دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 جمادى الأولى 1439هـ/24-01-2018م, 04:09 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الخامس عشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة جمع القرآن

مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة جمع القرآن


اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
س1: ما سبب عدم جمع القرآن الكريم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم؟
س2: لخّص القول في مصحف أبيّ بن كعب، وبيّن أنواع ما يُنسب إليه.
س3: ما معنى تأليف القرآن؟
س4: ما سبب كثرة الأسئلة المثارة في باب جمع القرآن؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"



المجموعة الثانية:
س1: ما تقول في دعوى أنّ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه كتب مصحفاً مرتّبا على النزول؟
س2: ما الجواب عن خبر (لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة)؟
س3: ما تقول فيما روي عن ابن مسعود أنه كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه؟
س4: كيف تجيب باختصار عما روي عن عثمان رضي الله عنه أنه قال: «إن في القرآن لحنا ستقيمه العرب بألسنتها»؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"



المجموعة الثالثة:
س1: ما الجواب عما روي عن عثمان رضي الله عنه مما يفهم منه الاجتهاد في ترتيب الآيات؟
س2: ما سبب ترك كتابة البسملة في أوّل سورة براءة؟
س3: لخّص القول في مصحف ابن مسعود، وبيّن أنواع ما ينسب إليه.
س4: ما تقول فيما روى أبو معاوية عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه قال: سألتُ عائشة عن لَحْنِ القرآن: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون}، {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة}، و{إن هذان لساحران}؛ فقالت: «يا ابن أختي، هذا عَمَلُ الكُتَّاب، أخطأوا في الكِتَاب»؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"



المجموعة الرابعة:
س1: هل البسملة من القرآن؟
س2: لخّص القول في ترتيب الآيات والسور في المصاحف، وهل هو توقيفي؟
س3: ما الجواب عن اختلاف ترتيب السور في مصاحف الصحابة؟
س4: ما تقول فيما رواه ابن جرير بإسناده عن عكرمة، عن ابن عباس أنه كان يقرأها: [أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا] قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ)؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"



المجموعة الخامسة:
س1: هل تعدّ البسملة من آيات السور؟
س2: ما تقول في دعوى أنّ عمر بن الخطاب جمع القرآن في خلافته؟
س3: ما تقول فيما يُذكر من ترتيب السور في مصحف أبيّ بن كعب ومصحف ابن مسعود ؟
س4: ما تقول فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (أنزل الله عز وجل هذا الحرف على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم [ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه] فلصقت إحدى الواوين بالأخرى فقرأ لنا: {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه} ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد) ؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"



المجموعة السادسة:
س1: كيف يوثق بأنّ ما جُمع من الرقاع والأكتاف وصدور الرجال قد تمّ به جمع القرآن؛ وما ضمانة عدم الزيادة عليه؟
س2: كيف لم توجد آخر براءة إلا مع أبي خزيمة الأنصاري؟
س3: ما فائدة بحث المسائل المتعلقة بمصاحف الصحابة رضي الله عنهم.
س4: ما تقول فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في قوله تعالى: ( {الله نور السماوات والأرض مثل نوره} قال: هي خطأ من الكاتب، هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة، قال: [مثل نور المؤمن كمشكاة]) ؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 جمادى الأولى 1439هـ/26-01-2018م, 07:16 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: ما سبب عدم جمع القرآن الكريم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم؟
قال الزهري:"قُبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جُمع، وإنما كان في الكرانيف والعسب" رواه الطبري.
وأسباب ذلك:
1: عصم الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام, من أن ينسى شيئا من القرآن, فكان القرآن محفوظا فترة حياته.
2: كان القرآن يزاد فيه بالوحي وينسخ منه, فلو جمع في مصحف واحد لكان مظنة لاختلاف نسخ المصاحف وتعددها.
قال النووي:"وإنما لم يجعله النبي صلى الله عليه وسلم في مصحف واحد لما كان يتوقع من زيادته ونسخ بعض المتلو، ولم يزل ذلك التوقع إلى وفاته صلى الله عليه وسلم"ـ

س2: لخّص القول في مصحف أبيّ بن كعب، وبيّن أنواع ما يُنسب إليه.
لما أحرق عثمان رضي الله عنه, المصاحف بعد نسخ المصحف الإمام, كان مصحف أبي ابن كعب من ضمن المصاحف التي أتلفت بعد أن سلمها أبي رضي الله عنه, إلى عثمان.
قال محمد بن أبي بن كعب أن ناسا من أهل العراق قدموا إليه؛ فقالوا: إنما تحملنا إليك من العراق، فأخرج لنا مصحف أبي قال محمد: (قد قبضه عثمان)
قالوا: سبحان الله أخرجْه لنا !
قال: (قد قبضه عثمان).رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن وابن أبي داوود في كتاب المصاحف، وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات.
وما ينسب إلى مصحف أبي بن كعب مما يخالف المصاحف العثمانية ثلاثة أنواع:
الأول: ما رواه البعض ممن رأى مصحف أبي رضي الله عنه, قبل إتلافه، وهذا النوع لا يكاد يصح منه إلا النادر.
الثاني: ما رواه أبي من قراءته بما يخالف المصاحف العثمانية، فهذا كثير منه لا يصح، وما صح منه يحمل على أنه أقرأ به قبل جمع عثمان رضي الله عنه, أو أخبر به, ومن تلك الأحرف ما هو منسوخ، ومنها ما تركت القراءة به لمخالفته المصاحف العثمانية.
الثالث: ما نسبه البعض إلى مصحف موجود في العراق, وادعوا بأنه مصحف أبي رضي الله عنه، واختلف العلماء فيه على ثلاثة أقوال:
1- أنه مصحف أملاه أبي على أنس بن مالك رضي الله .
قال القاضي أبو بكر الباقلاني: "قد رأينا مصحف أنسٍ الذي ذُكر أنه مصحف أُبيّ وكان موافقا لمصحفِ الجماعة بغيرِ زيادة ولا نقصان".
وقال الشييخ عيد العزيز: هذا الذي ذكره الباقلاني لا يتحقق فيه وصف ما نقل عن بعض الأئمة أنهم قرؤوه في مصحف أبيّ، ولا يبعد أن تتعدد المصاحف المنسوبة إلى أبي كما تعددت المصاحف المنسوبة إلى علي وعثمان وابن مسعود.
2- أنه مصحف مستنسخ من مصحف أبي قبل جمع عثمان للقرآن، وهو من المصاحف التي بلغت الآفاق ولم تتلف.
قال ابن عطية:"وانتشرت في خلال ذلك صحف في الآفاق كتبت عن الصحابة، كمصحف ابن مسعود، وما كتب عن الصحابة بالشام، ومصحف أبيّ، وغير ذلك، وكان في ذلك اختلاف حسب الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها".
وقال الشيخ عبد العزيز: وهذه المصاحف لم يوقف على طريقة نسخها، ولم يُتحقق من صحة مراجعتها، وقد وقع الإجماع على ترك القراءة بها، وإنما ينقل منها بعض أهل العلم ما وجدوه من الاختلاف.
وقد تعددت المصاحف المنسوبة إلى أبي, ولم يكن من سبيل للتأكد من صحتها, فهي تعد من الوجادات الضعيفة المنقطعة، يستأنس بها ولا يعتمد عليها.
3- أنه مصحف أبي بن كعب، وهذا القول لا يصح, لثبوت اتلاف عثمان رضي الله عنه, له, ولو صح بأن أبي منع مصحفه من عثمان, لاشتهر الأمر كاشتهار أمر ابن مسعود رضي الله عنه, وما كان من رفضه تسليم مصحفه لعثمان رضي الله عنه.

س3: ما معنى تأليف القرآن؟
التأليف لغة: مصدر ألف يؤلف تأليفا، وهو الوصل والمتابعة.
ولقد ورد في الأحاديث والآثار ويراد به معنيين:
1- ترتيب الآيات في السورة الواحد, وجمعها ووصل بعضها ببعض, ومثاله: قول زيد بن ثابت رضي الله عنه: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع إذ قال: "طوبى للشام"...الحديث
صححه الألباني بمجموع طرقه في السلسلة الصحيحة.
2- ترتيب السور في المصحف, ومثاله: ما رواه البخاري من حديث ابن جريج قال: أخبرني يوسف بن ماهك، قال: إني عند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، إذ جاءها عراقي، فقال: أي الكفن خير؟
قالت: (ويحك، وما يضرك؟!!)
قال: يا أم المؤمنين، أريني مصحفك؟
قالت: (لم؟)
قال: لَعَلِّي أؤلّف القرآن َعليه، فإنه يقرأ غير مُؤلَّف... الحديث

س4: ما سبب كثرة الأسئلة المثارة في باب جمع القرآن؟
الأسئلة المثارة في جمع القرآن على نوعين:
الأول: أسئلة أثارها طلاب العلم والباحثين بسبب ما أشكل عليهم في بعض مسائل جمع القرآن, وما يثيرونه غرضه البحث لإزالة ما أشكل عليهم, مع إيمانهم بالقرآن، ويقينهم بصحة جمعه وحفظه.
الثاني: شبهات يثيرها الزنادقة والمستشرقون وطوائف من غلاة المبتدعة, وغرضهم الطعن في جمع القرآن, والطمع في العثور على ما يوافق شبههم في صحة جمع القرآن وحفظه.

س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
- زيادة الإيمان واليقين بكلام الله عز وجل.
- حب الصحابة رضوان الله عليهم, لما بذلوه لجمع كلمة الأمة, والحرص على عدم تفرقها, وحفظ كتاب الله عز وجل من عبث العابثين.
- الحرص على زيادة العلم في هذا الموضوع, لما له من أهمية بالغة في الرد على كثير مما يطرح من أسئلة حول القرآن.
- تلقي العلم من أهله, خاصة في المسائل الحساسة من الدين.
- محاولة تصحيح الأقوال الخاطئة التي انتشرت حول مسائل جمع القرآن, خاصة كون الغالب يأخذها من كتب لا تهتم بنقل ما صح عن الصحابة في هذا الموضوع.
- تحري الدقة في النقل, وكذلك في التلقي.
- الحرص على الاهتمام بقضايا المسلمين, والتنبه للكثير مما يحدث مما يكون له أسوء الأثر فيما بعد, فيمنع وينبه عليه قبل استفحال أمره.
- الحرص على اجتماع الكلمة وعدم الفرقة.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11 جمادى الأولى 1439هـ/27-01-2018م, 06:58 AM
مها الحربي مها الحربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 461
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: ما الجواب عما روي عن عثمان رضي الله عنه مما يفهم منه الاجتهاد في ترتيب الآيات؟
أصل هذا الخبر ما رواه عمر بن شبّة في تاريخ المدينة من طريق ابن وهب قال: أخبرني عمر بن طلحة الليثي، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قال: قام عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال: «من كان عنده من كتاب الله شيء فليأتنا به»
وكان لا يقبل من ذلك شيئا حتى يشهد عليه شاهدان، فجاء خزيمة بن ثابت فقال: إني قد رأيتكم تركتم آيتين من كتاب الله لم تكتبوهما !
قال: وما هما؟
قال: تلقيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر السورة، قال عثمان: «وأنا أشهد إنهما من عند الله، فأين ترى أن نجعلهما؟»
قال: اختم بهما.
قال: فختم بهما).
وهذا الخبر منكر لا يصحّ ، لأنه تفرّد به عمر بن طلحة بن علقمة بن وقاص الليثي عن ابن عمّه محمّد بن عمرو بن علقمة وكلاهما متكلّم فيهما
فأما عمر بن طلحة فقد قال فيه أبو زرعة الرازي: ليس بقوي، وقال فيه أبو حاتم: محلّه الصدق، وقال الذهبي: لا يكاد يُعرف
ومن حيث المتن فيه نكارة ومخالفات توجب ردّه، ومن ذلك:
1/دعوى أنّ قصة آخر آيتين من سورة التوبة كانت في جمع عثمان، وهذا مخالف لما صحّ من أنّها كانت في جمع أبي بكر رضي الله عنهما.
2/دعوى أنّ الذي اكتشف ذلك ونبّه عليه هو خزيمة بن ثابت، وهذا مخالف لما رواه البخاري في صحيحه من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال: (نسخت الصحف في المصاحف، ففقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، فلم أجدها إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين» وهو قوله: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر} فألحقناها في سورتها في المصحف).
فهذا الذي كان في جمع عثمان، وهو بسياق خبر زيد مخالف للرواية المعلولة .
وقصةُ آخر آيتين من سورة التوبة قصة أخرى غير هذه، وتلك كانت في جمع أبي بكر، وقد وقعت لأبي خزيمة الخزرجي وهو غير خزيمة بن ثابت الأوسي
س2: ما سبب ترك كتابة البسملة في أوّل سورة براءة؟
اجتهد العلماء في إيجاد سبب لترك البسملة في أول براءة :
1/ لأن براءة نزلت بالسيف والبسملة أمان، وهذا القول رُوي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بإسناد ضعيف.
2/لأنها نسخت مع ما نسخت تلاوته من أوّل سورة براءة، وقد روي أنها كانت تعدل سورة البقرة؛ وهذا القول مروي عن الإمام مالك.
قال القرطبي: (وقال مالك فيما رواه ابن وهب وابن القاسم وابن عبد الحكم: إنه لما سقط أوَّلها سقط {بسم الله الرحمن الرحيم} معه).
وقد تعقّب ابن عاشور نسبة هذا القول إلى الإمام مالك.
3/لأن الصحابة اختلفوا فيها فمنهم من ذهب إلى أن الأنفال والتوبة سورة واحدة، ومنهم من ذهب إلى أنهما سورتان؛ فقرن بينهما، ولم يفصل بينهما ببسملة، وهذا القول ذكره القرطبي
4/أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما كتب في صلح الحديبية «بسم الله الرحمن الرحيم» ، لم يقبلوها وردُّوها، فما ردَّها الله عليهم، وهذا القول ذكره ابن الجوزي عن عبد العزيز بن يحيى المكي.
س3: لخّص القول في مصحف ابن مسعود، وبيّن أنواع ما ينسب إليه.
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من كبار قرّاء الصحابة رضي الله عنهم وأفاضلهم، وكان من المعلّمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبقي معلّماً للقرآن بعده حتى مات رضي الله عنه، وقد بعثه عمر بن الخطّاب رضي الله عنه إلى الكوفة معلّماً ووزيراً، فكان يعلّمهم القرآن، ويفتيهم، ويأخذون من علمه وأدبه وسمته، وربّما أملى عليهم المصاحف فكتبوا.
فلمّا كان الجمع العثماني حصل من ابن مسعود من المعارضة في أوّل الأمر، وأنّه خطب في الناس وأمرهم أن يغلّوا مصاحفهم ثمّ إنه رجع إلى ما أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم من الاجتماع على حرف واحد ومصحف إمام لا تختلف فيه هذه الأمة.
ثم إنه أقام مصحفَه على المصحف الإمام الذي بعث به عثمان إلى الكوفة، وأمر أن يقيموا مصاحفهم عليه، وأن تترك القراءة بما خالفه، وأن تسلّم المصاحف المخالفة للرسم العثماني.
ترتيب المصحف :
وقال السيوطي: تأليف مصحف عبد الله بن مسعود:
طوال البقرة والنساء وآل عمران والأعراف والأنعام والمائدة ويونس.
والمئين: براءة والنحل وهود ويوسف والكهف وبني إسرائيل والأنبياء وطه والمؤمنون والشعراء والصافات.
والمثاني: الأحزاب والحج والقصص وطس النمل والنور والأنفال ومريم والعنكبوت والروم ويس والفرقان والحجر والرعد وسبأ والملائكة وإبراهيم وص والذين كفروا ولقمان والزمر والحواميم حم المؤمن والزخرف والسجدة وحمعسق والأحقاف والجاثية والدخان وإنا فتحنا لك والحشر وتنزيل السجدة والطلاق ون والقلم والحجرات وتبارك والتغابن وإذا جاءك المنافقون والجمعة والصف وقل أوحي وإنا أرسلنا والمجادلة والممتحنة ويا أيها النبي لم تحرم.
والمفصل: الرحمن والنجم والطور والذاريات واقتربت الساعة والواقعة والنازعات وسأل سائل والمدثر والمزمل والمطففين وعبس وهل أتى والمرسلات والقيامة وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت وإذا السماء انفطرت والغاشية وسبح والليل والفجر والبروج وإذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك والبلد والضحى والطارق والعاديات وأرأيت والقارعة ولم يكن والشمس وضحاها والتين وويل لكل همزة وألم تر كيف ولإيلاف قريش وألهاكم وإنا أنزلناه وإذا زلزلت والعصر وإذا جاء نصر الله والكوثر وقل يا أيها الكافرون وتبت وقل هو الله أحد وألم نشرح وليس فيه الحمد ولا المعوذتان).
وهذا التأليف كما تقدّم إنما هو في مصاحف منسوبة إلى ابن مسعود غير متحقق صحّة نسبتها.
أنواع ما يُنسب إلى مصحف ابن مسعود:
وما يُنسب إلى مصحف ابن مسعود مما يُخالف المصاحف العثمانية على أنواع:
1/ما صحّ إسناده إلى مَن قرأ على ابن مسعود قبل الجمع العثماني مما يخالف رسم المصاحف العثمانية.
فهذا النوع يُستدلّ به في التفسير واللغة ولا يُقرأ بما فيه، ويستدلّ بما لم يُنسخ منه في الأحكام، ويُعتقد صحته وأنّه مما تركت القراءة به من الأحرف المخالفة للرسم العثماني.
2/ ما روي عمّن لم يقرأ على ابن مسعود زمن الجمع العثماني، وإنما اطّلع على مصاحف منسوبة إلى ابن مسعود؛ فهذا النوع لا يُعتمد عليه في الرواية، ولا يُحتجّ به في الأحكام، وقد يُستفاد منه في التفسير واللغة، ولذلك يعتني بذكره بعض المفسّرين
س4: ما تقول فيما روى أبو معاوية عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه قال: سألتُ عائشة عن لَحْنِ القرآن: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون}، {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة}، و{إن هذان لساحران}؛ فقالت: «يا ابن أختي، هذا عَمَلُ الكُتَّاب، أخطأوا في الكِتَاب»؟
جاء هذا الأثر من طريق آخر : رواه عمر بن شبّة من طريق علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه، قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن لحن القرآن: إن هذان لساحران، وقوله: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى} ، {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة}، وأشباه ذلك فقالت: «أي بني إنَّ الكتاب يخطئون»
هذا الأثر إسناده في ظاهره صحيح، فقد رواه عن هشام بن عروة رجلان هما: أبو معاوية محمد بن خازم الضرير، وعلي بن مسهر؛ فبرئت عهدة أبي معاوية من التفرّد به كما أعلّه به بعضهم، وإن كان أبو معاوية قد انتقد بسبب اضطراب بعض حديثه، لكنّه قد توبع في هذا الأثر، وتابَعَه ثقة ثبت وهو علي بن مسهر.
ومتنه منكر جداً، يبعد أن يصدر عن مثل عائشة رضي الله عنها، وهي تقرأ هذه الآيات كما يقرؤها المسلمون، وتعلم أنَّ الأصل في القراءة الرواية مشافهة، وتعلم أيضاً أنّ كتابة المصاحف كانت عن إجماع من الصحابة رضي الله عنهم، وأن الذين انتدبوا لكتابته ومراجعته جماعة يستحيل تواطؤهم على الخطأ واللحن.
فنظرنا في الذين رووا هذا الحديث عن هشام فإذا هما عراقيّان، وحديث العراقيين عن هشام بن عروة متكلّم فيه.
فقد ذكر الذهبي عن عبد الرحمن بن خراش أنه قال: (بلغني أن مالكا نقم على هشام بن عروة حديثه لأهل العراق، وكان لا يرضاه).
والمقصود أنّ هذا الحديث مما أخطأ فيه هشام بن عروة؛ فرواه عن أبيه من غير ذكر الواسطة.
وهذه العلّة مع نكارة المتن كافية في ردّه.
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
زيادة المعرفة في هذا الباب ، وكيف تمت مراحلة ، وجهود السلف في جمع القرآن
معرفة الأحاديث والآثار المروية في هذا الباب ، ومعرفة الصحيح والمنكر منها .
زيادة اليقين في جمع القرآن وثبوت ألفاظه
معرفة أصحاب الفضل في جمع القرآن ، والجهود المبذوله ، والمشكلات التي واجهوها ، فلم تكن عائقا أمامهم في تحقيق مرادهم .
إقتفاء أثر السلف في تحقيق اليقين وإزالة الشك والشبهات في جمع القرآن

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11 جمادى الأولى 1439هـ/27-01-2018م, 10:12 PM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي

بسم اله الرحمن الرحيم
المجموعة الثالثة:
إجابة السؤال الأول: ما الجواب عما روي عن عثمان رضي الله عنه مما يفهم منه الاجتهاد في ترتيب الآيات؟
أصل هذا الخبر رواية منكرة لاتصح متناً ولا سنداً ، وهي ما رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة مختصراً، ورواه ابن أبي داوود في كتاب المصاحف بسياق أتمّ فقال: حدثنا أبو الطاهر، حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عمر بن طلحة الليثي، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن، فقام في الناس فقال: " من كان تلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من القرآن فليأتنا به، وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعسب، وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شهيدان فقتل وهو يجمع ذلك إليه فقام عثمان بن عفان فقال: من كان عنده من كتاب الله شيء فليأتنا به وكان لا يقبل من ذلك شيئا حتى يشهد عليه شهيدان، فجاء خزيمة بن ثابت فقال: إني قد رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما. قالوا: وما هما؟
قال: تلقيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم:{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم}إلى آخر السورة.
قال عثمان: فأنا أشهد أنهما من عند الله فأين ترى أن نجعلهما؟
قال: اختم بها آخر ما نزل من القرآن فختمت بها براءة)
فنكارة الخبر من جهة السند تتضح فيما يلي:
1- تفرد بهذا الخبر عمر بن طلحة الليثي عن ابن عمه محمد بن عمرو بن علقمة وكلاهما متكلم فيه ، قال نقاد الحديث عن عمر بن طلحة : ليس بقوي ، وقال عنه الذهبي لا يكاد يعرف ، وقالوا عن محمد بن عمرو خفيف الضبط لا يحتمل تفرده، أما يحيى بن عبد الرحمن فهو لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال أبو حاتم : ولد في خلافة عثمان ، فيكون على هذا لم يدرك زمن الجمع ، أو كان رضيع وقتها فروايته مرسلة .
وخلاصة ذلك أن الخبرضعيف من جهة الإسناد.

أما نكارة المتن فتتضح فيما يلي:
1- دعوى أن الجمع كان أوله في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأن عثمان رضي الله عنه كان يتم ما شرع فيه عمر مخالفة لأسباب الجمع العثماني الذي أفادته الآثار الصحيحة.
2- الصحيح أن قصة آخر آيتين من سورة التوبة كانت في جمع أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وليس في جمع عثمان كما جاء في هذه الرواية.
3- دعوى أن الذي اكتشف الآيتين في آخر سورة التوبة في جمع عثمان هو خزيمة بن ثابت ، وهذا مخالف لما رواه البخاري في صحيحه أنها آية الأحزاب ، ففي البخاري من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال: (نسخت الصحف في المصاحف، ففقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، فلم أجدها إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين» وهو قوله: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر}فألحقناها في سورتها في المصحف).
4-قوله: (فأين ترى أن نجعلهما؟) مخالف لقول زيد بن ثابت الصحيح عنه: (فألحقناها في سورتها في المصحف).، والذي يدل على أن موضعهما لم يكن مجهولاً له ولا للصحابة رضوان الله عليهم.
5- قوله: (اختم بها آخر ما نزل من القرآن؛ فختمت بها براءة) هذه العبارة مخالفة لقول أبيّ بن كعب رضي الله عنه لما بلغوا الآية التي قبلهما: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأني بعدها آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم}إلى {وهو رب العرش العظيم}). فهو دليل على أنه يعرف موضعهما، وأنّ ذلك كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم وتعليم منه، وقد كان هذا الخبر في جمع أبي بكر.

إجابة السؤال الثاني: ما سبب ترك كتابة البسملة في أوّل سورة براءة؟
اجتهد العلماء رحمهم الله في التماس الحكمة من ترك البسملةفي أول سورة براءة على أقوال:
الأول:أن سورة براءة نزلت بالسيف والبسملة فيها الرحمة والأمان ، وهذا القول مروي عن علي بن أبي طالب بإسناد ضعيف ، وقد اعترض على هذا القول بأن من سور القرآن ما نزل في شأن الكافرين والمنافقين بل سميت السور بذلك وكانت تبدأ بالبسملة ، ولكن يمكن أن يجاب على هذا الاعتراض بأن مقام إعلان البراءة والنذارة مقام خاصّ يناسب معه ترك البدء بالبسملة.
الثاني:قالوا أن البسملة نسخت مع ما نسخت تلاوته في أول سورة براءة حيث كانت تعدل سورة البقرة ، وهو قول مروي عن الإمام مالك وتعقب ابن عاشور نسبته إليه.
الثالث: قالوا أن الصحابة اختلفوا فمنهم من ذهب إلى أن الأنفال والتوبة سورة واحدة ، ومنهم من ذهب أنهم سورتان ، ولهذا السبب تركت بينهما فرجة لقول من قال: هما سورتان، وتركت بسم الله الرحمن الرحيم لقول من قال: هما سورة واحدة ، ذكر ذلك والزمخشري والقرطبي.
الرابع:أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما كتب في صلح الحديبية (بسم الله الرحمن الرحيم)، لم يقبلوها وردُّوها، فعاقبهم الله وما ردَّها عليهم ، وهذا القول ذكره ابن الجوزي.
الخلاصة:كل هذه الأقوال اجتهادية وأشهرها وأقربها القول الأول.

إجابة السؤال الثالث:لخّص القول في مصحف ابن مسعود، وبيّن أنواع ما ينسب إليه.
ابن مسعود رضي الله عنه من كبار قراء الصحابة ، وكان معلماً للقرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعد وفاته حتى مات رضي الله عنه، بل كان في الكوفة يعلم القرآن ويمليه عن ظهر قلب ، وكانوا يعرضون عليه المصاحف ،ومصحف ابن مسعود كان ترتيب السور فيه مختلف عن المصحف العثماني وفيه أحرف مختلفة أيضاً، ودليل ذلك ما رواه البخاري عن شقيق بن سلمة أنه قال: قال عبد الله بن مسعود: (لقد تعلمت النظائر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤهن اثنين اثنين، في كل ركعة)، فقام عبد الله ودخل معه علقمة، وخرج علقمة فسألناه، فقال: عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود، آخرهن الحواميم: حم الدخان وعم يتساءلون).
فقوله: (على تأليف ابن مسعود) يدلّ على أنّ لها تأليفاً مختلفاً عما يعهده المخاطبون، وكان ذلك التأليف قبل جمع عثمان، ولما كان الجمع العثماني وإلزام الناس بمصحف واحد حصلت منه المعارضة أولاً ثم ما لبث أن رجع إلى إجماع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين على حرف واحد ومصحف إمام لا تختلف عليه الأمة، فأقام مصحفه على هذا المصحف الإمام الذي بعث به عثمان إلى الكوفة .
ولكن بقيت مصاحف منسوبة إلى ابن مسعود رضي الله غنه لا يوقف لها على إسناد متصل إلى ابن مسعود وهي تعد من الوجادات الضعيفة التي قد تكون منسوبة لابن مسعود ولكن ليس هو من أملاها.
أنواع ما ينسب إلى مصحف ابن مسعود مما يخالف المصحف العثماني :
1- ما صح إسناده إلى من قرأ على ابن مسعود قبل الجمع العثماني مما يخالف رسم المصاحف العثمانية ، ومثاله : قراءة [والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى . والذكر والأنثى] ، وهذا النوع يستفاد منه في التفسير واللغة والأحكام إذا لم يرد عليها نسخ ، ولكن لا يقرأ به.
2- ماروي عمن لم يقرأ على ابن مسعود زمن الجمع العثماني وإنما اطلع على مصاحف منسوبة إلى ابن مسعود ، ومثاله:ما رواه ابن وهب عن جرير بن حازم قال: (قرأت في مصحف عبد الله بن مسعود:{فاذكروا اسم الله عليها }صوافن).
ومارواه سعيد بن منصور وابن جرير عن داوود بن أبي هند قال: (هي في مصحف عبد الله: [وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بأمهاتهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم]). وهذا النوع لا يعتمد عليه في الرواية ولا يحتج به في الأحكام وقد يستفاد منه في التفسير واللغة ، ولذلك يعتني بذكره بعض المفسرين ، ولكن يجب التنبيه على أن هذه المصاحف غير متحقق صحّة نسبتها إلى ابن مسعود رضي الله عنه.
ملحوظة: ومما يذكر أيضاً أن مصحف ابن مسعود لم يلحق به في آخره المعوذتين ، وهذا قبل الجمع العثماني ورجوعه إلى إجماع الصحابة ، ذلك لاعتقاده أنهما تعويذتان فقط وليستا من المصحف ، فقد ورد أنه كان يحكهما من المصحف، لأنه كان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوّذ بهما الحسن والحسين، ولم يسمعه يقرؤهما في شيء من صلاته؛ فظن أنهما تعوذتان، وأصرَّ على ظنه، وتحقق الباقون كونهما من القرآن، فأودعوهما إياه .

إجابة السؤال الرابع: ما تقول فيما روى أبو معاوية عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه قال: سألتُ عائشة عن لَحْنِ القرآن: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون}، {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة}، و{إن هذان لساحران}؛ فقالت: «يا ابن أختي، هذا عَمَلُ الكُتَّاب، أخطأوا في الكِتَاب»؟
مما لا شك فيه أن هذا الحديث منكر المتن حيث يبعد أن يصدر عن عائشة ذلك وهي تعلم أن الأصل في القراءة الرواية مشافهة، وتعلم أن المصاحف كتبت بإجماع الصحابة رضوان الله عليهم ويستحيل تواطئهم على اللحن والخطأ ، ولذلك لابد أن يكون في هذا الإسناد علة خفية لأن ظاهره الصحة حيث لم ينفرد به أبو معاوية بن خازم الضرير كما قال البعض ، لأن البعض أعله بانفراده وهو غير صحيح حيث رواه أيضاً علي بن مسهر.
أما علة هذا الإسناد الخفية فهي كالآتي:
أنه بالنظر للإسناد نجد أن رواة هذا الحديث عن هشام بن عروة عراقيان ، وحديث العراقيين عن هشام متكلم فيه ، فهشام "ثبت" لم ينكر عليه إلا بعد ما صار إلى العراق ، لأنه انبسط في الرواية وقتها وأرسل عن أبيه بما كان سمعه من غير أبيه ، وهو أيضاً يوصف بالتدليس لهذا ولكن في المرتبة الأولى .
فهذا الحديث رواه هشام عن عروة من غير ذكر الواسطة وهذه العلة مع نكارة المتن كافية لرده.
وعلى فرض صحة الحديث فالجواب عنه أن تخطئة عائشة للكتاب هو اجتهاد منها رضي الله عنها إذ تركوا القراءة التي كانت تقرأ بها وتعرفها واختاروا غيرها، وقولهم مقدم على قولها في ذلك، لكثرتهم واجتماعهم وشدّة عنايتهم بالقراءة والإقراء، وقول المثبت مقدَّم على قول النافي لما معه من زيادة علم. والعمدة في القراءة على الرواية، وما كان أؤلئك القراء ليقرؤوا إلا على ما ثبت لديهم صحة القراءة به رواية، وإن كان غيرها المختار.


س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
1- زيادة اليقين بأن هذا القرآن محفوظ من عند الله تعالى وأن كل حرف فيه نطق به جبريل عليه السلام عن رب العزة.
2- محبة الصحابة رضوان الله عليهم ومعرفة قدرهم وخاصة الصديق أبوبكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين ، وأن جهودهم في حفظ القرآن كانت سبباً في صيانة القرآن وتوحيد كلمة المسلمين.
3- معرفة كيفية الرد على الشبهات في هذا الموضوع وما يثيره الحاقدون والملحدون على الإسلام مما يختص بكتاب الله.
4- لا طريق صحيح يزيد الثبات واليقين إلا العلم من مصادره الصحيحة فيجب علينا الاستزادة منه.
5- من الأمور الهامة الحرص على اجتماع المسلمين وتوحيد كلمتهم حتى لو كان الأمر يترتب عليه ترك الترخص ببعض الرخص ، فالفرقة كلها شر والاجتماع كله خير.
-------

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11 جمادى الأولى 1439هـ/27-01-2018م, 11:46 PM
حليمة محمد أحمد حليمة محمد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 248
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى .. وبعد

المجموعة الثانية:

س1: ما تقول في دعوى أنّ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه كتب مصحفاً مرتّبا على النزول؟
هذه الدعوى باطلة لبطلان مستندها وهو بما رواه ابن عبد البر عن محمد بن سيرين، قال: (لما بويع أبو بكر أبطأ علي عن بيعته فجلس في بيته؛ فبعث إليه أبو بكر ما بطأك عني أكرهت إمرتي؟!).
فقال علي: (ما كرهت إمارتك، ولكني آليت أن لا أرتدي ردائي إلا إلى صلاة حتى أجمع المصحف)
قال ابن سيرين: (وبلغني أنه كتبه على تنزيله، ولو أصيب ذلك الكتاب لوجد فيه علم كثير).
ولكن هذا النص فيه زيادة منكرة وهي قوله: (وبلغني أنه كتبه على تنزيله..) وهي لا تصحّ عن ابن سيرين. وكذلك قوله: (حتى أجمع المصحف) زيادة منكرة وهي مبدلة من قوله: (حتى أجمع القرآن).

س2: ما الجواب عن خبر (لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة)؟
الجواب: هذه عبارة ضعيفة الإسناد منكرة المتن. ولا تصح روايتها عن عمر بن الخطاب ولا عن زيد بن ثابت كما تنسب إليهما.
فأما الرواية عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد أتى إليه الحارث بن خزيمة بهاتين الآيتين من آخر براءة: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} فقال: (من معك على هذا؟)
قال: لا أدري والله إلا أني أشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووعيتها وحفظتها.
فقال عمر: (أشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم).
ثم قال: (لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة، فانظروا سورة من القرآن فضعوها فيها، فوضعتها في آخر براءة). والإشكال في هذا الخبر :
1- من جهة الإسناد :
- أن محمد بن إسحاق مدلّس، وقد عنعن.
-عباد بن عبد الله بن الزبير لم يدرك زمن الجمع.
2- من جهة المتن:
- معناه مخالف للروايات الصحيحة، ومن ذلك ما رُوي عن أبي بن كعب من أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأه إياهما في نهاية التوبة بعد قوله : (ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم..) وقد صحّ أيضًا أن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم قد جمعوا القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكونوا يجهلون موضع هاتين الآيتين.
- أن زيادة (لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة) منكرة .

- وأما رواية زيد بن ثابت رضي الله عنه فقد قال: (ولو تمت ثلاث آيات لجعلتها سورة واحدة، ثم عرضته عرضة أخرى فلم أجد فيه شيئا؛ فأرسل عثمان رضي الله عنه إلى حفصة رضي الله عنها يسألها أن تعطيه الصحيفة، وجعل لها عهد الله ليردها إليها، فأعطته إياها، فعرضت الصحف عليها فلم تخالفها في شيء فرددتها إليها، وطابت نفسه فأمر الناس أن يكتبوا المصاحف).
وقد تفرّد به عمارة بن غزيّة عن الزهري، وأخطأ في إسناده ومتنه، ولم يضبط ألفاظه، وقد دخل على عمارة بن غزية من رواية بعض الضعفاء ، وخالف الثقات فيه في مواضع منه، ومنها هذه الزيادة المنكرة، فهي معلولة مردودة. وفيها مخالفة لاتّفاق الصحابة رضي الله عنهم وإجماع العلماء من بعدهم على أنّ ترتيب الآيات في السور توقيفي.

س3: ما تقول فيما روي عن ابن مسعود أنه كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه؟
رويت أحاديث صحيحة عن ابن مسعود رضي الله عنه في هذا المعنى ومنها:
" قال زرّ بن حبيش: قلت لأبي بن كعب: إنَّ ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه، فقال: "أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني: "أن جبريل قال له: قل أعوذ برب الفلق، فقلتها، فقال: قل أعوذ برب الناس، فقلتها ". فنحن نقول ما قال النبي صلى الله عليه وسلم"
ومما يلتمس له به العذر رضي الله عنه أنه لم يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في صلاته، بل سمعه يعوّذ بهما؛ فظنّهما عوذتين وليستا سورتين من القرآن، ولم ييرد منه إنكار لكونهما وحي من الله.
ولكن لم يوافقه الصحابة رضوان الله عليهم ولا التابعين على ذلك. كما أن هذا الأمر كان قبل انعقاد الإجماع على المصحف العثماني، ثم إنه قد رجع عن ذلك في منتهى الأمر.
ومن أهل العلم من قال بعدم صحة الروايات في هذا المعنى والصواب ما ذُكر من صحتها، قال ابن حجر (وأما قول النووي في شرح المهذب: "أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة من القرآن، وأن من جحد منهما شيئا كفر، وما نقل عن بن مسعود باطل ليس بصحيح"؛ ففيه نظر وقد سبقه لنحو ذلك أبو محمد بن حزم فقال في أوائل المحلى: "ما نقل عن بن مسعود من إنكار قرآنية المعوذتين فهو كذب باطل" وكذا قال الفخر الرازي في أوائل تفسيره: "الأغلب على الظن أن هذا النقل عن ابن مسعود كذب باطل والطعن في الروايات الصحيحة بغير مستند لا يقبل بل الرواية صحيحة والتأويل محتمل والإجماع الذي نقله إن أراد شموله لكل عصر فهو مخدوش، وإن أراد استقراره فهو مقبول)ا.هـ.


س4: كيف تجيب باختصار عما روي عن عثمان رضي الله عنه أنه قال: «إن في القرآن لحنا ستقيمه العرب بألسنتها»؟
هذا الخبر ضعيف جدًا من جهة الإسناد ولا يصح عن عثمان رضي الله عنه وقد أعله المحدثون بجميع طرقه عدة علل.
وفيه إشكال أيضًا من جهة المتن وذلك من وجوه:
- أنه مناف لمكانة عثمان رضي الله عنه في الإسلام وحرصه في بذل النصيحة للأمة إذ كيف يؤخر شيئا من هذا ويتركه ليصلحه غيره مع معرفته به.
- وأيضًا فإن الصحابة رضي الله عنهم قد أجمعوا على صحة ما كتب بين اللوحين، ولا يمكن أن يجتمعوا على غلط.
- وكذلك يمتنع التسليم بهذا مع تعدد المصاحف، وإجماع الصحابة عليها، ووجود الحفاظ وكثرتهم.
وعلى افتراض صحة هذه الرواية عن عثمان فقد وجهها بعض أهل العلم توجيهات عدة منها:
- أن المراد باللحن ما يمكن أن يقع من الخطأ عند النطق بظاهر رسم الكلمات التي كتبت على غير ما تنطق به، وممن قال بذلك الإمام ابن المنادي والإمام أبوعمرو الداني
- أن ذلك لو قدر صحته –مع أنه غير صحيح- فإنما يكون في نسخة احدة فقط أما تعدده في جملة من المصاحف فقد تقدم خطؤه.قاله به شيخ الإسلام.

س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
- أن الله تعالى إذا أراد شيئًا هيأ أسبابه.
- أن الله تكفل ووعد بحفظ كتابه وسينجز ما وعد على مر الأعصار، ومن ذلك ما تم لهذا لقرءان من مراحل الجمع.
- أن الصحابة رضوان الله عليهم هم أشد الناس امتثالا واتباعًا، وهم أورع وأتقى وأحرص من أن يحيدوا عن النهج قيد أنملة، ويشهد لذلك قول زيد بن ثابت :" قلت لعمر :كيف تفعل شيئًا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟ "
- فضيلة الصحابة وشدة نصحهم للدين وللأمة، وعدم ادخارهم أدنى أمر في سبيل ذلك .
- أن دراسة المرويات في هذا الباب ومعرفة الصحيح والضعيف منها من أكبر ما يعين عن دفع الشبه المتعلقة بهذا الموضوع وزيادة اليقين بصحة ما وصلنا من كتاب الله تعالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 جمادى الأولى 1439هـ/28-01-2018م, 02:25 PM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب على المحموعة الرابعة

الجواب الأول:
هل البسملة من القرآن؟

البسملة من القرآن إذ كان الصحابة يكتبونها في فواتح السور ماعدا سورة براءة، كما عدوها آية من كتاب الله، وكتبوها في سطر منفصل في أول كل سورة، ولكن لم يعدوها من آيات السور وليست منها، مع التنبيه على اتفاقهم على تطهير المصحف من غير كلام الله تعالى.
و قد قال عن ابن عباس رضي الله عنهما: « كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم » رواه أبو داوود.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (فيه أنها نزلت للفصل، وليس فيه أنها آية منها، و {تبارك الذي بيده الملك} ثلاثون آية بدون البسملة؛ ولأن العادين لآيات القرآن لم يعدّ أحد منهم البسملة من السورة).
و قد ذكر البيهقي الإجماع على أن البسملة من القرآن، و قد سعى البعض في القدح في هذا الإجماع مستدلين بأقوال شاذة غير ثابتة عن أصحابها أو مما أنكره أهل العلم، فبالتالي لا يعوّل على هذا القدح.

الجواب الثاني:
لخّص القول في ترتيب الآيات والسور في المصاحف، وهل هو توقيفي؟

بالنسبة لترتيب الآيات في السورة الواحدة فهو توقيفي بالإجماع و الدليل على ذلك أنه قد أُخذ عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الترتيب، كما أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يقرَأُون ويقرِئون السور من القرآن على ترتيب الآيات الذي أخذوه من النبي صلى الله عليه وسلم.
و من الآثار الصحيحة الدالة على ذلك ما رواه البخاري: قال عبد الله بن أبي مليكة: قال ابن الزبير: قلت لعثمان: هذه الآية التي في البقرة {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا} إلى قوله {غير إخراج} قد نسختها الأخرى، فلم تكتبها؟ قال: «تدعها يا ابن أخي، لا أغيّر شيئاً منه من مكانه».
وابن الزبير كان من كتَّاب المصاحف العثمانية. فيدل هذا الأثر على عدم تغيير عثمان شيئا من ترتيب الآيات مع موافقة الصحابة له.
كما يوجد بعض الأحاديث التي يفهم منها على أن ترتيب الآيات توقيفي كما رواى مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة، وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه، حتى طعن بإصبعه في صدري، وقال: «يا عمر! ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء ».

أما بالنسبة لترتيب السور فقد اختلف فيه على قولين:
الأول: اجتهادي و هو الصحيح، وهو قول مالك والباقلاني والقاضي عياض وحكاه عن الجمهور، فقد اجتهد الصحابة في هذا الترتيب و كان اجتهادهم مبنيا على العلم و الأصول الصحيحة لا على المجرد الرأي و الإستحسان.
و من أقوى الأدلة على صحة هذا القول هو إجماع الصحابة على هذا الترتيب من غير مخالف لهم، فتلقته الأمة بالقبول، و الأمة لا تجتمع على ضلالة.
و مما يدل على أن اجتهادهم هذا مستند على علم سليم ما قاله سليمان بن بلال التَّيمي: سمعتُ ربيعةَ يُسأل: لم قُدِّمَت البقرة وآل عمرانوقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة بمكة، وإنما نزلتا بالمدينة؟
فقال: «قُدِّمَتا، وأٌلّفَ القرآن على علمٍ ممن ألَّفه به، ومن كانمعه فيه، واجتماعهم على علمهم بذلك، فهذا مما يُنتهى إليه، ولا يُسأل عنه»رواه ابن وهب في جامعه كما في جامع بيان العلم لابن عبد البر،ورواه أيضا ابن شبة في تاريخ المدينة.

و قد قال القاضي عياض من أن هذا الاجتهاد كان وفق ما عرفوه و سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم من قراءته وليس بمجرد الرأي والاستحسان.
قال القاضي عياض: (ترتيب السور اجتهاد من المسلمين حين كتبوا المصحف لم يكن ذلك من تحديد النبى عليه السلام، وإنما وكله إلى أمته بعده، وهو قول جمهور العلماء، وهو قول مالك واختيار القاضى أبى بكر الباقلانى وأصح القولين عنده).
كما أن من أدلة أن اجتهاد الصحابة كان قائما على العلم الذي أخذوه من الرسول صلى الله عليه و سلم:
- ما رواه مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه؛ فرفع رأسه، فقال: ((هذا بابٌ من السماء فُتِحَ اليوم لم يفتح قطّ إلا اليوم؛ فنزل منه مَلَكٌ؛ فقال: هذا مَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم، فَسَلَّمَ، وقال: "أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته")).
فرتبت الفاتحة ثم البقرة.
- وحديث النواس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حِزْقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما» رواه مسلم.
فرتبت البقرة ثم آل عمران.
- وحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، ثم نفث فيهما فقرأ فيهما: قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات). رواه البخاري.
فرتبت المعوذات على نفس قراءة النبي صلى الله عليه و سلم.

الثاني: توقيفي، وهو قول أبي عمرو الداني وابن بطال وأبي بكر الداني وأبي جعفر النحاس وجماعة من أهل العلم.
و من أدلتهم ما قاله ابن وهب: سمعت مالكاً يقول: (إنما أُلِّفَ القرآن على ماكانوا يسمعونه من النبى صلى الله عليه وسلم). ففُهم من هذا الكلام أنه أراد التوقيف.
و من أدلتهم أن اختلاف مصاحف الصحابة كان قبل العرضة الأخيرة أما بعد العرضة الأخيرة فقد اتفقوا على ترتيب يوافق ترتيب العرضة الأخيرة و يرد عليهم أن ابن مسعود رضي الله عنه ممن شهد العرضة الأخيرة وتأليف مصحفه الأول كان مغايرا لتأليف المصاحف العثمانية.
و من حججهم أيضا أن القرآن نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا على هذا الترتيب، قال أبو بكر بن الأنباري فيما نقله الزركشي في البرهان: (أنزل الله القرآن كله إلى سماء الدنيا ثم فرق في بضع وعشرين فكانت السورة تنزل لأمر يحدث والآية جوابا لمستخبر ويقف جبريل النبي صلى الله عليه وسلم على موضع السورة والآية فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف كله عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن قدم سورة أو أخرها فقد أفسد نظم لآيات).

الجواب الثالث:
ما الجواب عن اختلاف ترتيب السور في مصاحف الصحابة؟

من المصاحف ما كان قبل جمع عثمان للقرآن، و قد كان ترتيب السور في هذه المصاحف اجتهاديا مختلفا عن ترتيب السور في المصاحف العثمانية، و هذا الاختلاف قد رفع بعد جمع عثمان.
قال شقيق بن سلمة: قال عبد الله بن مسعود: «لقد تعلمت النظائر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤهن اثنين اثنين، في كل ركعة»، فقام عبد الله ودخل معه علقمة، وخرج علقمة فسألناه، فقال: عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود، آخرهن الحواميم: حم الدخان وعم يتساءلون). رواه البخاري.
فقوله: (على تأليف ابن مسعود) يدل على أن تأليف مصحفه الأول كان مغايرا لتأليف المصاحف العثمانية.
و من المصاحف ما كان بعد جمع عثمان فأتلفت كلها و أحرقت ولم يبق من المصاحف سوى مصحف أبي بكر رضي الله عنه رده عثمان إلى حفصة وبقي إلى زمن معاوية ثم أتلفه مروان ابن الحكم، ومصحف عبد الله بن مسعود أقامه على ترتيب مصحف عثمان بعد ذلك.
فكل مابقي بعد جمع عثمان مما يخالفه فهو من بقايا ما تم إتلافه، و لكن لم يبق بعد ذلك منها شيء.

الجواب الرابع:
ما تقول فيما رواه ابن جرير بإسناده عن عكرمة، عن ابن عباس أنه كان يقرأها: [أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا] قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ)؟

مواقف العلماء من هذا الأثر هي على أربعة مواقف:
الموقف الأول: إنكار أن يصدر مثل هذا من ابن عباس لعلمه باجتهاد كتّاب المصاحف في الاحتياط لصحّة كتابة المصاحف. قاله ابن الأنباري، والزمخشري، وأبو حيان وجماعة من المفسرين.
الموقف الثاني: تصحيح هذه الزيادة و التوقف في توجيهها، و هو مذهب ابن حجر، إذ قال منكرا على من أنكر قول ابن عباس: (وأما ما أسنده الطبري عن ابن عباس فقد اشتد إنكار جماعة ممن لا علم له بالرجال صحَّتَه، وبالغ الزمخشري في ذلك كعادته إلى أن قال: "وهي والله فِرْيَةٌ ما فيها مِرْيَة" وتبعه جماعة بعده، والله المستعان، وقد جاء عن بن عباس نحو ذلك في قوله تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} قال: "ووصى التزقت الواو في الصاد" أخرجه سعيد بن منصور بإسناد جيد عنه، وهذه الأشياء وإن كان غيرها المعتمد، لكن تكذيب المنقول بعد صحته ليس من دأب أهل التحصيل؛ فليُنظر في تأويله بما يليق به).
الموقف الثالث: التماس العذر لابن عباس و أنه رضي الله عنه أخطأ و هو غير معصوم، و هذا ما ذهب إليه ابن تيمية.
الموقف الرابع: من وجّه قول ابن عباس دون إنكار عليه مع أن الأولى هو ما جُمع في المصحف و هو قول أبو بكر ابن أشته فيما نقله عنه السيوطي، قال السيوطي: (وقد أجاب ابن أشته عن هذه الآثار كلها بأن المراد أخطئوا في الاختيار، وما هو الأولى لجمع الناس عليه من الأحرف السبعة، لا أنَّ الذي كتب خطأ خارج عن القرآن).

و يمكن تلخيص هذه المواقف إلى وجهتين:
الأولى: أن قراءة ابن عباس { أفلم يتبيّن} لا إشكال فيها لأن اختلاف القراءات قبل و بعد الجمع العثماني صحيح مأثور، وإن كان لا يُقرأ إلا بما يوافق الرسم العثماني.
الثانية: أما ما روي عن ابن عباس أنه قال: ( كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ)، فكما قال الشيخ الداخل:( وفي النفس من ثبوت هذه العبارة عن ابن عباس شيء)، لأنه رغم صحة الإسناد إلا أنه توجد علة تقدح في المتن. كما أن عبيدا لم يذكر هذه الزيادة في روايته إلا لعلة قادحة أو لأنها زيدت عليه.
و على التسليم بصحة القول فإن إنكار ابن عباس جاء ظنا منه أنه لم تكتب كذلك في جميع المصاحف لأنه اعتمد على المصحف الذي كان يحفظه في صدره فقط.

الجواب الخامس:
بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"

- تعلم منهجية الرد على الشبه، و هذا بالكتاب و السنة بفهم سلف الأمة.
- تعلم منهجية ترتيب المسائل و تحريرها و تبسيطها مما يسهل البحث على الطالب و يعينه على استيعاب المسائل المهمة في كل باب.
- تعلم منهجية واضحة في الاستدلال، فالطالب لا غنى عنه عن الدليل في بيان الحق و إبطال الباطل، كما يستفاد أيضا ترتيب الأدلة: القرآن ثم السنة ثم أقوال الصحابة ثم التابعين ثم ورثة الأنبياء من العلماء.
- تعلم السعي في التفرقة و التأكد من صحة المرويات و الآثار.
- استخدام أفكار متسلسلة و مترابطة مع لغة سهلة ممتعة تعين على الفهم و مواصلة مطالعة المقال، فحري بالطالب اقتفاء نفس المنهج.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 جمادى الأولى 1439هـ/28-01-2018م, 11:19 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة جمع القرآن.

أحسنتم جميعًا، بارك الله فيكم ونفع بكم.

ثمة ملحوظات عامة لكم جميعًا :
1: من أهم مسائل هذا القسم هو الرد على شبهات الطاعنين، وحتى نحسن الرد ينبغي علينا أن نقوم بعدة أمور :
أولا: التعرف على أصل الشبهة وأثرها على الثوابت المعلومة في جمع القرآن، هل الغرض منها مثلا هدم أصل من أصول الإيمان به كالتشكيك في صحة جمعه ؟ ، وما أصل شبهتهم ؟ قد يستندون إلى حديث أو أثر يؤيد شبهتهم ، فهل هذا الأثر صحيح النسبة إلى قائله ؟ وماذا عن صحة الاستدلال ؟ فقد يصح الأثر لكن استدلالهم باطل إذ لم يدل الأثر عليه وإنما أولوه وافتروا كذبًا وباطلا.

ثانيًا: يتفرع على ما سبق أن يكون الرد شاملا لـــ :

أ: بيان بطلان أدلتهم التي استدلوا بها.
ب: في المقابل بيان الحق بالدليل الصحيح، والذي يخالف قولهم.
وفي التعليق على الأمثلة يتبين لكم المراد بإذن الله.

2: المراد بالفوائد المطلوب ذكرها في السؤال الخامس من كل مجموعة هو الفوائد المنهجية في دراسة الدورة، مثل معرفة طريقة الرد على الشبهات، وتحرير بعض المسائل ، وأفضل من أجاب هذا السؤال هو الأخ عباز محمد - بارك الله فيه-.



المجموعة الأولى :

فداء حسين : أ+

أحسنتِ، بارك الله فيكِ، وأرجو مراجعة الملحوظات العامة بخصوص السؤال الخامس خاصة.


المجموعة الثانية :

حليمة محمد : ب+

أرجو أن تقرأي الملحوظات العامة.

س1: نبين وجه بطلان هذه الرواية، خاصة وأن مراسيل ابن سيرين من أصح مراسيل التابعين.

س3: ومن الأدلة على رجوع ابن مسعود عن ذلك، أن الأسود بن يزيد - وهو من خاصة أصحاب ابن مسعود - حيث سُئل عن المعوذتين هل هما من القرآن ؟ قال: نعم.

س4: نبين علل الإسناد.


المجموعة الثالثة :

مها الحربي : ب

أحسنتِ، بارك الله فيكِ.

س1: راجعي الملحوظات العامة.

يُضاف على إجابتكِ:
- بداية الخبر فيها أن بداية الجمع كان في زمن عمر بن الخطاب وهذا لا يصح ونذكر الدليل على ذلك.
- أنه في الصحيح من حديث زيد بعد ذكر قصة الآيتين قال : " فألحقناها في سورتها في المصحف " مما يدل على أن موضعهما كان معلومًا عندهم.

- ما ثبت عن عثمان رضي الله في رده على ابن الزبير في قصة نسخ قوله تعالى: { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجًا وصيةً لأزواجهم متاعًا إلى الحول غير إخراج } .الآية. ففي هذا الأثر دليل على أن ترتيب الآيات توقيفي وعلى التزام عثمان رضي الله عنه لهذا المنهج.
س2: بداية نذكر الخلاف في مسألة هل هذا الترك في جميع الأحرف أم لا ؟ والغرض من ذلك إقرار أن اختيار ترك البسملة كان اجتهاديًا كاجتهادهم في الاختيار بين الأحرف، وأنه بهذا نزل القرآن أولا فلم يكن تركهم لكتابة البسملة من قبيل أنفسهم ، ثم نذكر الاجتهادات في التماس الحكمة من ترك البسملة في أول براءة.
س3: ترتيب السور: نستدل أولا بما ثبت صحته، أثر أبي وائل عن عبد الله : " عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود، آخرهن الحواميم: حم الدخان وعم يتساءلون " رواه البخاري ومسلم.

ومن المسائل الواردة في مصحف ابن مسعود : عدم كتابته للمعوذتين في مصحفه وشبهته في ذلك.

- من تمام إجابتكِ أن تعرفي مثال على كل نوع من أنواع ما ينسب إلى مصحف ابن مسعود.



مها محمد : أ

أحسنتِ، بارك الله فيكِ.

س1: راجعي الملحوظات العامة.
ويضاف على ما ذكرتِ:

- ما ثبت عن عثمان رضي الله في رده على ابن الزبير في قصة نسخ قوله تعالى: { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجًا وصيةً لأزواجهم متاعًا إلى الحول غير إخراج } .الآية. ففي هذا الأثر دليل على أن ترتيب الآيات توقيفي وعلى التزام عثمان رضي الله عنه لهذا المنهج.
س2: راجعي التعليق على الأخت مها الحربي.





المجموعة الرابعة :

عباز محمد : أ
- أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك، وأرجو قراءة الملحوظات العامة.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.



وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 جمادى الأولى 1439هـ/3-02-2018م, 10:36 PM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: هل تعدّ البسملة من آيات السور؟
فيها قولين :
الأول : هي آية من القرآن كتبت في أول كل سورة وليست من السورة
ذكره شيخ الإسلام بن تيمية عن أصحاب أحمد والمحققين من أصحاب أبي حنيفة
واحتجوا على
كونها آية من القرآن بدليل كتابتها في المصحف ومن المعلوم أنهم لم يكتبوا فيه غير القرآن
وأن كونها ليست آية من السور بدليل حديث سورة الملك ثلاثون آية وليست منها البسملة - وأن العادين لم يعدونها
(على خلاف في كونها آية من الفاتحة أم لا )
الثاني : أنها ليست آية من القرآن وهو ضعيف إما لأقوال غير ثابتة عن أصحابها أو مما أنكره أهل العلم كقول الفضل الرقاشي وأنه قدري خبيث
فالراجح الأول لما ذكروه من أدلة وضعف الرأي الآخر
_____________

س2: ما تقول في دعوى أنّ عمر بن الخطاب جمع القرآن في خلافته؟
هي دعوى لا تصح وما روي فيها أخبار منكرة
1-
روى ابن أبي داوود من طريق مبارك بن فضالة عن الحسن أن عمر سأل عن آية من كتاب الله فقيل كانت مع فلان فقتل يوم اليمامة فقال " إنا لله وأمر بجمع القرآن فجمع وكان أول من جمعه في المصحف
ضعيف لضعف مبارك وشدة تدليسه ولأن الحسن لم يدرك عمر
وقوله (وكان أوّل من جمعه في المصحف) لا يصح بهذا الإطلاق لمخالفته ما صح من أن أول من جمع المصحف أبو بكر بإشارة من عمر
2- روى ابن أبي داوود من طريق ابن وهب عن عمر بن طلحة الليثي عن محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبدالرحمن بن حاطب قال : أراد عمر أن يجمع القرأن فقام في الناس فقال " من تلقى من رسول الله شيئا من القرآن فليأتنا به ........"
والخبر ضعيف الإسناد فيه محمد بن عمرو بن علقمة متكلم فيه من جهة خفة ضبطه ويحيى بن عبد الرحمن لم يدرك عمر
ومعلول المتن فمتنه مخالف لسياق روايات الثقات المتقدّم ذكرها.

3- روى عمر بن شبة من طريق يزيد بن عياض الليثي عن الوليد بن سعيد عن عروة بن الزبير قال: قدم المصريون فلقوا عثمان ......فقال :إن الناس لما اختلفوا في القراءة خشي عمر رضي الله عنه الفتنة ....فجمع الناس ثم قرأه عليهم بالموسم ......فلما رأيت ذلك أمرت الناس بقراءة المصحف الذي كتبه عمر "
والخبر لا يصح فيه يزيد بن عياض متروك الحديث وقيل منكر واتهمه البعض بالوضع والوليد بن سعيد مجهول الحال
4- روى ابن شبه أن نافع ابن طريف كان كتب المصحف لعمر
لكن يحتمل انه كتب له مصحفا خاصا مع عدم وجود آثار مروية في مصاحف الصحابة ولا يحتمل كونه مصحفا إماما للناس
_______________
س3: ما تقول فيما يُذكر من ترتيب السور في مصحف أبيّ بن كعب ومصحف ابن مسعود ؟
أما ما أورده السيوطي في الاتقان من رواية أبي داوود في ترتيب السور بمصحف أبي بن كعب
فهو إنما اطلع عليه من مصاحف منسوبة لأبي بن كعب وهي مما لم تتوثق صحته فتعتبر من الوجادات الضعيفة المنقطعة يستأنس بها ولا يعول عليها

كذلك ورد في مصحف ابن مسعود وأن عدداً من السور فيه تختلف في ترتيبها عن ترتيب السور في المصاحف العثمانية.
قال شقيق بن سلمة: قال عبد الله بن مسعود: «لقد تعلمت النظائر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤهن اثنين اثنين، في كل ركعة»، فقام عبد الله ودخل معه علقمة، وخرج علقمة فسألناه، فقال: عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود، آخرهن الحواميم: حم الدخان وعم يتساءلون). رواه البخاري.
فقوله: (على تأليف ابن مسعود) يدلّ على أنّ لها تأليفاً مختلفاً عما يعهده المخاطبون، وكان ذلك التأليف قبل جمع عثمان.
وما ورد في ترتيب مصحفه أيضا انما هو من مصاحف منسوبة إليه لم تتحقق صحة نسبتها إليه وبالتالي يستأنس بها في اللغة والتفسير ولا يعول عليها في القراءة

والخلاصة أن ترتيب السور في المصاحف لم يكن واجبا على الصحابة وإنما بعد الجمع انعقد الإجماع على ترتيب السور في المصاحف على ترتيب المصاحف العثمانية، وأجمعت الأمّة على ذلك، فلا يسوغ أن يُكتب مصحف تامّ على ترتيب يخالف ترتيب المصاحف العثمانية.
__________________
س4: ما تقول فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (أنزل الله عز وجل هذا الحرف على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم [ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه] فلصقت إحدى الواوين بالأخرى فقرأ لنا: {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه} ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد) ؟
اسناده ضعيف جدا عن ابن عباس فيه الفرات بن السائب المخزومي متروك الحديث منكر ليس بشئ يروي الموضوعات
متنه معلول بقوله " ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد "
فالقضاء على نوعين
كوني قدري واجب الوقوع لنفاذ مشيئة الله كقوله تعالى " وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقظوع مصبحين "
شرعي ديني يجب على العباد امتثاله وقد يقع من البعض عصيانه كقوله تعالى " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم "
ومن لم يفرق بينهما وقع في ضلالات في بابا القضاء والقدر وما كان ذلك ليخفى على ابن عباس
فالقدح في " وقضى ربك " لا يصح عن ابن عباس
ويمكن أن يكون حرف (وصى ربك ) قرئ به قبل الجمع العثماني لكن على فرض ثبوته فقد أجمعوا على ترك الإقراء بما خالف المصاحف العثمانية

_______________________
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
1- حمع الآثار في كل مسألة والحرص على تخريجها وبيانها سندا ومتنا والتركيز في فهم دلالتها
2- عدم تحميل القول أكثر من دلالته اللفظية بل يتوخى الحذر من بناء أحكام على الظنون
3- عناية الصحابة الفائقة بجمع القرآن حفظا في الصدور وكتابة في المصاحف
4- حفظ الله عز وجل لكتابه يظهر في كل ذلك ويتجلى قوله "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 24 جمادى الأولى 1439هـ/9-02-2018م, 10:31 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة احمد صابر مشاهدة المشاركة
المجموعة الخامسة:
س1: هل تعدّ البسملة من آيات السور؟
فيها قولين :
الأول : هي آية من القرآن كتبت في أول كل سورة وليست من السورة
ذكره شيخ الإسلام بن تيمية عن أصحاب أحمد والمحققين من أصحاب أبي حنيفة
واحتجوا على
كونها آية من القرآن بدليل كتابتها في المصحف ومن المعلوم أنهم لم يكتبوا فيه غير القرآن
وأن كونها ليست آية من السور بدليل حديث سورة الملك ثلاثون آية وليست منها البسملة - وأن العادين لم يعدونها
(على خلاف في كونها آية من الفاتحة أم لا )
الثاني : أنها ليست آية من القرآن وهو ضعيف إما لأقوال غير ثابتة عن أصحابها أو مما أنكره أهل العلم كقول الفضل الرقاشي وأنه قدري خبيث
فالراجح الأول لما ذكروه من أدلة وضعف الرأي الآخر
[ هذه الأقوال في هل البسملة من القرآن أو لا ؟ أما الأقوال في عدها من آيات السور فتفصيلها في تفسير سورة الفاتحة للشيخ عبد العزيز الداخل، والراجح منها ما نقلتيه من قول ابن تيمية رحمه الله ]
_____________

س2: ما تقول في دعوى أنّ عمر بن الخطاب جمع القرآن في خلافته؟
هي دعوى لا تصح وما روي فيها أخبار منكرة
1-
روى ابن أبي داوود من طريق مبارك بن فضالة عن الحسن أن عمر سأل عن آية من كتاب الله فقيل كانت مع فلان فقتل يوم اليمامة فقال " إنا لله وأمر بجمع القرآن فجمع وكان أول من جمعه في المصحف
ضعيف لضعف مبارك وشدة تدليسه ولأن الحسن لم يدرك عمر
وقوله (وكان أوّل من جمعه في المصحف) لا يصح بهذا الإطلاق لمخالفته ما صح من أن أول من جمع المصحف أبو بكر بإشارة من عمر
2- روى ابن أبي داوود من طريق ابن وهب عن عمر بن طلحة الليثي عن محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبدالرحمن بن حاطب قال : أراد عمر أن يجمع القرأن فقام في الناس فقال " من تلقى من رسول الله شيئا من القرآن فليأتنا به ........"
والخبر ضعيف الإسناد فيه محمد بن عمرو بن علقمة متكلم فيه من جهة خفة ضبطه ويحيى بن عبد الرحمن لم يدرك عمر
ومعلول المتن فمتنه مخالف لسياق روايات الثقات المتقدّم ذكرها.

3- روى عمر بن شبة من طريق يزيد بن عياض الليثي عن الوليد بن سعيد عن عروة بن الزبير قال: قدم المصريون فلقوا عثمان ......فقال :إن الناس لما اختلفوا في القراءة خشي عمر رضي الله عنه الفتنة ....فجمع الناس ثم قرأه عليهم بالموسم ......فلما رأيت ذلك أمرت الناس بقراءة المصحف الذي كتبه عمر "
والخبر لا يصح فيه يزيد بن عياض متروك الحديث وقيل منكر واتهمه البعض بالوضع والوليد بن سعيد مجهول الحال
4- روى ابن شبه أن نافع ابن طريف كان كتب المصحف لعمر
لكن يحتمل انه كتب له مصحفا خاصا مع عدم وجود آثار مروية في مصاحف الصحابة ولا يحتمل كونه مصحفا إماما للناس
_______________
س3: ما تقول فيما يُذكر من ترتيب السور في مصحف أبيّ بن كعب ومصحف ابن مسعود ؟
أما ما أورده السيوطي في الاتقان من رواية أبي داوود في ترتيب السور بمصحف أبي بن كعب
فهو إنما اطلع عليه من مصاحف منسوبة لأبي بن كعب وهي مما لم تتوثق صحته فتعتبر من الوجادات الضعيفة المنقطعة يستأنس بها ولا يعول عليها

كذلك ورد في مصحف ابن مسعود وأن عدداً من السور فيه تختلف في ترتيبها عن ترتيب السور في المصاحف العثمانية.
قال شقيق بن سلمة: قال عبد الله بن مسعود: «لقد تعلمت النظائر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤهن اثنين اثنين، في كل ركعة»، فقام عبد الله ودخل معه علقمة، وخرج علقمة فسألناه، فقال: عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود، آخرهن الحواميم: حم الدخان وعم يتساءلون). رواه البخاري.
فقوله: (على تأليف ابن مسعود) يدلّ على أنّ لها تأليفاً مختلفاً عما يعهده المخاطبون، وكان ذلك التأليف قبل جمع عثمان.
وما ورد في ترتيب مصحفه أيضا انما هو من مصاحف منسوبة إليه لم تتحقق صحة نسبتها إليه وبالتالي يستأنس بها في اللغة والتفسير ولا يعول عليها في القراءة

والخلاصة أن ترتيب السور في المصاحف لم يكن واجبا على الصحابة وإنما بعد الجمع انعقد الإجماع على ترتيب السور في المصاحف على ترتيب المصاحف العثمانية، وأجمعت الأمّة على ذلك، فلا يسوغ أن يُكتب مصحف تامّ على ترتيب يخالف ترتيب المصاحف العثمانية.
__________________
س4: ما تقول فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (أنزل الله عز وجل هذا الحرف على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم [ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه] فلصقت إحدى الواوين بالأخرى فقرأ لنا: {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه} ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد) ؟
اسناده ضعيف جدا عن ابن عباس فيه الفرات بن السائب المخزومي متروك الحديث منكر ليس بشئ يروي الموضوعات
متنه معلول بقوله " ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد "
فالقضاء على نوعين
كوني قدري واجب الوقوع لنفاذ مشيئة الله كقوله تعالى " وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقظوع [ مقطوع ] مصبحين "
شرعي ديني يجب على العباد امتثاله وقد يقع من البعض عصيانه كقوله تعالى " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم "
ومن لم يفرق بينهما وقع في ضلالات في بابا القضاء والقدر وما كان ذلك ليخفى على ابن عباس
فالقدح في " وقضى ربك " لا يصح عن ابن عباس
ويمكن أن يكون حرف (وصى ربك ) قرئ به قبل الجمع العثماني لكن على فرض ثبوته فقد أجمعوا على ترك الإقراء بما خالف المصاحف العثمانية

_______________________
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
1- حمع الآثار في كل مسألة والحرص على تخريجها وبيانها سندا ومتنا والتركيز في فهم دلالتها
2- عدم تحميل القول أكثر من دلالته اللفظية بل يتوخى الحذر من بناء أحكام على الظنون
3- عناية الصحابة الفائقة بجمع القرآن حفظا في الصدور وكتابة في المصاحف
4- حفظ الله عز وجل لكتابه يظهر في كل ذلك ويتجلى قوله "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "



التقويم : أ
خُصمت نصف درجة للتأخير.
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 4 جمادى الآخرة 1439هـ/19-02-2018م, 11:58 PM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي

المجموعة السادسة:
س1: كيف يوثق بأنّ ما جُمع من الرقاع والأكتاف وصدور الرجال قد تمّ به جمع القرآن؛ وما ضمانة عدم الزيادة عليه؟
كان القرآن الكريم محفوظا في صدور الصحابة، وكان ذلك على نوعين: الحفظ الفردي: بأن يحفظ جماعة من الصحابة القرآن كاملا.
وحفظا عاما: بأن كل آية من القرآن محفوظة في صدور كثير من الصحابة، فحفظه الله بذلك كله. مع كتابته في الرقاع والأكتاف ونحوها في العهد النبوي.
وأما جمع الصديق رضي الله عنه فلم يكن خوفا من ضياع القرآن وهم أحياء، وإنما خوفا من ضياعه بموت القرآن، فلما تم جمعه مكتوبا إلى جانب حفظه في صدورهم فقد استوثقوا بذلك من حفظه، ولم يكونوا يخشون أن يزاد فيه ما ليس منه ولو حرفاً واحداً؛ لأن عمدتهم الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم مشافهة، وكانوا شديدي التوثّق في ضبطه وكتابته، وقد تحقق إجماعهم على صحة كتابة المصحف.


س2: كيف لم توجد آخر براءة إلا مع أبي خزيمة الأنصاري؟
أنها لم توجد مكتوبة إلا معه، بينما كانت محفوظة في صدور كثير من الصحابة، ومما يدلّ على ذلك صراحة قول أبيّ بن كعب رضي الله عنه لما بلغوا الآية التي قبلهما: (أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها آيتين).
فهذا دليل على حفظه لهاتين الآيتين وعددهما وموضعهما، ولم يبق إلا التوثق من كتابتهما؛ فحصل بكتابة أبي خزيمة، واتّفق المحفوظ والمكتوب.

س3: ما فائدة بحث المسائل المتعلقة بمصاحف الصحابة رضي الله عنهم.
بحث هذه المسائل متعلق بمسائل جمع القرآن، ومعرفة أحوال تلك المصاحف وتحرير أحكام ما يُنسب إليها مما يعين على معرفة الجواب عن الإشكالات التي تثار حولها، وكشف شبهات الطاعنين في جمع القرآن من الرافضة والمستشرقين والزنادقة والملحدين.

س4: ما تقول فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في قوله تعالى: ( {الله نور السماوات والأرض مثل نوره} قال: هي خطأ من الكاتب، هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة، قال: [مثل نور المؤمن كمشكاة]) ؟
هذا الأثر رجاله ثقات، لكنّه غريب في جميع طبقات الإسناد، فراويه عن ابن عباس هو عطاء ابن أبي رباح.
وهذه القراءة صحيحة عن أبيّ بن كعب، وهي من الأحرف التي تركت القراءة بها؛ فهي إما منسوخة وإما متروكة بالجمع العثماني، وعلى هذا فلا يقرأ بها، فإن صحت نسبته إلى ابن عباس فلعل هذه التخطئة كانت عن اجتهاد، ومتجهة إلى المصحف المسؤول عنه؛ لأن المصاحف العثمانية لم تكتب إلا عن ملأ من القراء الثقات الأثبات وقد أجمعت عليها الأمة فلا تجوز نسبة الخطأ إليها.


س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
1- طريقة تحرير المسائل وتلخيصها ونسبة الأقوال إلى أصحابها.
2- المنهجية العلمية في التعامل مع الآثار الواردة من خلال معرفة العلل القادحة في السند والمتن.
3- طرق الرد على الشبهات والمطاعن من خلال البحث عن أول من قال بها ومنشأ هذا القول وعلته.
4- زيادة اليقين بحفظ رب العالمين لكتابه الكريم المنزل على سييد المرسلين.
5- مدى أهمية التأصيل العلمي في المواجهات الفكرية للأمة مع أعدائها من المستشرقين والملاحدة.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 16 جمادى الآخرة 1439هـ/3-03-2018م, 12:18 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رقية إبراهيم عبد البديع مشاهدة المشاركة
المجموعة السادسة:
س1: كيف يوثق بأنّ ما جُمع من الرقاع والأكتاف وصدور الرجال قد تمّ به جمع القرآن؛ وما ضمانة عدم الزيادة عليه؟
كان القرآن الكريم محفوظا في صدور الصحابة، وكان ذلك على نوعين: الحفظ الفردي: بأن يحفظ جماعة من الصحابة القرآن كاملا.
وحفظا عاما: بأن كل آية من القرآن محفوظة في صدور كثير من الصحابة، فحفظه الله بذلك كله. مع كتابته في الرقاع والأكتاف ونحوها في العهد النبوي.
وأما جمع الصديق رضي الله عنه فلم يكن خوفا من ضياع القرآن وهم أحياء، وإنما خوفا من ضياعه بموت القرآن [ القراء ] ، فلما تم جمعه مكتوبا إلى جانب حفظه في صدورهم فقد استوثقوا بذلك من حفظه، ولم يكونوا يخشون أن يزاد فيه ما ليس منه ولو حرفاً واحداً؛ لأن عمدتهم الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم مشافهة، وكانوا شديدي التوثّق في ضبطه وكتابته، وقد تحقق إجماعهم على صحة كتابة المصحف.

[ نذكر الدليل على اعتمادهم على الحفظ في صدورهم، من رواية أبي بن كعب رضي الله عنه ، ونذكر كذلك الدليل على إجماعهم على صحة المكتوب وهو أنه لو كان لأحد اعتراض عليه لاشتهر كما اشتهر اعتراض ابن مسعود على الجمع العثماني بداية ]

س2: كيف لم توجد آخر براءة إلا مع أبي خزيمة الأنصاري؟
أنها لم توجد مكتوبة إلا معه، بينما كانت محفوظة في صدور كثير من الصحابة، ومما يدلّ على ذلك صراحة قول أبيّ بن كعب رضي الله عنه لما بلغوا الآية التي قبلهما: (أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها آيتين).
فهذا دليل على حفظه لهاتين الآيتين وعددهما وموضعهما، ولم يبق إلا التوثق من كتابتهما؛ فحصل بكتابة أبي خزيمة، واتّفق المحفوظ والمكتوب.

س3: ما فائدة بحث المسائل المتعلقة بمصاحف الصحابة رضي الله عنهم.
بحث هذه المسائل متعلق بمسائل جمع القرآن، ومعرفة أحوال تلك المصاحف وتحرير أحكام ما يُنسب إليها مما يعين على معرفة الجواب عن الإشكالات التي تثار حولها، وكشف شبهات الطاعنين في جمع القرآن من الرافضة والمستشرقين والزنادقة والملحدين.
[ ويُستفاد مما صح نسبته إليهم وخالف المصحف العثماني في التفسير والأحكام ]
س4: ما تقول فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في قوله تعالى: ( {الله نور السماوات والأرض مثل نوره} قال: هي خطأ من الكاتب، هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة، قال: [مثل نور المؤمن كمشكاة]) ؟
هذا الأثر رجاله ثقات، لكنّه غريب في جميع طبقات الإسناد، فراويه عن ابن عباس هو عطاء ابن أبي رباح.
وهذه القراءة صحيحة عن أبيّ بن كعب، وهي من الأحرف التي تركت القراءة بها؛ فهي إما منسوخة وإما متروكة بالجمع العثماني، وعلى هذا فلا يقرأ بها، فإن صحت نسبته إلى ابن عباس فلعل هذه التخطئة كانت عن اجتهاد، ومتجهة إلى المصحف المسؤول عنه؛ لأن المصاحف العثمانية لم تكتب إلا عن ملأ من القراء الثقات الأثبات وقد أجمعت عليها الأمة فلا تجوز نسبة الخطأ إليها.


س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
1- طريقة تحرير المسائل وتلخيصها ونسبة الأقوال إلى أصحابها.
2- المنهجية العلمية في التعامل مع الآثار الواردة من خلال معرفة العلل القادحة في السند والمتن.
3- طرق الرد على الشبهات والمطاعن من خلال البحث عن أول من قال بها ومنشأ هذا القول وعلته.
4- زيادة اليقين بحفظ رب العالمين لكتابه الكريم المنزل على سييد المرسلين.
5- مدى أهمية التأصيل العلمي في المواجهات الفكرية للأمة مع أعدائها من المستشرقين والملاحدة.

التقويم : ب+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir