دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #151  
قديم 7 ذو الحجة 1439هـ/18-08-2018م, 12:59 AM
عبدالحميد أحمد عبدالحميد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 729
افتراضي

العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة

  #152  
قديم 7 ذو الحجة 1439هـ/18-08-2018م, 01:02 AM
عبدالحميد أحمد عبدالحميد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 729
افتراضي

التعريف في الصراط للعهد الذهني الذي يفيد الحصر؛ فهو صراط واحد لا غير.
والتعريف هنا مع إفادته الحصر يفيد معنى التشريف والتفضيل والكمال، وهذا كما تقول للطبيب: أعطني الدواء الناجع؛ فهو أبلغ من قولك: أعطني دواءً ناجعاً.
فالأول يفيد أنك تطلب منه أفضل ما لديه، وهو الدواء الذي يكون أحقّ بالتعريف مما دونه من الأدوية.

  #153  
قديم 7 ذو الحجة 1439هـ/18-08-2018م, 04:43 PM
محمد عبد الرازق محمد عبد الرازق غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
الدولة: مصر
المشاركات: 814
افتراضي

الاستعانة: هي طلب العون؛ والاعتماد على المستعان به في جلب المنافع ودفع المضار, وهي أوسع معاني الطلب, وتشمل الاستعاذة والاستغاثة والتوكل وغير ذلك؛ فكل ما يقوم به العبد من قول أو عمل رجاء تحصيل منفعة أو دفع مفسدة فهو استعانة.
أقسامها: هي على قسمين:
- استعانة العبادة: هي التي يصاحبها معان تعبدية في قلب المستعين, كالمحبة والخوف والرجاء, ولا تصرف لغير الله تعالى ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر.

  #154  
قديم 7 ذو الحجة 1439هـ/18-08-2018م, 04:46 PM
محمد عبد الرازق محمد عبد الرازق غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
الدولة: مصر
المشاركات: 814
افتراضي

الاستعانة: هي طلب العون؛ والاعتماد على المستعان به في جلب المنافع ودفع المضار, وهي أوسع معاني الطلب, وتشمل الاستعاذة والاستغاثة والتوكل وغير ذلك؛ فكل ما يقوم به العبد من قول أو عمل رجاء تحصيل منفعة أو دفع مفسدة فهو استعانة.
أقسامها: هي على قسمين:
- استعانة العبادة: هي التي يصاحبها معان تعبدية في قلب المستعين, كالمحبة والخوف والرجاء, ولا تصرف لغير الله تعالى ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر.
- استعانة التسبب: ومعناها بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب, مع الاعتقاد بأن النفع والضر بيد الله وحده, ولكونها تخلو من المعاني التعبدية, فهي ليست بعبادة, وقد تكون مشروعة, وقد تكون شركا؛ بحسب حكم السبب وحكم الغرض.

  #155  
قديم 7 ذو الحجة 1439هـ/18-08-2018م, 04:46 PM
محمد عبد الرازق محمد عبد الرازق غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
الدولة: مصر
المشاركات: 814
افتراضي

تعدية فعل الهداية في القرآن له أنواعك
- التعدي بإلى؛ قال تعالى: (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم), وهي هداية دعوة وإرشاد إلى الصرط المستقيم.
- التعدي باللام؛ قال سبحانه: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم), وذلك بمعنى حصول الهداية للعبد وتهيئتها.
- تعدي الفعل بنفسه دون حرف؛ كما في الآية هنا: (اهدنا الصراط المستقيم), فجمع هذه المعاني كلها؛ من دعوة وإرشاد, وتحقيق وتهيئة, فتجريد الفعل من الحرف خروج بالمعنى عن التعين والتخصيص بحسب معنى الحرف.

  #156  
قديم 7 ذو الحجة 1439هـ/18-08-2018م, 04:47 PM
محمد عبد الرازق محمد عبد الرازق غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
الدولة: مصر
المشاركات: 814
افتراضي

التأمين: هو قول (آمين) بعد قراءة أو سماع الفاتحة و في الصلاة وخارجها, وهي كلمة دعاء بمعنى" اللهم استجب", وهو سنة مؤكدة.
واتفق العلماء على أن المأموم يقول: (آمين), واختلفوا في الجهر بها وإخفاءها على أقوال, والراجح الجهر بالتأمين في الصلاة الجهرية.
قال صلى الله عليه وسلم: "...وإذا قال (ولا الضالين) فقولوا: آمين".
وكذلك الإمام فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ (ولا الضالين) فقال: (آمين ورفع بها صوته), وبذلك قال غير واحد من الصحابة والتابعين ومن بعدهم: أنهم يرون رفع الصوت بالتأمين, وعدم إخفائها.
وتأمين المنفرد يكون تبعا لقراءته.

  #157  
قديم 7 ذو الحجة 1439هـ/18-08-2018م, 04:48 PM
محمد عبد الرازق محمد عبد الرازق غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
الدولة: مصر
المشاركات: 814
افتراضي

من الفوائد السلوكية المستفادة من تفسير سورة الفاتحة:
- الحرص على الدين والإهتمام بالقرآن الكريم تأسيا بالصحابة الكرام في ذلك, وعدم وضع ما ليس بقرآن داخل المصحف.
- لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن, فلذلك يجب على العبد أن يحسن قراءتها وتعلم معانيها.
- استشعار معنى الفاتحة في الصلاة, وما تورثه من خشوع وخضوع.
- مداومة الحمد والشكر لله تعالى, والثناء عليه, فهو الرب وهو الإله.
- التعرض لرحمة الله التي وسعت كل شيء, وهو سبحانه رحيم بعباده.
- اعمل ما شئت, فإن الله يدين الناس بما عملوا يوم الدين, فإن شاء غفر, وإن شاء عذب.
- لا يغرنك ملك دنيا فسرعان ما يزول, وكل ملك سيزول ملكه إلا الله تعالى, فهو الملك الحق.
- العبادة تستلزم العون من الله عليها, فاستعن بالله على عبادته سبحانه.
- أنفع وأعظم الدعاء: (اهدنا الصراط المستقيم...)
- وجوب لزوم الصراط المستقيم, والبعد عن طرق المغضوب عليهم والضالين من اليهود والنصارى ومن على شاكلتهم.
- الحرص على قول (آمين) عقب الفاتحة في الصلاة وغيرها, لأنها من أسباب المغفرة وإجابة الدعاء, وأن في التأمين من الخير ما جعل اليهود يحسدون المسلمين عليه.
-

  #158  
قديم 21 ذو الحجة 1439هـ/1-09-2018م, 08:58 AM
محمود عبد الجليل محمود عبد الجليل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 26
افتراضي

الدرس الأول- الأسبوع الثاني
هي أول سور القرآن الكريم، ولا تصح صلاة المسلم دونها فهي أهم أركان الصلاة وأولها بعد النيّة، وسورة الفاتحة سورة مكية نزلت بعد سورة المدثر، وتتكون من سبع آيات أولاها البسملة وهي الوحيدة التي تبدأ بآية البسملة، وهي سورة شاملة فهي تشمل كل مقاصد القرآن ومعانيه، فقد جاء فيها حديث العقيدة، والعبادة، والإيمان بالله، ويوم القيامة، وصفات الله، ودعت إلى إفراد الله في العبادة والتوحيد له، وفيها دعاء بالهداية عند الصراط المستقيم. أوّل سورة الفاتحة البسملة فهي ثناء على الله ووصف له بالرحمن الرحيم، ثم حمدٌ له ، وآخرها دعاء لله أن ينجينا يوم الدين باجتياز الصراط

  #159  
قديم 21 ذو الحجة 1439هـ/1-09-2018م, 09:19 AM
محمود عبد الجليل محمود عبد الجليل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 26
افتراضي

لدرس الثاني- الأسبوع الثاني
اتَّفق المفسِّرون أن (الاستعاذة) ليست من القرآن، وأشهر صِيغها الواردة في السُّنة: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم"، وزِيد عليهما في بعض الروايات "من همزه ونفثه ونفخه"، وقد اشتق البعض من القرآن: "أعوذ بالرحمن" و"أعوذ بربي من همزات الشياطين وأعوذ به أن يَحضرون".



ويَجوز فيها السر والجهر على المشهور، وقد اختلف العلماء في موضع قراءتها على ثلاثة أقوال:

القول الأول: أنها قبل القراءة؛ لأن العِلة منها طرد وساوس الشيطان عند القراءة، وقدَّروا فِعلاً: فإذا أردت أن تقرأ القرآن، "فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم".



القول الثاني: يُحكى عن أبي هريرة وبعض العلماء أنها تكون بعد القراءة لطرد عُجب النفس والسُّمعة وعمَلاً بظاهر الآية: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [النحل: 98].



القول الثالث: ذهب بعض المفسِّرين إلى مشروعيتها قبل القراءة وبعدها عملاً بالوجهين، والمشهور القول الأول، وقد اختلفوا في حُكمها، فذهبت طائفة من أهل العلم إلى وجوبها؛ لأن الأمر يفيد الوجوب ما لم تصرفه القرينة، والصحيح - والله تعالى أعلم - أن الأمر مصروف إلى الاستحباب لقرينة أنه صلى الله عليه وسلم استدل ببعض الآيات من غير أن يستعيذ، فقد روى الترمذي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((ما ضلَّ قوم بعد هدى كانوا عليه، إلا أوتوا الجدل، ثم قرأ: ﴿ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ﴾ [الزخرف: 58])).

  #160  
قديم 21 ذو الحجة 1439هـ/1-09-2018م, 09:29 AM
محمود عبد الجليل محمود عبد الجليل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 26
افتراضي

لدرس الثالث الأسبوع الثاني
تفسير قوله تعالى: (الحمد لله رب العالمين)
(الفاتحة: الآية 2)



إعراب الآية:

• الحمد: مبتدأ مرفوع.

• (لله): جار ومجرور، متعلق بمحذوف، خبر المبتدأ، تقديره: ثابت أو واجب.

• (رب): نعت للفظ الجلالة، تبعه في الجر، وعلامة الجر الكسرة.

• (العالمين): مضاف إليه مجرور، وعلامة الجر الياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وجملة: (الحمد لله..) لا محل لها ابتدائية [1].



روائع البيان والتفسير:

قال القرطبي:

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ أجمع المسلمون على أن الله محمودٌ على سائر نِعَمه، وأن مما أنعم الله به الايمان، فدلَّ على أن الايمان فعله وخلقه، والدليل على ذلك قوله: ﴿ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾، والعالمون جملة المخلوقات، ومن جملتها الإيمان، لا كما قال القدرية: إنه خَلْق لهم، على ما يأتي بيانه.



الرابعة: الحمد في كلام العرب معناه: الثناء الكامل، والألف واللام لاستغراق الجنس من المحامد؛ فهو - سبحانه - يستحق الحمد بأجمعه؛ إذ له الأسماء الحسنى والصفات العلا.



ثم قال: فالحمد نقيض الذم، تقول: حمدتُ الرجل أحمده حمدًا، فهو حميد ومحمود، والتحميد أبلغ من الحمد، والحمد أعم من الشكر، والمُحمَّد: الذي كثرت خصالُه المحمودة[2].



وقال الشوكاني في فتح القدير [3]:

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ الحمد: هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري، وبقيد الاختيار فارقَ المدحَ، فإنه يكون على الجميل، وإن لم يكن الممدوح مختارًا؛ كمدح الرجل على جماله، وقوته، وشجاعته.



وقال صاحب الكشاف:

إنهما أخوان، والحمد أخصُّ من الشكر موردًا، وأعم منه متعلقًا؛ فمورد الحمد اللسان فقط، ومتعلقه النعمة وغيرها، ومورد الشكر اللسان، والجنان، والأركان، ومتعلقه النعمة[4]؛ اهـ.



وقال ابن تيمية:

"والحمد ضد الذم، والحمد خبر بمحاسن المحمود مقرون بمحبته، والذم خبر بمساوئ المذموم مقرون ببغضه، فلا يكون حمد لمحمود إلا مع محبته، ولا يكون ذم لمذموم إلا مع بُغضه، وهو - سبحانه - له الحمد في الأولى والآخرة.



وأول ما نطق به آدم: الحمد لله رب العالمين، وأول ما سمع من ربه: يرحمك ربك، وآخر دعوى أهل الجنة أن: الحمد لله رب العالمين، وأول مَن يدعى إلى الجنة الحمادون، ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- صاحب لواء الحمد، آدم فمن دونه تحت لوائه، وهو صاحب المقام المحمود الذي يَغبِطه به الأولون والآخرون؛ فلا تكون عبادة إلا بحب المعبود، ولا يكون حمد إلا بحب المحمود، وهو - سبحانه - المعبود المحمود"[5]؛ اهـ.



وقال ابن العثيمين:

﴿ الْحَمْدُ ﴾ وصفُ المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم؛ الكمال الذاتي والوصفي والفعلي؛ فهو كامل في ذاته وصفاته وأفعاله؛ ولا بد من قَيْد، وهو "المحبة والتعظيم"؛ قال أهل العلم: "لأن مجرَّد وصفه بالكمال بدون محبة ولا تعظيم، لا يسمَّى حمدًا؛ وإنما يسمى مدحًا"[6].



وقال ابن كثير[7]:

﴿ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ والرب هو: المالك المتصرف، ويطلق في اللغة على السيد، وعلى المتصرِّف للإصلاح، وكل ذلك صحيح في حق الله - تعالى.



ولا يستعمل الرب لغير الله، بل بالإضافة تقول: رب الدار، رب كذا، وأما الرب، فلا يقال إلا لله - عز وجل - وقد قيل: إنه الاسم الأعظم، والعالمين: جمع عالم، وهو كل موجود سوى الله - عز وجل، والعالَم جمع لا واحد له من لفظه، والعوالِم أصناف المخلوقات في السموات والأرض، في البر والبحر، وكل قرن منها وجيل يسمى عالمًا أيضًا[8].


[1] الجدول في إعراب القرآن دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق (1/ 23)

[2] الجامع لأحكام القرآن (1/ 133) الناشر: دار الكتب المصرية - القاهرة.

[3] هو محمد بن علي بن محمد بن عبدالله الشوكاني اليمني، فقيه مجتهد من كبار علماء اليمن، وصاحب كتاب نيل الأوطار، ولد ببلدة شوكان باليمن، ونشأ في صنعاء، وتلقى العلم على شيوخها، وجدَّ في طلبه فأكثر من المطالعة والحفظ والسماع، حتى صار عالمًا كبيرًا يشار إليه بالبنان، توافد عليه الطلاب من كل مكان، اشتغل بالقضاء والإفتاء، وكان داعية إلى الإصلاح والتجديد، ترك التقليد وسلك طريق الاجتهاد بعد أن اجتمعت فيه شرائطه كاملة، ترك مؤلفات كثيرة تدل على سعة علمه، وسلامة منهجه، توفِّي بصنعاء سنة (1250هـ).

  #161  
قديم 21 ذو الحجة 1439هـ/1-09-2018م, 09:31 AM
محمود عبد الجليل محمود عبد الجليل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 26
افتراضي

الدرس الرابع - الأسبوع الثاني

[ قرأ السبعة والجمهور بتشديد الياء من إياك وقرأ عمرو بن فايد بتخفيفها مع الكسر وهي قراءة شاذة مردودة ؛ لأن إيا ضوء الشمس . وقرأ بعضهم : أياك بفتح الهمزة وتشديد الياء ، وقرأ بعضهم : هياك بالهاء بدل الهمزة ، كما قال الشاعر :


فهياك والأمر الذي إن تراحبت موارده ضاقت عليك مصادره



و نستعين بفتح النون أول الكلمة في قراءة الجميع سوى يحيى بن وثاب والأعمش فإنهما كسراها وهي لغة بني أسد وربيعة وبني تميم وقيس ] . العبادة في اللغة من الذلة ، يقال : طريق معبد ، وبعير معبد ، أي : مذلل ، وفي الشرع : عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف .

وقدم المفعول وهو إياك ، وكرر ؛ للاهتمام والحصر ، أي : لا نعبد إلا إياك ، ولا نتوكل إلا عليك ، وهذا هو كمال الطاعة . والدين يرجع كله إلى هذين المعنيين ، وهذا كما قال بعض السلف : الفاتحة سر القرآن ، وسرها هذه الكلمة : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) [ الفاتحة : 5 ] فالأول تبرؤ من الشرك ، والثاني تبرؤ من الحول والقوة ، والتفويض [ ص: 135 ] إلى الله عز وجل . وهذا المعنى في غير آية من القرآن ، كما قال تعالى : ( فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون ) [ هود : 123 ] قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا ) [ الملك : 29 ] رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا ) [ المزمل : 9 ] ، وكذلك هذه الآية الكريمة : ( إياك نعبد وإياك نستعين .

وتحول الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب ، وهو مناسبة ، لأنه لما أثنى على الله فكأنه اقترب وحضر بين يدي الله تعالى ؛ فلهذا قال : ( إياك نعبد وإياك نستعين وفي هذا دليل على أن أول السورة خبر من الله تعالى بالثناء على نفسه الكريمة بجميل صفاته الحسنى ، وإرشاد لعباده بأن يثنوا عليه بذلك ؛ ولهذا لا تصح صلاة من لم يقل ذلك ، وهو قادر عليه ، كما جاء في الصحيحين ، عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب . وفي صحيح مسلم ، من حديث العلاء بن عبد الرحمن ، مولى الحرقة ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فنصفها لي ونصفها لعبدي ، ولعبدي ما سأل ، إذا قال العبد : ( الحمد لله رب العالمين ) [ الفاتحة : 2 ] قال : حمدني عبدي ، وإذا قال : ( الرحمن الرحيم ) [ الفاتحة : 3 ] قال : أثنى علي عبدي ، فإذا قال : ( مالك يوم الدين ) [ الفاتحة : 4 ] قال الله : مجدني عبدي ، وإذا قال : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) [ الفاتحة : 5 ] قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين [ الفاتحة : 6 ، 7 ] قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل . وقال الضحاك ، عن ابن عباس : إياك نعبد يعني : إياك نوحد ونخاف ونرجو يا ربنا لا غيرك وإياك نستعين على طاعتك وعلى أمورنا كلها .

وقال قتادة : إياك نعبد وإياك نستعين يأمركم أن تخلصوا له العبادة وأن تستعينوه على أمركم .

وإنما قدم : ( إياك نعبد على وإياك نستعين لأن العبادة له هي المقصودة ، والاستعانة وسيلة إليها ، والاهتمام والحزم هو أن يقدم ما هو الأهم فالأهم ، والله أعلم .

  #162  
قديم 21 ذو الحجة 1439هـ/1-09-2018م, 09:33 AM
محمود عبد الجليل محمود عبد الجليل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 26
افتراضي

الدرس الخامس الأسبوع الثاني
قال السعدي: "قال - تعالى -: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾؛ أي: دُلَّنا وأرشدنا، ووفِّقنا للصراط المستقيم، وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله، وإلى جنته، وهو معرفة الحق والعمل به، فاهدنا إلى الصراط، واهدنا في الصراط؛ فالهداية إلى الصراط: لزوم دين الإسلام، وترك ما سواه من الأديان، والهداية في الصراط، تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علمًا وعملاً؛ فهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد؛ ولهذا وجب على الإنسان أن يدعوَ الله به في كل ركعة من صلاته؛ لضرورته إلى ذلك"؛[2] اهـ.



وقال ابن القيم: "﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6] يتضمَّن بيان أن العبد لا سبيلَ له إلى سعادته إلا باستقامته على الصراط المستقيم، وأنه لا سبيل له إلى الاستقامة إلا بهداية ربه له، كما لا سبيل له إلى عبادته بمعونته، فلا سبيل له إلى الاستقامة على الصراط إلا بهدايته.



وقوله: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6] يتضمَّن بيان طرفي الانحراف عن الصراط المستقيم، وأن الانحراف إلى أحد الطرفين انحرافٌ إلى الضلال الذي هو فساد العلم والاعتقاد، والانحراف إلى الطرف الآخر انحرافٌ إلى الغضب الذي سببُه فساد القصد والعمل"[3].



وقال ابن العثيمين - رحمه الله -: قوله تعالى: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾: ﴿ الصِّرَاطَ ﴾ فيه قراءتان: بالسين: {السراط}، وبالصاد الخالصة: ﴿ الصِّرَاطَ ﴾؛ والمراد بـ﴿ الصِّرَاطَ ﴾ الطريق؛والمراد بـ "الهداية" هداية الإرشاد، وهداية التوفيق؛ فأنت بقولك: {اهدنا الصراط المستقيم} تسأل الله تعالى علماً نافعاً، وعملاً صالحاً؛ و﴿ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ أي الذي لا اعوجاج فيه..



قوله تعالى: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾: ﴿ الصِّرَاطَ ﴾ فيه قراءتان: بالسين: {السراط}، وبالصاد الخالصة: ﴿ الصِّرَاطَ ﴾؛ والمراد بـ﴿ الصِّرَاطَ ﴾ الطريق؛ والمراد بـ "الهداية" هداية الإرشاد، وهداية التوفيق؛ فأنت بقولك: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ تسأل الله تعالى علماً نافعاً، وعملاً صالحاً؛ و﴿ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ أي الذي لا اعوجاج فيه.. [4].



وقال ابن باز - رحمه الله - [5]: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾، والمستقيم الذي ليس فيه عوج، قال الله -تعالى- لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ ﴾ [الشورى: 52، 53]؛ فالرسول -صلى الله عليه وسلم- بعثه الله ليهديَ إلى صراط مستقيم، وهكذا الرسل جميعًا، كلهم بعثوا ليهدوا إلى الصراط المستقيم يعني: يدعون الناس إلى الصراط المستقيم وهو توحيد الله وطاعة أوامره وترك نواهيه والوقوف عند حدوده، هذا صراط الله المستقيم[6].

  #163  
قديم 21 ذو الحجة 1439هـ/1-09-2018م, 09:35 AM
محمود عبد الجليل محمود عبد الجليل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 26
افتراضي

فائدة من الدرس السادس ،الأسبوع الثاني
عند قول سفيان الثوري رحمه الله : يكتب للرجل من صلاته ما عقل منها . وهذه مسألة مهمة ينبغي التنبه لها وهي أن المسلم اذا احسن القصد في طلبه من الله الهداية على وجه الرجاء واستحضر الخشوع عند قراءة الفاتحة التي جعلها الله بينه وبين عبده ، انعكس ذلك على قلبه وبالتالي على جوارحه خشوعا واستحضارا فيكتب له من صلاته النصف بل يكتب من الفالحين الذين هم في صلاتهم خاشعون ، وهذا يبين أهمية الفاتحة وأنه ينبني عليها الفلاح والفوز بحسب قصد قاريها واستحضاره وخشوعه ، وربما لا يناله من صلاته شيء لانشغال قلبه عن القراءة وعدم تعقله لما يتلوه فيها أو يتلى عليه فيها .
وفائدة اخرى من الدرس السابع وهي قول النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه » ، هذه الحديث يبين سعة رحمة الله على عباده وذلك بكلمة واحدة لا تتجاوز الست أحرف ان قالها مستجيبا متبعا مستحضرا لامر الله ساعيا الى الموافقة مع امامه بقولها ، يترتب عليه ان يغفر الله له ما تقدم من ذنبه ، سبحان الله ! ، كلمة لا تأخذ من الوقت ثانية يترتب عليها غفران جميع الذنوب المتقدمة - عدا الكبائر والحقوق - وهنا يتضح سبب حسد اليهود لنا لانهم يعلمون اهمية ذلك فهم يعلمون ويحرفون وكما وصفوا هم قوم بهت يبهتون الحق ولا ينساقون اليه ولا يستجيبون ، لذلك جعلوا من المغضوب عليهم ، نسأل الله السلامة .

  #164  
قديم 21 ذو الحجة 1439هـ/1-09-2018م, 09:37 AM
محمود عبد الجليل محمود عبد الجليل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 26
افتراضي

الدرس السابع الأسبوع الثاني

لا خلاف بين العلماء القائلين بمشروعية التأمين للمأموم، أنه لا يجهر به، إذا أسرّ الإمام بالقراءة. أي: في الصلاة السرِّية، كالظهر، والعصر.
واختلفوا في صفة تأمينه إذا جهر الإمام. أي: في الصلاة الجهرية: كالفجر، والمغرب، والعشاء، والجمعة، والعيدين وغيرها1. اختلفوا في ذلك على قولين:
القول الأول: إن المأموم يجهر بالتأمين، إذا جهر الإمام بالقراءة.
وإلى هذا القول ذهب: القائلون بمشروعية التأمين له. ومنهم: أصحاب المذاهب الثلاثة: (مالك في رواية المدنيين 2، والشافعي في القديم وهو الأصح

  #165  
قديم 21 ذو الحجة 1439هـ/1-09-2018م, 10:04 AM
رضا فتحي محمد العبادي رضا فتحي محمد العبادي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 142
افتراضي المقدمة الأولى - الأسبوع الثاني

المقدمة الأولى: بيان فضائل سورة الفاتحة
الفاتحة فُرِضَ على كلِّ من دخل الإسلام تعلمها بلفظها ؛ لأنه لا تصح عبادة الصلاة دونها ؛لأجل ذلك كانت عظيمة القدر وقراءتها عظيمة الثواب ، لم يؤت نبي قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثلها .
وأدلة فضلها كثيرة منها :
. حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم له:: لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن» قال الحمد لله رب العالمين}«هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري.

2. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري.

3. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين (
ولها من الأحاديث في فضلها لا تصح وقد أغنانا الله عنها بالصحيح ، فالحمد لله حافظ دينه من الدخيل عليه

  #166  
قديم 21 ذو الحجة 1439هـ/1-09-2018م, 10:05 AM
رضا فتحي محمد العبادي رضا فتحي محمد العبادي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 142
افتراضي المقدمة الثانية - الأسبوع الثاني

المقدمة الثانية :
الفاتحة لها أسماء عدة منها :
1: فاتحة الكتاب، سُميت بذلك لأنّها أوّل ما يُستفتح منه، أي يُبدأ به، وهو أكثر الأسماء وروداً في الأحاديث والآثار الصحيحة.
2 - فاتحة القرآن، باعتبار أنها أوّل ما يقرأ منه لمن أراد قراءة القرآن من أوّله، أو أوّل ما يقرأ من القرآن في الصلاة.
-3 الفاتحة، وهو اسم مختصر لما قبله، والتعريف فيه للعهد الذهني، وهو أكثر أسمائها شهرة واستعمالاً عند المسلمين، لاختصاره وظهور دلالته على المراد.
- 4. أم القرآن، سميت بذلك لتضمنها أصول معاني القرآن والدين .
5. - أم الكتاب، وفي معناه قولان كالقولين في معنى اسم "أمّ القرآن"، والصواب الجمع بين المعنيين لصحّتهما، وصحّة الدلالة عليهما، وعدم تعارضهما.
6. - {الحمد لله رب العالمين}، وهو من باب تسمية السورة بأول آية فيها.
7. - {الحمد لله}، وهذا الاسم اختصار لما قبله،
8. والحمد، وهو اختصار لما قبله، وقيل لأجل ذكر الحمد فيها، وهو من الأسماء المشتهرة لهذه السورة العظيمة.
9. - السبع المثاني لقول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} ،
10. - القرآن العظيم ، ودليل هذا الاسم ما تقدّم من أحاديث أبي هريرة وأبيّ بن كعب وأبي سعيد بن المعلّى

ومما ذكر من أسماء أخرى للفاتحة : الشافية، والكافية، والوافية، والرقية، والصلاة، والدعاء، والسؤال، والشكر، والكنز، والأساس.

  #167  
قديم 21 ذو الحجة 1439هـ/1-09-2018م, 10:06 AM
رضا فتحي محمد العبادي رضا فتحي محمد العبادي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 142
افتراضي القدمة الثالثة - الأسبوع الثاني

المقدمة الثالثة: شرح مسائل نزول سورة الفاتحة
المسألة الأولى: الخلاف في مكيّة سورة الفاتحة
جاء قول العلماء في مكية الفاتحة أم مدنيتها على ثلاثة أقول :
الأول : أنها مكية
الثاني: أنها مدنية
الثالث : أنها مكية مدنية
إلا أن القول الأول هو الصحيح ؛ لاستقامته مع الدليل النقلي والعقلي .
المسألة الثانية: خبر نزول سورة الفاتحة
حديث ابن عباس رضي الله عنهما :(بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم.
يبين خبر نزول الفاتحة على قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ،ويبين كذلك فضلها وعظم أجرها .
المسألة الثالثة: ترتيب نزول سورة الفاتحة
لا يصحّ في ترتيب نزول سورة الفاتحة حديث ولا أثر _ مما وقفت عليه_ ، ولا تحديد لتاريخ نزولها.
المسألة الرابعة: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش ؟
لا يجزم في هذه المسألة بنفي ولا إثبات أن فاتحة الكتاب نزلت من كنز تحت العرش وما ورد في إثبات نزولها حديثان ضعيفان :
أحدهما: حديث يُروى عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:« إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين .
والآخر: حديث يُروى علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: حدّثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش .

  #168  
قديم 21 ذو الحجة 1439هـ/1-09-2018م, 10:07 AM
رضا فتحي محمد العبادي رضا فتحي محمد العبادي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 142
افتراضي المقدمة الرابعة - الأسبوع الثاني

المقدمة الرابعة: عدد آيات سورة الفاتحة
أجمع القرَّاء والمفسّرون غلى أن الفاتحة آياتها سبعة مستدلين في ذلك بقول الله تعالى : [ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم]
وكذلك مع ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم من تفسيرها بسورة الفاتحة؛ فيكون العدد منصرفاً إلى آياتها.
وقال ابن جرير: لا خلاف بين الجميع من القرَّاء والعلماء في ذلك.
وقد اتّفق علماءُ العدد على أنها سبع آيات.
ولكن جاء الخلاف في عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة على قولين:
القول الأول: البسملة آية من الفاتحة.
والقول الثاني: لا تعدّ البسملة من آيات سورة الفاتحة، وهؤلاء يعدّون [أنعمت عليهم] رأس آية.
والخلاف معتبر بين العلماء تؤيده اختلاف القراءات القرآنية .

  #169  
قديم 21 ذو الحجة 1439هـ/1-09-2018م, 10:08 AM
رضا فتحي محمد العبادي رضا فتحي محمد العبادي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 142
افتراضي الدرس الثاني - الأسبوع الثاني

الدرس الثاني: تفسير الاستعاذة
تفسير الاستعاذة:
الاستعاذة هي الالتجاء إلى الله تعالى ،من بيده العصمة من شرِّ ما يُستعاذ منه.
وقد أمرنا الله تعالى بالاستعاذة به مطلقاً من الشيطان الرجيم في غير وضع من القرآن الكريم ،قال تعالى {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ}.، وعند قراءة القرآن خاصة ؛ قال الله نعالى : [فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم * إنّه ليس له سلطانٌ على الّذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون].
ولا سبيل للعصمة من كيد الشيطان إلا بالاستعاذة بالله والإيمان به والتوكّل عليه.
,`وذلك بقراءة السور والآيات والأدعية والأذكار والتعويذات الشرعية التي جعلها الله سبباً مباركاً للعصمة من كيد الشيطان .
وينبغي للمؤمن أن يغلق على الشيطان مداخله على الإنسان، وأهمها: الغفلة، والهوى، والغضب، والفرح، والشهوة، والشحّ، والفضول.
فهذه المداخل التي يدخل منها الشيطان على كثير من الناس فيستزلّهم؛ فمن أقام دون كلّ مدخل منها حرساً من ذكر الله والاعتصام به والعمل بما أرشد الله إليه في كلّ أمر من هذه الأمور؛ فقد وقي شرّا عظيماً.

  #170  
قديم 21 ذو الحجة 1439هـ/1-09-2018م, 10:10 AM
رضا فتحي محمد العبادي رضا فتحي محمد العبادي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 142
افتراضي الدرس الثاني - الأسبوع الثاني

الاستعاذة من الشيطان عند قراءة القرآن :
قال الله تعالى : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم * إنّه ليس له سلطانٌ على الّذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكلون }
فالشيطان يريد أن يحول بين المرء وبين الانتفاع بالقرآن بما يستطيع من الكيد، فإن استطاع أن يردّه عن تلاوته أصلاً ردّه حتى يقع في هجران القرآن؛ فإن عصاه المسلم فقرأ القرآن اجتهد في صدّه عن الانتفاع بتلاوته بإفساد قصده، أو إشغال ذهنه، أو التلبيس عليه في قراءته أو غير ذلك من أنواع الكيد، إذ لا شيء أنكى على الشيطان ولا أغيظ عليه من أن يتّبع المسلم هدى ربّه جلّ وعلا ويفوز بفضله ورحمته.
وَمَن عصمه الله من كيد الشيطان عند تلاوته للقرآن كان أقرب إلى إحسان تلاوته، وتدبّر آياته، والتفكّر في معانيه، وعَقْلِ أمثاله، والاهتداء بهداه، وكان أحرى بالخشية والخشوع، والسكينة والطمأنينة، والتلذّذ بحلاوة القرآن، ووجدان طعم الإيمان، والفوز بنصيب عظيم من فضل الله ورحمته وبركاته.
هل الاستعاذة قبل القراءة أو بعدها ؟
قال الله تعالى : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم }
جاءت الأقوال بالاستعاذة قبل القراءة أم بعده على قولين :
الأول : قبلها وهو : أصحّ الأقوال في تفسير هذه الآية، وهو قول جمهور العلماء من المفسّرين واللغويين، ورجّحه ابن جرير واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية.
ونُسب إلى الإمام مالك وحمزة الزيات القول بأن الاستعاذة بعد القراءة، ولا يصحّ ذلك عنهم.
قال ابن الجزري: ( هو قبل القراءة إجماعاً ولا يصح قولٌ بخلافه، عن أحد ممن يعتبر قوله، وإنما آفة العلم التقليد).
ثم إنَّ المعنى الذي شُرعت الاستعاذة له يقتضي أن تكون قبل القراءة؛ لأنها طهارة الفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث وتطييب له، وتهيؤ لتلاوة كلام الله تعالى.

صِيَغ الاستعاذة
روي في صيغ الاستعاذة عدد من الأحاديث النبوية والآثار عن الصحابة والتابعين.
فمن الأحاديث المرفوعة: قول النبي صلى الله عليه وسلم:
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . وهذه أصحّ ما روي من صيغ الاستعاذة، وبها يقول الشافعي وكثير من الفقهاء والقراء.
- اللهم إني أعوذ بك من الشيطان، من همزه ونفخه ونفثه
- أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه
- اللّه أكبر كبيرًا، ثلاثًا، الحمد للّه كثيرًا، ثلاثًا، سبحان اللّه بكرةً وأصيلًا ثلاثًا، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان من همزه ونفخه ونفثه .

- ومن الآثار المروية عن الصحابة رضي الله عنهم:
1. افتتح عمر الصلاة، ثم كبر، ثم قال: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك , وتعالى جدك، ولا إله غيرك، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، الحمد لله رب العالمين .
2. عن ابن عمر أنه كان يتعوذ يقول: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»، أو «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.
وفي رواية عند عبد الرزاق وابن المنذر كان يقول: « اللهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان الرّجيم »

ومن الآثار المروية عن بعض التابعين:
1. عن ابن عباس أنه كان يقول: «رب أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم.

2. عن محمد بن سيرين أنه كان يتعوذ قبل قراءة فاتحة الكتاب وبعدها، " أعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين، وأعوذ بالله أن يحضرون.
3. ما رواه كهمس بن الحسن عن عبد الله بن مسلم بن يسار، قال: سمعني أبي، وأنا أستعيذ بالسميع العليم، فقال: «ما هذا؟» قال: قل: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم). رواه ابن أبي شيبة.

وهذه الأحاديث والآثار تدلّ على أنّ الاختيار في صيغة الاستعاذة واسع، وقد اختلفت اختيارات أئمة الفتوى والقراءات ، لكن ينبغي أن يختار من الصيغ المأثورة، وأن لا يتّخذ صيغة غير مأثورة شعاراً له يكثر منها عند القراءة؛ لأنّ الأصل في القراءة الاتّباع.

  #171  
قديم 21 ذو الحجة 1439هـ/1-09-2018م, 10:11 AM
رضا فتحي محمد العبادي رضا فتحي محمد العبادي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 142
افتراضي الدرس الثاني - الأسبوع الثاني

تحقيق الاستعاذة:
وتحقيق الاستعاذة يكون بأمرين:
أحدهما: التجاء القلب إلى الله تعالى وطلب إعاذته بصدق وإخلاص معتقداً أن النفع والضر بيده وحده جلّ وعلا، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
والآخر: اتّباع هدى الله فيما أمر به ليعيذه، ومن ذلك بذل الأسباب التي أمر الله بها، والانتهاء عما نهى الله عنه.
فمن جمع هذين الأمرين كانت مستعيذاً بالله حقاً.

حكم الاستعاذة لقراءة القرآن
جاءت أقوال العلماء في حكم الاستعاذة لقراءة القرآن على ثلاثة أقوال:
القول الأول: هي سنّة في الصلاة وخارجها، وهو قول جمهور العلماء.
والقول الثاني: لا يستعيذ في صلاة الفريضة، ويستعيذ في النافلة إن شاء، وفي غير الصلاة، وهذا قول الإمام مالك في المشهور عنه.
والقول الثالث: وجوب الاستعاذة لقراءة القرآن، وهذا القول يُنسب إلى عطاء بن أبي رباح وسفيان الثوري، ولم أره مُسنداً عنهما.
والراجح هو القول الأول وهو قول جمهور أهل العلم رحمهم الله تعالى.



حكم الجهر بالاستعاذة
أما في الصلاة فيسرّ بها على قول الجمهور في استحباب الاستعاذة، قال ابن قدامة: يسرّ الاستعاذة ولا يجهر بها ، لا أعلم فيه خلافا . وهو راجح الأقوال .
وأما في القراءة خارج الصلاة؛ فيجهر بها على نحو ما يجهر بقراءته، وهو قول جمهور أهل العلم من القراء والفقهاء.
ثم ذكر عن بعض قراء المدينة أنهم كانوا يخفون التعوذ ويجهرون بالقراءة، وذكر عن بعضهم أنهم كانوا يقرؤون من غير استعاذة.





خبر نزول الاستعاذة
ما روي في نزول الاستعاذة :عن عبد الله بن عباس، قال: أوَّل ما نزل جبريل على محمد، قال: يا محمد، قل: أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم. ثم قال: قل بسم الله الرحمن الرحيم. ثم قال :اقرأ باسم ربك الذي خلق .
وهو حديث ضعيف الإسناد منكر المتن .

معنى "الشيطان "
لا يختلف المعنى اللغوي للشيطان عن المعنى الاصطلاحي : وهو لفظ جامع للبعد والمشقّة والالتواء والعُسر. ,وهذه المعاني متحققة في الشيطان ، نعوذ بالله منه .

معنى وصف الشيطان بأنه "رجيم"
الرجم في اللغة : الرمي بالشرّ وبما يؤذي ويضرّ، ويكون في الأمور الحسية والمعنوية.
فمن الأول: الرجم بالحجارة، ورجم الشاطين بالشهب.
ومن الثاني: الرجم بالقول السيء من السبّ والشتم والقذف والتخرّص.
وفي معنى الرجيم قولان:
أحدهما: أنه بمعنى مرجوم، كما يقال: لَعِين بمعنى ملعون، وقتيل بمعنى مقتول.
والقول الآخر: أنه بمعنى راجم، أي يرجم الناس بالوساوس والربائث.
والقولان صحيحا المعنى متحققان في الشيطان وعلاقته بالإنسان .



هل تُجوَّد الاستعاذة كما تُجوَّد تلاوة القرآن؟
على اعتبار أن الاستعاذة ليست من القرآن ، وهو قول جموع العلماء .
فمن العلماء من اختار عدم ترتيلها لأنها ليست بقرآن.

والمشهور عن القرّاء ترتيلها، وقد تكلّموا في ( أحكام وصل الاستعاذة بالبسملة وبالآية بعدها، وفي الوقف عليها ) - كما هو معروف في كتب القراءات والتجويد- ، وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يجهر بآمين ويمدّ بها صوته، وهي ليست بقرآن اتفاقاً.

  #172  
قديم 21 ذو الحجة 1439هـ/1-09-2018م, 10:14 AM
رضا فتحي محمد العبادي رضا فتحي محمد العبادي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 142
افتراضي الدرس الثالث - الأسبوع الثاني

تفسير البسملة
المراد بالبسملة:
المراد بالبسملة هنا قول (بسم الله الرحمن الرحيم )
واشتهر إطلاق اسم البسملة على كلمة (بسم الله الرحمن الرحيم).
وأكثر ما تستعمل التسمية لقول (بسم الله).
ويقع في كلام بعضهم استعمال اللفظين للمعنيين، والسياق يخصص المراد.

هل البسملة آية؟
(بسم الله الرحمن الرحيم) قرآن منزّل بلا خلاف، وكان يُفصل بها بين السور، للأحاديث:
- حديث أنس بن مالك رضي الله ... قال: «أنزلت علي آنفا سورة؛ فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم {إنا أعطيناك الكوثر. فصل لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر} "
- وحديث أمّ سلمة رضي الله عنها أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . .. الحديث
وقد تواتر النقل عن جماعة من القراء بقراءة البسملة في أوّل كلّ سورة عدا سورة براءة، والبسملة فيها رواية عن عاصم.
وأجمع الصحابة رضي الله عنهم على تجريد المصحف مما سوى القرآن، وكتبوا {بسم الله الرحمن الرحيم} للفصل بين السور، ولم يكتبوا (آمين) لأنها ليست قرآناً، مع أنَّ قول آمين بعد الفاتحة من السنن الثابتة.
فكلّ ذلك من الدلائل الدالة على أنّ {بسم الله الرحمن الرحيم} قرآن منزّل، ولا ينبغي الاختلاف في ذلك، وإنما اختلفوا في العدّ،
قالَ أبو بكرٍ البيهقيُّ : (لم يختلف أهل العلم في نزول {بسم الله الرحمن الرحيم} قرآنا، وإنما اختلفوا في عدد النزول).

هل تُعدُّ البسملة ُآيةً في أوّل كلّ سورة؟
باقي السور فلا خلاف بين أهل العدد في عدم عدِّ البسملة من آيات السور، وإن كانوا يقرؤون بها في أوّل كل سورة غير براءة وقد قرأ بها عاصم في رواية عنه.
وأما إثباتها آية في أول كل سورة فلم يذهب إليه أحدٌ من أهل العدد
وأهل العدد الذين اعتنوا بعدِّ آيات القرآن الكريم ومعرفة فواصله من قرّاء الأمصار الأوائل الذين تلقوا القراءة )
والمقصود أنّ هؤلاء كلّهم لم يعدّوا البسملة آيةً في أوّل كلّ سورة إلا ما تقدّم في الفاتحة، فعدّها أصحاب العدّ الكوفي والمكي آية من آيات سورة الفاتحة، ولم يعدّها الآخرون.
ولذلك اختلف العلماء في البسملة في هذه المواضع في أوائل السور عدا الفاتحة والتوبة هل هي آية أو لا على أقوال:
- اختار شيخ الإسلام ابن تيمية أنها آية مستقلة في أول كل سورة وليست من السور، فلا تعد مع آيات السور، وهو رواية عن أحمد، وقول لبعض الحنفية.
قال ابن تيمية: (هو أوسط الأقوال وبه تجتمع الأدلة فإن كتابة الصحابة لها في المصاحف دليل على أنها من كتاب الله، وكونهم فصلوها عن السورة التي بعدها دليل على أنها ليست منها).
ولا خلاف في أن البسملة بعض آية في سورة النمل في قوله تعالى: {إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم}.
وفي اتفاق أهل العدد على عدم عدّها آية في أوّل كلّ سورة غير الفاتحة دليل على أنّ الآخذ بهذا القول آخذٌ بقولٍ صحيحٍ لا شكَّ فيه، مع قيام الاحتمال القويّ على أنّ الأقوال المأثورة عن بعض أهل العلم في عدّها آية من كلّ سورة قد تكون صحيحة عن بعض القراء الأوائل، وأنّها مما قد تختلف فيه الأحرف السبعة.

  #173  
قديم 21 ذو الحجة 1439هـ/1-09-2018م, 10:20 AM
رضا فتحي محمد العبادي رضا فتحي محمد العبادي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 142
افتراضي الدرس الثالث - الأسبوع الثاني

معنى اسم (الله) جلَّ جلاله
اسم (الله) هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى، وهو أخصّ أسماء الله تعالى؛ وأعرف المعارف على الإطلاق.
ومعنى اسم (الله) يشتمل على معنيين عظيمين متلازمين:
المعنى الأول: هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال؛ فهذا الاسم يدلّ باللزوم على سائر الأسماء الحسنى؛ فهو الخالق البارئ المصوّر، وهو الملك الغنيّ الرازق، وهو القويّ القدير القاهر.. الخ
وهكذا سائر الأسماء الحسنى والصفات العلى.
ودلالة هذا الاسم على سائر الأسماء الحسنى بالتضمّن واللزوم دلالة ظاهرة .
ويستلزم كمال ربوبيّة الله تعالى، وما يدلّ على ذلك من أسمائه وصفاته.
ويستلزم كمال ملكه وتدبيره، وما يدلّ على ذلك من الأسماء والصفات.
والمعنى الثاني: هو المألوه أي المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه، كما قال تعالى: {وهو الله في السموات وفي الأرض} أي: المعبود في السماوات والمعبود في الأرض.
والعبادة لا تسمى عبادة حتى تجتمع فيها ثلاثة أمور:
الأمر الأول: المحبة العظيمة .
الأمر الثاني: التعظيم والإجلال .
الأمر الثالث: الذل والخضوع والانقياد .
وهذه الأمور الثلاثة (المحبة والتعظيم والانقياد) هي معاني العبادة ولوازمها التي يجب إخلاصها لله عز وجل، فمن جمع هذه المعاني وأخلصها لله فهو من أهل التوحيد والإخلاص.

  #174  
قديم 21 ذو الحجة 1439هـ/1-09-2018م, 10:21 AM
رضا فتحي محمد العبادي رضا فتحي محمد العبادي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 142
افتراضي الدرس الثالث - الأسبوع الثاني

معنى اسم الله : (الرحمن)
(الرحمن) ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء، .. وهو اسم مختصّ بالله تعالى، لا يُسمَّى به غيره.
معنى اسم الله : (الرحيم)
(الرحيم) فعيل بمعنى فاعل، أي: راحم، ووزن فعيل من أوزان المبالغة؛ والمبالغة تكون لمعنى العظمة ومعنى الكثرة.
والله تعالى هو الرحيم بالمعنيين؛ فهو عظيم الرحمة، وكثير الرحمة.
والرحمة نوعان: رحمة عامة ورحمة خاصة:
- فجميع ما في الكون من خير فهو من آثار رحمة الله العامة .
- وأما الرحمة الخاصة فهي ما يرحم الله به عباده المؤمنين مما يختصهم به من الهداية للحق واستجابة دعائهم وكشف كروبهم وإعانتهم وإعاذتهم وإغاثتهم ونصرهم على أعدائهم ونحو ذلك كلها من آثار الرحمة الخاصة.
الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و"الرحيم".
اختلف العلماء في سبب اقتران هذين الاسمين، وكثرة تكررهما مقترنين، على أقوال أحسنها وأجمعها:
قول ابن القيم رحمه الله تعالى: ( (الرحمن) دالٌّ على الصفة القائمة به سبحانه، و(الرحيم) دال على تعلقها بالمرحوم؛ فكان الأول للوصف والثاني للفعل.
فالأول دال على أن الرحمة صفته. ، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته.

  #175  
قديم 21 ذو الحجة 1439هـ/1-09-2018م, 10:21 AM
رضا فتحي محمد العبادي رضا فتحي محمد العبادي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 142
افتراضي الدرس الثالث - الأسبوع الثاني

الجهر والإسرار بالبسملة في الصلاة
مسألة الجهر بالبسملة في الصلاة من المسائل التي اشتهر فيها الخلاف بين الفقهاء واتّسع، وكثرت فيها الآثار والأقوال، وصًنّفت فيها مصنفات، وأطال كثير من الفقهاء والمفسّرين وشرّاح الأحاديث بحثها.
وقد اختلف الفقهاء في الجهر بالبسملة في الصلاة الجهرية على أربعة أقوال:
القول الأول: يقرأ بها سراً ولا يجهر بها. ، وهو أرجح الأقوال وهو قول الجمهور
والقول الثاني: لا يقرأ بها سراً ولا جهراً .
والقول الثالث: يُستحب له أن يجهر بها.
والقول الرابع: إن شاء جهر وإن شاء أسرّ.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحضور, تسجيل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir