دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 ذو الحجة 1440هـ/3-08-2019م, 01:38 AM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم العاشر من تفسير سورة البقرة

الآيات (127 – 141)
1.عامّ لجميع الطلاب.
اذكر الفوائد المستفادة من سيرة نبينا إبراهيم عليه السلام مما درست.

1. الامتثال لأوامر الله الشرعية، والصبر على أحكامه القدرية، والقيام بما أمر الله تجاه كل منها بأحسن ما يكون.
وجه الدلالة: قول
الله تعالى:(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ)

2. الحرص على صلاح الذرية، والدعاء لهم بذلك والرغبة في بقاء الخير فيهم وفي من بعدهم.
وجه الدلالة: قول
الله تعالى:(قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) على التأويل بأن إبراهيم عليه السلام سأل ربه أن يجعل في ذريته الإمامة.
وكذلك قول الله تعالى: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ).
وكذلك قول الله تعالى : (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ)

3.ميزان الإنسان بقدره عند ربه، ومن كان له قدرا عند ربه أقام الله في قلوب العباد محبته وتقديره.
وجه الدلالة: قول
الله تعالى:(وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى).

4. الداعي المربي يحرص على أن يشاركه أبنائه في أعمال البر والطاعة.
وجه الدلالة: قول الله تعالى: ( وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)

5.سؤال الله الإخلاص في العبادة، والثبات على الحق.
وجه الدلالة: قول الله تعالى: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ)

6. العبادات لا تؤخذ إلا بدليل من القرآن والسنة، وما خالف ذلك فهو ابتداع لا أصل له.
وجه الدلالة: قول الله تعالى: (وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا)

7. سؤال الله التوبة على الدوام، اتباعاً للأنبياء الذين هم على كمالهم البشري يطلبون من ربهم التوبة.
وجه الدلالة: قول الله تعالى: (وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)

8.الاتساء بالأنبياء عليهم السلام والنظر في عباداتهم واحوالهم لمعرفة السبيل الذي سلكوا للفوز في الآخرة.
وجه الدلالة: قول الله تعالى: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)

9. سرعة الامتثال والاستسلام والانقياد لأمر الله عز وجل.
وجه الدلالة: قول الله تعالى: (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)

10. أهمية الوصية، وحرص العبد على أن يوصي أولاده وذريته، وخير ما يوصي به العبد هو لزوم طريق الاستقامة والإسلام.
وجه الدلالة: قول الله تعالى: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )


المجموعة الثالثة:
1: حرّر القول في كل من:

أ: معنى سؤال إبراهيم وإسماعيل التوبة وهما نبيان معصومان.
قال الله تعالى: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )
وهذا دعاء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وقد اختلف في معنى طلبهما للتوبة، وهما نبيان معصومان،
وقد أجمعت الأمة على عصمة الأنبياء في تبليغ الرسالة، وعصمتم من الكبائر، ومن الصغائر التي فيها رذيلة، واختلف في غير ذلك من الصغائر،
وقال ابن عطية أنهم معصومون من جميع الصغائر.

- والتوبة شرعا هى الرجوع من الشر إلى الخير، والتوبة في حق الأنبياء المعصومين هى بمثابة انتقال من حال إلى حال أفضل، ومن منزلة إلى منزلة أعلى، يرتقي بها الأنبياء ويزدادوا قربا لربهم، ومعرفة به.
- وقد جاء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة
.) رواه البخاري.
فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو أكمل البشر، وأفضل الرسل، فإنه يتوب ويستغفر ربه، فالخلق جميعا مفتقرون إلى ربهم، وبطلب التوبة والاستغفار تظهر عبوديتهم له سبحانه،
ويتجلى مقتضى أثر اسم الله التواب والغفار والغفور، وإن كان حال الأنبياء ليس كحال غيرهم، فإن التوبة في حق الأنبياء رفعة وترقي إلى درجات الكمال في العبودية وطلبا للتثبيت والدوام،
فيمكن أن يكون طلب إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام من هذا الباب،
والتوبة في حق غيرهم هى طلب مغفرة من الله عز وجل للذنوب والمعاصي، كبيرها وصغيرها،
والله عز وجل يحب عباده التوابين كما قال تعالى: ( والله يحب التوابين).

وقيل أن طلب التوبة منهما عليهما السلام إرادةً بمن بعدهما من ذريتهما، وهذا والله أعلم قد يكون لعلم إبراهيم عليه السلام أن من ذريته من سيكون ظالما، وإنه من شفقته بذريته يريد لهم النجاة، ولا شك أنه يشمل غيرهم.

وقيل أن طلب التوبة هنا لفائدة وهى الاتساء بهما، واتباع سنتهما، ففي مثل هذا الموقف العظيم وهو التعبد لله عز وجل برفع قواعد بيته الحرام، في هذه البقعة الطاهرة،
إشارة للعباد أن يطلبوا من ربهم التوبة ويعترفوا بذنبهم، ويسألوا ربهم القبول عند القيام بصالح الأعمال، وكذلك إشارة إلى شرف المكان الذي خصه الله فجعله حرما آمنا، فيدعون فيه ربهم.


ب: المراد بالشهادة في قوله تعالى: {ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله}
.
المراد بالشهادة:

1. أمر النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء في كتب أهل الكتاب، والأمر باتباعه.
والمعنيّ بكتم شهادة الله هم علماء اليهود، لأنهم علموا صدق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، فكفروا بها وكتموها طمعا في الدنيا ومناصبها ولو كان على حساب الآخرة.
حاصل ما ذكره الزجاج، وابن عطية.

2.ما في كتب أهل الكتاب من حنيفية الأنبياء وإسلامهم.
قاله مجاهد والحسن والربيع، فيما ذكره ابن عطية.

3. أن الإسلام هو دين الله الحق الذي عليه جميع الأنبياء باختلاف شرائعهم، وقد علم أهل الكتاب ذلك وكتموه.
وهو قول مستخرج من قول الحسن البصري: (كانوا يقرؤون في كتاب اللّه الذي أتاهم: إنّ الدّين [عند اللّه] الإسلام، وإنّ محمّدًا رسول اللّه، وإنّ إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب
والأسباط كانوا برآء من اليهوديّة والنّصرانيّة، فشهد اللّه بذلك، وأقرّوا به على أنفسهم للّه، فكتموا شهادة الله عندهم من ذلك
.) اهــ.

-قال ابن عطية بأن القول الثاني أشبه بسياق الآية.
والقول الثالث الذي ذكره ابن كثير، قد جمع بين القولين الأول والثاني، فهو أعم وأشمل منهما،
وعلاقته بالقول الأول: أن في كتب أهل الكتاب جاء الخبر عن محمد صلى الله عليه وسلم وعن وجوب اتباعه والتصديق بما جاء به، وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم داعيا إلى الإسلام
الذي هو دين الله عز وجل الحق.
وعلاقته بالقول الثاني: أن في كتب أهل الكتاب جاء الخبر عن كون الأنبياء جميعا على ملة الإسلام، وهو دين الله الحق.
فالكفر بنبي من الأنبياء وجحد الحق الذي جاء به، وإنكار اتباع نبي من الأنبياء للإسلام، هو مما كتمه أهل الكتاب.

2: بيّن ما يلي:

أ: علّة استعمال "من" في قوله تعالى: {ومن ذرّيتنا أمة مسلمة لك}.
- سأل إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ربهما أن يكون من ذريتهما من هو مسلم مخلص لله، إذ قد أعلم الله إبراهيم عليه السلام أن من ذريته ظالمين، ف
"من" للتبعيض،
وقد حكى الطبري أن المراد بذلك العرب على وجه الخصوص، وهذا القول روي عن السدي، وضعف ابن عطية هذا القول، معللا أن دعوة إبراهيم عليه السلام ظهرت في من آمن من العرب،
وفيمن آمن من غيرهم، وكذلك قال ابن جرير لأن من ذرية إبراهيم عليه السلام بني إسرائيل.

ولا تعارض بين القولين في الحقيقة فمن أراد أنهم العرب نظر إلى السياق بدلالة قول الله تعالى: (ربّنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلّمهم الكتاب والحكمة ويزكّيهم)،
والمراد ب: رسولا منهم: محمد صلى الله عليه وسلم، وقد بُعث للناس كافة ولم تقتصر دعوته على العرب فقط، كما قال الله تعالى: (قل يا أيّها النّاس إنّي رسول اللّه إليكم جميعًا).

- والحاصل أن ذرية إبراهيم عليه السلام تشمل العرب وغيرهم كبني إسرائيل، ومن هذه الذرية هناك من آمن وأصابته دعوة إبراهيم عليه السلام، ومنهم من هو ظالم كما أخبر الله عز وجل.
فكان استعمال "من" لتفيد بأن من ذرية إبراهيم المسلم لله عز وجل، عربيا كان أم غير ذلك.
والله تعالى أعلم.

ب: الحكمة من تكرار قوله تعالى: {تلك أمة قد خلت} الآية.
قال الله تعالى: (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
المخاطب في الآية: اليهود والنصاري، وعني بالأمة التي مضت الأنبياء ( إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط).
ومعنى الآية: أنه لا ينفعكم
-يا من كنتم هودا أو نصارى- انتسابكم إلى الأنبياء والصالحين إن لم تكونوا على طريقهم، فلهم أعمالهم، ولكم أعمالكم، وكل مسؤول عن عمله الذي اكتسبه.
ولما ادعى اليهود والنصارى اتباعهم لإبراهيم وكانوا أبعد ما يكون عن هديه وسنته، وحاجوا في الله كما قال تعالى : (
قل أتحاجّوننا في اللّه وهو ربّنا وربّكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون )

فأعلمهم الله أنه رب العباد جميعا، وأن لكل فريق عمله الذي سيحاسب عليه، وفي الآية براءة المسلمين الموحدين الذين اتبعوا إبراهيم بحق، وأمنوا بالله من أولئك الذين لا حقيقة لإيمانهم.

وكرر قوله تعالى:
: (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
وفي ذلك التكرار:

1. التهديد والتخويف، فإن كان الأنبياء المعصومون الذين هم خير البشر سيحاسبون على أعمالهم، فمن دونهم هو أولى بالمحاسبة، والمعنى: فاتقوا الله وأحسنوا عملكم الذي أنتم ملاقون ربكم به يوما.
2. التأكيد على أنه لا ينتفع أحد بعمل غيره، كما جاء في الحديث: (من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه)، فانتساب اليهود والنصارى للأنبياء لن ينفعهم إن ضلوا طريق الحق، وسلكوا غير سبيل الهداية الذي كان عليه أسلافهم.
و لورود ذكرهم في معنى غير الذي ذكروا فيه عند الآية الأولى، ففي سياق الآية الأولى ادعى اليهود والنصارى انتساب الأنبياء إلى اليهودية والنصرانية فرد الله عليهم كذبهم وأعلمهم أن الأنبياء على الحنيفية والإسلام.
وفي سياق الآية الثانية كتم اليهود والنصارى الحق الذي علموه وهو أن الانبياء جميعا جاءوا بالحق وعلى ملة الإسلام وإن اختلفت شرائعهم، وكتموا أمر محمد صلى الله عليه وسلم وقد علموا صدقه،
والله تعالى أعلم.

الحمد لله رب العالمين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 ذو الحجة 1440هـ/27-08-2019م, 02:11 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنشاد راجح مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم العاشر من تفسير سورة البقرة

الآيات (127 – 141)
1.عامّ لجميع الطلاب.
اذكر الفوائد المستفادة من سيرة نبينا إبراهيم عليه السلام مما درست.

1. الامتثال لأوامر الله الشرعية، والصبر على أحكامه القدرية، والقيام بما أمر الله تجاه كل منها بأحسن ما يكون.
وجه الدلالة: قول
الله تعالى:(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ)

2. الحرص على صلاح الذرية، والدعاء لهم بذلك والرغبة في بقاء الخير فيهم وفي من بعدهم.
وجه الدلالة: قول
الله تعالى:(قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) على التأويل بأن إبراهيم عليه السلام سأل ربه أن يجعل في ذريته الإمامة.
وكذلك قول الله تعالى: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ).
وكذلك قول الله تعالى : (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ)

3.ميزان الإنسان بقدره عند ربه، ومن كان له قدرا عند ربه أقام الله في قلوب العباد محبته وتقديره.
وجه الدلالة: قول
الله تعالى:(وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى).

4. الداعي المربي يحرص على أن يشاركه أبنائه في أعمال البر والطاعة.
وجه الدلالة: قول الله تعالى: ( وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)

5.سؤال الله الإخلاص في العبادة، والثبات على الحق.
وجه الدلالة: قول الله تعالى: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ)

6. العبادات لا تؤخذ إلا بدليل من القرآن والسنة، وما خالف ذلك فهو ابتداع لا أصل له.
وجه الدلالة: قول الله تعالى: (وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا)

7. سؤال الله التوبة على الدوام، اتباعاً للأنبياء الذين هم على كمالهم البشري يطلبون من ربهم التوبة.
وجه الدلالة: قول الله تعالى: (وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)

8.الاتساء بالأنبياء عليهم السلام والنظر في عباداتهم واحوالهم لمعرفة السبيل الذي سلكوا للفوز في الآخرة.
وجه الدلالة: قول الله تعالى: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)

9. سرعة الامتثال والاستسلام والانقياد لأمر الله عز وجل.
وجه الدلالة: قول الله تعالى: (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)

10. أهمية الوصية، وحرص العبد على أن يوصي أولاده وذريته، وخير ما يوصي به العبد هو لزوم طريق الاستقامة والإسلام.
وجه الدلالة: قول الله تعالى: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )


المجموعة الثالثة:
1: حرّر القول في كل من:

أ: معنى سؤال إبراهيم وإسماعيل التوبة وهما نبيان معصومان.
قال الله تعالى: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )
وهذا دعاء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وقد اختلف في معنى طلبهما للتوبة، وهما نبيان معصومان،
وقد أجمعت الأمة على عصمة الأنبياء في تبليغ الرسالة، وعصمتم من الكبائر، ومن الصغائر التي فيها رذيلة، واختلف في غير ذلك من الصغائر،
وقال ابن عطية أنهم معصومون من جميع الصغائر.

- والتوبة شرعا هى الرجوع من الشر إلى الخير، والتوبة في حق الأنبياء المعصومين هى بمثابة انتقال من حال إلى حال أفضل، ومن منزلة إلى منزلة أعلى، يرتقي بها الأنبياء ويزدادوا قربا لربهم، ومعرفة به.
- وقد جاء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة
.) رواه البخاري.
فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو أكمل البشر، وأفضل الرسل، فإنه يتوب ويستغفر ربه، فالخلق جميعا مفتقرون إلى ربهم، وبطلب التوبة والاستغفار تظهر عبوديتهم له سبحانه،
ويتجلى مقتضى أثر اسم الله التواب والغفار والغفور، وإن كان حال الأنبياء ليس كحال غيرهم، فإن التوبة في حق الأنبياء رفعة وترقي إلى درجات الكمال في العبودية وطلبا للتثبيت والدوام،
فيمكن أن يكون طلب إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام من هذا الباب،
والتوبة في حق غيرهم هى طلب مغفرة من الله عز وجل للذنوب والمعاصي، كبيرها وصغيرها،
والله عز وجل يحب عباده التوابين كما قال تعالى: ( والله يحب التوابين).

وقيل أن طلب التوبة منهما عليهما السلام إرادةً بمن بعدهما من ذريتهما، وهذا والله أعلم قد يكون لعلم إبراهيم عليه السلام أن من ذريته من سيكون ظالما، وإنه من شفقته بذريته يريد لهم النجاة، ولا شك أنه يشمل غيرهم.
[وقال ابن عطية أنه الأحسن عنده، لكن لفظًا هو بعيد، لأن الفعل " تُب علينا" طلب ودعاء منهم لله عز وجل، فحتى وإن قدرنا دخول من بعدهم في الدعاء، فيصعب استثناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام منه]
وقيل أن طلب التوبة هنا لفائدة وهى الاتساء بهما، واتباع سنتهما، ففي مثل هذا الموقف العظيم وهو التعبد لله عز وجل برفع قواعد بيته الحرام، في هذه البقعة الطاهرة،
إشارة للعباد أن يطلبوا من ربهم التوبة ويعترفوا بذنبهم، ويسألوا ربهم القبول عند القيام بصالح الأعمال، وكذلك إشارة إلى شرف المكان الذي خصه الله فجعله حرما آمنا، فيدعون فيه ربهم.
[وقيل أنه طلب للتثبيت والدوام]
[راجعي التعليق أدناه]
ب: المراد بالشهادة في قوله تعالى: {ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله}
.
المراد بالشهادة:

1. أمر النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء في كتب أهل الكتاب، والأمر باتباعه.
والمعنيّ بكتم شهادة الله هم علماء اليهود، لأنهم علموا صدق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، فكفروا بها وكتموها طمعا في الدنيا ومناصبها ولو كان على حساب الآخرة.
حاصل ما ذكره الزجاج، وابن عطية.

2.ما في كتب أهل الكتاب من حنيفية الأنبياء وإسلامهم.
قاله مجاهد والحسن والربيع، فيما ذكره ابن عطية.

3. أن الإسلام هو دين الله الحق الذي عليه جميع الأنبياء باختلاف شرائعهم، وقد علم أهل الكتاب ذلك وكتموه.
وهو قول مستخرج من قول الحسن البصري: (كانوا يقرؤون في كتاب اللّه الذي أتاهم: إنّ الدّين [عند اللّه] الإسلام، وإنّ محمّدًا رسول اللّه، وإنّ إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب
والأسباط كانوا برآء من اليهوديّة والنّصرانيّة، فشهد اللّه بذلك، وأقرّوا به على أنفسهم للّه، فكتموا شهادة الله عندهم من ذلك
.) اهــ.

-قال ابن عطية بأن القول الثاني أشبه بسياق الآية.
والقول الثالث الذي ذكره ابن كثير، قد جمع بين القولين الأول والثاني، فهو أعم وأشمل منهما،
وعلاقته بالقول الأول: أن في كتب أهل الكتاب جاء الخبر عن محمد صلى الله عليه وسلم وعن وجوب اتباعه والتصديق بما جاء به، وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم داعيا إلى الإسلام
الذي هو دين الله عز وجل الحق.
وعلاقته بالقول الثاني: أن في كتب أهل الكتاب جاء الخبر عن كون الأنبياء جميعا على ملة الإسلام، وهو دين الله الحق.
فالكفر بنبي من الأنبياء وجحد الحق الذي جاء به، وإنكار اتباع نبي من الأنبياء للإسلام، هو مما كتمه أهل الكتاب.

2: بيّن ما يلي:

أ: علّة استعمال "من" في قوله تعالى: {ومن ذرّيتنا أمة مسلمة لك}.
- سأل إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ربهما أن يكون من ذريتهما من هو مسلم مخلص لله، إذ قد أعلم الله إبراهيم عليه السلام أن من ذريته ظالمين، ف
"من" للتبعيض،
وقد حكى الطبري أن المراد بذلك العرب على وجه الخصوص، وهذا القول روي عن السدي، وضعف ابن عطية هذا القول، معللا أن دعوة إبراهيم عليه السلام ظهرت في من آمن من العرب،
وفيمن آمن من غيرهم، وكذلك قال ابن جرير لأن من ذرية إبراهيم عليه السلام بني إسرائيل.

ولا تعارض بين القولين في الحقيقة فمن أراد أنهم العرب نظر إلى السياق بدلالة قول الله تعالى: (ربّنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلّمهم الكتاب والحكمة ويزكّيهم)،
والمراد ب: رسولا منهم: محمد صلى الله عليه وسلم، وقد بُعث للناس كافة ولم تقتصر دعوته على العرب فقط، كما قال الله تعالى: (قل يا أيّها النّاس إنّي رسول اللّه إليكم جميعًا).

- والحاصل أن ذرية إبراهيم عليه السلام تشمل العرب وغيرهم كبني إسرائيل، ومن هذه الذرية هناك من آمن وأصابته دعوة إبراهيم عليه السلام، ومنهم من هو ظالم كما أخبر الله عز وجل.
فكان استعمال "من" لتفيد بأن من ذرية إبراهيم المسلم لله عز وجل، عربيا كان أم غير ذلك.
والله تعالى أعلم.

ب: الحكمة من تكرار قوله تعالى: {تلك أمة قد خلت} الآية.
قال الله تعالى: (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
المخاطب في الآية: اليهود والنصاري، وعني بالأمة التي مضت الأنبياء ( إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط).
ومعنى الآية: أنه لا ينفعكم
-يا من كنتم هودا أو نصارى- انتسابكم إلى الأنبياء والصالحين إن لم تكونوا على طريقهم، فلهم أعمالهم، ولكم أعمالكم، وكل مسؤول عن عمله الذي اكتسبه.
ولما ادعى اليهود والنصارى اتباعهم لإبراهيم وكانوا أبعد ما يكون عن هديه وسنته، وحاجوا في الله كما قال تعالى : (
قل أتحاجّوننا في اللّه وهو ربّنا وربّكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون )

فأعلمهم الله أنه رب العباد جميعا، وأن لكل فريق عمله الذي سيحاسب عليه، وفي الآية براءة المسلمين الموحدين الذين اتبعوا إبراهيم بحق، وأمنوا بالله من أولئك الذين لا حقيقة لإيمانهم.

وكرر قوله تعالى:
: (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
وفي ذلك التكرار:

1. التهديد والتخويف، فإن كان الأنبياء المعصومون الذين هم خير البشر سيحاسبون على أعمالهم، فمن دونهم هو أولى بالمحاسبة، والمعنى: فاتقوا الله وأحسنوا عملكم الذي أنتم ملاقون ربكم به يوما.
2. التأكيد على أنه لا ينتفع أحد بعمل غيره، كما جاء في الحديث: (من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه)، فانتساب اليهود والنصارى للأنبياء لن ينفعهم إن ضلوا طريق الحق، وسلكوا غير سبيل الهداية الذي كان عليه أسلافهم.
و لورود ذكرهم في معنى غير الذي ذكروا فيه عند الآية الأولى، ففي سياق الآية الأولى ادعى اليهود والنصارى انتساب الأنبياء إلى اليهودية والنصرانية فرد الله عليهم كذبهم وأعلمهم أن الأنبياء على الحنيفية والإسلام.
وفي سياق الآية الثانية كتم اليهود والنصارى الحق الذي علموه وهو أن الانبياء جميعا جاءوا بالحق وعلى ملة الإسلام وإن اختلفت شرائعهم، وكتموا أمر محمد صلى الله عليه وسلم وقد علموا صدقه،
والله تعالى أعلم.

الحمد لله رب العالمين

التقويم: أ+

أحسنتِ وتميزتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

وفيما يلي توضيح لسؤال: " معنى سؤال إبراهيم وإسماعيل التوبة وهما نبيان معصومان ".
وأبدأ بتوضيح بعض النقاط في تفسير ابن عطية:

قال ابن عطية بأن التوبة هنا لغوية، أي ليست شرعية، ويقصد الترقي من حال لحال أفضل منه، وهذا غير منفي في حال الأنبياء، يترقون من طاعة لطاعة أعلى ومن مقام لمقام أعلى، والتوبة الشرعية أي من الذنوب.
وذكر ابن عطية إجماع العلماء على أن الأنبياء معصومون في معنى التبليغ - أي في الوحي فيبلغون رسالات ربهم كما أمرهم دون خطأ أو زيادة أو نقصان- ومن الكبائر، ومن الصغائر التي فيها رذيلة، واختلف في غير ذلك، ثم رجح أنهم معصومون من الجميع.



والراجح بالنسبة للصغائر أن الأنبياء -صلوات ربي وسلامه عليهم- معصومون من الإصرار على ذنب أو أن يقروا عليهم، بل دائمًا ما ينبههم الله عليه ويبادرون بالتوبة منه، أما غيرهم من الصالحين فقد يذنبون ولا ينبهون على الذنب فلا يتوبون منه.
قال تعالى: {وعصى آدم ربه فغوى. ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى}

وهذا لا يتعارض مع حقيقة أنهم قدوة للبشر، لأنه وكما قلت معصومون من الإصرار على الذنب ويبادرون بالتوبة.

ولا يقدح في الرسالة لأنهم معصومون في تبليغ رسالتهم.

ولابن تيمية - رحمه الله- جواب عن سؤال عن عصمة الأنبياء في " مجموع الفتاوى" الجزء الرابع، طبعة الملك فهد، وللشاملة نسخة موافقة لهذه الطبعة أنصح بقراءته.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir