أجب على الأسئلة التالية:
السؤال الأول:
فسّر باختصار قول الله تعالى:-
{وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74)} آل عمران.
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)
قال جماعة من المفسرين: نزلت هذه الآية في أمر القبلة، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الصبح إلى الشام، كما كان يصلي، ثم حولت القبلة، فصلى الظهر، وقيل العصر إلى مكة، فقالت الأحبار لتبّاعهم وللعرب: آمنوا بالذي أنزل في أول النهار واكفروا بهذه القبلة الأخيرة.
_يخبر الله سبحانه وتعالى أن طائفة من أحبار اليهود ذهبت لخديعة المسلمين ,بأن قالوا لنظهر الإيمان لمحمد عليه الصلاة والسلام صدر النهار ,ثم نكفره في آخره ,فيشك المسلمون ,مابال هؤلاء كانوا معنا ثم أنصرفوا عنا ؟فيشكون ولعلهم يرجعون عن الإيمان بمحمد عليه السلام .
والضمير في قوله "آخره " عائد على النهار .
وقيل معنى" يرجعون ": عن مكة إلى قبلتنا وهي الشام .
قال تعالى (وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ ) .
معناها : أي لاتجعلوا تصديقكم النبي في شيء مما جاءكم به إلا لليهود ,فإنكم إن قلتم ذلك كان عوناً على تصديقه , وإنه لن يعطى أحد من علم النبي صلى الله عليه وسلم مثل ماأعطيتم .
قال تعالى (قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ )
يبين الله سبحانه وتعالى أنه هو الذي يهدي قلوب عباده , بما ينزل الله على نبيه من الحجج والدلائل القاطعة .
قال تعالى (أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ )
أي : لاتظهروا ماعندكم من العلم , للمسلمين فيتعلمون منكم , ويتميزون عليكم , ويحاجوكم به عند الله .
قال تعالى (قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )
أي : سبحانه هو المعطي والمناع ,جميع الأمور تحت تصريفه متى شاء ,يهب لمن يشاء العلم , ويضل من يشاء ويعمي بصره وبصيرته , عليم بعبادة وسع كل شيء علما ً .
قال تعالى (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) .
أي أن الله سبحانه أمتن عليكم أيها المسلمون , وخصكم بالفضل العظيم ,أرسل إليكم بأشرف الرسل , وأعظم الشرائع , وهداكم للإسلام .
السؤال الثاني:
حرّر القول في المسائل التالية:
1: المراد بالمكر في قوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54)} آل عمران.
المكر في اللغة : السعي على الإنسان دون ان يظهر له ذلك .
وقيل معناه : من الخلائق خب الخداع .
وقيل : من الله المجازاة على ذلك .
وقيل : مكر الله لهم بحيث استدراجهم من حيث لايعلمون .
وقيل : أن مكر الله بهم كان أمر عيسى عليه السلام , كان في بيت كوة , فدخل رجل ليقتله ,ورفع عيسى من البيت , وخرج الرجل في شبهه يخبرهم انه غير موجود فقتلوه ." خلاصة أقوال الزجاج وابن عطية وابن كثير .
2: معنى الفوقية في قوله تعالى: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (55)} آل عمران.
معنى الفوقية قولان هما :
1/أنهم فوقهم بالحجة والبرهان .
2/أنهم فوقهم بالغلبة والبسطة واليد , " خلاصة الزجاج وابن عطية " .
وقيل : أن الحواريون من نصروه جعلهم الله فوق الكافرين , لأنه شرفهم وأبقى لهم في الصالحين ذكراً .
وقيل : أن الإسلام واهله فوقهم إلى يوم القيامة , بخبر النبي الكريم , بأنه سيكون آخرهم من يفتح القسطنطينة , ويستفيؤن مافيها من أموال , ويقتلون الروم مقتلة عظيمة ." خلاصة أقوال الزجاج وابن عطية وابن كثير " .
3: معنى لبس الحق بالباطل في قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71)} آل عمران
معناه :تعلمون أنه الحق ومع ذلك تغطونه بباطلكم .
وقيل :التوراة المنزلة هو الحق الذي لبسوه ؛وماكتبوه بأيديهم ونسبوه للتوراة هو الباطل .
قال ابن عباس : الحق هو إسلامهم بكرة ؛والباطل هو كفرهم عشية .
وقال قتادة وابن جريج : لم تخلطون الحق بالباطل ، وانتم تعرفون أن الإسلام لايقبل غيره .
وقال الفقيه أبو محمد : لم توجودون هذه الأديان ،وتبقون عليها فيكون ذلك لبس على الناس .
وقال بعض المفسرين: الحقّ الذي لبسوه قولهم: محمد نبي مرسل، و «الباطل» الذي لبسوه به قول أحبارهم: لكن ليس إلينا بل ملة موسى مؤبدة ."ذكره ابن عطية "
وقيل :تكتمون ما في كتبكم من صفة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم وأنتم تعرفون ذلك وتتحقّقونه)."ذكره ابن كثير "