المجموعة الأولى
س1: جمع النفس لطلب العلم والترقي فيه مهم لطالب العلم، وضح كيف يكون ذلك.
يجب على طالب العلم تحديد هدفه, والتركيز عليه, ووضع منهجية معينة للوصول إلى هذا الهدف, ويبتعد عن تشتيت نفسه, وذلك بكثرة التغيير في ما يضعه من مخططات,, فكلما سلك طريقا, رجع فيه, وابتدأ آخر من جديد, بل عليه أن يمشي مثابرا, جامعا لشتات نفسه وقلبه, سائرا في طريق الطلب, على خط مستقيم, لا يتوقف إلا لينظر في حاله, أين وصل فيما تلقاه, ليأتي بالوسائل المعينة له على الترقي والصعود التدريجي, ولا يتردد ولا يستح في طلب العون ممن يراه اهلا لذلك, ولا يكون هذا إلا إذا كان لدى طالب العلم شغف وحب لما يطلب, فهذا من اشد المحفزات للمضي للأمام.
كذلك يجب عليه ترتيب أولوياته في الطلب, فيبدأ بالمهم, فيبدأ بالقرآن, ثم يتدرج في باقي العلوم, بحسب ما يرى فيه الفائدة, ويتبع ما وضعه العلماء من خطوات يسير عليها لتعينه في التحصيل.
س2: ما موقف طالب العلم من خطإ شيخه؟
أولا: يجب على طالب العلم أن لا يتصيد الأخطاء لشيخه, فيتابعه متابعة الصياد, المحاسب.
ثانيا: الشيخ ليس بمعصوم عن الخطأ, فإحتمال الخطأ منه وارد, وجل من لا يسهو, فلا يكون وقوع الشيخ في الخطأ, سببا في سقوطه من عين الطالب, فهو بشر, ولا ينجو من هذا أحد.
ثالثا: إن أخطأ الشيخ في درس طلابه, ولم يكن هناك تسجيل للدرس, فيحسن بالطالب أن ينتظر انتهاء الدرس, ثم ينبه الشيخ على الخطأ, بأسلوب حكيم, يراعي فيه أدب مخاطبة التلميذ لشيخه, فلا يحرج الشيخ مع إمكانية تدارك الخطأ.
رابعا: إن وقع الخطأ وكان الدرس يسجل, أو كان الحضور ممن لا يعتاد حضورهم, وجلوسهم للشيخ , فيجب التنبه وقت حدوث الخطأ, مع مراعاة الأدب وحسن مخاطبة شبخ, وهذا فيه فائدة للحضور, وحفظ للعلم, وفائدة للشيخ كذلك, فتنبيهه على ما وهم فيه لتصحيحه, يدفع عنه المقالة, ويرفع مكانته لدى طلابه.
س3: كيف يمكن أن يؤثر الطالب على نشاط الشيخ في درسه؟
الطالب النشيط, المنتبه, المصغي لما يقوله الشيخ, غير لاه عنه, يبعث في الشيخ النشاط والحماس للتدريس, لأن هناك من يستفيد مما يقوله, فيعطيه نشاط الطالب وانتباهه نشاطا للإستمرار, ويبعد الملل عن الدرس, بعكس الطالب الكسول, الذي يظهر الملل على قسماته, وجوارحه, فتراه يعبث بما حوله من أوراق, وكتب, تدور عيناه يمينا وشمالا, شارد الذهن, فمثله يخمد نشاط شيخه,, فتكون كلمات الشيخ مجرد إلقاء لا روح فيه, فعلى الشيخ إذا رأى الفتور تسرب إلى طلابه, أن يمسك عن التدريس, لأن عدم الإنتباه مضنة عدم الفهم, فقد قالَ الْخطيب البغدادي رَحِمَه اللهُ تعالى :"حق الفائدة أن لا تسَاق إلا إلى مبتغِيهَا، ولا تعرَض إلا على الراغبِ فيها ، فإذا رَأى المحدث بعض الفتورِ من المستمِع فليسكت ، فإن بعض الأدباء قالَ: نشاط القائلِ على قَدر فهمِ المستَمِع" .
س4: اشرح العبارة التالية: "من دخل في العلم وحده، خرج وحده"
أجمع العقلاء على أن من أراد تعلم صنعة, فعليه الذهاب إلى صانع متقن لها, ليتعلم على يديه, وطلب العلم أولى بهذا الشرط, فقد نقل, ووصل إلينا, يتلاقاه جيل عن جيل, فلا يكون إلا بالجلوس إلى المشايخ, وأخذ العلم عنهم مشافهة, وإلا: من سلك طريقه وحده, معتمدا على فهمه الخاص وقراءته الكتب, خرج وحده, فلا هو جلس واستفاد, ولا هو حصل العلم, فبقي وحده, وهذا كقولهم: من كان شيخه كتابه, كان خطؤه أكثر من صوابه, فتلقي العلم عن المشايخ له عدة فوائد, منها:
- يقصر طريق الطلب على الطالب, فيأخذ خلاصة المسائل, والفوائد من الشيخ.
- قلة الخطأ, فأفهام الناس تختلف, وقد يفهم ما يقرأ بشكل خاطئ أو معكوس, فالشيخ يشرح ويوضح المراد.
- الرابطة التي تكون بين الطالب وشيخ, هذه يعدمها من دخل في العلم وحده.