دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #18  
قديم 21 ربيع الثاني 1440هـ/29-12-2018م, 06:59 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالحة الفلاسي مشاهدة المشاركة
الاسلوب الإستنتاجي
{إنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} المجادلة (10)
الحمدلله الذي لا إله هو الفتاح العليم الرزاق الكريم ، والصلاة على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، اللهم افتح لنا فتوح العارفين وأفض علينا من فضلك العظيم ، أما بعد :
فقد نزلت هذه الآية لتسلية قلوب المؤمنين وتثبيتهم لما يلقوه من الحزن عند مشاهدتهم لتناجي المنافقين ، وتطمينهم من ما قد يقع من المخاوف في قلوبهم ، فذكر الله سبحانه في هذه الآية خبرا {إنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا} ، ووعدا {وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} ، ثم ذكر لهم سبيل النجاة {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
واشتملت الآية على فوائد وتأملات كثيرة أورد بعض ما ظهر لنا منها ، والله المستعان:
1. إن النجوى ( وهي المسارة التي يُتوهم بها سوءا) التي يتناجى بها المنافقون والكفار من الإثم والعدوان هي كائنة من الشيطان لا من غيره ، وجاءت (إنما) لتفيد الحصر ، إن ذلك من فعل الشيطان وتزيينه إنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ. فالنجوى فعل من أفعال الشيطان وهي نوع من أنواع الوسوسة التي يلقيها الشيطان.
2. الإخبار إن النجوى من الشيطان فيه دلالة عظيمة على كراهه هذا الفعل للنفس وتحريمه على المؤمنين ، فأي فعل يكون من الشيطان تشمئز منه الأنفس وتنفر منه النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ.
3. وبمعرفة أن النجوى من الشيطان ، دل على وجوب الإستعاذة من الشيطان ، واستحضار نية التعوذ من النجوى التي يلقيها ويزينها إنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ.[ الاستعاذة مصدر لفعل ماضي سداسي فالهمزة همزة وصل]
4. إن أحد أغراض الشيطان من النجوى هي إلقاء الحزن في قلوب المؤمنين ، وإلا فالشيطان له أغرض كثيرة في حال وسوسته مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا.
5. إن غرض الشيطان من النجوى التي يلقيها في في قلوب أهل الضلال ، ليست مقصودة لأنفسهم ، وإنما غرضه تحزين أهل الإيمان إنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا.
6. كما دلت الآية على عظم خطر الحزن الذي يلقيه الشيطان على قلوب المؤمنين ، لأن الحزن يضعف القلب ويوهن العزيمة و يثني عن الطاعة ، لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإستعاذة من الحزن مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا.
7. قد يطرأ على قلب المؤمن الحزن على تفريطه لطاعة أو وقوعه في معصية أومخالفة لربه ، ولكن الكيّس الفطن من أشغل فكره عن الحزن بما يدفعه به عنه لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا.
8. جاءت كلمة ليحزن بقراءتين ، "ليُحزن" والفعل للشيطان والمفعول الذين آمنوا ، و"ليَحزن" الذين آمنوا ويكون الذين آمنوا فاعلا، وعلى كلتا القراءتين إذا كان الحزن من النجوى أو من الشيطان فعلاجه بالإستعاذة من الشيطان ومن وسوسته بإلقاء النجوى إنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا .
9. إن الحزن الحاصل في قلوب المؤمنين لا ينافي اتصافهم بالإيمان لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ، لذلك تسمع المؤمنين من أهل الجنة حين يدخلون يقولون {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} (34) فاطر.
10. تضمنت هذه الآية العظيمة وعد من الله بأن ضرر الشيطان ممتنع عن المؤمنين إلا بإذن الله وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ.
11. وردت كلمة "شيئا" نكرة في سياق النهي فأفادت العموم ، فدلت الآية على انتفاء أي ضرر كائن من الشيطان على المؤمنين إلا بإذن الله وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا.
12. كما تضمنت الآية بضرورة الإيمان بالقضاء والقدر التي هي من صفات المؤمنين وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ.
13. و في الآية تطمين للمؤمنين وتأمين خوفهم من الشيطان وكيده وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا.
14. وفي قوله وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ، رسالة للمؤمنين بعدم الإكتراث بفعل المتناجين وما يلقيه الشيطان في روعهم ، لأنهم ليس بضارين المؤمنين إلا إذا أراد الله وِشاء وقدّر.
15. كما جاء في الآية الحث على عدم الخشية إلا من الله ، لأنه لا ينفذ إلا ما أراده وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ.
16. وأشارت الآية إلى أن أعظم ما يدفع به الشرور من المخاوف والأحزان من الإنس والجان هو صدق التوكل على الله ، وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ.
17. وفي تقديم الجار والمجرور إفادة للحصر ،فدلت الآية على وجوب إفراد الله بالتوكل ، وعدم إشراك أحد معه وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ.
18. وفي الآية دلالة على أن من أعظم ما يتصف به المؤمنون الكمّل هو التوكل على الله وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ.


المراجع:
· التحرير والتنوير لابن عاشور.
· تفسير ابن قيم الجوزية.
· المحرر الوجيز ابن عطية.
· نظم الدرر للبقاعي.
أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددك.
- كان يحسن بكِ تناول سبب النزول يشكل أوضح بالاستعانة بما ذكره ابن جرير في تفسيره.

الدرجة : أ
خصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir