دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1437هـ/10-03-2016م, 03:07 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الخامس: مجلس مذاكرة تفسير سورة البقرة من الآية 40 إلى الآية 57

مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير سورة البقرة
الآيات (40 - 57)

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.

استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.


السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر
قوله تعالى:
{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)} البقرة.
2: ما المراد بالبلاء العظيم في قوله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}.
3:
ما المراد بالمنّ والسلوى في قوله تعالى: {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى}؟



المجموعة الثانية:
1:
فسّر قوله تعالى:
{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)} البقرة.
2: ما الحكمة من تسمية إخراج المال زكاة وهو نقص منه؟
3: بيّن المراد بالحق والباطل في قوله تعالى: {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}.



المجموعة الثالثة:
1:
فسّر قوله تعالى: {
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)} البقرة.
2: ما معنى الأولية في قوله تعالى: {وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ}؟
3: ما معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين؟


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1437هـ/10-03-2016م, 10:41 AM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

السؤال الأول :
استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني اسرائيل
-ليستبشر المسلم دائما بفرج الله وكرمه ، فهما اشتد الظلم والبغي والطغيان فإن الله تعالى يمهل ولا يهمل ، ولبعلم الظالم أنه مكره إلى زوال وبوار ، وظلمه سيعود عليه ، قال تعالى : ( وإذ أنجيناكم من آل فرعون .... ) بعد أن طغى وتجبر وقتل الأولاد واستحيا النساء وادعى الألوهية ، وكان الله تعالى له بالمرصاد ، قال تعالى : ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ) فنصر الله آت لا محالة ولكن على المسلم أن يثبت على أمر الله ،قال تعالى حكاية عن نبيه صلى الله عليه وسلم : ( قل ياقوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون)
-لا تنظر ياعبد الله إلى مصائب الدنيا أنها شر ، بل هي في طيها خير كثير ، وحكمة حكيم
قال تعالى : ( يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم ، وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ) فقد بلغ الأمر منتهاه ، وبلغ الظلم أوجه ، ومن بين هذا وذاك يأتي الخير من حيث لم يخطر للانسان على بال .
قال تعالى في بداية نصر بني اسرائيل بعد أن قال : ( ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ماكانوا يحذرون ، وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ) فالله تعالى يدبر الأمر حيث أراد لحكمة تخفى على الخلق ، ولكن حتما قضاء الله لا يكون شرا محضا ، بل هو خير وتربية ومغفرة .
-الله تعالى يكرم عباده الصالحين وينصرهم على من عاداهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ، فلما نصر موسى وقومه من فرعون غير العادات التي عهدها البشر ، قال تعالى : ( وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون ) فجعل البحر طريقا سهلا للمرور ، قال تعالى : ( فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى ) أمنهم من الغرق وادراك فرعون لهم ، وأغرق فوعون وقومه على مرأى منهم ، فاللجوء إلى الله هو العصمة والنجاة والفوز في الدارين .
-على المسلم أن يتحلى بالصبر في كل أموره ، وإلا جاء الأمر بما يكره وما يعود عليه بالضر . قال تعالى : ( وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده ) لم يصبر بنو اسرائيل أربعين يوما وضاقوا به ذرعا فكان عاقبة استعجالهم أن عبدوا العجل وقال تعالى حكاية عن السامري ( هذا إلهكم وإله موسى فنسي) ونسبوا إلى موسى عليه السلام ما لا يليق به لجهلهم واستعجالهم .
-المسارعة إلى مرضاة الله من أهم ما يحرص عليه المسلم ليكون له عادة ، ( وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ) فالأربعين كلها ميعاد ، وعجل موسى للقاء ربه ، قال تعالى : ( وما أعجلك عن قومك ياموسى ، قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك ربي لترضى )
-على المسلم أن يخرج من قلبه كل ما يشغله عن الله وطاعته ، خشية أن يزيغ ، فمن يهديه من بعد الله ؟ قال تعالى : ( ثم اتخذتم العجل من بعده ) فقد هوت قلوبهم عبادة غير الله ، وحكى عنهم تعالى : { وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } فمازالت قلوبهم تميل إلى هذا فسهل عليهم عبادة العجل .
-ليس فقط الظلم هو ظلمك للآخرين ، ولكن ظلمك لنفسك بالمعاصي والاعراض عن طاعة الله وأمره هو من الظلم الذي تحاسب عليه ، قال تعالى : ( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) فراجع نفسك في كل تصرفاتك ، واعلم أن محاسب على ما كسبت يداك ( كل نفس بما كسبت رهينة ) ولا تستهين بالمعصية إن كان ضررها يعود عليك وحدك دون غيرك .
-من رحمة الله تعالى بأمة الحبيب صلى الله عليه وسلم أن رفع عنهم الاصر والأغلال التي كانت في أسلافهم ، فشرع لهم التوبة ، فرب دمعة نزلت من عينك صاحبها خشية في القلب في ظلمة الليل وفي كنف الله وستره كفيلة أن يمحو الله لك بها ما مضى من ذنب ، قال تعالى فيمن كان قبلنا : ( فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليك ) فاعجل بالتوبة والاستغفار قبل فوات الأوان ، قال تعالى : ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون )
-على الداعي إلى الله أن يكون صبورا شفيقا ، يبين للمدعو خطأه ويعينه على العودة إلى الله ويسهل له الأمر ، فهذا موسى عليه السلام يبدأ بقوله : ( ياقوم أنكم ظلمتم أنفسكم ) فيها من الاشفاق عليهم والترغيب في التوبة والعودة إلى الله مافيها ، ثم بين السبب ( باتخاذكم العجل) ثم فتح لهم باب العودة إلى الله ( فتوبوا إلى بارئكم ) وشرع في بيان الطريق : ( فاقتلوا أنفسكم ) ثم يبين لهم الفضل في ذلك ( ذلكم خير لكم عند بارئكم ) .
وقد كان صلى الله عليه وسلم مثالا في ذلك حتى قال له ربه : ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) وهذا يبين مدى حلمه وأناته وسعة صدره صلى الله عليه وسلم
-الحذر كل الحذر من الجرأة على الله ومجاهرته بالمعاصي أو الكلام بما ليس له به علم والتكلف في معرفة الغيب فهذا لايليق بالمسلم ، وعاقبته وخيمة لا تحمد عقباها ، فبنو اسرائيل عندما تجرؤوا على الله فقالوا : ( وإذ قلتم ياموسى لن نؤمن لك حتى ترى الله جهرة ) غاية الجرأة على الله ورسوله ، فكان عقابهم : ( فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون )
وقال تعالى عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم – وهو عليه الصلاة والسلام أفضل الخلق - : ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين ) وهو حاشاه صلى الله عليه وسلم من ذلك
-من اعتاد الذل والهوان صعب عليه العزة والشرف والرئاسة ، فقد نكل بنو اسرائيل عن التزام شرع الله ودخول القرية ومحاربة الظالمين فيها وكان مجرد دخولهم نصرا : ( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم ) وقال تعالى عنهم في المائدة : ( قالوا ياموسى إنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون ) فهم اعتادوا على الهوان مع فرعون وقومه والذلة ، فصعبت عليهم مواقف الأبطال ، ومن هنا علينا أن ننتبه إلى أن نربي من تحتنا على معاني الشرف والعزة بالاسلام والقوة بالحق والايمان
-التوبة الاستغفار سبب في نزول الرحمات وتتابع الخيرات ، قال تعالى : ( وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين ) فالبدار للتوبة والاعتراف بالخطأ وعبادة الله على نور وبصيرة .
المجموعة الثالثة :
فسر قوله تعالى : ( يابني اسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون ، وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون )
هذه الآيات في قوله تعالى : ( يابني اسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم )
الأمر في الآية لبني اسرائيل – على قول جمهور العلماء-بالدخول في الاسلام ومتابعة محمد صلى الله عليه وسلم ومهيجا لهم بذكر أبيهم اسرائيلوهو يعقوب عليه السلام ـ وتقديره : يا بني العبد الصالح المطيع لله كونوا مثل أبيكمفي متابعة الحق ،
ومثله قوله تعالى ( ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا ) ،فالآية في التذكير بنعم الله على أبائهم ، لأن الذين صادفهم محمد صلى الله عليهوسلم لم يكونوا أنبياء ، قال تعالى : ( إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا)،والتذكير بنعم الآباء للأبناء أسلوب من أساليب العرب المعروف .
وفي قوله تعالى ( أنعمت عليكم ) يؤكد هذا .
الذكر في كلام العرب على الذكر بالقلب واللسان وتتبعهما الجوارح
والنعمة هنا اسم جنس ، خصصها بعض العلماء بذكر بعضها –
-قالمجاهد : نعمة الله التي أنعم بها عليهم فيما سمى وفيما سوى ذلك ، فجر لهم الحجر ،وأنزل عليهم المن والسلوى ، ونجاهم من عبودية بني اسرائيل – وهو اختيار الطبري .
-النعمة هنا أن أدركهم مدة محمدصلى الله عليه وسلم
-منحهم التوراة وعلمها وجعلهمأهلا لحملها
-قال ابن عطية : هذه الأقوالللتفسير بالمثال ، وحمل الآية على العموم أفضل
(وأوفوا بعهديأوف بعهدكم)
قال ابن عطية : أمروجوابه. وقال : ووفاءهم بعهدالله أمارة لوفاء الله تعالى لهم بعهدهم
والوفاء بالعهد : هو التزام ما تضمن من فعل
اختلف المفسرون في العهد هنا :
-قيل : عام في جميع أوامرهونواهيه ووصاياه ، فيدخل في ذلك ذكر محمد صلى الله عليه وسلم فيالتوراة.
-أن يذكروا بما فيه من ذكر نبوةمحمد صلى الله عليه وسلم
-قال ابن عباس : عهدي الذي أخذتهفي أعناقكم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم إذا جاءكم – أنجز لكم ما وعدتكم عليهبتصديقه واتباعه ، بوضع ماكان عليكم من الأصر والأغلال التي كانت في أعناقكمبذنوبكم التي كانت من أحداثكم .
-قال أبو العالية : عهده إلىعباده دين الاسلام وأن يتبعوه
-قيل :العهد الذي في قوله تعالى : ( خذوا ما آتيناكم بقوة )
-قال ابن جريج : العهد في قولهتعالى : ( ولقد أخذ الله ميثاق بني اسرائيل ) وعهده أن يدخلهم الجنة .
ويجمع هذه الأقوال أن الله تعالى أخذ عليهم العهد والالتزام أن يتبعوا أوامره ودينه ويؤمنوا بأنبيائه
ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم المذكور عندهم التوراة وتصديقه ، وهو سبحانه يرفع عنهم ما أصابهم بكفرهم وطغيانهم ويدخلهم الجنة
(وإياي فارهبون )
الرهبة : يتضمن الأمر بها معنىالتهديد .
وهي : - اخشون
-قال ابن عباس : أي أنزل بكم ماأنزلت بمن كان قبلكم من آبائكم من النقمات التي قد عرفتم من المسخ وغيره .
قال ابن كثير : وفي هذه الآيةانتقال من الترغيب إلى الترهيب ، فدعاهم إليه بالرغبة والرهبة ، لعلهم يرجعون إلىالحق واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والاتعاظ بالقرآن وزواجره وامتثال أوامرهوتصديق أخباره ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
(وءامنوا بما أنزلت مصدقالما معكم ولا تكونوا أول كافر به ، ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإيايفاتقون)
مناسبة الآيةلما قبلها :
بعد أن دعاهم الله تعالى بالرغبةوالرهبة لعلهم يرجعون ، وأن الهداية للطريق المستقيم من عند الله تعالى ،
بين الطريق ووضحه فقال : ( وءامنوا بما أنزلت مصدقا .... ) الآية
أمنوا: صدقوا
بما أنزلت: القرآن الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم مشتملا على الحق
لما معكم: التوراة والانجيل
ولا تكونوا أولكافر به
قال ابن عطية – ووافقه ابن كثيركان قد كفر قبلهم كفار قريش فإنما معناه من أهل الكتاب ، إذ هم منظور إليهم فيمثل هذا لأنهم حجة مظنونة بهم العلم ، فالمراد أول من كفر من بني اسرائيلمباشرة
عود الضمير في(به) على أقوال :
-قال الزجاج : كتابكم والقرآن
-وذكر ابن عطية: التوراة
وعلى هذا تكون الهاء ( به) لكتابهم لأنهم إذا كتموا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في كتابهم فقد كفروا به – أيبالكتاب – وعلى قول أنها التوراة يجيء قوله تعالى : ( أول كافر به ) مستقيما علىظاهره في الأولية
-قيل يعود على محمد صلى اللهعليه وسلم وقاله أبو العالية وغيره
-قال ابن عباس : ولا تكونوا أولمن كفر به وعندكم فيه من العلم ماليس عند غيركم
-واختار ابن جرير أن الضمير في(به) يعود على القرآن
وقال ابن كثير : عوده على القرآنومحمد صلى الله عليه وسلم كلاهما صحيح لأنهما متلازمان
فالله سبحانه أمرهم أن يؤمنوا بما أنزل في كتابهم ومنه بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ولايكتموها ، ويؤمنوا بما أنزل معه من القرآن . لا تكونوا أول فريق كفر به .
ولا تشتروابآياتي ثمنا قليلا :
أي : لا تعتاضوا عن الايمان بآياتيوأوامري ونواهيي وتصديق رسولي ثمنا قليلا من الدنيا وشهواتها .وكأنه تعالى يبين سبب المبادرة للكفر لأن الدنيا ملأت قلوبهم فطلبوها بكل مايستطيعون ولو كان معاوضة عن الايمان
واختلف المفسرونفي الثمن الذي نهوا عنه :
-أن الأحبار كانوا يعلمون دينهمبالأجرة فنهوا عن ذلك بكتبهم
-كان لأحبار مأكلة يأكلونهاعلىالعلم كالراتب فنهوا عن ذلك.
-أن الأحبار أخذوا رشا على تغييرقصة محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة
ففي الآية انكار عليهم بأن يكون علمهم وتعليمهم مقابل عرض زائل من الدنيا .
واياي فاتقون
التقوى :أن تعمل بطاعة الله رجاء رحمة الله على نور من الله ، وأن تترك المعاصي مخافة عذابالله على نور من الله , وفي الآية توعد من الله فيما يعتمدونه من كتمان الحق واظهارخلافه ومخالفتهم الرسول صلى الله عليه وسلم. فالآية تدلهم على أن تقوى الله تعالى فيه نجاتهم وعفتهم أن أخذ عرضا من الدنيا مقابل نعم الله عليهم من علم وتعليم
السؤال الثاني :
ما معنى الأولية في قوله تعالى : ( وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم لا تكونوا أول كافر به )
ذكر ابن عطية في عود الضمير في قوله ( به ) : أنه على التوراة – وقال : وعلى هذا تكون الهاء ( به)لكتابهم لأنهم إذا كتموا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في كتابهم فقد كفروا به – أيبالكتاب – وعلى قول أنها التوراة يجيء قوله تعالى : ( أول كافر به ) مستقيما علىظاهره في الأولية ، لأنه من المعلوم أن كفار قريش كفروا بالقرآن قبلهم .
ويجوز أن يكون ( أول فريق كفر به ) لأن الآخرين تبع لهم ، فجاء بلفظ المفرد والمعنى الجمع فراعى كليهما .
وتدل الآية على مبادرتهم للكفر بخلاف ما يجب أن يكونوا عليه وهم الذين جاءهم خبر محمد صلى الله عليه وسلم والايمان به . ومبادرتهم في الكفر صار عليهم فيها اثمهم واثم من وراءهم
السؤال الثالث :
مامعنى تفضيل بني اسرائيل على العالمين ؟
-قال قتادة وابن جريج وابن زيد وغيرهم : المعنى على عالم زمانهم الذي كانت النبوة فيهم مكررة والملك ، قال تعالى : ( إذا جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين) . لأن الله تعالى يقول : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) – وهذا القول الراجح -
-قيل التفضيل : بنوع من الفضل لا يلزم تفضيلهم مطلقا ، حكاه الرازي ، وقال ابن كثير : فيه نظر
-قيل : فضلوا على سائر الأمم لاشتمال أمتهم على الأنبياء منهم – حكاه القرطبي ، وقال ابن كثير : فيه نظر ، لأن العالمين عام يشمل من قبلهم ومن بعدهم من الأنبياء ، وابراهيم الخليل قبلهم ، وهو أفضل من سائر أنبيائهم ، ومحمد صلى الله عليه وسلم بعدهم وهو أفضل الخلق

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1437هـ/10-03-2016م, 11:55 AM
هلال الجعدار هلال الجعدار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 608
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير سورة البقرة ( الآيات 40 – 57)

مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير سورة البقرة
الآيات 40 – 57))

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.
من الفوائد السلوكية والدعوية مما ذكر في هذه القصة هنا:-
- أن النعمة على الآباء نعمة على الأبناء ، وهو أسلوب دعوي بليغ استخدمه النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة فكان يذكر بأبيهم إبراهيم ، وملة إبراهيم عليه السلام.
- التذكير بنعم الله من أساليب الدعوة ، فكثيرا ما يأتي في القرآن الدعوة بذكر النعمة والمنعم.
- معرفة العهد الذي أخذه الله على جميع بني آدم ، وتذكرته عند الهم بمعصية وسماع الغاوين ، مع تذكر قوله تعالى: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم}.
- معرفة اسلوب الترغيب والترهيب ، وفيما يرغب ومما يرهب ، وهذا من أساليب الدعوة التي استخدمها الله سبحانه ونبيه صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة مع كفار مكة ومع غيرهم فيما بعد.
- العلم والتعلم ، ومعرفة أن أفضل أشغال الدنيا طلب العلم فقوله تعالى لهم : {وآمنوا بما أنزلت} يتضمن طلب علم فلا إيمان بلا علم.
- تطهير القلب ومراقبة ومجاهدة النفس ، فبدون ذلك لا يستطيع المرء أن يتقبل الحق وإن سمعه لا ينتفع به ، بل ربما كان سبب ضلالة قال تعالى: {ولا تكونوا أوّل كافرٍ به}مع أنهم من الأحبار والرهبان. فكيف بمن لا علم عنده، وهذا مما يستفاد منها دوام التواضع والخضوع للحق وعدم الاغترار والكبر.
- الإخلاص وهو مراد كل فعل وغايته أن يكون خالصاً لله ، وعدم جعل الطاعات مطية للتكسب . قال تعالى: {ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلًا}.
- معرفة معنى تقوى الله مع معرفة فوائدها، وهذا مما يعين على امتثال الأمر واجتناب النهي.
- معرفة الحق واتباعه ومعرفة الباطل واجتنابه ، وسؤال الله ذلك في كل وقت وحين ، وهذا يتطلب طلب العلم وتعليم الناس.
- بذل النفس في طلب العلم وتعليمه للناس ، وعدم كتمانه بشرط أن يكون علم حقيقي لا إدعاء.
- معرفة مكانة ومنزلة الصلاة ، وفضلها في كل الشرائع ، وهذا يزيد من حبها والصبر على أدائها وتعلم أحكامها.
- معرفة أن من أعون الأمور للداعي إلى الله خاصة والناس عامة الصبر والصلاة.
- الصحبة الصالحة ومرافقة الصالحين قال تعالى: {واركعوا مع الرّاكعين}. فالصاحب ساحب.
- معرفة وفقه الدعوة ، ومن ذلك يتبين أن أهم ما يهتم به المرء هي نفسه أولاً وأن الدعوة بالفعل أبلغ وأنفع من الدعوة بالقول ، فعمل رجل في ألف رجل أفضل من قول ألف رجل في رجل.
- معرفة معنى البر وأبوابه ، ودعوة الناس إليها ، وليس عدم القدرة على فعل أمر أو ترك نهي مانع من الدعوة إليه، وإن كان العمل مع القول أفضل.
- تذكر يوم لقاء الله والعرض عليه سبحانه ، مما يزهد في الدنيا ويباعد عن المعاصي.
- معرفة فضل بني إسرائيل على أهل زمانهم ،ومعرفة ما فضلهم الله به.
- معرفة طبائع بني إسرائيل وشدة عنادهم ، والموفق من عرف المداخل التي أوتوا منها وهلكوا بسببها ن مع تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( لتتبعن سنن من كان قبلكم )) فمعرفة قصص وسير أهل الكتاب من المهمات.
السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى
1: فسّر قوله تعالى:{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)} البقرة.
جـ1: تفسير الآيتين:
{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ}: استفهام معناه التقرير والتوبيخ.
{النَّاسَ} :والمقصود بالناس هنا قيل أتباعهم من أهل الكتاب ، وقيل العرب .
{بِالْبِرِّ}: والبر هو جماع كل خير وطاعة .
{وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} :ثم نبههم على أنفسهم التي هي أولى بالحث والدعوة إلى البر والخير .
{وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ}:أي وانتم تدرسون وتقرؤون التوراة وتدعون إلى العمل بما فيها. قال ابن كثير : وليس المراد ذمّهم على أمرهم بالبرّ مع تركهم له، بل على تركهم له، فإنّ الأمر بالمعروف [معروفٌ] وهو واجبٌ على العالم، ولكنّ [الواجب و] الأولى بالعالم أن يفعله مع أمرهم به، ولا يتخلّف عنهم، كما قال شعيبٌ، عليه السّلام: {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا باللّه عليه توكّلت وإليه أنيب} [هودٍ: 88].فكلٌّ من الأمر بالمعروف وفعله واجبٌ، لا يسقط أحدهما بترك الآخر على أصحّ قولي العلماء من السّلف والخلف.

{أَفَلَا تَعْقِلُونَ}: أي أفلا تمنعون أنفسكم وتحجبونها عن ذلك الفعل ، والعقل: الإدراك المانع من الخطأ مأخوذ منه عقال البعير، أي يمنعه من التصرف، ومنه المعقل أي موضع الامتناع.
{وَاسْتَعِينُوا}:أي اطلبوا العون من الله سبحانه بهذه الأفعال المعينة.
{بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ}:قيل الصبر مقصوده الصوم ، وقيل هو على بابه فالصبر الامتناع عن المعاصي وما يغضب الله وهو أنواع صبر عن المعصية ، وصبر على الطاعة ، وصبر عند المصيبة، والصلاة هي من أكبر العون على الثّبات في الأمر ، عن حذيفة، قال: ((كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا حزبه أمرٌ فزع إلى الصّلاة)).
{وإنّها لَكَبِيرَةٌ}: أي الصلاة أو الوصية كلها ، وكبيرة: أي شاقة ثقيلة .
{الْخَاشِعِينَ}:أي المخبتين الخائفين، والخشوع هيئة في النفس يظهر منها على الجوارح سكون وتواضع.
معنى الآيات إجمالاً: يقول سبحانه موبخاً ومقرعاً وزاجراً أهل الكتاب من اليهود أن ما يفعلوه من الدعوة إلى الخير وامتثال الأمر واتباع النبي وما عندهم في التوراة مع أنهم لا يفعلون ما يأمرون به أن ذلك دليل على قلة عقلهم وعدم إدراكهم للخير والشر ومع ذلك فهم على خطرٍ شديد ولو دعوا للخير ، ثم ارشدهم لما يستعينوا به على فعل الطاعات وترك المنكرات وهما الصبر والصلاة ، وبيّن مكانتهما وأرشد إلى عِظم شأنهما ثم بين النوع المستفيد بهذه الوصية وهو فقط الخاشعين الخائفين من الله المخبتين له سبحانه.



2:المراد بالبلاء العظيم في قوله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}.
جـ2: البلاء معناه الامتحان والاختبار ، ويكون في الخير والشر قال تعالى:{ونبلوكم بالشّرّ والخير فتنةً}، وهو أكثر ما يُقال في الشر؛ وورد في المراد بالبلاء العظيم في الآية قولان:
الأول : وهو قول من جعل مرجع الإشارة في قوله تعالى: {وفي ذلكم} إلى التنجية من بني إسرائيل، فيكون البلاء بمعنى النعمة والخير. قال تعالى:{ وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا} ، ويروي عن الأحنف أنه قال: (البلاء ثم الثناء)، أي الأنعام ثمّ الشكر.وهو قول ابن عباس ومجاهد وابن جرير وغيرهم ، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
الثاني: وهو قول من جعل مرجع الإشارة في قوله تعالى: {وفي ذلكم}إلى ما كانوا فيه من العذاب المهين من ذبح الأبناء واستحياء النّساء، فيكون البلاء هنا في الشر. قال القرطبيّ: وهذا قول الجمهور ، ذكره ابن عطية وابن كثير

3:ما المراد بالمنّ والسلوى في قوله تعالى: {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى}؟
جـ3: المراد بالمنّ
أورد المفسرين عبارات متقاربةٌ في شرح المنّ، فمنهم من فسّره بالطّعام، ومنهم من فسّره بالشّراب:
فقيل هو شيء يسقط على الشجر حلو يشرب. قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاس:[ كان المنّ ينزل عليهم على الأشجار، فيغدون إليه فيأكلون منه ما شاؤوا ].
وقيل المنّ صمغة حلوة. قاله مجاهد
وقيل: هو عسل . قال الرّبيع بن أنسٍ:[المنّ شرابٌ كان ينزل عليهم مثل العسل، فيمزجونه بالماء ثمّ يشربونه ]، وكذا قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: [إنّه العسل ]. ، وروي عن الشّعبيّ أنه قال: [عسلكم هذا جزءٌ من سبعين جزءًا من المنّ].
وقيل: الذي ينزل اليوم على الشجر. قال عكرمة: (( المنّ: شيءٌ أنزله اللّه عليهم مثل الطّلّ، شبه الرّب الغليظ ))
وقيل: المنّ خبز الرقاق مثل النقي. سُئل وهب بن منبّهٍ عن المن فقال: [خبز الرّقاق مثل الذّرة أو مثل النقيّ ].
. وقيل: هو الترنجبين وقيل الزنجبيل. قال السّدّيّ: [ قالوا: يا موسى، كيف لنا بما هاهنا؟ أين الطّعام؟ فأنزل اللّه عليهم المنّ، فكان يسقط على شجر الزّنجبيل ].
قول جامع:
قال ابن كثير: [والظّاهر، واللّه أعلم، أنّه كلّ ما امتنّ اللّه به عليهم من طعامٍ وشرابٍ، وغير ذلك، ممّا ليس لهم فيه عملٌ ولا كدٌّ، فالمنّ المشهور إن أكل وحده كان طعامًا وحلاوةً، وإن مزج مع الماء صار شرابًا طيّبًا، وإن ركّب مع غيره صار نوعًا آخر، ولكن ليس هو المراد من الآية وحده؛ والدّليل على ذلك قول البخاريّ:
حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا سفيان، عن عبد الملك، عن عمر بن حريثٍ عن سعيد بن زيدٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم (( الكمأة من المنّ، وماؤها شفاءٌ للعين ))].وذكر الزجاج وابن عطية معنى هذا القول.

- أما السلوى
السّلوى طير بإجماع من المفسرين، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والربيع بن أنس وغيرهم.
و قال القرطبيّ: دعوى الإجماع لا تصحّ؛ لأنّ المؤرخ أحد علماء اللّغة والتّفسير قال: إنّه العسل، واستدلّ ببيت الهذليّ هذا، وذكر أنّه كذلك في لغة كنانة؛ لأنّه يسلّى به ومنه عين سلوان، وقال الجوهريّ: السّلوى العسل، واستشهد ببيت الهذليّ أيضًا.
شربت على سلوانةٍ ماء مزنةٍ .......فلا وجديد العيش يا ميّ ما أسلو
وقيل : هو طائر يميل إلى الحمرة كالسماني. قاله ابن عباس ، وابن مسعود وناس من الصحابة
وقيل : هو طائر السماني بعينه. وهو قول لابن عباس ، و مجاهدٌ، والشّعبيّ، وغيرهم.
وقيل : السّلوى العسل. وهو قول المؤرخ و الجوهري ، وهو قول غلطه ابن عطية

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2 جمادى الآخرة 1437هـ/11-03-2016م, 04:43 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست .
-الفوائد السلوكية :
-الثقة بالله سبحانه والتوكل عليه فالذي نجى موسى وبني إسرائيل من فرعون قادر على نجاتنا من كل سوء
- اليقين بأنه إذا كان الله معنا فليس شيء ضدنا
-الايمان بأن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك
- الايمان بأن في كل تقدير من الله وقضاء حكمة عظيمة
- يجب علينا شكر نعم الله التي أنعم الله بها علينا والحذر من استدراج الله لنا بها
- عدم سؤال ماليس بحق لنا لأن ذلك يجرنا إلى ويلات ومآسي كثيرة .
-يجب أخذ قدوة لنا من العلماء الربانيين واتباع نصائحهم ومشورتهم وعدم مخالفتهم فيما يرضي الله سبحانه وتعالى.
الفوائد الدعوية :
-الصبر على العامة في أحوالهم ومتابعة دعوتهم كما فعل موسى عليه السلام
- الشفقة والرحمة بالاتباع مهما أخطؤوا وفضوا في القول تأسيا بموسى عليه السلام
- طلب الرحمة والغفران للأتباع مهما ضلوا كما دعا موسى لمن عبد العجل وطلب الرؤية
- إيجاد سبل النجاة وحماية الاتباع وإبعادهم من الفتن كما فعل موسى عليه السلام بإخراج بني اسرائيل وإبعادهم عن فرعون وملائه.
لمجموعة الثانية:
1: فسّر قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)}
يقول تعالى: واذكروا نعمتي عليكم في بعثي لكم بعد الصّعق، إذ سألتم رؤيتي جهرةً عيانًا، ممّا لايستطاع لكم ولأمثالكم ،وقيل :أن المخاطبين في الآية الكريمة بنو إسرائيل والمراد به السبعون الذين اختارهم موسى عليه السلام كما ذكر ابن عطية وابن كثير ،واختلف في وقت اختيارهم، فحكى أكثر المفسرين أن ذلك بعد عبادة العجل، اختارهم ليستغفروا لبني إسرائيل.
وحكى النقاش وغيره أنه اختارهم حين خرج من البحر وطلب بالميعاد، والأول أصح.
طلبوا من موسى عليه السلام أن يريهم الله جهرة ،أي :غير مستتر عنّا بشيء، يقال: فلان يجاهر بالمعاصي، أي: لا يستتر من الناس منها بشيء.كما ذكر الزجاج .
وقال ابن عباس :"علانية حتى نرى الله "
وقال قتادة والربيع بن أنس "أي:عيانا"
وقرأ سهل بن شعيب وحميد بن قيس: «جهرة» بفتح الهاء، وهي لغة مسموعة عند البصريين فيما فيه حرف الحلق ساكنا قد انفتح ما قبله، والكوفيون يجيزون فيه الفتح وإن لم يسمعوه.ذكره ابن عطية
فلما قالوا ذلك :أخذتهم الصاعقة وهم ينظرون ،"والصاعقة "هي:
": صيحة من السّماء».كما قال مروان بن الحكم
وقال السّدّيّ في قوله: {فأخذتكم الصّاعقة}« الصّاعقة: نارٌ».
وقال السّدّيّ: «{فأخذتكم الصّاعقة} فماتوا، فقام موسى يبكي ويدعو اللّه، ويقول: ربّ، ماذا أقول لبني إسرائيل إذا أتيتهم وقد أهلكت خيارهم{لو شئت أهلكتهم من قبل وإيّاي أتهلكنا بما فعل السّفهاء منا)
والدليل على أنهم ماتوا قوله تعالى :"ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون "
وقرأ عمر وعلي رضي الله عنهما: «فأخذتكم الصعقة» ذكره ابن عطية
"وأنتم تنظرون "
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رحمه الله: حتى أحالهم العذاب وأزال نظرهم
وقال عروة بن رويمٍ في قوله: {وأنتم تنظرون} قال: «فصعق بعضهم وبعضٌ ينظرون، ثمّ بعث هؤلاء وصعق هؤلاء»
وقيل:أن سبب طلبهم رؤية الله جهرة هو بعد أن سمعوا كلام الله مع موسى عليه السلام بعد أن أخذهم لطلب التوبة من الله سبحانه وتعالى .
وقيل : أن طلبهم الرؤية كان بعد أن أمرهم موسى عليه السلام بأخذ الألواح فلم يقبلوا أخذ مافيها حتى يروا الله جهرة .ذكر القولين ابن كثير رحمه الله .
"ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون "
قال الرّبيع بن أنسٍ: «كان موتهم عقوبةً لهم، فبعثوا من بعد الموت ليستوفوا آجالهم». وكذا قال قتادة.
وأجاب الله تعالى فيهم رغبة موسى عليه السلام وأحياهم من ذلك الهمود أو الموت، ليستوفوا آجالهم، وتاب عليهم، والبعث في هذه الآية الكريمة هو "الإثارة " كما ذكر ابن عطية
وقوله{لعلّكم تشكرون} أي: في أن بعثكم بعد الموت، وأعلمكم أن قدرته عليكم هذه القدرة، وأن الإقالة بعد الموت لا شيء بعدها، وهي كالمضطرة إلى عبادة اللّه).ذكره الزجاج
وسياق الآية يدلّ على أنّهم كلّفوا بعد ما أحيوا. وقد حكى الماورديّ في ذلك قولين:
أحدهما: أنّه سقط التّكليف عنهم لمعاينتهم الأمر جهرةً حتّى صاروا مضطرّين إلى التصديق .
والثّاني: أنّهم مكلّفون لئلّا يخلو عاقلٌ من تكليفٍ.
قال القرطبيّ: وهذا هو الصّحيح لأنّ معاينتهم للأمور الفظيعة لا تمنع تكليفهم؛ لأنّ بني إسرائيل قد شاهدوا أمورًا عظامًا من خوارق العادات، وهم في ذلك مكلّفون وهذا واضحٌ، واللّه أعلم] ).ذكره ابن كثير
2: مالحكمة من تسمية إخراج المال زكاة وهو نقص منه؟
لأنه ينموا من حيث البركة أو بالأجر الذي يثيب الله به المزكي .
وقيل :مأخوذه من التطهير كما يقال زكا فلان إذا طهر من دنس الذنوب والغفلات ، فكأن الخارج من المال يطهره من تبعة الحق الذي جعل الله فيه للمساكين وقدقال النبي صلى الله عليه وسلم عن الزكاه أنها أوساخ الناس. ذكره ابن عطية.
3: بيّن المراد بالحق والباطل في قوله تعالى: {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون)
-قال
ابن عباس : الحق ما عندهم من المعرفة بالرسول صلى الله عليه وسلم وأنتم تجدونه مكتوبا عندكم
-قال مجاهد : معناه لا تخلطوا اليهودية والنصرانية بالاسلام
-قال ابن زيد : المراد بالحق التوراة ، والباطل : ما بدلوا فيها من ذكر محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
-قال أبو العالية : قالت اليهود : محمد نبي مبعوث ، لكن إلى غيرنا.
فاقرارهم بعثه حق ، وجحدهم أنه بعث إليهم باطل
- قال الطبري : كان من اليهود منافقون ، فما أظهروا من الايمان الحق ، وما أبطنوا من الكفر باطل
-قال الزجاج : الحق أمر النبي صلى الله عليه وسلم ما أتى من كتاب ، الباطل : ما يحرفونه
والحق : هو محمد صلى الله عليه وسلم .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2 جمادى الآخرة 1437هـ/11-03-2016م, 08:52 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.


الفوائد السلوكية :

1- تأمل نعم الله تعالى علينا والتفكر فيها عبادة في ذاتها تدفعنا لدوام شكره والحرص على طاعته وذلك من قوله تعالى { اذكروا نعمتي التى أنعمت عليكم }

2- أن يتذكر الإنسان دومًا فضل الله عليه إذ علمه بعد جهل وأغناه بعد فقر وأمنه بعد خوف وذكره بعد نسيان وقواه بعد ضعف فلا يغتر المرء بالنعمة ويظن أنه وصل لها بجهده بل يعترف بفضل الله عليه فيزداد المرء بذلك تواضعًا وذلًا لخالقه تبارك وتعالى وذلك مستفاد من تعدد تذكير الله تعالى لنعمه على بنى إسرائيل لما تمادوا في الكبر والطغيان .

3- الحذر كل الحذر من ترك العمل بما نتعلم فيكون حجة لنا وعذابًا نلقاه في الدنيا والآخره ولنتذكر أن الداع للتعلم هو العمل وليس العلم غاية في ذاته بل هو وسيلة لحسن العمل وذلك مستفاد من قوله تعالى { وتنسون أنفسكم أنتم تتلون الكتاب }

4- أن لا يتسرع المتعلم في الدعوة إلى الله إلا بعد أن يلتزم بشريعة الله وأمره في نفسه فيكون قدوة يقتدى بها ثم بعد ذلك يتقدم للدعوة إلى الله ولا يلزم ذلك أن يكون معصومًا من الخطأ فذلك مستحيل في حق البشر ولكن يكون على ثوابت تعصمه من الزلل ويكون في منهج حياته ملتزم بما يدعو له وذلك مستفاد من قوله تعالى { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم }

5- أن نستعين بالصبر والصلاة على فتن الدنيا وشهواتها وشرورها وأيضًا على طلب الآخرة فالطاعة هي المنجية الحافظة المبلغة لرضوان الله تبارك وتعالى وذلك مستفاد من قوله تعالى { وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين }{ واستعينوا بالصبر والصلاة }

الفوائد الدعوية :

1- حسن مخاطبة المدعو بما يحب من الألقاب ويشعره بالاحترام والتمييز وعدم النقض له وذلك مستفاد من قوله تعالى { يا بنى إسرائيل }.

2- تذكير المدعو بأهله من الصالحين وإن كانوا من زمن فات فبذكر محاسن أهله أو صحبه مدح له وتأليف لقلبه أن يتشبه بهم في الصلاح وذلك مستفاد من قوله تعالى { وأني فضلتكم على العالمين }

3- أسلوب الترغيب للمدعو وتذكيره بعظم الأجر المترتب على طاعته والتزامه شريعة الله وذلك من قوله تعالى { وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم }

4- أسلوب الترغيب بذكر صفات الله تبارك وتعالى بما يثير لدى المدعو حب الله تبارك وتعالى والطمع في سعة رحمته وذلك مستفاد من قوله تعالى { ثم عفونا عنكم من بعد ذلك }{ فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم }

5- أسلوب الترهيب والذي لا بد وأن يصاحب أسلوب الترغيب حتى لا يتساهل الناس في أخذ أوامر الشرع بقوة وعزم فالداع لا بد وأن يذكر بأن مع سعة رحمة الله فهو أيضًا شديد العقاب وذلك مستفاد من قوله تعالى { وإياي فارهبون } { وإياي فاتقون }

6- أسلوب تذكير العصاة بفضل الله تعالى عليهم وحلمه وستره بالرغم من تكرار معصيتهم مما يثير في نفوسهم الندم واستشعار عظم الذنب مع عظم فضل الله عليهم فيدعوهم لشكر الله بالطاعة على تلك النعم بدلًا من مقابلتها بالجحود والعصيان وذلك مستفاد من قوله تعالى { وإذ نجيناكم } { وإذ فرقنا بكم البحر } { وإذ آتينا موسى }{ وظللنا عليكم الغمام }

7- ضرورة بيان الداعية لطريق الله المستقيم ولآفات ذلك الطريق فيبين له ما يبلغه رضا الله تبارك وتعالى ويحفظه من سخطه وذلك مستفاد من قوله تعالى { وآمنوا بما أنزلت }و { ولا تلبسوا الحق بالباطل }و { أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } و { استعينوا بالصبر والصلاة }و { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم} .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2 جمادى الآخرة 1437هـ/11-03-2016م, 09:16 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1:
فسّر قوله تعالى: {
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)} البقرة.

المعنى الاجمالي :
يخاطب الله تعالى بني اسرائيل آمرًا لهم بالدخول في الاسلام ومتابعة محمد صلى الله عليه وسلم ومهيجا لهم بذكر أبيهم اسرائيل وهو يعقوب عليه السلام ـ وتقديره : يابني العبد الصالح المطيع لله كونوا مثل أبيكم في متابعة الحق ، ومثله قوله تعالى ( ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا ) ، فالآية في التذكير بنعم الله على أبائهم ، لأن الذين صادفهم محمد صلى الله عليه وسلم لم يكونوا أنبياء ، قال تعالى : ( إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا ) ،والتذكير بنعم الآباء للأبناء أسلوب من أساليب العرب المعروف .خلاصة قول الزجاج وابن كثير

{ إسرائيل }

إسرا هو بالعبرانية عبد، وإيل اسم الله تعالى، فمعناه عبد الله ، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ أنّ إسرائيل كقولك: عبد اللّه».
وحكى المهدوي أن (إسرا) مأخوذ من الشدة في الأسر كأنه الذي شد الله أسره وقوى خلقته.خلاصة قول ابن عطية وابن كثير

المراد بالنعمة في الآية :

1- بعثة الرسل منهم وإنزال المن والسلوى، وإنقاذهم من تعذيب آل فرعون، وتفجير الحجر . قاله مجاهد واختاره الطبري ذكره ابن عطية وابن كثير
2- «النعمة هنا أن دركهم مدة محمد صلى الله عليه وسلم». ذكره ابن عطية
3- «هي أن منحهم علم التوراة وجعلهم أهله وحملته».
قال أبو العالية: نعمته أن جعل منهم الأنبياء والرّسل، وأنزل عليهم الكتب».
وهو كقول موسى عليه السّلام لهم: {يا قوم اذكروا نعمة اللّه عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكًا وآتاكم ما لم يؤت أحدًا من العالمين} خلاصة قول ابن عطية وابن كثير

الراجح :
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذه أقوال على جهة المثال، والعموم في اللفظة هو الحسن. ذكره ابن عطية

مرجع الضمير في { عليكم }
1- حكى مكي: أن المخاطب من بني إسرائيل بهذا الخطاب هم المؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم، لأن الكافر لا نعمة لله عليهوعلى هذا فالضمير عائد عليهم .
2- قال ابن عباس وجمهور العلماء: بل الخطاب لجميع بني إسرائيل في مدة النبي عليه السلام، مؤمنهم وكافرهم وعلى هذا القول يكون الضمير عائد على آبائهم وهذا وارد في لغة العرب كقولهم " ألم نهزمكم يوم كذا لوقعة كانت بين الآباء والأجداد" .

المراد بالعهد في قوله تعالى {وأوفوا بعهدي}

1- هو قوله تعالى : {وإذ أخذ اللّه ميثاق الّذين أوتوا الكتاب لتبيّننّه للنّاس ولا تكتمونه}فتمام تبيينه أن يخبروا بما فيه من ذكر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. قاله الزجاج
2- العهد هو قوله تعالى: {خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ } والمفصل في قوله تعالى { ولقدأخذ اللّه ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبًا وقال اللّه إنّي معكم لئن أقمتم الصّلاة وآتيتم الزّكاة وآمنتم برسلي وعزّرتموهم وأقرضتم اللّه قرضًا حسنًا لأكفّرنّ عنكم سيّئاتكم ولأدخلنّكم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار} قاله ابن جريج والحسن البصري ذكره ابن عطية وابن كثير
الراجح :
قال الجمهور ذلك عام في جميع أوامره ونواهيه ووصاياه فيدخل في ذلك ذكر محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة. ذكره ابن عطية

المراد بقوله تعالى { أوف بعهدكم }
أي: أنجز لكم ما وعدتكم بوضع ما كان عليكم من الإصروالأغلال الّتي كانت في أعناقكم بذنوبكم الّتي كانت من إحداثكم فيكفر عنهم سيئاتهم ويدخلهم الجنة كما في قوله تعالى { ولقدأخذ اللّه ميثاق بني إسرائيل ... { لأكفّرنّ عنكم سيّئاتكم ولأدخلنّكم جنّاتٍ تجري من تحتهاالأنهار} خلاصة قول ابن عطية وابن كثير
قال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: {أوف بعهدكم} قال: أرض عنكم وأدخلكم الجنّة».وكذا قال السّدّيّ، والضّحّاك، وأبو العالية، والرّبيع بن أنسٍ. ذكره ابن كثير

معنى { فارهبون}
أي: فاخشون والرهبة يتضمن الأمر بها معنى التهديد. خلاصة قول ابن عطية وابن كثير

ماذا يفيد قوله تعالى { وإياي فارهبون }
انتقالٌ من التّرغيب إلى التّرهيب، فدعاهم إليه بالرّغبة والرّهبة، لعلّهم يرجعون إلى الحقّ واتّباع الرّسول والاتّعاظ بالقرآن وزواجره، وامتثال أوامره،وتصديق أخباره. ذكره ابن كثير

مرجع الضمير في " كافر به "
1- عائد على كتابهم التوراة إذ تضمنها قوله: {لما معكم}. ذكره الزجاج وقال لأنهم إذا كتموا ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- في كتابهم، فقد كفروا به، كما إنّه من كتم آية من القرآن فقد كفر به.
2- عائد على النبي صلى الله عليه وسلم . قاله أبو العالية والحسن، والسّدّيّ، والرّبيع بن أنسٍ ذكره ابن كثير
3- عائد على القرآن الّذي تقدّم ذكره في قوله: {بما أنزلت} . اختيار ابن جرير ذكره ابن كثير
الراجح :
كلا الأقوال صحيحة لأنها متلازمة فمن يكفر بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد كفر بالقرآن وهم في ذلك كاتمين لما ذكر في كتابهم من شأن النبي صلى الله عليه وسلم فهم كافرين أيضًا بذلك بكتابهم .

المراد بالثمن في الآية :
1- إن الأحبار كانوا يعلمون دينهم بالأجرة، فنهوا عن ذلك وفي كتبهم: علم مجانا كما علمت مجانا، أي: باطلا بغير أجرة. قاله أبو العالية ذكره ابن عطية وابن كثير
2- أنه كانت للأحبار مأكلة يأكلونها على العلم كالراتب فنهوا عن ذلك. ذكره ابن عطية
3- أن الأحبار أخذوا رشى على تغيير قصة محمد عليه السلام في التوراة. ذكره ابن عطية
4- المقصود الدنيا والعيش فيها وحب الرياسة وغير ذلك من شهواتها الفانية الحقيرة الزائلة، قال الحسن البصري " الثّمن القليل: الدّنيا بحذافيرها " وكذا روى ابن لهيعة عن سعيد بن جبير. ذكره ابن كثير

" فاتقون "
روى ابن أبي حاتم عن طلق بن حبيبٍ، قال:
«التّقوى أن تعمل بطاعة اللّه رجاء رحمة اللّه على نورٍ من اللّه، والتّقوى أن تترك معصية اللّه مخافة عذاب اللّه على نورٍ من اللّه». ابن كثير

2: ما معنى الأولية في قوله تعالى: {وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ}؟
معلوم أن قريش هي أول من كفر بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وبالقرآن ولهذا فالأولية هنا تحمل على وجهين :
1- أن الأولية هنا ليهود المدينة إذ هم أول من خوطبوا من بني إسرائيل بالقرآن والرسالة فكفرهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم يستلزم أنهم أول من كفر من بني جنسهم . ذكره ابن كثير
2- أن الأولية هنا لأحبار اليهود وحكمائهم فإذا كفروا كفر معهم الأتباع إذ هم العالمين بما في كتبهم من ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم ولكنهم يكتمون ذلك العلم عن أتباعهم وعامة قومهم . ذكره الزجاج

3: ما معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين؟
1- أي تفضيلهم على عالم زمانهم .
روى أبو جعفر الرازي عن أبو العالية في قوله تعالى: {وأنّي فضّلتكم على العالمين}قال: «بما أعطوا من الملك والرّسل والكتب على عالم من كان في ذلك الزّمان؛ فإنّ لكلّ زمانٍ عالمًا». وكذا قال قتادة وابن زيد وابن جريج
وذلك كقوله تعالى: {ولقد اخترناهم على علمٍ على العالمين} وقال تعالى: {وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة اللّه عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكًا وآتاكم ما لم يؤت أحدًا من العالمين } خلاصة قول ابن عطية وابن كثير
2- قيل: المراد تفضيلٌ بنوعٍ ما من الفضل على سائر النّاس، ولا يلزم تفضيلهم مطلقًا، حكاه فخر الدّين الرّازيّ. ذكره ابن كثير وقال وفيه نظر
3- إنّهم فضّلوا على سائر الأمم لاشتمال أمّتهم على الأنبياء منهم، حكاه القرطبيّ في تفسيره . ذكره ابن كثير وعلق عليه فقال : وفيه نظر؛ لأن{العالمين}عام يشتمل من قبلهم ومن بعدهم من الأنبياء، فإبراهيم الخليل قبلهم وهو أفضل من سائر أنبيائهم، ومحمّدٌ بعدهم وهو أفضل من جميع الخلق وسيّد ولد آدم في الدّنيا والآخرة، صلوات اللّه وسلامه عليه وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 3 جمادى الآخرة 1437هـ/12-03-2016م, 04:15 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

السؤال الأول
استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني اسرائيل مما درست.
الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليهالسلام مع بني اسرائيل:
*علي الداعية لله أن يسلح نفسه بالعلم والإيمان قبل البدء في الدعوة إلي الله،دل عليه قوله تعالى:{وءامنوا بما أنزلت مصدقاً لما معكم }
*عدم كتمان العلم وإن من كتم علماً ألحمه الله بلجام من نار يوم القيامة كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ، دل عليه قوله تعالى{ ولا تكتموا الحق وأنتم تعلمون} ،وإن زكاة العلم تبليغه.
* يجب علي الداعي إلي الله أن يتفقد قلبه ويعتني به عناية خاصة ،والذي هو محل نظر الرب،فلا يرى اللهفيه أحد سواه فلا يحب كمال الحب إلا إياه ،ولا يخاف إلا منه سبحانه وهذا في الحقيقة نتاج العلم ،إنما العلم الخشية ،فالخشية خوف ناتج عن علم ،دل عليه قوله تعالى{ وإياي فارهبون}
*استعانة كل من الداعي والمدعو بالله في أمور الدعوة وهذه هي منهجية الفاتحة(إياك نعبد وإياك نستعين ) ،وذلك بطلب الداعية العون من الله علي فتح قلوب المدعوين وطلب المدعوين العون من الله علي الفهم عنه والاستهداء بالله ،قال تعالى في الحديث القدسي (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني اهدكم).دل عليه قوله {واستعينوا بالصبر والصلاة}.
*تذكير المدعوين بحال أسلافهم الصالحين حتي يكونوا خير خلف لخير سلف ، دل عليه قوله تعالى:(يابني اسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم).
*الإيمان باليوم الآخر هو المحرك للعمل الصالح ، دل عليه قوله تعالى(واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها شفاعة )،قوله( والذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون)
*صبر كل من الداعي والمدعو علي مشاق الدعوة ،فالداعي يصبر علي تعليم المدعوين وأمرهم بالمعروف ونهيهمعن المنكر ،والمدعو يصبر علي تعلم العلم ومشاق الطلب ،دل عليه قوله تعالي( واستعينوا بالصبر والصلاة)
* علي المدعو أن يتخذ صحبة صالحة تعينه في رحلة الطلب لأن في الاجتماع علي الطاعات بركة ، ويكون فيها روح المناقشة والتشجيع ،
دل عليه قوله تعالى(واركعوا مع الراكعين).
*علي الداعية أن يتحلي بالحلم والأناة التي هما خصلتان يحبهما الله ورسوله ،فيحلم علي المدعو وإن قصر وإنأخطأ وإن تعدى ،
دل عليه قوله تعالى (ثم عفونا عنكم من بعد ذلك ....) ،والتلطف مع المدعين ومراعات أحوالهم ،دل عليه قوله( وإذا قال موسى لقومه يا قوم).
*المعاصي والذنوب سبب محق بركة العلم ،ووجوب المسارعة في التوبة لأن التوبة والاستغفار تفتح مغاليق القلوب وكان لنا أسوة حسنة في موسى عليه السلام إذ أمر قومه بالتوبة والاستغفار لما ظلموا أنفسهم.
*الأخلاص لله والمتابع للرسول شرطا قبول العمل الصالح ،والدعوة لله من أهم الأعمال الصالحة.
*تعدد أساليب الدعوة ،وعدم أقتصارها علي أسلوب واحد والحكمة فيها ،فتارة يدهوا بالترهيب وتارة يدعو بالترغيب ،دل عليه أسلوب القرآن في السياق القرآني الذي بين أيدينا ،قال تعالى {ادعو إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} النحل
*الوصية الجامعة للتعلم هي التقوى وهي جماع الخير ، قال تعالى {واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شئ عليم } البقرة
دل عليه تعدد ذكر التقوى في السياق في قول الله تعالى{ وأياي فاتقون .......، واتقوا الله}.
*الواجب علي الداعيةأن يلتزم بفعل ما يأمر الناس به وينتهي عما ينهاهم عنه،قال تعالى { يأيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} الصف ، دل عليه قوله تعالى { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون}
وبين سبحانه إن سبب هذا نقص في العقل.
السؤال الثاني
المجموعة الأولي
1- فسر قوله تعالى { أتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون 44 واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين45}
قوله تعالى: {أتأمرون النّاس بالبرّ وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون (44) }
{أتأمرون النّاس}: الأستفهام معناه: التقرير والتوبيخ
{البر}: وهو جماع الخير.
{تنسون}:تتركون.
{وأنتم تتلون}: تدرسون وتقرءون،وقديكون معنى تتلون بمعنى تتبعون.
{الكتاب }: التوراة.
{أفلا تعقلون}: أفلا تمنعون أنفسكم من مواقعة هذه الحال المردية لكم؟
والعقل: الإدراك المانع من الخطأ مأخوذ منه عقال البعير، أي يمنعه من التصرف.
والمعني الأجمالي: ما أقبح ما تدعون غيركم وتأمرونهم بالإيمان وفعل الخيرات ،وتعرضوا أنتم عن فعل الخيرات ناسين أنفسكم ، وأنتم تقرؤون التوراة ، عالمين بما فيهامن الأوامر والنواهي التي هي دين الله وما جاء به رسله ،أين عقولكم من هذا أفلا تنتفعون بها،وهذا من باب التوبيخ والتقريع لهم، وإن ومن أعظم الخذلان أن يأمر الإنسان غيره بالبر ،وينسى نفسه.
تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)}
{استعينوا} :طلب العون من الله.
{الصبر} :حبس النفس عن المعاصي حتى تجتنب ،وعلي الطاعات حتى تؤدى ،وعلي التسخط على أقدار الله المؤلمة.
{الصلاة}:لغة بمعني الدعاء ،واصطلاحاً :هي الركن الثاني من أركان الإسلام.
{لكبيرة}: لثقيلة ،شاقة.
{الخاشعين}:الخاشع: المتواضع المطيع المجيب، الخائف ، الخاضع.
والمعني الإجمالي :واطلبوا العون علي كل أحوالكم الدينية والدنيوية ، بالصبروالدعاء، وبالصلاة التي تقربكم إلي الله وإلي رضاه ، فيعينكم علي ذلك،ويحفظكم ويذهب ما بكم من ضر ويسددكم ،وإنالصلاة لشاقة وعظيمة إلا على الخاضعين لربهم ،الخائفين من يوم الحساب المشفقين منه،في الآية إن كانت في سياق الحديث لبني إسرائيل ولكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ،فتكون الآية عامة ،وأن من الصبر والصلاة من أعظم ما يعين العبدفي شؤون حياته كلها.

2- المراد بالبلاء العظيم في قوله تعالى{وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}
البلاء لغة: الامتحان والاختبار ويكون البلاء في الخير والشر ،قال تعالى { ونبلوكم بالشر والخير فتنة } الأنبياء
واختلف المفسرين علي قولين:
القول الأول : المراد بالبلاء هنا النعمة ويكون المعني : في النجاة من آل فرعون ،روي عن الأحنف أنه قال البلاء ثم الثناء ،
ومنه قول الله تعالى (وليبلي المؤمنين منه بلاء حسناً)
قاله بن عباس ومجاهد وأبو العالية وأبو مالك والسدي وغيرهم ،وذكره ابن جرير والزجاج وابن عطية وابن كثير .
القول الثاني: المراد بالبلاء هنا الشر إشارة إلي الذبح ونحوه ،فيكون المعنى : في الذبح مكروه وامتحان ،
وهذا قول الجمهور ،ذكره ابن عطية وابن كير والقرطبي بعد ما ذكر القول الأول.
3- ما المراد بالمن والسلوى في قوله تعالى{ وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى}
اختلف المفسرون في المراد بالمن على أقوال:
القول الأول : المن مصدر لما يمن الله به مما لا تعب فيه ولا نصب مجملاً
القول الثاني:عسل ،أو هو شراب حلو ،قاله الشعبي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ،قال الربيع بن أنس (المن شراب كان ينزل عليهم مثل العسل )
القول الثالث الذي ينزل اليوم على الشجر«المنّ: شيءٌ أنزله اللّه عليهم مثل الطّلّ، شبه الرّب الغليظ».، ،قاله عكرمة.
القول الرابع : المن خبز الرقاق مثل النقي أو مثل الذرة،قال«خبز الرّقاق مثل الذّرة أو مثل النقيّ».،،قاله وهب بن منبه
القول الخامس : الترنجبين.
القول السادس :شجر الزنجبيل«قالوا: يا موسى، كيف لنا بما هاهنا؟ أين الطّعام؟ فأنزل اللّه عليهم المنّ، فكان يسقط على شجر الزّنجبيل».، ،قاله السدي وقتادة.
القول السابع: الكمأ لأن لا تعب في الكمأ ولا جذاذ ولا حصاد،
قال النبي صلى الله عليه وسلم " الكمأ من المن ، وماؤها شفاء للعينذكره الزجاج وابن عطية.
القول الثامن :صمغة حلوة، قاله مجاهد وعكرمة.
خلاصة القول :قاله ابن كثير :
عبارات المفسرين متقاربة في شرح المن فمنهم من فسره بالطعام ،ومنهم من فسره بالشراب والظاهر والله أعلم ،أنه كل ما امتن الله به عليهم من طعام وشراب وغير ذلك ، مما ليس فيه عمل ولا كد ، فالمن المشهور إن أكل وحده كان طعاماً وحلاوة، وإن مزج مع الماء صار شراباً طيباً ،وإن ركب مع غيره صار نوعاً آخر.



*المراد بالسلوى على أقوال:
قيل أنه طير بإجماع المفسرين ،قاله بن عباس ومجاهد وقتادة والربيع بن أنس ،وذكره ابن عطية ،
وقال القرطبي :دعوى الإجماع لا تصح لأن المؤرخ أحد علماء اللغة والتفسير وأنه كذلك في لغة كنانة لأنه يسلى به ومنه عين سلوان،واستشهد ببيت الهذلي:
شربت علي سلوانةٍ ماء مزنةٍ فلا وجديد العيش يا مي ما أسلو.
وقيل:طائر السماني،قاله بن عباس ومجاهد والشعبي والضحاك والحسن وعكرمة والربيع بن أنس.
وقيل طائر يميل إلي الحمرة مثل السماني ،قاله قتادة.
وقيل طائر سمين مثل الحمام ،قاله وهب ابن منبه.
وقيل العسل واستشهد ببيت الهذلي
شربت على سلوانةٍ ماء مزنةٍ فلا وجديد العيش يامي ما أسلو
قاله الجوهري

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 3 جمادى الآخرة 1437هـ/12-03-2016م, 01:58 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي


استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست

قال تعالى "لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب" وهذا يعنى أن قصص القرآن هو أصدق القصص وأحسنه وأنفعه ،وفى قصة موسى عليه السلام مع بن اسرائيل عبر ودروس نافعة فى جانب السلوك والعمل وفى جانب الدعوة ويتبين من خلال هذه الآيات شىء من ذلك:
1-فى قوله تعالى"وإذ نجيناكم" التنبيه على وجوب تذكر نعم الله وآلائه حتى يقوم العبد بشكرها وكما جاء فى الحديث "اللهم اجعلنى لك ذكارا لك شكارا"
2-فى قوله تعالى "نجيناكم"ونسبة الفعل إلى الله وحده تورث فى القلب محبة الله وتعظيمه والتعلق به وحده والإستغاثة به وحده وطلب النجاة منه وحده وفى قصة الإنجاء من آل فرعون وبطشهم آية عظيمة على كمال قدرة الله وحسن تدبيره وحكمته ورحمته وأنه غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
3-فى قوله تعالى "يسومونكم سوء العذاب" من اعظم البلايا ذبح الأبناء وامتهان النساء فى الخدمة ومن أعظم النعم رفع البلاء بعد وقوعه"وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم"
4-من الفوائد الدعوية من تلك الآية أنه يحسن بالداعية أن يذكر المدعوين بنعم الله وآلائه ومننه عليهم قبل أن يعظهم
5-فى قوله تعالى "وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون" هذه النعمة الكبرى لا تدانيها نعمة نعمة الهداية التى اشتملت عليها الكتب السماوية هداية تفرق بين الحق والباطل والرشد والغى وهى سبيل السعادة فى الدارين ولا سبيل غيرها
6-يجب على الداعية أن يبين عظم شأن القرآن وهداياته للمدعوين وأنه فرقان وأنه يهدى للتى هى أقوم ويبين للناس هداياته عمليا فيشرح لهم ويضرب الأمثال ويذكر القصص ويستخرج الفوائد ويكون فى نفسه هو متبعا لهدى القرآن
7-فى قوله تعالى "وإذ قال موسى لقومه يا قوم" فيه تلطف الداع بالمدعوين وإشعاره بأنه منهم وأنه حريص عليهم أشد الحرص وانه يحب لهم الفوز والنجاة ويخاف عليهم الهلاك وهكذا كان هد النبى صلى الله عليه وسلم
8-فى قوله تعالى "ياقوم إنكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم العجل " بين لهم أولا حقيقة الذنب وعظم الجرم الذى ارتكبوه قبل أن يخبرهم بكيفية التوبة والتى ستتضمن عقوبة هى من أشد العقوبات على النفس فيشعرون بالعدل وتنقاد نفوسهم
9-فى قوله تعالى "باتخاذكم العجل" أى اتخاذكم العجل غلها ومعبودا من دون الله وما حملهم على ذلك إلا كثرة اعتياد رؤية العجل كمعبود للقبط فاستمرؤا هذه المعصية الكبرى ولم ينكروها بل كما قال تعالى "وأشربوا فى قلوبهم العجل"
10-الجزاء من جنس العمل"فاقتلوا أنفسكم "فعظم الجرم يقابله عظم العقوبة
11-"فتوبوا إلى بارئكم" وقوله "إنه هو التواب الرحيم" فيه سعة رحمة الله تعالى وأنه جعل لكل ذنب توبة وإن كان هذا الذنب شركا وفيه وجوب الإمتنان والشكر على هذه الأمة أمة النبى صلى الله عليه وسلم أن جعل توبتنا بغير قتل النفس فلله الحمد والمن والإحسان والكرم لا إله إلا هو
12- فى قوله تعالى "ذلكم خير لكم عند بارئكم" أنه مهما كان ألم العقوبة فى الدنيا شديد فهو خير من عقوبة الآخرة فإن عذاب الدنيا قليل أمده وشدته إذا ما قورن بالعذاب الأخروى نسأل الله السلامة والعافية وفيه أن الكفارات فى الدنيا مطهرات فلا يجتمع عليه عذابان وهذا مما يجعل النفس ترضى وتسلم بعقوبة الدنيا رجاء العفو فى الآخرة
13-ف قوله تعالى "فتوبوا إلى بارئكم" أن المبادرة بالتوبة عقب وقوع الذنب تكون سببا فى سرعة الإجابة والتوبة من الله "فتاب عليكم"
14-الداعية إلى الله يفتح للمدعوين باب الرجاء ويرغبهم فى سعة رحمة الله وألا يقنطهم من رحمة الله مهما ارتكبوا من الذنوب "إنه هو التواب الرحيم"أى كثير التوبة لعباده على كثرة ذنوبهم
15- فى قوله تعالى "أرنا الله جهرة"يجب اعتقاد أن الله تعالى لا يرى فى الدنيا ولكن عقيدة أهل السنة أن الله يرى فى الآخرة كما يرى القمر ليلة البدر كما ورد فى الحديث الصحيح ولا يراه إلا المؤمنين نسأل الله من فضله
16-فى قوله تعالى "وإذ قلتم ياموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة "أن سوء الأدب مع الله ورسوله يوجب الهلاك
17-فى قوله "ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون" أن الدعاء يرفع البلاء كما فعل موسى عليه السلام لما دعا الله تعالى عقب موتهم بالصاعقة
18-نعم الله "وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى" تترا عليهم حتى فى التيه الذى كان عقوبة لهم على عصيانهم وترددهم عن الجهاد فقد أبوا أن يتعبوا أنفسهم ساعات قليلة يصبرون فيها للجهاد فكتب عليهم التعب والشقاء سنوات طويلة
19-شفقة الداعية على المدعوين حين يصرون على ركوب المعصية كما فعل موسى عليه السلام لما دعا عليهم فحبسوا فى التيه فقال تعالى "فلا تأس على القوم الفاسقين"
20-وجوب الأكل من الطيبات والحلال"كلوا من طيبات ما رزقناكم"
21-العبد لا يضر الله بمعصيته ولا ينفع الله تعالى بطاعته فإن الله تعالى غنى حميد لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية بل النفع والضر يعود على العبد نفسه"وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"


السؤال الثاني:
المجموعة الأولى:
1: فسّر قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)} البقرة

لما ذكر الله تعالى فى السياق السابق حال بنى اسرائيل وأمرهم بالرهبة والتقوى وألا يلبسوا الحق بالباطل عاب عليهم حال وقعوا فيها وهى"أتأمرون الناس بالبر" أنهم يأمرون الناس بالبر أى بفعل البروالبر هو جماع الخير فقيل كانوا يأمرون الناس بالصوم والصلاة وبطاعة الله وتقواه وينهون الناس عن الكفر بما فى التوراة من النبوة والعهد وقيل تأمرون الناس بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والدخول فى دينه إذا استرشدهم بعض العرب بشأن اتباع النبى فيدلوه على ذلك والحال أنهم مع ذلك "وتنسون أنفسكم"يتركون أنفسهم ويخالفون بأعمالهم أقوالهم فكانوا يكتمون الحق الذى فى كتابهم بشأن النبى صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الهدى فعاب الله عليهم تركهم الإمتثال والطاعة والإيمان الذى يأمرون غيرهم به ولم يعب عليهم مجرد الأمر لأن الامر بالمعروف والنهى عن المنكر متحتم على كل أحد كما هو متحتم أن يأمر نفسه وينهاها فلا يسقط أحدهما بترك الآخر والذى يثير العجب من حالهم هذه أنهم "وأنتم تتلون الكتاب"وعندهم العلم فأين ذهبت عقولهم "أفلا تعقلون "فإن العقل سمى عقلا لأنه يزجر صاحبه ويعقله عن الشر ويحثه على الخير ، ثم ذكر لهم الوسيلة التى تعينهم على الدخول فى طاعة الرسول والإيمان به وبما جاء به وهى "واستعينوا بالصبر" أى الصبر على الطاعات وعن المعاصى والشهوات والتى منها حب الدنيا وطلب الرياسة والجاه الذى يمنعكم من الإنقياد لما جاء فى كتابكم مما تكتمونه من أمر النبى وهذا الدين واستعينوا أيضا على الإنقياد والطاعة وترك الكبر ب"الصلاة"فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر ثم قال تعالى مبينا عظم شأن الصلاة "وإنها لكبيرة "أى عظيمة ثقيلة شاقة على كل أحد إلا صنف واحد وهم "الخاشعين"الخاشع الذى انقادت نفسه وتواضعت وأخبتت لأمر ربها ووقفت موقف الذل بين يديه فهذه النفس يسهل عليها الصلاة بل تهفو هى إلى الصلاة فبالإستعانة بالصبر والصلاة يسهل كل عسير بإذن الله وهذه الآية وإن كانت فى سياق الكلام عن بنى اسرائيل فإنها عامة لهم ولغيرهم
.
2: ما المراد بالبلاء العظيم في قوله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}.
البلاء معناه امتحان واختبار ويكون البلاء فى الخير والشر
ومعنى البلاء مبنى على مرجع اسم الإشارة "ذلكم" وفيه قولان:
القول الأول :أن مرجع اسم الإشارة"ذلكم" إلى التنجية من آل فرعون فيكون البلاء فى الخير ويكون البلاء فى الآية مراد به النعمة وهو قول بن عباس وجاهد وأبو العالية
القول الثانى :أن مرجع اسم الإشارة "ذلكم" إلى الذبح ونحوه فالبلاء فى الشر أى الذبح وما كانوا فيه من العذاب المهين فيكون المعنى وفى الذبح مكروه وامتحان عظيم وهو قول الجمهور كما ذكر القرطبى بعدما ذكر القول الأول
والآية تحتمل كلا من المعنيين ولا تعارض

3: ما المراد بالمنّ والسلوى في قوله تعالى: {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى}؟
المراد بالمنِ: اسم جمع لا واحد له من لفظه وفى اللغة معناه ما يمن الله تعالى به من غير تعب ولا نصب وقيل فى المراد به أقوال:
-أنه شراب: واختلف فى هذا الشراب فقيل:صمغة حلوة (مجاهد)،وقيل هو عسل(الربيع) وقيل شراب حلو وقيل الذى ينزل اليوم على الشجر(بن عباس) وقيل كان يسقط على شجر الزنجبيل(السدى)
-وقيل هو خبز الرقاق مثل الذرة أو مثل النقى(وهب بن منبه)
-وقيل أنه نبات : فقيل الترنجبين وقيل الزنجبيل ،ذكره بن عطية ولم يعزوه
-ويروى أنه كان ينزل عليهم المن كالثلج من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس
(قتادة)
-وقيل المن:مصدر أى جميع ما من الله به على بنى اسرائيل مجملا وهو الراجح ويؤيده ما روى أنه الكمأة كما ورد فى الحديث "الكمأة مما من الله به على بنى اسرائيل وماؤها شفاء للعين "والمراد أنها من جنس منِ بنى اسرائيل فى أنه لا تعب فى الحصول عليهابلا حصاد أو جذاذ
قال بن كثير وعبارات المفسرين متقاربة فى شرح المن فمنهم من فسره بالطعام ومنهم من فسره بالشراب والظاهر والله أعلم أنه كل ما امتن الله به عليهم مما ليس فيه كد ولا تعب
السلوى: هو طير بإجماع المفسرين كما قال بن عطية واعترض القرطبى وقال دعوى الإجماع لا تصح لأن هناك من علماء اللغة والتفسير من فسره بالعسل واستدل ببيت الهذلى وذكر أنه فى لغة كنانة واختلف فى نوعه:
-قيل هو السمانى بعينه عن بن عباس ومجاهد والشعبى والضحاك والحسن وعكرمة والربيع بن أنس رحمهم الله
-وقيل طائر يميل إلى الحمرة مثل السمانى ذكره بن عطية ولم يعزوه وقال قتادة السلوى من طير إلى الحمرة تحشرها عليهم الريح الجنوب
-وقيل طائر مثل الحمام تحشره عليهم ريح الجنوب ،ذكره بن عطية
وكان يأتيهم من المن والسلوى ما فيه كفايتهم

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 3 جمادى الآخرة 1437هـ/12-03-2016م, 03:59 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي


السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.
- مخاطبة الناس المراد دعوتهم بأحب الأسماء والألقاب لهم كما في قوله تعالى : " يا بني اسرائيل " .
- التذكير بنعم الله على الإنسان فإن الذكرى تنفع المؤمنين كما في قوله تعالى " اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم " .
- التذكير بعهد الله الذي أخذه على بني آدم وكذلك العهد الذي أخذه على عليهم من الإيمان به وبرسله وإقامة شرعه والتصديق بما أخبروا به كما في قوله : " وأوفوا بعهدي " .
- التذكير بإن الجزاء من جنس العمل ومن عمل خيراً يجد خيراً كما في قوله تعالى : " أوف بعهدكم " .
- التطبيق العملي لأوامر الله قبل الدعوة إليه قوله تعالى : " ولا تكونوا أول كافر به " .
- التضحية بالمال والمنصب إذا تعارضت مع أمر الدين كما في قوله تعالى : " ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلا " .
- الإحسان مع الله كما في قوله تعالى : " وأقيموا الصلاة " والإحسان إلى الخلق كما في قوله تعالى : " وآتوا الزكاة " .
- التذكير بالمحافظة على صلاة الجماعة كما في قوله تعالى : " واركعوا مع الراكعين " .
- الاستعانة بالصبر والصلاة عند الشدائد وأداء الفرائض كما في قوله تعالى : " واستعينوا بالصبر والصلاة " .
- على الداعية أن يتحلى بالصبر والكلمة الطيبة مع من يدعوهم ولا يستعجل ثمرة الدعوة كما في قوله تعالى : " وإذ نجيناكم من آل فرعون ".

المجموعة الثانية:
1: فسّر قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ } البقرة.
قوله تعالى : " وإذ قلتم يا موسى " أي السبعين الذين اختارهم موسى واختلف فيه وقت اختيارهم , فقيل : أن ذلك بعد عبادة العجل , اختارهم ليستغفروا لبني اسرائيل , وهو الصحيح , وقيل : حين خرج من البحر , وطلب بالميعاد , وقصة السبعين أن موسى لما رجع من تكليم الله وجد العجل قد عبد , قالت له طائفة ممن لم يعبد العجل : نحن لم نكفر ونحن أصحابك ولكن أسمعنا كلام ربك , فأوحى الله إليه : أن اختر منهم سبعين شيخاً , وذهب موسى عليه السلام بالسبعين بعد أن أمرهم أن يتجنبوا النساء ثلاثاً ويغتسلوا في اليوم الثالث واستخلف هارون على قومه , ومضى حتى أتى الجبل فألقي عليهم الغمام , قال النقاش وغيره : غشيتهم سحابة وحيل بينهم وبين موسى بالنور , فوقعوا سجودا , قال السدي وغيره : سمعوا كلام الله يأمر وينهى فلم يطيقوا سماعه , ذكره ابن عطية .
قوله تعالى : " لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة " قال ابن عباس في تفسير الآية : أي حتى نرى الله علانية .
قوله تعالى : " فأخذتكم الصاعقة " قيل : أنها نار وقيل : فماتوا .
قوله تعالى : " وأنتم تنظرون " قال عروة ابن رويم : فصعق بعضهم وبعض ينظرون ثم بعث هؤلاء وصعق هؤلاء .
قوله تعالى : " ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)} "
قال السدي لما صعقوا فماتوا قام موسى يبكي ويدعو الله ويقول : رب ماذا أقول لبني اسرائيل إذا أتيتهم وقد أهلكت خيارهم , لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا , فأوحى الله إلى موسى أن هؤلاء السبعين ممن اتخذوا العجل ثم إن الله , أحياهم فقاموا وعاشوا رجل رجل ينظر بعضهم إلى بعض كيف يحيون ؟ .
2: ما الحكمة من تسمية إخراج المال زكاة وهو نقص منه؟
الزكاة مأخوذة من زكا الشيء إذا نمى و زاد وسمي إخراج المال زكاة وهو نقص منه من حيث ينمو بالبركة .
وقيل : بالأجر الذي يثيب الله به المزكي .
3: بيّن المراد بالحق والباطل في قوله تعالى: {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}.
اختلف العلماء في المراد بقوله : الحق بالباطل .
قال أبو العالية : قالت اليهود محمد نبي مبعوث ولكن إلى غيرنا فإقرارهم ببعثه حق وجحدهم أنه بعث إليهم باطل .
قال الطبري : كان من اليهود منافقون فما أظهروا من الإيمان حق وما أبطنوا من الكفر باطل .
وقال مجاهد : لا تخلطوا اليهودية والنصرانية بالإسلام .
وقال ابن زيد : المراد بالحق التوراة والباطل ما بدلوا فيها من ذكر محمد عليه السلام .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 3 جمادى الآخرة 1437هـ/12-03-2016م, 05:17 PM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب
استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.
1 -الحذر من الذنوب وبيان سوء عاقبتها "فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون."
2 - فضل الله وحلمه على عباده حيث أنه لم يعاجلهم بالعقوبة "ثم عفونا عنكم من بعد ذلك."
3 - أهمية احترام الداعية وعدم الاساءة اليه فقد كان بني أسرائيل يسيؤون الأدب مع انبيائهم عموما ومع موسى عليه اسلام على وجه الخصوص "لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة."
4 - الجزاء من جنس العمل فكما أساء بنو اسرائيل الأدب عاقبهم الله "فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون."
5 - شكر الله على نعمه بالقلب واللسان والجوارح وهذا يتضح في كثير من النعم التي أنعم الله بها على بني اسرائيل والتي من أهمها نجاتهم من فرعون وأذاه وانفلاق البحر لهم.... وغيرها.
6 - من سنن الحياة أن يبتلي الله عباده بالخير والشر ليتميز الناس بعضهم عن بعض . "وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم."
السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)} البقرة.
في هذه الآية توبيخ لبني اسرائيل اذ أنهم كانوا يأمرون أتباعهم بالتمسك بكتابهم ويتركون هم التمسك به
والبر اسم جامع لكل خير
ومعنى تنسون أنفسكم تتركون ومن ذلك قوله تعاى=لى "نسوا الله فنسيهم."
واختلف في معنى هذه الآية :
فقال ابن عباس "كان الأحبار يأمرون أتباعهم ومقلديهم باتباع التوراة وكانوا هم يخالفون منها في جحد صفة النبي صلى الله عليه وسلم
وقيل كان الأحبار اذا استرشدهم أحد في اتباع محمد دلوهعلى ذلك وهم لا يفعلوه.
وقال ابن جرير كان الأحبار يحضون الناس على طاعة الله وهم يواقعون المعاصي.
وقيل كان الأحبار يحضون الناس على الصدقة ويخالفون.
ومعنى تتلون الكتاب تدرسونه وتقرءونه وقيل تقتدون به. والكتاب التوراة
قوله تعالى "واستعينوا بالصبر والصلاة قال مقاتل معناه على طلب الآخرة."
وقال آخرون معناه استعينوا بالصبر عن الطاعات وعن الشهوات على نيل رضوان الله وبالصلاة على نيل الرضوان وحط الذنوب وعلى مصائب الدهر.
وقال مجاهد:«الصبر في هذه الآية الصوم»، ومنه قيل لرمضان شهر الصبر، وخص الصوم والصلاة على هذا القول بالذكر لتناسبهما في أن الصيام يمنع الشهوات ويزهد في الدنيا، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وتخشع. ويقرأ فيها القرآن الذي يذكر بالآخرة.
واختلف في عودة الضمير في قوله "وانها"
فقيل على الصلاة وقيل على الاستعانة التي هي مقتضى قوله "واستعينوا."
وقيل العبادة التي يتضمنها بالمعنى ذكر الصبر والصلاة.
وقيل على اجابة محمد صلى الله عليه وسلم.
وقيل يعود على الكعبة لأن الأمر بالصلاة انما هو اليها.
ومعنى كبيرة ثقيلة شاقة
والخاشعون المتواضعون المخبتون.
والخشوع هيئة في النفس يظهر منها سكون الجوارح وتواضعها.
2: المراد بالبلاء العظيم في قوله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}.
البلاء معناه الامتحان والاختبار ويكون بالخير كما يكون بالشر
وقيل وفي تنجيتكم نعمة من الله عليكم.
وقال قوم البلاء هنا في الشر يعني وفي الذبح مكروه لكم وامتحان.
3: ما المراد بالمنّ والسلوى في قوله تعالى: {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى}؟
المن ما يمن الله به مما لا تعب لهم فيه ولا نصب
وقيل المن شيء يسقط على الشجر حلو يشرب.
وقيل المن صمغة حلوة وقيل هو عسل وقيل شراب حلو وقيل المن خبز الرقاق وقيل الزنجبيل
والسلوى طائر يشبه السماني وقد كان يأتيهم منهما ما فيه كفايتهم.
وقيل طائر يميل الى الحمرة مثل السمان
وقيل طائر مثل الحمام تحشره عليه الجنوب.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 3 جمادى الآخرة 1437هـ/12-03-2016م, 09:24 PM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال الأول: استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.

في قوله تعالى :"
{وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلّكم تهتدون }
-وصف الله تعالى التوراة التي أنزلها على موسى عليه السلام بالفرقان ، لتفريقه بين الحق والباطل ومع ذلك ،لم يعمل به بنو إسرائيل ، فأخذهم الله تعالى بأنواع شتى من العذاب ،فلم يعتبر الأبناء بما حل بالآباء ، وقد أنزل الله تعالى إلينا الكتاب فرقانا ،يبين الحق والباطل كشأن سائر الكتب السماوية ، ومع ذلك هل اعتبرت أمتنا بمآل من أعرض عن كتاب الله بمن سلف من الأقوام قبلهم ، فلو تدبرت أمتنا كتابها لما وقعت بأفعال بني إسرائيل ، التي ما أكثر الله تعالى من ذكرها في كتابه إلا لأننا سنشابههم في أفعاله ، والله تعالى أعلم .

في قوله تعالى:{وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير عند لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم}
-خاطب موسى قومه فقال :" يا قومِ "؛ وفي هذه اللفظة مايدل على محبته ومودته لهم ، وحسن اختيار الألفاظ من الأساليب التي ينبغي للداعية العناية بها في خطابه ونخص بالذكر،ما له من وقع في قلب المدعو من بيان منزلته بالنسبة للداعية.

- يقابل الظلم العدل ، والعدل
هو استعمال الأمور في مواضعها ووجوهها ومقاديرها من غير سرف ولا تقصير، ولا تقديم، ولا تأخير، وهو ما قام في النفوس أنه مستقيم ، هو صفة من صفات الباري عزوجل وصف به نفسه وأمر عباده بالاتصاف به وحرم الظلم على نفسه وجعله محرم بين عباده ، فقد قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه :"يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا.."، والعدل ميزان الله تعالى على الأرض ، حتى لا يطغى قويٌ على ضعيف، ولا تستقيم الحياة إلا به ، وهذه الصفة لابد لكل فرد من هذه الأمة أن يعمل بها صغيرا كان أو كبيرا ، وتنشئة الصغار على هذه الصفة تثمر في كبرهم وتنعكس على مجتمعهم ،فتغدو المحبة والألفة بين أفرادهم ،تقوى بها شوكتهم ، فتكون لهم قوة ضد أعدائهم ، وتأتي عكس هذه الثمار وتنتشر الآفة في حال تفشي الظلم بأنواعه بينهم، وقد لوحظ ذلك بما عوقب به بنو إسرائيل لما ظلموا أنفسهم بالشرك ، فكان سبيل التوبة عليهم أن يقتلوا بعضهم بعضا ، وهل أعظم من هذا الابتلاء ، ولو أنهم اتقوا وءامنوا ما وقع لهم ذلك ،فلتكن لنا منهم عبرة .

-
" ظلمتم أنفسكم " ،الظلم ثلاثة أنواع : ظلم العبد لنفسه بالشرك بالله،وظلم لها باقتراف المعاصي، وظلم الآخرين بالإساءة إليهم ، وأعظم هذه الأنواع ؛هو ظلم النفس بالشرك بالله تعالى ،فيجعل العبد لمن خلق وملك ودبّر، شريكا له في عبادته ، وما قامت السماوات والأرض وخُلق الخلق و أرسلت الرسل وأنزلت الكتب إلا لتحقيق التوحيد له تعالى ، قال تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "، وإنّ سعادة النفس وراحتها ونجاتها لا تكون إلا بالتوحيد ، فحري بالعبد أن يتحرّى نفسه ،ويعرف مداخلها ،ويزكيها بمعرفة ربها حق المعرفة ، فالنفس التي عرفت خالقها بحسنى أسماءه وعليا صفاته وحكمة أفعاله لن ترضى أن تقابل الإحسان بالإساءة ، فلو أن بني إسرائيل قدروا الله حق قدره ما عبدوا غيره .

- بيّن موسى عليه السلام لقومه ذنبهم، ثم أتبعه ببيان طريقة التوبة من هذا الذنب، والتذكير بالتوبة من الذنب قد يغفل كثير من الدعاة عنه إذ أن المعوّل عليه بيان المعصية .

-إظهار صفة الله التوّاب ،ذات وقع على النفوس ؛إذ أن التواب صيغة مبالغة تدل على كثرته وتكراره على العبد المذنب ؛فكلما أذنب العبد واستغفر وأناب ،غفر الله له ذنبه ، فتذكير المذنب بصفة الله تعالى التواب ،تشعر العبد بعظيم فضل الله وكرمه على عبده .




المجموعة الثانية:

1:
فسّر قوله تعالى:
{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)} البقرة.
بيّن الله تعالى لنا وجها آخر من عتو بني إسرائيل وطغيانهم،حيث اختار موسى عليه السلام من قومه سبعين رجلا من أخيارهم للميقات الذي وقته الله تعالى له ،وقد اختلف المفسرون على وقت ذلك ،فقال بعضهم أنه كان بعد عبادتهم العجل ، وقال آخرون ،كان ذلك قبل ذلك، ولنذكر السياق في القولين:
من قال أن ذلك كان بعد عبادتهم العجل :
قال تعالى :"وإذ قلتم يا موسى " ، من الذين قالوا ؟
قيل أراد بهم السبعين رجلا الذين سبق ذكرهم ، هؤلاء السبعون
؛طلب منهم موسى عليه السلام التطهر باطنا وظاهرا من الصيام واعتزال النساء والاغتسال، لطلب التوبة منه تعالى على صنيعهم بعبادتهم العجل ،ثم ذهبوا مع موسى لطور سيناء مكان الميقات ، فسمعوا من تكليم الله لموسى وما تضمنه من أمر ونهي، وقيل أنهم لم يطيقوا ذلك فاختلطت أذهانهم ،فعندما خرجوا حرّفت طائفة منهم ما قيل لهم من أمر الله ،كما في قوله تعالى: {وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام اللّه ثمّ يحرّفونه}،فتزعزع إيمانهم وابتلوا فاختبرهم الله تعالى ، ثم قالوا لموسى:"لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة "، وجهرة :أي:علانية ،قاله ابن عباس،أي غير مستتر عنهم بشيء،أو عيانا كما رواه الربيع بن أنس.
فما كان إلا أن عاقبهم الله تعالى بقوله تعالى :
"فأخذتكم الصّاعقة وأنتم تنظرون"، اختلف المفسرون في المراد بالصاعقة :
فقيل أنها النار ، وهو قول السدي ، بينما قال الربيع بن أنس ومروان بن الحكم أي هي صوت أو صيحة من السماء، فماتوا جراء ذلك عقوبة من الله تعالى ، لكن السؤال المتبادر للذهن كيف ماتوا وهم ينظرون ؟
ورد عن السلف في معنى ذلك
،فقد قال عروة بن رويم :أي فصعق بعضهم وبعض ينظرون ، ثم بعث هؤلاء وصعق الآخرون.
وقد يتبادر سؤال آخر ، هل كانت العقوبة بسبب عبادتهم العجل أم لطلب رؤية الله تعالى ؟

اختلف على هذا :
فقيل: أنهم عوقبوا بسبب عبادة العجل، لقوله تعالى" أتهلكنا بما فعل السّفهاء منّا ":أي يعني من عبد العجل منا.
بينما قال ابن فورك: الاحتمال لطلبهم الرؤية،حيث قالوا لموسى (أرنا) حيث أنه ليس ذلك من مقدور موسى صلى الله عليه وسلم.
أما من قال أن ذلك كان قبل عبادتهم العجل:
يظهر من خلال ما ذكره زيد با أسلم : أن ذلك كان بعد عودة موسى عليه السلام ومعه الألواح، فوجد قومه قد عبدوا العجل ،فأمرهم بالتطهر من ذلك وقتل أنفسهم توبة إلى الله تعالى ،ففعلوا ،ولما جاءهم بأمر الألواح وما فيها من أمر ونهي ،قال منهم :
{لن نؤمن لك حتّى نرى اللّه جهرةً}، فنزل غضب الله عليهم بالصاعقة فماتوا .

ثم قال تعالى :
{ثم بعثناكم من بعد موتكم} البعث بعد موتهم بالعقوبة في الدنيا ، وهذا البعث غايته أن يستوفوا آجالهم { لعلّكم تشكرون}أي لعلهم يدركوا قدرة ربهم إذ بعثهم بعد موتهم ،فيشكروه على ذلك .

--------------------------------------------------------------------------
2: ما الحكمة من تسمية إخراج المال زكاة وهو نقص منه؟
ذكر ابن عطية هذه المسألة فبين أنّ الزكاة في اللغة قد تأتي بمعنيين:الزيادة والنماء،وأيضا قد تأتي بمعنى التطهير.
فالنقص الذي يحدث للمال في الزكاة يقابله نمو في البركة والثواب الذي وعده الله تعالى لعبده المزكي، وهذا من المعنى الأول للزكاة .
وهو أيضا تطهيرا لصاحبه من تبعة الحق الذي جعل الله فيه للمساكين ، وهنا يتبين المعنى الثاني للزكاة ، ومما يدل على هذا تسمية النبي صلى الله عليه وسلم ما يخرج من الزكاة أوساخ الناس.
فظاهر إخراج الزكاة نقص في المال ، والحقيقة هي فوائد جمة من طريق آخر .
---------------------------------------------------------------------------
3: بيّن المراد بالحق والباطل في قوله تعالى: {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}.
أمر الله تعالى بني إسرائيل بجملة من الأوامر، من ضمنها عدم الخلط المتعمد بين الحق والباطل ، لكن اختلف في المعنى المراد بالحق والباطل بين أهل العلم .
فالقول الأول:
الحق: هو إقرار اليهود ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
الباطل :قول اليهود ، أن النبي صلى الله عليه وسلم مبعوث لغيرهم، قاله أبو العالية وذكره ابن عطية .

القول الثاني: حال المنافقين.
الحق: إظهارهم للإيمان.
الباطل: إبطانهم للكفر.قاله الطبري وذكره ابن عطية .

القول الثالث:
الحق: الإسلام.
الباطل: اليهودية والنصرانية
،قاله مجاهد وقتادة وذكره ابن عطية وابن كثير.

القول الرابع:
الحق: التوراة .
الباطل: ما أبدلوا فيها من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم
.قاله ابن عباس و ابن زيد وأبي العالية وذكره ابن عطية وابن كثير.

القول الخامس:
الحق: هو محمد صلى الله عليه وسلم.قاله مجاهد والسدي وقتادة والربيع ابن أنس،ذكره ابن كثير

وأضاف ابن عباس صور من بيان معنى الحق والباطل:فقال:
{ولا تلبسوا الحق بالباطل}أي: لا تخلطوا الحق بالباطل والصدق بالكذب.
أما أبو العالية فقال: {ولا تلبسوا الحقّ بالباطل} أي: ولا تخلطوا الحقّ بالباطل، وأدّوا النّصيحة لعباد اللّه من أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.ذكره ابن كثير.


-والله تعالى أعلى وأعلم-
[ألتمس عذرا منكم أستاذتي عن تقصيري في الإجابة على هذا المجلس ]

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 3 جمادى الآخرة 1437هـ/12-03-2016م, 11:06 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

السؤال الأول لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.
- على العبد أن يستشعر نعم الله عليه وأن لا يغفل عنها ،بحيث يكون ذاكراً لها في جميع احواله
بكلّ جوارحه .
- على الداعية إلى الله أن يخاطب المدعوين بـ أفضل خطاب ، وأن يدعوهم بأحبّ الألقاب والصفات
حتى يستميل قلوبهم ، ويرغبهم في الخير .
- من الحكمة التدرج في الخطاب، وتقديم الأهمّ فالأهم ، وتنويع طرق التواصل ، واستغلال الفرص
المواتية ليتمكن الداعية من الوصول إلى ما يريد .
- الإخلاص فيه الخلاص ، فعلينا أن نطلبه في كلّ عمل نقوم به ،صغيراً إو كبيرا حتى يعظم عند الله
ويظهر أثره ولو بعد حين ، لذا علينا أن نجاهد أنفسنا حتى نحصله .
- من الجميل أن يتحلى ألشخص بما يأمر به حتى يكون قدوة صالحة موافقُ قوله لعمله وخلقه
- أعظم ما يعين العبد على أمر دينه ودنياه الصبر والصلاة ،فلتكن لنا زاداً في طريقنا إلى الله تعالى
- من الملفت في قصة بني اسرائيل معاودتهم للذنب مرة اثر مرة وعدم اكتراثهم لما يوجبه من العقوبه
فلنكن على حذر من سلوك طريقهم ، أو التشبه بهم
- وضوح رحمة الله بهذه الأمة حيث فتح لهم أبواب رحمته ،ويسّر لهم سبل مغفرته ، فعلينا أن نسابق
لها ، وأن نبينها لمن احتاج لها ، أو غفل عنها
- تعظيم أوامر الله ونواهيه دليل على إيمان العبد ومراقبته لله عزوجل ،فعلينا أن نربي من
تحت أيدينا على هذا ، وأن نغرسها في قلوبهم ،حتى لا تتخطفهم ملهيات هذه الدنيا وشهواتها


المجموعة الثانية:
1: فسّر قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)} البقرة.

بعد أن عدد الله عزّوجل نعمه على بني اسرائيل ، بيٰن ما حصل منهم من عُتو ومرواغة عن امتثال أوامر الله، فقال تعالى : {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)}
في هذه الأية يذكرهم الله عز وجل، بنعمته عليهم حيث احياهم من بعد موتهم الذي حصل لهم بسبب
تعنتهم وطلبهم ماليس لهم به طاقة حيث طلبوا رؤية الله تعالى وتقدس ، والخطاب في الأية قيل : أنه لبنيّ اسرائيل ،والمراد به السبيعين ،وقد كانوا عبدوا العجل مع قومهم، فلما تابو وتاب الله عليهم بقتل بعضهم بعضًا كما أمرهم به،اختار منهم موسى عليه الصلاة والسلام هولاء السبعين ، خيّراً خيّرا ،وأمرهم بالصيام والتطهر والإستعداد للقاء الله عز وجل ، ليعتذرون إليه من عبادة العجل ، ويستغفروا لقومهم
وقيل إنه للسّبعين الَذِين لم يعبدوا العجل مع قومهم، "حاصل كلام ،"ابن عطية" وابن كثير
* واختلف المفسرون في وقت اختيارهم ، فنهم من قال : أنه بعد عبادة العجل ،وهو الذي عليه أكثر المفسرون ،منهم "ابن كثير" وهوالأصح كما ذكر "ابن عطية"
وقيل : أنه بعد خروجه من البحر وطلب ميعاد ربّه،اختارهم ومضى بهم حتى أتى الجبل، فألقي عليهم الغمام ،وقال النقاش وغيره: غشيتهم سحابة وحيل بينهم وبين موسى بالنور فوقعوا سجودا.
قال السدي وغيره: وسمعوا كلام الله يأمر وينهى، فلم يطيقوا سماعه، واختلطت أذهانهم، ورغبوا أن يكون موسى يسمع ويعبر لهم، ففعل، فلما فرغ وخرجوا بدلت منهم طائفة ما سمعت من كلام الله فذلك قوله تعالى: {وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام اللّه ثمّ يحرّفونه} [البقرة: 75]، واضطرب إيمانهم وامتحنهم الله بذلك فقالوا: لن نؤمن لك حتّى نرى اللّه جهرةً ولم يطلبوا من الرؤية محالا، أما إنه عند أهل السنة ممتنع في الدنيا من طريق السمع، فأخذتهم حينئذ الصاعقة فاحترقوا وماتوا موت همود يعتبر به الغير.
- والقول الثّاني في الآية : ذكره ابن كثير ،عن عبد الرّحمن بن أسلم في تفسير لهذه الآية، قال : «قال لهم موسى لمّا رجع من عند ربّه بالألواح، قد كتب فيها التّوراة، فوجدهم يعبدون العجل، فأمرهم بقتل أنفسهم، ففعلوا، فتاب اللّه عليهم، فقال: إنّ هذه الألواح فيها كتاب اللّه، فيه أمركم الّذي أمركم به ونهيكم الّذي نهاكم عنه. فقالوا: ومن يأخذه بقولك أنت؟ لا والله حتى نرى الله جهرة، حتى يطّلع اللّه علينا فيقول: هذا كتابي فخذوه، فما له لا يكلّمنا كما يكلّمك أنت يا موسى!». وقرأ قول اللّه: {لن نؤمن لك حتّى نرى اللّه جهرةً}. إلى أخر ما ذكر رضي الله عنه ...».
وقرأ سهل بن شعيب وحميد بن قيس: «جهرة» بفتح الهاء، وهي لغة مسموعة عند البصريين فيما فيه حرف الحلق ساكنا قد انفتح ما قبله، والكوفيون يجيزون فيه الفتح وإن لم يسمعوه.
ومعنى قوله ، "جَهْرَةً" أي غير مستتر عنّا بشيء، كما يقال: فلان يجاهر بالمعاصي، أي: لا يستتر من الناس منها بشيئ
وورد عن ابن عباس أن المراد بقولهم "جَهْرَةً"أي علانية ،وقال ، قتادة، والرّبيع بن أنسٍ ،«أي عيانًا»
وقال القاضي أبو محمد رحمه الله: ويحتمل أن يكون جهرةً جمع جاهر، أي حتى نرى الله كاشفين هذا الأمر.
- وقوله ،(فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ )
معنى الصاعقة: ما يصعقون منه، أي: يموتون،
قيل هيّ "صوتاً"سمعوه فماتوا ، ورد عن الرّبيع بن أنس ،وقال مروان بن الحكم ،«الصّاعقة: صيحةٌ من السّماء»،وقال السّدّيّ « الصّاعقة: نارٌ».ذكره ابن كثير
وقال قتادة: «ماتوا وذهبت أرواحهم ثم ردوا لاستيفاء آجالهم، فحين حصلوا في ذلك الهمود جعل موسى يناشد ربه فيهم ويقول: أي رب، كيف أرجع إلى بني إسرائيل دونهم فيهلكون ولا يؤمنون بي أبدا، وقد خرجوا معي وهم الأخيار».وذكر نحوه " الرّبيع بن أنس"
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: يعني وهم بحال الخير وقت الخروج.
وقال قوم، منهم "السدّي" بل ظن موسى عليه السلام أن السبعين إنما عوقبوا بسبب عبادة العجل، فذلك قوله أتهلكنا يعني السبعين بما فعل السّفهاء منّا [الأعراف: 155] يعني عبدة العجل.
وقال ابن فورك: يحتمل أن تكون معاقبة السبعين لإخراجهم طلب الرؤية عن طريقه، بقولهم لموسى «أرنا» وليس ذلك من مقدور موسى صلى الله عليه وسلم،
- وقيل في معنى "تنظرون" أي إلى حالكم وقال القاضي أبو محمد عبد الحق رحمه الله: حتى أحالهم العذاب وأزال نظرهم).
وقال عروة بن رويمٍ في قوله: {وأنتم تنظرون} قال: «فصعق بعضهم وبعضٌ ينظرون، ثمّ بعث هؤلاء وصعق هؤلاء».
- قوله تعالى ((ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)}
يخبر الله تعالى أنه أجاب دعوة موسى عليه السلام وأحياهم من ذلك الهمود أو الموت، ليستوفوا آجالهم،
وفي هذه الآية دليل على أنهم ماتوا فبعثهمُ الله تعالى ، وهو ذكر لبعث بعد موت وقع في الدنيا، مثل قوله تعالى:{فأماته اللّه مائة عام ثمّ بعثه}،
احتجاج على مشركي العرب الذين لم يكونوا موقنين بالبعث، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالأخبار عمن بعث بعد الموت في الدنيا مما توافقه عليه اليهود والنصارى، وأرباب الكتب فاحتج -صلى الله عليه وسلم- بحجة اللّه التي يوافقه عليها جميع من خالفه من أهل الكتب.
وقوله (لعلّكم تشكرون)
أي في قدرته عز وجل على بعثكم بعد الموت ،لأن هذه الإقالة لا شيء بعدها ، والترجي إنما يكون في حق البشر
وهذا حاصل ما ذكره "الزجاج" وابن عطية" وابن كثير"

2: ما الحكمة من تسمية إخراج المال زكاة وهو نقص منه؟
الحكمة من تسميتها ،والله أعلم ، أن في اخراجها زكا للمزكّي ونماء لماله بحيث يبارك الله فيه ، ويثيبه عليه
بالأجر ،وتكون تطهيراً للمال من ما قد يلحقه من تبعة الحق الذي أوجبه الله فيه كما قال تعالى :(( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُوم ٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [المعارج))

3: بيّن المراد بالحق والباطل في قوله تعالى: {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}.
وردت عدة أقوال في المراد بالحق والباطل في هذه الأية
منها : أن المراد بالحقّ أمر النّبي صلى الله عليه وسلم- وما أتى به من الحقّ
وأنّ الباطل هو جحودهم أياه وتحريفهم لما يعلمونه عنه ،ذكره الزّجاج ، وابن عطية ، وابن كثير عن
ابن عباس ،وغيره .

ومنها : أن الحقّ مايظهره المنافقون من الإيمان ، والباطل ما يبطنونه ،ذكره ابن عطية ونحوه ذكر ابن كثير عن أبو العالية ،و سعيد بن جبيرٍ والرّبيع بن أنسٍ،
ومنها : أن المراد بالحقّ والباطل أن «معناه: لا تخلطوا اليهودية والنصرانية بالإسلام» ذكره ابن عطية ، وابن كثير عن قتادة ، والحسن البصري .
ومنها : أن المراد بـ«الحقّ» التوراة، و«الباطل» ما بدلوا فيها من ذكر محمد عليه السلام»،

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 3 جمادى الآخرة 1437هـ/12-03-2016م, 11:55 PM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.

1- من أعظم وسائل إذلال الشعوب من قبل الحكام الظلمو هو استبقاء النساء وذهاب الرجال بالقتل أو الأسر ، فإذا بقيت النساء ذلّ الشعب، وانكسرت شوكته؛ لأن النساء ليس عندهن من يدافع، ويبقين خدماً . دلالة ذلك {ويستحيون نساءكم}
2- بيان قدرة الله تعالى على كل شيء؛ بانفلاق البحر فمن أمر هذا الماء السيال أن ينفصل بعضه عن بعض؛ ويصبح كل فرق كالطود العظيم. أي كالجبل العظيم؛ قادر على أن يذل أعداء الأمة ويهلكهم من حيث لا يحتسبون وينصر أمة الإسلام . دلالة ذلك " وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ
3- أن هلاك عدو الإنسان وهو ينظر إليه من نعمة الله على الإنسان؛ ؛ لأنه يشفي صدره؛ فاللهم اشف صدورنا بهلاك أعداء الأمة ، دلالة ذلك "وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ"
4- أن العاصي لا يضر الله شيئاً؛ وإنما يظلم نفسه .دلالة ذلك " وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ"
5- أن العفو موجب للشكر؛ لقوله تعالى: {لعلكم تشكرون} ؛ والشكر هو القيام بطاعة المنعم إقراراً بالقلب، واعترافاً باللسان، وعملاً بالأركان؛
6-. يُنزل الله تبارك وتعالى الكتب فرقاناً لهداية الناس وتبياناً لهم ؛ لقوله تعالى: (لعلكم تهتدون)
7- وجوب التوبة؛ وأنها على الفور لقوله: (فتوبوا إلى بارئكم) لأن الفاء للترتيب، والتعقيب
8- ينبغي للداعي إلى الله أن يبين الأسباب فيما يحكم به؛ لقوله: (إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل)

المجموعة الأولى:
1: فسّر قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)} البقرة.
الألف: ألف استفهام، ومعناه: التقرير والتوبيخ ههنا،
كأنه قيل لهم: أنتم على هذه الطريقة، ومعنى هذا الكلام -واللّه أعلم-:
أنهم كانوا يأمرون أتباعهم بالتمسك بكتابهم ويتركون هم التمسك به؛ لأن جحدهم النبي صلى الله عليه وسلم: هو تركهم التمسك به.
ويجوز -واللّه أعلم-: أنهم كانوا يأمرون ببذل الصدقة وكانوا يضنون بها، لأنهم وصفوا بأنهم قست قلوبهم وأكلوا الربا والسّحت، وكانوا قد نهوا عن الربا فمنع الصدقة داخل في هذا الباب
(وقوله تعالى: {أتأمرون النّاس} خرج مخرج الاستفهام، ومعناه التوبيخ،
«البر» يجمع وجوه الخير والطاعات ويقع على كل واحد منها اسم بر، {
واختلف المتأولون في المقصود بهذه الآية،:
فقال ابن عباس: «كان الأحبار يأمرون أتباعهم ومقلديهم باتباع التوراة، وكانوا هم يخالفونها في جحدهم منها صفة محمد صلى الله عليه وسلم».
وقالت فرقة: كان الأحبار إذا استرشدهم أحد من العرب في اتباع محمد دلوه على ذلك، وهم لا يفعلونه.
وقال ابن جريج: «كان الأحبار يحضون الناس على طاعة الله، وكانوا هم يواقعون المعاصي».
وقالت فرقة: كانوا يحضون على الصدقة ويبخلون.
قال: «كان بنو إسرائيل يأمرون النّاس بطاعة اللّه وبتقواه، وبالبرّ، ويخالفون، فعيّرهم اللّه، عزّ وجلّ».
وتنسون} بمعنى تتركون كما قال الله تعالى: {نسوا اللّه فنسيهم}[التوبة: 67].
وقوله تعالى: {وأنتم تتلون} معناه: تدرسون وتقرءون، ويحتمل أن يكون المعنى تتبعون أي في الاقتداء به،
"الكتاب": التوراة وهي تنهاهم عما هم عليه من هذه الصفة الذميمة.

وقوله تعالى: {أفلا تعقلون} معناه: أفلا تمنعون أنفسكم من مواقعة هذه الحال المردية لكم؟
والعقل: الإدراك المانع من الخطأ مأخوذ منه عقال البعير، أي يمنعه من التصرف، ومنه المعقل أي موضع الامتناع
الخلاصة
الغرض أنّ اللّه تعالى ذمّهم على هذا الصّنيع ونبّههم على خطئهم في حقّ أنفسهم، حيث كانوا يأمرون بالخير ولا يفعلونه، وليس المراد ذمّهم على أمرهم بالبرّ مع تركهم له، بل على تركهم له، فإنّ الأمر بالمعروف واجبٌ على العالم، ولكنّ الأولى بالعالم أن يفعله مع أمرهم به، ولا يتخلّف عنهم، والصّحيح أنّ العالم يأمر بالمعروف، وإن لم يفعله، وينهى عن المنكر وإن ارتكبه، ولكنّه -والحالة هذه-مذمومٌ على ترك الطّاعة وفعله المعصية، لعلمه بها ومخالفته على بصيرةٍ، فإنّه ليس من يعلم كمن لا يعلم؛ عن أنسٍ، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «مررت ليلة أسري بي على أناسٍ تقرض شفاههم وألسنتهم بمقاريض من نارٍ. قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ »قال: هؤلاء خطباء أمّتك، الّذين يأمرون النّاس بالبرّ وينسون أنفسهم.

تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)}

معنى الآية: واستعينوا أيّها الأحبار من أهل الكتاب، بحبس أنفسكم على طاعة اللّه وبإقامة الصّلاة المانعة من الفحشاء والمنكر، المقرّبة من رضا اللّه، العظيمة إقامتها إلّا على المتواضعين للّه المستكينين لطاعته المتذللين من مخافته.
هكذا قال، والظّاهر أنّ الآية وإن كانت خطابًا في سياق إنذار بني إسرائيل، فإنّهم لم يقصدوا بها على سبيل التّخصيص، وإنّما هي عامّةٌ لهم، ولغيرهم.- فيقول تعالى آمرًا عبيده، فيما يؤمّلون من خير الدّنيا والآخرة، بالاستعانة بالصّبر والصّلاة-
واللّه أعلم
مناسبة الآية " وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ"
الخطاب أصله خطاب أهل الكتاب، وكانت لهم رئاسة عند أتباعهم، فقيل لهم: استعينوا على ما يذهب عنكم شهوة الرياسة بالصلاة؛ لأن الصلاة يتلى فيها ما يرغب فيما عند اللّه، ويزهد في جميع أمر الدنيا، ودليل ذلك قوله: {إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}.
معنى " وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ"
قال مقاتل: « استعينوا على طلب الآخرة بالصّبر على الفرائض، والصّلاة.».
وقال غيره: المعنى استعينوا بالصبر عن الطاعات وعن الشهوات على نيل رضوان الله، وبالصلاة على نيل الرضوان وحط الذنوب، وعلى مصائب الدهر أيضا
قال أبو العالية :واستعينوا بالصّبر والصّلاة على مرضاة اللّه، واعلموا أنّها من طاعة اللّه».

الأقوال في معنى الصبر :
قال مجاهد: «الصبر في هذه الآية الصوم»، ومنه قيل لرمضان شهر الصبر عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «الصّوم نصف الصّبر». وقرن الصوم والصلاة لتناسبهما في أن الصيام يمنع الشهوات ويزهد في الدنيا، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وتخشع. ويقرأ فيها القرآن الذي يذكر بالآخرة.
وقال قوم: «الصبر» على بابه، والصّلاة الدعاء، وتجيء هذه الآية على هذا القول مشبهة لقوله تعالى:{إذا لقيتم فئةً فاثبتوا واذكروا اللّه}[الأنفال: 45] لأن الثبات هو الصبر، وذكر الله هو الدعاء.
وقيل: المراد بالصّبر الكفّ عن المعاصي؛ ولهذا قرنه بأداء العبادات وأعلاها: فعل الصّلاة
عن عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، قال: «الصّبر صبران: صبرٌ عند المصيبة حسنٌ، وأحسن منه الصّبر عن محارم الله».
عن سعيد بن جبيرٍ، قال: «الصّبر اعتراف العبد للّه بما أصاب فيه، واحتسابه عند اللّه ورجاء ثوابه، وقد يجزع الرّجل وهو يتجلّد، لا يرى منه إلّا الصّبر».

ماسبب وصف الصلاة أنها كبيرة على غير الخاشعين :
وذلك إن الصلاة التي معها الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم كبيرة؛ تكبر على الكفار وتعظم عليهم مع الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم، أما الخاشع فهو المتواضع لا يبالي برياسة كانت له مع كفر إذا انتقل إلى الإيمان

معنى الخاشع: المتواضع المطيع المجيب ،والخشوع هيئة في النفس يظهر منها على الجوارح سكون وتواضع
عود ضمير "وإنّها لكبيرةٌ "
واختلف المتأولون :
فقيل على الصّلاة، نصّ عليه مجاهدٌ، واختاره ابن جريرٍ
قيل على الاستعانة التي يقتضيها قوله واستعينوا،
قيل على العبادة التي يتضمنها بالمعنى ذكر الصبر والصلاة.
وقالت فرقة: على إجابة محمد صلى الله عليه وسلم. وفي هذا ضعف، لأنه لا دليل له من الآية عليه – قاله ابن عطية
قيل: يعود الضمير على الكعبة، لأن الأمر بالصلاة إنما هو إليها. وهذا أضعف من الذي قبله– قاله ابن عطية
معنى الخاشعين :
عن ابن عبّاسٍ: «يعني المصدّقين بماأنزل اللّه».
وقال مجاهدٌ: «المؤمنين حقًّا».
وقال أبو العالية: «إلّا على الخاشعين الخائفين»
.، وقال مقاتل بن حيّان: «إلّا على الخاشعين يعني به المتواضعين»
. وقال الضّحّاك: على الخاضعين لطاعته، الخائفين سطواته، المصدّقين بوعده ووعيده».

فوائد استطرادية عن الصلاة :
- الصّلاة من أكبر العون على الثّبات في الأمر، «كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا حزبه أمرٌ صلّى».
- عن ابن جريرٍ: {واستعينوا بالصّبر والصّلاة} قال: «إنّهما معونتان على رحمة اللّه».

2: المراد بالبلاء العظيم في قوله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}.
البلاءٌ معناه امتحان واختبار، ويكون البلاء في الخير والشر.
وقال قوم: الإشارة بـــــ ذلكم إلى التنجية من بني إسرائيل، فيكون البلاء على هذا في الخير، أي وفي تنجيتكم نعمة من الله عليكم.
وقال الجمهور: الإشارة إلى الذبح ونحوه، والبلاء هنا في الشر، والمعنى وفي الذبح مكروه وامتحان.


3: ما المراد بالمنّ والسلوى في قوله تعالى: {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى}؟

اختلفت عبارات المفسّرين في المنّ على أقوال:
قال مجاهدٌ: «المنّ: صمغةٌ ع ك
قيل: هو عسل، ع ك
وقال عكرمة: «المنّ: شيءٌ أنزله اللّه عليهم مثل الطّلّ، شبه الرّب الغليظ». ك
قيل: شراب حلو، ع ك
قيل: عن ابن عبّاسٍ: «كان المنّ ينزل عليهم على الأشجار، فيغدون إليه فيأكلون منه ما شاؤوا».ع ز ك
قيل: المنّ خبز الرقاق مثل النقي ع ك
قيل: هو الترنجبين ع ز
وقيل الزنجبيل ع ك
. وقيل: المنّ مصدر يعني به جميع ما من الله به مجملا مما لا تعب فيه ولا نصب. ع ز ك
عبارات المفسّرين متقاربةٌ في شرح المنّ، فمنهم من فسّره بالطّعام، ومنهم من فسّره بالشّراب،
الظّاهر، واللّه أعلم، أنّه كلّ ما امتنّ اللّه به عليهم من طعامٍ وشرابٍ، وغير ذلك، ممّا ليس لهم فيه عملٌ ولا كدٌّ، فالمنّ المشهور إن أكل وحده كان طعامًا وحلاوةً، وإن مزج مع الماء صار شرابًا طيّبًا، وإن ركّب مع غيره صار نوعًا آخر، ولكن ليس هو المراد من الآية وحده؛ والدّليل على ذلك قول البخاريّ:عن سعيد بن زيدٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «الكمأة من المنّ، وماؤها شفاءٌ للعين "ع ز ك
فقيل: أراد عليه السلام أن الكمأة نفسها مما أنزل نوعها على بني إسرائيل. ع
وقيل: أراد أنه لا تعب في الكمأة ولا جذاذ ولا حصاد، فهي منة دون تكلف من جنس من بني إسرائيل في أنه كان دون تكلف. ع

كان المنّ ينزل عليهم في محلّتهم سقوط الثّلج، أشدّ بياضًا من اللّبن، وأحلى من العسل، يسقط عليهم من طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس، يأخذ الرّجل منهم قدر ما يكفيه يومه ذلك؛ فإذا تعدّى ذلك فسد ولم يبق، حتّى إذا كان يوم سادسه، ليوم جمعته، أخذ ما يكفيه ليوم سادسه ويوم سابعه؛ لأنّه كان يوم عيدٍ لا يشخص فيه لأمر معيشته ولا يطلبه لشيءٍ، وهذا كلّه في البرّيّة». قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والربيع بن أنس وغيرهم.ع ك

أما السّلوى:فالمفسرين على أقوال منهم من قال:
هو الطير بإجماع من المفسرين، كما قال ابن عطية ونقله ابن كثير
عن ابن عبّاسٍ، قال: «السّلوى: هو السمّانى بعينه ع
. وقيل: طائر يميل إلى الحمرة مثل السمانى، ز ع ك
عن قتادة: «السّلوى من طيرٍ إلى الحمرة، تحشرها عليهم الريح الجنوب. وكان الرّجل يذبح منها قدر ما يكفيه يومه ذلك، فإذا تعدّى فسد ولم يبق عنده، حتّى إذا كان يوم سادسه ليوم جمعته أخذ ما يكفيه ليوم سادسه ويوم سابعه؛ لأنّه كان يوم عبادةٍ لا يشخص فيه لشيءٍ ولا يطلبه».
وقيل: طائر مثل الحمام تحشره عليهم الجنوب.ع ك
قال وهب بن منبّهٍ: «السّلوى: طيرٌ سمينٌ مثل الحمام، كان يأتيهم فيأخذون منه من سبتٍ إلى سبتٍ
وعن عكرمة: «أمّا السّلوى فطيرٌ كطيرٍ يكون بالجنّة أكبر من العصفور، أو نحو ذلك».

ومنهم من رد الإجماع مثل القرطبي وقال أن السلوى لها معان آخرى :
السلوى هي العسل في لغة كنانة؛ لأنّه يسلّى به ومنه عين سلوان،وكذلك قال الهذلي والجوهري ذكره ابن كثير ،
والسّلوانة بالضّمّ خرزةٌ، كانوا يقولون إذا صبّ عليها ماء المطر فشربها العاشق سلا ،واسم ذلك الماء السّلوان،
وقال بعضهم: السّلوان دواءٌ يشفي الحزين فيسلو والأطبّاء يسمونه (مفرّح)، ذكره ابن كثير

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 4 جمادى الآخرة 1437هـ/13-03-2016م, 12:13 AM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

مجلس مذاكرة سورة البقرة من الآية (40 - 57)
السؤال الأول:
استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.
- تعظيم الأنبياء وإجلالهم من تعظيم الله سبحانه وإجلاله ، فقد أختارهم ليكونوا رسل له إلينا ، وتصديقهم وطاعتهم في كل ما يخبرون به . ولا نكون مثل بني إسرائيل الذين قالوا : (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة) .
- تذكر نعم الله علينا والمسارعة إلى الشكر على جميع النعم ، وهذا من دأب الصالحين ، (اذكروا نعمتى الله أنعمت عليكم)
- الوفاء بعهد الله ، واتباع دينه الإسلام والقيام بما أمر والابتعاد عما نهى للفوز بموعود الله سبحانه ورضاه .
- استخدام أسلوب الترغيب والترهيب في الدعوة إلى الله سبحانه ، لعل المدعوين يعودون إلى ربهم ويتعظون بالقرآن وزواجره ، وقد استخدم الله هذا الأسلوب مع بني إسرائيل بعدما ذكر لهم نعمته عليهم فقال : (وإياي فارهبون) .
- عدم تلبيس الحق بالباطل وكتمان أحكام الله وآياته ابتغاء عرض من الدنيا قليل ، كما فعلت بنو إسرائيل ، (ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا) ، وكقوله : (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون) .
- تقوى الله والعمل بطاعة اللّه رجاء رحمة اللّه على نورٍ من اللّه، وترك معصية اللّه مخافة عذاب اللّه على نورٍ من اللّه لقوله تعالى : (وإياي فاتقون) .
- عدم أمر الناس بوجوه الخير والبر وعدم فعلها قصدا ، وذلك من أسوأ ما يكون عليه الداعية إلى الله ، كما قال شعيب : (وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه) ، كما قال الله لبني إسرائيل : (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب)
- الاستعانه بالصبر والصلاة على مرضاة الله وعبادته ، وما لمّ بالعبد من شدائد (واستعينوا بالصبر والصلاة )
- اليقين بملاقاة الله سبحانه والرجوع إليه ، والاستعداد لهذا اللقاء على أكمل وأتم وجه ، قال تعالى : (الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم ) .
- كفر النعم ومبارزة الله سبحانه بالمعاصي من صفات بني إسرائيل التي يجب الابتعاد عنها ، فقد كل هذه النعم ونجاتهم من فرعون ، وإغراقه هو وقومه إذا بهم يعبدون العجل بعد ذلك (ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون) .
- عدم التعدي في الدعاء ، وطلب ما لا يستطاع ، كما طلبت بنو إسرائيل من موسى فقالوا : (أرنا الله جهرة) .
- الاستتار وعدم الجهر بالمعاصي كما قالوا (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة) .
- المسارعة إلى التوبة عند الزلل ، فإن الله (هو التواب الرحيم) .
- التفكر في حكمة الله من الابتلاء سواء بالخير أو الشر ، والتأكد أن هذا هو الخير الذي قدره الله ، كما أبتلى بني إسرائيل بمحنة عظيمة وهي قتل أنفسهم ، ولكنها كان فيه الخير حيث تاب عليهم ، قال تعالى : (فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خيرٌ لكم عند بارئكم فتاب عليكم)
- الإيمان بالبعث بعد الموت ، وهو من أصول الإيمان التي دل عليها ما حدث في الدنيا كما بعث الله سبحانه بني إسرائيل بعد موتهم فقال : (ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون)
- الحرص على أن يكون الأكل والرزق من الطيبات ، والبعد عن الخبائث ، فهذا أمر من الله سبحانه (كلوا من طيبات ما رزقناكم) .
- معرفة أن معصية الله سبحانه لا تضر الله شيئا ، وأن العبد لا يظلم إلا نفسه ، وتنبه المدعوين لذلك .

السؤال الثاني :
تفسير قوله تعالى: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) )
- قوله تعالى : (أتأمرون الناس)
الغرض من الاستفهام هو التقرير والتوبيخ ههنا، كأنه قيل لهم: أنتم على هذه الطريقة ، قاله الزجاج وابن كثير
- معنى (البر)
معنى البر : البر اسم يجمع وجوه الخير والطاعات ويقع على كل واحد منها اسم بر ، ذكره ابن عطية وابن كثير
- معنى (تنسون أنفسكم )
المعنى : تتركون أنفسكم ، ذكره ابن عطية وابن كثير
- معنى (تتلون)
تدرسون وتقرءون ، ويحتمل تتبعون في الاقتداء به ، ذكره ابن عطية وابن كثير
- المقصود بالكتاب ط ، ك
والكتاب التوراة وهي تنهاهم عما هم عليه من هذه الصفة الذميمة ، ذكره ابن عطية وابن كثير
- فائدة ذكر تلاوة الكتاب
أي : إنكم لا تأتمروا بما تأمرون النّاس به، وأنتم مع ذلك تتلون الكتاب، وتعلمون ما فيه على من قصر في أوامر اللّه؟ ذكره ابن كثير
قوله تعالى : (أفلا تعقلون)
- معنى العقل لغة
العقل: الإدراك المانع من الخطأ مأخوذ منه عقال البعير، أي يمنعه من التصرف، ومنه المعقل أي موضع الامتناع ، ذكره ابن عطية
الغرض من الاستفهام في قوله (أفلا تعقلون)
أفلا تمنعون أنفسكم من مواقعة هذه الحال المردية لكم؟ (قاله ابن عطية)
أفلا تعقلون ما أنتم صانعون بأنفسكم؛ فتنتبهوا من رقدتكم، وتتبصّروا من عمايتكم.(قاله ابن كثير)
- المراد بالآية (خلاصة كلام الزجاج وابن عطية وابن كثير)
- قيل : إنهم كانوا يأمرون أتباعهم بالتمسك بكتابهم ويتركون هم التمسك به؛ لأن جحدهم النبي صلى الله عليه وسلم: هو تركهم التمسك به. قاله ابن عباس
- وقيل : إنهم كانوا يأمرون ببذل الصدقة وكانوا يضنون بها، لأنهم وصفوا بأنهم قست قلوبهم وأكلوا الربا والسّحت، وكانوا قد نهوا عن الربا
- كان الأحبار إذا استرشدهم أحد من العرب في اتباع محمد دلوه على ذلك، وهم لا يفعلونه.
- كان بنو إسرائيل يأمرون النّاس بطاعة اللّه وبتقواه، وبالبرّ، ويخالفون، فعيّرهم اللّه، عزّ وجلّ . قاله قتادة والسدي
قال ابن كثير : والغرض أنّ اللّه تعالى ذمّهم على هذا الصّنيع ونبّههم على خطئهم في حقّ أنفسهم، حيث كانوا يأمرون بالخير ولا يفعلونه، وليس المراد ذمّهم على أمرهم بالبرّ مع تركهم له، بل على تركهم له، فإنّ الأمر بالمعروف [معروفٌ] وهو واجبٌ على العالم، ولكنّ [الواجب و] الأولى بالعالم أن يفعله مع أمرهم به، ولا يتخلّف عنهم، كما قال شعيبٌ، عليه السّلام: {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا باللّه عليه توكّلت وإليه أنيب}
مسألة استطرادية :
أحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
1- الأمر بالمعروف وفعله واجبٌ، لا يسقط أحدهما بترك الآخر على أصحّ قولي العلماء من السّلف والخلف
2- وذهب بعضهم إلى أنّ مرتكب المعاصي لا ينهى غيره عنها، وهذا ضعيفٌ
3- والصّحيح أنّ العالم يأمر بالمعروف، وإن لم يفعله، وينهى عن المنكر وإن ارتكبه، وقد روي عن سعيد بن جبيرٍ يقول له: «لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتّى لا يكون فيه شيءٌ ما أمر أحدٌ بمعروفٍ ولا نهى عن منكرٍ». وقال مالكٌ: «وصدق من ذا الّذي ليس فيه شيءٌ"
قال ابن كثير : ولكنّه والحالة هذه-مذمومٌ على ترك الطّاعة وفعله المعصية، لعلمه بها ومخالفته على بصيرةٍ، فإنّه ليس من يعلم كمن لا يعلم ، وقد جاءت أحاديث كثيرة فيها من الوعيد على ذلك ، منها :
عن أسامة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «يجاء بالرّجل يوم القيامة فيلقى في النّار، فتندلق به أقتابه، فيدور بها في النّار كما يدور الحمار برحاه، فيطيف به أهل النّار، فيقولون: يا فلان ما أصابك؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه». رواه البخاري ومسلم .
وعن أنسٍ، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «مررت ليلة أسري بي على أناسٍ تقرض شفاههم وألسنتهم بمقاريض من نارٍ. قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ »قال: هؤلاء خطباء أمّتك، الّذين يأمرون النّاس بالبرّ وينسون أنفسهم.
وقد ورد في بعض الآثار: أنّه يغفر للجاهل سبعين مرّةً حتّى يغفر للعالم مرّةً واحدةً، ليس من يعلم كمن لا يعلم. وقال تعالى: {قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون إنّما يتذكّر أولو الألباب}

تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)}
قوله تعالى : (واستعينوا بالصبر والصلاة)
- المخاطبين في الآية
1- هم أهل الكتاب (قاله الزجاج)
2- يقول تعالى آمرًا عبيده، فيما يؤمّلون من خير الدّنيا والآخرة، بالاستعانة بالصّبر والصّلاة (ذكره ابن كثير) .
- متعلق الاستعانة
الاستعانة على ما يذهب عنكم شهوة الرياسة (قاله الزجاج)
قال مقاتل: الاستعانة على طلب الآخرة
وقال غيره: المعنى استعينوا بالصبر عن الطاعات وعن الشهوات على نيل رضوان الله، وبالصلاة على نيل الرضوان وحط الذنوب، وعلى مصائب الدهر أيضا، ومنه الحديث: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر فزع إلى الصلاة»
وهذا المعنى أعم وأشمل .
- المقصود بالصبر
قيل : الصبر هو الصوم، نص عليه مجاهد ، ومنه سمي رمضان شهر الصبر .
وقال قوم : الصبر على بابه ، والمراد بالصّبر الكفّ عن المعاصي؛ ولهذا قرنه بأداء العبادات وأعلاها: فعل الصّلاة.
- المقصود بالصلاة
قال قوم : الصلاة الدعاء
قال ابن كثير : الصلاة على بابها
- سبب تخصيص الصبر والصلاة بالذكر
وخص الصوم والصلاة على هذا القول بالذكر لتناسبهما في أن الصيام يمنع الشهوات ويزهد في الدنيا، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وهي من أكبر العون على الثّبات في الأمر. ويقرأ فيها القرآن الذي يذكر بالآخرة
فعن حذيفة بن اليمان: «كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا حزبه أمرٌ صلّى». رواه أبوداود.
وابن عبّاسٍ نعي إليه أخوه قثم وهو في سفرٍ، فاسترجع، ثمّ تنحّى عن الطّريق، فأناخ فصلّى ركعتين أطال فيهما الجلوس، ثمّ قام يمشي إلى راحلته وهو يقول: «{واستعينوا بالصّبر والصّلاة وإنّها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين}». (خلاصة كلام ابن عطية وابن كثير) .
قوله تعالى : (وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين)
- عود الضمير في (إنها)
قيل : عائدٌ إلى الصّلاة، نصّ عليه مجاهدٌ، واختاره ابن جريرٍ.
قيل : الصلاة التي معها الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم (قاله الزجاج)
وقيل: عائد على الاستعانة التي يقتضيها قوله واستعينوا،
وقيل: عائد على العبادة التي يتضمنها بالمعنى ذكر الصبر والصلاة.
ويحتمل أن يكون عائدًا على ما يدلّ عليه الكلام، وهو الوصيّة بذلك
وقالت فرقة: على إجابة محمد صلى الله عليه وسلم. قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وفي هذا ضعف، لأنه لا دليل له من الآية عليه.
وقيل: يعود الضمير على الكعبة، لأن الأمر بالصلاة إنما هو إليها. قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا أضعف من الذي قبله.(خلاصة كلام ابن عطية وابن كثير)
- معنى (كبيرة)
معناه ثقيلة شاقة
- معنى الخشوع
الخشوع هيئة في النفس يظهر منها على الجوارح سكون وتواضع).
الخاشع: المتواضع المطيع المجيب
- المراد بالخاشعين
عن ابن عبّاسٍ: «يعني المصدّقين بماأنزل اللّه». وقال مجاهدٌ: «المؤمنين حقًّا». وقال أبو العالية: «إلّا على الخاشعين الخائفين».، وقال مقاتل بن حيّان: «إلّا على الخاشعين يعني به المتواضعين». وقال الضّحّاك: {وإنّها لكبيرةٌ} قال: «إنّها لثقيلةٌ إلّا على الخاضعين لطاعته، الخائفين سطواته، المصدّقين بوعده ووعيده». (ذكره ابن عطية وابن كثير)
- سبب تخصيص الخاشعين في الآية
لأن الخاشع المتواضع المطيع المجيب ، والمتواضع لا يبالي برياسة كانت له مع كفر إذا انتقل إلى الإيمان (ذكره الزجاج)
- معنى الآية
قال الزجاج : كان لأهل الكتاب لهم رئاسة عند أتباعهم، فقيل لهم: استعينوا على ما يذهب عنكم شهوة الرياسة بالصلاة؛ لأن الصلاة يتلى فيها ما يرغب فيما عند اللّه، ويزهد في جميع أمر الدنيا، ودليل ذلك قوله: {إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} ، كما أن الصلاة التي معها الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم كبيرة؛ تكبر على الكفار وتعظم عليهم مع الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ،إلا على المتواضع الذي لا يبالي برياسة كانت له مع كفر إذا انتقل إلى الإيمان
وقال ابن جريرٍ: معنى الآية: واستعينوا أيّها الأحبار من أهل الكتاب، بحبس أنفسكم على طاعة اللّه وبإقامة الصّلاة المانعة من الفحشاء والمنكر، المقرّبة من رضا اللّه، العظيمة إقامتها إلّا على المتواضعين للّه المستكينين لطاعته المتذللين من مخافته.
قال ابن كثير رحمه الله : والظّاهر أنّ الآية وإن كانت خطابًا في سياق إنذار بني إسرائيل، فإنّهم لم يُقصدوا بها على سبيل التّخصيص، وإنّما هي عامّةٌ لهم، ولغيرهم. واللّه أعلم

2- ما المراد بالبلاء العظيم في قوله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}.
البلاء معناه الامتحان والاختبار، ويكون البلاء في الخير والشر، كما قال تعالى: {ونبلوكم بالشّرّ والخير فتنةً} قاله ابن عطية وابن كثير .
واختلف المتأولون في معنى البلاء هنا على قولين :
1- قال قوم : البلاء هنا هو النعمة ، ويعني النجاة من آل فرعون .
وقد ورد هذا المعنى عن ابن عباس ، ومجاهد ، وأبي العالية ، وأبي مالك والسدي وغيرهم .
وقد ذكره الزجاج ورجحه ولم يذكر الرأي الأخر .
وقال ابن جريرٍ: وفي الّذي فعلنا بكم من إنجائنا إيّاكم ممّا كنتم فيه من عذاب آل فرعون بلاءٌ لكم من ربّكم عظيمٌ. أي: نعمةٌ عظيمةٌ عليكم في ذلك
2- قال جمهور الناس : الإشارة إلى الذبح ونحوه ، والبلاء هنا في الشر ، والمعنى : وفي الذبح مكروه وامتحان . ذكره ابن عط2ية .
قال ابن كثير : المراد بقوله: {وفي ذلكم بلاءٌ} إشارةٌ إلى ما كانوا فيه من العذاب المهين من ذبح الأبناء واستحياء النّساء؛ قال القرطبيّ: وهذا قول الجمهور ولفظه بعدما حكى القول الأوّل، ثمّ قال: وقال الجمهور: الإشارة إلى الذّبح ونحوه، والبلاء هاهنا في الشّرّ، والمعنى في الذّبح مكروهٌ وامتحانٌ .

3: ما المراد بالمنّ والسلوى في قوله تعالى: {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى}؟
اختلف المتأولون في المن:
1- المن ما وصف في اللغة : ما يمن اللّه به مما لا تعب فيه ولا نصب
2- أهل التفسير يقولون: إن "المنّ" شيء يسقط على الشجر حلو يشرب.
عن ابن عبّاسٍ: «كان المنّ ينزل عليهم على الأشجار، فيغدون إليه فيأكلون منه ما شاؤوا».ذكره ابن كثير
قال الرّبيع بن أنسٍ: «المنّ شرابٌ كان ينزل عليهم مثل العسل، فيمزجونه بالماء ثمّ يشربونه» ذكره ابن كثير
وقال عكرمة: «المنّ: شيءٌ أنزله اللّه عليهم مثل الطّلّ، شبه الرّب الغليظ». ذكره ابن كثير
3- قيل هو العسل
روى أبو جعفر بن جرير عن الشّعبيّ، قال: «عسلكم هذا جزءٌ من سبعين جزءًا من المنّ».
وكذا قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: «إنّه العسل».
4- قيل هو الترنجبين
5- قيل هو الزنجبيل
قال السّدّيّ: «قالوا: يا موسى، كيف لنا بما هاهنا؟ أين الطّعام؟ فأنزل اللّه عليهم المنّ، فكان يسقط على شجر الزّنجبيل». ذكره ابن كثير .
6- خبز الرقاق مثل النقي ، قال وهب بن منبّهٍ -وسئل عن المنّ-فقال: «خبز الرّقاق مثل الذّرة أو مثل النقيّ».
قال ابن كثير : والغرض أنّ عبارات المفسّرين متقاربةٌ في شرح المنّ، فمنهم من فسّره بالطّعام، ومنهم من فسّره بالشّراب، والظّاهر، واللّه أعلم، أنّه كلّ ما امتنّ اللّه به عليهم من طعامٍ وشرابٍ، وغير ذلك، ممّا ليس لهم فيه عملٌ ولا كدٌّ، فالمنّ المشهور إن أكل وحده كان طعامًا وحلاوةً، وإن مزج مع الماء صار شرابًا طيّبًا، وإن ركّب مع غيره صار نوعًا آخر، ولكن ليس هو المراد من الآية وحده؛ والدّليل على ذلك قول البخاريّ: عن سعيد بن زيدٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «الكمأة من المنّ، وماؤها شفاءٌ للعين».
فقيل: أراد عليه السلام أن الكمأة نفسها مما أنزل نوعها على بني إسرائيل.
وقيل: أراد أنه لا تعب في الكمأة ولا جذاذ ولا حصاد، فهي منة دون تكلف من جنس من بني إسرائيل في أنه كان دون تكلف.

أما السلوى:
1- قيل طائر كالسماني يميل إلى الحمرة ، فعن ابن عبّاسٍ: «السّلوى طائرٌ شبيهٌ بالسّمّانى، كانوا يأكلون منه».
وقد روي ذلك عن ابن مسعود .
وقال قتادة: «السّلوى من طيرٍ إلى الحمرة، تحشرها عليهم الريح الجنوب. وكان الرّجل يذبح منها قدر ما يكفيه يومه ذلك، فإذا تعدّى فسد ولم يبق عنده، حتّى إذا كان يوم سادسه ليوم جمعته أخذ ما يكفيه ليوم سادسه ويوم سابعه؛ لأنّه كان يوم عبادةٍ لا يشخص فيه لشيءٍ ولا يطلبه». ذكره ابن كثير
وقال وهب بن منبّهٍ: «السّلوى: طيرٌ سمينٌ مثل الحمام، كان يأتيهم فيأخذون منه من سبتٍ إلى سبتٍ». ذكره ابن كثير
2- قيل هو السماني بعينه ، فعن ابن عبّاسٍ، قال: «السّلوى: هو السمّانى».
وكذا قال مجاهد والشعبي والضحاك والحسن وعكرمة والربيع بن أنس ، وذكره ابن كثير .
3- قيل هو العسل
قال ابن عطيّة: السّلوى: طيرٌ بإجماع المفسّرين، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والربيع بن أنس وغيرهم. وقد غلط الهذليّ في قوله: إنّه العسل، وأنشد في ذلك مستشهدًا:
وقاسمها باللّه جهدًا لأنتم ....... ألذّ من السّلوى إذا ما أشورها
قال: فظنّ أنّ السّلوى عسلًا
وقال الكسائي : وقد غلط الهذلي وظن السلوى العسل .
قال القرطبيّ: دعوى الإجماع لا تصحّ؛ لأنّ المؤرخ أحد علماء اللّغة والتّفسير قال: إنّه العسل، واستدلّ ببيت الهذليّ هذا، وذكر أنّه كذلك في لغة كنانة؛ لأنّه يسلّى به ومنه عين سلوان، وقال الجوهريّ: السّلوى العسل، واستشهد ببيت الهذليّ -أيضًا-،

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 4 جمادى الآخرة 1437هـ/13-03-2016م, 01:35 AM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال الأول :
استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل ؟
مما يستفاد من قصة موسى عليه السلام مع قومه أمور وحكم جليلة ، منها :
1- الصبر ، فقد كان موسى عليه السلام مدرسة في الصبر على قومه ، وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم :( رحم الله أخي موسى فقد أوذي بأكثر من هذا فصبر ). رواه البخاري .والصبر على أذى من أحسنت إليه أشد من الصبر على العدو الذي تعرف عداوته ، وهذا ما حصل مع بني إسرائيل فكان كلما أمرهم موسى عليه السلام بأمر عصوا واستكبروا وتحايلوا على أوامر الله ، فلتتحلى بالصبر أيها الداعي إلى الله والزم نهج الانبياء فلابد من مكابدة المشاق والصعاب في طريق الدعوة .
2-سرعة الاستجابة ، إحرص أيها المبارك على سرعة الاستجابة لأوامر الله وترك المماطلة والتسويف ، واحذر أن تكون مثل بني إسرائيل أتتهم الرسل والمعجزات الباهرات ومع ذلك قالوا : ( أرنا الله جهرة) ، وقالوا :( اجعل لنا إلهاً ) ، وقالوا :( سمعنا وعصينا ) ، وعبدوا العجل ،و...،و.... ،أعمالهم وأقوالهم تبين مدى تغلغل الفسوق في قلوبهم ولو أنهم استجابوا لأوامر الله لهداهم الله ويسر لهم طريق الحق والرشاد .
3-اعلم أيها المبارك أن توقير الأنبياء والعلماء دليل الإيمان ، فبنو إسرائيل لم يستقر الإيمان في قلوب أكثرهم لذا هم لم يوقروا أنبيائهم بل كذبوهم وقتلوا بعضهم، قالوا لموسى عليه السلام :( أتتخذنا هزواً) وقالوا :( ادع لنا ربك ) وغير ذلك من الأقوال الدالة على سوء أدبهم معه ، فعوقبوا بالغواية والضلال .فعلى المؤمن أن يوقر الأنبياء وينزلهم منازلهم اللائقة ومن بعدهم العلماء الذين هم ورثة الأنبياء ، قال تعالى :( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ) .
المجموعة الأولى:
1: فسّر قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)} البقرة.
أقوال السلف في تفسير الآيتين الكريمتين :
-عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنه : {وتنسون أنفسكم}«أي: تتركون أنفسكم {وأنتم تتلونالكتاب أفلا تعقلون}أي: تنهون النّاس عن الكفر بما عندكم من النّبوّة والعهد من التّوراة، وتتركون أنفسكم، أي: وأنتم تكفرون بما فيها من عهدي إليكم في تصديق رسولي، وتنقضون ميثاقي، وتجحدون ما تعلمون من كتابي».
- عن قتادة في قوله تعالى: {أتأمرون النّاس بالبرّ وتنسون أنفسكم} قال: «كان بنو إسرائيل يأمرون النّاس بطاعة اللّه وبتقواه، وبالبرّ، ويخالفون، فعيّرهم اللّه، عزّ وجلّ».
-عن أبي الدرداء رضي الله عنه : {أتأمرون النّاس بالبرّ وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب} قال: «لا يفقه الرّجل كلّ الفقه حتّى يمقت النّاس في ذات اللّه، ثمّ يرجع إلى نفسه فيكون لها أشدّ مقتًا» .
-وقال ابن جريجٍ: «{أتأمرون النّاس بالبرّ}أهل الكتاب والمنافقون كانوا يأمرون النّاس بالصّوم والصّلاة، ويدعون العمل بما يأمرون به النّاس، فعيّرهم اللّه بذلك، فمن أمر بخيرٍ فليكن أشدّ النّاس فيه مسارعةً»
-وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في هذه الآية: «هؤلاء اليهود إذا جاء الرّجل يسألهم عن الشّيء ليس فيه حقٌّ ولا رشوة ولا شيء أمروه بالحق، فقال الله تعالى: {أتأمرون النّاس بالبرّ وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون}».
المعنى العام للآية :
-قال الزجاج : الاية فيها تقرير وتوبيخ ويجوز فيها وجهان :
1-يأمرون الناس بالتمسك بكتابهم وهم لا يفعلونه ، ومن ذلك إنكارهم لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم .
2-أن الآيات نزلت في شأن الصدقة ، فكانوا يأمرون غيرهم ببذل الصدقة وهم يبخلون بها .
معاني الكلمات ( ابن عطية ) :
البر : اسم جامع لوجوه الخير والطاعات
تنسون : تتركون
تتلون : تقرءون وتدرسون ، وقيل تتبعون وتقتدون به .
تعقلون : من العقل ، ويقال عقل البعير ، وهو بمعنى الإدراك المانع من الخطأ ، ومنه المعقل وهو موضع الامتناع .
بعض المسائل :
- الذم الوارد في الآية ليس على أمرهم للناس ونصحهم ، وانما على تركهم العمل مع علمهم بحكمه .
- الأمر بالمعروف واجب على العالم والأوجب منه أن يعمل بما يأمر به ،وكلاهما واجب ولا يسقط أحدهما بترك الآخر على أصح أقوال العلماء .
- - هناك من قال بأن غير العالم لا يأمر بالمعروف وهو قول ضعيف .
- رجح العلماء بأن على العالم أن يأمر بالمعروف وإن لم يفعله ، وهو مؤاخذ على تقصيره ،قال مالكٌ عن ربيعة: سمعت سعيد بن جبيرٍ يقول له: «لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتّى لا يكون فيه شيءٌ ما أمر أحدٌ بمعروفٍ ولا نهى عن منكرٍ». وقال مالكٌ: «وصدق من ذا الّذي ليس فيه شيءٌ؟» .
- أتت الأحاديث الدالة على ذم من يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر وهو لا يأتمر بمعروف ولا ينتهي عن منكر ، ال الإمام أحمد بن حنبلٍ عن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «مررت ليلة أسري بي على قومٍ شفاههم تقرض بمقاريض من نارٍ. قال: قلت: من هؤلاء؟» قالوا: خطباء من أهل الدّنيا ممّن كانوا يأمرون النّاس بالبرّ وينسون أنفسهم، وهم يتلون الكتاب أفلا يع .
-- روى البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" يجاء بالرّجل يوم القيامة فيلقى في النّار، فتندلق به أقتابه، فيدور بها في النّار كما يدور الحمار برحاه، فيطيف به أهل النّار، فيقولون: يا فلان ما أصابك؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه".
- ال إبراهيم النّخعيّ: إنّي لأكره القصص لثلاث آياتٍ :
قوله تعالى: "أتأمرون النّاس بالبرّ وتنسون أنفسكم".
وقوله: "يا أيّهاالّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتًا عند اللّه أن تقولوا ما لا تفعلون".
وقوله إخبارًا عن شعيبٍ: "وما أريد أنأخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا باللّه عليه توكّلت وإليه أنيب ".
- تفسير قوله تعالى :( واستعينوا بالصّبر والصّلاة وإنّها لكبيرةٌ إلّا على الخاشعين):
أقوال السلف رحمهم الله :
( واستعينوا بالصبر والصلاة )
-- قال مقاتل :استعينوا على طلب الآخرة بالصّبر على الفرائض، والصّلاة.
- وقال مجاهد : الصبر هنا هو الصيام .
- قال أبو العالية : على مرضاة الله واعلموا أنها من طاعة الله .
( وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين )
( لكبيرة ) ، قال الضحاك :ثقيلة إلا على الخاضعين لطاعته ، الخائفين سطواته ،المصدقين بوعده ووعيده .
( إلا على الخاشعين )
- قال ابن عباس : المصدقين بما أنزل الله .
- قال مجاهد : المؤمنون حقاً .
-قال أبو العالية : الخاشعين الخائفين .
- قال مقاتل بن حيان : المتواضعين .

- أقوال المفسرين رحمهم الله :
- قال الزجاج : الخطاب لرؤساء أهل الكتاب ، والمعنى أقيموا الصلاة ليذهب ما في أنفسكم من حب للرئاسة . فإن الصلاة تكبر على الكفار وتثقل عليهم ، أما المؤمنون الخاضعون الخائفون فهي لا تثقل عليهم بل هي قرة أعينهم .
-- قال البعض المعنى استعينوا بالصبر عن الطاعات وعن الشهوات على نيل رضوان الله، وبالصلاة على نيل الرضوان وحط الذنوب، وعلى مصائب الدهر .
مسائل :
- كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة .
- روي أنه لما علم ابن عباس وكان على سفر بوفاة أخيه قثم ، استرجع ونزل عن راحلته وصلى ثم اخذ يقرأ واستعينوا بالصبر والصلاة .
- خصت الآية الصلاة والصيام ، لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، والصيام يمنع الشهوات .
- اختلف العلماء في الضمير في ( وإنها ) ، قيل : على الصلاة ، وقيل على الاستقامة وقيل على العبادة ، وقيل على طاعة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو ضعيف . وقيل على الكعبة وهو أضعف .
- ا- قال عمر رضي الله عنه : الصبر نوعان ،صبر عند المصيبة وهو حسن وأحسن منه صبر عن محارم الله و.
--- قال ابن جرير ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) إنهما معونتان على رحمة الله .
- الصلاة من أكبر المثبتات عند المحن .
- الخطاب لبني إسرائيل وهو عام لكل من اتصف بهذه الصفات .



2: ما المراد بالبلاء العظيم في قوله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}.
البلاء هنا هو النجاة من ال فرعون ، وقيل الانعام ، وقيل الانعام ثم الشكر ، وقال الجمهور البلاء هنا في الشر وهو ما أصابهم من ذبح وتقتيل على يد فرعون . وأصل البلاء الاختبار وقد يكون في الخير والشر
3: ما المراد بالمنّ والسلوى في قوله تعالى: {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى}؟
المن :
قيل هو الكمأة ،كما ورد في الحديث الشريف ، وقيل هو شيء حلو ينزل من السماء بلا تعب ولا نصب ، وقيل العسل ، وقيل الترنجين ،وقيل الزنجبيل ، وقيل خبز الرقاق ، وقيل شراب حلو ، وقيل كل ما امتن به الله عليهم .
السلوى :
طائر كالسماني على قول الجمهور ، وقيل طائر أحمر كالسماني ، وقيل طائر كالحمام تحشره عليهم ، و الجنوب . وقيل العسل

استغفر الله وأتوب إليه

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 4 جمادى الآخرة 1437هـ/13-03-2016م, 03:23 AM
نُوفْ نُوفْ غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 643
افتراضي

ة القسم الرابع من تفسير سورة البقرة
الآيات (40 - 57)

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.
الفوائد السلوكية :
-رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده ،فلا يعاجل بالعقوبة إلا لمن أصر واستكبر فبني إسرائيل مع أنهم عبدوا العجل وقصرا في حق الله إلا أن الله عفا عنهم وقال:" ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون "
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر أو كرب فزع إلى الصلاة وهذا مصداقا لقول الله : واستعينوا بالصبر والصلاة " فالصلاة خير معين للعبد على كل أمر يصعب عليه .
- رحمة الله سبحانه بهذه الأمه حيث عفى الله عنهم من تقتيل انفسهم للتوبة وهذا مصداقا لقولة "فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم " وجعل التوبة لأمة محمد تكون بترك الذنب والعزم على عدم العودة فخفف الله عن هذه الأمة فينغي لنا أن نستشعر هذا الأمر
الفوائد الدعوية :
- ينبغي للداعية أن يكون متمثلا ما يقول ، فيجاهد نفسه على طاعة الله والتمثل بما يرضي الله في أقواله وأفعاله حتى لا يكون كالذين ذمهم الله بقولة " أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون "
- من الجيد للداعية عندما يريد أن ينصح قوم يبدأ معهم بتذكيرهم بنعيم الله سبحانه وتعالى عليهم وكيف منّ عليهم بنعم ظاهره وباطنه حتى تلين قلوبهم لسماع الموعظة، ثم يعقبها بالتحذير من وقوع الإثم بهم كما فعل الله سبحانه وتعالى مع بني إسرائيل فقال" واذكرا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين "بعدها قال بعدها " واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا .."

السؤال الثاني:
المجموعة الأولى:
1: فسّر قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)} البقرة.
في الآيات توبيخ من الله لبني إسرائيل وقيل بأنه خصوصا لأحبار حيث كانوا يأمرون الناس بالبر وهو اسم جامع لكل خير وينسون أنفسهم أي: يتركون أنفسهم ويفعلون ما ينهون عنه ففي الآية ذم لهم ولمن هم على هذه الحال ، فكيف يأمرون بالصلاة والزكاة وهم يتلون : قيل معناها :أي : يدرسونها ويقرؤونها ومع هذا يخالفون ما يقولون وشعيب عليه السلام يقول : " وما أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت " وحذر رسول صلى الله عليه وسلم ممن يأمر بأمر ولا يفعله ،
فقد جاء عن أنسٍ رضي الله عنه ، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «مررت ليلة أسري بي على أناسٍ تقرض شفاههم وألسنتهم بمقاريض من نارٍ. قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ »قال: هؤلاء خطباء أمّتك، الّذين يأمرون النّاس بالبرّ وينسون أنفسهم.

ثم قال بعدها : أفلا تعقلون : أي :أفلا تنهون أنفسكم عن مواقعة ذلك والعقل : معناها الإدراك وعقل الشي أي منعه والعقل يمنع صاحبته من الوقوع في الخطأ .
وقولة تعالى : " واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين "
الخطاب هنا لأهل الكتاب وأمرهم الله سبحانه وتعالى بالاستعانة بالصبر والصلاة وخصت الصلاة بالذكر لأن الصلاة تعين على الزهد في الدنيا وعلى ترك حب الرئاسة وطلب الدنيا
وقيل بأن الصبر في هذه الآية يعني: الصوم فقرن الله الصبر بالصوم ، لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والصوم يعين على التواضع ويزهد في الدنيا ،
قال بعدها: "وإنها لكبيرة " قيل بأن الضمير هنا عائد على الصلاة وهو القول الراجح
وقيل على الاستعانة
وقيل عائد على إجابة محمد عليه الصلاة والسلام وهو قول ضعيف
وقيل عائد على الكعبة وهو قول ضعيف
ومعنى "كبيره" أي : ثقيلة ، شاقة ممتنعه عليهم .
و الخاشعين : هم الطائعين المخبتين والخاشع تسكن جوارحه وتكون ذليله مطمئنه لله .
2: ما المراد بالبلاء العظيم في قوله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}.
البلاءٌ معناه امتحان واختبار، ويكون البلاء في الخير والشر
اختلف العلماء في تخصيص معناه على قولين :
القول الأول: .
قال قوم منهم ابن عباس ومجاهد وكذا أبو عالية وأبو مالك والسدي : الإشارة بـــــ ذلكم إلى التنجية من بني إسرائيل، فيكون البلاء على هذا في الخير، أي وفي تنجيتكم نعمة من الله عليكم. رجح هذا القول ابن جرير ذكر هذا القول ابن عطية وابن كثير في تفسيرهما .
الثاني : قول الجمهور : الإشارة إلى الذبح ونحوه، والبلاء هنا في الشر، والمعنى وفي الذبح مكروه وامتحان. وماكانوا فيه من العذاب المهين من ذبح الأبناء واستحياء النساء .
3: ما المراد بالمنّ والسلوى في قوله تعالى: {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى}
أولا معنى المن:
اختلف العلماء في معناه على عدة أقوال :
أ‌- قيل بأنه شراب يسقط على الشجر حلو يشرب. أحلى من العسل وأشد بياض من اللبن وقيل بأنه كان يمزج بالماء ويشرب ذكر ذلك الزجاج وأهل التفسير
ب‌- وقيل بأنه"التَّرَنْجِين ذكر هذا الزجاج
ج‌- وقيل بأن الكمأه من المن ويروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:«الكمأة من المنّ وماؤها شفاء للعين»، ذكره الزجاج
د‌- قيل بأنه الخبز، وقال وهب بن منبّهٍ -وسئل عن المنّ-فقال: «خبز الرّقاق مثل الذّرة أو مثل النقيّ».
ذ‌- وقيل بأنه العسل ، قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: «إنّه العسل». ، عن عامرٍ وهو الشّعبيّ، قال: «عسلكم هذا جزءٌ من سبعين جزءًا من المنّ».

عبارات المفسّرين متقاربةٌ في شرح المنّ، فمنهم من فسّره بالطّعام، ومنهم من فسّره بالشّراب، والظّاهر، واللّه أعلم، أنّه كلّ ما امتنّ اللّه به عليهم من طعامٍ وشرابٍ، وغير ذلك، ممّا ليس لهم فيه عملٌ ولا كدٌّ،
- ثانيا معنى السلوى :
أ‌- قيل بأن السّلوى نوع من أنواع الطيور يشبه السماني يميل إلى الحمرة . فقال عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ: «السّلوى طائرٌ شبيهٌ بالسّمّانى، كانوا يأكلون منه». وكذا قاله ابن مسعود وكذا قال مجاهدٌ، والشّعبيّ، والضّحّاك، والحسن، وعكرمة، والرّبيع بن أنسٍ، رحمهم اللّه ذكر هذا القول ابن كثير
ب‌- .- قيل طائر عن عكرمة: «أمّا السّلوى فطيرٌ كطيرٍ يكون بالجنّة أكبر من العصفور، أو نحو ذلك».
ت‌- منهم من قال بأنه السماني بعينه .
ث‌- وقيل: طائر مثل الحمام تحشره عليهم الجنوب .
وخلاصة القول بأنه طائر يشبه السماني والله تعالى اعلى واعلم

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 4 جمادى الآخرة 1437هـ/13-03-2016م, 03:49 AM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.

1) حرص موسى عليه السلام على حفظ جناب التوحيد ، والبراءة من الشرك وأهله ، وهذا أول دعوة الرسل ، والواجب على الدعاة التأسي بهم. قال تعالى {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}.
2) تودد موسى لقومه ، ودعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، وهذا أدعى لقبول الدعوة. ويدل على ذلك قوله {يا قوم}
3) تذكير المدعو بنعم الله عليه ، وعلى آبائه فيه تليين لقلوبهم ، وترغيب لهم في شكر المنعم. {ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون}.
4) عدم القنوط من رحمة الله ، فإذا كان الله عز وجل ، عرض التوبة على من أشرك به ، وقبلها منهم فالتوبة مما دون ذلك من باب أولى. {إنه هو التواب الرحيم}.
5) معية الله الخاصة لرسله ، وذلك بنصرهم ، وتأييدهم بالمعجرات ، وهذا التأييد ، وهذه المعية ، تكون أيضا لمن اتبع سبيلهم.
6) قبول الحق ، والخضوع لله عز وجل ، وعدم التعنت ، والاعتداء في الدعاء ، لأن الله عز وجل ذكر هذه الأعمال التي صدرت من بني إسرائيل وذمهم عليها.
المجموعة الثالثة:
1: فسّر قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)} البقرة.
تفسير قوله عزّ وجلّ: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي الّتي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإيّاي فارهبون (40)}
{يا} حرف نداء مضمن معنى التنبيه ،{بني إسرائيل} {إسرائيل}
هو اسم أعجمي يقال فيه إسراءل وإسرائيل وإسرائيل، وتميم تقول إسرائين، وروي عن نافع والحسن والزهري وابن أبي إسحاق ترك همز إسراييل.
وإسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام ، بدليل ما رواه أبو داود الطّيالسيّ: عن عبد اللّه بن عبّاسٍ قال: حضرت عصابةٌ من اليهود نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال لهم: «هل تعلمون أنّ إسرائيل يعقوب؟». قالوا: اللّهمّ نعم. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّهمّ اشهد».
وروى الأعمش ، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ؛ «أنّ إسرائيل كقولك: عبد اللّه».
وإسرا هو بالعبرانية عبد، وإيل اسم الله تعالى، فمعناه عبد الله.
وحكى المهدوي أن {إسرا} مأخوذ من الشدة في الأسر كأنه الذي شد الله أسره وقوى خلقته.
والذكر في قوله تعالى : {واذكروا} في كلام العرب على أنحاء، وهذا منها ذكر القلب الذي هو ضد النسيان ، حكى مكي: أن المخاطب من بني إسرائيل بهذا الخطاب هم المؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم، لأن الكافر لا نعمة لله عليه.
وقال ابن عباس وجمهور العلماء: بل الخطاب لجميع بني إسرائيل في مدة النبي عليه السلام، مؤمنهم وكافرهم،
وفي قوله: {نعمتي الّتي أنعمت عليكم}.
والنعمة هنا اسم الجنس فهي مفردة بمعنى الجمع،
وخصص بعض العلماء النعمة في هذه الآية.
فقال الطبري: «بعثة الرسل منهم وإنزال المن والسلوى، وإنقاذهم من تعذيب آل فرعون، وتفجير الحجر».
وقال غيره: «النعمة هنا أن دركهم مدة محمد صلى الله عليه وسلم».
وقال آخرون: «هي أن منحهم علم التوراة وجعلهم أهله وحملته».
وروي عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {اذكروا نعمتي الّتي أنعمت عليكم}: «أي: بلائي عندكم وعند آبائكم، لما كان نجّاهم به من فرعون وقومه»
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذه أقوال على جهة المثال، والعموم في اللفظة هو الحسن.
- والضمير في {عليكم} يراد به على آبائكم كما تقول العرب ألم نهزمكم يوم كذا لوقعة كانت بين الآباء والأجداد، ومن قال إنما خوطب المؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم استقام الضمير في {عليكم} ويجيء كل ما توالى من الأوامر على جهة الاستدامة.
وقوله عزّ وجلّ: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} وقرأ الزهري: «أوفّ» بفتح الواو وشد الفاء للتكثير ، والوفاء بالعهد هو التزام ما تضمن من فعل» ، واختلف المتأولون في هذا العهد إليهم:
فقال الجمهور ذلك عام في جميع أوامره ونواهيه ووصاياه فيدخل في ذلك ذكر محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة.
وقيل العهد قوله تعالى: {خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ}[البقرة: 63، 93].
وقال ابن جريج: العهد قوله تعالى: {ولقد أخذ اللّه ميثاق بني إسرائيل} [المائدة: 12]،
وقيل العهد هو الذي في قوله: {وإذ أخذ اللّه ميثاق الّذين أوتوا الكتاب لتبيّننّه للنّاس ولا تكتمونه} فتمام تبيينه أن يخبروا بما فيه من ذكر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .
وقال أبو العالية: {وأوفوا بعهدي} قال: «عهده إلى عباده: دينه الإسلام أن يتّبعوه».
وقال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: {أوف بعهدكم} قال: «أرض عنكم وأدخلكم الجنّة».
وقوله عزّ وجلّ: {وإيّاي فارهبون} قرأ ابن أبي إسحاق بالياء ، نصب بالأمر كأنه في المعنى “أرهبوني" ، (وإيّاي فارهبون) حذفت الياء وأصله "فارهبوني"؛ لأنها فاصلة، ومعنى فاصلة رأس آية؛ ليكون النظم على لفظ متسق.
و معنى قوله: {وإيّاي فارهبون} أي: فاخشون؛ قاله أبو العالية، والسّدّيّ، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة.
قال ابن كثير وهذا انتقالٌ من التّرغيب إلى التّرهيب، فدعاهم إليه بالرّغبة والرّهبة، لعلّهم يرجعون إلى الحقّ واتّباع الرّسول والاتّعاظ بالقرآن وزواجره، وامتثال أوامره، وتصديق أخباره.
تفسير قوله تعالى: {وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)}
{وآمنوا} معناه: صدقوا، {بما أنرلت} يعني: القرآن ، {مصدقا لما معكم } يعني التوراة ، {ولا تكونوا أوّل كافر به}: اللغة العليا والقدمى: الفتح في الكاف، وهي لغة أهل الحجاز، والإمالة في الكاف أيضاً جيّد بالغ في اللغة ، وهي لغة تميم.
واختلف في الضمير في {به} على من يعود، فقيل: على محمد عليه السلام، وقيل: الضمير في {به} عائد على القرآن، إذ تضمنه قوله: {بما أنزلت}.
قال ابن كثير وكلا القولين صحيحٌ؛ لأنّهما متلازمان، لأنّ من كفر بالقرآن فقد كفر بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، ومن كفر بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فقد كفر بالقرآن.
وقيل: على التوراة إذ تضمنها قوله: {لما معكم}.
وقوله: {ولا تكونوا أوّل كافرٍ به} [قال بعض المفسّرين: أوّل فريقٍ كافرٍ به ونحو ذلك].
وقال آخرون : ولا تكونوا أول من كفر به.
ومعنى الأولوية هنا : أوّل من كفر به من بني إسرائيل؛ لأنّه قد تقدّمهم من كفّار قريشٍ وغيرهم من العرب بشر كثيرٌ، وإنّما المراد أول من كفر به من بني إسرائيل مباشرةً، فإنّ يهود المدينة أوّل بني إسرائيل خوطبوا بالقرآن، فكفرهم به يستلزم أنّهم أوّل من كفر به من جنسهم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وقد كان كفر قبلهم كفار قريش، فإنما معناه من أهل الكتاب، إذ هم منظور إليهم في مثل هذا، لأنهم حجة مظنون بهم علم.
{ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلًا} اختلف المتأولون في الثمن الذي نهوا أن يشتروه بالآيات:
- فقالت طائفة: إن الأحبار كانوا يعلمون دينهم بالأجرة، فنهوا عن ذلك .
- وقال قوم: كانت للأحبار مأكلة يأكلونها على العلم كالراتب فنهوا عن ذلك.
- وقال قوم: إن الأحبار أخذوا رشى على تغيير قصة محمد عليه السلام في التوراة.
- وقال قوم: معنى الآية: ولا تشتروا بأوامري ونواهيّ وآياتي ثمنا قليلا، يعني الدنيا ومدتها والعيش الذي هو نزر لا خطر له ، وهذا القول متضمن لجميع الأقوال الأخرى ، وهو كما روى عبد اللّه بن المبارك: عن هارون بن زيدٍ قال: سئل الحسن، يعني البصريّ، عن قوله تعالى: {ثمنًا قليلا} قال: «الثّمن القليل: الدّنيا بحذافيرها».
قال ابن كثير بعد أن ذكر هذه الأقوال : وأمّا تعليم العلم بأجرةٍ، فإن كان قد تعيّن عليه فلا يجوز أن يأخذ عليه أجرةً، ويجوز أن يتناول من بيت المال ما يقوم به حاله وعياله، فإن لم يحصل له منه شيءٌ وقطعه التّعليم عن التّكسّب، فهو كما لم يتعيّن عليه،
وإذا لم يتعيّن عليه، فإنّه يجوز أن يأخذ عليه أجرةً عند مالكٍ والشّافعيّ وأحمد وجمهور العلماء، كما في صحيح البخاريّ عن أبي سعيدٍ في قصّة اللّديغ:«إنّ أحقّ ما أخذتم عليه أجرًا كتاب اللّه» فأمّا حديث عبادة بن الصّامت، أنّه علّم رجلًا من أهل الصّفّة شيئًا من القرآن فأهدى له قوسًا، فسأل عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: «إن أحببت أن تطوّق بقوسٍ من نارٍ فاقبله» فتركه، رواه أبو داود وروي مثله عن أبيّ بن كعبٍ مرفوعًا فإن صحّ إسناده فهو محمولٌ عند كثيرٍ من العلماء -منهم أبو عمر بن عبد البرّ- على أنّه لمّا علّمه اللّه لم يجز بعد هذا أن يعتاض عن ثواب اللّه بذلك القوس، فأمّا إذا كان من أوّل الأمر على التّعليم بالأجرة فإنّه يصحّ كما في حديث اللّديغ وحديث سهلٍ في المخطوبة، واللّه أعلم.
{وإيّاي فاتّقون} روى ابن أبي حاتمٍ : عن طلق بن حبيبٍ، قال:
«التّقوى أن تعمل بطاعة اللّه رجاء رحمة اللّه على نورٍ من اللّه، والتّقوى أن تترك معصية اللّه مخافة عذاب اللّه على نورٍ من اللّه».
ومعنى قوله: {وإيّاي فاتّقون} أنّه تعالى يتوعّدهم فيما يتعمّدونه من كتمان الحقّ وإظهار خلافه ومخالفتهم الرّسول، صلوات الله وسلامه عليه).
2: ما معنى الأولية في قوله تعالى: {وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ}؟
قال ابن عطية: وقوله تعالى: {ولا تكونوا أوّل كافرٍ به} هذا من مفهوم الخطاب الذي المذكور فيه والمسكوت عنه حكمهما واحد، فالأول والثاني وغيرهما داخل في النهي، ولكن حذروا البدار إلى الكفر به إذ على الأول كفل من فعل المقتدى به، ووحد كافر وهو بنية الجمع لأن أفعل إذا أضيف إلى اسم متصرف من فعل جاز إفراد ذلك الاسم، والمراد به الجماعة.
قال الشاعر:
وإذا هم طعموا فألأم طاعم ....... وإذا هم جاعوا فشرّ جياع

وقال ابن كثير ٍقال بعض المفسرين في قوله تعالى : {ولا تكونوا أوّل كافرٍ به} أي أوّل فريقٍ كافرٍ به ونحو ذلك ، وقال آخرون : أول من كفر به.

ومعنى الأولوية هنا أوّل من كفر به من بني إسرائيل؛ لأنّه قد تقدّمهم من كفّار قريشٍ وغيرهم من العرب بشر كثيرٌ، وإنّما المراد أول من كفر به من بني إسرائيل مباشرةً، فإنّ يهود المدينة أوّل بني إسرائيل خوطبوا بالقرآن، فكفرهم به يستلزم أنّهم أوّل من كفر به من جنسهم ، ويدل على ذلك :
- قول ابن عبّاسٍ: «{ولا تكونوا أوّل كافرٍ به} وعندكم فيه من العلم ما ليس عند غيركم».
- وقول أبي العالية:«يقول:{ولا تكونوا أوّل [كافرٍ به}أوّل] من كفر بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم [يعني من جنسكم أهل الكتاب بعد سماعهم بمحمّدٍ وبمبعثه»].
وكذا قال الحسن، والسّدّيّ، والرّبيع بن أنسٍ.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وقد كان كفر قبلهم كفار قريش، فإنما معناه من أهل الكتاب، إذ هم منظور إليهم في مثل هذا، لأنهم حجة مظنون بهم علم.

3: ما معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين؟
ذكر ابن كثير في معنى هذه الأفضلية عدة أقوال:
1) قال قتادة وابن زيد وابن جريج وغيرهم: المعنى على عالم زمانهم الذي كانت فيه النبوءة المتكررة والملك، كما قال تعالى: {ولقد اخترناهم على علمٍ على العالمين}[الدّخان: 32]، وقال تعالى: {وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة اللّه عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكًا وآتاكم ما لم يؤت أحدًا من العالمين} [المائدة: 20]. وذكر ذلك ابن عطية كذلك ، وهو القول الراجح.
قال ابن كثير ويجب الحمل على هذا القول ؛ لأنّ هذه الأمّة أفضل منهم؛ لقوله تعالى خطابًا لهذه الأمّة: {كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باللّه ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرًا لهم}[آل عمران: 110] وفي المسانيد والسّنن عن معاوية بن حيدة القشيري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أنتم توفون سبعين أمّةً، أنتم خيرها وأكرمها على اللّه». والأحاديث في هذا كثيرةٌ تذكر عند قوله تعالى: {كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس}
2) وقيل: المراد تفضيلٌ بنوعٍ ما من الفضل على سائر النّاس، ولا يلزم تفضيلهم مطلقًا ، قال ابن كثير : حكاه فخر الدّين الرّازيّ وفيه نظرٌ.
3) وقيل: إنّهم فضّلوا على سائر الأمم لاشتمال أمّتهم على الأنبياء منهم ، قال ابن كثير : حكاه القرطبيّ في تفسيره، وفيه نظر؛ لأن {العالمين} عام يشتمل من قبلهم ومن بعدهم من الأنبياء، فإبراهيم الخليل قبلهم وهو أفضل من سائر أنبيائهم، ومحمّدٌ بعدهم وهو أفضل من جميع الخلق وسيّد ولد آدم في الدّنيا والآخرة، صلوات اللّه وسلامه عليه وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين] )

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 4 جمادى الآخرة 1437هـ/13-03-2016م, 12:29 PM
حنان عبدالله حنان عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 319
افتراضي

استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست
1- المعامله باللطف واللين والتودد للمدعوين ( وإذ قال موسى لقومه ياقوم )
2- الحذر من الوقوع في ظلم النفس بالمعاصي .
3- من علامات الإيمان سرعة الإستجابة لأوامر الله بخلاف بني إسرائيل عندهم من التعنت في الإستجابة لأوامر الله .
4- تذكر نعم الله علينا وأدائها حقها من الشكر ( اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم )
5- لا أجعل قلبي يخشى أحد إلا الله ( وإياي فارهبون )
6- الحذر من كتمان العلم ( ولا تشتروا باياتي ثما قليلا )
7- الصبر والصلاة مما يستعان بهم . ( واستعينوا بالصبر والصلاة)
8- على الإنسان أن يحذر من أن يعلم الناس دينهم ويترك فعلها ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم )
المجموعة الثالثة:
1: فسّر قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)} البقرة.
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ) يأمر موسى عليه السلام قومه بأمر من الله سبحانه بذكر نعمة الله عليهم وعد نسيانها ، والنعمة هي تذكيرهم بنعم الله على آبائهم ، فالنعمة على الأباء نعمة على الأبناء ، منها بعثة الرسل وإنزال المن والسلوى وإنقاذهم من تعذيب فرعون ، وجعل فيهم أنبياء وأنزال عليهم الكتب (إذجعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً(، وكذلك من نعمه على الأبناء إداركهم نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) يأمرهم بالوفاء بالعهد ووعدهم بإيفاء الوعد لهم
والعهد قيل هو جميع الأوامر والنواهي ويدخل فيه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة
وأنه يجب عليهم اتبعاه ، ومن تبعه كتب له أجران .
وقيل هو (خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ)
وقيل هو (ولقد أخذ اللّه ميثاق بني إسرائيل( وعهد الله هو أن يرضى عنهم ويدخلهم الجنة .
( وإياي فارهبون) أي فاخشون
(وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ) أي أمنوا وصدقوا بالقرآن الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم مصدقا لما معكم من التوراة والإنجيل حيث ذكر صفته في كتبكم .
(وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ) لاتكونوا أول الكافرين بالقرآن وبكتبكم لأن من كفر بأحدهما فهو كافر بالآخر .
(وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا) نهي عن أخذ الدنيا وشهواتها مقابل التفريط في أوامر الله ونواهيه وكتمان العلم
وقيل نهي الأحبار عن تعليم التوارة مقابل الأجرة ، وقيل أن الأحبار أخذوا الرشوة مقابل تغيير قصة محمد صلى الله عليه وسلم
(وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) أي يتوعدهم في كتمانهم الحق .
2: ما معنى الأولية في قوله تعالى: {وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ}؟ أوردت أقوالا :
الأول : أول من كفر به ( مروي عن الأخفش )
الثاني : ولا تكونوا أول فريقكافر به، أي: بالنبي صلى الله عليه وسلم ( مروي عن البصريين وعن مجاهد والرّبيع بن أنسٍ وقتادة)
الثالث : أول من كفر من بني إسرائيل لأنه كفر من قبلهم كفار قريش
وكلا الأقوال صحيحة فهي متلازمة
3: ما معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين؟
القول الأول : تفضيل في زمانهم (وأنّي فضّلتكم على العالمينبما أعطوا من الملك والرّسل والكتب على عالم من كان في ذلك الزّمان؛فإنّ لكلّ زمانٍ عالمًا». ( مروي عن عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية )
وهذه الأمّة أفضل منهم؛ لقوله تعالى خطابًا لهذهالأمّة(كنتم خير أمّةٍ أخرجتللنّاس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باللّه ولو آمن أهل الكتاب لكانخيرًا لهم( ( مروي عن مجاهدٍ، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة)
القول الثاني : تفضيلٌ بنوعٍ ما من الفضل على سائر النّاس، ولا يلزمتفضيلهم مطلقًا. ( ذكره الرازي )
وهذا القول فيه نظر
القول الثالث : تفضيل على جميع الأمم لأن أنبيائهم منهم ( ذكره القرطبي )
وهذا القول فيه نظر : لأن العالمين يشمل من بعدهم ومن قبلهم حث أن إبراهيم قبلهم وهو أفضل الأنبياء وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم بعدهم .

( أعتذر عن التأخر في تقديم الواجب وذلك لأنني مريضة فلم أستطع الجلوس على الكمبيوتر للكتابة وجزاكم الله عنا خير الجزاء )

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 4 جمادى الآخرة 1437هـ/13-03-2016م, 05:04 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير سورة البقرةالآيات (40 - 57)
السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.
الفوائد في هذه القصة لا يمكننا أحصاؤها لكن لعل الله يوفقنا لذكر بعضاً منها:
١-تذكير المدعو بنعم الله عليه ودعوته لشكرها ، وأن من أعظم شكرها الإستعانة بها على طاعة الله وامتثال أمره.(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ )
٢-تذكيرهم بما وعد الله عبادة المؤمنين الذين وفوا بعهدهم من الجزاء ، وما توعد به العاصين من العقاب .(وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ)
٣-إن المؤمن الحق هو الذي يؤمن بجميع ما أنزل الله ،وليس يؤمن ببعض ويكفر ، ببعض ،تبعاً لهواه ، كحال بني اسرائيل.( وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ )
٤-على العبد أن يبادر لطاعة الله وامتثال أمره من أول الأمر ، فإنه قد يحرم من الإمثال والاستجابة بعد ذلك { وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ }
(وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ )
٥-تقوى الله هي السياج والحصن الأمين للعبد للنجاة يوم القيامة.(وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ)
٦-الحق بين واضح كالنهار فلا تلبس على نفسك بالباطل لشهوة أو هوى ،واجعل هجيرك ليل نهار ( اللهم أرني الحق حقاً وأرزقني اتباعه وأرني الباطل باطلاً وأرزقني اجتنابه واعوذ بك أن يلتبس الحق علي فأضل)
(وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)
٧- لزوم الجماعة وعدم الانفراد عنهم فهو طريق النجاة وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية. فكثير من الشعائر تقام جماعة ( الصلاة، الصيام، الحج)
( وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)
٨-أهمية الصلاة فهي عمود الدين وهي حق الله وكثيرا ما يقرن بينها وبين الزكاة التي هي حق العباد ، فمن أداهما فهو على خير كثير حيث أدى حق الله وحق عبادة.(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)
٩-تخصيص الركوع بالذكر مع أنه داخل في الصلاة ليدلل على أهميته وأنه ركن من هذه الصلاة فهو واقع بين القيام وما فيه من تلاوة القرآن وبين السجود وما يحوية من دعاء وسؤال ، فكثير من الناس يغفل عن الركوع فيؤدى دون طمأنية أو استشعار عظمة الله وهو يردد ذكره ( سبحان ربي العظيم).( وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)
١٠-ليكون الداعي أول الممتثلين لما يدعو إليه ولا يغفل عن نفسه فيوردها المهالك، ولا يمنعه عدم امتثاله من أمر غيره ودعوته ، وإن كان متوعدا على عدم امتثاله فلا يجمع على نفسه سيئتين ( عدم الامتثال وعدم الأمر).
(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)
١١-على العبد أن يستعين على مرضاة الله وعلى كل ما يؤمل من خيري الدنيا والآخرة بالصبر ومجاهدة النفس وبالصلاة ، فهذه وصية الله لعبادة .
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ )
١٢-كلما كان العبد خاشعاً متذلل متواضعا لله كلما تيسر عليه امتثال هذه الوصية العظيمة .( واستعينوا بالصبر والصلاة).
(وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِين)
١٣-ومن صفات الخاشعين يقينهم بملاقاة الله وبالجزاء والحساب . فبهذا تهون عليهم فعل الطاعات وترك المنكرات.
(الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)
١٤-أخذ العظة والعبرة من بني اسرائيل وكيف أن الله أختارهم واصطفاهم وفضلهم على أهل زمانهم ، فاغتروا بأنفسهم فتكبروا على خلقه بل على أوامر الله وشرعه ، وعلى رسولهم وقالوا : نحن شعب الله المختار ولن تمسنا النار إلا أيام معدودات. فأرداهم كبرهم وتعسفهم إلى الجحيم.
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ)
١٥- التخلص من الآثام والأوزار بالتوبة والإقلاع قبل يأتي ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه فداء ولا شفاعة .ولا ينفع مال ولا بنون.
(وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ)
١٦-تذكر النعم مفتاح الذكر والشكر.
فمن نعمة الله علينا السابغة أن باب التوبة مفتوح ويسير اقلاع عن الذنب واستغفار باللسان وصدق في الجنان ، إما بني اسرائيل كانت توبتهم أن يقتل بعضهم بعضا الأب يقتل ابنه والابن يقتل اباه وأخاه وصاحبة . الحمدلله الذي نسخ ورفع عنا هذا الشرع بخير منه.
(وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
١٧-عظم شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو صمام الأمان للإمة . من عظم هذه الشعيرة قيل أن سبب قتل بني اسرائيل بعضهم بعضا مع أن بعضهم لم يعبد العجل قيل لانهم لم ينهوا الذين عبدوه. الله أكبر.
(فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ )
١٨-حلم الله على عباده ، وتودده لهم رغم عصيانهم بل رغم تعنتهم . تأمل حال بني اسرائيل مع نبيهم لا يدعونه إلا باسمه ويطالبونه بآيات عظام ( أرنى الله جهرة) ومع هذا يبعثهم بعد صعقهم ويظللهم بالغمام السحاب الرقيق وينزل عليهم طعامهم وشرابهم ويكون من ألذها وانفعها .
(وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)
19-على الداعية الصبر على المدعوين وتحمل أذاهم وجهلهم والحلم عليهم ومهما تعرض له الداعي من أذي لن يصل إلى ما أصاب نبينا عليه الصلاة والسلام وما أصاب موسى عليه السلام من بني إسرائيل وغيرهم من الأنبياء صلى الله عليهم وسلم.
فاللهم عاملنا بحلمك ورحمتك وارزقنا حسن عبادتك وصدق امتثالنا أمرك ، واختم لنا بجنتك . آمين

السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)} البقرة.
1-قال تعالى :{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ{<(44)
تفسير الآية:
مقصود الآية : التوبيخ على الأمر بالمعروف وعدم الإلتزام به. ذكره ابن كثير
والمخاطب في الآيات بني اسرائيل والمنافقون ، قاله ابن جريج ، ذكر ذلك ابن كثير
وهو عام لكل من اتصف بذلك.
( أتأمرون) الأستفهام استفهام تقرير وتوبيخ ، كأنه قيل لهم: أنتم على هذه الطريقة .ذكر ذلك الزجاج وابن عطية
(بالبر) البر : هو جماع الخير .فهو يجمع وجوه الخير والطاعات ويقع على كل واحدا منها اسم البر. خلاصة كلام ابن عطية و ابن كثير
( وتنسون أنفسكم) أي تتركون أنفسكم ، روي عن ابن عباس ، ذكره ابن كثير
فالنسيان هنا بمعنى الترك ،
كما قال تعالى:( نسوا الله فنسيهم)
فهم يتركون أنفسهم فلا يأمرونها بما يأمرون به الناس. ذكره ابن عطية
واختلف في المقصود بالآية :
فقيل : أحبار اليهود يأمرون اتباعهم ومقلديهم باتباع التوراة وعدم الكفر بها ، وهم يخالفون ذلك بجحدهم صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، وما جاء به من الحق ، روي هذا عن ابن عباس . وذكر هذا القول الزجاج وابن عطية وابن كثير
وقيل: احبار اليهود يأمرون الناس ويرشدونهم للدخول في دين محمد صلى الله عليه وسلم وهم لا يفعلون ذلك. روي عن ابن عباس ، وذكره ابن عطية وابن كثير
وقيل :يحضون الناس على الطاعة وفعل الخير وهم لا يفعلون ذلك بل يواقعون المعاصي .روي عن قتادة وابن جريج ، والسدي ،ذكر ذلك ابن عطية وابن كثير
وقيل: يحضون على الصدقة ، ويبخلون بها ، فهم يأكلون الربا والسحت . ذكره الزجاج وقال: منع الصدقة داخل في هذا الباب ، وكذلك ذكره ابن عطية.
وقيل :هؤلاء اليهود إذا جاء الرجل سألهم عن الشيء ليس فيه حق ولا رشوة أمروه بالحق، فقال الله تعالى: { أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ ٱلْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }؟ روي عن عبد الرحمن بن أسلم . ذكره ابن كثير
( وأنتم تتلون الكتاب)
معنى التلاوة في الآية : إما بمعنى الدراسة، والقراءة ،أي: تدرسون وتقرؤون،
وإما بمعنى الإتباع والاقتداء أي: تتبعون أي في الاقتداء به،
(الكتاب) المقصود بالكتاب :التوراة وذكروا بها لانها تنهاهم عما هم عليه من هذه الصفة الذميمة. ذكر ذلك ابن عطية
(أفلا تعقلون) مأخوذه من العقل،
والعقل: هو الإدراك المانع من الخطأ ، مأخوذ منه عقال البعير، أي يمنعه من التصرف، ومنه المعقل أي موضع الامتناع.
فالعقل يمنع من التصرفات المردية .
ومعناه: أفلا تمنعون أنفسكم من مواقعة هذه الحال المردية لكم؟ ذكره ابن عطية
فمعنى الآية:
يوبخ الله أهل الكتاب وخاصة أحبارهم على تصرف بدر منهم لا يليق بهم وهم أهل كتاب وعلم ، وذلك أنهم يأمرون الناس بالبر وفعل الطاعات ، واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم و أمر الله ، ويتركون أنفسهم فلا يأمرنها بالبر والطاعة ويجحدون صفة الرسول صلى الله عليه وسلم ويقترفون المعاصي ، وعندهم العلم فهم يتلون في كتبهم عاقبة فعلهم هذا ، ثم يوبخهم بقوله أفلا تعقلون أفلا تتبصرون وتنتبهون من غفلتكم.
فالمقصد من الآية والغرض منها :
ذمهم على فعلهم هذا وتنبيههم على الخطأ الذي وقعوا فيه ، في حق أنفسهم ، فهم كانوا يأمرون بالمعروف ولا يفعلونه ، وليس المراد ذمهم على أمرهم بالبر مع تركهم له، بل على تركهم له، فإن الأمر بالمعروف معروف وهو واجب على العالم، ولكن الواجب والأولى بالعالم أن يفعله مع من أمرهم به، ولا يتخلف عنهم كما قال شعيب عليه السلام: { وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْه إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ٱلإِصْلاَحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ }
مسألة فقهيه:
-أحكام شعيرة الأمر بالمعروف والعمل به
أولاً: شعيرة الأمر بالمعروف والعمل به من شعائر الدين التي لا يسقط أحدهما ، بترك الآخر ، فكلا منهما واجب على أصح قولي العلماء من السلف والخلف،
ثانياً:ذهب بعضهم إلى أن مرتكب المعاصي لا ينهى غيره عنها، قال ابن كثير وهذا ضعيف، وأضعف منه تمسكهم بهذه الآية؛ فإنه لا حجة لهم فيها،
والصحيح: أن العالم يأمر بالمعروف، وإن لم يفعله، وينهى عن المنكر، وإن ارتكبه، قال مالك عن ربيعة: سمعت سعيد بن جبير يقول: لو كان المرء لا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر، حتى لا يكون فيه شيء، ما أمر أحد بمعروف، ولا نهى عن منكر. قال مالك: وصدق، من ذا الذي ليس فيه شيء؟ ذكر ذلك ابن كثير .
ثم علق ابن كثير على هذا الرأي بأنه ولو قام بالامر والنهي مع تقصيره بفعل المعروف وتلبسه بالمنكر فإنه في هذه الحال يذم على ترك الطاعة وفعله المعصية، لأنه فعل ذلك عن علم وبصيره ، وقد جاءت الأحاديث بالوعيد على ذلك ، وذكر عدة أحاديث منها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَثَل العالم الذي يعلِّمُ الناس الخير ولا يعمل به كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه "
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" مررت ليلة أسري بي على قوم تُقْرض شفاههم بمقاريض من نار، قلت: من هؤلاء؟ قالوا: خطباء أمتك من أهل الدنيا، ممن كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون "
، وقال صلى الله عليه وسلم:" يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق به أقتابه فيدور بها في النار كما يدور الحمار برحاه فيطيف به أهل النار فيقولون يا فلان ما أصابك؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه "
، وقد ورد في بعض الآثار أنه يغفر للجاهل سبعين مرة، حتى يغفر للعالم مرة واحدة، ليس من يعلم كمن لا يعلم. وقال تعالى:
{ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ }الزمر: 9]،
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إن أناساً من أهل الجنة يطّلعون على أناس من أهل النار، فيقولون بم دخلتم النار؟ فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلَّمنا منكم، فيقولون: إنّا كنا نقول ولا نفعل ".
وجاء رجل إلى ابن عباس فقال يا ابن عباس: إني أُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، قال: أبلغْتَ ذلك؟ قال: أرجو، قال: إن لم تخش أن تفتضح بثلاث آيات من كتاب الله فافعل، قال: وما هن؟ قال: قوله تعالى: { أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ } أحكمت هذه؟ قال: لا، قال: فالحرف الثاني، قال: قوله تعالى: { لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ }[الصف: 2-3] أحكمت هذه؟ قال: لا، قال: فالحرف الثالث، قال: قول العبد الصالح شعيب عليه السلام: { وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ٱلإِصْلاَحَ }[هود: 88] أحمكت هذه الآية؟ قال: لا، قال: فابدأ بنفسك. وقال إبراهيم النخعي: إني لأكره القصص لثلاث آيات قوله تعالى: { أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ } ، وقوله: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ }[الصف: 2]، وقوله إخباراً عن شعيب: { وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ }[هود: 88]. ذكر ذلك ابن كثير
٢- قوله تعالى : {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)}
مناسبة الآية لما قبلها:
بعد أن ذم أهل الكتاب خاصة وغيرهم عامة على صنيعهم بأن يأمروا بالبر ولا يفعلوه ، ونبههم على أن عليهم إلزام أنفسهم بأوامر الله والمبادر إليها ، مع أمرهم غيرهم بذلك ، دلهم على ما يعينهم على ذلك وعلى مرضاة الله وهو الاستعانة بالصبر والصلاة . فقال:
{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ}
المخاطب في الآية أهل الكتاب ، ذكره الزجاج
وهي أيضاً عامة فهي لهم ولغيرهم . وإن كانت في سياق إنذارهم ، ذكره ابن كثير
المستعان عليه بالصبر والصلاة:
تعددت الأقوال في ذلك
فقيل:على طلب الآخرة ، روي عن مقاتل بن حيان في تفسير الآية قال: استعينوا على طلب الآخرة بالصبر على الفرائض والصلاة. ذكره ابن عطية وابن كثير
وقيل : على مرضاة الله ، قاله أبو العالية ذكره ابن كثير
وقيل : بالصبر على الطاعات وعن الشهوات على نيل رضوان الله ، وبالصلاة على الرضوان وحط الذنوب وعلى مصائب الدهر أيضاً.ففي الحديث :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر فزع إلى الصلاة ومنه ما روي أن عبد الله بن عباس نعي إليه أخوه قثم، وهو في سفر، فاسترجع وتنحى عن الطريق وصلى ثم انصرف إلى راحلته، وهو يقرأ ((واستعينوا بالصبر والصلاة)). ذكره ابن عطية
وقيل : على رحمة الله ، قاله ابن جريج ، ذكره ابن كثير.
ويجمعها قول ابن كثير : على ما يأملون من خير الدنيا والآخرة .
( الصبر) قيل : على بابه ، ذكره ابن عطية.
وقيل: الصوم ، قاله مجاهد، ومنه قيل لرمضان شهر الصبر ، حديث ( الصوم نصف الصبر) ذكره ابن عطية وابن كثير
ومناسبة تخصيص الصوم والصلاة
على هذا القول في أن الصيام يمنع الشهوات ويزهد في الدنيا، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وتخشع. ويقرأ فيها القرآن الذي يذكر بالآخرة. ذكره ابن عطية.
وقيل : الكف عن المعاصي ، ولهذا قرنه بآداء العبادات وأعلاها فعل الصلاة.
فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: الصبر صبران: صبر عند المصيبة حسن، وأحسن منه الصبر عن محارم الله. ذكره ابن كثير
وقيل: اعتراف العبد لله بما أصيب فيه، واحتسابه عند الله، ورجاء ثوابه، وقد يجزع الرجل وهو يتجلد لا يرى منه إلا الصبر.قاله سعيد بن جبير ذكره ابن كثير
{وَالصَّلَاةِ} على بابها. استنباط من كلام ابن كثير
وقيل : الدعاء. ذكره ابن عطية
وقال وتجيء هذه الآية على هذا القول مشبهة لقوله تعالى: ((إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله)) لأن الثبات هو الصبر، وذكر الله هو الدعاء.
وخص الله في الآية الاستعانة بالصبر والصلاة لأنهما معونتان على رحمة الله ، قاله ابن جريج ذكره عنه ابن كثير
وقيل :خصت الاستعانة بالصلاة لأن في الصلاة يتلى ما يرغب فيما عند الله ويزهد في أمور الدنيا بدليل قوله تعالى: ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر)ذكره الزجاج وذكر أن الخطاب في أصله لأهل الكتاب وكانت لهم رياسة عند اتباعهم فقيل لهم : استعينوا على ما يذهب عنكم شهوة الرياسة بالصلاة.
وقيل :خصت الصلاة بالذكر لأنها أكبر عون على الثبات في الأمر ، ذكره ابن كثير
واستدل على ذلك بقوله تعالى:
{ وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ إِنَّ ٱلصَّلاَةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ }
وببعض الأحاديث منها:
حديث (كان رسول الله إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة)، وعن علي رضي الله عنه قال: لقد رأيتنا ليلة بدر وما فينا إلا نائم غير رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلّي ويدعو حتى أصبح. وروي أن ابن عباس نعي إليه أخوه قثم وهو في سفر، فاسترجع ثم تنحَّى عن الطريق، فأناخ فصلّى ركعتين أطال فيهما الجلوس، ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول: { وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَاشِعِينَ }
{وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}
(وَإِنَّهَا) اختلف في مرجع الضمير في (إنها ) فذكر عدة أقوال وهي:
قيل: الصلاة، قاله مجاهد ، وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير وقال : واختاره ابن جرير.
و قيل :على الاستعانة التي يقتضيها قوله ((واستعينوا))، ذكره ابن عطية
وقيل :على العبادة التي يتضمنها بالمعنى ذكر الصبر والصلاة. ذكره ابن عطية
وقيل: على إجابة محمد صلى الله عليه وسلم. ذكره ابن عطية
وقال رحمه الله: وفي هذا ضعف، لأنه لا دليل له من الآية عليه.
وقيل: يعود الضمير على الكعبة، لأن الأمر بالصلاة إنما هو إليها. ذكره ابن عطية
وقال رحمه الله: وهذا أضعف من الذي قبله.
وقيل : عائد على ما يدل عليه الكلام وهو الوصية بذلك ،ذكره ابن كثير واستدل على قوله بمشابه هذا الآية بقوله تعالى في قصة قارون { وَلاَ يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ٱلصَّابِرُونَ }القصص: 80]، وقوله تعالى:
{ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }[فصلت: 35] أي وما يلقَّى هذه الوصية إلا الذين صبروا، وما يلقاها أي يؤتاها ويلهمها إلا ذو حظ عظيم. ذكره ابن كثير
الراجح والله أعلم كل الأقوال -عدا ما ضعفه ابن عطية - لأنها لا تعارض بينها فيمكننا الجمع بينها .فالصلاة ثقيلة إلا على الخاشعين وكذلك الاستعانة وكذلك الصبر.
{لَكَبِيرَةٌ } ثقيلة وشاقة وعظيمة . خلاصة كلام الزجاج وابن عطية وابن كثير.
الذي تكبر وتشق عليه وتعظم قيل :هم الكفار ، ذكر ذلك الزجاج
والله أعلم أنها ثقيلة على جميع الأجناس سوى من استثنى الله وهم الخاشعون .
{إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}
معنى الخشوع :الخشوع هيئة في النفس يظهر منها
على الجوارح سكون وتواضع.
المراد بالخاشعين :
قيل: الخاشع المتواضع المطيع المجيب. ذكره الزجاج
قيل: المتواضعون ، قاله مقاتل بن حيان ذكره ابن كثير و ابن عطية زاد (المخبتون)
وقيل :المصدقون بما أنزل الله ، قاله ابن عباس وهو معنى قول مجاهد : المؤمنون حقا. ذكره ابن كثير
وقيل : الخائفين. قاله أبو العالية ، ذكره ابن كثير
وقيل: الخاضعين لطاعته، الخائفين سطوته، المصدقين بوعده ووعيده. قاله الضحاك ذكره ابن كثير
ولا تعارض بين هذه الأقوال ويجمعها قول الضحاك رحمه الله .فهو يشمل الأقوال كلها.
ويدل قوله تعالى ( وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين) إنها مع عظمها وثقلها فإنها يسيره على من يسرها الله عليه ، فهي تشبه ما جاء في الحديث:( لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه)
وذكر ابن جرير معنى الآية ولكن خص الخطاب فيها لبني اسرائيل
فقال معنى الآية: واستعينوا أيها الأحبار من أهل الكتاب بحبس أنفسكم على طاعة الله وبإقامة الصلاة المانعة من الفحشاء والمنكر، المقربة من رضا الله، العظيمة إقامتها { إِلاَّ عَلَى ٱلْخَاشِعِينَ } أي المتواضعين المستكينين لطاعته المتذللين من مخافته. هكذا قال،
قال ابن كثير :والظاهر أن الآية وإن كانت خطاباً في سياق إنذار بني إسرائيل فإنهم لم يقصدوا بها على سبيل التخصيص، وإنما هي عامة لهم ولغيرهم، والله أعلم.
ما السبب في استثناء الخاشعين؟
قال الزجاج : لأن المتواضع لا يبالي برياسة كانت له مع كفر إذا انتقل إلى الإيمان .أ هـ
لكن الآية وإن كانت في سياق أهل الكتاب فهي عامة واستثنى الخاشعين ، لأن العبادة معناه الذل والخضوع والخشية ، فلا يؤمن الإيمان الحق ، ويخضع لأوامر الله إلا الخاشع المتذلل الخاضع ، لذلك تكون الأوامر كالصلاة وغيرها عليه يسيره سهله مع عظمتها ، بعكس المستكبر فإنه يجد من المشقة العظيمة في آداء الأوامر وخاصة الصلاة ، نسأل الله العافية.


2: ما المراد بالبلاء العظيم في قوله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}.
يتبين المراد من البلاء العظيم بمعرفة مرجع اسم الإشارة ( ذلك) وعند تأمل أقوال المفسرين :
فمنهم من أرجعه إلى : جملة الأمر . ذكره ابن عطية
ومنهم من ارجعه إلى معنى البلاء
ولأن البلاء يكون في الخير والشر لذلك اختلف المفسرون فمنهم من أرجعه للخير ومنهم من أرجعه للشر
فقيل : نعمة إنجاء آباءكم .فهو هنا في الخير. وممن قال نعمة :ابن عباس ومجاهد وقال به ابن جرير وذكره ابن عطية وابن كثير.
وقيل : الاشارة إلى الذبح ونحوه. وهو في الشر ، قال به الجمهور . ذكره ابن عطية وابن كثير نقله عن القرطبي.

3: ما المراد بالمنّ والسلوى في قوله تعالى: {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى}؟
اختلفت أقوال المفسرين في ذلك
فقيل :صمغة حلوه، قاله مجاهد،ذكره ابن عطية وابن كثير
وقيل: هو عسل، قاله الشعبي وعبدالرحمن بن أسلم.ذكره ابن عطية وابن كثير
وقيل: شراب حلو، أشد بياض من اللبن وأحلى من العسل، قاله قتادة،ذكره ابن عطية وابن كثير
وقيل: الذي ينزل اليوم على الشجر، يقال الترنجبين ، .ذكره الزجاج وابن عطية
وقيل: ((المن)) خبز الرقاق مثل النقي، قاله وهب بن منبه، ذكره ابن عطية وابن كثير
وقيل : ينزل على شجرالزنجبيل، قاله السدي، ذكره ابن عطية وابن كثير
قال ابن عطية وفي بعض هذه الأقوال بعد.
وقيل: شيء أنزله الله عليهم مثل الطل شبه الرُّب الغليظ.قاله عكرمة. ابن كثير

وقيل: ((المن)) مصدر يعني به جميع ما من الله به مجملاً. ذكره ابن عطية وابن كثير
وأقوال المفسرين متقاربة فمنهم من فسره بالشراب ومنهم من فسره بالطعام
والراجح منها القول الأخير فهو كل ما امتن به الله عليهم من طعام وشراب لا كلفة عليهم فيه .فالمنّٓ لغة: ما يمنّ الله به من غير نصب ولا تعب . ذكره الزجاج
وذكر ابن كثير :أن المنّ المشهور إن أكل وحده كان طعاماً وحلاوة، وإن مُزج مع الماء صار شراباً طيبّاً، وإن ركِّب مع غيره صار نوعاً آخر، ولكن ليس هو المراد من الآية وحده، والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:" الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين "ذكره ابن كثير
و ذكر ابن عطية هذا الحديث من صحيح مسلم: قال النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب مسلم: الكمأة مما من الله به على بني إسرائيل وماؤها شفاء للعين.
ووجه معنى هذا الحديث بقولين:
فقيل: أي إن الكمأة نفسها مما أنزل على بني اسرائيل.
وقيل : إن الكمأة من جنس ما أنزل على بني اسرائيل ، فإنه لا تعب ولا كلفة فيها ولا جذاذ. فهي منه دون كلفة.


أما السلوى فأيضاً تعددت الأقوال فيه :
القول الأول : إنه طير قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والربيع بن أنس وغيرهم.ذكره ابن عطية وابن كثير
واختلف في هذا الطائر على عدة أقوال وهي:
قيل: هو السماني بعينه. قاله ابن عباس ، ومجاهد والشعبي والضحاك والحسن وعكرمة والربيع بن أنس ، رحمهم الله . وذكره ابن عطية وابن كثير
وقيل: طائر يشبه السمانى، قاله ابن عباس وابن مسعود وناس من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،والسدي . وذكره الزجاج و ابن عطية وابن كثير
وقيل:طائر أقرب إلى الحمرة تحشرهم عليه ريح الجنوب ، قاله قتادة ،وذكره ابن عطية وابن كثير
وقيل: طائر مثل الحمام ،قاله وهب بن منبه، ذكره ابن عطية وابن كثير
وقيل: طير كطير يكون بالجنة أكبر من العصفور،أو نحو ذلك ، قاله عكرمة . ذكره ابن كثير
القول الثاني: إنه العسل ، قال به المؤرج والجوهري ذكر ذلك القرطبي نقله عنه ابن كثير
واستشهدا ببيت للهذلي
وقاسمها بالله عهداً لأنتمُ ألذُّ من السلوى إذا ما نشورُها
الترجيح:
وحكى ابن عطية الاجماع على تفسيره بالطير . وغلّط الهذلي في قوله أنه العسل قال ابن عطية : فظن أن السلوى عسلا.
وذكر ابن كثير أن القرطبي رد على ابن عطية فقال:
دعوى الإجماع لا تصح لأن المؤرج أحد علماء اللغة والتفسير قال: إنه العسل واستشهد ببيت الهذلي السابق.
وأنه كذلك في لغة كنانة لأنه يسلى به ، ومنه عين سلون.
وكذلك قال الجوهري : السلوى العسل واستشهد ببيت الهذلي . ذكر ذلك ابن كثير
والله أعلم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 6 جمادى الآخرة 1437هـ/15-03-2016م, 04:04 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.
1-ان الشرط في اصطفاء الله للناس هو الايمان والعمل الصالح ؛ اختارالله سبحانه وتعالى بني اسرائيل وفضلهم على ا لعالمين بسبب ايمانهم وعندما نقضوا العهد سلب منهم هذاالشرف (يابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)
1-الدعوة الى الله من خلال التذكير بنعمه التي لا تعد ولا تحصى مما يثمر محبة الله وتعظيمه في القلوب (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ)
-عدم التشبه باليهود في دعوتهم بإلباس الحق بالباطل وكتمان الحق فقد كتموا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وحرفوا في دينهم { وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
3-التمسك بالصبر والصلاة لأنهما الطريق الى الجنة . (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ)
4-التوبة من الذنوب مهما كانت قاسية تبقى خير من التمادي في الكفر وسلك طريق الشيطان .
قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)}
5-الايمان بالغيب وعدم التشبه باليهود .
{ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) }
المجموعة الأولى:
1: فسّر قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)} البقرة.
تفسير قوله تعالى: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) )
-(أتأمرون الناس ):يوبخ الله اليهود ويقررهم بأنهم كانوا يأمرون أتباعهم (بالبر ) أي بأعمال الخير والطاعات وبالتمسك بتعاليم التوراة (وتنسون أنفسكم )ويتركون هم التمسك بها وذلك لردهم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وتكذيبها .
( وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ ) أي وأنتم تدرسون وتقرؤن (الْكِتَابَ ) التوراة على علم ومعرفة بها وبما تنهاكم عنه من هذه الصفات .
(أفلا تعقلون):أفلا تمنعون أنفسكم عن مواقعة هذه الحال المردية لكم . والعقل : هو الإدراك المانع من الخطأ مأخوذ من عقال البعير الذي يمنعه من التصرف ومنه المعقل أي موضع الإمتناع .
-تفسير قوله تعالى :{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)}
- ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) :
الخطاب موجه للأحبار من أهل الكتاب، بشكل خاص وهو عام لغيرهىم من الناس بأن يستعينواعلى ما يذهب عنهم شهوة الرياسة وسائر الشهوات وعلى العبادات (بالصبر )والاستعانة لنيل رضوان الله ومغفرة الذنوب وعلى نوائب الدهر بالصّلاة المانعة من الفحشاء والمنكر، التي تدعو الى الزهد في الدنيا وطلب ما عند الله بما يقرأ فيها من القرآن .
-(وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ)أي ثقيلة شاقة إقامتها .
-(إلّا على الخاشعين) المصدقين بما أنزل الله , المؤمنين حقاً ,الخائفين ,والمتواضعين لله المستكينين لطاعته المتذللين من مخافته.و الخشوع هو : هيئة في النفس يظهر منها على الجوارح سكون وتواضع .

2: ما المراد بالبلاء العظيم في قوله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}.
فيها اقوال:
1-الاختبار بالخير .وهو إنجاء الله بني اسرائيل من عذاب آل فرعون نعمة عظيمة منه سبحانه.قاله عليّ بن أبي طلحة، ومجاهد وابو عباس وأبو العالية وابو مالك والسدي وغيرهم.
2-الاختبار بالشر :إشارةٌ إلى ما كانوا فيه من العذاب المهين من ذبح الأبناء واستحياء النّساء.ذكر القرطبي أن هذا قول الجمهو كما ذكر ابن كثير .
-الراجح ما قاله الجمهور

3: ما المراد بالمنّ والسلوى في قوله تعالى: {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى}؟
-المقصود بالمن:
المعنى اللغوي: ما يمن اللّه به مما لا تعب فيه ولا نصب،والمن اسم جمع لا واحد له من لفظه، الزجاج
-المقصود بالمن في الآية
1- إن "المنّ" شيء يسقط على الشجر حلو يشرب.قاله اهل التفسير ، وقال الرّبيع بن أنسٍ: «المنّ شرابٌ كان ينزل عليهم مثل العسل، فيمزجونه بالماء ثمّ يشربونه».ابن عطية وابن كثير . الزجاج ،
2- "التَّرَنْجِين"، ويروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:«الكمأة من المنّ وماؤها شفاء للعين»،فقيل: أراد عليه السلام أن الكمأة نفسها مما أنزل نوعها على بني إسرائيل.
وقيل: أراد أنه لا تعب في الكمأة ولا جذاذ ولا حصاد، فهي منة دون تكلف من جنس من بني إسرائيل في أنه كان دون تكلف.الزجاج.ابن عطية
3-والمنّ صمغة حلوة.قاله ابن عطية ومجاهدٌكما ذكر ابن كثير
4-العسل .ابن عطية
5-عن ابن عبّاسٍ: «كان المنّ ينزل عليهم على الأشجار، فيغدون إليه فيأكلون منه ما شاؤوا».ابن كثير
6-قال عكرمة: «المنّ: شيءٌ أنزله اللّه عليهم مثل الطّلّ، شبه الرّب الغليظ».
7-خبز الرقاق مثل النقي أو الذرة .ابن عطية وابن كثير
8-الزنجبيل.ابن عطية
9-وروي أن المنّ كان ينزل عليهم من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس كالثلجأشدّ بياضًا من اللّبن، وأحلى من العسل،فيأخذ منه الرجل ما يكفيه ليومه، فإن ادخر فسد عليه إلا في يوم الجمعة فإنهم كانوا يدخرون ليوم السبت فلا يفسد عليهم، لأن يوم السبت يوم عبادة،ابن عطية وابن كثير
9-وقال السّدّيّ: «قالوا: يا موسى، كيف لنا بما هاهنا؟ أين الطّعام؟ فأنزل اللّه عليهم المنّ، فكان يسقط على شجر الزّنجبيل».ابن كثير
-الترجيح:والغرض أنّ عبارات المفسّرين متقاربةٌ في شرح المنّ، فمنهم من فسّره بالطّعام، ومنهم من فسّره بالشّراب، والظّاهر، واللّه أعلم، أنّه كلّ ما امتنّ اللّه به عليهم من طعامٍ وشرابٍ، وغير ذلك، ممّا ليس لهم فيه عملٌ ولا كدٌّ، فالمنّ المشهور إن أكل وحده كان طعامًا وحلاوةً، وإن مزج مع الماء صار شرابًا طيّبًا، وإن ركّب مع غيره صار نوعًا آخر، ولكن ليس هو المراد من الآية وحده؛ والدّليل على ذلك قول البخاريّ:
حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا سفيان، عن عبد الملك، عن عمر بن حريثٍ عن سعيد بن زيدٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «الكمأة من المنّ، وماؤها شفاءٌ للعين».ابن عطية

-المقصو ب "السلوى":
-المعنى اللغوي للسلوى:نفس اللفظ يطلق على الجمع والمفرد .قاله الأخفش: قال الخليل: السّلوى جمع ومفرده سلواة.
قال الكسائي: السّلوى واحدة جمعها سلاوى.
المعنى كما ذكره المفسرون:
1-طير بإجماع من المفسرين، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والربيع بن أنس وغيرهم.ابن عطية .
2- هو السمانى بعينه. ابن عطية
3- طائر يميل إلى الحمرة مثل السمانى،الزجاج وابن عطية
4-طائر مثل الحمام تحشره عليهم الجنوب.
5-وقد غلط الهذلي عندما ظن السلوى العسلفقال:
وقاسمها بالله عهدا لأنتم ....... ألذّ من السلوى إذا ما نشورها .ابن عطية
6-الكمأة نوع منه كما في حديث أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «العجوة من الجنّة، وفيها شفاءٌ من السّمّ، والكمأة من المنّ وماؤها شفاءٌ للعين».ابن كثير
7-طير من طيور الجنة كما في حديث عكرمة: «أمّا السّلوى فطيرٌ كطيرٍ يكون بالجنّة أكبر من العصفور، أو نحو ذلك».ابن كثير

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 7 جمادى الآخرة 1437هـ/16-03-2016م, 04:01 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير سورة البقرة
الآيات (40 - 57)

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.

استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.
قد أحسنتم جميعا بارك الله فيكم وزادكم نورا.



طلاب المجموعة الأولى:

1: فسّر قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)} البقرة.
قد أحسن غالبكم في تفسير الآيتين بارك الله فيكم جميعا، مع التنبيه على:
- أن يكون التفسير بأسلوب الطالب لا بنسخ عبارات المفسّرين، بل يجب أن ينمّي الطالب أسلوبه في الكتابة والتعبير في هذا السؤال خاصّة.
- استيفاء جميع المسائل، فكثير من الطلاب مثلا لم يذكر المخاطب في الآية ولا سبب مخاطبتة بهذا الخطاب.
- إحسان الربط بين الآيات والجمع بين الأقوال التي يمكن الجمع بينها، والإشارة إلى مسائل الخلاف بصورة سهلة لا تقطع التفسير ولا تؤثر على استيعاب القاريء لتفسير الآيات.


2: ما المراد بالبلاء العظيم في قوله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}.
قيل إن مرجع اسم الإشارة يعود على الإنجاء، وعليه فيكون البلاء معناه النعمة.
وقيل يعود على العذاب الذي هو الذبح والاستحياء، وعليه فيكون البلاء بمعنى المكروه والامتحان، وهو قول الجمهور.
وقيل يعود على الاثنين معا، على الإنجاء والعذاب، فهو بمعنى الامتحان والاختبار بالخير والشر ليرى الله من يشكر ومن يصبر، فيجوز أن يراد باللفظ كلا المعنيين.
- لوحظ على البعض عدم إسناد الأقوال، فأرجو تجاوز هذه الملاحظات التي تكررت كثيرا، وفقكم الله.

3: ما المراد بالمنّ والسلوى في قوله تعالى: {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى}؟
أولا: المراد بالمنّ.
قد اجتهدتم جميعا في تحرير الأقوال في هذه المسألة - بارك الله فيكم - ، مع ضرورة الانتباه لأمور:
- إحسان تصنيف الأقوال وعدم تكرارها.
- ضرورة إسناد الأقوال، والنص على اسم المفسّر بصورة لائقة، فبعض الطلاب يكتفي بالرمز، والبعض يضع اسم المفسّر بين قوسين اختصارا للكلام، وهذا غير جيد.
- يكتفى بنسبة القول ولا داعي لذكر عبارة المفسّر بالنص؛ حتى لا يحصل تكرار للكلام.
- اختصار الكلام وتبيينه عند الترجيح بين الأقوال وعدم إطالته فيما لا يفيد.
وقد بعُد بعض الطلاب كثيرا عن الجواب الصحيح، ونوصيهم بالاستفادة من جواب الأخت مضاوي الهطلاني بارك الله فيها، فإنه أحسن الإجابات على هذا السؤال.

ثانيا: المراد بالسلوى.
ورد في المراد بها قولان:
الأول: أنه طائر، وحكى ابن عطية الإجماع عليه.
واختلف في نوعه على أقوال، فنذكر هذه الأقوال وننسبها.
الثاني: أنه العسل، ذكره ابن كثير نقلا عن القرطبي.
واستشهد القرطبي بقول الهذلي:

وقاسمها باللّه جهدًا لأنتم ** ألذّ من السّلوى إذا ما أشورها
وردّ القرطبي دعوى الإجماع واستشهد بأن المؤرج أحد علماء اللغة والتفسير قال إن السلوى هي العسل، وبقول الجوهري كذلك أن السلوى هي العسل، ونذكر بقية استشهاد القرطبي على هذا القول.
ولكن ابن عطيّة رحمه الله يرى خطأ هذا القول.
أحسن من صنّف الأقوال الواردة في جواب هذا السؤال هي الأخت مضاوي بارك الله فيها.
وإليكم تقويم أدائكم لهذه المجموعة، وقد أحسنتم جميعا بارك الله فيكم، وحال بين كثير منكم وبين الدرجة الكاملة ملاحظات يسيرة أنتم أهل أن تتفادوها مستقبلا إن شاء الله.
ونثني على تميّز الأخت مضاوي الهطلاني في هذه المجموعة
#19 بارك الله فيها وفيكم.

التقويم:
1: هلال الجعدار أ
2: مها شتا ب+
3: أمل يوسف أ
4: شيماء طه ب+
5: نبيلة الصفدي أ
6: هناء هلال أ
7: ريم الحمدان ب
8: نوف ب+
9: مضاوي الهطلاني أ+
10: ميسر ياسين ب


بارك الله فيكم ووفقكم لما يحب ويرضى.


رد مع اقتباس
  #22  
قديم 7 جمادى الآخرة 1437هـ/16-03-2016م, 04:47 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي


المجموعة الثانية:

1:
فسّر قوله تعالى:
{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)} البقرة.
قد أحسنتم جميعا في هذا السؤال بارك الله فيكم، ونؤكد على التفسير بأسلوب الطالب لا أن ينسخ عبارات المفسّرين من هنا وهناك.
ونوصي بالاستفادة من الإرشادات الموضوعة لإجابة سؤال التفسير من المجموعة السابقة.

2: ما الحكمة من تسمية إخراج المال زكاة وهو نقص منه؟
أحسنتم فيه كذلك والحمد لله، والبعض لم يذكر معنى الزكاة بأنها التطهير.

3: بيّن المراد بالحق والباطل في قوله تعالى: {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}.
أحسنتم بارك الله فيكم، وأفضل إجابة هي إجابة الأخت منيرة محمد
#12 بارك الله فيها ونفع بها.

التقويم:
11: فاطمة الزهراء أحمد ب+
12: عابدة المحمدي أ
13: هبة الديب أ+
14: منيرة محمد أ+

بارك الله فيكم ونفع بكم.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 7 جمادى الآخرة 1437هـ/16-03-2016م, 11:22 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي


المجموعة الثالثة:

1: فسّر قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)} البقرة.
أحسنتم التفسير بارك الله فيكم، وننبه على أن أوجه النطق باللفظ القرآني كالإمالة والتسهيل ونحوه لا نحتاجها في التفسير.
ويستفاد من الإرشادات المذكورة في تصحيح هذا السؤال للمجموعة الأولى.

2: ما معنى الأولية في قوله تعالى: {وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ}؟
أولية الكفر في الآية تجيء على معنيين بحسب مرجع الهاء:
المعنى الأول: أن يهود المدينة المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم كانوا هم أول من كفروا بالتوراة.
وكفرهم بالتوراة جحدهم ما ورد فيها من صفة محمد صلى الله عليه وسلم، كما أن من جحد حرفا من القرآن فقد كفر به.
المعنى الثاني: أن يهود المدينة هم أول من كفر بالقرآن من جنس اليهود، وليس أول من كفر مطلقا إذ سبقهم كفار مكة.
وذمّهم في هذا الموضع لأنهم حجة وعندهم من العلم ما ليس عند غيرهم.
ومن المفسّرين من أرجع الضمير إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والمعنى ملازم للمعنى الثاني.

3: ما معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين؟
أحسنتم فيه، بارك الله فيكم.


التقويم:
15: كوثر التايه أ
16: الشيماء وهبة أ
17: كمال بناوي أ
18: حنان عبد الله ب+


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح.


رد مع اقتباس
  #24  
قديم 5 رمضان 1437هـ/10-06-2016م, 03:12 AM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.
1-أن نجعل الآخره همنا وأن نتخذ من حياتنا الدنيا ذاد لاخره فبنى أسرائيل سبب ضلالهم حبهم للدنيا والرياسه
مستفاد من قول الله تعالى( ولا تشتروا بأياتى ثمناً قليلاً)
2- أن نعلم أن الأمر بالمعلروف والنهى عن المنكر واجب على كل مسلم فنجتهد فى تزكية أنفسنا ونصح غيرنا بالحكمة والموعظة الحسنه ولا يمنعنا فعل المعصيه على عدم الامر بالمعروف
مستفاد من قول الله تعالى ) أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم أفلا تعقلون )
3- تذكر نعم الله تعالى لزوم شكرها والتحدث بها لان ذلك يورث الحياء من الله تعالى والخشيه
مستفاد من قول الله تعالى (يا بنى إسرائيل أذكروا نعمتى التى انعمت عليكم واوفو بعهدى أوفى بعهدكم وأياى فاهبون)




المجموعة الثانية:
1: فسّر قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)} البقرة.
فى سياق ذكر الله تعالى لنعمه على بنى إسرائيل وكيف كان مقابلتهم لنعمه عليهم بالعصيان والجحود وسؤ الأدب مع الله ورسوله موسى عليه السلام
يذكر الله جل وعلى موقفاً أخر لهم حينما أخذ موسى عليه السلام سبعين رجلاً من خيارهم ليصحبوه ليستغفروا الله سبحانه وتعالى عن ما فعله سفهائهم من عبادة العجل
وأختلف المفسرون فى الوقت الذى ذهبوا فيه هل قبل عباده العجل ام بعده ورجح بن عطيه انه بعد عباده العجل فلما ذهبوا مع موسى أرادوا أن يسمعوا كلام الله تعالى يقول بن عطيه فى تفسيره عن السدى
قال السدي وغيره: وسمعوا كلام الله يأمر وينهى، فلم يطيقوا سماعه، واختلطت أذهانهم، ورغبوا أن يكون موسى يسمع ويعبر لهم، ففعل، فلما فرغ وخرجوا بدلت منهم طائفة ما سمعت من كلام الله فذلك قوله تعالى: {وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام اللّه ثمّ يحرّفونه} [البقرة: 75]، واضطرب إيمانهم وامتحنهم الله بذلك فقالوا: لن نؤمن لك حتّى نرى اللّه جهرةً
فسألوا رؤي’ الله جهراً وهو أمر لا يستطاع لهم ولا لامثالهم فأخذهم صوت شديد أو نار كما قال بن كثير فى تفسيره عن السدى فماتوا عقوبةً لهم على جرائتهم على الله وسؤ أدبهم وأخذتهم الصاعقه وبعضهم ينظر لبعض
ثم دعا موسى عليه السلام الله سبحانه وتعالى أن يبعثهم ويعفوا عنهم
وذكر ذلك بن كثير فى ما روى عن بن جرير الطبرى فقال
قام موسى يناشد ربّه ويدعوه ويرغب إليه، ويقول: {ربّ لو شئت أهلكتهم من قبل [وإيّاي]} [الأعراف: 155] قد سفهوا، أفتهلك من ورائي من بني إسرائيل بما يفعل السّفهاء منّا؟ أي: إنّ هذا لهم هلاكٌ. اخترت منهم سبعين رجلًا الخيّر فالخيّر، أرجع إليهم وليس معي منهم رجلٌ واحدٌ! فما الّذي يصدّقوني به ويأمنوني عليه بعد هذا؟ {إنّا هدنا إليك} [الأعراف: 156] فلم يزل موسى يناشد ربّه عزّ وجلّ، ويطلب إليه حتّى ردّ إليهم أرواحهم، وطلب إليه التّوبة لبني إسرائيل من عبادة العجل، فقال: لا؛ إلّا أن يقتلوا أنفسهم.
هذا سياق محمّد بن إسحاق.
فبعثهم الله ليكملوا أجالهم وذكر بن كثير قول الرازى بأنهم طلبوا أن يكونوا أنبياء ورد هذا القول بأن ه لم يعرف فى هذا الوقت أنبياء إلا موسى وهارون ويوشع بن نون
وهذه معجزه عظيمه ونعمه جليله كانت تستوجب منهم الشكر والعمل بتقوى الله وطاعته ولكنهم لم يفعلوا
فقد ذكر بن كثير فى أثر عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
قال: ثمّ أحياهم اللّه من بعد موتهم». وقرأ قول اللّه: {ثمّ بعثناكم من بعد موتكم لعلّكمتشكرون}«فقال لهم موسى: خذوا كتاب اللّه. فقالوا: لا فقال: أيّ شيءٍ أصابكم؟ فقالوا: أصابنا أنّا متنا ثمّ حيينا. قال: خذوا كتاب اللّه. قالوا: لا. فبعث اللّه ملائكةً فنتقت الجبل فوقهم».





2: ما الحكمة من تسمية إخراج المال زكاة وهو نقص منه؟
الزكاه مأخوذة من زكا الشيء إذا نما وزاد
وسمي الإخراج من المال زكاة وهو نقص منه من حيث ينمو بالبركة أو بالأجر الذي يثيب الله به المزكي
وقيل: الزّكاة مأخوذة من التطهير
، كما يقال: زكا فلان أي: طهر من دنس الجرحة أو الاغفال، فكأن الخارج من المال يطهره من تبعة الحق الذي جعل الله فيه للمساكين، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى في الموطأ ما يخرج في الزكاة «أوساخ الناس».
ذكر القولين بن عطية
3: بيّن المراد بالحق والباطل في قوله تعالى: {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}.
القول الأول
و"الحق" ههنا: أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- وما أتى به من كتاب الله -عزّ وجلّ-، وقوله {بالباطل} أي: بما يحرفون. ذكره الزجاج
القول الثانى
فقال أبو العالية: «قالت اليهود: محمد نبي مبعوث، لكن إلى غيرنا، فإقرارهم ببعثه حق، وجحدهم أنه بعث إليهم باطل».ذكره بن عطيه عن ابو العاليه
القول الثالث
وقال الطبري: «كان من اليهود منافقون، فما أظهروا من الإيمان حق، وما أبطنوا من الكفر باطل».ذكره بن عطيه عن الطبرى
القول الرابع
وقال مجاهد: «معناه: لا تخلطوا اليهودية والنصرانية بالإسلام». ذكره بن عطيه وبن كثير عن مجاهدوقتاده والحسن
القول الخامس
وقال ابن زيد: «المراد بـ«الحقّ» التوراة، و«الباطل» ما بدلوا فيها من ذكر محمد عليه السلام»،ذكره بن عطية عن بن زيد
القول السادس
«{ولا تلبسوا الحقّ بالباطل}لا تخلطوا الحقّ بالباطل والصّدق بالكذب». ذكره بن كثير

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 12 جمادى الأولى 1438هـ/8-02-2017م, 06:26 PM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير سورة البقرة

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.
1-من صفات الداعية الصبر على الدعوة إلى الله تعالى وبيان الحق للناس ، فقد ضرب موسى في ذلك أروع الأمثلة في احتماله لبني إسرائيل وما يصدر منهم من منكرات.
2-من صفات أهل الإيمان موافقة القول للعمل ، فقد أنكر الله على بني إسرائيل مخالفة أمرهم لفعلهم (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)
3-حلم الله سبحانه وتعالى على عباده وقبوله لتوبتهم مهما كان جرم فعلهم ومعصيتهم ، فرحمة الله تعالى أوسع منها وقد تاب على بني إسرائيل أكثر من مرة مع شناعة أفعالهم وجرمها في حقه جل وعلا ، فإذا علم الإنسان ذلك تشبث برحمة الله ولم ييأس بل يعود ويتوب إلى الله سبحانه وتعالى ويرجو منه المغفرة والقبول.
4-أن التوفيق للتوبة من نعم الله على العبد التي تستحق الشكر ، فمن وفقه الله للتوبة وجب عليه شكر هذه النعمة لتبقى فكم من غافل ساه لم يوفقه الله لها(لعلكم تشكرون) .
5-ينبغي على المسلم معرفة صفات اليهود والنصارى ليحرص على تجنبها وليعلم الحكمة من إيجاب الله تعالى للدعاء والتعوذ من صفاتهم في سورة الفاتحة وتكرار الدعاء بذلك في كل صلاة ليتجنب العقاب والعذاب الحاصل لهم من الله ، ومن صفات أهل الكتاب التي ينبغي الحذر منها : تقديم الهوى وحب الدنيا على قبول الحق واتباعه (ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلا) ، وخلط الحق بالباطل وعدم بيانه وتمييزه للناس (ولا تلبسوا الحق بالباطل) ، وكذلك كتمان الحق مع معرفته عنادا واستكبارا (وتكتموا الحق وأنتم تعلمون) ، مخالفة القول للفعل (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) كفر النعمة وعدم شكرها (لعلكم تشكرون).
6-من صفات أهل الإيمان الاستعانة بالصبر والصلاة وتعلق القلب بالله في كل الأحوال (وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين).
إلى غير ذلك من الفوائد الكثيرة ، كما أوصي نفسي وإخواني بالتبصر في صفات أهل الكتاب وما حل عليهم من عقاب ، فإن أصل كل شر يحل بالفرد أو الأمة هو بسبب تشبهه بصفة من صفات اليهود والنصارى ، وكل خير يحل بالأمة سببه الابتعاد عن تلك الصفات.
أعاذنا الله وإياكم منها.


السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الثانية:
1: فسّر قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)} البقرة.
تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55)}
-على من يعود الضمير في قوله :( وإذ قلتم ياموسى) : ع ك
-سبب مطالبتهم برؤية الله تعالى : ع
-معنى {جهرة}:ج ع ك
-معنى الصاعقة في قوله:{فأخذتكم الصاعقة} :ج ع ك
-متعلق قوله تعالى :(تنظرون) ع

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)}
-المراد بقوله:(ثم بعثناكم) ج ع ك
-سبب بعث الله لهم: ج ع ك
-المراد بقوله: (لعلكم تشكرون): ج ع ك
-ذكر قصتهم مع موسى عليه السلاام : ع ك

2: ما الحكمة من تسمية إخراج المال زكاة وهو نقص منه؟
لأنه ينمو بالبركة أو بالأجر الذي يثيب الله به المزكي.
وقيل: الزّكاة مأخوذة من التطهير، فالمال الخارج للزكاة سبب لتطهير المال من حقوق الناس المتعلقة به.

3: بيّن المراد بالحق والباطل في قوله تعالى: {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}.
-قيل "الحق" ههنا: أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- وما أتى به من كتاب الله -عزّ وجلّ-، وقوله {بالباطل} التحريف .
فقال أبو العالية: «قالت اليهود: محمد نبي مبعوث، لكن إلى غيرنا، فإقرارهم ببعثه حق، وجحدهم أنه بعث إليهم باطل».
-وقيل عمل المنافقين :
قال الطبري: «كان من اليهود منافقون، فما أظهروا من الإيمان حق، وما أبطنوا من الكفر باطل».
-وقيل خلط اليهودية والنصرانية:
قال مجاهد: «معناه: لا تخلطوا اليهودية والنصرانية بالإسلام».
-وقيل الحق التوراة والباطل ما حرفوا فيها:
قال ابن زيد: «المراد بـ«الحقّ» التوراة، و«الباطل» ما بدلوا فيها من ذكر محمد عليه السلام».
-وقيل التفريق بين الإسلام واليهودية والنصرانية:
قال قتادة: {ولا تلبسوا الحقّ بالباطل} [قال:]
«ولا تلبسوا اليهوديّة والنّصرانيّة بالإسلام؛ إنّ دين اللّه الإسلام، واليهوديّة والنّصرانيّة بدعةٌ ليست من اللّه».وروي عن الحسن البصريّ نحو ذلك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir