دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 صفر 1441هـ/6-10-2019م, 02:40 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي موضوع نشر التطبيق ( فهرسة مسائل جمع القرآن )



موضوع نشر التطبيق


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 صفر 1441هـ/11-10-2019م, 01:21 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فهرسة مسائل القسم السابع من دروس جمع القرآن : عدد سوره

== عدد سور القرآن في مصحف ابن مسعود
*عدد سور القرآن في مصحفه
قال ابن الجوزي في فنون الأفنان: " وكان ابن مسعود رضي الله عنه يسقط المعوذتين، فنقصت جملته سورتين عن جملة زيد" انتهى كلامه.
-وعليه فإن عدد سور القرآن في مصحفه كانت مائة واثنتا عشرة سورة.

*سبب ترك ابن مسعود لعد المعوذتين من القرآن
وهذه المسألة هي لأنه كان يراهما من الأدعية التعوذات وليستا من القرآن، فالأمر فيهما كما قال سفيان:
(يحكهما: المعوذتين، وليسا في مصحف ابن مسعود، كان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوّذ بهما الحسن والحسين، ولم يسمعه يقرؤهما في شيء من صلاته؛ فظن أنهما عوذتان، وأصرَّ على ظنه، وتحقق الباقون كونهما من القرآن، فأودعوهما إياه).
- وهذا الخبر رواه البخاري في صحيحه بالإبهام؛ فقال: حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنا عبدة بن أبي لبابة، عن زر بن حبيش، ح وحدثنا عاصم، عن زر، قال: سألت أبي بن كعب، قلت: يا أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا، فقال أبيّ: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: «قيل لي فقلت» قال: فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم).

*ترك عدهما كان قبل الجمع العثماني
-وهذا كان منه رضي الله عنه قبل الجمع العثماني وقبل أن يقيم مصحفه على المصحف الإمام الذي أمر به عثمان بن عفان وأجمع الصحابة على اتخاذه مصحفاً إماماً وتركِ القراءة بما خالفه. ووقوعُ بعض الخطأ من أفرادٍ من القرّاء قبل انعقاد الإجماع على مصحف إمامٍ مشتهرٍ بين الناس جائز الوقوع، ولا عصمة للأفراد، وإنما العصمة لإجماعهم، وقد يخطئ المخطئ وهو معذور مأجور، إذا كان هذا هو مبلغ اجتهاده، فلا يعاب بمثل هذا الخطأ ابن مسعود ولا غيره من القرّاء.

*من الأدلة على ثبوت قرآنيتهما
وقد صحت الأحاديث بثبوت كونهما من القرآن ومنها
حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "ألا أعلّمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟ "قال: قلت: بلى يا رسول الله !قال: فأقرأني {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ بربّ الناس} ). رواه الإمام أحمد والنسائي وابن خزيمة

*رجوع ابن مسعود عن ترك عدهما
-والذي يظهر أن ابن مسعود قد رجع إلى ما أجمع عليه الصحابة ويدل على هذا أمران:
أحدهما: ثبوت القراءة عنه بالأسانيد التي يروي بها القراء عنه ما يوافق قراءة العامة وفيها المعوذتان.
والآخر: ما نقل عن أصحابه الآخذين عنه من إثباتهم لهما كالذي رواه ابن أبي شيبة عن إبراهيم النخعي أنه قال: قال: قلت للأسود: من القرآن هما؟ قال: «نعم»، يعني: المعوذتين والأسود بن يزيد من خاصّة أصحاب ابن مسعود.

وعلى هذا فيقال إن عدد سور القرآن في مصحف ابن مسعود في نهاية الأمر آل إلى عدد سور مصحف العامة الذي أجمع عليه الصحابة وهي مائة وأربع عشرة سورة.



== مصحف أبي بن كعب
*عدد سور مصحف أبي بن كعب رضي الله عنه
قال ابن الجوزي في فنون الأفنان: (جملة سوره على ما ذكر عن أبي بن كعب رضي الله عنه مائة وست عشرة سورة.) انتهى كلامه .

*سبب زيادة مصحف أبي بن كعب
هو أنه كان فيه سورتان هما سورة الخلع، وسورة الحفد
قال ابن الجوزي في المصدر السابق: (فنقصت جملته سورتين عن جملة زيد. وكان أبي بن كعب يلحقهما [أي المعوذتين] ويزيد إليهما سورتين، وهما الحفدة والخلع.
إحداهما: (اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ...)، وهي سورة الخلع. والأخرى: (اللهم إياك نعبد ...)، وهي سورة الحفد.
فزادت جملته على جملة زيد سورتين) انتهى كلامه مختصرا.

*الكلام على هاتين السورتين
إن القول بوجود هاتين السورتين في مصحف أبي بن كعب رضي الله عنه مبنيّ على ظنّ صحة نسبة تلك المصاحف إلى أبيّ، وهو خطأ بيّن، لما صحّ من أنّ مصحف أبيّ قبضه عثمان، وأنّ عثمان أمر بكلّ مصحف أو صحيفة فيها قرآن أن تحرق،
ولم يكن لأبيّ أن يخالف أمر أمير المؤمنين،
ولو نازعه في ذلك لاشتهر أمره كما اشتهر أمر منازعة ابن مسعود ثم رجوعه إلى امتثال أمر الخليفة الراشد عثمان بن عفان في ذلك.
-وعلى هذا فإن مصحف أبي غير موجود لأنه تم إحراقه لما طلب أمير المؤمنين عثمان بن عفان بإحراق ما سوى المصحف الإمام،
وأما ما ذكره المتأخّرون عن زمن الجمع العثماني فلا تُحمل على ما في مصحف أبيّ بن كعب الذي كتبه لنفسه؛ فذاك قد قبضه عثمان، وما اطّلعوا عليه إنما هو من مصاحف منسوبة إلى أبيّ بن كعب، ومن دلائل ذلك اختلاف الألفاظ في هاتين السورتين، في الروايات التي يوردونها.
والخلاصة:
أنه ولو ثبت أنها كانت في مصحفة فتكون مما كان قبل الجمع العثماني وتكون من المنسوخ لإجماع الصحابة على ترك قراءتهما ويؤول أمر مصحف أبي ابن كعب إلى ما في المصحف الإمام الذي جمعه عثمان بن عفان رضي الله عنه ووافق عليه الصحابة.


== عدد سور القرآن في مصحف زيد وفي جمع أبي بكر وعثمان رضي اللهم عنهم أجمعين.
*عدد سوره
عدد السور في المصحف الذي جمع على عهد أبي بكر الصديق، والذي جمع على عهد عثمان بن عفان هو مائة وأربع عشرة سورة
-قال الزركشي: ( واعلم أن عدد سور القرآن العظيم باتفاق أهل الحل والعقد: مائة وأربع عشرة سورة، كما هي في المصحف العثماني: أولها الفاتحة وآخرها الناس.
وقال مجاهد: وثلاث عشرة بجعل الأنفال والتوبة سورة واحدة؛ لاشتباه الطرفين وعدم البسملة. ويرده تسمية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلا منهما.
قال ابن الجوزي في فنون الأفنان: ( أما سوره فقال أبو الحسين بن المنادي: جميع سور القرآن؛ في تأليف زيد بن ثابت على عهد الصديق وذي النورين؛ مائة وأربع عشرة سورة، فيهن الفاتحة والتوبة والمعوذتان، وذلك هو الذي في أيدي أهل قبلتنا.) انتهى كلامه
-وقال الزركشي أيضا في البرهان: (قال الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ: عدد سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة.)
-وقال أيضا ناقلا الاتفاق: (واعلم أن عدد سور القرآن العظيم باتفاق أهل الحل والعقد: مائة وأربع عشرة سورة، كما هي في المصحف العثماني: أولها الفاتحة وآخرها الناس.( انتهى كلامه

*القول بأن عددها ثلاث عشرة ومائة سورة وسبب ذلك والرد عليه
وقيل أن عدد سور القرآن مائة وثلاث عشرة والسبب في ذلك هو جعل الأنفال وبراءة سورة واحدة .
قال السيوطي في الدر المنثور: ( أخرج أبو الشيخ عن أبي روق قال: الأنفال وبراءة سورة واحدة.)
وأما الرد عليه فمن وجوه منها:
-أن الصحابة أجمعوا على فصلهما بسطر في المصحف الإمام مما يشير إلى أنها ليسا سورة واحدة.
-ومنها: ورود الإثار والأقوال عن أهل العلم بأنهما سورتان منفصلتان.
-ومنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى كل منهما باسم غير الأخرى.
-ومنها: ما ذهب إليه جماعة من أن ترك البسملة في أول براءة هو لأنها أمان وبراءة نزلت بالسيف كما في المستدرك عن ابن عباس قال: (سألت علي بن أبي طالب لِمَ لَمْ تكتب في براءة "بسم الله الرحمن الرحيم"؟. قال: لأنها أمان وبراءة نزلت بالسيف). وقيل غير هذا
وفي الدر المنثور للسيوطي قوله: (وأخرج أبو الشّيخ عن أبي رجاءٍ قال: سألت الحسن عن الأنفال وبراءة أسورتان أو سورةٌ؟ قال: سورتان.)

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 صفر 1441هـ/17-10-2019م, 02:49 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي


فهرسة مسائل القسم الأول من دروس جمع القرآن :
تكفل الله بجمع القران وحفظه

{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) } [القيامة: 16 - 19]


( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ)
*سبب نزول الآية
أخرج البخاري وأحمد ومسلم والترمذي والنَّسَائِي عن ابن عبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - في قوله: (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) قال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا نزل جبريل بالوحي، وكان مما يحرك به لسانه وشفتيه، فيشتد عليه، وكان يعرف منه فأنزل الله الآية التي في: (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ): (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ) فإن علينا أن نجمعه في صدرك (وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ: فإذا أنزلناه فاستمع. (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) قال: إن علينا أن نُبَينَه. قال: وكان إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده اللَّه.
{لا تُحَرِّكْ بِهِ.}
-الْمُخَاطَبَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَأْنِ نُزُولِ الْوَحْيِ
· المراد بتحريك اللسان
-تحريك الفم بالقران بما فيه ذلك تحريك الشفتين وتحريك اللسان بالكلام .
-اكتفي بذكر اللسان لأنه الأصل في النطق و الكلام لا يحصل إلا بتحريكه...وفي رواية البخاري ومسلم عن ابن عباس " يحرك به لسانه وشفتيه .."
·سبب تحريك اللسان

-شدة حب النبي صلى الله عليه وسلم للقران فكان يتعجل بحفظه و خشية أن ينفلت منه و ينساه.
في رواية الترمذي عن ابن عباس ("يحرك به لسانه يريد أن يحفظه" )..وفي رواية النسائي (يعجل بقراءته ليحفظه) ؛ وفي رواية عند ابن أبي حاتم: (يتلقى أوله ويحرك به شفتيه خشية أن ينسى أوله قبل أن يفرغ من آخره).
-
وقال الشعبي: (كان إذا نزل عليه عجل يتكلم به من حبه إياه).
- عن أبي رجاء عن الحسن كان يحرك به لسانه يتذكره فقيل له إنا سنحفظه عليك
- وقيل تعجلا لدفع الشدة التي كان يجدها النبي صلى الله عليه وسلم أثناء نزول الوحي لثقل
فوائد الآية
-نظير الآية قوله تعالى :{ {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ } .
-أفضل ما ينتفع به القلب في التحصيل سكون اللسان ؛ أما حركة للسان لاستعجال الحفظ لا ينتفع به
-حرص الصحابة على تأدية الحديث كما حملوهكما قال ابن عباس: أنا أحرك شفتي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرك، وقال لي سعيدٌ: أنا أحرك كما رأيت ابن عباسٍ يحرك شفتيه-
{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءَانَهُ }
o معنى جمعه
- جمع القران في قلب النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينساه..
قال ابن عباس: " عَلَيْنَا أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِكَ" ..وعن قتادة :جمعه حفظه
o معنى قرءانه
في معنى قرءانه أقوال:
- قرءانه بمعنى قراءته
إما أن جبريل سيعيده عليك ؛ويتلوه عليك مرة أخرى...قال ابن عباس : جمعه في صدرك ثم نقرؤه، {في معنى قوله {إن علينا جمعه وقرآنه}
- وإما قراءتك له؛ ستقرأه على لسانك.. وفي رواية مسلم عن ابن عباس: " وقرآنه فتقرؤه" وفي رواية " جمعه في صدرك ثم تقرؤه،"
وجه القول : أن "قرءانه" مصدر من قول القائل: قرأت أقرأ قرآنا وقراءة
- قرءانه بمعنى تأليفه
-تأليفه ؛ قول قتادة في معنى قرءانه :تأليفه رواه عبد الرزاق
وجه القول: "قرءانه" مصدر من قول القائل "قد قَرَأَتْ هذِ الناقةُ في بطنها جَنينا" ، إذا ضمت رحمها على ولد
فوائد الآية
-- في الآية وعد من الله بتكفل حفظ القران وجمعه في صدر الني صلى الله عليه وسلم
-ضمان من الله بحفظ القران في صدر النبي صلى الله عليم وسلم فلا ينساه
- -دلالة الآية أن لفظ "القرآن" يطلق ويراد به القراءة فإن المراد بقوله قرآنا في الآيتين القراءة لا نفس القرآن .
{ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ}
مجيئ ضمير الجمع
-الله الآمر وجبريل المبلغ
معنى قرأناه.
*.فرغ جبريل من قراءته ذكره ابن الجوزي .قال ابن حجر" إذا قرأه عليك الملك"
* قرأناه : أنزلناه عليك عن ابن عباس من طريق سعيد بن جبير" {فإذا قرأناه } قال: أنزل عليه،"
*قرأناه : بيناه عن ابن عباس من طريق علي {فإذا قرأناه } قال: بيناه
معنى اتبع قرءانه:
-1- فاسمتع له وأنصت. قال ابن عباس : {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}قال: فاستمع له وأنصت " كما في رواية الصحيحين
وجهه :أن المراد بالإتباع ؛ إتباع الذهن والفكر الموجب للاستماع والصمت.
3-اعْمَلْ بِهِ. ".قَالَ ابن عَبَّاسٍ قَرَأْنَاهُ بَيَّنَّاهُ فَاتَّبِعْ اعْمَلْ بِهِ" ..ذكره ابن حجر في الفتح
-4- اتبع حلاله واجتنب حرامه رواه عبد الرزاق عن قتادة
وجه القولين أن معنى الإتباع الامتثال ؛ امتثال الأمر والنهى
فوائد
-دلالة الآية على وجوب إتباع القرآن والإنصات إليه.
- نظير الآية قوله تعالى " مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى فَاسْتَمعُوا لَهُ وأنصتوا"
-الفرق بين الاستماع والانصات
قيل :الِاسْتِمَاعَ أَخَصُّ مِنَ الْإِنْصَاتِ لِأَنَّ الِاسْتِمَاعَ الْإِصْغَاءُ وَالْإِنْصَاتُ السُّكُوتُ وَلَا يَلْزَمُ مِنَ السُّكُوتِ الْإِصْغَاءُ...وقيل :أن الإنصات والاستماع يقتصران على الجهرية، فإن الإنصات مقدمة للاستماع ومعناه التهيؤ للاستماع.
{ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}
في معنى" بيانه" أقوال:
1-بمعنى الإظهار ؛ أي بيانه إظهاره بلسانك ؛ والقصد منه اسْتِمْرَارُ حِفْظِه القران في صدرك وَظُهُورِهِ عَلَى لِسَانِهِ ؛ يقال بان الكوكب إذا ظهر
كما في فِي رِوَايَةِ إِسْرَائِيلَ "عَلَى لِسَانِكَ " وَفِي رِوَايَةِ أَبِي عَوَانَةَ " أَنْ تَقْرَأَهُ.. ذكره ابن حجر العسقلاني في فتح الباري.
قال ابن عباس :{ثم إن علينا بيانه}أن نبينه على لسانك..
-والضمير في بيانه على هذا القران راجع إلى جميع القران
2-بمعنى التبين.
- تبين مجمله ؛ وتوضيح مشكلاته .
-تبين حلاله وحرامه
والضمير في "قراءنه" على هذا القول يرجع إلى بعض القران
-وفي الجمع بين القولين يقال لفظ "بَيَانَهُ " جِنْسٌ مُضَافٌ فَيَعُمُّ جَمِيعَ أَصْنَافِهِ مِنْ إِظْهَارِهِ وَتَبْيِينِ أَحْكَامِهِ
فوائد
يُسْتَدَلُّ من الآية عَلَى جَوَازِ تَأْخِيرِ الْبَيَانِ عَنْ وَقْتِ الْخِطَابِ كَمَا هُوَ الصَّحِيحُ فِي الْأُصُولِ...وجهه "ثم" تفيد التراخي

قول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) }
1-مرجع الضمير في قوله تعالى: {وإنا له لحافظون}
1-راجع إلى القرآن
2- راجع إلى محمد صلى الله عليه وسلم؛ أي وإنا لمحّمد لحافظون.
2-معنى حفظ الله للقران
1- حفظه الله من أن يزيد فيه الشيطان باطلا أو يبطل منه حقا) قاله قتادة كما في مصنف عبد الرزاق.. كما قال: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}
2- محفوظ عند الله عزوجل قاله مجاهد
3- حافظون راعون




أنواع جمع القرآن
أنواع جمع القرآن
-جمع بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم،
-جمع بحضرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
-جمع بحضرة عثمان رضي الله عنه
قال الحاكم ....فيه البيان الواضح أن جمع القرآن لم يكن مرة واحدة، فقد جمع بعضه بحضرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم جمع بحضرة أبي بكر الصديق، والجمع الثالث وهو ترتيب السور كان بحضرة عثمان

جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
- جمع القران في هذا عهد النبي صلى الله عليه وسلم نوعان:جمع في الصدور؛ وجمع في السطور مفرقا
-كان النبي صلى الله علي وسلم يأمر كتاب الوحى بكتاب الآية إثر نزولها .
قال الحارث المحاسبي:".. كتابة القرآن ليست محدثة فإنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأمر بكتابته، ولكنه كان مفرقا في الرقاع والأكتاف والعسب.."
-كان القران يكتب مفرقا في اللخاف والعسب و الرقاع وقطع الأديم والأكتاف والأضلاع و الأقتاب

-.-إذا نزلت آية كان النبيصلى الله علي وسلم يبين للصحابة مكانها وموضعها ويقول اكتبوا هذه الآية عقب آية كذا وكذا في سورة كذا.
-لما نزل قوله تعالى "{واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله } وكانت آخر آية نزولا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن توضع بين آيتي الربا والدين.

-جُمع القران بحضرة النبي صلى الله علي وسلم قال زيد بن ثابت قال: "كنا عند رسول الله نؤلف القرآن من الرقاع ..
-معنى نؤلف القران أي نجمع ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها، بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال البيهقي:" :وهذا يشبه أن يكون المراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها وجمعها فيها بإشارة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
- كان القران في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مؤلفا على التأليف الموجود اليوم" .
-لم يجمع النبي صلى الله عليه وسلم. القران في مصحف واحد باتفاق أهل العلم.
-سبب عدم جمع النبي للقران في مصحف واحد أن النسخ كان يرد على بعض الآيات.و لأن الله تعالى كان قد أمنه من النسيان بقوله: {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ}.

- جمع القران و حُفظ في الصدور
الرجال فكان طوائف من الصحابة يحفظونه كله وطوائف يحفظون أبعاضا منه.
-جمع من الصحابة حفظوا القران وجمعوه في صدورهم أبي بن كعب؛ وعبد الله بن مسعود ؛ومعاذ بن جبل وغيرهم.
قال النووي: (... ولكن لم يكن مجموعا في مصحف بل كان محفوظا في صدور الرجال).
نزول القران مفرقا منجما
-نزل القران مفرقا ومنجما مدة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم
-وإنما نزل منجما مفرقا حتى يوافق الأحداث والوقائع.
قال الزركشي: " وإنما تفرقت سوره وآياته نزولا لحاجة الناس إليها حالة بعد حالة.
-ولأجل وجود الناسخ والمنسوخ في القران فلا يجتمع مع نزله جملة واحدة
- ولتثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم : كما قال تعالى :{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا } .
.-ولأجل تسهيل تعلمه كما قال تعالى {قُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا}




- النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام في كل عام مرة في رمضان وأنه عرضه في العام الذي توفي فيه مرتين .
-العرضة الأخيرة هي العرضة التي نسخ فيها ما نسخ وبقي فيها ما بقي.
-يقال: إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام


جمع أبي بكر رضي الله عنه للقرآن في مصحف واحد

-القران على مفرقا في اللخاف والعسب والأكتاف وفي صدور الرجال
-كثرة موت الحُفاظ وحملة القران بث في قلوب الصحاب الخوف من ضياع القران
-أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر بجمع القران في موضع واحد.
-تحقق المصلحة واقتضاؤها مع انقطاع الوحي و حصول الأمن من النسخ .سببان سوغ للصحابة على الإقدام على فعل شيء لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم
- كلف اختار أبو بكر زيد ابن ثابت لجمع القران ؛ وجعل عمر ابن خطاب مساعدا له.
-سبب اختيار زيد لأنه كان كاتب الوحي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولأنه شهد العرضة الأخير ولأنه أ قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه مرتين.
-الغرض من هذا الجمع جمع القران في موضع واحد خشية الضياع
قال الحارث المحاسبي: فعل الصديق بمنزلة ... أوراق وجدت في بيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها القرآن منتشر فجمعها جامع وربطها بخيط حتى لا يضيع منها شيء..

-تتبع زيد ابن ثابت القران في الرقاع والعسب وفي صدور الرجال قال زيد:"فجمعته من الرقاع والأكتاف وصدور الرجال"
-كان زيد لا يكتب شيء من القران حتى يشهد شاهدان
وفي رواية أبي داود أن أبا بكر قال لعمر ولزيد: "اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه"..
قال ابن حجر: وكأن المراد بالشاهدين الحفظ والكتاب.
-قال السخاوي في جمال القراء: المراد أنهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك من الوجوه التي نزل بها القرآن.
-قال أبو شامة: وكان غرضهم ألا يكتب إلا من عين ما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، لا من مجرد الحفظ.
-قال السيوطي : :أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك مما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم عام وفاته.

- وقعت الثقة بأصحاب الرقاع وصدور الرجال..لأنهم كانوا يبدون عن تأليف معجز، ونظم معروف وقد شاهدوا تلاوته من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشرين سنة، فكان تزويد ما ليس منه مأمونا، وإنما كان الخوف من ذهاب شيء من صحيحه.

- الرد على من استدل بقول زيد بن ثابت "فجمعته من الرقاع والأكتاف وصدور الرجال" أن أحدا من الصحابة لم يجمع القرآن في عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
يُقال : أن زيدا كان لا يكتفي بالحفظ دون الكتابة.
- وكونه طلب القرآن متفرقا ليعارض بالمجتمع عند من بقي ممن جمع القرآن ليشترك الجميع في علم ما جمع، فلا يغيب عن جمع القرآن أحد عنده منه شيء.
-.


- معنى قول زيد ابن ثابت " "وجدت آخر براءة مع خزيمة بن ثابت ولم أجدها مع غيره"
يعنى لم توجد مكتوبة إلا معه؛ أما حفظها في الصدور فكان كثير من الصحابة يحفظونها؛ وزيد هو بنفسه يحفظها..
وتتبع زيد ابن ثابت للرجال كان للاستظهار لاستحداث العلم.


-الرد على من استدل بقول بن زيد "" "وجدت آخر براءة مع خزيمة بن ثابت ولم أجدها مع غيره".أن القرن يثبت بخبر الآحاد
لا يستقيم لكم دليلكم لأن قصد زيد وجدها مكتوبة مع خزيمة..وقد جعل زيد شرطا أن لا يكتب شيء حتى يشهد شهيدان . فكان يفعل ذلك مبالغة في الاحتياط.
-وإلا فإن زيدا كان قد سمعها وعلم موضعها في سورة الأحزاب بتعليم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،والصاحبة أيضا يعرفون الآية وموضعها.
- وقد يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل شهادة خزيمة بشهادة رجلين

-جمع الصحابة القران وكتبوه كما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن قدموا أو أخروا شيئا .

-كان أبو بكر أول من جمع القران في مصحف واحد قال علي : "رحم الله أبا بكر هو أول من جمع بين اللوحين".. وفي رواية " أعظم الناس أجرا ابو بكر ...أول من جمع القران"
-من قال أن عمر بن الخطاب أول من جمع القران فالمراد منه أشار بجمعه
-كل الروايات التي تنسب إلى غير أبى بكر أولية جمع القران لا تصح.
- كان جمع القرآن في قراطيس
-حصل من الصحابة إجماع على المصحف الذي جمعه أبو بكر ولم يحصل خلاف بينهم

-كان ذلك المصحف عند الصديق ليكون إماما، ولم يفارق الصديق في حياته ولا عمر أيامه، ثم كان عند حفصة لا تمكن منه،ولما ماتت طلبه مروان فأخذه فحرقه
-وفي المصحف ثلاث لغات ضم الميم وكسرها وفتحها؛ فالضم والكسر مشهورتان والفتح ذكرها أبو جعفر النحاس وغيره.

جمع عثمان رضي الله عنه للقرآن .
-كان الصحابة في زمن عثمان كلٌ يقرأ كما عُلم..
انتشرت رقعة الدولة الإسلامية في زمن عثمان؛ وكثرت الففتوحات ودخل كثير من الأعاجم في الإسلام
خشي الصحابة وقوع الخلاف في القران فأشاروا على عثمان جمع القران لرفع النزاع وفك الخلاف
-فكان سبب جمع عثمان للقران خشية وقوع الاختلاف في القران المؤدي ترك شيء من القرآن أو الزيادة فيه
-طلب عثمان المصحف المجموع عليه من حفصة للنسخ منه ووعدها برده إليها
- اختار عثمان جماعة من الصحابة لنسخ المصاحف المصحف ثلاثة من قريش وواحد من المدينة : زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام .
-كان قصد عثمان جمع الناس على قراءات محصورة حتى يرفع الخلاف بينهم
- قال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما أنزل بلسانهم.
قال الزركشي " حمل عثمان الناس على القراءة بوجه واحد على اختيار وقع بينه وبين من شهده من المهاجرين والأنصار لما خشي الفتنة عند اختلاف أهل العراق والشام في حروف القراءات والقرآن.."
قال القاضي أبو بكر في الانتصار: لم يقصد عثمان قصد أبي بكر في جمع نفس القرآن بين لوحين، وإنما قصد جمعهم على القراءات الثابتة المعروفة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإلغاء ما ليس كذلك وأخذهم بمصحف لا تقديم فيه ولا تأخير ولا تأويل أثبت مع تنزيل ومنسوخ تلاوته كتب مع مثبت رسمه ومفروض قراءته وحفظه خشية دخول الفساد والشبهة على من يأتي بعد .انتهى.
-وذهب الحاكم أن القصد من جمع عثمان ترتيب سور القران . وهذا لا يسلم له لأن ترتيب السور لا يرفع النزاع والخلاف في الأمة

-نسخ عثمان المصاحف من المصحف المجموع عليه مصحف أبي بكر الذي كان عند حفصة.

-بعث عثمان بالمصحاف المنسوخة إلى البلدان وأمر بإتلاف ما خالفها
وقع خلاف في عدد المصاحف التي بعث بها عثمان.
* فقال الإمام أبو عمرو الداني: (أكثر العلماء على أن عثمان كتب أربع نسخ: فبعث إلى البصرة إحداهن وإلى الكوفة أخرى وإلى الشام أخرى وحبس عنده أخرى).
*وقال أبو حاتم السجستاني: (كتب عثمان سبعة مصاحف:بعث واحدا إلى مكة وآخر إلى الشام وآخر إلى اليمن وآخر إلى البحرين وآخر إلى البصرة وآخر إلى الكوفة وحبس بالمدينة واحدا).

- أجمع الصحابة على قبول فعل عثمان


- أحرق عثمان باق المصاحف رفعا ودفعا للخلاف والنزاع؛ واعتبر ذلك من فضائل عثمان وعلمه

-لا اعتبار لإنكار الروافض على إحراق عثمان للمصاحف؛ يقال لهم:
-عدالة عثمان تمنع في الطعن فيه
-فعله كان تحقيقا للمصحلة..فقد كف النزاع وجمع ولم الشعث
- لم ينكر عليه الصحابة بل حصل إجماع منهم على استحسان فعله
-عثمان لم يحرق إلا ما يجب إحراقه
-اعتبر فعل عثمان منقبة من مناقبه . قال علي: "لو وليت ما ولى عثمان لعملت بالمصاحف ما عمل". انتهي ملخصا

الجمع العثماني والأحرف السبعة
-كانت مصاحف الصحابة قبل جمع عثمان على أوجه القراءات المختلفة كلٌ يقرأ كما علم
ذهب الزركشي إلى أن عثمان كتب المصحف على حرف واحد
قال الزركشي:...إنما حمل عثمان الناس على القراءة بوجه واحد على اختيار وقع بينه وبين من شهده من المهاجرين والأنصار لما خشي الفتنة عند اختلاف أهل العراق والشام في حروف القراءات والقرآن...."

وذهب الباقلاني إلى أن عثمان جمع القران على القراءات المعروفة المشهور
قال القاضي أبو بكر في الانتصار: لم يقصد عثمان قصد أبي بكر في جمع نفس القرآن بين لوحين، وإنما قصد جمعهم على القراءات الثابتة المعروفة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإلغاء ما ليس كذلك......)
ترتيب الآيات والسور
-لا خلاف أن جمع الآيات في السور توقيفي تولاه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
-الخلاف قائم بين أهل العلم هل ترتيب السور توقيفي أو لا
1-ترتيب السور توقيفي
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك.
- ذهب الكرماني في أحد قوليه و أبو بكر الأنباري وعلى بن محمد الخازن والقاضي الباقلاني وأبو جعفر النحاس و ابن الحصارإلى أن ترتيب السور توقيفي؛ توقيف من جبريل عليه الصلاة والسلام ؛ و أن ترتيب السور في المصحف اليوم هو على ترتيب سور القران في اللوح المحفوظ


قال الكرماني في "البرهان": ترتيب السور هكذا هو عند الله وفي اللوح المحفوظ، وهو على هذا الترتيب كان يعرض عليه السلام على جبريل كل سنة ما كان يجتمع عنده منه، وعرض عليه في السنة التي توفي فيها مرتين.
وقال أبو بكر بن الأنباري كما في الإتقان : .... فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف كله عن النبي صلى الله عليه وسلم، فمن قدم سورة أو أخرها فقد أفسد نظم القرآن."
- وقال الطيبي: أنزل القرآن أولا جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم نزل مفرقا على حسب المصالح ثم أثبت في المصاحف على التأليف والنظم المثبت في اللوح المحفوظ
- وقال أبو جعفر النحاس: المختار أن تأليف السور على هذا الترتيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لحديث واثلة ((أعطيت مكان التوراة السبع الطوال . . .))الحديث

-مما استدل به على أن ترتيب سور المصحف اليوم هو على ترتيب سور اللوح المحفوظ أن الله أنزله الله جملة واحدة إلى سماء الدنيا كما قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}وقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}،
- حديث :" كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ثلاث سور وخمس سور وسبع سور وتسع سور وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل من ق حتى نختم" استدل به ابن حجر على أن ترتيب السور توقيفي


-
ذهب جماعة من المفسرين إلى أن قوله تعالى:{فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ}معناه:مثل البقرة إلى سور هود وهي العاشرة، ومعلوم أن سورة هود مكية، وأن البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبة مدنيات نزلت بعدها.
-وفسر بعضهم قوله: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}أي:اقرأه على هذا الترتيب من غير تقديم ولا تأخير. وجاء النكير على من قرأه معكوسا.
- قال الزركشي :"ولو حلف أن يقرأ القرآن على الترتيب لم يلزم إلا على هذا الترتيب.
- قال الزركشي :ولو نزل القرآن جملة واحدة كما اقترحوا عليه، لنزل على هذا الترتيب.
-كان القران ينزل مفرقا على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مدة حياته عند الحاجة
كما قال تعالى: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً}فترتيب النزول غير ترتيب التلاوة.
قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، مما حفظ به القران ترتيب سوره على ما هو في اللوح المحفوظ.
- مما استدل به السيوطي " كون الحواميم رتبت ولاء وكذا الطواسين ولم ترتب المسبحات ولاء بل فصل بين سورها وفصل بين طسم الشعراء وطسم القصص بطس مع أنها أقصر منهما، ولو كان الترتيب اجتهاديا لذكرت المسبحات ولاء وأخرت طس عن القصص.


-محاولة ترتيب القران على مكي والمدنى يصعب معه معرفة موضع بعض السور للاختلاف الحاصل فيها هل هي مكية أو مدنية مثل سورة الفاتحة.
-وأيضا ينتج معه فساد النظم القراني لأن آيات السورة الواحدة قد يكون بعضها مكي والآخر مدني


2-ترتيب السور اجتهادي من الصحابة
-وهو مذهبجمهور العلماء ، منهم مالك والقاضي أبو بكر في قوليه.
دليلهم .
1- اختلاف مصاحف السلف في ترتيب السور؛ فمنهم من رتبها على ترتيب النزول وهو مصحف علي، ومنهم من رتبه على المكي والمدني....أفاد هذا الكلام الباقلاني والسيوطي
-فكان أول مصحفه كان: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}؛وكان أول مصحف ابن مسعود: البقرة ثم النساء ثم آل عمران على اختلاف شديد، وكذا مصحف أبي وغيره.
-اختلاف ترتيب مصاحف الصحابة دليل أن ترتيب السور ليس توقيفي بل هو اجتهاد منهم

2- أمر عثمان لكتاب الوحي أن يضعوا سورة الأنفال وسورة التوبة في السبع.
قول ابن عباس " عباس: قلت لعثمان ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني،.."

3-ومما استدل به ما روي عن علي أنه كان عزم على ترتيب القرآن بحسب نزوله.


-ذكر الزركشي أن الخلاف بين القولين لفظي محاولة في الجمع بين القولين
وجه ذلك: القائل بأن ا لترتيب اجتهادي يقول: إنه رمز إليهم بذلك ليعلمهم بأسباب نزوله ومواقع كلماته، ولهذا قال مالك: "إنما ألفوا القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبي صلى الله عليه وسلم"مع قوله بأن ترتيب السور باجتهاد منهم...فآل الخلاف إلى أنه هل هو بتوقيف قولي؟ أو بمجرد استناد فعلي؟ بحيث بقي لهم فيه مجال للنظر.
-قال السيوطي سبق البيهقي إلى هذا القول أبو جعفر بن الزبير.

3-منه ما هو توقيفي ومنه ما اجتهادي
-كثير من السور ترتيبها توقيفي وبعض السور ترتيبها اجتهادي وهو مذهب البيهقي وابن عطية
-قال البيهقي في المدخل: كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتبا سوره وآياته على هذا الترتيب إلا الأنفال وبراءة، لحديث عثمان السابق.
- وافق السيوطى البيهقي فيما ذهب إليه واختار قوله

-ومال ابن عطية إلى: أن كثيرا من السور كان قد علم ترتيبها في حياته صلى الله عليه وسلم كالسبع الطوال والحواميم والمفصل، وإن ما سوى ذلك يمكن أن يكون قد فوض الأمر فيه إلى الأمة بعده.

- وقال أبو جعفر بن الزبير: الآثار تشهد بأكثر مما نص عليه ابن عطية، ويبقى منها قليل يمكن أن يجري فيه الخلاف .
-ومعتمد قولهم أن بعض سور القران كانت تذكر مرتبة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فهذا دليل أن ترتيبها توقيفي؛ أما ما لم تذكر مرتبة فمرجعها إلى الاجتهاد

-كقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((اقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران))رواه مسلم.
وقول ابن مسعود أنه قال: "في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء إنهن من العتاق الأول وهن من تلادي"فذكرها نسقا كما استقر ترتيبها.
وفي البخاري: أنه كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين.
- واختار مكي وغيره كما في الإتقان أن ترتيب الآيات والبسملة في الأوائل من النبي صلى الله عليه وسلم، وترتيب السور باجتهاد الصحابة.

اعتراض وجوابه:
-قد يستدل بقراءة النبي صلى الله عليه وسلم بعض السور ولاء على أن ترتيبها كذالك ؛ كحديث " قراءته النساء قبل آل عمران"
يرد على ذلك : أن ترتيب السور في القراءة ليس بواجب فلعله فعل ذلك لبيان الجواز

الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان
× سبب جمع القران
-كثرت موت القراء .(جمع أبى بكر)
-وقوع الخلاف بين الناس في القران ( جمع عثمان)
× الذي أشار بجمع القران
-الذي أسار على أبي بكر الصديق بجمع عمر ابن خطاب
-الذي أشار على عثمان بجمع القران حذيفة
× الهدف والغرض من الجمع
× حفظ القران من الضياع ؛ لأنه كان مفرقا ( جمع أبى بكر)
× رفع الخلاف والنزاع في القران و لَمِّ اشمل الأمة على كتاب ربها ( جمع عثمان)
لم يحتج الصحابة في أيام أبي بكر وعمر إلى جمعه على وجه ما جمعه عثمان؛ لأنه لم يحدث في أيامهما من الخلاف فيه ما حدث في زمن عثمان.
× العمل
-جمع القران الذي كان مفرقا في صدور ا لرجال وفي العسب واللخاف والأكتاف (جمع أبي بكر)
-نسخ المصاحف من المصحف المجموع عليه ؛ مصحف أبي بكر على رسم واحد (جمع عثمان)
وروينا عنه أن الجمع في المصحف كان في زمن أبي بكر، والنسخ في المصاحف في زمن عثمان
× اللجنة التي جمعت القران
-كلف أبو بكر الصديق زيد بن ثابت بجمع القران وأمر عمر أن يساعده في ذلك
-كون عثمان لجنة من الصحابة لجمع القران ثلاثة من قريش وواحد من المدينة : زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام .
× ترتيب السور
-اختلف أهل العلم هل المصحف الذي جمع أبو بكر كان مرتب السور على ترتيب المصحف اليوم أم لا على قولين
-لا خلاف أن المصحف الذي جمعه عثمان ترتبه على ترتيب المصحف اليوم
× الأحرف السبعة
- جمع في المصحف كل ما كان يُقرا به بما ف ذلك الأحرف السبعة (جمع أبي بكر)
- جمع المصحف وكتب على رسم واحد؛ فدخل من الأحرف السابعة ما وافق الرسم ؛وما لم يوافق الرسم ترك (جمع عثمان)
× المصحف المكتوب
-بقي مصحف أبى بكر عند مرجعا للأمة في حالة الاحتياج إليه ثم صار إلى عمر ثم إلى ابنته من بعده ثم أخذه مروان فحرقه
-نسخ عثمان عدة مصاحف وأرسلها إلى الأمصار وأبقي واحدا عنده ثم أمر بحرق جميع المصاحف


تم بحمد لله

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 جمادى الأولى 1441هـ/19-01-2020م, 09:20 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء عبد الفتاح محمد مشاهدة المشاركة
فهرسة مسائل القسم السابع من دروس جمع القرآن : عدد سوره

== عدد سور القرآن في مصحف ابن مسعود
*عدد سور القرآن في مصحفه
قال ابن الجوزي في فنون الأفنان: " وكان ابن مسعود رضي الله عنه يسقط المعوذتين، فنقصت جملته سورتين عن جملة زيد" انتهى كلامه.
-وعليه فإن عدد سور القرآن في مصحفه كانت مائة واثنتا عشرة سورة.

*سبب ترك ابن مسعود لعد المعوذتين من القرآن
وهذه المسألة هي لأنه كان يراهما من الأدعية التعوذات وليستا من القرآن، فالأمر فيهما كما قال سفيان:
(يحكهما: المعوذتين، وليسا في مصحف ابن مسعود، كان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوّذ بهما الحسن والحسين، ولم يسمعه يقرؤهما في شيء من صلاته؛ فظن أنهما عوذتان، وأصرَّ على ظنه، وتحقق الباقون كونهما من القرآن، فأودعوهما إياه). [المصدر؟]
- وهذا الخبر رواه البخاري في صحيحه بالإبهام؛ فقال: حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنا عبدة بن أبي لبابة، عن زر بن حبيش، ح وحدثنا عاصم، عن زر، قال: سألت أبي بن كعب، قلت: يا أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا، فقال أبيّ: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: «قيل لي فقلت» قال: فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم).

*ترك عدهما كان قبل الجمع العثماني
-وهذا كان منه رضي الله عنه قبل الجمع العثماني وقبل أن يقيم مصحفه على المصحف الإمام الذي أمر به عثمان بن عفان وأجمع الصحابة على اتخاذه مصحفاً إماماً وتركِ القراءة بما خالفه. ووقوعُ بعض الخطأ من أفرادٍ من القرّاء قبل انعقاد الإجماع على مصحف إمامٍ مشتهرٍ بين الناس جائز الوقوع، ولا عصمة للأفراد، وإنما العصمة لإجماعهم، وقد يخطئ المخطئ وهو معذور مأجور، إذا كان هذا هو مبلغ اجتهاده، فلا يعاب بمثل هذا الخطأ ابن مسعود ولا غيره من القرّاء.

*من الأدلة على ثبوت قرآنيتهما
وقد صحت الأحاديث بثبوت كونهما من القرآن ومنها
حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "ألا أعلّمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟ "قال: قلت: بلى يا رسول الله !قال: فأقرأني {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ بربّ الناس} ). رواه الإمام أحمد والنسائي وابن خزيمة

*رجوع ابن مسعود عن ترك عدهما
-والذي يظهر أن ابن مسعود قد رجع إلى ما أجمع عليه الصحابة ويدل على هذا أمران:
أحدهما: ثبوت القراءة عنه بالأسانيد التي يروي بها القراء عنه ما يوافق قراءة العامة وفيها المعوذتان.
والآخر: ما نقل عن أصحابه الآخذين عنه من إثباتهم لهما كالذي رواه ابن أبي شيبة عن إبراهيم النخعي أنه قال: قال: قلت للأسود: من القرآن هما؟ قال: «نعم»، يعني: المعوذتين والأسود بن يزيد من خاصّة أصحاب ابن مسعود.

وعلى هذا فيقال إن عدد سور القرآن في مصحف ابن مسعود في نهاية الأمر آل إلى عدد سور مصحف العامة الذي أجمع عليه الصحابة وهي مائة وأربع عشرة سورة.



== مصحف أبي بن كعب
*عدد سور مصحف أبي بن كعب رضي الله عنه
قال ابن الجوزي في فنون الأفنان: (جملة سوره على ما ذكر عن أبي بن كعب رضي الله عنه مائة وست عشرة سورة.) انتهى كلامه .

*سبب زيادة مصحف أبي بن كعب
هو أنه كان فيه سورتان هما سورة الخلع، وسورة الحفد
قال ابن الجوزي في المصدر السابق: (فنقصت جملته سورتين عن جملة زيد. وكان أبي بن كعب يلحقهما [أي المعوذتين] ويزيد إليهما سورتين، وهما الحفدة والخلع.
إحداهما: (اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ...)، وهي سورة الخلع. والأخرى: (اللهم إياك نعبد ...)، وهي سورة الحفد.
فزادت جملته على جملة زيد سورتين) انتهى كلامه مختصرا.
[من الجيد الاستفادة هنا مما ذكره السيوطي في الإتقان من آثار، ونقله لقول آخر أن عدد السور في مصحف أبي رضي الله عنه مائة وخمس عشرة سورة، بجعل سورة الفيل وقريش سورة واحدة، مع رده لهذا القول]
*الكلام على هاتين السورتين
إن القول بوجود هاتين السورتين في مصحف أبي بن كعب رضي الله عنه مبنيّ على ظنّ صحة نسبة تلك المصاحف إلى أبيّ، وهو خطأ بيّن، لما صحّ من أنّ مصحف أبيّ قبضه عثمان، وأنّ عثمان أمر بكلّ مصحف أو صحيفة فيها قرآن أن تحرق،
ولم يكن لأبيّ أن يخالف أمر أمير المؤمنين،
ولو نازعه في ذلك لاشتهر أمره كما اشتهر أمر منازعة ابن مسعود ثم رجوعه إلى امتثال أمر الخليفة الراشد عثمان بن عفان في ذلك.
-وعلى هذا فإن مصحف أبي غير موجود لأنه تم إحراقه لما طلب أمير المؤمنين عثمان بن عفان بإحراق ما سوى المصحف الإمام،
وأما ما ذكره المتأخّرون عن زمن الجمع العثماني فلا تُحمل على ما في مصحف أبيّ بن كعب الذي كتبه لنفسه؛ فذاك قد قبضه عثمان، وما اطّلعوا عليه إنما هو من مصاحف منسوبة إلى أبيّ بن كعب، ومن دلائل ذلك اختلاف الألفاظ في هاتين السورتين، في الروايات التي يوردونها.
والخلاصة:
أنه ولو ثبت أنها كانت في مصحفة فتكون مما كان قبل الجمع العثماني وتكون من المنسوخ لإجماع الصحابة على ترك قراءتهما ويؤول أمر مصحف أبي ابن كعب إلى ما في المصحف الإمام الذي جمعه عثمان بن عفان رضي الله عنه ووافق عليه الصحابة.


== عدد سور القرآن في مصحف زيد وفي جمع أبي بكر وعثمان رضي اللهم عنهم أجمعين.
*عدد سوره
عدد السور في المصحف الذي جمع على عهد أبي بكر الصديق، والذي جمع على عهد عثمان بن عفان هو مائة وأربع عشرة سورة
-قال الزركشي: ( واعلم أن عدد سور القرآن العظيم باتفاق أهل الحل والعقد: مائة وأربع عشرة سورة، كما هي في المصحف العثماني: أولها الفاتحة وآخرها الناس.
وقال مجاهد: وثلاث عشرة بجعل الأنفال والتوبة سورة واحدة؛ لاشتباه الطرفين وعدم البسملة. ويرده تسمية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلا منهما.
قال ابن الجوزي في فنون الأفنان: ( أما سوره فقال أبو الحسين بن المنادي: جميع سور القرآن؛ في تأليف زيد بن ثابت على عهد الصديق وذي النورين؛ مائة وأربع عشرة سورة، فيهن الفاتحة والتوبة والمعوذتان، وذلك هو الذي في أيدي أهل قبلتنا.) انتهى كلامه
-وقال الزركشي أيضا في البرهان: (قال الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ: عدد سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة.)
-وقال أيضا ناقلا الاتفاق: (واعلم أن عدد سور القرآن العظيم باتفاق أهل الحل والعقد: مائة وأربع عشرة سورة، كما هي في المصحف العثماني: أولها الفاتحة وآخرها الناس.( انتهى كلامه [هذه العبارة مكررة سبق ذكرها في أول الكلام]

*القول بأن عددها ثلاث عشرة ومائة سورة وسبب ذلك والرد عليه
وقيل أن عدد سور القرآن مائة وثلاث عشرة والسبب في ذلك هو جعل الأنفال وبراءة سورة واحدة .
قال السيوطي في الدر المنثور: ( أخرج أبو الشيخ عن أبي روق قال: الأنفال وبراءة سورة واحدة.)
وأما الرد عليه فمن وجوه منها:
-أن الصحابة أجمعوا على فصلهما بسطر في المصحف الإمام مما يشير إلى أنها ليسا سورة واحدة.
-ومنها: ورود الإثار والأقوال عن أهل العلم بأنهما سورتان منفصلتان.
-ومنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى كل منهما باسم غير الأخرى.
-ومنها: ما ذهب إليه جماعة من أن ترك البسملة في أول براءة هو لأنها أمان وبراءة نزلت بالسيف كما في المستدرك عن ابن عباس قال: (سألت علي بن أبي طالب لِمَ لَمْ تكتب في براءة "بسم الله الرحمن الرحيم"؟. قال: لأنها أمان وبراءة نزلت بالسيف). وقيل غير هذا
وفي الدر المنثور للسيوطي قوله: (وأخرج أبو الشّيخ عن أبي رجاءٍ قال: سألت الحسن عن الأنفال وبراءة أسورتان أو سورةٌ؟ قال: سورتان.)

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

التقويم: أ+
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
وهذا العمل ينقصه تخريج الأحاديث والآثار من مصادرها الأصيلة، ومن ثمّ بيان صحتها من ضعفها؛ فبعض الأقوال مبناها على آثار ضعيفة في الأصل، إذا ثبت ضعفها سهل رد القول.
وهذا الأمر لم يتم بعد في موقع الجمهرة، ونرجو أن نتمكن من تحقيقه بإذن الله من خلال عملنا على الفهرسة.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24 جمادى الأولى 1441هـ/19-01-2020م, 10:19 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عقيلة زيان مشاهدة المشاركة

فهرسة مسائل القسم الأول من دروس جمع القرآن :
تكفل الله بجمع القران وحفظه

{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) } [القيامة: 16 - 19]


( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ)
*سبب نزول الآية
أخرج البخاري وأحمد ومسلم والترمذي والنَّسَائِي عن ابن عبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - في قوله: (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) قال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا نزل جبريل بالوحي، وكان مما يحرك به لسانه وشفتيه، فيشتد عليه، وكان يعرف منه فأنزل الله الآية التي في: (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ): (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ) فإن علينا أن نجمعه في صدرك (وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ: فإذا أنزلناه فاستمع. (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) قال: إن علينا أن نُبَينَه. قال: وكان إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده اللَّه.
{لا تُحَرِّكْ بِهِ.}
-الْمُخَاطَبَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَأْنِ نُزُولِ الْوَحْيِ
· المراد بتحريك اللسان
-تحريك الفم بالقران بما فيه ذلك تحريك الشفتين وتحريك اللسان بالكلام .
-اكتفي بذكر اللسان لأنه الأصل في النطق و الكلام لا يحصل إلا بتحريكه...وفي رواية البخاري ومسلم عن ابن عباس " يحرك به لسانه وشفتيه .."
·سبب تحريك اللسان

-شدة حب النبي صلى الله عليه وسلم للقران فكان يتعجل بحفظه و خشية أن ينفلت منه و ينساه.
في رواية الترمذي عن ابن عباس ("يحرك به لسانه يريد أن يحفظه" )..وفي رواية النسائي (يعجل بقراءته ليحفظه) ؛ وفي رواية عند ابن أبي حاتم: (يتلقى أوله ويحرك به شفتيه خشية أن ينسى أوله قبل أن يفرغ من آخره).
-
وقال الشعبي: (كان إذا نزل عليه عجل يتكلم به من حبه إياه).
- عن أبي رجاء عن الحسن كان يحرك به لسانه يتذكره فقيل له إنا سنحفظه عليك
[اذكري المصدر، أو انقلي التخريج وإن كان عن مصدر ناقل مع نسبته إليه، حتى يتسنى لكِ العودة لهذا العمل، ومراجعة الآثار فيما بعد وتخريجها من مصادرها الأصيلة، ليكتمل عملكِ بإذن الله]
- وقيل تعجلا لدفع الشدة التي كان يجدها النبي صلى الله عليه وسلم أثناء نزول الوحي لثقل
فوائد الآية
-نظير الآية قوله تعالى :{ {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ } .
-أفضل ما ينتفع به القلب في التحصيل سكون اللسان ؛ أما حركة للسان لاستعجال الحفظ لا ينتفع به
-حرص الصحابة على تأدية الحديث كما حملوهكما قال ابن عباس: أنا أحرك شفتي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرك، وقال لي سعيدٌ: أنا أحرك كما رأيت ابن عباسٍ يحرك شفتيه-
[في النقل كان الإسناد موجودًا ففُهم منه أن المتكلم بـ " وقال لي سعيد " هو موسى بن أبي عائشة الراوي عن سعيد بن جبير، لكن في عبارتكِ هنا يشكل أنه ابن عباس رضي الله عنهما، وهو غير صحيح]
{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءَانَهُ }
o معنى جمعه
- جمع القران في قلب النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينساه..
قال ابن عباس: " عَلَيْنَا أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِكَ" ..وعن قتادة :جمعه حفظه
o معنى قرءانه
في معنى قرءانه أقوال:
- قرءانه بمعنى قراءته
إما أن جبريل سيعيده عليك ؛ويتلوه عليك مرة أخرى...قال ابن عباس : جمعه في صدرك ثم نقرؤه، {في معنى قوله {إن علينا جمعه وقرآنه}
- وإما قراءتك له؛ ستقرأه على لسانك.. وفي رواية مسلم عن ابن عباس: " وقرآنه فتقرؤه" وفي رواية " جمعه في صدرك ثم تقرؤه،"
وجه القول : أن "قرءانه" مصدر من قول القائل: قرأت أقرأ قرآنا وقراءة
- قرءانه بمعنى تأليفه
-تأليفه ؛ قول قتادة في معنى قرءانه :تأليفه رواه عبد الرزاق
وجه القول: "قرءانه" مصدر من قول القائل "قد قَرَأَتْ هذِ الناقةُ في بطنها جَنينا" ، إذا ضمت رحمها على ولد
فوائد الآية
-- في الآية وعد من الله بتكفل حفظ القران وجمعه في صدر الني صلى الله عليه وسلم
-ضمان من الله بحفظ القران في صدر النبي صلى الله عليم وسلم فلا ينساه
- -دلالة الآية أن لفظ "القرآن" يطلق ويراد به القراءة فإن المراد بقوله قرآنا في الآيتين القراءة لا نفس القرآن .
{ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ}
مجيئ ضمير الجمع
-الله الآمر وجبريل المبلغ
معنى قرأناه.
*.فرغ جبريل من قراءته ذكره ابن الجوزي .قال ابن حجر" إذا قرأه عليك الملك"
* قرأناه : أنزلناه عليك عن ابن عباس من طريق سعيد بن جبير" {فإذا قرأناه } قال: أنزل عليه،"
*قرأناه : بيناه عن ابن عباس من طريق علي {فإذا قرأناه } قال: بيناه
معنى اتبع قرءانه:
-1- فاسمتع له وأنصت. قال ابن عباس : {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}قال: فاستمع له وأنصت " كما في رواية الصحيحين
وجهه :أن المراد بالإتباع ؛ إتباع الذهن والفكر الموجب للاستماع والصمت.
3-اعْمَلْ بِهِ. ".قَالَ ابن عَبَّاسٍ قَرَأْنَاهُ بَيَّنَّاهُ فَاتَّبِعْ اعْمَلْ بِهِ" ..ذكره ابن حجر في الفتح
-4- اتبع حلاله واجتنب حرامه رواه عبد الرزاق عن قتادة
وجه القولين أن معنى الإتباع الامتثال ؛ امتثال الأمر والنهى
فوائد
-دلالة الآية على وجوب إتباع القرآن والإنصات إليه.
- نظير الآية قوله تعالى " مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى فَاسْتَمعُوا لَهُ وأنصتوا"
-الفرق بين الاستماع والانصات
قيل :الِاسْتِمَاعَ أَخَصُّ مِنَ الْإِنْصَاتِ لِأَنَّ الِاسْتِمَاعَ الْإِصْغَاءُ وَالْإِنْصَاتُ السُّكُوتُ وَلَا يَلْزَمُ مِنَ السُّكُوتِ الْإِصْغَاءُ...وقيل :أن الإنصات والاستماع يقتصران على الجهرية، فإن الإنصات مقدمة للاستماع ومعناه التهيؤ للاستماع.
{ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}
في معنى" بيانه" أقوال:
1-بمعنى الإظهار ؛ أي بيانه إظهاره بلسانك ؛ والقصد منه اسْتِمْرَارُ حِفْظِه القران في صدرك وَظُهُورِهِ عَلَى لِسَانِهِ ؛ يقال بان الكوكب إذا ظهر
كما في فِي رِوَايَةِ إِسْرَائِيلَ "عَلَى لِسَانِكَ " وَفِي رِوَايَةِ أَبِي عَوَانَةَ " أَنْ تَقْرَأَهُ.. ذكره ابن حجر العسقلاني في فتح الباري.
قال ابن عباس :{ثم إن علينا بيانه}أن نبينه على لسانك..
-والضمير في بيانه على هذا القران راجع إلى جميع القران
2-بمعنى التبين.
- تبين مجمله ؛ وتوضيح مشكلاته .
-تبين حلاله وحرامه
والضمير في "قراءنه" على هذا القول يرجع إلى بعض القران
-وفي الجمع بين القولين يقال لفظ "بَيَانَهُ " جِنْسٌ مُضَافٌ فَيَعُمُّ جَمِيعَ أَصْنَافِهِ مِنْ إِظْهَارِهِ وَتَبْيِينِ أَحْكَامِهِ
فوائد
يُسْتَدَلُّ من الآية عَلَى جَوَازِ تَأْخِيرِ الْبَيَانِ عَنْ وَقْتِ الْخِطَابِ كَمَا هُوَ الصَّحِيحُ فِي الْأُصُولِ...وجهه "ثم" تفيد التراخي

قول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) }
1-مرجع الضمير في قوله تعالى: {وإنا له لحافظون}
1-راجع إلى القرآن
2- راجع إلى محمد صلى الله عليه وسلم؛ أي وإنا لمحّمد لحافظون.
2-معنى حفظ الله للقران
1- حفظه الله من أن يزيد فيه الشيطان باطلا أو يبطل منه حقا) قاله قتادة كما في مصنف عبد الرزاق.. كما قال: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}
2- محفوظ عند الله عزوجل قاله مجاهد
3- حافظون راعون




أنواع جمع القرآن
أنواع جمع القرآن
-جمع بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم،
-جمع بحضرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
-جمع بحضرة عثمان رضي الله عنه
قال الحاكم ....فيه البيان الواضح أن جمع القرآن لم يكن مرة واحدة، فقد جمع بعضه بحضرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم جمع بحضرة أبي بكر الصديق، والجمع الثالث وهو ترتيب السور كان بحضرة عثمان
[لابد من التعليق هنا على كلام الحاكم، فهو يدل على أمرين: الأول: أن مصحف أبي بكر رضي الله عنها لم تكن السور فيه مرتبة وهذا غير منطقي عقلا إذ أن ما جُمِع بين دفتين لابد وأن يكون له ترتيب وإن جهلناه، والثاني: أنه حصر جمع عثمان رضي الله عنه في ترتيب السور، والأصل أنه كان لجمع الناس على حرف واحد]

جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
- جمع القران في هذا عهد النبي صلى الله عليه وسلم نوعان:جمع في الصدور؛ وجمع في السطور مفرقا
-كان النبي صلى الله علي وسلم يأمر كتاب الوحى بكتاب الآية إثر نزولها .
قال الحارث المحاسبي:".. كتابة القرآن ليست محدثة فإنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأمر بكتابته، ولكنه كان مفرقا في الرقاع والأكتاف والعسب.."
-كان القران يكتب مفرقا في اللخاف والعسب و الرقاع وقطع الأديم والأكتاف والأضلاع و الأقتاب

-.-إذا نزلت آية كان النبيصلى الله علي وسلم يبين للصحابة مكانها وموضعها ويقول اكتبوا هذه الآية عقب آية كذا وكذا في سورة كذا.
-لما نزل قوله تعالى "{واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله } وكانت آخر آية نزولا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن توضع بين آيتي الربا والدين.

-جُمع القران بحضرة النبي صلى الله علي وسلم قال زيد بن ثابت قال: "كنا عند رسول الله نؤلف القرآن من الرقاع ..
-معنى نؤلف القران أي نجمع ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها، بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال البيهقي:" :وهذا يشبه أن يكون المراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها وجمعها فيها بإشارة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
- كان القران في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مؤلفا على التأليف الموجود اليوم" .
-لم يجمع النبي صلى الله عليه وسلم. القران في مصحف واحد باتفاق أهل العلم.
-سبب عدم جمع النبي للقران في مصحف واحد أن النسخ كان يرد على بعض الآيات.و لأن الله تعالى كان قد أمنه من النسيان بقوله: {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ}.

- جمع القران و حُفظ في الصدور
الرجال فكان طوائف من الصحابة يحفظونه كله وطوائف يحفظون أبعاضا منه.
-جمع من الصحابة حفظوا القران وجمعوه في صدورهم أبي بن كعب؛ وعبد الله بن مسعود ؛ومعاذ بن جبل وغيرهم.
قال النووي: (... ولكن لم يكن مجموعا في مصحف بل كان محفوظا في صدور الرجال).
نزول القران مفرقا منجما
-نزل القران مفرقا ومنجما مدة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم
-وإنما نزل منجما مفرقا حتى يوافق الأحداث والوقائع.
قال الزركشي: " وإنما تفرقت سوره وآياته نزولا لحاجة الناس إليها حالة بعد حالة.
-ولأجل وجود الناسخ والمنسوخ في القران فلا يجتمع مع نزله جملة واحدة
- ولتثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم : كما قال تعالى :{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا } .
.-ولأجل تسهيل تعلمه كما قال تعالى {قُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا}




- النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام في كل عام مرة في رمضان وأنه عرضه في العام الذي توفي فيه مرتين .
-العرضة الأخيرة هي العرضة التي نسخ فيها ما نسخ وبقي فيها ما بقي.
-يقال: إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام
[أحبذ وضع عناوين لمسائل فرعية تحت العنصر الرئيس "جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم" مثل: كتابة القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، تأليف القرآن ...، حفظة القرآن ...، معارضة جبريل ..، وهكذا.
ولكن هذا الموضوع هو لبيان أنواع جمع القرآن على سبيل الإجمال، وهناك موضوعات مفصلة لكل نوع، فيها تفصيل مسائله، فقط أردت التنبيه على هذا ليستفاد منه فيما بعد بإذن الله]



جمع أبي بكر رضي الله عنه للقرآن في مصحف واحد

-القران على مفرقا في اللخاف والعسب والأكتاف وفي صدور الرجال
-كثرة موت الحُفاظ وحملة القران بث في قلوب الصحاب الخوف من ضياع القران
-أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر بجمع القران في موضع واحد.
-تحقق المصلحة واقتضاؤها مع انقطاع الوحي و حصول الأمن من النسخ .سببان سوغ للصحابة على الإقدام على فعل شيء لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم
- كلف اختار أبو بكر زيد ابن ثابت لجمع القران ؛ وجعل عمر ابن خطاب مساعدا له.
-سبب اختيار زيد لأنه كان كاتب الوحي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولأنه شهد العرضة الأخير ولأنه أ قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه مرتين.
-الغرض من هذا الجمع جمع القران في موضع واحد خشية الضياع
قال الحارث المحاسبي: فعل الصديق بمنزلة ... أوراق وجدت في بيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها القرآن منتشر فجمعها جامع وربطها بخيط حتى لا يضيع منها شيء..

-تتبع زيد ابن ثابت القران في الرقاع والعسب وفي صدور الرجال قال زيد:"فجمعته من الرقاع والأكتاف وصدور الرجال"
-كان زيد لا يكتب شيء من القران حتى يشهد شاهدان
وفي رواية أبي داود أن أبا بكر قال لعمر ولزيد: "اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه"..
قال ابن حجر: وكأن المراد بالشاهدين الحفظ والكتاب.
-قال السخاوي في جمال القراء: المراد أنهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك من الوجوه التي نزل بها القرآن.
-قال أبو شامة: وكان غرضهم ألا يكتب إلا من عين ما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، لا من مجرد الحفظ.
-قال السيوطي : :أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك مما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم عام وفاته.

- وقعت الثقة بأصحاب الرقاع وصدور الرجال..لأنهم كانوا يبدون عن تأليف معجز، ونظم معروف وقد شاهدوا تلاوته من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشرين سنة، فكان تزويد ما ليس منه مأمونا، وإنما كان الخوف من ذهاب شيء من صحيحه.

- الرد على من استدل بقول زيد بن ثابت "فجمعته من الرقاع والأكتاف وصدور الرجال" أن أحدا من الصحابة لم يجمع القرآن في عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
يُقال : أن زيدا كان لا يكتفي بالحفظ دون الكتابة.
- وكونه طلب القرآن متفرقا ليعارض بالمجتمع عند من بقي ممن جمع القرآن ليشترك الجميع في علم ما جمع، فلا يغيب عن جمع القرآن أحد عنده منه شيء.
-.


- معنى قول زيد ابن ثابت " "وجدت آخر براءة مع خزيمة بن ثابت ولم أجدها مع غيره"
يعنى لم توجد مكتوبة إلا معه؛ أما حفظها في الصدور فكان كثير من الصحابة يحفظونها؛ وزيد هو بنفسه يحفظها..
وتتبع زيد ابن ثابت للرجال كان للاستظهار لاستحداث العلم.


-الرد على من استدل بقول بن زيد "" "وجدت آخر براءة مع خزيمة بن ثابت ولم أجدها مع غيره".أن القرن يثبت بخبر الآحاد
لا يستقيم لكم دليلكم لأن قصد زيد وجدها مكتوبة مع خزيمة..وقد جعل زيد شرطا أن لا يكتب شيء حتى يشهد شهيدان . فكان يفعل ذلك مبالغة في الاحتياط.
-وإلا فإن زيدا كان قد سمعها وعلم موضعها في سورة الأحزاب بتعليم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،والصاحبة أيضا يعرفون الآية وموضعها.
- وقد يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل شهادة خزيمة بشهادة رجلين

-جمع الصحابة القران وكتبوه كما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن قدموا أو أخروا شيئا .

-كان أبو بكر أول من جمع القران في مصحف واحد قال علي : "رحم الله أبا بكر هو أول من جمع بين اللوحين".. وفي رواية " أعظم الناس أجرا ابو بكر ...أول من جمع القران"
-من قال أن عمر بن الخطاب أول من جمع القران فالمراد منه أشار بجمعه
-كل الروايات التي تنسب إلى غير أبى بكر أولية جمع القران لا تصح.
- كان جمع القرآن في قراطيس
-حصل من الصحابة إجماع على المصحف الذي جمعه أبو بكر ولم يحصل خلاف بينهم

-كان ذلك المصحف عند الصديق ليكون إماما، ولم يفارق الصديق في حياته ولا عمر أيامه، ثم كان عند حفصة لا تمكن منه،ولما ماتت طلبه مروان فأخذه فحرقه
-وفي المصحف ثلاث لغات ضم الميم وكسرها وفتحها؛ فالضم والكسر مشهورتان والفتح ذكرها أبو جعفر النحاس وغيره.

جمع عثمان رضي الله عنه للقرآن .
-كان الصحابة في زمن عثمان كلٌ يقرأ كما عُلم..
انتشرت رقعة الدولة الإسلامية في زمن عثمان؛ وكثرت الففتوحات ودخل كثير من الأعاجم في الإسلام
خشي الصحابة وقوع الخلاف في القران فأشاروا على عثمان جمع القران لرفع النزاع وفك الخلاف
-فكان سبب جمع عثمان للقران خشية وقوع الاختلاف في القران المؤدي ترك شيء من القرآن أو الزيادة فيه
-طلب عثمان المصحف المجموع عليه من حفصة للنسخ منه ووعدها برده إليها
- اختار عثمان جماعة من الصحابة لنسخ المصاحف المصحف ثلاثة من قريش وواحد من المدينة : زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام .
-كان قصد عثمان جمع الناس على قراءات محصورة حتى يرفع الخلاف بينهم
- قال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما أنزل بلسانهم.
قال الزركشي " حمل عثمان الناس على القراءة بوجه واحد على اختيار وقع بينه وبين من شهده من المهاجرين والأنصار لما خشي الفتنة عند اختلاف أهل العراق والشام في حروف القراءات والقرآن.."
قال القاضي أبو بكر في الانتصار: لم يقصد عثمان قصد أبي بكر في جمع نفس القرآن بين لوحين، وإنما قصد جمعهم على القراءات الثابتة المعروفة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإلغاء ما ليس كذلك وأخذهم بمصحف لا تقديم فيه ولا تأخير ولا تأويل أثبت مع تنزيل ومنسوخ تلاوته كتب مع مثبت رسمه ومفروض قراءته وحفظه خشية دخول الفساد والشبهة على من يأتي بعد .انتهى.
-وذهب الحاكم أن القصد من جمع عثمان ترتيب سور القران . وهذا لا يسلم له لأن ترتيب السور لا يرفع النزاع والخلاف في الأمة

-نسخ عثمان المصاحف من المصحف المجموع عليه مصحف أبي بكر الذي كان عند حفصة.

-بعث عثمان بالمصحاف المنسوخة إلى البلدان وأمر بإتلاف ما خالفها
وقع خلاف في عدد المصاحف التي بعث بها عثمان.
* فقال الإمام أبو عمرو الداني: (أكثر العلماء على أن عثمان كتب أربع نسخ: فبعث إلى البصرة إحداهن وإلى الكوفة أخرى وإلى الشام أخرى وحبس عنده أخرى).
*وقال أبو حاتم السجستاني: (كتب عثمان سبعة مصاحف:بعث واحدا إلى مكة وآخر إلى الشام وآخر إلى اليمن وآخر إلى البحرين وآخر إلى البصرة وآخر إلى الكوفة وحبس بالمدينة واحدا).

- أجمع الصحابة على قبول فعل عثمان


- أحرق عثمان باق المصاحف رفعا ودفعا للخلاف والنزاع؛ واعتبر ذلك من فضائل عثمان وعلمه

-لا اعتبار لإنكار الروافض على إحراق عثمان للمصاحف؛ يقال لهم:
-عدالة عثمان تمنع في الطعن فيه
-فعله كان تحقيقا للمصحلة..فقد كف النزاع وجمع ولم الشعث
- لم ينكر عليه الصحابة بل حصل إجماع منهم على استحسان فعله
-عثمان لم يحرق إلا ما يجب إحراقه
-اعتبر فعل عثمان منقبة من مناقبه . قال علي: "لو وليت ما ولى عثمان لعملت بالمصاحف ما عمل". انتهي ملخصا

الجمع العثماني والأحرف السبعة
-كانت مصاحف الصحابة قبل جمع عثمان على أوجه القراءات المختلفة كلٌ يقرأ كما علم
ذهب الزركشي إلى أن عثمان كتب المصحف على حرف واحد
قال الزركشي:...إنما حمل عثمان الناس على القراءة بوجه واحد على اختيار وقع بينه وبين من شهده من المهاجرين والأنصار لما خشي الفتنة عند اختلاف أهل العراق والشام في حروف القراءات والقرآن...."

وذهب الباقلاني إلى أن عثمان جمع القران على القراءات المعروفة المشهور
قال القاضي أبو بكر في الانتصار: لم يقصد عثمان قصد أبي بكر في جمع نفس القرآن بين لوحين، وإنما قصد جمعهم على القراءات الثابتة المعروفة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإلغاء ما ليس كذلك......)
ترتيب الآيات والسور
-لا خلاف أن جمع الآيات في السور توقيفي تولاه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
-الخلاف قائم بين أهل العلم هل ترتيب السور توقيفي أو لا
1-ترتيب السور توقيفي
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك.
- ذهب الكرماني في أحد قوليه و أبو بكر الأنباري وعلى بن محمد الخازن والقاضي الباقلاني وأبو جعفر النحاس و ابن الحصارإلى أن ترتيب السور توقيفي؛ توقيف من جبريل عليه الصلاة والسلام ؛ و أن ترتيب السور في المصحف اليوم هو على ترتيب سور القران في اللوح المحفوظ


قال الكرماني في "البرهان": ترتيب السور هكذا هو عند الله وفي اللوح المحفوظ، وهو على هذا الترتيب كان يعرض عليه السلام على جبريل كل سنة ما كان يجتمع عنده منه، وعرض عليه في السنة التي توفي فيها مرتين.
وقال أبو بكر بن الأنباري كما في الإتقان : .... فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف كله عن النبي صلى الله عليه وسلم، فمن قدم سورة أو أخرها فقد أفسد نظم القرآن."
- وقال الطيبي: أنزل القرآن أولا جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم نزل مفرقا على حسب المصالح ثم أثبت في المصاحف على التأليف والنظم المثبت في اللوح المحفوظ
- وقال أبو جعفر النحاس: المختار أن تأليف السور على هذا الترتيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لحديث واثلة ((أعطيت مكان التوراة السبع الطوال . . .))الحديث

-مما استدل به على أن ترتيب سور المصحف اليوم هو على ترتيب سور اللوح المحفوظ أن الله أنزله الله جملة واحدة إلى سماء الدنيا كما قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}وقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}،
- حديث :" كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ثلاث سور وخمس سور وسبع سور وتسع سور وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل من ق حتى نختم" استدل به ابن حجر على أن ترتيب السور توقيفي


-
ذهب جماعة من المفسرين إلى أن قوله تعالى:{فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ}معناه:مثل البقرة إلى سور هود وهي العاشرة، ومعلوم أن سورة هود مكية، وأن البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبة مدنيات نزلت بعدها.
-وفسر بعضهم قوله: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}أي:اقرأه على هذا الترتيب من غير تقديم ولا تأخير. وجاء النكير على من قرأه معكوسا.
- قال الزركشي :"ولو حلف أن يقرأ القرآن على الترتيب لم يلزم إلا على هذا الترتيب.
- قال الزركشي :ولو نزل القرآن جملة واحدة كما اقترحوا عليه، لنزل على هذا الترتيب.
-كان القران ينزل مفرقا على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مدة حياته عند الحاجة
كما قال تعالى: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً}فترتيب النزول غير ترتيب التلاوة.
قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، مما حفظ به القران ترتيب سوره على ما هو في اللوح المحفوظ.
- مما استدل به السيوطي " كون الحواميم رتبت ولاء وكذا الطواسين ولم ترتب المسبحات ولاء بل فصل بين سورها وفصل بين طسم الشعراء وطسم القصص بطس مع أنها أقصر منهما، ولو كان الترتيب اجتهاديا لذكرت المسبحات ولاء وأخرت طس عن القصص.


-محاولة ترتيب القران على مكي والمدنى يصعب معه معرفة موضع بعض السور للاختلاف الحاصل فيها هل هي مكية أو مدنية مثل سورة الفاتحة.
-وأيضا ينتج معه فساد النظم القراني لأن آيات السورة الواحدة قد يكون بعضها مكي والآخر مدني


2-ترتيب السور اجتهادي من الصحابة
-وهو مذهبجمهور العلماء ، منهم مالك والقاضي أبو بكر في قوليه.
دليلهم .
1- اختلاف مصاحف السلف في ترتيب السور؛ فمنهم من رتبها على ترتيب النزول وهو مصحف علي، ومنهم من رتبه على المكي والمدني....أفاد هذا الكلام الباقلاني والسيوطي
-فكان أول مصحفه كان: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}؛وكان أول مصحف ابن مسعود: البقرة ثم النساء ثم آل عمران على اختلاف شديد، وكذا مصحف أبي وغيره.
-اختلاف ترتيب مصاحف الصحابة دليل أن ترتيب السور ليس توقيفي بل هو اجتهاد منهم

2- أمر عثمان لكتاب الوحي أن يضعوا سورة الأنفال وسورة التوبة في السبع.
قول ابن عباس " عباس: قلت لعثمان ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني،.."

3-ومما استدل به ما روي عن علي أنه كان عزم على ترتيب القرآن بحسب نزوله.


-ذكر الزركشي أن الخلاف بين القولين لفظي محاولة في الجمع بين القولين
وجه ذلك: القائل بأن ا لترتيب اجتهادي يقول: إنه رمز إليهم بذلك ليعلمهم بأسباب نزوله ومواقع كلماته، ولهذا قال مالك: "إنما ألفوا القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبي صلى الله عليه وسلم"مع قوله بأن ترتيب السور باجتهاد منهم...فآل الخلاف إلى أنه هل هو بتوقيف قولي؟ أو بمجرد استناد فعلي؟ بحيث بقي لهم فيه مجال للنظر.
-قال السيوطي سبق البيهقي إلى هذا القول أبو جعفر بن الزبير.

3-منه ما هو توقيفي ومنه ما اجتهادي
-كثير من السور ترتيبها توقيفي وبعض السور ترتيبها اجتهادي وهو مذهب البيهقي وابن عطية
-قال البيهقي في المدخل: كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتبا سوره وآياته على هذا الترتيب إلا الأنفال وبراءة، لحديث عثمان السابق.
- وافق السيوطى البيهقي فيما ذهب إليه واختار قوله

-ومال ابن عطية إلى: أن كثيرا من السور كان قد علم ترتيبها في حياته صلى الله عليه وسلم كالسبع الطوال والحواميم والمفصل، وإن ما سوى ذلك يمكن أن يكون قد فوض الأمر فيه إلى الأمة بعده.

- وقال أبو جعفر بن الزبير: الآثار تشهد بأكثر مما نص عليه ابن عطية، ويبقى منها قليل يمكن أن يجري فيه الخلاف .
-ومعتمد قولهم أن بعض سور القران كانت تذكر مرتبة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فهذا دليل أن ترتيبها توقيفي؛ أما ما لم تذكر مرتبة فمرجعها إلى الاجتهاد

-كقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((اقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران))رواه مسلم.
وقول ابن مسعود أنه قال: "في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء إنهن من العتاق الأول وهن من تلادي"فذكرها نسقا كما استقر ترتيبها.
وفي البخاري: أنه كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين.
- واختار مكي وغيره كما في الإتقان أن ترتيب الآيات والبسملة في الأوائل من النبي صلى الله عليه وسلم، وترتيب السور باجتهاد الصحابة.

اعتراض وجوابه:
-قد يستدل بقراءة النبي صلى الله عليه وسلم بعض السور ولاء على أن ترتيبها كذالك ؛ كحديث " قراءته النساء قبل آل عمران"
يرد على ذلك : أن ترتيب السور في القراءة ليس بواجب فلعله فعل ذلك لبيان الجواز

الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان
× سبب جمع القران
-كثرت موت القراء .(جمع أبى بكر)
-وقوع الخلاف بين الناس في القران ( جمع عثمان)
× الذي أشار بجمع القران
-الذي أسار على أبي بكر الصديق بجمع عمر ابن خطاب
-الذي أشار على عثمان بجمع القران حذيفة
× الهدف والغرض من الجمع
× حفظ القران من الضياع ؛ لأنه كان مفرقا ( جمع أبى بكر)
× رفع الخلاف والنزاع في القران و لَمِّ اشمل الأمة على كتاب ربها ( جمع عثمان)
لم يحتج الصحابة في أيام أبي بكر وعمر إلى جمعه على وجه ما جمعه عثمان؛ لأنه لم يحدث في أيامهما من الخلاف فيه ما حدث في زمن عثمان.
× العمل
-جمع القران الذي كان مفرقا في صدور ا لرجال وفي العسب واللخاف والأكتاف (جمع أبي بكر)
-نسخ المصاحف من المصحف المجموع عليه ؛ مصحف أبي بكر على رسم واحد (جمع عثمان)
وروينا [من القائل؟] عنه أن الجمع في المصحف كان في زمن أبي بكر، والنسخ في المصاحف في زمن عثمان
× اللجنة التي جمعت القران
-كلف أبو بكر الصديق زيد بن ثابت بجمع القران وأمر عمر أن يساعده في ذلك
-كون عثمان لجنة من الصحابة لجمع القران ثلاثة من قريش وواحد من المدينة : زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام .
× ترتيب السور
-اختلف أهل العلم هل المصحف الذي جمع أبو بكر كان مرتب السور على ترتيب المصحف اليوم أم لا على قولين
-لا خلاف أن المصحف الذي جمعه عثمان ترتبه على ترتيب المصحف اليوم
× الأحرف السبعة
- جمع في المصحف كل ما كان يُقرا به بما ف ذلك الأحرف السبعة (جمع أبي بكر)
[القول بأن مصحف أبي بكر كان يشمل كل الأحرف السبعة لا يثبت، أعني كتابة الآية الواحدة بتعدد وجوه قراءتها]
- جمع المصحف وكتب على رسم واحد؛ فدخل من الأحرف السابعة ما وافق الرسم ؛وما لم يوافق الرسم ترك (جمع عثمان)
× المصحف المكتوب
-بقي مصحف أبى بكر عند [من؟] مرجعا للأمة في حالة الاحتياج إليه ثم صار إلى عمر ثم إلى ابنته من بعده ثم أخذه مروان فحرقه
[يمكن الاستدلال هنا بالأثر الذي أورده السخاوي في جمال القراء، مع تخريجه]
-نسخ عثمان عدة مصاحف وأرسلها إلى الأمصار وأبقي واحدا عنده ثم أمر بحرق جميع المصاحف


تم بحمد لله

التقويم: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيك ونفع بكِ.
عمل طيب أثابكِ الله عليه.
الهدف من فهرسة علوم القرآن الرجوع للعلم من مصادره، بعدما درستم مقدماته من خلال دورات الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله، بالإضافة إلى التدرب على مهارة الفهرسة، ويتكون من مجموع عملكم فهرسة لجميع موضوعات العلم.
- وهذا العمل ينقصه تخريج الأحاديث والآثار من مصادرها الأصيلة، ومن ثمّ بيان صحتها من ضعفها؛ فبعض الأقوال مبنية على آثار ضعيفة في الأصل، إذا ثبت ضعفها سهل رد القول.
وهذا الأمر لم يتم بعد في موقع الجمهرة، ونرجو أن نتمكن من تحقيقه بإذن الله من خلال عملنا على الفهرسة.
وقد أحسنتِ تخريج ما توفر لكِ من آثار، وفاتكِ القليل منها.
- إذا نسختِ من كلام أحد العلماء فانسبيه إليه، أو أعيدي صياغته بأسلوبك.
- في تطبيقكِ بعض الأخطاء الإملائية واللغوية، غالب الظن أنها حصلت أثناء الكتابة ويسهل التعرف عليها وتصحيحها من مراجعتك لها بإذن الله.
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
موضوع, نشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir