دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 ذو القعدة 1441هـ/8-07-2020م, 01:27 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الخامس: مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة معالم العلوم

مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة معالم العلوم

اختر مجموعة واحدة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س1: بين أهمية معرفة معالم العلوم؟
س2: اذكر أهم العلوم المعتنى بها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
س3: عرّف بطرق التابعين في تعلّم العلم وتعليمه.
س4: عرّف بثلاثة صحف من صحف الصحابة، وثلاثة صحف من صحف التابعين,


المجموعة الثانية:

س1: بيّن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم العلم.
س2: كيف تدلل على كثرة المقبلين على العلم في زمن الصحابة رضي الله عنهم؟
س3: اذكر ثلاثة من علماء الأمصار التالية من الصحابة والتابعين وتابعيهم: المدينة، ومكة، والكوفة، والبصرة، والشام، ومصر.
س4: بيّن فضل تابعي التابعين.


المجموعة الثالثة:
س1: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث البعوث لتعليم القرآن والتفقيه في الدين، وضحّ ذلك وبيّن أثره.
س2: ما هي العلوم التي كان الصحابة رضي الله عنهم يُعنون بها؟
س3: لخّص القول في اختلاف الصحابة والتابعين في كتابة غير القرآن من الحديث ومسائل العلم.
س4: اذكر أصناف أهل العلم من التابعين.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم السبت القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.


تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 ذو القعدة 1441هـ/10-07-2020م, 08:42 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

المجموعة الثانية:
س١: بيّن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم العلم.
كان تعليمه - صلى الله عليه و سلم- برفق، و رحمة، و نصح، و حكمة، فكان يرشد المخطئ، و يحلم على الجاهل، و يوصي كل مستوص بما هو أنفع له، و يدل عليه ما جاء في حديث معاوية بن الحكم السلمي – رضي الله عنه – أنه قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله - صلى الله عليه و سلم – إذ عطس رجل من القوم، فقلت: " يرحمك الله "، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: " واثكل أمياه، ما شأنكم تنظرون إلي؟ فجعلوا يضربون بأيديهم إلى أفخاذهم "، فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه و سلم-؛ فبأبي أنت و أمي، ما رأيت معلما قبل و لا بعده أحسن تعليما منه، فوالله ما كهرني، و لا ضربني، و لا شتمني، قال: " إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو تسبيح، و تكبير، و قراءة القرآن ".
رواه مسلم، و أحمد، و الدارمي.
و كان جامعا بين العلم و الإيمان، قال ابن مسعود - رضي الله عنه-: " كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات، لم يجاوزهن حتى يعرف معانيها، و العمل بها "، و لذلك عظم عندهم من كان يحفظ سورة البقرة ، لما اشتملت عليها من أحكام.
كما أن كثرة القراء و معلمي القرآن في عهده - صلى الله عليه و سلم –، و إقبالهم عليه، و دراسته، دليل على حسن تعليمه؛ لأنه الذي أمرهم بذلك، و وصاهم به.

س٢: كيف تدلل على كثرة المقبلين على العلم في زمن الصحابة رضي الله عنهم؟
مما يدل على كثرة المقبلين على العلم في زمنهم - رضي الله عنهم -:
- دخول ثلاثمائة رجل ممن قرأ القرآن على أبي موسى - رضي الله عنه- لما بعث إلى قراء أهل البصرة.
- أن أبا الدرداء – رضي الله عنه- طلب أن يحصى الذين تعلموا القرآن في مجلسه، فكانوا ألف و ستمائة.
- بقاء عدد كبير من القراء بعد أن قتل جمع منهم يوم اليمامة.
- أن عليا - رضي الله عنه – أمر مناديا بالكوفة زمن فتنة الخوارج ألا يدخل عليه إلا من حمل القرآن، فامتلأ داره.
- أن عمر - رضي الله عنه- كان يحض الولاة على العناية بتعليم القرآن، و إكرام معلميه، و تقريب منازلهم من المسجد ليكون الوصول إليهم أيسر، و ينتشر العلم، و أدى ذلك إلى إقبال الناس على العلماء، و انتشار العلم.

س٣: اذكر ثلاثة من علماء الأمصار التالية من الصحابة والتابعين وتابعيهم: المدينة، ومكة، والكوفة، والبصرة، والشام، ومصر.
كان في المدينة من علماء الصحابة: عثمان بن عفان، و علي بن أبي طالب، و زيد بن ثابت – رضي الله عنهم -.
و من التابعين: سعيد بن المسيب، و عروة بن الزبير، و خارجة بن زيد ابن ثابت – رحمهم الله -.
و من أتباعهم: جعفر الصادق، و عبد العزيز بن سلمة بن الماجشون، و إبراهيم بن سعد الزهري - رحمهم الله -.
و أما الذين كانوا في مكة من الصحابة، فمنهم: عتاب بن أسيد الأموي، و نافع بن عبد الحارث الأموي، و أبو قتادة الأنصاري - رضي الله عنهم -.
و من التابعين: محمد بن الحنفية، عبد الله بن أبي مليكة، و مجاهد ابن جبر - رحمهم الله -.
و من أتباعهم: حميد بن قيس الأعرج، و ابن محيصن السهمي، و القاسم بن أبي بزة - رحمهم الله -.
و في الكوفة: عبد الله بن مسعود، و قرظة بن كعب الخزرجي، و أبو موسى الأشعري - رضي الله عنهم -.
و من التابعين: عبيدة بن عمرو السلماني، و شريح بن الحارث القاضي، و عمرو بن شرحبيل - رحمهم الله -.
و من أتباعهم: عاصم بن أبي النجود، و محمد بن الحسن الشيباني، و شريك بن عبد الله النخعي - رحمهم الله -.
و في البصرة: عثمان بن أبي العاص، و عبد الله بن المغفل، و أبو بكر الثقفي – رضي الله عنهم -.
و من التابعين: أبو رجاء العطاردي، و مطرف بن عبد الله بن شخير، و حميد بن عبد الرحمن الحميري - رحمهم الله -.
و من أتباعهم: أبو عمرو بن العلاء، و عيسى بن عمر الثقفي، و حماد ابن زيد - رحمهم الله -.
و في الشام: أبو عبيدة عامر بن الجراح، و أبو أمامة الباهلي، و شداد ابن أوس بن ثابت - رضي الله عنهم-.
و من التابعين: أبو إدريس الخولاني، و بلال بن أبي الدرداء، و يحيى ابن الحارث الذماري - رحمهم الله-.
و من أتباعهم: حسان بن عطية، و سعيد بن عبد العزيز التنوخي، و أبو إسحاق الفزازي - رحمهم الله -.
و في مصر: عمرو بن العاص، و عبد الله بن عمرو بن العاص، و دحية الكلبي - رضي الله عنهم -.
و من التابعين: يونس بن يزيد الأيلي، و أبو قبيل المعافري، و علي ابن رباح اللخمي - رحمهم الله –.
و من أتباعهم: بكير بن عبد الله بن الأشج، و موسى بن علي بن رباح، و الليث بن سعد الفهمي.


س٤: بيّن فضل تابعي التابعين.
أتباع التابعين هم خير الناس بعد التابعين، و هم ثالث القرون الفاضلة الذين أثنى عليهم النبي - صلى الله عليه و سلم- في قوله: " خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"، و قد خرج منهم علماء أحسنوا تحمل أمانة العلم و أدائها، كما أنه خرج منهم عباد صالحون، و مجاهدون قاتلوا في سبيل الله ففتحوا البلدان، و أعزوا الدين.
و مما يدل على فضلهم بروز أئمة منهم في كل علم من علوم الشريعة انتفع الناس بعلمهم
قال ابن أبي حاتم - رحمه الله -: " ثم خلفهم تابعو التابعين، و هم خلف الأخيار و أعلام الأمصار في دين الله – عز و جل -، و نقل سنن رسول الله - صلى الله عليه و سلم -، و حفظه، و إتقانه، و العلماء بالحلال و الحرام، و الفقهاء بأحكام الله – عز و جل -، و فروضه، و أمره، و نهيه".

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20 ذو القعدة 1441هـ/10-07-2020م, 10:23 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي


المجموعة الثالثة:
س1: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث البعوث لتعليم القرآن والتفقيه في الدين، وضحّ ذلك وبيّن أثره.

من الأمور التي اعتنى بها النبي-صلى الله عليه وسلم- بثعث المعلمين إلى الأمصار , فكان ممن بعثهم :
- بعث مصعب بن عمير وابن أمّ مكتوم إلى المدينة لتعليم الناس القرآن والدين.
- بعث سبعين من القراء إلى رعل وذكوان وعصية وبني لحيان , وحصل ما حصل من غدرهم وقتلهم للقراء .
- أبقى معاذ بن جبل في مكة بعد فتحها لتعليم الناس .
- بعث عثمان بن أبي العاص إلى الطائف.
- بعث إلى البحرين العلاء بن الحضرمي.
- وبعث عباد بن بشر الأشهلي إلى بني المصطلق.
- وكان يبعث أحيانا معاذا إلى أحياء من العرب يدعوهم إلى الإسلام .
- بعث عمرو بن حزم النجاري إلى نجران، لتعليمهم القرآن ، وكتب له كتابا جاء في : ((عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن أمره بتقوى الله في أمره، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وأمره أن يأخذ الحقَّ كما أمره، وأن يبشر الناس بالخير ويأمرهم، ويعلم الناس القرآن، ويفقههم فيه، وينهى الناس، ولا يمسَّ أحدٌ القرآن إلا وهو طاهر، ويخبر الناس بالذي لهم والذي عليهم ويلين لهم في الحق، ويشد عليهم في الظلم، فإنَّ الله عز وجل كره الظلم ونهى عنه...).
- ولما بعث أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل إلى اليمن أوصاهما بقوله : «يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا» .

وكان لهذه البعوث التي بعثها -صلى الله عليه وسلم- عظيم الأثر الذي تجلى في عدة أمور:
1- التعريف بالإسلام ونشره وزيادة رقعته .
2- نشر القرآن الكريم بين الناس .
3- تعليم المسلمين الجدد ما يحتاجون من أمور دينهم من خلال بيان أحكامه وتفقيههم فيه .
4- وضع قاعدة متينة للعمل الدعوي يعمل بها ولو بعد موته صلى الله عليه وسلم.
5- تدريب الدعاة على كيفية الدعوة إلى الله , وبيان أهمية معرفة حال المدعو

س2: ما هي العلوم التي كان الصحابة رضي الله عنهم يُعنون بها؟
كان اهتمام الصحابة -رضوان الله عليهم- منصبا نحو القرآن والسنة كونهما أصل العلوم , فأولوا عنايتهم لما تعلموه من العلوم على زمن النبي-صلى الله عليه وسلم- فبدؤا بتعليمها ونقلها للناس .
وكان مما ظهر في عصرهم من العلوم :
- العناية بالمصاحف , وقد ظهر جليا في خلافة أبي بكر رضي الله عنه , فجمع القرآن في عهده , وكان ابن مسعود رضي الله عنه يملي المصاحف في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فانتشر بينهم استنساخ المصاحف , وهذا فيه شدة عنايتهم بكتاب الله جل وعلا .
- ظهرت كثير من أبواب السياسة الشرعية في عهد عمر رضي اله عنه , فقد جاء في مصنف ابن أبي شيبة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (لمّا ولي عمر الخلافة فرض الفرائض، ودوَّن الدواوين، وعرَّف العرَفاء) , ؛ فنظّم -رضي الله عنه- شؤون الدولة ، وعين الولاة ، وعرّف العرفاء، وأنشأ الدواوين، وعيّن القضاة، وأقام الحسبة، وفرض الأعطيات.
وقد هم -رضي الله عنه- بجمع السنة لكنه تركه خشية أن ينشغل الناس به عن القرآن.

-أما في عهد عثمان رضي الله عنه- فقد حصل الجمع الثاني للقرآن , فجمع الناس على مصحف إمام ، وبعث إلى الأمصار بنسخٍ منه ، وأمرهم أن يقوّموا مصاحفهم عليها، فشاع استنساخ المصاحف .

- ولما ظهرت الخوارج والسبئية في عهد عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه- ناظرهم المسلمين من أمثال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما .
كذلك في عهده رضي الله عنه نشأ علم النحو.
- روى سعيد بن سَلْم بن قتيبة بن مسلم الباهلي عن أبيه عن جدّه عن أبي الأسود، قال: دخلتُ على عليّ فرأيته مطرقا، فقلت: فيم تتفكر يا أمير المؤمنين؟
قال: سمعت ببلدكم لحناً، فأردت أن أضع كتابا في أصول العربية، فقلت: إن فعلت هذا أحييتَنا، فأتيته بعد أيام؛ فألقى إليَّ صحيفة فيها: (الكلام كلُّه: اسم، وفعل، وحرف؛ فالاسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل). ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام.
- وفي أواخر عهد الصحابة ظهر النقط والشكل للمصاحف .
- ولما ظهرت في أواخر عهدهم المرجئة والقدرية : رد عليهم الصحابة وحذروا منهم.

س3: لخّص القول في اختلاف الصحابة والتابعين في كتابة غير القرآن من الحديث ومسائل العلم.
اختلف الصحابة والتابعون في كتابة غير القرآن على أربعة أقوال بحسب ما جاء عنهم :

القول الأول:
النهي عن كتابة غير القرآن مطلقا مخافة الافتتان به , والانشغال به عن القرآن ، حتى جاءت أخبار عن بعضهم بأنه كان يمحو ما يجده في الكتب من غير القرآن , وهذا قول ابن مسعود وأبي موسى الأشعري وزيد بن ثابت ، وأبي سعيد الخدري وغيرهم، وهو إحدى الروايتين عن عمر.

- ومما روي عن محوهم لما كتب من غير القرآن :
ما ذكره حصين بن عبد الرحمن عن مرة الهمداني حيث قال: جاء أبو قرة الكندي بكتاب من الشام، فحمله فدفعه إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فنظر فيه فدعا بطست، ثم دعا بماء فمرسه فيه، وقال: «إنما هلك من كان قبلكم باتباعهم الكتب وتركهم كتابهم»
قال حصين: فقال مرة: (أما إنه لو كان من القرآن أو السنة لم يمحه، ولكن كان من كتب أهل الكتاب). رواه الدارمي، والخطيب البغدادي في تقييد العلم.

القول الثاني :
الحث على كتابة العلم وتقييده خشية النسيان، وهو قول علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وأبي أمامة الباهلي وغيرهم، وهو رواية عن أبي هريرة، ورواية عن ابن عباس.

وكتابة غير القرآن كانت معروفة من وقت الصحابة -رضوان الله عليهم- حيث اهتم من كان يعلم الكتابة بكتابة حديث النبي-صلى الل عليه وسلم- من أمثال عبدالله بن عمرو , حيث قال عمرو بن دينار، عن وهب بن منبه، عن أخيه، أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: «ليس أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب» رواه الدارمي.
- وقال عبد الله بن المثنى: حدثني ثمامة بن عبد الله بن أنس، أن أنسا رضي الله عنه، كان يقول لبنيه: «يا بني قيدوا هذا العلم» رواه الدارمي.
وكان عمر بن عبد العزيز يحث على الكتابة , وقد عزم في خلافته على كتابة الأحاديث والسنن؛ فتمّ له ذلك.

والقول الثالث:
منع الكتابة واستثناء الخاصّة الذين عُرف عنهم التيقّظ والتوثّق في كتابة العلم ، وهو ظاهر صنيع عمر بن الخطاب، وابن عباس، وأبي هريرة، وابن عمر.
فقد كان ابن عباس -رضي الله عنهما- صاحب كتب، وكان لديه من يكتب له ، ومات وفي تركته حمل بعير من الكتب، وكان يأذن لبعض أصحابه بالكتابة كابن مليكة ، وكان يكتب لبعضهم، أما العامة فكان لا يجيبهم في كتابة الرسائل ويثول لصاحب الكتاب أبلغه بكذا وكذا؛ فإنا لا نكتب العلم في الرسائل.
ولما عمي رضي الله عنه كان يصمت إن علم أن في مجلسه من يكتب عنه ، خشية أن يَكتب عنه من لا يُحسن كتابة مسائل العلم فيضع كلامه في غير مواضعه .

وقد روى هارون بن عنترة الشيباني، عن أبيه أنه قال: حدثني ابن عباس بحديثٍ فقلتُ: أكتبه عنك؟ قال: «فرخَّص لي ولم يَكَدْ» رواه الدارمي.
ويدل هذا على توسط مذهب ابن عباس في كتابة العلم، وأنه يأذن فقط للثقة الذي سيضع المسائل في موضعها , وهذا التفريق قائم على تحقق المصلحة ودرء المفسدة.

القول الرابع:
الترخيص في كتابة العلم لمن كان سيّء الحفظ أ, فيكتبه حتى يحفظه، ومنهم من يمحوه بعد ذلك ، ومنهم من يكتب لنفسه ثم يمحو ولا يأذن لأحد أن يكتب عنه ولا ينسخ من كتبه ، وهو مذهب عبيدة السلماني، وسعيد بن المسيب، وأبي قلابة الجرمي، ومحمد بن سيرين، وغيرهم.

- قال عبد الرحمن بن حرملة: (كنت سيء الحفظ فرخّص لي سعيد بن المسيب في الكتاب). رواه الخطيب البغدادي.
- وروى يحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين أنه (كان لا يرى بأسا أن يكتب الحديث فإذا حفظه محاه). رواه ابن سعد.

وقد آلت الأمور بعد ذلك إلى جواز كتابة العلم، ورجع بعض من قال بالمنع إلى الإذن بالكتابة لما رأوا من الحاجة الشديدة للكتابة وحفظ العلم , حتى قال مالك بن أنس: سمعت يحيى بن سعيد يقول: «لأَن أكون كتبت كل ما أسمع أحب إلي من أن يكون لي مثل مالي» رواه البيهقي في المدخل إلى السنن.
- وقال الزهري: «كنا نكره كتاب العلم حتى أكرهنا عليه هؤلاء الأمراء فرأينا أن لا نمنعه أحداً من المسلمين» رواه البيهقي في المدخل إلى السنن.
وقد ندم بعضهم على ترك الكتابة أو إتلاف الكتب لما رأى الحاجة إليها , كما روي أنّ عروة بن الزبير أتلف كتبه ثمّ ندم على إتلافها.

س4: اذكر أصناف أهل العلم من التابعين.

الصنف الأول :
أهل الفقه والاجتهاد والنظر، وهم من برز من أئمة المفسرين والفقهاء والقضاة والمحدثين ، من أمثال الفقهاء السبعة، وعبيدة السلماني، وعلقمة بن قيس النخعي، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وقتادة.

الصنف الثاني:
أهل الحفظ والرواية، فضبطوا المرويّات وأدّوها كما سمعوها امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم , ؛ فانتفع الناس بعلمهم ونشروه.
وهذا الصنف منهم من كانت له عناية بالتفسير، ومنهم من كانت له عناية بالأحاديث والآثار والسير، ومنهم من كانت عنايته بأقوال الفقهاء.
ومنهم: عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، وسعيد بن نمران، وحسان بن فائد، وأربدة التميمي، والربيع بن أنس البكري، وأبو تميمة طريف بن مجالد الهجيمي، وأبو المتوكّل الناجي، وأبو الزبير المكي، وأبو صالح مولى أمّ هانئ، وغيرهم.

الصنف الثالث:
هم أهل عبادة وصلاح واستقامة , وقد انتفع الناس بصلاحهم واستقامتهم خاصة في أوقات الفتن؛ فكانت سيرهم وأخبارهم وعباداتهم ومواقفهم من الفتن تروى للناس وتبث ، وإن كان المروي عنهم من الأحاديث والآثار والفتاوى نادر جداً ، ومن هؤلاء: أويس القرني، وهرم بن حيان العبدي، وعامر بن عبد قيس التميمي.

والأصناف الثلاثة عرفوا بالعلم وإن كان بعضهم أكثر عناية ببعض العلوم من بعض , وكان من التابعين من هو إمام في هذه الأصناف الثلاثة .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 ذو القعدة 1441هـ/19-07-2020م, 12:52 PM
إدارة برنامج الإعداد العلمي إدارة برنامج الإعداد العلمي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 2,037
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليم سيدهوم مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
س١: بيّن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم العلم.
كان تعليمه - صلى الله عليه و سلم- برفق، و رحمة، و نصح، و حكمة، فكان يرشد المخطئ، و يحلم على الجاهل، و يوصي كل مستوص بما هو أنفع له، و يدل عليه ما جاء في حديث معاوية بن الحكم السلمي – رضي الله عنه – أنه قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله - صلى الله عليه و سلم – إذ عطس رجل من القوم، فقلت: " يرحمك الله "، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: " واثكل أمياه، ما شأنكم تنظرون إلي؟ فجعلوا يضربون بأيديهم إلى أفخاذهم "، فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه و سلم-؛ فبأبي أنت و أمي، ما رأيت معلما قبل و لا بعده أحسن تعليما منه، فوالله ما كهرني، و لا ضربني، و لا شتمني، قال: " إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو تسبيح، و تكبير، و قراءة القرآن ".
رواه مسلم، و أحمد، و الدارمي.
و كان جامعا بين العلم و الإيمان، قال ابن مسعود - رضي الله عنه-: " كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات، لم يجاوزهن حتى يعرف معانيها، و العمل بها "، و لذلك عظم عندهم من كان يحفظ سورة البقرة ، لما اشتملت عليها من أحكام.
كما أن كثرة القراء و معلمي القرآن في عهده - صلى الله عليه و سلم –، و إقبالهم عليه، و دراسته، دليل على حسن تعليمه؛ لأنه الذي أمرهم بذلك، و وصاهم به.

س٢: كيف تدلل على كثرة المقبلين على العلم في زمن الصحابة رضي الله عنهم؟
مما يدل على كثرة المقبلين على العلم في زمنهم - رضي الله عنهم -:
- دخول ثلاثمائة رجل ممن قرأ القرآن على أبي موسى - رضي الله عنه- لما بعث إلى قراء أهل البصرة.
- أن أبا الدرداء – رضي الله عنه- طلب أن يحصى الذين تعلموا القرآن في مجلسه، فكانوا ألف و ستمائة.
- بقاء عدد كبير من القراء بعد أن قتل جمع منهم يوم اليمامة.
- أن عليا - رضي الله عنه – أمر مناديا بالكوفة زمن فتنة الخوارج ألا يدخل عليه إلا من حمل القرآن، فامتلأ داره.
- أن عمر - رضي الله عنه- كان يحض الولاة على العناية بتعليم القرآن، و إكرام معلميه، و تقريب منازلهم من المسجد ليكون الوصول إليهم أيسر، و ينتشر العلم، و أدى ذلك إلى إقبال الناس على العلماء، و انتشار العلم.

س٣: اذكر ثلاثة من علماء الأمصار التالية من الصحابة والتابعين وتابعيهم: المدينة، ومكة، والكوفة، والبصرة، والشام، ومصر.
كان في المدينة من علماء الصحابة: عثمان بن عفان، و علي بن أبي طالب، و زيد بن ثابت – رضي الله عنهم -.
و من التابعين: سعيد بن المسيب، و عروة بن الزبير، و خارجة بن زيد ابن ثابت – رحمهم الله -.
و من أتباعهم: جعفر الصادق، و عبد العزيز بن سلمة بن الماجشون، و إبراهيم بن سعد الزهري - رحمهم الله -.
و أما الذين كانوا في مكة من الصحابة، فمنهم: عتاب بن أسيد الأموي، و نافع بن عبد الحارث الأموي، و أبو قتادة الأنصاري - رضي الله عنهم -.
و من التابعين: محمد بن الحنفية، عبد الله بن أبي مليكة، و مجاهد ابن جبر - رحمهم الله -.
و من أتباعهم: حميد بن قيس الأعرج، و ابن محيصن السهمي، و القاسم بن أبي بزة - رحمهم الله -.
و في الكوفة: عبد الله بن مسعود، و قرظة بن كعب الخزرجي، و أبو موسى الأشعري - رضي الله عنهم -.
و من التابعين: عبيدة بن عمرو السلماني، و شريح بن الحارث القاضي، و عمرو بن شرحبيل - رحمهم الله -.
و من أتباعهم: عاصم بن أبي النجود، و محمد بن الحسن الشيباني، و شريك بن عبد الله النخعي - رحمهم الله -.
و في البصرة: عثمان بن أبي العاص، و عبد الله بن المغفل، و أبو بكر الثقفي – رضي الله عنهم -.
و من التابعين: أبو رجاء العطاردي، و مطرف بن عبد الله بن شخير، و حميد بن عبد الرحمن الحميري - رحمهم الله -.
و من أتباعهم: أبو عمرو بن العلاء، و عيسى بن عمر الثقفي، و حماد ابن زيد - رحمهم الله -.
و في الشام: أبو عبيدة عامر بن الجراح، و أبو أمامة الباهلي، و شداد ابن أوس بن ثابت - رضي الله عنهم-.
و من التابعين: أبو إدريس الخولاني، و بلال بن أبي الدرداء، و يحيى ابن الحارث الذماري - رحمهم الله-.
و من أتباعهم: حسان بن عطية، و سعيد بن عبد العزيز التنوخي، و أبو إسحاق الفزازي - رحمهم الله -.
و في مصر: عمرو بن العاص، و عبد الله بن عمرو بن العاص، و دحية الكلبي - رضي الله عنهم -.
و من التابعين: يونس بن يزيد الأيلي، و أبو قبيل المعافري، و علي ابن رباح اللخمي - رحمهم الله –.
و من أتباعهم: بكير بن عبد الله بن الأشج، و موسى بن علي بن رباح، و الليث بن سعد الفهمي.


س٤: بيّن فضل تابعي التابعين.
أتباع التابعين هم خير الناس بعد التابعين، و هم ثالث القرون الفاضلة الذين أثنى عليهم النبي - صلى الله عليه و سلم- في قوله: " خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"، و قد خرج منهم علماء أحسنوا تحمل أمانة العلم و أدائها، كما أنه خرج منهم عباد صالحون، و مجاهدون قاتلوا في سبيل الله ففتحوا البلدان، و أعزوا الدين.
و مما يدل على فضلهم بروز أئمة منهم في كل علم من علوم الشريعة انتفع الناس بعلمهم
قال ابن أبي حاتم - رحمه الله -: " ثم خلفهم تابعو التابعين، و هم خلف الأخيار و أعلام الأمصار في دين الله – عز و جل -، و نقل سنن رسول الله - صلى الله عليه و سلم -، و حفظه، و إتقانه، و العلماء بالحلال و الحرام، و الفقهاء بأحكام الله – عز و جل -، و فروضه، و أمره، و نهيه".
أحسنت نفع الله بك
أ+

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 ذو الحجة 1441هـ/25-07-2020م, 08:41 PM
فدوى معروف فدوى معروف غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 1,021
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا من الدفعة السابقة،،أين أجد درجة مجلس القسم الأول من دورة معالم العلوم؟؟أبحث عنها ولا أجدها
جزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25 ذو الحجة 1441هـ/14-08-2020م, 06:40 PM
فدوى معروف فدوى معروف غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 1,021
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وجدتها الحمدلله
بارك الله فيكم

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26 ذو الحجة 1441هـ/15-08-2020م, 12:03 AM
منصور بن سراج الحارثي منصور بن سراج الحارثي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 503
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بين أهمية معرفة معالم العلوم؟
معرفة معالم العلوم لطالب العلم مهةٌ، ليكون على بينة في سيره ولا يتعثر، ومن أهمها معرفه نشأة العلوم وهو ما يعرف بتاريخ العلوم وما مرت به من أطوار، وأهم الكتب المؤلفة في كل علم، وكيف استفاد العلماء من بعضهم في التأليف، والتعقيب على على بعضهم البعض، ومعرفة العلماء وأشهر الأئمة المتمكنين في كل فن، ومناهجهم، ومسالكهم في تلك العلوم وتعليمها.

س2: اذكر أهم العلوم المعتنى بها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
النبي صلى الله عليه وسلم سيّد العلماء، و الصحابة رضي الله عنهم هم سادات أهل العلم وأئمّتهم إذ كان تعلّمهم على يد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي أحسن تعليمهم وتأديبهم ووضع كلّ واحد منهم في الموضع الأليق به.وإذا بحثنا وجدنا عنايتهم بجملة من العلوم:
أوّلها: علوم القرآن الكريم، فكانوا على علم عظيم بفضله وحروفه، وتنزيله وتأويله، وناسخه ومنسوخه، وكتابته وتدوينه في صحف متفرقة، وغير ذلك من علومه التي كان لهم من التقدّم في معرفتها ما لا يلحقهم فيها أحد ممن كان بعدهم.
ثانيها: سُنّة النبي صلى الله عليه وسلم وأحاديثه التي شملت جميع أبواب الدين، فكانوا على عناية حسنة بها حفظاً وعملاً، ومعرفة بأحكامها، وأسباب ورودها، ومتقدّمها ومتأخرها، وناسخها ومنسوخها، وعامّها وخاصّها، ومِن الصحابة مَن كتب الحديث في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بإذنه، وهذه علوم جليلة من علوم الحديث، بل هي أصول علوم الحديث. وأصول علوم الشريعة هي الكتاب والسنة.
ثالثها: علم العقيدة، وهو العلم الذي تُعرف به مراتب الدين وأصوله، وأحكام المخالفين في الدين وأحوالهم، وما يجب الإيمان به، وما ينقض الإيمان وينقِصه.
رابعها: علم الفقه، وهو ما اصطلح عليه بمعرفة الأحكام الشرعية الفرعية كمعرفة ما تصحّ به العبادات والمعاملات وما يبطلها والآثار المترتبة على ذلك.
خامسها: علم السلوك، والمراد به سلوك الصراط المستقيم، وغايته بلوغ مرتبة الإحسان في عبادة الله تعالى، وهو علم يُعنى بتعليم إحسان أداء العبادات، وإحسان المعاملات على هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف يصنع المرء فيما يعترضه من الفتن والابتلاءات، وهو من أجلّ العلوم التي كانوا يُعنون بها؛ فكانوا يترسّمون هدي النبي صلى الله عليه وسلم في عباداته ومعاملاته، ويتدارسون المخارج من الفتن، ويتعلّمون عمله كما يتعلّمون حديثه.
سادسها: سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومغازيه وما فيها من الفوائد والأحكام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقصّ على بعض أصحابه ما جرى له، وكان من الصحابة أهل علم بالسير والمغازي.
سابعها: علم الدعوة إلى الله، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إمام الدعاة إلى الله، وقد دعا أصنافاً من المخالفين والموافقين إلى ما يحبه الله ويرضاه.
وأما اللغة العربية فكانوا هم خير قرن تكلّم بها، وقد نزل القرآن بلسانهم، وما يعهدون من فنون التخاطب والبيان.

س3: عرّف بطرق التابعين في تعلّم العلم وتعليمه.
من طرق التعلّم في زمان التابعين:
1. طريقة العرض: وهي أن يعرض التابعي القرآن أو الحديث على الصحابي، وربما سأله عن التفسير والأحكام؛ كما قال مجاهد: (لقد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم أنزلت، وفيم كانت؟). رواه الدارمي.
2. طريقة المساءَلة: وقد رويت آثار تدل على كثرة مساءَلة التابعين للصحابة في التفسير والفقه والحديث وغيرها من مسائل العلم، ودواوين السنّة حافلة بمسائل التابعين للصحابة.
وكان من التابعين من له عناية ببعض فروع العلم فيكثر من السؤال عنه:
قال أبيّ بن كعب رضي الله عنه لزرّ بن حبيش: (لا تريد أن تدع آية في كتاب الله تعالى إلا سألتني عنها!! ) رواه الإمام أحمد.
3:طريقة الملازمة: وهي أن يلازم التابعي أحد علماء الصحابة حتى يحصّل ما قدّر له من علمه، فينتفع بمساءلته وما يسمعه من حديثه وفتاويه وهديه وسمته.
وكانت الملازمة من الطرق الشائعة في التعلّم، بل كان منهم من تطول ملازمته للعالم من الصحابة سنوات طويلة.
4.طريقة الكتابة والتقييد: كتب جماعة من التابعين، وكانت كتابتهم على أنواع، وكان لبعضهم صحف وكتب من كثرة ما كتبوا من مسائل العلم.
5: طريقة المراسلة: وهي أن يكتب التابعي بالسؤال إلى الصحابي فيجيبه كتابة أو مشافهة لمن أرسله.
6: طريقة التدارس والمذاكرة: وهي أن يجتمع جماعة من التابعين فيتذاكرون باباً من العلم أو تفسير آية أو مسألة فقهية أو غيرها؛ فيذكر كل واحد منهم ما فهمه وما بلغه من العلم فيها، وربما إذا اختلفوا عرضوا خلافهم على عالم من الصحابة أو على أعلمهم، ولذلك أمثلة كثيرة.
7. طريقة الإشراف على التحديث والإفتاء: وهي أن يجيز العالمُ من الصحابة تلميذه التابعي بالتحديث والإفتاء وهو شاهد؛ فإذا أخطأ علَّمه الصواب، وإذا أشكل على التابعيّ شيء سأل الصحابي.
8: الإملاء والتلقين: كان من التابعين من يحرص على نشر العلم ويتعاهد الناشئة به لمظنّة حفظهم وطول أعمارهم بعده
9: طريقة القصص: كان من التابعين جماعة من القصّاص وكان من ثقات القُصَّاص الذين ينشرون علمهم في مجالس الوعظ والتذكير: عبيد بن عمير الليثي بمكة، وعطاء بن يسار بالمدينة، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي بالكوفة، وغيرهم.
10: التألّف على العلم: كان من التابعين من يتألف الناس على علمه، قال سفيان بن عيينة: قال الزهري: (كان عروة يتألف الناس على علمه) رواه ابن أبي شيبة وابن أبي خيثمة وابن عساكر.

س4: عرّف بثلاثة صحف من صحف الصحابة، وثلاثة صحف من صحف التابعين,
دوّن جماعةٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم صحف فيها شيئاً من حديث النبي صلى الله عليه ووصاياه، وبعض الأحكام، منها:
1. صحيفة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه:
كانت في الصدقات بعث بها إلى أهل البحرين؛ كما في صحيح البخاري وغيره من حديث ثمامة بن عبد الله بن أنس، أن أنسا، حدثه: أن أبا بكر رضي الله عنه، كتب له هذا الكتاب لما وجهه إلى البحرين: (بسم الله الرحمن الرحيم هذه فريضة الصدقة التي فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين، والتي أمر الله بها رسوله، فمن سئلها من المسلمين على وجهها فليعطِها ومن سُئل فوقها فلا يعطِ …) ثمّ ذكر الحديث بطوله.
2. صحيفة لرافع بن خديج الخزرجي الأنصاري رضي الله عنهما:
قال نافع بن جبير: خطب مروان الناس، فذكر مكة وحرمتها، فناداه رافع بن خديج، فقال: (إنَّ مكةَ إنْ تكنْ حرماً؛ فإنَّ المدينةَ حرمٌ؛ حرَّمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مكتوب عندنا في أديم خولاني، إن شئت أن نُقْرِئَكَه فعلنا)، فناداه مروان: أجل قد بلغنا ذلك). رواه أحمد ومسلم.
3. وكان عند الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما صحيفة عن أبيه:
قال عبد الرحمن بن أبي ليلى: (سألت الحسن بن علي عن قول عليّ في الخيار؛ فدعا بربعةٍ فأخرج منها صحيفةً صفراءَ مكتوب فيها قول علي في الخيار). رواه ابن أبي حاتم في العلل.والرَّبعة صندوق توضع فيه الصحف والكتب، وكانت الصحف في ذلك الوقت تطوى طوياً وقد يمتدّ طول بعضها إلى أذرع كثيرة.
ولجماعة من التابعين كتباً دوّنوا فيها بعض ما سمعوه من الصحابة رضي الله عنهم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم:
1. عبيدة بن عمرو السلماني(ت:72هـ)
وهو من أصحاب علي وابن مسعود رضي الله عنهما، ومن كبار فقهاء التابعين، كتب كتباً، لكنّه دعا بها عند موته فمحاها وقال: (إني أخاف أن يليها قوم، فلا يضعونها مواضعها). رواه الدارمي وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.وقال أبو يزيد المرادي قال: (لما حضر عبيدة الموت دعا بكتبه فمحاها) رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله، وقد استأذنه محمد بن سيرين أن يكتب عنه فأبى، وقال لإبراهيم النخعي: ( لا تخلّد عنّي كتاباً)، وكان عبيدة ممن اشتهر عنه النهي عن الكتابة، ولعله إنما ترخّص لنفسه بالكتابة لتوثّقه من حفظ ما يكتب وعزمه على إتلافه.
2. عروة بن الزبير بن العوام الأسدي(ت:95هـ)
قال يحيى بن معين: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة أن أباه أحرق كتباً له فيها فقه، ثم قال: (لوددت أني كنت فديتها بأهلي ومالي). رواه ابن عساكر. - وقال ابن أبي الزناد: قال عروة بن الزبير: (كنا نقول لا يُتخذ كتابٌ مع كتاب الله؛ فمحوت كتبي؛ فوالله لوددت أن كتبي عندي، إن كتاب الله قد استمرّت مريرته). رواه ابن عساكر.
3: سعيد بن جبير الأسدي(ت:95هـ)
قال عثمان بن حكيمٍ: سمعت سعيد بن جبيرٍ يقول: (كنت أسير مع ابن عباسٍ في طريق مكة ليلاً، فكان يحدثني بالحديث فأكتبه في واسطة الرحل حتى أصبح فأكتبه). رواه الدارمي.
وقال جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ قال: (كنت أجلس عند ابن عباسٍ فأكتب في الصحيفة حتى تمتلئ..). رواه الدارمي.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 ذو الحجة 1441هـ/18-08-2020م, 11:07 AM
إدارة برنامج الإعداد العلمي إدارة برنامج الإعداد العلمي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 2,037
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منصور بن سراج الحارثي مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: بين أهمية معرفة معالم العلوم؟
معرفة معالم العلوم لطالب العلم مهةٌ، ليكون على بينة في سيره ولا يتعثر، ومن أهمها معرفه نشأة العلوم وهو ما يعرف بتاريخ العلوم وما مرت به من أطوار، وأهم الكتب المؤلفة في كل علم، وكيف استفاد العلماء من بعضهم في التأليف، والتعقيب على على بعضهم البعض، ومعرفة العلماء وأشهر الأئمة المتمكنين في كل فن، ومناهجهم، ومسالكهم في تلك العلوم وتعليمها.

س2: اذكر أهم العلوم المعتنى بها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
النبي صلى الله عليه وسلم سيّد العلماء، و الصحابة رضي الله عنهم هم سادات أهل العلم وأئمّتهم إذ كان تعلّمهم على يد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي أحسن تعليمهم وتأديبهم ووضع كلّ واحد منهم في الموضع الأليق به.وإذا بحثنا وجدنا عنايتهم بجملة من العلوم:
أوّلها: علوم القرآن الكريم، فكانوا على علم عظيم بفضله وحروفه، وتنزيله وتأويله، وناسخه ومنسوخه، وكتابته وتدوينه في صحف متفرقة، وغير ذلك من علومه التي كان لهم من التقدّم في معرفتها ما لا يلحقهم فيها أحد ممن كان بعدهم.
ثانيها: سُنّة النبي صلى الله عليه وسلم وأحاديثه التي شملت جميع أبواب الدين، فكانوا على عناية حسنة بها حفظاً وعملاً، ومعرفة بأحكامها، وأسباب ورودها، ومتقدّمها ومتأخرها، وناسخها ومنسوخها، وعامّها وخاصّها، ومِن الصحابة مَن كتب الحديث في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بإذنه، وهذه علوم جليلة من علوم الحديث، بل هي أصول علوم الحديث. وأصول علوم الشريعة هي الكتاب والسنة.
ثالثها: علم العقيدة، وهو العلم الذي تُعرف به مراتب الدين وأصوله، وأحكام المخالفين في الدين وأحوالهم، وما يجب الإيمان به، وما ينقض الإيمان وينقِصه.
رابعها: علم الفقه، وهو ما اصطلح عليه بمعرفة الأحكام الشرعية الفرعية كمعرفة ما تصحّ به العبادات والمعاملات وما يبطلها والآثار المترتبة على ذلك.
خامسها: علم السلوك، والمراد به سلوك الصراط المستقيم، وغايته بلوغ مرتبة الإحسان في عبادة الله تعالى، وهو علم يُعنى بتعليم إحسان أداء العبادات، وإحسان المعاملات على هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف يصنع المرء فيما يعترضه من الفتن والابتلاءات، وهو من أجلّ العلوم التي كانوا يُعنون بها؛ فكانوا يترسّمون هدي النبي صلى الله عليه وسلم في عباداته ومعاملاته، ويتدارسون المخارج من الفتن، ويتعلّمون عمله كما يتعلّمون حديثه.
سادسها: سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومغازيه وما فيها من الفوائد والأحكام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقصّ على بعض أصحابه ما جرى له، وكان من الصحابة أهل علم بالسير والمغازي.
سابعها: علم الدعوة إلى الله، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إمام الدعاة إلى الله، وقد دعا أصنافاً من المخالفين والموافقين إلى ما يحبه الله ويرضاه.
وأما اللغة العربية فكانوا هم خير قرن تكلّم بها، وقد نزل القرآن بلسانهم، وما يعهدون من فنون التخاطب والبيان.

س3: عرّف بطرق التابعين في تعلّم العلم وتعليمه.
من طرق التعلّم في زمان التابعين:
1. طريقة العرض: وهي أن يعرض التابعي القرآن أو الحديث على الصحابي، وربما سأله عن التفسير والأحكام؛ كما قال مجاهد: (لقد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم أنزلت، وفيم كانت؟). رواه الدارمي.
2. طريقة المساءَلة: وقد رويت آثار تدل على كثرة مساءَلة التابعين للصحابة في التفسير والفقه والحديث وغيرها من مسائل العلم، ودواوين السنّة حافلة بمسائل التابعين للصحابة.
وكان من التابعين من له عناية ببعض فروع العلم فيكثر من السؤال عنه:
قال أبيّ بن كعب رضي الله عنه لزرّ بن حبيش: (لا تريد أن تدع آية في كتاب الله تعالى إلا سألتني عنها!! ) رواه الإمام أحمد.
3:طريقة الملازمة: وهي أن يلازم التابعي أحد علماء الصحابة حتى يحصّل ما قدّر له من علمه، فينتفع بمساءلته وما يسمعه من حديثه وفتاويه وهديه وسمته.
وكانت الملازمة من الطرق الشائعة في التعلّم، بل كان منهم من تطول ملازمته للعالم من الصحابة سنوات طويلة.
4.طريقة الكتابة والتقييد: كتب جماعة من التابعين، وكانت كتابتهم على أنواع، وكان لبعضهم صحف وكتب من كثرة ما كتبوا من مسائل العلم.
5: طريقة المراسلة: وهي أن يكتب التابعي بالسؤال إلى الصحابي فيجيبه كتابة أو مشافهة لمن أرسله.
6: طريقة التدارس والمذاكرة: وهي أن يجتمع جماعة من التابعين فيتذاكرون باباً من العلم أو تفسير آية أو مسألة فقهية أو غيرها؛ فيذكر كل واحد منهم ما فهمه وما بلغه من العلم فيها، وربما إذا اختلفوا عرضوا خلافهم على عالم من الصحابة أو على أعلمهم، ولذلك أمثلة كثيرة.
7. طريقة الإشراف على التحديث والإفتاء: وهي أن يجيز العالمُ من الصحابة تلميذه التابعي بالتحديث والإفتاء وهو شاهد؛ فإذا أخطأ علَّمه الصواب، وإذا أشكل على التابعيّ شيء سأل الصحابي.
8: الإملاء والتلقين: كان من التابعين من يحرص على نشر العلم ويتعاهد الناشئة به لمظنّة حفظهم وطول أعمارهم بعده
9: طريقة القصص: كان من التابعين جماعة من القصّاص وكان من ثقات القُصَّاص الذين ينشرون علمهم في مجالس الوعظ والتذكير: عبيد بن عمير الليثي بمكة، وعطاء بن يسار بالمدينة، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي بالكوفة، وغيرهم.
10: التألّف على العلم: كان من التابعين من يتألف الناس على علمه، قال سفيان بن عيينة: قال الزهري: (كان عروة يتألف الناس على علمه) رواه ابن أبي شيبة وابن أبي خيثمة وابن عساكر.

س4: عرّف بثلاثة صحف من صحف الصحابة، وثلاثة صحف من صحف التابعين,
دوّن جماعةٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم صحف فيها شيئاً من حديث النبي صلى الله عليه ووصاياه، وبعض الأحكام، منها:
1. صحيفة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه:
كانت في الصدقات بعث بها إلى أهل البحرين؛ كما في صحيح البخاري وغيره من حديث ثمامة بن عبد الله بن أنس، أن أنسا، حدثه: أن أبا بكر رضي الله عنه، كتب له هذا الكتاب لما وجهه إلى البحرين: (بسم الله الرحمن الرحيم هذه فريضة الصدقة التي فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين، والتي أمر الله بها رسوله، فمن سئلها من المسلمين على وجهها فليعطِها ومن سُئل فوقها فلا يعطِ …) ثمّ ذكر الحديث بطوله.
2. صحيفة لرافع بن خديج الخزرجي الأنصاري رضي الله عنهما:
قال نافع بن جبير: خطب مروان الناس، فذكر مكة وحرمتها، فناداه رافع بن خديج، فقال: (إنَّ مكةَ إنْ تكنْ حرماً؛ فإنَّ المدينةَ حرمٌ؛ حرَّمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مكتوب عندنا في أديم خولاني، إن شئت أن نُقْرِئَكَه فعلنا)، فناداه مروان: أجل قد بلغنا ذلك). رواه أحمد ومسلم.
3. وكان عند الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما صحيفة عن أبيه:
قال عبد الرحمن بن أبي ليلى: (سألت الحسن بن علي عن قول عليّ في الخيار؛ فدعا بربعةٍ فأخرج منها صحيفةً صفراءَ مكتوب فيها قول علي في الخيار). رواه ابن أبي حاتم في العلل.والرَّبعة صندوق توضع فيه الصحف والكتب، وكانت الصحف في ذلك الوقت تطوى طوياً وقد يمتدّ طول بعضها إلى أذرع كثيرة.
ولجماعة من التابعين كتباً دوّنوا فيها بعض ما سمعوه من الصحابة رضي الله عنهم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم:
1. عبيدة بن عمرو السلماني(ت:72هـ)
وهو من أصحاب علي وابن مسعود رضي الله عنهما، ومن كبار فقهاء التابعين، كتب كتباً، لكنّه دعا بها عند موته فمحاها وقال: (إني أخاف أن يليها قوم، فلا يضعونها مواضعها). رواه الدارمي وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.وقال أبو يزيد المرادي قال: (لما حضر عبيدة الموت دعا بكتبه فمحاها) رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله، وقد استأذنه محمد بن سيرين أن يكتب عنه فأبى، وقال لإبراهيم النخعي: ( لا تخلّد عنّي كتاباً)، وكان عبيدة ممن اشتهر عنه النهي عن الكتابة، ولعله إنما ترخّص لنفسه بالكتابة لتوثّقه من حفظ ما يكتب وعزمه على إتلافه.
2. عروة بن الزبير بن العوام الأسدي(ت:95هـ)
قال يحيى بن معين: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة أن أباه أحرق كتباً له فيها فقه، ثم قال: (لوددت أني كنت فديتها بأهلي ومالي). رواه ابن عساكر. - وقال ابن أبي الزناد: قال عروة بن الزبير: (كنا نقول لا يُتخذ كتابٌ مع كتاب الله؛ فمحوت كتبي؛ فوالله لوددت أن كتبي عندي، إن كتاب الله قد استمرّت مريرته). رواه ابن عساكر.
3: سعيد بن جبير الأسدي(ت:95هـ)
قال عثمان بن حكيمٍ: سمعت سعيد بن جبيرٍ يقول: (كنت أسير مع ابن عباسٍ في طريق مكة ليلاً، فكان يحدثني بالحديث فأكتبه في واسطة الرحل حتى أصبح فأكتبه). رواه الدارمي.
وقال جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ قال: (كنت أجلس عند ابن عباسٍ فأكتب في الصحيفة حتى تمتلئ..). رواه الدارمي.
أحسنت نفع الله بك
أ
تم خصم نصف درجة للتأخير

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22 صفر 1442هـ/9-10-2020م, 11:48 AM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداء حسين مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
س1: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث البعوث لتعليم القرآن والتفقيه في الدين، وضحّ ذلك وبيّن أثره.

من الأمور التي اعتنى بها النبي-صلى الله عليه وسلم- بثعث المعلمين إلى الأمصار , فكان ممن بعثهم :
- بعث مصعب بن عمير وابن أمّ مكتوم إلى المدينة لتعليم الناس القرآن والدين.
- بعث سبعين من القراء إلى رعل وذكوان وعصية وبني لحيان , وحصل ما حصل من غدرهم وقتلهم للقراء .
- أبقى معاذ بن جبل في مكة بعد فتحها لتعليم الناس .
- بعث عثمان بن أبي العاص إلى الطائف.
- بعث إلى البحرين العلاء بن الحضرمي.
- وبعث عباد بن بشر الأشهلي إلى بني المصطلق.
- وكان يبعث أحيانا معاذا إلى أحياء من العرب يدعوهم إلى الإسلام .
- بعث عمرو بن حزم النجاري إلى نجران، لتعليمهم القرآن ، وكتب له كتابا جاء في : ((عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن أمره بتقوى الله في أمره، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وأمره أن يأخذ الحقَّ كما أمره، وأن يبشر الناس بالخير ويأمرهم، ويعلم الناس القرآن، ويفقههم فيه، وينهى الناس، ولا يمسَّ أحدٌ القرآن إلا وهو طاهر، ويخبر الناس بالذي لهم والذي عليهم ويلين لهم في الحق، ويشد عليهم في الظلم، فإنَّ الله عز وجل كره الظلم ونهى عنه...).
- ولما بعث أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل إلى اليمن أوصاهما بقوله : «يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا» .

وكان لهذه البعوث التي بعثها -صلى الله عليه وسلم- عظيم الأثر الذي تجلى في عدة أمور:
1- التعريف بالإسلام ونشره وزيادة رقعته .
2- نشر القرآن الكريم بين الناس .
3- تعليم المسلمين الجدد ما يحتاجون من أمور دينهم من خلال بيان أحكامه وتفقيههم فيه .
4- وضع قاعدة متينة للعمل الدعوي يعمل بها ولو بعد موته صلى الله عليه وسلم.
5- تدريب الدعاة على كيفية الدعوة إلى الله , وبيان أهمية معرفة حال المدعو

س2: ما هي العلوم التي كان الصحابة رضي الله عنهم يُعنون بها؟
كان اهتمام الصحابة -رضوان الله عليهم- منصبا نحو القرآن
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداء حسين مشاهدة المشاركة
.[وعلومه] والسنة كونهما أصل العلوم , فأولوا عنايتهم لما تعلموه من العلوم على زمن النبي-صلى الله عليه وسلم- فبدؤا بتعليمها ونقلها للناس
وكان مما ظهر في عصرهم من العلوم :
- العناية بالمصاحف , وقد ظهر جليا في خلافة أبي بكر رضي الله عنه , فجمع القرآن في عهده , وكان ابن مسعود رضي الله عنه يملي المصاحف في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فانتشر بينهم استنساخ المصاحف , وهذا فيه شدة عنايتهم بكتاب الله جل وعلا .
- ظهرت كثير من أبواب السياسة الشرعية في عهد عمر رضي اله عنه , فقد جاء في مصنف ابن أبي شيبة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (لمّا ولي عمر الخلافة فرض الفرائض، ودوَّن الدواوين، وعرَّف العرَفاء) , ؛ فنظّم -رضي الله عنه- شؤون الدولة ، وعين الولاة ، وعرّف العرفاء، وأنشأ الدواوين، وعيّن القضاة، وأقام الحسبة، وفرض الأعطيات.
وقد هم -رضي الله عنه- بجمع السنة لكنه تركه خشية أن ينشغل الناس به عن القرآن.

-أما في عهد عثمان رضي الله عنه- فقد حصل الجمع الثاني للقرآن , فجمع الناس على مصحف إمام ، وبعث إلى الأمصار بنسخٍ منه ، وأمرهم أن يقوّموا مصاحفهم عليها، فشاع استنساخ المصاحف .

- ولما ظهرت الخوارج والسبئية في عهد عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه- ناظرهم المسلمين من أمثال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما .
كذلك في عهده رضي الله عنه نشأ علم النحو.
- روى سعيد بن سَلْم بن قتيبة بن مسلم الباهلي عن أبيه عن جدّه عن أبي الأسود، قال: دخلتُ على عليّ فرأيته مطرقا، فقلت: فيم تتفكر يا أمير المؤمنين؟
قال: سمعت ببلدكم لحناً، فأردت أن أضع كتابا في أصول العربية، فقلت: إن فعلت هذا أحييتَنا، فأتيته بعد أيام؛ فألقى إليَّ صحيفة فيها: (الكلام كلُّه: اسم، وفعل، وحرف؛ فالاسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل). ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام.
- وفي أواخر عهد الصحابة ظهر النقط والشكل للمصاحف .
- ولما ظهرت في أواخر عهدهم المرجئة والقدرية : رد عليهم الصحابة وحذروا منهم.

س3: لخّص القول في اختلاف الصحابة والتابعين في كتابة غير القرآن من الحديث ومسائل العلم.
اختلف الصحابة والتابعون في كتابة غير القرآن على أربعة أقوال بحسب ما جاء عنهم :

القول الأول:
النهي عن كتابة غير القرآن مطلقا مخافة الافتتان به , والانشغال به عن القرآن ، حتى جاءت أخبار عن بعضهم بأنه كان يمحو ما يجده في الكتب من غير القرآن , وهذا قول ابن مسعود وأبي موسى الأشعري وزيد بن ثابت ، وأبي سعيد الخدري وغيرهم، وهو إحدى الروايتين عن عمر.

- ومما روي عن محوهم لما كتب من غير القرآن :
ما ذكره حصين بن عبد الرحمن عن مرة الهمداني حيث قال: جاء أبو قرة الكندي بكتاب من الشام، فحمله فدفعه إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فنظر فيه فدعا بطست، ثم دعا بماء فمرسه فيه، وقال: «إنما هلك من كان قبلكم باتباعهم الكتب وتركهم كتابهم»
قال حصين: فقال مرة: (أما إنه لو كان من القرآن أو السنة لم يمحه، ولكن كان من كتب أهل الكتاب). رواه الدارمي، والخطيب البغدادي في تقييد العلم.

القول الثاني :
الحث على كتابة العلم وتقييده خشية النسيان، وهو قول علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وأبي أمامة الباهلي وغيرهم، وهو رواية عن أبي هريرة، ورواية عن ابن عباس.

وكتابة غير القرآن كانت معروفة من وقت الصحابة -رضوان الله عليهم- حيث اهتم من كان يعلم الكتابة بكتابة حديث النبي-صلى الل عليه وسلم- من أمثال عبدالله بن عمرو , حيث قال عمرو بن دينار، عن وهب بن منبه، عن أخيه، أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: «ليس أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب» رواه الدارمي.
- وقال عبد الله بن المثنى: حدثني ثمامة بن عبد الله بن أنس، أن أنسا رضي الله عنه، كان يقول لبنيه: «يا بني قيدوا هذا العلم» رواه الدارمي.
وكان عمر بن عبد العزيز يحث على الكتابة , وقد عزم في خلافته على كتابة الأحاديث والسنن؛ فتمّ له ذلك.

والقول الثالث:
منع الكتابة واستثناء الخاصّة الذين عُرف عنهم التيقّظ والتوثّق في كتابة العلم ، وهو ظاهر صنيع عمر بن الخطاب، وابن عباس، وأبي هريرة، وابن عمر.
فقد كان ابن عباس -رضي الله عنهما- صاحب كتب، وكان لديه من يكتب له ، ومات وفي تركته حمل بعير من الكتب، وكان يأذن لبعض أصحابه بالكتابة كابن [أبي]مليكة ، وكان يكتب لبعضهم، أما العامة فكان لا يجيبهم في كتابة الرسائل ويثول لصاحب الكتاب أبلغه بكذا وكذا؛ فإنا لا نكتب العلم في الرسائل.
ولما عمي رضي الله عنه كان يصمت إن علم أن في مجلسه من يكتب عنه ، خشية أن يَكتب عنه من لا يُحسن كتابة مسائل العلم فيضع كلامه في غير مواضعه .

وقد روى هارون بن عنترة الشيباني، عن أبيه أنه قال: حدثني ابن عباس بحديثٍ فقلتُ: أكتبه عنك؟ قال: «فرخَّص لي ولم يَكَدْ» رواه الدارمي.
ويدل هذا على توسط مذهب ابن عباس في كتابة العلم، وأنه يأذن فقط للثقة الذي سيضع المسائل في موضعها , وهذا التفريق قائم على تحقق المصلحة ودرء المفسدة.

القول الرابع:
الترخيص في كتابة العلم لمن كان سيّء الحفظ أ, فيكتبه حتى يحفظه، ومنهم من يمحوه بعد ذلك ، ومنهم من يكتب لنفسه ثم يمحو ولا يأذن لأحد أن يكتب عنه ولا ينسخ من كتبه ، وهو مذهب عبيدة السلماني، وسعيد بن المسيب، وأبي قلابة الجرمي، ومحمد بن سيرين، وغيرهم.

- قال عبد الرحمن بن حرملة: (كنت سيء الحفظ فرخّص لي سعيد بن المسيب في الكتاب). رواه الخطيب البغدادي.
- وروى يحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين أنه (كان لا يرى بأسا أن يكتب الحديث فإذا حفظه محاه). رواه ابن سعد.

وقد آلت الأمور بعد ذلك إلى جواز كتابة العلم، ورجع بعض من قال بالمنع إلى الإذن بالكتابة لما رأوا من الحاجة الشديدة للكتابة وحفظ العلم , حتى قال مالك بن أنس: سمعت يحيى بن سعيد يقول: «لأَن أكون كتبت كل ما أسمع أحب إلي من أن يكون لي مثل مالي» رواه البيهقي في المدخل إلى السنن.
- وقال الزهري: «كنا نكره كتاب العلم حتى أكرهنا عليه هؤلاء الأمراء فرأينا أن لا نمنعه أحداً من المسلمين» رواه البيهقي في المدخل إلى السنن.
وقد ندم بعضهم على ترك الكتابة أو إتلاف الكتب لما رأى الحاجة إليها , كما روي أنّ عروة بن الزبير أتلف كتبه ثمّ ندم على إتلافها.

س4: اذكر أصناف أهل العلم من التابعين.

الصنف الأول :
أهل الفقه والاجتهاد والنظر، وهم من برز من أئمة المفسرين والفقهاء والقضاة والمحدثين ، من أمثال الفقهاء السبعة، وعبيدة السلماني، وعلقمة بن قيس النخعي، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وقتادة.

الصنف الثاني:
أهل الحفظ والرواية، فضبطوا المرويّات وأدّوها كما سمعوها امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم , ؛ فانتفع الناس بعلمهم ونشروه.
وهذا الصنف منهم من كانت

عناية بالتفسير، ومنهم من كانت له عناية بالأحاديث والآثار والسير، ومنهم من كانت عنايته بأقوال الفقهاء.
ومنهم: عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، وسعيد بن نمران، وحسان بن فائد، وأربدة التميمي، والربيع بن أنس البكري، وأبو تميمة طريف بن مجالد الهجيمي، وأبو المتوكّل الناجي، وأبو الزبير المكي، وأبو صالح مولى أمّ هانئ، وغيرهم.

الصنف الثالث:
هم أهل عبادة وصلاح واستقامة , وقد انتفع الناس بصلاحهم واستقامتهم خاصة في أوقات الفتن؛ فكانت سيرهم وأخبارهم وعباداتهم ومواقفهم من الفتن تروى للناس وتبث ، وإن كان المروي عنهم من الأحاديث والآثار والفتاوى نادر جداً ، ومن هؤلاء: أويس القرني، وهرم بن حيان العبدي، وعامر بن عبد قيس التميمي.

والأصناف الثلاثة عرفوا بالعلم وإن كان بعضهم أكثر عناية ببعض العلوم من بعض , وكان من التابعين من هو إمام في هذه الأصناف الثلاثة .



التقدير: (أ+)
أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir