دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 جمادى الأولى 1439هـ/5-02-2018م, 02:06 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي تطبيقات على درس أسلوب التقرير العلمي

تطبيقات على درس أسلوب التقرير العلمي
الدرس (هنا)
- مجلس مناقشة دروس دورة أساليب التفسير.

تنبيه:
- الآيات موضوع التطبيق تكون من الأجزاء الثلاثة الأخيرة.
وفقكم الله وسددكم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 جمادى الأولى 1439هـ/7-02-2018م, 06:57 PM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

تم الرفع

الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf رسالة تفسيرية في قوله عزوجل.pdf‏ (256.6 كيلوبايت, المشاهدات 11)
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 جمادى الأولى 1439هـ/8-02-2018م, 04:14 PM
فاطمة إدريس شتوي فاطمة إدريس شتوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 311
افتراضي

تم إرفاق ملف التطبيق الأول

الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf رسالة في تفسير قول الله (اقرأ باسم ربك).pdf‏ (187.5 كيلوبايت, المشاهدات 3)
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 جمادى الأولى 1439هـ/9-02-2018م, 03:42 AM
للا حسناء الشنتوفي للا حسناء الشنتوفي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 384
افتراضي

رسالة تفسيرية في قول الله عز و جل ( إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك و انحر إن شانئك هو الأبتر).



بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه، أما بعد،

سبب نزول السورة:
قال الواحدي في الوسيط : عن يزيد بن رومان قال و ( كان العاص بن وائل السّهمي إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : دعوه، فإنما هو رجل أبتر، لا عقب له، لو قد هلك لانقطع ذكره، و استرحتم منه، فأنزل الله عز و جل : ( إنا أعطيناك الكوثر)، ما هو خير له من الدنيا و ما فيها )

قال العيني في عمدة القارئ : عن ابن عباس : ( نزلت في العاص بن وائل، فإنّه قال في حق النبي صلى الله عليه و سلم : الأبتر)، و قيل : في عقبة بن أبي معيط، و عن عكرمة : في جماعة من قريش، و قيل : في أبي جهل، و قال السهيلي : في كعب بن الأشرف.

و في فضل هذه السورة العظيمة، روى الإمام أحمد عن أنس بن مالكٍ قال: أغفى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إغفاءةً، فرفع رأسه متبسّماً؛ إمّا قال لهم، وإمّا قالوا له: لم ضحكت؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((إنّه أنزلت عليّ آنفاً سورةٌ))؛ فقرأ: ((بسم اللّه الرّحمن الرّحيم {إنّا أعطيناك الكوثر})). حتّى ختمها؛ فقال: ((هل تدرون ما الكوثر؟)).
قالوا: اللّه ورسوله أعلم. قال: ((هو نهرٌ أعطانيه ربّي عزّ وجلّ في الجنّة، عليه خيرٌ كثيرٌ، ترد عليه أمّتي يوم القيامة، آنيته عدد الكواكب، يختلج العبد منهم فأقول: يا ربّ، إنّه من أمّتي. فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك)).

هذه السورة الجليلة، على قصر آياتها، اشتملت على معانٍ عظيمة، ففيها من عظيم المنّة على رسول الله صلى الله عليه و سلم، الذي أكرمه ربّه تعالى من عطاياه و كراماته، و خصه بذلك، و أغدق عليه من أفضاله الجمّة.
و فيها أمر له، و لأمّته من بعده، بإقامة الشعائر و إفراده بها دون سواه، شكرا له منهم على إحسانه و كرمه، و فيها ردّ على أعداء الله و رسوله.

-اشتملت سورة الكوثر على ثلاث جمل، كل جملة منها لها عظيم المعنى :

يقول الله جل جلاله : (إنّا أعطيناك) يا محمّد (الكوثر)، و (إنّا) الأصل فيه (إنّنا)، و (إِنَّا) إن واسمها، (أَعْطَيْناكَ) ماض وفاعله ومفعوله الأول، (الْكَوْثَرَ) مفعول به ثان، والجملة الفعلية خبر إن، والجملة الاسمية ابتدائية لا محل لها.

و في المراد بالكوثر، اختلفت أقوال السلف :
-فمنهم من قال : نهر في الجنة، و استدلّ من ذهب إلى هذا المعنى بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :(هل تدرون ما الكوثر؟) قالوا : الله و رسوله أعلم، قال : (هو نهر أعطانيه ربي عز و جلّ في الجنة، عليه خير كثير، ترد عليه أمّتي يوم القيامة، آنيته عدد الكواكب، يختلج العبد منهم فأقول :(يا ربّ إنه من أمّتي)، فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك.

قوله : (فيختلج) : الاختلاج الاستلاب و الاجتذاب.

و في البخاري عن عائشة رضي الله عنها، أنّ أبا عبيدة سألها عن قوله تعالى : (إنّا أعطيناك الكوثر، قالت : {نهر أُعطيه نبيكم صلى الله عليه و سلم، شاطئاه عليه درّ مجوّف، آنيته كعدد النجوم.
قوله : (المجوّف) : يعني أنّها قباب مجوّفة من لؤلو،

و جاء في كتاب البخاري أيضا في رواية :(الياقوت المجيّب)، و أصله من : جبت الشيء إذا قطعته، و الشيء مجوّب و مجيّب
كذا فسّره الخطابي رحمه الله تعالى.
و هذا الحوض يرده المؤمنون يوم القيامة.

القول الثاني : الخير الكثير، البالغ في الكثرة،و هذا قول ابن عباس و مجاهد و عكرمة و غيرهم، ذكر السيوطي في الدرّ المنثور 15/702 ،عن مجاهد قال : الكوثر خير الدنيا و الآخرة.
و الكوثر في اللغة العربية هو الخير الكثير.

القول الثالث : النبوة و القرآن و ثواب الآخرة، و قد ذهب عكرمة إلى هذا المعنى، قال السيوطي في الدر المنثور : عن عكرمة قال : الكوثر ما أعطاه الله من النبوة و الخير و القرآن.

القول الرابع : كثرة الأصحاب و الأمة، قاله الأشقر رحمه الله تعالى.

و قد جمع المفسرون بين هذه الأقوال، لأنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم أوتي كل ذلك، و أوتي الخير الكثير، من جملته نهر الكوثر، و هذا من فضل الله تعالى على عبده و نبيه، إذ اصطفاه و أكرمه بالرساله و جعله أفضل الرسل، و بعثه إلى الإنس و الجنّ قاطبة، و جعله خاتم النبيين، و شرّفه بالشفاعة و المقام المحمود، و قد امتنّ الله عليه بذلك في قوله : (و كان فضل الله عليك عظيما) النساء الآية 113.

قوله تعالى ( فصلّ لربّك و انحر) : أمر الله تعالى نبيّه أن يصلّي و ينحر شكرا على هذه المنن العظيمة و الأفضال الجليلة،و المراد بالصلاة هنا جميع الصلوات المكتوبة و النافلة، و أوّل ما يدخل فيهاصلاة عيد الأضحى المقرونة بالنحر، و قد قرن الله تعالى بين هذين العملين العظيمين، لعظم شأنهما، ففيهما إظهار للشريعة، و إفراد للوجهة، و تجريد للنية.
و قد أورد ابن كثير في تفسيره المراد بالنحر، و ذكر أقوالا للسلف حكم بغرابتها، و رجّح أنّ المراد الصحيح: ذبح المناسك؛ ولهذا كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يصلّي العيد ثم ينحر نسكه ويقول: ((من صلّى صلاتنا ونسك نسكنا؛ فقد أصاب النّسك، ومن نسك قبل الصّلاة فلا نسك له)). فقام أبو بردة بن نيارٍ فقال: يا رسول اللّه، إنّي نسكت شاتي قبل الصلاة، وعرفت أنّ اليوم يومٌ يشتهى فيه اللّحم. قال: ((شاتك شاة لحمٍ)). قال: فإنّ عندي عناقاً، هي أحبّ إليّ من شاتين، أفتجزئ عنّي؟ قال: ((تجزئك، ولا تجزئ أحداً بعدك)).

قوله تعالى :(إن شانئك هو الأبتر)، و هذا من تمام نعم الله تعالى على نبيه صلى الله عليه و سلم، أن تولّى الردّ عنه لمن شتمه أو انتقص من قدره، فمن عادى رسول الله صلى الله عليه و سلم و عادى المؤمنين، فهو عدوّ لله تعالى ، و في سورة الممتحنة يقول عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي و عدوكم أولياء).
و الشنآن هو البغض، و منه قوله تعالى :( و لا يجرمنّكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى).
و الأبتر إسم تفضيل من شرّ، بمعنى : قطع، يعني هو الأقطع، و المنقطع من كل خير، ليس فيه بركة و العياذ بالله.

في هذه السورة فوائد عظيمة، نذكر منها :
-أنّ الله تعالى هو المنعم بحق، و هو المعطي بحق، فلا معطي لما منع و لا مانع لما أعطى و لا رادّ لفضله.
-أنّ ورود شريعة رسول الله صلى الله عليه و سلم و اتّباعه في الدنيا سبب لورود نهره الكوثر في الآخرة، فمن بدّل و حرّف سيُختلج و يُجتذب منه، نسأل الله العافية.
-أنّ الصلاة و النحر عبادتين جليلتين يحبهما الله تعالى، فقد أمر نبيه صلى الله عليه و سلم بهما قياما بشكر نعمه، و ذلك له و لأمته من بعده.
-أنّ من أبغض رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبغض شريعته فقد كفر و خاب و خسر.
-أنّ الله تعالى يتولى الدفاع عن رسوله و عن عباده المؤمنين، و أنّ من عادى لله وليا فقد آذنه بالحرب، كما ورد في الحديث القدسي.

هذا، و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24 جمادى الأولى 1439هـ/9-02-2018م, 12:56 PM
ابتسام الرعوجي ابتسام الرعوجي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 341
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة تفسيريه بسيطه في قوله تعالى ( يرسل السماء عليكم مدراراً * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهاراً ) ..*
الحمدلله الذي جعل لنا سبيلاً لإستعتابه بإستغفاره وأصلي وأسلم على الرحمة المهداة للعالمين نبينا محمد بن عبدالله .. وبعد :
في الآيات من سورة نوح ست جمل كلها تحمل معنى واحد وترمي الى مقصد واحد ألا وهو الحث على الاستغفار وفضائله ، ففي بداية الآيات قال تعالى ( فقلت استغفروا ربكم … ) أُلحقت الفاء بالفعل وفائدتها التفريع وذلك مناسب بعد أن فصّل في دعوته ذكر ما كان يقوله لقومه وهنا الاستغفار جاء بصيغة الامر من نوح لقومه والمعنى سلوا ربكم غُفران ذنوبكم وتوبوا إليه مما أنتم عليه من الكفر والشرك واعبدوا الله وحده لا شريك له .
ثم في الجملة التي بعدها يأتي ما يبين سبب الغفران وهو أن الله جل ثناؤه وتقدست اسمائه موصوف بهذه الصفة الثابتة والتي تعهّد بها سبحانه وتعالى لعباده المستغفرين .
وحرف ( إن ) هو الذي أفادنا في التعليل .
وحرف ( كان ) هو الذي أفادنا في ثبوت الصفة .
وصيغة المبالغة في ( غفاراً ) أفادت في بيان كمال الغفران ولا شك أن هذا الوعد بالغفران هو في الاخره ولكن رتب عليه وعداً بخير في الدنيا وذلك بجواب فعل الامر في قوله تعالى ( يرسل السماء عليكم مدراراً ) .
والفعل يرسل هنا ( للإيصال والإعطاء ) ومتعدي بعليكم وذلك لأن الإيصال من علو كقوله تعالى ( وأرسل عليكم طيراً أبابيل ) سورة الفيل ..
أما المراد بالسماء هنا في الآيه ( المطر ) وأدلة ذلك ما ذُكر في حديث ( الموطأ ) و ( الصحيحين ) عن زيد بن خالد الجهني إنه قال " صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبيه على إثر سماء كانت من الليل " .
وأيضاً قال معاويه بن مالك بن جعفر ..
إذا نزل السماء بأرض قوم
رعيناه وإن كانوا غضاباً
والمعنى اللغوي للفظة مدراراً يعني التتابع اي المطر يتبع بعضه بعضا وقد ذكر المفسرين رواية هذا القول عن ابن عباس رضي الله عنهما .
واتفقت أقوال المفسرين في القول بهذه الآيه أن قوم نوح اجدبوا فأعلمهم نوح عليه السلام أن إيمانهم وعبادة الله وحده تجمع لهم مع الحظ الوافر في الاخره خصوبة الارض والغنى في الدنيا .
ويتضح مما قرأته من اقوال المفسرين في هذه الآيات انها وان كانت هذه الآيات خاصه في قوم نوح إلا أن مفهومها عام للبشرية اجمع لذلك يُستحب قراءة سورة نوح في صلاة الاستسقاء لأجل هذه الآيه وروي عن امير المؤمنين عمر بن الخطاب انه خرج يستسقي فما زاد على الاستغفار وقراءة الآيات في الاستغفار ومنها هذه الآيه ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً )
ثم قال : لقد طلبت الغيث بمجاديح السماء التي يُستنزل بها المطر .
وقرأت في تفسير ابن جرير الطبريَّ لطيفه من لطائف التفسير في تفسيره لقوله تعالى ( وان استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يُمتعكم متاعاً حسناً … ) سورة هود .
وهي أن الاستغفار هو طلب العُتبى من الله عما كان عليه العبد من المعصية او التقصير في الطاعة ثم يعقب ذلك الاستغفار أمر الله لعباده بالتوبة والمقصود بالتوبة الرجوع الى العمل بطاعة الله .
مما سبق يتضح تلازم الاستغفار والتوبة فلا إستغفار بدون توبه ولاتوبه بدون إستغفار لذلك في أغلب مواضع الإستغفار في كتاب الله يأمر سبحانه وتعالى أن يُتْبَع باالتوبه.
وايضاً ثمة لطيفه اخرى قرأتها في تفسير السعدي في قوله تعالى ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) وهي إن الاستغفار مانع يمنع من وقوع العذاب وحتى بعد إنعقاد اسبابه معنى ذلك إن الاستغفار صمام آمان للبشرية .
وفي الجمله الخامسه والسادسه تتمة ذكر ثمار الاستغفار فمع مغفرة الذنوب وإنزال الغيث يعدهم ربهم بأن يهبهم زينة الحياة الدنيا وهي المال والولد وان يُنبت لهم البساتين ذات الثمار اليانعه وذلك جزاء سُقيا مياه الأمطار ومياة الانهار ويتبع ذلك نمو مواشيهم وأنعامهم .
يتضح في الآيه مقام الدعوة بالترغيب وذلك لأن نوح عليه السلام بعد هذه الآيه انتقل الى مقام الدعوة بالترهيب .
وايضاً هنا أشير إلى دلالة الآيه وهي هامه بأن الله يجازي عباده الصالحين بطيب العيش قال تعالى ( من عمل صالحاً من ذكر او انثى وهو مؤمن فلتحيينه حياة طيبة )(97) سورة النحل ..
وقال تعالى ( لو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ) (96) سورة الأعراف .
وروي عن قتاده في قوله تعالى ( ثم اني دعوتهم جهاراً …… الى قوله تعالى …… ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهاراً ) قال قتاده إن نوح عليه السلام رأى قومه تجزعت أعناقهم حرصاً على الدنيا فقال هلموا الى طاعة الله فإن فيها درك الدنيا والاخره .
ما سبق ذكره بخصوص الآيات يتضح لنا أن الاستغفار له فوائد وثماروفضائل التي تعتبر بحر مقارنه بيسر هذه العبادة وسهولة تأديتها في كل حالات العبد سواء الصحة او السقم او في السفر او الحضر .
واذكر في ختام الرسالة بعض فوائد الاستغفار على سبيل التمثيل لا على سبيل الحصر شامله هذه الفوائد كُل ًمن الفضائل والثمار .
1- إن اعتياد العبد على الاستغفار بقلبه ولسانه ذلك له اثر كبير على صلاح القلب المتصف بالاستجابة لنصوص الكتاب والسنه وهذه ثمره عظيمه .
2- ثواب الله في الاخره والمتاع الحسن في الدنيا وقد ثبت ذلك في نصوص كثيره في الكتاب والسنه .
3- إنزال المطر وزيادة القوة .
قال تعالى ( يرسل السماء عليكم مدراراً ) سورة نوح.
قال تعالى ( يزدكم قوة الى قوتكم ) (52) سورة هود .
4- بالاستغفار تتحقق إجابة الدعوات .
قال تعالى ( فاستغفروا ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب ) (61) سورةهود .
وهذه الثمره يوجد العديد من الشواهد التي سطرها لنا التاريخ لأوليك المستغفرين .
5- لكل مستغفر دائماً على هذه العبادة حظ وافر من رحمة الله ومودته .
قال تعالى ( واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود ) (90) سورة هود .
6- بالإستغفار تُستجلب النعم وتدفع النقم ويمنع وقوع المصائب .
7- الاستغفار سبب في هلاك الشيطان روي عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول : ( إن ابليس قال لربه بعزتك وجلالك لا ابرح اغوي بني آدم ما دامت الارواح فيهم فقال الله جل وعلى فبعزتي وجلالي لا ابرح اغفر لهم ما استغفروني ) .
8- بالإستغفار تُحل كل معضله مهما كانت تعقيدها .
قال تعالى ( يأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً )
9- الاستغفار سبب لإنشراح الصدور كما روي في صحيح مسلم أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال ( إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائه مره )
وهناك نصوص كثيره من السنة تدل على أن الاستغفار سبب لزوال الهموم والغموم وتفريج الكروب .
10- بالاستغفار يتعبد المستغفر ربه بصفة المغفره .
11- واخيراً وليس اخراً كما ذكرت انها على سبيل التمثيل لا على سبيل الحصر إن الاستغفار دواء للذنوب وهذه الفائده ما احوج الناس اليها في زمننا هذا الذي تسهلت للناس سبل إقتراف الذنوب والمعاصي .
قال تعالى ( ومن يعمل سوءاً او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً ) (110) سورة النساء .
وروي عن حذيفة بن اليمان عن النبي صل الله عليه وسلم قال :( الاستغفار ممحاة الذنوب )
وايضاً قال الفضيل ( يقول العبد استغفر الله )
وتفسيرها أقلني .
وكما لا يخفي عليكم أن الشواهد من الكتاب والسنه والتي تنص على الترغيب في الاستغفار كثيره جداً لا مجال لسردها في هذه الرسالة بعد أن تبين المقصد من الآيات .
وايضاً للاستغفار العديد من الصيغ ولعلي هنا في رسالتي اذكر فقط سيد الاستغفار الذي ورد ذكره في رواية شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم " سيد الاستغفار ان تقول اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك…… الخ " وهذه الصيغة لها الفضل العظيم لمن داوم عليها صبحاً ومساء بموعود من الله له بدخول الجنة.
وبقي إلماصه بسيطة على أن هناك العديد من الاحاديث الضعيفه بخصوص الاستغفار والتي كان تضعيف العلماء لها إما لأنها لم تثبت عن رسول الله او لما فيها من تخصيص الاجور او ضعف الراوي او انقطاع الراوي عن من روى عنه الى غير ذلك من العلل .
إلا أن الاستغفار في كل حالاته مستحب ومندوب إليه في كل ساعات العبد من ليله ونهاره ..
ومن كان ذلك هو ديدنه وحاله مع الاستغفار فقد فاز واصاب السنة .
هذا والله اعلم ..
وصل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم..

المراجع
1- تفسير الطبريَّ لأبو جعفر بن جرير الطبريَّ (ت310)
2- تفسير السيوطيُّ لجلال الدين السيوطي (ت911)
3- تفسير القسطلاَّنيُّ ت (923)
4- تفسير ابن كثير اسماعيل بن عمر بن كثير ت (774)
5- تفسير ابن عاشور (ت1393)
6- تفسير الكريم المنات السعدي ت ( 1376)
7-تفسير القرطبي ت (671)
8- تفسير الزَّجَّاج ت (311)
9- معاني القرآن للفراء ت (207)
10- غرائب القرآن وتفسيره لابن المبارك ت (202)


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 جمادى الأولى 1439هـ/9-02-2018م, 02:22 PM
فاطمة إدريس شتوي فاطمة إدريس شتوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 311
افتراضي

رسالة في تفسير قول الله تعالى : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق :1]

تطلق القراءة في لغة العرب ويراد بها معان عدة, مختلفة في الدلالة, ومن هذه المعاني ما ذكر في مختار الصحاح: من قرأ قراءة وقرءانا, و قرأ الشيء قرآنا: أي جمعه وضمه
ومنه قولهم: ما قرأت هذه الناقة سلي قط، إذا لم يضم رحمها على الولد
وقارأه مقارأة وقراء: دارسه, والقراء : الحسن القراءة
ورجل قارئ: أي عابد ناسك، وتقرأ: تفقه, وقرأ عليه السلام: أبلغه
ومعنى قرأت القرآن لفظت به مجموعا، ومنه سمي القرآن لأنه يجمع السور ويضمها
فالقراءة ضم الحروف والكلمات بعضها إلى بعض في الترتيل
وقرأ الكتاب: تتبع كلماته, نظرا ونطق بها, أوتتبع كلماته؛ ولم ينطق بها
وقرأ الآية من القرآن: نطق بألفاظها عن نظر، أو عن حفظ, استقرأ فلانا: طلب إليه أن يقرأ, استقرأ الأشياء: تتبع أفرادها لمعرفة أحوالها، وخواصها
وفي قوله تعالى:{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 17] أي إن علينا جمع هذا القرآن في صدرك يا محمد  حتى نثبته فيه (وُقرآنَهُ) يقول: وقرآنه حتى تقرأه بعد أن جمعناه في صدرك
قال ابن عباس  -رحمه الله - في قوله: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}[القيامة: 18]. أي إذا بيناه فاعمل به
ومما سبق يتبين أن مادة قرأ تحمل معاني متعددة سيتم إيجازها فيما يلي:
- الجمع والضم.
- التتبع والنظر.
- الدراسة والبيان.
وكأن هذه المعاني تأتي متممة لبعضها, إذ أن القراءة تتطلب جمع الحروف إلى بعضها حتى تتكون منها كلمات وجمل تُقرأ, ومن ثم تحتاج إلى تتبع ونظر بعد جمعها, ثم إلى دراسة وبيان لكي تفهم.
و اصطُلحت القراءة عند علماء التفسير: على أنها ضم الحروف والكلمات بعضها إلى بعض, والنطق بها, سواء كانت مكتوبة أو محفوظة عن ظهر قلب.

أما قوله تعالى : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
ففيه مسائل:
1) الفائدة من أمر النبي  بالقراءة.
2) ظهور منة الله على عباده.
3) ما ورد في نزول هذه الآية .
4) المعنى الإجمالي.
5) النواحي الإعرابية والبلاغية.
6) معنى اسم الله الرب.
7) مناسبة ختام الآية بصفة الخلق.
8) الفوائد و الهدايات.

المسألة الأولى:
• الفائدة من أمر النبي  بالقراءة.

إن مجيء كلمة اقرأ في أول آية, وفي أول سورة, وكانت هي أول كلمة نزلت في هذا القران العظيم الذي استمر نزوله ثلاث وعشرين سنة, يدل دلالة قوية وعميقة على عظم شأن القراءة, وعلو منزلتها في الإسلام, لا سيما أنها نزلت على قوم أميين, يعيشون في بيئة صحراوية بسيطة, ويعانون من شظف العيش, بل وكانت جل اهتماماتهم و أولوياتهم تبعد كل البعد عما أُمروا به, إلا أن الوحي بدأ خطابه لخاتم الرسل  بأمر مباشر صريح, مختصر في كلمة واحدة تحمل منهج حياة أمة الإسلام,فكانت نبراساً يُلتمس منها الهدى والنور.
وفي الأمر بالقراءة دلالة أيضاً على أهمية هذا الأمر, وخصوصيته من بين سائر ما أمر الله  به, وعزة شأنه, وعلو قدره, فالمبادرة إليه تعتبر من أعظم أبواب المسارعة للخيرات
قال ابن تيمية: " وكون محمد  كان نبيا أميا؛ هو من تمام كون ما أتى به معجزاً خارقا للعادة، ومن تمام بيان أن تعليمه أعظم من كل تعليم، كما قال تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [العنكبوت : 48], فغيره يعلم ما كتبه غيره وهو علم الناس ما يكتبونه, وعلمه الله ذلك بما أوحاه إليه, وهذا الكلام الذي أنزل عليه هو آية وبرهان على نبوته فإنه لا يقدر عليه الإنس والجن"

المسألة الثانية:
• ظهور منة الله على عباده.

ولا شك أن القراءة من أعظم ما امتن الله به على عباده, فمن فضله عليهم؛ أن علمهم كيف يقرئون, وهيأ لهم الأسباب التي تؤهلهم لذلك, إذ أن الإنسان يستمتع من خلالها بنعم كثيرة أكرمه الله بها؛ كالسمع والبصر واللسان والعقل، ولذا ذكر كرمه بعد الأمر بها، فقال:{اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ}
قال ابن كثير - رحمه الله - : " أول شيء نزل من القرآن هذه الآيات الكريمات المباركات, وهن أول رحمة رحم الله بها العباد، وأول نعمة أنعم الله بها عليهم"
والمقصود بالآيات, أي بداية سورة العلق, فهي تحمل في طياتها المعاني العظيمة, والدلالات الخفية, التي تشير إلى مدى سعة رحمة الله وفضله, وكرمه  على عباده.
وقد وردت كلمة القراءة ومشتقاتها في قرابة أربعة عشرة موضعاً من القرآن الكريم، مما يؤكد على أهميتها ومنزلتها، واشتقاق اسم القرآن من القراءة يُضفي عليها مزيداً من القداسة

المسألة الثالثة:
• ما ورد في نزول هذه الآية .

صدر سورة العلق هو أول ما نزل من القرآن الكريم وهو القول الصحيح كما رجحه السيوطي، ودليله: ما رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري عن عائشة أنها قالت: (أول ما بدئ به رسول الله  من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، وحبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق - وفي رواية حتى فجئه الحق - وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)} [العلق : 1 - 5]

المسألةالرابعة:
• المعنى الإجمالي.

هذه السورة أول السور القرآنية نزولا على رسول الله ، فإنها نزلت عليه في مبادئ النبوة، إذ كان لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان، فجاءه جبريل عليه الصلاة والسلام بالرسالة، وأمره أن يقرأ، فامتنع، وقال: {ما أنا بقارئ} فلم يزل به حتى قرأ. فأنزل الله عليه: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} أي عموم الخلق.
وهذا أول خطاب إِلهي إِلى النبي  وفيه دعوةٌ إِلى القراءة والكتابة والعلم، لأنه شعار دين الإِسلام. أي استفتح قراءتك باسم ربك الخالق، الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى.

المسألة الخامسة:
• النواحي الإعرابية والبلاغية.

- اقرأ: لم يذكر لفعل اقرأ مفعول، لظهور المقروء من المقام، وتقديره: اقرأ ما سنلقيه إليك من القرآن.
- بسم ربك: الباء هنا يجوز فيه أوجه :
1) أن تكون الباء للحال، أي: اقرأ مفتتحا باسم ربك ، قل باسم الله ، ثم اقرأ ، قاله الزمخشري.
2) ان الباء مزيدة والتقدير: اقرأ اسم ربك، وقيل: الاسم صلة، أي: اذكر ربك، قالهما ابو عبيدة.
3) أن الباء للاستعانة والمفعول محذوف تقديره: اقرأ ما يوحى إليك مستعينا باسم ربك.
4) أنها بمعنى على، أي: اقرأ على اسم ربك كما في قوله: {وقال اركبوا فيها بسم الله} [هود: 41 ] قاله الأخفش.
- الذي خلق: حذف المفعول من الأول، تقديره: خلق كل شيء لأنه مطلق فيتناول كل مخلوق

المسألةالسادسة:
• معنى اسم الله الرب.

الرب: اسم من أسماء الله الحسنى، وقيل: الرب: هو السيد المربي الذي يسوس مسوده ويربيه ويدبره، ومن معانيه أيضاً: المالك، والثابت، والمعبود، والمصلح، والصاحب، والخالق

المسألة السابعة:
• مناسبة ختام الآية بصفة الخلق.

إنما قال الذي خلق لأن قريشاً كانت تعبد آلهة ليس فيهم خالق غيره تعالى، فميّز نفسه بذلك ليزول عنه الالتباس

المسألة الثامنة:
• الفوائد والهدايات.

من أهم الفوائد البارزة في الآية:
1) تقرير الوحي الإلهي وإثبات النبوة المحمدية .
2) استشعار قدرة الله وتعالى وكرمه وفضله على عباده مما يستلزم تعظيمه وتوقيره.
3) تكريم الله لبني آدم وتفضيله بالعقل والعلم وهذه نعمة تستوجب الشكر.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 جمادى الأولى 1439هـ/10-02-2018م, 10:13 AM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

رسالة في تفسير قوله تعالى: {وامرأته حماله الحطب} (المسد:4)
في تفسير الآية عدة مسائل كما يلي:

المسألة الأولى: المراد ب (امرأته)
زوجه أبي لهب هي أم جميل، واسمها أروى بنت حرب بن أمية، أخت أبي سفيان، عمة معاوية، وكانت عونا لزوجها على كفره وجحوده وعناده وفي غاية العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل اسمها العَوراء، وقيل هو وصف لها.

المسالة الثانية: القراءات في قوله (حمالة) وتوجيهها
ورد فيها أربعة قراءات، منهم قرائتين متواترتين:
الأولى: بالرفع، وهي قراءة عامة قرّاء المدينة والكوفة والبصرة، وبذلك تكون نعتا لها، وفيه وجهان أحدهما: إما أن تكون خبرا لامرأته أو عطفا على الضمير في {سيصلى}، أي سيصلى هو وامرأته. و{في جيدها} في موضع الحال، والوجه الثاني: الرفع على الابتداء، و{في جيدها} الخبر، وقيل: خبر مبتدأ محذوف أي هي حمالة.
الثانية: بالنصب، وهي قراءة عاصم وعبد الله بن أبي إسحاق والحسن والأعرج وابن محيصن، وعلى هذه القراءة تكون ذما لها، وقد يُحتمل أن يكون نصبها على القطع من المرأة، لأن المرأة معرفة، وحمالة الحطب نكرة.
وقد رجح الطبري قراءة الرفع، لأنه أفصح الكلامين فيه، ولإجماع الحجة من القرّاء عليه.

المسألة الثالثة: معنى (حمالة الحطب)
ذكر السلف فيها أقوالا كثيرة ترجع إلى احتمالين:
الاحتمال الأول: حمل المعنى على الحقيقة.
- قال ابن عباس: كانت تحمل الشوك، فتطرحه على طريق النبيّ صلى الله عليه وسلم، ليعقره وأصحابه، وهو أيضا معنى قول الْعَوْفِيُّ، وَعَطِيَّةَ الْجَدَلِيِّ وَالضَّحَّاكِ وَابْنِ زَيْدٍ والربيع بن أنس ومرة الهمداني.
- وقال قتادة: كَانَتْ تُعَيِّرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِالْفَقْرِ، وَكَانَتْ تَحْتَطِبُ، فَعُيِّرَتْ بِذَلِكَ.
الاحتمال الثاني: حمل المعنى على المجاز.
- قال مجاهد: أنها تمشي بين الناس بالنميمة، وهو أيضا قول الحسن والسدي وعكرمة والثوري، ويكون المعنى أنها تشعل العداوة بينهم بإفسادها.
- وقال سعيد بن جبير: حمالة الخطايا والذنوب، لأن الآثام تلقي بصاحبها في النار.
فتكون الآية تشبيه لفاعل الإثم بمن يمشي وعلى ظهره حمل، استدلالا بقوله تعالى: {فَقَدِ ٱحْتَمَلُواْ بُهْتَـٰناً وَإِثْماً مُّبِيناً } [الأحزاب: 58]، وقوله تعالى: {يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ } [الأنعام: 31]، وقوله تعالى: {وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَـٰنُ}.
وكما قال الشاعر: إن بني الأَدْرَمِ حَمَّالو الحَطَبْ هُمْ الوُشاةُ في الرِّضَا وفي الغَضَبْ عَلـيـهِـمُ اللَّعـنَـةُ تَتْـرَى والْحَـرَب
وقال آخر: مِنَ البِيض لَمْ تُصْطَدْ عَلَى ظَهْرِ لأُمَةٍ ولَم تَمْشِ بينَ الحيّ بالحَطَبِ الرطْبِ (يعني: لم تمش بالنمائم، وجعل الحطبَ رطْباً ليدل على التدخين، الذي هو زيادة في الشرّ)
وقال أكثم بن صَيْفِيّ لبنيه: إياكُمْ والنَّميمة! فإنها نارٌ مُحْرِقَة، وإنّ النمَّام ليَعْمل في ساعة ما لا يَعْمَل الساحر في شهر، وقد أخذ هذا المعنى أحد الشعراء فقال: إنَّ النميمةَ نارٌ وَيْك مُحْرِقَةٌ فَفِرَّ عَنها وجانبْ مَنْ تَعاطَاهَا
وقد رجح الطبري وابن كثير المعنى الحقيقي لأنه أظهر.
فالأصل أن يحمل الكلام على حقيقته، ولا يُصار إلى المجاز إلا بقرينة.
وبالنظر إلى الاختلاف الوراد في معنى الآية نجد أنه من اختلاف التنوع الذي يمكن أن يجمع بين الأقوال الورادة فيه.


الفوائد والاستنباطات
- صحة عقود الكفار لأن الله ذكر أنها امرأته، ولذلك استدل الفقهاء أنه لو أسلم الزوجان الكافران أقرا على نكاهما.
- حشر زوجته معه عبرة لكل متعاونين على إثم أو عداون.
- خطورة النميمة وكيف أنها تضرم الشر وتكون حطب للقلوب، كما قال الفُضَيل بن عِياض: ثلاث تهدّ العمل الصالح ويُفْطِرن الصائم، وينقُضْن الوضوء: الغِيبة، والنميمة، والكذب، وقال عطاء بن السائب: ذكرت للشعبيّ قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: " لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ سافكُ دمٍ، ولا مشاء بنميمة، ولا تاجر يُرْبِي " فقلت: يا أبا عمرو، قَرَن النمام بالقاتل وآكل الربا؟ فقال: وهل تسفك الدماء، وتنتهب الأموال، وتهيج الأمور العظام، إلا من أجل النميمة.

المصادر:
- جامع البيان للطبري
- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
- فتح القدير للشوكاني
- تفسير القرآن العظيم لابن كثير
- المحرر الوجيز لابن عطية
- مجمموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية
- التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25 جمادى الأولى 1439هـ/10-02-2018م, 07:30 PM
إجلال سعد علي مشرح إجلال سعد علي مشرح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 275
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى :{ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}

المسائل المتعلقه بالآية :
المسألة الأولى:ما فائدة أستخدام هذا الأسلوب في الآية ؟
المسألة الثانية :معنى آلهاكم ،وسبب اختيار هذه اللفظة ؟
المسألة الثالثة :معنى التكاثر ،وسبب عدم ذكر المتكاثر به ؟
المسالة الرابعة :الفوائد المستخلصة من هذه الآية ؟

فأما جواب المسألة الأولى :فهو للتوبيخ ،فالله تعالى يقول موبخاً عباده عن اشتغالهم عما خلقوا له من عبادته ،وما تتضمن العبادة من أفعال القلوب من محبة وخوف وخشية وتوكل وغيرها ،ومن أفعال الجوارح من تقوى الله في طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر .(1)

وأما جواب المسألة الثانية :معنى آلهاكم :اشغلكم ،وسبب اختيار هذه اللفظة لأن لفظة ألهاكم من اللهو وهو أن يشتغل الإنسان بالشيء الخسيس ويضيع الشيء النفيس ،فاستخدامها يدل على أن ما أقبلوا عليه هو من اللهو المؤقت الذي لا يدوم وتركوا ما هو دائم إلى يوم الدين ،فوبخ من هذا وصفه .(2)

وأما جواب المسألة الثالثة :معنى التكاثر:التباري والتباهي بالكثرة في شيء مرغوب فيه كالمال والجاه(3) ،وسبب عدم ذكر المتكاثر به ليشمل ذلك كل ما يتكاثر به المتكاثرون ويفتخر به المفتخرون من تكثار في المال أو الولد أو الأنصار أو غيره مما يتكاثر به المتكاثر.(4)

وأخيرا جواب المسألة الرابعة :
1- أن التكاثر مذموم إذا كان يلهي عن ما كلف به الأنسان .
2- أن التكاثر وترك ما كلف به لا ينفع المرء إنما علمه من ينفعه .
3-أن كثرة الشيء تلهي المرء حتى ولو لم يدرك ذلك إلا بعد حين .



المراجع :
1- تيسر الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي (بتصرف )
2- الوسيط للطنطاوي(بتصرف)
3- الوسيط للطنطاوي (بتصرف )
4- تيسر الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي(بتصرف ).

هذا والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 25 جمادى الأولى 1439هـ/10-02-2018م, 07:34 PM
إجلال سعد علي مشرح إجلال سعد علي مشرح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 275
افتراضي

إضافة لما سبق ومكانه في المقدمة
سبب نزول السورة :
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ) قالوا: نحن أكثر من بني فلان، وبنو فلان أكثر من بني فلان، ألهاهم ذلك حتى ماتوا ضلالا.(1)

(1) تفسير الطبري.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 26 جمادى الأولى 1439هـ/11-02-2018م, 03:35 AM
رشا عطية الله اللبدي رشا عطية الله اللبدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 340
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفورٌ رحيم )
الحمد لله الذي أنزل كتابه تبياناً ونوراً , ولحقائق الأشياء والأمور هادياً كاشفاً , يحذرنا من المحبوب الضار ويرغبنا بالمكروه النافع , والمؤمن الفطن لندءآته متدبر وبآياته يعتبر ويتبصر .
هذه رسالة تفسيرية لقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدو" لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفورٌ رحيم )
نتناول فيها عدة مسائل .
المسألة الأولى : مكان نزول الآية وسبب نزولها .
و إنما كان الاختلاف في مكان النزول تبعاً لسبب النزول .
القول الأول : أن السورة كلها مدنية , روى الطبري : عن عكرمة في قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوٌ لكم فاحذروهم ) قال : كان الرجل يريد أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيقول أهله : أين تذهب وتدعنا ؟ قال : فإذا أسلم وفقه قال : لأرجعن إلى الذين كانوا ينهون عن هذا الأمر فلأفعلن ولأفعلن , قال : فأنزل الله : ( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا ) الآية
القول الثاني : أن هذه الآية فقط وما بعدها نزلت بالمدينة في عوف بن مالك والسورة من أولها مكية .
ذكرى الطبري : عن عطاء بن يسار قال : نزلت سورة التغابن كلها بمكة إلا هؤلاء الآيات ( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم ) الآية نزلت في عوف بن مالك الأشجعي كان ذا أهل وولد , فكان إذا أراد الغزو بكوا عليه ورققوه فقالوا : إلى من تدعنا ؟ فيرق ويقيم , فنزلت الآية إلى بقية السورة بالمدينة .
القول الثالث : ذُكر عن الضحاك أن السورة كلها مكية , وعلى هذا يكون مقصد الآية : التحذير من أحوال في عائلاتهم كانت خاصة في مكة , قد تخفى عليهم من إمتزاج المسلمين بالمشركين وترابطهم بالنسب والصهر مع ما قد يضمروه من عداوة وحقد حين فارقوا دينهم وخالفوهم , حتى قد يصبح الأشد قرباً أشد مضرة من مضرة البعيد .ذكر هذ القول ابن عاشور في كتابه التحرير والتنوير , وقال في موضع آخر : " خباثة النفس واختلاف الدين قد تجعله يضمر العداوة لزوجه وبعضهم لأبويه" .
ومقصد الآية العام :هو التحذير من الإغترار بالزوج والأولاد , ذكره السعدي .
قال القرطبي : " الآية عامة في معصية يرتكبها الإنسان بسبب الأهل والولد وخصوص السبب لا يمنع عموم الحكم "
المسالة الثانية : المراد بعداوة الزوج والاولاد المذكورة في الآية.
العدو : هو الذي يريد لك الشر , لكنها في الآية محمولة على معاني كما ذكر ذلك العلماء .
القول الأول : يلتهى بهم عن العمل الصالح ويشغلونه عن الخير , ذكره ابن كثير واستدل بقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ).
القول الثاني : قال مجاهد : " يحملوا الرجل على قطيعة الرحم ومعصية ربه فلا يستطيع مع حبه لهم إلا ان يطيعهم" , وقال : " والله ما عادوهم في الدنيا ولكن حملتهم محبتهم على أن اتخذوا الحرام فأعطوهم إياه " .
قال القاضي ابو بكر العربي : " هذا يبين وجه العداوة , فإن العدو لم يكن عدواً لذاته وإنما كان عدواً لفعله "
وقال القرطبي في قوله : ( إن من أزواجكم واولادكم عدواً لكم فاحذروهم ) وتقديم خبر إن
" من "على اسمها للاهتمام بالخبر , ولما فيه من تشويق إلى الاسم وليتمكن أتم تمكن لما فيه من الغرابة والأهمية .
المسالة الثالثة : متعلق الحذر في قوله تعالى : ( فاحذروهم ) :
قال ابن كثير : " أي على دينكم " .
فنحذرهم على ديننا من أن يكون حبنا لهم وحرصنا على دنياهم حاملاً لنا على ارتكاب معصية أو تفويت فريضة , والتعلق بهم وإثار مرضاتهم , أو لا نقوم بحق الله فيهم فنخونهم ونفسدهم من حيث نظن أننا نكرمهم .
قال القرطبي : " والحذر على النفس يكون من وجهين : إما لضرر في الدين أو لضرر في البدن يتعلق بالدنيا , وضرر الدين يتعلق بالآخرة فحذر من ذلك سبحانه .
قال ابن عاشور " فاحذروهم ": "لم يأمرهم بأن يضروهم وأعقبه بقوله : ( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا ) جمعاً بين الحذر والمسالمة وذلك من الحزم ."
المسالة الرابعة : الفرق بين العفو والصفح والمغفرة :
العفو: ترك المعاقبة على الذنب بعد الاستعداد لها ولو مع التوبيخ .
الصفح : الإعراض عن المذنب , أي ترك عقابه على ذنبه دون التوبيخ .
والغفر : ستر الذنب وعدم إشاعته . ذكرها ابن عاشور وقال : حذف متعلق الافعال الثلاثة يجوز ان يكون لإرادة عموم الترغيب في العفو .
المسألة الخامسة : مناسبة ختم الآية باسم ( الغفور الرحيم )
للترغيب فالجزاء من جنس العمل وهذا كثير في الدين فمن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ومن ذب عن عرض اخيه ذب الله عن وجهه النار يوم القيامة ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والله في عون الله العبد ما كان العبد في عون أخيه .

هذا ما تيسر ذكره وجمعه من أقوال العلماء في هذه الآية , وإن كانت البضاعة قليلة ولكن إن أصلح الله لنا نياتنا عاملنا باسمه الشكور فقبل القليل وجازى عليه الكثير وكله بالله ومن الله والله المستعان عليه التكلان .

المصادر :
1) جامع البيان في تأويل القرآن لمحمد بن جرير الطبري .
2) تفسير التحرير والتنوير لمحمد الطاهر بن عاشور .
3) تفسير القرآن العظيم لإسماعيل بن عمر بن كثير .
4) الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان للقرطبي .
5) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان , للسعدي .
6) زبدة التفاسير لمحمد بن سليمان الاشقر .

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 28 جمادى الأولى 1439هـ/13-02-2018م, 07:21 PM
عائشة إبراهيم الزبيري عائشة إبراهيم الزبيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 328
افتراضي

رسالة في تفسير قوله تعالى: (ومن شر غاسق إذا وقب) سورة الفلق
الغاسق في اللغة فاعل من غَسَقَ: وهو من السيلان والانصباب أو الإظلام.
غَسَقَتْ عَيْنُهُ: دَمَعَتْ، وَقِيلَ: انصبَّت، وَقِيلَ: أَظلمت.
وغَسَق اللبنُ غَسْقاً: انْصَبَّ مِنَ الضَّرْع.
وغَسَقت السَّمَاءُ: انصبَّت وأَرَشَّتْ.
وغَسَق الجرحُ: أَيْ سَالَ مِنْهُ مَاءٌ أَصفر؛ وأَنشد شَمِرٌ فِي الْغَاسِقِ بِمَعْنَى السَّائِلِ:
أَبْكِي لفَقْدِهمُ بعَينٍ ثَرَّة، ... تَجْري مَساربُها بعينٍ غاسِق
أَيْ سَائِلٍ وَلَيْسَ مِنَ الظُّلْمَةِ فِي شَيْءٍ.
وغَسَق الليل: انْصَبَّ وأَظلم؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: حِينَ غَسَق اللَّيْلُ عَلَى الظِّراب
أَيِ انْصَبَّ اللَّيْلُ عَلَى الْجِبَالِ وأظلم.

أما المراد بالغاسق في قوله تعالى: (ومن شر غاسق إذا وقب) اختلف فيها اهل التفسير على أقوال:

القول الأول: الليل إذا دخل وأظلم، لقوله تعالى: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل)، وعليه قال الشاعر:
إن هذا الليل قد غسقا واشتكيت الهم والأرقا
وقد نقل هذا القول عن ابن عباس والحسن ومحمد بن كعب القرظي ومجاهد والضحاك وخصيف وغيرهم من الصحابة والتابعين، ويدخل في هذا القول بأنه النهار إذا دخل في الليل.
وقد قال قتادة أنه: إذا ذهب، وقد قال ابن جرير الطبري عن هذا القول: (ولست أعرف ما قال قتادة في ذلك في كلام العرب ، بل المعروف من كلامها من معنى وقب : دخل.)
فأمر سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده أن يستعيذوا من شر الليل إذا أقبل لما يكون فيه من انتشار الشياطين ولأهل الفساد والأرواح الشريرة والحيوانات المؤذية والسباع ويقل المغيث إلا الله سبحانه وتعالى.
وقيل: أطلق على الليل غاسق لأنه أبرد من النهار، وليس من الظلمة، نقل هذا القول عن الزجاج، وقد قال ابن القيم عن هذا القول: (ولا تنافي بين القولين. فإن الليل بارد مظلم. فمن ذكر برده فقط، أو ظلمته فقط: اقتصر على أحد وصفيه.
والظلمة في الآية أنسب لمكان الاستعاذة. فإن الشر الذي يناسب الظلمة أولى بالاستعاذة من البرد الذي في الليل. ولهذا استعاذ برب الفلق الذي هو الصبح والنور: من شر الغاسق، الذي هو الظلمة. فناسب الوصف المستعاذ به المعنى المطلوب بالاستعاذة.)

القول الثاني: هو كوكب وقيل: ذلك الكوكب هو الثريا أي: النجوم، وقد أمر بالاستعاذة منها لما يكثر من الأسقام والطواعين عند وقوعها وترتفع عند طلوعها، وقد نقل هذا القول عن أبي هريرة وابن زيد وروي في هذا القول خبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال ابن جرير الطبري: ولقائلي هذا القول علة من أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم . وهو ما حدثنا به نصر بن علي ، قال : ثنا بكار بن عبد الله بن أخي همام ، قال : ثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ( ومن شر غاسق إذا وقب ) قال : " النجم الغاسق " .
وهذا الأثر ضعيف الإسناد، ف محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف ضعيف الحديث، وقد قال ابن كثير رحمه الله في هذا الحديث: (وهذا الحديث لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم).

القول الثالث: هو القمر إذا كان آخر الشهر، وقد أمر بالإستعاذة منه لما يجيء بعده من السحر، فأهل الريب يتحينون غيبوبة القمر، قال الشاعر:
اراحني الله من أشياء أكرهها منها العجوز ومنها الكلب والقمر
هذا يبوح وهذا يستضاء به وهذه ضمرز قوامة السحر
والضمرز: الناقة المسنة والعجوز الغليظة، وعمدة هذا القول حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، قال ابن جرير: حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ، عن خاله الحارث بن عبد الرحمن ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن عائشة قالت : أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي ، ثم نظر إلى القمر ، ثم قال : "يا عائشة تعوذي بالله من شر غاسق إذا وقب ، وهذا غاسق إذا وقب" ، وللحديث روايات أخرى.
وقيل: المراد هو القمر إذا خسف ودخل في الخسوف، وقد ضعف ابن تيمية هذا القول فقال: (قال ابن قتيبة : ويقال الغاسق القمر إذا كسف واسود . ومعنى وقب دخل في الكسوف وهذا ضعيف فإن ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعارض بقول غيره وهو لا يقول إلا الحق وهو لم يأمر عائشة بالاستعاذة منه عند كسوفه بل مع ظهوره وقد قال الله تعالى : { وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة } فالقمر آية الليل .)

وقد رجح كثير من أهل التفسير القول الأول، وأدخلوا القول الثالث فيه، لأن القمر آية الليل وتابع له، ومنهم أدخل الثاني وهو النجوم كذلك، فهي لا تضيء إلا بالليل، وقد أعاد ابن جرير الطبري جميع الأقوال لأصلها اللغوي وجمع بينهم فالغاسق هو المظلم، فالليل مظلم، والقمر مظلم في أصله وعند غيابه آخر الشهر، والنجم إذا غاب مظلم.

وقد كان لشيخ الإسلام ابن تيمية نظرة أخرى في هذه المسالة فقد قوى شر القمر على شر الليل فكان الإستعاذة من شر القمر أقوى من شر الليل، قال بعد إيراده قوله تعالى: (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة) قال: (فالقمر آية الليل. وكذلك النجوم إنما تطلع فترى بالليل فأمره بالاستعاذة من ذلك، أمر بالاستعاذة من آية الليل ودليله وعلامته، والدليل مستلزم للمدلول، فإذا كان شر القمر موجودا فشر الليل موجود وللقمر من التأثير ما ليس لغيره فتكون الاستعاذة من الشر الحاصل عنه أقوى ويكون هذا كقوله عن المسجد المؤسس على التقوى : " هو مسجدي هذا " مع أن الآية تتناول مسجد قباء قطعا ).



المصادر:
1. جامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير الطبري) لابن جرير الطبري.
2. تفسير معالم التنزيل للبغوي.
3. تفسير القرآن العظيم لابن كثير.
4. مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية.
5. التفسير القيم لابن القيم.
6. تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن لمحمد الأمين الشنقيطي.
7. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي.
8. زبدة التفسير لمحمد سليمان الأشقر.
9. كتاب لسان العرب لابن منظور.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 29 جمادى الأولى 1439هـ/14-02-2018م, 09:19 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

تقويم مجلس تطبيقات على دورة أساليب التفسير
- التقرير العلمي -


أحسنتم وفقكم الله وسددكم .
بداية؛ هذه الرسالة هي التجربة الأولى لحصيلة ما تعلّمتم، وبما أنّها أولى التطبيقات فلا ضير أن يكون الكثير من الملحوظات حولها ، فالمرء لا يولد عالما وإنما يخطو درجات نحو العلم وبالحرص على الإخلاص والدعاء والصبر يدرك منازل أهل العلم بإذن الله تعالى.

* ملحوظات عامّة.
1: ينبغي الإكثار من دراسة الرسائل التفسيرية وملاحظة طريقة العلماء في عرضهم للمسائل وكيف يأخذونها من مصادرها فيحرورنها ويعملون قواعد الترجيح فيما بينها ثمّ يصيغونها ويعرضونها بذكر إسنادها ومصادرها، فهذه الطريقة تفتح لكم آفاق واسعة في طريقكم للتفسير ، ولمزيد من البيان العملي لما ذكرت .


تأملوا هذا الأجزاء المقتبسة من رسالة فضيلة شيخنا - حفظه الله وبارك في علمه - في قوله تعالى :{يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}.
o: طريقة تحرير المسائل:
في معرض تحرير مسألة جواب الاستفهام في الآية حيث قال حفظه الله:
اقتباس:
وأما جواب المسألة الثالثة فقد اختلف فيه على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنَّ الذي غرّه هو جهله، وروي هذا المعنى عن عمر وابن عباس وأبي موسى الأشعري والربيع بن خثيم والحسن البصري.
والقول الثاني: أنَّ الذي غرَّه هو الشيطان، وهذا قول قتادة رواه عنه ابن جرير بإسناد صحيح.
واستدلَّ له بقول الله تعالى: {وغركم بالله الغرور} أي خدعكم وجرأكم على عصيان الله الغَرورُ وهو الشيطان في أظهر الأقوال.

والقول الثالث: أنَّ الذي غرَّه هو كرم ربّه، وهذا القول نقل معناه عن الفضيل بن عياض ويحيى بن معاذ وأبي بكر الوراق، وذكر الماوردي ما في معناه احتمالاً، ثم ذكره ابن الجوزي من غير نسبة، ثم اشتهر هذا القول في كتب التفسير. <---- [ إسناد الأقوال وذكر مصادرها مع التحقق من نسبتها بالرجوع للمصادر الأصيلة .]

[فالقولان الأولان صحيحان متلازمان؛ فالشيطان هو مصدر التغرير، وجهل الإنسان هو منفذ الاغترار، وبه تسلط الشيطان على المغرور.

وأما القول الثالث فخطأ بيّن وهو معارض لمقصد الآية، لأنَّ كرم الله لا يغرُّ بل يوجب الشكر، وتذكّر العبد لكرم الله تعالى وتنزّهه عن النقائص والعيوب يحمله على خشيته والاستحياء منه، وإنما الذي يغر جهل الجاهل بما يجب أن يقابل به هذا الكرم، وعمايته عن العبر والآيات.] <---- [الترجيح بين الأقوال ]
وهذه الجزئية عند الأغلب منكم لم تُذكر ، مع أنّ هذه المهارة تم التطبيق عليها من خلال تفسير الآيات المقررة بشكل واسع .

o: توثيق المصادر.
اقتباس:
وأما جواب المسألة الثانية: فالاستفهام جامع لمعنى الإنكار والتوبيخ والتقريع، والقول في معنى الاستفهام فرع عن فهم دلالة الآية.
ولذلك كان مِنَ السلف مَن يَعِظُ بهذه الآية لما فهم منها من معنى الزجر، كما قال سعيد بن عبيد: رأيت سعيد بن جبير وهو يؤمّهم في رمضان يردد هذه الآية: {إذ الأغلال في أعناقهم}، {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك} يرددها مرتين أو ثلاثا). رواه عبد الرزاق.<--- التوثيق
وهنا أيضا كثير منكم فاته التوثيق .

o: الاستشهاد بأقوال المفسرين بما يبين المعنى من غير إفراط ولا تفريط.
اقتباس:
وقال ابن القيم في الجواب الكافي: (كاغترار بعض الجهال بقوله تعالى: {يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم} فيقول: كرمه، وقد يقول بعضهم: إنه لقَّن المغترَّ حجته!!
وهذا جهل قبيح، وإنما غرَّه بربه الغَرور، وهو الشيطان ونفسه الأمارة بالسوء وجهله وهواه، وأتى سبحانه بلفظ الكريم وهو السيد العظيم المطاع الذي لاينبغي الاغترار به ولا إهمال حقه؛ فوضع هذا المغتر الغرور فى غير موضعه واغتر بمن لا ينبغي الاغترار به)ا.هـ.<----- تنصيص الاستشهاد بقول المفسر .
ومن المهم بيانه أنّه من الخطأ نسخ قول المفسّر من غير تنصيص والإشارة إلى قائله ، فيظنّ القارئ أنها عبارات الكاتب نفسه ، وأيضا من الخطأ أن تكون الرسالة معتمدة على أقوال المفسرين بشكل كامل خالية من صياغة الكاتب ، فحينها تخرج عن مسمّى رسالة تفسيرية .

2: خلوّ الرسالة من أسلوب الكاتب وطريقة انتقاله بين المسائل التي يتطرق لبيانها تجعل الرسالة كأنها ملخص فقط، فيحول دون وصول الرسالة كما يراد .
لابأس إن وجد الطالب بداية صعوبة في التعبير وليعلم أنّها مرحلة مؤقتة ستزول بإذن الله إن عمل بالوصايا .

-----------------------------

- سارة عبدالله.ب
بارك الله في اجتهادك ووفقك.
1: رسالتك بسيطة لم تستوفي فيها التحرير الشامل للمسائل ،وإن أجدت في التطرق لأهم المسائل في الآيات إلا أنها بحاجة لمزيد من العناية ، فعند عرضكِ للمراد بالضحى اذكري خلاصة ما جمعتِ من الأقوال فيها وانظري فيما بينها فما توافق فاحصريهم في قول واحد وأسندي هذه الأقوال لقائليها ثمّ للمصدر الذي أخذتِ منه ، ولا يكفي عرضكِ للمراجع في الهامش مع إحسانكِ في ذلك.
2: أسندي أقوال المفسرين لأصحابها حتى لا يظنّ القارئ أنها أقوالك ،كما ذكرتِ هنا ( وأحسب أنّه من قولهم : ضحي فلان للشمس) فهذا قول ابن جرير ، ضعي علامة تنصيص على قوله.
3: لا يظهر أسلوبك جيدا في الرسالة لعل الاختصار الشديد والاعتماد على النقول أثّر في غيابه ، وإحسانه يأتي بكثرة قراءة أقوال أهل العلم والاطلاع على تفاسيرهم .
وصية:
تأملي النماذج جيدا وانظري طريقة التحرير للمسائل ، قسّمي الأنموذج الذي بين يديكِ لفقرات وانظري كيف يتناول المفسّر المسائل ،واحرصي على محاكاته فأنتِ في أول الطريق ، ومرة بعد مرة تكتسبين اطلاع أوسع ويصبح لكِ أسلوبك الخاص.
الموضوع فقط يحتاج للدعاء والصبر على الطلب .

- فاطمة إدريس شتوي.ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
1: الملحوظة الرئيسة هو الترتيب ؛ ولو بدأت ببيان أن هذه الآية هي أول ما نزل من القرآن على الراجح من أقوال العلماء ودليله…
وهذا القول قال به فلان وفلان…
وقد وردت أقوال أخرى في أول ما نزل من القرآن هي… . وتورديها باختصار لكان أفضل .
2: كان يحسن تقديم مسألة ما جاء في نزول هذه الآية ؛ وكذلك المعنى الإجمالي لو تصدرت رسالتك بذكره لكان أجود .
3: المسائل الأخيره ظهر التحرير فيها مختصرا ولم يوثق.

- للا حسناء الشنتوفي.ب+
أحسنتِ جدا في طريقة عرضك ومحاكاتكِ لبعض الرسائل ، كما أنّ السورة التي اخترتِ تناولها في الحديث تتضمن مسائل عدة بإمكانكِ الوقوف عليها بطريقة التقرير العلمي، ولو اعتنيتِ بالملحوظات التالية لكانت رسالتك قيّمة:
1: خلت رسالتك من المصادر الأصيلة كتفسير ابن جرير وابن أبي حاتم ، وهذا له الأثر الكبير على شمولك للأقوال والتحقق من صحة النسبة لها ، فللمراد بالكوثر أقوال أخرى ذكرها ابن عطية فاتتكِ.
2: فاتتكِ مسائل لا غنى عن التطرق لها كمعنى الكوثر في اللغة ، التفصيل في المراد بالنحر وتحريرها ونسبة الأقوال فيها لأنّ هذه الرسالة موضع لتحريرها الكامل ، كذلك مسألة فيمن نزل قوله تعالى : {إنّ شانئك هو الأبتر} يحسن تحريرها وليس الاقتصار على الإشارة لها في مطلع الرسالة .

- ابتسام الرعوجي.ب
أحسنتِ وفقكِ الله .
1: ابتدأت رسالتك بأسلوب التقرير العلمي ثم استرسلتِ ببيان الفوائد واللطائف من الآيات فكان الأسلوب الاستنتاجي أظهر ، مع غنى المصادر التي اعتمدتها .
2: تكررتِ لديكِ جملة (أقوال المفسرين ) ، ويحسن ذكر أسماء من اطلعتِ على تفاسيرهم.
3: تعبيرك عن الاطلاع على المصادر بعبارات (قرأت من تفسير كذا ؛ وفهمت من كلام المفسرين ؛ ...وغيرها على هذا النحو) يحسن أن توجهيها بأسلوب أفضل كونها رسالة مخاطبيها هم عموم طلاب علم؛ لمناقشة مسائل هذه الآية لا كونها ورقة عمل طالب تُعرض على أستاذه.
فمثلا :
قرأت في تفسير كذا وكذا .>>> نقول أورد الطبري مثلا في تفسيره ... .
وَمِمَّا فهمت من كلام المفسرين >>> أقول ويتضح من كلام المفسرين كذا وكذا .



- هيثم محمد .أ+
أحسنت نفع الله بك وسددك.
1: أحسنت في طريقة تحريرك للمسائل وعرضها ، لكن لو قدمت بين يدي رسالتك مقدمة تذكر فيها مناسبة الآية لما قبلها.
وأما عرضك للقراءات ليس شاملا ، فقد فاتتك قراءة ابن مسعود بالرفع ولام الجر (حمالة ٌللحطب)، كذلك قراءة أبو قلابة (حاملة).
2: عند تحريرك للأ قوال لم تذكر المفسرين الذين ذكروا هذه الأقوال.

- إجلال سعد علي مشرح.ج
بارك الله فيك ونفع بكِ، يظهر من رسالتك أنّها تلخيص مجمل للآية ،لم يتحقق فيه غرض كتابة الرسالة بأسلوب التقرير العلمي .
1: أمهات التفاسير مصادر لاغنى للطالب عنها فهي المرجع الأصلي لأقوال السلف ، وترككِ لها أثّر بشكل كبير على جودة الرسالة .
2: خلت رسالتك من الشواهد والآثار وأقوال المفسرين .
3: المسائل المتعلقة بعلوم الآية كأسباب النزول وبيان المقاصد لا بدّ من ذكرها مع مصادرها ، وإن فاتكِ عرضها لا تذكريها منفصلة بل ضعيها في موضعها من الرسالة وأعيدي إرسالها كاملة .

- رشا عطيّة اللبدي .ب
أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددكِ.
1: قولك:[و إنما كان الاختلاف في مكان النزول تبعاً لسبب النزول . ] الصواب قولنا :الخلاف في سبب النزول يعود للخلاف على مكانه.
2: ذكرتِ قول القرطبي في مسألة تقديم خبر إنّ ضمن مسألة المراد بعداوة الأزواج وليس موضعها .
3: المراد بالعداوة على ثلاثة أقوال:
. أن يمنعوهم من الهجرة ، قاله ابن عبّاس.
. أن يكونوا سببا للمعاصي، قاله مجاهد .
. أن ينهوهم عن الإسلام، وهو قول قتادة .
وما ذكرته هو خلاصة أقوال المفسرين من هذه الأقوال .
4: رسالتك أقرب للتلخيص مع وضوح التقرير العلمي لبعض المسائل ، مع غياب صياغتك في تناول الرسالة والربط بين أجزائها .


زادكم الله علما ... ونفع بكم الأمة

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 29 جمادى الأولى 1439هـ/14-02-2018م, 08:18 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عائشة إبراهيم الزبيري مشاهدة المشاركة
رسالة في تفسير قوله تعالى: (ومن شر غاسق إذا وقب) سورة الفلق
الغاسق في اللغة فاعل من غَسَقَ: وهو من السيلان والانصباب أو الإظلام.
غَسَقَتْ عَيْنُهُ: دَمَعَتْ، وَقِيلَ: انصبَّت، وَقِيلَ: أَظلمت.
وغَسَق اللبنُ غَسْقاً: انْصَبَّ مِنَ الضَّرْع.
وغَسَقت السَّمَاءُ: انصبَّت وأَرَشَّتْ.
وغَسَق الجرحُ: أَيْ سَالَ مِنْهُ مَاءٌ أَصفر؛ وأَنشد شَمِرٌ فِي الْغَاسِقِ بِمَعْنَى السَّائِلِ:
أَبْكِي لفَقْدِهمُ بعَينٍ ثَرَّة، ... تَجْري مَساربُها بعينٍ غاسِق
أَيْ سَائِلٍ وَلَيْسَ مِنَ الظُّلْمَةِ فِي شَيْءٍ.
وغَسَق الليل: انْصَبَّ وأَظلم؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: حِينَ غَسَق اللَّيْلُ عَلَى الظِّراب
أَيِ انْصَبَّ اللَّيْلُ عَلَى الْجِبَالِ وأظلم.

أما المراد بالغاسق في قوله تعالى: (ومن شر غاسق إذا وقب) اختلف فيها اهل التفسير على أقوال:

القول الأول: الليل إذا دخل وأظلم، لقوله تعالى: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل)، وعليه قال الشاعر:
إن هذا الليل قد غسقا واشتكيت الهم والأرقا
وقد نقل هذا القول عن ابن عباس والحسن ومحمد بن كعب القرظي ومجاهد والضحاك وخصيف وغيرهم من الصحابة والتابعين، ويدخل في هذا القول بأنه النهار إذا دخل في الليل.
وقد قال قتادة أنه: إذا ذهب، وقد قال ابن جرير الطبري عن هذا القول: (ولست أعرف ما قال قتادة في ذلك في كلام العرب ، بل المعروف من كلامها من معنى وقب : دخل.)
فأمر سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده أن يستعيذوا من شر الليل إذا أقبل لما يكون فيه من انتشار الشياطين ولأهل الفساد والأرواح الشريرة والحيوانات المؤذية والسباع ويقل المغيث إلا الله سبحانه وتعالى.
وقيل: أطلق على الليل غاسق لأنه أبرد من النهار، وليس من الظلمة، نقل هذا القول عن الزجاج، وقد قال ابن القيم عن هذا القول: (ولا تنافي بين القولين. فإن الليل بارد مظلم. فمن ذكر برده فقط، أو ظلمته فقط: اقتصر على أحد وصفيه.
والظلمة في الآية أنسب لمكان الاستعاذة. فإن الشر الذي يناسب الظلمة أولى بالاستعاذة من البرد الذي في الليل. ولهذا استعاذ برب الفلق الذي هو الصبح والنور: من شر الغاسق، الذي هو الظلمة. فناسب الوصف المستعاذ به المعنى المطلوب بالاستعاذة.)

القول الثاني: هو كوكب وقيل: ذلك الكوكب هو الثريا أي: النجوم، وقد أمر بالاستعاذة منها لما يكثر من الأسقام والطواعين عند وقوعها وترتفع عند طلوعها، وقد نقل هذا القول عن أبي هريرة وابن زيد وروي في هذا القول خبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال ابن جرير الطبري: ولقائلي هذا القول علة من أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم . وهو ما حدثنا به نصر بن علي ، قال : ثنا بكار بن عبد الله بن أخي همام ، قال : ثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ( ومن شر غاسق إذا وقب ) قال : " النجم الغاسق " .
وهذا الأثر ضعيف الإسناد، ف محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف ضعيف الحديث، وقد قال ابن كثير رحمه الله في هذا الحديث: (وهذا الحديث لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم).

القول الثالث: هو القمر إذا كان آخر الشهر، وقد أمر بالإستعاذة منه لما يجيء بعده من السحر، فأهل الريب يتحينون غيبوبة القمر، قال الشاعر:
اراحني الله من أشياء أكرهها منها العجوز ومنها الكلب والقمر
هذا يبوح وهذا يستضاء به وهذه ضمرز قوامة السحر
والضمرز: الناقة المسنة والعجوز الغليظة، وعمدة هذا القول حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، قال ابن جرير: حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ، عن خاله الحارث بن عبد الرحمن ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن عائشة قالت : أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي ، ثم نظر إلى القمر ، ثم قال : "يا عائشة تعوذي بالله من شر غاسق إذا وقب ، وهذا غاسق إذا وقب" ، وللحديث روايات أخرى.
وقيل: المراد هو القمر إذا خسف ودخل في الخسوف، وقد ضعف ابن تيمية هذا القول فقال: (قال ابن قتيبة : ويقال الغاسق القمر إذا كسف واسود . ومعنى وقب دخل في الكسوف وهذا ضعيف فإن ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعارض بقول غيره وهو لا يقول إلا الحق وهو لم يأمر عائشة بالاستعاذة منه عند كسوفه بل مع ظهوره وقد قال الله تعالى : { وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة } فالقمر آية الليل .)

وقد رجح كثير من أهل التفسير القول الأول، وأدخلوا القول الثالث فيه، لأن القمر آية الليل وتابع له، ومنهم أدخل الثاني وهو النجوم كذلك، فهي لا تضيء إلا بالليل، وقد أعاد ابن جرير الطبري جميع الأقوال لأصلها اللغوي وجمع بينهم فالغاسق هو المظلم، فالليل مظلم، والقمر مظلم في أصله وعند غيابه آخر الشهر، والنجم إذا غاب مظلم.

وقد كان لشيخ الإسلام ابن تيمية نظرة أخرى في هذه المسالة فقد قوى شر القمر على شر الليل فكان الإستعاذة من شر القمر أقوى من شر الليل، قال بعد إيراده قوله تعالى: (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة) قال: (فالقمر آية الليل. وكذلك النجوم إنما تطلع فترى بالليل فأمره بالاستعاذة من ذلك، أمر بالاستعاذة من آية الليل ودليله وعلامته، والدليل مستلزم للمدلول، فإذا كان شر القمر موجودا فشر الليل موجود وللقمر من التأثير ما ليس لغيره فتكون الاستعاذة من الشر الحاصل عنه أقوى ويكون هذا كقوله عن المسجد المؤسس على التقوى : " هو مسجدي هذا " مع أن الآية تتناول مسجد قباء قطعا ).



المصادر:
1. جامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير الطبري) لابن جرير الطبري.
2. تفسير معالم التنزيل للبغوي.
3. تفسير القرآن العظيم لابن كثير.
4. مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية.
5. التفسير القيم لابن القيم.
6. تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن لمحمد الأمين الشنقيطي.
7. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي.
8. زبدة التفسير لمحمد سليمان الأشقر.
9. كتاب لسان العرب لابن منظور.

أحسنتِ جدا في رسالتك وفقكِ الله وسددكِ ، وأجدتِ في تناولك لتحرير مسألة المراد بالغاسق، لكن مسألة معنى الوقوب مرتبطة بمسألة المراد بالغاسق فيينغي تناولها ، وسأحيلك على تفسير فضيلة الشيخ عبدالعزيز الداخل حفظه الله تعالى لتنظري كيف تناول مسائل هذه الآية وتطلعي على مافاتكِ من مسائل ، ومحاولتك كمبتدئة مبشرة جدا زادكِ الله علما .
كان يحسن أن تختمي رسالتك بفائدة أو وصية بعد هذا البيان فيظهر أسلوبك بشكل أوضح.
http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=19399
الدرجة: أ+

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 1 رجب 1439هـ/17-03-2018م, 12:29 AM
عبدالعزيز ارفاعي عبدالعزيز ارفاعي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله تعالى ((فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب))
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
فإن في هذه الآية خطة لحياة المسلم وضعها الله للنبي صلى الله عليه وسلم وهي :إذا فرغت من عمل دنيوي فانصب لعمل ديني والعكس,وفيها أعظم الحث للعبد المؤمن بالاشتغال بعبادة ربه جل وعلا, فالمؤمن لا عطلة له عن طاعة الله بل ينتقل من طاعة الى طاعة,ولا يضيع وقته في اللهو والغفلة والذهاب هنا وهناك ,قال السعدي رحمه الله "ولا تكنْ ممن إذا فرغوا وتفرغوا لعبوا وأعرضوا عن ربِّهمْ وعن ذكرهِ، فتكونَ من الخاسرينَ"
, بل كلما فرغ العبد من أشغال الدنيا وطلب الرزق فيها ,قطع علائقها واتجه لربه بالعبادة والدعاء رغبة فيما عنده من الأجر والثواب وخوفا من العقوبة والعذاب وقد ورد في معنى قوله تعالى فانصب عدة أقوال:
1- إذا فرغت من صلاتك فانصب أي بالغ في الدعاء وسله حاجتك, قاله ابن عباس وقتادة.واستدل بهذا القول من قال بمشروعية الدعاء عقب الصلوات المكتوبة
2- إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل ,قاله ابن مسعود
3- إذا فرغت من جهاد عدوك فانصب لعبادة ربك ,قاله الحسن وقتادة وزيد ابن أسلم والضحاك
4- إذا فرغت من دنياك فانصب في صلاتك ,قاله مجاهد ,وقال الجنيد إذا فرغت من أمر الخلق فاجتهد في عبادة الحق ,وفي رواية عن مجاهد: إذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك وهو موافق للقول الأول
5- إذا فرغت من تبليغ الرسالة فانصب أي استغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ,قاله الكلبي .

6- والى ربك فارغب : أي اجعل نيتك ورغبتك لله عز وجل , قاله الثوري
فمن خلال أقوال السلف المذكورة يتضح أنها جميعا تتفق على أن المؤمن عليه الاشتغال بعبادة ربه في كل وقت وحين وأنه كلما سنحت له الفرصة فلا يتردد بل يجتهد ,وتعجب من بعض هذه الأقوال التي ترى أن العبد المؤمن إذا فرغ من العبادة الواجبة فعليه الإشتغال بالعبادة النافلة, ولا تتصور أن العبد المؤمن ينشغل بالدنيا عن الدين ,إذا هذه الآية نبراس للعالم والداعية والطالب والموظف ومن هو ملتزم بعمل ما أنه متى ما فرغ من ذلك العمل فعلية الانتصاب لربه والاجتهاد بالعبادة والدعاء ,فالعبادة والذكر والصلاة والدعاء هي زاد المؤمن الذي ليس له عنها غنى, وقد قال الله تعالى ((ولكم في رسول الله أسوة حسنة)) فهذا إمام المؤمنين وخير المرسلين يلبي هذا الخطاب الرباني فيقوم الليل حتى تتورم قدماه صلى الله عليه وسلم ففي الحديث الذي رواه مسلم ,عن عائشة رضي الله عنها قالت ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام حنى تتفطر رجلاه ,قالت عائشة يارسول الله تصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ,قال :أفلا أكون عبدا شكورا)) فحلي بكل عبد مؤمن أن تكون هذه الآية هي منهجه وخطة حياته هذا والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين
المراجع
1- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
2- تفسير ابن كثير
3- تفسير السعدي
4- زبدة التفسير للأشقر
5- أيسر التفاسير لأبو بكر الجزائري
6- ليدبروا آياته إعداد اللجنة العلمية بمركز تدبر

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 1 رجب 1439هـ/17-03-2018م, 08:55 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز ارفاعي مشاهدة المشاركة
رسالة تفسيرية في قوله تعالى ((فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب))
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
فإن في هذه الآية خطة لحياة المسلم وضعها الله للنبي صلى الله عليه وسلم وهي :إذا فرغت من عمل دنيوي فانصب لعمل ديني والعكس,وفيها أعظم الحث للعبد المؤمن بالاشتغال بعبادة ربه جل وعلا, فالمؤمن لا عطلة له عن طاعة الله بل ينتقل من طاعة الى طاعة,ولا يضيع وقته في اللهو والغفلة والذهاب هنا وهناك ,قال السعدي رحمه الله "ولا تكنْ ممن إذا فرغوا وتفرغوا لعبوا وأعرضوا عن ربِّهمْ وعن ذكرهِ، فتكونَ من الخاسرينَ"
, بل كلما فرغ العبد من أشغال الدنيا وطلب الرزق فيها ,قطع علائقها واتجه لربه بالعبادة والدعاء رغبة فيما عنده من الأجر والثواب وخوفا من العقوبة والعذاب وقد ورد في معنى قوله تعالى فانصب عدة أقوال:
1- إذا فرغت من صلاتك فانصب أي بالغ في الدعاء وسله حاجتك, قاله ابن عباس وقتادة.واستدل بهذا القول من قال بمشروعية الدعاء عقب الصلوات المكتوبة
2- إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل ,قاله ابن مسعود
3- إذا فرغت من جهاد عدوك فانصب لعبادة ربك ,قاله الحسن وقتادة وزيد ابن أسلم والضحاك
4- إذا فرغت من دنياك فانصب في صلاتك ,قاله مجاهد ,وقال الجنيد إذا فرغت من أمر الخلق فاجتهد في عبادة الحق ,وفي رواية عن مجاهد: إذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك وهو موافق للقول الأول
5- إذا فرغت من تبليغ الرسالة فانصب أي استغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ,قاله الكلبي .

6- والى ربك فارغب : أي اجعل نيتك ورغبتك لله عز وجل , قاله الثوري
فمن خلال أقوال السلف المذكورة يتضح أنها جميعا تتفق على أن المؤمن عليه الاشتغال بعبادة ربه في كل وقت وحين وأنه كلما سنحت له الفرصة فلا يتردد بل يجتهد ,وتعجب من بعض هذه الأقوال التي ترى أن العبد المؤمن إذا فرغ من العبادة الواجبة فعليه الإشتغال بالعبادة النافلة, ولا تتصور أن العبد المؤمن ينشغل بالدنيا عن الدين ,إذا هذه الآية نبراس للعالم والداعية والطالب والموظف ومن هو ملتزم بعمل ما أنه متى ما فرغ من ذلك العمل فعلية الانتصاب لربه والاجتهاد بالعبادة والدعاء ,فالعبادة والذكر والصلاة والدعاء هي زاد المؤمن الذي ليس له عنها غنى, وقد قال الله تعالى ((ولكم في رسول الله أسوة حسنة)) فهذا إمام المؤمنين وخير المرسلين يلبي هذا الخطاب الرباني فيقوم الليل حتى تتورم قدماه صلى الله عليه وسلم ففي الحديث الذي رواه مسلم ,عن عائشة رضي الله عنها قالت ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام حنى تتفطر رجلاه ,قالت عائشة يارسول الله تصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ,قال :أفلا أكون عبدا شكورا)) فحلي بكل عبد مؤمن أن تكون هذه الآية هي منهجه وخطة حياته هذا والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين
المراجع
1- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
2- تفسير ابن كثير
3- تفسير السعدي
4- زبدة التفسير للأشقر
5- أيسر التفاسير لأبو بكر الجزائري
6- ليدبروا آياته إعداد اللجنة العلمية بمركز تدبر

أحسنت وفقك الله لكنك أوجزت كثيرا فلم تقف إلا على مسائل معدودة من الآية وفاتك مناسبة الآية لما قبلها وبيان المخاطب في الآية ومعنى الفراغ و النصب في اللغة والتقديم والتأخير في الآية وغير ذلك.
لابد أن تكون الرسالة مستوفية لمسائلها وفقك الله .
مع بيان أن أسلوبك حاضر في الرسالة نفع الله بك.
الدرجة : ج+

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir