دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > لمعة الاعتقاد

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 ذو القعدة 1429هـ/1-11-2008م, 12:08 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي النزول إلى السماء الدنيا

وَمِنَ السُّنَّةِ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : (( يَنْزِلُ ربُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَمَاءِ الدُّنْيا )) .


  #2  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 07:17 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ ابن عثيمين

(1) الصفةُ العاشِرَةُ : النُّزُولُ
نزولُ اللهِ إلى السماءِ الدنيا منْ صفاتِهِ الثابتةِ لهُ بالسُّنَّةِ وإجماعِ السَّلَفِ.

قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((يَنْزِلُ رَبُّنا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ...)) الحديثَ ، مُتَّفَقٌ عليهِ .
وأجْمَعَ السَّلَفُ على ثُبُوتِ النزولِ للهِ فيَجِبُ إثباتُهُ لَهُ ، مِنْ غيرِ تَحْريفٍ ولا تَعْطِيلٍ ، ولا تَكْييفٍ ولا تَمْثيلٍ ، وهو نزولٌ حقيقيٌّ يَلِيقُ باللهِ .

وفَسَّرَهُ أهلُ التعطيلِ بنُزُولِ أمْرِهِ ، أوْ رحْمَتِهِ ، أوْ مَلَكٍ منْ ملائِكَتِهِ ، ونَرُدُّ عليهم بما سَبَقَ في القاعدةِ الرابعةِ.
وبوجْهٍ رابِعٍ : أنَّ الأمْرَ ونحوَهُ لا يُمْكِنُ أن يقولَ : مَنْ يَدْعُونِي فأَسْتَجِيبَ لَهُ... إلخ(1) .


حاشية الشيخ صالح العصيمي حفظه الله :
(1) و بوجه خامس : أن نزول الأمر ونحوه لا يختص بثلث الليل الآخر.


  #3  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 07:48 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ ابن جبرين حفظه الله

(1) هذهِ أحاديثُ الصِّفاتِ الفِعْلِيَّةِ ، فأحاديثُ النُّزولِ ذَكَرَ

ابنُ كَثِيرٍ وغيرُهُ أنَّها مُتَوَاتِرَةٌ ، وَأَكْثَرُهَا مَذْكُورَةٌ في كتابِ ابنِ القَيِّمِ المُسَمَّى (الصَّواعقُ المُرْسَلَةُ) ، وكذلكَ في كتابِ حافظٍ الْحَكَمِيِّ (مَعَارِجُ القَبُولِ) ، وفي أُمَّهَاتِ الكُتُبِ بِلَفْظِ (نَزَلَ) أوْ (يَنْزِلُ)، أوْ بِلَفْظِ (هَبَطَ) أوْ (يَهْبِطُ) ، أوْ نحوَ ذلكَ.
ومعلومٌ أنَّ النَّزولَ لا يَكُونُ إلاَّ منْ أَعْلَى ، فهيَ دَالَّةٌ على أنَّ الرَّبَّ تَعَالَى مَوْصُوفٌ بصفةِ العُلُوِّ بِجَمِيعِ أنواعِهِ ، وأنَّها صفةٌ ذَاتيَّةٌ كَمَا سَيَأْتِي.
وأمَّا النُّزولُ فهوَ صفةٌ فِعْلِيَّةٌ ، يَنْزِلُ إذا شَاءَ .
وفي الحديثِ : ((أنَّهُ يَنْزِلُ كلَّ ليلةٍ حينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيلِ الآخِرُ)) ، وأنَّهُ يَقُولُ: ((مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟)) ، يَتَوَدَّدُ إلى عِبَادِهِ وهوَ عَنْهُم غَنِيٌّ.
وإذا آمَنَّا بهذهِ الصِّفةِ فإنَّنا نَكِلُ كَيْفِيَّتَهَا إلى اللهِ الَّذي أَثْبَتَهَا لنفسِهِ ، ولا نَتَقَعَّرُ في ذلكَ ، ولا نُبَالِغُ في الإنكارِ، بلْ نَقُولُ : يَنْزِلُ كما يَشَاءُ.

فإذا قالُوا: إنَّ النُّزولَ يَسْتَدْعِي الحركةَ ، أوْ أنْ يَخْلُوَ منهُ العرشُ، أوْ أنْ يكونَ بَعْضُ المخلوقاتِ فَوْقَهُ ، أوْ أنْ يكونَ مَحْصُورًا .

قُلْنَا : سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ ، تَعَالَى اللهُ على أنْ تُدْرِكَهُ الظُّنونُ ، وأنْ تَتَخَيَّلَهُ الأفهامُ ، وأنْ تُمَثِّلَهُ الأوهامُ ، تَعَالَى اللهُ عنْ ذلكَ ، بل الرَّبُّ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
وَنُزُولُهُ يَلِيقُ بهِ ، ولا يُمَاثِلُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ في هذهِ الصِّفةِ .
وقدْ تَكَلَّمَ على هذا الحديثِ شَيْخُ الإسلامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ فِي رسالةٍ مُسْتَقِلَّةٍ بِعُنْوَانِ (شَرْحُ حَدِيثِ النُّزُولِ) ، وهيَ رسالةٌ قدْ تَقْرُبُ منْ سِتِّينَ صَفْحَةً أوْ أَكْثَرَ في بعضِ الطَّبَعَاتِ ، كلُّهَا على هذا الحديثِ ، وما ذاكَ إلاَّ لكثرةِ الخَوْضِ فيهِ ؛ حيثُ رُفِعَ إليهِ هذا السُّؤالُ، وكانَ منْ جُمْلَةِ ما أَشْكَلَ على السَّائلِ الَّذي أَنْكَرَهُ قالَ : إنَّ اللَّيلَ يَخْتَلِفُ باختلافِ البلادِ ، فقدْ يكونُ ثُلُثُ اللَّيلِ في هذا البلدِ ضُحًى وَنهَارًا في بلدٍ آخرَ ، فَيَلْزَمُ منْ ذلكَ أنْ يَكُونَ النُّزولُ مُسْتَمِرًّا عندَ كلِّ أهلِ جِهَةٍ في ثُلُثِ لَيْلِهِم .
أَجَابَ شيخُ الإسلامِ: ( أنَّهُ لا مَانِعَ ؛ فإنَّ اللهَ تَعَالَى لا يَشْغَلُهُ شأنٌ عنْ شَأْنٍ ، ولا مَانِعَ أنْ يَنْزِلَ عندَ هؤلاءِ وهؤلاءِ كَمَا يَشَاءُ ، وَأَيْضًا يُمْكِنُ أنْ يَخْتَصَّ النُّزولُ ببلادِ المسلمِينَ ).
وبكلِّ حالٍ ، نُثْبِتُ هذهِ الصِّفةَ ولا نَرُدُّهَا ، لِمَاذَا ؟ لأنَّ اللهَ تَعَالَى على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
ولأنَّ الَّذينَ نَقَلُوهَا هم الَّذينَ نَقَلُوا جميعَ الأحكامِ ، فإذا رَدَدْنَاهَا لَزِمَ أنْ نَطْعَنَ فيهم وَفِيمَا نَقَلُوهُ ، وَنُخَطِّئَهُم ؛ ولهذا يَقُولُ أبو الخطَّابِ الكَلْوَذَانِيُّ في عقيدتِهِ :

قـالُوا: النُّزولُ؟ فَقـُلْتُ: نَاقِلُهُ لنا = قـومٌ هـم نـَقــَلـُوا شـَرِيـعـَةَ أَحْمـَدِ

قالُوا: فَكَيْفَ نُزُولُهُ؟ فَأَجَبْتُهُم: = لمْ يـُنْقَلِالـتَّكْيِيفُ لـي في مـُسْنَدِ
يقولُ: نَاقِلُوهُ لَنَا هم الَّذينَ نَقَلُوا الشَّريعةَ ، فكيفَ نَرُدُّ هذا النَّقلَ ونَقْبَلَ أَمْثَالَهُ وَعَشَرَاتِ الأمثالِ لهُ ؛ لِمُجَرَّدِ أنَّ العقلَ أَنْكَرَ هذا في زَعْمِكُم ؛ معَ أنَّهُ زَعْمٌ خاطئٌ ؟! وإذا أَثْبَتْنَاهُ فلا نَخُوضُ فيما وَرَاءَ ذلكَ كَمَا تَقَدَّمَ ، معَ أنَّنا لا نَقُولُ : إنَّ نُزُولَهُ يُشْبِهُ نُزُولَ الإنسانِ منْ كذا وكذا ؛ فإنَّ هَذَا خطأٌ .

وَخَطَّأَ العلماءُ النَّقلَ الَّذي ذَكَرَهُ ابنُ بَطُّوطَةَ في رِحْلَتِهِ ؛ حيثُ إنَّهُ ذَكَرَ أنَّهُ وَصَلَ إلى دِمَشْقَ ، يقولُ : فَوَجَدْتُ فيها ابنَ تَيْمِيَّةَ ، وإذا هوَ على المِنْبَرِ يَتَكَلَّمُ على النُّزولِ ، فقالَ : إنَّ اللهَ يَنْزِلُ كَنُزُولِي هذا ، يَعْنِي من المِنْبَرِ .
قالُوا : هذا كَذِبٌ على ابنِ تَيْمِيَّةَ مِن ابنِ بَطُّوطَةَ ؛ فابنُ تَيْمِيَّةَ قدْ تَكَلَّمَ على النُّزولِ في هذا الحديثِ ولم يَقُلْ إنَّهُ كَنُزُولِي مِنْ على المِنْبَرِ ، أوْ نُزُولِي من السَّطحِ ، أوْ نحوَ ذلكَ ، بلْ قالَ : يَنْزِلُ كما يَشَاءُ .

ثمَّ خَطَّؤُوهُ أَيْضًا وقالُوا : إنَّ ابنَ بَطُّوطَةَ لَمَّا أَتَى إلى دِمَشْقَ كانَ ابنُ تَيْمِيَّةَ قَدْ سُجِنَ في القلعةِ ، فَكَيْفَ رَآهُ ؟ مِمَّا يَدُلُّ على أنَّهُ كَذَبَ هذهِ الْكَذْبَةَ ، أوْ تَلَقَّاهَا منْ بعضِ الكاذِبِينَ ، فلا يُقَالُ : إنَّ ابنَ تَيْمِيَّةَ يُمَثِّلُ النُّزولَ بِنُزُولِ الإنسانِ ، وَحَاشَاهُ مِنْ ذلكَ.


  #4  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 07:57 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ :صالح آل الشيخ

القارئ:

(وَمِنَ السُّنَّةِ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ((يَنْزِلُ ربُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَمَاءِ الدُّنْيا)) ).

الشرح:

فلمَّا ذكر المؤلِّفُ ابنُ قدامةَ - رحمَهُ اللهُ تعالى - أنَّ الأصلَ الجامعَ لمذهبِ أهلِ السّنَّةِ والجماعةِ في الأسماءِ والصِّفاتِ أنَّهُم يمرونها كما جاءت بإثباتِ ذلك لفظاً ومعنًى ، والإيمانُ بما اشتملت عليه ، لا يتجاوزون القرآنَ والحديثَ ، بدأ بتفصيلِ الكلامِ على بعضِ الصِّفاتِ، فذكرَ بعضَ الأدلَّةِ من التَّنزيلِ ( من القرآنِ ) على بعضِ الصِّفاتِ كما مرّ معنا ، ثمَّ ذكر ماهو من الأحاديثِ في الصِّفاتِ ، فذكر حديث النزولِ :
-وهوَ قولُ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: ((ينزلُ ربُّنَا كلَّ آخرِ ليلةٍ)).

-وفي لفظٍ آخرَ: ((ينزلُ ربُّنَا في الثُّلثِ الأخيرِ من كلِّ ليلةٍ)).

-وفي بعضِ الرِّواياتِ: ((في النِّصفِ الأخيرِ من كلِّ ليلةٍ، فينادي عبادَهُ: هل من سائلٍ فأعطيَهُ؟ هل من داعٍ فأستجيبَ له؟ هل من مستغفرٍ فأغفرَ له؟))

وهذا نزولٌ خاصٌّ يليق بجلالِ اللهِ - جلَّ وعلا - وعظمتِهِ ، وليس هو كنزولِ المخلوقين كما يُعلَمُ من نزولِهِم ، وإنما هو نزولٌ خاصٌّ باللهِ - جلَّ وعلا - كسائرِ صفاتِهِ ، يثبتُ المعنى وينفى العلمُ بالكيفيَّةِ ؛ لأنَّ اللهَ - جلَّ وعلا - لا تتمثَّلُهُ العقولُ بالتَّفكيرِ ، ولا تتخيَّلُهُ القلوبُ بالتَّصويرِ {ليسَ كمثلِهِ شيءٌ وهو السَّميعُ البصيرُ}.

فالنُّزولُ يُثبت للهِ - جلَّ وعلا - على معتقدِ أهلِ السّنَّةِ والجماعةِ.
وأمَّا المبتدعَةُ من الكلابيَّةِ ، والأشاعرةِ ، والماتريديَّ ةِ، ومن قبلَهُم من المعتزلةِ ، ونحوِهِم ، فيتأوَّلُون هذه الأحاديثَ إذا أثبتوها بأنَّ معنى النُّزولِ نزولُ رحمتِهِ.
والجوابُ عن هذا التَّأويلِ إذ أنَّهُ:
أولاً: خلافُ الأصلِ ، واللهُ - جلَّ وعلا - أوجبَ علينا أن نؤمنَ بظاهرِ الآياتِ والأحاديثِ .

والثَّاني: أنَّ رحمتَهُ - جلَّ وعلا - نازلةٌ على العبادِ في كلِّ حينٍ ، فتخصيصُ الثُّلثِ الأخيرِ من الليلِ بنزولِ الرَّحمةِ لا معنى له ؛ لأنَّ رحمةَ اللهِ - جلَّ وعلا - نازلةٌ في كلِّ حينٍ وأوانٍ ، بل العبادُ لا يخلون من رحمةِ الله جلَّ وعلا ، ولو أُخلوا من رحمةِ اللهِ - جلَّ وعلا - لفسدَتْ معايشُهُم ، ولهلكَتْ أنفسُهُم .
فهذا تأويلٌ باطلٌ من أنْ يُتأوَّلَ النُّزولُ بنزولِ الرَّحمةِ ، بل هو نزولُ الرَّبِّ - جلَّ وعلا - كما وصفَهُ بذلك نبيُّهُ عليه الصلاةُ والسَّلام إذ لا يصفُ اللهَ - جلَّ وعلا - أحدٌ من الخلقِ أعلمُ من رسولِ اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّمَ - ولا أكثرَ تنزيهاً وتعظيماً من رسولِ اللهِ عليهِ الصلاةُ والسلام.


  #5  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 08:26 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ:صالح الفوزان .حفظه الله (مفرغ)


المتن:
(ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا) )

الشرح:
هذا الحديث الصحيح في حديث النزول , الحديث المشهور الذي جاء من عدة طرق عن جماعة من الصحابة: (ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر , فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟) ولذلك يستحب أن يكون الإنسان في هذه الساعة في ثلث الليل الآخر مستيقظاً , يدعو الله جل وعلا , ويتهجد ويستغفر حتى يحوز على هذه المنقبة العظيمة؛ فإنه وقت إجابة: (هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟) , فإذا وافق العبد هذه الساعة يتضرع بين يدي ربه , ويستغفر , ويسأل , ويتوب إلى الله؛ فإن الله يعطيه ما طلب.
وهذا الحديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , لا كلام في ثبوته , ولا مطعن في سنده، وفيه وصف الله جل وعلا بالنزول إلى سماء الدنيا، فهو حديث عظيم , نثبته كما جاء , وأن الله ينزل كما وصف نفسه بذلك، ولكن لا نتعرض لكيفيته لا نقول كيف ينزل , هذا لا نتعرض له , كسائر الصفات , لا نعرف كيفيتها , فالله ينزل على ما يشاء سبحانه وتعالى , كيف شاء، فنحن لا نبحث في كيفية النزول , وإنما نثبت النزول , ونكل كيفيته إلى الله جل وعلا (ينزل ربنا) أسند النزول إلى الله جل وعلا، وفي هذا رد على الذين يقولون: ينزل أمره؛ لأن هذا تأويل باطل، فالنبي صلى الله عليه وسلم أسند النزول إلى الرب , ولم يسنده إلى أمر الله، أيضاً أمر الله جل وعلا دائماً ينزل , ليس خاصاً بثلث الليل الآخر , دائماً ينزل أمر الله جل وعلا , ينزل أمره جل وعلا من السماء إلى الأرض دائماً وأبداً.
أيضاً مما يبطل هذا التأويل أن الله جل وعلا يقول: (هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟) هل الأمر يقول هذا؟ الأمر يقول: (هل من سائل فأعطيه!) هل الأمر يعطي! هل الأمر يغفر الذنوب! الأمر يتوب على من تاب!؟
بل هذه كلها صفات لله جل وعلا , وليست صفات لأمره سبحانه وتعالى , فهو ينزل كما يشاء جل وعلا , نثبت ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونعتقده , ولا ندخل في كيفيته، نقول: كيف ينزل؟ هل يخلو منه العرش أو لا يخلو؟ هل نزوله بحركة أو بغير حركة؟ هل , هل... إلى آخر التساؤلات، ثلث الليل يختلف باختلاف الأقاليم، كل هذا لا دخل لنا فيه , الذي خلق الأقاليم وخلق الليل والنهار هو الله جل وعلا , فهو ينزل كيف يشاء , وهو على كل شيء قدير سبحانه وتعالى , لا ندخل في هذه المتاهات , وهذه الأباطيل , ونتقول على الله وعلى رسوله ما لا نعلم، نحن لسنا مكلفين بذلك، كفاك أن تعلم أن الله جل وعلا ينزل إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، وأن تتعرض لهذه النفحات , ولا تحرم نفسك منها , فتقوم كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، وتسأل الله وتستغفره وتتوب إليه، أما أنك تقعد عن هذا الفضل وتقول: كيف ينزل؟ كيف كذا؟ كيف كذا؟ وتقول الليل يختلف , وتحرم نفسك من هذا الأجر الوافر وهذه النفحات العظيمة، هذا حرمان والعياذ بالله، بلغك هذا الأمر فعليك بالمبادرة والامتثال؛ لئلا تفوتك الفرصة، ولا تجلس تتساءل وتفكر , وتسأل فلان وفلان , هذه مشغلة ولا طائل تحتها.
فالله أخبرنا بهذا الأمر من أجل أن نستغل هذه الفرصة في كل ليلة، نبادر إليها , نتحراها , نعمة من الله جل وعلا وفرصة ثمينة، هذا هو المطلوب منا , المطلوب منا العمل، ليس المطلوب منا الاستشكالات والاعتراضات العقلية والقول على الله بلا علم، هذا ضلال والعياذ بالله.


  #6  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 08:31 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post تيسير لمعة الاعتقاد للشيخ: عبد الرحمن بن صالح المحمود .حفظه الله (مفرغ)


ثم إن الشيخ رحمه الله تعالى انتقل بعد ذلك إلى السنة, فقال (( ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم (( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيـا )) )) .

قوله : ومن السنة , يدل على منهج الشيخ رحمه الله تعالى , وهو المنهج الموافق للسلف رحمهم الله تعالى حيث إنهم يحتجون بالسنة, وبأخبار الآحاد في باب العقيدة, وقد سبقت الإشارة إلى هذا , فأهل السنة والجماعة يثبتون لله ما أثبته لنفسه أثبته لـه رسوله صلى الله عليه وسلم, فما اثبته رسوله من الصفات يثبتونه, ومن ذلك صفة النزول , التي دلت عليها الأحاديث الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم , والتي فيها : ((أن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له , من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر لـه حتى يطلع الصبح )) (1) .

وصفة النزول لله سبحانه وتعالى, إنما وردت في السنة, والسلف رحمهم الله تعالى حدثوا بهذه الأحاديث ورووها , واثبتوا ما دلت عليه كما يليق بجلاله وعظمته , ولا تلزم منها اللوازم الباطلة الي توهمهما المخالفون لهم من المعطلة والمشبهة, وقد ألَّف العلماء رحمهم الله تعالى كتباً مستقلة في إثبات النزول لله تبارك وتعالى , وهذه الكتب دالة على عناية السلف بهذه الصفة , نظراً لأنها متواترة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولأن كثيراً من المتكلمين بل عامة المتكلمين تأوَّلوا هذه الصفة بتأويلات باطلة.
مثل قولهم : إن الذي ينزل هو أمره أو رحمته, أو إن الذي ينزل ملك من الملائكة , وقد رد عليهم السلف رحمهم الله تعالى وبينوا أن هذه الأحاديث إنما دلت على إثبات صفة النزول لله سبحانه وتعالى دون أن تشبه بصفات المخلوقين, ومن ثم فلا يجوز تأويلها .

وأحب أن أقف وقفة مع صفة النزول لله سبحانه وتعالى فإن بعض الناس قد يخطر بباله خواطر تتعلق بهذه الصفة, ومنها كون جميع البلاد فيها ثلث الليل الآخر , ومنها أن الله عظيم أكبر من المخلوقات, فيكف ينزل إلى سماء الدنيا؟

والجوا ب على ذلك : أن هذه الخواطر إنما نشأت من توهم التشبيه , أي من توهم أن صفات الله مثل صفات المخلوقين, وهذه هي العلة التي نفى بها المنحرفون صفات الله , فإذا تأول صفة الكلام, أوصفة الوجه, أو اليدين لله سبحانه وتعالى, أو نحو ذلك , فإنك تجده شبه أولاً حيث قرأ الآية, فلما قرأها لم يفهم منها إلا ما هو من صفات المخلوقين, ثم إنه لما شبَّه صفة الله بصفات خلقه, واستقر هذا في ذهنه, فكّر فقرر أن هذا لا يليق بالله . فقال : إذاً نتأول هذه الصفة وننفيها عن الله سبحانه وتعالى لأن إثباتها يلزم منه التشبيه فوقع في التعطيل ثانياً . لكن لوأنه عندما وردت إليه نصوص الصفات عظم الله حق تعظيمه , ونزهه عن التشبيه لأثبتها منذ البداية , دون أن يكيفها , أو يشبهها بصفات المخلوقين , ولكان منذ البداية مثبتاً لها .
فمثلاً نقول فيما يتعلق بصفة النزول : إن الأوهام والخواطر التي تخطر بالبال, إنما نشأت من قياس الله بخلقه أو تشبيه الله بخلقه فيظن الظان مثلاً أن الله سبحانه وتعالى يقال في نزو لـه مثل ما يقال عن كوكب من الكواكب : إذا كان بعيداً ثم نزل, حيث تصبح السماء فوقه ويكون في جو الأرض ونحو ذلك . وهذا خطأ ناشئ من أن الإنسان ما عظم ربه حق تعظيمه ولا فهم أن الله سبحانه وتعالى لا يقاس بخلقه, يقول الله تبارك وتعالى : (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) (الزمر: من الآية67) .
إذا كانت السموات مطويات بيمينه, وإذا كانت الأرض قبضته يوم القيامة, وإذا كانت السموات السبع والأرضون السبع في يد الرحمن كخردلة في يد أحدكم , إذن كيف يأتي إنسان ويفهم أنه إذا نزل تصبح السموات فوقه ؟ أو يصبح العرش فوقه ؟
إن نزول الله تبارك وتعالى هو نزول يليق بجلاله وعظمته , ولا يشبه نزول المخلوقين , ولا يلزم منه أن يكون العرش فوقه, أو السموات فوقه , بل الله سبحانه وتعالى ينزل كما يليق بجلاله وعظمته , ولا نعلم كيفية نزوله .
فإذا قال قائل : كيف ينزل ؟ نقول : كيف هو ؟ فسيقول : أنا لا أعرف ذاته .
نقول كذلك أيضاً : نحن لا نعرف كيفية صفاته سبحانه وتعالى . إذن فأي لازم باطل يظنه الظان فيما يتعلق بنزوله سبحانه وتعالى هو غير لازم بالنسبة لله تبارك وتعالى. هذه مسألة .

والمسألة الثانية : مسألة اختلاف الليل والنهار ؛ فنقول : نحن نقطع يقيناً بأننا ونحن في هذا البلد حين يأتي ثلث الليل, فإن الله ينزل ونزوله يدل على قربٍ, كما أن نزوله سبحانه وتعالى عشية عرفة يدل على قربه تبارك وتعالى من أهل عرفة, وهذا القرب هوكما يليق بجلاله وعظمته, لكن نثبته لله سبحانه وتعالى حقيقةً ولا نتـأوله, فنحن نقطع بأنه في ثلث هذا الليل ينزل ربنا , وكذلك أيضاً في البلد الآخر الذي سكون ثلث ليلهم الآخر بعد ساعة أو ساعتين , نقطع أيضاً بأنه سبحانه ينزل كما يليق بجلاله وعظمته , والله سبحانه وتعالى لا يقاس بخلْقه .
وأيضاً فإنك لو تأملت في القضية الزمنية بالنسبة لليل والنهار تجدها محددة ومتعلقة بالشمس والأرض وما يتعلق بمجرَّاتها , وما فوق ذلك من عالم المجرات والسموات فلا نعلم عنه شيئاً, ومن ثم فكون الإنسان يفهم هذا الفهم, ثم يأتي ليقيس , نقول: هذا فهم خاطئ ؛ لأنه فهم قاصر محدود غير معظم لله تبارك وتعالى .
ودعوني أضرب لكم مثالاً يُبيّن أن الله سبحانه وتعالى لا يقاس بخلقه؛ نحن جميعاً نعلم أن الإنسان منا متصف بصفة السمع والله سبحانه وتعالى متصف بصفة السمع كما يليق بجلاله وعظمته .
تعالوا إلى صفتنا نحن ماذا نستطيع أن نسمع حينما تتعدد الأصوات ؟ كم صوت نستطيع أن نسمعه ؟
إذا تكلم أمام الواحد منها شخص واحد, فإنه يسمعه ويميز كلامه, أما إذا تكلم اثنان في وقت واحد بكلامين مختلفين , فإنه قد يسمعهما ويستطيع أن يميز كلام كل واحد منهما ولكن بصعوبة .
لكن لنفرض أن أمامه عشرة أشخاص كل منهم يتكلم بكلام في قضية مختلفة عن الآخر وفي وقت واحد , هل يستطيع الإنسان أن يميز كلام , كل واحد منهم ؟ الجواب : لا يستطيع ذلك ,بل إذا كان يمكنه أن يميز صوت واحد منهم لرفعه صوته أو لقربه منه , فإنه لا يستطيع أن يميز بقية الأصوات .
لنفترض أن أمامه ألف شخص كلهم يتكلمون في وقت واحد وفي موضوعات مختلفة, فمن المستحيل عليه أن يميز كلام كل واحد منهم ؛ لأن الإنسان يعجز عن ذلك تمام العجز .
لكن الله تبارك وتعالى لـه الكمال المطلق في سماعه وإحاطته بجميع الخلائق . فإن الناس يجتمعون في يوم عرفة مثلاً وهم أكثر من مليون شخص, يتكلمون بلغات مختلفة , فهذا يدعو, وهذا يسأل, وهذا يصلي , وهذا يلبي , ومع ذلك يسمع الله تعالى كل واحد منهم ولا يعجزه كثرتهم أو تعدد لغتهم أو اختلاف مسائلهم سبحانه وتعالى .
وفي غير عرفات أيضاً يجلس ويصوم من غير الحجاج مئات الملايين من الناس , وبالنسبة للحجاج كلهم واقفون بعرفات, وكلهم قد رفعوا أكف الضراعة يدعون ربهم تبارك وتعالى بمختلف أنواع الدعاء وعلى اختلاف اللغات , ومع ذلك هل يغيب عنه شيء ؟ هل يغيب عن سمعه شيء ؟ إن الله تعالى يسمعهم جميعاً ويجيبهم واحداً واحداً دون أن يشغله سمع عن سمع تعالى وتبارك .
إذن لو جاء قائل وأدخل عقله في القضية وقال : كيف يسمع ربنا تبارك وتعالى ؟ وكيف يمكن أن يسمع هذه الأشياء كلها بمختلف اللغات من ملايين الأشخاص ؟ نقول : نعم ربنا سبحانه قادر على كل شيء . وهنا يظهر موطن العجز بالنسبة للمخلوق والكمال للخالق , فالله سبحانه وتعالى متصف بصفة السمع , وصفة السمع تليق به ولا تشبه صفات المخلوقين .
كذلك أيضاً لو قال قائل : كيف ينزل والكرة الأرضية يستمر الوقت فيها ؟ نقول : نعم ينزل ربنا تبارك وتعالى في ثلث الليل الآخر كما يشاء سبحانه, ونزوله سبحانه وتعالى ليس كنزول المخلوقين , كما أن ذاته سبحانه لا تشبه ذوات المخلوقين , فهذا اللازم الذي ذكرتموه باطل لأنه مبني على تشبيه الله سبحانه وتعالى بخلقه .
وقد ورد في الحديث الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم (( أن الله سبحانه وتعالى يحاسب العباد يوم القيامة في ساعة )) وتصوروا كم عددهم ؟ لا يعلم عددهم إلا الله, ومع هذا يحاسبهم في ساعة, ويحاضر كل واحد منهم بمفرده محاضرة خاصة , يقرره تبارك وتعالى بذنوبه. كيف يتم هذا ؟ بالنسبة لنا نحن البشر لا نستطيع أن نتصوره لعقولنا القاصرة, ولكن نؤمن به ونصدق؛ لأنه من صفات العليم الخبير سبحانه وتعالى .
إذن أهل السنة والجماعة يثبتون لله صفة النزول ويقولون : إن نزوله حقيقي يليق بجلاله وعظمته, ويعلمون ويوقنون وهم في ثلث الليل الآخر أن الله قريب منهم, ومن ثم تتحرك قلوبهم وتدمع أعينهم, ويحسُّ الواحد منهم في هذا الوقت بقرب عظيم من ربه سبحانه وتعالى؛ لأنه يوقن بأن الله تبارك وتعالى كما أخبر عن نفسه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم قد قرب منهم, وأنه نزل تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله وعظمته لا يشبه نزول المخلوقين, أما من لم يثبت هبذه الصفة على منهاج السلف فهو معطل ليس له منهذه العبادة والفضل العظيم من نصيب .



_______________________
(1) أخرجه البخاري رقم (1145) كتاب التهجد ورقم (6321) كتاب الدعوات مسلم رقم ( 758) كتاب صلاة المسافرين


  #7  
قديم 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م, 10:36 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح فضيلة الشيخ: يوسف بن محمد الغفيص

--------------------------


  #8  
قديم 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م, 10:38 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post العناصر

العناصر

- عقيدة أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات .
- ذكر بعض أحاديث الصفات .
- إثبات صفة النزول لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته .
- دلائل إثبات صفة (النزول) لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته .
- منهج أهل السنة في إثبات صفة (النزول) لله تعالى .
- تأويل المبتدعة لصفة (النزول) .
- الرد على من أنكر صفة (النزول) .
- ذكر فرية ابن بطوطة على شيخ الإسلام ابن تيمية .

  #9  
قديم 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م, 10:39 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Question الأسئلة


الأسئلة
س1: اذكر الأدلة على ثبوت صفة النزول لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته .
س2: كيف ترد على من أول صفة النزول ؟
س3: قال بعضهم: ( الأرض كروية ، وثلث الليل دائر مع أجزاء الكرة الأرضية) .
ما وجه الإشكال عند من أثار هذا الاعتراض ؟، وما أصل شبهتهم؟، وكيف تجيب عنه ؟

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
النزول, إلى

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir