوال جميع أصحاب هذا القول، بل اقتصرتِ على اثنين منهم فقط، كما يلاحظ تقديمك للمفسّرين اللغوين عند نسبة القول، والواجب تقديم مفسّري السلف، فاعتني بذلك عند ترتيب أسماء المفسّرين في نسبة القول، كما أرجو الانتباه إلى بقية الملحوظات مستقبلا إن شاء الله، وفقك الله.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir