دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > منتدى المسار الثالث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 16 شعبان 1443هـ/19-03-2022م, 09:49 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: بين الفرق بين لفظ (الأبدال) وألفاظ :الأقطاب والأغواث والنجباء والأوتاد.
تنوعت ألقاب هولاء الأئمة بحسب ما يغلب عليهم ومما يُعرف عنهم من فروع علم السلوك .
وبين لفظ (الأبدال ) وألفاظ : الأقطاب والأغواث والنجباء والأوتاد فرق كبير، فنبدأ أولاً بتعريفه :
-الأبدال: يراد بهم هم العلماء العاملون والعباد الصالحون .
-سموا به لأنه يخلف بعضهم بعضاً، كلما مات منهم أحد أبدل الله الأمة غيره .
قال ابن تيمية: (والذين تكلموا باسم البدل فسروه بمعانٍ: منها أنهم أبدال الأنبياء، ومنها أنه كلما مات منهم رجل أبدل الله تعالى مكانه رجلاً، ومنها أنهم أُبدلوا السيئات من أخلاقهم وأعمالهم وعقائدهم بحسنات، وهذه الصفات كلها لا تختص بأربعين ولا بأقل ولا بأكثر، ولا تُحصر بأهل بقعة من الأرض ) .
-استعمال السلف للفظ الأبدال، ووصفهم بعض الأئمة به، وممن استعمل هذا اللفظ: قتادة وابن المبارك والشافعي وأحمد ويحيى بن معين والبخاري وغيرهم.
فدل تعدد المرويات وكثرة استعمال السلف له، أن له أصل .

-أما ألقاب الأقطاب والأغواث والنجباء والنقباء والأوتاد .
- لم ترد عن السلف ولاذكر لها عندهم .
- أنها من إحداث الصوفية، وقد رووا فيها أحاديث باطلة لا تصح.
-ورد في بعض الألقاب معاني منكرة كلفظ (الغوث) فإن كان المراد به أن يستغاث به ، فهو شرك وضلال بعيد، وإن كان المراد اعتقاد أنه سبب للغوث ،ودعوة لتعظيمه فهو غلو وتزكية ووسيلة إلى الشرك به.

س2: (الهدى والرشاد راجعان إلى العلم والعمل) ، وضح ذلك.
من الأصول المهمة في أعمال القلوب معرفة حقيقة الهدى والرشاد، الذان هما راجعان إلى العلم والعمل.
والسائر إلى الله يحتاج إلى علم صحيح وإرادة جازمة صادقة ليسلك طريق الحق والرشاد ؛ وهذا يقتضي تزكية النفس بمعرفة ما يحب الله ويرضاه ويقرب منه ،وما قد يسبب البعد عنه، من قول أو فعل أو غير ذلك، مع صدق عزيمة وقوة إرادة وهمة عالية وتطلع إلى معالي الأمور ،وتفقد مواضع الخلل، والسعي في إصلاحها ، ومجاهدة النفس على ذلك ، وتدريبها عليه شيئاً فشيئاً حتى تقوى ويشتد عودها عليه، ولا أفضل من تدبر كلام الله والنظر في وعده ووعيده، وقصصه وأمثاله، مع استشعار جلاله وعظمته وقربه ولطفه ،ولزوم الدعاء في كل وقت وحين، ومن جوامع الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه عنه شداد بن أوس بن ثابت رضي الله عنهما أنه قال له: (يا شداد بن أوسٍ! إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة، فاكنز هؤلاء الكلمات:
اللّهم! إني أسألك الثبات في الأمرِ، والعزيمة على الرُّشد، وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتِك، وحسن عبادتك، وأسألك قلباً سليماً، ولساناً صادقاً، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلم، وأستغفرُك لما تعلمُ؛ إنك أنت علامُ الغيوب.(
مع النظر في سير السلف الصالح وكيف مجاهدتهم لأنفسهم وسعيهم لخلاصها ونجاتها وطلبهم في ذلك أعلى المنازل .
نسأل الله أن يعيننا على إصلاح أنفسننا وأن يبلغنا أعلى المنازل بمنه وكرمه .

س3: قارن بين القلب المريض , والقلب الميت , والقلب الصحيح.
للقلوب شأن عظيم، وأحوال عجيبة، وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أنه يعتريها الأمراض والأسقام .
ولها أحوال أخرى من الطمأنينة والسكينة، والطهارة والزكاة وغيرها ،
وأصل القلوب على الفطرة فإذا عُرضت عليها الفتن اختلفت بحسب حالها معها.
وفقه هذه الأحوال ومعرفة أسبابها يعين على الشفاء من أمراضها، والسلامة من تقلبها وأخطارها وذلك لأن شفاؤها أعظم شأناً من حياة الأبدان وشفاؤها.
فالقلب الحيّ الصحيح، قلب المؤمن؛ أقرب القلوب للإنتفاع والإستجابة، كما قال تعالى: (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب( ، قال قتادة: يعني بذلك القلب: القلب الحيّ .
فهذا القلب ذاكر منيب خاشع مهتدي متبصر .
وأما القلب المريض، وهو قلب الفاسق والمنافق نفاقاً أصغر، ففيه مادّة خير ومادّة شرّ،فمتى ما غلبت تلك المادة كان إلى اهلها أقرب، ومرضه يشتد باشتداد أسبابها، وهو على خطر، لأن المعاصي بريد الكفر.
وأما القلب الميّت، وهو قلب الكافر والمنافق نفاقاً أكبر، فقد انتفى عنه الإيمان، وحبط عمله، وضلّ سعيه بما ارتكب من الكفر المخرج عن الملة، والعياذ بالله.

س4: بين آثار ودلائل محبة العبد لربه.
محبة الله عز وجل أصل الدين ومبناه وأجلّ قواعده وأعظمها، بل هي الفارقة بين الإيمان والنفاق، وللمحبة الصادقة شرطان عظيمان لا تصحّ دعوى المحبة إلا بهما:
الأول: أن تكون خالصة لله تعالى .
الثاني: أن تكون على هديَ النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما قال الله تعالى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } .
وللمحبة دلائل وآثار لمن صحت محبة الله في قلبه.
أولها :إخلاص العبادة لله عز وجل، بحيث يريد العبد وجه الله تعالى في شؤونه كلها.
2-اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو البرهان العظيم على صدق دعوى المحبة ،لأن المحبة تستلزم الطاعة.
3-الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس، وهو دليل المحبة الكاملة مع الاجتهاد في تحصيل ما يحبه الله، ودفع ما يبغضه الله .
قال ابن تيمية رحمه الله: (والجهاد : هو بذل الوسع - وهو كل ما يملك من القدرة - في حصول محبوب الحق ، ودفع ما يكرهه الحق؛ فإذا ترك العبد ما يقدر عليه من الجهاد كان دليلا على ضعف محبة الله ورسوله في قلبه.(
4-التواضع للمؤمنين والتذلل لهم تذلل عطف ورحمة وأخوة والعزة على الكافرين من غير ظلم لهم، قال الله تعالى:{ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِين }.
5- الموالاة في الله والمعاداة في الله، لأن من علامات سلامة القلب وصحة المحبة أن توالي أولياء الله وتعادي أعداء الله، وتعظم ما عظمه الله، وتحقر ما حقره الله، وترضى لما يرضي الله، وتغضب لما يغضب الله.
6-الهجرة إلى الله هجرة حسية عند وجوبها أو استحبابها، أو الهجرة المعنوية كما في صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه .(
والهجرة المعنوية شأنها،والمؤمن مأمور بأن يحققها؛ وذلك بترك جميع ما نهى الله عنه نهي تحريم أو كراهة من قول أو فعل أو اعتقاد.
قال ابن القيم رحمه الله :(الهجرة هجرتان :
الهجرة الأولى: هجرة بالجسم من بلد إلى بلد ، وهذه أحكامها معلومة وليس المراد الكلام فيها .
والهجرة الثانية: الهجرة بالقلب إلى الله ورسوله ، وهذه هي المقصودة هنا، وهذه الهجرة هي الهجرة الحقيقية، وهي الأصل، وهجرة الجسد تابعة لها .
7-أن لا يخاف في الله لومة لائم، لأن المحب التام المحبة لا يؤثر فيه لوم اللائم ولا عذل العاذل، بل ذلك يغريه بملازمة المحبة .
7-كثرة ذكر الله؛ فإن من أحب شيئاً أكثر من ذكره .

س5: بين أهمية الجمع بين المحبة والخوف والرجاء.
قال ابن القيم رحمه الله: (القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر؛ فالمحبة رأسه، والخوف والرجاء جناحاه؛ فمتى سلم الرأس والجناحان فالطير جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان؛ فهو عرضة لكل صائد وكاسر) .
والمؤمن يحتاج في سيره إلى الله أن يجمع بين المحبة والخوف والرجاء
فمحبة الله تدفع العبد إلى التقرب إلى مولاه، وعلى حسب قوة المحبة وضعفها تكون المسارعة في الطاعات والكف عن المحرمات.
ومع هذه المحبة فالعبد وجلٌ خائف من عذاب الله سواءً كان دنيوي أو أخروي ، وتجده يرجوا فضله وثوابه طامعٌ في ما عنده من الخير، وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم،والذي عليه سلفنا الصالح رضوان الله عليهم .
وهذه العبادات هي أصول العبادات وعليها مدارها، وقلب المؤمن يتقلب بينها.
فالمؤمن يعبد الله محبة له كما قال الله تعالى :(والذين آمنوا أشد حباً لله)
ويعبده خوفاً من عقابه كما أمره الله بقوله: ( وخافون إن كنتم مؤمنين)
ويعبده رغبة في ثوابه وفضله حيث قال تعالى:( واسألوا الله من فضله)

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir