دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 جمادى الآخرة 1438هـ/22-03-2017م, 02:13 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الخامس: مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة البقرة من الآية 11 إلى الآية 25

مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة البقرة
(من الآية 11 حتى الآية 25)


1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)
}.


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}.
2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {فأتوا بسورة من مثله}.
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالشهداء في قوله تعالى: {وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين}.

ب: متعلّق العلم في قوله تعالى: {فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون}.

المجموعة الثانية:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)}
2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {وأتوا به متشابها}.
3. بيّن ما يلي:
أ:
الدليل على صدق النبوة مما درست.
ب:
المراد بالناس في قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتّقون}.

المجموعة الثالثة:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}.
2. حرّر القول في:
معنى استهزاء الله تعالى بالمنافقين.
3. بيّن ما يلي:
أ: معنى اشتراء الضلالة بالهدى، ومناسبة استعمال وصف الشراء.
ب:
المراد بالحجارة في قوله تعالى: {فاتّقوا النار التي وقودها الناس والحجارة}.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.


تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.



_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 جمادى الآخرة 1438هـ/23-03-2017م, 10:04 PM
رضوى محمود رضوى محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 237
افتراضي


اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ }.
1- الحرص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة .
ودلت الآية على قيام المؤمنين بنهي المنافقين عن الإفساد في الأرض قال تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}.
2- عدم موالاة الكفار فإن موالاتهم يترتب عليها فتنة في الأرض وفساد كبير.
قال تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} وذكر ابن عطية وابن كثير أن من إفساد المنافقين في الأرض موالاتهم للكافرين.
3- تجنب المعاصي فإنها من أعظم أسباب الفساد في الأرض.
قال تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} .
4- الدعاء بأن يرينا الله الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.

فقد يكون الإنسان على خطأ ويظن أنه على صواب قال تعالى عن المنافقين: { أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ}.



المجموعة الثانية:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ .صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ}
مثل المنافقين لما نطقوا ب(لا إله إلا الله) ،وآمنوا ،واستبان لهم طريق الهداية ،وأقبلوا على المؤمنين ،واختلطوا بهم ،وحقنوا دماءهم،وحرزوا أموالهم ، بمن استوقد نارا فأضاءت له وأنس بها ورأى ما حوله من خير وشر،وعرف ما ينفعه وما يضره، فبينما هو كذلك طفئت ناره وصار في ظلام لا يبصر ، وذلك حالهم لما استحبوا الكفر على الإيمان، فكفروا بقلوبهم ،وفضحهم الله بذكر أوصافهم بعد ما كان لهم من منزلة بين المؤمنين ،ثم لهم في الآخرة عذاب أليم ،فهذا مثل المنافقين في شرائهم الضلالة بالهدى فصاروا لا يبصرون الخير ولا يعرفونه فهم صم لا يسمعون بكم لا يتكلمون ولا يفهمون عمي البصيرة لا يعقلون قال تعالى: (فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب الّتي في الصّدور) فهم لا يرجعون للهداية ما داموا على ذلك.
2. حرّر القول في

معنى قوله تعالى: {وأتوا به متشابها}.
قيل هو على سبيل التعجب وهو قول ابن عباس ذكره ابن عطية .
وقيل هو خبر من بعضهم لبعض ذكره ابن عطية.
والمعنى ورد فيه أقوال:
القول الأول: يشبه بعضه بعضا في الصورة ويختلف في الطعم ، ذكره الزجاج وذكره ابن عطية عن ابن عباس و الحسن ومجاهد وذكره ابن كثير عن يحيى بن أبي كثيرٍ وأبي العالية ومجاهدٍ، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ.
ودليل المفسرين قوله:{ هذا الّذي رزقنا من قبل} لأن صورته الصورة الأولى، ولكن اختلاف الطعوم على اتفاق الصورة أبلغ وأعرف عند الخلق، لو رأيت تفاحا فيه طعم كل الفاكهة لكان غاية في العجب والدلالة على الحكمة، ذكره الزجاج.
قال الحسن ومجاهد :( يرزقون الثمرة ثم يرزقون بعدها مثل صورتها والطعم مختلف فهم يتعجبون لذلك ويخبر بعضهم بعضا) ذكره ابن عطية.
قال ابن عباس ومجاهد والحسن وغيرهم: (معناه يشبه بعضه بعضا في المنظر ويختلف في الطعم)ذكره ابن عطية.
قال يحيى بن أبي كثير: (يؤتى أحدهم بالصّحفة من الشّيء، فيأكل منها ثمّ يؤتى بأخرى فيقول: هذا الّذي أوتينا به من قبل. فتقول الملائكة: كل، فاللّون واحدٌ، والطّعم مختلفٌ) ذكره ابن كثير.
القول الثاني: يشبه ثمار الدنيا في الأسماء فقط ،ذكره ابن عطية وابن كثير عن ابن عباس.
قال ابن عباس: (ليس في الجنة شيء مما في الدنيا سوى الأسماء، وأما الذوات فمتباينة) ذكره ابن عطية .
القول الثالث: يشبه ثمار الدنيا في منظره ويختلف في كل صفاته ،ذكره ابن عطية عن عكرمة وابن كثير عن عكرمة و قتادة، وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم والسدي.
قال السّدّيّ في تفسيره:( إنّهم أتوا بالثّمرة في الجنّة، فلمّا نظروا إليها قالوا: هذا الّذي رزقنا من قبل في [دار] الدّنيا) ،ذكره ابن كثير
قال عكرمة: (معناه يشبه ثمر الدنيا في المنظر ويباينه في جل الصفات) ،ذكره ابن عطية.
وقال ابن عطية :وقول ابن عباس الذي قبل هذا يرد على هذا القول بعض الرد.
القول الرابع: هذا الذي وعدنا به في الدنيا فكأنهم قد رزقوه في الدنيا إذ وعد الله منتجز.ذكره ابن عطية.
القول الخامس: إن ثمر الجنة إذا قطف منه شيء خرج في الحين في موضعه مثله فهذا إشارة إلى الخارج في موضع المجني.ذكره ابن عطية.
القول السادس: أي كله الثمار خيار لا رذل فيها،فهو يشبه بعضه بعضا في الجودة والحسن ، حاصل ما ذكره الزجاج و ابن عطية.
واختار ابن جرير القول الأول ونصر القول الثالث.

3. بيّن ما يلي:
أ: الدليل على صدق النبوة مما درست.
قال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
ب :المراد بالناس في قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتّقون}.
المراد بالناس في الآية فريق الكافرين وفريق المنافقين ، ذكره ابن كثير.
فبعد ذكر المؤمنين وصفاتهم، وذكر الكفار وصفاتهم ،وما أعد لهم الله من العذاب العظيم ،وذكر المنافقين وصفاتهم، وما أعد لهم من عذاب أليم ، جاءت الدعوة للكفار والمنافقين بأن يعبدوا الله ويوحدوه فهو خالقهم وهم يقرون بذلك.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 جمادى الآخرة 1438هـ/24-03-2017م, 05:33 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:


{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12

)}.

- قد يلتبس الحق بالباطل و يظن العبد فيظن العبد أنه على خير و ممثل لشرع الله وهو في الحقيقة قد جانب الحق وابتعد عليه كبعد السماء من الأرض
فالحرص اللبيب على كثرة الدعاء وطلب من الله أن يبصره الحق و أن يوفقه لإتباعه كما كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم :{" اللهم أرنا الحق حق و ارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه}..
وجهه أن هؤلاء كانوا يفسدون من حيث لا يشعرون بل يظنون أن فعلهم هو عين الصلاح
- تحقيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يستفاد من قوله { وإذا قيل لهم لا تفسدوا}

-عدم الاغترار بالأعمال و كثرتها..فقد تكون غير موافقة للشرع..فالحري بالعبد قبل أن يقوم بأي عمل أن يسأل عن مشروعيته
وجهه أن هؤلاء افتخروا وادعوا لأنفسهم الصلاح وهم في غاية الفساد


- سمى الله المعاصي فسادا ... مفهومه أن صلاح الأرض يكون بالطاعة . فيجب ترك المعاصي حتى يقل الفساد و القيام بالطاعات حتى يحصل الصلاح



المجموعة الثالثة:

1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى

:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12

)}.
يخبر الله تعالى عن المنافقين أنهم إذا نهوا عن الفساد في الأرض بالكفر و النفاق والشك في دين و القيام بالمعاصي وتضيع فرائض الله و مولاة الكفار ؛بإفشاء أسرار المؤمنين إلى الكفار وإغرائهم بالمؤمنين، وتنفيرهم من إتباع محمد صلى الله عليه وسلم لم يقبلوا النصيحة و {قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ) أي لا شأن لنا إلا الإصلاح، فنحن بعيدون عن شوائب الإفساد؛ فهم يحسبون أنّهم بفعلهم ذلك مصلحون فيها.
قائمون بالاصلاح بين المؤمنين و الكفار؛ فجمعوا بين العمل بالفساد في الأرض، وإظهارهم أنه ليس بإفساد بل هو إصلاح،
فتكفل الله عزوجل بالرد عليهم فقال (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ) أي هم وحدهم هم المفسدون و لكن من جهلهم لا يشعرون بكونه فسادًا لهذا قال (وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ) لأنه أصبح غريزة .

2. حرّر القول في

:معنى استهزاء الله تعالى بالمنافقين.
استهزاء الله بالمنافقين قد يكون في الدنيا و قد يكون في الآخرة

-
أما في الدنيا فهو أنواع

1-أن استهزاءه : استدراجه إياهم .من حيث لا يعلمون، كما قال عزّ وجلّ:{سنستدرجهم من حيث لا يعلمون}...
ذلك أنهم بدرور نعم الله الدنيوية عليهم يظنون أنه راض عنهم وهو تعالى قد حتم عذابهم، فهذا على تأمل البشر كأنه استهزاء
.

-2 أن استهزاءه على سبيل الجواب، كقول الرّجل لمن يخدعه إذا ظفر به: أنا الّذي خدعتك، ولم تكن منه خديعةٌ، ولكن قال ذلك إذ صار الأمر إليه، قالوا: وكذلك قوله
: {ومكروا ومكر اللّه واللّه خير الماكرين}[آل عمران: 54]و{اللّه يستهزئ بهم}على الجواب، والله لا يكون منه المكر ولا الهزء، والمعنى: أنّ المكر والهزء حاق بهم.

3- أن الاستهزاء من الله توبيخه إيّاهم، ولومه لهم على ما ركبوا من معاصيه، والكفر به. فمعناه : الله يوبخهم على فعلهم ، ويلومهم على الإقامة على كفرهم .

:4-أنه لما أظهروا من أحكام إسلامهم في الدنيا خلاف ما أبطن لهم في الآخرة ، كان كالاستهزاء بهم .أن أظهر لهم من أحكامه في الدنيا من عصمة دمائهم وأموالهم خلاف ما لهم في الآخرة. يعني من العذاب والنّكال.
ورجحه ابن جرير ونصره وعلل ذلك أن المكر والخداع والسّخرية على وجه اللّعب والعبث منتفٍ عن اللّه، عزّ وجلّ، بالإجماع، وأمّا على وجه الانتقام والمقابلة بالعدل والمجازاة فلا يمتنع ذلك...واستدل لما ذهب إليه بقول ابن عباس رواه بسنده عنه أنه قال في قوله تعالى:{اللّه يستهزئ بهم} قال: «يسخر بهم للنّقمة منهم».

**فأما في الآخرة فهو أيضا أنواع
-أن الاستهزاء بهم : إذا ضرب بينهم وبين المؤمنين بسور له باب، باطنه فيه الرحمة، وظاهره من قبله العذاب، فيبقون في الظلمة، فيقال لهم:{ ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً } [ الحديد:13 ] أخبر اللّه تعالى أنّه فاعلٌ بهم ذلك يوم القيامة، دكره ابن جرير.

*-أن المراد به: يجازيهم على استهزائهم، فقوبل اللفظ بمثله لفظاً وإن خالفه معنى، فهو كقوله تعالى: { وجزاء سيئة سيئة مثلها } [ الشورى : 40 ] وقوله: { فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم } [ البقرة : 194 ]
فالسيئة الثانية ليست سيئة في الحقيقة، ولكنها سميت سيئة لازدواج الكلام.والاعتداء الثاني ليس بظلم، ولكنه جيء في اللغة باسم الذنب؛ ليعلم أنّه عقاب عليه وجزاء به،
والعرب كثيرا ما تسمى العقوب باسم الذنب
قال عمرو بن كلثوم :
ألا لا يجهلن أحدٌ علينا ... فنجهلَ فوق جهل الجاهلينَا
وهذا القول هو اختيار الزجاج
*
*-أنه إذا كان يوم القيامة جمدت النَّار لهم كما تجمد الإِهالة في القدر ، فيمشون فتنخسف بهم . .
-وقيل أنه تفتح لهم أبواب النار م فيذهبون ويسارعون إلى الخروج،فتغلق عليهم . نحا هذا المنحى ابن عباس والحسن،
هذا تلخيص أقوال المفسرين الثلاثة.

3. بيّن ما يلي:
أ: معنى اشتراء الضلالة بالهدى، ومناسبة استعمال وصف الشراء.
معنى اشتراء الضلالة بالهدى

الضلالة والضلال: التلف نقيض الهدى الذي هو الرشاد إلى المقصد.
والمراد بالضلالة الكفر و بالهدى الايمان قاله ابن عباس
روى السدى بسنده عن ابن عبّاسٍ: {أولئك الّذين اشتروا الضّلالة بالهدى} «أي: الكفر بالإيمان .

وفي معنى قوله: {اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بالهدى} أوجه

-أولا: استحبوا الضلالة على الهدى قاله قتادة
وهو يشبهه في المعنى قوله تعالى في ثمود: {وأمّا ثمود فهديناهم فاستحبّوا العمى على الهدى}[فصّلت: 17].
وعبر عنه بالشراء , لأن الشراء يكون فيما يستحبه مشتريه.

الثاني : أنه بمعنى أخذوا الضلالة وتركوا الهدى قال به ابن مسعودٍ، وناسٍ من الصّحابة

الثالث: الشراء هنا استعارة وتشبيه، لما تركوا الهدى وهو معرض لهم ووقعوا بدله في الضلالة واختاروها شبهوا بمن اشترى فكأنهم دفعوا في الضلالة هداهم إذ كان لهم أخذه.

الرابع : أنه على حقيقة الشراء فهم الذين أمنوا ثم كفروا كما قال مجاهد في قوله: {اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بالهدى} قال : «آمنوا ثمّ كفروا" ذكره ابن كثير عنه
فمن آمن ثم كفر فقد باع إيمانه وأخذ عوضا عنه الكفر

والمعاني كلها صحيحه كما قال ابن كثير:أنّ المنافقين عدلوا عن الهدى إلى الضّلال، واعتاضوا عن الهدى بالضّلالة، وهو معنى قوله تعالى: {أولئك الّذين اشتروا الضّلالة بالهدى}أي بذلوا الهدى ثمنًا للضّلالة، وسواءٌ في ذلك من كان منهم قد حصل له الإيمان ثمّ رجع عنه إلى الكفر، كما قال تعالى فيهم: {ذلك بأنّهم آمنوا ثمّ كفروا فطبع على قلوبهم}[المنافقون: 3]، أو أنّهم استحبّوا الضّلالة على الهدى، كما يكون حال فريقٍ آخر منهم، فإنّهم أنواعٌ وأقسامٌ
ومناسبة استعمال وصف الشراء.
ووسمي أخذهم وإتباعهم الضلال والكفر شراء..كناية عن شدة تمسكهم به و رغبتهم فيه والحرص عليه والزهد في غيره فإن العرب تقول لمن تمسك بشيء و رغب فيه قد اشتراه. وأيضا فيه إشارة إلى تركهم الهدى مع تمكنهم منه
فإن الذي اشترى شيئا قد دفع عوضا وثمنا . كان في يده و في ملكه .

ب:المراد بالحجارة في قوله تعالى: {فاتّقوا النار التي وقودها الناس والحجارة}.
ورد في دلك قولان:
- حجارة الكبريت و قاله به ابن مسعود ومجاهد و أبو جعفرٍ محمّد بن عليٍّوابن جريج وعمرو بندينار ذكر هذا القولالمفسرون الثلاثة
وروى ابن جرير بسنده عن عبد اللّه بن مسعودٍ، في قوله تعالى: {وقودها النّاس والحجارة}قال: «هي حجارةٌ من كبريتٍ، خلقها اللّه يوم خلق السّماوات والأرض في السّماء الدّنيا، يعدّها للكافرين».رواه ابن جريرٍ. ذكره ابن كثير
وخصت حجارة الكبريت بذلك لأنها تزيد على جميع الأحجار بأنواع من العذاب :
سواد لونها
سرعة الاتقاد.
نتن الرائحة ،بل هي انتن من الجيفة
-كثرة الدخان
-شدة الالتصاق بالأبدان .
-قوة حرها إذا حميت .
- وتعتبر أصلب وأعظم من بقية أنواع الحجارة
. أجارنا اللّه منها. ملخص كلام ابن عطية و ابن كثير

حجارة الأصنام والأنداد التي كانت تعبد من دون الله..ذكره ابن كثير

واستدل له بقوله تعالى :{إنّكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنّم}الآية[الأنبياء: 98]، وحكاه عن القرطبيّ وفخر الدّين
الترجيح
رجح القول الثاني فخر الدين الرازي وعلل ذلك أن ّ أخذ النّار في حجارة الكبريت ليس بمنكرٍ فجعلها هذه الحجارة أولى.
ورجح القول الأول ابن كثير والقرطبي ولم يذكرالزجاج وابن عطية غيره
وحجة ابن كثير أن هذا هو القول الذيورد عن السلف
فقد ذكر السلف ": أنّها حجارةٌ من كبريتٍ معدّةٌ لذلك
وأيضا أن النّار إذا أضرمت بحجارة الكبريت كان ذلك أشدّ لحرّها وأقوى لسعيرها و لهبها فيكون ذلك أشدّ عذابًا لأهلها كما قال{{كلّما خبت زدناهم سعيرًا}[الإسراء: 97].
وأيضا أن الله بين وعرف لهم العذاب بالشيء الذي يعرفونه وهو مشاهد عندهم
فهذا الجصّ يكون أحجارًا فتعمل فيه بالنّار حتّى يصير كذلك. وكذلك سائر الأحجار تفخرها النّار وتحرقها.
وتعقب على ترجيح فخر الرازي بقوله : وهذا الّذي قاله ليس بقويٍّ.
الله أعلم

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الآخرة 1438هـ/25-03-2017م, 07:22 PM
منيرة جابر الخالدي منيرة جابر الخالدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 364
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.


- قياس الأعمال بموازينها الحقيقية لا على ما نراه ونقرره نحن.
كما في أمر الصلاة مثلا فالكثير يتهاون في توجيه الأبناء بحجة الرفق وعدم التنفير فينشؤون على التفريط فيها، وكذلك في تقويم باقي السلوكيات فيفسد هذا المربي من حيث يظن أنه يصلح.
- مراجعة النفس عند المصائب والتوبة من المعاصي وإحداث طاعات، ولو كانت الحلول مادية ومتضحة. ففساد البر والبحر بما كسبت أنفسنا وصلاح الأرض والسماء بالطاعات.
- الشجاعة في اتباع الحق باطنا وظاهرا، ولو كان في ذلك تلفا لبعض المصالح. مع مراعاة الحكمة في التعامل.
- الحذر من موالاة الكفار، والتمييز بين الإحسان والتألف وبين الموالاة.
- كثرة ذكر الموت واليوم الآخر فذلك مدعاة للصلاح والإصلاح والبعد عن النفاق والإفساد.
لأن من أسباب نفاق المنافقين مراعاة مصالحهم وزيادة الإيمان وذكر اليوم الآخر يجعلان المقدم الطاعة لا المصلحة.


المجموعة الثالثة:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}.


لازال السياق في أحوال المنافقين (وإذا قيل لهم) لهؤلاء المنافقين ( لا تفسدوا في الأرض) بالكفر والمعاصي وموالاة الكفار. لأن صلاح الأرض والسماء إنما هو بالطاعة (قالوا إنما نحن مصلحون) وهذا إما بحسب ما يرونه ويظنونه من فعلهم فالموازين منقلبة عندهم وما يسمى إفسادا؛ فهو بالنسبة لهم إصلاحا وإما أنهم يعلمون فسادهم لكن هذا جحد منهم وفي ضمن هذا إشارة لاستمرارهم على النفاق أو أنهم يتحججون بالمصالح الراجحة من صلة القرابة، والإصلاح بين الكفار والمسلمين. ولهذا المنافق أشد خطرا وأعظم شرا لأن أمره يشتبه على المؤمنين ولذلك عندما وصفهم تعالى قال (ألا إنهم هم المفسدون) حق الفساد، فكأنه لا مفسد غيرهم، لأنهم يغرون المؤمنين بما يظهرون لهم من أقوالهم وولائهم لهم، وواقعهم خلاف ذلك تماما فإنما هم أولياء للكفار، وهذا عين الفساد (ولكن لا يشعرون) بفسادهم، ولا يشعرون أن الله يفضحهم.




2. حرّر القول في:

معنى استهزاء الله تعالى بالمنافقين.

- إما أن يراد به: ما يظهره لهم من الأحكام في الدنيا من عصمة دمائهم وأموالهم على خلاف ما لهم عنده في الآخرة من العذاب والنكال، ومن الأفعال التي يفعلها بهم التي هي في تأمل البشر هزو حسبما يروى أن النار تجمد فيمشون عليها فتخسف بهم،وما يروى أن أبواب النار تفتح لهم فيذهبون إلى الخروج.
نحا هذا المنحى ابن عباس والحسن، ونصره ابن جرير وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

- أو يراد باستهزائه بهم استدراجه لهم ثم أخذه إياهم من حيث لا يعلمون، كقوله عزوجل: (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) وهذا على تأمل البشر كأنه استهزاء.
وذكره الزجاج و ابن عطية

- أو أنه يجازيهم على هزئهم بالعذاب، فسمى جزاء الذنب باسمه (وجزاء سيئة سيئة مثلها) فالثانية ليست سيئة في الحقيقة، ولكنها سميت سيئة لازدواج الكلام. والعرب تستعمل ذلك كثيرا، ومنه قول عمرو بن كلثوم:
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا

وهذا المعنى هو المختار عند أهل اللغة، وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير

- توبيخه إياهم ولومه لهم على ما ركبوا من معاصيه، والكفر به. ذكره ابن كثير نقلا عن ابن جرير
- رده استهزاؤهم عليهم، فلا يناله شيء سبحانه من استهزائهم. فهو على سبيل الجواب كقول الرجل لمن يخدعه إذا ظفر: أنا الذي خدعتك، ولم تكن منه خديعة ولكن قال ذلك إذ صار الأمر إليه. وهذا أورده ابن جرير وذكره ابن كثير


وذكر ابن جرير أن ذلك يوم القيامة.
والحاصل أنه لا تعارض بين هذه الأقوال فالاستهزاء حاصل بها جميعها، ومضمون ذلك أنه في الدنيا والآخرة.




3. بيّن ما يلي:
أ: معنى اشتراء الضلالة بالهدى، ومناسبة استعمال وصف الشراء.

يتبين المعنى بمعرفة أحوال المنافقين:
- فمنهم من حصل له الإيمان ثم رجع عنه إلى الكفر
فيكون معنى (اشتروا) في حقهم: بذلوا.
أي بذلوا ما عندهم ليحصلوا على الضلال، ولا تفسير لذلك إلا شدة تمسكهم به ومحبته له.
وهذا ما أشار إليه الزجاج.

- وإما أنهم لم يحصل لهم الإيمان أصلا
فيكون معنى (اشتروا)
. أخذوا الضلالة وتركوا الهدى. وهذا روي عن ابن عباس وناس من الصحابة، وذكره ابن عطية وابن كثير
. استحبوا الضلالة وتمسكوا بها وتجنبوا الهدى. قاله قتادة، وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير


وفي كلا الحالين هناك عوض فهو كالشراء الذي يبذل فيه العوض
فالفريق الأول بذلوا ما يملكون
والفريق الثاني كان بإمكانهم أن يختاروا الهدى إذ هو معرض لهم ولكنهم آثروا الضلالة، فكأنهم دفعوا في الضلالة هداهم.

وهناك وجه آخر وهو أن المشتري لا يبذل الغالي إلا إذا كان متمسكا جدا بالذي سيشتريه، فبذلهم الهدى دليل على شدة تمسكهم بالضلال ومحبتهم له.


ب: المراد بالحجارة في قوله تعالى: {فاتّقوا النار التي وقودها الناس والحجارة}.

- قيل أنها: حجارة الكبريت. روي هذا القول عن ابن مسعود وقاله مجاهد وأبو جعفر وابن جريج. ورجحه ابن كثير والقرطبي

وخصت بذلك: لأنها تزيد على جميع الأحجار بخمسة أنواع من العذاب:
سرعة الاتقاد-نتن الرائحة-كثرة الدخان - شدة الالتصاق بالأبدان-وقوة حرها إذا حميت


- وقيل: حجارة الأصنام والأنداد التي كانت عبد من دون الله. كما قال تعالى: (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم)
وهذا القول حكاه القرطبي وفخر الدين ورجحه، ذكره عنهم ابن كثير وتعقب الرازي بقوله:
وهذا الّذي قاله ليس بقويٍّ،؛ وذلك أنّ النّار إذا أضرمت بحجارة الكبريت كان ذلك أشدّ لحرّها وأقوى لسعيرها، ولا سيّما على ما ذكره السّلف من أنّها حجارةٌ من كبريتٍ معدّةٌ لذلك، ثمّ إنّ أخذ النّار في هذه الحجارة -أيضًا-مشاهدٌ، وهذا الجصّ يكون أحجارًا فتعمل فيه بالنّار حتّى يصير كذلك. وكذلك سائر الأحجار تفخرها النّار وتحرقها. وإنّما سيق هذا في حرّ هذه النّار الّتي وعدوا بها، وشدّة ضرامها وقوّة لهبها كما قال: {كلّما خبت زدناهم سعيرًا}.


وعلى هذا يظهر أن الراجح القول الأول

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27 جمادى الآخرة 1438هـ/25-03-2017م, 08:25 PM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي القسم الثاني من البقرة

1. اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.

1. {و إذا قيل لهم}: على المسلم الكيس الاستماع إلى من ينصحه"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
2. { إنما نحن مصلحون} الإصلاح هو إعمار الأرض وشرطه أن يكون وفق مراد الله وشرعه.
3. { أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}: علامة المفسد الكبر و الاغترار بحاله.

المجموعة الثانية:

1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:

{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)}

مثل الله تعالى الكافر و المنافق بمثل معلوم فقد دخلوا الإسلام فأضاء نوره و أحكامه حولهم ثم ارتدوا على أدبارهم كافرين و أضمروا الكفر و الكره، فكان كمن استوقد النار و رأى الحق و لكنه أبى أن يستقر في قلبه و يلتزم بتعاليمه فذهب الله بنور الإسلام من قلبه و بصيرته و تركه في ظلمات الشرك و الضلال، أو اقبالهم على المؤمنين و مخالطتهم ولكن لم يؤخذوا منهم اخلاصهم و طاعتهم لله تعالى و امتثالهم لسنة الرسول صل الله عليه وسلم؛و لذلك في الآخرة يقولون لهم:{ يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب}. و لذلك كان تشبيه الإيمان بالنور و الكفر بالظلمة.فهذا التظاهر بالإسلام في الدنيا عصم دمائهم و أموالهم و لكن الله يعلم ما في قلوبهم. و لذلك زاد الله من توبخيهم بنعتهم بالصمم و العمى فهم لا يسمعون الهدي و لا يبصرونه و لا يعقلونه{فإنها لا تعمىى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور}.و لذلك هم لا يرجعون إلى الإسلام.

2. حرّر القول في:

معنى قوله تعالى: {وأتوا به متشابها}.

وأتوا به متشابها: قال أهل اللغة : أي متشايهاً يشبه بعضه بعضاً في الصورة و يختلف في الطعم ذكره الزجاج و ذكره ابن عطيه عن ابن عباس و الحسن و مجاهد
و قال الحسن و مجاهد: يرزقون الثمرة ثم يرزقون بعدها ذات الصورة و لكن مختلفة الطعم و لذلك هم يتعجبون ويخبر بعضهم بعضاً.
و قال ابن عباس : ليس في الجنة شئ مما في الدنيا سوى الأسماء أما الذوات فتختلف.وقال به بعض المفسرون، و ذكر مثله ابن عطيه في تفسيره عن عكرمة و ذكره ابن كثير في تفسيره.
و قال قوم: إن ثمر الجنة إذا قطف منه شئ خرج من ذات موضع القطف ثمر مثله. ذكره ابن عطيه في تفسيره
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، عن يحيى بن أبي كثيرٍ قال: «عشب الجنّة الزّعفران، وكثبانها المسك، ويطوف عليهم الولدان بالفواكه فيأكلونها ثمّ يؤتون بمثلها، فيقول لهم أهل الجنّة: هذا الّذي أتيتمونا آنفًا به، فيقول لهم الولدان: كلوا، فإنّ اللّون واحدٌ، والطّعم مختلفٌ. وهو قول اللّه تعالى:{وأتوا به متشابهًا}».ذكره ابن كثير في تفسيره.
و اختار ابن جرير: وأتوا به متشابها: في اللون و المرأى و ليس في الطعم.

و لقد أجمع المفسرون الثلاثة؛أن ثمار الجنة تشبه في الشكل و اللون ثمار الدنيا و لكن الطعم مختلف و ذلك تصديقا لقول المولى عز و جل: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وفي بعض رواياته: ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل.

3. بيّن ما يلي:

أ: الدليل على صدق النبوة مما درس.

وإن كنتم في ريبٍ تممّا نزّلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثله وادعوا شهداءكم من دون اللّه إن كنتم صادقين (23) فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتّقوا النّار الّتي وقودها النّاس والحجارة أعدّت للكافرين (24) }


ب: المراد بالناس في قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتّقون}.

فعلى الرغم من أن سورة البقرة مدنية و من المعلوم ان أغلب السور المدنية يكون فيها الخطاب يا أيها الذين آمنوا و هو على الصحيح، و لكن هنا السورة مدنية و الخطاب موجه لكلا الفريقين الكافرين و المنافقين، بأن يوحدوا ربهم و يؤمنوا به.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 27 جمادى الآخرة 1438هـ/25-03-2017م, 11:11 PM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

🔶1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.
✨1- إذا علم العبد أن المعاصي هي من الفساد في الأرض الذي نهى الله عنه ، جاهد نفسه على طاعة الله سبحانه و ترك معاصيه تعظيمًا له و لأوامره و حرصًا على محابّه
{ و إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض}
✨2- ذكر الله تعالى صفات المنافقين في القرآن حتى يحذر العبد من هذه الصفات و يتجنبها و لا يقع فيها و من صفاتهم أنهم إذا نصحوا لم يقبلوا و رأو أنهم على صواب
{ و إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون }
✨3- على العبد أن يحذر من أن يكون على فساد و هو لا يشعر ، فهذا أمر خطير يُنْصَح و يرى أنه على صواب و لا يُقَدِّر الشر الذي هو قائمٌ عليه فيكون:
من { الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدّنيا و هم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا} كحال المنافقين
{ ألا إنهم هم المفسدون و لكن لا يشعرون}


🔶2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
🔸1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}.
بسم الله الرحمن الرحيم :
هذا المثل الثاني ضربه الله عزّ و جلّ للمنافقين الذين يظهر لهم الحقّ تارة ، و يشكّون فيه تارةً أخرى
و الصيّب هو المطر على الأشهر ، و إنّ المراد به القرآن الذي نزل من عند الله تعالى ، و الّذي يُظهر المنافقون بألسنتهم إيمانهم به .
هذا المطر نزل من السماء في { ظُلُمات} و هي ظلمة الليل ، و ظلمة السّحاب ، و ظلمة المطر، و المرادُ : ما عليه المنافقون من الشكّ ، و الكفر ، و النّفاق
و بالجمع إشارةٌ إلى أنها ظلمات تتراكب و تتزايد فيكون هول على النفس و غمّ
{ و رعدٌ } و هو الصوت المسموع ، و المراد به : وعيدُ القرآن و زواجره ، و أوامره و نواهيه ؛ فهم منها في حال خوفٍ و فزع ٍ شديد ، كقوله تعالى : { يَحسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيهِم}
{ و برق} و هي حجج القرآن و براهينه التي تُبهرهم
فتلمع في قلوب هؤلاء الضّرب من المنافقين في بعض الأحيان من نور الإيمان ؛ و لهذا قال تعالى :
{ يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصّواعق حذر الموت و الله محيطٌ بالكافرين} أي يضعون أصابعهم في آذانهم ؛ كي يتّقوا سماع أصوات الصّواعق ،
و المراد بالصواعق: آيات القرآن التي تتضمن التكاليف الشرعيّة ، و الوعيد و غيره ؛ فهم يتّقون سماع زواجر القرآن و وعيده { حذر الموت} أي حذرًا من حلول الوعيد الذي توعّدهم الله به في القرآن ، و إشفاقًا من حلول عُقوبة الله بهم على نِفاقهم ، إمّا عاجلاً في الدنيا ، و إمّا آجلاً في الآخرة .
{ و الله محيطٌ بالكافرين } أي محيطٌ بهم قدرتًا و علمًا ، فلا يُعجزونه ، و لا يغني عنهم حذرهم شيئًا
{ يكاد البرق يخطف أبصارهم كلّما أضاء لهم مّشوا فيه و إذا أظلم عليهم قاموا و لو شاء الله لذهب بسمعهم و أبصارهم إنّ الله على كلّ شئٍ قدير }
أي يوشك البرق من شدّة لمعانه ، و قوّة ضيائه مع ضعف أبصارهم ، أن يذهب بها فيُعميها ، فالمراد : أن شدّة نور القرآن بما يحويه من حجج و براهين ساطعة ، يَرون معها الحقّ واضحًا جدًّا لا تتحمله بصائرُهم الضّعيفة .
{ كلما أضاء لهم مّشوا فيه و إذا أظلم عليهم قاموا}
أي إذا ظهر لهم نور الحقّ ، و لمعَ في قلوبهم مشوا على ضوئه ، و خطوا خطوات يسيرة ، لكنّه لا يستقرّ في قلوبهم المظلمة بالشّبهات و الشكوك القويّة ، فلا يلبث أن ينطفئ ، فيقفون حائرين !! عائدين إلى تكذيبهم ، فهم في هذه الحال في شكّ و تردد
و قيل : كلما صلحت زروعهم و مواشيهم و توالت عليهم النعم قالوا : دين محمد دين مبارك . و إذا نزلت بهم مصيبة أو أصابتهم شدة سخطوه و ثبتوا في نفاقهم . وقيل : كلما خفي عليكم نفاقهم و ظهر لكم منهم الإيمان مشوا فيه ، فإذا افتضحوا عندكم قاموا
وكله يحتمله المعنى
{ و لوشاء الله لذهب بسمعهم و أبصارهم }
هذا تهديد و وعيد لهم بإذهاب أسماعهم و أبصارهم ؛ عقوبةً لهم على نفاقهم و كفرهم ، فيوقعهم فيما يتخوفونه من الزجر و الوعيد ، أو الفضح عند المؤمنين و تسليطهم عليهم
{ إنّ الله على كلّ شئٍ قدير} أي ذو قدرة على إيقاع ما وعد به هذا الصنف من المنافقين ، فاليحذروا نقمة الله تعالى و عذابه العاجل أو الآجل ، فالله تعالى لا يعجزه شئ ، و خصّ سبحانه هنا ذكر صفة القدرة بالذكر لأنه تقدم ذكر فعل مضمونه الوعيد و الإخافة ، فكان ذكر القدرة مناسبًا لذلك .
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
🔸2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {فأتوا بسورة من مثله}.
للعلماء فيها أقوال :
الأوّل : من مثل القرآن ، فيكون الضمير الهاء ( مثله) عائد على القرآن .بدليل قوله تعالى :{ فأتوا بعشر سورٍ مثله مفتريات}
...قاله مجاهد و قتادة ذكره ابن كثير ، و ذكره الزجاج و ابن عطية وقال: و هو قول جمهور العلماء ثم اختلفوا:
1- من مثل نظمه و رصفه و فصاحة معانيه التي يعرفونها و لا يعجزهم إلا التأليف الذي خصّ به القرآن ، و به وقع الإعجاز على قول حذّاق النظر
2- من مثله في غيوبه و صدقه و قدمه ، فالتحدي عند هؤالاء وقع بالقدم
الثاني : الضمير عائد على محمد صلى الله عليه و سلم ... ذكره الزجاج و ابن كثير و ابن عطيّة وقال ، ثم اختلفوا :
1- من أ مي صادق مثله ... وذكره ابن كثير
2- من ساحر أو كاهن أو شاعر مثله . على زعمكم أيّها المشركون
الثالث : عائد على الكتب القديمة التوراة و الإنجيل و الزبور .... ذكره ابن عطيّة
✨ القول الراجح : هو القول الأول القرآن
قال ابن كثير : و هو الصحيح لأن التحدّي عامٌ لهم كلهم ، مع أنّهم أفصح الأمم ، و قد تحدّاهم بهذا في مكة و المدينة مراتٍ عديدة
و قال اختاره ابن جرير رحمه الله الله
و قال ابن عطية أن عليه جمهور العلماء
و جمع ابن كثير بين القولين الّذين ذكرهما ابن عطية
قال : و من تدبّر القرآن وجد فيه من وجوه الإعجاز فنونًا ظاهرةً و خفيّةً من حيث اللفظ و من جهة المعنى
{ الر كتبٌ أحكمت آياته ثمّ فصلت من لدن حكيمٍ خبير} فأحكمت ألفاظه و فصّلت معانيه أو بالعكس على الخلاف، فكلٌّ من لفظه و معناه فصيحٌ لا يجارى و لا يدانى ، فقد أخبر عن مغيبات ماضيةٍ و آتيةٍ كانت ووقعت طبق ما أخبر سواءً بسواءٍ ، و أمر بكل خير ، و نهى عن كلّ شر كما قال : { و تمّت كلمة ربّك صدقًا و عدلا} ..... الخ

و الله أعلم
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
🔸3. بيّن ما يلي:
📌أ: المراد بالشهداء في قوله تعالى: {وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين}.
1- أعوانهم ، من شهدهم و حضرهم من عون و نصير.... قاله ابن عباس ذكره ابن عطية و ابن كثير
2- آلهتكم .. قاله السدّي عن أبي مالك : أي استعينوا بآلهتكم في ذلك يمدّونكم و ينصرونكم .. ذكره ابن كثير ، و ذكر ابن عطية عن الفراء ( آلهتهم)
3- ناسٌ يشهدون به .... قاله مجاهد يعني حكّام الفصحاء .. ذكره ابن كثير
جمعها الزجاج بقوله : من استدعيتم طاعته ، و رجوتم معونته في الإتيان بسورة من مثله

📌ب: متعلّق العلم في قوله تعالى: {فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون}.
إقرارهم بأن الله خالقهم ، و أن الله واحدٌ سبحانه
و أنه لا يرزقهم غيره ، و أن الذي يدعوهم إليه الرسول صلى الله عليه و سلم من توحيده هو الحق الذي لا شكّ فيه
مجموع ما ذكره المفسرون .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 جمادى الآخرة 1438هـ/26-03-2017م, 12:02 AM
سها حطب سها حطب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.
1- يجب على المرء أن يبذل جهده في النهي عن الفساد ، يستفاد ذلك من قوله تعالى ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا )
2- الفساد مكروه طبعا فما من أحد إلا ويتبرأ من الفساد فيحسن بالداعي استغلال هذا عند من يدعوهم ببيان ما في فعلهم من إفساد ، يستفاد ذلك من قوله تعالى ( قالوا إنما نحن مصلحون)
3- فليحرص المسلم على سؤال الله الهداية وأن يعيذه أن يكون ممن يفسدون في الأرض ولا يشعرون، يستفاد ذلك من قوله تعالى( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)
4- الحرص على قبول النصيحة والتفكر فيها والتأني قبل تبرئة النفس، يستفاد ذلك من قوله تعالى (قالوا إنما نحن مصلحون * ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)


المجموعة الأولى:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}.
(أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ )
أو مثلوا المنافقين بالمطر النازل من السماء وهو هذا القرآن أو الإسلام بما فيه من زواجر فهي مثل الرعد والصواعق وبما فيه من هدى وضياء للقلوب فهي مثل البرق يضيء لهم ما هم فيه من ظلمات الشكوك والشبهات
(يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ)وهم في ذلك يضعون أصابعهم في آذانهم خوفا من الهلاك بالصواعق وهي النار النازلة من السماء مع الرعد الشديد،
(وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ) وما يغني عنهم حذرهم شيئا فالله محيط بهم قادر عليهم وهم تحت مشيئته وقدرته.
) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ) تكاد حجج القرآن الساطعة تبهرهم
(كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ ) كلما أصابهم شيء من الخير أو العز أو ظهر لهم شيء من الإيمان استأنسوا.
(وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا ) فإذا أصابهم شيء من ضيق الرزق أو كلفوا من العبادات قاموا متحيرين وارتكسوا للكفر.
(وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ) و شاء الله لأوقع بهم ما يتخوفونه من الزجر والوعد لما تركوا من الحق بعد ما عرفوا
(إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) والله تعالى قادر على ذلك فهو القادر على كل شيء.

2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {فأتوا بسورة من مثله}.
للعلماء فيه أقوال لاختلافهم في عود الضمير في كلمة ( مثله):
القول الأول: أن الضمير عائد على القرآن ( ذكره الزجاج وابن عطيه ورجحه ابن كثير) وهو قول جمهور العلماء
ودليله قول الله عزّ وجلّ: {فأتوا بعشر سور مثله مفتريات}.
ثم اختلفوا في المراد بالمثلية هنا:
- مثله في نظمه وفصاحة معانيه (ذكره ابن عطية ورجحه)
- مثله في غيوبه وصدقه وقدمه (ذكره ابن عطية)
القول الثاني: أن الضمير عائد على محمد صلى الله عليه وسلم ( ذكره الزجاج وابن عطيه وابن كثير)
ثم اختلفوا في المراد بالمثلية هنا:
- أمي صادق مثله. (ذكره ابن عطية وابن كثير)
- من ساحر أو كاهن أو شاعر مثله على زعمكم أيها المشركون (ذكره بن عطية)
القول الثالث: الضمير في مثله عائد على الكتب القديمة التوراة والإنجيل والزبور. ( ذكره ابن عطية)


3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالشهداء في قوله تعالى: {وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين}.
ورد فيها ثلاثة أقوال:
القول الأول: شهداءكم : آلهتكم (نقله ابن عطية عن الفراء وابن كثير عن السدي عن أبي مالك)
القول الثاني: شهداءكم : أعوانكم ، أي قوم آخرون ترجون طاعتهم يساعدونكم على ذلك ( ذكره الزجاج ولم يذكر غيره ونقله ابن عطية وابن كثير عن ابن عباس)
القول الثالث: شهداءكم أي من يشهد لكم أنكم عارضتم من حكام الفصحاء ( نقله ابن عطية وابن كثير عن مجاهد ) وضعفه ابن عطية

ب: متعلّق العلم في قوله تعالى: {فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون}.
اختلف في متعلق العلم في الآية على الاختلاف في المخاطب فيها على أربعة أقوال:
فعلى القول أن المخاطب في الآية المشركين يكون لدينا قولان :
- القول الأول: أنهم يعلمون أن الأنداد لا يخلقون شيئا ولا تنفع ولا تضر ولا وأن اللّه هو الخالق الذي أنزل الماء واخرج الرزق ( ذكره الزجاج ولم يذكر غيره وذكره ابن عطية وذكره ابن كثير عن ابن عباس )
- القول الثاني: أنهم يعلمون أن الذي يدعوكم إليه الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم من توحيده هو الحقّ الّذي لا شكّ فيه ( ذكره ابن كثير عن ابن عباس )
وعلى القول أن المخاطب في الآية كفار بني إسرائيل :
القول الثالث: تعلمون من الكتب التي عندكم، أن الله إله واحد لا ند له. ( ذكره ابن عطية وذكره ابن كثير عن مجاهد )
وعلى القول أن الآية يحتمل أن تتناول المؤمنين :
القول الرابع: وأنتم تعلمون أن الله واحد. (ذكره ابن عطية عن ابن فورك)

جزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 جمادى الآخرة 1438هـ/26-03-2017م, 02:38 AM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

(عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.

1- يحذر المسلم من اتباع هواه ... فالهوى يعمي البصيرة ويمنع الإنسان عن رؤية الحق حقا فيزين له الباطل ويريه إياه بثوب الحق ... دل عليه قوله تعالى ( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) فقد عمي عليهم فلايشعرون أنهم مفسدون بأعمالهم ...

2- يحرص المسلم على التزام الشرع في كل أعماله ... إذ الأصل في الأعمال التقيد بالحكم الشرعي ... وكان أكثر من زل وأخطأ من حاد عن الحكم وابتدع أو خالف الحكم ظانا أنه مصلح بذلك وأنه راعى الحال والمصلحة ... وحقيقة أمره أنه مفسد بما ظن ... فلا صلاح بمخالفة أمر الله ... دل عليه قوله تعالى ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ) ...

3- يجب على الأمة أن يكون فيها فئة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقول للظالم يا ظالم وللمخطئ أنت مخطئ ... ولو عدمت الأمة هذه الفئة أوشكت أن يعمها عذاب من الله والعياذ بالله ... فالدين النصيحة كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وواجب من رأى منكرا أن يسعى في تغييره بما تيسر له من الوسائل ... دل على ذلك قوله تعالى ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا ) فلم يتركوا يفسدون دون تنبيه ... وإنما نهوا عما يفعلونه من إفساد ...

4- يحرص المسلم على إعمار الأرض وإصلاحها ... إذ إنما خلقه الله وجعله في الأرض خليفة ليعمرها ويقيم فيها شرعه ... فمن خالف أمر الله وأفسد فيها بكفره أو إفساده استحق الذم والعقوبة ... دل عليه قوله تعالى ( لا تفسدوا في الأرض )

المجموعة الثانية:

1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)}
في هذه الآية ضرب الله مثلا لمن استنار بنور الإيمان ثم حاد عنه بمن أوقد نارا استنار بها وانتفع بها ثم انطفأت فضل وتاه في الظلمات ....

قال تعالى:
مثلهم كمثل الذي استوقد نارا : أي حالهم مشابهة ومماثلة لحاله ...

مثلهم : أي مثل المنافقين في نفاقهم سواء منهم من عرف الحق وآمن حقا ثم كفر بعد إيمانه ( ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم ) فكان إيمانه أولا بمثابة الاستنارة بالنار وكفره بانطفائها ، أو من بقي على كفره وأظهر الإيمان والعمل به .فكان في إظهاره الإيمان وحقن دمه وما يترتب على إظهاره الإيمان من حقوق مثل ما للمسلمين فذلك كالاستنارة لهم ... وحقيقة أمرهم التي تعرف إما بعمل في الدنيا أو فضح لهم من الله أو موت وانتقال إلى عذاب هو كانطفاء النور لهم ..
فهؤلاء في تركهم الحق بعد إبصاره ومعرفته وتركهم سبيله بعد السير به كمن استوقد أي أوقد وأشعل نارا ... والنار فيها نور ودفء ومنافع أخرى ... فأبصر طريقه بنورها وانتفع بها ...
والفعل استوقد من استفعل وفيها الطلب للشيء وبذل الجهد لتحصيله ... فكان إيقاد النار بجهد ... وكذلك الهداية بسعي وطلب ...

فلما أضاءت ما حوله :
أي فلما انتفع بضوئها وأنارت له دربه وميزه ... ومثله المنافق الذي استبدل بالهدى ضلالا ... فكان الهدى نورا يستضيء به ويبصر به الحق ...

ذهب الله بنورهم :
انطفأ هذا النور الذي كان يضيء لهم ... وذلك لأنهم حادوا عن الحق وزاغت قلوبهم ونافقوا ...
وفي استخدام النور بدل النار في ( ذهب الله بنورهم ) لفتة أنه قد ترك لهم ما لا ينفعهم منها... فالنار فيها نور وإحراق... فأذهب النور وما ينتفع منها وترك لهم الإحراق ...
وكذلك المنافق أذهب الله نور الإيمان من قلبه وترك له سمة النفاق وتذبذبه في الدنيا وعذاب الآخرة الشديد ....فأما في الدنيا فعند انكشاف نفاقه تسقط مكانته ويسقط ما كان له من ميزات حصلها بإظهاره الإيمان ... ويبقى في حيرته وشكه وتردده ...
وأما في الآخرة فالمؤمنون لهم نور وأهل النفاق لا نور لهم ( قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب ) ... وأهل الإيمان في النعيم والمنافقون في العذاب والعياذ بالله ...

وتركهم في ظلمات :
فصاروا متخبطين في الظلمات بعد أن كانوا قد استناروا بنور الإيمان ... فهم كذلك الذي استوقد النار فلما انطفأت صار يسير خبط عشواء تائها في الظلمات لا يبصر شيئا ...
والترك من الله حرمان ... فتركهم يتخبطون من ظلمة إلى ظلمة بعد أن كفروا بعد إيمانهم ... فكان عاقبة تركهم للنور أن تركهم الله تائهين في الظلمات مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء

لا يبصرون : لا يرون الحق ... وكيف يرونه وقد أعمى الله قلوبهم عنه بكفرهم بعد إيمانهم ... كالذي انطفأت ناره فأصبح في الظلام لا يبصر ولا يرى ...

صم بكم عمي فهم لا يرجعون :
صم لا يسمعون
بكم خرس لا يتكلمون
عمي لا يبصرون ...

فقد كان هذا سبب تركهم الإيمان ... لم يسمعوا الحق سماع امتثال ... ولم تتكلم ألسنتهم إلا بخلاف قلوبهم ... وكانوا عمي البصيرة عن الحق

فهم لذلك لا يرجعون إلى الحق ولا يهتدون طريقه ...

2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {وأتوا به متشابها}.
وأتوا به متشابها : أي كان من نعيم الجنة أن أتوا بثمر الجنة فكان يأتيهم ولا يأتونه وهذا زيادة في التنعم ... وكان ذلك الثمر متشابها ...
وقد ورد فيها أقوال :
- الأول : قيل أن ثمر الجنة يشبه بعضه بعضا في الجودة والحسن ... ذكره الزجاج عن أهل اللغة كما ذكره ابن عطية بقوله : وقوله تعالى: {متشابهاً} معناه خيار لا رذل فيه .... وكذلك قوله : ومن ذلك ما قاله أن كل صنف هو أعلى جنسه وأحسنه ...

- الثاني : قيل : ثمر الجنة يشبه بعضه بعضا في الصورة ويختلف في الطعم ... وقد ذكر هذا القول الزجاج وابن عطية وابن كثير ... وروي قولهم عن ابن عباس وابن مسعود والحسن ومجاهد والربيع بن أنس وغيره ...

- فأما الزجاج فذكره عن المفسرين وبعض أهل اللغة فقال : ودليله قوله تعالى ( هذا الذي رزقنا من قبل ) لأن صورته الصورة الأولى، ولكن اختلاف الطعوم على اتفاق الصورة أبلغ وأعرف عند الخلق، فلو رأيت تفاحا فيه طعم كل الفاكهة لكان غاية في العجب والدلالة على الحكمة.

- وأما ابن عطية فروى عن الحسن ومجاهد فقال : ( يرزقون الثمرة ثم يرزقون بعدها مثل صورتها والطعم مختلف ) وعن ابن عباس وعنهم أيضا : «معناه يشبه بعضه بعضا في المنظر ويختلف في الطعم».

- واستدل له ابن كثير بما رواه ابن أبي حاتم عن يحيى بن أبي كثيرٍ قال: «عشب الجنّة الزّعفران، وكثبانها المسك، ويطوف عليهم الولدان بالفواكه فيأكلونها ثمّ يؤتون بمثلها، فيقول لهم أهل الجنّة: هذا الّذي أتيتمونا آنفًا به، فيقول لهم الولدان: كلوا، فإنّ اللّون واحدٌ، والطّعم مختلفٌ. وهو قول اللّه تعالى:{وأتوا به متشابهًا}».
- وكذلك ما رواه الرازي عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية: {وأتوا به متشابهًا} قال: «يشبه بعضه بعضًا، ويختلف في الطّعم». وروي مثله عن مجاهد والسدي ..
- ورواه الطبري عن ابن عباس وابن مسعود وآخرين من الصحابة
و: وروي عن مجاهدٍ، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ ... فقيل في قوله تعالى: {وأتوا به متشابهًا} يعني: «في اللّون والمرأى، وليس يشتبه في الطّعم».
وقد ذكر ابن كثير هذا عن ابن أبي حاتم وقال أن هذا القول هو ترجيح ابن جرير الطبري ... واستدل له ب: عن الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، قال: «يؤتى أحدهم بالصّحفة من الشّيء، فيأكل منها ثمّ يؤتى بأخرى فيقول: هذا الّذي أوتينا به من قبل. فتقول الملائكة: كل، فاللّون واحد والطعم مختلف ... )

- الثالث : وقيل يشبه ثمر الجنة ثمر الدنيا في الاسم والشكل ويختلف في الطعم ... ذكره ابن عطية عن ابن عباس قال : «ليس في الجنة شيء مما في الدنيا سوى الأسماء، وأما الذوات فمتباينة». وعن غيره من المفسرين أنهم قالوا : «المعنى أنهم يرون الثمر فيميزون أجناسه حين أشبه منظره ما كان في الدنيا، فيقولون: هذا الّذي رزقنا من قبل في الدنيا».
- وقال عكرمة: «معناه يشبه ثمر الدنيا في المنظر ويباينه في جل الصفات». ذكرهما ابن عطية
- كما ذكر مثله ابن كثير عن ابن عباس وغيره
قال عكرمة: {وأتوا به متشابهًا} قال: «يشبه ثمر الدّنيا، غير أنّ ثمر الجنّة أطيب».
- وعن ابن عبّاسٍ، «لا يشبه شيءٌ ممّا في الجنّة ما في الدّنيا إلّا في الأسماء»، وفي روايةٍ: «ليس في الدّنيا ممّا في الجنّة إلّا الأسماء». رواه ابن جريرٍ، ذكره ابن كثير

- وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: {وأتوا به متشابهًا} قال: «يعرفون أسماءه كما كانوا في الدّنيا: التّفّاح بالتّفّاح، والرّمّان بالرّمّان، قالوا في الجنّة: هذا الّذي رزقنا من قبل في الدّنيا، وأتوا به متشابهًا، يعرفونه وليس هو مثله في الطّعم». ذكره ابن كثير

وليس بين الأقوال تعارض بل كلها يكمل بعضها ... فكل ثمر الجنة في غاية الجود والحسن ... وقد يشبه ثمر الدنيا شكلا واسما لا طعما وقد يشبه بعضه بعضا ...


3. بيّن ما يلي:
أ: الدليل على صدق النبوة مما درست.
مما يدل على صدق النبوة قوله تعالى : ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ، فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين )
فهذا تحد تحدى به الله تعالى العرب ابتداء والناس عامة ... تحداهم أن يأتوا بسورة من مثل القرآن ... إذ لو كان كلام بشر كما تقولون لما عجزتم عنه ... ولكن كتاب الله معجز لا يستطيعه بشر ... فكان عجزهم عن الإتيان بمثله أو بشيء من مثله أعظم الأدلة على أن هذا الكتاب من عند الله وحده ... وأن نبيه صلى الله عليه وسلم فوق أي شبهة

- أخبر تعالى عن عجزهم بقوله ( فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا ) فنفى عنهم الاستطاعة في الماضي والحاضر والمستقبل ... لم تفعلوا ذلك في الماضي ولن تفعلوا الآن ومستقبلا ... أنتم أعجز من أن تعارضوا كلام الله ... وهذا ما حدث حقيقة ... فإن أحدا لم يتمكن من ذلك في وقتهم مع استمرار تنزل القرآن ، ولن يتمكن من ذلك في المستقبل... هكذا قال الله وهذا وحي يوحى ... وذلك من دلائل النبوةأيضا أنها تخبر بالأمر قبل وقوعه كيف سيكون وإن كان سيحصل أم لا ...
وكذلك كان من تلك الدلائل كشفه تعالى لخبايا المنافقين وإخباره بأحوالهم المستترة منهم ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون ) فدواخل النفوس أمر غيبي لا تعرف إلا بوحي من الله أو بتصرف ظاهر

- ما تضمنه القرآن من إعجاز بلاغي وبياني وحسن سبك ودقة لفظ وجزالة أسلوب مع سلاسة اللفظ وسهولة المعنى كلها تدل على إعجازه وصدق النبوة
-
ب: المراد بالناس في قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتّقون}.
الآية تخاطب الناس عموما بأن يعبدوا ربهم الذي خلقهم ... فإن كنتم أقررتم له بالربوبية( ربكم ) فإن من مستلزماتها وما يترتب عليها الإقرار بالألوهية واستحقاقه وحده للعبادة ...
والمراد بالناس :
1 - هم العرب ( أي من كان زمن رسول الله ) ... إذ الخطاب خاص لهم فقد كانوا مقرين لله بالربوبية {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولنّ الله}، فأخذهم بإقرارهم ورتب عليه ما يلزمهم بإقرار عبوديته ... وهو ما ذكره الزجاج ... وذكر مثله ابن عطية وأشار إلى قول مجاهد أن ما ورد فيه يا أيها الناس مكي وإن كان هناك مستثنيات وقد ترد يا أيها الناس في المدني كما في البقرة والنساء ، لأن الخطاب فيه كان للعرب ...

2 - الكفرة كلهم والمنافقون : وهو ما ذكره ابن كثير عن ابن عباس من عموم الخطاب للكفرة لأن فيه أمرا بتوحيد الله في العبادة كما وحدوه في الخلق ... فيكون الخطاب خطابا عاما للكفرة والمنافقين ،...

** هذا في خصوص الخطاب في ذلك الوقت ... فقد كان خطابا خاصا لكفرة الجزيرة ومنافقيها ...
وأما عموم اللفظ فيدل على أن المخاطب هم الناس أجمعون ... دون تخصيص طائفة على أخرى ... مؤمنهم وكافرهم عربيهم وأعجميهم ... فكلهم مطالب بإفراده بالعبودية كما أفرد بالربوبية ... والله أعلم ،...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 جمادى الآخرة 1438هـ/26-03-2017م, 02:56 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.
- فيه النهي عن الإفساد في الأرض وذمه ومن الإفساد موالاة الكفار ومناصرتهم والتأسي بهم وهو مستنبط من قوله تعالى : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) ففيه نهي عن الإفساد وفسر بعض العلماء الإفساد بموالاة الكفار ونصرتهم.
- وفيه الحث على الإصلاح في الأرض ومن ذلك عمارتها حسيا ومعنويا بما فيه نفع للإسلام والمسلمين وهذا ما يفيده مفهوم الآية (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) فإذا كان منطوقه النهي عن الإفساد فمفهومه الأمر بالإصلاح.
- وقوله تعالى : (قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ ) يؤخذ منه خشية المؤمن على نفسه من أن يغشى على قلبه فيظن الباطل حقا والحق باطلا كما ظن المنافقون أنهم على صلاح فقالوا (إنما نحن مصلحون ) مع بطلان ما هم عليه ، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يدعو الله بقوله ((اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل, فاطر السماوات والأرض, عالم الغيب والشهادة, أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون, اهدني لما اختلفت فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)) ، ومن المأثور من الأدعية اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.

المجموعةالثانية:
1 فسّر بإيجاز قول اللهتعالى:
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌفَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)}
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17)
يضرب الله -عز وجل- مثلا للمنافقين فيشبههم في تزينهم بالإسلام ظاهرا دون الباطن مع علمهم بصدق هذا الدين وأنه حق بمن أوقد وأشعل نارا ليبصر بها الطريق فلما أضاءت وانتشر ضوؤها انطفأت تلك النار فما عاد يبصر ولا يرى شيئا مع شدة حاجته لها ، وكذلك المنافقين تزينوا بالإسلام ظاهرا فكان تزينهم به ليعصموا أنفسهم كمن استوقد النار ليبصر بها ثم انطفأت ، وكذلك الله يذهب بنورهم في الدنيا بإظهار كفرهم لبعض المؤمنين وبوقوعهم في ظلمات الكفر وفي الآخرة بالعذاب المهين.
صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)}
أي هؤلاء المنافقون في عدم انتفاعهم بالحق والهدى وعدم استجابتهم له مع علمهم به في منزلة الأصم الذي لا يسمع ، والأبكم الذي لا ينطق والأعمى الذي لا يبصر فهم لا يسمعون الهدى ولا ينطقون به لذلك نفى عنهم الرجوع والعودة إلى الحق والهدى والإسلام.

2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {وأتوا به متشابها}.
فيه عدة أقوال:
ق1: يشبه بعضه بعضاً في الجودة والحسن. ذكره الزجاج وابن عطية .
ق2: ثمار الجنة تشبه بعضها بعضا في الصورة وتختلف فيالطعم، روي عن ابن عباس ومجاهد وأبي العالية والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ والحسن ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير وهو اختيار ابن جرير.
واستدلوا له بقوله (هذا الّذي رزقنا من قبل) ؛ لأن صورته الصورة الأولى.
وقال الحسن ومجاهد: «يرزقون الثمرةثم يرزقون بعدها مثل صورتها والطعم مختلف فهم يتعجبون لذلك ويخبر بعضهم بعضا».
وقالابن عباس: «ليسفي الجنة شيء مما في الدنيا سوى الأسماء، وأما الذوات فمتباينة».
عن يحيى بن أبي كثيرٍ، قال: «يؤتى أحدهم بالصّحفة من الشّيء، فيأكل منها ثمّ يؤتى بأخرى فيقول: هذا الّذي أوتينا به من قبل. فتقول الملائكة: كل، فاللّون واحدٌ،والطّعم مختلفٌ».
عن يحيى بن أبي كثيرٍ قال: «عشب الجنّة الزّعفران، وكثبانهاالمسك، ويطوف عليهم الولدان بالفواكه فيأكلونها ثمّ يؤتون بمثلها، فيقول لهم أهل الجنّة: هذا الّذي أتيتمونا آنفًا به، فيقول لهم الولدان: كلوا، فإنّ اللّون واحدٌ،والطّعم مختلفٌ. وهو قول اللّه تعالى:{وأتوا به متشابهًا}».
عن الرّبيعبن أنسٍ، عن أبي العالية: {وأتوا به متشابهًا}قال: «يشبه بعضه بعضًا، ويختلف في الطّعم».
وقال ابن جريرٍ بإسناده عن السّدّيّ في تفسيره، عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍوعن مرّة، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ من الصّحابة، في قوله تعالى: {وأتوا به متشابهًا}يعني: «في اللّون والمرأى، وليس يشتبه في الطّعم».
ق3: يشبه ثمر الدنيا في الصورة مع اختلاف بقية الصفات وهو قول عكرمه ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
قال عكرمة: {وأتوا بهمتشابهًا} قال: «يشبه ثمرالدّنيا، غير أنّ ثمر الجنّة أطيب».
ق4: يشبه ثمر الدنيا في الأسماء دون الصورة والطعم. أورده الزجاج وابن عطية وابن كثير.
عن ابن عبّاسٍ،«لايشبه شيءٌ ممّا في الجنّة ما في الدّنيا إلّا في الأسماء»، وفي روايةٍ: «ليس في الدّنيا ممّا في الجنّة إلّاالأسماء». رواه ابن جريرٍ
واستدلوا له بقوله هذا الذي رزقنا من قبل ) أي في الدنيا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: "وقول ابن عباس الذي قبل هذا يرد على هذا القول بعض الرد يعني قوله : «ليس في الجنة شيء مما في الدنيا سوى الأسماء، وأما الذوات فمتباينة».
وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: {وأتوا بهمتشابهًا} قال: «يعرفون أسماءهكما كانوا في الدّنيا: التّفّاح بالتّفّاح، والرّمّان بالرّمّان، قالوا في الجنّة: هذا الّذي رزقنا من قبل في الدّنيا، وأتوا به متشابهًا، يعرفونه وليس هو مثله فيالطّعم».

3. بيّن ما يلي:
أ: الدليل على صدق النبوة ممادرست.
قوله تعالى : {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍمِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْصَادِقِينَ (23)}فإن الله عز وجل تحدى المكذبين للنبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أن يأتوا بمثل ما أنزل الله على عبده محمد صلى الله عليه وسلم من القرآن وعجزا عن الإتيان بآية مثله فكان هذا دالا على صدق نبوته محمد صلى الله علي وسلم .
ب: المراد بالناس في قوله تعالى: {يا أيهاالناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتّقون}.
فيه قولان:
ق1: العرب . ذكره الزجاج وابن عطية .
ق2: الكفار والمنافقين. روي عن ابن عباس ذكره ابن كثير .
عن ابن عبّاسٍ، قال: «قال اللّه تعالى:{يا أيّها النّاس اعبدواربّكم}للفريقين جميعًا من الكفّار والمنافقين، أي: وحّدوا ربّكم الّذي خلقكم والّذين من قبلكم».



هذا والله تعالى أعلم

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 28 جمادى الآخرة 1438هـ/26-03-2017م, 04:27 AM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثالثة
1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.
· الحذر من الإفساد في الأرض بالكفر أو بالمعصية لأن كل معصية فساد في الأرض والعكس صلاح الأرض بالطاعة يؤخذ من قوله ({وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) ومن تفسير السلف للآية

· تجنب موالاة الكافرين لأنها من الإفساد في الأرض يؤخذ من قوله ({وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) فمما فسرت به الآية موالاة الكافرين


· الحذر من المنافقين وذلك عن طريق معرفة صفاتهم ومنها الإفساد في الأرض بدعوى الإصلاح ،وعليه ينبغي على المسلم الفطن الحذر ممن يدعو للإصلاح بمعصية الله وكم من دعاوى للإصلاح في زماننا رفعت وهي عين إلافساد لما فيها من معصية الله والمطلوب الحذر يؤخذ هذا من قوله تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12) فهؤلاء يفسدون ويزعمون أنهم يصلحون فلا يغتر بهم

1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}.
ذكر الله فيما سبق من الآيات جملة من صفات المنافقين وذلك للتحذير منهم ومن جملة صفاتهم التي ينبغي الحذر منها :
أنهم يفسدون في الأرض بأمور منها الكفر وموالاة الكافرين و والعمل بالمعصية والأمر بها وتضييعهم الفرائض ، والشك في دين الله والتكذيب بالرسول صلى الله عليه وسلم ، ومظاهرتهم أهل التّكذيب باللّه وكتبه ورسله على أولياء اللّه وغيرها من المحظورات الناشئة عن الكفر الواقع في قلوبهم لأنهم آمنوا ظاهرا لاباطناً فكان هذا الأمر سبب كل فساد واقع منهم وهم في حال الإفساد الواقع منهم إذا قيل لهم لاتفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون وقولهم هذا أما أن يكون جحد أنهم مفسدون فيكون فيه دلالة على الإستمرار في النفاق أو أن يكون المعنى إقرارهم بموالاة الكفار ويدعون مع ذلك أن فعلهم هذا في إصلاح للقرابة التي توصل أو أنهم يريدون الإصلاح بين الكفار والمؤمنين ثم بين الله حقيقة الأمر بقوله (أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ) فبين الله أن ما يفعلونه هو الإفساد ولكنهم لايشعرون بذلك والسبب في ذلك جهلهم فينبغي الحذر ممن كانت هذه صفته .
2. حرّر القول في:
معنى استهزاء الله تعالى بالمنافقين.
ورد في معنى استهزاء الله بالمنافقين أقوال :
· أن الله أظهر لهم من أحكامه في الدنيا خلاف ما لهم في الآخرة، كما أظهروا من الإسلام خلاف ما أسرّوا ذكره الزجاج ونقله ابن كثير عن الطبري
· أن الله يأخذهم من حيث لا يعلمون، كما قال عزّ وجلّ: {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون}وذلك بإعطائهم الدنيا فيظنون ان الله راض عنهم ذكره الزجاج وابن عطية
· أن الله يجازيهم على هزئهم بالعذاب، فسمّى جزاء الذنب باسمه كما قال عزّ وجلّ: {وجزاء سيّئة سيّئة مثلها}، وكذلك قوله عزّ وجلّ: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} ذكره الزجاج وذكر ابن عطية انه قول جمهور العلماء: «هي تسمية العقوبة باسم الذنب» ونقله ابن كثير عن الطبري
· إن الله تعالى يفعل بهم أفعالا هي في تأمل البشر هزو حسبما يروى أن النار تجمد كما تجمد الإهالة فيمشون عليها ويظنونها منجاة فتخسف بهم، وما يروى أن أبواب النار تفتح لهم فيذهبون إلى الخروج، نحا هذا المنحى ابن عباس والحسن ذكره ابن عطية
· أنّ الله فاعلٌ بهم ذلك يوم القيامة، في قوله: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للّذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورًا فضرب بينهم بسورٍ له بابٌ باطنه فيه الرّحمة وظاهره من قبله العذاب} الآية [الحديد: 13]، وقوله تعالى: {ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنّما نملي لهم ليزدادوا إثمًا ولهم عذابٌ مهينٌ} [آل عمران: 178]ذكره ابن جرير ونقله ابن كثير عنه
· استهزاؤه بهم توبيخه إيّاهم، ولومه لهم على ما ركبوا من معاصيه، والكفر به ذكره ابن كثير
· هذا على سبيل الجواب، كقول الرّجل لمن يخدعه إذا ظفر به: أنا الّذي خدعتك، ولم تكن منه خديعةٌ، ولكن قال ذلك إذ صار الأمر إليه، قالوا: وكذلك قوله: {ومكروا ومكر اللّه واللّه خير الماكرين}[آل عمران: 54] و {اللّه يستهزئ بهم} على الجواب، والله لا يكون منه المكر ولا الهزء، والمعنى: أنّ المكر والهزء حاق بهم ذكره ابن جرير ونقله ابن كثير عنه
القول الراجح:
ترجيح الطبري :
رجح الطبري القول الأول وهو أن الله أظهر لهم من أحكامه في الدنيا خلاف ما لهم في الآخرة، كما أظهروا من الإسلام خلاف ما أسرّوا
قال الطبري رحمه الله : والصواب في ذلك من القول والتأويل عندنا: أن معنى الاستهزاء في كلام العرب: إظهارُ المستهزِئ للمستهزَإ به من القول والفعل ما يُرضيه ظاهرًا، وهو بذلك من قِيله وفِعْله به مُورِثه مَساءة باطنًا وكذلك معنى الخداع والسخرية والمكر.
فإذا كان ذلك كذلك وكان الله جل ثناؤه قد جعل لأهل النفاق في الدنيا من الأحكام - بما أظهروا بألسنتهم، من الإقرار بالله وبرسوله وبما جاء به من عند الله، المُدْخِلِهم في عداد من يشمله اسمُ الإسلام (وإن كانوا لغير ذلكمستبطنين أحكامَ المسلمين المصدِّقين إقرارَهم بألسنتهم بذلك، بضمائر قلوبِهم، وصحائح عزائمهم، وحميدِ أفعالهم المحققة لهم صحة إيمانهم - معَ علم الله عز وجل بكذبهم، واطلاعِه على خُبث اعتقادهم، وشكِّهم فيما ادَّعوا بألسنتهم أنهم به مصدِّقون ، حتى ظنُّوا في الآخرة إذْ حشروا في عِداد من كانوا في عِدادهم في الدنيا، أنَّهم وارِدُون موْرِدَهم. وداخلون مدخلهم. والله جل جلاله - مع إظهاره ما قد أظهر لهم من الأحكام المُلْحِقَتِهم في عاجل الدنيا وآجل الآخرة إلى حال تمييزه بينهم وبين أوليائه، وتفريقِه بينهم وبينهم - معدٌّ لهم من أليم عقابه ونَكال عذابه، ما أعدّ منه لأعدى أعدائه وشر عباده، حتى ميز بينهم وبين أوليائه، فألحقهم من طبقات جحيمه بالدَّرك الأسفل كان معلومًا أنه جل ثناؤه بذلك من فعلِه بهم - وإن كان جزاءً لهم على أفعالهم، وعدلا ما فعل من ذلك بهم لاستحقاقهم إياه منه بعصيانهم له -كان بهم- بما أظهرَ لهم من الأمور التي أظهرها لهم: من إلحاقه أحكامهم في الدنيا بأحكام أوليائِه وهم له أعداء، وحشرِه إياهم في الآخرة مع المؤمنين وهم به من المكذبين -إلى أن ميَّز بينهم وبينهم- مستهزئًا، وبهم ساخرًا، ولهم خادعًا، وبهم ماكرًا إذ كان معنى الاستهزاء والسخرية والمكر والخديعة ما وصفنا قبل، دون أن يكون ذلك معناه في حالٍ فيها المستهزئ بصاحبه له ظالم، أو عليه فيها غير عادل، بل ذلك معناه في كل أحواله، إذا وُجدت الصفات التي قدَّمنا ذكرها في معنى الاستهزاء وما أشبهه من نظائره.
ترجيح ابن عطية :
رجح ابن عطية أن المراد تسمية العقوبة باسم الذنب وأستدل على قوله بأنه المعروف من كلام العرب
قال ابن عطية :اختلف المفسرون في هذا الاستهزاء فقال جمهور العلماء: «هي تسمية العقوبة باسم الذنب».
والعرب تستعمل ذلك كثيرا، ومنه قول الشاعر [عمرو بن كلثوم]:
ألا لا يجهلن أحد علينا ....... فنجهل فوق جهل الجاهلينا.
3. بيّن ما يلي:
أ: معنى اشتراء الضلالة بالهدى، ومناسبة استعمال وصف الشراء.
معنى الشراء هنا التمسك بالشيء والرغبة فيه وترك غيره وليس هناك شراء وبيع على الحقيقة وإنما هو التمسك والرغبة
وقد اختلفت عبارة المفسرين عن معنى قوله: {اشتروا الضّلالة بالهدى}
· «أخذوا الضلالة وتركوا الهدى» هذا القول مروي عن ابن عباس وابن مسعود ذكره ابن عطية وابن كثير
· استحبوا الضلالة وتجنبوا الهدى كما قال تعالى: {فاستحبّوا العمى على الهدى}[فصلت: 17] ذكره ابن عطية وابن كثير
· الشراء هنا استعارة وتشبيه، لما تركوا الهدى وهو معرض لهم ووقعوا بدله في الضلالة واختاروها شبهوا بمن اشترى فكأنهم دفعوا في الضلالة هداهم إذ كان لهم أخذهذكره ابن عطية
· الآية فيمن كان آمن من المنافقين ثم ارتد في باطنه وعقده ويقرب الشراء من الحقيقة على هذاذكره ابن عطية وابن كثير
الجمع بين الأقوال :
عند التأمل في الأقوال نجد أن لاتعارض بينها فالمنافقين وقع منهم ماسبق
قال ابن كثير :وحاصل قول المفسّرين فيما تقدّم: أنّ المنافقين عدلوا عن الهدى إلى الضّلال، واعتاضوا عن الهدى بالضّلالة، وهو معنى قوله تعالى: {أولئك الّذين اشتروا الضّلالة بالهدى} أي بذلوا الهدى ثمنًا للضّلالة، وسواءٌ في ذلك من كان منهم قد حصل له الإيمان ثمّ رجع عنه إلى الكفر، كما قال تعالى فيهم: {ذلك بأنّهم آمنوا ثمّ كفروا فطبع على قلوبهم}[المنافقون: 3]، أو أنّهم استحبّوا الضّلالة على الهدى، كما يكون حال فريقٍ آخر منهم، فإنّهم أنواعٌ وأقسامٌ؛ ولهذا قال تعالى: {فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين} أي: ما ربحت صفقتهم في هذه البيعة، {وما كانوا مهتدين} أي: راشدين في صنيعهم ذلك.
مناسبة استعمال وصف الشراء :
استعمال وصف الشراء فيه دلالة على شدة الرغبة والتمسك والإستحباب فكما أن المشتري يبذل ماله للحصول على السلعة رغبة فيها فكذلك هؤلاء يرغبون في الضلالة رغبة شديدة

ب: المراد بالحجارة في قوله تعالى: {فاتّقوا النار التي وقودها الناس والحجارة}.
المراد بالحجارة :
القول الاول:
حجارة الكبريت ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
ذكر ابن عطية أن هذا القول مروي عن ابن مسعود وذكر سبب تخصيصها فقال:وخصت بذلك لأنها تزيد على جميع الأحجار بخمسة أنواع من العذاب: سرعة الاتقاد، ونتن الرائحة، وكثرة الدخان، وشدة الالتصاق بالأبدان، وقوة حرها إذا حميت.
وذكر ابن كثير انها حجارة عظيمة سّوداء صّلبة منتنة، وهي أشدّ الأحجار حرًّا إذا حميت، خلقها اللّه يوم خلق السّماوات والأرض في السّماء الدّنيا، يعدّها للكافرين وذكر في أوصافها آثاراًعن السلف
القول الثاني:
حجارة الأصنام والأنداد الّتي كانت تعبد من دون اللّه كما قال: {إنّكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنّم} الآية [الأنبياء: 98]، حكاه القرطبيّ وفخر الدّين ورجّحه على الأوّل؛ قال: لأنّ أخذ النّار في حجارة الكبريت ليس بمنكرٍ فجعلها هذه الحجارة أولى
القول الراجح :
الذي يترجح القول الأول وأن المراد حجارة الكبريت للدلالة على شدة حر النار والسياق يؤيد هذا المعنى
قال ابن كثير بعد تضعيفه للقول الثاني :وهذا الّذي قاله ليس بقويٍّ،؛ وذلك أنّ النّار إذا أضرمت بحجارة الكبريت كان ذلك
أشدّ لحرّها وأقوى لسعيرها، ولا سيّما على ما ذكره السّلف من أنّها حجارةٌ من كبريتٍ معدّةٌ لذلك، ثمّ إنّ أخذ النّار في هذه الحجارة -أيضًا-مشاهدٌ، وهذا الجصّ يكون أحجارًا فتعمل فيه بالنّار حتّى يصير كذلك. وكذلك سائر الأحجار تفخرها النّار وتحرقها. وإنّما سيق هذا في حرّ هذه النّار الّتي وعدوا بها، وشدّة ضرامها وقوّة لهبها كما قال: {كلّما خبت زدناهم سعيرًا}[الإسراء: 97]. وهكذا رجّح القرطبيّ أنّ المراد بها الحجارة الّتي تسعّر بها النّار لتحمى ويشتدّ لهبها قال: ليكون ذلك أشدّ عذابًا لأهلها

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 1 رجب 1438هـ/28-03-2017م, 04:03 AM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة البقرة

(من الآية 11 حتى الآية 25)


1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.

1- عدم المكابرة والإصرار على الذنب ، وتلقي رسائل الله وآياته عز وجل بالقبول والانقياد والطاعة وذلك لتجنب سخط الله عز وجل وعقابه . وذلك يستفاد من قوله : "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ"

2- عدم موالاة الكفار ولا مداراتهم ولا نصرتهم على المسلمين الموحدين ؛ وإن كان هناك مصلحة من وراء ذلك فذلك هو عين الإفساد في الأرض ، فموالاة الكفار من صور الأفساد في الأرض كما ورد في تفسير " الإفساد "

3- ضرورة الاهتمام بالتعلم عن الله عز وجل وأسمائه وصفاته ، والتعرف على سعة علمه وعظيم قدرته وجلاله وكماله وكبريائه وجبروته ، والاتعاظ بأخذه لأهل النفاق والكفر ، فذلك مما يورث خشيته وتعظيمه ومحبته وخشية سخطه وعقابه واستدراجه ، كما يورث اليقين ومن ثم زيادة الإيمان ، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، وذلك لأن المنافقين وغيرهم من أهل الفسوق والعصيان ؛ إنما دعاهم لهذه الأفاعيل الشنعاء جهلهم بربهم وبأسمائه وصفاته وأفعاله ، فجعلهم هذا لا يشعرون بما هم عليه من الاستدراج ، ولا ما هو منتظرهم من الأخذ والعقاب والهوان والخذلان . فنسأله تعالى المعافاة .

المجموعة الثالثة:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}.
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11 :
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ : لا يزال الكلام عن أهل النفاق ، فإذا قيل لهم لا تفسدوا في الإرض ؛ أي لا تعملوا على معصية الله بتضييع ما افترضه عليكم ، ولا تركبوا ما نهاكم الله عن ركوبه من العصيان والفسوق والشك في دين الله الذي لا يقبل إلا اليقين والتصديق التام بحقيقته ، ولا تصروا على موالاة الكفار ومظاهرتكم لهم على أهل الإيمان ؛ فإفساد المنافق حاصل من جهتين ؛ جهة خداعه للمؤمنين وغره لهم بما ليس فيه على الحقيقة فاشتبه أمره عليهم ، وجهة موالاته للكافرين على المؤمنين وتقوية شوكتهم ، وبذلك قد زاد شره وخطره وتضاعف ، فذلك هو عين الإفساد الذي إنما يؤدي حتماً ولابد إلى الكفر ؛ ومن ثم إلى الدرك الأسفل من النار ،كما قال تعالى : {إنّ المنافقين في الدّرك الأسفل من النّار ولن تجد لهم نصيرًا}
قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ : يقولون أنهم مصلحون و يؤكدون على ذلك فيحتمل أن يكون ذلك جحداً منهم لإفسادهم واعتقاداً منهم أنهم على الهدى واستمراراً منهم على النفاق والإصرار عليه ، أو أنهم مقرون بموالاة الكفار بحجة أنهم أولى قربى فيصلون رحمهم فيهم وبذلك يكونوا مصلحين ، أو أنهم يوالون الكفار ويداخلونهم من أجل الإصلاح بينهم وبين المؤمنين ، وهذا مما لا شك فيه عين الضلال ولذلك جاء الرد عليهم في قوله :
) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}.
فاستفتحت الآية بعدة مؤكدات على أنهم هم المفسدون فجاءت { إنّ – هم – أل التعريف في " المفسدون}، فـــ ال التعريف تتضمن معنى المبالغة ، ويمكن أن تكون للعهد ؛ أي الفساد الوارد ذكره قبلها ، والمعنى : ألا إن هذا الذي تحسبونه وتعتقدون أنه الإصلاح إنما هو عين الفساد ولكن لا تشعرون أيها الغافلون أنه فساد ولا أن الله يستدرجكم حتى يفضحكم وينكل بكم ، وهذا الذي أنتم عليه؛ إنما حصل لكم من جهلكم بربكم ، وجحدكم لآياته، ومحاربتكم لرسله .

2. حرّر القول في:
معنى استهزاء الله تعالى بالمنافقين.
قال تعالى : {اللّه يستهزئ بهم} :
أورد ابن جرير عن ابن عبّاسٍ، في قوله تعالى: {اللّه يستهزئ بهم}قال: «يسخر بهم للنّقمة منهم». ذكره ابن كثير

وقيل في الحكمة من استهزاء الله بهم :
أن هذا جواباً وجزاءاً لهم على فعلهم واستهزائهم فالجزاء من جنس العمل فيجازيهم الله تعالى على أفعالهم بالعذاب .كما في قوله : {ومكروا ومكر اللّه واللّه خير الماكرين }وقوله : {يخادعون اللّه وهو خادعهم}فهنا جاءت تسمية العقوبة باسم الذنب ، وهو حاصل ما ذكره المفسرون الثلاثة وهو قول جمهور العلماء، وذكر الزجاج أن ذلك الذي عليه أهل اللغة فالعرب تستعمل ذلك كثيرا، ومنه قول الشاعر :
ألا لا يجهلن أحد علينا .......فنجهل فوق جهل الجاهلينا

- - فالعقوبة والذنب اشتركا في اللفظ واختلفا في المعنى ، لأن فعل الاستهزاء منهم ظلم وجور ، أما عقوبتهم به فهي عين العدل ومن تمام حكمته تعالى ، فالله تعالى لا يكون منه المكر ولا الهزء على سبيل اللعب ، إنما المكر والهزء حاق بهم علىوجه الانتقام والمقابلة بالعدل والمجازاة وهذا لا يمتنع في حق الله تعالى بل هو من كمال عدله وتمام حكمته .. وبنحو ذلك قال ابن كثير عن ابن جرير .
- وقد أورد المفسرون قولين في متعلق الاستهزاء :
القول الأول :أنه في الدنيا .
وورد فيه ثلاثة أقوال :

1- أن الله يظهر لهم الاستهزاء من أحكامه في الدّنيا، يعني من عصمة دمائهم وأموالهم خلاف الّذي لهم عنده في الآخرة، يعني من العذاب والنّكال ، وهو حاصل ما ذكره المفسرون الثلاثة .
2- أن الله يدر عليهم النعم والعطايا في الدنيا ليظنوا أنه راض عنهم ، ذلك إنما يكون على وجه الاستدراج ثم أخذهم من حيث لا يعلمون وذلك كقوله تعالى :{ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنّما نملي لهم ليزدادوا إثمًا ولهم عذابٌ مهينٌ }قاله ابن عطية وأشار إليه الزجاج .
3- : استهزاؤه بهم توبيخه إيّاهم، ولومه لهم على ما ركبوا من معاصيه، والكفر به. ذكره ابن كثير ولم يستدل له .

القول الثاني :أن فعل الاستهزاء إنما يكون في الآخرة ، بأن يكون الله ّتعالى فاعلٌ بهم أفعالاً يوم القيامة هي في تأمل البشر من الهزو، كما في قوله: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للّذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورًا فضرب بينهم بسورٍ له بابٌ باطنه فيه الرّحمة وظاهره من قبله العذاب} حاصل ما ذكره ابن عطية وما أورده ابن كثير عن ابن جرير
وعند التأمل في أقول المفسرين نجد أنها من باب التفسير بالمثال ويمكن الجمع بينها .

3. بيّن ما يلي:
أ: معنى اشتراء الضلالة بالهدى، ومناسبة استعمال وصف الشراء.
قد ذكر الزجاج : أن العرب تقول على كل من ترك شيئاً وتمسك بغيره، أن الذي تمسك به قد اشتراه، وليس ثم شراء ولا بيع، ولكن رغبته فيه بتمسكه به كرغبة المشتري بماله ما يرغب فيه. كقال الشاعر:
أخــذت بالجـمّـة رأســا أزعــرا وبالثنايـا الواضحـات الــدّردرا
وبالطويـل العمـر عمـرا أقصـرا كما اشترى الكافر إذ تنصّرا
-فليس المراد هنا شراءا حقيقيا وإنما هي استعارة وتشبيه ، وبئس ما اشتروا .
-وقد ناسب وصف الشراء هنا فقد بذلوا هداهم ثمناً للضلالة التي اختاروها ، وعدلوا عن هداهم واستعاضوا عنه بالضلالة التي استحبوها وآثروها ، بل وقد كان منهم من باع دينه بالكلية بعد أن حصل له الإيمان ثمّ رجع عنه إلى الكفر، ولهذا قال تعالى: {فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين}أي: ما ربحت صفقتهم في هذه البيعة الخاسرة المغبون أصحابها ، {وما كانوا مهتدين}أي: راشدين في صنيعهم ذلك.

ب: المراد بالحجارة في قوله تعالى: {فاتّقوا النار التي وقودها الناس والحجارة}.
ذكر في المراد بالحجارة هنا قولان :
القول الأول : أنها حجارة الكبريتالعظيمة السّوداء الصّلبة ، روى عن ابن مسعود ومجاهد وابن جريج ورجحه القرطبي وذكره عنهم ابن كثير كما ذكره الزجاج وابن عطية .
وخصت بذلك لأنها تزيد على جميع الأحجار بخمسة أنواع من العذاب:
1- سرعة الاتقاد
2- ونتن الرائحة
3- وكثرة الدخان
4- وشدة الالتصاق بالأبدان
5- وقوة حرها إذا حميت
وقد استدل ابن كثير لهذا القول بعدة آثار عن السلف منها :
- - ما رواه ابن جرير عن عبد اللّه بن مسعودٍ، في قوله تعالى: {وقودها النّاس والحجارة}قال: «هي حجارةٌ من كبريتٍ، خلقها اللّه يوم خلق السّماوات والأرض في السّماء الدّنيا، يعدّها للكافرين».
- - وما رواه السّدّيّ في تفسيره، عن ابن عبّاسٍ، وعن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ من الصّحابة: {فاتّقوا النّارالّتي وقودها النّاس والحجارة}«أمّا الحجارة فهي حجارةٌ في النّار من كبريتٍ أسود، يعذّبون به مع النّار».

القول الثاني : حجارة الأصنام والأنداد الّتي كانت تعبد من دون اللّه ، كما قال: {إنّكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنّم}الآية، حكاه القرطبيّ وفخر الدّين ورجّحه ورواه عنهما ابن كثير .
والعلة في ترجيحه عند من رجحه : لأنّ أخذ النّار في حجارة الكبريت ليس بمنكرٍ فجعلها هذه الحجارة أولى .
ورد ابن كثير هذا القول من أوجه:
1- أنّ النّار إذا أضرمت بحجارة الكبريت كان ذلك أشدّ لحرّها وأقوى لسعيرها ، فكل الحجارة الأخرى يمكن للنار أن تطبخها وتذيبها وتأخذ بها ، أما حجارة الكبريت تتميز بصلابتها ، وقوتها ، مما يساعد على شدة حر جهنم وزيادة لهيبها ليكون أشد عذابا على أهلها ،كما قال تعالى : {كلّما خبت زدناهم سعيرًا}[ نسأل الله السلامة والعافية .
2- ما ذكره السّلف من أنّها حجارةٌ من كبريتٍ معدّةٌ لذلك .
واختار الزجاج وابن عطية القول الأول ورجحه ابن كثير كما نقل ترجيح القرطبي واستدلاله بما جاء في الحديث عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: «كلّ مؤذٍ في النّار».
وعلق على هذا الحديث بأنه ليس بمحفوظٍ ولا معروفٍ.
ثمّ نقل عن القرطبيّ تفسيره للحديث بمعنيين، أحدهما:أنّ كلّ من آذى النّاس دخل النّار، والآخر:كلّ ما يؤذي فهو في النّار يتأذّى به أهلها من السّباع والهوامّ وغير ذلك.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 2 رجب 1438هـ/29-03-2017م, 04:37 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة البقرة
(من الآية 11 حتى الآية 25)


أحسنتم بارك الله فيكم وثبّتكم على درب الهدى.

المجموعة الأولى:
1: مريم أحمد حجازي أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج3 ب: وكذلك علم أهل الكتاب من كتبهم بأن الله واحد لا ندّ له، على اعتبار تعدّد المخاطبين في الآية، وأحيلك إلى جواب الأخت سها على هذا السؤال.

2: سها حطب أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: في تفسيرك لقوله تعالى: {يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت} لم تذكري وجه الشبه بين المنافقين وبين وصف الآية.


المجموعة الثانية:
3: رضوى محمود أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: ما ذكرتيه من معنى التعجّب أو الإخبار
وكذلك القولان الرابع والخامس هو في قوله: {هذا الذي رزقنا من قبل} وليس في معنى التشابه.
ج3 ب: ذكر ابن عطية أن المؤمنين قد يدخلون في الخطاب، راجعي تفسيره للآية بعدها.

4: رشا نصر زيدان أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: ذكر ابن عطية والزجّاج قولا في معنى التشابه وهو تشابهها في الجودة والحسن، ولم يجمع المفسّرون على أن ثمر الجنة يشبه ثمر الدنيا في الصورة، وقد أثر عن ابن عباس أنه ليس في الجنة من الدنيا إلا الأسماء، ولعلك قصدتِ التشابه في الأسماء.

ج3 ب: ذكر ابن عطية أن المؤمنين قد يدخلون في الخطاب، راجعي تفسيره للآية بعدها.

5: هناء محمد علي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: ما ذكرتيه في القول الثالث يتضمّن قولين: تشابه ثمر الجنة مع ثمر الدنيا في الأسماء فقط واختلافهم فيما دون ذلك، أو تشابهها في الاسم والصورة واختلاف الطعم.
ج3 ب: راجعي كلام ابن عطية في الآية بعدها للفائدة.

6: ندى علي أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: أحسنتِ وتميّزتِ.
ج3 ب: ذكر ابن عطية أن المؤمنين قد يدخلون في الخطاب، راجعي تفسيره للآية بعدها.


المجموعة الثالثة:
- معنى استهزاء الله تعالى بالمنافقين.

بعض الأقوال الواردة في تفسير قوله تعالى: {الله يستهزيء بهم}، نجد أن منشأها الهروب من ظاهر اللفظ الذي هو وصف الله تعالى بأنه يستهزيء بالمنافقين، ويظنون أن هذا الوصف لا يليق به -سبحانه-، فيجعلونه من قبيل المشاكلة أي جعل لفظ مقابل لفظ آخر وإن لم يرد معناه حقيقة، ويقولون إن استهزاء الله تعالى بالمنافقين عقابه إيّاهم.
والصواب أن استهزاء الله بالمنافقين استهزاء حقيقي، وهو صفة كمال له وعدل منه سبحانه إزاء هؤلاء المستهزئين، فيمدّهم في طغيانهم ويملي لهم ويستدرجهم حتى إذا أخذهم لم يفلتهم.
وقد وصف الله نفسه بذلك في القرآن، ولا يجوز صرف اللفظ عن ظاهره دون مستند، وهذه الآية لها نظائرها، كقوله تعالى: {وأكيد كيدا}، {ويمكرون ويمكر الله}، {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم}، وهذه الأوصاف أوصاف كمال، وهي في حقّه سبحانه وتعالى غير حقّها في البشر، فصرف اللفظ عن ظاهره تحت دعوى التنزيه لا تصحّ.



7: عقيلة زيان أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

8: منيرة جابر الخالدي أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

9: منى محمد مدني أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

10: حنان علي محمود أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: ما ذكرتيه من الأقوال في الحكمة من استهزاء الله تعالى بالمنافقين هو تفسير البعض للاستهزاء نفسه وليس حكمته، ولعل في التعليق العامّ ما يبيّن القصد.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 11 شوال 1438هـ/5-07-2017م, 04:55 PM
فاطمة محمود صالح فاطمة محمود صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة - قطر
المشاركات: 297
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة البقرة
من الآية ( 11 حتى الآية 25 )
المجموعة الأولى


عامّ لجميع الطلاب : اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12) }

يستفاد من قوله تعلى : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ( 11) }
1. المسلم مكلف بالإعمار والإصلاح في الأرض وعدم الإفساد من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن خلال اتباع شرائع الله وأوامره .
2. المسلم مكلف بعدم موالاة أهل الكفر لما يتسبب عن ذلك من فساد في الأرض.
3. المسلم يتلقى ويستمع إلى النصيحة بصدر رحب ويطبقها من أجل الإصلاح في الأرض .

يستفاد من قوله تعلى : { أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12) }
1. قد يعتقد المسلم أنه على صواب وهو على خلاف ذلك فعليه اللجوء دائما إلى الله بالدعاء وسؤال الله الهداية وأن يريه الحق ويجنبنه الباطل "اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ".

فسّر بإيجاز قول الله تعالى:{ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) }

{ أَوْ كَصَيِّب مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ } هذا مثل آخر ضربه الله عز و جل للمنافقين إذ يظهر لهم الحق تارة ، و يشكون به تارة أخرى .{ أو } ورد فيها معنيين إما للتخيير أو بمعنى حرف العطف الواو ، فالتخيير أي مثلوهم بهذا أو بهذا، أي على أحد الأمرين، والمعنى الآخر بمعنى حرف الواو { أو كصيّبٍ } معطوف على كمثل الذي ، والصيب في اللغة: المطر ، والمراد به القرآن الذي أنزل من السماء من عند الله تعالى .{ ظُلُمَاتٌ } إشارة إلى ظلمة الليل والسحاب والمطر ، والمراد به ما على المنافقين من الشّكوك والكفر والنفاق ،والظلمات جمعت لأنها تتزايد وتتراكب فيكون هول وغم على الناس { وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ } الرعد هو الصوت المسموع ، والمراد به وعيد القرآن وزواجره وأوامره ونواهيه ، فالمنافقين في خوف وفزع شديد يعتري قلوبهم ، والبرق هو حجج القرآن وبراهينه التي تبهرهم فيلمع نور الإيمان في قلوب هذه الفئة من المنافقين في بعض الأحيان ، ولهذا ذكر الله تعالى بعد ذلك { يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ }فالصاعقة هي نار تنزل من السماء وقت الرعد الشديد ، فجعل أصابعهم في آذانهم كي يتقوا سماع هذه الصواعق ، والمراد باصواعق التكاليف الشرعية التي أنزلت في القرآن من الجهاد والزكاة ، فهم يتقون سماع ما في القرآن من وعيد ونواهي وزواجر . { حذر الموت} أي يحذرون حلول الوعيد الذي توعدهم الله به في القرآن ، سواء في الدنيا أو في الآخرة . { والله محيطٌ بالكافرين} فهم تحت مشيئته وإرادته وعلمه وقدرته وعقابه فلا يعجزونه .
{يَكَادُ الْبَرْقُ } يكاد فعل ينفي المعنى مع إيجابه ويوجبه مع النفي { يخطف أبصارهم} ورد في يخطف عدة قراءات والجمهور على قراءة {يخطف } بفتح الياء والطاء وسكون الخاء، وهي لغة قريش . والخطف سرعة انتزاع الشيء .{ يكاد البرق يخطف أبصارهم }أي يوشك البرق لشدته وسطوعه ولمعانه مع ضعف أبصارهم أن يذهب بها فيعميها ، فشدة نور القرآن بما فيه من براهين وحجج ساطعة تكاد تبهر المنافقين لشدة ما يرون من الحق فلا تتحمله بصائرهم الضعيفة ونفوسهم لعدم رسوخ الإيمان في صدورهم .{ كلّما أضاء لهم مشوا فيه وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا } كلما أصاب المنافقين من الإيمان شيء ومن عز الإسلام شيء وسمعوا من القرآن آيات ظهرت لهم الحجج والبراهين فاطمأنوا واستأنسوا بها ، وإن أصابهم شك أو أصاب الإسلام نكبة أو نكسة قاموا ورجعوا إلى الكفر.وقيل إذا ظهر لهم نور الحق مشوا على ضوئه ، لكن لا يلبث أن يستقر في قلوبهم المظلمة والمليئة بالشبهات و الشكوك ، فيقفون حائرين عائدين إلى تكذيبهم ، فهم في حال من الشك و التردد .{ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ }خص ذكر السمع والبصر لتقدم ذكرها في الآية ، والمراد في الآية تهديد ووعيد لهم بذهاب أسماعهم و أبصارهم عقوبةً لهم على نفاقهم و كفرهم ، فالله لو شاء لفضح المنافقين عند المؤمنين ولأوقع بهم ما يتخوفونه من الزجر والوعيد .{ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }{ على كل شيءٍ} تفيد العموم { قديرٌ } صيغة مبالغة بمعنى قادر ، وقد خص صفة القدرة بالذكر لأنه تقدم ذكر فعل مضمونه الوعيد و الإخافة ، فكان ذكر القدرة مناسبا لذلك . وقد حذر الله المنافقين بأسه وقوته وسلطانه ، فإن أراد الانتقام أو العفو فهو قادر على ذلك ، فاليحذروا عذابه وعقابه فهو لا يعجزه شئ .

1. حرّر القول في: معنى قوله تعالى: {فأتوا بسورة من مثله }
ذكر المفسرون أقوال في المعنى المراد :
القول الأول : ضمير الهاء في ( مثله) عائد على القرآن ، أي من مثل القرآن ، قال تعالى :{ فأتوا بعشر سورٍ مثله مفتريات}، واختلفوا بالمراد بالمثل على قولين :
أ. من مثل نظمه و فصاحة معانيه ، و به وقع الإعجاز والتحدي .
ب. من مثله في صدقه و قدمه .
قاله مجاهد و قتادة ذكره ابن كثير ، و ذكره أيضا الزجاج و ابن عطية وهو قول جمهور العلماء .
القول الثاني : الضمير عائد على النبي محمد صلى الله عليه و سلم، واختلفوا :
أ. من أمي صادق مثله .
ب. من ساحر أو كاهن أو شاعر مثله ،على زعم المشركين.
ذكره وابن كثير والزجاج و ابن عطيّة .
القول الثالث : عائد على الكتب والصحف القديمة التوراة و الإنجيل و الزبور . ذكره ابن عطية
ورجح ابن كثير القول الأول القرآن ، وقد اختاره ابن جرير ، وذكر ابن عطية أن عليه جمهور العلماء ، وهو الصحيح لأن التحدي عام لهم كلهم ، مع أنهم أفصح الأمم ، فدل على إعجاز القرآن وفصاحته قوله تعالى{ الر كتبٌ أحكمت آياته ثمّ فصلت من لدن حكيمٍ خبير}و الله أعلم

2. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالشهداء في قوله تعالى: {وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين }

ذكر المفسرون أقوال في المراد بالشهداء :
القول الأول : أعوانكم ، من شهدكم وحضركم وناصركم وعاونكم ، قاله ابن عباس وذكره وابن كثير وابن عطية.
القول الثاني : آلهتكم ، قاله السدي والفراء وذكره ابن كثير وابن عطية .
القول الثالث : أي الحكام الفصحاء ، قاله مجاهد ذكره ابن كثير والزجاج ، وقد جمعها الزجاج بقوله : من استدعيتم طاعته ، و رجوتم معونته في الإتيان بسورة من مثله .

ب: متعلّق العلم في قوله تعالى: {فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون }
متعلق العلم هو إقرارهم بأن الله تعالى هو خالقهم ، وهو وحده رازقهم ، وأنه واحد سبحانه تعالى لا شريك له ، وهوالحق الذي دعا إليه الرسول صلى الله عليه و سلم .


والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 26 ذو الحجة 1438هـ/17-09-2017م, 01:10 AM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائدسلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{
وَإِذَا قِيلَلَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.
· ضرورة الوقوف على حدود الله والالتزام بأوامره والانتهاء عن نواهيه، وألا يقدم فهمه أو عقله على ما جاء من الشرع فإن ذلك موجب لسخط الله وعقابه. قال تعالى:(وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون).
فعدم انتهائهم عما نهاهم الله عنهم وإعمال ما تمليه نفوسهم أوجب سخط الله عليهم.

· إن المعاصي من الإفساد في الأرض فليحذر المسلم من التهاون في ذلك، وليسعي إلى ما يقربه إلى ربه من الاستغفار وفعل المأمورات وسائر الطاعات. قال تعالى:( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون).


· أن موالاة الكافرين أو التقرب إليهم مهما كان القصد هو من أفعال المنافقين التي حذر الله منها، فليقف المؤمن عند حدود الله ولينتهي عما نهاه الله عنه. قال تعالى:( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون).



المجموعةالثانية:
1 فسّر بإيجاز قول اللهتعالى:
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِالَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُبِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌفَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)}

التفسير:
هذا مثل ضربه الله سبحانه وتعالى في شأن المنافقين الذين عرفوا الهدى وأبصروا الحق ثم أعرضوا عنه إلى الكفر.
يقول تعالى:(مثلهم كمثل الذي استوقد نارا) شبه الله تعالى المنافقين الذين عرفوا الحق وأبصروا نوره وهداه وآمنوا به فعصمت به دماؤهم وأموالهم وخالطوا به المؤمنين وناكحوهم ووارثوهم ثم اعرضوا عنه وارتدوا إلى كفرهم وشكهم وضلالهم، فسلبهم الإيمان وختم على قلوبهم، فهؤلاء مثلهم كمثل الذي أوقد نارا (فلما أضاءت ما حوله) فأبصر بها ما حوله من سباعها وهوامها ومصلحته ومنفعتها وأنس بنورها فبينما هو كذلك إذ (ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون) سلبه الله النور فطفئت ناره وعاش في ظلمات أشد مما كان فيه قبل أن يوقد ناره، وهو مع ذلك(صم بكم عمي فهم لا يرجعون) عمي لا يبصرون خرس لا يتكلمون ولا يسمعون ظلمات بعضها فوق بعض، فمن كان هذا حالهم فلا يرجعون إلى نور ولا إلى هدى، جزاء وفاقا على تركهم الحق بعد بيانه لهم.

2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {وأتوا به متشابها}.
الأول: أنه يشبه بعضه بعضا في الجودة والحسن. ذكره الزجاج وابن عطية.
الثاني: أنه متشابه في الصورة مختلف في الطعم. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
قال ابن عباس ومجاهد والحسن وغيرهم: معناه يشبه بعضه بعضا في المنظر ويختلف في الطعم.

الثالث: أنه يشبه ثمار الدنيا في الصورة والاسم مختلف في الطعم. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

الرابع: أن يشابه ثمار الدنيا في الأسماء فقط.ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
قال سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس: لا يشبه شيء مما في الجنة ما في الدنيا إلا الأسماء.

3. بيّن ما يلي:
أ: الدليل على صدق النبوة ممادرست.
قال تعالى:(وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين* فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين).

ب: المراد بالناس في قوله تعالى: {يا أيهاالناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكمتتّقون}.
فيه قولين:
الأول: أنه خطاب للكافرين والمنافقين. ذكره ابن كثير.
وذلك بخصوصية الآيات عند نزولها، فقد نزلت تخاطب الكافرين والمنافقين.

الثاني: أنه خطاب للعرب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.ذكره الزجاج وابن عطية.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 22 صفر 1439هـ/11-11-2017م, 05:32 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سناء بنت عثمان مشاهدة المشاركة
عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائدسلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{
وَإِذَا قِيلَلَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.
· ضرورة الوقوف على حدود الله والالتزام بأوامره والانتهاء عن نواهيه، وألا يقدم فهمه أو عقله على ما جاء من الشرع فإن ذلك موجب لسخط الله وعقابه. قال تعالى:(وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون).
فعدم انتهائهم عما نهاهم الله عنهم وإعمال ما تمليه نفوسهم أوجب سخط الله عليهم.

· إن المعاصي من الإفساد في الأرض فليحذر المسلم من التهاون في ذلك، وليسعي إلى ما يقربه إلى ربه من الاستغفار وفعل المأمورات وسائر الطاعات. قال تعالى:( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون).


· أن موالاة الكافرين أو التقرب إليهم مهما كان القصد هو من أفعال المنافقين التي حذر الله منها، فليقف المؤمن عند حدود الله ولينتهي عما نهاه الله عنه. قال تعالى:( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون).
[ معنى الفائدة صحيح، لكن ما الدليل على خطورة الموالاة من هذه الآية خاصة؟ ]



المجموعةالثانية:
1 فسّر بإيجاز قول اللهتعالى:
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)}

التفسير:
هذا مثل ضربه الله سبحانه وتعالى في شأن المنافقين الذين عرفوا الهدى وأبصروا الحق ثم أعرضوا عنه إلى الكفر.
يقول تعالى:(مثلهم كمثل الذي استوقد نارا) شبه الله تعالى المنافقين الذين عرفوا الحق وأبصروا نوره وهداه وآمنوا به فعصمت به دماؤهم وأموالهم وخالطوا به المؤمنين وناكحوهم ووارثوهم ثم اعرضوا عنه وارتدوا إلى كفرهم وشكهم وضلالهم، فسلبهم الإيمان وختم على قلوبهم، فهؤلاء مثلهم كمثل الذي أوقد نارا (فلما أضاءت ما حوله) فأبصر بها ما حوله من سباعها وهوامها ومصلحته ومنفعتها وأنس بنورها فبينما هو كذلك إذ (ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون) سلبه الله النور فطفئت ناره وعاش في ظلمات أشد مما كان فيه قبل أن يوقد ناره، وهو مع ذلك(صم بكم عمي فهم لا يرجعون) عمي لا يبصرون خرس لا يتكلمون ولا يسمعون ظلمات بعضها فوق بعض، فمن كان هذا حالهم فلا يرجعون إلى نور ولا إلى هدى، جزاء وفاقا على تركهم الحق بعد بيانه لهم.

2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {وأتوا به متشابها}.
الأول: أنه يشبه بعضه بعضا في الجودة والحسن. ذكره الزجاج وابن عطية.
الثاني: أنه متشابه في الصورة مختلف في الطعم. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
قال ابن عباس ومجاهد والحسن وغيرهم: معناه يشبه بعضه بعضا في المنظر ويختلف في الطعم.

الثالث: أنه يشبه ثمار الدنيا في الصورة والاسم مختلف في الطعم. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

الرابع: أن يشابه ثمار الدنيا في الأسماء فقط.ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
قال سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس: لا يشبه شيء مما في الجنة ما في الدنيا إلا الأسماء.

3. بيّن ما يلي:
أ: الدليل على صدق النبوة ممادرست.
قال تعالى:(وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين* فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين).
[ حبذا لو بينتِ وجه الاستدلال من الآية على صدق النبوة ]
ب: المراد بالناس في قوله تعالى: {يا أيهاالناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكمتتّقون}.
فيه قولين:
الأول: أنه خطاب للكافرين والمنافقين. ذكره ابن كثير.
وذلك بخصوصية الآيات عند نزولها، فقد نزلت تخاطب الكافرين والمنافقين.

الثاني: أنه خطاب للعرب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.ذكره الزجاج وابن عطية.
[ والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ]


التقويم : ب+
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir